You are on page 1of 20

‫اللغـة العـربية‬

‫التوحيد‬
‫(المستوى الثاني)‬

‫إعداد وتنسيق‬
‫قسم التعليم بالمكتب‬

‫توزيع المنهج على أسابيع الدراسة‬


‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات‬
‫مدة الدراسة‬
‫الموضوعبالربوة‬ ‫األسبوع‬
‫‪–45‬دقيقة‬
‫ناسوخ‬ ‫اإلسالمية‬
‫هاتف ‪4916065 -4454900‬‬ ‫الرياضالعقيدة‬
‫‪-11457‬‬ ‫‪ 1‬ص‪.‬ب ‪ 29465‬أسس‬
‫‪4970126‬‬
‫الموقع على الشبكة ‪ - www.islamhouse.com‬البريد اإللكتروني‬
‫‪rabwah@islamhouse.com‬‬
‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الثاني‬
‫‪2‬‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫اإليمان باهلل (‪)1‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫اإليمان باهلل (‪)2‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫اإليمان بالمالئكة (‪)1‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫اإليمان بالمالئكة (‪)2‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫الجن‬ ‫‪6‬‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫اإليمان بالكتب‬ ‫‪7‬‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫االختبار النصف فصلي‬ ‫‪8‬‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫اإليمان بالرسل (‪)1‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫اإليمان بالرسل (‪)2‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫اإليمان باليوم اآلخر‬ ‫‪11‬‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫الرد على إنكار الكافرين للبعث‬ ‫‪12‬‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫فتنة القبر وعذابه ونعيمه والرد على من أنكرها‬ ‫‪13‬‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫اإليمان بالقدر (‪)1‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫اإليمان بالقدر (‪)2‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫أسس العقيدة اإلسالمية‬ ‫األسبوع األول‬

‫الدين اإلسالمي – كما سبق – عقيدة وشريعة ‪ ،‬وقد أشرنا إلى شيء من شرائعه وذكرنا أركانه التي تعتبر‬
‫أساساً لشرائعه‪.‬‬

‫أما العقيدة اإلسالمية فأسسها ستة وتسمى أركان اإليمان وهي ‪:‬‬
‫‪ – 3‬اإليمان بالكتب ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬اإليمان بالمالئكة ‪.‬‬ ‫‪ - 1‬اإليمان باهلل ‪.‬‬
‫‪ – 6‬اإليمان بالقدر خيره وشره ‪.‬‬ ‫‪ – 5‬اإليمان باليوم اآلخر‪.‬‬ ‫‪ – 4‬اإليمان بالرسل ‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الثاني‬
‫‪3‬‬
‫وقد دل على هذه األسس كتاب اهلل تعالى وسنة رسوله ‪: ‬‬
‫ب ول ِ‬
‫َك َّن الْبِ َّر َم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س الْبِ َّر َأ ْن ُت َولُّوا ُو ُج َ‬
‫وه ُك ْم قبَ َل ال َْم ْش ِرق َوال َْمغْ ِر ِ َ‬ ‫ففي كتاب اهلل تعـالى يقول اهلل عز وجل ‪( :‬ل َْي َ‬
‫ين) [البقرة‪ ]177:‬ويقول في القدر ‪ِ ( :‬إنَّا ُك َّل َش ْي ٍء‬ ‫ْكتَ ِ ِ‬ ‫آمن بِاللَّ ِه والْيوِم اآْل ِخ ِر والْمالِئ َك ِة وال ِ‬
‫اب َوالنَّبيِّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬
‫صر) [القمر‪.]50-49:‬‬ ‫َخلَ ْقنَاهُ بَِق َد ٍر‪َ .‬و َما َْأم ُرنَا ِإال َواح َدةٌ َكلَ ْم ٍح بِالْبَ َ‬
‫وفي السنة عن عمر ‪‬قال ‪ ( :‬بينما نحن جلوس عند رسول اهلل ‪ ‬ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض‬
‫الثياب شديد سواد الشعر ال يرى عليه أثر السفر وال يعرفه منا أحد ‪ ،‬حتى جلس إلى النبي ‪ ‬فأسند ركبتيه‬
‫إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه ‪ ،‬وقال ‪ .‬يا محمد أخبرني عن اإلسالم ؟ فقال رسول اهلل ‪ : ‬اإلسالم أن‬
‫تشهد أن ال اله إال اهلل ‪ ،‬وأن محمد رسول اهلل ‪ ،‬وتقيم الصالة ‪ ،‬وتؤتي الزكاة ‪ ،‬وتصوم رمضان ‪ ،‬وتحج‬
‫البيت إن استطعت إليه سبيال – قال صدقت – فعجبنا له يسأله ويصدقه ‪ .‬قال ‪ :‬فأخبرني عن اإليمان ‪،‬قال أن‬
‫تؤمن باهلل ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر ‪ ،‬وتؤمن بالقدر خيره وشره ‪ -‬قال صدقت ‪ .‬قال ‪ :‬فأخبرني‬
‫عن اإلحسان ‪ -‬قال أن تعبد اهلل كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ‪ .‬قال ‪ :‬فأخبرني عن الساعة ‪ -‬قال ما‬
‫المسؤول عنها بأعلم من السائل ‪ .‬قال ‪ :‬فأخبرني عن إماراتها ‪ -‬قال أن تلد األمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة‬
‫العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان‪ .‬ثم انطلق فلبث ملياً ثم قال لي يا عمر أتدري من السائل ؟ فقلت اهلل‬
‫ورسوله أعلم ‪ ،‬قال ‪( :‬فأنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) رواه مسلم ‪.‬‬
‫وهذه األصول الستة قد اتفقت عليها الرسل و الشرائع ‪ ،‬ونزلت بها الكتب ‪ ،‬وال يتم إيمان المرء إال‬
‫باعتقادها ومن جحد واحد منها خرج من اإليمان إلى الكفر ‪.‬‬

‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫اإليمان باهلل (‪)1‬‬ ‫األسبوع الثاني‬

‫‪ – 1‬اإليمان باهلل‬
‫اإليمان باهلل ‪ :‬هو اإليمان واالعتقاد الجازم بأن اهلل رب كل شيء ومليكه وخالقه ‪ ،‬وأنه الذي يستحق وحده‬
‫أن يفرد بالعبادة ‪ ،‬وأنه المتصف بصفات الكمال المنزه عن كل نقص و عيب ‪ ،‬مع التزام ذلك والعمل به ‪.‬‬

‫* اإليمان باهلل يتضمن أربعة أمور‪:‬‬


‫األول‪ :‬اإليمان بوجود اهلل تعالى ‪:‬‬
‫وقد دل على وجود اهلل تعالى ما يلي ‪ :‬الفطرة‪ ،‬والعقل‪ ،‬والشرع‪ ،‬والحس ‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الثاني‬
‫‪4‬‬
‫‪ -1‬داللة الفطرة على وجود اهلل تعالى فإن كل مخلوق قد فطر على اإليمان بخالقه من غير سبق تفكير أو‬
‫تعليم ‪ ،‬وال ينصرف عن مقتضى هذه الفطرة إال من طرأ على قلبه ما يصرفه عنها ‪ ،‬لقول النبي ‪: r‬‬
‫"ما من مولود إال يولد على الفطرة ‪ ،‬فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " رواه البخاري‪.‬‬
‫‪ - 2‬داللة العقل على وجود اهلل تعالى فألن هذه المخلوقات سابقها والحقها ال بد لها من خالق أوجدها إذ ال‬
‫يمكن أن توجد نفس بنفسها‪ ،‬وال يمكن أن توجد صدفة ‪ .‬فهم لم يخلقوا من غير شيء ولم يخلقوا‬
‫أنفسهم ‪ ،‬ويؤكد هذا الدليل العقلي قول اهلل تعالى ‪َْ (:‬أم ُخ ِل ُقوا ِم ْن غَْي ِر َش ْي ٍء َْأم ُه ْم الْ َخالِ ُقون )‬
‫[الطور‪.]35:‬‬
‫‪ -3‬داللة الشرع على وجود اهلل تعالى فألن الكتب السماوية كلها تنطق بذلك وما جاءت به من األحكام‬
‫العادلة المتضمنة لمصالح الخلق دليل على أنها من رب حكيم عليم بما يصلح خلقه‪ .‬وما جاءت به من‬
‫األخبار الكونية التي شهد الواقع بصدقها دليل على أنها من رب قادر على إيجاد ما أخبر به ‪.‬‬
‫‪ -4‬وأما داللة الحس على وجود اهلل تعالى فمن وجهين‪:‬‬
‫الوجه األول ‪ :‬أننا نسمع ونشاهد من إجابة الداعين وغوث المكروبين ما يدل داللة قاطعة على وجوده‬
‫استَ َج ْبنَا لَهُ)‬ ‫تعالى ‪ .‬ويدل لذلك القرآن والسنة كما في قوله تعالى ‪( :‬ونُوحا ِإ ْذ نَ َ ِ‬
‫ادى م ْن َق ْب ُل فَ ْ‬ ‫َ ً‬
‫[الأنبياء‪ ، ]76:‬ومن السنة قصة اإلعرابي الذي دخل المسجد يوم الجمعة وسأل الرسول ‪ r‬أن‬
‫يستسقي لهم ‪.‬‬
‫الوجه الثاني ‪ :‬أن آيات األنبياء التي تسمى (المعجزات) ويشاهدها الناس أو يسمعون بها برهان قاطع‬
‫على وجود مرسلهم وهو اهلل تعـالى ألنها أمور خارجة عن نطاق البشر يجريها اهلل تعالى تأييدا لرسله‬
‫ونصراً لهم‪ .‬ومن أمثلة ذلك ‪ :‬موسى عليه السالم ضرب البحر فانفلق ‪ ،‬عيسى عليه السالم يحي‬
‫الموتى ‪ ،‬محمد ‪ r‬أشار إلى القمر فانفلق فرقتين ‪.‬‬

‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫اإليمان باهلل (‪)2‬‬ ‫األسبوع الثالث‬

‫الثاني ‪ :‬اإليمان بربوبيته‪:‬‬


‫أي بأنه وحده الرب ال شريك له وال معين‪(.‬توحيد الربوبية) ‪ ،‬والرب ‪ :‬من له الخلق و‬
‫األم ُر) [الأعراف‪.]5 4 :‬‬
‫ْق َو ْ‬
‫الملك واألمر قال اهلل تعالى ‪َ ( :‬أال لَهُ الْ َخل ُ‬

‫‪4‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الثاني‬
‫‪5‬‬
‫الثالث‪ :‬اإليمان بألوهيته ‪:‬‬
‫أي بأنه وحده اإلله الحق المستحق للعبادة ال شريك له ‪( .‬توحيد األلوهيه) ‪ ،‬واإلله ‪:‬‬
‫بمعنى المعبود حباً وتعظيماً قال تعالى ‪( :‬وِإلَه ُكم ِإلَهٌ و ِ‬
‫اح ٌد ال ِإلَهَ ِإال ُه َو َّ‬
‫الر ْح َما ُن‬ ‫َ ُ ْ َ‬
‫يم) [البقرة‪.]1 6 3 :‬‬ ‫َّ ِ‬
‫الرح ُ‬
‫الرابع ‪ :‬اإليمان بأسمائه وصفاته‪:‬‬
‫أي إثبات ما أثبته اهلل لنفسه في كتابه أو سنة رسوله ‪ r‬من األسماء والصفات على الوجه الالئق‬
‫به من غير تحريف وال تعطيل وال تكييف وال تمثيل ‪ .‬قال تعالى ‪( :‬وهلل األسماء الحسنى)‬
‫[الأعراف‪ ، ]1 8 0 :‬وقال تعالى ‪( :‬ليس كمثله شيء) [الشورى‪.]11:‬‬

‫* واإليمان باهلل تعالى يثمر للمؤمن ثمرات جليلة منها‪:‬‬


‫يتعلق بغيره رجاء وال خوف وال يعبد غيره‪.‬‬
‫األولى ‪ :‬تحقيق توحيد اهلل تعالى بحيث ال ُ‬
‫الثانية‪ :‬كمال محبة اهلل تعالى وتعظيمه بمقتضى أسمائه الحسنى وصفاته العليا‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬تحقيق عبادته بفعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬السعادة في الدنيا واآلخرة‪.‬‬

‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫اإليمان بالمالئكة (‪)1‬‬ ‫األسبوع الرابع‬

‫‪ - 2‬األيمان بالمالئكة‬
‫اإليمان بالمالئكة ‪ :‬وهو االعتقاد الجازم بأن هلل مالئكة خلقهم من نور ‪ ،‬ووكلهم بأعمال يقومون بها ‪،‬‬
‫ومنحهم الطاعة التامة ألمره والقوة على تنفيذه ‪.‬‬
‫والمالئكة عالم غيبي مخلوقون عابدون هلل تعالى ‪ ،‬وليس لهم من خصائص الربوبية واأللوهية شيء ‪ ،‬خلقهم‬
‫السماو ِ‬
‫ات‬ ‫ِ‬
‫اهلل تعالى من نور‪ ،‬ومنحهم االنقياد التام ألمره والقوة على تنفيذه قال اهلل تعالى ‪َ ( :‬ولَهُ َم ْن في َّ َ َ‬

‫‪5‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الثاني‬
‫‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫ض ومن ِع ْن َدهُ ال يستَ ْكبِرو َن َعن ِعب َ ِ‬
‫ادتِه َوال يَ ْستَ ْحس ُرو َن * يُ َسبِّ ُحو َن اللَّْي َل َوالن َ‬
‫َّه َار ال َي ْف ُت ُرو َن)‬ ‫ْ َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫األر ِ َ َ ْ‬
‫َو ْ‬
‫[الأنبياء‪ ، ]20-19:‬وهم عدد كثير ال يحصيهم إال اهلل تعـالى‪ ،‬وقد ثبت في الصحيحين من حديـث أنس‬
‫رضي اهلل عنه في قصة المعراج أن النبي ‪ ‬رفع له البيت المعمور في السماء يصلي فيه كل يوم سبعون ألف‬
‫ملك إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم‪.‬‬

‫* واإليمان بالمالئكة يتضمن أربعة أمور‪:‬‬


‫األول‪ :‬اإليمـان بوجودهم‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬اإليمـان بمن علمنا اسمه منهم باسمه كجبريل‪ ،‬ومن لم نعلم اسمه نؤمن بهم إجماال‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬اإليمان بما علمنا من صفاتهم كصفة جبريل ‪ ،‬فقد أخبر النبي ‪ ‬أنه رآه على صفته التي خلق عليها‬
‫وله ستمائة جناح قد سد األفق‪.‬‬
‫وقد يتحول الملك بأمر اهلل تعالى إلى هيئة رجل‪ ،‬كما حصل لجبريل حين أرسله تعالى إلى مريم فتمثل‬
‫لها بشرا سويا‪ ،‬وحين جاء إلى النبي ‪ ‬وهو جالس في أصحابه جاءه بصفة رجل‪ .1‬وكذلك المالئكة‬
‫الذين أرسلهم اهلل تعالى إلى إبراهيم ولوط كانوا على صورة رجال‪.‬‬

‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫اإليمان بالمالئكة (‪)2‬‬ ‫األسبوع الخامس‬

‫الرابع ‪ :‬اإليمان بما علمنا من أعمالهم التي يقوم ون بها بأمر اهلل تعـالى كتس بيحه والتعبد له ليال ونهارا بدون‬
‫ملل وال فتور ‪ ،‬وقد يكون لبعضهم أعمال خاصة مثل "جبريل " األمين على وحي اهلل تعالى يرسله اهلل به‬
‫إلى األنبياء والرسل ‪.‬‬
‫ومثل " ميكائيل " الموكل بالقطر أي بالمطر والنبات‪.‬‬
‫ومثل "اسرافيل " الموكل بالنفخ في الصور عند قيـام السـاعة وبعث الخلق ‪.‬‬
‫ومثل " ملك الموت " الموكل بقبض األرواح عند الموت ‪.‬‬
‫ومثل " مالك " الموكل بالنار وهو خازن النـار ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫رواه مسلم ‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الثاني‬
‫‪7‬‬
‫ومثل المالئكة الموكلين باألجنـة في األرحام ‪ ،‬إذا تم لإلنسان أربعة أشهر في بطن أمه بعث اهلل إليه‬
‫ملكا وأمره بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سـعيد ‪.‬‬
‫ومثل المالئكة الموكلين بحفظ بني آدم ‪.‬‬
‫ومثل المالئكة الموكلين بحفـظ أعمال بني آدم وكتابتها لكل شخص ‪ ،‬ملكان أحدهما عن اليمين‬
‫والثاني عن الشمال ومثل المالئكة الموكلين بسؤال الميت إذا وضع في قبره يأتيه ملكان يسأالنه عن‬
‫ربه ودينه ونبيه‪.‬‬

‫* واإليمان بالمالئكة يثمر ثمرات جليلة منها‪:‬‬


‫األولى‪ :‬العلم بعظمة اهلل تعالى وقوته وسلطانه ‪ ،‬فإن عظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق ‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬شكر اهلل تعالى على عنايته ببني آدم حيث وكل من هؤالء المالئكة من يقو م بحفظهم وكتابة أعمالهم‬
‫وغير ذلك من مصالحهم ‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬محبة المالئكة على ما قاموا به من عبادة اهلل تعالى ‪.‬‬

‫وقد أنكر قوم من الزائغين كون المالئكة أجساماً وقالوا إنهم عبارة عن قوى الخير الكامنة في‬
‫المخلوقات وهذا تكذيب لكتاب اهلل تعالى وسنة رسوله ‪ ‬وإجماع المسلمين‪.‬‬
‫َأجنِ َح ٍة َم ْثنَى َوثُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات واألر ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫قال اهلل تعالى‪( :‬الْحم ُد لِلَّ ِه فَ ِ‬
‫اع)‬
‫الث َو ُربَ َ‬ ‫ض َجاع ِل ال َْمالِئ َكة ُر ُسال ُأولي ْ‬ ‫اط ِر َّ‬
‫الس َم َاو َ ْ‬ ‫َْ‬
‫[فاطر‪.]1:‬‬

‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫الجن‬ ‫األسبوع السادس‬

‫* الجن‬
‫الجن عالم غيبي خلقوا من نار ‪ ،‬وكان خلقهم قبل خلق اإلنس ‪ ،‬كما قال تعالى ‪َ ( :‬ولََق ْد َخلَ ْقنَا اإلنْ َسا َن ِم ْن‬
‫ان خلَ ْقناه ِمن َقبل ِمن نا ِر السم ِ‬ ‫ٍ‬ ‫صلْص ٍ ِ‬
‫وم) [الحجر‪.]27-26:‬‬ ‫ْج َّ َ َ ُ ْ ْ ُ ْ َ َّ ُ‬ ‫ال م ْن َح َمٍإ َم ْسنُون * َوال َ‬ ‫َ َ‬
‫وهم مكلفون يوجه إليهم أمر اهلل تعالى ونهيه ‪ ،‬فمنهم المؤمن ومنهم الكافر ‪ ،‬ومنهم المطيع ‪ ،‬ومنهم العاصي‬
‫ان َخلَ ْقنَاهُ ِم ْن َق ْب ُل ِم ْن نَا ِر‬
‫ْج َّ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ،‬قال اهلل تعالى عنهم ‪( :‬ولََق ْد َخلَ ْقنا اإلنْسا َن ِمن صلْص ٍ ِ‬
‫ال م ْن َح َمٍإ َم ْسنُون * َوال َ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫السم ِ‬
‫ك ُكنَّا طََراِئ َق قِ َد ًدا) [الجن‪ .]11:‬أي‬ ‫الصالِ ُحو َن َو ِمنَّا ُدو َن ذَلِ َ‬
‫وم)[الجن‪ ، ]15-14:‬وقال ‪َ ( :‬وَأنَّا ِمنَّا َّ‬ ‫َّ ُ‬

‫‪7‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الثاني‬
‫‪8‬‬
‫جماعات متفرقة وأهواء ‪ ،‬كما يكون ذلك في اإلنس ‪ ،‬فالكافر منهم يدخل النار باإلجماع ‪ ،‬والمؤمن يدخل‬
‫َأي ِ‬
‫آالء َربِّ ُك َما تُ َك ِّذبَان) [الرحمن‪.]47-46:‬‬ ‫اف م َقام ربِِّه جنَّتَ ِ‬
‫ان * فَبِ ِّ‬ ‫الجنة كاإلنس ‪ ،‬قال تعالى ‪ِ :‬‬
‫(ول َم ْن َخ َ َ َ َ َ‬
‫َ‬
‫والظلم بينهم وبين اآلدميين ‪ .‬لقوله تعالى في الحديث القدسي ‪ ( :‬يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي‬
‫وجعلته بينكم محرما فال تظالموا ) رواه مسلم ‪ ،‬ومع هذا فإنهم يعتدون على اإلنس أحياناً ‪ ،‬كما يعتدي‬
‫اإلنس عليهم أحياناً ‪.‬‬
‫ومن عدوان اإلنس عليهم أن يستجمر اإلنسان بعظم أو روث ‪ ،‬ففي صحيح مسلم عن أبن مسعود رضي اهلل‬
‫عنه أن الجن سألوا النبي ‪ ‬الزاد فقال ‪ ( :‬لكم كل عظم ذكر اسم اهلل عليه ‪ ،‬يقع في أيديكم أوفر ما يكون‬
‫لحما ‪ ،‬وكل بعرة علف لدوابكم)‪ .‬وقال النبي ‪ ( : ‬فال تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم ) ‪.‬‬
‫ومن عدوان الجن على اإلنس ‪:‬‬
‫‪ – 1‬يتسلطون عليهم بالوسوسة التي يلقونها في قلوبهم ‪.‬‬
‫‪ – 2‬يخوفون اإلنس ويلقون في قلوبهم الرعب خاصة عندما يلتجئ اإلنسان إليهم قال تعالى ‪َ ( :‬وَأنَّهُ َكا َن‬
‫ال ِمن ال ِ‬ ‫ال ِم ْن‬
‫وه ْم َر َه ًقا) [الجن‪.]6:‬‬
‫اد ُ‬
‫ْج ِّن َف َز ُ‬ ‫اإلنس َيعُوذُو َن بِ ِر َج ٍ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِر َج ٌ‬
‫‪ – 3‬أن الجن يصرع اإلنسي فيطرحه ‪.‬‬
‫‪ – 2‬صرع من مرض عضوي ‪.‬‬ ‫وينقسم الصرع إلى نوعين ‪ – 1 :‬صرع من الجن ‪.‬‬

‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫اإليمان بالكتب‬ ‫األسبوع السابع‬

‫‪ – 3‬اإلنمان بالكتب‬
‫اإليمان بالكتب ‪ :‬هو التصديق الجازم بأن هلل كتباً أنزلها على أنبيائه ورسله ‪ ،‬واإليمان بالقرآن على أنه ناسخ‬
‫لما قبله وأن اهلل خصه بمزايا عما سبقه من الكتب وأن اهلل تكلم به حقيقة ‪.‬‬
‫والكتب المراد بها هنا ‪ :‬الكتب التي أنزلها اهلل تعالى على رسله رحمة للخلق وهداية لهم ليصلوا بها إلى‬
‫سعادتهم في الدنيا و اآلخرة ‪.‬‬

‫* واإليمان بالكتب يتضمن أربعة أمور‪:‬‬


‫‪ :‬اإليمان بأن نزولها من عند اهلل حقاً ‪.‬‬ ‫األول‬

‫‪8‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الثاني‬
‫‪9‬‬
‫الثاني‪ :‬اإليمان بما علمنـا اسمه منها كالقرآن الذي نزل على محمد ‪ ، ‬والتوراة التي أنزلت على موسى ‪، ‬‬
‫واإلنجيل الذي أنزل على عيسى ‪ ، ‬والزبور الذي أوتيه داود ‪ ، ‬وأما ما لم نعلم اسمه فنؤمن به‬
‫إجماال‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬تصديق ما صح من أخبارها كأخبار القران وأخبار مالم يبدل أو يحرف من الكتب السابقة‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬العمل بأحكام ما لم ينسخ منها والرضا والتسليم به سواء فهمنا حكمته أم لم نفهمها ‪ ،‬وجميع الكتب‬
‫ص ِّدقًا لِ َما َب ْي َن يَ َديْ ِه‬ ‫اب بِال َ‬
‫ْح ِّق ُم َ‬
‫السابقة منسوخة بالقران العظيم ‪ ،‬قال اهلل تعالى‪( :‬وَأنزلْنَا ِإلَي َ ِ‬
‫ك الْكتَ َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫اب َو ُم َه ْي ِمنًا َعلَْي ِه) [المائدة‪ ]48:‬أي حاكماً عليـه‪.‬‬ ‫ِمن ال ِ‬
‫ْكتَ ِ‬ ‫ْ‬
‫وعلى هذا فال يجوز العمل بـأي حكم من أحكام الكتب السابقة إال ما صح منها وأقره القرآن ‪.‬‬

‫* واإليمان بالكتب يثمر ثمرات جليلة منها ‪:‬‬


‫األولى ‪ :‬العلم بعناية اهلل تعالى بعباده حيث أنزل لكل قوم كتاباً يهديهم به ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬العلم بحكمة اهلل تعالى في شرعه حيث شرع لكل قوم ما يناسب أحوالهم ‪ ،‬كما قال اهلل تعالى ‪:‬‬
‫(لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً) [المائدة‪.]48:‬‬
‫الثالثة ‪ :‬شكر نعمة اهلل في ذلك ‪.‬‬

‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫اإليمان بالرسل (‪)1‬‬ ‫األسبوع التاسع‬

‫‪ - 4‬اإليمان بالرسل‬
‫اإليمان بالرسل ‪ :‬هو التصديق الجازم بأن اهلل تعالى بعث في كل أمة رسوالً يدعوهم إلى عبادة اهلل وحده ال‬
‫شريك له والكفر بما يعبد من دونه ‪ ،‬وأن جميعهم صادقون أتقياء أمناء وأنهم بلغوا البالغ المبين وأقاموا‬
‫حجة اهلل على العالمين ‪.‬‬
‫و الرسل‪ :‬جمع رسول بمعنى مرسل‪ ،‬أي مبعوث بإبالغ شيء‪.‬‬
‫والمراد هنا ‪ :‬من أوحي إليه من البشر بشرع وأمر بتبليغه ‪.‬‬
‫ين ِم ْن‬ ‫ك َكما َْأو َح ْينَا ِإلَى نُ ٍ ِ‬
‫وح َوالنَّبيِّ َ‬ ‫وأول الرسل ‪ :‬نوح وأخرهم محمد ‪ ‬قال اهلل تعالى ‪ِ( :‬إنَّا َْأو َح ْينَا ِإل َْي َ َ‬
‫َب ْع ِده) [النساء‪ ]163:‬وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي اهلل عنه في حديث الشفاعة أن النبي ‪‬‬
‫ذكر أن الناس يـأتون إلى آدم ليشفع لهم فيعتذر إليهم ويقول‪ :‬ائتوا نوحا أول رسول بعثه اهلل وذكر تمام‬

‫‪9‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الثاني‬
‫‪10‬‬
‫ين ِم ْن َب ْع ِده) [الأحزاب‪:‬‬ ‫ك َكما َْأو َح ْينَا ِإلَى نُ ٍ ِ‬
‫وح َوالنَّبيِّ َ‬ ‫الحديث وقال اهلل تعالى في محمد ‪ِ( : ‬إنَّا َْأو َح ْينَا ِإل َْي َ َ‬
‫‪. ]40‬‬
‫ولم تخل أمة من رسول يبعثه اهلل تعالى بشريعة مستقلة إلى قومه أو نبي يوحي إليه بشريعة من قبله ليجددها ‪،‬‬
‫اجتَنِبُوا الطَّاغُ َ‬ ‫ٍ‬
‫وت) [النحل‪. ]36:‬‬ ‫قال اهلل تعـالى‪ُ ( :‬ك ِّل َُّأمة َر ُسوالً َأ ْن اُ ْعبُ ُدوا اللَّهَ َو ْ‬

‫والرسل ‪ :‬بشر مخلوقون ليس لهم من خصائـص الربوبية واأللوهية شيء‪ ،‬قال اهلل تعـالى عن نبيه محمد ‪ ‬وهو‬
‫اء اللَّهُ َول َْو ُك ُ‬
‫نت َأ ْعلَ ُم‬ ‫ض ًّرا ِإال َما َش َ‬ ‫ك لَِن ْف ِسي َن ْف ًعا َوال َ‬
‫سيد الرسل وأعظمهم جاهاً عند اهلل ‪( :‬قُ ْل ال َْأملِ ُ‬
‫السوءُ ِإ ْن َأنَا ِإال نَ ِذ ٌير َوبَ ِش ٌير لَِق ْوٍم ُيْؤ ِمنُو َن) [الأعراف‪.]188:‬‬ ‫سنِي ُّ‬‫ت ِم ْن الْ َخ ْي ِر َو َما َم َّ‬
‫الستَ ْك َث ْر ُ‬
‫ب ْ‬ ‫الْغَْي َ‬
‫وتلحقهم خصائـص البشرية من المرض والموت والحاجة إلى الطعام والشراب وغير ذالك ‪ ،‬قال اهلل‬
‫ت َف ُه َو‬ ‫ضُ‬ ‫تعـالى عن إبراهيم عليه الصالة والسالم في وصفه لربه تعالى‪َ ( :‬والَّ ِذي ُه َو يُط ِْع ُمنِي َويَ ْس ِقينِي‪َ .‬وِإذَا َم ِر ْ‬
‫يَ ْش ِفينِي‪َ * .‬والَّ ِذي يُ ِميتُنِي ثُ َّم يُ ْحيِين)ِ [الشعراء‪ ،]81-79:‬وقال في النبي محمد ‪": ‬إنمـا أنا بشر مثلكم أنسى‬
‫كما تنسون فإذا نسيت فذكروني"‪.‬‬
‫وقد وصفهم اهلل تعـالى بالعبودية له في أعلى مقاماتهم وفي سياق الثناء عليهم‪ ،‬فقال تعالى في نوح ‪: ‬‬
‫(إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون) [الإسراء‪ ،]3:‬وقال في النبي محمد ‪ِ( : ‬إنَّهُ َكا َن َع ْب ًدا َش ُك ً‬
‫ورا)‬
‫ين نَ ِذ ًيرا)‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫[الفرقان‪ ،]1:‬وقال في النبي محمد ‪َ ( : ‬تبَ َار َك الذي َن َّز َل الْ ُف ْرقَا َن َعلَى َع ْبده ليَ ُكو َن لل َْعالَم َ‬
‫[الفرقان‪ ، ]1:‬وكذا في بقية األنبياء والرسل عليهم السالم‪.‬‬

‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫اإليمان بالرسل (‪)2‬‬ ‫األسبوع العاشر‬

‫* واإليمان بالرسل يتضمن أربعة أمور‪:‬‬


‫األول‪ :‬اإليمان بـأن رسالتهم حق من اهلل تعالى فمن كفر برسالة واحد منهم فقد كفر بالجميع ‪ ،‬كما قال اهلل‬
‫ين) [الشعراء‪ ]105:‬فجعلهم اهلل مكذبين لجميع الرسل مع أنه لم‬ ‫ِ‬ ‫تعالى‪َ ( :‬ك َّذبَ ْ‬
‫وح ال ُْم ْر َسل َ‬
‫ت َق ْو ُم نُ ٍ‬
‫يكن رسول غيره حين كذبوه ‪ ،‬وعلى هذا فالنصارى الذين كذبوا محمدا ‪ ‬ولم يتبعوه هم مكذبون‬
‫للمسيح بن مريم غير متبعين له أيضا ‪ ،‬ال سيما وأنه قد بشرهم بمحمد ‪ ، ‬وال معنى لبشارتهم به إال‬
‫أنه رسول إليهم ينقذهم اهلل به من الضاللة ويهديهم إلى صراط مستقيم‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬اإليمان بمن علمنا اسمه منهم مثل‪ " :‬محمد وإبراهيم وموسى وعيسى ونوح " عليهم الصالة والسالم‬
‫ك َو ِم ْن‬
‫ين ِميثَا َق ُه ْم َو ِم ْن َ‬ ‫وهؤالء الخمسة هم أولوا العزم من الرسل ‪ .‬قال تعالى ‪( :‬وِإ ْذ َ ِ ِ‬
‫َأخ ْذنَا م ْن النَّبيِّ َ‬ ‫َ‬
‫يسى ابْ ِن َم ْريَ َم) [الأحزاب‪ ، ]7:‬وأما من لم نعلم اسمه منهم فنؤمن به‬ ‫ِ‬ ‫نُ ٍ ِإ ِ‬
‫وسى َوع َ‬ ‫يم َو ُم َ‬
‫وح َو ْب َراه َ‬

‫‪10‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الثاني‬
‫‪11‬‬ ‫ك ِم ْنهم من قَصصنا علَي َ ِ‬‫ِ ِ‬
‫ص‬
‫ص ْ‬
‫َم َن ْق ُ‬
‫ك َوم ْن ُه ْم َم ْن ل ْ‬ ‫إجماال قال اهلل تعـالى ‪َ ( :‬ولََق ْد َْأر َسلْنَا ُر ُسال م ْن َق ْبل َ ُ ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ‬
‫ك) [غافر‪.]78:‬‬ ‫َعلَْي َ‬
‫الثالث‪ :‬تصديق ما صح عنهم من أخبارهم‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم وهو خاتمهم محمد ‪ ‬المرسل إلى جميع الناس قال اهلل تعـالى ‪:‬‬
‫ت‬ ‫يما َش َج َر َب ْيَن ُه ْم ثُ َّم ال يَ ِج ُدوا فِي َأن ُف ِس ِه ْم َح َر ًجا ِم َّما قَ َ‬
‫ض ْي َ‬ ‫ك ال يْؤ ِمنُو َن حتَّى يح ِّكم َ ِ‬
‫وك ف َ‬ ‫َ َُ ُ‬ ‫(فَال َو َربِّ َ ُ‬
‫ِ‬
‫يما) [النساء‪.]65:‬‬ ‫َويُ َسلِّ ُموا تَ ْسل ً‬

‫* ولإليمان بالرسل ثمرات جليلة منها‪:‬‬


‫األولى ‪ :‬العلم برحمة اهلل تعالى وعنايته بعباده حيث أرسل إليهم الرسل ليهدوهم إلى صراط اهلل تعالى‬
‫ويبينوا لهم كيف يعبدون اهلل‪ ،‬ألن العقل البشري ال يستقل بمعرفة ذلك‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬شكره تعالى على هذه النعمة الكبرى ‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬محبة الرسل عليهم الصالة والسالم وتعظيمهم والثناء عليهم بما يليق بهم‪ ،‬ألنهم رسل اهلل تعالى‬
‫‪،‬‬
‫وألنهم قاموا بعبادته وتبليغ رسالته والنصح لعباده‪.‬‬

‫وقد كذب المعاندون رسلهم زاعمين أن رسل اهلل تعالى ال يكونون من البشر‪ ،‬وقد ذكر اهلل تعالى هذا الزعم‬
‫ث اللَّهُ بَ َش ًرا َر ُسوال‪ .‬قُ ْل ل َْو َكا َن فِي‬
‫اء ُه ْم ال ُْه َدى ِإال َأ ْن قَالُوا ََأب َع َ‬ ‫ِ‬
‫َّاس َأ ْن ُيْؤ منُوا ِإ ْذ َج َ‬
‫وأبطله بقوله‪َ ( :‬و َما َمنَ َع الن َ‬
‫الس َم ِاء َملَ ًكا َر ُسوالً) [الإسراء‪.]95-94:‬‬ ‫ِّين لََن َّزلْنَا َعلَْي ِه ْم ِم ْن َّ‬ ‫ِئ‬ ‫ض َمالِئ َكةٌ يَ ْم ُ‬
‫شو َن ُمط َْم ن َ‬ ‫األر ِ‬
‫ْ‬

‫‪11‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الثاني‬
‫‪12‬‬

‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫اإليمان باليوم اآلخر‬ ‫األسبوع الحادي عشر‬

‫‪ -5‬اإليمان باليوم اآلخر‬


‫هو التصديق الجازم بكل ما أخبر به اهلل تعالى في كتابه ‪ ،‬وأخبر به رسوله ‪ ‬في سنته مما يكون بعد الموت‬
‫من فتنة القبر ‪ ،‬وعذابه ونعيمه والبعث والحشر والصحف والحساب والميزان والحوض والصراط والشفاعة‬
‫والجنة والنار وما أعد اهلل تعالى ألهلها جميعاً وما يكون بين يدي الساعة من عالمات صغرى وكبرى ‪.‬‬
‫واليوم اآلخر‪ :‬يوم القيامة الذي يبعث الناس فيه للحساب والجزاء وسمي بذلك ألنه ال يوم بعده‪ ،‬حيث يستقر‬
‫أهل الجنة في منازلهم وأهل النار في منازلهم‪.‬‬

‫* واإليمان باليوم اآلخر يتضمن ثالثة أمور‪:‬‬


‫األول‪ :‬اإليمان بالبعث وهو إحياء الموتى حين ينفخ في الصور النفخة الثانية‪ ،‬فيقوم الناس لرب العالمين حفاة‬
‫غير منتعلين‪ ،‬عراة غير مستترين‪ ،‬غرال غير مختتنين ‪ ،‬قال اهلل تعالى ‪َ ( :‬ك َما بَ َدْأنَا ََّأو َل َخل ٍْق نُِعي ُدهُ‬
‫اعلِين) [الأنبياء‪ ]105 :‬والبعث حق ثابت دل عليه الكتاب والسنة وإجمـاع‬ ‫و ْع ًدا علَينا ِإنَّا ُكنَّا فَ ِ‬
‫َ َْ‬ ‫َ‬
‫المسلمين‪ ،‬قال تعالى‪( :‬ثُ َّم ِإنَّ ُك ْم َب ْع َد َذلِ َ‬
‫ك ل ََميِّتُو َن‪ .‬ثُ َّم ِإنَّ ُك ْم َي ْو َم ال ِْقيَ َام ِة ُت ْب َعثُو َن) [المؤمنون‪-15:‬‬
‫‪ ]16‬وقال النبي ‪ : ‬يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرال) متفق عليه ‪ .‬وأجمع المسلمون على‬
‫ثبوته ‪ ،‬وهو مقتضى الحكمة حيث تقتضي أن يجعل اهلل تعالى لهذه الخليقة معاداً يجازيهم فيه على ما‬
‫كلفهم به على ألسنة رسله ‪ ،‬قال اهلل تعالى‪َ( :‬أفَ َح ِس ْبتُ ْم َأنَّ َما َخلَ ْقنَا ُك ْم َعبَثًا َوَأنَّ ُك ْم ِإلَْينَا ال ُت ْر َجعُون)‬
‫ُّك ِإلَى مع ٍ‬ ‫ِ‬
‫اد) [القصص‪.]85:‬‬ ‫ََ‬ ‫ك الْ ُق ْرآ َن ل ََراد َ‬ ‫ض َعلَْي َ‬ ‫[المؤمنون‪ ،]115:‬وقال لنبيه ‪ِ( :‬إ َّن الَّذي َف َر َ‬

‫‪12‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الثاني‬
‫‪13‬‬
‫الثاني‪ :‬اإليمان بالحساب والجزاء ‪ ،‬يحاسب العبد على عمله ويجازى عليه‪ ،‬وقد دل على ذلك الكتاب‬
‫والسنة وإجمـاع المسلمين‪ ،‬قال اهلل تعالى‪ِ( :‬إ َّن ِإل َْينَا ِإيَ َاب ُه ْم‪ .‬ثُ َّم ِإ َّن َعلَْينَا ِح َس َاب ُهم) [الغاشية‪-25:‬‬
‫‪.]26‬‬
‫‪1‬‬
‫وعن ابن عمر رضي اهلل عنهما أن النبي ‪ ‬قال‪ " :‬إن اهلل يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ( ) ويستره ‪،‬‬
‫فيقول ‪ :‬أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا؟ فيقول نعم أي رب ‪ ،‬حتى إذا قرره بذنوبه ورأى أنه قد‬
‫هلك‪ ،‬قال‪ :‬قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ‪ ،‬فيعطى كتاب حسناته ‪ ،‬وأما الكفار‬
‫ين َك َذبُوا َعلَى اللَّ ِه" متفق عليه‪.‬‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الخالئق ‪َ :‬هُؤ الء الذ َ‬
‫وقد أجمع المسلمون على إثبات الحساب والجزاء على األعمال وهو مقتضى الحكمة‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬اإليمان بالجنة والنار وأنهما المآل األبدي للخلق‪ .‬فالجنة دار النعيم الـتي أعدها اهلل تعالى للمؤمنين‬
‫المتقين الذين آمنوا بما أوجب اهلل عليهم اإليمان به‪ ،‬وقاموا بطاعة اهلل ورسوله مخلصين هلل متبعين‬
‫لرسوله‪ ،‬فيها من أنواع النعيم ما ال عين رأت وال أذن سمعت وال خطر على قلب بشر ‪ ،‬قال اهلل‬
‫ك ُه ْم َخ ْي ُر الْبَ ِريَِّة * َج َزاُؤ ُه ْم ِع ْن َد َربِِّه ْم َجن ُ‬
‫َّات َع ْد ٍن‬ ‫الصالِح ِ‬
‫ات ُْأولَِئ َ‬ ‫ِ‬
‫آمنُوا َو َعملُوا َّ َ‬ ‫ين َ‬
‫َّ ِ‬
‫تعالى‪ِ( :‬إ َّن الذ َ‬
‫ك لِ َم ْن َخ ِش َي َربَّهُ)‬ ‫ضوا َع ْنهُ ذَلِ َ‬ ‫ض َي اللَّهُ َع ْن ُه ْم َو َر ُ‬ ‫تَ ْج ِري ِمن تَ ْحتِ َها األ ْن َهار َخالِ ِدين فِ َيها َأب ًدا ر ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫اء بِ َما َكانُوا َي ْع َملُو َن)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س َما ُأ ْخف َي ل َُه ْم م ْن ُق َّرة َأ ْعيُ ٍن َج َز ً‬ ‫[البينة‪ ،]8-7:‬وقال تعالى‪( :‬فَال َت ْعلَ ُم َن ْف ٌ‬
‫[السجدة‪.]17:‬‬
‫وأما النار فهي دار العذاب التي أعدها اهلل تعالى للكافرين الظالمين الذين كفروا به وعصوا رسله ‪،‬‬
‫َّت‬
‫ُأعد ْ‬ ‫فيها من أنواع العذاب و النكال ماال يخطر على البال‪ ،‬قال اهلل تعالى‪( :‬و َّات ُقوا النَّار الَّتِي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ط بِ ِه ْم ُس َراد ُق َها َوِإ ْن يَ ْستَ ِغيثُوا‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َأحا َ‬
‫ين نَ ًارا َ‬‫ل ْل َكاف ِرين) [آل عمران‪ ،]131:‬وقال‪ِ( :‬إنَّا َأ ْعتَ ْدنَا للظَّالم َ‬
‫ت ُم ْر َت َف ًقا) [الكهف‪.]29:‬‬ ‫اء ْ‬ ‫س َّ‬ ‫ُيغَاثُوا بِم ٍاء َكالْم ْه ِل يَ ْش ِوي الْو ُج َ ِ‬
‫اب َو َس َ‬ ‫الش َر ُ‬ ‫وه بْئ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫* ولإليمان باليوم اآلخر ثمرات جليلة منها ‪:‬‬


‫رجاء لثواب ذلك اليوم‪.‬‬
‫األول ‪ :‬الرغبة في فعل الطاعة والحرص عليها ً‬
‫الثانية ‪ :‬الرهبة من فعل المعصية ومن الرضى بها خوفاً من عقاب ذلك اليوم‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬تسلية المؤمن عما يفوته من الدنيا بما يرجوه من نعيم اآلخرة وثوابها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫كنفه ‪ :‬ستره‬

‫‪13‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الثاني‬
‫‪14‬‬

‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫الرد على إنكار الكافرين للبعث‬ ‫األسبوع الثاني عشر‬

‫وقد أنكر الكافرون البعث بعد الموت زاعمين أن ذلك غير ممكن وهذا الزعم باطل دل على بطالنه الشرع‬
‫والحس والعقـل‪.‬‬
‫َن ُي ْب َعثُوا قُ ْل َبلَى َو َربِّي لَتُْب َعثُ َّن ثُ َّم لَُتنََّبُؤ َّن بِ َما َع ِملْتُ ْم‬ ‫َّ ِ‬
‫ين َك َف ُروا َأ ْن ل ْ‬
‫أما الشرع فقد قال اهلل تعالى ‪َ ( :‬ز َع َم الذ َ‬
‫ك َعلَى اللَّ ِه يَ ِس ٌير) [التغابن‪ ،]7:‬وقد اتفقت جميع الكتب السماوية عليه‪.‬‬ ‫َو َذلِ َ‬
‫وأما الحس فقد أرى اهلل عباده إحياء الموتى في هذه الدنيا‪ ،‬وفي سورة البقرة خمسة أمثلة على ذلك ومنها‪:‬‬
‫المثال األول ‪ :‬قوم موسى حين قالوا له لن نؤمن لك حتى نرى اهلل جهرة فأماتهم اهلل تعالى ثم أحياهم ‪ ،‬وفي‬
‫َن نُْؤ ِم َن ل َ‬
‫َك َحتَّى َن َرى اللَّهَ َج ْه َرةً‬ ‫ذلك يقول اهلل تعالى مخاطباً بني إسرائيل‪َ ( :‬وِإ ْذ ُقلْتُ ْم يَ ُام َ‬
‫وسى ل ْ‬
‫اع َقةُ َوَأْنتُ ْم تَنظُُرو َن‪ .‬ثُ َّم َب َع ْثنَا ُك ْم ِم ْن َب ْع ِد َم ْوتِ ُك ْم ل ََعلَّ ُك ْم تَ ْش ُك ُرو َن) [البقرة‪-55:‬‬
‫الص ِ‬
‫َأخ َذتْ ُك ْم َّ‬
‫فَ َ‬
‫‪.]56‬‬
‫المثال الثاني ‪ :‬في قصة القتيل الذي اختصم فيه بنو إسرائيل‪ .‬البقرة ‪73 :‬‬
‫المثال الثالث‪ :‬في قصة الذين خرجوا من ديارهم فراراً من الموت وهم ألوف فأماتهم اهلل تعالى ثم أحياهم‪.‬‬
‫البقرة ‪243 :‬‬
‫المثال الرابع‪ :‬في قصة الذي مر على قرية ميتة فاستبعد أن يحييها اهلل تعالى فأماته اهلل تعالى مئة سنة ثم أحياه‪.‬‬
‫البقرة‪259 :‬‬
‫المثال الخامس‪ :‬في قصة إبراهيم الخليل حين سأل اهلل تعالى أن يريه كيف يحيي الموتى‪ .‬البقرة ‪260 :‬‬
‫فهذه أمثلة حسية واقعة تدل على إمكان إحياء الموتى‪ .‬وقد سبقت اإلشارة إلى ما جعله اهلل‬
‫تعالى من آيات عيسى بن مريم في إحياء الموتى وإخراجهم من قبورهم بإذن اهلل تعالى‪.‬‬

‫وأما داللة العقل على إمكان البعث فمن وجهين‪:‬‬

‫‪14‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الثاني‬
‫‪15‬‬
‫األول ‪ :‬أن اهلل تعالى فاطر السماوات واألرض وما فيهما خالقهما ابتداء والقادر على ابتداء الخلق ال يعجز‬
‫ْق ثُ َّم يُِعي ُدهُ َو ُه َو َْأه َو ُن َعلَْي ِه) [الروم‪.]27:‬‬ ‫عن إعادته ‪ ،‬قال اهلل تعالى ‪َ ( :‬و ُه َو الَّ ِذي َي ْب َدُأ الْ َخل َ‬
‫الثاني ‪ :‬أن األرض تكون ميتة هامدة ليس فيها شجرة خضراء فينزل عليها المطر فتهتز خضراء حية فيها من‬
‫ك َت َرى‬ ‫كل زوج بهيج والقادر على إحيائها بعد موتها قادر على إحياء األموات‪ ،‬قال اهلل تعالى‪َ ( :‬و ِم ْن آيَاتِِه َأنَّ َ‬
‫اها ل َُم ْحيِي ال َْم ْوتَى ِإنَّهُ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء قَ ِد ٌير)‬
‫َأحيَ َ‬
‫ِ‬
‫ت ِإ َّن الَّذي ْ‬ ‫ت َو َربَ ْ‬ ‫اء ْاهَت َّز ْ‬
‫َأنزلْنَا َعلَْي َها ال َْم َ‬
‫ِ‬
‫ض َخاش َعةً فَِإ ذَا َ‬
‫األر َ‬
‫ْ‬
‫[فصلت‪.]39:‬‬

‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫األسبوع الثالث عشر فتنة القبر وعذابه ونعيمه والرد على من أنكرها‬

‫* ويلتحق باإليمان باليوم اآلخر ‪ :‬اإليمان بكل ما يكون بعد الموت مثل‪:‬‬
‫(أ) فتنة القـبر‪:‬‬
‫وهي سؤال الميت بعد دفنه ‪ ،‬عن ربه ودينه ونبيه‪ ،‬فيثبت اهلل الذين آمنوا بالقول الثابت فيقول المؤمن‬
‫ربي اهلل وديني اإلسالم ونبي محمد ‪ ،‬ويضل اهلل الـظالمين فيقول الكافر هاه هاه ال أدري ‪ .‬ويقول المنافق‬
‫أو المرتاب (‪ )1‬ال أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته‪.‬‬
‫(ب) عذاب القبر ونعيمه‪:‬‬
‫فأما عذاب القبر فيكون للظالميـن من المنافقين والكافرين ‪ ،‬قال اهلل تعالى‪َ ( :‬و َم ْن َأظْلَ ُم ِم َّم ْن ا ْفَت َرى َعلَى اللَّ ِه‬
‫ال سُأن ِز ُل ِمثْل ما َأنز َل اللَّهُ ولَو َترى ِإ ْذ الظَّالِمو َن فِي غَمر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ِ‬ ‫َك ِذبًا َْأو قَ َ‬
‫ات‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫وح ِإل َْيه َش ْيءٌ َو َم ْن قَ َ َ‬‫َم يُ َ‬ ‫ُأوح َي ِإل َّ‬
‫َي َول ْ‬
‫ون بِ َما ُكنتُ ْم َت ُقولُو َن َعلَى اللَّ ِه غَْي َر‬ ‫اسطُو َأيْ ِدي ِهم َأ ْخ ِرجوا َأن ُفس ُكم الْيوم تُ ْجزو َن َع َذاب ال ُْه ِ‬ ‫ت والْمالِئ َكةُ ب ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ َْ َ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ال َْم ْو َ َ‬
‫ضو َن َعلَْي َها غُ ُد ًّوا‬ ‫َّار ُي ْع َر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ْح ِّق َو ُكنتُ ْم َع ْن آيَاته تَ ْستَ ْكب ُرو َن) [الأنعام‪ ،]93:‬وقال تعالى في آل فرعون‪( :‬الن ُ‬ ‫ال َ‬
‫اب) [غافر‪ .]46:‬وفي صحيح مسلم أن النبي ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫اعةُ َأ ْد ِخلُوا َ‬
‫آل فِ ْر َع ْو َن َأ َش َّد ال َْع َذ ِ‬ ‫الس َ‬
‫وم َّ‬ ‫ِ‬
‫َو َعشيًّا َو َي ْو َم َت ُق ُ‬
‫تعوذوا باهلل من عذاب القبر ‪.‬‬
‫َّ ِ‬
‫ين قَالُوا َر ُّبنَا اللَّهُ ثُ َّم ْ‬
‫اسَت َق ُاموا َتَتَن َّز ُل َعلَْي ِه ْم‬ ‫وأما ‪ ،‬نعيم القبر فللمؤمنين الصادقين قال اهلل تعالى‪ِ( :‬إ َّن الذ َ‬
‫وع ُدو َن) [فصلت‪.]30:‬‬ ‫ْجن َِّة الَّتِي ُك ْنتُ ْم تُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِئ‬
‫ال َْمال َكةُ َأال تَ َخافُوا َوال تَ ْح َزنُوا َوَأبْش ُروا بِال َ‬
‫وعن البراء بن عازب رضي اهلل عنه أن النبي ‪ ‬قال في المؤمن إذا أجاب الملكين في قبره‪ " :‬ينادي مناد من‬
‫السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له باباً إلى الجنة ‪ ،‬قال فيأتيه من روحها‬
‫وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره " رواه أحمد وأبو داود في حديث طويل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أو للشك من الراوي كما في الصحيحين‬

‫‪15‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الثاني‬
‫‪16‬‬
‫وقد ضل قوم من أهل الزيغ أنكروا عذاب القبر ونعيمه زاعمين أن ذلك غير ممكن لمخالفته الواقع ‪،‬‬
‫قالوا فإنه لو كشف عن الميت في قبره لوجد كما كان عليه والقبر لم يتغير بسعة وال ضيق ‪.‬‬
‫وهذا الزعم باطل بالشرع والحس والعقل ‪:‬‬
‫أما الشرع فقد سبقت النصوص الدالة على ثبوت عذاب القبر ونعيمه‪ .‬وفي صحيح البخاري ‪ .‬من حديث ابن‬
‫عباس رضي اهلل عنهما‪ ،‬قال‪ :‬خرج النبي ‪ ‬من بعض حيطان ‪ ،‬المدينة فسمع صوت إنسانين يعذبان في‬
‫قبورهما وذكر الحديث وفيه ‪ :‬أن أحدهما كان ال يستتر من البول وأن اآلخر كان يمشي بالنميمة‪.‬‬

‫وأما الحس فإن النائم يرى في منامه أنه كان في مكان فسيح بهيج يتنعم فيه‪ ،‬أو أنه كان في مكان ضيق‬
‫موحش يتـألم منه‪ ،‬وربما يستيقـظ أحيانا مما رأى و مع ذلك فهـو على فراشه في حجرته على ما هو عليه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والنوم أخو الموت‪ ،‬ولهذا سماه اهلل تعالى وفاة‪ ،‬قال اهلل تعالى‪( :‬اللَّه يتوفَّى األ ْن ُف ِ‬
‫ت‬ ‫ين َم ْوت َها َوالَّتي ل ْ‬
‫َم تَ ُم ْ‬ ‫سح َ‬‫َ‬ ‫ُ ََ َ‬
‫َأج ٍل ُم َس ًّمى) [الزمر‪.]42:‬‬ ‫ِ‬
‫ت َو ُي ْرس ُل األ ْخ َرى ِإلَى َ‬
‫ضى َعلَْي َها ال َْم ْو َ‬ ‫فِي َمنَ ِام َها َفيُ ْم ِس ُ‬
‫ك الَّتِي قَ َ‬
‫وأما العقل فإن النائم في منامه يرى الرؤيا الحق المطابقة للواقع وربما رأى النبي ‪ ‬على صفته ومن رآه على‬
‫صفته‬
‫فقد رآه حقا‪ ،‬ومع ذلك فالنائم في حجرته على فراشه بعيدا عما رأى فإذا كان هذا ممكنا في أحوال الدنيا‬
‫أفال‬
‫يكون ممكنا في أحوال اآلخرة ؟؟!‬

‫‪16‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الثاني‬
‫‪17‬‬

‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫اإليمان بالقدر (‪)1‬‬ ‫األسبوع الرابع عشر‬

‫‪ - 6‬اإليمان بالقدر‬
‫اإليمان بالقدر ‪ :‬هو االعتقاد الجازم بأن اهلل خالق كل شيء وربه ومليكه ‪ ،‬وأنه تعالى قدر المقادير خيرها‬
‫وشرها ‪ ،‬حلوها ومرها ‪ ،‬وهو الذي خلق الضاللة والهداية ‪ ،‬والشقاوة والسعادة وأن اآلجال واألرزاق بيده‬
‫سبحانه وتعالى‬
‫والقدر بفتح الدال‪ :‬تقدير اهلل تعالى للكائنات حسبما سبق به علمه واقتضته حكمته‪.‬‬

‫* واإليمان بالقدر يتضمن أربعة أمور‪:‬‬


‫األول ‪ :‬اإليمان بأن اهلل تعالى عالم بكل شيء جملة و تفصيال‪ ،‬أزالً وأبداً‪ ،‬سواء كان ذلك مما يتعلق بأفعاله أو‬
‫بأفعال عباده ‪.‬‬
‫َم َت ْعلَ ْم َّ‬
‫َأن‬ ‫الثاني ‪ :‬اإليمان بأن اهلل كتب ذلك في اللوح المحفوظ ‪ ،‬وفي هذين األمرين يقول اهلل تعالى‪َ( :‬أل ْ‬
‫اب ِإ َّن ذَلِ َ‬
‫ك َعلَى اللَّ ِه يَ ِس ٌير) [الحج‪.]70:‬‬ ‫ض ِإ َّن ذَلِ َ‬
‫ك فِي كِتَ ٍ‬ ‫األر ِ‬ ‫اللَّه يعلَم ما فِي َّ ِ‬
‫الس َماء َو ْ‬ ‫َ َْ ُ َ‬
‫الثالث‪ :‬اإليمان بأن جميع الكائنات ال تكون إال بمشيئة اهلل تعالى ‪ ،‬سواء كانت مما يتعلق بفعله‪ ،‬أم مما يتعلق‬
‫ك يَ ْخلُ ُق َما يَ َشاءُ َويَ ْختَار) [القصص‪.]68:‬‬ ‫بفعل المخلوقين‪ ،‬قال اهلل تعالى فيما يتعلق بفعله‪َ ( :‬و َربُّ َ‬
‫َسلَّطَ ُه ْم َعلَْي ُك ْم َفلَ َقاَتلُو ُك ْم) [النساء‪.]90:‬‬ ‫وقال تعالى فيما يتعلق بفعل المخلوقين ‪َ ( :‬ول َْو َش َ َّ‬
‫اء اللهُ ل َ‬
‫الرابع ‪ :‬اإليمان بأن جميع الكائنات مخلوقة هلل تعالى بذواتها وصفاتها وحركاتها ‪ ،‬قال تعالى ‪( :‬اللَّهُ َخالِ ُق‬
‫َّرهُ َت ْق ِد ًيرا)‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُك ِّل َش ْيء َو ُه َو َعلَى ُك ِّل َش ْيء َوكيل) [الزمر‪ ، ]62:‬وقال‪َ ( :‬و َخلَ َق ُك َّل َش ْيء َف َقد َ‬
‫[الفرقان‪ ، ]2:‬وقال عن نبيه إبراهيم عليه الصالة والسالم أنه قال لقومه‪َ ( :‬واللَّهُ َخلَ َق ُك ْم َو َما‬
‫َت ْع َملُون) [الصافات‪.]96:‬‬
‫واإليمان بالقدر على ما وصفنا ال ينافي أن يكون للعبد مشيئة في أفعاله االختيارية وقدره عليها ‪ ،‬ألن الشرع‬
‫والواقع داالن على إثبات ذلك له‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الثاني‬
‫‪18‬‬

‫اء اتَّ َخ َذ ِإلَى َربِِّه َمآباً) [النبأ‪ ،]39:‬وقال ‪( :‬فَْأتُوا َح ْرثَ ُك ْم‬
‫أما الشرع‪ :‬فقد قال اهلل تعالى في المشيئة‪( :‬فَ َم ْن َش َ‬
‫َأطيعُوا) [التغابن‪،]16:‬‬ ‫َأنَّى ِشْئتم) [البقرة‪ ،]223:‬وقال في القدرة ‪( :‬فَ َّات ُقوا اللَّه ما استطَعتم واسمعوا و ِ‬
‫َ َ ْ َ ُْ ْ َ ْ َ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫ت) [البقرة‪.]286:‬‬ ‫ت َو َعلَْي َها َما ا ْكتَ َسبَ ْ‬ ‫ف اللَّهُ َن ْف ًسا ِإال ُو ْس َع َها ل ََها َما َك َسبَ ْ‬
‫وقال ‪( :‬ال يُ َكلِّ ُ‬
‫وأما الواقع فإن كل إنسان يعلم أن له مشيئة وقدرة بهما يفعل وبهما يترك ‪ ،‬ويفرق بين ما يقع بإرادته‬
‫كالمشي ‪ ،‬وما يقع بغير إرادته كاالرتعاش ‪ ،‬لكن مشيئة العبد وقدرته واقعتان بمشيئة اهلل تعالى وقدرته ‪ ،‬لقوله‬
‫ِ‬ ‫اء اللَّهُ َر ُّ‬ ‫ِ‬ ‫تعالى ‪( :‬لِمن َش ِ‬
‫ين) [التكوير‪ ،]29-28:‬وألن‬ ‫ب ال َْعالَم َ‬ ‫يم‪َ .‬و َما تَ َشاءُو َن ِإال َأ ْن يَ َش َ‬
‫اء م ْن ُك ْم َأ ْن يَ ْستَق َ‬
‫َْ َ‬
‫الكون كله ملك هلل تعالى فال يكون في ملكه شيء بدون علمه ومشيئته ‪.‬‬

‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫اإليمان بالقدر (‪)2‬‬ ‫األسبوع الخامس عشر‬

‫‪18‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الثاني‬
‫‪19‬‬
‫واإليمان بالقدر على ما وصفنا ال يمنح العبد حجة على ترك الواجبات ‪ ،‬أو فعل من المعاصي ‪ ،‬وعلى هذا‬
‫فاحتجاجه باطل من وجوه ‪:‬‬
‫ك‬ ‫اء اللَّهُ َما َأ ْش َر ْكنَا َوال آبَاُؤ نَا َوال َح َّر ْمنَا ِم ْن َش ْي ٍء َك َذلِ َ‬ ‫ين َأ ْش َر ُكوا ل َْو َش َ‬
‫األول ‪ :‬قوله تعالى ‪( :‬سي ُق ُ َّ ِ‬
‫ول الذ َ‬ ‫ََ‬
‫ْأسنَا قُ ْل َه ْل ِع ْن َد ُك ْم ِم ْن ِعل ٍْم َفتُ ْخ ِر ُجوهُ لَنَا ِإ ْن َتتَّبِعُو َن ِإال الظَّ َّن َوِإ ْن‬ ‫َك َّذب الَّ ِذ ِ ِ‬
‫ين م ْن َق ْبل ِه ْم َحتَّى ذَاقُوا بَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صو َن) [الأنعام‪ ،]148:‬ولوكان لهم حجة بالقدر ما أذاقهم اهلل بأسه‪.‬‬ ‫َأْنتُ ْم ِإال تَ ْخ ُر ُ‬
‫َّاس َعلَى اللَّ ِه ُح َّجةٌ َب ْع َد ُّ‬
‫الر ُس ِل َو َكا َن اللَّهُ َع ِز ًيزا‬ ‫ين ألال يَ ُكو َن لِلن ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َو ُمنذ ِر َ‬
‫الثاني ‪ :‬قوله تعالى ‪ُ ( :‬ر ُسالً ُمبَ ِّش ِر َ‬
‫يما) [النساء‪ ،]165:‬ولو كان القدرة حجة للمخالفين لم تنتف بإرسال الرسل ألن المخالفة بعد‬ ‫ِ‬
‫َحك ً‬
‫إرسالهم واقعة بقدرة اهلل تعالى ‪.‬‬

‫* ولإليمان بالقدر ثمرات جليلة منها‪:‬‬


‫األولى ‪ :‬االعتماد على اهلل تعالى عند فعل األسباب بحيث ال يعتمد على السبب نفسه ألن كل شيء بقدر اهلل‬
‫تعالى‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬أن ال يعجب المرء بنفسه عند حصول مراده ‪ ،‬الن حصوله نعمة من اهلل تعالى بما قدره من أسباب‬
‫الخير والنجاح وإعجابه بنفسه ينسيه شكر هذه النعمة‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬الطمأنينة والراحة النفسية بما يجري عليه من أقدار اهلل تعالى‪ ،‬فال يقلق بفوات محبوب أو حصول‬
‫مكروه‪ ،‬ألن ذلك بقدر اهلل الذي له ملك السماوات واألرض وهو كائن ال محالة‪ ،‬وفي ذلك يقول‬
‫اب ِم ْن َق ْب ِل َأ ْن َن ْب َر ََأها ِإ َّن‬
‫ض َوال فِي َأْن ُف ِس ُك ْم ِإال فِي كِتَ ٍ‬ ‫األر ِ‬ ‫اهلل تعالى‪( :‬ما َأص ِ ِ ٍ ِ‬
‫اب م ْن ُمصيبَة في ْ‬ ‫َ َ َ‬
‫ب ُك َّل ُم ْختَ ٍ‬ ‫ْأس ْوا َعلَى َما فَاتَ ُك ْم َوال َت ْف َر ُحوا بِ َما آتَا ُك ْم َواللَّهُ ال يُ ِح ُّ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ذَلِ َ‬
‫ال‬ ‫ك َعلَى اللَّه يَس ٌير‪ .‬ل َك ْيال تَ َ‬
‫فَ ُخو ٍر) [الحديد‪ ، ]23-22:‬ويقول النبي ‪": ‬عجبـا ألمر المؤمن إن أمره كله خير‪ ،‬وليس ذلك‬
‫ألحد إال للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له "‪ .‬رواه‬
‫مسلم‪.‬‬

‫* وقد ضل في القدر طائفتان‪:‬‬


‫األولى ‪ :‬الجبرية الذين قالوا إن العبد مجبر على عمله وليس له فيه إرادة وال قدرة‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬القدرية الذين قالوا إن العبد مستقل بعمله في اإلرادة والقدرة وليس لمشيئة اهلل تعالى وقدرته فيه أثر‪.‬‬

‫والرد على الطائفة األولى (الجبرية) بالشرع والواقع‪:‬‬

‫‪19‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الثاني‬
‫‪20‬‬
‫أما الشرع فإن اهلل تعالى أثبت للعبـد إرادة ومشيئة وأضاف العمل إليـه قال اهلل تعالى ‪ِ ( :‬م ْن ُك ْم َم ْن يُ ِري ُد ُّ‬
‫الد ْنيَا‬
‫َو ِم ْن ُك ْم َم ْن يُ ِري ُد اآْل ِخ َرةَ) [آل عمران‪.]152:‬‬
‫وأما الواقع فإن كل إنسـان يعلم الفرق بين أفعـاله االختيارية التي يفعلها بإرادته كاألكل والشرب والبيع‬
‫والشراء ‪ ،‬وبين ما يقع عليه بغير إرادته كاالرتعاش من الحمى والسقوط من السطح ‪ ،‬فهو في األول فاعل‬
‫مختار بإرادته من غير جبر‪ ،‬وفي الثاني غير مختار وال مريد لما وقع عليه‪.‬‬
‫والرد على الطائفة الثانية (القدرية) بالشرع والعقل‪:‬‬
‫أما الشرع فإن اهلل تعالى خالق كل شيء وكل شيء كائن بمشيئته‪ ،‬وقد بين اهلل تعالى في كتابه أن أفعال العباد‬
‫ات ول ِ‬
‫َك ْن‬ ‫تقع بمشيئته فقال تعالى ‪( :‬ولَو َشاء اللَّهُ ما اقْتَتَل الَّ ِذ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫اء ْت ُه ْم الَْبِّينَ ُ َ‬
‫ين م ْن َب ْعده ْم م ْن َب ْعد َما َج َ‬
‫َ َ‬ ‫َْ َ َ‬
‫َك َّن اللَّهَ َي ْف َع ُل َما يُ ِري ُد) [البقرة‪،]253:‬‬ ‫ا ْخَتلَ ُفوا فَ ِم ْنهم من آمن و ِم ْنهم من َك َفر ولَو َشاء اللَّهُ ما اقْتََتلُوا ول ِ‬
‫َ‬ ‫ُْ َْ ََ َ ُْ َْ َ َ ْ َ َ‬
‫َّاس ِ‬ ‫ألن جهنَّم ِمن ال ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقال تعالى‪َ ( :‬ول َْو ِشْئ نَا آَل َت ْينَا ُك َّل َن ْف ٍ‬
‫ين)‬ ‫ْجنَّة َوالن ِ ْ‬
‫َأج َمع َ‬ ‫ألم َّ َ َ َ ْ‬ ‫س ُه َد َاها َولَك ْن َح َّق الْ َق ْو ُل منِّي ْ‬
‫[السجدة‪.]13:‬‬
‫وأما العقل فإن الكون كله مملوك هلل تعالى واإلنسان من هذا الكون فهو مملوك هلل‪ ،‬وال يمكن للمملوك أن‬
‫يتصرف في ‪ -‬ملك المالك إال بإذنه ومشيئته‪.‬‬

‫‪20‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬

You might also like