Professional Documents
Culture Documents
يف موريتانيـا تحليـل قطـاع التمويـل األصغر، املامر
يف موريتانيـا تحليـل قطـاع التمويـل األصغر، املامر
دراسة حالة
أيار/مايو 2016
ردمك978-99944-68-67-6 :
يمكن اقتباس أي جزء من هذه الوثيقة أو استنساخه ،مع رجاء إخبار لجنة األمم المتحدة االقتصادية ألفريقيا بذلك ومدها
بنسخة من اإلصدار.
تصميم وإنتاج مجموعة منشورات ومطبوعات لجنة األمم المتحدة االقتصادية ألفريقيا،
شهادة األيزو14001:2004 :
قائمة المحتويات
مقدمة1..................................................................................................................................................................
أوال – السياق الوطني 3...................................................................................................................................
.1الوضع االقتصادي االجتامعي 3.............................................................................................................................
.2املساواة بني الجنسني يف موريتانيا 4......................................................................................................................
.3وضع املرأة الريفية6.............................................................................................................................................
.4ملحة عن وضع املرأة الريفية يف شامل أفريقيا 7...................................................................................................
.5وضع املرأة الريفية يف موريتانيا 8.........................................................................................................................
ثانيا – االسرتاتيجيات السياسية والربامج التي تراعي النوع االجتامعي يف الوسط الريفي11....
.1اإلطار االسرتاتيجي ملكافحة الفقر12.....................................................................................................................
.2اسرتاتيجية الرتقية النسوية 12...............................................................................................................................
.3خطة العمل الوطنية لصالح املرأة الريفية 13.......................................................................................................
.4اسرتاتيجية قطاع التمويل األصغر14.....................................................................................................................
ثالثا – املوارد املالية والنساء الريفيات 17.................................................................................................
.1محدودية البيانات17............................................................................................................................................
.2مؤرشات اإلدماج املايل للنساء يف الوسط الريفي17..............................................................................................
.3حاجة النساء الريفيات إىل التمويل17..................................................................................................................
.4التمويل الريفي 18................................................................................................................................................
رابعا – النظام املايل :الوقائع املوضوعية واآلفاق بالنسبة للمرأة الريفية 21...............................
.1قطاع التمويل األصغر يف موريتانيا21...................................................................................................................
.2أثر التمويل األصغر املوجه للنساء الريفيات23....................................................................................................
خامسا – الخالصات والتوصيات 25..............................................................................................................
.1أفكار حول التمويل األصغر25..............................................................................................................................
.2العراقيل الرئيسية27.............................................................................................................................................
.3أهم التوصيات :بعض الحلول التصحيحية التي تستحق التفكري 28......................................................................
.1اسرتاتيجية ميكن ترسيعها28..................................................................................................................................
.2قطاع التمويل األصغر يتطلب منوا رسيعا28.............................................................................................................
.3يتعني االضطالع بالتوسيع 28..................................................................................................................................
.4يتعني تيسري صندوق القرض بفضل الرشاكات28.......................................................................................................
.5متويل أصغر فعال29............................................................................................................................................
.6زبائن واعون29...................................................................................................................................................
.7مراعاة ذكية ملقاربة النوع االجتامعي30..................................................................................................................
.8عرض شامل ينبغي تثمينه31.................................................................................................................................
مراجع الكتب واملواقع اإللكرتونية 33.........................................................................................................
املرفقات 35............................................................................................................................................................
.1الحوارات واللقاءات :املؤسسات والخرباء35........................................................................................................
.2مؤرشات البلد36...................................................................................................................................................
أ
«تظل المشاركة الكاملة للنساء والنهوض الفعلي بأوضاعهن ...رهينين بصفة وثيقة بالمكتسبات في مجال
1
محاربة األمية والجهل»
1الرابط http://www.uneca.org/sites/default/files/uploaded-documents/Beijing20/NationalReviews/mauritanie_beijing_review_report.
، pdfالصفحة .6
ب
مقدمة
سياق الدراسة
أنجزت لجنة األمم المتحدة االقتصادية ألفريقيا سنة 2013دراسة في موضوع «تيسير الحصول على التمويل لتعزيز تمكين
المرأة الريفية في شمال أفريقيا :الممارسات الحميدة والدروس المستفادة» شملت أربعة بلدان من المنطقة :الجزائر،
ومصر ،والمغرب ،وتونس .2وسعت هذه الدراسة إلى صياغة تشخيص عن حصول النساء الريفيات في هذه البلدان على
التمويل وتحكمهن في الموارد المالية ،على أساس مقاربة النوع االجتماعي من أجل الوقوف على التقدم المحرز والعراقيل
القائمة ،وصياغة التوصيات الوجيهة .وتتطرق هذه الدراسة إلى موريتانيا التي لم تكن ضمن المجموعة األولى من البلدان
المدروسة ،وذلك بناء على طلب صريح من الوفد الموريتاني الذي شارك في أعمال االجتماع اإلقليمي للخبراء الذي نظمته
اللجنة االقتصادية ألفريقيا/مكتب شمال أفريقيا في موضوع «تيسير الحصول على التمويل لتعزيز تمكين المرأة الريفية
في شمال أفريقيا :الممارسات الحميدة والدروس المستفادة» (الرباط ،تشرين األول/أكتوبر .)2013
وتهدف الدراسات المذكورة إلى تعزيز البحث في قضايا النوع االجتماعي ومأسسة السمة التقاطعية لمقاربة النوع
االجتماعي ،وفقا لتوجيهات اللجنة االقتصادية ألفريقيا وفي إطار تتبع توصيات المنتدى الذي نظمته سنة 2010في
موضوع «مساهمة النساء المقا ِوالت في التنمية االقتصادية لبلدان اتحاد المغرب العربي».
وانكبت هذه الدراسة على تحليل الواقع واالستراتيجيات والسياسات والبرامج ذات الصلة بانعدام المساواة بين الجنسين
في المناطق الريفية ،والسيما االستراتيجيات التي تهدف بالتحديد إلى تيسير حصول المرأة الريفية على التمويل .وتتعلق
هذه العناصر بمجموعة من الفاعلين (الحكومة ،والمؤسسات المالية ،والهيئات المالية المختصة ،والتعاون الدولي،
والمنظمات غير الحكومية ،والسكان المستهدفون) .وتم تحليل األنظمة ،والتجارب ،والمبادرات والعوائق التي تؤثر على
حصول المرأة الريفية على التمويل.
ومكن هذا المجهود من صياغة تشخيص للوضع يحلل مختلف مظاهر إشكالية حصول المرأة الريفية الموريتانية على
التمويل ،كما ساعد على تحليل سياق وأسباب وآثار إقصاء النساء من التمويل ،إلى جانب صياغة توصيات كفيلة بإيجاد
حلول للصعاب والتحديات التي كشفت عنها الدراسة.
واستندت المنهجية المعتمدة لبلوغ هذه األهداف إلى ما يلي:
•اعتماد نفس تعريف مفاهيم ومصطلحات الموضوع الذي تم تحديده سنة :2013المرأة الريفية؛ الحصول على
التمويل (ألي شكل من االستخدام :مشاريع أو احتياجات االستهالك االعتيادية أو المستدامة)؛ مصادر التمويل
(القروض ،القروض الصغرى ،االدخار ،التعاونيات ،إلخ).
•تحليل الوثائق والتقارير عن وضع المرأة الريفية (البيانات اإلحصائية) وعن حصولها على التمويل (تقارير البنوك،
وتقارير أنشطة مؤسسات القروض/القروض الصغرى ،إلخ) وعن التحكم في الموارد المالية.
•تحليل وثائق السياسات والبرامج الجارية لفائدة المرأة الريفية؛
2أصدرت اللجنة االقتصادية ألفريقيا/مكتب شمال أفريقيا هذه الدراسات القطرية في تقرير يحمل عنوان« :تيسير الحصول على التمويل لتعزيز تمكين المرأة
الريفية في شمال أفريقيا :الممارسات الحميدة والدروس المستفادة» _http://www.uneca.org/sites/default/files/PublicationFiles/femme_rurale
fr.pdf
1
•الحوارات الفردية مع مسؤولين في العديد من الجهات الفاعلة المستهدفة والذين يعملون في هذا المجال .ويتعلق
األمر بالفاعلين الحكوميين ،والمركزيين والمحليين ،والتعاون الدولي ،وقطاع التمويل األصغر.
•تنظيم مناقشات المجموعات مع 90امرأة ريفية مستفيدة من القروض الصغرى بنواكشوط وفي ترارزة وبراكنة
(انظر ملحق النساء المستفيدات).
ومقارنة مع باقي بلدان المغرب العربي ،حسبما يتضح من الدراسة اإلقليمية التي أنجزتها اللجنة االقتصادية ألفريقيا «تيسير
الحصول على التمويل لتعزيز تمكين المرأة الريفية في شمال أفريقيا :الممارسات الحميدة والدروس المستفادة» ،3تشهد
موريتانيا وضعا أصعب عموما من حيث عدة جوانب ،بما في ذلك الفقر في المناطق الريفية ،ووضع النوع االجتماعي،
والمرأة الريفية ،واإلدماج المالي.
ولم تساعد األيام القليلة المخصصة للزيارة الميدانية في إجراء تحقيق معمق على قدر التطلعات .وحصلنا على عدد
محدود من اللقاءات مع المسؤولين في المصالح الوزارية ،لكن لم يتسن ذلك مع مسؤولي وزارة االقتصاد والمالية ومع
البنك المركزي الموريتاني ،كما كان مرغوبا فيه .ومن جهة أخرى ،لم تكن اللقاءات مع النساء الريفيات والمسؤولين
المحليين معمقة بما فيه الكفاية .ولم يكن من السهل دائما الحصول على البيانات الوجيهة والمحينة ،وهناك حاجة إلى
اإلحصاءات الوطنية لكن الموارد المخصصة لها متواضعة .ويمكن لتحقيقات أخرى ودراسات إضافية أن تستكمل ما بدأنا
إنجازه .ومع ذلك ،فقد تمكنا عبر العناصر الكمية والكيفية التي جمعناها من تكوين معرفة كافية باإلشكالية حتى يتسنى
لنا تحليلها.
وتنقسم هذه الدراسة إلى خمسة أبواب كما يلي:
.1السياق الوطني ،والسيما سياق المرأة الريفية الموريتانية
.2االستراتيجيات والسياسات والبرامج التي تراعي النوع االجتماعي في المناطق الريفية
.3الموارد المالية للمرأة الريفية :الحصول عليها والتحكم فيها
.4النظام المالي :الواقع الموضوعي واآلفاق بالنسبة للمرأة الريفية
.5أهم الخالصات والعراقيل والتوصيات
3لجنة األمم المتحدة االقتصادية ألفريقيا« :تيسير الحصول على التمويل لتعزيز تمكين المرأة الريفية في شمال أفريقيا :الممارسات الحميدة والدروس
المستفادة».2013 ،
2
أوال – السياق الوطني
4الرابط http://hdr.undp.org/en/data
3
إال أن الفوارق تؤثر على تحسن التنمية البشرية .إذ يبلغ مؤشر التنمية البشرية المعدل حسب الفوارق ،0,337وتؤثر عليه
الفوارق في التعليم ( ،)0,214في حين أن المؤشر المعدل بالنسبة للدخل ومأمول الحياة يبدو أقل حد ًة ( 0,425و0,420
على التوالي).
ومن حيث انعدام المساواة بين الجنسين ،تأتي موريتانيا في الرتبة 139عالميا ،وبالتالي تتصنف من بين البلدان ذات أداء
ضعيف .وهنا أيضا نجدها متخلفة عن باقي البلدان المغاربية:
الجدول : 5مؤشر انعدام المساواة بين الجنسين
حصة المقاعد السكان الذين يتابعون الوالدات لألمهات معدل وفيات مؤشر انعدام المساواة
فوق نسبة النشاط البلد الرتبة
في البرلمان التعليم الثانوي فما المراهقات األمهات بين الجنسين
نسبة 25سنة فما فوق نسبة 15سنة
فما فوق
الوالدات لكل 1.000امرأة الوفيات لكل
النساء الرجال الرجال النساء نسبة النساء الرتبة القيمة
100.000والدة حية عمرها ما بين 19-15سنة
2013 2013 2014-2005 2014-2005 2014 2015 - 2010 2013 2014 2014
تنمية بشرية عالية
72,2 15,2 31,0 26,7 25,7 10,0 89 85 0,413 الجزائر 83
76,4 30,0 41,9 55,5 16,0 2,5 15 27 0,134 ليبيا 94
70,9 25,1 46,1 32,8 31,3 4,6 46 48 0,240 تونس 96
تنمية بشرية متوسطة
75,8 26,5 30,2 20,7 11,0 35,8 120 117 المغرب 0,525 126
تنمية بشرية ضعيفة
79,1 28,7 20,9 8,3 22,2 73,3 320 139 موريتانيا 0,610 126
المصدر :برنامج األمم المتحدة اإلنمائي ،تقرير التنمية البشرية 2015
تعاريف
مؤشر التنمية البشرية :مؤشر ُمركَّب يقيس المستوى المتوسط الذي تبلغه ثالثة أبعاد رئيسية للتنمية البشرية:
الصحة وطول العمر ،والحصول على التعليم ،ومستوى العيش الالئق.
مؤشر التنمية البشرية المعدل حسب الفوارق :قيمة مؤشر التنمية البشرية المعدل حسب الفوارق في األبعاد
الثالثة الرئيسية للتنمية البشرية.
مؤشر انعدام المساواة بين الجنسين :مؤشر مركب يقيس عجز التقدم في ثالثة أبعاد للتنمية البشرية :الصحة
اإلنجابية ،والتمكين وسوق الشغل ،الذي ينتج عن الفوارق بين الجنسين (معدل وفيات األمهات؛ ومعدل خصوبة
المراهقات؛ ونسبة النساء في البرلمان الوطني؛ والسكان الذين يتابعون التعليم الثانوي أو العالي حسب الجنسين؛
ومعدل نشاط السكان في سن العمل حسب الجنسين) .ويتراوح هذا المؤشر بين 0و :1وكلما كان أقرب من 1
كانت الفوارق أكبر.
4
الميثاق األفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب المتعلق بحقوق المرأة في أفريقيا (بروتوكول مابوتو) ،لكنها لم تصادق على
البروتوكول االختياري للسيداو.
وعلى الصعيد الوطني ،حدد مرسوم سنة 2006حصة 20في المائة للنساء في لوائح المرشحين لالنتخابات البلدية
والبرلمانية .وبفضل هذا اإلصالح ،تمثل النساء اليوم 33في المائة من المنتخبين في البلديات و 22,5في المائة في
البرلمان بوجود 33نائبة من أصل ( 147وزارة الشؤون االجتماعية والطفولة واألسرة.)2015 ،
وينص قانون آخر على إجبارية التعليم األساسي لجميع األطفال من 6إلى 14سنة .وتمت مراعاة حساسية موضوع النوع
االجتماعي في مدونة الشغل ( )2004وفي االستراتيجية الوطنية لمحاربة تشويه األعضاء التناسلية لإلناث ( ،)2009وأيضا
في عملية مراجعة اإلطار االستراتيجي لمكافحة الفقر (اإلطار االستراتيجي الثاني.)2010 - 2006 ،
وتهدف االستراتيجية الوطنية للترقية النسوية المحينة ( )2008 - 2004إلى تحديد التوجهات الكبرى واألولويات الوطنية
التي تتعلق بالمرأة .وتتضمن السياسة الوطنية لألسرة ،والبرنامج الوطني للصحة اإلنجابية ،وخطة العمل لصالح المرأة
الريفية جهودا رامية إلى تقليص الفوارق بين الرجال والنساء .وتمت صياغة االستراتيجية الوطنية لمأسسة النوع االجتماعي
سنة 2009وتحديثها سنة 2015وتجسدت في إنشاء الوزارة المكلفة بالترقية النسوية ومراكز التنسيق رفيعة المستوى في
جميع الوزارات ،وإحداث فريق التتبع المعنية بالنوع االجتماعي ،وشبكة الوزيرات والبرلمانيات ( ،)2007وإنشاء المجلس
الوطني لمحاربة أشكال العنف المبني على النوع االجتماعي (.)2008
وفي مجال التعليم ،رغم بلوغ التكافؤ بين الفتيات والذكور في التعليم األساسي ( ،1,02المسح العنقودي المتعدد
المؤشرات ،2007-3الحولية اإلحصائية ،)2014فهو ال يتجسد في التعليم الثانوي حيث يصل المعدل اإلجمالي الوطني
لتمدرس الذكور 32,8في المائة مقابل 28,4في المائة للفتيات ،أو في التعليم العالي حيث مشاركة الفتيات ضعيفة (21
في المائة) وتتطور بوتيرة بطيئة جدا .وإضافة إلى ذلك 70,3 ،في المائة من الذكور الذين يبلغ عمرهم 15سنة فما فوق
يجيدون القراءة والكتابة ،مقارنة مع 54,4في المائة من النساء من نفس الفئة (الدراسة العامة بشأن ظروف المعيشة،
.)2008ويظل تحقيق التكافؤ في التعليم الثانوي والعالي والقضاء على األمية مشاريع مضنية وتتطلب جهدا كبيرا.
وترتفع نسبة النشاط لدى فئة 15-65سنة إلى 52,2في المائة ،مع وجود فوارق كبيرة بين الجنسين 74,6 :في المائة
بالنسبة للذكور و 34,4في المائة بالنسبة للنساء (الدراسة العامة بشأن ظروف المعيشة ،)2008 ،ويوجد 12,4في المائة
فقط من النساء النشطات المشتغالت في المناصب األجيرة ،مقابل 27,3في المائة من الرجال ...« .ال تزال العديد من
المهن بعيدة عن متناول النساء (القضاة) ومهن أخرى ال تحبذ إدماجهن (وعموما ،تشتغل النساء في مناصب ضعيفة
المؤهالت وهشة وال توفر الحماية االجتماعية ،وبالتالي يتم حصرهن في بعض المهن التي تسمى «أنثوية» (الكتابة،
والخدمات االجتماعية ،وغيرها) .ويبين تحليل قطاعات النشاط على الصعيد الوطني ،حسب الجنس ،بأن النساء يشتغلن
بنسبة 35,6في المائة في التجارة ،و 15,5في المائة في الخدمات و 13,1في المائة في الزراعة.
وحسب الدراسة االستقصائية الوطنية المرجعية للشغل والقطاع غير الرسمي ،تق َّدر نسبة النشاط في 46,6في المائة سنة
،2014مقابل 44,3في المائة سنة .2012ويمثل السكان المشتغلون 40,6في المائة من إجمالي السكان في سن العمل،
مقابل 39في المائة حسب نفس الدراسة االستقصائية لسنة .2012ومن جهة أخرى ،يقطن 55,5في المائة من السكان
النشطين في الوسط الحضري.
وتعاني النساء من البطالة أكثر من الرجال ،بمعدل 0,54سنة ،2008والسيما الشابات منهن :ويعاني من البطالة 66,7
في المائة من النساء النشطات من الفئة العمرية 15إلى 24سنة ،و 44,1في المائة من الرجال من نفس الفئة العمرية.
وتستمر هذه الوتيرة ،إذ حسب الدراسة االستقصائية الوطنية المرجعية للشغل والقطاع غير الرسمي لسنة ،2012كانت
نسبة البطالة مرتفعة لدى النساء ( 12,6في المائة) مقارنة مع الرجال.
وتواجه النساء المقاوالت على وجه الخصوص العديد من العراقيل القانونية والتقنية والمالية والبيئية .وعادة ما تقصى
النساء من النظام االقتصادي الرسمي بسبب األمية وضعف مستوى التعليم .وال يمكنهن التأثير على القرارات ،ألنهن غير
5
ممثالت بما فيه الكفاية في أجهزة اإلدارة ،سواء تعلق األمر بالحركات النقابية ،أو غرف المهن أو البنوك أو مؤسسات
التمويل األصغر .5»...
ونالحظ بالتالي بأن الوضع مقلق فيما يتعلق بالفقر والبطالة ،السيما في الوسط الريفي ...« :يتطور الفقر بالتناسب مع
البطالة .وتعاني منه جميع فئات السكان ،لكنه يظل أساسا ظاهرة ريفية تعاني منها النساء على وجه الخصوص .ويتركز
خصوصا في المناطق الريفية القاحلة التي تضم أكثر من 57في المائة من الفقراء .وتبلغ نسبة األشخاص الذين يعيشون
تحت عتبة الفقر 59,4في المائة في الوسط الريفي مقابل 20,8في المائة في الوسط الحضري (الدراسة العامة بشأن
حدث تمييزا ملحوظا ظروف المعيشة .)2008 ،وحسب اإلطار االستراتيجي الثالث لمكافحة الفقر ،ال يبدو بأن الفقر يُ ِ
حسب جنس رب األسرة .بالفعل ،نجد الفقر ضعيفا جدا بين أفراد األسرة التي يكون عائلها امرأة ( 40,3في المائة) مقارنة
مع أفراد األسرة التي يكون عائلها رجال ( 42,6في المائة).
وترتبط أسباب فقر النساء بعدة أوضاع :ضعف حصولهن على عوامل اإلنتاج (األرض ،والماء ،والمدخالت) وعلى الموارد
المالية ،واألمية ،وضعف الدخل ،وتواتر حاالت الطالق دون الحفاظ على الحقوق االقتصادية للنساء المعنيات ،والعجز في
الخدمات االجتماعية األساسية ،وغيرها .وبالنظر إلى الوضع االجتماعي الهش ،تعيش بعض الفئات االجتماعية (النساء من
أصل العبيد ،والمر ّحالت) في ظروف الفقر المدقع .وبمثابة حل ترقيعي لإلقصاء من المسالك االقتصادية والمالية الرسمية،
تتجه النساء إلى القطاع غير الرسمي ،رغم أنه ال يوفر ما يكفي من األمان والحماية االجتماعية .6»...
ومن جهة أخرى ،يستمر العنف المبني على الجنس بنفس الحدة ويظل منتشرا نسبيا .ويمثل خثان الفتيات وتسمينهن
القسري ممارسات اعتيادية ،إضافة إلى الزواج المبكر أو القسري ،وتعدد الزوجات ،والتطليق .وتعزز الممارسات األسرية
والمؤسسية والتقليدية هذه التصورات ،أو ال تتمكن من التغلب عليها ،مما يؤدي إلى النظرة الدونية والصبيانية تجاه
المرأة ،وتبعيتها والتقليل من قيمتها وإهانتها .ويبلغ مؤشر انعدام المساواة بين الجنسين الذي يقيسه برنامج األمم
المتحدة اإلنمائي في موريتانيا 0,644سنة ،2014مقابل 0,628سنة ،2013مما يؤكد على ضرورة مواصلة الجهود الرامية
إلى النهوض بالمساواة بين الجنسين.7
وسنة ،2015ال تزال موريتانيا تتصنف بين مجموعة البلدان التي تشهد الفوارق الخطيرة في التنمية البشرية على حساب
النساء (المجموعة ،5فارق يتجاوز 10في المائة) .ورغم اإلرادة السياسية التي تعبر عنها مختلف اإلصالحات المنجزة،
تستمر الفوارق بين الرجال والنساء في جميع المجاالت ،ويظل التقدم بطيئا ،السيما في الوسط الريفي.
9الوثيقة MDG-Africa-Report-2014-FR%20(1).pdf
10لجنة األمم المتحدة االقتصادية ألفريقيا ،نفس المرجع.
7
إال أن االختالف مع البلدان المذكورة يكمن في أن موريتانيا تعاني من فقر متأصل بشدة ،لكنها ال تملك مؤشرات وجيهة
عن تأنيث الفقر .ويمكننا أن نقول ،بأنه أمام وضع خطير جدا ،تتبع السلطات العمومية والشركاء الدوليون والمجتمع
المدني المحلي مقاربة استباقية بشكل خاص .ونشيد هنا بأهمية التعبئة والبحث عن الحلول المبتكرة والمالئمة ،وجهود
الصياغة التشاركية لالستراتيجيات (استراتيجيات وبرامج التنمية ومحاربة الفقر ،والنهوض بالوضع االقتصادي واالجتماعي
للمرأة ،ومشاريع وبرامج التنمية الريفية ،والتمويل األصغر ،وغيرها).
ومن بين القطاعات التي يتم استغاللها في جهود تصحيح هذا الوضع ،نذكر القطاع المالي الموريتاني ،إال أن هذا األخير
ليس متطورا على قدر ما رأيناه في باقي البلدان المدروسة .وبالتالي فالتطلعات من حيث التمويل األصغر عالية جدا .وفي
حين أن التمويل األصغر في باقي بلدان المنطقة تحفزه أساسا الجمعيات ذات غرض غير ربحي (باستثناء الجزائر حيث
تهيمن عليه البرامج العمومية) ،تملك المؤسسات الموريتانية للتمويل األصغر أشكاال مختلفة (التعاونيات ،والجمعيات،
وشركات المساهمة ،وبرامج التنمية) .وبينما اختارت باقي البلدان المدروسة سابقا أن تترك السوق يق ّيم نشاط مؤسسات
التمويل األصغر ،وجدت الحكومة الموريتانية نفسها أمام واجب القيام بإدارة أكبر شبكات التمويل األصغر (وهي مهمة
مؤقتة لكنها صعبة) وتحمل العبء الثقيل لدعم توازنها.
8
وتقدم خطة العمل الوطنية لصالح المرأة الريفية (تشرين األول/أكتوبر )2008نظرة جلية عن العراقيل التي تواجهها المرأة
الريفية« :رغم الجهود التي تبذلها السلطات العمومية السيما عبر التوعية التي تقوم بها المديرية المكلفة بالترقية النسوية
من أجل تعميم مبادئ السيداو ،ومدونة األحوال الشخصية التي تم اعتمادها سنة ،2001يظل وضع المرأة الموريتانية في
الريف ضعيفا جدا :انتشار الخثان ،والتسمين القسري ،والزواج المبكر ،واألمية ،والطالق ،والعنف ،وضعف مستوى الوعي،
وضعف المشاركة في اتخاذ القرار ...إضافة إلى عدم حصول النساء على الرعاية االجتماعية والقانونية أو على الحقوق
االقتصادية واالجتماعية .11»...
وتتصنف األنشطة التي تعمل فيها المرأة الريفية في مجموعات األنشطة العائلية والمنزلية والزراعية .وتشمل األنشطة
العائلية رعاية األطفال وكبار السن التي تظل على عاتق النساء الريفيات في جميع المستويات .وتتمثل األنشطة المنزلية
في تحضير الوجبات ،واألشغال المنزلية ،وجلب الماء والحطب ،وأحيانا المواد الغذائية ،والملبس ،والصحة ،وغيرها .وتشمل
األنشطة الزراعية االهتمام بزراعة الخضر والفواكه وجنيها ،وأشغال بعض الزراعات ،وأشغال التربة ،والزرع ... ،إضافة إلى
تربية الماشية :مأكل ومشرب القطيع ،والعناية باإلسطبالت ،وحلب المجترات الصغيرة (واألبقار لدى طائفة البال) ،وتحويل
المنتجات (الحليب ،والصوف ،إلخ) وجميع األنشطة ذات الصلة بتربية النحل ،والدجاج ،واألرانب ،وغيرها .وتتولى النساء
أيضا جني بعض المنتجات النباتية (الصمغ العربي ،والفواكه ،واألعشاب الطبية ،وغيرها) ،وتشتغلن في األنشطة التقليدية
(النسيج ،وحياكة الخيام ،وصناعة الحقائب والسالل ،وغيرها) .وتشتغلن أيضا في تجارة التجزئة.
إضافة إلى ذلك ،وبالنظر إلى الهجرة الموسمية أو الدائمة ،ترث النساء الريفيات مهام كانت مخصصة تقليديا للذكور.
وتالحظ وزارة الزراعة سنة ( 2007وتحملنا مالحظتنا الميدانية على أن نقول بأن الوضع لم يتغير منذ ذلك الحين) «ظاهرة
تأنيث المناطق الريفية بسبب هجرة الرجال بحثا عن الشغل في المدينة .وبالنظر إلى هيكلة أعمار السكان الريفيين
التي بدأ يهيمن عليها األطفال األقل من 15سنة ( 46في المائة) ،أصبحت المناطق الريفية يسكنها بشكل متزايد األطفال
والنساء» .12وتساهم الهجرة في التصدي النعدام األمن الغذائي ،وتحسين الدخل ،وتوفير الرأسمال للزراعة ،إال أنها تقلص
من اليد العاملة المتوفرة وتثقل المهام والمسؤوليات على النساء الريفيات.
ومن جهة أخرى ،ال تحصل النساء الريفيات بما فيه الكفاية على الملكية العقارية (أقل من امرأة من أصل 5لديها
ملكية عقارية) ،بالنظر إلى أعراف وتقاليد توارث األراضي التي تقتصر أساسا على الورثة من الذكور .ويتم تخصيص بعض
المساحات المروية للنساء ،إال أنها ضعيفة األهمية وتتأخر عموما لتكون موضوع منح نهائي.
ويتأصل الفقر خصوصا في صفوف النساء في الوسط الريفي ،مما يجعل هؤالء النساء أحد المستهدفين الرئيسيين في
السياسة/االستراتيجية الوطنية لمكافحة الفقر والهشاشة.
http://www.masef.gov.mr/IMG/pdf/planfemmerural-2.pdf 1 1
12تشخيص وآفاق القطاع الزراعي والريفي ،وزارة الزراعة ،2007 ،صفحة http://www.agriculture.gov.mr/IMG/pdf/rapport_final_etat_des_lieux_ 14
vf.pdf
9
10
ثانيا – االستراتيجيات السياسية والبرامج التي تراعي
النوع االجتماعي في الوسط الريفي
تتمثل أولويات الحكومة الموريتانية في مجال النوع االجتماعي في تخفيض وفيات األمهات واألطفال ،وتحسين الحصول
على الشغل وعلى عوامل اإلنتاج ،وتقاسم صالحيات ومسؤوليات اتخاذ القرار ،وتوسيع معرفة النساء بحقوقهن ،وإدماج
مقاربة النوع االجتماعي في مختلف المستويات ،وخصوصا ،مكافحة الفقر .وتوجد قضايا النوع االجتماعي تقريبا في
جميع برامج الدولة الموريتانية .وامتلكت وزارة الشؤون االجتماعية والطفولة واألسرة ،في تشرين األول/أكتوبر ،2008
بدعم من صندوق األمم المتحدة لإلسكان ،خطة العمل لصالح المرأة الريفية .13ويهتم بها برنامج العمل الوطني للبيئة
« ...ال يزال إشراك المرأة في مكونات البيئة ضمن مختلف برامج ومشاريع التنمية في الوسط الريفي متواضعا جدا .ويتعين
اكتشاف القطاعات الواعدة في مجال البيئة من أجل الزيادة في إشراك هذه الفئة االجتماعية في إشكالية البيئة .وإضافة
إلى ذلك ،لم تتحدد بع ُد درجة التملك الفعلي والدور الذي يمكن أن تضطلعن به لبلوغ أهداف التنمية المستدامة ،بالنظر
إلى خصوصية المجتمع الموريتاني .14»...
ويالحظ «تقرير التقييم الشامل لإلطار االستراتيجي لمكافحة الفقر 15»2015-2001بأنه « ...لم يكن من السهل تنفيذ عمل
الحكومة للتصدي للتحديات التي تنبع من توطيد النمو واستقرار االقتصاد الكلي في سياق الجفاف الحاد ،واالرتفاع الشديد
في أسعار المنتجات الغذائية والطاقية ،وتقلب األسعار ،والوضع السياسي غير المستقر ،و›الربيع العربي› ،وذلك خالل
مختلف مراحل اإلطار االستراتيجي لمكافحة الفقر .وواجه االقتصاد الموريتاني معدالت بطالة وفقر مرتفعة جدا ،إال أن
تنفيذ السياسات االقتصادية ساهم في تعزيز مرونة االقتصاد الكلي وفي المحافظة على استقرار األسعار من أجل تحسين
ودعم ظروف عيش السكان الهشة .وتواترت فترات االرتفاع الشديد في األسعار والتوترات االجتماعية التي نتجت احتجاجا
عليها ،وينتج أغلبها عن األوضاع السياسية واالقتصادية واالجتماعية ...ولم تتمكن أبدا اإلنجازات في القطاعات المنتجة
(الصيد والمعادن والصناعات) التي تدعم االقتصاد الوطني ،من أن تتجسد في المجال االجتماعي على شكل إنشاء مكثف
للوظائف وتوزيع عادل لثمار االزدهار االقتصادي .بل على العكس ،تفاقمت ازدواجية االقتصاد؛ أوال في الوسط الحضري
والريفي ،ثم داخل المدن بين القطاع الحديث والقطاع غير الرسمي الذي يوفر معظم مناصب الشغل في المدينة .وتزايد
افتقار الوسط الريفي ،رغم تكثيف االستثمارات المخصصة له .»...
وأعقب تقييم اإلطار االستراتيجي لمكافحة الفقر 2015-2001صياغة خارطة طريق من أجل صياغة االستراتيجية الوطنية
للتنمية لما بعد ،2015وتحمل عنوان «استراتيجية النمو المتسارع والرفاه المشترك» للسنوات الخمس عشرة المقبلة،
وكانت هذه الخارطة موضوع تصريح أمام مجلس الوزراء بتاريخ 17أيلول/سبتمبر .16 2015وأشارت المذكرة المفاهيمية
على وجه الخصوص (الصفحتان 4و )5إلى أنه « ...يتعين أن تظل مكافحة الفقر في جوهر أولويات الحكومة .وينبغي
بالتالي أن تندرج في إطار التحوالت الهيكلية الرامية إلى تصحيح النقائص المتصلة بغياب تنويع الركيزة اإلنتاجية لالقتصاد
وتبعيته الشديدة للمواد األولية ذات األسعار المتقلبة .ويتعين أن تتضمن استراتيجية النمو المتسارع والرفاه المشترك
بالتالي محورا ذا أولوية مخصصا لتقليص الفقر والفقر المدقع في الوسط الريفي وفي الضواحي ،والتكفل بالفئات االجتماعية
األكثر هشاشة ...ويتعين تغيير الهيكلة الحالية لالقتصاد من أجل توجيهها نحو نموذج أكثر شموال يأخذ في االعتبار أهداف
الرابط http://www.promotionfeminine.gov.mr/NR/rdonlyres/AFF7188B-F050-4B27-9A74-7935110A50B5/0/planfemmerural.pdf 13
الرابط ،.http://www.unpei.org/sites/default/files/e_library_documents/Mauritania_Plan_d›Action_PANE_summary.pdfصفحة .14 14
وزارة الشؤون االقتصادية والتنمية ،بدعم من برنامج األمم المتحدة اإلنمائي ،أيلول/سبتمبر ،2015صفحة .186 1 5
المذكرة المفاهيمية من أجل صياغة «استراتيجية النمو المتسارع والرفاه المشترك ،»2016-2030وزارة االقتصاد والمالية 16 ،نيسان/أبريل .2016 1 6
11
التنمية المستدامة .ويتمثل التحدي في االنتقال من اقتصاد الريع إلى اقتصاد تنافسي و ُمبتكر ومنوع ويحترم حقوق
اإلنسان والبيئة .ويتعين أن يستفيد منه جميع الموريتانيين ،عبر إنشاء فرص الشغل ،وتنمية الفرص االقتصادية ،وإدماج
الفئات االجتماعية الهشة في المسالك االقتصادية.»...
http://www.masef.gov.mr/IMG/pdf/planfemmerural-2.pdf 17
13
•ترويج المنتجات ،عبر ‘1’ :إنجاز الدراسات عن فرص تثمين المنتجات التي تصنعها النساء الريفيات ‘2’ ،وتنفيذ
برامج التدريب لفائدة النساء الريفيات في مجال تدبير المقاوالت ،والتسويق ،وتحسين الدخل.
الهدف : 6بناء قدرات الهياكل .وسيتم السعي لتحقيق هذا الهدف عبر تنفيذ التدابير التالية:
• ...تقوية المنظمات النسوية الريفية ،عبر ‘1’ :التدقيق التنظيمي للتجمعات والتعاونيات النسوية الريفية‘2’ ،
وتجريب الوحدات اإلنتاجية المندمجة لفائدة النساء الريفيات ‘3’ ،وبناء قدرات المنظمات المجتمعية المحلية
والمنظمات غير الحكومية في اإلعالم والتعليم والتواصل في الوسط الريفي.
15
16
ثالثا – الموارد المالية والنساء الريفيات
.1محدودية البيانات
يشكل حصول النساء الموريتانيات الريفيات على التمويل مجاال ال توجد بشأنه أية بيانات إحصائية مالئمة ،ومفصلة،
ومحينة وموثوقة .وتبدو الوساطة البنكية بعيدة عن متناول هؤالء النساء وتُعد استفادتهن من الخدمات البنكية شبه
منعدمة .وتبين االستراتيجية الوطنية للتمويل األصغر ،2016 - 2012فيما يتعلق بزبائن التمويل األصغر أن «162.665
منهم يعيشون في الوسط الريفي ...وأن عدد الزبائن من النساء يقدر بأكثر من 70في المائة إجماالً .»...ويمكننا أن نقول،
اعتمادا على مستويات قريبة لتأنيث الزبائن الحضريين والريفيين ،أن عدد النساء زبائن التمويل األصغر يبلغ .114.000
وتشير المالحظات الميدانية إلى وجود وسائل تمويل أخرى مثل التمويل العائلي (بما في ذلك اإلرث) ،والمدخرات
المتناوبة ،واالدخار في المجوهرات ،واالدخار السائل أو في الماشية ،إال أنه من الصعب أن نحدد حجمها في الظروف
الحالية.
wwwr.worldbank.org/globalfindex 18
17
وبما أن المعلومات ليست متاحة على شكل بيانات وتقارير محينة ،يمكننا أن نقترب من هذا الوضع عبر النقاش مع بعض
النساء المعنيات ،وعبر البحث في التجارب المماثلة .وننطلق من فرضية أن عدد النساء الريفيات النشطات اقتصاديا بصفة
مستقلة يبلغ مئات اآلالف في موريتانيا .ومن بين 4ماليين شخص الذين يمثلون مجموع سكان البلد ،يوجد مليونان من
النساء ،من بينهن مليون امرأة بالغة ،ونصف مليون امرأة بالغة في الوسط الريفي .وليس من المبالغة أن نقول بأن 80في
المائة من هذه الفئة األخيرة يزاولن أنشطة اقتصادية مستقلة ،أي 400.000امرأة .وتحتاج كل هؤالء النساء «المقا ِوالت»
إلى خدمات مالية مختلفة ومتنوعة .وحتى عند اعتبار أن 114.000امرأة تحصل حاليا على خدمات مؤسسات التمويل
األصغر ،نجد أنفسنا أمام فوارق شاسعة يتعين سدها:
- -يُر َّجح أن 286.000امرأة ريفية نشيطة مستقلة محرومة تماما من الحصول على التمويل ،كيفما كان شكله.
114.000- -من النساء اللواتي يحصلن حاليا على خدمات التمويل يحصلن عليه فقط بصفة آنية (خصوصا في إطار
التعاونيات) ومبعثرة وغير مهيكلة (القروض الموسمية) ،ومحدودة (بالنسبة للتعاونيات ذات نشاط ضعيف).
ومكنت المالحظة والمناقشة مع مختلف األطراف المعنية خالل المهمة الميدانية من التعرف على أن أنشطة النساء
الريفيات تعتمد خصوصا على القروض ،واالدخار ،ووسائل األداء .وتتمثل القروض في قروض الرأسمال المتداول (القروض
الموسمية ،وتسمين الماشية ،)...إلى جانب قروض االستثمار .وال تتيح محدودية القروض ذات أجل قصير جدا أية إمكانية
لالستثمار واالستفادة من األرباح ،وبالتالي فهي تشكل عبءا ثقيال على قدرات تقدم المقاوالت المم َّولة.
وبالتأكيد ،يقترن القرض بشرط اآلفاق الموثوقة للتحقيق المرضي للمشروع المرتقب .ونجد أنفسنا بالتالي أمام أوضاع لن
تصبح إيجابية إال إذا استوفت الشروط التالية:
- -المشروع واقعي ،إذ تجتمع فيه كل الشروط األساسية (القدرة على إدارة المشروع ،والرأسمال المادي ،والموارد
البشرية ،والبيئة المالئمة ،والسوق الواعد).
- -المشروع مربح .تمكن قدرته الربحية المحسوبة (بهامش نسبي من الحذر) من تغطية جميع التكاليف المتوقعة،
بما في ذلك كلفة التمويل.
- -الثنائي صاحب المشروع/المشروع موثوق (لتعويض المفهوم البنكي للمالءة) .تثق المؤسسة بما فيه الكفاية
في هذا الثنائي وفي التزامه وقدرته على الوفاء بدينه ،رغم الصعاب التي يمكن تفاديها في الحياة الحقيقية.
- -تقترح المؤسسة المانحة للقرض نظام فوترة أعلى من تكاليفها المتوقعة (تشمل تكاليف اإلدارة ،والمستخدمين،
وإعادة التمويل ،ومشاكل التسديد) من أجل تكوين هامش لألمان والتطوير؛ وتظل هذه الفوترة جزءا غير أساسي
في توقعات الربح اإلضافي للمقا ِول والذي يتأتى من التمويل الممنوح.
ساهمت اللقاءات مع النساء صاحبات المستغالت الزراعية ومع الهياكل المحلية والوطنية ،وتحليل الوثائق في الوصول
إلى خالصة أنه ال ينبع من مصداقية األفراد والمجموعات ومالءة المشاريع أية مشاكل بالنسبة للمؤسسات المالية ،بما أن
المبالغ صغيرة جدا وآجال القروض قصيرة جدا .لكن ،عندما يتم التفكير في مبالغ تمويل كبيرة ،تصبح هذه المؤسسات
ضعيفة أمام محدودية كفاءات الزبونات والطابع غير المثالي لمستغالتهن الزراعية .ويحد هذا الوضع من حجم نشاط
التمويل في الوسط الريفي ،وبالتالي ،يجعل استدامة الشبكات المالية للقرب عشوائية.
.4التمويل الريفي
انطالقا من وثيقة استراتيجية تنمية القطاع الريفي ،19ينحصر تمويل القطاع الريفي أساسا في تطوير الزراعة ،وبدرجة
أقل في تطوير تربية الماشية .وال تخضع بع ُد موارد التمويل (العمومية ،والمساعدة اإلنمائية ،والمنظمات غير الحكومية،
والشركاء االقتصاديون ،والقطاع المالي) لدراسات تحليلية معمقة من أجل تقييم حصة كل منها في تمويل القطاع الريفي.
ويمكننا مع ذلك أن نبين ما يلي:
19دعم صياغة استراتيجية تنمية القطاع الريفي في موريتانيا ،sofreco ،تشرين األول/أكتوبر ،2012الصفحة .56
18
- -تبعية شديدة تجاه الموارد الخارجية بالنسبة لنفقات االستثمار (تمثل 80في المتوسط من الموازنة العامة
لالستثمار)؛
- -تصل نفقات االستثمار إلى ثمانية أضعاف نفقات التشغيل ،مما يمثل عامال يحد كثيرا من فعالية جميع هذه
النفقات؛
- -ال تمثل حصة النفقات الميزانية المخصصة للوسط الريفي إال 6في المائة ،وهي ضعيفة جدا بالنظر إلى
التطلعات واالحتياجات .وال يمكن أن يبرز قطاع عمومي شامل ذو جودة ومكثف ويوفر خدمة القرب لفائدة
سكان العالم الريفي دون بذل مجهود ملموس جدا في الميزانية.
ومع ذلك ،يتعين على السلطات العمومية التدخل في تمويل بعض األنشطة التي تحمل طابعا تجاريا (تسويق المحاصيل،
واإلمداد بالمدخالت ،وتنفيذ أشغال التهيئة) .وشجعت هذه السياسة انتشار سلوك المعتمدين على المساعدة لدى
المستفيدين ،الذين ال يتحركون إال بناء على تدخالت الدولة وينتظرون منها حل مشكالتهم.
وعموما ،يتميز النظام المالي الموريتاني بما يلي في عالقته مع الوسط الريفي:
- -يُعد تدخل النظام البنكي في تمويل الزراعة محدودا جدا .وتصل القروض الممنوحة للقطاع الريفي إلى 1في
المائة من القروض الموزعة .ويتعلق األمر أساسا بالقروض المخصصة لالتحاد الوطني للصناديق الزراعية للقرض
واالدخار في موريتانيا التي تضمنها الدولة ،والقروض الممنوحة للشركات التابعة للمجموعات التجارية والتي
تملك رؤوس أموال لدى البنوك؛
- -ومع ذلك ،تملك البنوك التجارية سيولة مفرطة ،إال أن هذه الموارد موجودة أساسا على المدى القصير ،مما ال
يتيح تحويلها إلى استثمارات على المدى المتوسط والطويل .ويُرتقب أن يساهم إنشاء صندوق اإليداع والتطوير
في تعبئة موارد جديدة على المدى الطويل .وتجدر اإلشارة بهذا الصدد إلى أن المغرب وتونس مثال تمكنا من
تيسير الحصول على التمويل البنكي نسبيا .وبالتالي ،يمكن التفكير في تبادل الخبرات المثمر بهذا الصدد ،مع
إمكانية المساهمة والتيسير من اللجنة االقتصادية ألفريقيا/مكتب شمال أفريقيا؛
- -يمثل االتحاد الوطني لتعاونيات القرض واالدخار في موريتانيا 91في المائة من القروض الموزعة على القطاع
الزراعي .وعموما ،ترتبط القروض بزراعة األرز في المناطق المسقية« .إن الوضع المالي لالتحاد الوطني لتعاونيات
القرض واالدخار في موريتانيا خطير ،السيما بالنظر إلى السياسة المتساهلة في الماضي تجاه المدينين المتعثرين.
وال تحترم أنشطته المقتضيات القانونية سارية المفعول»20؛
- -المتدخل الرئيسي في تمويل األنشطة المدرة للدخل لفائدة السكان الريفيين هو شبكة تعاضديات االستثمار
والقرض الواحاتي الذي يضم 62صندوقا ،من بينها 12فقط تعتبر ُمرضية بالفعل؛
- -فيما يتعلق بالقطاع الفرعي لتربية الماشية ،تقرر تجميع صناديق االدخار والقرض التي تم إنشاؤها بدعم من
مشروع تنمية المراعي وتربية الماشية ،إال أن مشروع االتحاد الوطني لصناديق االدخار والقرض لتربية الماشية
ال يزال في مرحلة البداية.21
وعموما ما تحس البنوك بعدم القدرة على تلبية طلبات الزبائن ذوي قاعدة مالية ضعيفة .وتتمثل الحجة البديهية التي تبرر
بها موقفها غالبا في غياب الضمانات المادية .إال أن هذا العنصر هو على األرجح الشجرة التي تخفي الغابة .فالمهم هو أن
التمويالت الصغيرة جدا تجعل من تكاليف العملية (األجور ،والكراء ،واألنظمة )...مرتفعة جدا مقارنة مع المبالغ المعنية.
مما يجعل نسب الفائدة التي يتعين تطبيقها تفوق االحتمال (ولو لتغطية التكاليف على األقل) إذا لم تتمكن المؤسسة
المانحة من اعتماد السلوك واألنظمة القادرة على تقديم خدمات بصفة مكثفة وبأداء عال .ومع ذلك ،يترتب عن األسس
.Sofreco 2 0دعم صياغة استراتيجية تنمية القطاع الريفي في موريتانيا ،تشرين األول/أكتوبر ،2012الصفحة .19
2 1نفس المرجع السابق .الصفحتان 57و.58
19
الضرورية التي تجعل البنوك تجذب كبار الزبناء و»القرب االجتماعي والذهني» لمستخدميها مع الفئات الغنية التي تبحث
عن استقطابها وكسب ثقتها ،استحالة التقشف الذي قد تفرضه استراتيجية التقليص الحاد للتكاليف.
وبالتالي ،رغم جميع النقائص والحدود التي سنحللها في الباب الموالي ،نجد بأن مؤسسات التمويل األصغر هي المؤسسات
الوحيدة القادرة على التصدي لإلقصاء المالي للمناطق الريفية عموما ،واإلقصاء المالي للنساء الريفيات على وجه الخصوص.
20
رابعا – النظام المالي :الوقائع الموضوعية واآلفاق
بالنسبة للمرأة الريفية
http://procapec.blogspot.com/2009/08/presentation-de-procapec-et-capec.html 22
األمر عدد GR/97/001الصادر عن محافظ البنك المركزي الموريتاني. 23
القانون عدد 008/98بتاريخ 28كانون األول/يناير .1998 24
األمر عدد GR/99/001الصادر عن البنك المركزي الموريتاني. 25
الرابط https://drive.google.com/file/d/0B4FMVneyTHcZdUtvRF9mWW92dTA/view?pref=2&pli=1 26
21
.2012ويسجل االتحاد الوطني للصناديق الزراعية لالدخار والقرض في موريتانيا أكثر من 7في المائة من المبلغ الجاري
الصافي للقروض ،في حين تملك الصناديق الشعبية لالدخار والقرض 9في المائة ،وتتقاسم باقي مؤسسات التمويل األصغر
نسبة 4في المائة.
وشهدت األموال الذاتية لمؤسسات التمويل األصغر انخفاضا بأكثر من 23في المائة سنة ،2013بسبب ترحيل خسائر
النتائج السلبية المتراكمة للصناديق الشعبية لالدخار والقرض ،والتي نتجت أساسا عن سوء التدبير في السنوات قبل .2011
وتشمل منتجات االدخار الودائع تحت الطلب والودائع ألجل .وسنة ،2013بلغ حجم الودائع 6,3مليار أوقية ،من بينها 87
في المائة لدى الصناديق الشعبية لالدخار والقرض .وكان االتحاد الوطني للصناديق الزراعية لالدخار والقرض في موريتانيا
يملك 5,7في المائة منها في حين تملك باقي مؤسسات التمويل األصغر نسبة 7,28في المائة .ولم تساهم بنوك النساء،
وهو مشروع للوزارة المكلفة بشؤون المرأة بدعم من اليونيسف يضم أكثر من 113.000عضوا ،إال بنسبة 1في المائة من
االدخار الذي تمت تعبئته.
ويقل انتشار تحويل األموال ،بما أن مؤسسات التمويل األصغر ال ترتبط بالشبكات العالمية الكبرى مثل ويسترن يونيون
ومونيغرام ،كما هو الشأن بالنسبة لمؤسسات التمويل األصغر في غرب أفريقيا .وتتم معظم عمليات تحويل األموال اليوم
عبر القنوات غير الرسمية ،التي ت َعد فعالة وغير مكلفة ...« .تتوزع الجالية الموريتانية ( )2008بين فرنسا (حوالي 17.000
مواطن) ،وإسبانيا ( ،)12.000وبلجيكا/ألمانيا ( ،)13.000والواليات المتحدة ( )8.000والخليج العربي (حوالي ... )30.000
وبالنسبة لكل هذه الجالية التي تقدر إجماال في 120.000شخص ،يقدر اتحاد مكاتب الصرف التدفق العالمي السنوي
للتحويالت في مبلغ 360مليون أورو».27
واعتمدت الحكومة سنة 2003االستراتيجية الوطنية للتمويل األصغر ،إضافة إلى االستراتيجية الوطنية لترقية المقاولة
الصغيرة والصغيرة جدا .وحددت هذه االستراتيجية الوطنية ثالثة أهداف رئيسية:
- -مراجعة وتكييف اإلطار القانوني والتشريعي؛
- -تغطية التراب الوطني بالمؤسسات المهنية المستدامة والمتينة.
- -إحداث اإلطار التشاوري.
وفي إطار هذه الترسانة التشريعية ،حصلت 70مؤسسة للتمويل األصغر على االعتماد .وبعد بضع سنوات من التنفيذ،
تبين بأن اإلطار التشريعي ،رغم أنه مكن من تحقيق بعض التطور في التمويل األصغر ،ظل عائقا أمام فاعلي القطاع في
العديد من المجاالت .وتم الشروع في مراجعة هذا اإلطار القانوني والتشريعي سنة 2007بموجب قانون جديد 28ونصوص
تطبيقية ( 4أوامر توجيهية).
وساهم هذا اإلطار االستراتيجي في إحداث تشريع خاص بهذا القطاع ،يرمي خصوصا إلى المزيد من الشفافية واالحترافية.
وساهم أيضا في وضع حد الحتكار الفاعل لفائدة الهياكل التعاونية والتعاضدية عبر فتح المهنة أمام أشكال قانونية أخرى
(السيما شركات المساهمة التي تسمى الفئة باء والمنظمات غير الحكومية ،والمشاريع وجمعيات التنمية التي تسمى
الفئة جيم) .وتم تكليف البنك المركزي الموريتاني والشركاء الرئيسيين في هذا المجال بمسؤولية إحداث قطاع للتمويل
األصغر يكون متينا ومستداما يحفزه القطاع الخاص ويندمج في القطاع المالي ،ويكون منوعا من حيث عرض المنتجات
والخدمات.
ويُ َعد قطاع التمويل األصغر هامشيا مقارنة مع القطاع البنكي ،وال تمثل محفظة أوراق القطاع األول إال 6,1في المائة من
إجمالي القروض الصافية للنظام البنكي ،وتمثل الودائع التي يجمعها 2في المائة فقط من إجمالي ودائع النظام البنكي.
27مصرف التنمية األفريقي ،تحويل أموال المهاجرين في المغرب العربي وفي المنطقة التجارة الحرة ،ورشة تشريعات المنتجات المالية ،تشرين الثاني/
نونبر .2009الصفحة http://www.afdb.org/fileadmin/uploads/afdb/Documents/Publications/RapportAteliersTransfertversion%20 .15
d%C3%A9finitive.pdf
28األمر عدد .005/2007
22
ونجد العالقة بين البنوك/مؤسسات التمويل األصغر ضعيفة جدا ،إن لم تكن منعدمة ،باستثناء عمليات ودائع مؤسسات
التمويل األصغر لدى البنوك .وحاليا ،تستفيد مؤسسة وحيدة للتمويل األصغر من مبلغ ضئيل للقرض صادر عن إحدى
البنوك .وفي الماضي ،أقرضت البنوك مبالغ ضخمة لالتحاد الوطني للصناديق الزراعية للقرض واالدخار في موريتانيا ،إال أنها
كانت مرتبطة بضمان من الدولة الذي فوض للبنك المركزي الموريتاني صالحيات تدبير هذا الضمان.
ويرجع النمو القوي الذي شهده القطاع منذ 2003إلى عمل الدولة عبر انخراطها المباشر في وكالة ترقية الصناديق الشعبية
لالدخار والقرض ،وبصفة غير مباشرة عبر المشاريع/البرامج مثل بيت المال ،وبنوك النساء ،وتعاضديات االستثمار والقرض
الواحاتي« .عملت الدولة على ترقية القطاع ،لكن بطريقة غير منسقة وتجاوزت فيها الدور المنوط عموما بالدولة :إنشاء
بيئة سياسية واقتصادية وقانونية وتنظيمية تشجع فعالية األسواق المالية وتطوير مؤسسات التمويل األصغر».29
ويتميز قطاع التمويل األصغر بصغر حجم مؤسساته ،وضعف هيكلته وأدواته ورسملة مؤسساته ،وضعف تنويع خدماته،
وضعف نموه (مقارنة مع النمو الهائل والمطرد للقطاع في باقي العالم) ،وتركزه الشديد في المدن ،وتبعيته الدائمة
تجاه الدعم لتحقيق توازنه ،وعدم قدرته على إنتاج المعلومات الوجيهة والمحينة ،ووضعية اإلفالس التي كانت ستتواجد
فيها أكبر شبكاته إذا لم تتدخل الدولة ،وشبه غياب تعامله مع القطاع البنكي ،وضعف قدرة جمعيته المهنية وتواجدها
(الجمعية المهنية لمؤسسات وفاعلي التمويل األصغر في موريتانيا) ،والتدخل المباشر ألجهزة الدولة في عمليات القرض
واالدخار عبر التدبير المفوض للمؤسسات التعاونية الكبرى للتمويل األصغر ،على عكس التزامات التحرير التي تضمنتها
وثائق االستراتيجية.
وتشير القدرات المث َّبتة ،والموارد المعبأة ،واألداء المالحظ ،والنتائج المتراكمة إلى أن قطاع التمويل األصغر ال يكتسي
درجة األولوية الواردة في اإلطار االستراتيجي لمكافحة الفقر ،سواء تعلق األمر بالحكومة الموريتانية أو بباقي القطاع
المالي أو المانحين الدوليين .وتملك أجهزة أخرى صالحيات في قطاع التمويل األصغر مثل صندوق اإليداع والتطوير،
والمديرية العامة لترقية االستثمارات الخاصة ،واتحاد مقدمي الخدمات غير المصنفة.
29السيد حمادي ولد البكاي ،مدير ترقية التمويل األصغر واإلدماج المهنيhttp://www.cm6-microfinance.ma/uploads/file/uma/Intervention%20 .
de%20Mr%20H_%20OULD%20BEKKAYE.pdf
30إفلين بومان .التمويل األصغر وتعميم السوق في غرب أفريقيا .حوار ،IRD ADAعدد ،32حزيران/يونيو 2003
23
ويجدر التركيز هنا من جديد على عائق غياب البيانات اإلحصائية الوجيهة والدقيق والمحينة (السيما تلك المصنفة حسب
الجنس) .ويتعين إذن التعبئة الدورية لهذه البيانات في سبيل إنجاز تشخيص موثوق ،وصياغة السياسات المبنية على
المعلومات ،وإجراء دراسات التقييم وتقييم األثر الموثوقة ،وأخيرا ،الوقوف على اإلنجازات المحققة واإلشادة بكل مساهم
فيها.
24
خامسا – الخالصات والتوصيات
25
وبالتالي ،فيما يتصل بالحصول على الموارد المالية ،ال تزال أهداف استفادة الجمهور الواسع ،والجودة ،والتكيف ،وتنويع
الخدمات ،والتحكم في التكاليف ... ،بعيدة المنال .ويظل اإلدماج المالي ضعيفا ،وتتعرض النساء في الوسط الريفي إلقصاء
مزدوج.
31
وتخلص دراسة اللجنة االقتصادية ألفريقيا «تيسير الحصول على التمويل لتعزيز تمكين المرأة الريفية في شمال أفريقيا»
بصفة عقالنية إلى ما يلي:
على الصعيد الدولي ،تبين العديد من الدراسات والتقارير أهمية حصول النساء على الموارد المالية ابتداء من التسعينيات
التي شهدت ازدهار التمويل األصغر في الوسط الريفي ،لكنها تشير أيضا إلى القيود والعراقيل التي تواجههن ،خاصة الفئات
األكثر فقرا .32ومن جهة أخرى ،يتمثل العائق الثالث من بين العوائق األربعة التي حددتها الدراسة نفسها 33في أنه« :ال
تستفيد النساء األكثر فقرا من القروض :يتبين بأن التمويل األصغر ال يحدث إال تأثيرا محدودا على النساء األكثر فقرا واألكثر
تهميشا».
وفي حالة النساء الريفيات خصوصا ،يوجد خطر أن يستفيد األغيار من تحسين مستوى األنشطة والدخل .ويتعلق األمر
خصوصا بالرجال الذين قد يميلون إلى تقليص مساهمتهم في تمويل احتياجات األسرة عندما تستطيع المرأة أن تلبيها.
والحظنا أيضا حاالت توتر ،تصل أحيانا إلى العنف الجسدي ،عندما يحس الرجال بالتهديد بسبب التمكين االقتصادي
واالجتماعي لنسائهم بفضل اكتسابهن لصفة المقاولة المستقلة .لكن يبدو بأن هذه المخاطر ليست منتشرة.
وتجدر اإلشارة أيضا إلى أن التغيرات في الهياكل االجتماعية هو هدف يعيه ويتحمله المجتمع ،وال يمكن أن تحدث هذه
التغيرات دون ردود فعل قد تكون مؤلمة في حاالت قصوى .ويمكننا أن نتطلع إلى أن تحقيق استقاللية نسبية لمدة طويلة
ألغلبية النساء الموريتانيات ستجعل هذه الظواهر أقل حضورا وتجعل عواقبها أقل حدة.
وأخيرا ،ال شك أن نجاح المقاوالت يتطلب الحصول السلس على التمويل ،إال أن هذا األخير مجرد أداة للمشروع االقتصادي
الذي يتمثل في المقام األول في القدرة على تحديد حاجة السوق التي يمكن تلبيتها بطريقة تنافسية .إال أن النساء
الريفيات غالبا ما تفتقرن إلى الوسائل للوصول إلى المعرفة ،والمشورة والمعلومة مما يساعدهن على االنبثاق من
األساليب التي يتم تكرارها تقليدا لآلباء أو المحيط .وبالنظر إلى التطورات الحالية ،سرعان ما تصبح المنتجات واألساليب
متهالكة ،وقد ينجم عن عدم القدرة على إدخال االبتكار الفعال بانتظام في األساليب ،وفي التنظيم والتسويق ،وغيرها
خطر اإلقصاء من السوق.
وفيما يتعلق بأثر التمويل األصغر ،سيظل موضوعا للمناقشات .فهناك من يعتدون «بالتجارب الناجحة» ،والتجارب الهائلة
في تنظيم المشاريع ذات الصلة بالتمويل األصغر ،بينما هناك من ال يرون إال حاالت الفشل الذريع التي ترتبط نوعا ما
بعمل الفرق المكلفة بالتمويل األصغر.
وال يمكن أن ننكر أن أكبر اإلنجازات في مكافحة الفقر حققتها الصين خالل العقد األخير ،إذ ضمنت معدل نمو اقتصادي
مرتفع باطراد ،مع االهتمام بأن يكون هذا النمو خالقا لفرص الشغل ،في حين أن البلدان التي طورت التمويل األصغر على
نطاق واسع حققت مستويات أداء متضاربة .إال أن الحقيقة ال تكمن على األرجح في 1إلى 2في المائة من األشخاص
الذي يمثلون حاالت النجاح الباهر أو الفشل الذريع .بل نجدها في األغلبية الساحقة من زبونات التمويل األصغر ،اللواتي
.2العراقيل الرئيسية
الصعاب ذات الصلة بالبيئة العامة
•موريتانيا بلد يتميز بالفقر وبغياب حاد للموارد الالزمة لتحقيق تطلعاته .وال يتم اتباع السياسات العمومية
واإلصالحات المتخذة بحذافيرها وفي الوقت المناسب ،بسبب صعوبات الموارد.
•ضعف النمو االقتصادي لتلبية الكم الهائل من االحتياجات والتطلعات إلى إحداث فرص الشغل وإنتاج الثروة.
•االلتزام الضعيف من المجتمع الدولي :ال ت ُعتبر مشاكل الفقر المتفشي واإلقصاء «مشاكل عالمية» التي قد تؤدي في
غياب اإلرادة لمعالجتها إلى مخاطر على المجتمع الدولي بأكمله ،وليس فقط على البلدان المعنية.
الصعاب ذات الصلة بالنظام المالي:
•ال تملك مؤسسات التمويل األصغر والبنوك الهياكل والكفاءات والمقاربات والبرامج المخصصة للنساء الريفيات بما
يكفل تحسين اندماجهن المالي.
•تستفيد النساء بصفة ضئيلة من المواكبة في تنفيذ مشاريعهن الصغرى وتطوير قدراتهن (الدورات التدريبية،
والتوعية ،والتأطير والتتبع ،إلخ).
الصعاب ذات الصلة بالنوع االجتماعي:
•استحواذ الرجال على الثروة ،وعلى المبادرة االقتصادية والسلطة العائلية والمعرفة يحرم النساء من القدرة على
اتخاذ القرار الحر بأنفسهن ومن التصرف بكل حرية وإنصاف في ثمرة جهدهن.
•غياب/ضعف تطبيق قوانين المساواة والمعالجة الضعيفة و/أو المؤقتة النعدام المساواة ،فيما يتعلق بالحصول
على ملكية األراضي والماشية ،وباقي موارد اإلنتاج ،السيما في الوسط الريفي.
•نقص البنيات األساسية االجتماعية واالقتصادية الذي تضطر النساء إلى تعويضه وتحمل تكاليفه (مشقة جلب
الحطب والماء ،وتربية األطفال ،ومسؤولية اآلباء أو كبار السن المرضى ،إلخ).
•ارتفاع نسبة أمية النساء في الوسط الريفي وندرة األطر المتمرسة في التدبير.
الصعاب ذات الصلة بالمعرفة:
•غياب البيانات العامة والخاصة حسب النوع االجتماعي ووسط اإلقامة في العديد من المؤشرات :الوصول إلى
الموارد (ملكية العقار ،والماشية ،والسكن ،)...واإلدماج المالي ،والحصول على موارد القرض غير الرسمية ،والحصول
على القروض الصغرى ،إلخ .وتكتسي البيانات أهمية جمة ألن مصداقيتها وتحيينها وتحليلها ومعالجتها تمكن من
تنوير السياسات الوطنية وتساعد على صياغة المقترحات االستراتيجية والعملية الوجيهة.
•غياب الدراسات عن النساء الريفيات وحصولهن على الموارد اعتمادا على دراسات استقصائية تمثيلية وليس على
إحصاءات أو دراسات استقصائية رسمية ال تقيس المجهود الفعلي الذي تبذله النساء.
27
.3أهم التوصيات :بعض الحلول التصحيحية التي تستحق التفكير
.1استراتيجية يمكن تسريعها
يمكن للدولة الموريتانية ،بل يجب عليها ،أن تس ّرع أداءها في مجال اإلدماج المالي .وتقترح استراتيجية مكافحة الفقر التي
صاغتها الحكومة الموريتانية اإلبقاء على « ...نفس التوجهات االستراتيجية كما في السابق ‘1’ :تسريع النمو مع الحفاظ
على استقرار اإلطار االقتصادي الكلي ‘2’ ،وترسيخ النمو في الحلقة االقتصادية للفقراء ‘3’ ،وتطوير الموارد البشرية وتوسيع
نطاق الخدمات األساسية ‘4’ ،وتحسين الحكامة وبناء القدرات .»...
وبفضل ارتفاع سنوي متوسط في مؤشر التنمية البشرية بنسبة 1,28في المائة ،أثبتت استراتيجية التنمية في موريتانيا
فعاليتها (تقليص تدريجي للفقر) وحدودها أيضا (وتيرة تغيير بطيئة) .ويتجلى أحد األسباب الرئيسية للضعف النسبي
للنتائج في ضعف تواجد مؤسسات الوساطة المالية الكفؤة في الوسط الريفي .ويتمثل خيار الدولة أمام الطابع المكثف
والمستدام الحتياجات التمويل في تشجيع مؤسسات التمويل األصغر من القطاع الخاص ،واألشكال القانونية المختلفة
(التعاضديات ،والجمعيات ذات هدف غير ربحي ،وشركات المساهمة).
.2قطاع التمويل األصغر يتطلب نموا سريعا
يمكن أن تحقق مؤسسات التمويل األصغر تحسينا ملحوظا في أدائها .ويبدو عموما بأن اإلطار القانوني والتنظيمي ،والنظام
الضريبي وتأطير البنك المركزي مالئم لمهمة مؤسسات التمويل األصغر.
وينبغي أن تشمل هذه التحسينات بالخصوص ما يلي:
القدرات المؤسسية والعملية والمالية لمؤسسات التمويل األصغر؛
األنظمة المالئمة لحجم البلد؛
المواكبة األمثل للمقاوالت الصغيرة والصغيرة جدا التي يتعين تقديم الخدمات لها.
وتعتمد قدرات المؤسسات على األموال العمومية والخاصة ،والوطنية والدولية ،والتجارية والتنموية .ويتعين أن تساعد
على إطالق تعميم الحصول على التمويل في الوسط الريفي .لذا ،يجب أن تغطي إحداث المؤسسات ،والموارد البشرية،
واألنظمة الممركزة ،والهياكل المحلية ،وتوفير أموال القروض الالزمة لمرحلة التعميم.
.3يتعين االضطالع بالتوسيع
ويبرر المثال التالي هذه الضرورة :إذا كنا نستهدف خدمة 500.000شخص في أفق التطلعات ،واعتبرنا بأن نقطة التوازن
المالي (تغطية تكاليف التشغيل عبر نتائج النشاط) في 100.000زبون ،يتعين تعبئة 12مليون دوالر في السنتين األوليين
إلطالق المشروع .وتم تحديد هذا المبلغ بالتقريب بالنظر إلى ضرورة تعبئة 500وكيل (على أساس 200زبون لكل وكيل)
لمدة سنتين .وتبلغ الكلفة اإلجمالية لنقطة عمل 1.000دوالر في الشهر (مع احتساب األجرة الصافية للوكيل ،والتكاليف
االجتماعية والضريبية ،والتجهيزات واالشتغال ،والتدريب) .وسيدر النشاط خالل سنتين نصف تكاليفه؛ ويتعين بالتالي أن
يغطي الدعم (العمومي أو الدولي) النصف الثاني.
.4يتعين تيسير صندوق القرض بفضل الشراكات
يتعين على التعاون الدولي تيسير تمويل انطالق المشروع ،ولو عوضه فيما بعد القطاع المالي الدولي والمحلي .وسيستلزم
إطالق المشروع 10ماليين دوالر من األموال الذاتية وما شابهها (الدعم والقروض المشروطة) المخصصة لصندوق
القرض .وباعتبار أن المبلغ الجاري المتوسط لكل قرض سيصل إلى 600دوالر تقريبا ،سيصل المبلغ الجاري اإلجمالي
لصندوق القرض لفائدة 100.000زبون 60مليون دوالر ،ثم 300مليون دوالر إذا تضاعف عدد الزبائن بخمس مرات .ومن
28
الواضح أن هذا الحجم من األموال لن يتأتى من مصادر غير قابلة للتسديد ،السيما أن األمر يتعلق بتمويل أنشطة مربحة
وبإنشاء مؤسسات مستدامة ومندمجة في األرضية المالية.
ويمكن أن نفكر في أن التوزيع األمثل للمبالغ سيكون على الشكل التالي :السدس من األموال الذاتية للمؤسسات ،والثلث
تغطيه ودائع الزبائن ،والنصف يأتي من القروض الممنوحة من البنوك المحلية والمانحين الدوليين .وبالنسبة لمرحلة
االنطالق ،وبالنظر إلى أن تجميع االدخار سيستغرق وقتا إلتاحة تعبئة مبالغ كبيرة ،لن تواصل البنوك على األرجح تجديد
التمويل إال عندما سترى ازدهار نشاط سليم ومكثف ومربح .ويتعين أيضا أن نتوقع أن البنوك ستمر في تمويلها بالمرحلة
التي ستطالب فيها بالضمانات ،والتي ستكون في البداية كاملة وسيادية ومؤكدة ورهن اإلشارة ،والتي ستتخفف مكانتها
لفائدة عالقة رابح-رابح بين البنوك (التي تتمتع بسيولة مفرطة حاليا) ومؤسسات التمويل األصغر التي تطلب التمويل.
.5تمويل أصغر فعال
تدخل الدولة تعديالت على اإلطار القانوني من أجل تنويع األنشطة .وستعتمد فعالية التنظيم أساسا على يتعين أن ِ
القدرة (القانونية والعملية) على إحداث أنظمة فعالة ،التي يمكن أن تكون للتكنولوجيا فيها فائدة كبيرة .وحاليا ،يمكن
أن يوفر استخدام الدعائم اإللكترونية المتنقلة لجمع المعلومات وتنفيذ العمليات البنكية المزيد من الجودة والسرعة
واألمان للعمليات ،وبالتالي ،ستساعد في تقليص تكاليفها بشكل ملموس .ويمكن أن تساهم األنظمة البنكية التي تعتمد
على وسائل األداء اإللكترونية مسبقة األداء والهاتف المتنقل ،إضافة إلى حصول الوكالء غير البنكيين على االعتماد إلجراء
المعامالت العادية ،في تحقيق وفورات الحجم والقرب والفعالية التي يصعب تحقيقها عبر األنظمة البنكية التقليدية.
وبالتالي ،يمكن أن تفتح التكنولوجيا وتكييف التشريعات البنكية فضاءا للتقدم الملموس لفائدة اإلدماج المالي للمقصيين،
في الوسط الريفي والنساء .وبالتالي ،يتعين بالتأكيد التحكم في األطر التشريعية القانونية للمراقبة البنكية ،والقدرات
المؤسسية المخولة للبنوك وللفاعلين من شركات االتصاالت ولمؤسسات التمويل األصغر وللوكالء البنكيين .ويتعين أيضا
تكوين المستفيدين ،بما في ذلك النساء الريفيات ،في استخدام هذه التكنولوجيا.
.6زبائن واعون
يتعين أن تتأكد مؤسسات التمويل األصغر من موفورية وإتاحة وجودة المشورة في الزراعة وتنظيم المشاريع .وتمثل
مردودية المشاريع الممولة رهانا جوهريا أيضا من أجل استقطاب مقدمي الخدمات الماليين وكسب ثقتهم واستدامتهم.
وتعاني المشاريع الزراعية الرعوية حاليا من نقص معلومات/تكوين المستغلين الزراعيين ،وخصوصا منهم النساء اللواتي
غالبا ما يعانين من األمية ويتم حصرهن اجتماعيا في تجارب مهنية غير مؤ ِّهلة .وال تكون مشاريع االستغالل مثالية دائما
في ما يتصل بتثمين المناطق المحلية الواعدة ،والتجهيزات الزراعية ،واختيار المنتجات وتناوبها ،واستخدام المجال،
واللجوء إلى منتجات الصحة النباتية ،وبرمجة األنشطة في الوقت المناسب ،والوصول إلى األسواق...
وحتى يكون القرار مستنيرا ،يتعين على المستغلين الزراعيين (السيما النساء) أن يحصلوا على المشورة وعلى اإلرشاد
الزراعي .وحاليا ،غالبا ما يكون ممثلو خدمات الزراعة وتربية الماشية رهن اإلشارة ويتمتعون باألحرى بالكفاءات ،إال أن
تعبئتهم تواجه بعض الصعاب مثل التكفل بتنقالتهم نحو مجموعات المستغلين أو التأطير الفعال للتدخالت .ومن شأن
مجرد تدخل واسع النطاق من الدولة أن تصبح المشورة مستنيرة (صياغة وتحيين المعارف بالنسبة لجميع األنشطة،
والشعب ،والمناطق المحلية الواعدة ،واألسواق )...ومتاحة (التواجد على الميدان وسهولة تنقل المرشدين) .وسيساهم
مجرد التكفل بتكاليف هذه الخدمات انطالقا من أموال غير قابلة للتسديد على المدى المتوسط/الطويل ،في استدامة
الخدمة قبل أن نحاول إخضاعها لقوانين السوق ،عندما سيصبح المستغلون والمستغالت واثقين من فعالية الخدمة،
ومنظمين تجاه فعاليتها ،وقادرين على تحمل التكاليف.
29
.7مراعاة ذكية لمقاربة النوع االجتماعي
يتعين أن تسهر مؤسسات التمويل األصغر على تقديم الخدمات للنساء على الوجه األمثل .ويتمثل هدف هذه الدراسة
في القضاء على اإلقصاء الذي تعاني منه النساء الريفيات اللواتي يملكن نشاطا اقتصاديا مستقال .وخالل السبعينيات ،كان
اختيار استخدام التمويل األصغر غالبا هو تخصيص خدمات مؤسسات التمويل األصغر للنساء وحدهن .وتبين بعد ذلك
أن بعض المؤسسات المفتوحة دون حصر للنساء والرجال كانت أكثر فعالية بالنظر إلى وفورات الحجم (économies
)d›échelleالتي تجنيها من وراء ذلك .بالفعل ،وخصوصا في الوسط الريفي ،تجسدت الصعوبة األولى في تشتت الفئات
التي تتلقى الخدمات ،مما يضر بمبدأ القرب من الزبناء ويص ّعب بلوغ التوازن المالي في المناطق النائية والمعزولة وذات
كثافة سكانية ضئيلة .وسيساهم استهداف الرجال والنساء ،والفقراء واألكثر فقرا ،والتعاونيات ،والمستغلين المنفردين،
واألنشطة الزراعية الرعوية المحضة واألنشطة التي ليس كذلك بالضرورة ،والقضاء على كل شكل من أشكال اإلقصاء ذات
الصلة ،سيساهم كل هذا في استدامة إحداث الوكاالت أو نقط البيع التي سيتم فيها بالتالي مضاعفة فئة الزبائن المحتملين.
ولتوضيح ما سبق ،لنأخذ مثل قرية (ونواحيها) تضم 1000أسرة ،بإمكاننا أن تتوزع فئة السكان النشطين فيها كما يلي:
المجموع النساء الرجال
3000 1500 1500 عدد السكان البالغين
2000 1000 1000 عدد السكان ذوي نشاط مستقل
1400 700 700 السكان المتواجدون على بعد 5كيلومترات أو أقل من وسط القرية
1000 500 500 األنشطة الزراعية والرعوية – 5كيلومتر
600 300 300 باقي األنشطة المستقلة – 5كيلومتر
1000 500 500 األجراء ،المعتمدون على الريع ،المتقاعدون – 5كيلومتر
600 300 300 عدد السكان المهتمين بالخدمات المالية
400 200 200 عدد المزارعين المهتمين بمؤسسات التمويل األصغر
عدد المزارعين الذين يحتاجون إلى قرض في فترة معينة من
300 150 150
مؤسسة تمويل أصغر معينة
ويساعد هذا المثال على فهم أنه إذا كانت مؤسسات التمويل األصغر ترغب في تقديم خدماتها حصريا للنساء المستغالت
في الزراعة والرعي ،سيكون ،تبعا لذلك ،عدد زبائنها ( )150ضعيفا جدا حتى تُخصص لها نقطة بيع محلية .وإذا كانت
مؤسسة التمويل األصغر ترغب في تقديم خدماتها للجميع دون تمييز ،سواء كانوا نساء أو رجاال ،مزارعين أو غير مزارعين،
فستصل هذه الفئة إلى 3.000زبون .ومن الواضح إذن أن نقطة بيع توزع تكاليفها الثابتة على 150زبونا ونقطة بيع
أخرى يمكنها أن توزع نفس التكاليف على 3.000زبون ستكون لديهما قدرة مختلفة تماما في عرض خدماتهما بتكاليف
في المتناول.
ويعكس هذا المثال النظري من بين أمور أخرى التجربة المغربية .فجمعية األمانة منذ انطالقها سنة 1997عملت على
توسيع قاعدة مستهدفيها بطريقة كانت مثمرة في وقت وجيز .أما باقي الجمعيات ،سواء سبقت األمانة في هذا النشاط
أو جاءت بعدها ،فقد تخلت كلها عن استراتيجية االستهداف المحدد (التي تستهدف النساء على وجه الخصوص) إذ كان
واضحا بأن أحسن طريقة هي توسيع النطاق مع االستفادة من وفورات الحجم.
30
ومع ذلك ،يتمثل خطر تقديم الخدمة للزبائن دون تمييز في أن تستحوذ المجموعات المالية األكثر نفوذا على الخدمات
التي توليها مؤسسة التمويل األصغر ،بقصد أو دون قصد ،أولوية في ثقافتها أو في تصميم منتوجاتها المالية ،أو في
تخصيص مواردها ،وما إلى ذلك .ويتعين بالتالي ،أن يتم المزج بين االنفتاح على جميع الفئات الطالبة للتمويل وتعزيز
مقاربة النوع االجتماعي في نفس الوقت ،وذلك في كل المراحل الخاصة بهيكلة مؤسسات التمويل األصغر ،وتسيير
العمليات ،ووضع استراتيجية التواصل والحكامة؛ مع االلتزام كذلك بتأمين حد أدنى من تأنيث الزبائن.
وتحقق ذلك بنجاح في العديد من التجارب ،السيما في المغرب .ومن أجل حل مشكل ضعف تواجد بعض المجموعات
المستهدفة من بين الزبائن (السيما النساء) ،نظمت مؤسسات التمويل األصغر حمالت توعية خاصة ،وعملت على توظيف
وتخصيص وكيالت نساء في مقر العمل ،ووزعت منحا وجوائز خاصة على مستخدميها حسب تقدم تأنيث الزبائن .وتمكنت
جمعية األمانة التي بدأت بزبائن من الرجال حصريا في العمليات األولى سنة ،1997من الوصول إلى التكافؤ منذ السنة
الموالية.
.8عرض شامل ينبغي تثمينه
يتعين على جميع الجهات المعنية (الدولة ،ومؤسسات التمويل األصغر ،والمانحون) اعتماد استراتيجية منسقة لتسريع
االندماج المالي .وال يمكن للمقترحات الواردة أعاله أن تكون موضوع دراسة انتقادية ،والتعميق والتفعيل إال إذا اجتمع
مختلف الفاعلين من الدولة ،والتعاون الدولي ،والقطاع المالي (البنوك والتمويل األصغر) من أجل مناقشتها وصياغة أوجه
التآزر الالزمة .ويمكن أن تؤول المبادرة بمثل هذا النهج إلى قطاع التمويل األصغر و/أو إلى قضايا النوع والتنمية الريفية.
وعند تحديد االختيارات األساسية ،يتعين أن يتم تفويض صياغة مخططات العمل وتنشيط األنشطة لفريق يتمتع بالمهارات
وباالنتماء لمختلف الجهات المعنية.
وتتمثل الفرصة الحالية في اعتماد خطة عمل 2015-2019الستراتيجية التمويالت الصغيرة .ويمثل المخطط والسياق الذي
يتدخل فيه استمرار لما تحقق خالل السنوات العشرة الماضية .وبالتالي ال توجد آفاق واضحة للقطيعة اإليجابية مع وتيرة
وجودة التطورات لفائدة التمويل األصغر عموما والنساء الريفيات خصوصا .ويبدو إذن من الوجاهة اقتراح صياغة برنامج
لتوسيع نطاق التمويل األصغر في الوسط الريفي ،ينبني على النتائج االستباقية ،ومركّز بين المؤسسات العمومية ،وقطاع
التمويل األصغر ،والبنوك وهيئات المساعدة اإلنمائية ،ويمتلك الوسائل المؤسسية والمالية الضرورية لوجاهتها.
31
جدول تلخيصي للتوصيات (خارطة الطريق)
كيف؟ من؟ ماذا؟
تشجيع مؤسسات التمويل األصغر التي يبادر بها القطاع الخاص، تسريع
واألشكال القانونية المختلفة (التعاضدية ،والجمعيات ذات الدولة استراتيجية 1
هدف غير ربحي ،وشركات المساهمة) اإلدماج المالي
دعم تطوير:
•القدرات المؤسسية والتشغيلية والمالية لمؤسسات التمويل
قطاع تمويل
األصغر الدولة ،والتعاون الدولي،
أصغر يتعين 2
تطويره بسرعة وقطاع التمويل األصغر •األنظمة المالئمة لحجم البلد؛
•المواكبة المثلى للمقاوالت الصغيرة والصغيرة جدا التي يتم
تقديم الخدمات لها
استهداف 500.000شخص يمكن خدمته
توسيع يتعين
تعبئة 12مليون دوالر إلطالق المشروع ومواكبة 500وكيل الدولي والتعاون الدولة 3
التكفل به
لمؤسسات التمويل األصغر
إحداث صندوق لتمويل القروض بمبلغ 10ماليين دوالر لألموال صندوق القرض
الدولة والتعاون الدولي 4
الذاتية وما يشابهها (الدعم والقروض المشروطة) يتعين تيسيره
ضمان حسن الدولة ،والتعاون الدولي ،إتاحة تنويع األنشطة
5
وقطاع التمويل األصغر استغالل األدوات التكنولوجية المالئمة األداء
مؤسسات التمويل
ضمان موفورية وإتاحة وجودة المشورة في الزراعة وتنظيم تزويد الزبائن
األصغر ،بمساهمة 6
المشاريع باألدوات
الدولة والتعاون الدولي
العمل على أن يتم تقديم الخدمات للجميع (النساء والرجال)
مؤسسات التمويل ضمان الوعي
الالزم لتحقيق وفورات الحجم حسب األهداف والمؤشرات التي 7
األصغر ببعد النوع
تضمن بلوغ التكافؤ
مواكبة األنشطة االقتصادية في تآزر بين فاعلي القرب
استغالل أوجه
(مؤسسات التمويل األصغر) وودعاء األموال الشاملين والحاملين القطاع المالي 8
التكامل
لقدرات مؤسسية وتقنية كبيرة (البنوك)
32
مراجع الكتب والمواقع اإللكترونية
المراجع الرئيسية
•اإلطار االستراتيجي لمكافحة الفقر ،الجزء :2خطة العمل ،2011-2015وزارة الشؤون االقتصادية والتنمية http://
www.unpei.org/sites/default/files/e_library_documents/CSLPIII_volume2_final15_21032011.pdf
•إعالن أديس أبابا لتسريع تنفيذ منهاج عمل بيجين :من أجل تغيرات واعدة بالتحول لفائدة النساء والفتيات في أفريقيا
19تشرين الثاني/نوفمبر 20 ،2014صفحةhttp://www.uneca.org/sites/default/files/PublicationFiles/ .
beijing_20_addis_declaration.fr_.pdf
•تقييم الرهانات االستراتيجية للنوع .البنك الدولي https://www.google.com/url?sa=t&rc� .
t=j&q=&esrc=s&source=web&cd=6&ved=0ahUKEwjFsaWj6oHKAhVKfHIKHbM-
4CPUQFgg5MAU&url=http%3A%2F%2Fsiteresources.worldbank.org%2FINTMAURI-
TANIAINFRENCH%2FResources%2FEvaluation_des_enjeux_strategiques_du_genre.
doc&usg=AFQjCNEcKuugsh19Uz3_z2pIHZh55CGORw&sig2=F2HWUGKNP01k6slitQcLug
•مؤشرات النوع في موريتانيا ،فريق تتبع قضايا النوع االجتماعي ،كتابة الدولة المعنية بوضع المرأة133 ،2003 .
صفحة.
•تطور اآلليات الوطنية المكلفة بالنهوض بالمساواة بين الرجال والنساء في أفريقيا ،اللجنة االقتصادية ألفريقيا .دون
تاريخ 68 ،صفحةhttp://www.uneca.org/sites/default/files/PublicationFiles/report-cwd_fre.pdf .
•مؤشر التنمية وانعدام المساواة بين الجنسين في أفريقيا .اللجنة االقتصادية ألفريقيا 75 .2011 .صفحةhttp:// .
www.uneca.org/sites/default/files/PublicationFiles/agdi_booklet-2011-fr.pdf
•خطة العمل الوطنية لصالح المرأة الريفية ،صاغتها وزارة الشؤون االجتماعية والطفولة واألسرة ،تشرين األول/
أكتوبر https://www.ilo.org/dyn/natlex/docs/MONOGRAPH/96687/114335/F1693895911/ .2008
MRT-96687.pdf
•التقرير البديل للمنظمات غير الحكومية حول تنفيذ اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في
موريتانيا .2007
•تقرير وضع النوع االجتماعي في عالقته مع األهداف اإلنمائية لأللفية في البراكنة والعصابة.
•تقرير حول النساء في أفريقيا .قياس انعدام المساواة بين الجنسين في أفريقيا :التجارب والدروس المستفادة من
مؤشر التنمية وانعدام المساواة بين الجنسين في أفريقيا .اللجنة االقتصادية ألفريقيا 292 .2009 .صفحةhttp:// .
www.uneca.org/sites/default/files/PublicationFiles/rapport_femmes_09_fre_fin.pdf
•ملخص PANEحصيلة/التشخيص واستراتيجية التنمية المستدامة .كتابة الدولة المكلفة بالبيئة 25 .2006 .صفحة.
_http://www.unpei.org/sites/default/files/e_library_documents/Mauritania_Plan_d’Action
.PANE_summary.pdf
33
•االستراتيجية الوطنية للتمويل األصغر ومخطط عمل .2019 - 2015
•االستراتيجية الوطنية لترقية المقاوالت الصغيرة جدا والصغيرة ومخطط العمل .2019 - 2015
•االستراتيجية الوطنية للترقية النسوية ،2005-2008كتابة الدولة المكلفة بوضع المرأة 44 .2004 .صفحة.
.http://www.masef.gov.mr/IMG/pdf/strategienationalepromotionfemininefr-2.pdf
•اللجنة االقتصادية ألفريقيا .تحسين الحصول على التمويل لتعزيز تمكين المرأة الريفية في شمال أفريقيا
•اللجنة االقتصادية ألفريقيا .تطور اآلليات الوطنية المكلفة بالنهوض بالمساواة بين الرجال والنساء في أفريقيا.
•اللجنة االقتصادية ألفريقيا .مؤشر التنمية وانعدام المساواة بين الجنسين في أفريقيا.2011 .
•اللجنة االقتصادية ألفريقيا .تقرير حول النساء في أفريقيا.2009 .
•البنك الدولي( Women’s Access to Land in Mauritania .حصول النساء على ملكية األراضي في موريتانيا).
دراسة حالة.
34
المرفقات
.1الحوارات واللقاءات :المؤسسات والخبراء
استندت دراستنا خصوصا إلى مهمة دراسية تم تنفيذها في موريتانيا ما بين 24و 30كانون األول/يناير .2016وتمت هذه
المهمة في العاصمة نواكشوط وفي منطقتين البراكنة واترارزة.
وتمكنا من أن نلتقي بمتدخلين من أهم الجهات المعنية ،واالستفادة من معلوماتهم وتحليالتهم المستنيرة ،وتلي الئحة
بأسمائهم ونود بهذه المناسبة أن نقدم لهم شكرنا الجزيل .ولم تكن هذه المهمة لتكون مثمرة لوال التحضير والمواكبة
من السيدة سلمى إرينا نيكونينكو ،رئيسة لجنة األخالقيات بجمعية مهنيي وفاعلي التمويل األصغر ورئيسة مجلس إدارة
التعاضدية النسوية للتضامن والتعاون واالدخار والقرض؛ ونعرب لها عن خالص امتناننا.
/1القطاع العام
•وزارة الشؤون االجتماعية
- -مدير الدراسات والتعاون والتتبع المكلف بالرعاية االجتماعية ،السيد سالم و .جيرب
- -مديرة قضايا المرأة والنوع االجتماعي ،ماه متيومس.
- -رئيس قسم التتبع والتقييم بإدارة شؤون المرأة والنوع االجتماعي ،السيد أبوبكرين يهديه فال.
•وزارة الزراعة
- -األمينة العامة ،السيدة معزيزة أم محفوظ و كربالي
- -مدير في مديرية السياسات واإلحصاءات والتتبع والتقييم والتعاون ،السيد موالي امحمد ولد موالي أحمد
- -المستشار التقني ،مندوب نواكشوط ،السيد محمد عبدالهي ولد مولود
•المكتب الوطني لإلحصاء
- -مدير البرمجة والتتبع ،السيد سو علي عصمان
•تضامن ،الوكالة الوطنية لمكافحة آثار االستعباد ،واإلدماج ،ومحاربة الفقر
- -مدير برنامج تكافل للتحويالت االجتماعية ،السيد محمدو ولد أحمدو
•برنامج القضاء على الفقر عبر دعم الش َعب (بدعم من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية)
- -المنسق ،السيد محمد العبدالهي
- -مسؤول مكون التيسير ،السيد بامانتيا تانديا
/2هيئات التعاون
•البنك الدولي
- -مسؤول الشؤون االقتصادية في القطاع العام ،السيد الحضرمي عبيد
•مؤسسة لوثيران وورلد
- -الممثل المقيم ،السيد كاسانغو موتشايال
- -منسق البرنامج ،السيد موسى كانديغا
35
/3مؤسسات التمويل األصغر
•جمعية مهنيي وفاعلي التمويل األصغر
- -الرئيس ،السيد سليمان مامادو ديوب
- -رئيسة لجنة األخالقيات ،السيدة نيكونينكو إرينا
- -عضو مجلس اإلدارة ،السيدة سخنة لي
•بنك إبداع ،المدير العام ،السيد سليمان مامادو ديوب
•التعاضدية النسوية للتضامن والتعاون واالدخار والقرض ،السيدة رينا نيكونينكو
•تعاضدية الجمعيات النسوية لالدخار والقرض ،رئيسة مجلس اإلدارة ،السيدة سخنة لي
/4لقاءات جماعية مع 90امرأة معنية بالخدمات المالية
•النساء بائعات السمك في ميناء الصيد بنواكشوط ( )3والسوق المغربي ()6
•نساء التعاونية الفالحية بقرية شغارة في منطقة اترارزة (.)17
•نساء من 5تعاونيات من قرية رغاي واد في منطقة اترارزة ()32
•نساء من 4تعاونيات زراعية من قرية ستارة – بلدية جدر ال ُمحكن في منطقة اترارزة ()10
•نساء من 20تعاونية زراعية من قرية دار البركة في منطقة البراكنة ()22
34
.2مؤشرات البلد
الجغرافيا
نواكشوط 1.800.000فرد (2007 العاصمة
1.030.700كيلومرت مربع املساحة
915مرت (كديت لجيل أعىل قمة
-5مرت أدىن نقطة
754كيلومرت السواحل
االقتصاد
4000 الناتج الداخيل اإلجاميل بالدوالر ،بالقيم الجارية ()2011
2200دوالر الناتج الداخيل اإلجاميل للفرد بالدوالر ،قيمة تكافؤ القدرة الرشائية ()2013
%( 33,2 االقتطاعات اإللزامية (النسبة من الناتج الداخيل اإلجاميل) ()2011
4,4% نسبة التضخم ()2014
6,8% نسبة النمو (2014
8,0% نسبة منو اإلنتاج الصناعي ()2013
0,01% الحصة يف الواردات العاملية ()2006
الصني 21,6% البلد املستورد الرئييس ()2014
http://www.statistiques-mondiales.com/mauritanie.htm 3 4
36
0,01% الحصة يف الصادرات العاملية ()2006
الصني 46,6% البلد املص ّدر الرئييس ()2011
62% تصدير املنتجات والخدمات بالنسبة املئوية من الناتج الداخيل اإلجاميل ()2012
3,6% النفقات العسكرية بالنسبة املئوية من الناتج الداخيل اإلجاميل ()2013
االتصاالت
1110 عدد الهواتف النقالة لكل 1000شخص ()2012
54 مستعملو األنرتنت لكل 1000شخص
99 املنخرطون يف األنرتنت الثابت عايل الصبيب لكل 1000شخص ()2001
mr. نطاق األنرتنت
+222 الدليل الهاتفي
النقل
728كيلومرت الشبكة السككية ()2014
0,7كيلومرت الشبكة السككية لكل 1000كيلومرت ()2008
الزراعة
51,88% السكان النشطون الزراعيون ()2004
17,1% حصة الناتج الداخيل اإلجاميل الزراعي يف الناتج الداخيل اإلجاميل الكيل ()2014
212 إنتاج الحبوب بآالف األطنان ()2009
1.130 مردودية الحبوب (كيلوغرام لكل هكتار) ()2013
90 إنتاج اللحم بآالف األطنان ()2007
0,4% األرايض الصالحة للزراعة ( %األرايض الجافة) ()2009
0,8 عدد الجرارات لكل 1000هكتار مزروع ()2003
355 إنتاج الحليب بآالف األطنان ()2007
0,2% الغابات (النسبة من الرتاب الوطني) ()2013
الصحة
52دوالر نفقات الصحة لكل فرد ()2012
0,1 عدد األطباء لكل 1000فرد ()2010
0,8% حصة 15/49سنة املصابني بفريوس السيدا ()2007
15,5% انتشار السمنة ()2013
التغذية
9% نسبة السكان الذين يعانون من نقص التغذية ()2011
2.791 الغذاء املتوفر لكل شخص بالكيلوكالوري/للشخص/اليوم ()2011
37
التعليم
58,0% نسبة األمية يف فئة 15سنة فام فوق ()2010
3,9% نفقات التعليم نسبة إىل الناتج الداخيل اإلجاميل ()2011
السكن
50% السكان الذين يحصلون عىل الكهرباء ()2000
المؤشرات
31,0% نسبة البطالة ()2013
4,17 مؤرش الدميقراطية ()2014
0,487 مؤرش التنمية البرشية ()2013
0,390 معامل جيني
5,5 مؤرش الحرية املدنية ()2011
25,27 مؤرش حرية الصحافة ()2015
10% عمل األطفال من عمر 5إىل 14سنة ()2004
30 مؤرش الفساد ()2013
2,9 نسبة االنتحار لكل 100.000فرد ()2012
25,0% نسبة النساء يف الربملان
السكان
3.596.702 السكان ()2015
3,48فرد يف كلم² الكثافة السكانية ()2015
825.000 السكان ()1950
59,0% السكان الحرضيون ()2013
20,1سنة العمر الوسيط ()2015
39,5% السكان األقل من 15سنة ()2014
3,65% السكان األكرث من 64سنة ()2015
62,65سنة مأمول الحياة عند الوالدة ()2015
4 معدل الخصوبة ()2015
‰31,34 معدل الوالدات ()2015
‰45,0 معدل الوالدات ()1970
‰8,20 معدل الوفيات ()2015
2,31% نسبة التزايد السكاين السنوي ()2015
‰56,06 معدل وفيات األطفال ()2014
510 الوفيات النفاسية لكل 100.000والدة ()2010
84 نسبة وفيات األطفال األقل من 5سنوات ()2012
-0,83 نسبة الهجرة ()2015
38