You are on page 1of 12

‫أقسام و أشكال التفسير الموضوعي‬

‫الواجب الستيفاء بعض املتطالبات يف املادة‬

‫دراسة الفسير الموضوعي‬

‫المحاضر‪:‬‬

‫‪Al Ustadz Wahyu Septrianto, S.Ag‬‬

‫الباحث‪:‬‬

‫‪422021232118‬‬ ‫حممد فرحان هبة اهلل‬

‫‪422021232120‬‬ ‫حممد فؤاد خري العزيز‬

‫قسم علوم القرآن و التفسير‬

‫كلّيّة أصول الدين‬

‫جامعة‪ 0‬دار السالم كونتور (الرابطة)‬

‫‪14441443/2022-2023-‬‬
‫األول‬
‫الباب ّ‬
‫المق ّدمة‪0‬‬

‫منهج لغ‪// /‬ة (هنج) الطري‪// /‬ق – هنج‪// /‬ا‪ ،‬وهنوج‪// /‬ا‪ :‬وض‪// /‬ح واس‪// /‬تبان ومنهج الطري‪// /‬ق وض‪// /‬وحه‪.‬‬
‫واملنهاج كاملنهج ويف التنزيل احلكيم (لك‪//‬ل جعلن‪/‬ا منكم ش‪/‬رعة ومنهاج‪/‬اً) من اآلي‪/‬ة ‪ 48‬من س‪/‬ورة‬
‫املائدة‪ .‬واملنهاج الطريق الواضح وإستنهج الطريق صار هنجا والنهج‪ .‬البني الواضح‪ .‬يق‪/‬ال ‪ :‬طري‪/‬ق‬
‫هنج‪ .‬وأمر هنج والطريق املستقيم الواضح يقال ‪ :‬هذا هنجي ال أحيد عنه‬

‫منهج اص ‪//‬طالحا لق ‪//‬د ت ‪//‬داولتها تعريف ‪//‬ات ع ‪//‬دة ون ‪//‬رى مجعه ‪//‬ا فيم ‪//‬ا يلي املنهج ه ‪//‬و الطري ‪//‬ق‬
‫الواض‪//‬ح يف التعب‪//‬ري عن ش‪//‬يء أو يف عم‪//‬ل ش‪//‬يء أو يف تعلم ش‪//‬يء طبق‪//‬ا ملب‪//‬ادىء معين‪//‬ة وبنظ‪//‬ام معني‬
‫‪1‬‬
‫بغية الوصول إىل غاية معينة‪.‬‬

‫ومنهج تفس ‪// /‬ري الق ‪// /‬رآن ل‪// /‬ه من ‪// /‬اهج وهي الفس‪// /‬ري االمجايل‪ ،‬التفس ‪// /‬ري املوض ‪// /‬وعي‪ ،‬التفس‪// /‬ري‬
‫التحليلي‪ ،‬التفسري املقارن‪ .‬ويف هذه املناسبة سنبحث تفسري القرآن فهو تفسري املوضوعي‪.‬‬

‫الباب الثاني‬
‫‪ 1‬علي حممود النقراشي السيد‪ ،‬مناهج املفسرين (بريده‪ :‬مكتبة النهضة‪ )1986 ،‬ص‪13:‬‬
‫البحث‬

‫تعريف تفسير الموضوعي‬ ‫ا‪.‬‬


‫تعريف التفسير‬ ‫‪.1‬‬

‫التفس‪//‬ري أص‪//‬له من الفس‪//‬ر‪ ،‬مبع‪//‬ىن الكش‪//‬ف‪ ،‬ويف االص‪//‬طالح ي‪//‬ري بعض العلم‪//‬اء أ ّن التفس‪//‬ري‬
‫ليس من العلوم اليت يتكلف هلا ح‪/‬د‪ ،‬ألن‪//‬ه ليس قواع‪//‬د أو ملك‪/‬ات ناش‪//‬ئة من مزاول‪/‬ة القواع‪/‬د كغ‪//‬ريه‬
‫من العلوم اليت أمكن هلا أن تشبه العلوم العقلية‪ ،‬ويكفى يف ايض‪/‬اح التفس‪/‬ري بأن‪/‬ه بي‪/‬ان كالم اهلل‪ ،‬أو‬
‫أنه املبني اللفاظ القران ومفهوماهتا‪.‬‬

‫ويرى بعض آخر منهم أ ّن التفسري من قبيل املسائل اجلزئية أو القواعد الكلية‪ ،‬أو امللكات‬
‫الناشئة من مزاولة القواعد‪ ،‬فيتكلّف له التعريف‪ ،‬فيذكر يف ذلك علوما أخرى حيتاج إليه‪//‬ا يف فهم‬
‫‪2‬‬
‫القرآن‪ ،‬كاللغة‪ ،‬والصرف‪ ،‬والنحو‪ ،‬والقرآءات‪.‬‬

‫لتفس‪// /‬ري لغ‪// /‬ة‪ :‬من الفس‪// /‬ر‪ ،‬وه‪// /‬و الكش‪// /‬ف والبي‪// /‬ان‪ ،‬ويف مف‪// /‬ردات ال‪// /‬راغب‪ :‬إظه‪// /‬ار املع ‪//‬ىن‬
‫املعق‪//‬ول ‪ .‬والتفس‪//‬ري مبالغ‪//‬ة من الفس‪//‬ر‪ .‬أي أحس‪//‬ن توض‪//‬يحاً وبيان ‪/‬اً للمطل‪//‬وب ‪ .‬ويف االص‪//‬طالح ‪:‬‬
‫علم يكشف به عن معاين آيات القرآن وبيان مراد اهلل تعاىل منها حسب الطاقة البشرية ‪.‬‬

‫تعريف الموضوع‬ ‫‪.2‬‬

‫املوضوع لغة ‪ :‬من الوض‪/‬ع‪ ،‬وه‪/‬و جع‪/‬ل الش‪/‬يء يف مك‪/‬ان م‪/‬ا‪ ،‬س‪/‬واء ك‪/‬ان ذل‪/‬ك مبع‪/‬ىن احلط‬
‫واخلفض‪ ،‬أو مبع‪//‬ىن اإللق‪//‬اء والتث‪//‬بيت يف املك‪//‬ان ‪ .‬يق‪//‬ال ناق‪//‬ة واض‪//‬عة ‪ :‬إن رعت احلمض ح‪//‬ول املاء‬
‫ومل ت‪//‬ربح‪ ،‬وقي‪//‬ل ‪ :‬وض‪//‬عت‪ /‬تض‪//‬ع وض‪//‬يعة فهي واض‪//‬عة‪ ،‬وك‪//‬ذلك موضوعـة يتع‪//‬دى وال يتعـدى ‪.‬‬
‫وهذا املعىن ملحوظ يف التفسري املوضوعي ألن املفس‪//‬ر يرتب‪//‬ط مبع‪//‬ىن معني ال يتج‪//‬اوزه إىل غ‪/‬ريه ح‪/‬ىت‬
‫‪3‬‬
‫يفرغ من تفسري املوضوع الذي التزم به‪.‬‬

‫‪ 2‬الذهيب حممد حسني‪ ،‬التفسري واملفسرون (القاهرة‪ :‬مكتبة وهبة‪ ،)2012 ،‬ص‪12 :‬‬
‫‪ 3‬مسلم مصطفى‪ ،‬مباحث يف الفسري املوضوعي (دمشق‪ :‬دارالقلم‪ )2000،‬ص‪15 :‬‬
‫ويف االص‪//‬طالح ‪ :‬قض‪//‬ية‪ ،‬أو أم‪//‬ر متعل‪//‬ق جبانب من ج‪//‬وانب احلي‪//‬اة يف العقي‪//‬دة أو الس‪//‬لوك‬
‫‪4‬‬
‫االجتماعي أو مظاهر الكون تعرضت هلا آيات القرآن الكرمي‪.‬‬

‫تعريف التفسير الموضوعي‬ ‫‪.3‬‬

‫أما تعريف مصطلح (التفسري املوضوعي) بعد أن أص‪//‬بح علم‪/‬اً على ل‪/‬ون من أل‪//‬وان التفس‪//‬ري‬
‫فق‪//‬د تع‪//‬ددت تع‪//‬اريف الب‪//‬احثني املعاص‪//‬رين ل‪//‬ه ‪ ،‬منه‪//‬ا‪ :‬ه‪//‬و بي‪//‬ان م‪//‬ا يتعل‪//‬ق مبوض‪//‬وع من موض‪//‬وعات‬
‫احلي‪//‬اة الفكري‪//‬ة أو االجتماعيـة أو الكوني‪//‬ة من زاوي‪//‬ة قرآني‪//‬ة للخ‪//‬روج بنظري‪//‬ة قرآني‪//‬ة بص‪//‬دده‪ .‬وعرف‪//‬ه‬
‫بعض‪//‬هم بقول‪//‬ه ‪ :‬ه‪//‬و مجع اآلي‪//‬ات املتفرق‪//‬ة يف س‪//‬ور الق‪//‬رآن املتعلق‪//‬ة ه‪ :‬باملوض‪//‬وع الواح‪//‬د لفظ ‪/‬اً أو‬
‫حكماً وتفسريها حسب املقاصد القرآنية‪.‬‬

‫وقي‪//‬ل ‪ :‬ه‪//‬و بي‪//‬ان موض‪//‬وع م‪//‬ا من خالل آي‪//‬ات الق‪//‬رآن الك‪//‬رمي يف س‪//‬ورة واح‪//‬دة أو س‪//‬ور‬
‫متع‪//‬ددة‪ .‬وقي‪//‬ل‪ :‬ه‪//‬و علم يبحث يف قض‪//‬ايا الق‪//‬رآن الك‪//‬رمي‪ ،‬املتح‪//‬دة مع‪//‬ىن أو غاي‪//‬ة ‪ ،‬عن طري‪//‬ق مجع‬
‫آياهتا املتفرق ‪//‬ة‪ ،‬والنظ ‪//‬ر فيه ‪//‬ا‪ ،‬على هيئ ‪//‬ة خمصوص ‪//‬ة‪ ،‬بش ‪//‬روط خمصوص ‪//‬ة لبي ‪//‬ان معناه ‪//‬ا‪ ،‬واس ‪//‬تخراج‬
‫عناص ‪//‬رها‪ ،‬وربطه ‪//‬ا برب ‪//‬اط ج ‪//‬امع‪ .‬وقي ‪//‬ل ‪ :‬ه ‪//‬و علم يتن ‪//‬اول القض ‪//‬ايا حس ‪//‬ب املقاص ‪//‬د القرآني ‪//‬ة من‬
‫خالل سـورة أو أك‪/‬ثر‪ .‬ولع‪//‬ل التعري‪//‬ف األخ‪/‬ري ه‪//‬و األرجح‪ ،‬خلل‪//‬وه عن التك‪//‬رار وإلش‪//‬ارته إىل نوعي‪//‬ه‬
‫الرئيس‪// /‬يني‪ .‬والتع‪// /‬اريف الس‪// /‬ابقة يغلب عليه‪// /‬ا ط‪// /‬ابع الش‪// /‬رح والتوض‪// /‬يح ملنهج البحث يف التفس‪// /‬ري‬
‫‪5‬‬
‫املوضوعي‪.‬‬

‫أقسام التفسير الموضوعي‬ ‫ب‪.‬‬

‫قُ ّسم التفسري املوضوعي من قبل الباحثني واملتخصصني إىل نوعني من التقسيم‪:‬‬

‫األول‪ :‬ج‪//‬رت القس‪//‬مة في‪//‬ه على أس‪//‬اس وج‪//‬ود املوض‪//‬وع ومنش‪//‬أه‪،‬وه‪//‬و ّإم‪//‬ا تفس‪//‬ري موض‪//‬وعي ب‪//‬اطين‬
‫َّ‬
‫يتح‪//‬دد حبدود الق‪//‬رآن الك‪//‬رمي‪ ،‬أو تفس‪//‬ري موض‪//‬وعي خ‪//‬ارجي ال يتح‪//‬دد حبدوده‪ /.‬أ ّن التفس‪//‬ري الب‪//‬اطين‬
‫يق ‪//‬وم على أس ‪//‬اس اص ‪//‬طناع ن ‪//‬وع من املماثل ‪//‬ة بني معن ‪//‬يني ال ترب ‪//‬ط بينهم ‪//‬ا أي ‪//‬ة عالق ‪//‬ة حقيقي ‪//‬ة ‪ ،‬ال‬

‫‪ Ibid 4‬ص‪16 :‬‬


‫‪ Ibid 5‬ص‪16 :‬‬
‫عالقة لغوية ‪ ،‬وال عالقة عقلية يف إجياد العلة األصولية املشرتكة املنضبطة ‪ ،‬أو االس‪//‬تدالل بالش‪/‬اهد‬
‫على الغائب ‪ ،‬أو باحلد األوسط الذي جيمع بني مقدميت القضية املنطقية‪.‬‬

‫و أن املفس‪// /‬ر يب‪// /‬دأ من خالل‪// /‬ه ب‪// /‬الواقع اخلارجي مث ينتق‪// /‬ل إىل الق‪// /‬رآن الك‪// /‬رمي مث يع‪// /‬ود إىل‬
‫الواقع اخلارجي مرة أخرى بنتاج حبثه داخل القرآن‪ ،‬مما جيعل الق‪//‬رآن الك‪//‬رمي ملبي‪//‬ا وبش‪//‬كل مس‪//‬تمر‬
‫لك‪//‬ل متطلب‪//‬ات احلال‪//‬ة اإلنس‪//‬انية واالجتماعي‪//‬ة ال‪//‬يت تفرض‪//‬ها حرك‪//‬ة الت‪//‬أريخ واحلرك‪//‬ة التكاملي‪//‬ة هلذا‬
‫اإلنسان‪.‬‬

‫والث‪//‬اين‪ :‬ج‪//‬رت القس‪//‬مة في‪//‬ه على أس‪//‬اس ع‪//‬دد املوض‪//‬وعات ال‪//‬يت تناوهلا البحث املوض‪//‬وعي‪،‬‬
‫وه‪// /‬و ‪ّ ff‬إم‪// /‬ا احتادي يتن‪// /‬اول موض‪// /‬وعاً قرآني ‪/ /‬اً واح‪// /‬داً يف حبث‪// /‬ه‪ ،‬أو ارتب‪// /‬اطي جيم‪// /‬ع بني موض‪// /‬وعني‬
‫‪6‬‬
‫كاإلميان والعمل مثالً‪.‬‬

‫قسم فتح اهلل سعيد تقسيماً ثالثاً على أساس وحدة الغاية فقط أو الغاية واملعىن‪،‬‬
‫وقد ّ‬
‫وكان تقسيمه كالتايل‪:‬‬

‫‪ .1‬التفسري املوضوعي العام‪ ،‬وهو ما كان بني أطراف موضوعه‪ /‬وحدة يف الغاية فقط‪.‬‬

‫‪ .2‬التفس ‪//‬ري املوض ‪//‬وعي اخلاص‪ ،‬وه ‪//‬و الّ ‪//‬ذي يق ‪//‬وم على وح ‪//‬دة الغاي ‪//‬ة واملع ‪//‬ىن بني أطراف ‪//‬ه‬
‫وأفراده‪ ،‬فتكون الرابطة بينهما خاصة وقريبة‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫ج‪ .‬أشكال التفسير الموضوعي‬

‫من خالل ما تقدم يف تاريخ التفسري املوضوعي‪ ،‬يظه‪//‬ر أنّ‪//‬ه مل يكن على ش‪/‬كل واح‪//‬د‪ ،‬ب‪/‬ل‬
‫أش‪// /‬كال متع‪// /‬ددة عرّب وا عنه‪// /‬ا ب ‪//‬األلوان‪ ،‬أي‪ :‬أل‪// /‬وان التفس‪// /‬ري املوض‪// /‬وعي‪ .‬و من خالل االس‪// /‬تعراض‬
‫الت ‪//‬ارخيي لنش ‪//‬وء علم التفس ‪//‬ري واملؤلف ‪//‬ات في ‪//‬ه نس ‪//‬تطيع أن نلح ‪//‬ظ ثالث ‪//‬ة أن ‪//‬واع من أل ‪//‬وان التفس ‪//‬ري‬
‫املوضوعي‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫اللون األول‬ ‫‪.1‬‬

‫‪ 6‬التميمي شاكر‪ ،‬أصول و قواعد التفسري املوضوعي للقرآن (كربالء‪ :‬دار الكتب والوثائق‪ )2015 ،‬ص‪70:‬‬
‫‪ 7‬مسلم مصطفى‪ ،‬مباحث يف الفسري املوضوعي (دمشق‪ :‬دارالقلم‪ )2000،‬ص‪23 :‬‬
‫‪ Ibid 8‬ص‪23 :‬‬
‫أن يتبع الباحث لفظة من كلمات القرآن الك‪//‬رمي مث جيم‪//‬ع اآلي‪//‬ات ال‪/‬يت تـرد فيه‪//‬ا اللفظ‪//‬ة أو‬
‫مشتقاهتا من مادهتا اللغوية‪ ،‬وبعد مجع اآلي‪/‬ات واإلحاط‪/‬ة بتفس‪//‬ريها حياول اس‪/‬تنباط دالالت الكلم‪/‬ة‬
‫من خالل استعمال القرآن الكرمي هلا‪ .‬وكثري من الكلمات القرآني‪/‬ة املتك‪/‬ررة أص‪/‬بحت مص‪/‬طلحات‬
‫قرآنية فكلمات‪ :‬األمة‪ ،‬الصدقة‪ ،‬اجلهاد‪ ،‬الكتاب‪ ،‬الذين يف قلوهبم مرض‪ ،‬املن‪//‬افقون‪ ،‬الزك‪//‬اة‪ ،‬أهـل‬
‫الكت‪//‬اب‪ ،‬الرب‪//‬ا‪ ،‬جنـدهـا تـأخـذ وجـوهـا يف االس‪//‬تعمال والدالل‪//‬ة ‪ .‬ف‪//‬املتتبع ملثـل هـذا خيـرج بل‪//‬ون من‬
‫التفس‪/‬ري ألس‪/‬اليب القـرآن الك‪/‬رمي يف اس‪/‬تخدام م‪/‬ادة الكلم‪/‬ة ودالالهتا ‪ .‬وق‪/‬د س‪/‬بقت اإلش‪/‬ارة إىل أن‬
‫كتب غريب القرآن‪ ،‬وكتب األشباه والنظائـر قـد تضمنت هذا اللون من التفسري‪ ،‬وهي العمدة يف‬
‫مثل هذه األحباث‪.‬‬

‫أم‪// /‬ا املعاص‪// /‬رون ال‪// /‬ذين كتب‪// /‬وا يف ه‪// /‬ذا الل‪// /‬ون فق‪// /‬د تتبع‪// /‬وا الكلم‪// /‬ة وح‪// /‬اولوا ال‪// /‬رب إال أن‬
‫املؤلف‪//‬ات القدمية من ه‪//‬ذا الل‪//‬ون بقيت يف دائ‪//‬رة دالل‪//‬ة الكلم‪//‬ة يف موض‪//‬عها‪ /.‬ومل حياول مؤلفوهـا أن‬
‫يربط ‪//‬وا بينه ‪//‬ا يف خمتل ‪//‬ف الس ‪//‬ور‪ ،‬ليفي تفس ‪//‬ريهم للكلم‪//‬ة يف دائ ‪//‬رة الدالل‪//‬ة اللفظي‪//‬ة‪ .‬بنی دالالهتا يف‬
‫خمتلف املواضع فكان أشبه ما يكون ب‪/‬اللون الث‪/‬اين من التفس‪/‬ري املوض‪/‬وعي ‪.‬وفيم‪/‬ا يلي ننق‪/‬ل منوذج‪/‬اً‬
‫على هذا اللون من التفسري املـوضـوعي من كتـاب ال‪//‬دامغاين‪ :‬منوذج من كت‪//‬اب ‪( :‬إص‪//‬الح الوج‪//‬وه‬
‫‪9‬‬
‫والنظائر)‪ ،‬للدامغاين ‪ :‬قال الدامغاين حتت مادة‪:‬‬

‫على مثانية أوجه‪ :‬املال‪ ،‬اإلميان‪ ،‬اإلسالم‪ ،‬أفضل‪ ،‬العافية‪ ،‬األجر‪ ،‬الطعام‪ ،‬الظفر والغنيم‪//‬ة‪.‬‬
‫فوج ‪//‬ه منه ‪//‬ا اخلري مبع ‪//‬ىن املال‪ ،‬قول ‪//‬ه س ‪//‬بحانه يف س ‪//‬ورة البق ‪//‬رة‪( :‬إذا حض ‪//‬ر أح ‪//‬دكم املوت إن ت ‪//‬رك‬
‫خرياً)‪ ،‬يعين ماالً‪ .‬كقوله تعاىل فيها ‪( :‬قل ما أنفقتم من خري فللوالدين واألقربني)‪ ،‬وكقـولـه تعـاىل‬
‫يف س‪//‬ورة البق‪//‬رة‪( /:‬وم‪//‬ا تنفقـوا من خيـر فال نفس‪//‬كم)‪ ،‬أي ال تنفق‪//‬وا‪ .‬وقول‪//‬ه تع‪//‬اىل يف س‪//‬ورة ص‪:‬‬
‫(إين أحببت حب اخلري)‪ ،‬يعين حب املال‪ ،‬وكقول‪/‬ه تع‪//‬اىل يف س‪//‬ورة الن‪//‬ور‪( :‬إن علمتم فيهم خ‪/‬ريا)‪،‬‬
‫يعين ماالً‪.‬‬

‫‪ Ibid 9‬ص‪24 :‬‬


‫الث‪// / /‬اين ‪ :‬اخلري يع‪// / /‬ين اإلميان‪ .‬قول‪// / /‬ه تع‪// / /‬اىل يف س‪// / /‬ورة األنف‪// / /‬ال ‪ :‬ول‪// / /‬و علم اهلل فيهم خ ‪// /‬رياً‬
‫المسعهم‪ ،‬يع‪//‬ين ل ‪//‬و علم اهلل فيهم إميان ‪/‬اً‪ ،‬كقول ‪//‬ه تع ‪//‬اىل فيه‪//‬ا ‪( :‬ي‪//‬ا أيه‪//‬ا الن‪//‬يب ق‪//‬ل ملن يف أي‪//‬ديكم من‬
‫األسرى إن يعلم اهلل يف قلوبكم خريا‪ ،‬يعين إمياناً‪.‬‬

‫كقول‪//‬ه تع‪//‬اىل يف س‪//‬ورة ه‪//‬ود‪( :‬وال أق‪//‬ول لل‪//‬ذين ت‪//‬زدري أعينكم لن ي‪//‬ؤتيهم اهلل خ‪//‬رياً يع‪//‬ين‬
‫إمياناً‪.‬‬

‫الث‪/‬الث ‪ :‬اخلري يع‪/‬ين اإلس‪/‬الم‪ .‬قول‪/‬ه تع‪/‬اىل يف س‪/‬ورة البق‪/‬رة‪( :‬م‪/‬ا ي‪/‬ود ال‪/‬ذين كف‪/‬روا من أهـل‬
‫الكت ‪//‬اب وال املش ‪//‬ركني أن ي ‪//‬نزل عليكم من خ ‪//‬ري من ربكم) يع ‪//‬ين اإلس ‪//‬الم‪ ،‬نظريه ‪//‬ا يف س ‪//‬ورة ق‪:‬‬
‫مناع للخري يعين اإلسالم نزلت يف الوليد بن املغرية منع ابن أخيه أن يسلم ‪ ،‬نظريها يف سورة ن‪.‬‬

‫الراب‪//‬ع ‪ :‬خ‪//‬ري يع‪//‬ين أفض‪//‬ل‪ ،‬قول‪//‬ه تع‪//‬اىل يف س‪//‬ورة املؤمن‪//‬ون‪( :‬وق‪//‬ل رب اغف‪//‬ر وارحم وأنت‬
‫خ‪//‬ري ال‪//‬رامحني‪ ،‬يع‪//‬ين أفض‪//‬ل ال‪//‬رامحني ‪ ،‬كقول‪//‬ه تع‪//‬اىل يف س‪//‬ورة ي‪//‬ونس ‪( :‬وه‪//‬و خ‪//‬ري احلاكمني‪ ،‬أي‬
‫أفضل احلاكمني‪ ،‬وحنوه قوله تعاىل يف سورة الزخرف وأم أنا خري من هذا ال‪//‬ذي ه‪//‬و مهني» يق‪//‬ول‬
‫أفضل من هذا‪.‬‬

‫اخلامس ‪ :‬اخلري يع ‪//‬ين العافي ‪//‬ة ‪ .‬قول ‪//‬ه تع ‪//‬اىل يف س ‪//‬ورة األنع ‪//‬ام‪( :‬وإن ميسس ‪//‬ك اهلل بض ‪//‬ر فال‬
‫كاشف له إال هو وإن ميسسك خبري فهو على كل شيء قدير) يعين بعافية‪.‬‬

‫السادس ‪ :‬اخلري يعين األجر‪ .‬قوله تعاىل ‪« :‬لكـم فيها يعين لكم فيها أجر يعين البدن‪.‬‬

‫الس‪//‬ابع ‪ :‬اخلري يع‪//‬ين الطع‪//‬ام ‪ .‬قول‪//‬ه تع‪//‬اىل يف س‪//‬ورة القص‪//‬ص‪« :‬ق‪//‬ال رب إين ملا أن‪//‬زلت إيل‬
‫من خري فقريه يعين الطعام‪.‬‬

‫الث‪//‬امن ‪ :‬اخلري يع‪//‬ين ب‪//‬ه الظف‪//‬ر والغنيم‪//‬ة والطعن يف القت‪//‬ال قول‪//‬ه تع‪//‬اىل يف س‪//‬ورة األح‪//‬زاب ‪:‬‬
‫«ورد اهلل الذين كفروا بغيظهم مل ينالوا خرياً يعين ظفراً وغنيمة‪.‬‬

‫ونالح‪//‬ظ أن املؤل‪//‬ف مل يرب‪//‬ط بني أص‪//‬ل الكلم‪//‬ة واس‪//‬تعماالهتا وس‪//‬ياق اآلي‪//‬ات ال‪//‬يت وردت‬
‫فيها الكلمة ‪ :‬ليبين عليهـا هـدايـة قرآنية أو ليستنبط من دالالت اللفظة وسياق اس‪//‬تعماالهتا توجيه‪/‬اً‬
‫قرآنياً معيناً‪ .‬وإمنا بقيت الكلمة حيث وردت يف نطاق الداللة اللفظية املفردة‪/.‬‬
‫‪10‬‬
‫اللون الثاني‬ ‫‪.2‬‬

‫حتدي‪//‬د موض‪//‬وع م‪//‬ا يلح‪//‬ظ الب‪//‬احث تع‪//‬رض الق‪//‬رآن الك‪//‬رمي ل‪//‬ه بأس‪//‬اليب متنوع‪//‬ة يف الع‪//‬رض‬
‫والتحلي‪//‬ل واملناقش‪//‬ة والتعلي‪//‬ق‪ .‬فيتتب‪//‬ع املوض‪//‬وع من خالل سـور القـرآن الك‪//‬رمي‪ ،‬ويس‪//‬تخرج اآلي‪//‬ات‬
‫ال‪/‬يت تن‪/‬اولت املوض‪//‬وع‪ ،‬وبع‪/‬د مجعه‪/‬ا واإلحاط‪/‬ة بتفس‪//‬ريها حياول الب‪/‬احث اس‪/‬تنباط عناص‪//‬ر املوض‪//‬وع‬
‫من خالل اآلي‪/‬ات الكرمية‪ ،‬فينس‪/‬ق بني عناص‪/‬ره‪ /،‬ويق‪//‬دم ل‪/‬ه مبقـدمة حـول أس‪/‬لوب الق‪//‬رآن الك‪/‬رمي يف‬
‫ع‪// /‬رض أفك‪// /‬ار املوض‪// /‬وع‪ .‬وحياول أن يقس‪// /‬مه إىل أبـواب وفص‪// /‬ول ومب‪// /‬احث‪ ،‬ويس‪// /‬تدل باآلي‪// /‬ات‬
‫القرآنية على كل ما يذهب إليه ويتحدث عنه مع ربط ذلك كله بواقع الن‪//‬اس ومش‪//‬اكلهم وحماول‪//‬ة‬
‫حلها وإلقاء أضواء قرآنية عليها‪.‬‬

‫ويتجنب خالل حبث‪// /‬ه التع‪// /‬رض لألم‪// /‬ور اجلزئي‪// /‬ة يف تفس‪// /‬ري اآلي‪// /‬ات فال يـذكـر الق‪// /‬راءات‪،‬‬
‫ووج‪//‬وه اإلع‪//‬راب والـنـكــات البالغي‪//‬ة إال مبقـدار مـا تلقي أضـواء على أفك‪//‬ار املوض‪//‬وع األساس‪//‬ية‪،‬‬
‫ويع‪//‬رض م‪//‬ا يتح‪//‬دث عن‪//‬ه بأس‪//‬لوب ج‪//‬ذاب لتوضيـح مـرامي اآلي‪//‬ات ومقاص‪//‬دها واحلكم‪//‬ة اإلهلي‪//‬ة يف‬
‫عرض أفكار املوضوع بأساليب معينة واختي‪/‬ار الف‪/‬اظ حمددة هلا وه‪/‬ذا الل‪/‬ون من التفس‪/‬ري املوض‪/‬وعي‬
‫ه‪/‬و املش‪/‬هور يف ع‪/‬رف أه‪/‬ل االختص‪/‬اص‪ ،‬وإذا ُأطل‪/‬ق اس‪/‬م (التفس‪/‬ري املوض‪/‬وعي ) فال يك‪/‬اد ينص‪/‬رف‬
‫الذهن إال إليه ‪.‬‬

‫ولق ‪//‬د ك‪//‬ثرت املؤلف ‪//‬ات ق‪//‬دمياً وح ‪//‬ديثاً يف ه‪//‬ذا الل‪//‬ون من التفس ‪//‬ري املوض‪//‬وعي‪ .‬فم‪//‬ا كتب‪:‬‬
‫إعج‪//‬از الق‪//‬رآن‪ .‬والناس‪//‬خ واملنس‪//‬وخ يف الق‪//‬رآن وأحك‪//‬ام الق‪//‬رآن‪ .‬وأمث‪//‬ال الق‪//‬رآن وجماز الق‪//‬رآن ‪. . .‬‬
‫قدمياً إال أمثلة ناطقة على أمهية هذا اللون من التفسري عند السلف الصاحل من علماء هذه األمة ‪.‬‬

‫وك‪//‬ذلك املـوضـوعـات املختلف‪//‬ة املعاص‪//‬رة‪ /:‬املتعلق‪//‬ة مبج‪//‬االت املعرف‪//‬ة املختلف‪//‬ة حيث ربطه‪//‬ا‬
‫الباحثون بالقرآن الكرمي ونظروا مبنظاره إىل هذه اجملاالت وكيفية البحث عنها‪ ،‬س‪/‬واء ك‪//‬انت ه‪/‬ذه‬
‫اجملاالت مما يتعل‪//‬ق ب‪//‬الكون احملي‪//‬ط باإلنس‪//‬ان من أرض ومساوات وك‪//‬واكب وجنوم وحبار وحميط‪//‬ات‬
‫وجب‪//‬ال وأهنار ونب‪//‬ات وحـيـوان ‪ ،‬أو ك‪//‬انت مما يتعل‪//‬ق باإلنس‪//‬ان خلق‪//‬ه وتكوين‪//‬ه وعواطف‪//‬ه وغرائ‪//‬زه‬
‫ومش‪//‬اعره ونفس‪//‬ه وعقل‪//‬ه‪ ،‬وأخالق‪//‬ه ومسوه وتس‪//‬فله‪ ،‬أو باحلي‪//‬اة االجتماعي‪//‬ة ال‪//‬يت حيياه‪//‬ا اإلنس‪//‬ان يف‬

‫‪ Ibid 10‬ص‪27 :‬‬


‫جمتمع ‪//‬ه ب ‪//‬دءاً بالعالق ‪//‬ات األس‪// /‬رية واالجتماعي ‪//‬ة يف الق ‪//‬وم والعش ‪//‬رية‪ ،‬والعالق ‪//‬ات الدولي ‪//‬ة واألم ‪//‬ور‬
‫االقتص‪//‬ادية والسياس‪//‬ية‪ ،‬وأنظم‪//‬ة الس‪//‬لم واحلرب والـدعـوة إىل اهلل‪ ،‬وأخ‪//‬ذ العبـر والعظ‪//‬ات من س‪//‬ري‬
‫األقوام واألمم املاضية‪.‬‬

‫وم‪//‬ا يتعل‪//‬ق ك‪//‬ذلك ب‪//‬أمور الغيب من البعث بع‪//‬د املوت واحلش‪//‬ر واحلس‪//‬اب واجلن‪//‬ة والن‪//‬ار‪،‬‬
‫وصنوف النعيم يف دار الس‪//‬عادة للمتقني‪ ،‬وص‪//‬نوف الش‪//‬قاء للتعس‪/‬اء يف داراجلحيم‪ .‬وال تك‪/‬اد تنتهي‬
‫مث‪//‬ل ه‪//‬ذه املوض‪//‬وعات‪ /،‬ب‪/‬ل كلم‪//‬ا جـذت عل‪//‬وم وص‪//‬نوف من املعرف‪/‬ة ل‪//‬دى اإلنس‪//‬ان جيد الب‪//‬احث يف‬
‫الق‪//‬رآن الك‪//‬رمي مـا يش‪//‬بع فك‪//‬ره اقتناع ‪/‬اً‪ ،‬وقلبـه طمأنين‪//‬ة من ع‪//‬رض الق‪//‬رآن الك‪//‬رمي ألساس‪//‬يات ه‪//‬ذا‬
‫اللون من املعرفة بوضع األسس العامة والتوجيهات األساسية يف هذا الشأن‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫اللون الثالث‬ ‫‪.3‬‬

‫وه ‪//‬ذا الل ‪//‬ون ش ‪//‬بيه ب ‪//‬اللون الث ‪//‬اين إال أن دائ ‪//‬رة ه ‪//‬ذا الل ‪//‬ون أض ‪//‬يق من دائ ‪//‬رة سابقـه‪ .‬حيث‬
‫يبحث يف ه‪// /‬ذا الل‪// /‬ون عن اهلدف األساس‪// /‬ي يف الس‪// /‬ورة الواح‪// /‬دة‪ ،‬ويك‪// /‬ون ه‪// /‬ذا اهلدف ه‪// /‬و حمور‬
‫التفس‪//‬ري املوض‪//‬وعي يف الس‪//‬ورة‪ .‬وطـريـقـة البحث يف ه‪//‬ذا الل‪//‬ون ه‪//‬و‪ :‬أن يس‪//‬توعب الب‪//‬احث هـدف‬
‫السـورة األساس‪// /‬ي ‪ ،‬أو أه‪// /‬دافها الرئيس‪// /‬ية‪ ،‬مث يبحث عن س‪// /‬بب ال‪// /‬نزول للس‪// /‬ورة أو اآلي ‪//‬ات ال ‪//‬يت‬
‫عرض‪//‬ت املوض‪//‬وع األساس‪//‬ي للس‪//‬ورة‪ ،‬مث ينظ‪//‬ر إىل ت‪//‬رتيب ن‪//‬زول الس‪//‬ورة من بني الس‪//‬ور املكي‪//‬ة أو‬
‫املدنية‪ ،‬مث يدرس األساليب القرآنية يف عرض املوضوع واملناسبات بني مقاطع اآليات يف السورة‪.‬‬

‫وس‪//‬يجد الب‪//‬احث أن لك‪//‬ل س‪//‬ورة شخص‪//‬يتها املس‪//‬تقلة وأه‪//‬دافها األساس‪//‬ية‪ .‬فمن املعل‪//‬وم أن‬
‫السور املكية قد عرضت أسس العقيدة اإلسالمية الثالثة بشكل مفص‪//‬ل‪ :‬األلوهي‪//‬ة‪ ،‬الرس‪//‬الة‪ ،‬البعث‬
‫بع‪//‬د املوت‪ ،‬ل‪//‬ذا ميكن أن يتن‪//‬اول الب‪//‬احث يف ك‪//‬ل س‪//‬ورة مكي‪//‬ة أح‪//‬د اجلوانب الثالث‪//‬ة من العقي‪//‬دة‪،‬‬
‫كما اشتمل كثري منها على احلث على أمهات األخالق والتنفري من مرذوهلا‪.‬‬

‫ومل يظف ‪//‬ر ه ‪//‬ذا الل ‪//‬ون من التفس ‪//‬ري املوض ‪//‬وعي بعناي ‪//‬ة املفس ‪//‬رين الق ‪//‬دماء ب ‪//‬ل جـاء يف ثناي ‪//‬ا‬
‫تفاسريهم اإلشارة إىل بعض أهداف السور وخاصة القصرية منها‪ ،‬وك‪/‬ذلك الت‪/‬وخي لوج‪/‬ه املناس‪/‬بة‬

‫‪ Ibid 11‬ص‪28 :‬‬


‫بني مق‪//‬اطع بعض الس‪//‬ور‪ ،‬كم‪//‬ا فع‪//‬ل الفخ‪//‬ر ال‪//‬رازي يف تفس‪//‬ريه الكب‪//‬ري‪ ،‬وكم‪//‬ا فع‪//‬ل البق‪//‬اعي يف نظم‬
‫الدرر‪ ،‬وعبد احلميد الفراهي يف كتابه نظام القرآن‪.‬‬

‫أما يف العصر احلديث فقد كان سيد قطب مولعاً بعرض أهـداف وأساس‪//‬يات ك‪//‬ل س‪//‬ورة‪،‬‬
‫قبل البدء يف تفسريها‪ ،‬وبيان شخصية س‪/‬ورة ومالحمه‪/‬ا املتم‪/‬يزة عن بقي‪/‬ة الس‪//‬ور‪ .‬واألس‪/‬اليب املتبع‪/‬ة‬
‫يف ع ‪//‬رض أفكاره ‪//‬ا‪ .‬فيعت ‪//‬رب كتاب ‪//‬ه (يف ظالل الق ‪//‬رآن) منوذج ‪/‬اً جي ‪//‬داً وخباص ‪//‬ة مقدم ‪//‬ة تفس ‪//‬ريه لك ‪//‬ل‬
‫سورة‪.‬‬

‫كم‪//‬ا كتب غ‪//‬ريه ممن ج‪//‬اء بع‪//‬ده مس‪//‬تفيداً من منهج‪//‬ه‪ ،‬كم‪//‬ا فع‪//‬ل إب‪//‬راهيم زيـد الكيالين يف‬
‫كتابه (تصور األلوهية كما تعرضه سورة األنعام)‪ /،‬وكتابه (معركة النبوة مع املش‪//‬ركني) أو‪ :‬قض‪//‬ية‬
‫الرسالة كما تعرضها سورة األنعام وبينها القرآن الكرمي‪.‬‬

‫أم‪//‬ا م‪//‬ا كتب‪//‬ه د‪ .‬حمم‪//‬د البهي يف رس‪//‬ائله املس‪//‬ماة بالتفس‪//‬ري املوض‪//‬وعي لسـور الق‪//‬رآن الك‪//‬رمي‬
‫فال أعتربه من التفسري املوضوعي وإمنا ه‪//‬و تفس‪/‬ري إمجايل لآلي‪//‬ات يف الس‪/‬ورة كم‪/‬ا مل حيدد موض‪//‬وع‬
‫‪12‬‬
‫فسرها‪ ،‬وإمنا جاء بكالم إنشائي للمعىن اإلمجايل لآليات‪.‬‬
‫كل سورة ّ‬

‫‪ 12‬مسلم مصطفى‪ ،‬مباحث يف الفسري املوضوعي (دمشق‪ :‬دارالقلم‪ )2000،‬ص‪29:‬‬


‫الباب الثالث‬

‫االختتام‬

‫أ‪ .‬االستنباط‬

‫فالتفسري املوضوعي هو بيان موضوع ما من خالل آي‪/‬ات الق‪/‬رآن الك‪/‬رمي يف س‪/‬ورة واح‪/‬دة‬
‫أو س ‪//‬ور متع ‪//‬ددة‪ /.‬وقي ‪//‬ل‪ :‬ه ‪//‬و علم يبحث يف قض ‪//‬ايا الق ‪//‬رآن الك ‪//‬رمي‪ ،‬املتح ‪//‬دة مع ‪//‬ىن أو غاي ‪//‬ة ‪ ،‬عن‬
‫طري ‪//‬ق مجع آياهتا املتفرق ‪//‬ة‪ ،‬والنظ ‪//‬ر فيه ‪//‬ا‪ ،‬على هيئ ‪//‬ة خمصوص ‪//‬ة‪ ،‬بش ‪//‬روط خمصوص ‪//‬ة لبي ‪//‬ان معناه ‪//‬ا‪،‬‬
‫واستخراج عناصرها‪ ،‬وربطها برباط جامع‪.‬‬

‫و قُ ّس‪/ /‬م التفس ‪//‬ري املوض ‪//‬وعي إىل ن ‪//‬وعني مها التفس ‪//‬ري الب ‪//‬اطين و التفس ‪//‬ري اخلارجي‪ .‬التفس ‪//‬ري‬
‫الب‪//‬اطين ال‪//‬ذي يق‪//‬وم على أس‪//‬اس اص‪//‬طناع ن‪//‬وع من املماثل‪//‬ة بني معن‪//‬يني ال ترب‪//‬ط بينهم‪//‬ا أي‪//‬ة عالق‪//‬ة‬
‫حقيقية والفسري اخلارجي الذي يقوم على أساس عدد املوضوعات اليت تناوهلا البحث املوضوعي‪.‬‬

‫و أ ّن التفسري املوضوعي مل يكن على شكل واحد‪ .‬ولكن له ثالثة ألوان‪ .‬األول لفظ‪//‬ة من‬
‫كلم‪/‬ات الق‪/‬رآن الك‪/‬رمي مث جيم‪/‬ع اآلي‪/‬ات ال‪/‬يت تـرد فيه‪/‬ا اللفظ‪/‬ة أو مش‪/‬تقاهتا من مادهتا اللغوي‪/‬ة‪ ،‬وبع‪/‬د‬
‫مجع اآليات واإلحاطة بتفسريها حياول استنباط دالالت الكلم‪/‬ة من خالل اس‪/‬تعمال الق‪/‬رآن الك‪/‬رمي‬
‫هلا‪ .‬الثاين‪ ،‬حتديد موضوع ما يلحظ الباحث تع‪//‬رض الق‪/‬رآن الك‪//‬رمي ل‪//‬ه بأس‪//‬اليب متنوع‪/‬ة يف الع‪//‬رض‬
‫والتحليل واملناقشة والتعليق‪.‬و الثالث‪ ,‬وهذا اللون شبيه باللون الثاين إال أن دائرة هذا اللون أض‪//‬يق‬
‫من دائرة سابقـه‪ .‬حيث يبحث يف هذا اللون عن اهلدف األساسي يف السورة الواحدة‪.‬‬

‫المصادر‬

‫علي حممود النقراشي السيد‪ ،‬مناهج املفسرين (بريده‪ :‬مكتبة النهضة‪)1986 ،‬‬ ‫‪‬‬
‫الذهيب حممد حسني‪ ،‬التفسري واملفسرون (القاهرة‪ :‬مكتبة وهبة‪)2012 ،‬‬ ‫‪‬‬
‫مسلم مصطفى‪ ،‬مباحث يف الفسري املوضوعي (دمشق‪ :‬دارالقلم‪)2000،‬‬ ‫‪‬‬
‫التميمي شاكر‪ ،‬أصول و قواعد التفسري املوضوعي للقرآن (كربالء‪ :‬دار الكتب‬ ‫‪‬‬
‫والوثائق‪)2015 ،‬‬

You might also like