Professional Documents
Culture Documents
كانت عمليات التطّ ُور والتغي ير ،ومن ثم التق ّد ُم تس ير بش كل بطيء في العص ور الس ابقة ،ثم ب دأت ت زداد
سرعة إيقاعها كلما اقتربنا من بدايات القرن العشرين المنصرم .كما أن الفجوة المعرفية بين األجيال ظلت
متقاربة طوال القرون السابقة ،ما كان يمثّ ِل إطارًا من التق ارب المع رفي يجع ل من مهم ة التربي ة في نق ل
الخبرات والمعارف من السلف إلى الخلف أمرًا يسيرًا .ث ّم بدأت التغيرات العلميَّة والسريعة المتالحق ة ،م ع
منتصف القرن العشرين ،فأصبحت المسافة بين المعلوم ة واإلنس ان تق ترب من المس افة ال تي تفص له عن
مفتاح جهاز الحاسوب (الكومبيوتر) ش يًئا فش يًئا .كم ا أص بح وقت الوص ول إلى المعلوم ة يق اس بال دقائق
والثواني.
ففي الماضي كان المعلّ ِم/ة ينقل العلم إلى المتعلّ ِم/ة من طريق الشرح والرد على استفس اراته أي من طري ق
المحادثة بينهما ،وكان ع دد المس تمعين للمعلّ ِم/ة الواح د مح دودًا .بع د ذل ك أتت مرحل ة (ث ورة) الق راءة /
الكتابة وأص بح من الممكن ألع داد كب يرة أن تتلقى العلم من المعلّ ِم/ة ،والقان ات المتاح ة هي القلم وال ورق
واللوح والطبشورة وبالتالي فقد تغيّ َر دور المعلّم/ة ،ولم تعد مهمته تقضي بنق ل المعلوم ات ب ل بتوض يحها
وشرحها.
اليوم ،وبعد ان تط َّورت المعلوماتية وتح َّولت من برامج ذات صيغة أمنية 1الى آلة حاس وب تس تقبل ب رامج
تمثّ ِل ذكا ًء ص ناعيّاً ،تم ِّكن من اس تغالل ت دفق االلكترون ات 2 وض بطها ،أص بح باس تطاعتها أن تك ون في
خدمة اإلنسان والمجتمع وانتقلت من م ادة ت درَّس في الجامع ات إلى وس ائل وأدوات وتقني ات تس تخدم في
التعليم ،وأصبحت تسهم في تغيير بيئة التعلّ ُم في شتى المواد التعليمية .
كم ا أص بح من الممكن أن يحم ل التلمي ذ/ة في مدرس ة المس تقبل جه از كوم بيوتر نقّ االً ،وس يحل الكت اب
اإللكتروني “EBook” الذي يحت وي على ك ل م ا يحتاج ه المتعلّ ِم /ة من كتب وأدوات ووس ائل اتص ال،
مكان الحقيبة المدرسية التي ق د يص ل وزنه ا إلى أك ثر من وزن حامله ا أحيانً ا .فالعص ر الق ادم ممكن أن
يكون عصر التعليم اإللكتروني “E-Learning”.وقد يجلس الطالب في يوم من األيام على كرسيّه أم ام
طاولة مجهَّزة بمفاتيح بمداخل ومخارج إلكترونية وكهربائية ،منها ما يسمح ل ه بإيص ال جه ازه المحم ول
بالتيار الكهربائي وآخر لالتصال بالشبكة المحلية للتواصل مع المعلّ ِم/ة وزمالئ ه في الص ف .وق د تس تخدم
تقنيات (تس تخدم حاليّ ا ً في بعض الجامع ات داخ ل لبن ان وخارج ه) جدي دة ك التعليم عن بع د ”Distance
”Learningمن خالل الشبكات اإللكترونية وم ؤتمرات الفي ديو والهوات ف الجوال ة ال تي أص بحت تم ِّكن
ي وقت وأ ّ
ي زمان. حاملها من الحصول على المعلومة والتواصل مع العالَمين الداخلي والخارجي في أ ّ
وقد تغي َّر دور المعلم/ة من مجرد الناقل والمصدر الوحيد للمعلومات ومربّ ومعلّم للقيم والعادات ،وأصبح
دوره اكتشاف المواهب وتنميتها وصقلها من طريق الفهم واالستيعاب فأصبحت العملي ة التربوي ة تتمح ور
حول التلميذ/ة.
المعلوماتية
هي العلم الذي يدرس الحوسبة ومعالجة البيانات والنظريات والتطبيق ات ال تي تش كل األس اس لمكنن ة نق ل
المعلومات وتش غيلها ومعالجته ا وتحليله ا من خالل دراس ة ب رامج وتطبيق ات الكوم بيوتر ”“Software
البرمجي ات” ومكون ات الكوم بيوتر الملموس ة “Software” العت اد.فالمعلوماتيّ ة َ”“Informaticsهي
دراسة الطرائق المستخدمة في نشر المعلومات وحفظها واآلليات التي تُيس ِّر عملية هذا النشر والحفظ بغي ة
تطبيق التقنيات ال تي يق وم عليه ا ذل ك كل ه في مختل ف المي ادين التربوي ة والعلمي ة واإلداري ة والص ناعية
والتجارية.
التكنولوجيا
للتكنولوجيا أكثر من تعريف:
التط وير وتط بيق األدوات وإدخ ال اآلالت والم واد والعملي ات التلقائي ة ،أي اس تعمال األدوات
والقدرات المتاحة لزيادة إنتاجية اإلنسان و تحسين أدائه .إنها منهجي ة تط بيق المعرف ة العلمي ة في
المهام العملية.
طريقة التفكير فى استخدام المعارف والمعلومات والمهارات بهدف الوص ول إلى نت ائج إلش باع
لقد شاع تعبير التكنولوجيا وكثرت استعماالته بين الناس في العالم العربي .فاس تخدمت مص طلحات رديف ة
لها بالعربية كالتقنية والتقانة .أما المفهوم الشائع لمصطلح التكنولوجيا فهو اس تعمال الكوم بيوتر واألجه زة
الحديثة والمتطورة .وباعتقادنا أن النظرة محدودة الرؤية ،فالكومبيوتر هو نتيجة من نتائج التكنولوجيا.
تكنولوجيا التعليم
هي طريقة منهجية لتصميم العملية التربوية وتنفيذها وتقويمها استنادًا إلى أهداف محددة من خالل استخدام
المصادر والموارد البشرية وغيرها إلكساب التربية المزيد من الفعالية.
ّ
تحس ِن كف اءة كما وتعرف بأنها علم وممارسة لتسهيل العملية التربوي ة بناحيتيه ا “ التعلّ ُم والتعليم” وهي
تحس ِن أداء التالم ذة من خالل اس تخدام الم وارد واألدوات التكنولوجي ة ّ النظام التعليمي وفعاليته .كما أنه ا
المالئمة لتحقيق األهداف التربوية والتعليمية .فتكنولوجيا التعليم تعتمد على المعرفة النظري ة المس تمدة من
كما توفر تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت إمكانات هائلة وتحدث تحوالت جذرية ،منها:
كان المعلّم/ة هو المرسل الوحيد للمعلومات إلى التلميذ/ة أما اليوم فق د أص بح المعلّم/ة والتلمي ذ/ة
شريكين في العملية التربوية.
ّ
الحاسوب والتكنولوجيا الحديثة يساعدان المعل ِم/ة على طرح المواضيع التعليمية بطريقة مبس طة
وواضحة وتم ِّكنانه من إيصال المعلومات إلى التلميذ/ة بسرعة وسهولة.
تمكين المعلّم/ة من طرح المواضيع وعرضها باستخدام الوسائط المتعددة “Multimedia”.
3
تمكين المعلّم/ة من طرح المواضيع بطرائق مختلفة تساعد التالميذ على مستويات ع دة وق درات
استيعابية مختلفة وعلى االعتماد على النفس.
استخدام أسلوب المحاكاة في تمثيل األحداث واالختب ارات واأللع اب التعليمي ة ال تي تس اعد على
إكساب المتلقي مهارات عدة.
تساعد تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت التلميذ/ة على:
التفاعل مع المواضيع المطروحة وبخاصة بعد دمج الوس ائل الس معية والبص رية وغيره ا ال تي
تسمح باستخدام أكثر من حاسة لتلقي المواضيع المطروحة وتحليلها وفهمها.
التفاعل واإلبداع وتنمية القدرات والمعارف.
منهج للتفكير والبحث ورفع مستوى عطائه التربوي لبناء معرفته بنفسه.
ٍ اكتساب
تعزيز بعض القيم مثل احترام وجهات النظر المختلفة وتعزيز الثقة بالنفس.
كما ان تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت:
أساسي.
ٍ محور
ٍ تحوّل التلميذ/ة إلى
ترتقي بالعملية التربوية وترفعها إلى أعلى المس تويات ال تي تس مح بط رح المواض يع ب أكثر من
طريقة.
ّر العملية التربوية وتحوّلها من تلقينية إلى بنائية.
تطو ِ
تحوّل اللوح الخشبي إلى لوح تفاعلي/ذكي.
تلعب دورًا متم ًما لعمل المعلِّم/ة وتسمح بالتزاوج بين المجالين العملي والنظري.
توازي وتتماشى مع التطور والحداثة الحاص لين وتس اعد على تحقي ق األه داف التربوي ة بش كل
بسيط وسهل.
تفعّل العملية التربوية وتع ّمق الخبرات من خالل التجارب واالختبارات المتعددة.
لقد أسهمت تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت الحديثة بشكل فاعل في تطوير الكثير من المفاهيم التربوية
وع َّززت قدرات المعلّ ِمين والتالمذة على ح ّد سواء .فبالرغم من التحديات التي صنعتها هذه التكنولوجيا،
فإن نتائجها كانت إيجابية ،وحققت الكثير من القفزات العلمية والمعرفية .كما أسهمت في تخزين المعرفة
بشكل رقمي ،حيث أصبحت توضع كنصوص مكتوبة أو صوت أو صورة أو فيلم أو وثائق ورسومات
وجميعها متوافرة على شبكات اإلنترنت .فكان لها الدور األبرز في تطور العملية التربوية وتقدمها ،وذلك
من حيث إنها:
أ ّمنَت وسائل وأدوات حديثة قادرة على المساهمة في تحقيق األهداف التربوية.
حرَّرت األفراد من قيود التواجد في مكان معيّنَ والوصول إلى المعلومات العلمية وحيازتها.
وفّ َرت مكتبة هائلة من المعلومات التي تم ِّكن الباحث من الحصول عليها.
ط َّورت أشكال العمل التعاوني من خالل عمل المجموعات أو التواصل عن بعد لتنفيذ المشاريع التربوية.
أسهمت في تنمية قدرات التلميذ/ة واإلعتماد على ذاته وتعميق ثقته بنفسه.
الخاتمة
كل األسباب سابقة الذكر ،جعلت التربية والتعليم تعيد النظر في أسلوب التعليم المتبع لديها ،ألنّه
من الصعب وفي ظ ّل التكنولوجيا التي هي باألصل أساسها العلم ،أن تتخلّى التربية والتعليم عن
استخدام الطرق الحديثة للتعليم أو التدريس سواء في الجامعات Fأو المدارس ولكن كل هذا يعتمد
على إمكانيات تلك الدولة وما تستطيع توفيره من أدوات لجعل التدريس يتبع أحدث وسائل
التكنولوجيا المعاصرة.