You are on page 1of 8

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫تعريف الرضاعة‪ :‬هي وصول لبن آدمي لجوف طفال في وقتا‬


‫مخصوص و بشروط مخصوصه ‪ ،‬أو هي وصول لبن آدمي أو ما حصل‬
‫منه لجوف طفال في وقت و شروط مخصوصه‪.‬‬

‫________________‬

‫أدلة تحريم النكاح بالرضاع ‪:‬‬


‫__ اتفق العلماء‪ +‬علي ثبوت تحريم النكاح‬
‫بالرضاعة‪ ،‬و األصل في هذا التحريم هو الكتاب و السنة و اإلجماع‪.‬‬

‫أوال الكتاب ‪ :‬فقول هللا عز و جل " و أمهاتكم الالتي أرضعنكم و‬


‫أخواتكم من الرضاعة " ‪.‬‬

‫ثانيا السنة ‪ :‬فأحاديث كثيرة منها‪ :‬قول النبي صلي هللا عليه وسلم "‬
‫يحرم من الرضاعة ما يحرم من الوالدة " ‪ ،‬و في رواية " يحرم من‬
‫الرضاعة ما يحرم من النسب " ‪.‬‬

‫ثالثا اإلجماع ‪ :‬فقد أجمع علماء األمة علي تحريم النكاح بالرضاع ‪.‬‬
‫حكمة التحريم بالرضاعة ‪:‬‬
‫__ و ترجع حكمة التحريم إلي أن اللبن‬
‫الذي يتغذى به الرضيع و تقوم به بنيته قد جعله جزء ممن أرضعته‪ ،‬و‬
‫لذلك كانت الحكمة من تحريم النكاح من الرضاعة هي الحكمة من التحريم‬
‫من النسب ‪.‬‬

‫_________________‬

‫‪ :‬للرضاع أركانا ثالثة‬ ‫أركان الرضاعة‬

‫‪ :١‬اللبن ‪.‬‬
‫‪ :٢‬المحل " الرضيع" ‪.‬‬
‫‪ :٣‬المرضعة ‪.‬‬

‫‪ :١‬شروط اللبن‪ :‬يشترط في اللبن الشروط األتية‪:‬‬

‫الشرط األول‪ :‬أن يكون اللبن لبن آدميه‪ ،‬و اللبن اآلدمي‬
‫محل اتفاقا بين العلماء في أنه يثبت الحرمة إذا توافرت فيه شروطه‪ ،‬و‬
‫معني أنه يشترط أن يكون لبن آدميه أنه يخرج منه لبن الجنيه ‪ ،‬و كذلك‬
‫لبن الخنثى التي لم يتحدد معالمها بعد ‪.‬‬

‫الشرط الثاني ‪ :‬أن يصل اللبن إلي خمس رضعات‬


‫فما فوق‪ ،‬علي الرأي الراجح ‪.‬‬
‫و تفصيل هذا الشرط ما يلي‪ :‬اختلف العلماء‪ +‬في القدر الذي‬
‫يثبت به التحريم من الرضاعة‪.‬‬

‫فقال قائل ‪ :‬إن قليل الرضاعة و كثيره سواء ‪ ،‬فيثبت‬


‫التحريم و لو برضعة واحدة ‪ ،‬و هذا مذهب الحنفية و المالكية و اإلمام‬
‫أحمد في رواية‪.‬‬

‫و منهم من قال‪ :‬إن القدر الذي يثبت به التحريم هو ثالث‬


‫رضعات فما فوق‪ ،‬و هذا مذهب اإلمام أحمد في رواية إخرى و هو محكيا‬
‫عن الظاهرية عدا ابن حزم من الظاهرية‪.‬‬

‫و منهم من قال ‪ :‬إن القدر الذي يثبت به التحريم هو خمس‬


‫رضعات فما فوق ‪ ،‬و إلي ذلك ذهب الشافعية و الحنابلة علي الصحيح ‪ ،‬و‬
‫المعتمد في الفتوى ‪ ،‬و غالبا أخذت به القوانين المعاصرة ‪.‬‬
‫و وجه الداللة في ذلك‪ :‬ما رواه مسلم عن عائشة أم المؤمنين‬
‫رضي هللا عنها أنها قالت " كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات‬
‫معلومات يحرمن‪ ،‬ثم نسخن بخمس معلومات ‪ ،‬فتوفى رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم و هن فيما يقرأ من القرآن" ‪.‬‬

‫و مع اننا نقول أنها خمس ولكن البد من تحقيق ما يلي ‪:‬‬

‫‪:١‬أن تكون خمسة بالعدد ‪.‬‬


‫‪:٢‬أن تكون متفرقات ‪.‬‬
‫‪:٣‬ان تكون معلومات ‪.‬‬
‫‪ :٤‬أن تكون مشبعات‪.‬‬
‫و لكن ما الحكم لو جبن اللبن؟ أو عجن به دقيق و أطعم به‬
‫الطفل؟‬

‫__ فقد اختلف العلماء في هذا األمر علي مذهبين ‪،‬‬


‫و الراجح هو قول من قال أن التحريم يثبت بذلك ‪ ،‬و بهذا قال المالكية و‬
‫الشافعية و الحنابلة في أصح الروايتين ‪ ،‬ألن اللحم ينبت بذلك ‪ ،‬و يتغذى‬
‫الطفل بذلك ‪ ،‬مع تحقق باقي الشروط ‪ ،‬أي أن يأكل من هذا الجبن خمس‬
‫مرات متفرقات مشبعات ‪.‬‬

‫_________________‬

‫‪:‬يشترط في الرضيع حتي يصير ابنا أو بنتا‬ ‫‪ :٢‬شروط الرضيع‬


‫المرضعة شروطا ثالثة‪:‬‬

‫الشرط األول‪ :‬أن يكون الرضيع حيا‪.‬‬


‫الشرط الثاني ‪:‬أن يرتضع الطفل في العامين الهجريين ‪ ،‬فلو ارتضع‬
‫بعد العامين لن تثبت الحرمة ‪.‬‬
‫و إلي هذا ذهب جمهور الفقهاء‪ ، +‬و ذهب إلي ذلك القول‬
‫أبو يوسف و محمد ابن الحسن من الحنفية و هو رواية عن اإلمام مالك و‬
‫به قال الشافعية و كذلك الحنابلة ‪.‬‬
‫و قد ذهب اإلمام مالك في المشهور من مذهبه إلي أن‬
‫الرضاع الذي يثبت به التحريم ما كان في الحولين و ما قارب الحولين‪.‬‬

‫و ذهب أبو حنيفة إلي أن الرضاع المحرم ما كان إلي‬


‫ثالثين شهرا ‪ ،‬أي عامين و نصف‪.‬‬
‫هل هناك ما يسمي برضاع الكبير؟ و يحدث به تحريم؟‬
‫__ األصل انه ال يحدث به تحريم ‪ ،‬و ذلك مذهب‬
‫األمه األربعة ‪ ،‬و أن تحريمه مقتصر علي زوجة أبي حذيفة و ال‬
‫يتعدى ذلك األمر ‪.‬‬
‫و يشترط أن يكون ارتضاع الطفل في الصغر‬
‫و إذا كان الرضاع في الكبر فال يثبت به التحريم ‪.‬‬

‫الشرط الثالث ‪ :‬أن يصل اللبن‪ +‬إلي جوف الطفل ‪ ،‬سواء‬


‫كان عن طريق األنف او الفم او عن طريق امتصاص الثدي ‪ ،‬فإذا‬
‫كان عن طريق األنف فيسمي السعوط‪ ، +‬و إذا كان عن طريق الفم‬
‫فيسمي وجور‪.‬‬

‫___________________‬
‫‪ :٣‬شروط المرضعة‪:‬‬
‫__ هذا الطفل الرضيع صار له اثنين من األمهات‬
‫إحداهما من النسب و األخرى من الرضاعة‪ ،‬وال يتصور أن يوجد تحريم‬
‫بالرضاع من غير مرضعة‪ ،‬فإذا انعدمت المرضعة انعدم التحريم‬
‫بالرضاعة ‪.‬‬

‫الشرط األول‪ :‬أن تكون حية حياة مستقرة حال انفصال اللبن‬
‫منها ‪ ،‬و قد اتفق الفقهاء‪ +‬في ذلك‪.‬‬

‫و لكن ما الحكم لو كانت ميته؟ فهل ينتشر التحريم بلبنها؟‬


‫__ اختلف العلماء في ذلك علي قولين و الراجح مذهب‬
‫الجمهور ‪ ،‬و قالوا انه يثبت التحريم به‪ ،‬حيث أنهم قالوا ان اللبن ال يموت‬
‫و بالرجوع إلي األطباء في ذلك قالوا أن اللبن ال يموت فعال ‪ ،‬و ذلك مثل‬
‫البيضة ال تموت بموت من توضعها‪ ،‬و كذلك فإن اللبن محرما في الحياة‬
‫و العارض هو الموت‪ ،‬و اللبن ال يموت ‪ ،‬و هذا في رواية عن سيدنا‬
‫عمر انه قال " اللبن ال يموت "‪.‬‬

‫الشرط الثاني‪ :‬أن تكون المرأة المرضعة قد بلغت الحد‬


‫األدنى للبلوغ‪ ،‬و قد اشترط هذا الشرط الحنفية و الشافعية‪ ،‬و أن تكون‬
‫المرأة قد بلغت تسع سنين قمرية‪.‬‬

‫الشرط الثالث‪ :‬أن ينثاب هذا اللبن عن وطء ‪ ،‬و هذا‬


‫الشرط قد اشترطه بعض العلماء ‪ ،‬أي أن ينزل هذا اللبن عن معاشرة بين‬
‫الزوج و الزوجة ‪،‬و إذا نزل للبكر لبن فإنه يكون نتيجة هرمونات فائضه‪.‬‬
‫__________________‬
‫أثر الرضاع ‪:‬‬
‫__ الرضاع يثبت بأمرين ‪،‬إما أن يثبت باإلقرار او بالشهادة‬
‫فإذا ثبت بواحد منهما فإنه يؤثر في الحرمة بين الرضيع و المرضعة و‬
‫يصير الرضيع ابنا للمرضعة‪ ،‬و معني كونه يصير ابن للمرضعة أنه‬
‫يحرم عليه التزوج بها و يكون هذا التحريم من النوع األبدي ‪ ،‬و يترتب‬
‫علي هذا التحريم األتى ‪-:‬‬

‫‪ :١‬يحل النظر إليها ‪.‬‬


‫‪ :٢‬يجوز أن يختلى بها ‪.‬‬
‫‪ :٣‬يجوز أن يسافر بها ‪.‬‬

‫__ و هذا لقول هللا تعالي " حرمت عليكم أمهاتكم‬


‫الالتي أرضعنكم " معطوفا علي قوله " حرمت عليكم أمهاتكم و بناتكم "‬
‫فسمى سبحانه و تعالي المرضعة أم المرضع و حرمت عليه ‪ ،‬وال يترتب‬
‫علي كون المرضعة أم للمرضع أنها ترث منه ‪ ،‬أو يرث منها ‪.‬‬

‫و تكون المحرمات من الرضاع كاألتي ‪-:‬‬


‫‪:١‬األم التي أرضعته ‪.‬‬
‫‪ :٢‬تثبت الحرمة أيضا بين الرضيع و بنات‬
‫المرضعة ‪ ،‬فبنات المرضعة صرنا أخوات للرضيع لقول هللا تعالي‬
‫"و أخواتكم من الرضاعة "‪ ،‬و كل بنات المرضعة أصبحوا أخوات‬
‫للرضيع سواء التي ارتضع معها أو لم يرتضع معها ‪ ،‬و السابقة و التالية‬
‫له بعد الرضاعة ‪ ،‬ال فرق بينهم ‪ ،‬و األصل‪ :‬أن كل اثنين اجتمع علي ثدي‬
‫واحد صارا أخوين أو أختين‪ ،‬أو أخ و اخت من الرضاعة ‪ ،‬فال يجوز‬
‫ألحدهما أن يتزوج بأخر كما في النسب ‪.‬‬
‫‪ :٣‬كما تثبت الحرمة أيضا علي بنات بنات المرضعة ‪ ،‬و‬
‫بنات أبناء المرضعة ألنهن صرنا أوالد أخوه ‪ ،‬و أوالد أخته ‪.‬‬
‫‪ :٤‬كذلك تحرم عليه أم المرضعة ألنها صارت جدته من‬
‫الرضاعة ‪.‬‬

‫___________________‬

‫‪EZZAT EMAD‬‬
‫‪#‬‬

You might also like