You are on page 1of 75

‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫قسم الدراسات االسالمية‬ ‫كلية اآلداب ـــ‬

‫النظام‬
‫اإلجتماعي في‬
‫االسالم‬
‫الدكتور ‪ /‬حمد بن سالم‬
‫المري ‪.‬‬
‫عضو هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل ‪.‬‬

‫العام الجامعي ‪ 7011‬ــ ‪ 7101‬هــ ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المعلومات العامة عن المقرر‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫السابع‬ ‫المستوى‬ ‫الدراسات اإلسالمية‬ ‫القسم‬

‫سلم‪1041041‬‬ ‫رمز المقرر‬ ‫النظام االجتماعى فى اإلسالم‬ ‫اسم المقرر‬

‫اختيارى‬ ‫صفة المقرر‬ ‫‪Social System in Islam‬‬

‫المتطلبات‬ ‫‪‬‬ ‫نظري‬ ‫عملي‬ ‫طبيعة المقرر‬


‫السابقة‬

‫العربية‬ ‫لغة التدريس‬ ‫اتصال‬ ‫‪2‬‬ ‫معتمدة‬ ‫عدد الساعات‬

‫ر‬ ‫ى ال‬ ‫م‬


‫وع اية ا سالم ب‬ ‫‪ :‬تع يف ا ن ان في ا سالم أس ب ا ال‬ ‫ال‬ ‫•‬
‫ا سالمي تق ية ال واب االج اع ة‬ ‫س ات ال‬ ‫•‬
‫ا أس ب ا ا س‬ ‫ا س في ا سالم‪ :‬تع يف ا م ان ا أ‬ ‫•‬
‫ال وا ومقاص حق ال وج‬ ‫•‬
‫حق ا با وا والد وا ار‬ ‫•‬
‫م انة ال أ وحق ا في ا سالم‬ ‫•‬
‫ال ات ح ال ام ا س ي في ا سالم وال د عل ا‪:‬‬ ‫•‬
‫تع د ال وجات‬ ‫•‬
‫م ا ال أ‬ ‫•‬
‫دية ال أ‬ ‫•‬
‫ال ا‬ ‫•‬
‫ال ال‬ ‫•‬
‫ت ي ال‬ ‫•‬
‫ز)‬ ‫ال الت ا س ية وعالج ا ‪ ( :‬ع ال أ الق امة ال فقة ال‬ ‫•‬
‫وني وال عل ع بع‬ ‫ع اد ال عل ا ل‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جامعة ال ل ف‬
‫ثالثا‪:‬‬ ‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫مسوغات المقرر‬

‫حاجة الطالب إلى دراسة أسس اإلسالمي ومكاتة االسرة في اإلسالم ‪4‬‬

‫رابعا‪ :‬أ داف المقرر‬

‫يتوقع في نهاية تدريس الم رر أن يكون الطالب قادرا على أن‬

‫‪ -‬يعرف المجتمع والنظام االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬يذكر مكانة األسرة في اإلسالم وأسس بنائها‪.‬‬

‫‪ -‬يوضح مكانة المرأة وح وقها في اإلسالم‪.‬‬

‫‪ -‬يذكر أهم المشكالت األسرية وطري ة عالجها‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬طرائ التدريس وا نشطة المصاحبة‬


‫‪2‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫‪ -‬استخدام طري ة اإلل اء والمحاورة عند عرض المادة العلمية‪ ،‬ثم التحول نحو الطري ة الحوارية‬
‫عند استخدام السبورة أو الكمبيوتر في عرض ت سيمات الموضوع‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬التقويم‬

‫اختبار فصليّ ‪ 34‬مشاركة ‪ 14‬بحث ‪ 14‬اختبار نهائي ‪04‬‬

‫سابعا‪ :‬مصادر المقرر ومراجع‬

‫المرج الرئيس‪:‬‬

‫اإلسالم وبناء المجتمع‪ ،‬حسن أبوغدة وآخرون‪.‬‬

‫ح وق المرأة وواجباتها‪ ،‬فاطمة نصيف‪.‬‬

‫المراج المساعد ‪:‬‬

‫أحكام األسرة في اإلسالم‪ ،‬محمد مصطفى شلبي‪.‬‬

‫أحكام المعاشرة الزوجية‪ ،‬زينب حسن الشرقاوي‪.‬‬

‫األسرة المسلمة‪ ،‬وهبه الزحيلي‪.‬‬

‫شبهات حول المرأة‪ ،‬محمد سعيد البوطي‪.‬‬

‫التكافل االجتماعي في الشريعة‪ ،‬محمد أحمد الصالح‪.‬‬

‫ب سال ال ي‬ ‫ال ك ر ح‬ ‫اس ال ار‬


‫ن تع يف ة ع ال ار في ال اد ‪:‬‬
‫ال ك ر ‪ /‬ح ب سال ال ي‬
‫ال راسات ا سالم ة‬ ‫اس ا م اع في‬
‫في كل ة ا دا ب امعة ال ل ف‬
‫درجة ال ك را في ال اسة ال ع ة م م ت ة‬
‫ال ف م ال ع العالي للق ا بال يا‬
‫في ا ن ة ال ع دية‬ ‫درجة ال اج‬
‫م ال ع العالي للق ا بال يا‬
‫ب ال ري س في ال يعة م كل ة ال يعة‬
‫وال راسات ا سالم ة با ح ا‬
‫الع يات ‪:‬‬
‫ة ت ري ب امعة ال ل ف‬ ‫•ع‬
‫الل ة العل ا صال ات ال با ح ا‬ ‫•ع‬
‫ال ادي ا دبي با ح ا‬ ‫ع‬ ‫•‬
‫الل ة ا س ارية ب لة ال ا‬ ‫ع‬ ‫•‬
‫وني وال عل ع بع‬ ‫ع اد ال عل ا ل‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جامعة ال ل ف‬
‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫‪3‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫االمة‬ ‫اعة‬ ‫ال‬ ‫ال‬

‫بع‬ ‫ع‬ ‫وني وال عل‬ ‫ا ل‬ ‫ال عل‬ ‫ع اد‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫ف‬ ‫جامعة ال ل‬
‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫مفهوم المجتمع المسلم‬


‫سس بنا المجتم ا سالمي ولسمات أن ن كر شيئا مما تدعو‬ ‫يحسن بنا ب أن نعر‬
‫الحاجة إلي فيما يتص بمف وم المجتم ولفظ الجماعة وا مة ليكون بمثابة توطئة يسير لما بعد‬
‫تعريف المجتم ‪:‬‬
‫ليس يخفى أن لفظ المجتم مشت من َج َم َ فالجم ضم ا شيا المتفقة وضد التفري‬
‫اللفظة‪ " :‬تجم القوم اجتمعوا من‬ ‫أحسن) صاح لسان العر حين ا في بيان معنى‬ ‫وا فراد و‬
‫(‪1‬‬
‫و و تعبير يلحظ من استحضار صاحب لمبدأ نشأ المجتمعات‬ ‫ا نا و ا نا"‬

‫حين النظر في داللة لفظ المجتم من حي و مصطلح يجد المر عد تعريفات منشؤ ا‬
‫تباين النظرات تبعا للتخصصات فنجد تعريفا من منظور سياسي وآخر من منظور اجتماعي وثالثا‬
‫نفسيا و ك ا‬
‫ا المقام تعريف لعل ا ر إلى المباح التي‬ ‫التعريفات وحسبنا في‬ ‫لسنا بصدد تتب‬
‫ل ا‬ ‫سنعر‬
‫و ‪ :‬عدد كبير من ا فراد المستقرين تجمع م روابط اجتماعية ومصالح‬ ‫فالمجتم‬
‫( ‪)2‬‬
‫مشتركة تصحب ا أنظمة تضبط السلو وسلطة ترعا ا‬
‫وليس يبعد تعريف المجتم المسلم من غير من المجتمعات إال بما في من خصائص‬
‫ومواصفات – سوف نفص القو في ا‪-‬‬
‫وعلى دي من ا يمكن تعريف المجتم ا سالمي بأن ‪ :‬خالئ مسلمون في أرض م‬
‫مستقرون تجمع م رابطة ا سالم وتدار أمور م في ضو تشريعات إسالمية وأحكام ويرعى‬
‫شؤون م وال أمر من م وحكام‬
‫تعريف الجماعة ‪:‬‬
‫الجماعة ‪ :‬ي الطائفة من الناس يجمع ا رابط فأكثر كالقرابة أو الجنس ف ي ب ا‬
‫المف وم جز من مكونات المجتم في حين أن مف وم ا مة أوس وأشم بخاصة في ضو‬
‫المنظور ا سالمي ال ي يعنينا في ا المقام‬
‫تعريف ا مة ‪:‬‬
‫تعرف ا مة بقول م‪ ( :‬ك جماعة يجمع م أمر ما إما دين واحد أو زمان أو مكان واحد سوا‬
‫(‪)1‬‬
‫أكان ا ا مر الجام تسخيرا كالجنس واللون أو اختيارا كالمعتقد وا ر‬
‫ن يجع العوام وا سبا الدنيوية كاللغة‬ ‫ا التعريف لألمة على إطال‬ ‫يتع ر بو‬
‫وا ر والجنس من مقومات ا مة و ا ما ال يقر ا سالم م اعتراف بأن ل ا أثرا إيجابيا إال‬
‫وإما لضيق ا كالقرابة‬ ‫أن ا ال تقوى على تكوين أمة واحد إما لضعف ا كا ر‬

‫(‪ )1‬لسان العرب‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬مادة جمع ج ‪ 9‬ص ‪.404‬‬


‫(‪ )2‬انظر المجتمع اإلسالمي ‪ ،‬أمين المصري‪ ،‬ص ‪ ، 14‬المجتمع واألسرة في اإلسالم ‪ ،‬د محمد طااهر الجاوابي ‪ ،‬ص‬
‫‪ ، 12‬علم االجتماع والمجتمع اإلسالمي ‪ ،‬د‪ .‬مصطفى شاهين‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫(‪ )1‬الكليات‪ ،‬أبو الب اء العكبري‪ ،‬ص ‪ ، 171‬ال اموس السياسي‪ ،‬أحمد عطية هللا‪ ،‬ص ‪.122‬‬

‫‪0‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫يمكن ـ تجنبا لإلطالة ـ أن نعرف ا مة ا سالمية في ضو دالالت النصوص الشرعية بأن ا‪:‬‬
‫( جماعات من الناس تجمع م عقيد ا سالم بغ النظر عن أي اعتبار) ويش د ل ا القرآن الكريم‬
‫بقول تعالى ‪ُ  :‬ك ْن ُت ْم َخ ْي َر أ ُ َّم ٍة أ ُ ْخ ِر َجتْ لِل َّن ِ‬
‫اس ‪ [ ‬آ عمران ‪ ]111 :‬و ول تعالى‪َ  :‬وإِنَّ َـ ِ ِ‬
‫ون ‪ [ ‬سور المؤمنين ‪] 22 :‬‬ ‫أ ُ َّم ُت ُك ْم أ ُ َّمة َواحِدَ َوأَ َناْ َر ُّب ُك ْم َفا َّتقُ ِ‬
‫إن الدو الغربية لم تستط أن تنطوي كل ا تحت أمة واحد على الرغم من وجود روابط كثير‬
‫بين ا وما زلنا نسم مصطلح ا مم ا وروبية‪ ,‬ومثل ا ك ل الدو ا فريقية فإن ا على ما بين ا من‬
‫روابط تسمى ا مم ا فريقية في حين أننا ال نسم بمصطلح ا مم ا سالمية ب ي أمة إسالمية واحد‬
‫و ا يعني أن ا مة ا سالمية تتكون‬ ‫على الرغم مما بين أفراد ا من اختالف في اللغة والجنس وا ر‬
‫من عد مجتمعات العتبارات تفر نفس ا لكن التواف بين المجتمعات ا سالمية ملحوظ بسب اتفا م‬
‫على مرجعية عليا واحد ‪ ,‬و ي ا سالم‬

‫وع اية‬ ‫ا ن ان في ا سالم أس ب ا ال‬


‫ا سالمي تق ية‬ ‫س ات ال‬ ‫ا سالم ب‬
‫ال واب االج اع ة‬
‫ع بع‬ ‫وني وال عل‬ ‫ع اد ال عل ا ل‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جامعة ال ل ف‬
‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫أسس بناء المجتمع وعناية اإلسالم بها‬


‫إن أي مجتم باعتبار كيانا ائما ب ات ‪ ,‬البد ل من أسس يبنى علي ا وتكاد تكون‬
‫ا سس مشتركة بين المجتمعات كل ا بيد أن المجتم ا سالمي تميز عن غير في ا المجا وكان‬
‫تميز من ج تين‪ :‬أما ا ولى ف و أن جع العقيد بك مظا ر ا والشريعة بك أحكام ا ا ساس‬
‫ا كبر ال ي تبنى علي ا سس ا خرى إ ال يمة ي أساس ال تكون العقيد والشريعة متمثلة في‬
‫ائمة علي و ا ما ظ ر جليا في التربية النبوية للمسلمين أفرادا وجماعات بخاصة في الع د المكي‬
‫ال ي م د الطري لألسس ا خرى لتصبح مكونات معتبر و و ما حرصنا على إبراز حين عرضنا‬
‫ل ا سس وبينا كيف أن ا سالم صبغ ا بصبغة عقيدية وصاغ ا صياغة إسالمية ومن نا كان‬
‫التميز وكانت ا ثار ا يجابية‬
‫ا سس فجا‬ ‫أما الثانية فإن بما أوجد من مواصفات وبما وضع من اعتبارات تجا‬
‫ا المجتم متميزا بتميز أسس ‪ ,‬و و ما سنعر ل في ا المبح‬
‫يمكن القو إن ا سس العامة التي يقوم علي ا بنا المجتم ا سالمي – بعد ا ساس العقدي‬
‫الم مين علي ا – ي‪:‬‬
‫(‪ )1‬ا نسان‬
‫(‪ )2‬الروابط االجتماعية‬
‫(‪ )3‬الضبط االجتماعي‬
‫(‪ )4‬ا ر‬

‫ا ساس ا و ‪ :‬ا نسان‬


‫عنى ا سالم با نسان الفرد عناية ال مثي ل ا بغية أن ي يئ ليكون ا ساس ا و في بنا‬
‫العناية ا ل ية من الخل والتكوين حين خلق هللا تعالى بيدي ونفخ في من‬ ‫المجتم وبرزت‬
‫روح ومنح العق والحواس فبان ب ا أن مخلو كريم على هللا ثم تبعت العناية ا ل ية حين ضى‬
‫العناية بشريعة ا سالم وبما تضمنت من‬ ‫و د ُتوجت‬ ‫هللا تعالى أن يكون خليفة في ا ر‬
‫دايات وتوجي ات تخص الفرد المسلم كادت تستغر الع د المكي كل ولم يغفل ا الع د المدني‬
‫دفت كل ا إلى بنا شخصية للفرد المسلم متزنة مستقلة تجم بين ما استود في ا من رغبات‬

‫‪0‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫ا‬ ‫ونزعات وبين ما أنيط ب ا من مسؤوليات على مستوى الفرد والجماعات و ا ما جع من‬
‫وأ ال للقيام بواجبات‬ ‫ا نسان ـ بح ـ مخلو ا متميزا وصار خليقا ن يصبح خليفة في ا ر‬
‫تجا نفس وتجا مجتمع كما أسلفنا‬
‫الغاية العظمى والم مة ا سمى أن هللا تعالى أود في ا نسان‬ ‫لقد أس م في تحقي‬
‫نزعتين (‪ )1‬متباينتين في الظا ر لكن ما متكاملتان و ما النزعة الفردية و ي التي تجعل يح الخير‬
‫لنفس ويدف الشر عن ا ويحرص على تحقي ات والنزعة االجتماعية و ي التي تدفع إلى صف‬
‫ن هللا تعالى جع بحكمت حاجة الفرد إلى الفرد‪ ,‬كحاجة العضو إلى‬ ‫الجماعة وحضن المجتم‬
‫العضو في الجسد الواحد (‪ )2‬ويف م ا إ ا علم أن سلو الفرد ورغبات كالح والوفا والتميز‬
‫( ‪)3‬‬
‫والفخر البد ل ا من محيط اجتماعي تمارس في‬
‫الدواف الفطرية دواف مكتسبة أوجد ا الشار الحكيم من خال تشريعات‬ ‫يضاف إلى‬
‫وتكاليف خوط ب ا الفرد ل ا اتصا مباشر بالمجتم و ا ملحوظ في العبادات كل ا كما سنرى (‬
‫( ‪)4‬‬
‫ل ن الحيا داخ المجتم تمنح الفرد و فو وت )‬
‫ن‬ ‫إن المتأم في مكانة الفرد في ا سالم وما أحيط ب من عناية وت يئة يدر أن أ‬
‫يكون ا ساس ا و في بنا المجتم باعتبار اللبنة ا ولى في ا سر تل ا سر التي تؤلف م‬
‫مثيالت ا المجتم الرباني‬
‫ا ساس الثاني ‪ :‬الروابط االجتماعية‬
‫فطر ا نسان على ح االنتما إلى المجتم ف و يمي بطبع إلى بني جنس ويكر العزلة‬
‫ل ‪ ( :‬أن االجتما ما و إالَّ تعبير عن غريز مستكنة في أعما نفس ا نسان والجماعة صفة‬
‫( ‪)1‬‬
‫الزمة من صفات )‬
‫( و ي عبار عن‬ ‫وحيثما وجد تجم إنساني برزت ـ بال ش ـ روابط اجتماعية وصالت‬
‫فكر وسلو ) (‪ )2‬تنمو وتعم في ظ التفاع االجتماعي بين ا فراد‬
‫الروابط من ا ما و عال ات اجتماعية مث الصدا ة‬ ‫الباحثين (‪ )3‬أن‬ ‫ويرى بع‬
‫والمصا ر ومن ا ما و عمليات اجتماعية أشد تعقيدا من سابقت ا مث الجوار والصرا ومن م‬
‫( ‪)4‬‬
‫الروابط إلى فطرية كالقرابة وإلى مكتسبة كالجوار‬ ‫من يقسم‬
‫وعلى ك ف ي ظوا ر نمت في ظ االجتما وتولدت من بسب شعور ك فرد بحاجت إلى‬
‫التعاون م ا خرين واالرتباط ب م تحقيقا للمصالح المشتركة و و ما كشف عن رائد علم االجتما‬
‫ابن خلدون بقول ‪ ( :‬إن در الواحد من البشر اصر عن تحصي حاجت فال بد من اجتما القدر‬
‫( ‪)2‬‬
‫الكبير من أبنا جنس )‬
‫عن غير في مجا الروابط‬ ‫يجدر بنا أن ن كر في ا المقام تميز المجتم ا سالمي‬
‫إالَّ أن جع الرابطة العظمى‬ ‫االجتماعية ف و وإن أ ر كثيرا من الروابط ورعا ا ح رعايت ا‬
‫ن ا المرجعية ا ولى والعليا‬ ‫والعرو الوثقى ي العقيد وما يفي عن ا من تشريعات و دايات‬
‫دور‬ ‫فكان للعقيد والحالة‬ ‫بنا المجتم ا سالمي في ك ما يصدر عن م من سلو وتصرفات‬
‫ا العرف من ب‬ ‫ظا ر في إيجاد روابط اجتماعية وفي ت ي روابط أخرى كان د أ ر‬
‫إن ا سالم (‪ )1‬يعتمد في بنا مجتمع على و الرابطة التي يضع ا بين المسلمين ويجع‬
‫من م جسما واحدا يتج ـ بقو ـ إلى غاية واحد ل ما يصور الحدي النبوي المش ور‪ ( :‬مث‬
‫المؤمنين‬

‫علم االجتماع والمجتمع المسلم‪ ،‬د‪ .‬شاهين‪ ،‬ص ‪ ، 58‬ص ‪.،274‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫المجتمع اإلسالمي ‪ ،‬د‪ .‬أمين المصري ‪ ،‬ص ‪.9‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫المرجع السابق ص ‪11‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫المجتمع اإلسالمي ‪ ،‬د‪ .‬مصطفى عبد الواحد ‪ ،‬ص ‪.25‬‬ ‫((‪)4‬‬
‫المجتمع اإلسالمي‪ ،‬د‪ .‬أمين المصري ‪ ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪)1‬‬
‫علم االجتماع والمجتمع المسلم‪ ،‬د‪ .‬شاهين ‪ ،‬ص ‪.29‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫علم االجتماع والمجتمع المسلم‪ ،‬ص ‪.11‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫المجتمع واألسرة في اإلسالم‪ ،‬د‪ .‬محمد طاهر الجوابي‪ ،‬ص ‪.14‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫م دمة ابن خلدون ‪ ،‬ابن خلدون‪ ،‬ص ‪.79‬‬ ‫(‪)8‬‬
‫المجتمع اإلسالمي ‪ ،‬د‪ .‬مصطفى عبد الواحد ‪ ،‬ص ‪.42‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪6‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫في تواد م وتراحم م وتعاطف م مث الجسد إ ا اشتكى من عضو تداعى ل سائر الجسد‬
‫( ‪)2‬‬
‫بالس ر والحمى)‬
‫المفا يم أن تكون الروابط االجتماعية واحدا من ا سس التي يبنى‬ ‫ح في ضو‬
‫علي ا المجتم ( وال نبعد عن الصوا إ ا لنا أن المجتم نسيج مكون من صالت اجتماعية)‬
‫(‪) 3‬‬

‫ا ساس الثال ‪ :‬الضبط االجتماعي‬


‫يؤثر ا فراد بعض م في بع عندما يضم م مجتم واحد فينشأ عن ا مجموعة من‬
‫السلوكيات وا حاسيس والتصورات تختلف عما يفكر في الفرد ويحس ب أو يريد لنفس وربما‬
‫أفراد ا لو خلوا بأنفس م الختالف ا راد الفردية عن‬ ‫اتخ ت الجماعات رارات لم يرد ا بع‬
‫( ‪)4‬‬
‫ا راد الجماعية وكأن ا يعني وجود شخصية جماعية تفر نفس ا على ا فراد‬
‫ا ال ي أشرنا إلي بالضبط االجتماعي ويعني ضرور الوعي‬ ‫يسمي علما االجتما‬
‫( ‪)2‬‬
‫بشعور ا خرين ومراعا حقو م وانت ا سلو يتأثر ب ا الوعي و ا السلو‬
‫ال ش في أن حاجة المجتم ماسة لوجود ضوابط وأنظمة ( تطل نشاط ا فراد في مجاالت‬
‫تقوم ا مور تبعا ل ا فتعتبر بع‬
‫َّ‬ ‫وتحبس نشاط م في مجاالت أخرى وتض ل م مقاييس للسلو‬
‫( ‪)6‬‬
‫ا مور كريمة محببة وتعتبر بعض ا كري ا م موما )‬
‫لقد تنب المعنيون بشؤون المجتم إلى أ مية ا ا ساس في بنائ وكان غاية ما توصلوا‬
‫ا الغر ما سمي بنظرية العقد االجتماعي والتي اتضحت معالم ا على يد‬ ‫إلي من أج تحقي‬
‫العالم الش ير ( روسو ) ( و ي فكر مادية تقوم في حقيقت ا على تباد المصالح والتعايش بين‬
‫الناس لينا ك من م حقو و ي محاولة ال بأس ب ا لكف نواز العدوان والتسلط) (‪ )1‬لكن ا ال‬
‫تقوى ي وال مثيالت ا بحا على التأليف بين لو أفراد المجتم والب المحبة بين م وال زر‬
‫رو التسامح في المجتم ف ي ال تزيد على كون ا محاولة للتوفي بين الرغائ والمال مة بين‬
‫المصالح حتى ال يحد تصار وال اختالف‬
‫لإلسالم من ج في ا المجا ما عرفت البشرية في تاريخ ا الطوي من جا يوازي أو يداني‬
‫سل في مسال متنوعة فآتت ثمار ا وكان من ل أن زين فراد المجتم طريقا س ال موصال‬
‫للجنة ولرضوان هللا عن طري محبة ا خرين ا ‪ ( :‬ال تدخلون الجنة حتى تؤمنوا وال تؤمنوا‬
‫( ‪)2‬‬
‫حتى تحابوا أوال أدلكم على شي إ ا فعلتمو تحاببتم؟ أفشو السالم بينكم)‬
‫فجع انتشار المحبة المتبادلة بين أفراد المجتم عالمة على تحق ا يمان ورت علي‬
‫دخو الجنة و ا من أعظم الحوافز التي توض بين يدي المسلم اليقظ وال ش أن المحبة في هللا إ ا‬
‫فشت بين أفراد المجتم كان ل ا من ا ثار والثمار ما و كفي بتجاوز كثير من ا زمات ونمو‬
‫التسامح في المعامالت‬
‫ك ل رغ ا سالم أبنا في العناية بقضايا المجتم وحاجات أفراد ورت على ا‬
‫بقول صلى هللا علي وسلم‪ ( :‬المسلم أخو المسلم ال يظلم وال‬ ‫مكاس عظيمة بين ا الرسو‬
‫فر عن مسلم كربة فر هللا عن ب ا كربة‬ ‫َّ‬ ‫يسلم من كان في حاجة أخي كان هللا في حاجت ومن‬
‫( ‪)3‬‬
‫من كر يوم القيامة ومن ستر مسلما ستر هللا يوم القيامة)‬
‫ر ابة اتية لدى ا نسان المسلم وحافزا‬ ‫النصوص الشرعية وأمثال ا‬ ‫لقد أوجدت‬
‫وتجعل يستحضر المسؤولية المنوطة ب‬ ‫داخليا يحمل على التفاع ا يجابي م أبنا مجتمع‬
‫والتسامح والنصح وا يثار وحسن العشر‬ ‫ا كل أن تقوى أواصر المحبة‬ ‫تجا م وتكون ثمر‬
‫ويبرز معالم االنضباط في‬ ‫وكف ا ى بين أفراد المجتم و و ما يسند نظم المجتم‬

‫صحيح مسلم‪ ،‬كتاب البر والصلة‪ ،‬باب المؤمنون كرجل واحد في التراحم والتعاطف‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪ )4‬المجتمع اإلسالمي ‪ ،‬د‪ .‬أمين المصري ‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫انظر المعجم الفلسفي ‪ ،‬د‪ .‬جميل صليبا ‪ ،‬ص ‪ 411‬بتصرف‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫انظر قاموس علم االجتماع ‪ ،‬د‪ .‬محمد عاطف ‪ ،‬ص ‪.410‬‬ ‫(‪)8‬‬
‫انظر المجتمع اإلسالمي ‪ ،‬د‪ .‬المصري ‪ ،‬ص ‪.14‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫انظر المجتمع اإلسالمي‪ ،‬مصطفى عبد الواحد‪ ،‬ص ‪ 44-41‬بتصرف ‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫صحيح مسلم ‪ ،‬كتاب اإليمان ‪ ،‬باب بيان أن ال يدخل الجنة إال المؤمنون‪ ،‬رقم [‪.]84‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫صحيح مسلم ‪ ،‬كتاب الظلم ‪ ،‬باب تحريم الظلم واألمر باالستغفار والتوبة‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪1‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫لم يركن ا سالم في ضبط السلو وحفظ ا من االجتماعي إلى ا المن ج على الرغم من‬
‫أ مية أثر ا يجابي إنما تعدا إلى إيجاد تشريعات يحتكم إلي ا أفراد المجتم عن رضا وطي نفس‬
‫كون ا ربانية المصدر فقد نظم ا سالم العال ة بين أفراد المجتم المسلم وأوجد نظما تخص ا سر‬
‫الصغير والكبير ونظم أمور المعامالت ليقف ك فرد على ما ل وما علي و و من ج يتسم‬
‫بالوا عية ويس م في ضبط ا مور في المجتم‬
‫الرواد تمثلت في تشريعات تتعل‬ ‫دعت الحاجة‪ -‬إضافة إلى ل كل ‪ -‬إلى وجود بع‬
‫بالعقوبات على أنواع ا تقوم اعوجا بع ا فراد وترد م إلى الصوا حماية ل م من شرور‬
‫ا العر ال ي تقدم تظ ر أ مية ا نظمة في المجتم‬ ‫أنفس م وصيانة من المجتم وفي ضو‬
‫ومكانة الضبط االجتماعي باعتبار واحدا من أسس بنا المجتم‬
‫ا ساس الراب ‪ :‬ا ر‬
‫تعد ا ر واحد من ا سس التي يبنى علي ا المجتم وبيان ا ‪ :‬أن هللا تعالى أنز‬
‫ويطب على أر الوا يتمثل الناس في شؤون‬ ‫ا سالم بأحكام وتشريعات ليحكم في ا ر‬
‫حيات م من أج تقديم أنمو حي ومثالي لمجتم مسلم متميز‬
‫الغايات الكبرى تستدعي بع العوام المساعد على تحقيق ا من ا توفر‬ ‫ال يخفى أن‬
‫امة أحكام هللا‬ ‫حرية التصرف لدى ا فراد والسالمة من التأثير الخارجي ووجود مناخ مناس‬
‫العوام أو يكاد‬ ‫وتشريعات ثم وجود سلطة تمل صالحية اتخا القرار وتنفي ويتع ر توافر‬
‫إ ا لم توجد بقعة من ا ر تجم المسلمين وتكون الكلمة في ا ل م‬
‫تتضمن سير النبي ‪ ‬وأتباع الكرام إشارات توضح ا المعنى فإن النبي ‪ ‬لما بع في‬
‫مكة وصار ل أتبا حرصوا على االلتفاف حو النبي ‪ ‬وتكوين تجم خاص ب م متميز في كثير‬
‫من نواحي الحيا عن المجتم الجا لي الكبير ال ي يعيشون في فأمكن م التميز في جوان‬
‫كالعبادات وا خال وتع ر التميز في جوان أخرى كالمعامالت العامة(‪ )1‬ولم يكن لإلسالم يومئ‬
‫انون ناف ولم يكن ل و يستطي ب ا تنفي تعاليم فكان الواز الداخلي لدى المسلمين آن ا‬
‫مغنيا عن القانون والسلطان‬
‫لقد بح النبي ‪ ‬من و ت مبكر عن أر يقيم ب ا و وأصحاب لينشئ مجتمعا خاصا‬
‫فقصد أ الطائف فلم يجيبو ثم عر دعوت على أ المدينة فاستجا أ ل ا الكرام لدعوت‬
‫وفتحوا أبوا مدينت م أمام الرسو ‪ ‬وجمو المسلمين من ك مكان فكانت ال جر من أعظم‬
‫امة مجتم‬ ‫ن ا يأت ا ر ووفرت المناخ المناس‬ ‫أحدا التاريخ ا سالمي على ا طال‬
‫إسالمي مستق ومتميز فبدأت معالم ا المجتم تبرز للعيان وتتابعت التشريعات في شتى‬
‫المجاالت بخاصة تل التي تنظم العال ات والمعامالت بين أفراد المجتم الواحد‬
‫لقد تضمن القرآن الكريم ربطا بين إ امة ا حكام الشرعية وبين التمكين في ا ر حين ا‬
‫الز َكـا َ َوأَ َم ُرو ْا ِبا ْل َم ْع ُروفِ َو َن َ ْو ْا َع ِن ا ْل ُم ْن َك ِر‬ ‫تعالى‪  :‬الَّ ِينَ إِنْ َّم َّك َّنا ُ ْم فِي ا َ ْر ِ أَ َا ُمو ْا َّ‬
‫الصالَ َ َوآ َت ُو ْا َّ‬
‫ّلِل َعا ِ َب ُة ا ُ ُمور ‪[ ِِ ‬سور الحج آية ‪]41:‬‬ ‫َو ِ َّ ِ‬
‫يقتضي شكر هللا تعالى‬ ‫فقد سيقت ا ية الكريمة في مقام الشكر لبيان أن التمكين في ا ر‬
‫( ‪)2‬‬
‫بإ امة أحكام التي أمر ب ا بسب زوا كثير من العوائ‬
‫إ ا ف م ا تبينت العلة التي من أجل ا ش َّن القرآن الكريم على أولئ ال ين آثروا البقا في‬
‫الكفر ولم ي اجروا إلى أر ا سالم لالنضمام إلى المجتم المسلم و ل في ول تعالى‪ :‬‬ ‫أر‬
‫ض َعفِينَ فِي ا َ ْر ِ َا ْلو ْا أَلَ ْم َت ُكنْ‬
‫الَّ ِينَ َت َو َّفا ُ ُم ا ْل َمالئِ َك ُة َظالِمِي أَ ْنفُسِ ِ ْم َ الُو ْا فِي َم ُكن ُت ْم َ الُو ْا ُك َّنا ُم ْس َت ْ‬ ‫إِنَّ‬
‫سآ َ تْ َمصِ يرا ِ‪[ ‬سور النسا آية ‪79 :‬‬ ‫هللا َواسِ َعة َف ُت َ ا ِج ُرو ْا فِي َ ا َفأ ُ ْولَـئِ َ َمأْ َوا ُ ْم َج َ َّن ُم َو َ‬ ‫ُ َّ ِ‬ ‫أَ ْر‬
‫]‬
‫يمكن القو ـ في ضو ما تقدم ـ‪ :‬إن ا ر من أسس بنا المجتم ا سالمي ويتع ر إ امة مجتم‬
‫واضح المعالم ما لم يكن للمسلمين أر ل م في ا القو والفص سمات المجتم‬
‫ا سالمي‬

‫((‪ )1‬انظر أصول النظام االجتماعي في اإلسالم ‪ ،‬الطاهر ابن عاشور‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪ )2‬انظر تفسير التحرير والتنوير‪ ،‬الطاهر ابن عاشور‪ ،‬ج ‪ 17‬ص ‪.250‬‬
‫‪8‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫تبين من المبح الساب أن لإلسالم نظرت المستقلة لألسس التي تقوم علي ا المجتمعات‬
‫النظر وما صاحب ا من مواصفات ل ا سس إلى تميز المجتم ا سالمي عن غير‬ ‫و د أدت‬
‫من المجتمعات بعدد من السمات جعلت بح مجتمعا فريدا لم تعرف البشرية مجتمعا غير جم في‬
‫السمات الحميد ليكون أنمو جا يرتجى ومثاال يحت ى عند العقال من بني البشر‬ ‫ثنايا‬
‫لما كان يتع ر في ا المقام أن ن كر سمات المجتم ا سالمي جميع ا فإننا سن كر من ا ما‬
‫ل صلة بالموضوعات التي نعر ل ا في ا المقرر ونفص القو في أربعة من ا وند ا ربعة‬
‫البا ية لمدرس المقرر يكلف الطال شرح ا – طلبا لالختصار –‪:‬‬
‫إن من أبرز سمات المجتم ا سالمي أن مجتم ‪:‬‬
‫(‪ )1‬ملتزم بالشر‬
‫(‪ )2‬جاد‬
‫(‪ )3‬متسامح‬
‫(‪ )4‬آمن‬
‫(‪ )2‬متناصح‬
‫(‪ )6‬تسود المساوا‬
‫(‪ )9‬متراحم‬
‫(‪ )8‬مطي ولي ا مر‬
‫السمة ا ولى ‪ :‬أن مجتم ملتزم بالشر ‪:‬‬
‫السمة أن للمجتم ا سالمي مرجعيت العليا ـ و ي الوحي بشقي –الكتا و‬ ‫نعني ب‬
‫السنة – يصدر عن ا المجتم في ك تصرفات ف ي التي تدير شؤون أفراد وتحكم تصرفات م‬
‫سولِ ِ لِ َي ْح ُك َم‬ ‫و ا من مقتضيات االستخالف في ا ر ‪  :‬إِ َّن َما َكانَ َ ْو َ ا ْل ُم ْؤ ِمنِينَ إِ َ ا ُد ُعو ْا إِلَى َّ ِ‬
‫هللا َو َر ُ‬
‫سم ِْع َنا َوأَ َط ْع َنا َوأ ُ ْولَـئِ َ ُ ُم ا ْل ُم ْفلِ ُحونَ ‪[ ‬النور آية‪]21:‬‬
‫َب ْي َن ُ ْم أَن َيقُولُو ْا َ‬
‫و الجان العملي في العقيد و دلي و‬ ‫إن االلتزام والقيام بما تأمر ب شريعة المجتم‬
‫االستمسا بالعقيد إ العم جز من العقيد مرتبط ب ا يعلو بعلو ا وينحط بانحطاط ا (‪ )1‬و ا‬
‫ما يجعلنا نشدد على أن المجتم ا سالمي مجتم يقوم على أساس العقيد وأن أثر ا في تفو ك‬
‫أثر وأن ا أكبر ميز تميز عن غير من المجتمعات‬
‫يعني ا أن المجتم ا سالمي يحتكم إلى اعد الحسن ما حسن الشر والقبيح ما بح‬
‫الشر ف و ملتزم التزاما ال تحوي عن وال تبدي با حكام الشرعية التي تنظم تصرفات ا فراد‬
‫( ‪)2‬‬
‫وشؤون ا سر وأخال يات المجتم ويرى ل كل جز ا من التزام الديني وعبوديت ّلِل تعالى‬
‫ف و ال يلتفت إلى تل الدعوات التي تصدر بين الحين وا خر باسم الحرية والتطور وحقو ا نسان‬
‫والتي تسع ى إلى الني من ثوابت المجتم والمساس بالتزامات تجا مرجعيت العليا‬
‫إن ا االلتزام وال ي يجع المجتم ا سالمي متميزا يجعل ك ل عرضة للنقد وال جوم‬
‫من ب أعدا ا نسانية الطا ر و و ما ينبغي أن يتنب ل أفراد المجتم ا سالمي‬
‫السمة الثانية أن مجتم جاد‪:‬‬
‫في المجتم ا سالمي مظا ر عد تش د على أن مجتم جاد ال مكان في لصغائر ا مور‬
‫وسفاسف ا ويمكن أن نعد الحرص على العلم الناف والسعي إلى العم الصالح أبرز مظ رين يتضح‬
‫من خالل ما جدية ا المجتم‬
‫‪ -1‬المظ ر ا و ‪ :‬العلم الناف ‪:‬‬
‫إن العلم الناف و ك علم يحق مرضا هللا تعالى ويجل النف لعباد فالمجتم ا سالمي‬
‫ن الوسيلة الفاعلة لتحقي مقاصد ثالثة يحرص‬ ‫يرح ب ا العلم وي يئ المناخ المناس ل‬
‫المجتم علي ا و ي (‪ )1‬توجي التفكير وإصال العم وإيجاد الواز النفسي‬
‫ك علم ال يكون وسيلة لتحقي إحدى الغايات السامية‬ ‫إن المجتم ا سالمي يرف‬
‫للمجتم ويصنف على أن علم ال ينف و د أرشدنا النبي ‪ ‬إلى ا الف م حين استعا ‪ ‬من ا‬

‫(‪ )1‬المجتمع اإلسالمي ‪ ،‬محمد أمين المصري‪ ،‬ص ‪. 20‬‬


‫((‪ )2‬أنظر أصول النظام االجتماعي في اإلسالم ‪ ،‬الطاهر ابن عاشور‪ ،‬ص ‪. 91‬‬
‫‪ )1‬أنظر أصول النظام االجتماعي في اإلسالم ‪ ،‬ص ‪91‬‬

‫‪9‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫( ‪)2‬‬
‫ا النو من العلم يسعى المجتم‬ ‫علم ال ينف )‬ ‫العلم فكان يقو ( الل م إني أعو ب من‬
‫ا العلم ن محصلت‬ ‫أيا كان الوعا ال ي يظ ر في‬ ‫ا سالمي إلى محاصرت والتضيي على أ ل‬
‫والتشكي في الثوابت وإثار الشب ات و ي أمور كان‬ ‫واحد و ي الترويج للعب وإضاعة الو ت‬
‫بية‬ ‫يخلو المجتم ا سالمي من ا في عصور ال‬
‫المظ ر الثاني العم الصالح‪:‬‬
‫إ أن ما متالزمان وال يتصور انفصال ما إ ال يكون العم‬ ‫يتب العلم الناف العم الصالح‬
‫دَّ م هللا تعالى ا مر بالعلم على ا مر بالعم في ول تعالى‪ :‬‬ ‫صالحا ما لم يبن على علم ناف ول ا‬
‫ت ‪[ ‬سور محمد آية ‪ ]17:‬وال يمة‬ ‫َولِ ْل ُم ْؤ ِمنِينَ َوا ْل ُم ْؤ ِم َنا ِ‬ ‫اس َت ْغف ِْر لِ َ ِ‬
‫نب َ‬ ‫اعلَ ْم أَ َّن ُ الَ إِلَـ َ إِال َّ‬
‫هللاُ َو ْ‬ ‫َف ْ‬
‫م هللا تعالى ا االنفصام النكد في ول سبحان ‪َ  :‬ك ُب َر َم ْقتا‬ ‫لعلم ناف ما لم يتبع عم صالح فقد‬
‫الصف آية‪]3:‬‬ ‫هللا أَن َتقُولُو ْا َما الَ َت ْف َعلُونَ ‪[ ‬سور‬ ‫عِندَ َّ ِ‬
‫إن مف وم العم الصالح مرتبط بمف وم العباد كما يف م ا المجتم ا سالمي فدائر العم‬
‫الصالح واسعة فك عم يؤدي إلى مرضا هللا ويجل النف إلى البشرية ف و عم صالح يرح ب‬
‫المجتم ا سالمي ويفتح ل أبواب ويشج علي أصحاب وليس من طبيعة المجتم ا سالمي‬
‫تصنيف ا عما إلى رفي ووضي وال التنفير من عم ط ما دام صالحا وتدعو الحاجة إلي (‪ )3‬في‬
‫الو ت نفس يضي المجتم ا سالمي على ا عما العبثية بك أنواع ا ن ا مضيعة للو ت م در‬
‫ا عما‬ ‫للج د مشغلة عن الجد وال مكان في مجتم أنيطت ب م مة الخالفة في ا ر لمث‬
‫( ‪)1‬‬
‫م ما حاو أ ل ا تزيين ا للناس ل أن المجتم ا سالمي يقظ بك أفراد‬
‫السمة الثالثة‪ :‬أن مجتم متسامح ‪:‬‬
‫التسامح في اللغة‪ :‬مصدر سامح إ ا أبدى ل السماحة القوية ن صيغة التفاع نا ليس في ا‬
‫جانبان فيتعين أن يكون المراد ب ا المبالغة في الفع مث ‪ :‬عافا هللا وأص السماحة‪ :‬الس ولة في‬
‫(‪)2‬‬
‫المخالطة والمعاشر و ي لين في الطب في مظان تكثر في أمثال ا الشد‬
‫إن السماحة صفة بارز من صفات المجتم ا سالمي ن ا ظا ر في ثنايا ا سالم كل‬
‫اغ َوالَ َعا ٍد َفال إِث َمْ‬‫اض ُط َّر َغ ْي َر َب ٍ‬ ‫فا حكام الشرعية مبنية علي ا ف ا و هللا تعالى ينط ب ا‪َ  :‬ف َم ِن ْ‬
‫َعلَ ْي ِِ‪[ ‬سور البقر آية ‪ ]193:‬وهللا تعالى يصف رسول ‪ ‬بالسماحة ويوج للمداومة علي ا‬
‫ضو ْا مِنْ َح ْولِ َ ‪‬‬ ‫ِيظ ا ْل َق ْل ِ الَ ْن َف ُّ‬ ‫و ل في ول تعالى‪َ  :‬فبِ َما َر ْح َم ٍة منَ َّ ِ‬
‫هللا لِنتَ لَ ُ ْم َولَ ْو ُك ْنتَ َف ّظا َغل َ‬
‫[سور آ عمران آية‪ ]127 :‬ويلخص ا القو النبي ‪ ( : ‬أح الدين إلى هللا الحنيفية‬
‫( ‪)3‬‬
‫السمحة)‬
‫تظ ر السماحة في المجتم ا سالمي جلية في المواطن التي يظن في ا ظ ور ضد ا‬
‫كاالنفعا والمشاد والغض وا نانية و ل في حاالت البي والشرا واالختالط في أماكن المناف‬
‫النبي ‪‬‬ ‫العامة فإن أبنا المجتم ا سالمي يمتثلون و‬ ‫واالحتكا في الطر‬
‫( ‪)4‬‬
‫فالسماحة بمف وم ا الواس صفة‬ ‫( رحم هللا رجال سمحا إ ا با إ ا اشترى وإ ا ا تضى)‬
‫مصاحبة لتصرفات أفراد المجتم ا سالمي ف م بعيدون عن االنفعاالت ح رون من المشاحنات‬
‫معرضون عن التجاوزات و ا ما تقتضي ا خو في الدين‬
‫وال يعني ا أن السماحة محصور بين المسلمين فيما بين م فقد أمر هللا تعالى ب ا م‬
‫المخالفين في الدين فأمر با حسان إلى الوالدين الكافرين وأ ن سبحان ببر المخالفين ما لم يكونوا‬
‫ي‬ ‫محاربين وأبا الزوا من نسا الي ود والنصارى وأجاز المعامالت الدنيوية مع م و‬
‫السماحة بعين ا و ا غير الوال ال ي ال يكون إالَّ ّلِل وفي هللا‬

‫جزء من حديث رواه مسلم ‪ ،‬كتاب الذكر والدعاء باب في األدعية‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫ذكر الف هاء أن أبناء المجتمع اإلسالمي جميعا ً يأثمون إذا احتاج المجتمع إلى حجام ولم يجده ‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫دخل رجل على عمر رضي هللا عنه ف ال له يا أمير الماؤمنين إناي أقاوم بعمال رائاع‪ ،‬ف اال لاه هاارون الرشايد وماا‬ ‫(‪)1‬‬
‫ذا ؟ قال يا أمير المؤمنين إني ال ي باإلبرة على اإلبرة فتخال فاي خرمهاا وهكاذا حتاى تصابح سلسالة فاأذن لاه أميار‬
‫المؤمنين أن ي وم بهذا العمل فاعجب الحاضرون ببراعته‪ ،‬فأمر له هارون الرشيد بجائزة وأمر بجلده خمسين جلادة‪.‬‬
‫فاستهجن الرجل والحاضرون صنيع أمير المؤمنين ف ال رحماه هللا م ولاة عظيماة حكيماة قاال أعطينااه جاائزة علاى‬
‫براعته وأمرنا بجلده ألنه ي وم بعمل ال يفيد أحداً ‪.‬‬
‫أصول النظام االجتماعي في اإلسالم ‪ ،‬الطاهر ابن عاشور‪ ،‬ص ‪. 211‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫رواه البخاري تعلي ا ً في كتاب اإليمان‪ ،‬باب الدين يسر ‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫صحيح البخاري ‪ ،‬كتاب ‪ -‬البيوع‪ ،‬باب السهولة والسماحة في الشراء والبيع ‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪14‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫وليس ُي ْع َ ر المسلم بتر السماحة وا عرا عن ا بحجة أن غير ال يعنى ب ا أو بحجة‬
‫ـن‬ ‫كثر ال موم وضغط العم وسو ا حوا فإن هللا تعالى وصف عباد الرحمن بقول ‪َ ‬وعِ َبا ُد َّ‬
‫الر ْح َم ِ‬
‫سالَما ‪[ ‬سور الفر ان آية ‪]63:‬‬ ‫الجا ِ لُونَ َالُو ْا َ‬ ‫شونَ َعلَى ا َ ْر ِ َْونا َوإِ َ ا َخ َ‬
‫اط َب ُ ُم َ‬ ‫الَّ ِينَ َي ْم ُ‬

‫وسير النبي ‪ ‬حافلة با حدا التي تؤكد سماحت م ك من تعام مع م ف ا‬


‫أعرابي يج رسو هللا ‪ ‬من ثوب حتى تر أثرا في عنق و و يقو ل ‪ :‬اعطني مما أعطا‬
‫(‪) 1‬‬
‫هللا فإن ال تعطني من مال وال من ما أبي فتبسم ل النبي وأمر ل بعطا‬
‫فيحسن بالمر‬ ‫كلما كان المجتم إلى ا سالم أ ر كان با السماحة في أوس وأرح‬
‫ص َب ُرو ْا َو َما ُي َل َّقا َآ إِالَّ ُ و َح ٍّظ‬ ‫ُ‬
‫السماحة خلقا الزما ل ‪َ  :‬و َما ُيلَ َّقا َا إِالَّ الَّ ِينَ َ‬ ‫لتصبح‬
‫َ‬ ‫أن يجا د نفس‬
‫يم ‪[ ‬سور فصلت آية ‪]32:‬‬
‫َعظِ ٍ‬
‫السمة الرابعة‪ :‬أن مجتم آمن ‪:‬‬
‫يتصف المجتم ا سالمي بأن مجتم آمن وا من مطل رئيس للمجتمع ات جميع ا‬
‫بيد أن حصول ا علي ليس با مر اليسير وإن الو ائ وا حدا من حولنا لتش د ب ا‬
‫ض َر َ َّ‬
‫هللاُ َم َثال َ ْر َية َكا َنتْ‬ ‫ثمة تالزم واضح بين ا من وا يمان وبين الكفر والخوف‪َ  :‬و َ‬
‫اس ا ْل ُجو ِ َوا ْل َخ ْوفِ ِب َما‬ ‫هللا َفأ َ َ ا َ َ ا َّ‬
‫هللاُ لِ َب َ‬ ‫ان َف َك َف َرتْ ِبأ َ ْن ُع ِم َّ ِ‬
‫آ ِم َنة ُّم ْط َمئِ َّنة َيأْتِي َ ا ِر ْز ُ َ ا َر َغدا من ُك َم َك ٍ‬
‫ص َن ُعونَ ‪[ ‬سور النح آية‪]112:‬‬ ‫َكا ُنو ْا َي ْ‬
‫لما كان المجتم ا سالمي مجتمعا مؤمنا ملتزما كان بالضرور آمنا ونحس أننا ال نبالغ‬
‫عندما نقو إن البشرية لما ش دت مجتمعا ساد ا من وا مان كالمجتم ا سالمي على مر‬
‫العصور وحسبنا دليال على ا تل ا ر ام وا حصا ات التي تتحد عن أعداد م لة ومخيفة من‬
‫جرائم القت والسر ة واالغتصا تش د ا الدو المتقدمة والتي تصنف على أن ا دو العالم ا و‬
‫( ‪)1‬‬

‫للمجتم ا سالمي بعد طر ‪:‬‬ ‫لقد تحققت صفة ا من‬


‫أول ا ‪ :‬عن طري سالمة من ج الفرد‪ :‬واستقامة سلوك فإن ا ص في ا نسان المسلم أن‬
‫( ال يحتا إلى ر ابة القانون وسلطة الدولة لكي يرتد عن الجرائم ن ر ابة ا يمان‬
‫أ وى والواز ا يماني في ل المؤمن حارس يقظ ال يفار العبد المؤمن وال يتخلى عن )‬
‫( ‪)2‬‬

‫و ا ما تفتقد كافة المجتمعات ا خرى مما جع أمر المحافظة على أمن ا عسيرا‬
‫ثاني ما ‪ :‬عن طري المجتم ‪ :‬فما المجتم ا سالمي في أص تكوين إالَّ عدد كبير من ا سر التي‬
‫نشأت على دي من هللا تعالى فقامت بدور ا المنوط ب ا في رعاية أفراد ا وتوجي م‬
‫ليكونوا عناصر خير وحراس أمن في المجتم‬
‫يضاف إلى ا أن المجتم نفس تحكم ضوابط وتسود في روابط اجتماعية منبع ا كل ا‬
‫ا يمان و ي بمجموع ا تزين بنا المجتم الخير بك أشكال وتح علي بالترغي‬
‫وتقبح الشر بك صور وتح ر من بالتر ي و ا كل ينتظم في تشري ا مر بالمعروف‬
‫والن ي عن المنكر ال ي امتاز ب المجتم المسلم وال ي ُيعد بمثابة السيا والعال‬
‫ويحاصر في م نزعة التفرد‬ ‫إن المجتم ا سالمي بمواصفات المتميز يرعى أبنا‬
‫والتمرد ويعز في نفوس م احترام القيم الجماعية و ا يس م إلى حد بعيد في توفير ا من‬
‫ل ا المجتم‬
‫(‪ )1‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب إعطاء من يسأل بغلظة‪.‬‬
‫(‪ )1‬أود أن أذكاار فااي هااذا الم ااام بعااض اإلحصاااءات الخاصااة بالجهااات التعليميااة فااي أمريكااا ف ااط لتكااون مؤشااراً‬
‫وشاهداً على ما ذكرنا‪.‬‬
‫ف د ذكرت الدراسات أن ‪ %50‬من طالب المدارس في أمريكا يتعاطون المخدرات‬
‫يحدث فاي المادارس األمريكياة ‪ 270000‬حالاة عناف تصال خساارة المادارس بساببها إلاى ‪ 800‬ملياون دوالً‬
‫سنويا ً‪.‬‬
‫دلت اإلحصااءات أن ‪ 80‬ألاف فتااة ممان هان دون سان ‪ 14‬سانة فاي المادارس األمريكياة يحملان بطارق غيار‬
‫مشروعة كل عام‪.‬‬
‫ي تل في المدارس األمريكية كل يوم طفلين بسبب أعمال العنف بين الطالب‪.‬‬
‫لمزيد من المعلومات واإلحصاءات في هذا الشأن يراجع كتاب الرعاية السعودية لألقليات اإلسالمية فاي عهاد‬
‫خادم الحرمين الشريفين ‪ ،‬تأليف د‪ .‬زيد العيص ‪.‬‬
‫(‪ )2‬منهج اإلسالم في تزكية النفس ‪ ،‬د‪ .‬أنس كرزون ‪ ،‬ص ‪.515‬‬
‫‪11‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫ثالث ا ‪ :‬عن طري العقوبات‪ :‬ف ي موان لفئة من الناس عن المساس بأمن المجتم‬
‫(‪)1‬‬
‫فإن ا سالم ال يركن في ا المقام إلى الواز الفردي والر ابة الجماعية فحس فحي‬
‫إن بع النفوس تمي إلى ح السيطر والعدوان والقوي ميا إلى الني من الضعيف فقد‬
‫صيحات الت ي وا صال وال آيات الوعيد بأليم الع ا في ا خر‬ ‫ال تكفي والحالة‬
‫للمعتدين د ال يكفي ا وال ا فالبد من راد مادي وعقا عاج كي تنزجر‬
‫الفئة ويعيش المجتم آمنا‬
‫ا‬ ‫ال يخفى أن المقصد ا سمى لإلسالم و إصال الفرد والمجتم و د ب في سبي‬
‫ج ودا كبير و د آتت ثمار ا بفض هللا فكان من تمام حكمة هللا ومن مظا ر رحمت أن يرعى ا‬
‫ا نجاز العظيم ويصون من عب العابثين فكانت الحدود والعقوبات بعامة رحمة من هللا تعالى‬
‫بالمجتم‬
‫الحدود بحجة ا شفا على ا فراد م في حقيقة ا مر يعتدون‬ ‫إن ال ين يعترضون على‬
‫على حقو مجتم بأكمل فجرم م ب ا المسل أشد وأ بح من جرم من ارتك جريمت‬
‫العقوبات اسية تع ر علي م – لج ل م ‪ -‬أن يتصوروا‬ ‫كما أن أولئ ال ين يرون أن بع‬
‫العقوبة إ لو لم تكن العقوبة بمستوى الجريمة لما‬ ‫ساو الجريمة التي ام ب ا من استح‬
‫العقوبة رادعة‬ ‫كانت‬
‫لقد غا عن ؤال ال ين يعترضون على العقوبات الشرعية أن حيا المجتم وأمن‬
‫اص َح َيا ٌ يأُولِي‬ ‫منوطة ب ا و د أبان القرآن الكريم عن ا المعنى بقول تعالى‪َ  :‬ولَ ُك ْم فِي ا ْلق َ‬
‫ِص ِ‬
‫ا َ ْل َبا َِِ ‪[ ‬سور البقر آية‪ ]197:‬إن الت ديد بقت من يقت أو تنفي حكم القصاص في كفي بأن‬
‫يحو بين عشرات جرائم القت التي كانت د تحد لوال الخوف من القصاص وإن الو ائ‬
‫وا حدا شا د على ا‬
‫ينبغي على أبنا المجتم ا سالمي أن ال يلتفتوا إلى أدعيا ا نسانية والمستترون بحقو‬
‫ا نسان وال ين ي دفون إلى تدمير المجتم وإلى إشاعة الفاحشة في وإلى نز ا من من جنبات‬
‫و ل عن طري االعترا على العقوبات الشرعية بحجة الغير المزعومة على حيا أفراد لم يعد‬
‫ل م مكان في المجتم بسب انحراف م‬
‫إن العقوبات التي شرع ا هللا تعالى بشروط وضوابط ي غاية في االحتياط تعد رحمة من‬
‫هللا تعالى ن ا تحفظ على المجتم أمن وتجعل متميزا بين المجتمعات ا خرى ب السمة‬

‫ا‬ ‫في ا سالم‪ :‬تع يف ا م ان ا أ‬ ‫ا س‬


‫أس ب ا ا س‬

‫وني وال عل ع بع‬ ‫ع اد ال عل ا ل‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جامعة ال ل ف‬


‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫(‪ )1‬انظر دراسات في الث افة اإلسالمية ‪ ،‬د‪ .‬علي السالوس وآخرون‪ ،‬ص ‪ ، 428‬بتصرف‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫أهمية األسرة ومكانتها في اإلسالم‪.‬‬


‫أ‪ -‬أ مية ا سر وتكون ا من خال الزوا الشرعي دون غير ‪:‬‬
‫ا تضت سنة هللا تعالى في الخل أن يكون ائما على الزوج ّية فخل سبحان وتعالى من ك‬
‫ش ْي ٍ َخلَ ْق َنا َز ْو َج ْي ِن َل َع َّل ُك ْم َت َ َّك ُرونَ ‪[ ‬ال اريات‪]47:‬‬
‫شي زوجين ا تعالى ‪َ  :‬ومِن ُك َ‬

‫كما أود سبحان وتعالى ميال فطريا بين زوجي ك جنس فك كر يمي إلى أنثا والعكس‬
‫وجع سبحان مي الرج إلى ا نثى‬ ‫و ل لتكاثر المخلو ات واستمرار الحيا على وج ا ر‬
‫وا نثى إلى الرج مختلفا عن با ي الكائنات فالمي عند ا نسان غير مق ّيد بو ت وال متنا عند حد‬
‫الوظيفة الجنسية و ل الختالف طبيعة ا نسان عن طبيعة الحيوان فالصلة القلبية والتعل الروحي‬
‫عند ا نسان ال يقفان عند ضا المأر فحس ب يستمران مدى الحيا‬
‫مكرما مفضال عند خالق ‪ -‬عز وج ‪ -‬على كثير ممن خل فقد جع‬ ‫ولما كان ا نسان َّ‬
‫ا المي واتصا الرج بالمرأ عن طري الزوا الشرعي فقط ول ا خل هللا آدم علي‬ ‫تحق ي‬
‫ع‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ٍ‬ ‫ح‬ ‫ا‬‫و‬
‫ٍ َ ِدَ َ َ َ َ‬ ‫س‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ن‬‫م‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫خ‬‫َ‬ ‫ِي‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ُو‬
‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫فقـا‬ ‫الجنة‬ ‫ما‬ ‫أسكن‬ ‫ثم‬ ‫حوا‬ ‫من‬ ‫وخل‬ ‫السالم‬
‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫وا‬ ‫‪]187‬‬ ‫[ عراف‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫إِلَ ْي َ ا‬ ‫لِ َي ْس ُكنَ‬ ‫َز ْو َج َ ا‬ ‫ِم ْن َ ا‬
‫اس ُكنْ أَ ْنتَ َو َز ْو ُج َ ا ْل َج َّن َة ‪[ ‬البقر ‪]32 :‬‬
‫‪َ ‬و ُ ْل َنا َيا آدَ ُم ْ‬
‫و ك ا كانت أو أسر في تاريخ البشرية ي أسر آدم علي السالم ثم تكاثرت ا سر‬
‫ارفُوا ‪[ ‬الحجرات‪:‬‬
‫ش ُعوبا َو َ َبآئِ َ لِ َت َع َ‬
‫وانتشرت إلى ما نرا اليوم مصدا ا لقول تعالى ‪َ  :‬و َج َع ْل َنا ُك ْم ُ‬
‫‪]13‬‬
‫لقد ُعن َِي ا سالم با سر فأحاط ا بسيا من العناية والرعاية وحرص على استمرار ا‬
‫وية متماسكة وما ل إال لمكانة ا سر وأ ميت ا فما مكانة ا سر في ا سالم؟‬
‫تبرز أ مية ا سر ومكانت ا من خال ما يأتي‪:‬‬
‫تحقي النمو الجسدي والعاطفي و ل بإشبا النـزعات الفطرية والميو الغريزية وتلبية‬ ‫‪-1‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المطال النفسية والروحية والجسدية باعتدا ووسطية‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫تحقي السكن النفسي والطمأنينة ا تعالى‪َ  :‬ومِنْ آ َياتِ ِ أنْ َخل َ ل ُكم منْ أنفسِ ُك ْم أ ْز َواجا‬ ‫‪-2‬‬
‫ل َت ْس ُك ُنو ْا إِ َل ْي َ ا َو َج َع َ َب ْي َن ُكم َّم َودَّ َو َر ْح َمة ‪[ ‬الروم‪]21 :‬‬
‫ا سر ي الطري الوحيد نجا ا والد الشرعيين وتربيت م وتحقي عاطفة ا بو‬ ‫‪-3‬‬
‫والبنو وحفظ ا نسا‬ ‫ّ‬
‫ُتعد ا سر مؤسسة للتدري على تحم المسؤول ّيات وإبراز الطا ات إ يحاو ك ٌّ من‬ ‫‪-4‬‬
‫الزوجين ب الوس للقيام بواجبات وإثبات جدارت لتحقي سعاد ا سر‬
‫تعد ا سر ي اللبنة لبنا المجتم فالمجتم يتكون من مجمو ا سر‬ ‫‪-5‬‬
‫السفا ) ف و اتصا ال يلي بكرامة ا نسان‬
‫أما اتصا الرج بالمرأ عن طري غير مشرو ( ّ‬
‫و و وإن ح َّق الش و العابر المشوبة بالحسر والندامة إال أن ال يحق بحا من ا حوا السكن‬
‫وال دو واالستقرار كما أن لم يكن من مقاصد تحم المسؤوليات وإنجا المواليد وإن جا‬
‫ا االتصا بين ال كر وا نثى مصدر شقا‬ ‫مولود ف و سقط أو لقيط طريد و ك ا يكون مث‬
‫وتعاسة وأشبا شرير تطارد الفاعلين ل ف م ال يشعرون بسعاد وال استقرار ما داموا على‬
‫وسر سعادت ا وبقائ ا وبالتالي سعاد المجتم‬
‫ُّ‬ ‫أس تكون ا سر‬
‫الحا ويبقى الزوا الشرعي ُّ‬
‫واستقرار‬

‫(‪ )1‬األسرة المسلمة في العالم المعاصر لوهبة الزحيلي‪( ،‬ص ‪ )21‬بتصرف‪.‬‬


‫‪13‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫ال وج‬ ‫حق‬ ‫ال وا ومقاص‬

‫ع بع‬ ‫وني وال عل‬ ‫ع اد ال عل ا ل‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جامعة ال ل ف‬


‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫الخِطبة وأحكامها العامة‬


‫من أ م وأخطر العقود في ا سالم ل ا فقد ا تم ا سالم ب ا تماما بالغا حتى‬ ‫إن عقد النكا‬
‫ض ُك ْم‬ ‫ف َتأْ ُخ ُ و َن ُ َو َدْ أَ ْف َ‬
‫ضى َب ْع ُ‬ ‫المرمو ة ومنـزلت السامية ا هللا تعالى‪َ  :‬و َك ْي َ‬ ‫صارت ل مكانت‬
‫مِن ُكم مي َثا ا َغلِيظا ‪[ ‬النسا ‪]17 :‬‬ ‫إِلَى َب ْع ٍ َوأَ َخ ْ نَ‬
‫ففيي ي ا ييية الكريميية اعتبيير هللا عقييد النكييا ميثا ييا ووصييف بأني غليييظ ممييا يييد علييى كبييير‬
‫ييدر وعظيييم أثيير وميين صييور ا تمييام ا سييالم ب ي ا العقييد مييا شيير فييي بدايتي ميين أحكييام وآدا‬
‫ومن ا ما ُيعرف بالخطبة‬
‫أ – الخطبة ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬معنى الخطبة‪:‬‬
‫وخط ي‬ ‫الخِطبيية لغيية بكسيير الخييا مصييدر َخ َطي فييالن فالنيية خِطبييا وخِطبيية‪ :‬إ ا طلب ييا للييزوا‬
‫المرأ إلى القوم إ ا طل أن يتزو من م‬
‫(‪) 7‬‬
‫واختط القوم فالنا أي‪ :‬دعو إلى تزو امرأ من م‬
‫و د تعددت عبارات العلما في تعريف الخِطبة شرعا إال أن ا متقاربة فقا فيي مغنيى المحتيا ‪:‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫عرف يا بأن يا‪:‬‬
‫الخطبة التماس الخاط النكيا مين ج ية المخطوبية ومين البياحثين المعاصيرين مين ّ‬
‫(‪) 1‬‬
‫طل الرج وإظ ار رغبت في الزوا من امرأ معينة خالية من الموان الشرعية‬
‫ثانيا ‪ :‬مشروعيت ا ‪:‬‬
‫و د ثبتت مشروعيت ا بيالقرآن والسينة وا جميا والعيرف فمين القيرآن‪ :‬ولي تعيالى‪َ  :‬والَ‬
‫ض ُت ْم ِب ِ مِنْ خ ِْط َب ِة الن َ‬
‫سآ ِ } [البقر ‪]115:‬‬ ‫ُج َنا َ َعلَ ْي ُك ْم فِي َما َع َّر ْ‬
‫وميين السيينة‪ :‬ول ي ‪ ":‬إ ا خط ي أحييدكم امييرأ فييإن اسييتطا أن ينظيير إلييى مييا يييدعو إلييى نكاح ييا‬
‫فليفع " (‪ )7‬وك ل فعل علي الصال والسالم عنيدما خطي أزواجي رضيي هللا عين ن ومين لي ‪ :‬ميا‬
‫انظر لسان العرب‪ ،‬تأليف ابن منظور‪ ،‬مادة "خطب"‪ ،‬المصباح المنير‪ ،‬تأليف أحمد بن محمد الفيومي‪.174 1 ،‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫مغني المحتاج‪ ،‬تأليف محمد الشربيني ‪.148 4‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫نظام األسرة في اإلسالم ‪ ،‬تأليف الدكتور محمد ع له ص‪.187‬‬ ‫((‪)4)1‬‬
‫سنن أبي داود‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬بااب فاي الرجال ينظار إلاى المارأة وهاو يرياد تزويجهاا‪ ،‬رقام [‪ ]2052‬مساند اإلماام‬
‫أحمد‪ ،‬في مسند جابر بن عبد هللا‪ ،‬رقم [‪ ]14851‬قال المح ق حديث حسن‪ .‬قال الحافظ ابن حجر وسنده حسان‪،‬‬
‫وله شاهد من حديث محمد بن مسلمة‪ ،‬وصححه ابن حبان والحاكم‪ ،‬فتح الباري ‪.227 9‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫مغني المحتاج تأليف محمد الشربيني ‪. 148 4‬‬
‫‪10‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫ال عبد هللا بن عمر رضي هللا عن ما‪:‬أن عمر بن الخطيا رضيي هللا عني حيين تأيميت حفصية يا ‪:‬‬
‫لقيييت أبييا بكيير فقلييت‪ :‬إن شييئت أنكحت ي حفصيية بنييت عميير فلبثييت ليييالي ثييم خطب ييا رسييو هللا ‪‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫الحدي‬
‫(‪) 1‬‬
‫ولييس ل يا ميد محيدد فيي‬ ‫وا جما منعقد على جواز ا و د تواض الناس في عرف م علي يا‬
‫الشر وإن كان يستحسن أال تطو لئال تخالط ا محظورات شرعية‬
‫ثالثا ‪ :‬أ داف الخطبة‪:‬‬
‫تتحق بالخطبة ا مور التالية‪:‬‬
‫‪-7‬التعرف على رغبة الخاط في نكا المرأ و ل عندما يطلب ا من ولي ا‬
‫‪ -1‬وضو الرؤية للخاط في الموافقة على تزويج من عدم ل‬
‫‪-1‬تبين الخاط عن طري الخطبة في أن المرأ التي تقدم لخطبت ا ليست مخطوبة لغير‬
‫‪ -0‬إن المد التي بين الخطبة وبيين العقيد تمثي مرحلية تيروي وتبصير للطيرفين ليطميئن كي واحيد‬
‫من ما ويتأكد أن وف لحسن االختيار بحي ليو ظ ير حيد ما رغبية فيي العيدو عين النكيا‬
‫ي سب مين ا سيبا مكني لي إ أن التير بي عقيد النكيا أيسير وأسي مين حصيول‬
‫بعد فالتراج بعد إبرام العقد والدخو صع ب د يترت علي مشاك ودعاوى كثير‬
‫‪-5‬إن نظر الخاطي إليى مخطوبتي بالشيروط الشيرعية ال يتيأتى غالبيا إال بعيد الخطبية ومين خاللي‬
‫الخلقية وال ُخلقية و يو مين أسيبا دوام الحييا الزوجيية كميا‬
‫َ‬ ‫يتعرف على أوصاف مخطوبت‬
‫سيأتي‬
‫رابعا ‪ :‬معايير االختيار في الزوجين‪:‬‬
‫الج يد فيي اختييار‬ ‫ا سالم ح ك من يرغ في النكا من الجنسين على حسن االختييار وبي‬
‫الطرف ا خر المناس‬
‫فييإن و ّف ي ك ي واحييد من مييا فييي اختيييار بييأن راعييى المعييايير والصييفات التييي َّ‬
‫وج ي الشيير إلييى‬
‫مراعات ا فإن السعاد سترفرف على حيات ما الزوجية وا نس والسرور سيغمر ما‬

‫و د جع كثير من العلما والمربين حسن اختيار الزو لزوجت من حقو ا والد على أبيي م‪-‬‬
‫و و ك ل في ح الزوجة‪ -‬ن نتائج ا االختيار ستظ ر عليى ا والد بيال ريي إ أن حيا اليزو‬
‫أو الزوجة من حي الدين وا خيال والسيلو سيينعكس عليى أبنيائ م وال ينتبي لمثي ي ا ا مير إال‬
‫الموفقون ال ين منح م هللا ُبعد النظر والتنب للعوا‬
‫وأو ي المعييايير الختيييار الييزو أو الزوجيية ييو الييدين فالييدين ييو ا سيياس ال ي ي يبنييى علي ي‬
‫االختيار ثم بعد ل ينظر إلى غير من الصفات والمعايير‬
‫يا عليي‬ ‫و د حي ا سيالم ا ولييا عليى تيزويج بنيات م وأخيوات م مين صياح اليدين والخلي‬
‫الصال والسالم‪" :‬إ ا جا كم من ترضون دين وخلق فزوجو إال تفعلوا تكن فتنة فيي ا ر وفسياد‬
‫عري "(‪ )7‬فصاح الدين واالستقامة و ال ي يقوم بالواج ا كم في رعاية ا سير و يو الي ي‬
‫يؤدي ما لزوجت من حقو شرعية ن يخاف هللا تعالى ويرا ب ب إن إن ليم ُيكيرم الميرأ فإني ال‬
‫يظلم ا و ا من أ م أسبا دوام الحيا الزوجية واستمرار ا‬
‫وبالنسبة لتوفر ا الوصف الم م في المرأ المخطوبة فإن د وردت أحادي كثير تح على‬
‫اختيار ات الدين من ل ‪ :‬ول علي الصال والسالم‪" :‬تينكح الميرأ ربي ‪ :‬لمال يا ولحسيب ا ولجمال يا‬
‫(‪)7‬‬
‫ولدين ا فاظفر ب ات الدين تربت يدا " متف علي‬

‫(‪)4‬‬
‫نظام األسرة في اإلسالم ‪ ،‬تأليف الدكتور محمد ع له ص ‪. 187‬‬
‫أخرجه الترمذي في سننه وقال حسن غريب‪ ،‬كتاب النكاح ‪ ،‬باب ما جاء إذا جااءكم مان ترضاون ديناه فزوجاوه‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫رقم [‪ ،]1054‬وحسنه األلباني كما في إرواء الغليل‪ .‬رقم [‪.]1515‬‬
‫صحيح البخاري ‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب األكفاء في الدين‪ ،‬رقم [‪.]8090‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪10‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫أن يكيون اليدين مطمي نظير فيي كي‬ ‫ا الحافظ ابين حجير‪ :‬والمعنيى‪ :‬أن الالئي بي ي اليدين والميرو‬
‫(‪)1‬‬
‫شي ال سيما فيما تطو صحبت فأمر النبي ‪ ‬بتحصي صاحبة الدين ال ي و غاية البغية‬
‫ودين المرأ يدعو ا للقيام بواجبات ا نحو رب ا ونحو أسرت ا ف ي طائعة لرب ا منف أوامر‬
‫الصال َِحاتُ َ ا ِن َتاتٌ َحاف َِظاتٌ ل ْل َغ ْي ِ ِب َما َحف َِظ‬
‫حافظة لغيبة زوج ا كما وصف ا هللا سبحان وتعالى بقول ‪َ  :‬ف َّ‬
‫َّ‬
‫هللاُ ‪[ ‬النسا ‪]10 :‬‬
‫ا ابن العربي‪ :‬ول تعالى‪َ  :‬حاف َِظاتٌ ل ْل َغ ْي ِ ‪ ‬يعني‪َ :‬غيبة زوج ا ال تأتي في مغيب بما يكر أن‬
‫(‪)1‬‬
‫يرا من ا في حضور‬
‫و ال ي يبقى ويدوم بإ ن هللا بخالف غير من‬ ‫و ن‬ ‫و ُجع الدين و ا ساس في االختيار ميت‬
‫المعايير فسرعان ما تتالشى وتزو كالجما مثال‬
‫وّلِل دَ ُّر ا مام أحمد بن حنب ٍ فقد ا ‪ :‬إ ا خط رج امرأ سأ عن جمال ا أوال فإن ُحميد سيأ عين‬
‫دين ا فإن ُحمد تزو وإن لم ُيحمد يكون رد ا ج اليدين وال يسيأ أوال عين اليدين فيإن ُحميد سيأ‬
‫عن الجما فإن لم يحميد رد يا فيكيون رد للجميا ال لليدين(‪ )1‬و يد اسيتح بعي العلميا تيو ّفر بعي‬
‫ا وصاف في المرأ المخطوبة لما ل ا من آثار إيجابية وفوائد كثير على الحيا الزوجية من ل (‪: )0‬‬
‫أن تكييون بكييرا لقول ي علي ي الصييال والسييالم لجييابر رضييي هللا عن ي و ييد تييزو ثيبييا ‪ " :‬ف ييال بكييرا‬
‫تالعب ا وتالعب " متف علي (‪ )7‬و د استثنى الفق ا مين لي إن كانيت لي مصيلحة راجحية فيي نكيا‬
‫(‪) 1‬‬
‫الثي فإن يقدم ا على البكر‬
‫‪ -7‬أن تكييون ولييودا لمييا روى أنييس رضييي هللا عن ي ييا ‪ :‬كييان رسييو هللا ‪ ‬يقييو ‪" :‬تزوجييوا الييودود‬
‫الولييود فييإني مكيياثر بكييم ا مييم يييوم القياميية"(‪ )1‬و ن وجييود ا والد يوث ي العال يية الزوجييية‬
‫ويقوي ا ويعرف كون المرأ ولودا بأن تكون من نسا يعرفن بكثر ا والد‬

‫و ا يؤكد على استحبا التزو من‬ ‫أي متودد إلى زوج ا‬ ‫‪ -1‬أن تكون ودودا للحدي الساب‬
‫ا وإن المود بين الزوجين من أ م‬ ‫ن ات الخل ي التي تتودد إلى زوج‬ ‫ات الخل‬
‫تعالى‪َ  :‬ومِنْ آ َياتِ ِ أَنْ َخلَ َ َل ُكم منْ‬ ‫مالمح الحيا الزوجية السعيد ومسببات دوام ا ا‬
‫ت ل َق ْو ٍم َي َت َف َّك ُرونَ ‪[ ‬‬
‫إِنَّ فِي َ لِ َ َيا ٍ‬ ‫أَنفُسِ ُك ْم أَ ْز َواجا ل َت ْس ُك ُنو ْا إِلَ ْي َ ا َو َج َع َ َب ْي َن ُكم َّم َودَّ َو َر ْح َمة‬
‫الروم‪] 17 :‬‬
‫و د كر النبي × أوصاف الزوجة الصالحة بقول ‪ " :‬ما اسيتفاد الميؤمن بعيد تقيوى هللا خييرا‬
‫أبرتي وإن‬ ‫سيرت وإن أ سيم علي يا َّ‬ ‫من زوجة صالحة إن أمر ا أطاعت (‪ )0‬وإن نظر إلي يا َّ‬
‫غا عن ا حفظت في نفس ا ومال "‬
‫أن تكون ات عقي غيير عجولية وال مت يور فالحمقيا ال تصيلح العشير مع يا وال يطيي‬ ‫‪-1‬‬
‫العيش مع ا ‪ ,‬وربما تعدى الحم إلى ولد ا و د ي ‪ :‬اجتنبوا الحمقا فإن وليد ا ضييا‬
‫وصحبت ا بال‬

‫صحيح مسلم ‪ ،‬كتاب الرضاع ‪ ،‬باب استحباب نكاح ذات الدين‪ ،‬رقم [‪..]1411‬‬
‫فتح الباري ‪. 119 9‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫أحكام ال رآن‪ ،‬البن العربي ‪.412 1‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫معونة أولى النهى شرح المنتهي ‪ ،‬تأليف أحمد ابن النجار الفتوحي ‪. 18-14 9‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫انظر لهذه األوصاف الكافي‪،‬تأليف عبد هللا بن أحمد بن قدامه الم دسي ‪ .210-285 4‬الشرح الكبير‪ ،‬تأليف عبد‬ ‫(‪)4‬‬
‫الرحمن بن محمد بن قدامه الم دساي ‪ 24 20‬وماا بعادهان نظاام األسارة فاي اإلساالم تاأليف الادكتور محماد ع لاه‪،‬‬
‫ص‪120-115‬ن خطبة النكاح‪ ،‬تأليف الدكتور عبد الرحمن عتر‪ ،‬ص‪ 280‬وما بعدها‪.‬‬
‫صحيح البخاري ‪ ،‬كتاب النكاح ‪ ،‬باب األكفاء في الدين ‪ ،‬رقم [ ‪. ] 8090‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫صحيح مسلم ‪ ،‬كتاب الرضاع ‪ ،‬باب استحباب نكاح ذات الدين ‪ ،‬رقم [ ‪. ]1411‬‬
‫كما في نكاح جاابر رضاي هللا عناه ‪ ،‬ف ناه لماا قاال لاه رساول هللا ‪ ‬ماا قاال ‪ ،‬قاال قلات " ياا رساول هللا‪ ،‬إن لاي‬ ‫(‪)2‬‬
‫أخوات فخشيت أن تدخل بيني وبينهن قال فذا إذن" انظر صحيح مسلم‪ ،‬نفس الموضع ‪.‬‬
‫أخرجه أباو داود‪ ،‬كتااب النكااح‪ ،‬بااب النهاي عان تازويج مان لام يلاد مان النسااء‪ ،‬رقام [‪ ]1508‬و النساائي‪ ،‬كتااب‬ ‫(‪)4‬‬
‫النكاح‪ ،‬باب كراهية تزويج الع يم‪ ،‬وأحمد في مسنده‪ ،‬رقم [‪ ]12114‬وابن حبان في صاحيحه‪ ،‬كتااب النكااح‪ ،‬ذكار‬
‫العلة التي من أجلها نهي عن التبتل ‪ ،‬رقم [‪ ،]4017‬قال األلباني حديث حسن صحيح‪ ،‬انظر صاحيح سانن أباي‬
‫داود ‪.451 2‬‬
‫أخرجه ابن ماجه ـ كتاب النكاح ‪ ،‬باب أفضل النساء ‪ ،‬رقم [‪ ، ]1587‬قال العجلوني رواه ابن ماجه والطبراني‬ ‫(‪)4‬‬
‫عن أبي أمامة بسند ضاعيف ‪ ،‬لكان لاه شاواهد تادل علاى أناه لاه أصاالً ‪ .‬كشاف الخفااء ومزيال اإللبااس ‪ ،‬تاأليف‬
‫إسماعيل بن محمد العجلوني الشافعي ‪. 112 2‬‬
‫‪16‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫ـ المرأ التي يح خطبت ا‪:‬‬


‫فييييالالتي يحيييرم نكيييياح ن‬ ‫إن الخاطييي ال يجيييوز ليييي أن يخطييي إال ميييين تحييي لييي ميييين النسيييا‬
‫علي ال يجوز أن يتقدم لخطبت ن‬
‫والمحرمات من النسا نوعان(‪:)7‬‬
‫النييو ا و محرمييات حرميية مؤبييد ‪ :‬و يين الالتييي يرج ي تحييريم ن إلييى سييب ال يقب ي الييزوا‬
‫فيحرم على الرج الزوا بواحد من ن بأي حا وعلى مدى الد ر‬
‫والمحرمات على التأبيد ثالثة أصناف‪:‬‬
‫محرمات بالنس‬ ‫أ‪-‬‬
‫‪ -‬محرمات بالمصا ر‬
‫جـ‪ -‬محرمات بالرضا‬
‫أوال‪ :‬المحرمات بالنس ‪:‬‬
‫يص هللا تعييالى علييي ن بقول ي ‪ُ  :‬حر َمييتْ َعلَ ي ْي ُك ْم أ ُ َّم َ ييا ُت ُك ْم َو َب َنييا ُت ُك ْم َوأَ َخي َيوا ُت ُك ْم‬ ‫و يين سييب و ييد ني َّ‬
‫ت ‪[ ‬النسا ‪ ]11 :‬و ن على التفصي كا تي‪-:‬‬ ‫خ َو َب َناتُ ا ُ ْخ ِ‬ ‫َ‬
‫َو َع َّما ُت ُك ْم َو َخاالَ ُت ُك ْم َو َب َناتُ ا ِ‬
‫‪ -7‬ا م ات‪ :‬و ن ك امرأ انتس إلي ا الرج بيوالد و يي ا م والجيدات مين ج ية ا م أو مين‬
‫ج ة ا وإن علون‬
‫البنات‪ :‬و ين كي مين انتسي إليى الرجي بيوالد و يي ابنية الصيل وأوالد يا وأوالد البنيين‬ ‫‪-1‬‬
‫وإن نزلت درجت ن‬
‫ا خيييييوات‪ :‬أي أخيييييوات الرجييييي مييييين أي الج يييييات كييييين سيييييوا كييييين أخيييييوات شيييييقيقات‬ ‫‪-1‬‬
‫أو أخوات م‬ ‫أو أخوات‬
‫وأخيوات ا جيداد وإن عليوا مين ج ية‬ ‫العمات‪ :‬و ن ك من أدلت بالعمومية مين أخيوات ا‬ ‫‪-0‬‬
‫ا أو ا م‬
‫الخاالت‪ :‬و نَّ ك من أدلت بالخئولة من أخوات ا م وأخوات الجيدات وإن عليون مين ج ية‬ ‫‪-5‬‬
‫ا أو ا م‬
‫بنات ا خ‪ :‬و ينَّ كي مين ينتسي ببنيو ا خ مين أوالد وأوالد أوالد الي كور وا نيا‬ ‫‪-6‬‬
‫وإن نزلن‬
‫بنات ا خت‪ :‬و ن ك مين ينتسي ببنيو ا خيت مين أوالد يا وأوالد أوالد يا الي كور وا نيا‬ ‫‪-1‬‬
‫وإن نزلن‬
‫ثانيا‪ :‬المحرمات بالمصا ر (‪ )7‬و ن أرب ‪:‬‬
‫ُحرم علي جمي أم ات ا من النس والرضا وإن‬ ‫أم ات النسا فمن عقد على امرأ‬ ‫‪-7‬‬
‫ِسآئِ ُك ْم ‪ ‬سوا دخ بالمرأ التي عقد‬ ‫ُ‬
‫علون والدلي ول تعالى في آية المحرمات‪َ  :‬وأ َّم َ اتُ ن َ‬
‫علي ا أو لم يدخ لعموم اللفظ في ا ية‬

‫انظاار فااي بحااث هااذه المسااألة الكااافي‪ ،‬تااأليف عبااد هللا باان أحمااد باان قدامااة الم دسااي ‪ 211 4‬ومااا بعاادها‪ ،‬المغنااي‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫تأليف عبد هللا بن أحمد بن قدامة الم دسي ‪ 814 9‬وما بعدها‪.‬‬
‫بداية المجتهد‪ ،‬تأليف محمد بن أحمد بن رشد ال رطبي‪ 42 2 ،‬وما بعدها‪.‬‬
‫مجموع فتاوى شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬جمع عبد الرحمن بن قاسم ‪ 12 42‬وما بعدها‪.‬‬
‫أحكام األسرة في اإلسالم‪ ،‬تأليف محمد مصطفى شلبي ص‪ ،114‬وما بعدها‪.‬‬
‫أحكام الزواج والطالق في اإلسالم‪ ،‬تأليف بدران أبو العينين بدران ص‪ ،98‬وما بعدها‪.‬‬
‫شرا َف َج َع َل ُ َن َ‬
‫قال ال رطبي في تفسير قوله تعالى ﴿ َو َُو ا َّل ِي َخ َل َ مِنْ ا ْل َما ِ َب َ‬ ‫(‪)1‬‬
‫سبا َوصِ ْ را﴾ [الفرقان ‪ ]84‬اشت اق‬
‫الصاهر ماان أصااهرت الشايء إذا خلطتااه‪ ،‬فكاال واحااد مان الصااهرين قااد خااالط صااحبه‪ ،‬فسااميت المناااكح صااهراً ‪،‬‬
‫الختالط الناس بها‪ ،‬وقيل الصهر قرابة النكاح‪ .‬الجامع ألحكام ال رآن‪.10 14 .‬‬
‫‪11‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫الربائ و ن بنات النسا فك بنت للزوجة من نس أو رضا تحرم على الرج إن دخ‬ ‫‪-1‬‬
‫بأم ا وبنت بنت ا بمنزلة بنت ا وإن نزلت وإن فار أم ا ب أن يدخ ب ا حلَّت ل ابنت ا‬
‫سآئِ ُك ُم‬ ‫ودلي ل ول تعالى في آية المحرمات من النسا ‪َ  :‬و َر َبائِ ُب ُك ُم الالَّتِي فِي ُح ُج ِ‬
‫ور ُك ْم من ن َ‬
‫الالَّتِي دَ َخ ْل ُت ْم ِب ِ نَّ َفإِن لَّ ْم َت ُكو ُنو ْا دَ َخ ْل ُت ْم ِب ِ نَّ َفالَ ُج َنا َ َعلَ ْي ُك ْم ‪[ ‬النسا ‪]11 :‬‬
‫حالئ ا بنا و ن زوجات أبنائ وأبنا أبنائ وإن سفلوا سوا كان ابن من نس أو‬ ‫‪-1‬‬
‫رضا لقول تعالى في ا ية المشار إلي ا‪َ  :‬و َحالَئِ ُ أَ ْب َنائِ ُك ُم الَّ ِينَ مِنْ أَ ْ‬
‫صالَ ِب ُك ْم ‪ ‬و ؤال‬
‫يحرمن بمجرد عقد ا بنا علي ن لعموم ا ية‬
‫زوجات ا القري والبعيد من ب ا أو ا م من نس أو رضا والدلي على تحريم ن‬ ‫‪-0‬‬
‫ف ‪[ ‬النسا ‪]11 :‬‬ ‫سآ ِ إِالَّ َما َدْ َ‬
‫سلَ َ‬ ‫ول تعالى‪َ  :‬والَ َتن ِك ُحو ْا َما َن َك َح آ َباؤُ ُك ْم منَ الن َ‬
‫مقام يا مقيام‬ ‫ويحرمن ؤال على االبن بمجرد عقد أبي علي ن والعلة في التحريم أن زوجية ا‬
‫ا م تكريما وتعظيما‬
‫ثالثا‪ :‬المحرمات بالرضا ‪:‬‬
‫حرم مثل ا من الرضا لقول تعالى‪َ  :‬وأ ُ َّم َ ا ُت ُك ُم الالَّتِي‬ ‫و نَّ ك امرأ حرمت من النس‬
‫اع ِة ‪[ ‬النسا ‪ ]11 :‬فنص على ا م وا خت وما سوا ما من‬ ‫ض َ‬ ‫ض ْع َن ُك ْم َوأَ َخ َوا ُت ُكم منَ َّ‬
‫الر َ‬ ‫أَ ْر َ‬
‫مثل ن في التحريم لقول علي الصال والسالم‪" :‬يحرم من الرضاعة‬ ‫المنصوص علي ن في النس‬
‫(‪) 7‬‬
‫ما يحرم من الوالد " أي النس متف علي‬
‫ويشترط في التحريم بالرضا ‪:‬‬
‫‪ -7‬أن يكون الرضا في الحولين‬
‫‪ -1‬أن يكون خمس رضعات(‪ )1‬ولو متفر ات في أرجح أ وا العلما‬
‫النو الثاني‪ :‬المحرمات حرمة مؤ تة و ن ا صناف التالية‪:‬‬
‫و و ضربان‪:‬‬ ‫(أ) المحرمات بسب الجم‬
‫ا و ‪ :‬جم حرم ج القرابة بين المرأتين و و ثابت في ثال ‪:‬‬
‫االخ َت ْي ِن ‪[ ‬النسا ‪ ]11 :‬وسوا‬
‫ْ‬ ‫‪ -7‬الجم بين ا ختين لقول تعالى‪َ  :‬وأَن َت ْج َم ُعو ْا َب ْينَ‬
‫كانتا من أبوين أو من أحد ما من نس أو رضا‬
‫‪ -1‬الجم بين المرأ وعمت ا‬
‫‪ -1‬الجمييي بيييين الميييرأ وخالت يييا واليييدلي فيييي ييي ين ميييا روى أبيييو ريييير رضيييي هللا عنييي‬
‫ييا ‪ :‬ييا رسييو هللا ‪ ": ‬ال يجميي بييين المييرأ وعمت ييا وال بييين المييرأ وخالت ييا"متفيي‬
‫(‪) 7‬‬
‫علي‬

‫و ييد نب ي ‪ ‬علييى الحكميية فييي تحييريم ل ي بقول ي فييي حييدي آخيير‪" :‬إنكيين إ ا فعلييتن ل ي طعييتن‬
‫أرحامكن"(‪ )1‬والضابط ل ا النو ‪ :‬أن يحرم الجم بين ك امرأتين ليو كانيت إحيدا ما كيرا يحِي َّ لي‬
‫التزو با خرى‬

‫صحيح البخاري‪ ،‬كتاب النكاح ‪ ،‬باب ﴿وأم اتكم الالتي أرضعنكم﴾‪ ،‬رقم [‪]8099‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫صحيح مسلم‪ ،‬كتاب إرضاع‪ ،‬باب تحريم من الرضاعة ما يحرم من الوالدة‪ ،‬رقم [‪]1444‬‬
‫ى‬
‫فرضاعة أخارى ‪،‬‬ ‫والرضعة هي أن يمتص الطفل اللبن من الثدي ثم يتركه لتنفس أو انت ال ونحاو ذلا ‪ ،‬فا ذا عااد‬ ‫(‪)2‬‬
‫وهكذا ‪.‬‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب ال تنكح المرأة على عمتها‪ ،‬رقم [‪.]8105‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫صاااااحيح مسااااالم‪ ،‬كتااااااب النكااااااح ‪ ،‬بااااااب تحاااااريم الجماااااع باااااين المااااارأة وعمتهاااااا أو خالتهاااااا فاااااي النكااااااح‪،‬‬
‫رقم [‪]1405‬‬
‫أخرجااااه اباااان حبااااان فااااي صااااحيحه‪ ،‬كتاااااب النكاااااح‪ ،‬ذكاااار العلااااة التااااي ماااان أجلهااااا زجاااار عاااان هااااذا الفعاااال‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫رقم [‪]4104‬‬
‫‪18‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫الثاني‪ :‬تحريم الجم لكثر العدد فال يح للرج أن يجم بين أكثر من أرب زوجات باتفا العلما‬
‫لقول تعالى‪َ  :‬فان ِك ُحو ْا َما َطا َ َل ُك ْم منَ الن َسآ ِ َم ْث َنى َو ُثالَ َ َو ُر َبا َ ‪[ ‬النسا ‪ ]1 :‬يعني اثنتين‬
‫أو ثالثا أو أربعا و ن النبي ‪ ‬ا لغيالن بن سلمة حين أسلم وتحت عشر نسو ‪" :‬أمس‬
‫(‪) 1‬‬
‫أربعا وفار سائر ن"‬
‫( ) زوجة الغير ومعتد الغير‪:‬‬
‫ص َناتُ مِنَ الن َسآ ِ إِالَّ َما َملَ ْكتَ أَ ْي َما ُن ُك ْم ‪[ ‬النسا ‪ ]10 :‬والمراد‬
‫لقول تعالى‪َ  :‬وا ْل ُم ْح َ‬
‫بالمحصنات نا المتزوجات و د عطف ن على المحرمات من النسا في ا ية التي بل ا‬
‫ولقول تعالى في المعتد ‪َ  :‬والَ َت ْع ِز ُمو ْا ُع ْقدَ َ الن َكا ِ َح َّتى َي ْبلُ َغ ا ْل ِك َتا ُ أَ َج َل ُ ‪‬‬
‫يفضي إلى اختالط الميا واشتبا ا نسا‬ ‫[البقر ‪ ]115 :‬و ن تزو ؤال‬
‫المطلقة البائن بينونة كبرى ‪:‬‬ ‫(جـ)‬
‫فإن ا ال تح لمطلق ا حتى تنكح زوجا غير لقول تعالى‪َ :‬فإِنْ َطلَّ َق َ ا َفالَ َت ِح ُّ َل ُ مِن َب ْع ُد‬
‫ِح َز ْوجا َغ ْي َر ُ ‪[ ‬البقر ‪ ]114 :‬والعلة في ل تعظيم أمر النكا وإكرام المرأ‬ ‫َح َّتى َت ْنك َ‬
‫ّ‬
‫التي كانت في الجا لية تطل مرات عديد دون حدّ وتراج مرات عديد دون حدّ‬
‫المحرمات الختالف الدين ‪:‬‬ ‫(د)‬
‫[‬ ‫ِص ِم ا ْل َك َواف ِِر ‪‬‬
‫ال يح لمسلم نكا كافر غير كتابية لقول تعالى‪َ  :‬والَ ُت ْمسِ ُكو ْا ِبع َ‬
‫‪‬‬ ‫ُي ْؤمِنَّ‬ ‫َح َّتى‬ ‫َت ْن ِك ُحو ْا ا ْل ُم ْ‬
‫ش ِر َكا ِ‬
‫ت‬ ‫َوالَ‬ ‫و ول ‪ :‬‬ ‫الممتحنة‪]74 :‬‬
‫‪‬‬ ‫[البقر ‪ ]117 :‬وال يح لمسلمة أن ينكح ا كافر كتابيا كان أو غير كتابي لقول تعالى‪:‬‬
‫‪:‬‬ ‫و ول‬ ‫‪]117‬‬ ‫[البقر ‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫ُي ْؤ ِم ُنو ْا‬ ‫َح َّتى‬ ‫ا ْل ُمشِ ِركِينَ‬ ‫ُت ْن ِك ُحو ْا‬ ‫َوالَ‬
‫‪‬‬ ‫ار الَ ُنَّ ِح ٌّ لَّ ُ ْم َوالَ ُ ْم َي ِحلُّونَ لَ ُنَّ‬‫ت َفالَ َت ْر ِج ُعو ُنَّ إِلَى ا ْل ُك َّف ِ‬‫‪َ ‬فإِنْ َعل ِْم ُت ُمو ُنَّ ُم ْؤ ِم َنا ٍ‬
‫[الممتحنة‪]74:‬‬
‫المحرمة بسيب ا حيرام ال يحي نكيا محيرم وال محرمية فيي أرجيح يولي أ ي العليم لقولي‬ ‫َّ‬ ‫( ـ)‬
‫(‪) 7‬‬
‫علي الصال والسالم‪" :‬ال ينكح المحرم وال ُينكِح وال يخط "‬
‫الزانِي الَ َين ِك ُح إِالَّ َزانِ َية‬
‫لقول تعالى‪َّ  :‬‬ ‫الزانية فإن يحرم نكاح ا حتى تتو‬ ‫( و)‬
‫ش ِر َكة ‪[ ‬النور‪ ]1 :‬و ن ا إ ا كانت مقيمة على الزنا لم يأمن أن تلح ب ولدا من‬ ‫أَ ْو ُم ْ‬
‫غير وتفسد فراش فحرم نكاح ا كالمعتد‬
‫المرأ المخطوبة للغير إن أجي فال تح خطبت ا لما روى ابين عمير رضيي هللا عن ميا‪ :‬أن‬ ‫( ز)‬
‫النبي ‪ ‬ا ‪" :‬ال يخط الرج على خطبة أخي حتى يتر أو يأ ن لي " متفي عليي (‪ )7‬و ن‬
‫في ل إفسادا على الخاط ا و واعتيدا عليى حقي وإيقاعيا للعيداو بين ميا فحيرم كبيعي‬
‫على بيع‬
‫أما إن لم تسكن المرأ إلى الخاط ا و ولم تعط جوابا فلغير خطبت يا يا ابين دامي ‪ :‬ن‬
‫تحريم خطبت ا على ا الوج إضرار ب ا فإن ال يشا أح ٌد أن يمن المرأ النكا إال منع يا بخطبتي‬
‫(‪) 1‬‬
‫إيا ا‬

‫ـ أحكام الخطبة‬
‫أوال ‪ :‬النظر إلى المخطوبة‪:‬‬

‫أخرجه الترمذي في سننه ‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب ما جاء في الرجل يسلم وعنده عشر نسوة رقم [‪ ]1125‬وابن ماجاه‬ ‫(‪)4‬‬
‫في سننه‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬بااب الرجال يسالم وعناده أكثار مان أرباع نساوة رقام [‪ ]1984‬وصاححه األلبااني كماا فاي‬
‫إرواء الغليل‪ ،‬رقم [‪]1554‬‬
‫أخرجه مسلم في صحيحه‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب تحريم المحرم‪ ،‬رقم [‪.]1409‬‬ ‫((‪)1‬‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب ال يخطب على خطبة أخيه حتى ينكح أو يدع‪ ،‬رقم [‪ ]8142‬صحيح مسالم‪،‬‬ ‫‪)1‬‬
‫كتااااااااااب النكااااااااااح‪ ،‬بااااااااااب تحاااااااااريم الخطباااااااااة علاااااااااى خطباااااااااة أخياااااااااه حتاااااااااى بااااااااا ذن أو يتااااااااار ‪،‬‬
‫رقم [‪.]1412‬‬
‫المغني ‪817 9‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪19‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫كمييا ثبييت فييي عييد أحادي ي‬ ‫لي‬ ‫شيير ا سييالم للخاط ي أن ينظيير إلييى مخطوبت ي ب ي اسييتح ل ي‬
‫صحيحة من ا‪:‬‬
‫‪ -7‬عين أبييي رييير رضييي هللا عني يا ‪ :‬كنييت عنييد النبييي ‪ ‬فأتييا رجي فييأخبر أني تييزو امييرأ ميين‬
‫ا نصار فقا ل رسو هللا ‪ " : ‬أنظرت إلي ا ؟ " ا ‪ :‬ال يا ‪ " :‬فا ي فيانظر إلي يا‬
‫(‪) 1‬‬
‫فإن في أعين ا نصار شيئا‬
‫و النبي ‪ ‬للمغير بن شيعبة رضيي هللا عني و يد خطي اميرأ ‪" :‬أنظيرت إلي يا؟" يا ‪ :‬ال‬ ‫‪-1‬‬
‫(‪) 7‬‬
‫ا ‪" :‬انظر إلي ا فإن أحرى أن يؤدم بينكما"‬
‫ول ‪":‬أحرى أن يؤدم بينكما" أي يجم بينكما بالح والموافقة‬
‫فيإن اسيتطا‬ ‫‪ -1‬روى جابر بن عبد هللا رضي هللا عن ا ‪ :‬ا رسو هللا ‪" :‬إ ا خطي أحيدكم الميرأ‬
‫(‪)1‬‬
‫أن ينظر إلى ما يدعو إلى نكاح ا فليفع "‬

‫ف ا حادي وما في معنا ا تد داللة صريحة على استحبا نظر الخاط إلى المرأ التيي يرغي‬
‫في نكاح ا‬
‫فقيا اليوزير ابين بيير ‪ :‬واتفقيوا عليى أن مين أراد تيزو اميرأ فلي أن‬ ‫و د اتف الفق ا على ل‬
‫(‪)1‬‬
‫ينظر من ا ما ليس بعور‬
‫ويتحق ب ا النظر مصلحة الطرفين فإن الخاطي والمخطوبية إ ا رأى أحيد ما ا خر واجتمي بي ‪-‬‬
‫م حضور المحرم من أ ارب يا‪ -‬فإميا أن يطميئن إليى ا خير ويميي إليي ويقي لديي مو ي القبيو فتصيح‬
‫رغبت ما في الزوا فإن تم كان ل أدعى للوفا ودوام العشير بين ميا وإميا أن يحصي عكيس لي‬
‫فيعدالن عن الخطبة وا روا جنود مجند ما تعارف من ا ائتليف وميا تنياكر من يا اختليف وفيي حصيو‬
‫النظر احتراز من الغيرر وانتفيا ٌ للج ي والغيش وحصيو النكيا بعيد رؤيية أبعيد عين النيدم الي ي ربميا‬
‫(‪)0‬‬
‫يحص للمتزو لو لم تحص رؤية فيظ ر ل ا مر على خالف ما ُيح‬
‫ويكون النظر إلى ما يدعو إليى نكاح يا كميا فيي الحيدي السياب مميا يظ ير غالبيا وأكثير ميا يينص‬
‫علي أ العلم في ا البا النظر إلى الوج والكفين ن ميا أكثير ميا يظ ير من يا غالبيا و ني بيالنظر‬
‫إلي ما يتم المراد‬
‫و يو مجمي‬ ‫ني لييس بعيور‬ ‫العلم في إباحة النظر إلى وج يا‬ ‫ا ابن دامة ‪ :‬ال خالف بين أ‬
‫(‪)7‬‬
‫المحاسن وموض النظر "‬
‫وليي ا أمييرت المييرأ بسييتر ما عيين ا جانيي كبقييية جسييد ا وللخاطيي أن يكييرر النظيير ويتأميي‬
‫المحاسن ن المقصود إنما يحص ب ل‬
‫ويشترط باحة النظر إلى المخطوبة ما يلي‪:‬‬
‫أن تكون المرأ ممن ترجى موافقت ا‬ ‫‪-7‬‬
‫فال تجوز الخليو ب يا‬ ‫أن يكون النظر بوجود محرم المرأ كأبي ا أو أخي ا ن ا أجنبية عن‬ ‫‪-1‬‬
‫ن الجائز النظر أما الخلو ف ي با ية على أص التحريم‬
‫أالَّ يقصد من النظر الش و والتل‬ ‫‪-1‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫أن يقتصر على القدر ال ي يجوز النظر إلي‬ ‫‪-0‬‬
‫أخرجااه مساالم فااي صااحيحه‪ ،‬كتاااب النكاااح‪ ،‬باااب ناادب النظاار إلااى وجااه الماارأة وكفيهااا لماان يريااد تزوجهااا‪ ،‬رقاام‬ ‫(‪)4‬‬
‫[‪]1424‬‬
‫أخرجه الترمذي‪ ،‬كتاب النكاح ‪ ،‬باب ما جاء‪ ،‬وفي النظر إلى المخطوبة‪ ،‬رقم [‪ ]1057‬وقاال هاذا حاديث حسان‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫والنسائي‪ ،‬كناب النكاح‪ ،‬باب إباحة النظر قبل التزويج‪ ،‬رقم [‪ ]4248‬والحاكم‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬رقم [‪ ]2197‬وقال‬
‫هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ‪ ،‬وواف ه الذهبي‪.‬‬
‫ت دم تخريجه ص ‪. 120‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫اإلفصاح عن معاني الصحاح‪ ،‬تأليف الوزير يحيى بن محمد بن هبيرة ‪.111 2‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫انظر خطبة النكاح‪ ،‬تأليف الدكتور عبد الرحمن عتر ص‪.194‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫المغني ‪. 490 9 ،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪24‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫ويرى الجم ور جواز النظر إلي ا بدون إ ن ا أو علم يا (‪ )1‬واسيتدلوا بفعي جيابر رضيي هللا عني‬
‫حي ا ‪ :‬خطبت امرأ فكنيت أتخبيأ ل يا حتيى رأييت من يا ميا دعياني إليى نكاح يا(‪ )0‬و ن النظير بغيير‬
‫إ ن ا يجع الخاط يرا ا بدون تصن بعيد عن الزينة التي د تخرج ا أحيانا عين خلقت يا الحقيقيية‬
‫يد يحصي بي ل‬ ‫و ن في ل تجن أ ى الفتا وأ ل ا فالرؤية إ ا كانت عالنيية وليم يتحقي النكيا‬
‫وفييي ي ا إحييرا كبييير للفتييا‬ ‫كسيير لكراميية الفتييا ب ي وسيتسييا النيياس عيين سييب تيير الخاط ي‬
‫(‪) 5‬‬
‫وأ ل ا‬
‫وإن لم يتيسر للخاط النظر إلى مخطوبت لسب ٍ ما فل أن يرس امرأ ثقة من ريبات كأمي أو‬
‫أختي تتأمل يا ثيم تصييف ا لي (‪ )7‬و يد بعي النبييي ‪ ‬أم سيليم رضيي هللا عن ميا إلييى اميرأ فقيا ‪ُ " :‬‬
‫شييمي‬
‫(‪) 1‬‬
‫عوارض ا(‪ )1‬وانظري إلى عر وبي ا"‬
‫ثانيا ‪ :‬المخالفات الشرعية في الخطبة‪:‬‬
‫إن خطبة النكا ال يترت علي ا أثر شرعي مما يكون من آثار العقد فيبقى كي واحيد مين الخاطي‬
‫والمخطوبيية أجنبي يا عيين ا خيير وبالتييالي فييال تجييوز الخلييو بين مييا وممييا يؤسييف ل ي أن كثيييرا ميين‬
‫المجتمعات ا سالمية تمارس في ا تصرفات غير مشروعة في ا البا فسمحوا بإجرا عال يات بيين‬
‫الخاط والمخطوبة بعيد ك البعد عن المين ج ا سيالمي والسيب فيي لي ضيعف اليواز اليديني‬
‫والتقصيير فيي التربييية ا سييالمية الصيحيحة والتييأثر بييأحوا وعييادات وتقالييد غييير المسييلمين ودعييا‬
‫الزيغ واالنحال حي سمح ؤال وأولئ للخاط أن يختلي بمخطوبت وأ نوا ل بيالخرو ب يا إليى‬
‫ا سوا والمال ي والحدائ ونحو ا من ا ماكن العامة ولربما وافي أ ي الفتيا عليى سيفر الخاطي‬
‫ب ا دون حسي وال ر ي بدعوى التعرف على بعض ما البع عين ير و ي التصيرفات ال يقر يا‬
‫ا سالم ب يمنع يا ويحي ر من يا ويجعي المخطوبية فيي سييا حصيين در مصيونة فيي بييت أ ل يا‬
‫حتييى يييتم عقييد النكييا وليسييت ألعوبيية يعب ي ب ييا ك ي عاب ي ويتمت ي ب ييا ك ي مسييت تر بحجيية أن ييا‬
‫حياؤ ا و ُيقضى على عفاف ا في حالة ضعف من الخاطبين اللي ين جمي بين ميا‬ ‫مخطوبت حتى ي‬
‫الشيطان‬
‫و ييد ييا علييي الصييال‬ ‫ن ييا مازالييت أجنبييية عيين الخاط ي‬ ‫إن ا سييالم يحييرم الخلييو بالمخطوبيية‬
‫(‪) 0‬‬
‫ي محرم"‬ ‫والسالم‪" :‬ال يخلون رج بامرأ إال م‬
‫النكا ومقاصد وأحكام‬
‫أ ـ تعريف النكا ‪:‬‬
‫ويطلي وييراد بي‬ ‫النكا في اللغة‪ :‬الضم والتداخ يقا ‪ :‬تناكحت ا شجار إ ا انضم بعض ا إلى بع‬
‫عقييد الييزوا يقييا نكييح فييالن امييرأ ينكح ييا نكاحييا إ ا تزوج ييا ويييراد ب ي أيضييا الييوط ييا أبييو علييي‬
‫فر ت العر فر ا لطيفا يعرف ب موض العقد من الوط فإ ا يالوا نكيح فُالنية أو بنيت فيالن أو‬ ‫الفارسي‪َّ :‬‬
‫أختي أرادوا تزوج يا وعقييد علي يا وإ ا ييالوا‪ :‬نكيح امرأتي أو زوجتي ليم يريييدوا إال المجامعية ن بي كر‬
‫(‪)7‬‬
‫امرأت وزوجت يستغنى عن العقد‬

‫انظر لهذه الشروط المغني ‪ ،490 9‬مغناي المحتااج ‪ ،‬تاأليف محماد الشاربيني الخطياب‪125 4 ،‬ن الشارح الكبيار‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪،‬تأليف أحمد الادردير‪281 2‬ن نظاام األسارة فاي اإلساالم‪ ،‬تاأليف الادكتور محماد ع لاة ص‪ ،184‬خطباة النكااح‪،‬‬
‫تأليف الدكتور عبد الرحمن عتر ‪،‬ص‪.191‬‬
‫الكافي ‪ ،‬تأليف عبدهللا بن أحمد بن قدامه الم دسي ‪ ،214 4‬فتح الباري ‪،‬تأليف أحمد بن علي بان حجار العسا الني‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪.225 9‬‬
‫ت دم تخريجه ص ‪ 120‬ف ن جابراً قال هذا الكالم بعد روايته لحديث "إذا خطب أحدكم ‪ ..‬الخ"‬ ‫(‪)4‬‬
‫انظر خطبة النكاح‪ ،‬تأليف الدكتور عبد الرحمن عتر ص‪.217‬‬ ‫(‪)8‬‬
‫انظر مغني المحتاج‪ ،‬تأليف محمد الشربيني ‪125 4‬ن حاشية ابن قاسم على الروض المربع ‪244 1‬ن آداب الحياة‬ ‫(‪)1‬‬
‫الزوجية ا‪ ،‬تأليف خالد عبد الرحمن الع ص ‪.71‬‬
‫"عوارضها" قال شمر هي األسنان التاي فاي عارض الفام‪ ،‬وعرضاه جانباه‪ ،‬وهاي ماا باين الثناياا واألضاراس‪ ،‬واحادها‬ ‫(‪)2‬‬
‫عارض‪ ،‬وإنما أراد بذل أن تبور ريح فمها أطيب أم ال‪ ،‬انظر غريب الحديث البن الجوزي ‪.58 2‬‬
‫أخرجه أحمد في المسند عن أناس رضاي هللا عناه‪ ،‬رقام [‪ ،]14424‬والحااكم فاي المساتدر ‪ .‬كتااب النكااح‪ ،‬رقام‬ ‫(‪)4‬‬
‫[‪ ]2199‬وصححه‪ ،‬وواف ه الذهبي‪ ،‬وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد – كتاب النكااح‪ ،‬بااب اإلرساال فاي الخطباة‬
‫‪ 279 4‬وقال رواه أحمد والبزار ورجال أحمد ث ات‪.‬‬
‫ت دم تخريجه ‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫انظر لسان العرب ‪ ،‬تأليف ابن منظور‪ ،‬مادة [نكح]‪ ،‬معجم م اييس اللغة ‪ ،‬تأليف أحمد بن فارس بان زكرياا‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫مادة [نكح]‪ ،‬المصباح المنير‪ ،‬تأليف أحمد بن محمد الفيومي ‪ ،‬مادة [نكح] ‪ ،‬تحرير ألفاظ التنبيه‪ ،‬تأليف محمد الدين‬
‫يحيى بن شرف النووي ص‪.280 ،249‬‬
‫‪21‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫(‪)1‬‬
‫والنكا شرعا‪ :‬عقد يتض َّمن إباحة وط ٍ بلفظ إنكا أو تزويج أو ترجمت‬
‫‪ -‬حكم النكا ‪:‬‬
‫النكا مندو إليي فيي الجملية للنصيوص اليوارد فيي الترغيي فيي كميا سييأتي يا اليوزير ابين‬
‫(‪) 1‬‬
‫بير ‪ :‬اتفقوا على أن النكا من العقود الشرعية المسنونة بأص الشر‬
‫كييروا أن ي تعتري ي‬ ‫لكيين عنييد التفصييي يختلييف حكم ي بيياختالف حييا الشييخص ل ي ا فييإن العلمييا‬
‫ا حكام التكليفية الخمسة و ي الوجو والند والتحريم والكرا ة وا باحة‬
‫فيج على من يخاف على نفس الزنا بتركي وينيد لي ي شي و وال يخياف الزنيا بتركي ويحيرم‬
‫على من ال يقدر على النفقة أو على الوط ما لم تر ب ل ويكر لمن لم يحتج إليي ويخشيى أن ال‬
‫(‪) 7‬‬
‫يقوم بما أوج هللا علي من القيام بحقو الزوجة فيق في ظلم ا إن تزو ويبا فيما عدا ل‬
‫‪ -‬الترغي في النكا ‪:‬‬
‫من يا‬ ‫ترغ في النكا وتحي ُّ عليي‬
‫ّ‬ ‫د وردت نصوص كثير من القرآن الكريم والسنة النبوية‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫سآ ِ َم ْث َنى َو ُثالَ َ َو ُر َبا َ ‪[ ‬النسا ‪]1:‬‬
‫‪ -7‬ول تعالى‪َ  :‬فان ِك ُحو ْا َما َطا َ لَ ُك ْم منَ الن َ‬
‫‪ -1‬ولي عليي الصييال والسيالم‪" :‬يييا معشير الشييبا مين اسيتطا ميينكم البيا فليتييزو فإني أغي‬
‫(‪) 1‬‬
‫للبصر وأحصن للفر ومن لم يستط فعلي بالصوم فإن ل وجا "(‪ )1‬متف علي‬
‫(‪) 0‬‬
‫‪ -1‬ول علي الصال والسالم ‪ (( :‬تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم ا مم يوم القيامة ))‬
‫د ‪ -‬أركان النكا ‪:‬‬
‫(‪) 5‬‬
‫ركن الشي لغة‪ :‬جانب ا وى‬
‫(‪) 6‬‬
‫كالقيام والركو والسجود للصال‬ ‫وفي االصطال ‪ :‬ركن الشي ما ال وجود ل ل الشي إال ب‬
‫وأركان الزوا ثالثة ‪:‬‬
‫ا و ‪ :‬الزوجان‬
‫وينبغيييي أن يكونيييا خييياليين مييين الموانييي التيييي تمنييي صيييحة النكيييا بيييأن ال تكيييون الميييرأ‬
‫من اللواتي يحرمن على الرج بنس أو رضا أو مصا ر أو عد أو غير ل‬
‫الثاني‪ :‬ا يجا‬
‫و ييو مييا يحص ي أوال نشييا العقييد بييأن يصييدر ميين الييولي أو الخاط ي كييأن يقييو الييولي‪:‬‬
‫زوجت أو أنكحت ابنتي على م ر در ك ا أو يقو الخاط ‪ :‬تزوجت ابنت على م ر در ك ا‬
‫الثال ‪ :‬القبو‬
‫فيأتي تاليا تمام العقد ويصدر من الخاطي أو اليولي‬ ‫و و اللفظ الدا على الرضا بالزوا‬
‫(‪)2‬‬
‫كأن يقو ‪ :‬بلت ا الزوا أو ا النكا‬
‫ا لفاظ التي ينعقد ب ا النكا‬

‫(‪ )2‬مغني المحتاج ‪.124 4‬‬


‫((‪ )4‬اإلفصاح عن معاني الصحاح‪ ،‬تأليف الوزير يحيى بن هبيرة ‪.110 2‬‬
‫المغني‪ ،‬تأليف عبد هللا بن أحمد بن قدامه الم دسي‪ .441 9 ،‬الم دمات الممهدات ‪ ،‬تأليف محمد بن أحمد بن رشد‬ ‫‪)1‬‬
‫"الجد" ‪.484 1‬‬
‫أحكام األسرة في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬تأليف الدكتور رمضان علي السيد الشرباصي ص ‪.28 ،24‬‬
‫قوله "وجاء" قال أبو عبيد ي ال للفحال إذا رضضات انثيااه قاد وض ِ‬
‫جايء ِوجااءً‪ ،‬أراد أناه ي طاع النكااح‪ ،‬وقاال غياره‬ ‫(‪)2‬‬
‫جيء العروق والخصيان بحالهما‪.‬‬ ‫ض‬
‫الوجاء أن تو ِ‬
‫انظر غريب الحديث‪ ،‬تأليف عبد الرحمن بن علي بن الجوزي ‪.484 2‬‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب قول النبي ‪ ‬من استطاع الباءة فليتزوج ‪ ،‬رقم [‪.]8018‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫صحيح مسلم‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه‪ ،‬رقم [‪]1400‬‬
‫ت دم تخريجه قريبا ً ‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫انظر الصحاح ‪2121 8‬‬ ‫(‪)8‬‬
‫انظر التعريفات للجرجاني ص ‪112‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫(‪ )2‬انظر مغني المحتاج ‪ ،49 4‬والمغني ‪451،452 9‬‬
‫‪22‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫ينعقد النكا بلفظ (ا نكا والتزويج) بصيغة الماضي للداللة على العزم و ما اللفظان‬
‫ن نص الكتا ورد ب ما و ل في ول تعالى‪َ  :‬والَ َتن ِك ُحو ْا َما َن َك َح آ َباؤُ ُك ْم‬ ‫الصريحان في النكا‬
‫َ‬
‫ضى َز ْي ٌد م ْن َ ا َوطرا َز َّو ْج َنا َك َ ا ‪‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف ‪[ ‬النسا ‪ ]11 :‬و ول تعالى‪  :‬فل َّما َ‬ ‫َ‬
‫سل َ‬‫سآ ِ إِالَّ َما َ دْ َ‬
‫منَ الن َ‬
‫[ا حزا ‪ ]11 :‬ولم ي كر سوا ما في القرآن الكريم فوج الو وف مع ما تعبدا واحتياطا وال يصح‬
‫ن الزوا عقد يعتبر في النية م اللفظ الخاص ب‬ ‫أن ينعقد بغير ما من ا لفاظ كال بة والتملي‬
‫(‪)3‬‬
‫ولو كان بغير العربية أما ا خرس فتعتبر إشارت المع ود‬
‫شروط صحة ا يجا والقبو‬
‫يشترط لصحة ا يجا والقبو ستة شروط ‪:‬‬
‫أ لية تصرف العا دين بأن يكيون العا يد لنفسي أو لغيير أ يال لمباشير العقيد و لي بيالتمييز‬ ‫‪7‬ـ‬
‫فإ ا كان أحد ما غير مميز كصبي ومجنون لم ينعقد النكا‬
‫بمعنييى أال يفص ي بين مييا بكييالم أجنبييي أو بمييا يعييد فييي العييرف‬ ‫اتحيياد مجلييس ا يجييا والقبييو‬ ‫‪1‬ـ‬
‫(‪)4‬‬
‫إعراضا‬
‫تواف القبو م ا يجا يتحق التواف بتطاب القبو وا يجيا فيي محي العقيد وفيي مقيدار‬ ‫‪1‬ـ‬
‫الم ر فإ ا كانت المخالفة في مح العقد مث ‪ :‬و ولي المرأ ‪ :‬زوجت خديجة فيقو اليزو ‪:‬‬
‫ن القبو انصرف إلى غير من وجد ا يجا في فلم يصح‬ ‫بلت فاطمة لم ينعقد النكا‬
‫وإن كانييت المخالفيية فييي مقييدار الم يير مث ي ‪ :‬زوجت ي ابنتييي علييى خمسييين فقييا الييزو ‪ :‬بلييت‬
‫الزوا بأربعين لم ينعقد النكا إال إ ا كانت المخالفة لميا يو أحسين كيأن يقيو ‪ :‬بليت اليزوا‬
‫(‪)5‬‬
‫بستين فيصح العقد‬
‫ييييو ابتييييدا العقييييد‬ ‫وف ميييي أن المييييراد منيييي‬ ‫سييييما كيييي ميييين المتعا ييييدين كييييالم صيييياحب‬ ‫‪0‬ـ‬
‫(‪)6‬‬
‫إلي عدد من الفق ا المعاصرين‬ ‫ولو كان ا عبر ا نترنت كما‬ ‫أو إتمام‬
‫مين‬ ‫أن تكون الصيغة منجز بمعنيى دالية عليى تحقيي اليزوا وترتي ا ثيار عليي فيي الحيا‬ ‫‪5‬ـ‬
‫غير إضافة إلى زمن مستقب أو تعلي على شرط‬
‫أما ا ضافة إلى زمن مستقب فمعنا ا أن يجع المتعا دان ظرفا مستقبال مبتدأ لثبوت حكم العقيد‬
‫وترت آثار كأن يقو الولي‪ :‬أزوج ابنتي بعد غد أو بعد سنة فيقو الزو ‪ :‬بلت‬
‫ن ا ضيافة إليى المسيتقب تنيافي عقيد اليزوا الي ي يوجي حي االسيتمتا فيي‬ ‫و ا ال يصيح‬
‫الحا‬
‫وأميا الصييغة المعلقية عليى شيرط فكيأن يقيو اليولي للخاطي ‪ :‬إن نجحيت فيي االمتحيان زوجتي‬
‫ابنتي فيقو الخاط ‪ :‬بلت والزوا ال ينعقد ب الصيغة ن إنشا العقد معل على شيي‬
‫(‪)7‬‬
‫مستقب د يحد و د ال يحد‬
‫أن تكون الصيغة مؤبد بمعنى غير مؤ تة بو ت فإن صحب ا تو يت كان العقيد بياطال عينيت‬ ‫‪6‬ـ‬
‫المد أو لم تعين كانت المد صير أو طويلة فلو ا ل ا‪ :‬تزوجت ش را أو سينة عليى م ير‬
‫(‪)8‬‬
‫در ك ا فقالت‪ :‬بلت فإن ل العقد ال يصح‬
‫ـ ‪ -‬شروط النكا‬
‫الزوا من أغلظ المواثي وأكرم ا عند هللا تعالى ن عقد متعل ب ات ا نسان ونسب‬
‫ول ا العقد شروط كسائر العقود الصحيحة لكن يسمو علي ا باختصاص وصف بالميثا الغليظ كما‬
‫ض ُك ْم إِلَى َب ْع ٍ َوأَ َخ ْ نَ مِن ُكم مي َثا ا َغلِيظا ‪‬‬ ‫ف َتأْ ُخ ُ و َن ُ َو َدْ أَ ْف َ‬
‫ضى َب ْع ُ‬ ‫ورد في ول تعالى‪َ  :‬و َك ْي َ‬
‫مغني المحتاج ‪ ،149 4‬والمغني ‪410 9‬‬ ‫(‪ )34‬انظر‬
‫مغني المحتاج ‪8 2‬ـ‪ ،1‬وكشاف ال ناع ‪ ،141 4‬والزواج في الشريعة اإلسالمية د‪.‬أحمد الشافعي ص‪11‬‬ ‫( ) انظر‬
‫المغني ‪451 9‬‬ ‫(‪ )56‬انظر‬
‫نظام األسرة في اإلسالم ص‪54‬‬ ‫(‪ )7‬انظر‬
‫نظام األسرة في اإلسالم ص‪58 ،54‬‬ ‫(‪ )8‬انظر‬
‫حاشية الروض المربع ‪422 1‬‬ ‫( ) انظر‬
‫‪23‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫[النسا ‪ ]17:‬ول ا التعبير يمت في ا يحا بموجبات الحفظ والمود والرحمة وال دف من‬
‫الشروط‪ :‬و حماية ا سر التي سيتم إنشاؤ ا من االختالف والتصد والتفر والتفك وت يئة‬
‫المناخ المالئم لتحقي ا داف المرجو من النكا ومن ثم كان ل ا العقد شروط أربعة‪:‬‬

‫ا و ‪ :‬تعيين الزوجين فال يكفي أن يقو ‪ :‬زوجت ابنتيي‪ :‬إ ا كيان لي عيد بنيات أو يقيو ‪ :‬زوجت يا‬
‫ابنييييي ولييييي عيييييد أبنيييييا ويحصييييي التعييييييين با شيييييار إليييييى المتيييييزو أو تسيييييميت‬
‫أو وصف بما يتميز ب‬
‫الثاني‪ :‬رضا ك من الزوجين با خر فال يصح إن أكر أحد ما علي وال سييما الميرأ فيإن رضيا ا‬
‫أساس في عقد الزوا سوا أكانت بكيرا أم ثيبيا لقولي ‪{:‬ال تينكح ا ييم حتيى تسيتأمر وال‬
‫(‪)9‬‬
‫وب ي ا نييدر أن رضييا‬ ‫تيينكح البكيير حتييى تسييتأ ن ي ي ‪ :‬وكيييف إ ن ييا ؟ ييا ‪ :‬أن تسييكت}‬
‫المرأ ال بد من عند الزوا سوا سب ل ا الزوا أو كانت بكرا‬
‫أمييا التييي سييب ل ييا الييزوا فييال بييد أن تصيير برضييا ا إ ال يمنع ييا الحيييا ميين أن تصيير‬
‫بخالف البكر التي يغل علي ا الحييا عياد فيكتفيى من يا بالسيكوت أو أيية رينية يف يم من يا‬
‫(‪)10‬‬
‫رضا ا‬
‫الثال ‪ :‬الش اد على عقد النكيا ف يي شيرط الزم فيي عقيد النكيا ال يعتبير صيحيحا بيدون ا لحيدي‬
‫(‪)11‬‬
‫جابر مرفوعا‪{ :‬ال نكا إال بولي وشا دي عد }‬
‫الحكمة من وجو ا ش اد‪:‬‬
‫أن النكا يتعل ب ح غير المتعا دين و يم ا والد والمحيارم فاشيترطت الشي اد فيي ليئال‬ ‫‪7‬ـ‬
‫‪12‬‬
‫( )‬
‫يجحد فيضي النس ويتزو الرجا المحارم‬
‫وا شي اد عليي ينفيي اليت م ويبعيد الظنيون‬ ‫أن عقد النكا عظيم الخطر الرتباطي بيا عرا‬ ‫‪1‬ـ‬
‫إ ا رؤي مع ا‬
‫الراب ‪ :‬موافقيية الييولي و ييو أن يعقييد للمييرأ ولي ييا كأبي ييا وأخي ييا فلييو زوجييت المييرأ نفس ي ا أو‬
‫زوجت غير ا كابنت ا أو أخت ا أو وكلت غيير ولي يا فيي تزويج يا وليو بيإ ن ولي يا ليم يصيح‬
‫النكا في الحاالت الثال و ل لما يأتي ‪:‬‬
‫أن هللا تعالى خاط ا وليا بالنكا فقا ‪َ  :‬وأَ ْن ِك ُحو ْا ا َ َيا َمى ِم ْن ُك ْم ‪[ ‬النور‪]11:‬‬ ‫‪7‬ـ‬
‫(‪)13‬‬
‫حدي أبي موسى ا شعري‪ ‬أن النبي‪ ‬ا ‪{:‬ال نكا إال بولي}‬ ‫‪1‬ـ‬
‫و ييو لنفييي الحقيقيية الشييرعية أي‪ :‬ال نكييا موجييود فييي الشيير إال بييولي بييدلي مييا ورد عيين‬
‫عائشة رضي هللا عن ا الت‪ :‬ا رسو هللا‪{: ‬أيما امرأ نكحت بغير ولي ا فنكاح ا باطي‬
‫(‪)14‬‬
‫فنكاح ا باط فنكاح ا باط }‬
‫الحكمة من اشتراط الولي‪:‬‬
‫أن ي يكييون أكثيير خبيير من ييا بالرجييا الختالط ي بالنيياس ومعرفت ي بييأحوال م إضييافة إلييى أن‬ ‫‪7‬ـ‬
‫المرأ سريعة التأثر مما يس مع أن تخد سبا كثير فتخطئ في اختيار ا صلح ل ا‬

‫صحيح البخاري‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب ال ينكح األب وغيره البكر والثيب إال برضاها‪ ،‬حديث [‪ .]814‬وصاحيح مسالم‪،‬‬ ‫(‪)9‬‬
‫كتاب النكاح‪ ،‬باب استئذان الثيب في النكاح‪ ،‬حديث [‪.]1419‬‬
‫انظر نظام األسرة في اإلسالم ص‪59‬‬ ‫‪)10‬‬ ‫(‬
‫أخرجه البيه ي في السنن الكبرى‪ ،‬وصححه األلباني في الجامع الصغير ‪ .1284 2‬وانظر المغناي ‪447 9‬وحاشاية‬ ‫(‪)11‬‬
‫الروض المربع ‪ 271 1‬ونظام األسرة في اإلسالم ص ‪. 57‬‬
‫انظر نظام األسرة في اإلسالم ص ‪57،55‬‬ ‫‪)12‬‬ ‫(‬
‫سنن أبي داود‪ ،‬كتاب النكاح باب في الولي‪ ،‬حديث [‪ .]2058‬وسنن الترمذي‪ ،‬كتاب النكااح‪ ،‬بااب ماا جااء ال نكااح‬ ‫(‪)13‬‬
‫إال بولي‪ ،‬حديث [‪ ،]1101‬وقال » حديث حسان « ‪ .‬وسانن ابان ماجاه‪ ،‬كتااب النكااح‪ ،‬بااب ال نكااح إال باولي‪،‬‬
‫حديث [‪.]1551‬‬
‫سنن أبي داود‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب في الولي‪ ،‬حديث [‪ .]2054‬وسنن الترمذي‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب ما جااء ال نكااح‬ ‫(‪)14‬‬
‫إال بولي‪ ،‬حديث [‪ ،]1102‬وقال » حديث حسان « ‪ .‬وسانن ابان ماجاه‪ ،‬كتااب النكااح‪ ،‬بااب ال نكااح إال باولي‪،‬‬
‫حديث [‪.]1579‬وانظر المغني ‪488 9‬‬
‫‪20‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫أن زو المييرأ سيصييبح عضييوا فييي أسييرت ا وميين غييير الالئي أن ينضييم إلييى ا سيير عضييو‬ ‫‪1‬ـ‬
‫يكون ر ا سر غير را عن‬
‫(‪)15‬‬
‫أن في إكراما للمرأ وإبعادا ل ا عن خدش حيائ ا عند ما تتولى تزويج نفس ا‬ ‫‪1‬ـ‬

‫عض الولي‪:‬‬
‫يقييا ‪ :‬عضي الميرأ عين الييزو‬ ‫العضي فيي اللغية‪ :‬ييأتي بمعنييى المني والحيبس عين الشيي‬
‫(‪)16‬‬
‫منع ا وحبس ا عن‬
‫واصييطالحا‪ :‬منيي المييرأ ميين التييزويج بكفئ ييا إ ا طلبييت ليي ورغيي كيي واحييد من مييا فييي‬
‫(‪)17‬‬
‫صاحب‬
‫والعض ظلم وإضرار بالمرأ في منع ا حق ا في التزويج بمن ترضا و ل لن ي هللا تعالى‬
‫ضلُو ُنَّ أَن َينك ِْحنَ أَ ْز َو َ‬
‫اج ُنَّ ‪[ ‬البقر ‪]111:‬‬ ‫عن في ول مخاطبا ا وليا ‪َ :‬فالَ َت ْع ُ‬
‫انتقلت الوالية إلى السلطان لما يأتي‪:‬‬ ‫فإ ا تحق العض من الولي دون سب مقبو‬
‫(‪)18‬‬
‫و النبي‪{:‬فإن اشتجروا فالسلطان ولي من ال ولي ل }‬ ‫‪7‬ـ‬
‫زالية الظليم‬ ‫فيقيوم السيلطان أو نائبي مقامي‬ ‫ن الولي د امتن ظلما من حي توجي عليي‬ ‫‪1‬ـ‬
‫(‪)19‬‬
‫كما لو كان علي دين وامتن عن ضائ‬
‫و ‪ -‬الشروط في النكا‬
‫ب العقد مما‬ ‫المراد ب ا ما يشترط أحد الزوجين أو كال ما في صل العقد أو يتفقان علي‬
‫يصلح ب ل واالنتفا ب و ي غير شروط النكا وتنقسم إلى سمين ‪:‬‬
‫القسم ا و ‪ :‬الشروط الصحيحة و ي نوعان ‪:‬‬
‫النو ا و ‪ :‬شروط يتضمن ا العقد وإن لم ت كر في صلب ن مشروعية العقد من أجل يا فيال حاجية‬
‫ل ي كر ا ب ي ييي الزميية بمجييرد العقييد و كر ييا فييي العقييد ال يييؤثر كمييا أن إ مال ييا ال‬
‫يسقط ا و ل مث ‪ :‬اشتراط انتقا المرأ إلى بيت زوج يا وتمكيني مين االسيتمتا ب يا‬
‫وكاشتراط النفقة والسكنى على الزو ف من مضمون العقد ودا علي يا شيرعا كميا‬
‫(‪)20‬‬
‫د علي ا عرفا وعاد‬
‫النو الثاني‪ :‬شروط نف معينة يشترط ا أحد الزوجين فتكون ملزمة لآلخر إ ا رضي ب ا ولم‬
‫تكن مخالفة للشر فاشتراط الرج على امرأت في عقد الزوا تقسيط الم ر أو‬
‫تأجيل غير مف وم من مقتضى العقد لكن لما اشترط علي ا كان الزما وك ل‬
‫اشتراط ا علي زياد في الم ر أو إكما دراست ا أو أن تستمر في وظيفت ا فعلى‬
‫الزو أن يفي بما اشترطت علي ول ا ح المطالبة ب أوالفسخ إن لم يف بما وعد ا‬
‫فقا ‪:‬‬ ‫بالع ود‬ ‫بالوفا‬ ‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫أمر‬ ‫ود‬ ‫ب‬
‫‪َ ‬وأَ ْوفُو ْا ِب َع ْ ِد َّ ِ‬
‫هللا إِ َ ا َعا َد ُّت ْم ‪[ ‬النح ‪ ]17:‬وفي الحدي ‪{:‬إن أح الشروط أن توفوا‬
‫(‪)21‬‬
‫ب ما استحللتم ب الفرو }‬
‫القسم الثاني‪ :‬شروط فاسد و ي نوعان‪:‬‬

‫‪ )15‬انظر نظام األسرة في اإلسالم ص ‪92‬‬ ‫(‬


‫‪ )16‬انظر لسان العرب‪ ، 481 11‬والمصباح المنير‪418 2‬‬ ‫‪17‬‬
‫(‬
‫(‪ )18‬انظر المغني‪454 9‬‬
‫( ) سنن أبي داود‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب في الولي‪ ،‬حديث [‪ .]2054‬وسنن الترمذي‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب ما جاء ال نكااح إال‬
‫بولي‪ ،‬حديث [‪ ،]1102‬وقال » حديث حسن «‪ .‬وسنن ابن ماجه‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب ال نكاح إال بولي‪ ،‬حديث [‪.]1579‬‬
‫‪ )19‬انظر مغني المحتاج ‪ ،184 4‬والمغني ‪454 9‬‬ ‫(‬
‫‪ )20‬انظر المغني ‪454 9‬‬ ‫‪21‬‬
‫(‬
‫( ) صحيح البخاري‪ ،‬كتااب الشاروط ‪ ،‬بااب الشاروط فاي المهار عناد ع ادة النكااح‪ ،‬حاديث [‪ .]2721‬وصاحيح مسالم‪،‬‬
‫كتاب النكاح‪ ،‬باب الوفاء بالشروط في النكاح‪ ،‬حديث [‪ .]1415‬وانظر المغني ‪ 454،458 9‬والشروط في النكاح‬
‫د‪.‬السدالن ص‪45،49‬‬
‫‪20‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫شييييروط فاسييييد بنفسيييي ا ميييي بقييييا العقييييد صييييحيحا كييييأن يشييييترط أال م يييير ل ييييا‬ ‫النو ا و ‪:‬‬
‫أو ال نفقة ل ا فيفسد الشرط ويصح العقد ن ل الشرط يعود إلى معنى زائد في العقد ال يليزم كير‬
‫(‪)22‬‬
‫وال يضر الج ب‬
‫النو الثاني‪ :‬شروط فاسد مفسد للعقد مث ‪ :‬أن يشترط تزوج ا مد معينية و يو نكيا المتعية‬
‫أو يتزوج ا ليحلل ا لزوج ا ا و و و نكا التحلي أو يشيترط اليولي عليى اليزو أن‬
‫يزوج أخت و و نكا الشغار ف ثالثة أنوا من ا نكحة الفاسد ‪:‬‬

‫ا و ‪ :‬نكا المتعة‬
‫(‪)23‬‬
‫و و ما يستمت ب‬ ‫المتعة ـ لغة ـ بضم الميم وكسر ا‪ :‬مشتقة من المتا‬
‫واصييطالحا‪ :‬أن ييينكح الرج ي المييرأ بشييي ميين المييا مييد معينيية ينت ييي النكييا بانت ائ ييا ميين غييير‬
‫(‪)24‬‬
‫طال‬
‫حكم ‪ :‬باط باتفا علما المسلمين و د د على تحريم نكا المتعة الكتا والسنة وا جما‬
‫أما الكتا فقول تعالى‪َ  :‬والَّ ِينَ ُ ْم لِفُ ُرو ِج ِ ْم َحافِ ُظونَ ‪  ‬إِالَّ َعلَى أَ ْز َوا ِج ِ ْم أَ ْو َما َملَ َكتْ‬
‫أَ ْي َما ُن ُ ْم ‪[ ‬المؤمنون‪ ]6-5:‬والمتمت ب ا ليست زوجة وال في حكم الزوجة في نظر الشار وال‬
‫فيما تعارف علي الناس‬
‫وإن‬ ‫ومن السنة و النبي‪{:‬يا أي ا الناس إني كنت د أ نت لكيم فيي االسيتمتا مين النسيا‬
‫(‪)25‬‬
‫هللا د حرم ل إلى يوم القيامة}‬
‫(‪)26‬‬
‫وأما ا جما فإن ا مة بأسر ا د أجمعت على تحريم المتعة إال من ال يلتفت إلي‬
‫الحكمة من تحريم نكا المتعة‬
‫أن المقصود ا سمى للزوا و السكن وتكوين ا سر وال يأتي ي ا كلي إال بيدوام العشير‬ ‫‪7‬ـ‬
‫وشعور الزوجة باالستقرار وبأن حيات ا الزوجية مستدامة‬
‫أن لو فتح با الزوا المؤ ت ب الناس إلي ابتغا ضا الحاجية الجنسيية لقلية كلفتي‬ ‫‪1‬ـ‬
‫وس ولة مؤونت ولضا ب ل ال دف ا سمى الي ي مين أجلي أود هللا فينيا غرييز الجينس‬
‫(‪)27‬‬
‫و و بقا النو ا نساني وعمران الكون‬
‫إكرام المرأ من أن تتخ لل والمتعة من ب العديد من ا شخاص على التوالي‬ ‫‪1‬ـ‬
‫الثاني‪ :‬نكا التحلي‬
‫و و أن يطل الرج امرأت ثالثا فيتزوج ا رج على شيريطة أن يطلق يا بعيد وطئ يا لتحي‬
‫(‪)28‬‬
‫لزوج ا ا و‬
‫(‪)29‬‬
‫و ل ي لحييدي عبييد هللا بيين مسييعود ‪ {:‬لعيين رسييو هللا‪ ‬الم ِح ي َّ والمحل ي‬ ‫حكم ي ‪ :‬حييرام‬
‫(‪)30‬‬
‫ن ال يكون اللعن إال على فاع المحرم و يو أغليظ مين‬ ‫فد ل على تحريم نكا التحلي‬ ‫ل }‬
‫نكا المتعة من وج ين ‪:‬‬

‫‪ )22‬انظر الشروط في النكاح د‪ .‬صالح السدالن ص‪45‬‬ ‫(‬


‫‪ )23‬انظر الصحاح ‪ ،1252 4‬ولسان العرب ‪429 5‬‬ ‫‪24‬‬
‫(‬
‫(‪ )25‬انظر المغني ‪41 10‬‬
‫(‪ )26‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب نكاح المتعة وبيان أنه أبيح ثم نسخ‪ ،‬حديث [‪.]4422‬‬
‫( ) حاشية الروض المربع ‪428 1‬‬
‫‪ )27‬انظر نظام اإلسالم في األسرة ص ‪51‬‬ ‫(‬
‫‪ )28‬انظر المغني ‪81 10‬‬
‫‪29‬‬
‫(‬
‫(‪ )30‬انظر المصدر السابق ‪49 10‬‬
‫( ) سنن الترمذي‪ ،‬كتاب النكااح‪ ،‬بااب ماا جااء فاي المحال والمحلال لاه‪ ،‬حاديث [‪ ،]1120‬وقاال »حسان صاحيح « ‪.‬‬
‫وسنن النسائي ‪ ،‬كتاب الطالق ‪ ،‬باب إحالل المطل ة ثالثا ً ‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫(‪)31‬‬
‫وليس رغبة في المرأ‬ ‫والثاني ‪ :‬أن الوط في من أج التحلي‬ ‫أحد ما ‪ :‬ج الة مدت‬
‫الثال ‪ :‬نكا الشغار‬
‫والج ة شاغر أي‪:‬‬
‫يقا ‪ :‬مكان شاغر أي‪ :‬خا‬ ‫الشغار لغة‪ :‬الخلو من الع َِو‬
‫(‪)32‬‬
‫خالية وسمي بالشغار لخلو من الم ر‬
‫واصطالحا‪ :‬أن ينكح الرج وليت (ابنت أو أخت ) على أن يزوج ا خر وليت ليكون بض ك واحد‬
‫(‪)33‬‬
‫من ما صدا ا لألخرى‬
‫حكم ‪ :‬اتف أ العلم على أن نكا الشغار من ي عن ف و باط يج التفري في سوا كان‬
‫مصرحا في بنفي الم ر أو مسكوتا عن و ل لحدي جابر بن عبد هللا ـ رضي هللا عن ما ـ‪{:‬ن ى‬
‫(‪)35‬‬ ‫(‪)34‬‬
‫والن ي يقتضي الفساد فيكون العقد فاسدا‬ ‫رسو هللا‪ ‬عن الشغار}‬
‫ز ـ مقاصد النكا ‪:‬‬
‫لما كان أساس يام ا سر و الزوا فقد ا تم ا سالم بي أيميا ا تميام فنقيا مين أن يكيون‬
‫(‪)36‬‬
‫زواجييييا جا ليييييا بييييأن اسييييتبعد الصييييور التييييي كانييييت موجييييود فييييي الجا لييييية كنكييييا الخييييدن‬
‫(‪)37‬‬
‫وأبقى على الصور الشرعية التي تنسجم م الفطير ويقر يا العقي السيليم و لي‬ ‫واالستبضا‬
‫لتحقي مقاصد عديد من أ م ا ‪:‬‬
‫‪1‬ـ تحقي الفطر ا نسانية وإشباع ا‬
‫خل هللا في ا نسان غرييز البحي عين الطعيام التيي بإشيباع ا يبقيى شخصي والغرييز الجنسيية‬
‫التي باالستجابة ل ا يبقى نوع وكان ال بد لإلنسان أن يقف أمام ا أحد موا ف ثالثة ‪:‬‬
‫ا و ‪ :‬أن يطل ل يا العنيان تسيبح أيين شيا ت وكييف شيا ت بيال رواد تردع يا مين ديين أو خلي‬
‫كما و الشأن فيي المي ا ا باحيية التيي ال تيؤمن باليدين وال بالفضييلة وفيي ي ا المو يف‬
‫انحطاط با نسان إلى مرتبة الحيوان وإفساد للفرد وا سر كل ا‬
‫الثاني‪ :‬أن يكبت ييا كمييا ييو الشييأن فييي م ي ا التقشييف والحرمييان كالر بانييية ونحو ييا وفييي ي ا‬
‫المو ف وأد للغريز ومنافا لحكمة مين ركب يا فيي ا نسيان وفطير علي يا ومصيادمة لسينة‬
‫الغرائز لتستمر في سير ا‬ ‫الحيا التي تستخدم‬
‫الثال ‪ :‬أن يض ل ا حدودا تنطل في داخل ا وضمن إطار ا دون كبت مر و وال انطيال مجنيون‬
‫كمييا ييو الشييأن فييي الييدين ا سييالمي الي ي حييرم السييفا وشيير النكييا واعتييرف بييالغريز‬
‫فيسر ل ا سبيل ا من الحال‬
‫و ا المو ف و العد والوسط فلوال شر الزوا ما أدت الغريز دور ا في استمرار بقيا‬
‫ا نسان بالطريقة الشرعية ولوال تحريم السفا وإيجيا اختصياص الرجي بيامرأ ميا نشيأت ا سير‬
‫التيي تكييون فييي ظالل ييا العواطيف االجتماعييية الرا ييية ميين مييود ورحمية وحنييان وحي وإيثييار ولييوال‬
‫(‪)38‬‬
‫ا سر ما نشأ المجتم وال أخ طريق إلى الر ي‬
‫‪2‬ـ تحقي السكن النفسي والروحي‬
‫وراحة الضمير إ يأوي‬ ‫فبالزوا يجد ك من الزوجين في ظ صاحب سكن النفس وسعاد القل‬
‫ا تعالى‪:‬‬ ‫وا ا‬ ‫ويمسح عن‬ ‫موم الحيا‬ ‫وينسي‬ ‫إلى من يحنو علي‬

‫‪ )31‬انظر مغني المحتاج ‪ ،152 4‬وكشاف ال ناع ‪94 8‬‬ ‫(‬


‫انظر الصحاح ‪ ،700 2‬ولسان العرب ‪417 4‬‬ ‫‪)32‬‬
‫‪33‬‬
‫(‬
‫انظر المغني ‪42،44 10‬‬ ‫(‪)34‬‬
‫(‪ )35‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب تحريم نكاح الشغار وبطالنه‪ ،‬حديث [‪.]1417‬‬
‫( ) انظر المغني ‪ 42 10‬وحاشية الروض المربع ‪415 1‬‬
‫(‪ )36‬الخادن هاو الصااديق للمارأة يزنااي بهاا سااراً‪ ،‬ف اد كااان قاوم ماان العارب فااي الجاهلياة يحرمااون ماا ظهاار مان الزنااا‬
‫ويستحلون اتخاذ األخدان‪ ،‬فحرم هللا ذل كله‪.‬انظر أحكام ال رآن البن العربي ‪811 1‬‬
‫(‪ )37‬االستبضاع هو أن يعجب الرجل برجل آخر يفوقه قوة ونبوغاً‪ ،‬وخشية أن يكون نسله ضعيفاً‪ ،‬في اول لزوجتاه إذا‬
‫طهرت من حيضها اذهبي إلى فالن واجعليه يعاشر كي تستبضاعي لناا مناه ثمارة قوياة‪ ،‬ويعتزلهاا الازوج حتاى‬
‫يتبين حملها من ذل الرجل‪.‬انظر المجتمع اإلسالمي وبناء األسرة د‪ .‬محمد عفيفي ص‪42‬‬
‫(‪ )38‬انظر مجلة الجندي المسلم عدد (‪ )45‬سنة ‪ 1405‬هـ‪ ،‬ص‪ ،79،50‬والح اوق الزوجياة فاي الشاريعة اإلساالمية‪ ،‬لعباد‬
‫المل منصور ص ‪5،9‬‬
‫‪21‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫‪َ ‬ومِنْ آ َياتِ ِ أَنْ َخ َل َ لَ ُكم منْ أَنفُسِ ُك ْم أَ ْز َواجا ل َت ْس ُك ُنو ْا إِ َل ْي َ ا َو َج َع َ َب ْي َن ُكم َّم َودَّ َو َر ْح َمة إِنَّ فِي َ لِ َ َيا ٍ‬
‫ت‬
‫ل َق ْو ٍم َي َت َف َّك ُرونَ ‪[ ‬الروم‪]17:‬‬

‫‪3‬ـ صيانة أفراد المجتم من االنحراف‬


‫يساعد الزوا على حماية المجتم من االنحراف والو و في الر يلة فالزوا و الوسييلة‬
‫الوحيد لتكوين ا سر وا سر ي التي تحمي أفراد ا بالتربية السليمة والر ابة والمتابعية الدائمية‬
‫ل ييييييييم ونلمييييييييس ليييييييي إ ا نظرنييييييييا إلييييييييى المجتمعييييييييات التييييييييي تنييييييييادي بتييييييييأخير الييييييييزوا‬
‫أو المجتمع يات التييي تض ي العرا ي ي أمييام الشييبا الراغ ي فييي الييزوا حي ي تنتشيير الر يليية بصييور‬
‫(‪)39‬‬
‫المجتمعات‬ ‫أزعجت القائمين على‬
‫‪4‬ـ صيانة المجتم من ا مرا الفتاكة‬
‫و ي أمرا وأدوا وعل تنتشر بانتشار الزنا وشيو الفاحشية كيالز ري ومير نقيص‬
‫المناعة (ا يدز) وال ربس و ا يي المجتمعيات المنحلية تعياني مين ويالت يا ميا تعياني بسيب انعتيا‬
‫الناس في ا من رباط الزوا المقدس واتجا م إلى ك لون من أليوان االتصيا الحيرام والمشيبو ك‬
‫ل تحقيقا لما أخبير عين و وعي المصيطفى‪ ‬فيي ولي ‪{:‬ييا معشير الم ياجرين خميس إ ا ابتلييتم ب ين‬
‫وأعييو بيياّلِل أن تييدركو ن لييم تظ يير الفاحشيية فييي ييوم ييط حتييى يعلنييوا ب ييا إال فشييى فييي م الطيياعون‬
‫(‪)40‬‬
‫وا وجا التي لم تكن مضت في أسالف م ال ين مضوا}‬
‫البصر وحفظ الفر‬ ‫‪2‬ـغ‬
‫ل أن الزوا وسيلة عظيمة من الوسائ التي تساعد المسلم على تحقي التوجي ا ل ي‬
‫ضو ْا مِنْ‬‫البصر وحفظ الفر والمتمث في ول تعالى‪ ْ ُ  :‬ل ْل ُم ْؤ ِمنِينَ َي ُغ ُّ‬ ‫لعباد بغ‬ ‫الكريم‬
‫ضنَ مِنْ‬‫ض ْ‬ ‫ص َن ُعونَ ‪َ  ‬و ُ ل ْل ُم ْؤ ِم َنا ِ‬
‫ت َي ْغ ُ‬ ‫وج ُ ْم لِ َ أَ ْز َكى لَ ُ ْم إِنَّ ََّ‬
‫هللا َخ ِبي ٌر ِب َما َي ْ‬ ‫ِ ْم َو َي ْح َف ُظو ْا فُ ُر َ‬ ‫ار‬ ‫أَ ْب َ‬
‫ص ِ‬
‫ِنَّ ‪[ ‬النور‪]17 14:‬‬ ‫ار‬
‫ص ِ‬‫أَ ْب َ‬
‫و د بين النبي ‪ ‬ا ا ثر العظيم للزوا في صيانة البصر والفير بقولي ‪{:‬ييا معشير الشيبا‬
‫(‪)41‬‬
‫ففيي غي البصير سيالمة‬ ‫من استطا منكم البا فليتزو فإن أغ للبصير وأحصين للفير }‬
‫(‪)42‬‬
‫للمجتم من االنحال والتفسخ وإغال للناف ا ولى من نواف الفتنة والغواية‬
‫‪6‬ـ المحافظة على النس‬
‫خل هللا سيبحان الخلي لعبادتي والسيتمرار ي العبياد البيد مين اسيتمرار النسي بالطريقية‬
‫الشرعية وعدم انقطاع ول ل رغي ا سيالم فيي اليزوا وخاصية بيالمرأ الوليود فقيا ‪{:‬تزوجيوا‬
‫(‪)43‬‬
‫وب ا تمتد الحيا إليى آخير مطاف يا ويكتي للنسي البشيري‬ ‫الودود الولود فإني مكاثر بكم ا مم}‬
‫(‪)44‬‬
‫البقا فيعمر الكون ويقوم ا نسان بدور في خالفة ا ر‬

‫‪ 9‬ـ المحافظة على ا نسا‬


‫إن ا تيران الرجي بيالمرأ ضييمن ي المؤسسية االجتماعيية التييي يي ا سير يضيمن لألبنييا‬
‫االنتسا إلى آبائ م مما يشعر م باعتبار وات م ويجعل م يحسون بكيرامت م ا نسيانية فالوليد فير‬
‫ميين شييجر معروفيية ا صي والمنبييت وب ي ا يرجي كي فيير إلييى أصييل فيسييعى أن يحييافظ عليي نقيييا‬
‫طا را كي يعتز ب ويفخر ولوال ا التنظيم الرباني لجميو البشيرية لتحوليت المجتمعيات إليى أخيالط‬
‫(‪)45‬‬
‫وأنوا ال تعرف رابطة وال يضم ا كيان ولغدا الناس كالب ائم ي يمون في ك واد‬
‫‪ 8‬ـ العناية بتربية النش‬
‫‪ )39‬انظر بناء المجتمع اإلسالمي ص‪110‬‬ ‫(‬
‫(‪ )40‬سنن ابن ماجه‪ ،‬كتااب الفاتن‪ ،‬بااب الع وباات‪ ،‬حاديث [‪ ، ]4019‬وصاححه البوصايري‪ .‬انظار مصاباح الزجاجاة فاي‬
‫زوائد ابن ماجه ‪.417 4‬‬
‫(‪ )41‬صحيح البخاري‪ ،‬كتااب الصاوم‪ ،‬بااب الصاوم لمان خااف علاى نفساه العزباة‪ ،‬حاديث [‪ .]1908‬وصاحيح مسالم‪،‬كتاب‬
‫النكاح ‪ ،‬باب استحبابه لمن تاقت إليه نفسه‪ ،‬حديث [‪.]1400‬‬
‫‪ )42‬انظر مجلة الجندي المسلم ص‪77‬‬ ‫(‬
‫‪ )43‬ت دم تخريجه في ص ‪.124‬‬ ‫‪44‬‬
‫(‬
‫(‪ )45‬انظر بناء المجتمع اإلسالمي ص‪110‬‬
‫( ) انظر مجلة الجندي المسلم ص ‪75‬‬
‫‪28‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫من المعلوم أن طفولة ا نسان تمتد بضي عشير سينة والطفي فيي ي المرحلية فيي حاجية‬
‫ماسة إلى التوجيي السيليم ليسيتقيم سيلوك وال يمكين ي ا إال عين طريي ا سير التيي وام يا اليزو‬
‫ن مييا يملكييان‬ ‫والزوجيية فييال أحييدّ غييير ا وا م يمكيين أن يقييدم ي المتطلبييات للطفي أو المرا ي‬
‫العاطفة ا بوية الصاد ة تجا ومن نا تبدو أ ميية خيرو ا طفيا إليى اليدنيا عين طريي اليزوجين‬
‫الل ين جمع ما الزوا الشرعي وتبدو أ مية يام ا م وا ب الم مة مباشر دون االعتماد عليى‬
‫غير ما في العناية بتنشئة وتربية ا بنا‬
‫وما يحد ا ن من اعتماد بع المجتمعات ا سالمية عليى الخادميات ا جنبييات يني ر بخطير‬
‫عظيم يت دد النش بإفساد دين م وأخال م وحتى لغيت م نا يي عين ا سيا وا ى الي ي يد يلحي‬
‫(‪)46‬‬
‫الخادمة أو تل المربية‬ ‫الطف من جرا االعتماد على‬
‫‪7‬ـ تحقي الستر للمرأ والرج‬
‫َّ‬
‫اس ل ُنَّ ‪[ ‬البقر ‪ ]781:‬فالزو‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫و ا الغر واضح من ول تعالى‪ُ  :‬نَّ لِ َب ٌ‬
‫اس ل ُك ْم َوأ ْن ُت ْم لِ َب ٌ‬
‫ستر لزوجت و ي ستر ل كما يستر اللباس صاحب ستر جسدي ونفسي وروحي وليس من أحد‬
‫أستر حد من الزوجين المتآلفين يحرص ك من ما على عر صاحب ومال ونفس وأسرار‬
‫أن ينكشف شي من ا فتن ب ا فوا والعيون فك واحد يقي صاحب الو و في الفاحشة والتردي‬
‫في الر يلة ويحفظ علي الشرف والسمعة كما يقي الثو البس أ ى ال اجر ويحفظ شر‬
‫(‪)47‬‬
‫الزم رير‬
‫يتشيييوف ا سيييالم إليييى اسيييتمرارية ا سييير التييييي تكونيييت بتحقييي عقيييد النكيييا ودوام ييييا‬
‫واستمرار ا وال يتم ل ا ل حتى يقوم ك من الزوجين بدور المنياط بي و الرجي والميرأ – بحكيم‬
‫الفطر – مؤ ك من ما للقيام بم ام داخي ي ا الكييان ال يمكين لآلخير القييام بي فيإ ا يام كي من ميا‬
‫بدور تكملت مقومات البقا والدوام واالستمرار لألسر وتحق االستقرار في ظ حقيو وواجبيات‬
‫ك من ما لآلخر بما ليس تطوعا وال اختيارا وإنما و فر وإلزام حتى تقوم الحييا الزوجيية عليى‬
‫واعد راسخة من التقدير والمحبة والوئام فال يتحم الع واحد دون ا خر وإال لضجر و تبيرم مين‬
‫تل الحيا ولكن شعور ك من ما بدور ا خر يدفع إلى التفاني في إسعاد شيريك و تقيديم كي أسيبا‬
‫الراحة فيعيش الزوجيان فيي سيعاد و نيا وبي ل تيؤتي الحييا الزوجيية ثمار يا المرجيو مين نسي‬
‫تلحظ عناية ا بو وترعا عاطفة ا مومة‬
‫وإن المتأم فيي الحقيو التيي شيرع ا هللا فيي ي ا اليدين لكي واحيد مين اليزوجين ييرى في يا‬
‫كما علم هللا وحكمت وكما عدل ورحمت وأن سبحان د منح كال من ميا مين الحقيو ميا تقيوم بي‬
‫الحيا الزوجية على أكمي وجي والحييا ا سيرية عليى أتيم حيا فالي ي يطيال حقيو اليزو مسيتقلة‬
‫يظن أني يد مينح مين الحقيو ميا ليم تني الزوجية مثل يا فيإ ا طيال حقيو الزوجية مسيتقلة ظين أن يا‬
‫و تل ظ ر ل كما العنايية الربانيية‬ ‫منحت من الحقو ما لم ين الزو مثل ا ولكن إ ا نظر إلى‬
‫بالجانبين‬
‫أـ حقو الزوجين وواجبات ما ‪:‬‬
‫يمكيين تقسيييم الحقييو الزوجييية إلييى ثالثيية أ سييام‪ :‬حقييو مشييتركة بييين الييزوجين وحقييو‬
‫منفرد للزو وحقو منفرد للزوجة‬
‫أوال‪ :‬الحقو المشتركة بين الزوجين‪:‬‬
‫‪1‬ـ حسن العشر‬
‫حسن العشر كلمة جامعة تشم ك المعاني الكريمة التي تحق الغاية من نعمة‬
‫الزوا التي امتن هللا ب ا علينا إ يقو تعالى‪َ  :‬ومِنْ آ َياتِ ِ أَنْ َخلَ َ لَ ُكم منْ أَنفُسِ ُك ْم أَ ْز َواجا ل َت ْس ُك ُنو ْا‬
‫إِلَ ْي َ ا َو َج َع َ َب ْي َن ُكم َّم َودَّ َو َر ْح َمة ‪[ ‬الروم‪ ]17 :‬وأساس العشر الحسنة"المعروف" ويكون بالبعد‬
‫عما ينفر والسعي إلى ما يرضي وا خالص في أدا الواج م العطف والتسامح والتلطف في‬
‫الحدي واحترام الرأي وإشاعة ا نس ن ا من المعروف المأمور ب في ول تعالى‪ :‬‬
‫ا ية بحسن صحبة النسا إ ا عقدوا‬ ‫َو َعاشِ ُرو ُنَّ ِبا ْل َم ْع ُروفِ ‪[ ‬النسا ‪ ]71 :‬و د فسر القرطبي‬
‫علي ن و ل بتوفية حق ا من الم ر والنفقة وأال يعبس في وج ا بغير ن وأن يكون منطلقا في‬
‫(‪)48‬‬
‫القو ال فظا وال غليظا وال مظ را ميال إلى غير ا فإن ا أ نأ للعيش‬

‫(‪ )46‬انظر بناء المجتمع اإلسالمي ص ‪111‬‬


‫‪ )47‬انظر تفسير ابن كثير ‪ ،417 1‬ومجلة الجندي المسلم ص‪50‬‬ ‫(‬
‫(‪ )48‬انظر الجامع ألحكام ال رآن ‪97 8‬‬
‫‪29‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫المعاشر بالمعروف أكثر من الزوجة لسببين ‪:‬‬ ‫ويق على الزو ع‬


‫ك ج يد فيي‬ ‫ا مانة وب‬ ‫أن الزوجة تعتبر أمانة عند ف و مطال بالحرص على‬ ‫أحد ما‪:‬‬
‫صون ا والحفاظ علي ا‬

‫أن النسا خلقن من ضل أعيو ومقتضيى لي أن يكيون لليزو مين الحكمية والكياسية‬ ‫ثاني ما‪:‬‬
‫الشيطط ولي ل‬ ‫مي‬ ‫والمرونة وسعة الصدر ما يكبح ب جما الغض حتى ال يي‬
‫حييييرص الرسييييو ‪‬علييييى توجييييي الييييزو إلييييى الميييين ج السييييوي فييييي معاشيييير المييييرأ‬
‫فقا ‪{:‬استوصوا بالنسا خيرا فإن المرأ خلقت من ضل وإن أعيو شيي فيي الضيل‬
‫أعيييال فيييإن بيييت تقيمييي كسيييرت وإن تركتييي ليييم ييييز أعيييو فاستوصيييوا بالنسيييا‬
‫(‪)49‬‬
‫وميين نييا جعي ‪ ‬ميييزان التفاضي فييي الخلي عشيير الرجي الحسيينة لنسييائ‬ ‫خيييرا}‬
‫‪50‬‬
‫( )‬
‫فإني إ ا كيان‬ ‫فقا ‪{:‬أكم المؤمنين إيمانا أحسن م خلقا وخياركم خياركم لنسيائ م}‬
‫أحسن خلقا م امرأت فسيكون أحسن خلقا م غير ا من الناس وكثيرا ما يق النياس‬
‫المخالفة فترى الرج إ ا اب أ لي كيان أسيوأ النياس أخال يا وإ ا لقيي غيير م‬ ‫في‬
‫النت عريكت وانبسطت أخال وجادت نفس وكثر خير و ا من حرمان التوفي‬

‫‪ 2‬ـ ح االستمتا وإعفاف ك من ما لآلخر‪:‬‬


‫و و أن يح لك واحد من ما أن يتمت با خر في الحدود التي رسم ا الشار لقول تعالى‪:‬‬
‫‪َ ‬والَّ ِينَ ُ ْم لِفُ ُرو ِج ِ ْم َحا ِف ُظونَ }‪ ‬إِالَّ َعلَى أَ ْز َوا ِج ِ ْم أَ ْو َما َملَ َكتْ أَ ْي َما ُن ُ ْم َفإِ َّن ُ ْم َغ ْي ُر َملُومِينَ ‪‬‬
‫[المؤمنون‪ ] 6 – 5:‬و د اتف أ العلم على أن يج على الزو أن يعف زوجت من الناحية‬
‫الجنسية حتى ال تق في الحرام وأن ا الواج من ج ة الديانة أي فيما بين وبين هللا تعالى‬
‫(‪)51‬‬
‫ن يعرض ا ب ل للفتنة‬ ‫فيحرم علي أن يشتغ عن ا بعم أو عباد ك و ت‬
‫التعاون على طاعة هللا عز وج والتناصح في الخير والت كير ب ‪:‬‬ ‫‪1‬ـ‬
‫و يييي ا يشييييم العبييييادات وغير ييييا ييييا ‪{:‬رحييييم هللا رجييييال ييييام ميييين اللييييي فصييييلى وأيقييييظ‬
‫امرأت فصلت فإن أبت نضح في وج ا الما رحم هللا امرأ امت من اللي فصيلت وأيقظيت زوج يا‬
‫(‪)52‬‬
‫فصلى فإن أبى نضحت في وج الما }‬
‫‪4‬ـ حرمة المصا ر ‪:‬‬
‫فبمجرد تميام العقيد صيحيحا يحيرم عليى اليزو أصيو الميرأ وبعيد دخولي ب يا يحيرم عليي‬
‫(‪)53‬‬
‫فروع ا كما يحرم على المرأ أصو الرج وفروع بمجرد العقد‬
‫‪2‬ـ ثبوت نس الولد‪:‬‬
‫إ ا تم العقد صحيحا وحد ا نجا فيثبت نس المولود إلي ما فال يصيح حيد أن يحرم ميا‬
‫من ل كما ال يجوز حد ما أن يحرم ا خر من وال يجوز ل ما أن يتنيازال عين ي ا الحي حتيى ال‬
‫(‪)54‬‬
‫يضي ح المولود‬
‫‪6‬ـا ر ‪:‬‬
‫من الحقو المشتركة بين الزوجين التوار فير الزو زوجت كما تر الزوجة زوج ا‬
‫ف َما‬ ‫متى توافرت الشروط و د بين هللا تعالى ميرا ك من الزوجين في ول تعالى‪َ  :‬و َل ُك ْم ن ْ‬
‫ِص ُ‬

‫صحيح البخاري‪ ،‬كتاب أحاديث األنبيااء‪ ،‬بااب خلاق آدم وذريتاه‪ ،‬حاديث [‪ .]4441‬وصاحيح مسالم‪ ،‬كتااب النكااح‪،‬‬ ‫(‪)49‬‬
‫باب الوصية بالنساء‪ ،‬حديث [‪.]1470‬‬
‫ساانن أبااو داود ‪ ،‬كتاااب الساانة‪ ،‬باااب الاادليل علااى زيااادة اإليمااان ون صااه‪ ،‬حااديث [‪ .]4152‬وساانن الترمااذي‪ ،‬كتاااب‬ ‫(‪)50‬‬
‫الرضااااااع‪ ،‬بااااااب ماااااا جااااااء فاااااي حاااااق المااااارأة علاااااى زوجهاااااا‪ ،‬حاااااديث [‪ ،]1175‬وقاااااال » حاااااديث حسااااان‬
‫صحيح « ‪.‬‬
‫انظر زاد المعاد ‪ ،182،184 8‬ونظام األسرة في اإلسالم ص ‪141‬‬ ‫‪)51‬‬ ‫(‬
‫سنن أبي داود‪،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب قيام الليل حديث [‪ .]1405‬وسنن النسائي كتاب قياام الليال وتطاوع النهاار‪ ،‬بااب‬ ‫(‪)52‬‬
‫الترغيب في قيام الليل‪ .‬وسنن ابن ماجه كتاب الصالة‪ ،‬باب ما جاء في من أي ض أهله من الليل‪ ،‬حديث [‪. ]1441‬‬
‫» حسن صحيح « ‪ .‬انظر صحيح سنن أبي داود ‪244 1‬‬ ‫قال األلباني‬
‫انظر نظام األسرة في اإلسالم ص ‪142‬‬ ‫‪)53‬‬ ‫(‬
‫انظر المصدر السابق ص ‪144‬‬ ‫(‪)54‬‬
‫‪34‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫الر ُب ُ ِم َّما َت َر ْكنَ مِن َب ْع ِد َوصِ َّي ٍة ُيوصِ ينَ ِب َ آ‬ ‫َت َر َ أَ ْز َوا ُج ُك ْم إِنْ لَّ ْم َي ُكنْ لَّ ُنَّ َولَ ٌد َفإِن َكانَ لَ ُنَّ َو َل ٌد َفلَ ُك ُم ُّ‬
‫أَ ْو دَ ْي ٍن َولَ ُنَّ ُّ‬
‫الر ُب ُ ِم َّما َت َر ْك ُت ْم إِن لَّ ْم َي ُكنْ لَّ ُك ْم َولَ ٌد َفإِن َكانَ لَ ُك ْم َولَ ٌد َفلَ ُنَّ ال ُّث ُمنُ ِم َّما َت َر ْك ُتم من َب ْع ِد‬
‫صونَ بِ َ آ أَ ْو دَ ْي ٍن ‪[ ‬النسا ‪ ]77:‬ويثبت ا الح لك من ما بمجرد تمام العقد ولو ب‬ ‫َوصِ َّي ٍة ُتو ُ‬
‫(‪)55‬‬
‫الدخو‬
‫ثانيا‪ :‬حقو الزو ‪:‬‬
‫و ي الحقو التي يج على الزوجة القيام ب ا للزو ف ي للزو حقو وعلى الزوجة‬
‫واجبات وحقو الزو على زوجت في الجملة أعظم من حقو ا علي لقول تعالى‪َ  :‬و َل ُنَّ ِم ْث ُ الَّ ِي‬
‫دَر َج ٌة ‪[ ‬البقر ‪ ]118:‬فمن حقو الزو على زوجت ‪:‬‬‫َعلَ ْي ِ نَّ ِبا ْل َم ْع ُروفِ َولِلر َجا ِ َعلَ ْي ِ نَّ َ‬
‫‪1‬ـ الطاعة بالمعروف‬
‫فيج على المرأ أن تطي زوج ا طاعة مطلقية فيي غيير معصيية هللا سيوا فيي منزل يا أو‬
‫في أسلو حيات ا أو فيي فراشي ا ن وجيو الطاعية مين تتمية التعياون بيين اليزوجين فيال تسيتقيم‬
‫حيا أي جماعة إال إ ا كان ل ا رئيس يدير شؤون ا ويحافظ على كيان ا وال تفلح ي الرئاسية إال إ ا‬
‫(‪)56‬‬
‫كان الرئيس مطاعا ن في عدم طاعت مفسد عظيمة تلح ا سر وتجع حيات ا فوضى‬
‫ل ل كان من الضروري وجود رئيس مسؤو عن ا سر يرعا ا ويتحم مسؤوليت ا ولو‬
‫ن كال من ما يريد أن‬ ‫حملنا ا المرأ لظلمنا ا ولو جعلنا ا مشتركة لما استقامت أحوا ا سر‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض ُ ْم َعلى َب ْع ٍ َو ِب َمآ أ ْنفقو ْا‬ ‫ض َ َّ‬
‫هللاُ َب ْع َ‬ ‫سآ ِ ِب َما َف َّ‬
‫يستأثر برأي يقو تعالى‪  :‬الر َجا ُ َ َّوا ُمونَ َعلَى الن َ‬
‫مِنْ أَ ْم َوالِ ِ ْم ‪[ ‬النسا ‪ ]10:‬و د ح النبي ‪ ‬النسا على طاعة أزواج ن لما في ل من المصلحة‬
‫والخير حي جع ‪ ‬رضا الزو على زوجت سببا لدخول ا الجنة فقا ‪{:‬أيما امرأ ماتت وزوج ا‬
‫(‪)57‬‬
‫را عن ا دخلت الجنة}‬
‫‪2‬ـ رار الزوجة في بيت الزوجية‪:‬‬
‫ال يحي للزوجيية أن تخيير ميين بيييت الزوجييية إال برضييا زوج ييا وموافقتي ن ييا ييي القائميية‬
‫على شؤون البيت المحافظة على ما في وب ا الح يص أمير بييت الزوجيية إليى خيير ميا ييرام مين‬
‫حسن تع د ورعايية ود ية إشيراف وتنظييم يقيو ‪{:‬والميرأ راعيية فيي بييت زوج يا ومسيؤولة عين‬
‫(‪)58‬‬
‫رعيت ا}‬
‫‪3‬ـ عدم إ ن الزوجة في بيت الزو لمن يكر دخول ‪:‬‬
‫ميين حي الييزو علييى زوجتي أن ال تييأ ن فييي بيتي حييد يكيير دخولي سييوا كييان غريبييا أو‬
‫ريبا لقو النبي‪{: ‬فأما حقكم على نسائكم فال يوطئن فرشكم من تكر ون وال يأ ن في بيوتكم لمين‬
‫(‪)59‬‬
‫تكر ون}‬
‫وحكمة ا االلتزام أن كثيرا ما تحص المنازعات في البيت نتيجة دخو أحيد بيين اليزوجين‬
‫بالسعاية أو ا ثار وسو التوجي فيإ ا تبيين لليزو لي وطلي مين زوجتي أن تمني شخصيا معينيا‬
‫(‪)60‬‬
‫من دخو بيت فعلي ا أن تطيع في ل‬
‫‪4‬ـ القيام على أمر البيت‪:‬‬
‫يج عليى الزوجية أن تقيوم بشيؤون البييت وميا يتطلبي مين نظافية وتنظييم وإعيداد للطعيام‬
‫وغير ل و د جرى العرف في ك العصيور عليى أن تقيوم الميرأ بخدمية بيت يا وليم يكين ي ا الحي‬
‫مح نزا فقد كان النسا يقمن بخدمية أزواج ين دون أن يشيعرن بغضاضية فيي لي بي إن فاطمية‬
‫رضي هللا عن ا عندما أحست بشي مين ا ج ياد فيي خدمية البييت والقييام بشيؤون وأصيا ييدي ا أليم‬
‫من طو إدار الرحا لم تطل من زوج ا علي‪ ‬أن يأتي ل ا بخادم يريح ا من عنا ي ا عميا بي‬

‫انظر آثار ع د الزواج في الشريعة اإلسالمية د‪ .‬أحمد عثمان ص‪110‬‬ ‫(‪)55‬‬


‫انظر الزواج في اإلسالم وح وق الزوجين د‪ .‬مصطفى عبد الواحد ص ‪17‬‬ ‫‪)56‬‬ ‫(‬
‫سنن الترمذي‪ ،‬كتاب الرضاع‪ ،‬باب ما جاء في حق الزوج على المرأة‪ ،‬حديث [‪ ، ]1111‬وقال »حسن غريب «‬ ‫(‪)57‬‬
‫‪ ،‬وسنن ابن ماجه‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب حق الزوج على المرأة‪ ،‬حديث [‪.]1584‬‬
‫صحيح مسلم‪ ،‬كتاب المغازي‪ ،‬باب فضيلة األمير العادل‪ ،‬حديث [‪ ،]1529‬وانظر المغني ‪224 10‬‬ ‫(‪)58‬‬
‫سنن الترمذي‪ ،‬كتاب الرضاع‪ ،‬باب ما جاء في حق المرأة على زوجها‪ ،‬حديث [‪.]1114‬وقاال » حاديث حسان‬ ‫(‪)59‬‬
‫صحيح « ‪ ،‬وسنن ابن ماجه‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب حق المرأة على الزوج‪ ،‬حديث [‪.]1581‬‬
‫انظر المرأة بين الجاهلية واإلسالم ‪ ،‬تأليف محمد حامد الناصر وخولة درويش ص‪99‬‬ ‫(‪)60‬‬
‫‪31‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫فقضى رسو هللا ‪ ‬على فاطمة بخدمة البيت وعلى علي ‪ ‬ما كيان‬ ‫بت إلى أبي ا ‪ ‬ليحق ل ا ل‬
‫(‪)61‬‬
‫خارجا من البيت من عم‬
‫ثالثا‪ :‬حقو الزوجة‪:‬‬
‫وعليى اليزو‬ ‫و ي الحقو التي يج على الزو أن يقوم ب ا للزوجة ف ي للزوجة حقو‬
‫واجبات و الحقو بعض ا مادي وبعض ا أدبي‬
‫أـ الحقو المادية‪:‬‬
‫‪1‬ـ الم ر‪:‬‬
‫و و ح مقرر للمرأ يج على الزو بالنكا الصحيح و د ثبت ا الوجو بالكتا‬
‫ص ُد َاتِ ِ نَّ ن ِْحلَة ‪[ ‬النسا ‪ ]0:‬ومن السنة‬ ‫والسنة وا جما فمن الكتا ول تعالى‪َ  :‬وآ ُتو ْا الن َ‬
‫سآ َ َ‬
‫(‪)62‬‬
‫وانعقد ا جما على وجو الم ر‬ ‫النكا ‪{ :‬التمس ولو خاتما من حديد}‬ ‫و النبي ‪ ‬لمريد‬
‫(‪)63‬‬
‫على الزو للزوجة‬
‫ن النحليية مييا ال عييو عليي والقصييد ميين‬ ‫و ي ا الم يير عطييية خالصيية للزوجيية بييال مقاب ي‬
‫الم ر تطييي خياطر الزوجية وكسي ود يا ولي ل ال ينبغيي أن تكيون المغياال فيي الم يور سيببا لمني‬
‫الشبان والشابات من الزوا كما و الوا في ي ا الزميان و يد اسيتنكر النبيي ‪ ‬حيا رجي أصيد‬
‫امرأت أرب أوا وجا إلي ليصي إعانة من ‪ ‬فقا ‪ { :‬على أرب أوا ؟ كأنميا تنحتيون الفضية مين‬
‫ا الجب ما عندنا ما نعطي ولكن عسى أن نبعث في بع تصي من فبع بعثا إليى بنيي‬ ‫عر‬
‫(‪)64‬‬
‫عبس وبع ل الرج في م}‬
‫‪2‬ـ النفقة‪:‬‬
‫تج للزوجة النفقة على زوج ا بمجرد تمام العقد الصحيح وانتقا الزوجة إلى بيت زوج ا‬
‫وتمكين من االستمتا ب ا لقو هللا تعالى‪َ  :‬وعلَى ا ْل َم ْولُو ِد لَ ُ ِر ْز ُ ُنَّ َوك ْ‬
‫ِس َو ُت ُنَّ ِبا ْل َم ْع ُروفِ ‪‬‬
‫[البقر ‪ ]111 :‬فكلمة (على) تفيد ا لزام و ل يقتضي الوجو و و رسو هللا ‪{: ‬اتقوا هللا في‬
‫النسا فإنكم أخ تمو ن بأمان هللا واستحللتم فروج ن بكلمة هللا ول ن عليكم رز ن وكسوت ن‬
‫(‪)66‬‬ ‫(‪)65‬‬
‫و د انعقد ا جما على وجو ا نفا على الزوجة ولم يخالف في ل أحد‬ ‫بالمعروف}‬
‫وتشم النفقة المسكن والمأك والملبس وتقدر بحس يسار الزو وإعسار لقول تعالى‪:‬‬
‫ف َّ‬
‫هللاُ َن ْفسا إِالَّ َمآ آ َتا َا‬ ‫س َعتِ ِ َو َمن ُد َِر َعلَ ْي ِ ِر ْز ُ ُ َف ْل ُين ِف ْ ِم َّمآ آ َتا ُ َّ‬
‫هللاُ الَ ُي َكل ُ‬ ‫‪ ‬لِ ُين ِف ْ ُ و َ‬
‫س َع ٍة من َ‬
‫س َي ْج َع ُ َّ‬
‫هللاُ َب ْعدَ ُع ْس ٍر ُي ْسرا ‪[ ‬الطال ‪]1:‬‬ ‫َ‬
‫و ا أدعى لالستقرار ن المرأ إ ا ليم ي ييى ل يا اليزو لي فقيد تضيطر للخيرو للعمي‬
‫وجل الرز لإلنفا على نفس ا مما يجعل يا تخي بواجبات يا نحيو زوج يا وأسيرت ا و يو ميا ييؤدي‬
‫إلى اختال نظام ا سر فك من الزو والزوجة ل م مية يؤدي يا تجيا ا سير ينبغيي أن يتفيرغ ل يا‬
‫(‪)67‬‬
‫وأال ينشغ بغير ا‬
‫ـ الحقو غير المادية‪:‬‬
‫‪1‬ـ الغير علي ا‪:‬‬
‫فيج على الزو أن يصون زوجت عين كي ميا يخيدش شيرف ا أو ييدنس عرضي ا أو يحيط‬
‫يي الغيير التيي يحب يا هللا وليسيت الغيير تعنيي سيو‬ ‫من در ا أو يعر سمعت ا للتجريح و‬

‫صحيح البخاري‪ ،‬كتاب النف ات‪ ،‬باب عمل المرأة في بيت زوجها‪ ،‬حديث [‪ ،]8411‬وانظر المغني‪228 10‬‬ ‫‪)61‬‬ ‫(‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب السلطان ولي‪ ،‬حديث [‪. ]8148‬‬ ‫‪)62‬‬
‫‪63‬‬
‫(‬
‫انظر المغني ‪ ، 97 10‬والزواج في الشريعة اإلسالمية د‪ .‬أحمد الشافعي ص ‪158‬‬ ‫(‪)64‬‬
‫صحيح مسلم‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب ندب النظر إلى وجه المرأة‪ ،‬وكفيها لمن يريد تزوجها‪ ،‬حاديث [‪ ،]1424‬وانظار‬ ‫( )‬
‫نظام األسرة في اإلسالم ص ‪ ،142‬والح وق الزوجية في الشريعة اإلسالمية عبد المل منصور ص‪19‬‬
‫صحيح مسلم‪ ،‬كتاب الحج‪ ،‬باب حجة النبي ‪، ‬حديث [‪.]1215‬‬ ‫‪)65‬‬ ‫(‬
‫انظر المغني ‪ ،445 11‬والنف ة الزوجية في الشريعة اإلسالمية د‪ .‬محمد عبيدي ص ‪ 48‬وما بعدها ‪.‬‬ ‫‪)66‬‬
‫‪67‬‬
‫(‬
‫انظر الازواج فاي اإلساالم وح اوق الازوجين د‪ .‬مصاطفى عباد الواحاد ص ‪ ،89‬وآثاار ع اد الازواج فاي الشاريعة‬ ‫( )‬
‫اإلسالمية ص ‪ ،184‬والح وق الزوجية ص ‪27‬‬
‫‪32‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫الظن بالمرأ والتفتيش عن ا ا ‪{:‬إن من الغير غير يبغض ا هللا و ي غير الرج عليى أ لي مين‬
‫(‪)68‬‬
‫غير ريبة}‬
‫ويمكن إجما مظا ر الغير فيما يأتي ‪:‬‬
‫‪7‬ـ أن يأمر ا بالحجا حين الخرو من البيت‬
‫بصر ا عن الرجا ا جان‬ ‫أن يأمر ا بغ‬ ‫‪1‬ـ‬
‫أال يسمح ل ا بإبدا زينت ا الخاصة إال ل‬ ‫‪1‬ـ‬
‫ويحرص على كون مع ا في ا مياكن العامية كا سيوا‬ ‫أن يمنع ا من مخالطة الرجا ا جان‬ ‫‪0‬ـ‬
‫والحدائ وغير ا‬
‫أال يعرض ا للفتنة كأن يطي غياب عن ا‬ ‫‪5‬ـ‬
‫أن يلبي طلبات ا بنفس حتى ال يحوج ا حد غير‬ ‫‪6‬ـ‬
‫‪2‬ـ تعليم ا أمور دين ا‪:‬‬
‫من حقو الزوجة على زوج ا أن يحافظ على دين ا ويرعى سلوك ا ويعنى بتوجي ا إلى‬
‫الخير والفال سوا بنفس إ ا كان ا علم أو يس ل ا طري التعلم وب ا التعليم تعرف واجبات ا‬
‫وحقو ا فال تقصر في أدا واج وال تطم في غير ح كما أن تعليم ا و أساس تعليم أفراد‬
‫ا سر ن ا إ ا تعلمت علمت أبنا ا بالقو والقدو الحسنة وب ل يقي الزو أ ل شقا الدنيا‬
‫ار ُ َعلَ ْي َ ا‬ ‫س ُك ْم َوأَ ْ لِي ُك ْم َنارا َو ُو ُد َا ال َّن ُ‬
‫اس َوا ْلح َِج َ‬ ‫وا خر يقو تعالى‪  :‬يأ َ ُّي َ ا الَّ ِينَ آ َم ُنو ْا ُو ْا أَنفُ َ‬
‫هللا َمآ أَ َم َر ُ ْم َو َي ْف َعلُونَ َما ُي ْؤ َم ُرونَ ‪[ ‬التحريم‪ ]6:‬فليس من ا مانة‬
‫‪69‬‬
‫صونَ َّ َ‬ ‫َمالَئِ َك ٌة غِ الَ ٌظ شِ دَ ا ٌد الَّ َي ْع ُ‬
‫( )‬
‫تجا الدين والحال والحرام فإن في ل شقا الدارين‬
‫‪ 3‬ـ المبيت عند الزوجة‪:‬‬
‫يج على الزو إ ا كانت ل امرأ واحد المبيت عند ا وإن كان ل نسا فلك واحد‬
‫من ن ليلة من ك أرب لقو الرسو ‪{:‬إن لجسد علي حقا وإن لعين علي حقا وإن لزوج‬
‫(‪)70‬‬
‫وللقصة المروية عن عمر‪ ‬حين جا ت امرأ تمد زوج ا بقيام اللي وصيام‬ ‫علي حقا}‬
‫(‪)71‬‬
‫سور‪ ‬إلى شكوا ا فقضى ل ا براب ليلة‬
‫الن ار وفطن كع بن ُ‬

‫ال ال‬

‫بع‬ ‫ع‬ ‫وني وال عل‬ ‫ا ل‬ ‫ال عل‬ ‫ع اد‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جامعة ال ل ف‬
‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫أ) َّ‬
‫الطــال ‪:‬‬
‫تعريف الطال ‪:‬‬

‫ساانن اباان ماجااه‪ ،‬كتاااب النكاااح‪ ،‬باااب الغياارة‪ ،‬حااديث [‪ . ]1991‬وساانن النسااائي‪ ،‬كتاااب الزكاااة‪ ،‬باااب االختيااال فااي‬ ‫(‪)68‬‬
‫الصدقة ‪ .‬قال األلباني »حديث حسن « انظر صحيح الجامع الصغير ‪442 1‬‬
‫انظار الاازواج فاي اإلسااالم وح ااوق الازوجين ‪ ،‬مصااطفى عباد الواحااد ص ‪ ،18‬والح ااوق الزوجياة فااي الشااريعة‬ ‫(‪)69‬‬
‫اإلسالمية ص ‪48‬‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الصوم‪ ،‬باب حق الجسم في الصوم‪ ،‬حديث [‪ .]1987‬وصحيح مسلم‪ ،‬كتااب الصاوم‪ ،‬بااب‬ ‫(‪)70‬‬
‫النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به‪ ،‬حديث [‪. ]1189‬‬
‫أورده الحافظ بن حجر في اإلصابة عند ترجمة كعب بن سور ‪451 8‬‬ ‫(‪)71‬‬
‫‪33‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫ُمشت ُ من ا طال و يو‪ :‬ا رسيا والتير ُيقيا ‪َ :‬طلِي ُ الييد‬ ‫الوثا‬ ‫َّ‬
‫الطال في اللغة (و‪َ ):7‬ح ُّ ِ‬
‫الوثيا ُيقيا ُ‪ :‬أطلقيتُ‬ ‫الطال ِ ال َّت ُ‬
‫خلية مين ِ‬ ‫ا الراغ ا صف اني‪" :‬أص ُ َّ‬ ‫أي‪ :‬كثير الب والعطا‬
‫َّ‬ ‫قتُ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫البعير من عِ قالِ وطلَّقت و و طالِ وطل بال ي ٍد ومن استعير ‪ :‬طل الميرأ نحيو خليت يا ف يي‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫(‪) 1‬‬
‫‪ :‬طال أي ُم َخال ٌُِ عن حِبالة النكا "‬
‫وفي اصطال الفق ا ‪:‬‬
‫نال عد تعريفات للطال عند الفق ا يختلفون في تعريف على حس مي ا ب م الفق يية وإن‬
‫(‪) 1‬‬
‫كان المؤدى واحدا فمن ل ‪ :‬ما عرف الفقي الحنبلي ابن دامة حي ا ‪َ " :‬ح ُّ ْي ِد النكا "‬
‫(‪) 0‬‬
‫و يا الحيافظ‬ ‫و ا القرطبي ‪ " :‬و َح ُّ العِصمة المنعقيد ِ بيين اليزوجين بألفياظ مخصوصية"‬
‫(‪) 5‬‬
‫ابن حجر‪َ " :‬ح ُّ عقد التزويج"‬
‫ُحكم ‪:‬‬
‫الطال مما تعتريي ا حكيام التكليفيية الخمسية و يي ‪ :‬التحيريم وا باحية وا سيتحبا والكرا ية‬
‫(‪) 6‬‬
‫والوجو‬
‫فيكون حراما إ ا كان الطال طال بدعية و لي أن يطلق يا بلفيظ اليثال دفعية واحيد أو‬ ‫أ‪-‬‬
‫أو يطلق ييا فييي ُط يير جامع ييا في ي ييا ابيين داميية‪" :‬أجم ي العلمييا فييي جمي ي‬ ‫فييي حييي‬
‫ا مصييار وك ي ا عصييار علييى تحريم ي و ُيسييمى طييال البدعيية ن المطل ي خييالف السيينة‬
‫(‪)72‬‬
‫وتر أمر هللا تعالى ورسول ‪" ‬‬
‫ويكون مباحا إ ا ترت على استمرارية الزوا ضرر بالزوجة أو الزو‬ ‫‪-‬‬
‫خِييف عيدم‬ ‫أو‬ ‫لي‬ ‫ويكون مستحبا إ ا كانت الزوجة سليطة اللسان مؤ ية لزوج يا أو‬ ‫‪-‬‬
‫(‪)73‬‬
‫إ امة حدود هللا بين ما‬
‫ويكييون مكرو ييا إ ا كييان الحييا بييين الييزوجين مسييتقيمة ولييم تكيين نال ي حاجيية إلييى إيقييا‬ ‫د‪-‬‬
‫ضي َير َر وال‬
‫الطييال (‪)74‬ن فييي إيقييا الطييال ضييررا بييالزوجين وا والد وفييي الحييدي ‪" :‬ال َ‬
‫ن فيي لي ضيررا‬ ‫بع الفق يا إليى القيو بالحرمية فيي ي الحيا‬ ‫وي‬ ‫ضِ َرار"‬
‫(‪)75‬‬
‫بالزوجين‬
‫ويكييون واجبييا و ل ي فييي طييال ال ُمييولِي بعييد التييربص إ ا أبييى الفيئيية وطييال الحكمييين فييي‬ ‫ـ‪-‬‬
‫الشقا إ ا رأيا ل وطال المالعِن أو كان الرج عنينيا ففيي ي ا حيوا يجي الطيال‬
‫لرف الضرر عن الزوجة‬
‫لكن ا ص في ـ في أغل ا حوا ـ ا باحة والح د على ل الكتا والسنة فمن أدلة‬
‫صو ْا ا ْلعِدَّ َ َوا َّتقُو ْا َّ َ‬
‫هللا َر َّب ُك ْم الَ‬ ‫سآ َ َف َطلقُو ُنَّ لِعِدَّ تِ ِ نَّ َوأَ ْح ُ‬ ‫الكتا ول تعالى‪  :‬يأ ُّي َ ا ال َّن ِب ُّي إِ َ ا َطلَّ ْق ُت ُم الن َ‬
‫َّ‬
‫هللا َف َقدْ‬
‫هللا َو َمن َي َت َعدَّ ُحدُودَ ِ‬ ‫َّ‬
‫ش ٍة ُّم َبي َن ٍة َوتِ ْل َ ُحدُو ُد ِ‬ ‫ُت ْخ ِر ُجو ُنَّ مِن ُب ُيوتِ ِ نَّ َوالَ َي ْخ ُر ْجنَ إِالَّ أَن َيأْتِينَ ِب َفا ِح َ‬
‫هللا ُي ْح ِد ُ َب ْعدَ َ لِ َ أَ ْمرا ‪[ ‬الطال ‪]7 :‬‬ ‫س ُ الَ َتدْ ِرى لَ َع َّ َّ َ‬
‫َظلَ َم َن ْف َ‬

‫لسان العرب (‪ )194 8‬مادة (طلق) ‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫المفردات في غريب ال رآن (‪ ، )399 2‬وانظر أيضا ً فتح الباري (‪. )309 9‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫المغني (‪. )323 14‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫الجامع ألحكام ال رآن (‪. )126 3‬‬ ‫(‪)0‬‬
‫فتح الباري (‪. )306 9‬‬ ‫(‪)0‬‬
‫انظر المغني (‪ )323 14‬وفتح الباري (‪.)306 9‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫المغني (‪.)424 10‬‬ ‫‪)72‬‬ ‫(‬
‫انظر المفصل في أحكام المرأة (‪. )445 7‬‬ ‫‪)73‬‬
‫‪74‬‬
‫(‬
‫أخرجه ابن ماجه في األحكاام ‪ ،‬بااب مان بناى فاي ح اه ماا يضار بجااره ‪ ، )2440( ،‬وصاححه األلبااني فاي صاحيح‬ ‫( )‬
‫الجامع (‪. )7817‬‬
‫انظر المغني (‪.)424 10‬‬ ‫(‪)75‬‬
‫‪30‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫ومييين السييينة ‪ :‬أن الرسيييو ‪ ‬طلييي حفصييية بنيييت عمييير بييين الخطيييا رضيييي هللا عن ميييا ثيييم‬
‫‪)7(76‬‬
‫راجع ا‬

‫وعن ابن عباس –رضي هللا عن ما‪ -‬أنَّ اميرأ َ ثابِيت بين َ ي ْيس أ َتيت ال َّنبيي ‪ ‬فقاليتْ ‪ :‬ييا رسيو َ‬
‫سيو ُ هللا ‪: ‬‬
‫فر في ا سالم فقيا ر ُ‬ ‫ِين ولكني أكر ُ ال ُك َ‬ ‫أعتِ ُ علي في ُخل ُ وال د ٍ‬
‫يس ما ْ‬ ‫ٍ‬ ‫هللا ثابتُ بن‬
‫(‪))1(77‬‬
‫"أَ ُت ُردينَ علي َحدِيق َت ُ؟" التْ ‪َ :‬ن َع ْم ا رسو ‪" : ‬ا ْ َب ِ ال َحدِي َق َة وطلق ا َت ْطلِيقة"‬
‫الشيرائ‬ ‫بخيالف بعي‬ ‫ومما تقدم من ا دلة وغير يا ُيعليم أن الشيريعة يد أباحيت الطيال‬
‫‪)0(78‬‬
‫السماوية المحرفة والقوانين ا رضية المعاصر‬
‫أحي َّ‬‫‪5(َّ 79‬ر) من الطال من غير أسبا موجبة لي ل ففيي الحيدي ‪" :‬ميا َ‬ ‫غير أن شر تعالى هللا ح‬
‫سأ َ َلتْ َز ْو َج ا َطالَ ا في َغ ْي ِر َميا‬ ‫ٍ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫أ‬‫امر‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ي‬
‫ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫أ‬‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫أيضا‬ ‫الحدي‬ ‫وفي‬ ‫الطالَ ٍ "‬ ‫هللاُ ش ْيئا أ ْب َغ َ إل ْي ِ مِنْ َّ‬
‫َبأ َ ِ‬
‫س َف َحرا ٌم َعلَ ْي ا َرائ َِح ُة ال َج َّن ِة"‬
‫‪)6(80‬‬ ‫ْ‬
‫ا ابن ُبير ‪" :‬أجمعوا أنَّ َّ‬
‫الطيال فيي حيا اسيتقامة اليزوجين مكيرو إال أبيا حنيفية يا ‪:‬‬
‫‪)1(81‬‬
‫و حرام م استقامة الحا "‬
‫‪)8(82‬‬
‫و ا شيخ ا سالم ابن تيمية‪" :‬ا ص في الطال الحظر وإنما أبيح من در الحاجة"‬
‫كميا دلَّيت‬ ‫و ا أيضا ‪ " :‬ولوال أن الحاجة داعية إلى الطال لكيان اليدلي يقتضيي تحريمي‬
‫(‪) 7‬‬
‫علي ا ثار وا صو ولكن هللا تعالى أباح رحمة من بعباد لحاجت م إلي أحيانا"‬
‫إال أن أبيحت الطلقية الواحيد للحاجية‬ ‫و الحظر‬ ‫و ا الكاساني ‪ " :‬إن ا ص في الطال‬
‫(‪) 1‬‬
‫إلى الخالص عند مخالفة ا خال "‬
‫وممييا يؤكييد مييا سييب أن الشيير الحنيييف ح ي ا زوا علييى أن ال يلجييأوا إلييى الطييال إال بعييد‬
‫استفراغ الوس وسد جمي مناف ا صال و ل بعيد اليوعظ وا رشياد ثيم ال جير فيي المضيج ثيم‬
‫الضر غير المبر ثم بع الحكمين لإلصال بين ما ثيم إ ا ليم يينجح ي ا كلي فيلجيآن إليى الطيال‬
‫أخيرا‬
‫حِكم ُت ُ ‪:‬‬
‫ا سالم دين العد والحكمة في جمي تشريعات وأحكام فال يح وال يحرم شيئا إال لِ ِح َك ِم‬
‫عظيمة علم ا َمنْ علم ا وج ل ا َمنْ ج ل ا ‪َ ‬و َّ‬
‫هللاُ َي ْعلَ ُم َوأَ ْن ُت ْم الَ َت ْع َل ُمونَ ‪[ ‬البقر ‪]176:‬‬
‫فمن تل ال ِح َكم ‪ :‬تشريع للطال إ ا تعسرت الحيا الزوجية ولم يكن ُب ٌّد إال الطال‬
‫أمور‬
‫ُ‬ ‫فالزوا يقوم على المحبة وا ُلفة والوفا بين الزوجين فقد ُيعكر تل الحيا الزوجية‬
‫يستحي مع ا بقا ك من الزوجين م ا خر فمن غير المعقو أن يؤمر الزوجان بالبقا معا م‬
‫بالح و و الطال ‪َ  :‬وإِن َي َت َف َّر َ ا‬ ‫وجود ما ُيعكر استمرارية الحيا الزوجية فجا الشر الحنيف َ‬
‫اس على‬ ‫هللاُ َواسِ عا َحكِيما ‪[ ‬النسا ‪ ]714 :‬ا ابن دامة‪" :‬وأجم ال َّن ُ‬‫س َعتِ ِ َو َكانَ َّ‬ ‫ُي ْغ ِن َّ‬
‫هللاُ ُكالّ من َ‬
‫جواز ال طال والعبر دالة على جواز فإن ربما فسدت الحا بين الزوجين فيصير بقا النكا‬
‫سو العشر‬ ‫مفسد محضة وضررا مجردا بإلزام الزو النفقة والسكنى وحبس المرأ م ُ‬

‫الحااديث أخرجااه أبااو داود فااي كتاااب الطااالق‪ ،‬باااب فااي المراجعااة‪ )2254( ،‬وصااححه األلباااني فااي إرواء الغلياال‬ ‫(‪)1‬‬
‫(‪.)187 7‬‬
‫أخرجه البخاري في الطالق‪ ،‬باب الخلع وكيف الطالق ‪.)8274( ،...‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫راجع مبحث م ارنة الطالق فاي ال شاريعة اإلساالمية ماع غياره مان الانظم العالمياة المعاصارة‪ ،‬مان كتااب أحكاام‬ ‫(‪)4‬‬
‫الطالق في الف ه اإلسالمي للدكتور عبدالرحمن الصابوني ص(‪.)20‬‬
‫الطالق في قوانينها‪ ،‬قد وقعت في حرج شديد‪ ،‬حتى اضاطرت أخياراً إلاى‬ ‫بل إن كثيراً من الدول التي كانت ضتحرم ّ‬
‫سن ال اوانين التاي تبايح الطا الق ‪ ،‬انظار كتااب الطاالق باين اإلطاالق والت يياد فاي الشاريعة اإلساالمية ‪ ،‬للادكتور‬
‫محمود محمد علي (‪.)42‬‬
‫أخرجه أبو داود في كتااب الطاالق‪ ،‬بااب كراهياة الطاالق‪ )2177( ،‬وهاو حاديث مرسال صاحيح‪ ،‬وجااء مرفوعاا ً‬ ‫(‪)8‬‬
‫بلفظ " أبغض الحالل إلى هللا عزوجل الطالق" وهو ضعيف‪ ،‬والصحيح المرسل‪ ،‬انظر إرواء الغليل (‪.)107 7‬‬
‫أخرجه أبو داود في الطالق‪ ،‬باب في الخلع‪ )2221( ،‬وحسنه الترمذي‪ ،‬وصححه الحاكم وواف ه الذهبي‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫حاشية الروض المربع (‪.)452 1‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫مجموع الفتاوى (‪.)11 2‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫مجموع الفتاوى (‪. )62 3‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫بدائع الصنائع (‪. )249 0‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪30‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫لتزو المفسد الحاصلة‬ ‫ما يزي النكا‬ ‫شر‬ ‫فا تضى ل‬ ‫والخصومة الدائمة من غير فائد‬
‫‪)7(83‬‬
‫من "‬
‫أ سام الطال ‪:‬‬
‫ُيقسم الفق ا ـ رحم م هللا ـ الطال من حيثيات مختلفة إلى أ سام متعدد ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬من حي المشروعية ‪:‬‬
‫سني ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الطال ال ُّ‬
‫والمراد ب الطال المواف للسنة و و ‪ :‬أن يطل الرجي زوجتي طلقية واحيد فيي ُط ير ليم يمسي ا‬
‫(‪) 1‬‬
‫ا ابن مسعود (طال السنة أن يطلق ا طا را من غير جما )‬ ‫في‬
‫ثم يترك يا حتيى تنقضيي‬ ‫ا ابن دامة‪( :‬وال خالف في أن إ ا ط َّلق ا في ط ر لم يصب ا في‬
‫(‪) 1‬‬
‫عدَّ ُت ا أن مصي ُ لل ُّ‬
‫سنة ُمطل للعدَّ التي أمر هللا تعالى ب ا)‬

‫‪ -‬طال البدعة ‪:‬‬


‫سييمي بيي نيي طييال مخييالف للسيينة التييي أميير هللا ورسييول‬
‫و ييو خييالف طييال السيينة ُ‬
‫ب ا و و ‪ :‬أن يطلي الرجي زوجتي بلفيظ اليثال بكلمية واحيد أو يطلق يا بلفيظ اليثال فيي مجليس‬
‫أويطلق يا فيي ط ير جامع يا فيي فيالطال فيي جميي ي الحيياالت‬ ‫واحيد أو يطلق يا و يي حيائ‬
‫يكييون حرامييا ييا ابيين داميية (أجم ي العلمييا فييي جمي ي ا مصييار وك ي ا عصييار علييى تحريم ي‬
‫(‪) 0‬‬
‫ويسمى طال البدعة ن المطل خالف السنة وتر أمر هللا تعالى ورسول ‪)‬‬
‫ثانيا ‪ :‬ومن حي بقا الزوجية وعدم ا إلى ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الطال الرجعي‪:‬‬
‫والطال ال ي يمل الزو في مراجعة زوجت ما دامت في العد إ ا طلق ا طلقة‬ ‫َّ‬ ‫و‬
‫ن ا زوجت ما‬ ‫أو طلقتين و ل من غير م ر وال ش ود وال عقد جديد وال رضا المرأ‬
‫صنَ ِبأ َ ْنفُسِ ِ نَّ َثالَ َث َة ُ ُرو ٍ َوالَ َي ِح ُّ لَ ُنَّ أَن َي ْك ُت ْمنَ‬ ‫دامت في العد لقول تعالى‪َ  :‬وا ْل ُم َطلَّ َقاتُ َي َت َر َّب ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اّلِل َوال َي ْو ِم ا خ ِِر َو ُب ُعولت ُنَّ أ َح بِ َرد ِنَّ فِي لِ إِنْ‬ ‫ْ‬ ‫هللاُ فِي أَ ْر َحا ِم ِ نَّ إِن ُكنَّ ُي ْؤمِنَّ بِ َّ ِ‬
‫َما َخلَ َ َّ‬
‫يز َح ُكي ٌم ‪‬‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫صالَحا َولَ ُنَّ ِمث ُ ا َّل ِي َع َل ْي ِ نَّ ِبا ْل َم ْع ُروفِ َولِلر َجا ِ َعلَ ْي ِ نَّ دَ َر َجة َوهللاُ َع ِز ٌ‬ ‫أَ َرادُو ْا إِ ْ‬
‫[البقر ‪ ]118 :‬و سيأتي الحقا حدي ابن عمر رضي هللا عن ما‬
‫‪ -‬الطال البائن‪:‬‬
‫و و على ضربين‪:‬‬
‫‪ -7‬الطييال البييائن بينونيية صييغرى‪ :‬و ييو إرجييا المطلقيية واحييد أو طلقتييين التييي انقضييت‬
‫عدت ا و ل برضا ا وبم ر جديد وعقد جديد‬
‫‪ -1‬الطال البائن بينونة كبرى و و إرجا المطلقة ثالثا إلى زوج ا ا و و ي ا يشيترط فيي‬
‫أن يكون نكا اليزو الثياني نكيا رغبية النكيا تحليي ودخي ب يا دخيوال حقيقييا ثيم ميات‬
‫عن ا أو طلق ا فيجوز أن يتزوج ا الزو ا و بعد إنقضا عدت ا مين الثياني بعقيد جدييد‬
‫وم ر جديد ف ا يسيمى بينونية كبيرى ن يا بانيت مين زوج يا ا و وليم تحي لي إال بعيد‬
‫نكييا آخيير نكييا رغبيية وأن يييدخ ب ييا وت ي و عسيييلت وي ي و عسيييلت ا لحييدي رفاعيية‬
‫آخر فأتت النبيي ‪ ‬في كرتْ لي أ َّني ُ لييس َم َعي ُ‬ ‫َ‬ ‫فتزوجتْ‬
‫َّ‬ ‫زو امرأ ثم طلَّق ا‬ ‫القُرظي أ َّن َت َّ‬
‫‪)7(84‬‬
‫إالَّ ِم ْث ُ ُدْ َب ٍة فقا ‪" :‬ال حتى ت و ِي ُعسيلت ُ و َي و َ ُعسيلت ِ "‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ثالثا ‪ :‬ينقسم الطال من حي الصيغة إلى ‪:‬‬
‫أ) ُم َن َّج َز ‪ :‬و ي ‪ :‬الصيغة التي ليست معلقة عليى شيرط وال مضيافة إليى زمين معيين بي يقصيد‬
‫ت طال وحكم ‪ :‬و و الطال فيي الحيا‬ ‫ب ا إيقا الطال في الحا كأن يقو لزوجت ‪ :‬أن ِ‬
‫ويترت علي آثار بمجرد التلفظ ب‬
‫) معلقة على أمر ممكن‪ :‬و و أن يعل اليزو الطيال عليى حصيو شيرط معلي كيأن يقيو ‪ :‬إن‬
‫َّ‬
‫الطال إ ا تحق الشرط وحص المشروط‪4‬‬ ‫فعلت ك ا فأنت طال وحكم ‪ :‬و و‬

‫المغني (‪. )424 10‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫سنن ابن ماجه ‪ ،‬كتاب الطالق ‪ ،‬باب طالق السنة (‪. )2020‬‬ ‫((‪)2‬‬
‫المغني (‪)428 10‬‬ ‫‪)4‬‬
‫المغني (‪)424 10‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫أخرجاااه البخااااري فاااي كتااااب الطاااالق‪ ،‬بااااب إذا طل هاااا ثالثاااا ً ثااام تزوجااات بعاااد العااادة زوجاااا ً غياااره فلااام يمساااها‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪.)8417‬‬
‫‪36‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫ت طيال ونحيو لي‬ ‫سيم الخيياط فأني ِ‬
‫) معلقة على أمر مستحي كيأن يقيو ‪ :‬إن دخي الجمي فيي َ‬
‫ن علَّق على صفة لم توجد وهللا أعلم ‪4‬‬ ‫َّ‬
‫الطال‬ ‫و ا في خالف أظ ر أن اليق ب‬
‫رابعا ‪ :‬من حي العدد ‪:‬‬
‫أما من حي العدد ‪ :‬فقد بين هللا تعالى أن للزو ثال تطليقات في ول تعالى‪َّ | :‬‬
‫الطالَ ُ‬
‫ش ْيئا إِالَّ أَن َي َخا َفآ أَالَّ‬
‫ان َوالَ َي ِح ُّ لَ ُك ْم أَن َتأْ ُخ ُ و ْا ِم َّمآ آ َت ْي ُت ُمو ُنَّ َ‬
‫س ٍ‬ ‫سا ٌ بِ َم ْع ُروفٍ أَ ْو َت ْس ِري ٌح ِبإِ ْح َ‬‫ان َفإِ ْم َ‬
‫َم َّر َت ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫هللا فالَ ُج َنا َ َع َل ْي ِ َما فِي َما اف َتدَ تْ ِب ِ ِت ْل َ ُحدُو ُد ِ‬
‫هللا فالَ َت ْع َتدُو َا‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫هللا فإِنْ ِخف ُت ْم أالَّ ُيقِي َما ُحدُودَ ِ‬‫َ‬ ‫َّ‬
‫ُيقِي َما ُحدُودَ ِ‬
‫ِح َز ْوجا َغ ْي َر ُ ‪‬‬ ‫الظالِ ُمونَ َفإِنْ َطلَّ َق َ ا َفالَ َت ِح ُّ لَ ُ مِن َب ْع ُد َح َّتى َت ْنك َ‬ ‫َو َمن َي َت َعدَّ ُحدُودَ َّ ِ‬
‫هللا َفأ ُ ْولَـ ِئ َ ُ ُم َّ‬
‫البقر (‪)114-111‬‬
‫فدلت ا ية الكريمة على أن الزو يمل من الطال ثال تطليقات ويجعل ا متفر ات مر بعيد أخيرى‬

‫خامسا‪ :‬من حي ا لفاظ‪:‬‬


‫يكييون الطييال ميين حي ي ا لفيياظ إمييا صييريحا بألفيياظ تييد علي ي دون ييرائن وال تحتييا إلييى نييية‬
‫ن ا ال يراد ب ا غير كقول لزوجت ‪ :‬أنت طال أو طلقت أو مطلَّقة و نحو ل مين ألفياظ مياد‬ ‫الطال‬
‫((الطال ))‬
‫و إما يكيون الطيال بألفياظ الكنايية و يي التيي تحتمي معنيى الطيال ومعنيى غيير وال تنصيرف‬
‫إلييى الطييال وال يق ي إال إ ا نييوا الييزو أو كانييت نييا رينيية تييد علي ي كقييو الييزو لزوجت ي ‪ :‬اخرجييي‬
‫الحقي بأ ل ال أريد أن أرى وج اعتدي أنت خلية ف العبارات ونحو ا ال يق ب ا الطيال ميا ليم‬
‫ينو الزو أو تقوم رينة علي حا غضب ونزاع م زوجت‬
‫الرجعة وبم تكون ‪:‬‬
‫‪)7(85‬‬
‫و يي ‪ :‬يي ر ُّد الميرأ إليى‬ ‫الرجعة‪ :‬ي عود الزوجة المطلقية للعصيمة مين غيير تجدييد عقيد‬
‫‪)1(86‬‬
‫النكا من طال غير بائن في العد علي وج مخصوص‬
‫صنَ ِبأ َ ْن ُفسِ ِ نَّ َثالَ َث َة ُ ُرو ٍ َوالَ َي ِح ُّ لَ ُنَّ أَن‬ ‫والدلي على ل ول تعالى‪َ  :‬وا ْل ُم َط َّل َقاتُ َي َت َر َّب ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اّلِل َوا ْل َي ْو ِم ا خ ِِر َو ُب ُعولَ ُت ُنَّ أ َح ُّ ِب َرد ِنَّ فِي لِ َ إِنْ‬ ‫هللاُ فِي أَ ْر َحا ِم ِ نَّ إِن ُكنَّ ُي ْؤمِنَّ ِب َّ ِ‬
‫َي ْك ُت ْمنَ َما َخلَ َ َّ‬
‫يز َح ُكي ٌم ‪[ ‬البقر ‪:‬‬ ‫صالَحا َولَ ُنَّ ِم ْث ُ الَّ ِي َع َل ْي ِ نَّ ِبا ْل َم ْع ُروفِ َولِلر َجا ِ َع َل ْي ِ نَّ دَ َر َج ٌة َو َّ‬
‫هللاُ َع ِز ٌ‬ ‫أَ َرادُو ْا إِ ْ‬
‫من ‪]118‬‬
‫‪)1(87‬‬ ‫َ‬
‫حفصة بنت عمر ُث َّم راجع ا"‬ ‫ومن السنة ‪" :‬أنَّ ال َّنبي ‪ ‬طلَّ َ‬
‫فسأ عمر النبي ‪ ‬عين‬ ‫و ول علي الصال والسالم البن عمر لما طل زوجت و ي حائ‬
‫‪)0(88‬‬
‫فقا ‪ُ " :‬مر ُ فليراجع ا "‬ ‫ل‬
‫وتكون الرجعة بعد أمور من ا‪:‬‬
‫أ‪ -‬بياللفظ الصييريح الييدا علي ييا كييأن يقييو ‪ :‬راجع ُتي ِ أو أرجع ُتي ِ أو ردد ُتي ِ أو أمسييك ُت ِ ونحييو‬
‫‪)5(89‬‬
‫ل‬
‫(‪) 6‬‬
‫ت وأن ِ‬
‫ت امرأتي‬ ‫ت عندي كما كن ِ‬ ‫‪ -‬أو بلفظ الكناية عند بع الفق ا ومن ألفاظ ا ‪ :‬أن ِ‬
‫‪)1(90‬‬
‫‪ -‬أو بالفع كأن يطأ ا أو يقبل ا أو يلمس ا بش و‬
‫ا ابن دامة‪" :‬وجمل ُت ُ أن الرجعة ال تفتقر إلى ولي وصيدا ٍ وال ِرضيى الميرأ وال عِلم يا‬
‫‪)7(91‬‬
‫بإجما أ العلم"‬

‫انظر الدسوقي على مختصر خليل (‪.)418 2‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫انظر نهاية المحتاج (‪.)87 7‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫سبق تخريجه قريبا ً ‪0‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫أخرجه البخاري في كتاب الطالق ‪ ،‬باب إذا ض‬
‫طل ت الحائض ‪. )8282( ...‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫انظر المغني (‪.)811 ،885 10‬‬ ‫(‪)8‬‬
‫انظر شرح فتح ال دير (‪. )189 4‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫(انظر أحكام الطالق في الف ه اإلسالمي ص(‪.)47‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫انظر المغني (‪.)885 10‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪31‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫و ييا شيييخ ا سييالم ابيين تيمييية ‪ " :‬أبييو حنيفيية ‪ :‬يجع ي الييوط رجعيية و ييو أحييد الروايييات عيين أحمييد‬
‫والشافعي‪ :‬ال يجعل رجعة‪ :‬و و رواية عن أحمد ومال ‪ :‬يجعل رجعة م النية و و روايية عين أحميد‬
‫(‪)1‬‬
‫فيبيح وط الرجعية إ ا صد ب ا الرجعة و ا أعد ا وا وأشب ا با صو "‬
‫) ال ُخل ‪:‬‬
‫تعريف الخل ‪:‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫إ ا نزع ُ وأزال "‬ ‫الر ُج ُ ثوب ُ‬
‫َّ‬ ‫ال ُخل في اللغة ‪" :‬من خل‬
‫(‪) 0‬‬
‫بألفاظ مخصوصة"‬ ‫وفي االصطال ‪" :‬فِرا الزو لزوجت بِعِو ٍ‬
‫ويقسم الفق ا ألفاظ الخل إلى سمين ‪:‬‬
‫‪ )7‬ألفاظ صريحة‪ :‬كأن يقو ‪ :‬خالع ُت ِ وفادي ُت ِ ا تعالى ‪َ  :‬فالَ ُج َنا َ َع َل ْي ِ َما فِي َما‬
‫(‪) 5‬‬
‫نكاح ِ ونحو ل‬
‫َ‬ ‫ا ْف َتدَ تْ بِ ِ ‪( ‬البقر ‪ )111‬وفسختُ‬
‫‪ )1‬ألفاظ كنايات مث بارأ ُت ِ وأبرأ ُت ِ وأبن ُت ِ ونحو ل‬
‫أدلة ال ُخل ‪:‬‬
‫ول تعالى‪َ  :‬فإِنْ ِخ ْف ُت ْم أَالَّ ُيقِي َما ُحدُودَ َّ ِ‬
‫هللا َفالَ‬ ‫د على جواز الخل الكتا والسنة فمن الكتا‬
‫ُج َنا َ َعلَ ْي ِ َما فِي َما ا ْف َتدَ تْ ِب ‪ [ ‬البقر ‪] 111 :‬‬
‫وفي أن النبي ‪ ‬ا ل ا‪" :‬أتردين عليي حديقتي ؟‬ ‫وأما من السنة ‪:‬فحدي ثابت بن يس الساب‬
‫(‪) 6‬‬
‫الت‪ :‬نعم فأمر زوج ا بفرا ا بقول ‪" :‬ا بلي الحديقة وطلق ا تطليقة"‬
‫حكمة مشروعية الخل ‪:‬‬
‫سب أن كرنا أن الشار الحكيم جعي الطيال بييد الرجي العتبيارات معقولية و يد يلحي بيالمرأ‬
‫ضرر في استمرارية النكا لسو ُخلُ الزو أو غيير لي فشير ل يا حي الفر ية مني مقابي‬
‫ا ابن رشد‪" :‬والفقي أن الفيدا إنميا ُجعي للميرأ فيي مقابلية‬ ‫در معلوم من الما يتفقان علي‬
‫ما بييد الرجي مين الطيال فإني لميا جعي الطيال بييد الرجي إ ا َف َير _ أي كر يا‪ -‬الميرأ جعي‬
‫(‪) 7‬‬
‫ال ُخل بيد المرأ إ ا َف َركت الرج "‬
‫لخلقِ أو ُخلُ ِق أو دِين أو لِك َبير أو‬
‫و ا ابن دامة‪" :‬وجملة ا مر أن المرأ إ ا كر ت زوج ا َ‬
‫تفتيدي‬ ‫ض ْعفِ ِ أو نحو ل وخشيت أال تؤدي ح هللا تعالى في طاعتي جياز ل يا أن تخالعي ِبعِيو‬
‫َ‬
‫"(‪ )1‬وحكم الخل أن كالطال ينقص عدد الطلقات التي يملك ا الزو‬ ‫ب نفس ا من‬
‫) الِلعان ‪:‬‬
‫تعريف اللعان ‪:‬‬
‫اللعان في اللغة ‪ :‬مصدر العن و و من الطرد وا بعياد عليى سيبي السيخط و يو مشيت‬
‫(‪) 1‬‬
‫من اللعن ن الزو يلعن نفس في الخامسة إن كان كا با‬
‫وفي ا صطال ‪:‬‬
‫(‪) 0‬‬
‫ف الرج زوجت البالغة الحر المسلمة بالزنا أونفي نس ولد ا من‬

‫االختيارات الف هية ص (‪. )247‬‬ ‫((‪)2‬‬


‫انظر لسان العرب (‪ )119 0‬مادة (خلع) ‪ ،‬والنهاية في غريب الحديث (‪. )60 2‬‬ ‫‪)3‬‬
‫انظر شرح منتهى اإلرادات (‪ )141 3‬وكشاف ال ناع (‪. )231 0‬‬ ‫(‪)0‬‬
‫انظر المغني (‪ ، )261 14‬وأحكام ال ضخلع في الشريعة اإلسالمية ص‪. 121‬‬ ‫(‪)0‬‬
‫سبق تخريجه ‪4‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫انظر بداية المجتهد (‪. )1401 3‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫انظر المغني (‪. )261 14‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫انظر المفردات في غريب ال رآن لألصفاني (‪ ، )081 2‬والمغني (‪.)24 14‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫انظر المغني البن قدامة (‪. )122 14‬‬ ‫(‪)0‬‬

‫‪38‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫صفتــ ‪:‬‬
‫ويشيير إلي يا‬ ‫وصفة اللعان‪ :‬أن يقو الزو و يو يائم ‪ :‬أشي د بياّلِل لقيد زنيت زوجتيي ي‬
‫ويكرر أرب مرات ويقو في الخامسة ‪ :‬أنَّ لعنية هللا عليي إن كيان مين الكيا بين ثيم تقيوم الميرأ‬
‫يي فيميا رمياني بي مين الزنيا وتكييرر لي أربي مييرات وتقيو فييي‬ ‫وتقيو ‪ :‬أشي د بيياّلِل لقيد كي علي َّ‬
‫الخامسيية ‪ :‬أنَّ غض ي هللا علي ييا إن كييان ميين الصاد ين ويسييتح أن تو ييف عيين الييتلفظ بالخامسيية‬
‫وتوعظ ويقا ل ا ‪:‬ع ا الدنيا أ ون ل من ع ا ا خر ‪4‬‬
‫شروط اللعان ‪ :‬ويشترط في اللعان شروط من ا ‪:‬‬
‫(‪) 7‬‬
‫(أ) أن يكون اللعان من زوجين مكلفين ُحرين عا لين بالغين مسلمين‬
‫(‪) 1‬‬
‫كالقاضي ونحو‬ ‫( ) أن يكون اللعان بحضر ا مام أو نائب‬
‫(‪) 1‬‬
‫( ) أن يبدأ الزو باللعان ثم تلي الزوجة‬
‫حكمـ ‪:‬‬
‫اللعان جائز و و مشرو بالكتا والسنة وا جما‬
‫دليل ‪:‬‬
‫س ُ ْم‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫َّ‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫آ‬
‫َ ُ ِ‬‫دَ‬ ‫ُ‬
‫ش‬ ‫م‬
‫ُْ‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫نْ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫و‬
‫َ َ ُْ َ ْ َ‬‫م‬ ‫اج‬ ‫و‬ ‫ْ‬
‫ز‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ونَ‬ ‫م‬ ‫ر‬
‫َْ ُ‬ ‫ي‬ ‫ِينَ‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫ا‬‫و‬‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫ول‬ ‫ففي‬ ‫الكتا‬ ‫أما‬
‫هللا َع َل ْي ِ إِن َكانَ مِنَ‬ ‫ِس ُة أَنَّ لَ ْع َن َة َّ ِ‬‫الصا ِد ِينَ ‪َ  ‬وا ْل َخام َ‬ ‫َّ‬ ‫ت بِ َّ ِ‬
‫اّلِل إِ َّن ُ لَمِنَ‬ ‫ش َ ادَ ُ أَ َح ِد ِ ْم أَ ْر َب ُ َ‬
‫ش َ ادَ ا ٍ‬ ‫َف َ‬
‫ِس َة أنََّ‬‫اّلِل إِ َّن ُ لَمِنَ ا ْل َكا ِِبينَ ‪َ  ‬وا ْل َخام َ‬ ‫َّ‬
‫ت ِب ِ‬ ‫ش َ ادَ ا ٍ‬ ‫َ‬
‫ش َ دَ أ ْر َب َ َ‬ ‫َ‬
‫ا ْل َكا ِِبينَ ‪َ  ‬و َيدْ َرؤُ ْا َع ْن َ ا ا ْل َع َ ا َ أن َت ْ‬
‫الصا ِد ِينَ ‪ [ ‬النور‪] 1-6 :‬‬ ‫َّ‬ ‫هللا َعلَ ْي َ آ إِن َكانَ مِنَ‬ ‫ض َ َّ ِ‬ ‫َغ َ‬
‫وميين السيينة النبوييية ‪ :‬حييدي ابيين ش ي ا (أن س ي بيين سييعد السيياعدي أخبيير أن عييويمرا‬
‫العجالني جا إلى عاصم بن عدي ا نصياري فقيا لي ‪ :‬ييا عاصيم أرأييت رجيال وجيد مي امرأتي رجيال‬
‫أيقتل فتقتلون أم كيف يفع ؟ س ليي ييا عاصيم عين لي رسيو هللا ‪ ‬فسيأ عاصيم رسيو هللا ‪‬‬
‫فكر رسيو هللا ‪ ‬المسيائ وعاب يا حتيى كبير عليى عاصيم ميا سيم مين رسيو هللا ‪‬‬ ‫عن ل‬
‫فلميا رجي عاصيم إلييى أ لي جييا عيويمر فقييا ييا عاصييم ميا ا ييا لي رسييو هللا ‪ ‬؟ فقيا عاصييم‬
‫لعويمر ‪ :‬ليم تيأتني بخيير يد كير رسيو هللا ‪ ‬المسيألة التيي سيألت عن يا فقيا عيويمر ‪ :‬وهللا ال‬
‫انت ييي حتييى أسييأل عن ييا فأ بي عييويمر حتييى جييا رسييو هللا ‪ ‬وسييط النيياس فقييا ‪ :‬يييا رسييو هللا‬
‫أرأيت رجال وجد م امرأت رجال أيقتل فتقتلون أم كيف يفع ؟ فقا رسيو هللا ‪ ( : ‬يد أنيز فيي‬
‫فأت ب ا ا س ‪ :‬فتالعنا وأنيا مي النياس عنيد رسيو هللا ‪ ‬فلميا فرغيا‬ ‫وفي صاحبت فا‬
‫من تالعن ما ا عويمر ‪ :‬ك بتُ علي ا يا رسو هللا إن أمسكت ا فطلق ا ثالثا ب أن ييأمر رسيو‬
‫(‪) 7‬‬
‫هللا ‪ ‬ا ابن ش ا ‪ :‬فكانت سنة المتالعنين)‬

‫ما يترت على اللعان‪:‬‬


‫عد أمور من ا ‪:‬‬ ‫ويترت على اللعان بعد إيقاع‬
‫الفر ة ا بدية فال يجوز أن يتزوج ا بعد المالعنية وليو كي َّ نفسي كميا فيي صية ُعيويمر‬ ‫(أ)‬
‫العجالنيي ولقيو سي بين سيعد رضييي هللا عن ميا ‪ ( :‬مضيت السينة بعيد فيي المتالعنييين أن‬
‫(‪) 1‬‬
‫يفر بين ما ثم ال يجتمعان أبدا )‬
‫( ) سيقوط الحيد عيين اليزوجين لحيدي ابيين عبياس رضييي هللا عن ميا ‪ :‬أنَّ ِيال ابيين أميية ي ف‬
‫س ْحميـا فقيا النبيي ‪ ( : ‬البينية وإال حي ٌد فيي ظ ير‬
‫إمرأت عند رسـو هللا ‪ ‬بشري بين َ‬‫(‪) 1‬‬
‫)‬

‫(‪)1‬‬
‫انظر زاد المعاد (‪. )485 8‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫ض‬ ‫انظر المغني (‪ ، )174 11‬وزاد المعاد (‪. )478 8‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫انظر المغني (‪ ، )178 11‬وزاد المعاد (‪ ، )447 8‬وهنال شروط أخر ‪ ،‬انظرها في المصدرين الساب ين ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري في كتاب الطالق ‪ ،‬باب اللعان ومن طلق بعد اللعان (‪. )0348‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫أخرجه أبو داود في كتاب الطالق ‪ ،‬باب في اللعان (‪ ، )2280‬وصححه األلباني في اإلرواء (‪. )158 7‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫أخرجه البخاري في كتاب التفسير ‪ ،‬باب ويدرأ عنها العذاب (‪. )4747‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪39‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫( ) نفي الولد عين اليزو وإلحا ي بالزوجية لحيدي ابين عمير رضيي هللا عن ميا ‪ :‬أن النبيي ‪ ‬العين‬
‫(‪)0‬‬
‫بين رج ٍ وامرأت فانتفى من ولد ا ففر بين ما وألح الولد بالمرأ )‬
‫د) الظ ار‪:‬‬
‫تعريف الظ ار ‪:‬‬
‫الظ ار لغة ‪ :‬مشت من الظ ر ا ابن منظور ‪ :‬الظ ر من ك شي خالف البطن والجم‬
‫أظ ر وظ ور وظ ران والظ ار من النسا وظا ر الرج امرأت وظا رت ا مظيا ر وظ يارا إ ا‬
‫علي كظ ر ات رحم(‪ )5‬ا ابن دامة‪" :‬وإنما خصوا الظ ر ب ل من بين سيائر ا عضيا‬
‫ا ‪ :‬ي َّ‬
‫(‪) 6‬‬
‫ن ك مركو يسمى ظ را لحصو الركو على ظ ر في ا غل فشب وا الزوجة ب ل "‬
‫تعريفي اصييطالحا ‪ :‬أمييا تعريييف الظ ييار فييي اصييطال الفق ييا ف ييو‪" :‬أن يشييب امرأتي أو عضييوا‬
‫(‪) 7‬‬
‫من ـا بمن تحرم عليـ ولو إلى أمد كأخت زوجت أو بعضو من ا "‬
‫حكم ‪ :‬الظ ار محرم بالكتا والسنة ا ابن دامة‪" :‬و و محرم لقول تعالى‪  :‬الَّ ِينَ ُي َظا ِ ُرونَ‬
‫سآئِ ِ ْم َّما ُنَّ أ ُ َّم َ اتِ ِ ْم إِنْ أ ُ َّم َ ا ُت ُ ْم إِالَّ الالَّئِي َولَدْ َن ُ ْم َوإِ َّن ُ ْم َل َيقُولُونَ ُمن َكرا منَ ا ْل َق ْو ِ‬ ‫مِن ُك ْم من ن َ‬
‫هللا ل َعف ٌّو غفو ٌر ‪ [ ‬المجادلة ‪ :‬آية ‪]1‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫َو ُزورا َوإِنَّ َ‬
‫ن كما أخبر هللا عن منكر من القيو وزور‬ ‫ا ابن القيم‪" :‬والظ ار حرام ال يجوز ا دام علي‬
‫(‪) 1‬‬
‫"‬
‫ودلي تحريم من الكتا والسنة فأما الكتا ‪ :‬فقول تعالى ‪  :‬ا َّل ِينَ ُي َظا ِ ُرونَ مِن ُك ْم من‬
‫سآئِ ِ ْم َّما ُنَّ أ ُ َّم َ اتِ ِ ْم إِنْ أ ُ َّم َ ا ُت ُ ْم إِالَّ الالَّئِي َولَدْ َن ُ ْم َوإِ َّن ُ ْم لَ َيقُولُونَ ُمن َكرا منَ ا ْل َق ْو ِ َو ُزورا َوإِنَّ‬ ‫ن َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ير َر َب ٍة من ْب ِ أن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫سآئِ ِ ْم ث َّم َي ُعودُونَ لِ َما الوا فت ْح ِر ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫هللا ل َعف ٌّو غفو ٌر ‪َ  ‬وال ِينَ ُيظا ِ ُرونَ مِن ن َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬
‫ُ‬
‫وعظونَ ِب ِ َوهللاُ ِب َما َت ْع َملونَ َخ ِبي ٌر ‪( ‬المجادلة ‪ :‬آية ‪)1 1‬‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫آسا لِ ُك ْم ُت َ‬‫َي َت َم َّ‬
‫وأما من السنة ‪ :‬فحدي خولة بنت مال بن ثعلبة الت ‪ :‬ظا ر منيي زوجيي أوس ابين الصيامت‬
‫فجئت رسو هللا ‪ ‬أشكو إلي ورسو هللا ‪ ‬يجادلني في ويقو ‪ " :‬اتقيي هللا فإني إ بين عمي‬
‫" فما برحت حتى نز القرآن د سيم هللا يو التيي تجادلي فيي زوج يا إليى الفير فقيا ‪":‬‬
‫يعت ر بة " الت ‪:‬ال يجد ا ‪:‬فيصوم ش رين متتابعين الت‪ :‬يا رسو هللا إن شيخ كبير ميا بي‬
‫اليت ‪:‬فيأتي‬ ‫من صيام ا ‪ " :‬فليطعم ستين مسكينا " الت ‪:‬ما عند مين شيي يتصيد بي‬
‫ساعتئ بعير مين تمير ليت ييا رسيو هللا ‪ :‬فيإني أعيني بعير آخير يا ‪ :‬يد أحسينت ا بيي‬
‫(‪) 1‬‬
‫فأطعمي ب ا عن ستين مسكينا وارجعي إلى بن عم "‬
‫ألفاظ الظ ار‪:‬‬
‫عليي كظ ير أميي" و ي ا يو المي كور فيي ولي‬ ‫ّ‬ ‫ت‬‫يق الظ ار بلفظ الصريح كقو الرج ‪" :‬أن ِ‬
‫تعالى‪ " :‬الَّ ِينَ ُي َظا ِ ُرونَ مِن ُكم من ن َ‬
‫سائِ ِ م" وال خالف بين العلما في أن الظ ار يق ب ي ا اللفيظ‬
‫عليي كظ ير خيالتي وعمتيي ونحيو لي " في‬
‫َّ‬ ‫واختلفوا في غير كقو الرج لزوجت ‪ :‬أني ِ‬
‫ت‬
‫جم ور أ العلم إلى أن ظ ار ا الحسن البصري‪ :‬من ظا ر بي ات محيرم‪ :‬أخيت أو خالية أو‬
‫(‪) 7‬‬
‫عمة ف و ظ ار"‬
‫مايلزم المظا ر‪:‬‬
‫يلزم المظا ر الكفار و ي على الترتي فيعت ر بة فإ ا لم يجد الر بة فيصوم ش رين متتابعين‬
‫وإ ا لم يستط الصيام فيطعم ستين مسكينا كما نصت ا ية على ل في ول تعالى‪َ  :‬وا َّل ِينَ‬
‫وع ُظونَ ِب ِ َو َّ‬
‫هللاُ ِب َما‬ ‫آسا َ لِ ُك ْم ُت َ‬ ‫سآ ِئ ِ ْم ُث َّم َي ُعودُونَ لِ َما َ الُو ْا َف َت ْح ِري ُر َر َ َب ٍة من َ ْب ِ أَن َي َت َم َّ‬‫ُي َظا ِ ُرونَ مِن ن َ‬
‫آسا َف َمن َّل ْم َي ْس َتطِ ْ َفإِ ْط َعا ُم‬ ‫م‬
‫َ َ َّ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ب‬
‫ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ع‬‫اب‬‫ت‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫م‬ ‫ن‬
‫َ ُ ْ َْ ِ ُ َِْ ِ‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫م‬ ‫ا‬‫ي‬ ‫صِ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫دْ‬ ‫ج‬ ‫ي‬
‫ْ َ ِ‬ ‫م‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ن‬‫م‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫‪‬‬ ‫َت ْع َملُونَ َخ ِبي ٌر ‪‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫هللا َولِلكا ِف ِرينَ َع ا ٌ ألِي ٌم ‪( ‬المجادلة ‪)1 0‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫سولِ ِ َو ِتل َ ُحدُو ُد ِ‬ ‫َّ‬
‫ِسكِينا َ لِ َ لِت ْؤ ِمنوا ِب ِ‬
‫اّلِل َو َر ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫سِ تينَ م ْ‬

‫أخرجه البخاري في كتاب الطالق ‪ ،‬باب يلحق الولد بالمالعنة ‪. )8418 ( ،‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫انظر لسان العرب (‪ ، )250 5‬مادة (ظهر) ‪ ،‬والنهاية في غريب الحديث (‪. )118 4‬‬ ‫((‪)8‬‬
‫انظر المغني (‪)84 11‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫غاية المنتهى (‪. )152 4‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫انظر زاد المعاد (‪. )421 8‬‬ ‫‪)2‬‬
‫أخرجه أبو داود في الطالق ‪ ،‬باب الظهار (‪ ، )2210‬وصححه األلباني في اإلرواء (‪. )2481‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫مصنف عبد الرزاق (‪ ، )11083‬والمغني (‪. )108 11‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪04‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫لآلية‪ِ " :‬من َ ْب ِ أَن َي َت َم َّ‬


‫اسا" يا ابين القييم‪:‬‬ ‫ويحرم علي جما زوجت التي ظا ر من ا ب الكفار‬
‫(‪)1‬‬
‫"ال يجوز وط المظا ر من ا ب التكفير "‬
‫ـ) ا يال ‪:‬‬
‫تعريف ا يال ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫و و بمعنى الحلف واالمتنا‬ ‫ا يال لغة ‪ :‬مصدر آلى يولي إيال‬
‫أما في اصطال الفق ا ‪:‬‬
‫عليى تير‬ ‫ف و الحلف على تر وط الزوجة(‪ ,)0‬أو و ‪ :‬حلف الزو باّلِل أو بصفة من صفات‬
‫(‪)5‬‬
‫ربان زوجت مد أربعة أش ر فأكثر‬
‫(‪) 7‬‬
‫و ‪ :‬أن يحلف الرج أال يقر امرأت أربعة أش ر فأكثر‬ ‫و ا الترم ي ‪ :‬ا يال‬
‫حكم ‪:‬‬
‫حكم ا يال في الشر ‪ :‬أصل ا باحة فقد أبا هللا تعالى ا ييال لكين حيدد بميد ال‬
‫تزيد عن أربعة أش ر فقد كانوا في الجا لية يؤلون كيف شاؤوا ولو لسنين عديد إضرارا‬
‫(‪)1‬‬
‫بالمرأ فجا ا سالم بتحريم ا يال إ ا كان القصد من ا ضرار بالمرأ‬
‫دليل ‪:‬‬
‫أَ ْر َب َع ِة أَ ْ‬
‫ش ُ ٍر َفإِنْ‬ ‫ص‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ت‬
‫َ ِ ْ َ ُّ ُ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬‫آ‬‫س‬ ‫ن‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫ونَ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫ؤ‬‫ْ‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ِينَ‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫ل‬ ‫‪‬‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫ول‬ ‫الكريم‬ ‫القرآن‬ ‫من‬ ‫ودليل‬
‫َعلِي ٌم}‬ ‫سمِي ٌ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬
‫هللا‬ ‫الطالَ َ َفإِنَّ‬
‫َّ‬ ‫َع َز ُمو ْا‬ ‫َّ‬
‫هللاَ َغفُو ٌر َّرحِي ٌم ‪َ  ‬وإِنْ‬ ‫َفآ ُ وا َفإِنَّ‬
‫[ البقر ‪]111- 116‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫وأما من السنة فحدي أنس بن مال رضي هللا عن ا ‪ :‬آلى رسو هللا من نسائ ش را‬
‫حكمة مشروعيت ‪:‬‬
‫ا يال نو من العال لبع حاالت نشوز المرأ وتمرد ا فقد شر ا سيالم تأديي الميرأ‬
‫الناشز بال جر في المضاج فكي ل ا ييال جير ل يا أيضيا فقيد أبيا الشيار لليزو أن ييولي مين‬
‫لكن حدد بمد معلومة و ي أربعة أش ر لرف الضيرر‬ ‫زوجت إ ا ظ ر من ا نشوز أو إعرا‬
‫عن ا فيحرم الزياد على المد المضروبة ا سليمان بين يسيار ‪( :‬أدركيتُ بضيعة عشير رجيال مين‬
‫(‪) 0‬‬
‫الصحابة كل م يو ف المولي) يعني بعد أربعة أش ر‬
‫و ا ابن القيم ‪( :‬و ن هللا جع ل مد أربعة أشي ر وبعيد انقضيائ ا إميا أن يطلقيوا وإميا‬
‫أن يفيؤوا(‪))7‬‬
‫و) إسالم أحد الزوجين وأثر في عقد النكا‬
‫من فُير النكيا اخيتالف اليدين فقيد مني الشيار الحكييم مين اليزوا بالمشيركة فيي ولي‬
‫ت َح َّتى ُي ْؤمِنَّ ‪ [ ‬البقر ‪]117:‬‬ ‫تعالى ‪َ  :‬والَ َت ْن ِك ُحو ْا ا ْل ُم ْ‬
‫ش ِر َكا ِ‬
‫غير أن أبا الزوا من الكتابية العتبارات معينة(‪)1‬في ول تعالى‪َ  :‬و َط َعا ُم الَّ ِينَ أُو ُتو ْا‬
‫ص َناتُ مِنَ الَّ ِينَ أ ُو ُتو ْا ا ْل ِك َتا َ مِن‬
‫ت َوا ْل ُم ْح َ‬ ‫ا ْل ِك َتا َ ِح ٌّ لَّ ُك ْم َو َط َعا ُم ُك ْم ِح ٌّ لَّ ُ ْم َوا ْل ُم ْح َ‬
‫ص َناتُ مِنَ ا ْل ُم ْؤ ِم َنا ِ‬

‫انظر زاد المعاد (‪. )447 8‬‬ ‫(‪)2‬‬


‫انظر المفردات للراغب األصفهاني (‪ ، )27 1‬ولسان العرب (‪ )142 1‬مادة (آلى)‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫انظر المغني (‪. )8 11‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫انظر الطالق بين اإلطالق والت ييد ص ( ‪ ، )402‬والمجتمع واألسرة في اإلسالم ص (‪. )117‬‬ ‫(‪)8‬‬
‫انظر سننه ‪ ،‬كتاب الطالق ‪ ،‬باب ما جاء في اإليالء ص (‪.)214‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫وذهب بعض الف هاء إلى ال ول بالتحريم مطل ا ً ‪ ،‬والصحيح أن اإليالء منه ما هو محرم ‪ ،‬كاإليالء ألجال المضاارة‬ ‫(‪)2‬‬
‫بالمرأة ‪ ،‬أما ما كان فيه مصلحة كتأديب المرأة ونحوها فهذا مباح ‪ ،‬وقد صاح أن النباي صالى هللا علياه وسالم آلاى‬
‫من نسائه شهراً ‪ ،‬كما في حديث أنس اآلتي ‪ ،‬وهللا أعلم ‪.‬‬
‫أخرجه بنحوه البخاري في الطالق ‪ ،‬باب قول هللا تعالى (للذِين ي ْضؤلضون مِن نسآئ ِِه ْم تربُّصض أرْ بع ِة أ ْشهضر) ‪)8259( ،‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬
‫انظر المغني (‪ ، )31 11‬وزاد المعاد (‪. )300 0‬‬ ‫(‪)0‬‬
‫انظر زاد المعاد (‪. )300 0‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫راجع مبحث المحرمات من النساء مؤقتا ً ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪01‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫ان َف َقدْ َح ِب َط‬ ‫سافِحِينَ َوالَ ُم َّت ِخ ِي أَ ْخ ٍ‬
‫دَان َو َمن َي ْكفُ ْر ِبا ِي َم ِ‬ ‫إِ َ آ آ َت ْي ُت ُمو ُنَّ أ ُ ُج َ‬
‫ور ُنَّ ُم ْحصِ نِينَ َغ ْي َر ُم َ‬ ‫َ ْبلِ ُك ْم‬
‫َو َُو فِي ا خ َِر ِ مِنَ ا ْل َخاسِ ِرينَ ‪ [ ‬المائد ‪] 5 :‬‬ ‫َع َملُ ُ‬
‫سوا كان كتابيا أو غير في ول تعالى‪َ  :‬والَ ُت ْن ِك ُحو ْا‬ ‫حرم ا سالم زوا المسلمة بالكافر‬ ‫وك ا ّ‬
‫ا ْل ُمشِ ِركِينَ َح َّتى ُي ْؤ ِم ُنو ْا ‪ [ ‬البقر ‪] 117 :‬‬
‫وتتلخص الفُر ة بسب اختالف الدين على النحو ا تي ‪:‬‬
‫‪ )7‬إ ا أسلم الزوجان معا أو أحد ما ف ما على نكاح ما فإن كان بين ما محرميية كيأن تكيون‬
‫أخت من النس أو الرضيا أو خالتي أو عمتي ونحيو لي فُير بين ميا و ي ا محي‬
‫إجما بين ا مة ا ابن القيم ‪( :‬فإ ا أسلما وبين ا وبين محرمية من نس أو رضيا أو‬
‫ص ر أو كانت أخيت الزوجية أو عمت يا أو خالت يا أو مين َيحي ُرم الجمي بين يا وبيني‬
‫(‪) 1‬‬
‫فُر بين ما بإجما ا مة)‬
‫‪ )1‬وإ ا أسلم الزو وحد وكانت الزوجة كتابية بقي الزوا كميا يو لعيدم وجيود الميان‬
‫ن هللا تعالى أبا الزوا من الكتابية كما سب‬
‫‪ )1‬وإ ا أسلم الزو ب الزوجة ولم تكن الزوجة كتابية فيج التفري بين ما إ ا النقضت‬
‫ار الَ ُنَّ ِح ٌّ لَّ ُ ْم َوالَ ُ ْم‬ ‫ت َفالَ َت ْر ِج ُعو ُنَّ إِلَى ا ْل ُك َّف ِ‬ ‫العد لآلية ‪َ  :‬فإِنْ َعل ِْم ُت ُمو ُنَّ ُم ْؤ ِم َنا ٍ‬
‫ور ُنَّ َوالَ‬ ‫َي ِحلُّونَ لَ ُنَّ َوآ ُتو ُم َّمآ أَن َفقُو ْا َوالَ ُج َنا َ َعلَ ْي ُك ْم أن َتن ِك ُحو ُنَّ إِ آ آ َت ْي ُت ُمو ُنَّ أ ُج َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫هللا َي ْح ُك ُم َب ْي َن ُك ْم َوهللاَُّ‬
‫اسأَلُو ْا َمآ أَن َف ْق ُت ْم َو ْل َي ْسأَلُو ْا َمآ أَن َفقُو ْا َ لِ ُك ْم ُح ْك ُم َّ ِ‬
‫ِص ِم ا ْل َك َواف ِِر َو ْ‬
‫ُت ْمسِ ُكو ْا ِبع َ‬
‫َعلِي ٌم َحكِي ٌم ‪ [ ‬الممتحنة ‪]74 :‬‬
‫‪ )0‬وإ ا أسلمت الزوجة ولم ُيسلم الزو فُ ّر بين ما أيضا إ ا انقضت العد لآليية السيابقة‬

‫ز) العِـدَّ ‪:‬‬


‫تعريف العد ‪:‬‬
‫ا الجيو ري‪ِِ ِ :‬دَّ‬ ‫العد في اللغة ‪ :‬بكسر العين مأخو من العدد ن المعتد تعدد الش ر‬
‫المرأ أيام أ رائ ا و د اع َتدَّ تْ وا ْن َق َ‬
‫(‪) 7‬‬
‫ضتْ عِ دَّ ُت ا والمرأ معتد‬
‫(‪) 1‬‬
‫أو يي‪ :‬ميد تتيربص في يا الميرأ عقي و يو‬ ‫وفي ا صطال ‪ :‬يي التيربص المحيدود شيرعا‬
‫(‪) 1‬‬
‫سب الفر ة فتمتن عن التزويج في‬
‫حكم ا ودليل ا ‪:‬‬
‫العد واجبة على ك امرأ مسلمة أو كتابية بنص الكتا والسنة فدليل ا من الكتا ول‬
‫صو ْا ا ْلعِدَّ َ َوا َّتقُو ْا َّ‬
‫هللا َر َّب ُك ْم الَ‬ ‫تعالى‪  :‬يأ ُّي َ ا ال َّن ِب ُّي إِ َ ا َط َّل ْق ُت ُم الن َسآ َ َف َطلقُو ُنَّ لِعِدَّ تِ ِ نَّ َوأَ ْح ُ‬
‫هللا َو َمن َي َت َعدَّ َ ُحدُودَ هللاَِّ‬
‫ش ٍة ُّم َبي َن ٍة َوتِ ْل َ ُحدُو ُد َِّ‬
‫ُت ْخ ِر ُجو ُنَّ مِن ُب ُيوتِ ِ نَّ َوالَ َي ْخ ُر ْجنَ إِالَّ أَن َيأْتِينَ بِ َفا ِح َ‬
‫هللا ُي ْح ِد ُ َب ْعدَ َ لِ َ أَ ْمرا ‪( ‬الطال ‪)7:‬‬ ‫س ُ الَ َتدْ ِرى لَ َع َّ َّ َ‬‫َف َقدْ َظلَ َم َن ْف َ‬
‫شرا َفإِ َ ا‬ ‫صنَ ِبأ َ ْنفُسِ ِ نَّ أَ ْر َب َع َة أَ ْ‬
‫ش ُ ٍر َو َع ْ‬ ‫و ول تعالى‪َ  :‬والَّ ِينَ ُي َت َو َّف ْونَ مِن ُك ْم َو َي َ ُرونَ أَ ْز َواجا َي َت َر َّب ْ‬
‫هللاُ بِ َما َت ْع َملُونَ َخ ِبي ٌر ‪( ‬البقر‬ ‫َبلَ ْغنَ أَ َجلَ ُنَّ َفالَ ُج َنا َ َع َل ْي ُك ْم فِي َما َف َع ْلنَ فِي أَ ْنفُسِ ِ نَّ ِبا ْل َم ْع ُروفِ َو َّ‬
‫‪)110‬‬
‫وأمييا ميين السيينة ‪ :‬فقول ي علي ي الصييال والسييالم لفاطميية بنييت يييس‪" :‬اعتييدي فييي بيييت ابيين أم‬
‫(‪) 7‬‬
‫مكتوم"‬
‫الحكمة من مشروعية العد ‪:‬‬
‫لقد شر هللا العد وألزم المرأ ب ا لِ ِح َك ٍم عظيمة من ا ‪:‬‬
‫‪ )7‬معرفة برا الرحم حتى ال تختلط ا نسا‬

‫انظر زاد المعاد (‪. )130 0‬‬ ‫(‪)3‬‬


‫انظر الصحاح (‪ ، )801 2‬ولسان العرب (‪ )75 9‬مادة (عدد) ‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫(‪ )4( )2‬انظر الروض المربع مع حاشية ابن قاسم (‪. )41 7‬‬
‫أخرجه مسلم في كتاب الطالق ‪ ،‬باب المطل ة البائن ال نف ة لها (‪. )4197‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪02‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫َ‬
‫المطلَّقييية طال يييا رجعييييا إ ا‬ ‫لييييتمكن في يييا مييين مراجعييية زوجتييي‬ ‫َ‬
‫المطلييي ميييد‬ ‫‪ )1‬إم يييا اليييزو‬
‫رغ في ا‬
‫وإظ ار شرف ومنزلت‬ ‫در‬ ‫ورف‬ ‫‪ )1‬تعظيم خطر عقد النكا‬
‫وإظ ار ا سف على فرا‬ ‫‪ )0‬تمكين الزوجة المتوفى عن ا زوج ا من الحِداد علي‬
‫الميت إ ا كانت متوفى عن ا زوج ا ‪4‬‬ ‫‪ )5‬مراعا شعور أ‬
‫أنوا العِدد‪:‬‬
‫أو موت الزو ونحيو لي‬ ‫من طال‬ ‫تختلف أنوا العد على حس حا المرأ ونو الفرا‬
‫و ي على أ سام ثالثة ‪:‬‬
‫أو العد بوض الحم‬ ‫العد با ش ر أو العد بالقرو‬
‫أوال‪ :‬العد با ش ر والنسا المعتدات با ش ر صنفان‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫سوا كانت يائسة كالكبير في السن أو كانت ال تحي لصغر ا‬ ‫المطلقة التي ال تحي‬ ‫(أ)‬
‫وعدت ن ثالثة أش ر لصريح ا ية ‪َ  :‬والالَّئِي َيئ ِْسنَ مِنَ ا ْل َمحِي ِ مِن ن َسآئِ ُك ْم إِ ِن ْار َت ْب ُت ْم‬
‫ِضنَ ‪ [ ‬الطال ‪] 0 :‬‬ ‫ش ُ ٍر َوالالَّتِي لَ ْم َيح ْ‬ ‫َفعِدَّ ُت ُنَّ َثالَ َث ُة أَ ْ‬
‫( ) المتوفى عن ا زوج ا إ ا لم تكن حامال وعدت ا أربعة أش ر وعشر أيام لآلية ‪‬‬
‫شرا ‪‬‬ ‫ش ُ ٍر َو َع ْ‬ ‫صنَ بِأ َ ْنفُسِ ِ نَّ أَ ْر َب َع َة أَ ْ‬
‫َوالَّ ِينَ ُي َت َو َّف ْونَ مِن ُك ْم َو َي َ ُرونَ أَ ْز َواجا َي َت َر َّب ْ‬
‫[ البقر ‪]110:‬‬
‫وي ‪ :‬و‬ ‫ثانيا‪ :‬العد بالقُ ُرو والقرو جم ُر واختلف العلما في فقي ‪ :‬و الحي‬
‫ودلي ل‬ ‫أي ك امرأ مطلقة تحي‬ ‫ال ُّط ر(‪ )7‬والمعتدات بالقُ ُرو ن وات الحي‬
‫صنَ ِبأ َ ْنفُسِ ِ نَّ َثالَ َث َة ُ ُرو ٍ ‪( ‬البقر ‪)118 :‬‬ ‫ا ية ‪َ  :‬وا ْل ُم َطلَّ َقاتُ َي َت َر َّب ْ‬
‫المعتدات بوض الحم و ي‪ :‬ك إمرأ حام من زو إ ا فار ا الزو بطال أو فسخ أو‬ ‫ثالثا‪:‬‬
‫موت فعدت ا بتمام وض الحم لصريح ا ية‪َ  :‬وأ ُ ْوالَتُ ا َ ْح َما ِ أَ َجلُ ُنَّ أَن َي َ‬
‫ض ْعنَ َح ْملَ ُنَّ‬
‫‪( ‬الطال ‪)0 :‬‬
‫أحكام العِدَّ ‪:‬‬
‫ا حكام و و( ا حداد) فمن ل أن ا تمتن عن ا تي ‪:‬‬ ‫وتتعل بالمعتد المتوفى عن ا زوج ا بع‬
‫‪ )7‬الطي والزينة والكح ولبس الثييا المصيبوغة ونحيو لي لحيدي أم سيلمة رضيي هللا‬
‫وال‬ ‫ص ي َفر ميين الثيييا‬
‫زوج ييا ال تلييبس ال ُم َع ْ‬ ‫عن ييا عيين النبييي ‪ ‬أن ي ييا ‪( :‬ال ُمتييوفى عن ييا‬
‫(‪) 1‬‬
‫وال تكتح )‬ ‫ش وال ال ُحل ِّي وال تختض‬ ‫ال ُم َم َّ‬
‫والحلييي والمجييو رات لحييدي أم سييلمة السيياب وفي ي (وال‬ ‫‪ )1‬وأيضييا تجتن ي لييبس ال ي‬
‫ال ُحل ِّي )‬
‫‪ )1‬ويجي علي ييا أيضييا البيتوتيية فييي بيت ييا لحييدي الفُريعيية بنييت مالي أن زوج ييا تييوفي ولييم‬
‫ام ُكثِيي فيي بيتِي ِ حتيى‬ ‫يتر ل ا سكنا فأرادت أن تسكن م أ ل يا فقيا ل يا الرسيو ‪ْ ( : ‬‬
‫فاع َتيددت فيي أربعية أشي ر وعشيرا اليت ‪ :‬فلميا كيان عثميان بين‬
‫(‪)1‬‬
‫يبلُ َغ ال ِك َتا أجلي ) اليت ‪ْ :‬‬
‫إلي فسألني عن ل فأخبرت فا َّتبع و ضى ب‬ ‫َّ‬ ‫عفان أرس‬
‫أما الخرو ن ارا لقضا حوائج يا الضيرورية فقيد أ ن ل يا الشيار الحكييم بي ل إ ا ليم يكين‬
‫ل ا من يخدم ا روى جابر بن عبدهللا رضي هللا عن ا ‪ُ :‬طل َقت خالتي ثالثيا فخرجيت َتجي ُّ نخل يا‬
‫فلقي ا رج فن ا ا َف َ َك َرتْ ل للنبي ‪ ‬فقا ‪( :‬اخرجي فجي ي نخلي لعلَّي أن تصي َّد ي مني أو‬
‫( ‪)7‬‬
‫تفعلي خيرا)‬

‫واختلف الف هاء في تحديد سن اليأس ‪ ،‬فمنهم من حدده بالخمسين سنة ‪ ،‬ومنهم من حدده بالستين سنة ‪ ،‬وقيل غير‬ ‫(‪)2‬‬
‫ذل ‪ ،‬راجع زاد المعاد (‪. )601 0‬‬
‫انظر المغني (‪ ، )199 11‬وزاد المعاد (‪. )100 8‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫أخرجااه أبااو داود فااي الطااالق ‪ ،‬باااب فيمااا تجتنااب المعتاادة فااي عاادتها ‪ ، )2404( ،‬وصااححه األلباااني فااي اإلرواء‬ ‫(‪)2‬‬
‫(‪. )208 7‬‬
‫أخرجه أبو داود في الطالق ‪ ،‬باب المتوفى عنها زوجها تنت ل (‪ ، )2400‬والترمذي في الطالق واللعان ‪ ،‬باب ما‬ ‫(‪)4‬‬
‫جاء أين تعتد المتوفى عنها زوجها (‪ ، )1204‬وقال حديث حسن صحيح ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم في الطالق ‪ ،‬باب جواز خروج المعتدة البائن ‪ ،‬والمتوفى عنها زوجها في النهار لحاجتها (‪. )1454‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪03‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫وأما المطلقة من طيال رجعيي فيال إحيداد علي يا يا ابين دامية ‪( :‬وال إحيداد عليى الرجعيية‬
‫ن ا في حكم الزوجيات ل يا أن تتيزين لزوج يا وتستشيرف لي ليرغي في يا )‬ ‫بغير خالف نعلم‬
‫(‪) 1‬‬

‫وأما المطلقة من طال بائن ففي وجو ا حيداد علي يا خيالف بيين أ ي العليم أظ ر يا عيدم‬
‫(‪) 1‬‬
‫الوجو‬
‫تنبي ‪ :‬ا حداد ال ي شيرع هللا وارتضيا للميرأ المسيلمة يو ميا سيب بياني غيير أني انتشيرت فيي‬
‫كثييير ميين المجتمعييات اليييوم كثييير ميين العييادات والتقاليييد التييي تخييالف شيير هللا المط يير فميين ل ي ‪:‬‬
‫اعتقاد كثير من النسا أن للعد لباسا خاصا ب ا كلبس السيواد ميثال وأن الميرأ المحياد ال تغتسي‬
‫وال تكنس بيت ا وال تخر في ضو القمر وال تصعد إلى سيطح البييت وال تكليم محارم يا وال‬
‫تكشف ل م وال ترد عليى ال ياتف وال تنظير إليى الميرآ وأن يا تفتيرش ا ر ميد إحيداد ا وال‬
‫(‪) 0‬‬
‫تجلس على بساط وغير ل من البد والخرافات التي ال أص ل ا في الشر المط ر‬

‫ا با وا والد وا ار‬ ‫حق‬

‫وني وال عل ع بع‬ ‫ع اد ال عل ا ل‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جامعة ال ل ف‬


‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫ـ حقو ا بنا وا با وواجبات م‪:‬‬


‫أوال ‪ :‬حقو ا بنا على ا با ‪:‬‬
‫مما ال مرا في أن ا والد في ا سر عماد سعادت ا كما ا تعالى‪  :‬ا ْل َما ُ َوا ْل َب ُنونَ ِزي َن ُة‬
‫ا ْل َح َيا ِ الدُّ ْن َيا ‪[ ‬الك ف‪ ]06 :‬و م جز من ا سر ل م حقو على الوالدين و ل حتى يخرجوا إلى‬
‫المجتم وأبدان م صحيحة وعقول م سليمة وأخال م رفيعة و مم م عالية د تربوا على العقيد‬
‫السليمة ورضعوا القيم الفاضلة ليكونوا مؤ لين للن و بمجتمع م المسلم ورف كلمة التوحيد‬
‫(‪)92‬‬
‫عالية‬

‫انظر المغني (‪. )280 11‬‬ ‫( ‪)2‬‬


‫انظر المغني (‪. )229 11‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫انظر كتاب اإلحداد ‪ ،‬أقسامه ‪ ،‬وأحكامه ‪ ،‬وبدعه ‪ ،‬للشيخ أحمد السلمي ‪.‬‬ ‫(‪)0‬‬
‫انظر بناء المجتمع اإلسالمي د‪.‬عبد الرحمن الفرج ص‪115‬‬ ‫(‪)92‬‬
‫‪00‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫و الحقو تبدأ ب خروج م إلى الحيا الدنيا و م في بطون أم ات م أجنة ثم و م أطفا‬
‫(‪)93‬‬
‫ثم في مرحلة المرا قة ثم في مرحلة الشبا‬ ‫رض‬
‫فأما حقو م ب أن يولدوا ف ي ‪:‬‬
‫‪1‬ـ ح الولد في اختيار أبوي لبعض ما‪:‬‬
‫ح ا سالم الخاط على إعما أ صى درجات التثبت والتحقي والتحيري فيي اختييار شيريكة‬
‫العمر ورفيقة الدر وجعي لي ل أسسيا ينبغيي عليى كي مسيلم أن يلتزم يا ج يد اسيتطاعت ليضيمن‬
‫لكياني الجديييد أن يبنييى علييى الصييال والتقييوى وأن يييدوم علييى التفييا م والمحبيية فميين أسييس اختيييار‬
‫الزوجيية جييا ولي ‪{:‬تيينكح المييرأ ربي لمال ييا ولحسييب ا ولجمال ييا ولييدين ا فيياظفر بي ات الييدين‬
‫(‪)94‬‬
‫فالدين و العنصر ا ساس في اختيار الزوجة ل أن الزوجة سكن لزوج يا و يي‬ ‫تربت يدا }‬
‫م وى فؤاد وربية بيتي وأم أوالد عن يا يأخي ون صيفات م وطبيائع م وبيد ي أن الرجي إ ا تيزو‬
‫المييرأ الحسيييبة المنحييدر ميين أصي كييريم أنجبييت لي أوالدا مفطييورين علييى معييالي ا مييور متطبعييين‬
‫بعادات أصيلة ن م سيرضعون من ا لبن المكارم ويكتسبون خصا الخير‬
‫وأما المعايير المتعلقة بالزو فيشير إلي ا الحدي ‪{:95‬إ ا خط إلييكم مين ترضيون ديني وخلقي‬
‫( )‬
‫فالزو إ ا كان ا خل وديين كيان أمينيا‬ ‫تفعلوا تكن فتنة في ا ر وفساد عري }‬ ‫فزوجو إال‬
‫(‪)96‬‬
‫على زوجت‬
‫‪2‬ـ ح الحيا للجنين‪:‬‬
‫تبييدأ رعاييية الطف ي من ي المرحليية الجنينييية و ل ي عيين طري ي رعاييية الحام ي صييحيا وغ ي ائيا‬
‫ونفسيا باالبتعاد عما يحرم أو يضر بالصحة كاالمتنا عن التدخين والبعد عن أماكني وعيدم تنياو‬
‫ا دويييية والعقيييا ير إال بيييأمر الطبيييي المخيييتص وإحاطييية ا زوجتييي بالرعايييية النفسيييية المناسيييبة‬
‫وبمشاعر الحنان والعطف واال تمام و د ثبت أن كثيرا من الحاالت التيي يوليد الطفي في يا ضيعيفا أو‬
‫متخلفييا أو مشييو ا تعييود ج ي ور ا فييي ا ص ي إلييى وضييعية الحام ي السيييئة وأن كثيييرا ميين العا ييات‬
‫الجنينية تعود إلى عوام بيئية سيئة وكان با مكان تالفي ا‬
‫ويلح ب ل إسيقاط الحمي (ا ج يا ) عموميا ف يو حيرام واالعتيدا عليى الجنيين فيي ي‬
‫المرحلة يشك جناية على مخلو لم ير نور الحيا فال يبا إال لضرور شرعية ب دف إنقا ا م مين‬
‫(‪)97‬‬
‫خطر محق‬
‫وأما حقو م بعد والدت م فمن ا‪:‬‬
‫‪1‬ـ حقو تتعل باستقبا المولود‪:‬‬
‫المساوا في الفر عند استقبا المولود بين ال كر وا نثى خالفا لعادات الجا لية‬ ‫أـ‬
‫استحبا ا ان في أ ن المولود و لي لميا روي عين أبيي رافي ‪ ‬يا ‪{:‬رأييت النبيي ‪ ‬أ ن فيي‬ ‫ـ‬
‫(‪)98‬‬
‫أ ن الحسن بن علي حين ولدت فاطمة بالصال }‬
‫استحبا تحنيك بتمر أو حالو والدعا ل بالبركة لما روي عن أبي موسى ا شعري ‪‬‬ ‫ـ‬
‫(‪)99‬‬
‫ا ‪{:‬ولد لي غالم فأتيت ب النبي‪ ‬فسما إبرا يم وحنك بتمر }‬

‫(‪ )93‬انظر ح وق األوالد على الوالدين في اإلسالم د‪ .‬عبد الحميد األنصااري ص ‪ ،5‬ونظاام األسارة فاي اإلساالم ص‬
‫‪149‬‬
‫(‪ )94‬صااحيح البخاااري‪ ،‬كتاااب النكاااح‪ ،‬باااب األكفاااء فااي الاادين‪ ،‬حااديث [‪ .]8090‬وصااحيح مساالم كتاااب النكاااح‪ ،‬باااب‬
‫استحباب نكاح ذات الدين‪ ،‬حديث [‪. ]1411‬‬
‫(‪ )95‬سنن الترمذي‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب ما جاء إذا جاءكم من ترضون دينه وخل ه فزوجوه‪ ،‬حديث [‪ ، ]1054‬وقال »‬
‫حسن صحيح « ‪ ،‬وسنن ابن ماجه‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب األكفاء‪ ،‬حديث [‪.]1917‬‬
‫(‪ )96‬انظر ح وق األوالد على الوالدين في اإلسالم ص ‪5،9‬‬
‫(‪ )97‬انظاااار ح ااااوق األوالد علااااى الوالاااادين فااااي اإلسااااالم ص ‪ ، 18‬وقضااااية تحديااااد النساااال فااااي الشااااريعة اإلسااااالمية‬
‫ص ‪ ، 149‬وقد سبق بيان ذل ‪.‬‬
‫(‪ )98‬سنن أبي داود‪ ،‬كتاب األدب ‪ ،‬باب في الصبي يولد فيؤذن في أذناه‪ ،‬حاديث [‪ .]8108‬حسانه األلبااني‪ ،‬انظار صاحيح‬
‫سنن أبي داود ‪911 4‬‬
‫(‪ )99‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الع ي ة ‪ ،‬باب تسمية المولود‪ ،‬حاديث[‪ . ]8417‬وصاحيح مسالم كتااب األدب ‪ ،‬بااب اساتحباب‬
‫تحني المولود‪ ،‬حديث [‪. ]2148‬‬
‫‪00‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫‪2‬ـ ح اختيار االسم الحسن‪:‬‬


‫من ح الولد على والدي أن يختارا ل االسم الحسن في اللفيظ والمعنيى وال يطلي عليي مين‬
‫ا سما ما ينفر أو يكيون سيبيال للسيخرية مني والثابيت مين فعي رسيو هللا‪ ‬أني كيان يغيير ا سيما‬
‫(‪)100‬‬
‫و ييا ‪{:‬إن أح ي‬ ‫المنفيير والمكرو يية إلييى ا سييما الحسيينة فغ َّييير اسييم عاصييية إلييى جميليية‬
‫(‪)101‬‬
‫و ل ي لمييا فييي االسييم الجمي ي ميين تييأثير كبييير علييى‬ ‫أسييمائكم إلييى هللا عبييد هللا وعبييد الييرحمن }‬
‫(‪)102‬‬
‫شخصية ا نسان وعلى سلوك طوا فتر حيات‬
‫‪3‬ـ ح الختان‪:‬‬
‫و يييو مييين الشيييعائر الواجبييية فيييي حييي الييي كور يقيييو النبيييي‪{: ‬الفطييير خميييس‪ :‬الختيييان‬
‫(‪)103‬‬
‫واالستحداد و ص الشار وتقليم ا ظافر ونتف ا بط}‬
‫فجعي الختييان رأس خصييا الفطيير و كير ابيين القيييم ـرحم هللا ـ أني يج ي علييى الييولي أن يخييتن‬
‫الصبي ب البلوغ فإن ل مما ال ييتم الواجي إال بي وا فضي أن يكيون الختيان فيي ا ييام ا وليى مين والد‬
‫الولد حتى إ ا عق وتف م ا مور وأصبح في مرحلة التميييز وجيد نفسي مختونيا فيال يحسي لي فيي المسيتقب‬
‫(‪)104‬‬
‫و د ثبت أن للختيان فوائيد صيحية بالنسيبة للي كور وأن الي ين ال يختنيون‬ ‫حسابا وال يجد في نفس ما‬
‫يعانون من الق ار وبع ا مرا الخطير‬
‫‪4‬ـ العقيقة عن المولود‪:‬‬
‫( ي ال بيحة التي ت بح للمولود ) و يد وردت أحاديي عين النبيي‪ ‬تبيين ي ا الحي من يا ولي ‪:‬‬
‫(‪)105‬‬
‫والسيينة أن يع ي عيين ال ي كر‬ ‫{ك ي غييالم ر ينيية بعقيقت ي ت ي بح عن ي يييوم سييابع ويحل ي ويسييمى}‬
‫بشاتين وعن ا نثى بشا و و أفض من التصد بثمن ا والحكمة من ا ‪:‬‬
‫أ ـ أن ا سنة والعم بالسنة من أفض القربات‬
‫ـ أن ا سب تجدد النعمة من هللا على الوالدين وإظ ار للفر والسرور‬
‫(‪)106‬‬
‫ـ فدية يفدى ب ا المولود من المصائ وا فات‬
‫‪2‬ـ ح النس ‪:‬‬
‫لقييد صييانت الشييريعة ا سييالمية النس ي ميين الضيييا والعب ي والك ي والتزييييف ولييم تترك ي‬
‫وا من يدعون أو ينفون ف و من الحقو الشرعية المترتبة على عقيد اليزوا ويتعلي بي عيد‬
‫حقو ‪:‬‬
‫‪ :‬ن يترت على ثبوت نس الولد ثبوت الوالية علي وح ا ر وا نفا‬ ‫ح ا‬ ‫أـ‬
‫ـ ح ا م‪ :‬ن من حق يا صييانة الوليد مين الضييا ودفي الت مية عن يا وثبيوت حي الرضياعة‬
‫والحضانة وا ر‬
‫وثبيوت حقيو النفقية والرضياعة والسيكن وا ر وغيير‬ ‫ـ ح الولد‪ :‬دف التعيير عن نفسي‬
‫(‪)107‬‬
‫ل‬
‫‪6‬ـ ح الرضاعة‪:‬‬

‫صحيح مسلم‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب استحباب تغيير االسم ال بيح إلى حسن‪ ،‬حديث [‪. ]2149‬‬ ‫‪)100‬‬ ‫(‬
‫صحيح مسلم ‪ ،‬كتاب األدب ‪ ،‬باب النهي عن التكني بأبي ال اسم‪ ،‬حديث [‪.]2142‬‬ ‫‪)101‬‬
‫‪102‬‬
‫(‬
‫انظر نظام األسرة في اإلسالم ص‪ ،181‬وح وق األوالد على الوالدين في اإلسالم ص‪22‬‬ ‫(‪)103‬‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬كتاب اللباس‪ ،‬باب قص الشارب‪ ،‬حديث [‪ .]8559‬وصحيح مسلم ‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب خصاال‬ ‫( )‬
‫الفطرة‪ ،‬حديث [‪.]287‬‬
‫انظر تحفة المودود بأحكام المولود ص ‪121‬‬ ‫‪)104‬‬ ‫(‬
‫سنن أبي داود ‪ ،‬كتاب األضاحي ‪ ،‬باب في الع ي ة‪ ،‬حديث [‪ .]2545‬وصاححه األلبااني‪ ،‬انظار صاحيح سانن أباي‬ ‫(‪)105‬‬
‫داود ‪847 2‬‬
‫انظر نظام األسرة في اإلسالم ص ‪182‬‬ ‫‪)106‬‬ ‫(‬
‫انظر ح وق األوالد في اإلسالم ص ‪21‬‬ ‫(‪)107‬‬
‫‪06‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫ا م تأثم بتر القيام ب من غير ع ر‬ ‫الرضا ح للطف يثبت بمجرد والدت وواج على‬
‫اعة ‪‬‬
‫ض َ‬ ‫َكا ِملَ ْي ِن لِ َمنْ أَ َرادَ أَن ُيتِ َّم َّ‬
‫الر َ‬ ‫ا تعالى ‪َ  :‬وا ْل َوالِدَ اتُ ُي ْرضِ ْعنَ أَ ْوالَدَ ُنَّ َح ْولَ ْي ِن‬ ‫مشرو‬
‫إال أن في معنى ا مر الدا على‬ ‫[البقر ‪ ]111 :‬والنص وإن كان واردا في صيغة الخبر‬
‫(‪)108‬‬
‫وأجر الرضا واجبة على ا في الحاالت التي ال تكون ا م متعينة لإلرضا‬ ‫الوجو‬
‫والرضاعة الطبيعية نعمية مين هللا و ب يا لإلنسيان و يي ات فوائيد ماديية ومعنويية وصيحية‬
‫(‪)109‬‬
‫وتربوية ال تعد وال تحصى‬
‫‪9‬ـ ح الحضانة‪:‬‬
‫يحتا الطف إلى العناية ب و ل بالقيام على ما يتعل بتربيت من نظافة وتمري ومعاونية‬
‫في المأك والمشير والمليبس والقييام ب ي الم مية يو ميا يطلي عليي الفق يا كلمية »الحضيانة«‬
‫ف ييي ح ي للصييغير وواجبيية علييى ا م و ييي أح ي النيياس ب ييا وأ ييدر م علي ييا لمييا جبلييت علي ي ميين‬
‫مشاعر الحنان والشفقة والقيدر عليى التحمي والصيبر وفيي الحيدي ‪{:‬مين أحي بحسين صيحابتي ييا‬
‫رسييو هللا ؟ ييا ‪ :‬أم ي ييا ‪ :‬ثييم ميين؟ ييا ‪ :‬أميي ييا ‪ :‬ثييم ميين؟ ييا ‪ :‬أم ي ييا ‪ :‬ثييم ميين؟ ييا ‪:‬‬
‫(‪)110‬‬
‫أبو }‬
‫فمين حي ا والد أن تختييار ل يم الحاضيينات اللييواتي يعنيين ب ييم إلييى جاني ا م ييات إ ا دعييت‬
‫ن ا والد يتيأثرون ب ين سيلبا‬ ‫الحاجة إلى ا وينبغي أن تكون الحاضنات معروفات بالدين والخلي‬
‫(‪)111‬‬
‫كان أو إيجابا وال يستطي أحد أن ينكر ما للمربيات اليوم من أثر على ا والد‬
‫‪8‬ـ ح النفقة‪:‬‬
‫النفقة ح من حقو ا والد على ا با إلى أن يستطي ا بنا إعالة أنفس م لقو النبيي ‪‬‬
‫(‪)112‬‬
‫ل ند‪{:‬خ ي ما يكفي وولد بالمعروف}‬
‫نفقية التربيية والتعلييم فيي‬ ‫وتتضمن النفقة با ضافة إلى المأك والمشير والمليبس والعيال‬
‫جمي المراح التعليمية‬
‫‪7‬ـ ح التربية‪:‬‬
‫إن أعظم م مة لألسر ي تربية الطفي فمسيؤولية ا سير نحيو تربيية الطفي تربيية سيليمة‬
‫ب ييدف تكييوين شخصييية الطف ي تكوينييا سييويا متزنييا مسييؤولية جسيييمة السيييما فييي ي ا العصيير ال ي ي‬
‫تكاثرت مشياكل وتيداخلت الج يات التيي تيؤثر فيي ي التربيية والحيدي فيي ي ا الموضيو يطيو‬
‫ولكننا نشير إلى أ م ما نرا في ا المجا ‪:‬‬
‫أن التربية تقوم على أساس غرس العقيد الصافية في نفسيية الطفي المسيلم ومحبية الرسيو‬ ‫أوال‪:‬‬
‫‪‬‬
‫ثانيا‪ :‬وفي مرحلة التمييز يبدأ دور التعليم والتدري على بع ا ركان ا ساسيية فيي اليدين و لي‬
‫بتعليم ي الصييال والقييرآن وآدا ا سييالم الشخصييية واالجتماعييية ييا ‪{ : ‬مييروا أوالدكييم‬
‫بالصييال و ييم أبنييا سييب سيينين واضييربو م علي ييا و ييم أبنييا عشيير وفر ييوا بييين م فييي‬
‫(‪)113‬‬
‫المضاج }‬
‫تقوم التربية عليى أسياس أن يكيون الواليدان أنفسي ما القيدو الحسينة والد ميا فيي أ وال ميا‬ ‫ثالثا‪:‬‬
‫ني مولي‬ ‫وأفعال ما وتصرفات ما المختلفة فالقيدو الحسينة ل يا أثير كبيير فيي نفيس الطفي‬
‫بالتقليييد والمحاكييا ف ييو يرا ي سييلو الوالييدين فييإن وجييد ما صيياد ين نشييأ علييى الصييد‬
‫و ك ا في با ي ا مور‬

‫انظر تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان ص ‪104‬‬ ‫‪)108‬‬ ‫(‬
‫انظر ح وق األوالد في اإلسالم ص ‪ 27‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪)109‬‬
‫‪110‬‬
‫(‬
‫صحيح مسلم ‪،‬كتاب البر والصلة واألدب ‪ ،‬باب بر الوالدين‪ ،‬حديث [‪.]2845‬‬ ‫(‪)111‬‬
‫انظر نظام األسرة في اإلسالم ص ‪184،184‬‬ ‫(‪)112‬‬
‫صحيح البخاري كتاب النف اات‪ ،‬بااب‪ ،‬إذا لام ينفاق الرجال‪ ،‬حاديث [‪ .]8414‬وصاحيح مسالم كتااب األقضاية‪ ،‬بااب‬ ‫( )‬
‫قضية هند‪ ،‬حديث [‪. ]1714‬‬
‫سنن أبي داود كتاب الصالة ‪ ،‬باب متى يؤمر الغالم بالصالة‪ ،‬حاديث [‪ .]498‬وصاححه األلبااني ‪ ،‬انظار صاحيح‬ ‫(‪)113‬‬
‫سنن أبي داود ‪ .97 1‬وانظر نظام األسرة في اإلسالم ص ‪187‬‬
‫‪01‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫رابعا‪ :‬التربية تعتمد على التخطيط السليم القائم على أساس التشاور والتكام المسيب بيين ا بيوين‬
‫بحي ال ي دم أحد ما ما يبني ا خر‬

‫خامسا‪ :‬تجن المحا ير الثالثة و ي ‪:‬‬


‫التدلي المفسد وما يتعل ب من شد الخوف على الولد‬ ‫أـ‬
‫القسو المفرطة وما يتعل ب ا من تقري الطف على مش د من ا خرين‬ ‫ـ‬
‫في ل‬ ‫التفر ة في المعاملة وما يتعل ب ا من تفضي وإيثار بع ا بنا عليى بعي‬ ‫ـ‬
‫يولد العداو والبغضا والحقد بيين م سيوا أكيان التفاضي بيين الي كور أم بيين ا نيا‬
‫(‪)114‬‬
‫ا رسو هللا‪{: ‬اتقوا هللا واعدلوا بين أوالدكم}‬
‫سادسا‪ :‬أن تقوم التربية ا سالمية على الرحمة والتعاطف والمحبة والحنان صح عن ‪ ‬أن كان يقبي‬
‫ات مير الحسين بيين عليي رضيي هللا عن ميا وعنيد ا يير بين حيابس فقييا ا ير ‪ :‬إن لييي‬
‫عشيير ميين الولييد مييا بلييت ميين م أحييدا فنظيير إلييي رسييو هللا‪ ‬ثييم ييا ‪{ :‬ميين ال َيييرحم ال‬
‫(‪)115‬‬
‫ُيرحم}‬
‫سابعا‪ :‬أن ت ييدف التربييية إلييى تكييوين الشخصييية المتوازنيية والتييي تجم ي بييين التمس ي بمبيياد الييدين‬
‫الحنييييف وتعاليمييي و يمييي ومقوميييات الحييييا المعاصييير فتكيييون شخصيييية متمسيييكة بيييدين ا‬
‫(‪)116‬‬
‫و ويت ا ومنفتحة على عصر ا‬
‫‪11‬ـ ح ا بنا في ا ر ‪:‬‬
‫من ح ا بنا أن يرثوا آبا م وأم ات م و ا الح رر ل م ر العالمين بقول ‪:‬‬
‫‪ُ ‬يوصِ ي ُك ُم َّ‬
‫هللاُ فِي أَ ْوالَ ِد ُك ْم لِل َّ َك ِر ِم ْث ُ َحظ ا ُ ْن َث َي ْي ِن ‪[ ‬النسا ‪ ]77:‬فاالبن ير بطري التعصي‬
‫فيحوز التركة كل ا إ ا انفرد ولم يوجد وار غير فإن كانوا أكثر من واحد كورا سم بين م‬
‫بالتساوي وإن كانوا كورا وإناثا فللبنت س م ولالبن س مان وليس ا تحيزا لل كور أو ظلما‬
‫ا التفري في النصي‬ ‫لإلنا ـ معا هللا ـ ولكن الحاجة وظروف ك من ما ي التي ا تضت مث‬
‫فالولد يتكلف تكاليف ال تلزم ب ا البنت كدف الم ر وتأثي بيت الزوجية وا نفا على الزوجة‬
‫(‪)117‬‬
‫وا والد أما أخت فإن ا تأخ ميراث ا ملكا خالصا ل ا ال تكلف من شيئا‬
‫ثانيا‪ :‬حقو ا با على أبنائ م‪:‬‬
‫إن حقو الوالدين على ا بنا من أج الحقو وأعظم ا بعد ح هللا تعالى ف ما يب الن من‬
‫(‪)118‬‬
‫و د بين هللا سبحان‬ ‫الج ود من أج تربية ا والد وإعداد م للحيا ما يستحقان المكافأ علي‬
‫سانا إِ َّما‬ ‫ضى َر ُّب َ أَالَّ َت ْع ُبدُو ْا إِالَّ إِ َّيا ُ َو ِبا ْل َوالِدَ ْي ِن إِ ْح َ‬ ‫الحقو بقول تعالى‪َ  :‬و َ َ‬ ‫وتعالى كثيرا من‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ْ‬
‫اخ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫يما‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫َُ ْ‬‫ا‬ ‫م‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َْ َُ َ‬ ‫ر‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ف‬ ‫ُ‬
‫ُ َ ٍّ َ‬‫أ‬ ‫آ‬‫م‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫ال‬‫ف‬‫َ‬ ‫ا‬‫م‬‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ال‬‫ك‬‫ِ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ا‬‫م‬ ‫د‬‫ح‬‫َ‬
‫َي ْبلُ َغنَّ عِندَ َ ا ْل ِك َب َ َ ُ ُ َ ْ‬
‫أ‬ ‫ر‬
‫صغِيرا ‪[ ‬ا سرا ‪11:‬ـ‪ ]10‬ف اتان ا يتان‬ ‫ار َح ْم ُ َما َك َما َر َّب َيانِي َ‬ ‫ُ‬
‫الر ْح َم ِة َو َّر ْ‬ ‫لَ ُ َما َج َنا َ ال ُّ مِنَ َّ‬
‫ونستطي بس ولة أن نتبين من ا بع‬ ‫تضمنتا حقو الوالدين بصور ال لبس في ا وال غمو‬
‫حقو م ومن ا ‪:‬‬
‫‪1‬ـ ا مر با حسان إلي ما‪:‬‬
‫فا حسان إلى الوالدين أمر من هللا تعالى ليس حد أن يت اون في أبدا و د رن هللا سيبحان‬
‫وتعالى ا حسان إلي ما بعبادت لعظم شأن ما وضيرو ا حسيان كثيير تتعلي بالتعامي مع ميا والبير‬
‫ب ما وتفضيل ما على ا نفس وا والد وا زوا وأن نكون في غاية ا د مع ميا فيي القيو والعمي‬
‫بحس ي العييرف حتييى يكونييا مغتبطييين بنييا وميين أعظييم ا حسييان بالوالييدين إ ا كانييا أو أحييد ما ال يمل ي‬

‫صااحيح البخاااري‪ ،‬كتاااب الهبااة‪ ،‬باااب اإلشااهاد فااي الهبااة‪ ،‬حااديث [‪ ،]2857‬وصااحيح مساالم ‪ ،‬كتاااب الهبااات ‪ ،‬باااب‬ ‫(‪)114‬‬
‫كراهية تفضيل بعض األوالد في الهبة‪ ،‬حديث [‪. ]1124‬‬
‫صااحيح البخاااري‪ ،‬كتاااب األدب‪ ،‬باااب رحمااة الولااد وت بيلااه ومعان تااه‪ ،‬حااديث [‪ ،]8997‬وصااحيح مساالم ‪ ،‬كتاااب‬ ‫(‪)115‬‬
‫الفضائل ‪ ،‬باب رحمته الصبيان والعيال‪ ،‬حديث [‪. ]2415‬‬
‫انظر ح وق األوالد على الوالدين في اإلسالم ص ‪ 48‬وما بعدها ‪.‬‬ ‫‪)116‬‬ ‫(‬
‫انظر نظام األسرة في اإلسالم ص ‪ ،189‬وح وق األوالد على الوالدين ص‪80‬‬ ‫‪)117‬‬
‫‪118‬‬
‫(‬
‫انظر عالقة اآلباء باألبناء في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬دة‪ .‬سعاد إبراهيم صالح ص ‪27‬‬ ‫( )‬
‫‪08‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫علي بالمعروف يقو ‪{: ‬إن أطي ما أكلتم من كسبكم وإن أوالدكم من كسيبكم‬ ‫النفقة أن ينف ولد‬
‫(‪)119‬‬
‫فكلو نيئا مريئا}‬
‫‪2‬ـ الن ي عن ن ر ما‪:‬‬
‫أي حرمة زجر ما بخشونة وا سا إلي ما بالكلمة الجارحية أو رفي الصيوت علي ميا أو‬
‫تغليييظ الكييالم ل مييا وإن كييان بكلميية »أف « الداليية علييى التضييجر والتبييرم ب ي يج ي علييى ا والد أن‬
‫يتخيروا في مخاطبة آبائ م أجم الكلمات وألطف العبيارات وأن يكيون يول م كريميا ال يصيحب شيي‬
‫من العنف وإ ا كانت كلمة »أف« القليلة الحروف من يا عن ا فما بالنا بغير ا و و ن ي ليس خاصيا‬
‫(‪)120‬‬
‫بحالة الكبر وإنما في جمي ا حوا‬
‫‪3‬ـ التواض ل ما إلى حد الت ل ‪:‬‬
‫و ا ليس عيبا ب و مندو ومطليو وإ ا كيان يجي عليى المسيلم أن يكيون متواضيعا مي أخيي‬
‫(‪)121‬‬
‫المسلم رحيما ب فقد وج علي أن يكون أكثر تواضعا وت لال م أبوي‬
‫‪4‬ـ وجو شكر ما‪:‬‬
‫ير‬ ‫صِ‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ي‬‫َ‬
‫َ َ ْ ِ َّ َ ُ‬ ‫ل‬‫إ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ِدَ‬ ‫ل‬‫ا‬‫ِو‬ ‫ل‬‫و‬ ‫ِي‬ ‫ل‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ْ‬
‫ش‬ ‫ا‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫‪‬‬ ‫‪:‬‬ ‫فقا‬ ‫بشكر‬ ‫الوالدين‬ ‫شكر‬ ‫وتعالى‬ ‫سبحان‬ ‫هللا‬ ‫لقد رن‬
‫‪[ ‬لقمان‪ ]70:‬و ا الشكر لما يقدم الوالدان لإلنسان من أشيا كثير لصالح وخدمة ل وبخاصة‬
‫ا م ( من حم ورضاعة وعناية وما إلى ل من الواجبات المناطة إلي ا) ول ل دمت ا م على ا‬
‫ا ‪ :‬ثم من؟ ا ‪ :‬أم‬ ‫في البر فقد سأ رج النبي‪ ‬عن أح الناس بحسن صحبت فقا ‪{:‬أم‬
‫(‪)123‬‬ ‫(‪)122‬‬
‫وكرر ا ثال مرات ثم ا في المر الرابعة‪ :‬أبو‬ ‫…}‬
‫‪2‬ـ تقديم بر ما على الج اد في سبي هللا‪:‬‬
‫و ل لميا فيي بر ميا مين ا حسيان إلي ميا وعمي الصيالح الي ي يرضيا هللا سيبحان وتعيالى ويرفعي‬
‫إلي سأ عبد هللا بن مسعود ‪ ‬النبي ‪ {: ‬أي العم أحي إليى هللا عيز وجي ؟ يا ‪ :‬الصيال عليى و ت يا يا ‪:‬‬
‫(‪)124‬‬
‫والحيدي دليي عليى عظيم فضييلة‬ ‫ثم أي؟ يا ‪ :‬بير الواليدين يا ‪ :‬ثيم أي؟ يا ‪ :‬الج ياد فيي سيبي هللا }‬
‫(‪)125‬‬
‫بر ما وأن يقدم على ج اد التطو‬
‫‪6‬ـ بر الوالدين ولو كانا كافرين‪:‬‬
‫فالوالدان الكافران ل ما ح البر وا حسان والطاعة فيما عدا الكفر والمعاصي فالطاعة في‬
‫المعروف وال طاعة لمخلو في معصية هللا تعالى ن ح هللا وتوحيد أعظم من ح الوالدين‬
‫س َل َ ِب ِ عِ ْل ٌم َفالَ ُتطِ ْع ُ َما َو َ‬
‫صا ِح ْب ُ َما فِي الدُّ ْن َيا‬ ‫يقو تعالى‪َ  :‬وإِن َجا َدَا َ َعلَى أَن ُت ْ‬
‫ش ِر َ ِبي َما لَ ْي َ‬
‫َم ْع ُروفا ‪[ ‬لقمان‪]75:‬‬
‫وعن أسما بنت أبي بكر ـ رضي هللا عن ما ـ الت‪ { :‬دمت أمي و ي مشركة فاستفتيت رسيو‬
‫(‪)127‬‬ ‫(‪)126‬‬
‫أفأصل ا ؟ ا ‪ :‬نعم صلي أم }‬ ‫هللا ‪ ‬فقلت‪ :‬إن أمي دمت علي و ي راغبة‬
‫‪9‬ـ تجن أسبا سب ما وشتم ما‪:‬‬

‫سنن أبي داود‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬باب في الرجل يأكل من مال ولده حديث [‪ .]4825‬وسنن الترماذي‪ ،‬كتااب األحكاام‪،‬‬ ‫(‪)119‬‬
‫باب ما جاء أن الوالد يأخذ من مال ولده‪ ،‬حديث [‪.]1485‬وقال »حسن صحيح « ‪ .‬وسنن النسائي‪ ،‬كتاب البيوع‪،‬‬
‫باب الحث على الكسب‪ .‬وانظر عالقة اآلباء باألبناء في الشريعة اإلسالمية ص ‪.25‬‬
‫انظر نظام األسرة في اإلسالم ص ‪114‬‬ ‫‪)120‬‬ ‫(‬
‫انظر عالقة اآلباء باألبناء ص ‪29‬‬ ‫‪)121‬‬
‫‪122‬‬
‫(‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب من أحق الناس بحسن صحابتي‪ ،‬حديث [‪ .]8971‬صاحيح مسالم ‪ ،‬كتااب البار‬ ‫( )‬
‫والصلة واألدب ‪ ،‬باب بر الوالدين‪ ،‬حديث [‪.]2845‬‬
‫انظر نظام األسرة في اإلسالم ص ‪118‬‬ ‫‪)123‬‬ ‫(‬
‫صحيح البخاري ‪ ،‬كتاب الجهاد ‪ ،‬باب فضل الجهااد والساير‪ ،‬حاديث [‪ ، ]2752‬وصاحيح مسالم ‪ ،‬كتااب اإليماان ‪،‬‬ ‫(‪)124‬‬
‫باب بيان كون اإليمان باهلل تعالى أفضل األعمال‪ ،‬حديث [‪. ]58‬‬
‫انظر نظام األسرة في اإلسالم ص ‪118‬‬ ‫‪)125‬‬ ‫(‬
‫راغبة أي راغبة في بري وصلتي فيما عندي وتسألني شايئا ً مماا هاي فاي حاجاة إلياه ‪.‬انظار النهاياة فاي غرياب‬ ‫(‪)126‬‬
‫الحديث ‪247 2‬‬
‫صحيح البخاري كتاب األدب‪ ،‬باب صلة المرأة أمها ولها زوج‪ ،‬حاديث [‪ .]8979‬وصاحيح مسالم‪ ،‬كتااب الزكااة‪،‬‬ ‫(‪)127‬‬
‫باب فضل النف ة والصدقة على الوالدين ولو كانوا مشركين‪ ،‬حديث [‪.]2424‬وانظر عالقة اآلباء باألبناء ص ‪44‬‬
‫‪09‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫ا رسو هللا ‪{: ‬إن من الكبائر شتم الرج والديي يالوا‪ :‬ييا رسيو هللا و ي يشيتم الرجي‬
‫(‪)128‬‬
‫فكيم مين إنسيان‬ ‫والدي ؟ ا ‪ :‬نعم يس الرجي أبيا الرجي فيسي أبيا ويسي أمي فيسي أمي }‬
‫يتسب في شتم والدي و و ال يدري‬
‫‪8‬ـ بر الوالدين بعد وفات ما‪:‬‬
‫إن بر الوالدين ليس مقصيورا عليى حيات ميا وإنميا يو ممتيد إليى ميا بعيد الوفيا ن رابطية‬
‫المود با ية في الحيا وبعد الممات بالدعا واالستغفار و ضا دين ما سوا أكيان دينيا للعبياد أم دينيا‬
‫ّلِل عز وج فقد جا ت امرأ إلى النبي‪ ‬فقالت‪{:‬إن أمي ن رت أن تحيج فليم تحيج حتيى ماتيت أفيأحج‬
‫(‪)129‬‬
‫والحييج عيين الوالييدين بعييد موت مييا نييو ميين أنييوا البيير ب مييا‬ ‫عن ييا؟ ييا ‪ :‬نعييم حجييي عن ييا}‬
‫(‪)130‬‬
‫وا حسان إلي ما‬
‫ومن تمام بر ما صلة أ ود ما و الصلة ح من حقو ما و ي أن يحسين إليى مين‬
‫(‪)131‬‬
‫كانا يحسنان إلي ويودان ا ‪{: ‬إن أبر البر صلة الولد ود أبي بعد أن يولي }‬

‫ا في ا سالم‬ ‫م انة ال أ وحق‬

‫وني وال عل ع بع‬ ‫ع اد ال عل ا ل‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جامعة ال ل ف‬


‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫المكانة التي حظيت ب ا المرأ في ا سالم مقارنة بالمجتمعات وا نظمة القديمة والحديثة‬
‫أوال‪-‬المرأ عند غير المسلمين‪:‬‬
‫ب الحدي عن مكانة المرأ في ا سالم ال بد من إلقا الضو على أوضا المرأ في‬
‫بع المجتمعات غير ا سالمية ديمة كانت أم حديثة و ل ليبرز بجال ووضو فض ا سالم على‬
‫المرأ بانقا ا وإنصاف ا في جمي المجاالت ومن تل المجتمعات على سبي المثا ‪:‬‬
‫(‪)132‬‬
‫‪ -1‬اليونانيون‬ ‫‪:‬‬
‫كانت المرأ عند اليونانيين مسلوبة الحرية والحقو ا نسانية واالجتماعية واال تصادية‬
‫الحا إلى أن تب لت واختلطت‬ ‫كما كانت تبا وتشترى وال تحظى باحترام وبقيت المرأ على‬

‫صحيح مسلم ‪ ،‬كتاب اإليمان ‪ ،‬باب الكبائر وأكبرها‪ ،‬حديث [‪. ]214‬‬ ‫‪)128‬‬ ‫(‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬كتاب جزاء الصيد‪ ،‬باب الحج والنذور عن الميت‪ ،‬حديث [‪.]1582‬‬ ‫‪)129‬‬ ‫(‬
‫انظر نظام األسرة في اإلسالم ص ‪117‬‬ ‫‪)130‬‬
‫‪131‬‬
‫(‬
‫صحيح مسلم‪ ،‬كتاب البار والصالة‪ ،‬بااب فضال صالة أصادقاء األب واألم‪ ،‬حاديث [‪ .]1814‬وانظار عالقاة اآلبااء‬ ‫( )‬
‫باألبناء ص ‪44‬‬
‫أنظر المرأة بين الف ه وال انون(ص ‪ ، )14 -14‬الحجاب للمودودي (ص ‪ 18‬وما بعدها)‪.‬‬ ‫(‪)132‬‬
‫‪04‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫بالرجا مؤخرا فشا الزنا عند م وصار فع الفاحشة غير ُمس َتبش وال ُمستنكر فكان ل إي انا‬
‫بان يار حضارت م وسقوط ا‬
‫‪ -2‬الرومانيون (‪:)133‬‬
‫كانت المرأ الرومانية معدومة ا لية تماما كالصغير والمجنون وعندما تتزو تدخ في‬
‫سياد زوج ا وتصير في حكم ابنت ول أن يحاكم ا ويعا ب ا با عدام في بع ا حيان ثم تغير‬
‫وضع ا فخرجت إلى مجا لس الل و والطر وشر الخمور مما أدى إلى خرا حضار الرومان‬
‫وزوال ا‬
‫‪ -3‬المرأ في الحضار ال ندية (‪:)134‬‬
‫كانت المرأ عند م اصر وليس ل ا ح االستقال عن أبي ا أو زوج ا أو إبن ا و ي في‬
‫نظر م مصدر شؤم ومد ّنسة لك شي تمس وال بد ل ا من حر نفس ا عند موت زوج ا وإال‬
‫عرضت نفس ا ل وان أشد ع ابا من النار وكانت المرأ ُتقدَّ م ربانا لآلل ة لترضى أو لتأمر بالمطر‬ ‫َّ‬
‫أو الرز‬
‫‪ -4‬الي ود(‪: )135‬‬
‫َي ُع ُّد الي ود ‪ -‬بنا على أصل م المحرف ‪ -‬المرأ لعنة إ ي أص الشرور ومنب الخطايا ن ا‬
‫‪ -‬بحس زعم م ‪ -‬أغرت آدم ‪ -‬علي السالم ‪ -‬با ك من الشجر الملعونة(‪ )136‬كما يعدون ا نجسة في‬
‫أيام حيض ا و ي عند م بمرتبة الخادم و بي ا الح في بيع ا اصر و ي محرومة من الميرا‬
‫ويكفي أن نعلم أن المرأ أصبحت‬ ‫ثم تغير حا المرأ عند كثير من الي ود من النقي إلى النقي‬
‫عند م من ا سلحة التي يستخدمون ا في غزو لو الشبا وإفساد م والسيطر على العالم‬
‫و د جا في بروتوكوالت حكما ص يون‪" :‬يج أن نعم لتن ار ا خال في ك مكان فتس‬
‫سيطرتنا إن فرويد منا وسيظ يعر العال ات الجنسية في ضو الشمس لكي ال يبقى في نظر‬
‫(‪)137‬‬
‫الشبا شي مقدس ويصبح م ا كبر و إروا غرائز الجنسية وحينئ تن ار أخال "‬
‫‪ -2‬النصارى (‪:)138‬‬
‫كانت النظر إلى المرأ عند رجا الكنيسة يديما نظير سيوداوية ن يا فيي نظير م يي التيي أغيرت‬
‫آدم علي السالم با ك من الشجر الملعونية وكيانوا يشيككون فيي إنسيانية الميرأ ولييس ل يا عنيد م حي‬
‫في التمل ب إن يبا بيع ا في بع ا حيان (‪ )139‬كما أن م كانوا يحتقرون العال ية الجنسيية بيين الرجي‬
‫والمرأ ويز دون ب ا وإن كانت عن طري مشرو‬
‫و د حاو بعي مجيددي القيرن الثيامن عشير تعيدي ي النظير نحيو الميرأ لكين شييئا فشييئا‬
‫تجيياوز ا ميير الحييد إلييى أن َّ‬
‫تمخ ي النظييام االجتميياعي فييي القييرن العشييرين عيين نظريييات ثييال ييي‪:‬‬
‫المسيياوا بييين الرجييا والنسييا واسييتقال النسييا بشييؤون معاشي ن واالخييتالط المطلي بييين الرجييا‬
‫والنسا (‪ )140‬و النتيجة وإن أو مت الميرأ بأن يا ناليت شييئا مين حقو يا إال أن يا فيي الحقيقية‬
‫وميين إفييراط إلييى تفييريط(‪ )141‬با ضييافة إلييى كثيير الفييواحش‬ ‫انتقييا ب ييا ميين حضييي إلييى حضييي‬
‫(‪)142‬‬
‫والمصائ وا مرا الفتاكة‬
‫و د أحسن مصطفى صبري إ ا ‪" :‬إن من نظر إلى مظا ر الغر يحس أ ل يعبدون‬
‫المظا ر اعتبرت المرأ الشر ية مق ور منكود الحظ لكن‬ ‫المرأ ويجلُّون ا ب ا الحد ومن‬
‫الحقيقة أن الغربيين ومقلدت م م َّنا يعبدون وى أنفس م في عباد المرأ وما إجال الرج العصري‬
‫المرأ وتقديم إيا ا على نفس إال نوعا من الضح على ن ا لمخادعت ا وجعل ا أدا لل و‬
‫واللع كما أن إخراج ـا من خدر ا وستور ا معنا إنزال ا من عرش ا المني إلى أسوا‬
‫(‪)143‬‬
‫االبت ا "‬
‫انظر الحجاب للمودودي (ص ‪ )20‬وما بعدها بتصرف‪.‬‬ ‫‪)133‬‬ ‫(‬
‫المرأة بين الف ه وال انون (ص ‪ ،)15‬ماذا عن المرأة د عتر (ص ‪.)15‬‬ ‫‪)134‬‬ ‫(‬
‫ينظر المرأة بين الف ه وال انون (ص ‪ ،)19‬المرأة المسلمة أمام التحديات (ص ‪ )15‬بتصرف‪.‬‬ ‫‪)135‬‬ ‫(‬
‫هذه التهمة ألص وها بالمرأة زوراً وبهتاناً‪ ،‬وهي منها براء ‪ ،‬والحق أن إبليس هو الذي أغرى آدم وحواء باألكل‬ ‫‪136‬‬
‫( )‬
‫‪ 137‬من الشجرة‪ ،‬وقد جاء اللوم آلدم في بعض اآليات دون اإلشارة إلى حواء‪ ،‬كما هو معروف‪.‬‬
‫(‪ )138‬جاهلية ال رن العشرين (ص ‪ ،)119‬ن الً عن البروتوكوالت‪.‬‬
‫انظر المرأة بين الف ه وال انون (ص ‪ ، )20‬الحجاب للمودودي (ص ‪ 24‬وما بعدها)‪.‬‬ ‫(‪)139‬‬
‫المرأة بين الف ه وال انون (ص ‪ )21 - 20‬بتصرف‪.‬‬ ‫(‪)140‬‬
‫انظر الحجاب للمودودي (ص ‪.)40‬‬ ‫( )‬
‫أنظر الحجاب (ص ‪ ،)14 - 14‬ماذا عن المرأة د‪ .‬عتر (ص ‪ )21 - 20‬بتصرف‪.‬‬ ‫‪)141‬‬ ‫(‬
‫ذكرت مجلة التايم في ت ريرها لعام ‪1958‬م أن عدد الحوامل من بنات أمريكا مليون سنوياً‪ ،‬وكانت نسبة الزواج‬ ‫(‪)142‬‬
‫غير الشرعي ‪ %18‬في سنة ‪ ،1980‬ثم قفزت إلى ‪ % 78‬في بعض مناطق أمريكا اليوم‪( .‬أنظر أضواء على أحوال‬
‫خير أمة أخرجت للناس للدكتور كمال كامل (ص ‪ ،)44‬وت در منظماة الصاحة العالمياة أن الاذين القاوا حاتفهم بسابب‬
‫‪ 143‬اإليدز منذ ظهوره عام ‪1951‬م وحتى نهاية عام ‪2001‬م أكثر من عشرين مليونا ً‪.‬‬
‫قولي في المرأة لمصطفى صبري (ص ‪.)4‬‬ ‫( )‬
‫‪01‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫(‪)144‬‬
‫‪ -6‬العر في الجا لية‬
‫كان العر يتشا مون من والد ا نثى ا تعالى‪َ  :‬وإِ َ ا ُبش َر أَ َح ُد ُ ْم ِبا ُ ْن َثى َظ َّ َو ْج ُ ُ ُم ْس َودّا‬
‫س ُ فِي ال ُّت َرا ِ أَالَ َسآ َ‬ ‫ُون أَ ْم َي ُد ُّ‬
‫ٍ‬ ‫سو ِ َما ُبش َر بِ ِ أَ ُي ْمسِ ُك ُ َعلَى‬
‫ارى مِنَ ا ْل َق ْو ِم مِن ُ‬
‫َو َُو َكظِ ي ٌم ‪َ  ‬ي َت َو َ‬
‫َما َي ْح ُك ُمونَ ‪[ ‬النح ‪ ]51 58 :‬وليس للمرأ ح في المشور أو إبدا الرأي ولو كان ل في‬
‫أخص خصوصيات ا كاختيار الزو مثال وليس ل ا ح في ا ر وال في الم ر وليس لتعدد‬
‫الزوجات عند م حد معين وال للطال عدد محدود وتعد زوجة ا إرثا كبر أبنائ من غير ا كما‬
‫كانت نا بع ا نكحة الفاسد كالشغار واالستبضا والبغا وغير ا‬

‫ثانيا ‪ :‬مكانة المرأ في ا سالم‪:‬‬


‫أنصف ا سالم المرأ وأعطا ا حقو ا المختلفة ورد ل ا اعتبار ا كإنسان وحظيت بمكانية‬
‫عظيمة لم َ‬
‫تحظ ب ا في أي مجتم غير مسلم سوا أكان ديما أم حديثا ومن مظا ر ا التكريم‪:‬‬
‫أ ر ا سالم إنسانية المرأ وكرامت ا وأن ا مخلو ة من نفس الرج و ي إنسانة مثل‬ ‫‪-7‬‬
‫ا تعالى‪  :‬يأ َ ُّي َ ا ال َّن ُ‬
‫اس ا َّتقُو ْا َر َّب ُك ُم الَّ ِي َخلَ َق ُك ْم من‬ ‫(‪)145‬‬
‫تماما في الخلقة وأص الكرامة‬
‫س َواحِدَ ٍ َو َخ َل َ ِم ْن َ ا َز ْو َج َ ا ‪[ ‬النسا ‪]7:‬‬ ‫َّن ْف ٍ‬
‫أصحا الديانات السابقة من أن ا أم المصائ وأن ا سب‬ ‫برأ ا مما ألصق ب ا بع‬ ‫‪-1‬‬
‫إخرا آدم من الجنة وب ّين أن الشيطان و السب في إغرا آدم وحوا (‪ )146‬ا تعالى‪:‬‬
‫ش ْي َطانُ َع ْن َ ا َفأ َ ْخ َر َج ُ َما ِم َّما َكا َنا فِي ِ ‪[ ‬البقر ‪]16 :‬‬
‫‪َ ‬فأ َ َزلَّ ُ َما ال َّ‬
‫حرم التشاؤم بوالدت ا أو التعر لحيات ا بغير ح بأي شك من ا شكا‬ ‫‪-1‬‬
‫أمر ا سالم بإكرام المرأ في جمي مراح حيات ا سوا كانت أ ّما أو بنتا أو زوجة‬ ‫‪-0‬‬

‫أما ا م‪ :‬فقد ثبت إكرام ا بنصوص كثير من ا‪:‬‬


‫سانا ‪[ ‬االسرا ‪ ]23 :‬فقد رن‬ ‫ضى َر ُّب َ أَالَّ َت ْع ُبدُو ْا إِالَّ إِ َّيا ُ َوبِا ْل َوالِدَ ْي ِن إِ ْح َ‬
‫ولـ تعالى‪َ  :‬و َ َ‬
‫نا سبحان ا حسان لألبوين بعبادت‬
‫و د جا رج إلى رسو هللا ‪ ‬فقا ‪ " :‬من أح الناس بحسن صحابتي؟ يا ‪ :‬أمي يا ‪ :‬ثيم‬
‫(‪)147‬‬
‫من؟ ا ‪ :‬ثم أم ا ‪ :‬ثم من؟ ا ‪ :‬ثم أم ا ثم من؟ ا ‪ :‬ثم أبو "‬
‫وأما البنت‪ :‬فقد رغ ا سالم فيي تربيت يا وا حسيان إلي يا ور ّتي ا جير العظييم عليى لي‬
‫فعن عائشة ‪ -‬رضي هللا عن ا ‪ -‬أن النبي ‪ ‬ا ‪" :‬مين ابتليي(‪ )148‬مين البنيات بشيى فأحسين‬
‫(‪)149‬‬
‫إلي ن كن ل سترا من النار"‬
‫وأما الزوجة فقد جا إكرام ا ك ل في القرآن والسنة ا تعالى‪َ  :‬و َعاشِ ُرو ُنَّ ِبا ْل َم ْع ُرو ِ‬
‫ف‬
‫ش ْيئا َو َي ْج َع َ َّ‬
‫هللاُ فِي ِ َخ ْيرا َكثِيرا ‪[ ‬النسا ‪]71 :‬‬ ‫سى أَن َت ْك َر ُو ْا َ‬
‫َفإِن َك ِر ْ ُت ُمو ُنَّ َف َع َ‬
‫(‪)150‬‬
‫وخير متا الدنيا المرأ الصالحة"‬ ‫و ا ‪" : ‬الدنيا متا‬
‫جع ا سالم المرأ أ ال للتكليف ف ي مكلفة كما أن الرج مكلف ومجزية بأعمال ا دنيا‬ ‫‪-5‬‬
‫صالِحا من َ َك ٍر أَ ْو أ ُ ْن َثى َو َُو‬
‫وآخر إن خيرا فخير وإن شرا فشر ا تعالى‪َ  :‬منْ َع ِم َ َ‬
‫ُم ْؤمِنٌ َفلَ ُن ْح ِي َي َّن ُ َح َيا َطي َبة َو َل َن ْج ِز َي َّن ُ ْم أَ ْج َر ُم ِبأ َ ْح َ‬
‫س ِن َما َكا ُنو ْا َي ْع َملُونَ ‪[ ‬النح ‪]11:‬‬
‫أعطا يا ا سيالم حقو يا ماليية بعيد أن كانيت محرومية من يا فل يا حي الم ير ول يا أن تيير‬ ‫‪-6‬‬
‫(‪)151‬‬
‫وتتصرف فيما تمتل وف حدود الشر‬

‫انظر المرأة بين الف ه وال انون (ص ‪.)22‬‬ ‫‪)144‬‬ ‫(‬


‫المرأة بين طغيان النظام الغربي ولطائف التشريع الرباني (ص ‪ )49‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪)145‬‬
‫‪146‬‬
‫(‬
‫مكانة المرأة في ال رآن الكريم والسنة الصحيحة‪ ،‬لبلتاجي (ص ‪ )71‬وما بعدها‪.‬‬ ‫(‪)147‬‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬بااب مان أحاق النااس بحسان الصاحبة‪ ،‬رقام ‪ 8971‬وصاحيح مسالم‪ ،‬كتااب البار‬ ‫( )‬
‫‪ 148‬والصلة واألدب‪ ،‬باب بر الوالدين‪ ،‬رقم ‪ 2845‬واللفظ لمسلم‪.‬‬
‫سماه ابتالءً‪ ،‬ألن الناس كانوا يكرهونهن في الجاهلية‪.‬‬ ‫(‪)149‬‬
‫صااحيح البخاااري ‪ ،‬كتاااب الزكاااة‪ ،‬باااب ات ااوا النااار ولااو بشااق تماارة‪ ،‬رقاام ‪ ،1415‬وصااحيح مساالم ‪ ،‬كتاااب الباار‬ ‫( )‬
‫‪ 150‬والصلة ‪ ،‬باب فضل االحسان إلى البنات‪ ،‬رقم ‪2129‬‬
‫صحيح مسلم‪ ،‬كتاب الرضاع‪ ،‬باب خير متاع الدنيا المرأة الصالحة ‪ ،‬رقم ‪1417‬‬ ‫(‪)151‬‬
‫سيأتي الكالم عن الح وق المالية في تشريع النف ات الواجبة وفي المهر وغيرهما‪.‬‬ ‫( )‬
‫‪02‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫جع ل ا الح في المشاور وإبدا الرأي بعد أن كانت مسلوبة تماما من ا‬ ‫‪-1‬‬
‫او ٍر َف َ‬
‫ال ُج َنا َ َعلَ ْي ِ َما ‪‬‬ ‫ش ُ‬ ‫ـا تعالى‪َ  :‬فإِنْ أَ َرادَ ا ف َ‬
‫ِصاال َعن َت َرا ٍ م ْن ُ َما َو َت َ‬
‫[البقر ‪]111 :‬‬
‫يا‬ ‫كما يؤخي رأي يا فيي اليزوا ول يا حي فيي الخلي إ ا ميا كر يت االسيتمرار فيي اليزوا‬
‫با ضافة إلى حقو كثير يأتي كر ا‬
‫الحقو التيي ُحرميت مين كثيير من يا‬ ‫وعلى الرغم من إنصاف ا سالم للمرأ وإعطائ ا ك‬
‫مر ‪ -‬وعليى اليرغم مين المكانية التيي تبو ت يا الميرأ فيي ظي النظيام‬
‫في المجتمعات ا خرى ‪ -‬على ما َّ‬
‫ا مية أبيى‬ ‫ا سالمي إال أن بع الحا دين من أعدا المسلمين وبع المفتونين ب م من أبنا‬
‫علي م حقد م وطبع م في حب م ل وات م وعبادت م لش وات م إال أن يطلوا برؤوس م نيافثين بسيموم‬
‫حقد م ناعقين بالفتنة مظ رين التباكي والحسر على حقو النسا المض َّيعة في ا سيالم ميدعين‬
‫شب ا ما أنز هللا ب ا من سلطان و بع شب م والرد علي ا شب ة شب ة‬

‫ال ام ا س ي في ا سالم‬ ‫ات ح‬ ‫ال‬


‫وال د عل ا‪:‬‬
‫بع‬ ‫ع‬ ‫وني وال عل‬ ‫ع اد ال عل ا ل‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جامعة ال ل ف‬
‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫ال ام اإلج اعي في اإلسالم‬


‫ات‬ ‫ال‬‫يقة ع‬
‫يقة ال د عل ا ‪.‬‬
‫ال ة (مع ا ا)‬
‫عال ة ل ض ال ا في العال‬ ‫ن‬
‫ما م االسالم لل أ ؟‬
‫ال لة ال سة لالعالم الغ بي على االسالم‬

‫وني وال عل ع بع‬ ‫ع اد ال عل ا ل‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جامعة ال ل ف‬


‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫الحقو التيي ُحرميت مين كثيير من يا‬ ‫وعلى الرغم من إنصاف ا سالم للمرأ وإعطائ ا ك‬
‫مر ‪ -‬وعليى اليرغم مين المكانية التيي تبو ت يا الميرأ فيي ظي النظيام‬
‫في المجتمعات ا خرى ‪ -‬على ما َّ‬
‫ا مية أبيى‬ ‫ا سالمي إال أن بع الحا دين من أعدا المسلمين وبع المفتونين ب م من أبنا‬
‫علي م حقد م وطبع م في حب م ل وات م وعبادت م لش وات م إال أن يطلوا برؤوس م نيافثين بسيموم‬
‫‪03‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫حقد م ناعقين بالفتنة مظ رين التباكي والحسر على حقو النسا المض َّيعة في ا سيالم ميدعين‬
‫شب ا ما أنز هللا ب ا من سلطان و بع شب م والرد علي ا شب ة شب ة‬

‫ال ام اإلج اعي في اإلسالم‬


‫ال ام ا س ي في ا سالم وال د‬ ‫ال ات ح‬ ‫••‬
‫عل ا‪:‬‬
‫تع د ال وجات‬ ‫•‬
‫م ا ال أ‬ ‫•‬
‫دية ال أ‬ ‫•‬
‫ال ا‬ ‫•‬
‫ال ال‬ ‫•‬
‫ت ي ال‬ ‫•‬
‫وني وال عل ع بع‬ ‫ع اد ال عل ا ل‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جامعة ال ل ف‬
‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫تع د ال وجات‬

‫بع‬ ‫ع‬ ‫وني وال عل‬ ‫ا ل‬ ‫ال عل‬ ‫ع اد‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جامعة ال ل ف‬
‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫تعدد الزوجات‪:‬‬
‫الشب ة بما يأتي (‪:)152‬‬ ‫ويمكن تلخيص‬
‫التعدد ُعرف عند المسلمين و و مجرد استجابة للنـزوات والش وات‬ ‫أ‪-‬‬
‫‪ -‬في التعدد إمت ان للمرأ وتسلط علي ا و ا منافٍ للمساوا‬
‫‪ -‬التعدد يؤدي إلى الخصام والشقا بين أفراد ا سر الواحد‬
‫مما يصع معي التربيية والتعلييم كميا ييؤدي إليى البطالية وكثير‬ ‫التعدد يؤدي إلى كثر النس‬ ‫د‪-‬‬
‫االنحراف في ا مة‬
‫الشب ة بجوانب ا المتعدد ال بد من التأكيد على الحقائ ا تية‪:‬‬ ‫و ب الرد على‬

‫ينظر ماذا عن المرأة (ص ‪ )144‬بتصرف‪.‬‬ ‫(‪)152‬‬


‫‪00‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫سآ ِ‬ ‫أبا ا سالم التعدد لمن رغ في و در علي فقا تعالى‪َ  :‬فان ِك ُحو ْا َما َطا َ لَ ُك ْم منَ الن َ‬ ‫‪-‬‬
‫َم ْث َنى َو ُثالَ َ َو ُر َبا َ َفإِنْ ِخ ْف ُت ْم أَالَّ َت ْع ِدلُو ْا َف َواحِدَ أَ ْو َما َملَ َكتْ أَ ْي َما ُن ُك ْم لِ َ أَدْ َنى أَالَّ َت ُعولُوا ‪‬‬
‫ْ‬
‫في‬ ‫أو التشكي‬ ‫عام‬ ‫بشك‬ ‫وال يجوز منع‬ ‫[النسا ‪]1 :‬‬
‫أو التنفير عن‬
‫أن هللا تعييالى أحكيييم شيييرعة التعيييدد ونظاميي إحكاميييا متقنيييا بميييا يييزيح عنييي كييي نقيييد وعيييي‬ ‫‪-‬‬
‫وا سا ات التيي تحصي فيي التعيدد إنميا يي مين سيو اسيتخدام حي التعيدد و ي ا ال يكيون‬
‫حجة على الشر‬
‫يج على من يعدد العد بين ا زوا فيما يمل في المسكن والنفقة والكسو‬ ‫‪-‬‬
‫والمعاشر وأما ما ليس في مقدور أو استطاعت كالمي القلبي فليس مؤاخ ا ب لقول‬
‫تعالى‪َ  :‬ولَن َت ْس َتطِ ي ُعو ْا أَن َت ْع ِدلُو ْا َب ْينَ الن َسآ ِ َولَ ْو َح َر ْ‬
‫ص ُت ْم َفالَ َتمِيلُو ْا ُك َّ ا ْل َم ْي ِ َف َت َ ُرو َا‬
‫َكا ْل ُم َعلَّ َق ِة ‪[ ‬النسا ‪]711 :‬‬
‫و الت أم المؤمنين عائشة ‪ -‬رضي هللا عن ا ‪ -‬أن النبي ‪ ‬كان يقسم بين نسيائ فيعيد ويقيو‬
‫(‪)153‬‬
‫سمتي فيما أمل فال تلمني فيما تمل وال أمل "‬ ‫‪" :‬الل م‬
‫إن زوا النبييي ‪ ‬بزوجاتيي الطييا رات أم ييات المييؤمنين كييان مضيير المثيي فييي العفيياف‬ ‫‪-‬‬
‫والط ر والغايات النبيلة وكيان جمعي كثير مين أربي مين أم يات الميؤمنين خصوصيية مين‬
‫خصوصيات التي أكرم هللا ب ا وكان زواج ب ن غيرا سيامية ومصيلحة دينيية كبييان‬
‫التشييييييييييييييييييري أو تحقييييييييييييييييييي التكافيييييييييييييييييي بجبيييييييييييييييييير خييييييييييييييييييواطر ا راميييييييييييييييييي‬
‫أو تأليف لو الناس وتقريب م إلى ا سالم أو تقيدير وتكيريم بعي ا صيحا الي ين ضيحوا‬
‫وأبلوا في ا سالم بال حسنا و د كان أو زواج بأم المؤمنين خديجية وكانيت ثيبيا وتكبير‬
‫بخمسة عشر عاميا وليم يتيزو علي يا و يي حيية رضيي هللا عين أم يات الميؤمنين أجمعيين‬
‫(‪)154‬‬

‫ييد يكييون التعييدد ‪ -‬أحيانييا ‪ -‬ضييرور ميين الضييرورات االجتماعييية أو الشخصييية ول ي ا أباح ي‬
‫(‪)155‬‬
‫الضرورات‬ ‫الشار الحكيم ومن‬
‫ازدياد عدد النسا على الرجا لكثر المواليد من ن‬ ‫أ‪-‬‬
‫حاجة ا مة المستمر إلى التكاثر بشك عام وإلى الرجا بشك خاص‬ ‫‪-‬‬
‫د تكون الزوجة مريضة أو عقيما فمن ا كرم ل ا ولزوج ا أن يتزو بيأخرى مي‬ ‫‪-‬‬
‫بقا ا ولى وا حسان إلي ا‬
‫و ييو يخشييى‬ ‫ييد يكييون الرجي كثييير ا سييفار وال يسييتطي اصييطحا زوجي‬ ‫د‪-‬‬
‫ويعف نفس‬
‫َّ‬ ‫على نفس الفتنة فمن الضروري نا أن يتزو‬
‫ـ ‪ -‬بع الرجا لديي يو جنسي ية فيال تكفيي زوجتي وبخاصية أن الميرأ تمير‬
‫فيعدد حتى ال يق في الحرام‬ ‫بظروف حي وحم ونفاس ومر‬
‫الردّ على الشب ة‪:‬‬
‫الخ‬ ‫أ ‪ -‬ول م‪ :‬إن ا سالم و أو من جا بالتعدد‬
‫ليس صحيحا فالتعدد كان موجودا بي ا سيالم وعرفتي شيعو كثيير كيالعبريين والصيقالبة‬
‫والجرمانيين والسكسونيين والي ود والنصارى (‪ )156‬و ا نبيا بي شيعوب م كميا كيان التعيدد‬
‫موجودا في الجا لية ب ا سالم بال حدود فأ ر ا سالم و يد بأرب زوجات والتعيدد موجيود‬
‫حتييى ا ن عنييد شييعو غييير إسييالمية فييي افريقييية وال نييد والصييين واليابييان وغير ييا وب ي ا‬
‫يتضح بطالن ا الزعم‬

‫سنن أبي داود‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب ال سم بين النساء ‪ ،‬رقم ‪ ،2147‬جامع الترمذي‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب ما جاء في‬ ‫(‪)153‬‬
‫التسوية بين الضرائر ‪ ،‬رقم ‪ 1140‬واللفظ له‪ ،‬سنن النسائي ‪ ،‬كتاب النكاح ‪ ،‬باب ميال الرجال إلاى بعاض نساائه دون‬
‫‪ 154‬بعض‪ ،‬رقم ‪ 4944‬والحديث صححه الحاكم وابن حبان‪.‬‬
‫أنظر للتوسع في تعدد زوجات النبي ‪ ، ‬كتاب تعدد الزوجات لعبدهللا علوان‪.‬‬ ‫(‪)155‬‬
‫ينظر هذا الموضوع بتوسع في كتاب المرأة بين الف ه وال انون (ص ‪ )51‬وما بعدها‪.‬‬ ‫(‪)156‬‬
‫ف ه السنة(‪ )122 2‬بتصرف‪ ،‬مكانة المرأة لبلتاجي ص ‪ )187‬وما بعدها‪.‬‬ ‫( )‬
‫‪00‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫ول م‪ :‬التعدد امت يان للميرأ وتسيلط علي يا لييس صيحيحا ميا ادعيو بي فيي التعيدد إكيرام‬ ‫‪-‬‬
‫للمييرأ وحفييظ لمصييالح ا و ييد سييب كيير ضييرورات التعييدد وحكميي فييالمرأ ا ولييى ميين‬
‫مصلحت ا البقا م زوج ا والمرأ الثانية لم تجبر على الزوا وفي التعدد مصيلحة عامية‬
‫تقدم على مصلحة الزوجة التي تفض وحد الزوجية والمرأ من ا فض ل ا أن تكون ثانيية‬
‫أو ثالثة أو رابعة وتنج ا طفا من أن تكون بال زو م دد با خطار والفتنة‬
‫ول م‪ :‬إن التعدد ينشأ عن المشاك وا حقاد بين أفراد ا سر الخ نعيم يد يوجيد مثي ي‬ ‫‪-‬‬
‫المشيياك الناشييئة عيين الغييير كمييا أن مث ي ي ا ييد يوجييد فييي ا سيير التييي ليييس في ييا تعييدد‬
‫ووجييود مثي ي ا ال يمني التعييدد وال يعطلي فيياّلِل سييبحان شيير التعييدد مي علمي سييبحان‬
‫بييالنفوس والطبييائ و ي ا دا علييى أن مقاصييد التعييدد تسييمو بكثييير عمييا ييد يق ي ميين الكيييد‬
‫(‪)157‬‬
‫والتباغ أثرا ل الغير الطبيعية‬
‫وما يحص في ا سر من خصام وخالف يمكين أن يتالشيى تماميا أو يكبير ويعظيم خطير فعيال‬
‫و ل بحسي حكمية اليزو وحسين تصيرف وإدراكي لمسيؤوليت وبحسي عدلي وظلمي فكلميا‬
‫كييان الييزو محسيينا زواجي وأبنائي عييادال بييين م سييالكا ب يم طريي الصييال والرشييد تعليمييا‬
‫وتربية ونصحا كانت حيات وحيات م تسود ا المود والمحبية وكلميا كيان مقصيرا فيي الحقيو‬
‫م مال في التربية والرعايية كانيت ا سير مضيطربة يسيود ا التي ُّمر معرضية لالن ييار سيوا‬
‫م التعدد أو بدون‬
‫الخ‬ ‫ول م‪ :‬التعدد يؤدي إلى كثر النس مما يصع مع التربية والتعليم‬ ‫د‪-‬‬
‫مما ال ش في أن كلما ازداد عدد أفراد ا سر اتسعت مسيؤوليات ا وا م واحتاجيت أميور‬
‫ا سر إلى مزيد عناية ورعاية وا تمام من جمي النواحي لكن ما يالو يمكين أن ينطبي عليى‬
‫مجتم تسود الر يلة ال الفضييلة وتحكمي الشي و والمياد ال الشيريعة والخلي القيويم حيي‬
‫يكثر في اللقطيا الي ين ليم ُيعيرف آبياؤ م وال ينتميون إليى أسير يعتيزون ب يا ويحيافظون عليى‬
‫النسيي الناشييي عيين التعييدد‬
‫ْ‬ ‫سييمعت ا وكرامت ييا بيي ييم نييا مون علييى مجييتمع م وأمييا كثيير‬
‫المشرو وفي ظ التربية الصحيحة والتوجي السليم ف و مصدر سعاد لي وي م ومجيتمع م‬
‫وا مة تحتا لج ود م وب م تفتخر أما إ ا تخلفت التربيية وغابيت الفضييلة عين أفيراد ا سير‬
‫كان االنحراف والشقا لدي م وإن َّ عدد أفراد ا‬
‫وممييا يييد علييى ضييرور التعييدد ‪ -‬أحيانييا ‪ -‬وحاجيية النيياس إلي ي ييو‪ :‬أن المجتمعييات التييي‬
‫أُطلقت في ا الحريات وأخ ت بمبيدأ المسياوا بيين الرجيا والنسيا يد تجرعيت ميرار الفجيور‬
‫وا باحية والتشرد والتفك مما حدا بمفكري م وعقالئ يم نسيا ورجياال بالمنيادا با خي بنظيام‬
‫التعييدد كمييا ييو الحييا عنييد المسييلمين وميين ي الييبالد انكلتييرا وأمريكييا وألمانيييا وفرنسييا‬
‫(‪)158‬‬
‫وغير ا‬

‫أ‬ ‫ال‬ ‫م ا‬

‫بع‬ ‫ع‬ ‫وني وال عل‬ ‫ع اد ال عل ا ل‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جامعة ال ل ف‬


‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫ماذا عن المرأة للدكتور عتر (ص ‪ )184‬بتصرف‪.‬‬ ‫(‪)157‬‬


‫(‪ )158‬أنظر لمزيد من األمثلة ‪ ،‬وذكر أقوال بعض هاؤالء كتااب المارأة باين الف اه وال اانون (ص ‪ )78‬وماا بعادها‪ ،‬وكتااب‬
‫ماذا عن المرأة للشيخ عتر (ص ‪ )184‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪06‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫ال ام اإلج اعي في اإلسالم‬


‫م ا ال أ‬ ‫ة ال ُ ار ح‬ ‫ت ي ال‬

‫لإلسالم أن االسالم‬ ‫( زع بع ال ق‬
‫أسا إلى ال أ و ل ا ح جع ح ا‬
‫ح ة ال ج )‬ ‫في ال ا ن‬

‫وني وال عل ع بع‬ ‫ع اد ال عل ا ل‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جامعة ال ل ف‬


‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫ال ام اإلج اعي في اإلسالم‬


‫ال ُ ة ‪:‬‬ ‫ال ا على‬
‫ش ا‬ ‫أن االسالم رف م شأن ا ف أن كان الت‬
‫ورّث ا ب الف االم ال ي ل ت رّث ا ب ا ف ع‬
‫ال ا ل ة ( ال ي ي ّرث ن ال جا دون ال ا )‬

‫وني وال عل ع بع‬ ‫ع اد ال عل ا ل‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جامعة ال ل ف‬


‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫‪01‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫ال ام اإلج اعي في اإلسالم‬


‫و راعى االسالم في ت زي ا ر ال أي ال ال ‪:‬‬
‫أو زواج‬ ‫اإلرث في اقارب ال في ال ي ي ت به ن‬ ‫اوالً ح‬
‫‪.‬‬ ‫و جع لألوالد ( ب و ب ات ) ح ة ال ت ل ع ال‬
‫‪،‬ف ل ا‬ ‫ثان اً م اعاة م ار حاجة ال ارث الى ال ال و ل بع ح‬
‫كان حاجة ال ارث أش ن كل ا كان ن ه أك ‪.‬‬

‫وني وال عل ع بع‬ ‫ع اد ال عل ا ل‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جامعة ال ل ف‬


‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫ال ام اإلج اعي في اإلسالم‬


‫ل ن ال اة ب ال فها‬ ‫و ح ة االوالد اك م ال ال ي ن ألنه ي‬
‫ال ال ي ‪.‬‬ ‫و ي ن ن م اج ن ع‬
‫م االن ى ‪.‬‬ ‫ـــ ف ا راعى حاجة األوالد راعى حاجة ال ك أك‬
‫ف ال ك ي اج ألن األع اء عل ه أك‬
‫ــ ي فع ال ه‬
‫ــ يع ال‬
‫ــ األثاث‬

‫وني وال عل ع بع‬ ‫ع اد ال عل ا ل‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جامعة ال ل ف‬


‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫‪08‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫ال ام اإلج اعي في اإلسالم‬


‫ــ ال ف ة على ال وجة‬
‫ــ ال ف ة على األوالد‬
‫ــ ال ف ة على الل اس‬
‫ــ ال ف ة على العالج‬
‫ــ ال اصالت‬
‫ــ اله ايا و غ ها م ا ت ج ه ال امة ‪.‬‬
‫فال ك أح ج م االن ى ل نفاق ‪ ،‬ألن ال وج ي ف عل ها ب الف األ‬
‫فه ي ف على اس ته ‪.‬‬
‫وني وال عل ع بع‬ ‫ع اد ال عل ا ل‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جامعة ال ل ف‬
‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫ام اإلج اعي في اإلسالم‬ ‫ال‬


‫اواة العادلة‬ ‫ون وراء ال‬ ‫ون االسالم الي‬ ‫ــ ال ي ي‬
‫ل ا)‬ ‫اهلل ل أن ت‬ ‫قال تعالى (ي‬

‫بع‬ ‫ع‬ ‫وني وال عل‬ ‫ع اد ال عل ا ل‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جامعة ال ل ف‬


‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫‪09‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫ال ام اإلج اعي في اإلسالم‬


‫ه ا حاالت ي ث ف ها م ال ج ‪ ،‬و رب ا أك‬
‫االم اك م االن ى ‪.‬‬ ‫حاالت ت ف ا االن ى م ال ك ‪ :‬ن‬
‫و االوالد أخ وا اك م ال ال ي ‪.‬‬
‫و االخ ة الم ال ل‬
‫حاالت ت ف ا االن ى أك م ال ك ‪:‬‬
‫ال اة بع ه ا‬ ‫ال اك م ال وج (األب) ن ألنها ت‬ ‫ن‬
‫ال وج و ع ال فاة ‪.‬‬

‫وني وال عل ع بع‬ ‫ع اد ال عل ا ل‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جامعة ال ل ف‬


‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫دية ال أ‬

‫وني وال عل ع بع‬ ‫ع اد ال عل ا ل‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جامعة ال ل ف‬


‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫الدييية ‪ :‬ييا أصييحا الشييب ة‪ :‬تقولييون إن ا سييالم سي ّيوى بييين الرجي والمييرأ فييي حييين نييرى أن دييية‬
‫مين ج ية كميا أن فيي إ يدارا لمنيـزلة‬ ‫المرأ على النصف مين ديية الرجي ف ي ا فيي تنيا‬
‫المرأ وكرامت ا من ج ة أخرى‬
‫الرد‪:‬‬
‫سوى ا سالم بين الرج والميرأ فيي الكرامية وا نسيانية ف ميا فيي لي سيوا ول ي ا فيي‬ ‫د َّ‬ ‫أ‪-‬‬
‫حييا االعتييدا علييى اليينفس عمييدا يقتي القاتي بييالمقتو سييوا أكييان القاتي رجييال أو إمييرأ أو‬
‫المقتو رجال أو إمرأ‬

‫‪64‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫ف ِبا َ ْنفِ َوا ُ ُ نَ ِبا ُ ُ ِن‬


‫س َوا ْل َع ْينَ ِبا ْل َع ْي ِن َوا َ ْن َ‬ ‫ا تعالى ‪َ  :‬و َك َت ْب َنا َعلَ ْي ِ ْم فِي َ آ أَنَّ ال َّن ْف َ‬
‫س ِبال َّن ْف ِ‬
‫اص ‪[ ‬المائد ‪]42 :‬‬ ‫ِص ٌ‬ ‫َوالسنَّ بِالسن َوا ْل ُج ُرو َ َ‬
‫كما أن ا سيالم ليم ُيفير فيي ديية الجنيين بيين كوني كيرا أو أنثيى حيي ضيى فيي رسيو هللا‬
‫‪"‬بغر عبد أو أمة"(‪ )159‬باعتبار نفسا وفي ا دية‬
‫في حا ت الخطأ ونحو أو تناز ولي المقتو عمدا عن القصاص و بول الدية فتكون‬ ‫‪-‬‬
‫حينئ دية المرأ على النصف من دية الرج ال ن إنسانيت ا غير إنسانية الرج وإنما تكون‬
‫الدية نا تعويضا للضرر ال ي ألـ َّم بأسر المقتو والخسار التي حلت ب ا فخسار ا والد‬
‫والزوجة بفقد ا المكلف با نفا علي م وتعليم م غير خسار الزو وا بنا بفقد زوجت‬
‫وأم أبنائ التي لم تكلف با نفا على نفس ا وال على غير ا ‪ -‬غالبا ‪ -‬ففي الحالة ا ولى‬
‫تعو بما‬
‫الخسار خسار مالية وفي الثانية خسار معنوية والخسار المعنوية ال َّ‬

‫تكون دية المرأ ‪ -‬أحيانا‪ -‬مساوية لدية الرج ب نا من يقيو بتسياوي ديية الرجي والميرأ‬ ‫‪-‬‬
‫في جمي ا حوا (‪ )160‬وعلى ك حا فإن الدية وتنصيف ا ال عال ة لي بإنسيانية الميرأ وال‬
‫مر‬
‫ينتقص ل من كرامت ا‪-‬على ما َّ‬

‫ا‬ ‫ال‬

‫بع‬ ‫ع‬ ‫وني وال عل‬ ‫ع اد ال عل ا ل‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جامعة ال ل ف‬


‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫الحجا ‪:‬‬
‫و لباس شيرعي سيابغ تسيتتر بي الميرأ المسيلمة ليمني الرجيا ا جاني مين رؤيية شيى مين‬
‫جسد ا (‪ )161‬ويقابل التبر والسفور‬
‫حكم الحجا ‪ :‬الحجا واج على المرأ المسلمة بالقرآن والسنة‬
‫وج ُنَّ َوالَ ُي ْبدِينَ‬ ‫ار ِنَّ َو َي ْح َف ْظنَ فُ ُر َ‬ ‫ص ِ‬‫ضنَ مِنْ أَ ْب َ‬ ‫ض ْ‬‫ت َي ْغ ُ‬ ‫فمن القرآن ولـ تعالى‪َ  :‬و ُ ل ْل ُم ْؤ ِم َنا ِ‬ ‫‪-7‬‬
‫ض ِر ْبنَ بِ ُخ ُم ِر ِنَّ َعلَى ُج ُيوبِ ِ نَّ َوالَ ُي ْبدِينَ ِزي َن َت ُنَّ إِالَّ لِ ُب ُعولَتِ ِ نَّ أ ْوَ‬ ‫ِزي َن َت ُنَّ إِالَّ َما َظ َ َر ِم ْن َ ا َو ْل َي ْ‬
‫آ َبآئِ ِ نَّ أَ ْو آ َبآ ِ ُب ُعو َلتِ ِ نَّ أَ ْو أَ ْب َنآئِ ِ نَّ أ ْو أ ْب َنآ ِ ُب ُعولتِ ِ نَّ أ ْو إِ ْخ َوانِ ِ نَّ أ ْو َبنِي إِ ْخ َوانِ ِ نَّ أ ْو َبنِي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ابعِينَ َغ ْي ِر أ ُ ْولِي ا ِ ْر َب ِة مِنَ الر َجا ِ أَ ِو الط ْف ِ‬ ‫ِسآئِ ِ نَّ أَ ْو َما َملَ َكتْ أَ ْي َما ُن ُنَّ أَ ِو ال َّت ِ‬ ‫أَ َخ َواتِ ِ نَّ أَ ْو ن َ‬
‫ض ِر ْبنَ ِبأ َ ْر ُجلِ ِ نَّ لِ ُي ْعلَ َم َما ُي ْخفِينَ مِن ِزي َنتِ ِ نَّ َو ُتو ُبو ْا‬ ‫سآ ِ َوالَ َي ْ‬ ‫ت الن َ‬ ‫الَّ ِينَ لَ ْم َي ْظ َ ُرو ْا َعلَى َع ْو َرا ِ‬
‫هللا َجمِيعا أَ ُّي َ ا ا ْل ُم ْؤ ِم ُنونَ ل َعلك ْم تفلِ ُحونَ ‪[ ‬النور‪]17:‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫إِلَى َّ ِ‬
‫و ولـ تعالى ‪  :‬يأ َ ُّي َ ا ال َّن ِب ُّي ُ َ ْز َوا ِج َ َو َب َنا ِت َ َون َ‬
‫ِسآ ِ ا ْل ُم ْؤ ِمنِينَ ُيدْ نِينَ َع َل ْي ِ نَّ مِن َجالَبِيبِ ِ نَّ‬ ‫‪-7‬‬
‫هللاُ َغفُورا َّرحِيما ‪[ ‬ا حزا ‪]51:‬‬ ‫لِ َ أَدْ َنى أَن ُي ْع َر ْفنَ َفالَ ُي ْؤ َ ْينَ َو َكانَ َّ‬

‫صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الديات‪ ،‬باب جنين المرأة‪ ،‬رقم ‪.1904‬‬ ‫‪)159‬‬ ‫(‬
‫قال بذل بعض العلماء‪ ،‬وقد كتب مصطفى الصياصنة كتااب دياة المارأة فاي ضاوء الكتااب والسانة‪ ،‬وحشاد فياه‬ ‫(‪)160‬‬
‫‪ 161‬أقوال العلماء وأدلتهم‪ ،‬وناقشها ‪ ،‬لكن أكثر العلماء على تنصيف الدية‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫( ) حجاب المسلمة لمحمد البرازي (ص ‪.)40‬‬
‫‪61‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫ومن السنة ‪:‬‬


‫عيين أم عطييية ‪ -‬رضييي هللا عن ييا ‪ -‬الييت‪ :‬أمرنييا أن نخيير ال ُحيي َّي يييوم العيييد و وات الخييدور‬
‫فيش دن جماعة المسلمين ودعوت م ويعتز الحي عين مصيال ن اليت أميرأ ‪ :‬ييا رسيو هللا‪:‬‬
‫(‪)163( )162‬‬
‫"‬ ‫ا ‪" :‬لتلبس ا صاحبت ا من جلباب ا‬ ‫إحدانا ليس ل ا جلبا‬
‫د َّ الحييدي علييى أن نسييا الصييحابة ‪ -‬رضييي هللا عيين م ‪ -‬ال تخيير إحييدا ن إال بجلبييا ل ي ا لييم‬
‫يييرخص النبييي ‪‬ل يين بييالخرو بغييير جلبييا فيمييا ييو مييأمور ب ي فكيييف يييرخص ل يين فييي تيير‬
‫الجلبا لخرو غير مأمور ب وال محتا إلي ؟‬
‫مقاصد الحجا ‪ :‬شر الشار الحكيم الحجا لحكم عديد من ا‪:‬‬
‫ط ار لـو الرجـا والنسـا من الوساوس والخواطر الشيطانية التي تفسد النفوس‬ ‫‪-7‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ا تعالى‪  :‬لِ ُك ْم أط َ ُر لِقلوبِ ُك ْم َو لوبِ ِ نَّ ‪[ ‬ا حزا ‪]51 :‬‬ ‫وتميت القلو‬
‫حفظ النسا وصيانت ن من أن يتعرضن ى أو شر و ل ن الحجا يضفي على مرتديت‬ ‫‪-1‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ابة تصد الفسا عن التجرؤ علي ا باللفظ أو اللحظ ا تعالى ‪ ‬لِ أدْ نى أنْ ُي ْع َرفنَ فال‬
‫ُي ْؤ َ ْين ‪[ ‬ا حزا ‪]51 :‬‬
‫يعييد الحجييا فييي الظييا ر ترجميية لصييال المييرأ فييي البيياطن وإشييعارا بحسيين مسييلك ا‬ ‫‪-1‬‬
‫وبقائ ا على فطر الحيا ال ي و الزم من لوازم أنوثت ا ومجانبت ا للرجا ومخالطت م‬
‫حقيقة الحجا ‪:‬‬
‫وميا الي ي تبديي أو تخفيي الميرأ مين‬ ‫حيدود الحجيا‬ ‫ميا‪ :‬صيفات الحجيا‬ ‫الكالم علي من جانبين‬
‫بدن ا‬
‫صفات الحجا الشرعي‪:‬‬
‫ال بيد وأن تكيون طبيعتي مناسيبة لطبيعية الميرأ التيي فطر يا هللا‬ ‫لكي يحق الحجا الغير‬
‫تعالى على الحيا والستر و د اشترط العلما رحم م هللا شروطا في الحجا الشرعي ي‪:‬‬
‫وأن يكيون فضفاضيا‬ ‫أن يكون ساترا لجمي بدن المرأ وأن يكون ثخينيا ال يشيف عميا تحتي‬ ‫‪-7‬‬
‫غير ض ّي حتى ال يصف جسم ا‬
‫(‪)164‬‬
‫در را حتى ال تنكشف أ دام نَّ‬ ‫رخص الرسو ‪ ‬في يو النسا‬
‫ول ا َّ‬
‫و ا ‪" :‬صنفان من أ النار لم أر ميا ونسيا كاسييات عارييات (‪ )165‬ممييالت ميائالت‬
‫رؤوس ن كأسنمة البخت المائلة(‪ )166‬ال ييدخلن الجنية وال يجيدن ريح يا وإن ريح يا ليوجيد‬
‫(‪)167‬‬
‫من مسير ك ا وك ا"‬
‫يا ‪" :‬إ ا شي دت‬ ‫أن ال يكون زينة في نفس وال يكيون مط ّيبيا بيأي نيو مين أنيوا الطيي‬ ‫‪-1‬‬
‫(‪)168‬‬
‫إحداكن المسجد فال تمس طيبا"‬
‫فإ ا ن يت المرأ عن التطي في ال ا إلى المسياجد فمين بيا أوليى أن تمني مين لي فيي‬
‫ال ا إلى غير ا‬
‫(‪)169‬‬
‫يا‬ ‫و ا ‪" :‬إ ا اسيتعطرت الميرأ فميرت عليى القيوم ليجيدوا ريح يا ف يي كي ا وكي ا"‬
‫(‪)170‬‬
‫وال شديدا‬

‫‪ )162‬أي تعيرها جلبابا ً زائداً عن حاجتها‪.‬‬ ‫(‬


‫صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب وجوب الصالة في الثياب‪ ،‬رقم ‪ ،481‬صحيح مسلم‪ ،‬صالة العيدين‪ ،‬بااب‬ ‫(‪)163‬‬
‫‪ 164‬ذكر إباحة خروج النساء في العيدين إلى المصلى وشهود الخطبة مفارقات للرجال ‪ ،‬رقم ‪ ، 12‬واللفظ للبخاري‪.‬‬
‫انظر الحديث في سنن أبي داود ‪ -‬كتاب اللباس ‪ -‬باب قدر الذيل ‪ ،‬رقم ‪ ،4117‬وجامع الترمذي‪ ،‬كتااب اللبااس‪،‬‬ ‫( )‬
‫‪ 165‬باب ما جاء في جر ذيول النساء ‪ ،‬رقم ‪ 1741‬وقال الترمذي حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫أي تستر بعض بدنها وتكشف بعضه‪ ،‬أو تلبس ثوبا ً رقي ا ً يصف بدنها‪.‬‬ ‫(‪)166‬‬
‫يكبرن رؤوسهن ويعظمنها بلف عمامة أو عصابة بحيث تكون كسنام البعير‪.‬‬ ‫(‪)167‬‬
‫صحيح مسلم‪ ،‬كتاب اللباس ‪ ،‬باب النساء الكاسيات العاريات‪ ،‬رقم ‪.2125‬‬ ‫(‪)168‬‬
‫صحيح مسلم‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب خروج النساء إلى المساجد‪ ...‬وأنها ال تخرج مطيبة‪ ،‬رقم ‪.142‬‬ ‫( )‬
‫‪62‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫أن ال يشب لبياس الرجيا ففيي الحيدي الصيحيح‪" :‬لعين رسيو هللا ‪‬المتشيب ين مين الرجيا‬ ‫‪-1‬‬
‫(‪)171‬‬
‫بالنسا والمتشب ات من النسا بالرجا "‬
‫ييا رسييو هللا ‪" :‬ميين لييبس ثييو ش ي ر (‪ )172‬فييي الييدنيا‬ ‫أالّ يكييون الحجييا لبيياس ش ي ر‬ ‫‪-0‬‬
‫(‪)173‬‬
‫ألبس هللا ثو م لة يوم القيامة"‬
‫حدود الحجا ‪:‬‬
‫ويظ ير مين عميوم ا دلية أني يشيم جميي البيدن وأن الميرأ كل يا‬ ‫تقدم أن الحجيا واجي‬
‫عور‬
‫ومن ا دلة على ل (‪: )174‬‬
‫س َع َل ْي ِ نَّ ُج َنا ٌ أَن َي َ‬
‫ض ْعنَ‬ ‫سآ ِ ا َّلالَتِي الَ َي ْر ُجونَ نِ َكاحا َفلَ ْي َ‬ ‫ول تعالى‪َ  :‬وا ْل َق َواعِ ُد مِنَ الن َ‬ ‫‪-7‬‬
‫ت ِبزي َن ٍة َوأَن َي ْس َت ْع ِف ْفنَ َخ ْي ٌر لَّ ُنَّ َو َّ‬
‫سمِي ٌ عِ لِي ٌم ‪( ‬النور‪ )64:‬ففي‬ ‫هللاُ َ‬ ‫ثِ َيا َب ُنَّ َغ ْي َر ُم َت َبر َجا ِ ِ‬
‫ا ية نفي ا ثم عن العجـائز الالتي ال يرجون نكاحا وال ُيرغ في مثل ن في حالة التخفف‬
‫مـن بع الثيا التي تستر جمي البدن وإظ ار مث الوج والكفين والقدمين من غير‬
‫ا على أن الشوا َّ من النسا والالتي يرجون نكاحا يج علي ن‬ ‫تبر بزينة فد‬
‫الحجا وستر جمي البدن‬
‫جر ثوب ُخييال ليم ينظير هللا إليي ييوم القيامية فقاليت أم سيلمة‪ :‬فكييف يصينعن‬ ‫ا ‪ " :‬من َّ‬ ‫‪-1‬‬
‫النسييا ب ي يول نَّ ؟ ييا ‪ُ :‬يييرخين شييبرا فقالييت‪ :‬إ ا تنكشييف أ ييدام ن ييا ‪ :‬فيرخينيية راعييا ال‬
‫(‪)175‬‬
‫يزدن علي "‬
‫ا الحدي على وجو ستر دم المرأ م أن القدم أ ي فتنية مين غيير مميا ييد عليى‬ ‫د‬
‫أن المرأ عور ويج ستر جمي بدن ا‬
‫هللا‬ ‫لما أنز‬ ‫عن عائشة‪-‬رضي هللا عن ا‪ -‬الت‪:‬يرحم هللا نسا الم اجرات ا ُو‬ ‫‪-1‬‬
‫(‪)177‬‬
‫ب ا (‪")176‬‬ ‫ض ِر ْبنَ ِب ُخ ُم ِر ِنَّ َع َلى ُج ُي ِ‬
‫وب ِ نَّ ‪[ ‬النور‪]17:‬شققن مروط ن فاختمرن‬ ‫‪َ ‬و ْل َي ْ‬
‫فبادرن إلى ش‬ ‫ك ا ف مت الصحابيات الفضليات من ا ية أن الحجا يشم جمي البدن‬
‫مروط ن وستر رؤوس ن ووجو ن‬
‫عيين عائشيية رضييي هللا عن ييا الييت‪" :‬إن كييان رسييو هللا ‪ ‬ليصييلي الصييبح فينصييرف النسييا‬ ‫‪-0‬‬
‫متلفعييات بمييروط ن مييا يعييرفن ميين الغلييس"(‪ )178‬وعن ييا الييت ‪" :‬لييو أدر رسييو هللا ‪ ‬مييا‬
‫(‪)179‬‬
‫أحد النسا لمنع ن كما منعت نسا بني إسرائي "‬
‫فييد الحييدي علييى أن الحجييا والتسييتر كييان ميين عيياد نسييا الصييحابة ‪ -‬رضييي هللا عيين م‬
‫أجمعيين و يم خييير القيرون كمييا د َّ عليى أن عائشية أم المييؤمنين ‪-‬رضيي هللا عن ييا ‪ -‬رأت مين بعي‬
‫نسا ل القرن الفاض ما يجع النبي ‪ ‬يمنع ن من المساجد لو كان ح ّيا فكيف ببع نسيا زماننيا‬
‫(‪)180‬‬
‫اليوم وال حو وال و إال باّلِل‬

‫سنن أبي داود‪ ،‬كتاب الترجل‪ ،‬باب ما جاء في المرأة تتطيب للخروج‪ ،‬رقم ‪ 4174‬واللفظ له‪ ،‬وجاامع الترماذي‪،‬‬ ‫(‪)169‬‬
‫‪ 170‬كتاب ألدب‪ ،‬باب ما جاء في كراهية خروج المرأة متعطرة‪ ،‬رقم ‪2751‬وقال حديث حسن صحيح ‪.‬‬
‫جاء تفسير هذا ال ول الشديد في بعض الروايات عند الترمذي وغيره‪ ،‬يعني‪" -‬زانية"‪.-‬‬ ‫(‪)171‬‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬كتاب اللباس‪ ،‬بـاب المتشبهون بالنساء والمتشبهات بالرجال‪ ،‬رقم ‪.8558‬‬ ‫(‪)172‬‬
‫لباس الشهرة هو ما كان خارجا ً عن لباس بلده المألوف‪ ،‬إما بغالء ثمنه أو برداءته أو بلونه‪ ،‬ونحوه‪ ،‬وقاال ابان‬ ‫( )‬
‫‪ 173‬االثير هو ظهور الشيء في شنعة حتى يشهره الناس‪ .‬النهاية (‪.)818 2‬‬
‫سنن أبي داود‪ ،‬كتاب اللباس‪ ،‬باب في لبس الشهرة‪ ،‬رقم ‪ ، 4029‬ومسند أحمد (‪ )92 2‬واللفاظ ألحماد‪ ،‬وإساناده‬ ‫( )‬
‫‪ 174‬حسن كما في "حجاب المرأة المسلمة" ‪ ،‬ص ‪55‬‬
‫ينظر أيضا ً األدلة المت دمة في حكم الحجاب‪.‬‬ ‫(‪)175‬‬
‫سبق تخريجه في صفات الحجاب‪.‬‬ ‫(‪)176‬‬
‫صحيح البخاري ‪ ،‬كتاب التفسير‪ ،‬باب وليضربن بخمرهن على جيوبهن‪ ،‬رقم ‪.4785‬‬ ‫( )‬
‫قال ابن حجر في شرح هذا اللفظ (فاختمرن) أي غطين وجوههن‪ ،‬وصافة ذلا أن تضاع الخماار علاى رأساها‪،‬‬ ‫(‪)177‬‬
‫وترميه من الجانب األيمن على العاتق األيسر‪ ،‬وهو الت نع‪ ،‬قال الفراء (كانوا في الجاهلية تسدل المرأة خمارها مان‬
‫ورائها وتكشف ما قدامها‪ ،‬فأمرن باالستتار) فتح الباري (‪ .)490 5‬وقال ابن حجر أيضاا ً ومناه خماار المارأة ألناه‬
‫‪ 178‬يستر وجهها فتح الباري (‪.)45 10‬‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬كتاب األذان‪ ،‬باب انتظار الناس قيام اإلمام العالم‪ ،‬رقام ‪ ،511‬صاحيح مسالم‪ ،‬كتااب المسااجد‪،‬‬ ‫( )‬
‫‪ 179‬باب استحباب التبكير بالصبح‪ ،‬رقم ‪.242‬‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬كتاب األذان‪ ،‬باب انتظار الناس قيام اإلمام العالم‪ ،‬رقم ‪.519‬‬ ‫(‪)180‬‬
‫رسالة الحجاب للشيخ ابن عثيمين (ص ‪ )17 - 11‬بتصرف‪.‬‬ ‫( )‬
‫‪63‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫نخلص من ا إلى أن المرأ يج علي ا االلتزام بطاعة رب ا عز وج وطاعة رسول ‪ ‬بارتدا‬


‫الحجا الساتر لجمي جسم ا وعدم إبدا شي من زينت ا لغير من استثنا م هللا تعالى بقول ‪َ  :‬والَ‬
‫ُي ْبدِينَ ِزي َن َت ُنَّ إِالَّ لِ ُب ُعولَتِ ِ نَّ أَ ْو آ َبآئِ ِ نَّ أَ ْو آ َبآ ِ ُب ُعولَتِ ِ نَّ أَ ْو أَ ْب َنآئِ ِ نَّ أَ ْو أَ ْب َنآ ِ ُب ُعولَتِ ِ نَّ أَ ْو إِ ْخ َوانِ ِ نَّ أَ ْو‬
‫أَ ْي َما ُن ُ نَّ‬ ‫َملَ َكتْ‬ ‫َما‬ ‫أَ ْو‬ ‫ِسآئِ ِ نَّ‬ ‫ن َ‬ ‫أَ ْو‬ ‫أَ َخ َواتِ ِ نَّ‬ ‫َبنِي‬ ‫أَ ْو‬ ‫إِ ْخ َوانِ ِ نَّ‬ ‫َبنِي‬
‫سآ ِ ‪‬‬ ‫ت الن َ‬ ‫ابعِينَ َغ ْي ِر أ ُ ْولِي ا ِ ْر َب ِة مِنَ الر َجا ِ أ ِو الط ْف ِ الَّ ِينَ لَ ْم َي ْظ َ ُرو ْا َعلَى َع ْو َرا ِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ت‬ ‫ال‬ ‫أَ ِو‬
‫ٍِ(النور‪ )17:‬م البع (الزو ) وا وأبو الزو وا بن وابن الزو وا خ وابن ا خ وابن‬
‫االخت والنسا المسلمات والر ي والخدم ممن ال ش و ل م وا طفا ال ين ال ش و ل م‬
‫من ا‪:‬‬ ‫و د أثير حو الحجا شب‬
‫(‪)181‬‬
‫وتقييد لحريت ا وازدرائ ا‬ ‫الشب ة ا ولى‪ :‬إن الحجـا في اعتدا علـى حقو المرأ‬
‫الرد على الشب ة‪ :‬ليس يـ اليدعوى صحيحيـة و يد سيب البييان بيأن الميرأ موضي تكيريم‬
‫ييو أن تبقييى المييرأ در‬ ‫واحتييرام فييي المجتم ي المسييلم وميين مقاصييد الشيير فييي إيجاب ي الحجييا‬
‫مصونة متأللئة غالية ما دامت محافظة على ستر ا وحيائ يا وب ي ا يكيون تعامل يا مي الرجي عليى‬
‫أسياس الط يير والعفيياف فتكبيير فييي عييين الرجي ويسييمو دور ييا فييي الحيييا والمجتمي فالحجييا إ ن‬
‫لسعادت ا وحفظ حقو ا ال العكس‬
‫الشييب ة الثانييية‪ :‬ييالوا‪ :‬الحجييا في ي تكبي ي للمييرأ وسييب فييي تخلف ييا وتقييدم ا إنمييا يكييون مر ونييا‬
‫(‪)182‬‬
‫بتحرر ا من‬
‫الييرد علييى الشييب ة‪ :‬ليييس نييـا عال يية أو مالزميية بييين التقييدم أو التخلييف بشييك عييام وبييين الحجييا‬
‫ف نا نسا بلغن ال رو في المجاالت العلمية والخدمات االجتماعية والفكرية من لدن الصحابة وإليى‬
‫ؤال يوصفن بأن ن متخلفات؟ و حا الحجا بين ن وبين التميز؟ و يسيتطي عا ي‬ ‫اليوم ف‬
‫أن يسم الصحابيات الفضليات ومن بعد ن بالتخلف وعدم التقيدم؟ الل ي َّم إال إ ا أرادوا بالتقيدم االنسيالخ‬
‫من الكرامة والحيا وغالبا ما يريدون ا‬
‫الظن بالمرأ وعدم وثو الزو ب ا‬ ‫الشب ة الثالثة‪ :‬الوا‪ :‬الحجا دلي على إسا‬
‫الرد‪:‬‬
‫الحجييا شيير لصييون المييرأ وسييتر ا و ييي مييأمور بالحجييا متزوجيية كانييت أم عزبييا‬
‫والتزام ا بالحجا فيي إرضيا لخالق يا ثيم إرضيا لزوج يا و وي يا و ي ا مين شيأن أن يبعي الثقية‬
‫ب ا واالطمئنان إلي ا وإلى سلوكيات ا فالحقيقة ي عكس ما يقول ؤال تماما‬

‫الشب وأمثال ا ال يراد ب ا مصلحة المرأ والغير عليى حقو يا أو‬ ‫وخالصة القو ‪ :‬فإن‬
‫سعادت ا وإنما يراد ب ا إشبا غرائز أصحاب ا وتحقي أنانيت م التي تملي عليي م ايجياد صييد سيمين‬
‫دائما وآخر ما يفكر بي يؤال ‪ -‬إن فكيروا ‪ -‬يو مصيلحة الميرأ وسيعادت ا فلتحي ر الفتيا المسيلمة‬
‫الندا ات الكا بة والشعارات الزائفة والتجار الخاسر ولتعتصم باّلِل عز وج‬

‫ِي إِلَى صِ َراطٍ ّم ْس َتق ٍ‬


‫ِيم ‪[ ‬آ عمران‪]747 :‬‬ ‫‪َ ‬و َمن َي ْع َتصِ م ِب َّ ِ‬
‫اّلِل َف َقدْ ُ د َ‬
‫د ـ عوام حماية ا سر‬
‫اعتنى ا سالم با سر لما ل ا من مكانة عالية مرمو ية إ أن كي أسير تعي ُّد لبنية مين لبنيات‬
‫بنا المجتم الكبير و ي المحضن ا و ال ي ينشأ في الفرد المسلم وتتربى في ا ا جيا‬
‫فشيير هللا سييبحان أحكامييا وآدابييا تتعل ي با سيير المسييلمة تعييد عوام ي للحفيياظ علي ييا ميين‬
‫االنحراف وحماية ل ا من ا نزال في حمأ الر يلة فتكون في حصن حصين وسييا منيي عين كي‬
‫أسبا الفساد ودواعي الضال‬
‫العوام ما يلي‪:‬‬ ‫وإن من أبرز‬
‫البصر‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬غ‬

‫ينظر بناء المجتمع االسالمي لعبد الرحمن الفرج (ص ‪ )202‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪)181‬‬ ‫(‬
‫(‪ )182‬المرأة بين طغيان النظام الغربي ولطائف التشريع اإلسالمي ‪ ،‬للبوطي (ص ‪ )112‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫إن من المعلوم أن لقل ا نسان مناف عد ومين أخطير ي المنافي وأعظم يا أثيرا البصير‬
‫لما يو ع استحسان المنظور إلي في ل من ينظر إلي فكيم مين نظير ٍ محرمية أفسيدت عليى المير‬
‫دين وأمرضت لب وأو عت في الم ال وس َّببت ل النكبات‬
‫ل ا شدَّ د ا سالم في أمر النظر فأمر تعالى نبي ‪ ‬أن يأمر المؤمنين بغ َّ أبصار م عن‬
‫وج ُ ْم لِ َ أَ ْز َكى لَ ُ ْم إِنَّ َّ َ‬
‫هللا َخبِي ٌر‬ ‫ار ِ ْم َو َي ْح َف ُظو ْا فُ ُر َ‬
‫ص ِ‬‫ضو ْا مِنْ أَ ْب َ‬
‫المحرمات فقا ‪ ْ ُ  :‬ل ْل ُم ْؤ ِمنِينَ َي ُغ ُّ‬
‫ص َن ُعونَ ‪[ ‬النور‪]14 :‬‬ ‫ِب َما َي ْ‬
‫ييا ابيين سييعدي رحمي هللا‪" :‬يغضييوا ميين أبصييار م" عيين النظيير إلييى العييورات وإلييى النسييا‬
‫(‪) 7‬‬
‫ا جنبيات وإلى المردان ال ين يخاف بالنظر إلي م الفتنة‬
‫ضنَ‬
‫ض ْ‬ ‫البصر فقا ‪َ  :‬و ُ ل ْل ُم ْؤ ِم َنا ِ‬
‫ت َي ْغ ُ‬ ‫و د أمر تعالى النسا بما أمر ب الرجا من غ‬
‫ار ِنَّ َو َي ْح َف ْظنَ فُ ُر َ‬
‫وج ُنَّ ‪[ ‬النور‪]17 :‬‬ ‫ص ِ‬‫مِنْ أَ ْب َ‬
‫ا بصيار أن إطيال البصير فيميا حيرم هللا مين أعظيم‬ ‫ومن فوائد كر حفظ الفرو بعد غ‬
‫وأ وى أسبا الو و في الفواحش‬
‫توج المسلم وتحث على التزام ي ا ا مير ا ل يي مين‬
‫ّ‬ ‫و د وردت عن النبي ‪ ‬أحادي كثير‬
‫ل ‪ :‬ما روا عبد هللا بن عباس رضي هللا عن ميا يا ‪" :‬كيان الفضي بين عبياس ردييف رسيو هللا ‪‬‬
‫فجا ت امرأت من خثعم تستفتي فجع الفض ينظير إلي يا وتنظير إليي فجعي رسيو هللا ‪ ‬يصيرف‬
‫(‪) 7‬‬
‫وج الفض إلى الش ا خر" الحدي‬
‫ب إن ‪ ‬د عدَّ النظر زنى تمارس العين ُيعصى هللا ب و لي تنفييرا مني فعين أبيي ريير‬
‫حظي مين الزنيا أدر لي ال محالية فزنيا‬ ‫رضي هللا عن عن النبي ‪ ‬ا ‪" :‬إن هللا كت على ابن آدم َّ‬
‫(‪) 1‬‬
‫العين النظر وزنا اللسان النط والنفس تتم َّنى وتشت ي والفر يصد ل كلَّ أو يك بي " ول َّميا‬
‫سئ علي الصال والسالم عن نظر الفجأ أمر بصرف البصر فعن جرير بن عبيد هللا رضيي هللا عني‬ ‫َ‬
‫ييا ‪ :‬سييألت رسييو هللا ‪ ‬عيين نظيير الفجييأ ؟ فييأمرني أن أصييرف بصييري(‪ )1‬أي أميير بصييرف بصيير‬
‫مباشر بمعنى أال يتمادى فيؤاخ ن نظر الفجأ بغير ص ٍد معفو عن‬
‫و د جع علي الصال والسالم غ َّ البصر في المرتبة ا وليى مين حي الطريي الي ي يجي‬
‫أداؤ على ك من سلك أو جلس على جانب فعن أبي سعيد الخدري رضي هللا عن عن النبي ‪ ‬يا‬
‫"إيييييييييياكم والجليييييييييوس فيييييييييي الطر يييييييييات" يييييييييالوا ‪ :‬ييييييييييا رسيييييييييو هللا ميييييييييا لنيييييييييا بيييييييييد مييييييييين‬
‫مجالسيييينا نتحييييد في ييييا ييييا رسييييو هللا ‪ " :‬فييييإ ا أبيييييتم فييييأعطوا الطرييييي حقيييي " ييييالوا‪ :‬ومييييا‬
‫وكف ا ى ور ُّد السالم وا مر بيالمعروف والن يي عين المنكير" متفي‬ ‫ُّ‬ ‫حق ؟ ا ‪" :‬غ ُّ البصر‬
‫(‪) 0‬‬
‫علي‬
‫كر ا ابن القيم رحم هللا من ا(‪:)7‬‬ ‫البصر فوائد كثير ومناف عديد‬ ‫ولغ‬
‫امتثا مر هللا ال ي و غاية سعاد العبد في معاش ومعاد‬ ‫أن‬ ‫‪7‬‬
‫يمن وصو أثر الس م المسموم ال ي لع في الك إلى لب‬ ‫أن‬ ‫‪1‬‬
‫يقوي القل ويفرح ويكسب نورا‬ ‫أن‬ ‫‪1‬‬
‫يور الفراسة الصاد ة التي يميز ب ا بين المح والمبط‬ ‫أن‬ ‫‪0‬‬
‫يس ُّد على الشيطان مدخل من القل‬ ‫أن‬ ‫‪5‬‬

‫ولنبي ‪ ‬ا تعالى‪  :‬يأ َ ُّي َ ا الَّ ِينَ آ َم ُنو ْا ْ‬


‫اس َت ِجي ُبو ْا‬ ‫فحري بك مسلم ومسلمة أن يستجي لرب‬ ‫ٌّ‬
‫سو ِ إِ َ ا دَ َعا ُكم لِ َما ُي ْح ِيي ُك ْم ‪[ ‬ا نفا ‪]10:‬‬ ‫ِلر ُ‬ ‫َّ ِ‬
‫ّلِل َول َّ‬

‫تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان‪ ،‬لعبد الرحمن بن سعدي ص‪.111‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫صحيح مسلم‪ -‬كتاب الحج‪ ،‬باب الحج عمن ال يستطيع الركوب‪ ،‬رقم [‪.]1444‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫صحيح البخاري‪ -‬كتاب االستئذان‪ ،‬باب زنا الجوارح دون الفرج‪ ،‬رقم [‪.]1244‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫صحيح مسلم‪ -‬كتاب اآلداب‪ ،‬باب نظر الفجأة‪ ،‬رقم [‪.]2189‬‬ ‫((‪)4‬‬
‫صحيح البخاري – كتاب المظالم ‪ ،‬باب أفنية الدور والجلوس فيها‪ ،‬رقم [‪.]2418‬‬ ‫‪)4‬‬
‫صحيح مسلم –كتاب السالم‪ ،‬باب النهي عن الجلوس في الطرقات‪ ،‬رقم [‪.]2121‬‬
‫انظر الجواب الكافي‪ ،‬تأليف العالمة شمس الدين محمد بن قيم الجوزية ص‪.110-185‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪60‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫وعلي أن يتعا د بصر عما ال يح ل من النظر وفي ل بعد عن الشير والر يلية وسيالمة مين‬
‫الفييتن ويييدخ فييي النظيير المحييرم النظيير إلييى الصييور الفاتنيية والمنيياظر الفاضييحة عبيير الصييحف‬
‫والمجالت وا نترنت والقنوات‬

‫ثانيا‪ :‬االستئ ان لدخو البيوت‪:‬‬


‫وحفاظ على ا سر المسلمة مشروعية االستئ ان‬ ‫إن من صور ا تمام ا سالم بأتباع‬
‫حرم ا سالم دخو مساكن وبيوت الغير إال بإ ن ا تعالى‪  :‬يأ َ ُّي َ ا الَّ ِينَ آ َم ُنو ْا الَ‬ ‫فقد َّ‬
‫سل ُمو ْا َعلَى أَ ْ لِ َ ا لِ ُك ْم َخ ْي ٌر لَّ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم َت َ َّك ُرونَ ‪[ ‬سور‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫و‬ ‫ْ‬
‫ا‬
‫ْ ُ َ َ‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫أ‬‫ت‬‫َ‬ ‫س‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ى‬ ‫َّ‬
‫ت‬ ‫َتدْ ُخلُو ْا ُب ُيوتا َغ ْ َ ُ ُ ْ َ‬
‫ح‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ت‬‫و‬ ‫ي‬‫ب‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫النور‪]11 :‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫والمراد باالستئناس في ا ية ‪ :‬االستئ ان فسر ب ل ابن عباس وغير واحد‬
‫ن ي ب ي يحص ي االسييتئناس وبعدم ي تحص ي‬ ‫ييا ابيين سييعدي‪ :‬س ي ّمي االسييتئ ان استئناسييا‬
‫(‪) 7‬‬
‫الوحشة‬
‫و ييد شيير هللا تعييالى االسييتئ ان صيييانة لل ي ين فييي داخ ي البيييوت وحفاظييا علييي م ومراعييا‬
‫لحريات م في بيوت م لئال يطل أحد على العورات وما ال يجوز النظر إلي من النسيا وغيير ن فإني‬
‫يترت على ل مفاسد كثير وعوا وخيمة‬
‫و ا ا مر ‪-‬أي المن من النظر‪ -‬و أبرز أسبا و ِح َكم مشروعية االستئ ان لميا روى سي‬
‫بن سعد رضي هللا عني يا ‪ :‬اطلي رجي مين ُج ْح ٍير فيي ُح َجير النبيي‪ ‬ومي النبيي ‪ ‬ميدرى(‪ )1‬يحي ُّ بي‬
‫رأس فقا ‪" :‬لو أعلم أن تنظر لطعنت ب فيي عينيي إنميا ُجعي االسيتئ ان مين أجي البصير" متفي‬
‫(‪) 1‬‬
‫علي‬
‫ا الحافظ ابن حجير‪ :‬أصي مشيروعية االسيتئ ان لالحتيراز مين و يو النظير إليى ميا ال يرييد‬
‫(‪) 0‬‬
‫صاح المنـز النظر إلي لو دخ بغير إ ن وأعظم ل النظر إلى النسا ا جنبيات‬
‫ومن المعلوم أن أ البيت إ ا استأ ن م أحيد باليدخو فيإن م بي ا ن لي سيي يئون المكيان‬
‫النسيا عين مكيان االسيتقبا أو طريي اليداخ ويبي لون كي ميا مين شيأن‬ ‫إن لم يكن م يئا وت‬
‫الحفاظ على مظ ر بيت م وعدم اطال أحد على ما يسوؤ أو يلوم أ البيت علي ونحو ل‬
‫و يد كيير ابيين سيعدي فييي تفسييير مفسيدتين ميين مفاسييد تير االسييتئ ان فقييا ‪ :‬من يا‪ :‬مييا كيير‬
‫الرسييو ‪ ‬حي ي ييا ‪" :‬إنمييا ُجع ي االسييتئ ان ميين أج ي البصيير"فبسييب ا خييال ب ي يق ي البصيير علييى‬
‫العورات التيي داخي البييوت فيإن البييت لإلنسيان فيي سيتر عيور ميا ورا بمنيـزلة الثيو فيي سيتر‬
‫عور جسد‬
‫ن الدخو ُخفية‬ ‫و ُي َّت م بالشر سر ة أو غير ا‬ ‫ومن ا ‪ :‬أن ل يوج الريبة من الداخ‬
‫(‪) 7‬‬
‫يد على الشر‬
‫وإ ا كان ا سالم د حرم الدخو إال بإ ن فإني أيضيا يد مني مين مجيرد ا طيال عليى البييت‬
‫البيت أن يفقؤوا عين ولو فعلوا ل لما عوتبوا وال عو بيوا ن يم فعليوا ميا‬ ‫من خار وأ ن‬
‫أ ن ب الشار والمطل و الي ي تسيب عليى نفسي بفعلي المشيين وييد لي ل ميا روى أبيو ريير‬

‫انظر تفسير ال رآن العظيم ‪ ،‬تأليف الحافظ عماد الدين إسماعيل ابن كثير‪.279 4 ،‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم الرحمن‪ ،‬تأليف عبدالرحمن بن سعدي ص‪.110‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫المِدرى بكسر الميم و إسكان الدال المهملة و بال صر حديدة يسوى بها شعر الرأس‪ ،‬وقيال هاو شابه المشاط‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫وقيل هي أعواد تحدد ضتجعل شبه المشط‪ ،‬و جمعه مداري‪ .‬انظر شرح صحيح مسلم للنووي ‪.118 14‬‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬كتاب االستئذان‪ ،‬باب االستذان من أجل البصر‪ ،‬رقم [‪.]1241‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫صحيح مسلم‪ ،‬كتاب اآلداب‪ ،‬باب تحريم النظر في بيت غيره‪ ،‬رقم [‪.]2181‬‬
‫فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬تأليف الحافظ أحمد بن علي بن حجر العس الني ‪.12 11‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫تيسير الكريم المنان في تفسير كالم الرحمن‪ ،‬تأليف عبد الرحمن بن سعدي‪ ،‬ص‪.110‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪66‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫رضي هللا عن ا ‪ :‬ا رسو هللا ‪" :‬مين اطلي فيي بييت يوم بغيير أ ن يم فقيد حي َّ ل يم أن يفقيؤوا‬
‫(‪) 1‬‬
‫عين " وفي لفظ " فح فت بحصا ففقأت عين لم يكن علي جنا " متف علي‬
‫ول ا ا في الحدي المتقدم‪ ":‬لو أعلم أن تنظر لطعنت ب في عيني " و د عدَّ عمير ابين‬
‫ا العم من مظا ر الفس فقا ‪ :‬من مأل عيني من يا بييت بي أن‬ ‫الخطا رضي هللا عن مث‬
‫(‪) 1‬‬
‫يؤ ن ل فقد فس‬

‫ثالثا‪ :‬الخلو ‪:‬‬


‫إن خلييو الرجي بييإمرأ ٍ أجنبييية عني مظنيية لحصييو الفتنيية بين مييا ن ميي كي جيينس إلييى‬
‫ا خر موجو ٌد عند ما ال محالية يضياف إليى اليدور الكبيير الي ي يقيوم بي الشييطان متميثال فيي تيزيين‬
‫الفاحشة في نفسي ما وا غرا ب ا‬
‫لي ا فإننييا نجييد ا سييالم ييد و ييف مو فييا حازمييا ميين ل ي فحي َّيرم ي الخلييو ميين أصييل ا سييدَّا‬
‫ل ريعة الفتنة وحماية من دواعي الجريمة وحفاظا على سمعة المرأ من أن تلوك ا ا لسين المعاديية‬
‫(‪) 0‬‬
‫والمغرضة فقا علي الصال والسالم‪" :‬ال يخلون رج ٌ بامرأ إال م ي محرم" متف علي‬
‫ا على مغ َّيب ٍة إال ومع ا رج ٌ أو اثنان(‪")7‬‬ ‫و ا ‪":‬ال يدخلنَّ رج ٌ بعد يومي‬
‫فإن ال يزي الخلو ويقطع يا إال وجيود محيرم للميرأ يحصي بوجيود ا مين وتيزو بسيبب‬
‫دواعييي الفتنيية ووسيياوس الشيييطان وإ ا وجييد أكثيير ميين امييرأ أو رجي زالييت الخلييو أيضييا فييي غييير‬
‫مواطن الري‬
‫رابعا‪ :‬رار النسا في البيوت‪:‬‬
‫إن هللا تعيييالى يييد جعييي لكييي واحييي ٍد مييين الجنسيييين ميييا يناسييي فطرتييي وتكوينييي مييين الم يييام‬
‫والسيعي فيي مناكب يا لكسي اليرز‬ ‫والمسؤوليات فالرج مسؤوليت تتمثي فيي الضير فيي ا ر‬
‫الحال لينفق على نفس وعلى من وجبت علي نفقت من الزوجة وا والد وغير م‬
‫أمييا المييرأ فمسييؤوليت ا الرئيسييية تتمث ي فييي رعاييية شييؤون البيييت والمحافظيية علييى ا والد‬
‫وحسن رعايت م وت يئة البييت مين جميي الجواني ليجيد فيي الرجي عنيد عودتي الراحية والطمأنينية‬
‫عن ما د يعر ل أثنا عمل من تع وإر ا‬ ‫والسعاد وي‬
‫ل ا للفتنة وإخال واضح‬ ‫ولما كان في خرو المرأ من بيت ا بال حاجة تعري‬
‫بالمسؤولية الملقا على عاتق ا فقد أمر تعالى النسا بالقرار في البيوت فقا ‪َ  :‬و َ ْرنَ فِي ُب ُيوتِ ُكنَّ‬
‫َوالَ َت َب َّر ْجنَ َت َب ُّر َ ا ْل َجا ِ لِ َّي ِة ‪[ ‬ا حزا ‪ ]11 :‬ا ابن كثير‪ :‬أي إلزمن بيوتكن فال تخرجن لغير‬
‫رخص ل ن بال ا إلى المساجد‬ ‫حاجة(‪ )1‬ولما َّ كان لزوم النسا بيوت ن و ا ص نجد أن النبي ‪َّ ‬‬
‫دا الصال وخاط أوليا نَّ ب ل إ ا علي الصال والسالم‪ " :‬ال تمنعوا إما هللا مساجد‬
‫(‪) 1‬‬
‫هللا"‬
‫(‪) 0‬‬
‫و ا علي الصال والسالم‪" :‬إ ا استأ نت امرأ أحدكم فال يمنع ا" متف علي‬
‫فال تخر المرأ من بيت ا إال برضا ولي ا ملتزمة بالحجا الشرعي نابي للتبير والسيفور‬
‫وال تخيير إال لحاجيية ال للتسييك فييي ا سييوا والحييدائ ب ي لزيييار والييدي ا وأ ارب ييا أو مراجعيية‬
‫مستشفى أو تحصي علم تحتا إلي ونحو ل‬

‫صااااحيح البخاااااري‪ ،‬كتااااااب الااااديات‪ ،‬بااااااب ماااان اطلاااااع فااااي بياااات قاااااوم ف ااااؤا عيناااااه فااااال دياااااة لااااه‪ ،‬رقااااام‬ ‫(‪)2‬‬
‫[‪ .]1902‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب اآلداب‪ ،‬باب تحريم النظر في بيت غيره‪ ،‬رقم [‪]2185‬‬
‫أخرجه البخاري‪ ،‬في األدب المفرد‪ ،‬رقم [‪.]1092‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب ال يخلون رجل بامرأة إال ذو محرم‪ ،‬رقم [‪.]8244‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫صحيح مسلم‪-‬كتاب السالم‪ ،‬باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره‪ ،‬رقم [‪.]1441‬‬
‫صحيح مسلم‪ ،‬كتاب السالم‪ ،‬باب تحريم الخلوة باألجنبية والدخول عليها‪ ،‬رقم [‪.]2174‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫تفسير ال رآن العظيم‪ ،‬تأليف الحافظ عماد الدين إسماعيل ابن كثير ‪.452 4‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫صحيح مسلم‪ ،‬كتاب الحج‪ ،‬باب خروج النساء إلى المساجد إذا لم يترتب عليه فتنة‪ ،‬رقم [‪]442‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬كتاب األذان ‪ ،‬باب استئذان المرأة زوجها بالخروج إلى المسجد‪ ،‬رقم [‪ ]574‬واللفظ له ‪ ،‬صحيح‬
‫مسلم‪ ،‬كتاب الصاالة ‪ ،‬بااب الصاالة ‪ ،‬بااب خاروج النسااء إذا لام يترتاب علياه فتناة ‪ ،‬رقام [‪ ]442‬وهاو لفاظ آخار‬
‫للحديث السابق‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫خامسا‪ :‬الغير على المحارم(‪:)7‬‬


‫إن غييير الرج ي علييى محارم ي ميين العوام ي الم ميية والوسييائ الناجعيية فييي حماييية ا سيير ميين‬
‫سباب ودواعيي وكلميا يوي ا يميان فيي لي الميؤمن وييت عنيد الغيير‬ ‫االنحراف والتعر‬
‫وزادت و يي تينقص بينقص ا يميان بي يد تتالشيى وتضيمح بسيب مييا يقترفي العبيد مين الي نو‬
‫ول ا عدَّ ابن القيم ا الغير أثرا من آثار ال نو والمعاصي فقا ‪ :‬ومن عقوبات ا‪ :‬أن يا تطفيئ مين‬
‫القل نار الغير التي ي لحيات وصالح كالحرار الغريزية لحيا جمي البدن إليى أن يا ‪ :‬أشيرف‬
‫(‪) 1‬‬
‫الناس وأعال م درا و مة أشد م غير على نفس وخاصت وعموم الناس‬
‫والغير من صفات الر ج وعال وتفسير غيرت سبحان ما روى أبيو ريير رضيي هللا عني‬
‫حيرم هللا(‪ ")1‬وعين ابين مسيعود رضيي هللا‬
‫أن النبي ‪ ‬ا ‪" :‬إن هللا يغار وغيير هللا أن ييأتي الميؤمن ميا َّ‬
‫حرم الفواحش وميا أحيد أحي إليي الميد‬‫َّ‬ ‫عن عن النبي ‪ ‬ا ‪" :‬ما من أحد أغير من هللا من أج ل‬
‫(‪)0‬‬
‫من هللا(‪ ")0‬والنبي ‪ ‬أشد ا مة غير ن كان يغار ّلِل ولدين‬
‫وهللا‬ ‫و ييد ييا عليي الصييال والسييالم صييحاب ‪" :‬أتعجبييون ميين غييير سييعد؟ نييا أغييير مني‬
‫أغير مني(‪")5‬‬
‫على شد و و غير سعد بن ُع َباد رضي هللا عن و د ا رسو هللا‬ ‫و د د َّ ا الحدي‬
‫(‪) 7‬‬
‫صفح‬
‫عندما سم سعدا يقو ‪ :‬لو رأيت رجال م امرأتي لضربت بالسيف غير ُم ْ‬ ‫ا الحدي‬ ‫‪‬‬
‫و د ش د النبي ‪ ‬لبع أصحاب بشد الغير كما ش د ب ا لسعد بن عبياد ومين م ‪ :‬عمير‬
‫بن الخطا رضي هللا عن فعن أبي رير رضي هللا عن ا ‪ :‬بينما نحن عند رسيو هللا ‪ ‬جليوس‬
‫فقا رسو هللا ‪" : ‬بينما أنا نائم رأيتني في الجنة فإ ا امرأ تتوضيأ إليى جاني صير فقليت ‪ :‬لمين‬
‫ا؟ ا ‪ :‬ا لعمر ف كرت غيرت فوليت مدبرا" فبكى عمر و و في المجليس ثيم يا ‪ :‬أَ َو عليي ييا‬
‫رسو هللا أغار(‪)1‬؟‬
‫والغير المحمود ي التي تكون في الريبة أما الغير من غير ريبة ف يي يوس وظين فاسيد‬
‫و ي م مومة وهللا تعالى يكر ا ا علي الصال والسالم ‪" :‬إن مين الغيير ميا يحي هللا ومن يا ميا‬
‫يكر هللا فالغير التي يحب ا هللا الغير في الريبة والغير التي يكر هللا الغير في غير ريبة(‪")1‬‬
‫فعلى أوليا النسا أن يدركوا ل فال يطلقوا نفس م العنان بإسا الظين فيي نسيائ م وبنيات م‬
‫ي مجرد إسا ظن وت مة ال صحة ل يا وإن‬ ‫دون دلي وبر ان وليعلموا أن الغير دون شي مري‬
‫ليييييي يضيييييير وال ينفيييييي ويفسييييييد العال يييييية بييييييين الييييييزوجين ييييييا ابيييييين القيييييييم‪ :‬والتييييييي يكر ييييييا‬
‫هللا أن يغييار ميين غييير ريبيية ب ي مجييرد سييو ظيين و ي الغييير تفسييد المحبيية وتو ي العييداو بييين‬
‫(‪) 0‬‬
‫المح ومحبوب‬
‫يييييا اليييييدكتور أحميييييد الشييييير اوي‪ :‬وغيييييير الرجييييي عليييييى أ لييييي أمييييير واجييييي وللغيييييير‬
‫حييييدود وضييييوابط ف ييييي غييييير معتدليييية غييييير ال تلقييييي بصيييياحب ا فييييي خضييييم الشيييي وظلمييييات‬
‫اليييو م ن ا صييي فيييي المعاملييية حسييين الظييين والثقييية بيييالغير ميييا ليييم يثبيييت خيييالف لييي وكيييم‬
‫تحطميت وتفر يت بسيب ا و يام والظنيون التيي ال أسياس ل يا مين‬ ‫ّ‬ ‫أسير‬
‫ٍ‬ ‫ت د ت دّ مت وكم من‬ ‫من بيو ٍ‬
‫(‪) 7‬‬
‫الصحة‬

‫الغيرة قال عياض وغيره هي مشت ة من تغيار ال لاب وهيجاان الغضاب بسابب المشااركة فيماا باه االختصااص‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫وأشاد ماا يكاون ذلا باين الاازوجين‪ .‬وقاال ابان ال ايم أصال الغياارة الحمياة واألنفاة‪ .‬انظار فاتح الباااري ‪497 9‬ن‬
‫روضة المحبين‪ ،‬ص‪.401‬‬
‫الجواب الكافي‪ ،‬تأليف العالمة شمس الدين محمد بن قيم الجوزية‪ ،‬ص‪.89‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب الغيرة ‪ ،‬رقم [‪.]8224‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫المصدر نفسه رقم [‪ . ]8220‬انظر فتح الباري في شرح صحيح البخااري ‪ ،‬تاأليف الحاافظ أحماد بان علاي بان‬ ‫(‪)4‬‬
‫حجر العس الني ‪.497 9‬‬
‫انظر فتح الباري في شرح صحيح البخاري ‪.495 9‬‬ ‫(‪)8‬‬

‫صحيح البخاري‪ ،‬كتاب النكاح ‪ ،‬باب الغيرة‪ .،‬وفي كتاب التوحيد باب قاول النباي ‪" ‬ال شاخص أغيار مان هللا‪ ،‬رقام [‪.]7411‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫وقوله غير مصفح ‪ ،‬أي أضربه بحد السيف ال بوجهه ‪ ،‬انظر غريب الحديث البن الجوزي ‪. 892 2‬‬
‫صحيح البخاري ‪ ،‬كتاب النكاح ‪ ،‬باب الغيرة‪ ،‬رقم [‪.]8227‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫أخرجااه أحمااد ماان حااديث جااابر باان عتي ا ‪ ،‬رقاام [‪ ]24477‬وقااال المح ااق حساان لغيااره‪ .‬وأورده الهيثمااي وقااال رواه أحمااد‬ ‫(‪)4‬‬
‫والطبراني ورجاله ث ات‪ ،‬انظر مجمع الزوائد ومنبع الفوائد‪ ،‬تأليف نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ‪.422 4‬‬
‫روضة المحبين ونزهة المشتاقين‪ ،‬ص‪.404‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫المرأة في ال صص ال رآني‪ ،‬تأليف الدكتور أحمد محمد الشرقاوي‪ ،‬ص‪.444‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪68‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫سادسا ‪ :‬عقوبة الزنا والق ف‪:‬‬


‫إن عر المسلم أحد الكليات الخمس التيي جيا ت الشيريعة بالعنايية ب يا والمحافظية علي يا‬
‫ول ا شر ما سب كر من ا حكام وا دا ونحو ا مما يحق سد ال ريعية إليى و يو المحرميات‬
‫وارتكا الفواحش والموبقات‬
‫يضاف إلى ل ما أوجب هللا على ك من لم ينكح من الجنسين من االستعفاف حماية‬
‫لعرض وصيانة لنفس من ارتكا ما حرم هللا فقا تعالى ‪َ  :‬و ْل َي ْس َت ْعفِفِ الَّ ِينَ الَ َي ِجدُونَ نِ َكاحا‬
‫َح َّتى ُي ْغنِ َي ُ ُم َّ‬
‫هللاُ مِن َف ْ‬
‫ضلِ ِ ‪ [ ‬النور ‪] 11 :‬‬
‫إن الزنييا والق ي ف ميين أخطيير الجييرائم لمييا ل مييا ميين آثييار عظيميية علييى الفييرد وا سيير ب ي‬
‫والمجتمييي بأسييير ومييين لييي ‪ :‬انحيييراف السيييلو وشييييو الفاحشييية وتلطييييخ السيييمعة والتعييير‬
‫للعفيفات والو و في ا عرا المحرمة بفع أو و أو علي ما نحو ل‬
‫وتأديبيا للمجيرمين المتعيدين لحيدود هللا نجيد أن‬ ‫فحماية لألسر وتحقيقيا لسيالمة المجتمي‬
‫هللا تعالى د رت علي ما عقوبات مغلظة‬
‫فجع سبحان الرجم للزاني إن كان محصنا وجلد مائة م تغري عام إن كان غير محصن‬
‫ِين َّ ِ‬
‫هللا ‪[ ‬‬ ‫اجلِدُو ْا ُك َّ َوا ِح ٍد م ْن ُ َما ِم َئ َة َج ْلدَ ٍ َوالَ َتأْ ُخ ْ ُك ْم بِ ِ َما َر ْأ َف ٌة فِي د ِ‬ ‫الزا ِن َي ُة َو َّ‬
‫الزانِي َف ْ‬ ‫ا تعالى ‪َّ  :‬‬
‫النور ‪ ] 1 :‬و ا علي الصال والسالم ‪ " :‬خ وا عني د جع هللا ل ن سبيال البكر بالبكر جلد‬
‫(‪) 1‬‬
‫جلد مائة والرجم "‬ ‫مائة ونفي عام والثي بالثي‬
‫ت ُث َّم لَ ْم َيأْ ُتو ْا ِبأ َ ْر َب َع ِة ُ‬
‫ش َدَآ َ‬ ‫وجع حدّ الق ف ثمانين جلد ا تعالى ‪َ  :‬والَّ ِينَ َي ْر ُمونَ ا ْل ُم ْح َ‬
‫ص َنا ِ‬
‫ش َادَ أَ َبدا َوأ ُ ْولَـئِ َ ُ ُم ا ْل َفاسِ قُونَ ‪ [ ‬النور ‪] 0 :‬‬
‫اجلِدُو ُ ْم َث َمانِينَ َج ْلدَ َوالَ َت ْق َبلُو ْا لَ ُ ْم َ‬
‫َف ْ‬
‫العقوبات في ا غاية التأدي للفاع ليقل عن الجريمة ويتو من ا ويعود إلى‬ ‫ف‬
‫ا يمان وفي ا أيضا رد لك من تسو ل نفس ـ من أفراد المجتم ـ الو و في شي من ل‬
‫ش َ دْ َع َ ا َب ُ َما َطآئِ َف ٌة منَ ا ْل ُم ْؤ ِمنِينَ ‪[ ‬النور‪]1 :‬‬
‫ا تعالى في حد الزنا‪َ  :‬و ْل َي ْ‬
‫فييإن المسييلم إ ا ت ي َّكر العقوبيية التييي تترت ي علييى الجريميية فإن ي سييرعان مييا يعيير عن ييا‬
‫ويضيياف إلييى ل ي العقوبيية االجتماعييية المتمثليية فييي التش ي ير بييين النيياس وتلطيييخ السييمعة وازدرا‬
‫المجتم‬
‫فيظ ر لنا جليا أن عقوبة الزنا والق ف من عوام حمايية ا سير والحفياظ عليى أفراد يا‬
‫(‪) 7‬‬
‫من االنحراف‬

‫ي ال‬ ‫ت‬

‫بع‬ ‫ع‬ ‫وني وال عل‬ ‫ع اد ال عل ا ل‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جامعة ال ل ف‬


‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫صحيح مسلم ‪ ،‬كتاب الحدود ‪ ،‬باب حد الزنا ‪ ،‬رقم [ ‪. ] 1190‬‬ ‫(‪)2‬‬


‫(‪ )1‬ومن عوامل حماية األسرة تشريع اللعان ‪ ،‬وسيأتي ذكره في فرق النكاح ‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫دعو تحديد النس ‪:‬‬
‫المراد بتحديد النس ‪ :‬يو و يف النسي ا نسياني عين النميو والزيياد فيقيدم اليزو والزوجية‬
‫(‪)183‬‬
‫على المعاشر لكن م الحيلولة دون و و الحم‬
‫نشأت ا وتطور ا‪:‬‬
‫الدعو في العالم إلى أواخر القرن الثامن عشر الميالدي ويربطون يا‬ ‫يعيد الباحثون ميالد‬
‫بالقسيس والعالم اال تصادي البريطاني مالتوس ‪ malthus‬فقد كان الشع البريطياني يتقلي إ ا فيي‬
‫سييعة ميين العيييش وتييرف ورخييا عظيمييين و ييد الحييظ أن الشييع البريطيياني يتكيياثر عييدد أكثيير ميين‬
‫المتو ي فنشيير مقيياال بعنييوان‪(( :‬تزايييد السييكان وتييأثير فييي تقييدم المجتم ي فييي المسييتقب )) فييي عييام‬
‫‪7118‬م أوضح في أن وسائ ا نتا وأسبا الرز في ا ر محدود غير أن ال يوجيد حيد يقيف‬
‫عند تزايد السكان وتضخم النس فإ ا تر ا مر بدون تنسي فسيأتي ييوم تضيي ا ر بسيكان ا‬
‫وتق في وسائ العييش عين تلبيية حاجيات م وحتيى يكيون نميو عيدد السيكان متالئميا مي نميو وسيائ‬
‫ا نتا وأن ال يزيد ا و على الثاني بحا ا تر لتنفي ا التنسي سبيلين اثنين ‪:‬‬
‫أول ما‪ :‬أال يتزو الشبا إال بعد أن تتقدم ب م السن‬
‫فيي‬ ‫ثاني ما‪ :‬أن يب ا زوا ـ بعد أن تجمع م الحيا الزوجية ـ صارى ج يد م وبمختليف الوسيائ‬
‫سبي ا ال من ا نجا‬
‫الفرنسيي فرانسييس بيالس ‪francis‬‬ ‫تنتشر حتى ظ ير الباحي‬ ‫وما كادت أفكار مالتوس ‪malthus‬‬
‫‪ palace‬فنادى بدعوتي ودعيا إليى ضيرور الحيد مين تزاييد السيكان وبعيد لي بقليي ظ ير فيي أمريكيا‬
‫الطبي المش ور تشارلس نوروتيون ‪ charles knorotton‬فأييد الفكير ات يا موضيحا التيدابير الطبيية‬
‫اليدعو رواجيا فيي ا وسياط المختلفية مين الغير‬ ‫التي ا ترح ا لتنفي الفكر وسرعان ما لقيت‬
‫ووجد الباحثون عن الل ال اربون من مغارم المسؤولية فيي االسيتجابة ل يا ميا يحقي بغييت م ويقير‬
‫(‪)184‬‬
‫دف م‬
‫الدعو ‪:‬‬ ‫بطالن‬
‫ييد أثبتييت ك ي النظريييات بطالن ييا ثار ييا السيييئة علييى اليينفس‬ ‫إن الييدعو إلييى تحديييد النس ي‬
‫ا نسانية وعلى اال تصاد وا خال ‪:‬‬
‫أثبتت و ائ التاريخ وتجار ا مم أن فقر المناط المكتظة بالسكان في أي أمة مرد إلى‬ ‫أوال‪:‬‬
‫عدم استغال الخيرات والموارد ال إلى كثر ا والد وتزايد السكان ن هللا تعالى تكف‬
‫وعدُونَ ‪‬‬ ‫الس َمآ ِ ِر ْز ُ ُك ْم َو َما ُت َ‬‫بالرز لك كائن حي حي ا في كتاب الكريم‪َ  :‬وفِي َّ‬
‫[ال اريات‪ ]11:‬و ا سبحان وتعالى‪َ  :‬و َما مِن دَ آ َّب ٍة فِي ا َ ْر ِ إِالَّ َعلَى َّ ِ‬
‫هللا ِر ْز ُ َ ا َو َي ْعلَ ُم‬
‫‪‬‬ ‫ين‬
‫ُّمبِ ٍ‬ ‫ِك َتا ٍ‬ ‫فِي‬ ‫ُك ٌّ‬ ‫َو ُم ْس َت ْو َ‬
‫دَع َ ا‬ ‫ُم ْس َت َق َّر َا‬
‫[ ود‪] 6:‬‬
‫والمنياف الطبيعيية الكامنية‬ ‫أن ا صرت الحاجات ا نسيانية عليى الخييرات الثابتية فيي ا ر‬ ‫ثانيا‪:‬‬
‫في ا بغ النظر عن أي تفاع بين ا وبين ا نسان‬
‫وليس ا مر ك ل فإن مقومات العيش تتمث في ا وفي التفاعي بين يا وبيين بنيي ا نسيان‬
‫فتكثر الموارد ويتس الرز‬ ‫فكثر النس تزيد من تفاع ا نسان م خيرات ا ر‬
‫أن ر ي ا مم يحتا للعبا ر والمبدعين و م لة في ك أمة فكلما كثر العدد كثيرت نسيبت م‬ ‫ثالثا‪:‬‬

‫والسييب فييي لي أن مرافي الحيييا كثييير واحتياجييات ا نسييان ال تكيياد تحصييى فييإ ا ي عييدد‬
‫السكان اضطروا جميعا إلى االن ما في تحقيي تلي االحتياجيات وضيا و يت م في يا وإ ا كثير العيدد‬
‫(‪)185‬‬
‫وجدت فرصة لإلتقان وا بدا وكثر عدد ال ين يبتكرون ويكتشفون فتكثر الموارد‬
‫أ داف ا‪:‬‬

‫(‪ )183‬انظر نظام األسرة في اإلسالم ص ‪119‬‬


‫‪ )184‬انظر مسألة تحديد النسل د‪ .‬البوطي ص ‪ ، 42،44‬ونظام األسرة في اإلسالم ص‪119،170‬‬ ‫(‬
‫(‪ )185‬انظر مسألة تحديد النسل د‪.‬البوطي ص‪ ، 42،44‬ونظام األسرة في اإلسالم ص‪119،170‬‬
‫‪14‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫إن الدعو إلى تحديد النس في العالم ا سالمي يقوم على الترويج ل ا ودعم ا المادي‬
‫مؤسسات ص يونية وصليبية في محاولة لتقلي ا عداد والحد من نسبة المواليد بعاد المسلمين‬
‫عن أ م مصدر للقو و و القو البشرية حتى تتحق أ داف أعدائ م فإن أخشى ما يخشون أن‬
‫ينتب المسلمون ويعودوا إلى دين م فتؤو إلي م ياد العالم‬
‫ف ي دعو سياسية دف ا إضعاف المسلمين وال أد على ل من التس يالت الكثير لتحديد‬
‫النس في العالم ا سالمي إ توز وسائ من الحم في الصيدليات وغير ا مجانا بينما ي في‬
‫الدو ا خرى تكلف طالبي ا مبلغا من الما ليس ينا‬
‫مو ف علما الشريعة من ا‪:‬‬
‫القضية على عدد من ال يئات والمجام الفق ية في العيالم ا سيالمي فصيدر‬ ‫لقد عرضت‬
‫في حق ا ـ با جما من علما ا مة ـ عد يرارات تبيين حرمية اليدعو إليى تحدييد النسي والتحي ير‬
‫مييين مغبت يييا لميييا تنطيييوي عليييي مييين أ يييداف سييييئة ومييين لييي ‪ :‬المجليييس التأسيسيييي لرابطييية العيييالم‬
‫(‪)188‬‬ ‫(‪)187‬‬ ‫(‪)186‬‬
‫ومجليس المجمي الفق يي‬ ‫و يئة كبار العلميا‬ ‫ومجم البحو ا سالمية‬ ‫ا سالمي‬
‫(‪)189‬‬
‫ا سالمي‬
‫و ل لما في ا التحديد من اعتدا على الدين وعلى الحرية الشخصية وعلى حقو ا نسان ففي‬
‫الو ت ال ي يروجون ل المكيد نجد العدو الص يوني يستورد من أ طار الدنيا ش ا ا فا لتعمير‬
‫(‪)190‬‬
‫بالد العر المغتصبة‬
‫تنظيم النس ‪:‬‬
‫والمراد ب ‪ :‬اختصار إنجا ال رية بحي ال يأتي النس إال وف نظام مرت ومنسي بيين كي‬
‫مولود وآخر‬
‫فإ ا رغ الزوجان في التو ف عن ا نجا مؤ تا سبا شرعية القصيد من يا مراعيا حيا‬
‫ا سر وشؤون ا من صحة أو تمام مد الرضاعة أو تكون الزوجة ضعيفة والحم يزيد ا ضيعفا‬
‫أو مرضا و ي كثير الحم فال بأس بتنظيم فتر حمل ا و د كان الصحابة يعزلون في ع يد النبيي‪‬‬
‫(‪)191‬‬
‫ن ا سييالم يبنييي أحكام ي علييى دف ي‬ ‫والعييز ميين أسييبا امتنييا الحم ي‬ ‫ولييم ين ييوا عيين ل ي‬
‫الضييرر فييإ ا كييان الحم ي يحييد ضييررا بييا م أو كييان الجنييين نفس ي فييي خطيير فييإن الضييرور تقييدر‬
‫(‪)192‬‬
‫بقدر ا وما سوى ل فإن ا سالم ال يبيح المن أو التنظيم‬
‫‪:‬‬ ‫ا ج ا‬
‫‪193‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫و و إسقاط الجنين من بطن أم ب تمام‬
‫عفوي‬ ‫ضروري وإج ا‬ ‫و و ثالثة أنوا ‪ :‬إج ا اختياري وإج ا‬
‫ن ال خيار للمرأ في‬ ‫و ا ا خير معفو عن‬
‫أما ا ج ا االختياري ف و‪ :‬إخرا الحم مين اليرحم فيي غيير موعيد الطبيعيي عميدا وبيال ضيرور‬
‫(‪)194‬‬
‫ول عد دواف من ا ‪:‬‬ ‫بأي وسيلة من الوسائ‬
‫‪ 7‬ـ عييدم الرغبيية فييي كثيير ا والد و ي موضيية العصيير بييين ا زوا الجييدد الي ين تييأثروا بالدعاييية‬
‫المضاد للنس فضال عن اتسام الجي المعاصر بالبح عن حيا مترفة بال أعبا‬
‫و لي بعيد أن تحوليت مكانت يا فيي المجتمي مين مربيية أجييا إليى مجيرد‬ ‫حفظ جما الميرأ‬ ‫‪1‬ـ‬
‫متعة‬

‫‪ )186‬وذل في دورته السادسة عشر ‪ ،‬انظر مجلة المجتمع ص ‪41‬‬ ‫(‬


‫‪ )187‬وذل في مؤتمره الثاني سنة ‪1458‬هـ ‪1918‬م ‪.‬‬ ‫(‬
‫‪ )188‬قرار رقم ‪ 42‬في ‪1491 4 14‬هـ ‪ ،‬انظر مجلة البحوث اإلسالمية ص ‪109‬‬ ‫‪189‬‬
‫(‬
‫(‪ )190‬وذل في دورته الثالثة المنع دة في مكة بتاريخ ‪1400 4 24‬هـ ‪.‬‬
‫( ) انظر تنظيم النسل د‪ .‬الطري ي ص‪872‬‬
‫(‪ )191‬وردت عدة أحاديث في ذل ‪ ،‬مثل {كنا نعزل وال رآن ينزل }‪ .‬انظرها في صحيح البخاري ‪ ،‬كتاب النكااح‪ ،‬بااب‬
‫العزل‪ .‬صحيح مسلم ‪ ،‬كتاب النكاح ‪ ،‬باب حكم العزل ‪.‬‬
‫(‪ )192‬انظر نظام األسرة في اإلسالم ص ‪ ،178‬وتنظيم النسل وموقف الشريعة اإلسالمية منه ص ‪ ،59‬ومجلة البحاوث‬
‫اإلسالمية ص ‪125‬‬
‫‪ )193‬انظر تنظيم النسل د‪ .‬الطري ي ص ‪114‬‬ ‫(‬
‫(‪ )194‬انظر تنظيم النسل د‪ .‬الطري ي ص‪111‬‬
‫‪11‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫‪1‬ـ دخو المرأ في ميدان العم فقد كان لي ل دور كبيير فيي انشيغال ا عين اال تميام ببيت يا وت رب يا‬
‫من تربية ا والد مما يجعل ا تسعى للخالص من جنين ا عندما تدر أن سيعيق ا عن حيات ا‬
‫وفي ا النو يحرم ا ج ا في جمي أطوار الجنين فدوافعي السيابقة تنبيئ عين حرمتي‬
‫ن عم شيني وجريمية نكيرا فيإن كيان بعيد نفيخ اليرو فيي ف يو جنايية عليى حيي متكامي الخلي‬
‫ول ل وجبت في إسقاط الدية كاملة إن نيز حييا ثيم ميات أميا إن نيز ميتيا فتجي فيي نصيف عشير‬
‫(‪)195‬‬
‫الدية الحتما أن يكون د مات بسب آخر‬
‫ا ج ا الضروري ‪:‬‬
‫و و إخرا الجنين من رحم أم فيي غيير موعيد الطبيعيي إنقيا ا لحييا نفيس ي يدد ا خطير اسيتمرار‬
‫(‪)196‬‬
‫الحم‬
‫ن ا م يج إنقا ا لألمور التالية ‪:‬‬ ‫ا النو الجواز‬ ‫وا ص في‬
‫‪ 7‬ـ أن ا م ي ا ص والجنين متكون من ا فإنقا ا أولى‬
‫القطعييي المعلييوم‬ ‫‪ 1‬ـ أن حيييا ا م طعييية وحيييا الجنييين محتمليية والظنييي أو االحتمييالي ال يعييار‬
‫فإنقا ا م أولى‬
‫ي الظيروف مميا يجعي إنقا يا أكثير‬ ‫‪ 1‬ـ أن ا م أ خطيرا وتعرضيا لل يال مين الجنيين فيي مثي‬
‫(‪)197‬‬
‫نجاحا من إنقا جنين ا ل ا تعطى ا ولوية في ا نقا‬

‫الت ا س ية وعالج ا ‪ ( :‬ع‬ ‫ال‬


‫ز)‬ ‫أ الق امة ال فقة ال‬ ‫ال‬

‫بع‬ ‫ع‬ ‫وني وال عل‬ ‫ع اد ال عل ا ل‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جامعة ال ل ف‬


‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫الشب والرد علي ا‪:‬‬ ‫بع‬


‫عمي المييرأ ‪ :‬ييالوا‪ :‬إن المييرأ فييي ا سييالم لييم تمييارس مييا يمارس ي الرجي ميين ا عمييا‬ ‫‪-1‬‬
‫والوظائف وب ا يصبح نصف المجتم عاطال عن العم وتح البطالة با مة‬
‫الرد‪:‬‬
‫الشب ة يكون ب كر الحقائ ا تية‪:‬‬ ‫والرد على‬
‫إن ا سييالم ال يمن ي عم ي المييرأ ميين حي ي المبييدأ فييي المجيياالت التييي تييدعو الحاجيية إلي ييا‬ ‫أ‪-‬‬
‫كالتدريس والتطبي بشروط من ا‪ :‬االلتزام بالحجا الشرعي وموافقة الزو أو ولي ا مير‬
‫(‪)198‬‬
‫وتجن االختالط والخلو وأن ال يستغر العم ج د ا وو ت ا‬

‫‪ )195‬انظر المصدر السابق ص‪ ،117‬والمغني ‪89 12‬‬ ‫(‬


‫‪ )196‬انظر تنظيم النسل د‪ .‬الطري ي ص‪214‬‬
‫‪197‬‬
‫(‬
‫( ) انظر تنظيم النسل د‪.‬الطري ي ‪ 211‬وما بعدها‪ ،‬وقضية تحديد النسل في الشريعة اإلساالمية ألم كلثاوم الخطياب ص‬
‫‪ 180‬وما بعدها ‪ ،‬ومسألة تحديد النسل د‪.‬البوطي ص ‪19‬‬
‫ماذا عن المرأة للدكتور نور الدين عتر (ص ‪ )145‬بتصرف‪.‬‬ ‫(‪)198‬‬
‫‪12‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬
‫إن دعوى من المرأ من العمي وتعطيي نصيف المجتمي مغالطية ومكيابر بي الميرأ تعمي‬ ‫‪-‬‬
‫في بيت ا تربى أطفال ا وتخدم زوج ا و مسؤولية عظيمية وميا يالو إنميا ينطبي عليى‬
‫مجتم ال تحظى في الميرأ بالرعايية وال يتحمي مسيؤولية ا نفيا علي يا ا أو اليزو أو‬
‫ا بن وال ينطب على المجتم المسلم‬
‫إن المطالبة بعم المرأ في ا عما التي ال تناس طبيعت ا كالقضا والوالية العامة غير‬ ‫‪-‬‬
‫جائز شرعا وال يجر نفعا ب الضرر في محق أما عدم شرعيت فلقول ‪" : ‬لن يفلح وم‬
‫ولَّوا أمر م إمرأ " (‪ )199‬وأما عدم نفع فألن في شقا المرأ وتعاست ا فقد خرجت من‬
‫بيت ا وتحملت أعماال تضاف إلى أعمال ا وفي فساد تربية ا والد وتأثر م صح ّيا وعقليا‬
‫وخلقيا وظ ور الش و بين م وفي مزاحمة الرجا وتعطيل م عن العم فتعم النسا‬
‫ويتعط الرجا وفي أيضا تفك ا سر وكثر الطال‬
‫وحم ونفاس‬ ‫كيان المرأ النفسي والجسدي يخالف تكوين الرج فالمرأ يعتري ا حي‬ ‫د‪-‬‬
‫ورضا وما يراف ل من آالم وحاالت نفسية ك ل يعيق ا عن العم خار المنـز فمن‬
‫الطبيعي أن يكون لك من الرج والمرأ عم يناس طبيعت سوى ا عما المشتركة ا‬
‫(‪)200‬‬
‫س ال َّ َك ُر َكا ُ ْن َثى ‪[ ‬آ عمران‪]16 :‬‬
‫تعالى‪َ  :‬ولَ ْي َ‬
‫الدو ‪:‬‬ ‫وأخيرا ننظر إلى نتائج تجربة عم المرأ خار بيت ا عند بع‬
‫يقو الفيلسوف "برانزاندرسي " ‪" :‬إن ا سير انحليت باسيتخدام الميرأ فيي ا عميا العامية‬
‫وأظ ر االختبار أن الميرأ تتميرد عليى تقالييد ا خيال المألوفية وتيأبى أن تظي أمينية لرجي واحيد إ ا‬
‫تحررت ا تصاديا"(‪ )201‬و د أجري استفتا عام في جمي ا وساط في الوالييات المتحيد لمعرفية رأي‬
‫النسا العامالت في العم وكانت النتيجة كا تي‪:‬‬
‫إن المييرأ متعبيية ا ن ويفض ي ‪ %65‬ميين نسييا أمريكييا العييود إلييى منييازل ن كانييت المييرأ‬
‫تتو م أن ا بلغت أمنية العم أما اليوم ‪ -‬و د أدمت عثرات الطري دم ا واسيتنزفت الج يود وا يا ‪-‬‬
‫(‪)202‬‬
‫فإن ا تود الرجو إلى عش ا والتفرغ حضان فراخ ا"‬

‫ال ام اإلج اعي في اإلسالم‬


‫ال فقة‬
‫ح وان قا‬ ‫ت لل وجة ال فقة على زوج ا ب د ت ام العق ال‬
‫م االس ا ب ا لق اّلِل‬ ‫ال وجة إلى ب زوج ا وت‬
‫تعالى‪ :‬وَعلَى الْ َ ْلُ دِ لَ ُ رِزْ ُ ُ َّ وَكِ ْ َتُ ُ َّ بِالْ َعْ ُوفِ‪‬‬
‫] ف ل ة (على) تف ا ل ام و ل يق ي‬ ‫[ال ق ‪:‬‬
‫و رس اّلِل ‪{: ‬اتق ا اّلِل في ال ا فإن‬ ‫ال ج‬
‫بأمان اّلِل واس لل ف وج ب ل ة اّلِل ول عل‬ ‫أخ ت‬
‫وك ت بال ع وف}() و انعق ا ج ا على وج‬ ‫رز‬
‫ا نفا على ال وجة ول ي ال في ل أح ()‬
‫وني وال عل ع بع‬ ‫ع اد ال عل ا ل‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جامعة ال ل ف‬
‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫صحيح البخاري‪ ،‬كتاب المغازي‪ ،‬باب كتاب النبي ‪ ‬إلى كسرى وقيصر ‪ ،‬رقم ‪ ،4428‬وكتاب الفتن‪ ،‬بااب ‪15‬‬ ‫(‪)199‬‬
‫‪ ، 200‬رقم ‪7099‬‬
‫عمل المرأة في الميزان للدكتور البار (ص ‪ )87‬وما بعدها بتصرف‪.‬‬ ‫(‪)201‬‬
‫المرأة بين الف ه وال انون ن الًًً عن اإلسالم والحضارة العربية لكرد علي (‪.)92 2‬‬ ‫(‪)202‬‬
‫المرجع السابق (ص ‪.)289‬‬ ‫( )‬
‫‪13‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫ال ام اإلج اعي في اإلسالم‬


‫وال فقة على ال وجة‪ :‬ي واج ة باالح اس ال بالفق ا اّلِل تعالى‪ :‬وَعلَى‬
‫[ ن ال وجة‬ ‫الْ َ ْلُ دِ لَ ُ رِزْ ُ ُ َّ وَكِ ْ َتُ ُ َّ بِالْ َعْ ُوفِ ]‪ ‬ال ق ‪:‬‬
‫نف ا للق ام ب ون ال و وا والد ورعاية ال‬ ‫تف غ أو ات ا وت‬
‫ام ا‬ ‫وك‬ ‫()‬ ‫وا س وت ة ال اخ ال اس ل ا سع و ان ة‬
‫يق ي ال واب االج اع ة وي ق ال اف ا س ي‬
‫عات غ ا سالم ة‬ ‫و ا ال ي تق م خالف ما عل الع في ال‬
‫عل ا‬ ‫ح ام ال و م إعالة ال وجة ب أي م القان ن وف‬
‫ع لق ة الع‬ ‫أن تع وت ل بال اس ل ع نف ا وت‬ ‫ال‬
‫العال ات‬ ‫وال الد وت‬ ‫ول كان في مق الع ف ب م ال‬
‫ا س ية وك ت ال الت االج اع ة وا خال ة‬
‫وني وال عل ع بع‬ ‫ع اد ال عل ا ل‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جامعة ال ل ف‬
‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫ال ام اإلج اعي في اإلسالم‬


‫ال‬ ‫ز‬
‫زوج ا اعة م لقة في غ مع ة‬ ‫على ال أ أن ت‬ ‫ف‬
‫اّلِل س ا في م ل ا أو في أسل ح ات ا أو في ف اش ا ن‬
‫وج ال اعة م ت ة ال عاون ب ال وج فال ت ق ح ا‬
‫أي ج اعة إال إ ا كان ل ا رئ ي ي ش ون ا وي اف على‬
‫ال ئاسة إال إ ا كان ال ئ م اعا ن في‬ ‫ك ان ا وال تفلح‬
‫ع ة تل ا س وت ع ح ات ا ف ضى‬ ‫ع م اع مف‬

‫وني وال عل ع بع‬ ‫ع اد ال عل ا ل‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جامعة ال ل ف‬


‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫‪10‬‬
‫الدكتور‪ /‬حمد بن سالم المري (سلم‪ )1047047‬النظام االجتماعي في االسالم‬

‫اهلل‬ ‫ب‬

‫وني وال عل ع بع‬ ‫ع اد ال عل ا ل‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جامعة ال ل ف‬


‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬ ‫‪King Faisal University‬‬

‫م تحياتي الدكتور ‪ /‬حمد بن سالم آ دماغ المري‬


‫ال يستغني من دعائكم ‪ ,‬و هللا يوفقكم‬
‫( المراجع ال ضكتب المعتمدة في خطة كلية اآلداب في البداية ) ‪.‬‬

‫‪10‬‬

You might also like