You are on page 1of 20

‫فقه األحوال الشخصية‪:‬‬

‫الرضاع والنسب‬
‫محمد حارث حلمي بن نصري‬ ‫‪.1‬‬
‫علي زين العابدين‬ ‫‪.2‬‬
‫التعريف‬
‫الرضاع‪ ،‬بفتح الراء‪ ،‬ويجوز كسرها فيهما‪ ،‬معناه اسم لمص الثدي‬ ‫• لغة‪َّ :‬‬
‫وشرب لبنه ‪.‬‬
‫• شرعا‪ :‬اسم لحصول لبنه امرأة‪ ،‬أو ما حصل منه في معدة طفل‪ ،‬أو دماغه‬
‫يتعرف بما حصل من أرضعت المرأة بلبنه من زوج أو وطء شبهة ولدا‬ ‫أو ّ‬
‫ضع بلبنها ولدا لهما‪ ،‬وناسب‬
‫خمس رضعات متفرقات في الحولين صار المر َ‬
‫بالرضاع من ناسبهما‪ ،‬وحرم به في النكاح ما حر بالنسب ‪.‬‬
‫المشروعيات‬

‫• بقول هللا تعالى‪َ ... ﴿ :‬و ِإن تَعَا َس ۡرت ُ ۡم فَ َست ُ ۡر ِض ُع لَهُۥٓ ُ ُ ۡۡ َر ٰ ‪.﴾ ٦‬وقد تعاسرتم في هذه‬
‫األية يُعني باختلفتم في إرضاع الولد‪ ،‬فسترضع الولد امرأة أخرى غير أمه‪.‬‬
‫• وقوله عز وجل ‪َ ... ۞ ﴿ :‬و ِإ ۡن ُ َ َردت ُّ ۡم َُن ت َ ۡست َ ۡر ِ‬
‫ضعُ ٓواْ ُ َ ۡولَ َد ُك ۡم فَ ََل ُجنَا َح َ‬
‫علَ ۡي ُك ۡم‪٢٣٣ ...‬‬
‫﴾‪.‬‬
‫حكم الرضاع‬
‫• هل الرضاع واجب على األم أم هو حق لها؟‬

‫• وما حكم على الزوج؟‬


‫دليل أن الرضاع حق لألم ليس واجبا عليها؟‬ ‫•‬
‫هل الرضاع واجب على األُم أَم هو حق لها؟‬
‫• وما الفرق بين واجب وحق؟ إذا قلت‪ :‬الرضاع واجب على األم‪ ،‬كان معناه أنها ملزمة اإلرضاع‪،‬‬
‫ي سبب شرعي‪ .‬وإذا قلت‪ :‬الرضاع حق لألم؟‪ ،‬كان معناه أن هذا األمر عائد إلى‬
‫غير معذورة بأ ّ‬
‫إختيارها‪.‬‬

‫• إذا تعلم وما الفرق بينهما‪ ،‬وما عالقة بين األم بإرضاع ولدها؟ المفتي به في مذهب اإلمام الشافعي‬
‫رحمه هللا تعالى‪ :‬أن الرضاع حق لألم‪ ،‬تطالب به عندما تشاء‪ ،‬وليس واجبًا عليها‪.‬‬
‫وما حكم على الزوج؟‬

‫• إن لم ترغب في إرضاعه‪ ،‬فإن الزوج يصبح عندئذ ملز ًما بتدبير مرضعة‬
‫أخرى لطفله‪.‬‬
‫• فال تلزم به إال لم يجد من يقوم مقامها‪ ،‬فيصبح اإلرضاع واجبًا عليها‬
‫للضرورة‪.‬‬
‫دليل أن الرضاع حق لألم ليس واجبا عليها؟‬
‫املَ ۡي ِن ِل َم ۡن َُ َرا َد َُن يُ ِتم ٱلر َ‬
‫ضا َعةَ ‪ .﴾ ٢٣٣ ...‬وقوله‬ ‫۞و ۡٱل َو ِل َدتُ يُ ۡر ِ‬
‫ضعۡ نَ َُ ۡولَ َد ُهن َح ۡولَ ۡي ِن َك ِ‬ ‫َ‬ ‫• قول هللا عز وج ّل‪﴿ :‬‬
‫ضعۡ نَ لَ ُك ۡم فَآت ُو ُهن ُ ُ ُج َ‬
‫ور ُهن‪.﴾ ٦ ...‬‬ ‫تعالى‪َ ... ﴿ :‬وإِن تَعَا َس ۡرت ُ ۡم فَ َست ُ ۡر ِض ُع لَهُۥٓ ُ ُ ۡۡ َر ٰ ‪ .﴾ ٦‬وقوله ج ّ‬
‫ل جالله‪... ﴿ :‬فَإِ ۡن َُ ۡر َ‬

‫۞و ۡٱل َو ِل َدتُ يُ ۡر ِضعۡ نَ َُ ۡولَ َد ُهن‪ ﴾ ٢٣٣ ...‬احتمل على المعنى "يلزمن‬
‫َ‬ ‫• وبيان على وجه الدليل في األيات ﴿‬
‫الوالدات بإرضاع أوالدهن" أو على المعنى "والوالدات هن صاحبات الحق في إرضاع أوالدهن"‪.‬‬

‫• ولو قال هللا تعالى‪ :‬وعلى الوالدات إرضاع أوالدهن‪ .‬لسقط االحتمال الثاني‪ ،‬وتعين االحتمال األول‪.‬‬
‫فلما قرأنا قول هللا ّ‬
‫عز وج ّل‪َ ... ﴿ :‬و ِإن تَ َعا َس ۡرت ُ ۡم فَ َست ُ ۡر ِض ُع لَهُۥٓ ُ ُ ۡۡ َر ٰ ‪ ﴾ ٦‬ترجح معنى الثاني في اآلية األولى‪،‬‬
‫وهو كون الرضاع حق لألم‪.‬‬
‫أثر الرضاع على‬
‫القرابة‬
‫ما يترتب على قرابة الرضاع من أحكام‬ ‫•‬
‫ما يترتب على قرابة الرضاع من أحكام‬

‫• حكم يتعلق بالحرمة – ما يتعلق بالنكح‬


‫• حكم يتعلق بالحل – ما يتعلق بالخلوة والنظر والسفر‬
‫حكم يتعلق بالحرمة – ما يتعلق بالنكح‬
‫إذا أرضعت الرضاع األم إلى صبيا أجنبيا عنها‪ ،‬صار الصبي ابنها بالرضاع‪ ،‬وصار زوجها صاحب اللبن‬ ‫•‬
‫أبًا لذلك الطفل‪ ،‬وأثرت بهذا الرضاع األمور التالية‪:‬‬

‫أو ًلا‪ :‬يحرم على الرضيع التزوج ممن أرضعته‪ ،‬ومن كل أنسبائها الالئي عليه التزوج منهن لو كانت‬ ‫•‬
‫المرضعة أمه من النسب‪ .‬فيدخل في هذا التحريم‪:‬‬

‫أخت مرضعته‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫بنت مرضعته‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وبنات أوالد مرضعته‪ ،‬ذُكورا ً كانو أو إناثا‪.‬‬

‫أم مرضعته‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫حكم يتعلق بالحرمة – ما يتعلق بالنكح‬
‫• وكذلك يحرم على هذا الرضيع التزوج من هؤالء أنفسهم‪ ،‬إذا كانو أنسباء والده من الرضاعة‪ ،‬وهو‬
‫زوج المرضعة‪ ،‬صاحب اللبن‪ .‬فتحرم عليه‪:‬‬

‫أخت والده نت الرضاعة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫بنت والده من الرضاعة‪ ،‬ولو من زوجة أخرى‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بنات أوالد أبيه من الرضاعة‪ ،‬ذُكورا ً كانو أم إناثا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أم أبيه من الرضاعة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حكم يتعلق بالحرمة – ما يتعلق بالنكح‬

‫• ثانيا‪ :‬يحرم على المرضع‪ ،‬وعلى هؤالء األنسباء للمرضع جميعا ً التزوج من‬
‫الرضيع‪ ،‬كما أوضحنا‪ ،‬والتزوج من فروعه‪ ،‬ألنك لو قدّرت أمومة المرضعة للطفل‬
‫محرمات عليه فكذلك أمومة الرضاع‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أمومة نسب‪ ،‬كان هؤالء األنسباء‬
‫ثالثا‪ :‬يجوز للمرضع‪ ،‬وأنسبائها الالئي عدّدنا أسمائهن التزوج من حواشي الرضيع‪:‬‬ ‫•‬
‫كأخيه‪ ،‬ومن أصوله‪ ،‬كأبيه‪ ،‬وكع ّمه‪ ،‬ألنه أجانب عن المرضع وأنسبائها‪.‬‬
‫الدليل على حرمة الزواج الرضاع‪:‬‬

‫علَ ۡي ُك ۡم ُُم َهت ُ ُك ۡم َوبَنَات ُ ُك ۡم َوَُۡ ََوت ُ ُك ۡم َو َعمت ُ ُك ۡم َو َۡلَت ُ ُك ۡم َوبَنَاتُ‬


‫من القرآن‪ :‬قال هللا تعالى‪ُ ﴿ :‬ح ِر َم ۡت َ‬ ‫•‬
‫سآئِ ُك ۡم َو َربَٓئِبُ ُك ُم ٱلتِي فِي‬ ‫ضعَ ِة َوُُم َهتُ نِ َ‬ ‫ضعۡ نَ ُك ۡم َوَُۡ ََوت ُ ُكم ِمنَ ٱلر َ‬ ‫ي ُ َ ۡر َ‬ ‫ۡٱۡلَخ َوبَنَاتُ ۡٱۡل ُ ۡۡ ِ ُ‬
‫ت َوُم َهت ُ ُك ُم ٱل ِت ٓ‬ ‫ِ‬
‫ٓ‬
‫سآئِ ُك ُم ٱلتِي َدۡ َۡلتُم ِب ِهن فَإِن ل ۡم ت َ ُكونُواْ َدۡ َۡلتُم ِب ِهن فَ ََل ُجنَا َح َ‬
‫علَ ۡي ُك ۡم َو َحلَئِ ُل َُ ۡبنَآئِ ُك ُم ٱلذِينَ ِم ۡن‬ ‫ور ُكم ِمن نِ َ‬ ‫ُح ُج ِ‬
‫ٱّلل َكانَ َغفُ ٗورا ر ِح ٗيما ‪﴾ ٢٣‬‬ ‫صلَ ِب ُك ۡم َوَُن تَ ۡج َمعُواْ بَ ۡينَ ۡٱۡل ُ ۡۡت َ ۡي ِن ِإّل َما قَ ۡد َ‬
‫سلَ َ‬
‫ف ِإن َ‬ ‫َُ ۡ‬

‫يحرم‬
‫تحرم ما ُ‬
‫منًالسنة‪ :‬فعن عائشة رضي هللا عنها قال رسول هللا ﷺ‪" :‬إن الرضاعة ِّ ّ‬ ‫•‬
‫من الوالدة‪".‬‬
‫حكم يتعلق بالحل – ما يتعلق بالخلوة والنظر‬
‫والسفر‪:‬‬
‫• أن كل ما يحل بينك وبين قريبة لك نسبا ً م ّمن مضى ذكرهم‪ ،‬يح ّل بينك وبينها‬
‫رضاعة‪ :‬فيحل بينهما النظر‪ ،‬كما يحل ذلك بين األخوات من النسب‪ ،‬وتحل بينهما‬
‫الخلوة المحرمة بين األجنبيين‪ ،‬ويح ّل لها أن تسافر معه فوق ثالث ليال‪.‬‬
‫ولكن هذا الحكم ال يسوغ نظر القريب رضاعة إليها بشهوة‪ ،‬أو نظرها إليه كذلك ألن‬ ‫•‬
‫محرم ولو بين أقارب النسب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫هذا‬
‫شروط الرضاع على‬
‫حرمة النكاح‬
‫شروط الرضاع على حرمة النكاح‬
‫• شرط األلى‪ :‬أن يكون الرضيع لم يتم سنتين من عمره عند الرضاع‪.‬‬

‫املَ ۡي ِن ِل َم ۡن ُ َ َرا َد َُن‬ ‫۞و ۡٱل َو ِل َدتُ يُ ۡر ِ‬


‫ضعۡ نَ ُ َ ۡولَ َد ُهن َح ۡولَ ۡي ِن َك ِ‬ ‫َ‬ ‫الدليل‪ :‬من القرآن‪ :‬قال هللا تعالى‪﴿ :‬‬ ‫•‬
‫سنَ بِ َو ِل َد ۡي ِه َح َملَ ۡتهُ ُ ُ ُّمهُۥ َو ۡهنًا َ‬
‫علَى َو ۡهن‬ ‫عةَ‪ ،﴾٢٣٣ ..‬وقال هللا ج ّل جالله‪َ ﴿ :‬و َوص ۡينَا ۡ ِ‬
‫ٱۡلن َ‬ ‫ضا َ‬
‫يُتِم ٱلر َ‬

‫ير ‪ .﴾ ١٤‬من السنة‪ :‬قال رسول هللا ﷺ‪" :‬ال‬


‫ص ُ‬‫ٱش ُك ۡر ِلي َو ِل َو ِل َد ۡي َك ِإلَي ۡٱل َم ِ‬
‫عا َم ۡي ِن ُ َ ِن ۡ‬
‫صلُهُۥ فِي َ‬
‫َوفِ َ‬

‫رضاع إال ما كان في الحولين‪.".‬‬


‫شروط الرضاع على حرمة النكاح‬
‫• شرط الثاني‪ :‬أن ترضعه خمس رضعات متفرقات‪ .‬وتعتبر الرضاعة منفصلة‪ ،‬أو‬
‫غير منفصلة عن األخرى بالعرف‪ .‬فلو قطع الطفل الرضاع إعراضا ً وشبعا ً‪ ،‬كان ذلك‬
‫رضعة مستقلة‪ ،‬ولو قطعه للهو‪ ،‬مثالً‪ ،‬وعاد في الحال‪ ،‬أو تحول من ثدي إلى ثدي‪ ،‬عد‬
‫ذلك كله رضعة واحدة‪.‬‬

‫• الدليل‪ :‬عن عائشة رضي هللا عنها‪ :‬كان فيما من نزل القرآن‪ :‬عشر رضعات‬
‫ّ‬
‫وهن فيما يقرأ من‬ ‫معلومات يحرمن‪ .‬ثم نسخن بخمس معلومات‪ ،‬فتوفى رسول هللا ﷺ‪،‬‬
‫القرآن‪.‬‬
‫ثبوت الرضاع‬
‫ثبوت الرضاع‬

‫• الشهادة‬
‫• اإلقرار‬
‫• االستفاضة‬
‫حد حقوق الرضاع على القربة‬

‫• ال يستحق بالرضاع ميراث وال نفقة وال والية في نكاح وال كفائة في نسب‪.‬‬

You might also like