Professional Documents
Culture Documents
السنة الجامعية2020-2019:
1
الشق النظري:
تكتسي النازلة أمهية بالغة يف احلياة العملية إذ من خالل حتليل العديد منها يتم فهم النصوص القانونية و إعطاء
احللول املماثلة لوقائع مشاهبة كما متكن الطالب من اإلملام باملشاكل القانونية و إعداده للمباريات و إلمتام
دراسته باملاسرت.
فأهم شيء يعطي للنازلة خصوصيتها هو بناؤها على التحليل قانوين للمعطيات الواقعية والقاعدة القانونية اليت
تنطبق عليها .
ثانيا تقنية تحليل النازلة
مقدمة
بيان اإلطار العام للنازلة دون احلسم يف احلل النهائي هلا كان يقول الطالب تتعرض النازلة أو تناقش النازلة أو
تتناول النازلة مدى توفر أو مدى استيفاء اإلجراءات لشروطها ....
_ عرض موجز للوقائع بأسلوب الطالب وبشكل زمين لإلحداث على أن يقتصر على الوقائع اليت تصلح
كأساس واقعي للحل وبشكل واضح .
_ عرض املشاكل القانونية املطروحة سحسب طرحها من قبل األستاذ أو البح عنها من قبل الطالب ضمن
الواقعة
_ بيان خطة معاجلة النازلة و الدفاع عنها
العرض
_ جيب حتديد املفاهيم األساسية للمصطلحات الواردة يف النازلة لتتضح الصورة حول الوقائع القانونية مع الربط
بالنازلة.
2
_ جيب إعمال النصوص القانونية العامة و اخلاصة وربطها بالواقعة
_ بيان موقف االجتهادات القضائية سواء كانت منسجمة أو خمتلفة مع أحكامها السابقة و ربطها بالنازلة .
-طرح أراء الفقهية بتوضيح كل اجتاه و ربطه بالنازلة و بسط االنتقادات املوجهة إليه للتدليل على سبب إقصائه
من الواقعة .
-موقف املشرع املغريب من االجتاهات الفقهية مع ربطه بالنازلة
-تقدمي احلل السليم للنازلة سحسب وجود نقطة قانونية وحيدة أو عدة نقط قانونية على النحو التايل :
مبا أن أو حي الواقعة
تضمنت ................
مبا أن أو حي الواقعة
تضمنت ...............
مبا أن أو حي أن نص الفصل يقتضي بأنه ..............................
مبا أن أو حي أن املادة تنطبق أو ال تنطبق على الواقعة لذلك........................
إن صياغة احلل النهائي جيب أن تأخذ بعني االعتبار عدد املشاكل القانونية املطروحة .وهذا احلل يقدم إما يف
األخري إذا كانت هناك نقطة قانونية أو مشكل قانوين وحيد مثار يف النازلة أو يقدم احلل عند النهاية من حتليل
كل نقطة قانونية خمتلفة عن سابقتها وهي مثارة يف التقسيم واحلل يقدم وفق أسلوب قانوين دقيق يشبه إىل حد
ما احلكم القضائي.
3
الشق التطبيقي :نماذج من قضايا جنائية وحلولها
النازلة األولى:
بتاريخ 2018/2/15مت القاء القبض على املسمى خالد -الذي يبلغ من العمر 25سنة يسكن مبعية زوجته
وأمه يف حي أناس بفاس -من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية على الساعة 8صباحا وهو حيمل
متفجرات يف سيارته من نوع فورد ،لديه شركة لتصنيع املالب وبعد استنطاقه من طرف الضابطة القضائية
ومن خالل تصرحياته تبني أنه حيمل تلك املتفجرات لصديقه أمحد ومجال املتواجدين مبدينة مكناس حي
يدرسان هناك بشعبة الدراسات االسالمية من أجل تنفيذ خمطط اجرامي لتفجري فندق مبدينة مكناس .هذا كما
أبانت التحريات بأن التواصل مع أمحد ومجال قد مت عرب موقع التواصل االجتماعي الفايسبوك وتوطدت العالقة
بينهما حي كانوا يلتقون هناك يف منزل أحد اصدقائهم املسمى فؤاد الذي منحهما املنزل من أجل االقامة فيه
أيام الدراسة سحكم أهنما طالبان وبعد ذلك أح بأهنما يتبنيان أفكارا متطرفة فقام بالتبليغ عنهما بتاريخ
. 2017/10/16وبعد مرور شهر من اعتقاله مت القاء القبض على أمحد ومجال.
-ماهي اجلرمية اليت سيتابع هبا كل من أمحد ومجال ؟
يف رأيكم ما هو الوصف القانوين الذي ميكن أن نصف به ما قام به خالد من أفعال ؟ -
هل سيتابع فؤاد جبرمية تقدمي مساعدة للغري ؟ وملاذا -
هل سيعاقب فؤاد إذا علم مبا خيطط له أصدقاؤه ومع ذلك ظل صامتا؟ -
ماذا لو وفر أمحد ومجال هل سيعاقب خالد؟ -
ماذا لو أن أم خالد تعلم مبا يقوم به ابنها ومل تبلغ السلطات بذلك هل ستعاقب؟ -
ماذا لو أن خالد قام بالتبليغ عن أصدقائه قبل القبض عليه هل سيعاقب أم ال؟ -
ماذا لو أن شخصا اخر قام بالتبليغ قبل خالد هل سيعاقب هذا األخري أم ال؟ -
الوقـ ـائع
مت القاء القبض على املسمى خالد الذي يبلغ من العمر 25سنة بتاريخ 2018/2/15
من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية على الساعة 8صباحا وهو حيمل متفجرات يف سيارته .ومن خالل
تصرحياته تبني أنه حيمل تلك املتفجرات لصديقه أمحد ومجال املتواجدين مبدينة مكناس من أجل تنفيذ خمطط
اجرامي لتفجري فندق مبدينة مكناس .كما أبانت التحريات بأن التواصل مع أمحد ومجال قد مت عرب موقع
التواصل االجتماعي الفايسبوك وتوطدت العالقة بينهما حي كانوا يلتقون هناك يف منزل أحد اصدقائهم
املسمى فؤاد الذي منحهما املنزل من أجل االقامة فيه أيام الدراسة وبعد ذلك أح بأهنما يتبنيان أفكارا
4
متطرفة فقام بالتبليغ عنهما بتاريخ . 2017/10/16وبعد مرور شهر من اعتقاله مت إلقاء القبض على أمحد
ومجال
األسانيد القانونية:
جرم املشرع املغريب يف قانون 03-03املتعلق مبكافحة اإلرهاب جمموعة من األفعال واعتبارها جرائم إرهابية،
واشرتط يف بعضها أن ترتكب يف سياق حمدد اال وهو وجود مشروع فردي أو مجاعي عمدي يهدف إىل امل
اخلطري بالنظام العام عن طريق التخويف أو الرتهيب أو العنف ،يف حني أنه مل يشرتط يف بعض منها ذلك ،وإمنا
اعتربها أفعال إرهابية بقوة القانون بغض النظر عن السياق الذي ترتكب فيه ،سحي ميكن القول بأهنا جرمية
إرهابية بقوة القانون
-1جرمية تكوين عصابة أو اتفاق ألجل إعداد أو ارتكاب جرمية إرهابية
تعترب جرمية تكوين عصابة أو اتفاق ألجل إعداد أو ارتكاب جرمية إرهابية من صنف اجلرائم اليت تنتمي إىل
جرائم اخلطر ،إذ أنه مبجرد إتيان األفعال املنصوص عليها يف الفقرة 9من الفصل 1- 218اليت تنص على أنه
"تعترب اجلرائم اآلتية أفعال إرهابية ،إذا كانت هلا عالقة مبشروع فردي أو مجاعي يهدف إىل امل اخلطري بالنظام
العام بواسطة التخويف أو الرتهيب أو العنف:
-تكوين عصابة أو اتفاق ألجل إعداد أو ارتكاب فعل من أفعال اإلرهاب".
وتقوم هذه اجلرمية بغض النظر عن اجلرائم اليت ترتكب نتيجة هلا ،وسواء ارتكبت جرائم إرهابية أو مل ترتكب،
وبذلك فإن املشرع بتنصيصه على هذه اجلرمية يكون قد هنج أسلوب التجرمي الوقائي أو االحتياطي .
-بالرجوع اىل وقائع النازلة يتضح لنا أن الطالبني كانا يتفقان وخيططان لتفجري فند ق مبدينة مكناس وبالتايل
سيتابعان جبرمية تكوين عصابة او اتفاق ألجل اعداد او ارتكاب فعل من افعال االرهاب وفقا ملقتضيات الفقرة
9من الفصل 1-218
جريمة تقديم المساعدة للغير
ينص الفصل 6-218على أنه "باإلضافة إىل حاالت املشاركة املنصوص عليها يف الفصل 129من هذا
القانون يعاقب بالسجن من عشر إىل عشرين سنة ،كل شخص يقدم عمدا ملن يرتكب فعال إرهابيا أو يساهم
أو يشارك فيه ،أسلحة أو ذخائر أو أدوات تنفيذ اجلرمية أو مساعدات نقدية أو وسائل تعيش أو تواصل أو
نقل ،أو مكانا لالجتماع أو السكن أو االختباء ،وكل ما يعينه على التصرف فيما حصل عليه من عمله
اإلجرامي وكل من يقدم له أي نوع من أنواع املساعدة مع علمه بذلك".
مما سبق يتبني لنا أن املشرع جرم وعاقب أفعال اإلعانة واملساعدة املقدمة إىل اجلاين املرتكب جلرمية من اجلرائم
اإلرهابية بغض النظر عن مركزه القانوين يف اجلرمية سواء كان فاعال أصليا أو مسامها أو مشاركا.
5
التطبيق:
بالرجوع اىل وقائع النازلة يتبني لنا أن ما قام به خالد من تقدمي مساعدة ألصدقائه ال يعترب مشاركة وفقا
ملقتضيات الفصل 129من ق ج وامنا يعترب فاعال اصليا يف جرمية قائمة بذاهتا اال وهي جرمية تقدمي مساعدة
اىل اجلاين املرتكب للفعل االرهايب ومن مت وبالرغم من عدم تنفيذ الركن املادي للجرمية االرهابية فان خالد
سيعاقب وفقا ملقتضيات الفصل 6.-218
-3بالنسبة لفؤاد من خالل وقائع النازلة يتبني لنا أنه مسح لصديقيه باإلقامة يف شقته من اجل الدراسة يف
اجلامعة سحكم أهنما فقريين سحي مل يكن له علم مسبق مبا ينويان القيام به وبالتايل فهو مطالب بإثبات ذلك.
-4جريمة عدم التبليغ عن جريمة إرهابية
نص املشرع املغريب يف الفصل 8-218على أنه" :يؤخذ بعدم التبليغ عن جرمية إرهابية ويعاقب كل من كان
على علم مبخطط أو أفعال هتدف إىل ارتكاب أعمال معاقب عليها بوصفها جرمية إرهابية ،ومل يبلغ عنها فورها
مبجرد علمه هبا للجهات القضائية أو األمنية أو اإلدارية أو العسكرية".
إن جرمية عدم التبليغ عن اجلرائم اإلرهابية تصنف يف عداد اجلرائم الشكلية اليت تقوم بذاهتا مبجرد اقرتافها،
وبصرف النظر عن حتقق النتيجة جراء هذه األعمال من عدمها ،بذلك نالحظ أن املشرع املغريب ال يشرتط يف
جرائم عدم التبليغ عن األعمال اإلرهابية لقيام ركنها املادي ضرورة حتقق نتيجة معينة عن إتيان اجلاين للنشاط
اجملرم ،إمنا يراعى األخطار احملتملة اليت قد ترتتب عنها واليت قد تعرض مصاحل اجملتمع للخطر يف حالة عدم
التجرمي.
وهذا الفعل اجملرم حيتوي يف كنهه على التزام يفرضه املشرع على املواطنني ،للمسامهة إىل جانب السلطات
العمومية يف جمهوداهتا الرامية إىل مكافحة اجلرمية للوصول إىل اجلناة إلفشال خمططاهتم اإلجرامية ،خاصة اجلرائم
اإلرهابية اليت تتميز باخلطورة ،الشيء الذي حياول املشرع حتقيقه بكافة الوسائل ،والغاية من ذلك طبعا هو وأد
كل خمطط الرتكاهبا.
وقد يطرح تساؤل مفاده من هو الشخص املخاطب مبضمون الفصل 8-218؟ هل الشخص األجنيب عن
ذلك االتفاق أو املخطط اإلجرامي أم هو الفاعل أو املساهم يف اجلرمية اإلرهابية ذاهتا الذي يبلغ عنها قبل
ارتكاهبا؟
بتدقيق النظر فإن اخلطاب موجه لألشخاص األجانب عن العملية اإلرهابية ،ولكن إذا كانوا على علم تام
وإحاطة كاملة باملخطط اجلنائي
6
بالرجوع اىل فرضية ان فؤاد يعلم مبا يقوم به أمحد ومجال ومع ذلك ظل صامتا فانه سيعاقب جبرمية عدم التبليغ
وفقا الفصل 8-218ألنه ظل صامتا .
- 5في فرضية لو وفر أحمد وجمال هل سيعاقب خالد ؟
بناء على اعتناق املشرع املغريب لنظرية استعارة التجرمي وعمال باملادة 129من ق ج فان الشخص ال ميكن أن
يسال باعتباره مشاركا يف اجلرمية إال اذا توفرت الشروط التالية :
-1ضرورة علم املشارك مبا ينوي الفاعل األصلي القيام به من أنشطة جمرمة وذلك حىت يتحقق لديه القصد
اجلنائي املطلوب يف االشرتاك .
-2ارتباط العقاب على املشاركة بوجود جرمية معاقبة ( ارتكبت من طرف فاعل اصلي ) ويرتتب على ذلك أنه
إذا مل ترتكب اجلرمية أصال فإن املشارك ال يعاقب .
-3ارتباط العقاب على املشاركة بوجود جناية أو جنحة.
ولكن بالرجوع اىل القانون املنظم لإلرهاب 03-03يتضح لنا أن املشرع املغريب خرج عن املباد العامة املنظمة
للمشاركة وفقا للفصل 129ق ج واعترب بأن الشخص الذي يقدم مساعدة لشخص اخر الرتكاب جرمية
ارهابية هو مستقل عن الفاعل األصلي وبالتايل إن فرا أمحد ومجال فإن خالد سيعاقب بالرغم من عدم حتقق
جرمية تفجري الفندق وذلك تكريسا ملبدأ عدم اإلفالت من العقاب يف اجلرائم اخلطرية كاجلرمية االرهابية.
األعذار المعفية الجوازية
إن التنصيص على األعذار املعفية اجلوازية ،تفيد بأن احملكمة هلا السلطة التقديرية على أن حتكم بإعفاء أقارب
وأصهار اجلاين املرتكب للعمل اإلرهايب من العقوبة ،وذلك وفقا للشروط اليت حددهتا الفقرة األخرية من الفصل
6-218والفقرة الثانية من 8-218من القانون املتعلق باإلرهاب واللتان تنصان على التوايل على ما يلي:
الفصل ..." :6-218غري أنه جيوز للمحكمة أن تعفي من العقوبة أقارب وأصهار من ارتكب جرمية إرهابية أو
ساهم أو شارك فيها ،إىل غاية الدرجة الرابعة ،إذا قدموا له مسكنا أو وسائل عيش شخصية فقط."...
الفصل ..." :8-218غري أنه جيوز للمحكمة يف احلالة املنصوص عليها يف الفقرة األوىل يف هذه املادة أن
تعفي من العقوبة أقارب وأصهار من ارتكب جرمية إرهابية أو ساهم أو شارك فيها إىل غاية الدرجة الرابعة".
وفي فرضية أن أم خالد تعلم بما يقوم به ابنها ورغم ذلك ظلت ساكتة هل ستعاقب أم ال ؟
بالرجوع اىل الفصل :8-218ميكن للمحكمة يف احلالة املنصوص عليها يف الفقرة األوىل يف هذه املادة
أن تعفي من العقوبة أم خالد الذي شارك يف اجلرمية االرهابية .
األعذار المعفية الوجوبية
7
إن املشرع املغريب فتح الباب لكل من يكون مشارك أو فاعل أو مساهم يف جرمية تكوين عصابة أو اتفاق
جنائي ألجل ارتكاب جرمية إرهابية أن يبادر إىل إبالغ السلطات املختصة بوجود هذا التخطيط ،قبل أن
يتم ارتكابه وقبل إقامة الدعوى العمومية ،إذ ينص الفصل 9-218على أنه" :يتمتع بعذر معف من
العقاب طبق الشروط املنصوص عليها يف الفصول 143إىل 148من هذا القانون الفاعل أو املساهم أو
املشارك الذي يكشف قبل غريه للجهات القضائية أو األمنية أو اإلدارية أو العسكرية عن وجود اتفاق
جنائي أو وجود عصابة ألجل ارتكاب جرمية إرهابية ،إذا قام بذلك قبل حماولة ارتكاب اجلرمية اليت كانت
موضوع االتفاق أو هدف العصابة وقبل إقامة الدعوى العمومية.
وبالتايل فلو افرتضنا أن خالد قام بتبليغ اجلهات القضائية قبل ارتكاب أصدقائه جرمية تفجري الفندق فإنه سيتمتع
بعذر معف من العقاب وفقا ملقتضيات الفصل .9-218
الشروط المرتبطة بإعفاء الفاعل أو المساهم أو المشارك من العقوبة
وفقا للفصل 9-218اشرتط املشرع املغريب يف الشخص الذي يتمتع باإلعفاء من العقوبة جمموعة من
الشروط:
-متتع الشخص املرتكب للفعل اجلرمي االرهايب بصفة الفاعل أو املساهم أو املشارك
-أن يكشف للجهات القضائية أو األمنية أو اإلدارية أو العسكرية عن وجود اتفاق جنائي أو وجود عصابة
ألجل ارتكاب جرمية إرهابية ،إذا قام بذلك قبل حماولة ارتكاب اجلرمية اليت كانت موضوع االتفاق أو هدف
العصابة وقبل إقامة الدعوى العمومية
-أن ال يوجد شخص اخر بلغ السلطات بوجود اتفاق جنائي أو وجود عصابة ألجل ارتكاب جرمية ارهابية أو
قام هبا قبل حماولة ارتكاب اجلرمية اليت كانت موضوع االتفاق وقبل اقامة الدعوى العمومية.
-ومن مت فلو افرتضنا أن خالد بلغ السلطات القضائية قبل غريه بوجود اتفاق بني أمحد ومجال على تفجري
الفندق فإنه سيعفى من العقوبة وفقا للفصل .9-218
-أما لو فرضنا أن شخصا اخر بلغ السلطات قبل خالد فإنه لن يعفى من العقوبة ،ألن شرطا من الشروط
املتطلبة يف اعفاء خالد من العقوبة قد اختل أال وهي مبادرة شخص اخر من األغيار بالتبليغ قبله .
النازلة الثانية
كانت خدجية ترقد يف مستشفي الغساين بفاس وتقوم صديقتها (رانية ) بزيارهتا يوميا إال أهنا عقدت العزم علي
إهناء معاناهتا الشخصية بالزيارات اليومية ومبعاناة صديقتها بإهناء حياهتا ،ووضع حد ملا تعانيه فقامت مبنحها
دواء على غري وصفة طبية أدى إيل وفاهتا وبالتايل وضعت رانية حدا لتلك املعاناة اليت تعاين منها صديقتها
وآالمها امليؤوس منها ،بعد أن يئ الطب من تسكينها.
8
فما حكم القانون يف هذه القضية ؟
-تثري هذه القضية املشكل القانوين التايل:
موضوع القتل العمدى وبصفة خاصة الباع على القتل
من املقرر أن الباع ال يدخل ضمن عناصر القصد اجلنائي .وبناء على ذلك فإن جرمية القتل تعد قائمة أيا
كان الباع عليها سواء كان قصد الفاعل االنتقام من ضحيته أو الثأر لشرفه أو لتخليص اجملين عليه من آالم
مرض ال أمل يف شفائه.
ولكن للباع النبيل أو الشريف حمل اعتبار حيق للقاضي أن يراعيه يف حدود سلطته التقديرية عند حتديده
العقوبة اليت يقضى هبا على املتهم فله أن يعتربه مربرا للحكم باحلد األدىن للعقوبة وله أن يعترب من قبيل
الظروف املخففة.
بناء على ما سبق فإن حكم القانون يف هذه القضية هو أن ما اقرتفته رانيه إمنا يعد جرمية قتل بالرغم من أن
الباع لديها كان بريئا ونظيفا ،فانه يتساوى مع الباع اخلسي كاحلقد والكراهية أو الرغبة يف ترتيب املسؤولية
اجلنائية للفاعل ،ألن البواع أمور نفسية وال أثر هلا على قيام القصد اجلنائي وبالتايل قد تستفيد رانية من
ظروف التخفيف.
النازلة الثالثة:
أرادت عائشة أن تقتل ضرهتا فاطمة ،وكانت عائشة تعلم أن خدجية والدة فاطمة تقيم معها فلم يؤثر ذلك
على مشروعها االجرامي.
فقامت عائشة بإعداد ثالثة فطائر ودست فيها مسا وأرسلتها مع الشغالة السعدية ،ويف الطريق قامت السعدية
بالتهام فطرية من الفطائر اليت معها .
وبعد أن تناولت فاطمة وخدجية الفطريتني شعرت كل منهما بوجع شديد فذهبتا اىل املستشفى وهناك مت انقاد
فاطمة يف حني توفيت خدجية .
المطلوب:
حتديد مسؤولية عائشة يف هذه الواقعة؟
وهل يتغري رأيك لو:
-أن السعدية الشغالة قامت بإتالف الفطائر ،ألهنا شاهدت عائشة تضع تلك املادة السامة يف الفطائر.
-عائشة ذهبت إىل منزل فاطمة وقامت بتقدمي أدوية لكل منهما فنتج عنها عدم وفاهتما.
-عائشة قامت باالتصال بضرهتا فاطمة وأخربهتا بعدم تناول الفطائر ،ألن هبا مادة سامة متت اضافتها للفطائر
عن طريق اخلطأ.
9
-ماذا لو أن السعدية توفيت من جراء الفطرية اليت تناولتها ،ألهنا مل يكن هلا علم بأن الفطائر حتتوي على مادة
سامة.
أوال :الوقائع
أرادت (عائشة) أن تقتل ضرهتا (فاطمة) – وكانت (عائشة) تعلم أن (خدجية ) أم (فاطمة) تقيم معها فلم
يؤثر ذلك على مشروعها اإلجرامي قامت (عائشة) بإعداد 3فطائر ودست فيهم ( ممساً) وأرسلتهم مع الشغالة
( السعدية) ويف الطريق قامت ( السعدية ) بالتهام فطرية من الفطائر اليت معها .بعد أن تناولت (فاطمة)
و(خدجية) الفطريتني ؛ شعرت كل منهما بآالم شديدة ؛ فذهبتا إىل املستشفى ؛ وهناك مت مداركة (فاطمة)
بالعالج ؛ يف حني توفيت (خدجية).
الفرضيات:
أ -ماذا لو ان السعدية الشغالة قامت بإتالف الفطائر ،ألهنا شاهدت عائشة تضع تلك املادة السامة يف
الفطائر.
(ب) عائشة ذهبت إىل منزل فاطمة وقامت بتقدمي أدوية لكل من (فاطمة) و(وخدجية ) نتج عنها عدم
وفاهتما.
(ج) عائشة قامت باالتصال بضرهتا (فاطمة ) وأخربهتا بعدم تناول الفطائر ألن هبا مادة سامة متت إضافتها
للفطائر عن طريق اخلطأ
ثالثا :المشاكل القانونية:
-1ما مدى توافر القصد اجلنائي العام يف الواقعة املاثلة ؟
-2ما مدى توافر القصد االحتمايل يف الواقعة ؟
-3ما مدى توافر اخلطأ غري العمدي يف الواقعة ؟
-4ما مدى توافر التوبة الفعالة يف الواقعة ؟.
-5ما مدى توافر الشروع يف اجلرمية يف الواقعة ؟.
رابعا :األسانيد القانونية
تعترب جرمية التسميم يف التشريع اجلنائي املغريب جناية مستقلة بذاهتا خالفا لبعض التشريعات املقارنة اليت اعتربهتا
جرمية قتل عمد مشدد بالنظر إىل وجود عنصر االصرار فيها أو جرمية ايذاء عمد يف حالة عدم حدوث الوفاة
بالفعل وكانت نية الفاعل مل تستهدف ازهاق روح اجملين عليه ،وقد وقع التنصيص على أحكامها يف املادة
398ق ج " الذي ينص على أنه ":من اعتدى على حياة شخص بواسطة مواد من شأهنا أن تسبب املوت
10
عاجال أو اجال أيا كانت الطريقة اليت استعملت أو أعطيت هبا تلك املواد وأيا كانت النتيجة يعد مرتكبا جلرمية
التسميم ويعاقب باإلعدام".
تقوم جرمية التسميم على ركنني أساسني :
-1ركن مادي حي أن جرمية التسميم من جرائم اخلطر وليست من جرائم النتيجة ،سحي ال يشرتط لقيامها
أن متوت الضحية بفعل السم وإمنا يتحقق ركنها املادي باستعمال أو بإعطاء مادة سامة لشخص من األشخاص
ويكون من شأهنا حسب الفصل 398ق ج أن تتسبب يف املوت إن عاجال أم اجال.
-2ركن معنوي
التسميم جرمية عمدية ال تقوم إال إذا توافر للفاعل القصد اجلنائي الذي ال يتحقق إال بعلمه بأن املادة اليت يريد
اعطائها للضحية ،من شأهنا أن تتسبب هلا حتما يف املوت إن عاجال أو اجال .وعليه فإذا انتفى القصد اجلنائي
ما أمكن املساءلة عن جناية التسميم كأن قام الفاعل وقدم املادة السامة للضحية ولكن عن جهل منه لسميتها.
-3اثبات جرمية التسميم
-تسهيال لعبء اثبات قصد االعتداء على احلياة عند اجلاين ،فإن جمرد علمه بسمية املواد اليت قام بإعطائها أو
استعماهلا للضحية يعترب قرينة قوية على قصده قتلها بالسم من طرف القضاء ،إال أن هذه القرينة من حي
الطبيعة هي بسيطة ميكن دوما للمتهم هدمها بإثبات العك .
التطبيق:
بالرجوع إىل وقائع النازلة يتبني لنا بأن التكييف الصحيح للجرمية هي التسميم بالنظر إىل توفر عنصريها
األساسيني أال وهو الركن املادي املتمثل يف قيام عائشة بدس مادة سامة يف الفطائر وهي تعلم جيدا أهنا مادة
سامة ،كما أن ارادهتا كانت متجهة إىل قتل ضرهتا ،ومن مت فتوفر القصد اجلنائي لدى عائشة كان حاضرا
بقوة وبالتايل فعائشة مسؤولة جنائيا عما قامت به من فعل جرمي عرب تسميم ضرهتا فاطمة بالرغم من عدم
حتقق نتيجة الوفاة ألن جرمية التسميم من جرائم اخلطر وال يشرتط فيها حتقق النتيجة وتعاقب بعقوبة االعدام
وفقا ملقتضيات الفصل 398من قج
أما بالنسبة لوفاة خدجية أم فاطمة فهل تعترب عائشة مسؤولة جنائيا وبالتايل ميكن أن تتابع جبرمية التسميم أم
جبرمية القتل غري العمدي ؟
بالرجوع إىل وقائع النازلة يتبني لنا بأن إرادة عائشة كان تتجه حنو قتل ضرهتا ولي حنو قتل أمها خدجية .
ومن هنا أال ميكن طرح فكرة القصد االحتمايل أي القصد غري املباشر الذي عرفه أحد الفقهاء بأنه يقوم
عند الفاعل كلما كان ال يقصد بنشاطه النتيجة املرتتبة أو احلادثة فعال ،إال انه توقعها ورضي سحدوثها ملا
استمر يف إمتام نشاطه االجرامي .وانطالقا من هذا الرأي ميكن القول بأن عائشة عندما عزمت على قتل
11
ضرهتا فاطمة بواسطة دس السم يف الفطائر اليت أرسلتها اليها فإهنا تعلم مسبقا أن أمها خدجية تتواجد معها
يف املنزل ،ويتوقع بشكل كبري أن تتناول هي األخرى الفطائر ومع ذلك قبلت هبذه النتيجة من أجل
الوصول اىل غايتها األساسية أال وهي ازهاق روح ضرهتا واحلالة هذه عائشة مسؤولة عن قتل خدجية عمدا
ألهنا توفيت بسبب السم الذي تناولتها يف الفطائر.
-بالنسبة للفرضية األوىل املتمثلة يف كون الشغالة السعدية اتلفت الفطائر ،ألهنا كانت تعلم أهنا حتتوي على سم
وبالتايل هل ميكن معاقبة عائشة ؟
بالرجوع إىل التشريع املغريب جنده قد اعترب جرمية التسميم من اجلرائم الشكلية حينما جعلها تتحقق كجرمية تامة
مبجرد إعطاء املواد اليت من شأهنا أن تسبب املوت عاجال أو اجال للضحية ومهما كانت النتيجة ،أي سواء
حدث املوت أو مل حيدث وهذا بصريح الفصل 398ق ج وعمال مبا سبق ال تتصور حماولة جناية التسميم يف
صورة اجلرمية املستحيلة أو اخلائبة .لكن بالرجوع اىل الفصل 114ق ج جند أن حماولتها يف صورة اجلرمية املوقوفة
متصورة وقد تتحقق بالفعل إذا ما أوقف الفاعل عن إمتام فعلته االجرامية بسبب أجنيب عنه ال دخل له فيه " غري
راجع إلرادته" وحنو ذلك أن ينتبه املستهدف بالتسميم اىل اجلاين وهو يضع له السم يف دوائه املخصص لعالجه
فيمتنع تبعا لذلك من تناوله ،أو أن يكون اجلاين حضر املادة السامة وال ينتظر غري حضور الضحية لتقدميها
إليها لكن يصرفه عن ذلك حادث طار مل يتمكن معه من تقدميه للمستهدف من التسميم .
وبالرجوع اىل وقائع النازلة يتبني لنا بأن عدم اعطاء عائشة السم لضرهتا راجع إىل تدخل الشغالة اليت أتلفت
الفطائر وال ميكن اعتبار عدوهلا اراديا ،وبالتايل ستتابع عائشة جبرمية احملاولة يف التسميم اليت تتخذ جرمية احملاولة
املوقوفة.
-بالنسبة الفرضية الثانية املتمثلة يف ذهاب عائشة إىل منزل ضرهتا وإعطائها الدواء بعد تناول الفطائر من أجل
انقاذمها يتبني لنا بأن عائشة تراجعت بعد أن دست السم يف الفطائر فبادرت إىل انقاذمها عرب إعطاء دواء هلما،
فلم يتوفيا فهل يف هذه احلالة ستعاقب عائشة باعتبارها مرتكبة جلرمية التسميم أم ال.؟
يرى البعض أن اجلاين يف هذه احلالة ومادامت أن النتيجة مل تتحقق إال بسبب تدخله االختياري فال يعاقب
،على اعتبار أن األثر الناجم عن العدول الطوعي مل يتقرر أصال إال من أجل تشجيع اجلناة على الرتاجع وعدم
االستمرار يف تنفيذ خمططهم اإلجرامي إىل النهاية لكن الراجح هو أن هذا التسامح وإن كان جيد مربره واقعيا
وعاطفيا فإنه من الناحية القانونية غري مؤس متاما ،ألن جرمية التسميم طبقا للفصل 398من ق ج تقوم
قانونا مبجرد إعطاء السم للضحية أو استعماله هلا وال يشفع للجاين تراجعه اإلرادي وحوله دون حتقق النتيجة
اليت ال تعترب عنصرا من عناصر الركن املادي يف هذا النوع من اجلرائم الشكلية ،لكن تدخل اجلانية عائشة إلنقاذ
الضحيتني عرب اعطاءمها دواء مضاد للسم يعترب توبة منها بالفعل ودليال على ندمها ومن مت البد للمحكمة أن
12
متتعها بظروف ختفيف ،ألن ما قامت به يدل داللة أكيدة على انتفاء اخلطورة اإلجرامية لديها واليت كانت سببا
يف تشديد عقاب جرمية التسميم من طرف املشرع املغريب.
بالنسبة للفرضية األخرية املتمثلة يف اتصال عائشة بضرهتا واخبارها بعدم تناول الفطائر ،ألهنا أضافت مادة
سامة إليها عن طريق اخلطأ يعترب عدوال طوعيا أو تراجعا من طرفها على إعطاء املادة السامة للضحية بدون
تدخل أي عامل خارجي يفقد هذا النشاط صفته كمحاولة يف التسميم.
النازلة الرابعة
اهتم ( مبارك ) بقتل ( راشد ) وبينما كانت أسرة القتيل تعود من زيارته يف قربه بعد مرور األسبوع األول شاهدوا
شقيق القاتل خيتال أمامهم بدراجة .فأسرع إليه( عبد اهلل ) شقيق القتيل وأطلق علية عدة أعرية نارية فسقط
على أثرها علي األرض ملطخا بالدماء .ونقل على آثرها إيل املستشفى وهناك أمكن إنقاذه ،قدم ( عبد اهلل )
للمحاكمة بتهمة الشروع يف قتل عمدي مع سبق اإلصرار والرتصد.
فهل أصابت النيابة أم أخطأت ؟
أوال :الوقائع
تدور وقائع القضية حول( مبارك) الذي اهتم بقتل ( راشد ) وأثناء زيارة أسرة ( راشد ) لقربه بعد أسبوع من
مماته شاهدوا شقيق القاتل يتباهى بنفسه أمامهم فاندفع حنوه ( عبد اهلل ) شقيق القتيل وأطلق عليه عدة أعرية
نارية وسقط يف دمائه ولكن مت نقله إىل املستشفى حي مت إسعافه وإنقاذه .قدمت النيابة العامة ( عبد اهلل )
إىل احملاكمة بتهمة الشروع يف قتل عمدي مع سبق اإلصرار والرتصد
-املطلوب هو معرفة هل أصابت النيابة العامة أم أخطأت ؟
ثانيا :األسانيد القانونية :
تثري هذه القضية موضوع سبق اإلصرار والرتصد.
أ -سبق اإلصرار :
تعريف سبق اإلصرار :
عرف املشرع املغريب سبق اإلصرار يف املادة 394من القانون اجلنائي بأنه ( العزم املصمم عليه قبل وقوع اجلرمية
على االعتداء على شخص معني ،أو على أي شخص قد يوجد أو يصادف حىت ولو كان العزم معلقا على
ظرف أو شرط"
وسبق اإلصرار يقوم على عنصرين :
13
أوهلما :العنصر النفسي :وهو أن يكون اجلاين قد فكر هبدوء وبرويه وبعيدا عن أي انفعال قبل ارتكاب اجلرمية،
مث أقدم على فعله بعد أن زال عنه الغضب وثورة النف .وغين عن البيان أن هذا العنصر النفسي هو الذي
يظهر خطورة اجلاين وهو الذي يربر رفع عقابه إىل اإلعدام.
ثانيهما :العنصر الزمين :ويقصد به أن يكون العزم املصمم عليه سابقا الرتكاب اجلرمية كما يقضي بذلك
صراحة الفصل 394ق ج -إذ البد وأن متر فرتة من الزمان بني مرحلة العزم والتصميم وبني اقرتاف اجلرمية
حىت تتكون قرينة قوية على سيطرة العزم املصمم عليه من نفسية اجلاين .
إثبات سبق اإلصرار :
جيوز اثبات سبق اإلصرار من طرف النيابة العامة بكافة وسائل اإلثبات ،إال أن قضاة املوضوع عند
استخالصهم من وقائع الدعوى وجود هذا الظرف أو انتفاؤه مراقبون من طرف حمكمة النقض ،لذلك عليهم
أن يبينوا يف قرارهم األفعال املنسوبة إىل املتهم واليت تشكل جرمية قتل عمد مع سبق االصرار حىت يتأتى
للمحكمة مراقبة قضاة املوضوع يف مدى سالمة وصحة استخالصه هلذا الظرف من عدمه .
ب) الرتصد :تعريف الرتصد
واقعة الرتصد كظرف مشدد يف القتل العمد عرفها املشرع يف الفصل 395ق ج فقال" :الرتصد هو الرتبص فرتة
طويلة أو قصرية يف مكان واحد أو أمكنة خمتلفة بشخص قصد قتله أو ارتكاب العنف ضده ".والرتصد يقوم
على عنصرين مها :
أوهلما :زمين :ومقتضاه أن ينتظر اجلاين ضحيته فرتة من الزمن قبل التنفيذ.
وثانيهما :مكاين :ومؤداه أن ينتظر اجلاين اجملين عليه يف مكان واحد أو عدة أمكنة.
ثالثا :التطبيق :
بتطبيق القواعد القانونية السالفة الذكر يتضح أن النيابة العامة أخطأت يف تكييفها وذلك ألن سبق اإلصرار
يستلزم أن تسبق اجلرمية فرتة من التفكري تكفى ألن يدبر اجلاين أمر ارتكاب اجلرمية يف هدوء ورويه ويقلب الرأي
فيما عقد العزم عليه ،مقدرا خطورته ناظرا إىل عواقبه .وأن سبق اإلصرار حالة ذهنية تقوم بنف اجلاين فال
يستطيع أحد أن يشهد هبا وإمنا هي تستفاد من وقائع خارجية يستخلصها القاضي منها استخالصا .
-وعلى ذلك تستطيع احملكمة أن تستخلص سبق اإلصرار بالنسبة ( عبد اهلل ) شقيق القتيل من وجود
ضغائن سابقة ومن محله للسالح .
-وأخطأت النيابة العامة أيضا يف وصف الرتصد وذلك ألن الرتصد يقتضى أن ينتظر اجلاين اجملين عليه يف
مكان ما أو عدة أماكن مدة من الزمن وأن يتتبع اجملين عليه .وهذا مل حيدث يف القضية حمل البح حي أن
14
أسرة القتيل كانت تزور قربه ومرور اجملين عليه ( شقيق القاتل ) كان مبحض الصدفة وبالتايل فالوصف الصحيح
قانونا هو حماولة القتل العمد.
النازلة الخامسة
بينما كان الطفالن (أمحد )و(حممد )جيلسان بداخل شقتهما دق جرس الباب وعندما فتح أمحد الباب فوجد
شخصني يعرف أحدمها (عبد الوهاب) حي كان يعمل لدى والد الطفلني وصديقه سلطان .فدعامها إىل
الدخول وبعدها بلحظات طلب (عبد الوهاب) من أمحد كوبا من املاء ،وما أن دخل أمحد املطبخ حىت تبعه
(سلطان) وأخد سكينا من املطبخ وبدأ يطعن هبا الطفل .عندها قام املتهم الثاين سلطان باإلمساك مبحمد
حىت ال يفلت منهما فقام بتوثيقه وقام عبد الوهاب بطعنه حىت سقط صريعا فتم القبض على املتهمني
متلبسني.
حدد مسؤولية المتهمين عبد الوهاب وسلطان.
أوال :الوقائع
قرر كل من عبد الوهاب وسلطان سرقة منزل رب العمل الذي كان يعمل عنده احدمها ولكن تفاجا بوجود
طفلني يف املنزل ومن اجل تنفيذ خطتهم االجرامية قام بقتل الطفلني معا .
ثانيا :األسانيد القانونية
تثري هذه القضية موضوع القتل املرتبط جبناية أو جنحة حي عاقب املشرع املغريب يف الفقرة االخرية من الفصل
392من ق ج القاتل عمدا باإلعدام إذا ارتبط القتل العمد جبناية أو جنحة بقوله " لكن يعاقب على القتل
العمد باإلعدام يف احلالتني االتيتني:
" إذا كان الغرض منه -أي القتل العمد -إعداد جناية أو جنحة او لتسهيل ارتكاهبا أو امتام تنفيذها أو تسهيل
فرار الفاعلني أو شركائهم أو ختليصهم من العقوبة "
-ويفرتض هذا السبب التشديد :
إن ا لقتل قد ارتكب من أجل التمكن من ارتكاب جرمية أخرى أو من أجل التخلص من املسئولية الناشئة عنها
،أي أن هناك صلة سببيه نفسيه تربط يف ذهن اجلاين بني القتل واجلرمية األخرى ،فهو قد ارتكب القتل من
أجل مقصد معني حدده القانون .
-علة التشديد :
15
شدد املشرع العقاب ألن اجلاين أختذ القتل وسيلة الرتكاب جرمية أقل منه خطورة ،فهو يكشف بذلك عن
شخصية خطرية ،إذ ال يباىل بإزهاق الروح يف سبيل حتقيق غاية إجرامية قد تكون يف ذاهتا قليلة األمهية مثال:
أن يقتل اجلاين حارس الفيال السكنية لكي يسرق ما هبا.
-شروط التشديد :
أ -ارتكاب جناية أو جنحة :جوهر التشديد هو التعدد املادي يف اجلرائم شأنه يف ذلك شأن االقرتان .
ويقتضى ذلك أن تكون اجلرمية األخرى معاقبا عليها بصفتها جناية أو جنحة وأن تكون مستقلة عن القتل.
ب -رابطة السببية :يتعني أن تتوافر عالقة السببية بني جرمية القتل وبني اجلناية أو اجلنحة .مبعىن ال بد من أن
تكون الغاية من ارتكاب جرمية القتل الوصول إىل أحد األهداف اليت حددها املشرع يف هناية الفقرة الثانية من
املادة 392ق ج.
-وتعىن رابطة السببية أن القتل كان الوسيلة وأن اجلرمية األخرى كانت الغاية إذ ال تتوافر علة التشديد إال
يف هذا الوضع .
-أثره :
يرتتب على توافر ظرف ( ارتباط القتل جبناية أو جنحة ) توقيع عقوبة اإلعدام وفقا ملا قررته املادة 392من ق
ج وهي ذات طابع شخصي ترتبط بالدوافع اليت ترجع كليا إىل فاعل اجلرمية ومن مث يكون من العدل أال تشدد
العقوبة على الشركاء واملسامهني ما داموا جيهلون دوافعه إىل ارتكاب القتل العمد هذا ما مل يثبت أهنم على علم
هبدف القاتل ابتداء ومساندهتم له فيه حي تشدد عقوبتهم إذ ذاك مجيعهم.
ثالثا :التطبيق :
بتطبيق القواعد القانونية سالفة الذكر على وقائع القضية جند أن .ما قام به اجلناة يعد جرمية قتل مرتبط
بارتكاب جنحة السرقة ،حي أن اجلناة قد قاما بقتل الشقيقني من أجل التأهب الرتكاب جنحة السرقة
فكان القتل وسيلة ( ولي غاية ) الرتكاب السرقة ومن مث ينطبق عليهما الظرف املشدد اليت نصت علية
املادة 392من ق ج .م وتوقع عليهما عقوبة اإلعدام
النازلة السادسة
ذهب (كمال )بصحبة ( مجال ) ( ،ناصر ) اىل مسكن ( الزاكي ) لسرقته وذلك ىف سيارة ( ناصر )الذى
انتظرمها أ سفل العقار املراد سرقته .صعد (كمال) و ( مجال) اىل املسكن ،و قاما بفتح باب املسكن مبفتاح
مصطنع مث دخال اليه ،فتمكنا من االستيالء على بعض حمتويات املسكن والقاءها من الشرفة اىل ثالثهم ( ناصر
) ،مث خرجا من املسكن بعد اغالقه ،واثناء هرهبما فوجئا سحارس العقار الذى اعرتض طريقهما ،فوجه اىل
(كمال) ضربة قاتلة ،مث متكن ( مجال ) من الفرار بصحبة ( ناصر ) .قدم كل من ( مجال ) و ( ناصر ) و
16
حارس العقار اىل احملاكمة .فما هى املسئولية اجلنائية لكل منهما ؟ مع التعليل .مع العلم بأن ( كمال ) قد
توىف .
ماذا لو استحضرنا الفرضية التالية :
-أثناء هروب كمال ومجال فوجئا سحارس العمارة يعرتض سبيلهما فوجها إليه ضربة قاتلة أدت إىل قتله فما
هي العقوبة اليت جيب أن حيكم هبا كل من كمال ومجال.
* أوال :الوقائع :
-تتلخص هذه الوقائع يف االيت :
-1اتفاق كل من كمال ،مجال ،ناصر على سرقة مسكن ( زاكي).
-2صعود (كمال ،مجال) للمسكن و انتظار (ناصر) اسفل املسكن .
-3امتام السرقة و اعرتاض احلارس هلما و قتله ل ـ ( كمال) .
-4فرار ( مجال ،وناصر) باملسروقات بواسطة السيارة
ثانيا :األسانيد القانونية
اوال :المساهمة
مل يعرف املشرع املغريب املسامهة وإمنا تعرض للمساهم وذلك من خالل الفصل 128من القانون اجلنائي حي
يقول ” :يعترب مسامها يف اجلرمية كل من ارتكب شخصيا عمال من أعمال التنفيذ املادي له".
ففي املسامهة يقوم كل واحد من اجلناة بتنفيذ بعض الوقائع املكونة للجرمية .فاملسامهون يقومون بأعمال رئيسية
إلخراج املشاريع اإلجرامية إىل حيز الوجود ،لذلك فهم فاعلون أصليون .وهم يستعريون صفتهم اإلجرامية من
وقائع اجلرمية.
وكل مساهم يعترب فاعال أصليا للجرمية بدوره يعاقب مبدئيا بالعقوبة املقررة للجرمية كأنه هو الذي اقرتفها منفردا.
وبالرجوع اىل الفقه جنده يعترب بأن املسامهة تتحقق أيضا :
-يف كل حالة يثبت فيها وجود االتفاق والتصميم بني شخصني أو أكثر على امتام تنفيذ اجلرمية حىت ولو كان
النشاط الذي قام به أحدهم تنفيذا لالتفاق ال يدخل -سحسب التعريف القانوين" يف الركن املادي للجرمية .
ثانيا :يف كل حالة يثبت فيها وجود اتفاق مصمم عليه بني عدة أشخاص على ارتكاب جرمية من اجلرائم ويتم
تنفيذ هذه االخرية بالفعل ولكن جيهل من قام منهم بالتنفيذ املادي هلا حي يعتربون كلهم مسامهني .
ثانيا :شروط تحقق الدفاع الشرعي
17
كي يكون هناك دفاع شرعي ال بد من توافر شروط لفعل االعتداء وشروط أخرى لفعل الدفاع.
أوال:شروط االعتداء
أن يكون فعل االعتداء غير مشروع
بالرجوع إىل الفقرة الثالثة من الفصل 124ق.ج املتعلقة بالدفاع الشرعي ,جند أن املشرع تكلم على خطورة
االعتداء الذي جيب على الدفاع أن يكون متناسبا معه ,ويفهم من هذا أن الدفاع الشرعي ال جيوز إال إذا كان
فعل االعتداء غري مشروع ,أي ال يعتمد على أمر من القانون أو على ترخيص منه .أما إذا كان فعل االعتداء
مشروعا فال يصح استعمال الدفاع ضده مهما عرض اآلخرين للخطر
أن يكون الفعل اعتداء على النفس أو المال.
أجاز املشرع املغريب حق الدفاع الشرعي ضد كل اعتداء ينصب على النف أو املال ,ويستوي يف ذلك أن يكون
االعتداء موجها إىل نف املدافع أو ماله أو إىل نف أو مال غريه .وجعل هذا الدفاع الشرعي مطلقا يف مواجهة
اجلرائم .ومفهوم النف هنا يشمل كل احلقوق ألالصقة بشخص اإلنسان فال يقصد بالعدوان على النف جملرد
االعتداء على احلياة ,وإمنا ينصرف ذلك إىل جرائم القتل والضرب واجلرح واحلب بدون وجه حق وهتك العرض
والقذف .وهكذا جيوز الدفاع لصد األخطار عن احلق يف احلياة واحلق يف سالمة اجلسم واحلق يف احلرية واحلق يف
صيانة العرض واحلق يف الشرف و االعتبار.
أما جانب االعتداء على األموال فإن املشرع املغريب أباح الدفاع الشرعي ضد االعتداء الذي يتهدد األموال
كجرائم السرقة و جرائم التخريب واإلتالف وجرائم احلرائق وغريها من اجلرائم املتعلقة األموال
-3أن يكون االعتداء خطرا حقيقيا.
جيب أن يكون خطرا حقيقيا يهدف مصاحل املعتدى عليه لكي يستعمل الدفاع الشرعي مبعىن أنه ال يعتدي
باخلطر الومهي الذي قد يتصوره اإلنسان فيظن أنه يف خطر يهدده ويتصرف على أساس خاطئ وبالتايل هنا
ال يكون يف حالة دفاع شرعي .لذا فالقانون يستلزم قيام اخلطر كشرط لقيام الدفاع الشرعي وهذا اخلطر
وجب أن يكون حقيقيا ألن أسباب اإلباحة ذات طابع موضوعي وال بد من توافرها حىت تنتج آثارها .فالقاعدة
العامة هنا هي أنه إذا توافرت شروط الدفاع الشرعي ومنها أن يهدد االعتداء خبطر حقيقي .فإن فعل املعتدى
عليه يصبح مربرا ولو اعتقد خطأ بأنه لي يف حالة دفاع شرعي.وعلى العك من ذلك إذا مل تكن هذه
الشروط متوافرة إن فعل املعتدى عليه يظل غري مشروع ولو اعتقد خطأ بأنه يف حالة دفاع شرعي
-4أن يكون الخطر حاال.
18
إن قيام حالة الدفاع الشرعي تتطلب وجود خطر يف حال أي عدوان قد بدأ فعال أو مل يبدأ بعد ولكنه على
وشك الوقوع .ومعىن هذا أنه ميكن للشخص أن يكون يف حالة دفاع جملرد حلول اخلطر أو خيشى منه حصول
االعتداء ويدخل يف هذا أيضا احلالة اليت يكون االعتداء فيها قد بدأ ولكنه مل ينته بعد .فالشخص املعتدى
عليه هنا له أن يتدخل ليمنع استمرار العدوان عليه ملا له من حق يف الدفاع الشرعي .لكون القانون جاء هبذا
احلق لدفع اخلطر ال لتوقيع العقوبة وال لالنتقام.وميكن اعتبار االعتداء منتهيا حينما تتحقق اجلرمية ،وقت انتهاء
اجلرمية خيتلف باختالف اجلرائم وظروف ارتكاهبا .أما يف حالة حدوث اخلطر مستقبال فهو خطر حمتمل ميكن
للشخص املهدد أن يلجأ إىل السلطات العامة لتحميه منه
ثانيا :شروط فعل الدفاع .
إن توافر شروط االعتداء وحدها ال تكفي لقيام حالة الدفاع الشرعي وإمنا ال بد من توافر شروط أخرى يف
فعل الدفاع وهذه الشروط هي
أن يكون فعل الدفاع ضروريا والزما
يقصد هبذا الشرط أن عمل الدفاع الشرعي ال يقوم به الشخص إال إذا مل جيد سبيال آخر للدفاع عن نفسه
مبعىن أن ارتكاب اجلرمية كان هو الوسيلة لدفع اخلطر .وإن كان هذا اخلطر يسمح بااللتجاء إىل السلطات العامة
دون أن تتعرض حقوق املعتدى عليه إىل الضرر فإن حالة الدفاع الشرعي ال جتوز وذلك لوجود وسيلة أخرى
تدفع اخلطر دون ارتكاب اجلرمية.
وجيب أن نشري أيضا إىل أنه لكي يكون الدفاع الزما ال بد أن يوجه إىل مصدر اخلطر .فال حيق للمعتدي
عليه أن يرتك املعتدي يوجه دفاعه إىل أشخاص ليست هلم يد فيما وقع من اعتداء وإال سيسال جنائيا على فعله
تناسب فعل الدفاع مع فعل االعتداء -2
من خالل الفقرة الثالثة من الفصل 124ق.ج جند أن املشرع املغريب استعمل عبارة" بشرط أن يكون الدفاع
متناسبا مع خطورة االعتداء " و عليه فإن القانون اشرتط التناسب حىت ال يقع إفراط يف استعمال حق الدفاع
الشرعي .معىن هذا أن الدفاع الذي يهدف إىل منع االعتداء و ال يتعداه فإنه يعترب دفاعا مشروعا حىت ولو كان
ضرره أكثر من ضرر االعتداء .ألن فكرة التناسب ال تقضي أن تكون هناك مساواة جمردة أو حسابية بني الضرر
الذي ينتج عن فعل االعتداء و الضرر الذي حيدثه فعل الدفاع .بل التناسب أمر نسيب إذ العربة هنا أن يثبت
لدى املدافع أو أن الوسيلة اليت استعملها كانت هي أنسب الوسائل أو كانت هي الوسيلة الوحيدة لدفع اخلطر،
وبالتايل فإن الضرر الناتج عن هذا االستعمال هو القدر املناسب لرد االعتداء و على املستوى الواقع العملي فإن
التناسب ال ميكن حتقيقه بشكل مدقق ،ذلك أن املدافع ال يكون مطالبا إال باستعمال حقه يف حدود ما يبعد
االعتداء عليه فإذا استطاع أن مينع اخلطر عنه بفعل أقل ضررا و أقل جسامة من فعل االعتداء فال جيوز له
19
اللجوء إىل ما حيقق ضررا أكرب .كما أن التناسب ال يعين أن يكون فعل الدفاع أشد من فعل االعتداء .فاملرأة
اليت تقتل دفاعا عن شرفها تعترب يف حالة دفاع مع أن القتل أخطر من االعتداء على الشرف و العرض .مىت كان
القتل هو الوسيلة الوحيدة لدفع اخلطر احملدق هبا
وعليه فإن مسألة التناسب تتحدد حسب ظروف املعتدى عليه و الوسيلة اليت استعملها.
ثالثا :ارتباط القتل العمد بجناية أو جنحة.
نص املشرع على سبب التشديد هذا يف الفقرة األخرية من ف 392.ق.ج .واليت تقضي بأنه …" :إذا كان
الغرض منه –أي من القتل العمد –إعداد جناية أو جنحة أو تسهيل ارتكاهبا أو إمتام تنفيذها أو تسهيل فرار
الفاعلني أو شركائهم أو ختليصهم من العقوبة" .أن اجلاين ال يرتكب القتل لذاته وإمنا يرتكبه حتقيقا لغرض
إجرامي أخر كأن يقتل اجلاين اجملين عليه يف السرقة ليتمكن من الفرار باملسروقات أو يقضي على من يشاهده
يرتكب السرقة كي يتخلص من شاهد إثبات ضده .وأساس التشديد يف هذه احلالة هو اعتبار املشرع أن اجلاين
الذي ال يقف إجرامه عند جناية القتل بل يرتكب إىل جوارها جرمية أخرى إمنا يدل على نفسية خطرة ينبغي أن
يهدد باإلعدام حىت يرتدع فإن مل يرتدع فال مفر التخلص منه كما ترجع علة التشديد إىل دناءة الغاية اليت من
أجلها ارتكب جناية القتل العمد :إن القتل املرتبط جبناية أو جنحة أي املرتكب متهيدا هلا أو تسهيال لفرار أحد
املسامهني فيها أو احليلولة بينهم وبني العقاب ال يكون مقصودا لذاته وإمنا باعتباره وسيلة الرتكاب جرمية أو
اخلالص من عقوبتها ويف ذلك والشك استخفاف بأرواح العباد واستهتار بالقيم املختلفة اليت يتعرض هلا اجلاين
بفعله.
يستفاد من نص الفقرة األخرية من ف 392:ق.ج أن ظرف ارتباط القتل العمد جبناية أو جنحة يتطلب أن
يكون موضوع القتل أو اهلدف منه حسب املشرع هو إعداد جناية أو جنحة أو تسهيل ارتكاهبا أو إمتام تنفيذها
أو تسهيل فرار الفاعلني أو شركائهم أو ختليصهم من العقوبة وبعبارة أخرى يشرتط أن يكون القتل هو الوسيلة
لتحقيق أحد هذه األهداف ولي العك .
التطبيق:
-بالرجوع إىل وقائع النازلة يتبني لنا أن هناك اتفاق مسبق بني األطراف الثالثة خالد وناصر على إمتام تنفيذ
جرمية السرقة حىت ولو أن النشاط الذي قام به ناصر ال يدخل سحسب التعريف القانوين يف الركن املادي جلرمية
السرقة سحي جند األشخاص الثالثة قد وزعوا األدوار بينهم بأن يقوما االثنني باختالس املال والثال يتواجد
حتت العقار املراد سرقته من أجل تسلم املنقوالت املسروقة وبالرغم من أن ناصر مل يقم باختالس مال الغري ومع
ذلك يعترب مسامها .وبالتايل فاألشخاص الثالثة هم مسامهون يف جرمية السرقة .
20
أما بالنسبة حلارس املنزل فيتبني لنا بأن خطر االعتداء مل يعد حاال بل وقع فعال وانتهى .وبالتايل ال جمال
للدفاع أبدا .بتعبري أخر فإن املعتديني يف النازلة قد اهنيا اعتداءمها متاما فال يكون هناك حمل للدفاع الشرعي من
طرف املعتدي عليه أال وهو حارس العقار النتفاء صفة احللول عن اخلطر وبالتايل فإن فعل الضرب الذي أدى
إىل ازهاق الروح سيحمله املسؤولية اجلنائية على اعتبار أنه يشكل جرمية مستقلة وبالتايل سيتابع حارس العقار
جبرمية الضرب املفضي إىل املوت دون نية احداثه.
ثالثا :إذا افرتضنا أن كمال ومجال قاما بقتل حارس العقار من أجل تسهيل فرارمها من املنزل بعد سرقته فإن ما
قام به يعترب ظرف تشديد يف جرمية القتل العمد ،ألهنما أراد من قتل احلارس تسهيل فرارهم باملنقوالت اليت قاما
بسرقتها ،ألن اجلانيني مل يرتكبا القتل لذاته وإمنا ارتكباه حتقيقا لغرض إجرامي هو قتل اجملين عليه يف السرقة
ليتمكنا من الفرار باملسروقات طبقا للفقرة األخرية من الفصل 392من ق ج .وبالتايل فإن اجلرمية تكيف
القتل العمد املقرتن بظرف تشديد أال وهي اقرتاهنا جبنحة السرقة وعقوبتها ستكون اإلعدام.
النازلة السابعة
قام السيد كمال القاطن بفاس بسرقة أمتعة كانت مملوكة لسيدة تقطن مبدينة مكناس ،وخمافة أن يكتشف أمره
باع تلك األمتعة اىل صديقه السيد أمحد بثمن خب ،الذي كان على علم بأن تلك األشياء هي مسروقة ،و
بعد مرور سنة على اخفائها ،قام أمحد بنقل تلك املسروقات اىل تاجر يقتين السلع املستعملة يف مدينة مكناس،
ولكن بينما هو يقوم بإنزال تلك املسروقات متكنت الضابطة القضائية بإلقاء القبض عليه ،ألن السيدة كانت
قد قدمت شكاية السرقة منذ سنة على وقوع اجلرمية.
األسئلة:
-هل ميكن تصور جرمية السرقة من خالل الوقائع التالية ؟
-إذا سلمت بتحقق جرمية أخرى ما هو وصفها وحدد أركاهنا؟
-ما أمهية استحضار عنصر العلم يف جرمية اخفاء أشياء مسروقة ؟
-ماهي القرائن اليت ميكن للمحكمة أن تستند عليها إلدانة امحد؟
-ماهي العقوبة اليت ميكن أن تطال أمحد مرتكب جرمية اخفاء أشياء مسروقة؟
حل القضية
تتلخص وقائع النازلة يف كون كمال قام يف احدى األيام ليال بتسلق جدار منزل سيدة و سرقة أمتعتها ،وخوفا
من ضبطه يف تلك الفرتة ،قام ببيعها لصديقه أمحد بثمن خب .وبعد مرور سنة عن واقعة السرقة ،قرر أمحد
بيع تلك املنقوالت وآنذاك مت ضبطه من طرف الضابطة القضائية ومت تقدميه إىل النيابة العامة اليت تابعته بتهمة
السرقة.
21
- 1األسانيد القانونية
عمدا ماال مملوكا للغري يعٌد سارقا، إن جرمية السرقة طبقا ملقتضيات الفصل 505من ق.ج هي ":من اختل
مبقتضى هذا الفصل".يتضح بان عناصر السرقة هي ثالثة فعل مادي يقوم به اجلاين وهو االختالس ووقوع االختالس
على مال مملوك للغري (احملل الذي تقع عليه اجلرمية)،وكون اجلاين قصد اختالس املال اململوك للغري .وهي هبذه العناصر
ختتلف عن جرمية اخفاء اشياء مسروقة اليت تصدى هلا املشرع اجلنائي يف الفرع السادس من الباب التاسع حتت عنوان
"يف اجلنايات و اجلنح املتعلقة باألموال" ،و تناوهلا يف الفصول من 571إىل ،574و قد جاء يف الفصل " :571من
أخفى عن علم كل أو بعض األشياء املختلسة أو املبددة أو املتحصل عليها من جناية أو جنحة ،يعاقب باحلب من
سنة إىل مخ سنوات و غرامة من مائتني إىل ألفي درهم مامل يكن الفعل مشاركة معاقبا عليها بعقوبة جناية طبقا
للفصل .129ومن هذا املنطلق يتضح لنا أنه لقيام هذه اجلرمية وجب توافر أركان منها الركن املادي و املعنوي كما
يتضح أيضا أن هذه اجلرمية و ارتباطا جبرمية السرقة فإهنا مستقلة عنها من حي طبيعتها .
أوال :الركن المادي
يتكون الركن املادي هلذه اجلرمية من عنصرين فعل اإلخفاء ،مث موضوع اإلخفاء.
"1اإلخفاء"
ال يقصد باإلخفاء هنا مفهومه اللغوي الذي يعين سرتا للشيء و أبعاده عن األنظار إمنا اإلخفاء يف
هذه اجلرمية يقصد به من تسلم شيئا أو حجزه أو احتازه و يكون متحصال من سرقة جناية ام جنحة .
فاجلرمية ال تقع إال بعد دخول الشيء يف حيازة املتهم باإلخفاء .و عليه من يتوسط يف رد شيء مسروق
متحصل من جناية أو جنحة إىل مالكه مقابل جعل حالوة يتقاضاها من املالك ال يعد خمفيا مىت ثبت أن
الشيء مل يكن يف حيازته و كذلك من يتوسط يف بيع متاع مسروق دون أن يكون حائزا ال يعد خمفيا .و
ال يشرتط أن يكون اجلاين حمرزا للشيء املسروق إحرازا ماديا سحثا ،بل يكفي العتباره كذلك أن تتصل يده
به و أن يكون سلطانه مبسوط عليه و لو مل يكن يف حيازته الفعلية .و يعد خمفيا من توصل إىل حيازة
الشيء بأية طريقة كانت سواء كان قد أخده عن طريق الشراء أو املعاوضة أو الوديعة أو اهلبة أو اإلجارة أو
غري ذلك فيعاقب.
كماال يتحقق اإلخفاء مبجرد وجود الشيء املسروق باحملل الذي يسكن فيه الشخص أو يعمل فيه مثل األشياء
املسروقة اليت يأيت هبا رفيق السكىن املشرتكة أو احد الزوجني إىل بيت الزوجية أو رب العمل أو الشريك إىل
حمل عمل املستخدم أو الشريكني.
فالرفيق يف السكىن املشرتكة و الزوج أو الزوجة و املستخدم و الشريك ال يعتربون خمفني لتلك األشياء ما
دامت مل توضع حتت حيازهتم و كل ما ميكن أن يتابعوا به هو عدم التبليغ إذا توفرت شروطه.
22
وتقوم جرمية اإلخفاء سواء تلقى املخفي الشيء من مرتكب اجلناية أو اجلنحة نفسه أو من الغري أي كان و
لو كان حسن النية أي غري عامل أن الشيء متحصل من جناية أو جنحة.
كما أنه لي ضروريا لقيام اجلرمية احتفاظ املخفي بالشيء إىل حني إثارة املتابعة .و إمنا يكفي أن تتحقق احليازة
و ال يهم بعد ذلك أن حيتفظ املخفي أو يستهلكه أو خيرجه من حيازته أي تصرف كان ولو بإرجاعه إىل
الضحية.
"2أشياء متحصلة من جناية أو جنحة"
إن الفصل 571ق ج استعمل كلميت اإلخفاء و األشياء ،فاإلخفاء يشمل املنقوالت دون العقارات ،كما
أن األشياء ال تشمل اإلنسان و بناء على ذلك فإن حمل اجلرمية يف اإلخفاء يتعني أن يكون منقوال ال
عقارا ،فال يعترب مرتكبا جلرمية اإلخفاء من يتلقى عقارا من شخص متلكه من جرمية تزوير مثال .
إذن يشرتط أن يكون اإلخفاء واقعا على شيئا مسروقا أو متحصال من جناية أو جنحة أي كانت .و ال
يشرتط يف إخفاء املسروق أن يكون فعل اإلخفاء واقعا على الشيء املسروق بل يكفي أن يقع على شيء
قد جاء عن طريق السرقة ،فيعد خمفيا من يستويل على جزء من مثن املسروق مع علمه بسرقته ومن يساعد
السارق على بيع الشيء املسروق و يأخذ مقابل ذلك نصيبا من الثمن املتحصل ومن خيفي متاعا اشرتاه
السارق باملال املسروق.
و من الواضح أنه إذا مل يكن الشيء متحصال من جناية أو جنحة فال عقاب على حيازته حىت ولو حتصل
عن غلط من املسلم أو تدلي .ومن الواضح كذلك أنه ال عقاب على من حيوز شيئا حىت ولو اعتقد عن
غلط أنه متحصل من جناية أو جنحة و مل يكن األمر كذلك .كما لو كان قد اشرتاه رخيصا على اعتبار أنه
مسروق و كان يف حقيقته ال يقوم بأكثر من الثمن الذي اشرتاه به .كذلك إذا صدر عذر شامل بالنسبة
للجرمية األصلية أي السرقة فإنه أيضا ينصرف إىل األشياء املتحصلة منها حي تزال الصفة اإلجرامية عن
الفعل نفسه.
ثانيا :القصد الجنائي
جرمية إخفاء األشياء املسروقة كغريها من اجلرائم يشرتط لقيامها توافرها على ركن ثال و هو الركن املعنوي
و املتمثل يف القصد اجلنائي أي انصراف إرادة اجلاين إىل ارتكاب اجلرمية مع العلم بأركاهنا كما يتطلبها
الفانون .و توافر القصد العام يتطلب أن يعلم املخفي بأن ما خيفيه متحصل عن طريق السرقة أو جناية أو
جنحة و ال يلزم العلم بنوع اجلناية أو اجلنحة ،و ال بأمساء فاعليها أو اجملين عليهم و ال مبكان وقوعها أو
تارخيها ،و ال يلزم يف اإلخفاء أن يتوافر أي قصد خاص لدى املخفي مثل نية متلك الشيء أو نية اإلضرار
23
بصاحبه أو الغري .و ال عربة بعد ذلك بالبواع أيا كانت فال يشرتط أن يكون املخفي قد ارتكب اجلرمية
للحصول على مغنم أو أن يثبت أنه استفاد فعال من وراء اإلخفاء.
ثالثا :اإلثبات في جريمة إخفاء األشياء المسروقة
إثبات علم املخفي مبصدر األشياء اليت خيفيها هو عادة موطن الصعوبة احلقيقية يف إثبات هذه اجلرمية ،وهو أمر
موضوعي كثريا ما تتعذر إقامة الدليل عليه ،على أنه قد تساعد على ذلك قرائن األحوال املختلفة.
وأكثر القرائن شيوعا يف هذا النطاق ،هي قرينة مثن الشراء ،فمن اجللي أنه إذا كان مثن السلعة املشرتاة يقل كثريا
عن مثن املشرتى كان ذلك أدل على علم املشرتي مبصدرها على أنه ينبغي الكثري من التحقق يف األخذ هبذه
القرينة فقد تتفاوت أمثان السلع -ولو متاثلت -تفاوتا كبريا طبقا حلالة السلعة ونوعها ووقت شرائها وظروف
البائع واملشرتي وحالة السوق بوجه عام.
وقد تساعد املالبسات األخرى للصفقة يف إثبات العلم ،ومن ذلك وقت إبرامها ومكانه ،وصفقة البائع من
ناحية كونه تاجرا أم ال ،ومن ناحية صلته بالتعامل يف مصدر الشيء املبيع وكذلك مدى صلته باملشرتي ،ويف
اجلملة يكون علم املستلم مبصدر الشيء املخفى أكثر وضوحا بقدر ضعف مربر كالثقة قيمن تلقى منه أو عنه
احليازة ،وقد يكون عجز احلائز عن إثبات مصدر الشيء الذي حيرزه بطريقة مقبولة هلا قيمتها يف إثبات علمه
باجلرمية ،و مثلها كيفية االحتفاظ بالشيء ومكان وضعه ،وتصرف اجلاين وقت البح عنه ،مثل تعمد اجلاين
نقله من مكان إىل مكان أخر عندما شعر بانكشاف أمره.
وإذا مل يثبت علم حائز الشيء مبصدره بطريقة قاطعة فال تقوم اجلرمية حىت ولو كانت ظروف احلصول عليه من
شأهنا أن توقظ الشك يف نفسه عن عدم مشروعية مصدره ،وتوجب عليه التحري عن هذا املصدر.
-2التطبيق
انطالقا من الوقائع اليت بني أيدينا يتبني لنا أن السيد أمحد اشرتى تلك البضائع من السيد كمال بثمن خب وهو
يعلم أهنا مسروقة يعين أن اإلخفاء واقعا على شيء مسروق أي متحصال من جنحة السرقة اليت قام هبا أمحد،
كما أن القصد اجلنائي متوفر يف هذه النازلة سواء تعلق األمر بالقصد العام ،ألنه يعلم أن تلك األشياء مسروقة
،أو القصد اخلاص الذي يتمثل يف حيازة تلك املنقوالت ملدة سنة وبيعها بعد ذلك .
أعتقد بأن مجيع عناصر جرمية إخفاء أشياء مسروقة جمتمعة يف هذه الواقعة وبالتايل فتكييف اجلرمية على أهنا سرقة
غري صحيح .
أما فرضية لو ادعى أمحد بأنه مل يكن على علم بأن تلك االشياء مسروقة وصرح بأن صديقه هو الذي باع له
تلك املنقوالت ولكن بثمن خب أقل من قيمة الثمن احلقيقي هلا ميكن للمحكمة أن تعتمد هذه القرينة وهذا
ما سارت عليه حمكمة النقض يف قرار صادر عنها بتاريخ 1985/4/11حتت عدد 3272يف امللف
24
اجلنحي عدد 8669حي اعتربت بأنه ميكن للمحكمة إبراز ثبوت عنصر العلم بأن األشياء املشرتاة مسروقة
من الثمن البخ الذي بيعت به والذي ال يتناسب مطلقا مع مثنها املعتاد.
أما بالنسبة للعقوبة اليت ميكن أن تطال أمحد فإنه وفقا للفصل 572من ق ج الذي ينص على انه ":يف احلالة
اليت تكون فيها العقوبة املطبقة على مرتكيب اجلرمية اليت حتصلت منها االشياء املبددة او املتحصل عنها هي
عقوبة جنائية فإن املخفي تطبق عليه نف العقوبة اذا ثبت أنه كان يعلم وقت االخفاء الظروف اليت استوجبت
تلك العقوبة حسب القانون .
غري أن عقوبة االعدام تعوض بالنسبة للمخفي بعقوبة السجن املؤبد"
وبالتايل لو افرتضنا أن كمال أصدرت احملكمة يف حقه عقوبة سجنية قدرها ست سنوات فإن ذلك بناء على
تكييف اجلرمية جناية السرقة ومن مت فالعقوبة اليت ميكن أن تطال أمحد هي نف العقوبة أي ست سنوات
سجنا بشرط أن تثبت النيابة العامة أنه كان يعلم وقت اخفاء تلك املنقوالت أن ما قام به كمال من سرقة كان
ليال عرب تسلق جدار منزل الضحية.
النازلة الثامنة
ذهب علي إىل إدارة التجهيز والنقل لتجديد رخصة سيارته وتقابل مع املوظف املسمى أمحد الذي ادعى كذبا
أنه خمتص بتجديد الرخص وطلب منه مقابال ألداء هذه اخلدمة بسرعة .وشك علي يف سلوك هذا املوظف وأبلغ
رئيسه الذي أحاله على النيابة العامة واهتمت املوظف أمحد بارتكاب جرمية الرشوة ،فدفع بأنه مل يتسلم من
علي أي مبلغ مايل وبأنه غري خمتص يف جتديد الرخص.
-يف رأيك هل أصابت النيابة العامة يف تكييفها هلذه اجلرمية أم أخطأت؟
التحليل:
جرمية املرتشي من جرائم ذوي الصفة سحي ال ميكن ارتكاهبا قانونا إال من طرف طوائف من األشخاص أتى
على ذكرهم املشرع يف املادتني 248و 249من اجملموعة اجلنائية على سبيل احلصر دون غريهم من الذين ال
يتوفرون على تلك الصفة وال يكفي توافر هذه الصفة وحدها لقيام اجلرمية وإمنا ينبغي أن يكون الفاعل خمتصا
بالعمل أو االمتناع أو كان من املمكن أن تسهله له .
المشاكل القانونية :
-مدى اعتبار االختصاص بالعمل أو االمتناع الذي تلقى عنه املوظف رشوة شرطا أساسيا لقيام جرمية املرتشي.
-هل يكفي طلب املوظف للمقابل من أجل أداء العمل ،كافيا لقيام الركن املادي يف جرمية املرتشي؟
األسانيد القانونية:
25
أوال :االختصاص بالعمل أو االمتناع:
يقصد باختصاص املوظف بالعمل أو االمتناع الذي تلقى عنه رشوة صالحيته القيام هبذا العمل أو االمتناع.
وهذه الصالحية قد تكون واضحة ال يشوهبا لب أو غموض كما يف احلالة اليت يوجب فيها القانون على
املوظف القيام بعمل أو يف بعض احلاالت اليت يوجب فيها القانون على املوظف القيام بالعمل أو االمتناع عنه .
إال أن املوظف أو من يف حكمه يعترب غري خمتص إذا حظر عليه القانون القيام بعمل معني .
وعلى العموم فإن معرفة ما إذا كان املوظف خمتصا بالعمل أو االمتناع عنه مرده إىل القانون إما بكيفية مباشرة
وواضحة ،كأن حيدد القانون حصرا املختص بإجراء معني أو بكيفية غري مباشرة كأن يعقد االختصاص إىل إدارة
معينة من ادارات الدولة اليت تتوىل بدورها توزيع العمل سحسب ختصصات املوظفني وتكوينهم فيكون واحلالة هذه
كل موظف يأخذ مقابال عن القيام بعمله أو االمتناع عنه يف احلدود املكلف هبا مرتشيا .ومع ذلك وجب
اإلشارة اىل أن املشرع املغريب أعطى مدلوال خاصا لالختصاص يف امليدان اجلنائي ،فوسع منه ملا اعترب يف املادة
248ق ج أن املوظف يعد مرتشيا ولو كان العمل أو االمتناع الذي أخذ عنه مقابال ال يدخل يف اختصاصه
فعال إال أن وظيفته سهلته أو كان من املمكن أن تسهله .
التطبيق:
بالرجوع إىل وقائع النازلة يتضح لنا أن املسمى أمحد املوظف بإدارة التجهيز سيتابع جبرمية الرشوة بالرغم من أنه
لي خمتصا يف جتديد رخص السياقة ،بل ادعائه بذلك سيمكن النيابة العامة مبتابعته والسيما أنه يعمل بنف
املصلحة ،كما أن عالقاته كإداري بقسم الرخص من شأهنا أن تؤثر على من يرجع هلم الرتخيص مباشرة.
ثانيا :الطلب كصورة من صور الركن المادي في جريمة المرتشي
مبا أن جرمية املرتشي والراشي من جرائم اخلطر فال يلزم لقيام ركنها املادي توافر العناصر املتطلبة لقيام الركن
املادي يف جرائم النتيجة وإمنا يكفي لذلك اتيان الفاعل ألي نشاط من شأنه أن يلوث مسعة وشرف الوظيفة
العمومية ومن بني األنشطة اليت يتحقق هبا الركن املادي يف هذه اجلرمية قد تعرض هلا الفصالن 248و 249
من القانون اجلنائي ومن بينها :
-الطلب :هو تعبري عن إرادة منفردة من طرف املوظف للحصول على نظري أداء العمل الوظي ٌفي فجرميٌة الرشوة
يف هذه الصور تقوم مبجرد حصول على نظريٌ أداء العمل الوظي ٌفي ً.
لقياٌم جرميٌة الرشوة البد أن ي ٌقع هناك طلب من جانب املوظف مقابل اخلضوع أو االمتناع عنه و لو يف حالة
رفض صاحب احلاجة االستجابة لطلبه .والعلة من اعتبار هذا الطلب كافيا لقيام اجلرمية هي أن املوظف عرض
عمله الوظيفي لإلجتار .كما أن املشرع مل ي ٌفرق بني عرض االجتار واالجتار الفعلي .كما ال ي ٌهم أن يٌرد الطلب
على منفعة معروفة أو ينصرف أي جمرد الوعد هبا ولو مل حيٌصل عليها املوظف
26
والطلب هبذا الشكل اعٌترب أدىن مراحل ارتكاب جرميٌة الرشوة ،ألنه بعد تلبية الطلب قد ي ٌقتنع املرتشي بعرض
اشي .الر ً
وبالرجوع اىل وقائع النازلة يتبني لنا بأن طلب أمحد مقايل مادي لعلي من أجل جتديد رخصة سياقته يعترب ركنا
ماديا يف جرمية الرشوة بالرغم من أن علي مل يستجب لطلبه أي مل تتحقق النتيجة بل يكفي اتيان املوظف
لنشاط من شأنه أن يلوث مسعة وظيفته .ومن مت فالنيابة العامة كانت صائبة عندما كيفت اجلرمية جرمية رشوة
وفقا للتعليل السابق .
النازلة التاسعة
قامت أم مبشاركة زوجها بقتل ثالثة من أبنائها ،األول مازال جنينا يف بطنها ،والثاين يبلغ من العمر 18شهرا
والثال بلغ سنه 18سنة ،توافر لدى األم وحدها ظرف سبق اإلصرار طبقا للفصل 393ق ج الذي ينص
على أن ":القتل العمد مع سبق االصرار أو الرتصد يعاقب عليه باإلعدام وظرف خمفض للعقوبة طبقا للفصل
397من ق ج الذي ينص على أن ":األم سواء كانت فاعلة او مشاركة يف قتل وليدها تعاقب بالسجن من
5سنوات اىل 10وال يطبق هذا النص على مشاركيها وال على املسامهني معها".
السؤال :كيف ستتابع كل من األم وزوجها يف كل حالة من احلاالت الثالث؟ وماهي العقوبة اليت ستتخذ يف
حقها.
التحليل:
تتلخص وقائع النازلة يف كون أم قامت مبشاركة زوجها يف قتل ثالثة من أبنائها األول مازال جنينا والثاين يبلغ من
العمر 18شهرا والثال يبلغ من العمر سن 18سنة .
-االشكاليات المرتبطة بالنازلة
املسؤولية اجلنائية لألم؟
املسؤولية اجلنائية للزوج ؟
ماذا عن تعدد اجلرائم املرتكبة؟
ماذا عن اجتماع ظرف التشديد مع ظرف التخفيف؟
األسانيد القانونية
إن النازلة تضعنا أمام ثالثة أنواع من اجلرائم ارتكبتها األم وزوجها دفعة واحدة هي:
جرمية اإلجهاض -جرمية قتل األم لوليدها -جرمية القتل العمد مع سبق اإلصرار.
-جرمية اإلجهاض:
27
إن جترمي واقعة اإلجهاض متفق عليه مبدئيا يف أغلب القوانني اجلنائية يف العامل ،وهذا ما أشار إليه الفصل
449حني قال " :من أجهض أو حاول إجهاض امرأة حبلى أو يظن أهنا كذلك ،برضاها أو بدونه سواء كان
ذلك بواسطة طعام أو شراب أو عقاقري أو حتايل أو عنف أو أية وسيلة أخرى" .أي مجيع األشخاص الذين
يقومون بإجهاض امرأة -مبا فيهم املرأة نفسها – باستعمال أي وسيلة كانت فهم معاقبون .والفصل 453
حيدد كما سبقت اإلشارة إىل ذلك احلالة اخلاصة اليت استثناها املشرع من العقاب .من خالل الفصلني السابقني
نكتشف عناصر اجلرمية اليت سندرجها يف الفقرات التالية-1 :الركن املادي – 2 ،القصد اجلنائي – 3 ،انتفاء
اخلطر على األم بغياب ضرورة احملافظة على صحتها.
وقبل احلدي عن العنصر املادي ال بد من اإلشارة إىل ضرورة وجود احلمل أوال سواء كان ناجتا عن عالقة
شرعية أو غري شرعية ،سواء حصل برضى الضحية أو غصبا عنها.
.1الركن المادي:
يتكون الركن املادي جلرمية اإلجهاض من عناصر ثالثة :فعل اإلسقاط ،قيام العالقة السببية ،مث حتقق النتيجة.
ففعل اإلسقاط هو كل فعل يأتيه الفاعل قصد إجهاض املرأة احلامل ،بأي وسيلة كانت ،فاملشرع املغريب حدد يف
الفصل 449وسائل اإلجهاض للتمثيل ال احلصر ودليل ذلك أنه قال " :أو أية وسيلة أخرى" ،وبالتايل فيمكن
أن يكون بتناول مواد كيماوية أو نباتية أو حىت بواسطة التأثري النفسي ،وميكن أن يكون مبمارسة األلعاب
الرياضة بعنف أو عمليات معينة كالتدليك ....املهم أن يكون بقصد إسقاط اجلنني وجيب أن يرتتب عن
استعمال هذه الوسيلة إهناء للحمل قبل أوانه ،وذلك خبروج اجلنني من الرحم قبل الوقت الطبيعي للوالدة ،سواء
كان حيا قابال للحياة أو ميتا بعد خروجه .وال يشرتط أن يكون الفعل اإلجرامي املفضي إىل اإلجهاض صادرا
من غري املرأة احلامل ،فقد يكون صادرا منها أيضا إذا أرادت إجهاض نفسها ،ولو حىت أرادت أن جيهضها
الغري ،فإن هذا الرضى ال عربة له يف قيام اجلرمية ،وإن كان املشرع قد خفف العقوبة على املرأة احلامل إذا هي
أجهضت نفسها عمدا أو حاولت ذلك أو قبلت أن جيهضها غريها أو رضيت باستعمال ما أرشدت إليه أو ما
أعطي هلا هلذا الغرض فمجرد إتيان الفعل املادي تقوم اجلرمية التامة إذ هي حتققت النتيجة ،أما إذا مل تتحقق
فإننا نكون أمام حماولة معاقب عليها بصريح القانون -الفصل 449ق ج .ويف األخري ال بد أن تثبت العالقة
السببية بني الوسيلة املستخدمة لإلجهاض وبني إسقاط احلمل
.2الركن المعنوي (القصد الجنائي):
تندرج جرمية اإلجهاض ضمن اجلرائم العمدية ،لذا استوجبت التشريعات اجلنائية لتحققها توفر القصد اجلنائي
فيها ،مبعىن أن يعلم الفاعل أن فعله يرد على امرأة حامل وأن فعله من شأنه إحداث اإلجهاض ،وأن يتوقع
النتيجة اإلجرامية لذلك (خروج اجلنني من الرحم قبل األوان الطبيعي) .وبعبارة أخرى أن تنصرف إرادته إىل فعل
28
اإلسقاط وإىل إحداث اإلجهاض وهو عامل علم اليقني أن هذا النشاط خمالف للقانون اجلنائي ومعاقب على
فعله ،ومع ذلك يتدخل للقضاء على اجلنني سواء كانت املرأة حامال بالفعل أو كان يظن ذلك وعلة ذلك أن
التحرمي مل يكن فقط محاية للجنني بل أيضا ضمانا للسالمة اجلسدية للمرأة
جيب أن تتجه إرادة الفاعل إىل تنفيذ فعل اإلسقاط وإىل حتقيق النتيجة املرتتبة على ذلك وهي إهناء احلمل قبل
األوان.
عقوبة جريمة اإلجهاض:
نص املشرع املغريب يف تتمة الفقرة األوىل من الفصل 449على عقوبة جرمية اإلجهاض ،وجعلها من سنة سجنا
إىل مخ سنوات وغرامة من مائتني إىل مخسمائة درهم(] ،)[59يعاقب هبا جمموعة من األشخاص عددهم
املشرع يف الفصل 451حني قال " :األطباء واجلراحون ومالحظو الصحة وأطباء األسنان والقابالت واملولدات
والصيادلة وكذلك طلبة الطب أوطب األسنان أو الصيدلة وعمال الصيدليات والعشابون واملضمدون وبائعو
األدوات اجلراحية واملمرضون واملدلكون واملعاجلون بالتسبب والقابالت العرفية ،الذين يرشدون إىل وسائل حتدث
اإلجهاض أو ينصحون باستعماهلا أو يباشروهنا ،يعاقبون بالعقوبات املقررة يف أحد الفصلني 449و 450على
حسب األحوال " ،مث أردف قائال يف نف الفصل " :وحيكم على مرتكب اجلرمية ،عالوة على ذلك ،باحلرمان
من مزاولة املهنة ،املقرر يف الفصل 87ق ج.
-ومبقتضى الفقرة األوىل من الفصل 455عاقب املشرع باحلب من شهرين إىل سنتني وغرامة من مائتني إىل
آلفي درهم ،أو بإحدى هاتني العقوبتني فقط كل من حرض على اإلجهاض ولومل يؤد هذا التحريض إىل نتيجة
ما .وهذه العقوبة واجبة كيفما كانت طريقة التحريض ،وبغض النظر عن النتيجة اليت أدت إليها ،أي سواء وقع
اإلجهاض أم ال.
-ظروف التخفيف
لقد أشار القانون اجلنائي يف الفصل 454ق ج إىل احلالة اليت تكون فيها العقوبة خمففة وهي اليت ختص املرأة
احلامل نفسها ،حي جعل هلا العقوبة من ستة أشهر إىل سنتني (عوض من سنة إىل مخ سنوات) ،إذا
صدرت منها املوافقة على أن جيهضها الغري أو أجهضت نفسها عمدا باستعمال أية وسيلة من الوسائل اليت
تؤدي إىل إسقاط اجلنني ،أو حاولت ذلك ،وكذا إذا رضيت باستعمال ما أرشدت إليه أو ما أعطي هلا هلذا
الغرض .كما تكون العقوبة خمففة يف حالة التحريض ،حي يعاقب احملرض شهرين إىل سنتني وغرامة من مائتني
إىل آلفي درهم ،أو بإحدى هاتني العقوبتني فقط كل من حرض على اإلجهاض ولومل يؤد هذا التحريض إىل
نتيجة ما .وجتري نف العقوبات على كل من باع أدوية أو مواد أو أجهزة أو أشياء ،كيفما كان نوعها أو
عرضها للبيع أو عمل على بيعها أو وزعها أو عمل على توزيعها بأية طريقة كانت مع علمه أهنا معدة
29
لإلجهاض حىت ولو كانت هذه األدوية أو املواد أو األجهزة أو األشياء املقرتحة كوسائل فعالة لإلجهاض غري
قادرة عمليا على حتقيقه ،أما إذا حتقق اإلجهاض فتطبق عليهم العقوبات املنصوص عليها يف الفصل 449
واليت قد تتحول إىل ظرف تشديد يف حاليت وفاة اجملهضة أويف حالة االعتياد .وتبعا لذلك فالفصل 455قد
توسع يف مفهوم التحريض ومل حيدد له وسائل معينة بل جعله يتحقق بأية وسيلة.
التطبيق
ارتباطا بوقائع النازلة يتبني أن األم مل تقم جبرمية القتل العمد يف حق اجلنني بل التكييف القانوين ملا قامت به يف
حق اجلنني يطلق عليه جرمية اإلجهاض سواء قامت به بنفسها أو عن طريق الغري .ومن خالل النازلة يتبني أن
زوجها شريك هلا يف اجلرمية وبالتايل فأركان اجلرمية متوفرة وستتابع الزوجة وفقا ملقتضيات الفصل 454ق ج
،أي ستستفيد من ظرف التخفيف يف حني الزوج سيتابع باملشاركة يف جرمية اإلجهاض وفقا ملقتضيات الفصل
449ق ج وسيعاقب باحلب من سنة إىل مخسة سنوات وغرامة من مائتني اىل مخسمائة درهم.
ثانيا :جرمية قتل األم لوليدها
تقضي املادة 397ق.ج يف فقرهتا الثانية بأن .… " :إال أن األم سواء كانت فاعله أصلية أو مشاركة يف قتل
وليدها تعاقب بالسجن من مخ سنوات إىل عشر وال يطبق هذا النص على مشاركيها وال على املسامهني
معها".
شروط قيام هذا العذر
املشرع املغريب خفف العقوبة على األم فقط يف حالة قتلها لطفلها الوليد دون غريها كاجلدة أو األب … اخل ،
ومن مث وجب أن تقوم عالقة األمومة الطبيعية بني الطفل والوليد والقاتلة وهذه العالقة وحدها تكفي للتخفيف
وال حاجة إال اشرتاط أن يكون الوليد نتيجة عالقة زوجية شرعية ،وإن كان هذا نادرا احلدوث على املستوى
الواقعي إذا أن عاطفة األم أقوي من أن تقدم على فعل مشني كهذا
لكن ما هي الفرتة اليت يعترب فيها القتيل "وليدا"
مل حتدد املادة 397الوقت الذي تبتد فيه مرحلة الوليد والوقت الذي تنتهي فيه.
فبالنسبة لوقت ابتدائها فالرأي السائد يف الفقه يقول بانتهاء مرحلة " اجلنني" الذي حتميه النصوص املتعلقة
باإلجهاض ببدء عوارض املخاض واستعداد اجلنني لالنفصال عن جسم أمه ،وبناء على ذلك فإن نص املادة
397يطبق على األم إذا قتلت الوليد بعد أن أحسست بعوارض املخاض ولو مل يغادر رمحها بعد.
أما بالنسبة لوقت انتهاء مرحلة " الوليد "فإن املشرع مل حيددها أيضا وترك األمر الجتهاد احملكمة فاملقصود
بالوليد إذن الطفل احلدي الوالدة الذي مل ميضي زمن طويل على والدته حي إذا مر زمن طويل فإن األم تفقد
التمتع بالعذر املخفف ألن الوليد بعد أن ميارس احلياة املستقلة عن جسم األم فإنه يصبح طفال
30
وعلى العموم فإن مثل هذا التحديد – حتديد الفرتة اليت متتد فيها مرحلة الوليد ينطوي على أمهية بالغة اعتبار
الدقة وخطورة النتائج املرتتبة عن ذلك ،ذلك أن العذر املخفف يف حال قتل األم لوليدها أو تطبيق الظرف
املشدد بالنسبة لقتل " الطفل " حي تطبق عقوبة اإلعدام يف هذه احلالة (م 410ق .ج)
ويعترب عذر التخفيف املنصوص عليه يف ( م 397ق ج) هو عذر خاص باألم وبالتايل فهو عذر شخصي ال
تستفيد منه إال األم دون باقي املسامهني أو املشاركني معها يف قتل الوليد (م .)130
بالرجوع إىل وقائع النازلة يتبني لنا بأن األم قامت عمدا بقتل وليدها الذي يبلغ 18شهر وبالتايل فجرمية القتل
العمد قائمة يف حقها ولكن مادام أن حمل جرمية القتل العمد هو وليد وأن الذي قام بالقتل أمه فإن املشرع
املغريب خوهلا االستفادة من عذر خمفف للعقوبة وفقا ملقتضيات الفقرة الثانية من الفصل 397ق ج.
أما الزوج الشريك يف اجلرمية ،فإنه لن يستفيد من هذا العذر وفقا ملا نصت عليه الفقرة الثانية من الفصل 397
ق ج وستطبق عليه عقوبة الفاعل األصلي يف جرمية القتل العمد املنصوص عليه يف الفصل 392ق ج.
ثالثا :جريمة القتل العمد مع سبق االصرار
بالرجوع اىل املادة 392جندها تنص على أن " :كل من تسبب عمدا يف قتل غريه يعد قاتال ويعاقب بالسجن
املؤبد …" يستفاد مما تقدم بأن للقتل العمد ركنني ومها:
أوال :الركن املادي :وقد عرب عنه املشرع ب " التسبب يف قتل شخص للغري " وهذا الركن يف احلقيقة ال خيتص
جبرمية القتل العمد وحدها وإمنا يتطلب توافره يف مجيع صور القتل عمدا كانت أم نتيجة خطأ فقط.
ثانيا :الركن املعنوي :ومفاده أن يكون إتيان الركن املادي – أي التسبب يف قتل الغري – جاء عن قصد ونية
إجرامية
جريمة القتل العمد مع سبق االصرار:
شدد املشرع عقوبة القتل العمد إذا كان مرفوقا بظرف سبق اإلصرارم 393ق.ج) وعرف هذا األخري يف املادة
394ق.ج فقال ":سبق اإلصرار هو العزم املصمم عليه قبل وقوع اجلرمية على االعتداء على شخص معني أو
على أي شخص قد يوجد أو يصادف حىت ولو كان هذا العزم معلق على ظرف أو شر ط
ومن خالل التعريف السابق يظهر الفرق اجللي بني القتل العمد البسيط وبني القتل العمل املقرتن بسبق اإلصرار
،هو أن القاتل العمد يرتكب جرمية فور تقريره ارتكاهبا كان يكون يف ساعة غيظ فيثور من خرب مؤمل أو من
تصرف يؤذيه فيهاجم ضحيته ويقتله أما القتل مع اإلصرار فإن القاتل يفكر وأعصابه هادئة ويستقر رأيه بعد
تردد أو بدوم تردد ويزن النتائج ويتخذ قراره بالقتل ويبدأ بإعداد العدة له مث ينفذه فعال فاألول ضعيف اإلرادة
مندفع أما الثاين فذو عزمية ال تلني وإجرام متأصل من نفسه ،ولذلك كان خطره أشد على اجملتمع فعاقبه املشرع
باإلعدام ليتلخص منه هنائيا ويرد على إصراره بعقوبة جرميته.
31
وبالرجوع اىل النازلة فإن ما قامت به األم يف حق ابنها الذي يبلغ من العمر 18سنة تعترب جرمية قتل عمد مع
سبق اإلصرار وبالتايل فإهنا ستتابع وفقا ملقتضيات الفصل 393ق ج ،ألن هناك ظرف مشدد أال وهو سبق
اإلصرار مقرتن جبرمية القتل العمد وبالتايل ستكون عقوبتها االعدام.
أما بالنسبة للزوج فإنه ستطبق يف حقه عقوبة السجن املؤبد ،ألنه شريك يف هذه اجلرمية وسبق االصرار هو ظرف
شخصي وهو يسري فقط على الزوجة.
خالصة القول :أن األم ستتابع جبرمية االجهاض وجبرمية قتل األم لوليدها وجبرمية القتل العمد مع سبق االصرار.
وأن الزوج سيتابع باملشاركة يف جرمية االجهاض ويف جرمية قتل الوليد ويف جرمية القتل العمد.
رابعا :تعدد الجرائم
نكون بصدد تعدد اجلرائم يف حالة ارتكاب شخص جرائم متعددة يف ان واحد أو يف أوقات متوالية دون أن
يفصل بينهما حكم قابل للطعن وفقا ملقتضيات الفصل 119ق ج
كما أنه وفقا ملقتضيات الفصل 120الفقرة الثانية إذا صدر بشأهنا عدة أحكام سالبة للحرية بسبب تعدد
املتابعات فان العقوبة األشد هي اليت تنفذ.
وبالرجوع إىل وقائع النازلة يتبني لنا بأن األم ستتابع بثالثة جرائم والعقوبة األشد يف مثل هذه اجلرائم هي عقوبة
جرمية القتل العمد مع سبق اإلصرار .وبالرغم من استفادة األم من عذر التخفيف يف جرمية اإلجهاض ويف
جرمية قتل األم لوليدها ،إال أنه باملقابل جند ظرف التشديد يف جرمية القتل العمد املتمثل يف سبق االصرار .يف
هذه احلالة ماذا سرياعي القاضي يف حتديد العقوبة ؟ انطالقا من الفصل 161ق ج الذي ينص على أنه ":يف
حالة اجتماع أسباب التخفيف وأسباب التشديد يراعي القاضي يف حتديد العقوبة مفعول كل منها "على الرتتيب
االيت:
الظروف املشددة العينية املتعلقة بارتكاب اجلرمية
الظروف املشددة الشخصية املتعلقة بشخص اجملرم
األعذار القانونية املتعلقة بارتكاب اجلرمية واملخفضة للعقوبة
األعذار القانونية املتعلقة بشخص اجملرم واملخفضة للعقوبة
-حالة العود
-الظروف القضائية املخففة
وبالتايل فاألم ستطبق يف حقها العقوبة األشد ،ألن ظرف التشديد سيطبق باألولوية.
النازلة العاشرة :
32
بلغ إىل السيد مصطفى أن زوجته تربط عالقة غري شرعية مع شريكها املسمى عالل الذي يرتدد على منزله
مباشرة بعد خروجه إىل العمل .ويف أحد األيام غادر املنزل خمربا زوجته بأنه سيتوجه إىل العمل ،غري أنه بقي
جبانب املنزل حي التحق به صديقه خالد وظال يراقبان الوافدين على املنزل وعلى الساعة 10حضر املسمى
عالل ودخل املنزل وانتظر الزوج نصف ساعة بعد ذلك مث دخل منزله ليجد زوجته يف حالة تلب باخليانة
الزوجية ويف تلك األثناء أخرج صديقه خالد سكينا كان سحوزته ومكن الزوج منه وأمره بأن يصفي الزوجة اليت
دنست شرفه ،فقام الزوج بتوجيه عدة ضربات بالسكني للزوجة حي أصيبت جبروح عدة على مستوى يدها
اليسرى وصدرها ،يف حني متكن شريكها من الفرار ونقلت الزوجة إىل املستشفى حي تلقت عالجا ملدة أسبوع
لتفارق احلياة بعد ذلك نتيجة جروحها .وإثر ذلك قدم السيد مصطفى وخالد للمحاكمة.
ماهي اجلرمية اليت سيتابع هبا كل من مصطفى وخالد؟
األسانيد القانونية:
حنن بصدد جرمية القتل الذي يرتكبه أحد األزواج ضد الزوج االخر أو شريكه يف حالة مفاجأهتما متلبسني
باخليانة الزوجية.
قرر املشرع هذا العذر يف الفصل 418ق ج الذي جاء فيه يتوفر عذر خمفض للعقوبة يف جرائم القتل أو اجلرح
أو الضرب اذا ارتكبها أحد الزوجني ضد الزوج االخر وشريكه عند مفاجأهتما متلبسني جبرمية اخليانة الزوجية.
"أما أثر هذا العذر يف ختفيض العقوبة فقد تعرض له املشرع يف الفقرة األوىل من الفصل 423ق ج ومبقتضاها
يستبدل القاضي لزوما يف حالة ثبوت هذا العذر العقوبة سواء كانت اعداما أو سجنا مؤبدا باحلب من سنة اىل
5سنوات.
شروط قيام هذا العذر:
لكي يتمتع القاتل عموما بعذر التخفيف يف هذه احلالة يلزم :
-أن يكون القاتل زوجا للزوج املقتول املضبوط وهو يزين مع اخر :فاملشرع قرر العذر ألحد األزواج عندما يقتل
الزوج االخر الذي تربطه به عالقة الزوجية اليت تستلزم أن يكون الزواج ما يزال قائما غري منفصل بطالق بائن
وواضح من خالل الفصل 418ق ج .
-إن هذا العذر ال يستفيد منه غري الزوج القاتل للزوج وال يستفيد منه الغري كأب الزوجة أو أمها .
-مفاجأة الزوج لألخر وهو متلب باجلرمية :حي يضبط أحد األزواج الزوج االخر وشريكه وهو يقرتفان اجلرم
أو على اثر اقرتافها مما يتولد لديه حالة استفزاز عنيفة ال يستطيع كبحها
33
-والتلب ال يكفي لتوافر عذر التخفيف ،بل يلزم زيادة على ذلك أن يكون الزوج اجملين عليه قد فاجأته اجلرمية
املرتكبة من طرف الزوج االخر ،أما إن كان يعلم بأنه خيونه أو أنه مبوافقته فال يتوافر هذا العذر يف حقه إن هو
قتله يف هذه الظروف.
وجدير بالذكر أن العذر الذي يستفيد منه الزوج يف حالة قتله للزوج االخر ملفاجأته اياه متلبسا باجلرمية يتحقق
حىت ولو قام لديه ظرف سبق اإلصرار أو الرتصد وهذا ما سار عليه القضاء الذي قال ":بتوافر عذر التخفيف
يف جانب الزوج الذي ساوره الشك يف اخالص زوجته فاختفى يف املنزل ليتقصى احلقيقة اىل أن حضر عشيق
الزوجة وعزم على ارتكاب الفاحشة معها فخرج إليه الزوج من خمبئه وقتله .
-3ارتكاب جرمية القتل يف حق الزوج املرتكب للفعل أو شريكه أو مها معا أثناء املفاجأة :وهذا شرط بديهي،
ألن الزوج املخدوع يف هذه احلالة يكون فاقدا للسيطرة على نفسه ويرتكب اجلرمية يف حق االخر نتيجة االستفزاز
الذي تولد لديه وقد اشرتط املشرع هذا الشرط لكي يعطي للعذر أساسه القانوين والواقعي وبناء عليه لو أن
الزوج اسرتد كامل هدوئه ،فإنه حيرم من التمتع بأي عذر للتخفيف القانوين املنصوص عليه يف الفصل 418ق
ج إذا هو عمد بعد ذلك لقتل الزوج ،ألن كل ما يلزمه إذ ذاك تقدمي شكوى للنيابة العامة بقصد متابعته هو
وشريكه بالطرق القانونية عن اخليانة الزوجية .
التطبيق:
بالرجوع إىل وقائع النازلة اليت بني أيدينا يتبني لنا بأن مجيع الشروط املتطلبة الستفادة املتهم مصطفى من العذر
املخفض للعقوبة يف جرمية القتل اليت ارتكبها يف حق زوجته قائمة فهو زوج للضحية إذ الزالت تربطها معه عالقة
الزوجية ،كما أن عنصر التلب قائما يف جرمية اخليانة الزوجية ،وبالرغم من أنه يتوفر لديه ظرف التشديد أال
وهو سبق اإلصرار والرتصد حي أومهها بأنه سيذهب إىل العمل ولكنه ظل خارج املنزل مرتبصا ليتقصى
احلقيقة إىل أن حضر عشيق زوجته عالل آنذاك ،فاقتحم املنزل هو وصديقه وهذا ما سار عليه القضاء املصري "
نقض مصري احملاماة السنة 6رقم 296ص "491
أما بالنسبة لصديقة خالد فإنه سيتابع باملشاركة يف جرمية القتل العمد ولن يستفيد من عذر التخفيف من
العقوبة ،ألنه عذر شخصي وال يستفيد منه إال الزوج أو الزوجة املرتكب جلرمية القتل العمد.
النازلة الحادية عشرة
دعيت السيدة أمال إىل حضور حفل زفاف ومبا أهنا ال متلك جموهرات اضطرت إىل استعارة سوارين من الذهب
من إبنة خالتها عايدة ،بعد عودة امال يف اليوم املوايل من احلفل قامت بإرجاع سوار واحد فقط اىل ابنة خالتها
اليت طالبتها بالسوار اآلخر حينها ادعت أنه ضاع منها يف احلفل .
34
قامت عايدة برفع شكوى ضد امال طالبة اسرتجاع السوار وأثناء التحقيق يف القضية اعرتفت امال بأهنا قامت
ببيع السوار لتسديد ديوهنا من مثنه
التطبيق
-1ماهي اجلرمية املرتكبة يف قضية احلال مع التعليل؟
-2أثناء جلسة احملاكمة دفعت السيدة امال بوجود عذر معف من العقاب يتمثل يف درجة القرابة بينها وبني
السيدة عايدة .فهل تعفى السيدة امال من العقاب على هذا األساس؟
-3فرضا أن السيدة عايدة قامت بسحب الشكوى أثناء جلسة احملاكمة فهل تعفى امال من العقوبة ؟ وعلى
أي أساس؟
األسانيد القانونية:
جرمية خيانة األمانة
تنص املادة 547من القانون اجلنائي على أن "من اختل أو بدد بسوء نية أضرار باملالك أو أوراق من أي نوع
تتضمن أو تنشئ التزاما أو إبراء كانت سلمت إليه على أن يردها ،أو سلمت إليه الستعماهلا أو استخدامها
لغرض معني ،يعد خائنا لألمانة ويعاقب باحلب من ستة إىل ثالث سنوات وغرامة من مائة وعشرين إىل ألفي
درهم.
وإذا كان الضرر الناتج عن اجلرمية قليل القيمة ،كانت عقوبة احلب من شهر إىل سنتني والغرامة املشددة املقررة
يف الفصلني 549و 550من ق ج.
يتبني من خالل دراسة هذا الفصل أن املشرع جعل من خيانة األمانة جنحة خاصة مساها وميزها عن جنحة
السرقة لكون الشيء يسلمه الضحية إىل الفاعل برضاه واضعا ثقته فيه نتيجة عالقة ما من العالقات مث يتضح
هلذا الضحية أن ثقته وضعت يف غري حملها.
كما ميزها عن جنحة النصب من حي كون خائن األمانة مل يستعمل وسائل احتيالية كي يتسلم الشيء الذي
اختلسه أو بدده.
العناصر التكوينية لخيانة األمانة
تنحصر العناصر املكونة جلنحة خيانة األمانة يف ستة عناصر وهي كما يلي:
االختالس والتبديد )2االختالس بسوء نية )3االختالس أضرارا باملالك أو احلائز أو واضع اليد )4طبيعة
الشيء املختل )5تسليم األشياء بصفة مؤقتة )6تسليم الشيء مبقتضى عقد حدده القانون
العنصر األول :االختالس أو التجديد
35
تتطلب هذه اجلنحة أحد اثنني إما اختالسا أو تبديدا ،إال أن إشكاال يثور ألول وهلة حول كلمة اختالس اليت
اعتمدها املشرع يف معرض تعريفه للسرقة يف الفصل 505من القانون اجلنائي هذه الكلمة اليت صاغها املشرع
يف الفصل 547وهو يعرف جنحة خيانة األمانة.
فكيف يتابع بارتكابه شخص بارتكابه خيانة األمانة باالختالس ؟ أو العك ؟
االختالس يتجلى يف عمل متلك لي من السهولة معاينته وتعترب هذه املعاينة من الصعوبات القانونية ممكنة
االكتشاف ألن احلائز أو واضع اليد ،غري صفة وضع أو حيازته للشيء اليت كانت قبل ذلك متلك الشيء
استقباال مع عدم وجود أي وجود مادي يساعد على ترمجة إدارة مرتكب هذا الفعل وهكذا فإنه ينبغي
للمحكمة أثناء مناقشتها لبح عنصر االختالس أن تقدر حسب ظروف النازعة وتبح عن الظروف اليت
ميكن أن تساعدها على استجالء نية متلك الشخص للشيء والتحلل من االلتزام برده
وقد ال تكلف احملكمة نفسها عناء التنقيب على وجود عمل استنكاف الفاعل على الرد إذا مارس املتضرر أجراء
مسطريا مدنيا صرفا وهو اإلنذار االستجوايب الذي حيصل فيه طالبه على موقف خصمه يف رفض إرجاع الشيء
إىل صاحبه ،أو غري ذلك من الوسائل اليت تثبت عمل الرفض مثل الربيد العادي أو حىت مشافهة يف حدود
خاصة مع التنبيه إىل أن اإلنذار االستجوايب املذكور ليست له صفة التقديري ال املكون للجرمية.
هذا وجتدر املالحظة إىل أن التبديد اجلزئي للشيء املؤمتن عليه ال يعفي األمني من العقاب.
كما أن جمرد اإلمهال والتأخري يف رد الشيء املؤمتن عليه ال يشكل جنحة خيانة األمانة.
هذا فيما يتعلق باالختالس أما التبديد فهو كل عمل من أعمال التصرف اليت يهدف هبا صاحبها إىل إحلاق
ضرر ما بصاحب الشيء كما لو أتلف الفاعل الشيء أو بدده بالبيع أو العطاء أو الرهن أو عرضه ألخطار ما
كامن ليتعرض هلا
ويتحقق تغيري احليازة يف مثل هذه احلاالت بعمل ظاهر ،مادي أو قضائي حي تسهل معاينته.
العنصر الثاني :االختالس أو التبديد بسوء نية
إن جنحة خيانة األمانة تفرتض لدى فاعلها النية اإلجرامية واستنادا إىل ذلك فإنه لي من الضروري أن يتملك
الفاعل الشيء ،أو جيين من وراء هذا االختالس أو التبديد ،فائدة شخصية بل مبجرد ما يعلم أنه جيوز الشيء
بصفة مؤقتة وأن استحالة الرد متوافرة أو على األقل عرض الشيء للخطر يكون معرضا للسؤال (وبالتايل للعقاب
أما إذا حدث االتالف نتيجة حلدث فجائي من الصعب عليه تالفيه أو بفعل قوة قاهرة كاحلريق أو السرقة أو
الضياع) فعندما تنعدم النية اإلجرامية وال نكون أمام جنحة خيانة األمانة
وعندما تثبت األركان والعناصر املكونة جلنحة خيانة األمانة ال يلتف ملالءة الفاعل أو عسره أو عوزه وسواء أندر
بالرد أم ال
36
وال يؤثر سحب املشتكي على متابعة النيابة العامة إال يف إطار اإلعفاء من العقوبة وقيود املتابعة املنصوص عليها
يف الفصل 548ق.ج.
العنصر الثال :احلاق االختالس أضرارا باملالك أو احلائز أو واضع اليد
جيب أن ينتج من هذا االختالس أو التبديد ضرر يلحق أما مالك الشيء أو حائزه أو واضع اليد عليه وال
يشرتط أن يكون هذا الضرر حمققا بل يكفي أن يكون احتماليا
وتتحقق جنحة خيانة األمانة مبجرد أن يتوقع الفاعل بأن عمله سينجم عنه ضرر من هذه اللحظة تعترب اجلنحة
قائمة ،ال ينفيها الرد أو األداء أو إصالح الضرر
العنصر الرابع :طبيعة الشيء المختلس
ال تتصور خيانة األمانة إال يف ميدان املنقوالت بصريح الفصل 547من القانون اجلنائي أما العقار فال تتصور
فيها ،ألن املكرتي الذي سيبقى شاغال احملل املكري له بعد انتهاء عقد الكراء ال يعترب مرتبكا جلنحة خيانة
األمانة.
ويستفاد من كلميت (سندات وبضائع) أن املشرع يعين كل املنقوالت اليت ميكن أن تدخل يف مالءة الشخص كما
يستفاد من أوراق كتابات تتضمن التزاما أو أبراء كل ما يعتربه الضحية ذا قيمة يقدره بالنقد من قيم منقولة أو
أوراق بنكية وأوراق جتارية أو غريها -مواكبة لإلطالق املنصوص عليه يف الفصل املشار إليه
وأما اختالس جمرد رسالة عادية ال ينتج عنه أي ضرر مادي فإذا مل تكن الرسالة تتضمن التزاما أو أبراء فال تنتج
عنه خيانة األمانة وكذلك الشأن بالنسبة لتبديد السجالت أو الصكوك أو السندات احملفوظة يف مضابطها أو
كتابات الضبط أو غريها الفصول 273إىل 277من ق ج .
العنصر الخامس :تسليم األشياء بصفة مؤقتة
من العناصر األساسية اليت تتطلبها خيانة األمانة تسليم الشيء إىل الفاعل الذي يفرتض فيه أن يأيت فعل
اختالس أو تبديد الشيء أضرارا بواضع اليد أو احلائز أو املالك فمكرتي الضيعة الذي يبيع الت ن أو خيتلسه ال
يعترب مرتكبا جلنحة خيانة األمانة النعدام التسليم بصفة مؤقتة (نقض فرنسي )1843/8/17ومن الطبيعي أن
الوارث أو املوصى له قد حل حمل خلفه املتسلم للشيء وبالتايل يعترب قد سلم هو نقسه الشيء وال يعتد بالدفع
القائل بأن املختل مل يتسلم بنفسه الشيء بل يكفي أن يتسلمه بصفة مؤقتة من أجل استعمال غري مقيد
وكذلك الشأن بالنسبة لوصي الذي خيتل املواد املوصى هبا للقاصر.
وجيب أن حيمل للتسليم على حيازة مؤقتة ال على نية التملك كما ينبغي أن يتم على شرط الرد أو يقدم مرة
ثانية أي إظهار ثانية أو يستعمل لغاية معينة أو غري معينة ،وال يهم أن يقوم الغري مقام املالك بنقل الشيء إىل
الفاعل أو نقله مباشرة من طرف املالك.
37
القصد الجنائي
خيانة االمانة من اجلرائم العمدية ،ألن املشرع عاقب على اتيان ركنها املادي بسوء نية والقصد اجلنائي يتحقق
فيه:
أوال :علم املبدد أو املختل بأن حيازته للمنقول الذي بني يديه حيازة ناقصة وبأن ملكيته عائدة للغري سحي ال
جيوز له واحلالة هذه ممارسة أي عمل مادي أو قانوين عليه بدون رضاء صاحبه.
ثانيا :اجتاه االرادة إىل تنفيذ الواقعة االجرامية اليت هي تبديد أو اختالس منقول عائد للغري .
التطبيق:
انطالقا من وقائع النازلة يتبني لنا بأن اجلرمية اليت ستتابع به السيدة امال هي جرمية خيانة األمانة ،ألن مجيع
عناصرها قائمة حي قامت بفعل التبديد اجلزئي للمنقول عندما قامت بإتالف السوار الذي سلمته هلا
السيدة عايدة الستعماله مؤقتا يف حفلة الزفاف حي إن حيازة السيدة امال لالسور هي حيازة ناقصة.
-أما خبصوص الدفع الذي تقدمت به السيدة امال أال وهو وجود عذر معف من العقوبة يتمثل يف الدرجة
الرابعة ،فانه ال وجود ألساس قانوين له حي جاء يف الفصل 548ق ج بأن :اإلعفاء من العقوبة وقيود املتابعة
اجلنائية املقررة يف الفصول 534اىل 536ق ج تسري على جرمية خيانة االمانة املعاقب عليها بالفصل 547
ق ج" وبناء على النص السابق :
-فإن اجلاين إذا كان زوجا أو أصال ملالك املنقول املختل أو املبدد فإنه يعفى من العقاب مع التزاماته
بالتعويضات املدنية فصل 534ق ج .ومن مت فإن امال لن تستفيد من عذر معف من العقوبة.
-أما يف حالة أن السيدة عايدة قامت بسحب الشكوى أثناء جلسة احملاكمة فهل تعفى امال من العقوبة ؟
وعلى أي أساس؟
-بالرجوع إىل مقتضيات الفصل 535ق ج إذا كان املنقول املختل أو املبدد مملوكا ألحد أصول اجلاين أو
أقاربه أو أصهاره إىل الدرجة الرابعة فال جيوز متابعته إال بناء على شكاية من اجملين عليه ،كما أن سحب
الشكاية يضع حدا للمتابعة ،ومن مت فإن عالقة القرابة اليت تربط بني امال وعايدة ابنة خالتها تدخل يف إطار
القرابة من الدرجة الرابعة ،وبالتايل فإن املتابعة تكون بناء على شكاية ،ألن اجلرمية بسيطة وغري مرفقة بأي ظرف
من ظروف التشديد املنصوص عليها يف الفصلني 549و 550ق ج .وعليه يف حالة ما إذا تنازلت عايدة عن
الشكاية فإن امال لن تعاقب.
النازلة الثانية عشر:
الوقائع
38
كريستينا عاملة منزل من أسرة فقرية مستواها التعليمي إعدادي قدمت اىل املغرب من خالل مكتب خالد
الستقدام واستخدام العامالت وقامت بتوقيع عقد عمل براتب ( 1500درهم شهريا) ،وعملت لدى منزل
أمحد ،لدى وصوهلا املنزل تبني بأن عبارة عن فيال مساحتها ( 500مرت مربع) سحديقة مساحتها ( 200مرت)،
فصارت تقوم جبميع اعمال املنزل لساعات طويلة تصل اىل 15ساعة يف اليوم ،من دون ان تتمكن من
إمتامها ،فبقيت على هذا احلال ملدة 5سنوات ،وكانت صاحبة املنزل واليت تدعى فاطمة تطلب منها باإلضافة
اىل االشغال املنزلية تقليم اظافر رجليها وعمل تدليك شبه يومي هلا.
ويف احدى االيام هربت كريستينا من املنزل نظرا لظروف العمل القاسية واصبحت جتول يف الطرقات ،وعند
مسريها صادفت احد االشخاص الذي ارشدها اىل احد مكاتب حقوق االنسان وبناء على ذلك قام املكتب
مبساعدهتا وتوجيهها اىل تقدمي شكاية يف املوضوع حي صرحت باإلضافة اىل ما سبق اىل ان جواز سفرها
حمجوز لدى صاحبة املنزل واهنا مل تتقاضى أي راتب مند جميئها اىل بلدك واهنا مرهقة من ساعات العمل
الطويلة ،حكت كذلك اىل تعرضها للضرب وانه كان يتم ارساهلا اىل منزلني جماورين ،مرتني يف االسبوع يعودان
اىل شقيقات صاحبة املنزل ،لكنها مل تتقاضى أي اجر ،وكانت تتصل بأهلها مرة يف الشهر يف اول سنة قدمت
فيها اىل بلدك وبعدها منعتها صاحبة املنزل من االتصال بأهلها ،كما صرحت كذلك باهنا طلبت من صاحبة
املنزل بإعادهتا اىل بلدها اال اهنا كانت ترفض،
لإلشارة فأثناء إدالء كريستينا بشهادهتا فقد كان واضحا انفعال العاملة ووجود اثار كدمات على وجهها .
-يف أي سياق جترميي ميكن تصنيف األفعال املتضمنة يف النازلة ؟
-ما هي املسئولية اجلنائية اليت من املمكن ان يتابع هبا مكتب خالد الستقدام واستخدام العامالت؟ وماهي
العقوبة املرتتب بناء على هذه املسئولية ؟
-ما هو التكيف القانوين للفعل الذي ميكن متابعة فاطمة بناء عليه؟
-وما هي األفعال اليت ارتكبتها للضغط على الضحية كريستينا ؟
-وما هي الوسائل اليت استخدمت للضغط على ارادة الضحية كريستينا من اجل تنفيد ما يطلب منها؟
-بني الغرض أو صورة االستغالل يف هذه النازلة؟
-ماهي العقوبة اليت ميكن ان تقع على السيدة فاطمة؟
-إذا كانت كريستينا تبلغ من العمر 17سنة فماهي العقوبة اليت ميكن متابعة فاطمة بناء عليها
التطبيق
األسانيد القانونية :
أوال :أركان جريمة االتجار بالبشر
39
جاء القانون 27.14املتعلق مبكافحة االجتار بالبشر املتمم ألحكام الباب السابع من اجلزء األول من الكتاب
الثال من جمموعة القانون اجلنائي ،متضمنا للمواد من 448-1إىل 448-14اليت تبني قواعد التجرمي
والعقاب ،وقد بني املشرع املغريب اجلرائم اليت تدخل ضمن جرمية االجتار بالبشر وحدد أركاهنا
:-1الركن المادي
يقصد بالركن املادي للجرمية بأنه املظهر اخلارجي الذي تربز به اجلرمية إىل حيز الوجود .ويقوم على ثالثة
عناصر وهي السلوك اجلرمي و النتيجة اإلجرامية و العالقة السببية بينهما.
السلوك اإلجرامي
-صور السلوك اإلجرامي في جريمة االتجار بالبشر
أورد املشرع املغريب يف الفصل 1 -448صور السلوك اإلجرامي كاأليت:
أ -فعل التجنيد :يقصد هبذا األخري تطويع األشخاص واستخدامهم كسلعة قابلة للتداول باملخالفة للقوانني و
األعراف الدولية ،بغرض االستغالل وجين األرباح أيا كانت الوسائل املستخدمة مشروعة أو غري مشروعة،
بصرف النظر عن ارتكاهبا داخل الدولة أوخارجها ،وذلك عنوة.
ب -فعل االستدراج :يفهم من فعل االستدراج على انه ينطوي على استعمال وسائل اإلغواء أو التغرير أو
الضغط الستخدامها يف أعمال أو غايات غري مشروعة ،مما جيعل الضحية تتبع اجلاين دون احلاجة إال إكراه أو
حتريض.
ت-فعل النقل :يراد مبفهوم النقل يف مدلول القانون رقم 27.14نقل األشخاص من مكان إىل أخر داخل
احلدود الوطنية وعربها ،ويتحقق فعل النقل عندما يتم بوسائل و أساليب غري مشروعة .وخاصة عند نقل
األطفال عرب احلدود .وينطوي فعل النقل على رضا الضحية ورضا من له سلطة عليه ،حي إذا اقرتن باجلرب مسي
ترحيال ،و يتخذ نقل الضحايا منطني أساسيني مها :النقل املكاين ،والنقل املهين.
ث -فعل التنقيل :يعين مفهوم التنقيل حتويل امللكية إىل شخص آخر ،باستخدام أساليب اجلرب والقوة،
فاألصل يف اإلنسان أنه بطبيعته ال ميكن االستئثار به أو متلكه أو استغالله أو بيعه لكونه خارج عن دائرة
التعامل ومباشرة احلقوق العينية عليه ،واليت تكون لصيقة فقط باحلق الشخصي ،وهذا األخري ال يرد على
اإلنسان ،وبالتايل ال يصلح أن يكون حمال للحقوق املالية وبيعه أو االنتفاع به أو استغالله.
ج -إيواء األشخاص :وهو يعين تدبري مكان أو مالذ آمن لإلقامة اجملين عليهم سواء داخل الدولة ،أو يف
مت توفري بعض مقومات احلياة األساسية هلم من مأكل دولة املقصد اليت مت نقل اجملين عليهم إليها ،حي
ومشرب متهيدا الستغالهلم كمرحلة أخرية..
40
ح -استقبال األشخاص :ويقصد باالستقبال يف معرض تطبيق هذا القانون استالم األشخاص الذين مت
نقلهم أو تنقيلهم داخل احلدود الوطنية أو عربها ،فاجلاين يلتقي اجملين عليه عند وصوله من نقطة انطالقه ،وقد
يتتبع ذلك القيام بنقله من مكان استقراره أو بتوفري اإليواء له.
خ -الوساطة أو الوسيط :ويقصد هبا األشخاص واجلماعات اإلجرامية املنظمة وغري املنظمة ،واليت تعمل
البلد أو يف البالد على تسهيل عملية النقل والوساطة ما بني الضحايا واجلماعات األخرى ،سواء ذلك يف نف
األخرى مقابل مبالغ مالية يتقاضوها على أعماهلم هذه.
وبالتايل نستنتج من خالل ما سبق أن القانون رقم 27.14قد سعى إىل توسيع دائرة التجرمي بإيراده للعديد
من الصور اليت تشكل النشاط اإلجرامي يف جرمية االجتار بالبشر ،وحسن ما فعل ألن االجتار بالبشر هي جرمية
مركبة تتكون من عدة أفعال جرمية خمتلفة ،وليست جرمية واحدة ،ويكفي لتحقق اجلرمية إتيان اجلاين ألحد
األفعال املنصوص عليها يف املادة 448. -1
-2وسائل ارتكاب جريمة االتجار بالبشر
بعد أن عدد املشرع املغريب أفعال االجتار بالبشر اشرتط أن تتم هذه األفعال بوسائل معينة سحي لو مت الفعل
بغريها ألصبح الفعل غري جمرم وهذه الوسائل ذكرها املشرع على سبيل احلصر وهي:
أ – استعمال القوة والتهديد باستعمالها :ويقع ذلك من خالل الضرب أو إحداث جروح أو تقيد حركة
اجملين عليه يدويا أو باستخدام قيود حديدية ،وسواء كانت الوسيلة هي قوة اجلاين اليدوية أو باستخدامه لآلالت
أو أجهزة تؤثر على إرادة اجملين عليه وجتعله غري قادر على املقاومة.
ب -االختطاف :يقصد به يف إطار جرمية االجتار بالبشر ،قيام اجلاين بنقل الشخص اجملىن عليه من املكان
املوجود فيه إىل مكان آخر ،سواء كان النقل عرب حدودها الوطنية بقصد إخفائه عن مكان معيشته األصلي.
ت -االحتيال أو الخداع :احليلة أو اخلداع كوسيلة من الوسائل املستعملة يف جرائم االجتار باألشخاص هي
كل قول أو فعل يوهم اجملين عليه أو من له أي سلطة عليه لغري احلقيقة مما جيعله ينساق ويرضخ إلرادة اجلاين،
وبالتايل فإن احليلة واخلداع تقوم على الكذب املوهم واملقنع للمجين عليه ،وهتدف إىل إقناع اجملين عليه بصحة ما
يقوله اجلاين من أجل السيطرة عليه متهيدا لتجنيده أو نقله أو إيوائه أو استقباله بقصد حتقيق الغاية وهي االجتار
به
ث – إساءة استعمال السلطة والوظيفة أو النفوذ :إن تعبري إساءة استعمال السلطة جاء بشكل مطلق،
وبالتايل ميكن القول أن السلطة اليت ستعمل بشكل سيء من قبل اجلناة املتاجرين قد تكون سلطة أي شخص
تربط بينه وبني شخص أو أشخاص آخرين عالقة التبعية ،فقد يستعمل األب سلطته على أو ضده أو على
41
زوجته وال يستعد قيامه باستغالل سلطته ألبويه لإلجتار بأوالده الصغار بسبب الفقر أو حىت سبب الطمع أو
اجلشع يف املال ،أو قيامه لإلجتار بزوجته الستغالهلا يف الدعارة ،كما أن السلطة املقصودة قد تكون سلطة
صاحب املنزل على خادمته فيقوم لإلجتار هبا الستغالهلا يف الدعارة بدال من األعمال املنزلية ،وميكن أن ينطبق
ما ذكرناه على موظفي الدولة.
ج -استغالل حالة الضعف أو الحاجة أو الهشاشة :يقصد بذلك استغالل حاجة وضعف اجملين عليه،
سواء كان هذا الضعف ضعفا جسديا أم عقليا أم اجتماعيا أم اقتصاديا ،وغري ذلك من صور اليت تدفع اجملين
عليه لقبول استغالل اجلاين.
ح -إعطاء أو تلقي مبالغ مالية أو مزايا لنيل موافقة شخص له سلطة على آخر بقصد االستغالل :ويعين
ذلك قيام اجلاين بإعطاء مبلغ من املال لشخص ،على أن يقوم هذا األخري بإقناع شخص ثال له سيطرة عليه
من أجل االجتار به واستغالله يف إحدى صور االستغالل الواردة يف نف املادة وهي ،448 -1أو على
العك من ذلك يتلقى اجلاين مبلغا من شخص للحصول على موافقة اجملين عليه واالجتار به ،هذا إذا كان
موضوع اإلعطاء أو التلقي مبلغا من املال ،كأن يقوم اجلاين بتسليم أحد الوالدين أو الوصي على الطفل مبلغا
من املال أو أي ميزة أخرى يف مقابل املوافقة على االجتار.
ثانيا :النتيجة اإلجرامية
ويقصد هبا األثر املرتتب على السلوك اإلجرامي ،والذي يتمثل بالتغيري الذي حيدث يف العامل اخلارجي ،فجرمية
االجتار بالبشر من جرائم اليت تتخذ النتيجة اإلجرامية عدة أشكال وذلك تبعا للغرض الذي أراد اجلاين احلصول
عليه من خالل اجلرمية اليت ارتكبها ،وتكمن هذه األشكال ” االستغالل اجلنسي ،السيما استغالل دعارة الغري
واالستغالل عن طريق املواد اإلباحية يف ذلك وسائل االتصال والتواصل املعلومايت ،ويشمل أيضا االستغالل عن
طريق العمل القسري أو السخرة أو التسول أو االسرتقاق أو املمارسات الشبيهة بالرق أو نزع األعضاء أو نزع
األنسجة البشرية أو بيعها ،أو االستغالل عن طريق إجراء التجارب واألسحاث الطبيعية على األحياء ،أو استغالل
شخص للقيام بأعمال إجرامية أو يف النزاعات املسلحة “
ثالثا :العالقة السببية
يشرتط لقيام الركن املادي يف أي جرمية من اجلرائم أن يكون الفعل أو االمتناع الذي ارتكبه اجلاين هو سبب
وقوع النتيجة وهذا ما اصطلح عليه الفقهاء على تسميته بعالقة أو رابطة سببية .وتتمثل عالقة السببية يف جرائم
الجتار بالبشر يف أن يكون االستغالل اجلنسي واستغالل دعارة الغري واالسرتقاق والسخرة والعمل القسري ونزع
42
األعضاء البشرية ،نتيجة السلوك اإلجرامي كالنقل والتنقيل واالستقطاب واالستدراج والرتحيل واالستقبال ،وذلك
باستخدام أي من الوسائل اليت حددها كذلك الفصل 448 -1يف فقرته األوىل.
وعليه فإنه إذا حدثت النتيجة بشكل مستقل عن السلوك اإلجرامي “األفعال والوسائل السابق ذكرها” فال
يسأل الفاعل إال عن النتيجة اليت يكون لنشاطه املادي دخل يف إحداثها.
الركن المعنوي
يتطلب قيام جرمية االجتار بالبشر باإلضافة إىل الركن املادي ركن أخر وهو الركن املعنوي ،حي جيب أن يكون
اجلاين قاصدا ارتكاب اجلرمية ،ومبا أن جرمية االجتار بالبشر من اجلرائم العمدية ،فإن املشرع يتطلب الرتكاهبا
توافر كل من القصد العام واخلاص ،حي ال يكفي اجتاه إرادة اجلاين إىل إتيان أحد األفعال املكونة جلرمية االجتار
بالبشر ،وإمنا جيب فضال عن ذلك توافر قصد جرمي خاص يتمثل يف استغالل اجملين عليه.
أوال :القصد الجنائي العام
يتحدد القصد اجلنائي العام باجتاه إرادة اجلاين حنو حتقيق واقعة إجرامية مع العلم بكافة عناصرها القانونية،
فبمجرد اجتاه اإلرادة حنو سلوك جيرمه القانون دون سعي إىل حتقيق غاية حمددة يكفي لتحقيق ذلك القصد مع
توافر عنصر العلم .ويتكون القصد اجلنائي العام من عنصريني مها العلم واإلرادة.
العلم هو الصورة الذهنية اليت تولد لدى اجلاين عن عناصر اجلرمية ،فيجب أن يكون عاملا أن حمل اجلرمية هو
اإلنسان ،وأنه يقوم بواحد من السلوكات اإلجرامية املكونة جلرمية االجتار بالبشر ،أي أنه إذا وقع يف غلط مادي
انقضى القصد لديه ،كما لو قام الناقل بنقل ضحايا االجتار بالبشر ،وهو يعتقد أنه يقوم بعملية نقل اعتيادية
للمسافرين فهنا ال يقوم قصد االجتار لديه ،وبالتايل فال يسأل عن اجلرمية ،كما جيب أن ينصرف العلم بالنتيجة
اإلجرامية اليت ميكن أن تتحقق نتيجة للفعل اإلجرامي الذي تقوم عليه ،واملتمثلة باستغالل الضحايا يف أحد
أشكال االستغالل املكونة للنتيجة اإلجرامية يف جرمية االجتار بالبشر.
أما اإلرادة فهي نشاط نفسي موجه حنو هدف معني بغية حتقيق نتيجة معينة غري مشروعة وهي املساس سحق
معني أو مصلحة معينة حيميها القانون ،وال يكفي لوقوع اجلرمية أي إرادة ولكن إرادة آمثة ،ويشرتط أن تكون
إرادة املتهم واعية ومدركة وتتوافر لديه حرية االختيار ،فإذا كانت إرادته معيبة ،إما لصغر السن أو اجلنون أو
وقوعه حتت إكراه مادي أو معنوي ،فإن إرادته مشوبة بعيب من عيوب اإلرادة ،ومن مت فال يسأل جنائيا.
ومن خالل ما سبق ميكن القول بأن توفر القصد اجلنائي العام يف جرمية االجتار باألشخاص يكون مكفوال
بتوافر إرادة اجلاين حنو حتقيق واقعة إجرامية جمرمة قانونا تتمثل يف إحدى صور السلوك اإلجرامي املكونة للركن
43
املادي هلذه اجلرمية ،مع توافر عنصر العلم بأن هذا السلوك يدخل يف إطار السلوك املعاقب عليه قانونا ،فاإلضافة
إىل معاصرة القصد اجلنائي الرتكاب إحدى صور السلوك اإلجرامي.
ثانيا :القصد الجنائي الخاص
فالقصد اجلرمي اخلاص حسب ما ورد يف الفصل 448 -1هو أن يهدف اجلاين من وراء األفعال املكونة
للركن املادي للجرمية استغالل اجملين عليهم.
فاالستغالل هو العنصر األساسي املكون جلرمية االجتار بالبشر ،وهو الفاصل الذي يتميز هذا األخري عن جرائم
مشاهبة له مثل هتريب املهاجرين وعلى الرغم من أن كلمة االستغالل غري معرفة يف قانون 27.14املتعلق
باإلجتار بالبشر ،إال أن املشرع املغريب يف الفصل 448 -1حدد أشكال االستغالل واليت جاءت على سبيل
احلصر.
العقوبات المترتبة على جريمة االتجار بالبشر
إن األصل يف جرمية االجتار باألشخاص حسب قانون رقم 27.14تأخذ وصف جناية ،وهذا ما جنده من
خالل الفصل ،448 -2فيعاقب على االجتار بالبشر بالسجن من مخ إىل عشر سنوات وبغرامة من
10.000إىل ،500.000وبنف العقوبة على حماولة ارتكاب االجتار بالبشر حسب نص الفصل -11
، 448وهذا ينسجم مع نص املادة اخلامسة من برتوكول االجتار بالبشر ونعتقد أن هذه العقوبة كافية إال حد
ما ،خاصة إذا علمنا أن املشرع املغريب قد عمد إىل تشديد العقوبة بالنسبة للشخص الطبيعي إذا توافرت ظروف
الوقت خفف أو أعفى من العقوبة يف حالة توافر إحدى األعذار املخففة وهو ما سوف التشديد ،ويف نف
نتناوله يف االيت بيانه:
اوال :ظروف التشديد
وعيا من املشرع خبطورة جرائم االجتار وتأثريها اجلسيمة على احلقوق واحلريات فقد أورد يف ثنايا القانون
27.14املتعلق مبكافحة االجتار بالبشر ،جمموعة من األوضاع واحلاالت اليت بناء عليها يتم تشديد العقاب.
إذا اقرتنت تلك األوضاع بظروف شخصية أو عينية تكشف عن خبت شديد يف اجلاين ،أو تكشف عن
خطورة الفعل الذي متت به اجلرمية أو الوقائع اليت اقرتنت هبا ،وميكن تقسيم تلك الظروف إىل ظروف عينية
وظروف شخصية.
-الظروف العينية المشددة
الظروف العينية هي اليت تتصل بالفعل ونتائجه وظروف الزمان واملكان ،أو بالوسائل املستعملة ،حي تفرتض
زيادة مقدار خطورة الفعل ،جتعله أكثر خطورة إذا نصت املادة 448 -3من القانون رقم 27 .14على أنه:
44
” دون اإلخالل باملقتضيات اجلنائية األشد ،ترفع عقوبة االجتار بالبشر إىل السجن من عشر إىل عشرين سنة
وغرامة من 100.000إىل 1.000.000درهم يف احلاالت التالية:
إذا ارتكبت اجلرمية بواسطة التهديد بالقتل أو باإليذاء أو بالتعذيب أو االجتار أو التشهري.
إذا كان مرتكب اجلرمية حامال لسالح ظاهر أو خمبئ
إذا كان مرتكب اجلرمية موظفا عموميا استغل وظيفته الرتكاب اجلرمية أو تسهيل ارتكاهبا
إذا أصيبت الضحية بواسطة استغالهلا يف جرمية االجتار بالبشر بعاهة دائمة أو مبرض عضوي أو نفسي أو
عقلي خصال
إذا ارتكبت اجلرمية من قبل شخصني أو أكثر بصفتهم فاعلني أصليني أو مسامهني أو مشاركني.
إذا كان مرتكب الفعل معتادا على ارتكابه
إذا ارتكبت اجلرمية ضد عدة أشخاص جمتمعني
-الظروف الشخصية المشددة
نعين بالظروف الشخصية ما يتصل باجلاين من حي صفته وعالقته باجملين ويتصل هبذا األخري من حيت سننه
وصفته ،وذلك على النحو األيت:
الظروف المشددة التي تخص سن المجني عليه وصفته
نصت املادة 448 -4على أنه :يعاقب على جرمية االجتار بالبشر بالسجن من عشرين إىل ثالثني سنة
وغرامة من 2000.000إىل 3000.000درهم يف احلاالت التالية:
إذا ارتكبت ضد قاصر دون الثامنة عشر.
إذا ارتكبت اجلرمية ضد شخص يعاين من وضعية صعبة بسبب كرب سنه أو املرض أو اإلعاقة أو نقص بدين أو
نفسي أو ضد امرأة حامل سواء كان محلها بينا أو كان معروفا لدى الفاعل.
املالحظ على هذه املادة أن املشرع املغريب جعل سن اجملين عليه الذي تقع عليه أو به أعمال االجتار
واالستغالل ،سببا لتشديد العقاب ،فإذا وقعت جرمية االجتار على فتاة قاصرة مثال ،فإن العقاب سيكون أشد مما
لو وقع ذلك على فتاة أو امرأة ليست قاصرة ،ونف الشيء إذا كان يعاين اجملين عليه من وضعية صعبة لكرب
سنه أو ملرض أو إعاقة أو عجز بدين أو ضد امرأة حامل.
الظروف المشددة التي تخص صفة الجاني وصلته بالمجني عليه
فيما يتعلق بصلة اجلاين باجملين عليه ،جند املشرع املغريب يعاقب بنف العقوبة أعاله إذا كان مرتكب اجلرمية
زوجا للضحية أو أحد أصوهلا أو فروعها أو وصي عليها أو كافال هلا أو مكلف برعايتها أو كانت له سلطة
عليها .وفيما يتعلق بصفة اجلاين كأخذ الظروف الشخصية ،شدد املشرع املغريب العقوبة برفعها إىل عشرين سنة
45
كحد أقصى ،وغرامة من 1000.000إىل 1.000.000درهم يف حالة كون اجلاين موظفا عموميا استغل
وظيفته الرتكاب اجلرمية أو تسهيل ارتكابه ،كأن يكون مثال موظفا بإحدى املطارات ويستغل وظيفته لنقل أو
تنقيل أو إيواء اجملين عليهم الرتكاب جرمية االجتار بالبشر.
األعذار القانونية المعفية أو المخفضة من العقوبة
أوجد املشرع املغريب يف القانون 27 -14أعذارا يف حالة توفرها تؤدي إىل التخفيف من العقوبة وأحيانا
اإلعفاء منها.
-اإلعفاء من العقوبة
تناول املشرع املغريب األعذار القانونية يف الفصل 134من جمموعة القانون اجلنائي املغريب ،أما األعذار القانونية
املخففة أو املعفية من العقوبة يف جرمية االجتار بالبشر نص عليها الفصل 448 – 12على سبيل احلصر ،فيما
خيص األعذار املعفية فقد تناوهلا نف الفصل السابق الذكر يف فقرته األوىل يعفى من العقوبات املنصوص عليها
يف هذا الفرع ،كل من بادر من اجلناة بإبالغ السلطات املختصة مبا يعلمه عن جرمية االجتار بالبشر قبل تنفيذها
أو الشروع يف تنفيذها أو مكن من احليلولة دون إمتامها”.
من خالل حتليل نص الفقرة أعاله ،نالحظ أن املشرع يتحدث عن اإلعفاء من العقوبة يف احلالة اليت يبادر فيها
بإبالغ السلطات املختصة ،ملا يعرفه عن اجلرمية يف حاالت تناوهلا على سبيل احلصر وهي :قبل تنفيذ اجلرمية أو
الشروع يف تنفيذها قبل ضبط مرتكبيها ،منع إمتامها.
كما يعفى من العقاب من كان أحد فروع أو أصول الضحية أو زوجها هلا عندما ميتنع عن التبليغ بارتكاب
اجلرمية.
كما يتمتع أيضا ضحايا االجتار بالبشر بأحكام اإلعفاء من العقاب ومن أية مسؤولية عن األفعال اليت تصدر
عنهم أو يرتكبوهنا أثناء أو مبناسبة استغالهلم من قبل جتار البشر.
-التخفيف من العقوبة
بالرجوع للفقرة الثانية من الفصل 448 – 12جند بأن املشرع املغريب قد أبرز بشكل واضح األعذار اليت
مبوجبها يتم ختفيض العقوبة ،ويتضح ذلك من خالل عبارة “جيوز إعفاء اجلاين املبلغ من العقوبة أو ختفيفها”
واليت جعلها موقوفة على الظروف اليت فيها التبليغ ،السلطات املختصة أثناء التحقيق ومتكينها من القبض على
باقي اجلناة ،أي شرط حصول اجلناة على عذر خمفف مرتبط بتوفر شرطني ومها أن يتم التبليغ أثناء مرحلة
التحقيق ،وأال ينتج عن اجلرمية وفاة الضحية أو إصابتها بعاهة دائمة أو مبرض عضوي أو نفسي أو عقلي
عضال.
46
كما أقر املشرع املغريب مسؤولية الشخص االعتباري ،وذلك يف الفصل 448 -6عاقبه املشرع املغريب يف حالة
تورطه يف ارتكاب جرمية االجتار بالبشر بغرامة مالية تقدر ما بني 1.000.000و 10.000.000درهم،
وذلك دون اإلخالل بالعقوبات اليت تطبق على الشخص الذايت الذي ميثله أو يديره أو يعمل حلسابه ،وهو نف
االجتاه الذي أقرته اتفاقية جمل أوربا لإلجتار بالبشر يف املادتني 22و 23منها.
التطبيق
تندرج األفعال االجرامية املتضمنة يف هذه النازلة ضمن جرمية االجتار بالبشر اليت نص عليها املشرع اجلنائي
املغريب يف الفصل 1/448من القانون اجلنائي.
أما بالنسبة للمسئولية اجلنائية اليت ميكن بناء عليها متابعة مكتب خالد الستقدام واستخدام العامالت
فهي تتوقف على علم هذا املكتب مبا قد يقع لكريستينا من استغالل وأفعال غري انسانية ،سحي إذا ثبت هذا
العلم فيعد هذا املكتب قد عمل على استدراج الضحية ،ألهنا قدمت اىل البلد عن طريق هذا املكتب الذي
أومهها بأهنا ستربم عقد عمل بظروف مغرية مما دفعها اىل القدوم للمغرب لكن يف الواقع مل جتد ما استدرجت
ألجله بل مت استغالهلا أسوء استغالل ،وبناء على ذلك فالعقوبة اليت من املمكن توقيعها يف حق هذا املكتب
باعتباره شخصا اعتباريا فهي الغرامة من 1.000.000درهم اىل 10.000.000درهم ،وعالوة على ذلك
فيجب على احملكمة احلكم سحل املكتب وبالتدبريين الوقائيني املنصوص عليهما يف الفصل 62من القانون
اجلنائي (مصادرة األشياء اليت هلا عالقة باجلرمية أو األشياء الضارة أو اخلطرية أو احملظور امتالكها إضافة اىل
إغالق احملل أو املؤسسة اليت استغلت يف ارتكاب اجلرمية).
ومن خالل النازلة فيمكن متابعة فاطمة بناء على ارتكاهبا جرمية االجتار بالبشر ضد السيدة كريستينا الواردة يف
الفصل 3/448من القانون اجلنائي واليت تشدد العقوبة ضد اجلانية على اعتبار اهنا كانت تقوم بإيذاء الضحية
عن طريق الضرب واحتجازها من خالل مصادرة جواز سفرها و منعها من العودة لبلدها .
وبالتايل فجرمية االجتار بالبشر يتكون ركنها املادي من ثالثة عناصر ميكن تصنيفها حسب هذه النازلة كااليت :
األفعال االجرامية :وهي حسب النازلة فعل االستدراج الذي قام به مكتب أمحد من خالل اغراءها بالقدوم
للمغرب قصد حتسني وضعيتها االجتماعية عن طريق احلصول على عقد عمل لصاحل منزل أمحد بشروط مغرية،
حي أن االستدراج يقصد به جعل الضحية تتبع اجلاين دون حاجة إىل إكراه أو حتريض ،فاجلاين يرتبص
بالضحية ويقودها بوسيلة ما كاإلغواء أو التغرير ،
الوسائل :بالرجوع اىل النازلة ميكن رصد الوسائل االجرامية هلا من خالل استعمال االحتيال واخلداع وكذا
استغالل حالة الضعف واحلاجة اليت تعاين منها الضحية قصد استدراجها ،
47
الغرض أو االستغالل :حي بالرجوع اىل مقتضيات الفصل 1-448من القانون اجلنائي يالحظ بأنه اعترب
بأن االستغالل ال يقع اال إذا ترتب عنه سلب ارادة الشخص وحرمانه من حرية تغيري وضعه واهدار كرامته
االنسانية بأي وسيلة كانت وال تلقى مقابال أو اجرا عن ذلك ،حي أن النازلة تتضمن استغالال عن طريق
العمل القسري من خالل العمل لساعات طويلة والقيام جبميع األعمال داخل الفيال ،وبدون أجر مع القيام
أسبوعيا بالعمل لدى منزلني لشقيقيت السيدة فاطمة ،إضافة اىل ذلك القيام باملمارسات الشبيهة بالرق كجعل
كريستينا تعمل على تقليم أظافر رجلي فاطمة وعمل تدليك شبه يومي هلا.
ومن خالل هذه جرمية اليت قامت هبا السيدة فاطمة فعقوبتها تشدد من السجن 10سنوات اىل عشرين سنة
وغرامة من 100.00درهم اىل 1.000.000درهم ،اعتبارا كما قلنا سابقا الستعماهلا االيذاء والتعذيب
واالحتجاز ضد الضحية.
-اما إذا افرتضنا ان كريستينا تبلغ من العمر 17سنة فالعقوبة هي املنصوص عليها السجن من 20سنة اىل
30سنة والغرامة من 200.000درهم اىل 2.000.000درهم حسب ما ينص عليه الفصل 4-448من
القانون اجلنائي.
وبالنسبة لزوج السيدة فاطمة فمن خالل النازلة فيتبني بأنه يعلم بارتكاب جرمية االجتار بالبشر ومل يعمل على
التبليغ اىل السلطات املختصة فاألصل يف جرمية عدم التبليغ حسب الفصل 7-448أن العقوبة تكون احلب
من سنة اىل 5سنوات وغرامة من 5000درهم إىل 50.000درهم ،لكن هذا الفصل قد أعفى الزوج الذي
مل يبلغ على اجلرمية إذا كان زوجا للجاين وبالتايل فأمحد يتمتع باإلعفاء من العقوبة.
أما بالنسبة لشقيقيت السيدة فاطمة فهما إن كانتا تعلمان بكل األفعال اليت ترتكب ضد كريستينا من إيذاء
وعمل بدون أجر وحجز جواز سفرها ......فهما حسب الفصل 7-448من القانون اجلنائي ال يستفيدان
من العذر املعفي كالزوج ،على اعتبار أن الفصل اعترب االعفاء يشمل فقط الزوج األصول والفروع فقط ،وبالتايل
فالعقوبة هي احلب من سنة اىل 5سنوات وغرامة من 5000درهم اىل 50.000درهم.
48
بعض المواضيع المقترحة:
-1حلل وناقش الظروف الشخصية والعينية يف جرمية القتل العمد؟
-2ما الفرق بني جرمية اإلشادة باألفعال املكونة للجرمية االرهابية وجرمية متويل االرهاب؟
-3جاء يف الفصل 505ق ج ":من اختل عمدا ماال مملوكا للغري يعد سارقا ،ويعاقب باحلب من سنة اىل
مخ سنوات وغرامة من مائتني".
ناقش من خالل هذا الفصل أركان جرمية السرقة؟
-4جاء يف الفصل 251ق ج بأن ":من استعمل عنفا أو هتديدا ،أو قدم وعدا أو عرضا أو هبة أو هدية أو
أية فائدة اخرى لكي حيصل على القيام بعمل أو االمتناع عن عمل أو مزية أو فائدة مما أشري إليه يف الفصول
243اىل ،250وكذلك من استجاب لطلب رشوة ولو بدون اقرتاح من جانبه ،يعاقب بنف العقوبات املقررة
يف تلك الفصول سواء كان لإلكراه أو للرشوة نتيجة أم ال"
أبرز اجلرمية املشار اليها يف هذا الفصل وحدد عناصرها.
-5حلل وناقش سياسة التجرمي يف جرمية االجتار بالبشر؟
-6قارن بني جرمية السرقة وجرمية اخفاء اشياء مسروقة؟
49