You are on page 1of 123

0

‫مخترعـون‬
‫صغـار‬

‫ميحرلا نمحرلا هللا‬ ‫بسم‬


‫حقوق الطبع محفوظة‬

‫المملكة األردنية الهاشمية‬


‫رقم اإليداع لدى دائرة المكتبة الوطنية‬
‫( ‪8002 / 7 / 1281‬‬

‫‪1‬‬
‫‪211 ، 297‬‬
‫أبو عراق ‪ ،‬سعادة عودة‬
‫مخترعون صغار ‪ /‬سعادة عودة أبو عراق‬
‫‪ -‬الزرقاء المؤلف ‪8002 ،‬‬
‫)ص‪.‬‬ ‫‪( -‬‬
‫‪ -‬ر‪ .‬إ ‪) 8002 / 7 / 1281 ( :‬‬
‫‪ -‬الواصفات ‪ / :‬القصص العلمية ‪ /‬أدب أطفال ‪ /‬األطفال ‪/‬‬
‫* تم إعداد بيانات الفهرسة والتصنيف األولية من قبل دائرة المكتبة الوطنية‬

‫أدب تفكير علمي‬

‫مخترعون‬
‫صغار‬

‫‪8‬‬
‫سعادة أبو عراق‬

‫طبع بدعم من أمانة عمان الكبرى‬


‫‪8002‬‬

‫ميحرلا نمحرلا هللا‬ ‫بسم‬

‫‪1‬‬
‫مقـــدمة‬
‫أكون ممتنا إن سمح لي القيارأ أن أب يه لير حيرتي إ اء‬
‫تصنيف هذا الكتاب ‪ ،‬فهو ليس قصصيا قصييرة ر يم أنير ي يذ‬
‫من عناصرها الكثير ‪ ،‬وليس كتابا لألطفال ر م أنر يتكلم عنهم‬
‫‪ ،‬ويتخييذ عقييولهم م اليير ‪ ،‬وليييس حييوارات إفغطونييية ‪ ،‬ر ييم‬
‫اقترابر منها ‪ ،‬وليس أدبا علميا ر يم ب يطر لكثيير مين العليو ‪،‬‬
‫وال كليير ييياال علميييا ومحيياورات فكرييية ‪ ،‬بييل هيي نصييوص‬
‫تحوي كل ما سبق ‪.‬‬
‫وبمييا أنهييا كييذلن ‪ ،‬فييصن أي توصيييف أو تصيينيف ليين يكييون‬
‫دقيقا كما ينبغ ‪ ،‬فحاولت أن أبحث عن هوية لها ‪ ،‬فوجدت ف‬
‫التفكير العلم الذي ساد المقيابغت ناظميا مريتركا لهيا ‪ ،‬ليذلن‬
‫كثييرا إ ا ميا وصيفت هيذل النصيوص ب نهيا أدب‬ ‫فصنيلن أجيا‬
‫تفكير علم ‪ ،‬وأرجو أن أكون قيد ول يت بابيا ال أدري إن كيان‬
‫مررعا من قبل أ ال ‪.‬‬
‫وال يفيييوتن التنويييير بييي ن ميييا ورد فييي هيييذا الكتييياب مييين‬
‫ا تراعييات وابتكييارات لي ييت صييحيحة بالأييرورة ‪ ،‬أو قابليية‬
‫للتنفيذ ‪ ،‬أو أ‪،‬ها على قدر من األهميية بمكيان ‪ ،‬إنميا هي نميا‬
‫حيييية لمحييياوالت فكريييية يمكييين لهيييا أن ترسييي لمبيييادأ التفكيييير‬
‫العلم الذي ن عى إلير ‪.‬‬

‫وال يأير هذل النصوص ‪ ،‬أنهالي ت جميعها جدييدة عليى‬


‫هن القارأ ‪ ،‬فيبع منهيا ظهير بعيد و يع األفكيار األساسيية‬

‫‪4‬‬
‫لمخطوطة هذا الكتاب عا ‪ ، 1991‬فمنحن اال تباط ال ميل ‪،‬‬
‫وبع منها لم أكن عالما بوجودل ‪ ،‬ف عتذر عن جهل ‪ ،‬وأبقي‬
‫عليها كنمو للتفكيرالعلم المنتج ‪.‬‬
‫وإن ألرجو من هللا أن يكون قيد ألهمني عميغ أ ياب عليير‬
‫بعد أن ينقطع عمل‬

‫سعادة أبو عراق‬


‫الزرقاء ‪8002‬‬
‫منزل ‪058255202‬‬
‫محمول ‪0795991911‬‬
‫ص ب ‪1180‬‬

‫ال ـزء األول‬

‫‪5‬‬
‫‪ – 1‬مدرسة المخترعين‬

‫‪ 1‬ـ بديل للخشـب‬

‫‪ 8‬ـ معدن الصفات الكثيرة‬

‫‪ 1‬ـ توسع عامودي‬

‫‪ 4‬ـ الري بالترشيح‬

‫‪ 5‬ـ مخترع بال اختراع‬

‫‪2‬‬
‫مدرسة المخترعين‬
‫اليو ‪ ،‬سو تقرر هذل الل نة من المختصين ‪ :‬من هم‬
‫الطلبة اللذين يمتا ون بقدرة االبتكار ‪ ،‬ل نة ج ء بها من‬
‫ال امعات لتختار طلبة لمدرسة المبنكرين ‪ ،‬مدرسة طال‬
‫(مدرسة المخترعين أ مدرسة‬ ‫النقاش حول اسمها‬
‫المبتكرين ؟ ) ايهما أعم ؟اال تراع أ االبتكار ‪ ،‬لكنهم اتفقوا‬
‫على أن ال ينت ب إليها إال من قد ا تراعا او اكترافا ‪ ،‬أو‬
‫أبدى فكرة مميزة ‪ ،‬متبعا األسلوب العلم والتفكيرالمنه‬
‫‪5‬‬ ‫‪.‬‬
‫الطلبة ف ال احة المعروشبة ‪ ،‬يت ا بون أطرا‬
‫الحديث ‪ ،‬ربما لبناء ج ور المودة والتعار ‪ ،‬ربما لخف‬
‫التوتر وك ر االنفعال ‪ ،‬ال يحاول أحد أن يتكلم بتفصيل عما‬
‫يدور ف لدل ‪ ،‬ربما ال ير ب ف أن يعكر صفو هنر ‪.‬‬
‫الل نة تناقش الطريقة المثلى لتنظيم المقابغت ‪ ،‬لعلهم‬
‫أصيبوا بكثير من الدهرة واالرتباك ‪ ،‬وهم ينظرون من‬
‫النافذة إلى هذل ال موع من الطلبة ‪ ،‬لم يصدقوا أن لدينا كل‬
‫هؤالء العباقرة الصغار‪ ،‬التواقين إلى د ول المدرسة ‪ ،‬إنهم‬
‫يواجهون اآلن مهمةلي ت بالعادية ‪ ،‬وحرجا كبيرا ‪ ،‬إنهم‬
‫كالمنقبين ف مناجم الماس ‪ ،‬يحتاجون إلى كثير من الخبرة‬
‫والمهارة ‪ ،‬والحدس العظيم ‪ ،‬لنبذ الح ارة وانتقا‬
‫ارة مؤلمة أن ترم درة حقيقية ‪،‬‬ ‫ال واهر ‪ ،‬فكم ه‬
‫وكم هوالخط فادح أن تحتفظ بح ر ال ي اوي شيئا ‪.‬‬
‫لصعوبة المهمة ‪ ،‬ج ء بهؤالء االساتذة باكرا من مكاتبهم‬
‫ف ال امعات ‪ ،‬معظمهم ابي شعر رأسر ‪ ،‬وكلهم عركتر‬
‫ال نون ‪ ،‬وامتألت أدمغتهم بالمعار المتنوعة ‪ ،‬فهم منذ‬

‫‪7‬‬
‫غ ين سنة وهم يطالعون ويكتبون ويدرسون ويخرجون‬
‫أفواجا من ال امعيين ‪ ،‬ك ن لم يبق ش ء لم يقرأول أو يعلمول ‪،‬‬
‫ومع لن يدركون اليو المركلة الت يواجهونها ‪ ،‬فمن ال هل‬
‫أن ت ِم شخصا بالعبقرية إع ابا وتر يعا‪ ،‬لكن من الصعب أن‬
‫تقرر اآلن أين هو ف سلم العبقرية‬
‫ولك يكونوا مو وعيين ف أحكامهم ‪ ،‬انهمكوا مليا ف‬
‫و ع المعايير الت تحكم اإلنتقاء والتقييم ‪ ،‬وجدة الفكرة ‪،‬‬
‫ومنهج التفكير ‪ ،‬والفرادة العلمية والعملية ‪ ،‬ومدى داللتها على‬
‫العبقرية المكنونة ‪ ،‬ومدى فائدتها للم تمع وحاجة الناس إليها‬
‫‪.‬‬
‫ف الخار ما ال التوتر سائدا ‪ ،‬الطلبة ينتظرون ‪،‬‬
‫يرافقهم ووهم ف حالة من الترقب الرديد ‪ ، ،‬بعأهم جاء‬
‫ب يارة فارهة‪ ،‬وآ رون جاءوا ب يارة أجرة ‪ ،‬وهناك من جاء‬
‫بالحافلة الت تمر بعيدا من هنا ‪ ،‬ال طبقة اجتماعية تحتكر‬
‫وحدها الذكاء ‪ ،‬وال عائلة وال منطقة ‪ ،‬فعدالة هللا قأت‬
‫بالم اواة بين ال ميع ‪.‬‬

‫استلمت الل نة قائمة المتقدمين للمناف ة ‪ ،‬إنهم يربون على‬


‫غ ين إسما ‪ ،‬بينهم مس فتيات ‪ ،‬وهذا أفرح الدكتورة سلوى‬
‫عأو الل نة ‪ ،‬فصاحت ك نها عثرت على كنـز‪:‬‬
‫ـ الفتيات مس !!! ن بة ال ب س بها ‪.‬‬
‫لم تعلق الل نة على هذل المغحظة الحارة فهم يدركون أن‬
‫المرأة ال تقل ابداعا عن الرجل ‪ ،‬وأن ماري كوري لي ت حالة‬

‫‪2‬‬
‫شا ة ‪ ،‬لكنهم يدركون أيأا أن عوامل اإلحباط أكثر العوامل‬
‫وط ة عليها‪ ،‬والظرو أكثر أ را وفعالية ف تركيل شخصيتها‪.‬‬
‫وأ يرا أطل الدكتور راشد عبدالحفيظ ـ رئس الل نةـ من‬
‫الررفة ‪ ،‬ليقد ترحيبر ‪ ،‬ويبدي سرورل‪ ،‬ويعرفهم على أعأاء‬
‫الل نة الذين وقفوا ب انبر ‪ ،‬كانت هي تهم توح بالثقة ‪ ،‬وتبعث‬
‫على الر ى واإلع اب ‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد بلغة رصينة ونبرة ابوية ‪:‬‬
‫ـ أقد لكم نف أوال ‪ ،‬أنا الدكتور راشد عبد الحفيه ‪ ،‬عميد‬
‫كليـة التربية وهذا ميلنا ف كلية الهندسة الدكتور المهندس‬
‫عبدهللا ‪ ،‬أما ميلتنا الدكتورة سلوى أو كما تعرفونها ماما سلوى‬
‫‪ ،‬فه المختصة بادب الطفل‪ ،‬وأ يرا ميلنا الدكتور عصا ‪،‬‬
‫أستا علم النفس التربوي ‪.‬‬
‫ينتظرون كل هذل الود الصادر عن االكف‬ ‫صفق ال ميع لهم وما كانوا‬
‫والحناجر ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫بديل للخشب‬
‫انييدفع رفيييق مصييطفى الهثييا ‪ ،‬الييى قاعيية المقابليية ‪ ،‬فقييد‬
‫ا بر ا ير وصيولر ‪ ،‬ان دورل قيد حيان ‪ ،‬د يل كالملهو ‪،‬يتي به‬
‫الواحيييا بغسيييتيكية ‪ ،‬مختلفيييـة االطيييـوال واالشيييكال ‪ ،‬بيييدا مييين‬
‫مظهرل الطفيول انير صيب يعميل في من يرة ‪ ،‬الحيظ اليدكتور‬
‫راشد ارتباكر فقال لر ‪:‬‬
‫_ على مهلن يا رفيق …؛ ما ا تحمل يا ترى ؟‬
‫قال وما الت انفاسر متقطعة ‪:‬‬
‫_ انها الواح ‪ ،‬الواح من البغستين ‪ ،‬بديلة أللواح الخرب‬
‫ابت م لر مر عا وقال ‪:‬‬
‫_ اجلس ‪ ،‬وحد نا عن فكرتن العظيمة ‪.‬‬
‫استر ى وكانر انهى سباقا للمرا ون وقال ‪.‬‬
‫_ لقد سمعت يوما مقاوال للبناء يريتك ‪،‬مين اسيعار الخريب‬
‫المرتفعيية‪،‬فقلت ف ي نف ي ؛ امييامن بييديل ؟ لكيين ال ادري كيييف‬
‫طر بذهن البغستين ‪ ،‬ربما الن شياهدت الكثيير مين اال يا‬
‫الخرب ‪ ،‬وقد صار يصنع من البغستين الكراس ‪ ،‬الطياوالت‬
‫‪ ،‬الخيييزائن ‪ ،‬االسيييرة ن العصييي ‪ ،‬البرامييييل ‪ ،‬فلميييا ا ال يكيييون‬
‫بديغ لخرب البناء ؟‬

‫قال الدكتور عبد هللا ‪:‬‬


‫_ لكن البغستين ليس ار ص من الخرب ‪.‬‬
‫_ ولكنر سيكون بديغ ا ا ما ارتفعت اسعار اال راب كثيرا ‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد ك نر يما حر ‪:‬‬
‫_ انت ال لت طالبا ‪ ،‬فما ه برتن في صيناعة البغسيتين‬
‫؟‬

‫‪10‬‬
‫_ اب عندل مصنع للبغستين ‪ ،‬وهو مهندس ايأا ‪.‬‬
‫_ اآلن فهمييت ‪ ،‬البييد ان يكييون وجييودك ف ي مصيينع ابييين ‪ ،‬قييد‬
‫جعلن ت توح منر افكارك او ت تلهمها ‪.‬‬
‫لم ير ان يخييب ظنير ب يواب مباشير ‪ ،‬فقيال ‪ _ :‬ان اليذي‬
‫دفعنيييي لييييذلن ‪ ،‬مخلفييييات البغسييييتين الملقيييياة فيييي الرييييوارع ‪،‬‬
‫واالميياكن العاميية ومييا تمتلييىء بيير اكييوا القماميية ‪ ،‬لقييد اصييبح‬
‫البغستين مصدر تلو للبيئة ‪ ،‬وها انا قد صينعت هيذل االليواح‬
‫من نفايات البغستين قالت الدكتورة سلوى باع اب وتر ع‬
‫_ رائع منين ان تفكير بالبيدائل ألي شيي …‪ ،‬فالبيديل ييرة‬
‫البييد منهييا الوقييات الحاجيية ‪ ،‬ورائييع ايأييا ان تفكيير بصسييتخدا‬
‫النفايات الملو ة للبيئة ‪.‬‬

‫قال الدكتور عصا ك نر يتلهف لرؤية االلواح ‪:‬‬


‫_ اننا لم نعاين هذل االلواح ‪ ،‬هاتها لنرى ‪.‬‬
‫_ تبادل اعأياء الل نية االليواح ‪ ،‬كانيت بمقياييس االليواح‬
‫الخربية الم تخدمة للبنياء ‪ ،‬بهيا نفيس العيروق ‪ ،‬ولهيا العدييد مين‬
‫االطوال ‪ ،‬مصممة الستعماالت مختلفة ‪ ،‬مقواة باعصاب دا ليية‬
‫متصالبة ‪ ،‬لتقاو بها عوامل الك ر وااللتواء واالنحناء ‪ ،‬وعليها‬
‫مواقع محتملة لدق الم امير بااللواح ‪.‬‬
‫_ ومن قا بتصميم القوالب ؟ انت ا ابوك ؟‬
‫_ ابييي … انييير مهنيييدس ‪ ،‬وعنيييدل مهندسيييون يعمليييون فييي‬
‫المصن _ يبدو ان ابياك قيد صير الكثيير عليى التصيميم ‪ _ .‬فعيغ‬
‫… فهييو حييريص علييى تري يع وانييا اشييكرل علييى ليين ‪ ،‬فقييد اطلييق‬
‫يييييدي فيييي المصيييينع ‪ ،‬ا نيييياء العطليييية الصيييييفية ‪ ،‬كييييان الفنيييييون‬
‫ي ييت يبون الفكيياري ويتفهمييون تصييورات ‪ ،‬يرييرحون ل ي ميياال‬
‫اقوى على فهمر ‪ ،‬عرفت ان هناك طيريقتين لصيناعة البغسيتين‬

‫‪11‬‬
‫‪ ،‬طريقة الأغه وطريقية الينف ‪ ،‬وعلميت ان اقيل حبية رميل او‬
‫رة تراب ‪ ،‬او شائبة ‪ ،‬ف صهارة البغستين ‪ ،‬تتلف العميل كلير‬
‫‪ ،‬لقد كان استخدا بغستين النفايات صعبا ‪.‬‬
‫قال الدكتور عبدهللا ‪:‬‬
‫_ لما ا لم يرافقن ابوك الى هنا ؟‬
‫لقد ارادن ان اكون لوحدي ‪ ،‬فانا ما عدت صغيرا ‪.‬‬
‫سر من هذل الثقة فقال مغبطا ‪:‬‬
‫_ فعغ … لقد كان على حق ‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد‪:‬‬
‫_ وهييييل لييييدين فكييييرة عيييين الملكييييية الفكرييييية ‪ ،‬او بييييراءة‬
‫اال تراع ؟‬
‫_ نعم … وانا بصدد ت يل اال تراع باسم ‪.‬‬
‫قال الدكتور عصا ‪:‬‬
‫_ وهل قمت بت ريب هذل االلواح ف اعمال البناء ؟‬
‫_ نعييم … جربتهييا ف ي ورشيية ييال ‪ ،‬لكيين العمييال كييانوا‬
‫بحاجة الى تدريب كا ‪ ،‬لك يح نوا استخدامر ‪.‬‬
‫_ جيد … وهل انت راض عن عملن ؟‬
‫_ اعتقد ان قدمت عمغ يمكن ان مفييدا ‪ ،‬او بيديغ للخريب‬
‫‪ .‬ا افت الدكتورة سلوى‪:‬‬
‫_ ومنظفا للبيئة ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫معدن الصفات الكثيرة‬
‫انر فوا عبد الحميد ‪ ،‬يد ل مفعم الحيوية والنراط ‪ ،‬يذرع‬
‫الم افة بخفة راقص بالير ‪ .‬واتزان بهلوان ‪ ،‬شخصية وا قة‬
‫جريئة ديناميكية ‪ ،‬لم يكن طويغ وال سمينا لكنر و شكل جذاب‬
‫‪ .‬كانو يحملقون بر حين اقتراب منهم ‪ ،‬لم تحرجر النظرات ‪،‬‬
‫توقف ‪ ،‬وما كان يحمل شيئا ‪ ،‬صافحهم واحدا واحدا وهو يقول‬
‫‪:‬‬
‫_ انا فوا عبد الحميد ‪.‬‬
‫_ اهغ بن يا فوا ‪ ،‬ما ا احأرت معن ‪.‬‬
‫قال الدكتور عصا ‪:‬‬
‫_ ان روحييين المعنويييية عاليييية ‪ ،‬البيييد ان تكيييون افكيييارك‬
‫وا حة ‪.‬‬
‫_ علىالعكس انها افكار ير مكتملة ‪ ،‬انها مراريع افكار ‪.‬‬
‫_ ماه افكارك ؟‬
‫_ حاولت ان اجد انواعا جديدة من البغستين ‪.‬‬
‫_ وما هذل االنواع ‪.‬‬
‫_ الحظت ان البغستين اصبح يحل محل كثير من‬
‫المعادن والمواد ‪ .‬ولوال وجود البغستين ‪ ،‬لفقدنا كثيرا من‬
‫المعادن ‪ ،‬وارتفع سعرها كثيرا ‪ .‬وصار سعرها ياليا ‪.‬‬
‫_ وهل كان هذا مبعث تفكيرك ؟‬
‫_ ربما … ‪ ،‬ولكن وجدت ان البغستين ليس لر صفات‬
‫محددة ‪ ،‬الوانر ير محددة ‪ ،‬صغبتر متفاوتر ‪ ،‬صائصر‬
‫كثيرة ‪ ،‬انر معدن الصفات الغ نهائية ‪.‬‬
‫_ ان مغحظاتن مهمة ‪ ،‬ولن قدرة على تحديد التعريفات‬
‫الراملة ‪ .‬لغشياء ‪ ،‬وانها احدى سمات المخترعين والمكترفين‬
‫‪ ،‬واحدى م تلزماتهم ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫قال وكانر يعالج واياهم مركلة مرتركة ‪.‬‬
‫_ اال تيرون ‪ ،‬ان البغسيتين قييد ا يذ ميين الزجيا شييفافيتر ‪،‬‬
‫وميين ال ييواهر تأللؤهييا ‪ ،‬وميين العييا ق يياوتر وبيا يير ‪ ،‬وميين‬
‫الفوال صغبتر ‪ ،‬ومن االسفنج ليونتر ‪ ،‬وحل محل الخريب في‬
‫اال ييا المنزليي ‪ .‬اال يييدفعنا هييذا الييى البحييث عيين صييائص‬
‫ا رى نأفيها علير ؟‬
‫الحظت الدكتورة سلوى الله ة الحميمة ‪ ،‬والتعبير المتقن‬
‫‪ ،‬والمنطق االسر ‪ ،‬فقالت ‪:‬‬
‫_ هذا تفكير قياس رائع ‪ ،‬يقو على االحتماالت المنطقية‬
‫‪.‬‬
‫قال الدكتور عصا ‪.‬‬
‫_ وما هذل الخصائص الت تريدها ؟‬
‫_ اظن اننا بحاجة الى بغستين موصل للكهرباء ‪ ،‬انها اصية‬
‫ت علنا ن تغن عن مغيين االطنان من النحاس وااللمنيو ‪،‬‬
‫والحديد الم تخد كموصغت للكهرباء ‪.‬‬
‫_ ممتا …‪ .‬وهل تعتقدان ان هذا سهل التحقيق‪.‬‬
‫_ اعر انر م تحيل ف هذل االيا ‪ ،‬اال انن ا مع‬
‫دراسة الهندسة الكيماوية وان اتخصص بالبغستين ‪ ،‬لعل‬
‫انفذ ما اريد ‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد ‪.‬‬
‫_ رائع … انن لم تكتف بالحلم او ن ج الخيال ‪ ،‬بل تخطه‬
‫تخطيطا سليما ‪.‬‬
‫اراد ان يكمل شرح افكارل فقال ‪:‬‬
‫_ وهناك صفات ا رى يمكن ان تكون لر ‪ ،‬كخاصية‬
‫الفخار الم امية ‪.‬‬
‫حاول الدكتور عبد هللا ان ي بق القول ‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫_ لعلن استعر ت صائص المواد ‪ ،‬فوجدت الخواص‬
‫الفخارية ‪ ،‬لكن الفخار ال ينأب كالنحاس ‪.‬‬
‫_ ال … لقد كان االمر مختلفا ‪ ،‬وطريقة ا رى لغستنتا‬
‫‪ ،‬فقد الحظت ان للبغستين اصيتين ‪ ،‬اصية الصغبة ‪،‬‬
‫والخاصية الر وية االسفن ية ‪ ،‬فلما ا ال يكون هناك بغستين‬
‫صلب ر وي ‪ ،‬وعندها سيكون كالفخار ‪ ،‬صلب م ام ‪.‬‬
‫صاح الدكتور عصا كانر عثر على الكنز الذي يريد‪:‬‬
‫_ ان لن العقل العلم الذي نبحث عنر ‪.‬‬
‫انتابر ش من التوا ع المروب بالخ ل ‪.‬‬
‫_ شكرا يا استا ي ‪ ،‬انن ت علن ابالغ ف تقدير نف ‪.‬‬

‫_ انا ال اجاملن … انن رائع حقا ‪.‬‬


‫قال الدكتور عبد هللا معقبا ‪:‬‬
‫_ بالطبع ‪ ،‬ان البغستين الفخاري ‪ ،‬او الفخار البغستيك‬
‫سو ال ينك ر كالفخار ‪.‬‬
‫قال الدكتور عصا ‪:‬‬
‫_ ا برنا … هل لدين معلومات عن البغ ستين ‪.‬‬
‫_ ليس لدي الكثير ‪ ،‬كل ما اعرفر انر من منت ات‬
‫البترول ‪.‬‬
‫قالت الدكتورة سلوى ‪:‬‬
‫_ نحن بانتظارالبغستين الموصل للكهرباء ‪ ،‬والفـخار‬
‫البغستيك ‪ ،‬ال ادري ان كنت ستقوى على انتا الذهب من‬
‫البغستين فتكون جابر بن حيان العصر ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫توسع عامودي‬
‫كانت المفارقية طريفية حينميا نيادوا عليى الفتيى جهياد‬
‫عبد اللطيف فد لت الفتاة جهياد عبيد اللطييف ‪ ،‬مفاجي ة افرحيت‬
‫الييدكتورة سييلوى ‪ ،‬واعطييت دفعيية ميين الحيوييية لل ن ية ‪ ،‬د لييت‬
‫وكلهييا قيية بييالنفس ‪ ،‬قصيييرة القاميية ‪ ،‬مغب ييها ب يييطة انيقيية ‪،‬‬
‫طواتهييا قوييية ‪ ،‬سييريعر ‪ ،‬حينمييا اقتربييت كثيييرا ‪ ،‬استو ييحوا‬
‫الرقة و الراعرية في مرييتها ‪ ،‬كانيت تحميل اشيياء كثييرة ‪.‬‬
‫رحبت بها الدكتورة سلوى ك نها تنتصر لحوا ء ‪.‬‬
‫_ اهغ يا جهاد ‪ ،‬اهغ بالمبتكرة المخترعة !!‬
‫_ وهيييل كنيييتم تظنيييون ان اال تيييراع مقصيييور عليييى‬
‫الرجال فقه؟‬
‫قالتهييا بله يية ادهرييت الحا ييرين ‪ ،‬فقالييت الييدكتورة‬
‫سلوى بود‪.‬‬
‫_ وما ا تراعن يا جهاد ؟‬
‫_ ليس ل ا تراع بالمدلول الصناع الحديث ‪.‬‬
‫هتف الدكتور عبدهللا لهذل اللفتة ‪:‬‬
‫_ اح يينت يييا جهيياد ‪ ،‬اال تييراع ليييس مقصييورا علييى‬
‫الصناعات فقه ‪.‬‬
‫_ اال تييييراع واالبتييييداع قريبييييا المعنييييى ‪ ،‬ويعنيييييان‬
‫االنرياء واالسييتنباط واالشيتقاق‪ ،‬وكمييا جيياء في ل ييان العييرب ‪،‬‬
‫ا ترع الر ‪ :‬ارت لر ‪ ،‬والبديع ‪ :‬هو ال ديد أي الخالق‬
‫_ وانن لأليعة باللغة ‪ ،‬ايأا ‪ ،‬وهيذل مين سيمات العبقريية‬
‫الحقة ‪.‬‬
‫قالت وقد طابت نف ا ‪.‬‬
‫_ انا لم اتكلم بعد عن ابداع ‪.‬‬
‫_ قالت الدكتورة سلوى ‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫_كان البد من ان ننول باهتماماتن اللغوية ‪ .‬وهذا مهم جيدا‬
‫واالن تفأل ‪.‬‬
‫جل ت لتتحد وكانها تغر من اعماق يالها ‪.‬‬
‫_ انييا احييب الزراعيية ‪ .‬مغرميية بزراعيية الزهييور ‪ ،‬مييألت‬
‫الحديقة الصغيرة والريبابين ‪ .‬ليم يبيق مكيان لييس فيير دورق او‬
‫قييارورة ‪ ،‬حتييى الرييبابين مألتهييا ‪ ،‬وحديييد الحماييية علقييت علييير‬
‫الكثير ‪ ،‬والحيطان رصفتها بالرفو ‪ ،‬وو عت عليها اصينافا‬
‫ال تحصى من الورود ‪ .‬والنباتات المت لقة والطبيية والوانيا مين‬
‫الزهييور والرييياحين ‪ .‬وصييارت لوحيية فنييية ‪ ،‬م ييتنبتا لنباتييات‬
‫الزينة ‪ ،‬اق المكان ولم يزل عندي مت ع من المراريع ‪.‬‬
‫_ سر الدكتور راشد من هذا الوصف ال ميل فقال ‪:‬‬
‫_ لقد رسمت لوحة ادبية ‪ ،‬اجمل من حديقة منزلن‪.‬‬
‫اما الدكتور عصا ف راد ان يعطيها بعدا علميا حين قال ‪:‬‬
‫_ ان الزراعة العامودية ‪ ،‬فكرة يابانية معروفة ‪.‬‬
‫شعرت الفتاة بطعنة فية ‪ ،‬فقالت بحدة ‪:‬‬
‫_ انا الاعلم ان اليابانيين ‪ ،‬يزرعون بهذل الطريقة‪.‬‬
‫ادركت الدكتورة سلوى تغير له تها فقالت ‪:‬‬
‫_ اننا ال نقييم جيدة الفكيرة فقيه ‪ ،‬بيل االمتيداد اليذهن اليذي‬
‫يؤهل االن ان لغبتكار ‪.‬‬
‫قال الدكتور عصا م تدركا ط ل ‪:‬‬
‫_ انا لم اقصد اال ان ابين مدى توارد الخواطر واالفكار ‪.‬‬
‫قالت الدكتورة سلوى ‪:‬‬
‫اق المكان بها ‪.‬‬ ‫_ نعود الى مراريعن الت‬
‫ابت مت بارتياح وقالت ‪:‬‬
‫_ طر ببال عربة ات رفو ‪ ،‬تتحرك على ع غت _‬
‫س ريكم صورتها _ مكونة من م ة طوابق ‪ ،‬مألتها ترابا ‪،‬‬

‫‪17‬‬
‫رعتها بال بان والنعناع والبقدونس وال رجير ‪ ،‬دأبت على‬
‫تحريكها من مكان الى آ ر ‪ ،‬ح ب موقع الرمس ‪،‬‬
‫ومقتأيات اال اءة ‪.‬‬
‫ناولهتم البوما من الصور ‪ ،‬وقالت ‪:‬‬
‫_ انظروا …‪ .‬الى هذل الصور ‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد ‪.‬‬
‫_ يبدو ان وصفن ال ميل ‪ ،‬ابلغ من صورة آلة التصوير ‪.‬‬
‫قالت الدكتورة سلوى وه تراهد الصور ‪.‬‬
‫_ ما هذل العمارة ‪ ،‬ماهذل الحدائق المعلقة ؟‬
‫_ انها الت ربة االبداعية الت جئت من اجلها ‪ ،‬انها‬
‫النمو الأخم للعربة الزراعية ‪.‬‬
‫الادري كيييف قارنييت بييين رفييو العربيية الخم يية وادوار‬
‫العمييارة الخم يية ‪ ،‬هييذل العمييارة التي بناهييا قريييب لنييا ييم تييوف‬
‫ف ة ‪ ،‬ولم ت يتطع ارملتير واطفالير اكميال البنياء ‪ ،‬بقييت سيقوفا‬
‫واعمييدة قارنييت بييين الهيكلييين ‪ ،‬قلييت ‪ ،‬مييا ا لييو مألنييا االسييطح‬
‫بييالتراب ‪ ،‬و رعناهييا بالنباتييات ؟ فكييرة ‪ ،‬وجييدت ميين ي ييت يب‬
‫لها ‪ ،‬است ابت ل ان المرأة ف المنطقة ‪ ،‬ول ان حماية البيئية ‪،‬‬
‫ومديرية الزراعة بالمنطقة ‪ ،‬و عنا ترابا عليى كيل االسيطح ‪،‬‬
‫رعت كل طابق بنوع من النباتيات ‪ ،‬كانيت م ياحة كيل طيابق‬
‫ييغ مائيية متيير تقريبييا ‪ .‬فاصييبحت الم يياحة المزروعيية الييف‬
‫و مس مائة متر ‪ .‬لقد انت يت هيذل الم ياحة مين الميال ميا سيدد‬
‫اجيييرة البنييياء ‪ ،‬وا ميييان البيييذور واالسيييمدة والمييييال ‪ ،‬لقيييد كيييان‬
‫مرروعا ناجحا ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫قال الدكتور راشد ‪ ،‬وهو مغتبه بت ل ل افكارها ‪،‬‬
‫وترابطها ‪ ،‬وحغوة حديثها ‪:‬‬
‫_ صدق ادي ون حينما قال ‪ ( :‬لي ت الفكرة اال واحدة‬
‫بالمئة من اال تراع اما ال ‪ %99‬منر فهو جهد وعمل )‬
‫اليكف ان ن مع ان اليابانيين قد فعلوا شيئا او قالول ‪ .‬فالت ربة‬
‫ف اية فكر‪ ،‬ما ه اال ا تراع موا ‪ ،‬لر هويتر ال ديدة‬
‫المتميزة ‪ .‬انر توسع عامودي ‪ ،‬فكرة نأاعف بها م احة‬
‫االرض المزروعة ‪ ،‬انها فكرة رائدة ‪ .‬وما ال الوقت مبكرا‬
‫على تطبيقها ‪ ،‬فه احدى احتماالت الزراعة ف الم تقبل ‪.‬‬

‫الري بالترشيح‬
‫يد ل القاعة رجيل كبيير ‪ ،‬ت ياو الثغ يين ببأيع سينين ‪،‬‬
‫مريتر قويية ‪ ،‬ومغب ير رينة ‪ ،‬هيو _ بالت كييد _ لييس طالبيا ‪،‬‬

‫‪19‬‬
‫يحمل اشياء فخارية ‪ ،‬اشبر باألباريق او الرربات ‪ ،‬يتبعر فتيى‬
‫يحمل ات االشياء ‪ ،‬لعل المت ابق هو الفتى وليس االب ‪ ،‬القى‬
‫التحية من بعد ‪ ،‬دنا ‪ ،‬و يع ميا بييدل عليى الطاولية ‪ ،‬يم صيافح‬
‫االربعة ‪ ،‬وهو يقول ‪:‬‬
‫_ انا فا ل عبد النب ‪ ،‬وهذا ولدي سفيان ‪.‬‬
‫_اهغ وسهغ ‪ ..‬تفأل ‪.‬‬
‫_ لقد جئت مع ولدي ‪ ،‬هل من اعتراض ؟‬
‫_ قال الدكتور راشد ‪:‬‬
‫_ ان كانت هناك رورة ‪ ،‬فغ مانع ‪.‬‬
‫قال الرجل وك نر يت لم ‪:‬‬
‫_ ولدي اليقوى على النطق ال يد ‪ ،‬ليس ا رس ‪،‬‬
‫لكنر بط ء الكغ ‪.‬‬
‫كان عذرا مقبوال ‪ ،‬وحنانا فائأا من اب يقدر موهبة‬
‫ابنر ‪ ،‬اع بت الل نة بموقفر ‪ ،‬اال انر قال ‪:‬‬
‫_ س تركر يعبر كيفما يراء ‪ ،‬واتد ل عند اللزو ‪.‬‬
‫وهذا موقف رائع ايأا ‪ ،‬فغ ينبغ ان يعز عندل‬
‫شعور النقص ‪ ،‬سيعينر وال ينوب عنر ‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد ‪:‬‬
‫_ ما هذا الذي تحملر يا سفيان ‪.‬‬
‫قال سفيان بعد محاوالت للنطق ‪.‬‬
‫_ نروي فيها …‪ ،‬ترشح م …‪ ،‬وت ق الر ر ‪.‬‬
‫قال االب ‪:‬‬
‫_ انر طريقة للري بالترشيح ‪ ،‬طريقة ابتدعها ابن هذا‬
‫‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫لم يتوقعوا ان ي ت مخترع بر اعاقة نطقية ‪ ،‬ر م انهم‬
‫جميعا اليرون عغقة سببية بين النطق ال يد والتفكير ‪ ،‬قال‬
‫الدكتور راشد وهو يتفحص هذا الر ء الذي يربر االرجيلة ‪:‬‬
‫_ اشرح لنا كيف يعمل هذا الر ء ‪.‬‬
‫_ انر اسلوب جديد للري ‪ ،‬نأع هذا الدورق‬
‫الفخاري ف الحفرة عند الزراعة ‪ .‬تزرع الر يرة فوقر او‬
‫ب انبر ‪ ،‬تدفنان معا ‪ ،‬تبقى فتحة االنبوب فوق سطح التربة ‪،‬‬
‫يصب منها الماء ‪ ،‬يرشح الفخار الماء ببهء ‪ ،‬يت رب عبر‬
‫التربة يبقيها رطبة حول ال ذور ‪ ،‬اننا ن ق من االسفل كما‬
‫ترى‬
‫_ كيف فكرت بهذا لغسلوب ؟‬
‫_ انا لم افكر ‪ ،‬ابن الذي فكر ‪ ،‬شياهد يوميا بقعية مياء‬
‫تت ع ف ارض الحديقية ‪ ،‬ليم تكين عيين مياء ‪ ،‬بيل انبيوب المياء‬
‫الييذي بييدأ يتلييف ‪ ،‬كييان ريييا لطيفييا متواصييغ ‪ ،‬راح سييفيان يثقييب‬
‫انابيييب الييري ‪ .‬ويييدفنها علييى عمييق ب يه‪،‬تصيينع بقعييا رطبيية‬
‫‪،‬انبتييت فوقهييا كييل البقوليييات ‪ ،‬لكنهييا لييم تصييل جييذور االش ي ار‬
‫العميقة ‪ ،‬وهكذا وجد سفيان نف ر اما مركلة البد من حلها ‪.‬‬
‫_ هل هذا صحيح يا سفيان ‪.‬‬
‫هز سفيان رأسر بقوة ‪ ،‬واصدر صوتا يدل على الموافقة ‪.‬‬
‫_ تابع االب قولر ‪:‬‬
‫رأيتر يحفر ب انب ش يرة صغيرة ‪ ،‬ويأع علبة‬
‫صفيح كبيرة ‪ ،‬كانت مثقبة ف ال انب ال فل ‪ ،‬كان يصب‬
‫فيها الماء ‪ ،‬فيت رب ببهء الى ال ذور ال فلية ‪ ،‬اال ان التحكم‬
‫بكمية الماء كانت صعبة ‪.‬‬
‫_ وكيف اهتديتم الى الفخار ؟‬

‫‪81‬‬
‫ـ الادري كيف اوحت شربة الفخار الى سفيان ‪ ،‬ربما‬
‫النها كانت ترشح بغزارة ‪ ،‬وبركل منتظم ‪ ،‬رأيتر يدفنها‬
‫ب انب ش يرة الورد ‪ ،‬وجدنا االمر مدهرا ‪ ،‬ظلت التربة‬
‫رطبة مدة طويلة ‪ ،‬اكتفت بلترين من الماء وما كانت لتكتف‬
‫بهما يوميا ‪ .‬قالت الدكتورة سلوى ‪:‬‬
‫ـ ما ا تفعل ا ا ما ان دت م امات الفخار ؟‬
‫_ ال ادري … ؟ لقد استخدمت نما من البغستين ‪،‬‬
‫قبنا كما ارت ينا انها صالحة ‪ .‬لكننا الندري متى تتكلس‬
‫م اماتها وتن د ‪.‬‬
‫قال الدكتور عبد هللا ‪:‬‬
‫ـ الم تقوما بت ارب ودراسات ؟‬
‫_ لقد حاولنا باساليبنا الخاصة ‪ ،‬رعنا ف صناديق‬
‫جاجية رأينا كيف يت رب الماء وتنترر الرطوبة ‪ ،‬وتمتد‬
‫ال ذور ‪ ،‬وكم تحتا من الماء ‪ ،‬واقارن لن مع الزراعة‬
‫العادية ‪.‬‬
‫ا ر البوما من الصور ‪ ،‬ودفتر مغحظات ‪ ،‬قدمر قائغ‪:‬‬
‫ـ لقد كنا نصور كل حالة ‪ ،‬يمكنكم ان تقارنوا الصور ‪.‬‬
‫قال الدكتور عصا ‪:‬‬
‫ـ انها محاولة جادة ‪ ،‬ومبتكرة ‪ ،‬توفر الكثير من ماء الري‬
‫‪ ،‬و اصة ف الحديقة المنزلية ‪ ،‬حيث يرح الماء او ينقطع ‪،‬‬
‫تقلل من التيخر ‪ ،‬وتأبه مقدار الري ‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد ‪:‬‬
‫ـ ولكن هل تصلح هذل الطريقة لب تان يحر بال رار ؟‬
‫وكيف يمكن التعامل مع آال االش ار ؟ ‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫_ الاظن اننا قدمنا عمغ جاهزا ‪ ،‬نحن نقد افكارا اولية‬
‫‪ ،‬ومحاوالت بدائية ‪ ،‬امامنا صعوبات البد ان نذللها بالت ارب‬
‫‪.‬‬
‫قالت الدكتورة ءسلوى ‪:‬‬
‫ـ الندري ‪ ،‬هل نهنئن بابنن ؟ ا نهن ابنن بن ؟‬
‫ارد الدكتور عصا ‪:‬‬
‫ـ نن اب مثال البن مثال ‪.‬‬

‫مخترع بغ ا تراع‬
‫_ لقد ا ترعت سيارة ‪.‬‬
‫قالها الفتى عاصم حين مثل اما الل نة ‪ ،‬ك نر عليى ع لية‬
‫من امرل ‪ ،‬م ارد ‪:‬‬
‫_ انها ف الخار ‪ ،‬تفألوا لتروها ‪.‬‬
‫كان الفتى جادا ‪ .‬فاصرارل على الحأور بمغبس العميل (‬
‫االفرهييول ) يييدل علييى قيية وا ييحة بييالنفس ‪ ،‬واصييرار علييى‬
‫االنتماء ‪ ،‬حتى اطغقر للحية ال الت تنبيت ‪ ،‬لييس اال اسيتع ال‬
‫لرجولة متدفقة ‪ ،‬نظير الييهم وك نير كيان يتوقيع نهو يا فورييا ‪.‬‬
‫بدا من نظراتهم ال انبيية انهيم يتيرددون ال ييدرون ميا يفعليون ‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫ربمييا اسيياء التعبييير ‪ ،‬فليييس الحييد ان يييدع ا تييراع ال يييارة ‪،‬‬
‫لكنهم يعلمون ان لبع الناس هوايات في صيناعة اشيياء مين‬
‫الخييردة ‪ ،‬يملكييون مهييارات صييناعية ‪ ،‬ت علهييم يركبييون االت ‪،‬‬
‫وي معييون قطعييا م ييتعملة ‪ ،‬ي ييرون عليهييا بعي التعييديغت ‪،‬‬
‫من القص واللحم واال افة ‪ ،‬ويعتبرون لن ا تراعا ‪ .‬لم تكين‬
‫الل نة من الق وة ما تخيب بها من امالر ‪ ،‬نهأيوا مين ميواقعهم‬
‫‪ ،‬تحرك امامهم ك نر يقودهم ‪ ،‬لكن فتى صغير الح يم وال ين ‪،‬‬
‫تبدو علير‬

‫سيييماء البييداوة ‪ ،‬مغبييس ر يصيية ‪ ،‬فاقعيية االليوان ‪ ،‬حييذاء‬


‫سقه رباطير ‪ .‬وقيف في جيرأة اميامهم ك نير يطاليب بحيق سيلب‬
‫منر ‪.‬‬
‫_ انا اسيم مهنيد ‪ ،‬قيالوا لي انكيم سي لتم االسيماء ‪،‬‬
‫انا لم اس ل اسم ‪.‬‬
‫_ ا ع ب الدكتور عصا بر وقال لر ‪:‬‬
‫_ لما ا ت رت الى االن ؟‬
‫_ انييا ميين قرييية نائييية بعيييدة ف ي البادييية ‪ .‬لي ييت مي ييورة‬
‫المواصغت‪.‬‬
‫كانت روحر المعنوية عالية ‪.‬‬
‫_ ومن ا برك بالمقابلة ‪.‬‬
‫_ االسيييتا عطيييا هللا ‪ .‬انييير يقيييول لييي دائميييا انييين ستصيييبح‬
‫مخترعا ‪ ،‬هو الذي احأرن ‪ ،‬انر ف الخار ‪.‬‬
‫قالت الدكتورة سلوى ‪:‬‬
‫_ وكيف عير االسيتا عطياهللا انين سيتكون مخترعيا ‪،‬‬
‫ما ا ا ترعت ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫شعر انهم يحاصيرونر ‪ ،‬وان االسيتا عطياهللا كيان يمنيير ‪،‬‬
‫وانر لم يك ب اال الرحلة للعاصمة ‪ ،‬فقال ف نبرة افتة ‪.‬‬
‫_ انا لم ا ترع شيئا ‪.‬‬

‫شعر الدكتور راشد ان الفتى يملن حدسا دا ليا ‪ ،‬جعلر يصدق‬


‫االستا ‪ ،‬فقال الدكتورة وقد دنا منر بود ‪:‬‬
‫_ البي س يييا مهنييد ‪ ،‬نعيير ان ظروفيين البيئييية ال تمكنيين ميين‬
‫اال تراع ولكن من المؤكد ان لدين االستعداد لذلن ‪.‬‬
‫سيير الفتييى مهنييد ‪ ،‬بييدا ليين علييى سييمات وجهيير ‪ ،‬ف ي ر‬
‫الدكتور قلم حبر وقال ‪:‬‬
‫_ ماهذا يا مهند ؟‬
‫‪ -‬انر قلم حبر ‪.‬‬
‫ت يتخدمر‬ ‫_ عظيم … لقد صنع هذا القلم للكتابة ‪ ،‬ولكننيا ن يتطيع ان‬
‫ال راض ا رى ‪ ،‬ك ن ندق بير عليى الطاولية ‪ ،‬نؤشير بير عليى‬
‫شييييي ‪ ،‬ن عيييييل منييييير عغقييييية لرييييي ‪ .‬ارييييييدك ان تكتيييييب لييييي‬
‫االستخدامات الممكن للقلم ‪ .‬ذ القلم ‪ .‬وهيذل الورقية ‪ ،‬واجليس‬
‫واكتب قدر ما ت تطيع من االحتماالت الت تخطر عليى بالين ‪،‬‬
‫وسنرى ما كتبت عندما تعود‪.‬‬
‫جلييس الفتييى حييائرا ‪ ،‬فقييد واجيير مييا لييم يكيين بالح ييبان ‪ ،‬امييا‬
‫الفتى عاصم و االفرهول ‪ ،‬فقيد مأيى والل نية اليى الخيار ‪،‬‬
‫وصيييلوا ال ييييارة ‪ ،‬كانيييت ت ميعيييا الشيييتات مييين القطيييع وتلفيقيييا‬
‫سا جا لغشياء ‪ ،‬يبدو ان العمل اليدوي ‪ ،‬والتقنيية المتوا يعة ‪،‬‬
‫وااللوان الكرنفالية ‪ ،‬صعد الى ال ييارة ‪ ،‬كيان ي ي ها كبييرا‬
‫‪ ،‬وحركتها‬

‫‪85‬‬
‫قيلة متهالكية ‪ ،‬اقيرب اليى سييارة شيابلن ‪ ،‬كيادت ان ت يقه‬
‫اجزاؤها ‪ ،‬كما لو كانت ف فيلم هزل اكملت ال يارة دورتها ‪،‬‬
‫استقرت وسه يمة مين اليد ان والغبيار ‪ ،‬نيزل عاصيم منهيا ‪،‬‬
‫م تبررا بن اح ال ولة فقال الدكتور راشد ‪:‬‬
‫_ ما الذي دعاك الى صناعتها ‪.‬‬
‫_ ال بت اننا ن تطيع ان نصنع ال يارات ‪.‬‬
‫_ وما مدى معرفتن بال يارات ‪.‬‬
‫_ انا ادرس ميكانيكا ال يارات في مدرسية الصيناعة ‪ ،‬وعنيد‬
‫ابى ورشة حدادة وميكانين ‪.‬‬
‫لييم يكيين سييهغ مناقريية منطلقاتيير الفكرييية ‪ ،‬وك يير حماسييتر ‪،‬‬
‫وتثليييم عنفوانيير ‪ ،‬فعلييير ان يصييوب توجهاتيير بنف يير ‪ ،‬ويعمييق‬
‫افكارل مع الزمن ‪ .‬قال لر الدكتور عبد هللا ‪:‬‬
‫ـ اسمع يا عاصم … اال تيراع معنيال ان توجيد شييئا جدييدا ليم‬
‫يكن من قبل مذكورا ‪.‬بمعنى ان يقول لن كيل مين ييرال ‪ ( :‬ماهيذا‬
‫؟) فهييذا هييو االبييداع ‪ ،‬امييا ان تصيينع نمو جييا افأييل ‪ ،‬فهييذا هييو‬
‫التح ييين ‪ ،‬ولكيين مييا عملتيير ليييس ابييداعا وال تح ييينا ‪ ،‬فرييركات‬
‫ال ييييارات ‪ ،‬تنفيييق المغييييين لتح يييين صيييناعتها ‪ ،‬م نيييدة اآل‬
‫المهندسييين ‪،‬انييا ال اقييول ليين ان التفكيير بالتح ييين ‪ ،‬ولكيين بعييد ان‬
‫تتعمق ف هذا الم ال ‪ ،‬فمثغ ‪ :‬ان احد العمال االتراك اليذي كيان‬
‫يعمل ف‬
‫مصييانع شييركة مرسيييدس اكترييف ان تركيييب الصييدا االمييام‬
‫على ج م ال يارة افأل مين تركيبير عليى الراصي ‪ ،‬فياعتبرت‬
‫الرركة لن ا تراعا ‪ ،‬فعلين ان ت ترعر مركلة ف ال يارات م‬
‫ت عى الى حلها ‪.‬‬
‫فتت حماستر ‪ ،‬ولم يحر جوابا ‪ ،‬لكنر قال بعد صمت‬
‫ك نر ي تعد لغن حاب ‪:‬‬

‫‪82‬‬
‫_ اال تعتبرون لن ا تراعا ؟‬
‫_ حيييياول الييييدكتور عبييييد هللا ان يقييييول " ال" بطريقيييية‬
‫لطيفة ‪ ،‬اال ان وقعها لم يكن جيدا ‪ ،‬فقال الدكتور راشد ‪:‬‬
‫_ انن مخترع بغ ا تراع ‪.‬‬
‫عادت الل نة الى القاعية ‪ ،‬كيان مهنيد قانطيا ‪ ،‬ليم يأيع‬
‫على الورقة اال بع الخربريات ‪ ،‬ربميا شيعر في لحظية انهيم‬
‫ي خرون منر ‪ ،‬لذلن لم ير ان يمأ ف لعبة سخيفة ‪.‬‬
‫دنا منر الدكتور راشد وقال لر ‪.‬‬
‫ما ا فعلت يا مهند ؟‬
‫لم افعل شييئا ‪ ،‬ان ليم ترييدوا قبيول ‪ ،‬دعيون اعيد مين‬
‫حيث اتيت ‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫قال لر الدكتور راشد يهدئر ‪.‬‬
‫_ ال يا مهند ‪ ،‬نحن نريد ان نقيس عندك احدى صيفات‬
‫المختييرعين ‪ ،‬الييذين ي ييدون دائمييا اسييخدامات جديييدة لغشييياء ‪،‬‬
‫طلبنا منن استخدامات القلم الممكنة‪ ،‬وهو امر سهل لو تمعنيت‬
‫بر ‪ ،‬مثغ نثقب بر شيئا ‪ ،‬نأعر تحت الباب لك اليغلقر الهيواء‬
‫‪ ،‬ن ييند بيير شيييئا ‪ ،‬نحييرك ال ييكر في كييوب الريياي ‪ ،‬نمييتص بيير‬
‫العصييير ميين العلبيية ‪ ،‬نحيين بيير سييطحا لتنظيفيير ‪ ،‬ندقيير بالحييائه‬
‫ونعلق علير قميصا ‪.‬‬
‫_ برقيييت عينيييا مهنيييد ‪ ،‬وبيييدا ي يييتوعب الفكيييرة ‪ ،‬ف كميييل‬
‫بحماس‪:‬‬
‫_ الف علير يطا ‪ ،‬اولعر بدل شيمعة ‪ ،‬اصيهرل واصينع‬
‫منر اشيكاال ‪ ،‬اسيد بير قبيا ‪ ،‬انيبش بير التيراب ‪ ،‬انفي بير واطيير‬
‫فقاعات الصابون ‪ .‬اد ل بر م مارا واجعيل منير سيهما ‪ ،‬انقيش‬
‫بر ا ن ‪ ،‬احن بر ظهري ‪ ،‬انخس بر الحمار حينما اركبر ‪.‬‬
‫حكت الل نة من هذل االستعناالت الريفية ‪.‬‬
‫_ ها انت قد استوعبت الفكرة ‪.‬‬
‫_ نعيييم ‪ ..‬نعيييم ‪ ..‬اسيييتطيع ان ا يييع لييين العريييرات مييين‬
‫االستعماالت ‪.‬‬
‫_ هذا يكف عن القليم ‪ ،‬ارييدك ان تكتيب لي عين هيذل‬
‫الملعقة ‪ ،‬هذل الورقة‬
‫_ هذا سهل للغاية ‪ ،‬ال داع للكتابة ‪ ،‬اسمع من ‪.‬‬
‫_ ال ‪ ..‬اريدك ان تكتب ‪ ،‬حتى نو ق لن ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫قال ك نر يراهن ‪:‬‬
‫_ هل يكف مائة استعمال ؟‬
‫_ وهل انت واشق من لن ؟‬
‫_ نعم ‪ ..‬ان وا ق ‪.‬‬
‫_ ان فعلت لن ‪ ،‬فانن مخترع بغ ا تراع ‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫الجـزء الثاني‬

‫‪ 1‬ـ حرب التنويم المغناطيسي‬

‫‪ 2‬ـ فينيسيا في الفضاء‬

‫‪ 3‬ـ المومياء الحية‬

‫‪ 4‬ـ ضميرك الذي اراه‬

‫‪ 5‬ـ حول العالم في ثمانين ثانية‬

‫‪10‬‬
11
‫حرب التنويم المغناطيسي‬

‫كانت الحقيبة الدبلوماسية الت يحملها محمود حامد مميزة‬


‫لر ‪ ،‬يبدو بها كموظف للعغقات العامة‪ ،‬أو رجل أعمال ‪ ،‬فهو‬
‫شديد االهتما بمظهرل ‪ ،‬الفتا للنظر ‪ ،‬اصة بمريتر القوية‬
‫و طواتر الواسعة ‪.‬‬
‫بادرل الدكتور راشد بقولر ‪:‬‬
‫ـ ما عندك يا محمود ؟‬
‫جلييس مقييابغ لهييم ‪ ،‬تييردد كانيير توقييع مقييدمات كثيييرة ‪ ،‬لملييم‬
‫شتات فكرل وقال ‪:‬‬
‫_ انهييا قصيية ‪ ،‬قصيية يالييية أتمنييى حييدو ها ‪ ،‬قصيية تتحييد‬
‫عن جها يصدر أشعة معينة ‪ ،‬تؤ ر على دماغ اإلن ان ‪ ،‬فينيا‬
‫نوما عميقا‬
‫ك ن الل نة لم تتوقع أن تناقش قصصا فقيال اليدكتور عبيدهللا‬
‫‪:‬‬
‫_القصص من ا تصاص األدباء ‪ ،‬وليس العلماء ‪.‬‬
‫قالت الدكتورة سلوى محت ة على مغحظتر ‪:‬‬
‫_األدب العلم ش ء مميز عن األدب ‪ ،‬إنر أقرب إلى العلم‬
‫‪ ،‬بل قائم علير ‪.‬‬

‫أدرك الدكتور راشد انفعال الدكتور فقال مو حا ‪:‬‬


‫األدب العلم ‪ ،‬يعن أنر علم صيغ بلغية أدبيية ‪ ،‬أميا الخييال‬
‫العلم ‪/‬الذي هو مو وع قصة محمود ‪ /‬فهو قصة قائمية عليى‬
‫فرض علمي ‪ ،‬أو نظريية علميية ليم تتحقيق بعيد ‪ ،‬وبمعنيى آ ير‬
‫ابتكار علم لم تثبت صحتر ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫هييدأ النقيياش ‪ ،‬فييا ر محمييود م موعيية ميين االوراق وهييو‬
‫يقول ‪:‬‬
‫إنن ي أهييوى كتابيية القصيية الطويليية ‪ ،‬أردت أن أكتييب قصيية‬
‫يمكيين لهييا أن تكييون لفلييم كرتييون ‪ ،‬أو ألفييغ الخيييال العلم ي ‪،‬‬
‫وهذا هو ملخصها ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫قال الدكتور عصا‬
‫_ يبدو أنها طويلة جدا ‪ ،‬أال يمكنن أن تلخصها ‪ ،‬وتعر ها‬
‫غل ربع ساعة من الزمن ‪.‬‬
‫و ع األوراق جانبا ‪ ،‬م قال وك نر يختزل ما بذهنر‪:‬‬
‫ـي كييان أحيد االطبيياء يميارس التنييوبم المغناطي ي ‪ ،‬ي ييتعمل‬
‫صوتر العميق الر يم ‪ ،‬حركات أصيابعر الرشييقة ‪ ،‬كيان مياهرا‬
‫جيدا ‪ ،‬أسيتا ا في هييذا الم يال ‪ ،‬لير اكترييافاتر المهمية ‪،‬ليم يكتييف‬
‫الييدكتور بمييا توصييل الييير‪ ،‬بييل راح يصيينع آليية تصييدر أصييواتا‬
‫موحية ‪ ،‬لهيا تا يرهيا المنيو كصيوتر تماميا ‪ ،‬أراحتير هيذل اآللية‬
‫ردحا ‪ ،‬وباع منها لتغميذل المقربين ‪ ،‬لكنر طور ها‬
‫لك تنو أي شخص من م يافة بعييدة ‪ ،‬ومين وراء جيدران‬
‫‪ ،‬ولمدة طويلة ‪.‬‬
‫لييم تكيين هييذل االليية ال ديييدة تصييدر أصييواتا‪ ،‬بييل إشييعاعاتها‬
‫الخاصيية ‪ ،‬تختييرق الحييواجز ‪ ،‬تمأييي إلييى م ييافات قصيييية ‪،‬‬
‫صار التعرص لنصف دقيقة من إشيعاعها الميوج ‪ ،‬كافييا لكي‬
‫ي عييل االن ييان ينييا نومييا عميقييا ‪ ،‬ويييوحى الييير ميين بعييد أميييال‬
‫غ ة أو أربعة ‪ ،‬ويلقنر مغناطي يا ب ى ش ء ‪ ،‬ويؤمرل باي امر‬
‫‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد لي مح بالتقاط األنفاس ‪:‬‬
‫ـيي الحظييوا لقييد كييان المختييرع مييؤهغ‪ ،‬فهييو طبيييب وعييالم‬
‫متخصييييص‪ ،‬وكييييان اال تييييراع مييييرة ل ل يييية ميييين الت ييييارب‬

‫‪11‬‬
‫‪ ،‬لقد كانيت مقدمية‬ ‫واال تراعات الت أفأى بعأها الى بع‬
‫ال بد منها ‪ ،‬لتو يح شخصية المخترع ‪.‬‬
‫ابت م محمود م تابع ‪:‬‬
‫ـ أنا ليم أ كير القصية بعيد ‪ ،‬فيافتراض هيذا ل هيا ‪ ،‬يعطينيا‬
‫حبكة لعررات من القصص‪ ،‬لقد كتبت أكثر من قصة ‪ ،‬سي كر‬
‫إحداها ‪:‬‬
‫قال الدكتور عصا بحماس‪:‬‬
‫ـي إنهيا قيدرة ال يمتلكهيا إال كتياب ال يينما في هولييود‪ ،‬لعلين‬
‫سنكون واحدا منهم ‪ ،‬أكمل ‪.‬‬
‫ـ ي ات يييو كانييت الييبغد معر يية لغييزو محتمييل ‪ ،‬كانييت‬
‫الهزيمة مرجحة ‪ ،‬فللعدو قوة القبل لهم بها ‪ ،‬كان الدكتور ككيل‬
‫المواطنين الررفاء الذين يفكرون بانقا بغدهيم ‪،‬فكير باسيتخدا‬
‫هذل التقنية ‪ ،‬عرض طتير عليى ال ياسييين وقيادة ال ييش ‪ ،‬ليم‬
‫يقبلوا الفكرة ‪ ،‬ألنهم تدربوا على قتل االعداء ال تنيويمهم ‪ ،‬لكين‬
‫مع تزايد التهدييدات ‪ ،‬قبليوا الفكيرة ‪ ،‬فقيا بصينع م ية أجهيزة‬
‫ييخمة مطييورة ‪ ،‬كانييت كافييية ألن تنيييم أي إن ييان ف ي سيياحة‬
‫القتال ‪ ،‬ولم يبق على القيادة إال أن ت د األسلوب األمثل لو يع‬
‫هيذل االجهيزة في سياحة االعيداء ‪ ،‬أيحملهيا مت يللون ‪ ،‬أو يلقيى‬
‫بها من ال و ؟ أ يقذ بها مع صاروخ ؟أو مع طلقة مدفع ؟‬
‫في ليليية بلييغ فيهييا الحرييد روتيير ‪ ،‬كانييت األجهييزة في مواقعهييا ‪،‬‬
‫جاهزة للعمل‪ ،‬وكان الدكتور جاهزا لترغيلها من على البعيد ‪،‬ويرسيل‬
‫على أ ير إشعاعها المغناطي أوامرل لغعيداء المنيومين ‪ ،‬كيان قيادة‬
‫الطيران والمراة والمدفعية ينظيرون اليير كمريعو ‪ ،‬وهيو ييامر جنيود‬
‫االعييداء بالقيياء أسييلحتهم واالست ييغ ‪ ،‬والتوجيير فييورا مييع الصييباح‬

‫‪14‬‬
‫البييييياكر ‪ ،‬رافعييييي االييييييدي والراييييييات ‪ ،‬صيييييائحين ( م ت يييييلمون‬
‫…‪..‬م ت لمون …)‪.‬‬
‫وتم االمر كما طه لر ودبر ‪ ،‬فميا أن بيزغ الف ير حتيى توجير‬
‫مائة و م ون الفا من جنود االعدتاء ‪ ،‬تاركين أسلحتهم ومواقعهم‬
‫‪ ،‬رافعين أيديهم طالبين الصفح والغفران ‪ ،‬عا مين أن ال يعودو‬

‫لبغدهم ‪ ،‬مق مين أن ال يرفعوا ال غح ميرة أ يرى ‪ ،‬هياتفين ‪:‬‬


‫م ت لمون ‪..‬م ت لمون‪..‬‬
‫هكذا استقبل الدكتور وقيادة ال ييش وال ياسييون مائية و م يين‬
‫ألفييا ميين األسييرى ‪ ،‬يياقت بهييم ال يياحة الت ي أعييدوها ‪ ،‬بينمييا‬
‫انطلق جيرهم إلى ميوافعهم الفار ية ‪ ،‬يغنميون االسيلحة والعتياد‬
‫والتموين ‪.‬‬
‫وف ال احة ال ياسية واإلعغمية ‪ ،‬كيان األمير ميذهغ والعيالم‬
‫حيييائرا فييي تف يييير هيييذل الظييياهرة ‪ ،‬والدبلوماسييييون يفاو يييون‬
‫إلطغق االسرى وتوقيع معاهدة صلح واست غ ‪.‬‬
‫قال الدكتور عصا وك نر يفيق من حلم عميق ‪:‬‬
‫_قصة رائعة عظيمة ‪ ،‬وأسلوب قصص آسر ‪.‬‬
‫عقبت الدكتورة سلوى ‪:‬‬
‫إن اك أ طر من األسلحة النووية ‪ ،‬بل أفأيل مين أي سيغح ‪،‬‬
‫ف ييغح تم يين بيير عييدوك وال تقتليير البييد وأن توافييق علييير هيئيية‬
‫االمم المتحدة ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫فيني يا ف الفصاء‬
‫إنهيييا الفتييياة الثالثييية ‪،‬إنهيييا فييياتن سيييليم ‪ ،‬انتظيييرت طيييويغ ‪،‬‬
‫وهاه تد ل منهكة تعان من وط ة االنتظيار ‪ ،‬فقيال اليدكتور‬
‫عصا مناكفا الدكتورة سلوى ‪ ،‬أو ليقطع عليها ابتهاجها بالفتاة‬
‫‪:‬‬
‫ـ لما ا تكون الن اء دوما أقل إبداعا وابتكارا من الرجال ؟‬
‫است ابت الدكتورة سريعا لغستفزا فقالت بحدة ‪:‬‬
‫ـ لي يت أقيل قيدرة عليى اإلبيداع واالبتكيار ‪ ،‬إنميا أكثير إحباطيا‬
‫وأقل تر يعا ‪ ،‬لقد عاشت المرأة دهورا طويلة من العزلة ف ظل‬
‫سيطرة الرجل وهيمنتر‪.‬‬
‫تد ل الدكتور راشد ليوقف هذا ال دل ‪:‬‬
‫ـ أظنر كغما ارجا عن مو وعنا ‪.‬‬
‫وقال مرحبا بفاتن ‪:‬‬
‫اهغ بن يا فاتن ‪ ،‬تفأل بال لوس ‪ ،‬وما ا أحأرت لنا ؟‬
‫ـ أحمل تصورا لعالم الغد ‪.‬‬
‫ـ جميل … وأي د هذا الذي تحلمين بر ؟؟‬
‫ـييي أتصيييور أننيييا ن يييكن بيوتيييا فييي الفأييياء ‪ ،‬ونتيييرك األرض‬
‫للزراعة والحياة والطبيعة ‪.‬‬

‫قالت الدكتورة سلوى ولم تزل بها حدة ‪:‬‬


‫ـ إنر لحلم رائع ‪ ،‬لعل توجهيات حمايية البيئية هي التي أوحيت‬
‫لن بالفكرة ‪.‬‬
‫ـ ربما ‪ ،‬لعل تخيلت أننا نفيق ات يو ‪ ،‬لنرى أنف ينا قيد بنينيا‬
‫عمارة على آ ر قطعة ارض ‪ ،‬و بحنا آ ر بقرة ‪ ،‬واستنفدنا آ ر‬
‫قطرة ماء ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ـ إنها لصورة مفزعة ‪ ،‬لعل عغجها كان شاقا ‪.‬‬
‫تابعت فاتن بصوت تانس ل ماعر ‪:‬‬
‫لقد كان مصدر الهام قصة قصيرة قراتها بال ريدة ‪ ،‬تتحيد‬
‫عييين سييياحرة لم يييت أحيييد الفتييييان ‪ ،‬ف عليييت منييير ج يييما مقاوميييا‬
‫لل ا بييية االر ييية ‪ ،‬فصييار ي ييبح ف ي الفأيياء كمييا يريياء ‪ ،‬يقييف‬
‫على أي عليو ‪ ،‬ينيا عليى أي ارتفياع ‪،‬يت يلق ال بيال واألشي ار ‪،‬‬
‫صييار مثيييرا متميييزا ‪ ،‬شييعر بفأييل ال يياحرة علييير ‪ ،‬وجييغل مييا‬
‫قدمتر لير ‪ ،‬أراد أن يكافئهيا ‪ ،‬فحملهيا إليى رأس صيخرة بعييدة في‬
‫البحر ‪ ،‬جعغ يتنـزهان أياما ‪ ،‬نفد طعامهما‪ ،‬فعياد ليريتري طعاميا‬
‫وشييرابا ‪ ،‬هييب وحييدل ‪ ،‬ولييم يكيين يييدري أن تييا ير ال ييحر علييير‬
‫ينته ببعد الم افة عنها ‪ ،‬انقطعت بينهما الصلة وظليت ال ياحرة‬
‫وحيدة منفية وسه البحر ‪.‬‬
‫استمتعت بالقصة ‪ ،‬وهذا جعلني أت ياءل ‪ ،‬ميا ا لوأمكننيا جعيل‬
‫األشياء مقاومة لل ا بية ؟‬
‫ـ ت اؤل منطق جيد ‪ ،‬أكمل ‪.‬‬

‫ـييي هكيييذا تخيليييت أنييير باالمكيييان معال ييية الميييواد بواسيييطة ميييواد‬
‫كيماوية ‪ ،‬أو إشعاعات دا يل أفيران اصية ‪ ،‬أو نيتعلم تكنالوجييا‬
‫االطباق الطائرة مين وار الفأياء ‪ ،‬فصيرنا ننيتج ميوادا مقاومية‬
‫لل ا يبيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييية االر يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييبة‬
‫وهييذا جعلنييا قييادرين علييى أن نبن ي قطعييا م ييطحة لتقييا عليهييا‬
‫عمييارات في أجييوا الفأيياء ‪ ،‬تطفييو كمييا تطفييو مناطيييد الهييواء ‪،‬‬
‫تقييوى علييى حمييل أشييياء لهييا و نهييا ‪ ،‬ويغييدو بمقييدورنا ان نبن ي‬
‫عمارات ف الفأياء ‪ ،‬نرصيفها ب انيب بعأيها ‪ ،‬أو ن عيل بينهيا‬
‫فرا ات ‪ ،‬لنصنع منها مدنا ‪.‬‬
‫فتحت الملف ‪ ،‬نظرت الير ‪ ،‬لكانها ن يت شيئا م تابعت‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫ـ ي هييا انييا قييد وصييفت المدينيية الفأييائية ‪ ،‬أو المدينيية الطييائرة ‪،‬‬
‫وصفت البيوت والعمارات ‪ ،‬يفصل بينها ممرات ‪ ،‬هي الريوارع‬
‫التييي تيييذرعها الطيييائرات الصيييغيرة ‪ ،‬أو االطبييياق الطيييائرة ‪ ،‬أو‬
‫المناطيد ‪ ،‬توصل الناس إليى بيوتهيا ‪ ،‬وأمياكن عملهيا ‪ ،‬يتنيـزهون‬
‫بهيييا ‪ ،‬يتيييزاورون ‪ ،‬إنهيييا فيني ييييا فييي الفأييياء ‪ ،‬ميييدن ت يييبح فييي‬
‫األجواء العليا ‪ ،‬فيها الم اكن الرعبية ‪ ،‬وفيها الأيواح المتخمية‬
‫باال رياء ‪ ،‬بها مرافقها من ميدارس وم تريفيات و يدمات أ يرى‬
‫‪ ،‬ميييدن عائمييية كقطيييع ال يييحاب ‪ ،‬تنيييدمج حينيييا وتتفتيييت أحيانيييا ‪،‬‬
‫يتغعيييب بهيييا ال ياسييييون ‪ ،‬سياسييييون ال يملكيييون ال يييلطة التييي‬
‫يرييييدونها ‪ ،‬ال يوجيييد ميييا يختليييف النييياس عليييى اسيييتحوا ل ‪ ،‬وال‬
‫يهبطون إلى االرض اال ليدفنون موتاهم ‪.‬‬

‫أما على االرض فقد أ يلت كل المبيان والطرقيات والمصيانع‬


‫والرركات والموان والمطارات ‪ ،‬فعيادت األشي ار تنبيت مين‬
‫جدييييد ‪ ،‬وعيييادت الغابيييات إليييى مواقعهيييا ‪ ،‬وسيييهوب المراعييي‬
‫ت تقبل الغزالن والوعول ‪ ،‬صار لون االرض سندسيا ‪ ،‬ملونيا‬
‫بالفراشييييات والطيييييور ‪ ،‬تمألهييييا يييي يج الفيليييية وال ييييواميس‬
‫والخراتيت ‪ ،‬تتصارع فيها االسود والنمور والأيباع واليذئاب‬
‫‪ ،‬ليييم تعيييد هييي الحيوانيييات االقيييوى واالشيييرس ‪ ،‬فقيييد عيييادت‬
‫الديناصورات وحيوانات الميامو ‪ ،‬وصيارت ييارة االن يان‬
‫لغرض مفعمة بالمخاطر ‪ ،‬وال بد لر من إ ن م يبق وتصيريح‬
‫موقوت ‪.‬‬
‫قالت الدكتورة سلوى وكانها فرحت بهذل النهاية ال عيدة ‪:‬‬
‫لقد حولت االرض يا فاتن إلى فردوس والناس إلى مغئكة ‪.‬‬
‫أما الدكتور عبدهللا فقال وك نر لم يفق بعد من حلمر ‪:‬‬
‫ـ حواء أ رجتنا من الفردوس ‪ ،‬وفاتن أعادتر الينا ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫المومياء الحية‬
‫ـ نادية عمران‬
‫هكيييذا صييياح اال ن بصيييوت أجيييش ‪ ،‬صيييوت ييييذكر بقاعيييات‬
‫المحاكم ‪ ،‬واستدعاء الرهود والم يرمين ‪ ،‬وعليى يير ميا توقيع ‪،‬‬
‫د لييت امييرأة ت يياو ت االربعييين ‪ ،‬فيي مريييتها ترهييل ‪ ،‬وعلييى‬
‫وجههييا حييياء ‪ ،‬وف ي نظرتهييا ت يوجس واسييتطغع ‪ ،‬تخيير أوراقييا‬
‫مخب ة ف حقيبتها ‪ ،‬كانت المفاج ة كبيرة ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ريب ‪:‬‬
‫قالت الدكتورة سلوى باستفها‬
‫ـ أنت نادية عمران ؟‬
‫ـ ال …أنا أمها ‪.‬‬
‫قالتها وه تقد األوراق إلى الدكتور راشد فقال بتودد ‪:‬‬
‫ـ ما هذا يا ا نادية ؟‬
‫ـ انها أوراق أرسلتها نادية لكم ‪ ،‬لم ت تطع الحأور اليو ‪.‬‬
‫قال كالعادة ‪:‬‬
‫ـ ارجو أن يكون المانع يرا ‪.‬‬
‫ـ يرا إن شاء هللا ‪ ،‬ليس األمر طيرا ‪.‬‬
‫قال الدكتور عصا ‪:‬‬
‫ـ لكن وجودها أمر مهم ‪.‬‬
‫ـ أستطيع أن أجيبكم عما تريدون ‪ ،‬إن أتابع عملها منذ من ‪.‬‬
‫ـ قالت الدكتورة سلوى ‪:‬‬
‫ـ هذل متابعة رائعة من االهل ‪ ،‬تفأل ‪:‬‬
‫ـ اظن أنها قصة اقتب تها عن برنيامج تلفزييون عين االسيماك‬
‫‪،‬عندما شاهدتهم يأعون الملح على ال من ‪ ،‬فا ا بر يبدأ التحيرك‬
‫‪ ،‬ك نر ار للتو من البحر ‪.‬‬
‫نظيير أعأيياء الل نيية إلييى بعأييهم باسييتنكار ‪ ،‬فقييال الييدكتور‬
‫عبدهللا ‪:‬‬
‫ـييي صيييحيح ميييا تقولييير ناديييية ‪ ،‬فقيييد شييياهدت البرنيييامج أيأيييا ‪،‬‬
‫فاألسماك ليم يكين قيد مأيى عليى اصيطيادها الكثيير ‪ ،‬ليذلن فيصن‬
‫الصييوديو أعطييى شييحنات كهربائييية لغعصيياب ‪ ،‬ممييا أدى إلييى‬
‫حركة ف العأغت‪ ،‬ولم تكن انبعا اليروح فيهيا ‪ ،‬لقيد كيان هيذا‬
‫تف يري العلم لهذل الظاهرة ‪.‬‬
‫سرت المرأة لهذا الت كيد وتابعت ‪:‬‬

‫‪40‬‬
‫ـيي لقييد تخيلييت نادييية وجييود مييادة يمكيين لهييا أن تو ييع علييى‬
‫الطيور والحيوانات المحنطة ‪ ،‬فترتد لها الحياة ‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد وهو يفتح االوراق ‪:‬‬
‫ـ انها فكرة جيدة ‪ ،‬فر ية مثيرة لقصص الخيال العلم ‪.‬‬
‫تصفح الدكتور األوراق ‪ ،‬كانت المقدمات طويلة ‪ ،‬راح يبحيث‬
‫بحدسر عن بدايات مناسبة ‪ ،‬توجير إليى الدكتورعصيا وقيال وهيو‬
‫يرير إلى منتصف الورقة ‪.‬‬

‫ـ أظن البدايية المفييدة مين هنيا ‪ ،‬أت يمح بيالقراءة مين هنيا ‪ ،‬إنين‬
‫قارأ جيد‬
‫يييحن اليييدكتور عصيييا عليييى هيييذا الثنييياء المغيييرض ‪ ،‬ف ليييس‬
‫باعتدال وراح يقرأ‪:‬‬
‫(وتم انتا كمية كافية العادة الحياة ألشهر مومياء ‪ ،‬الى تيوت‬
‫عن آميون لين الملين اليذي ميا ال م ي ى في تابوتير اليذهب ‪،‬‬
‫كرييفوا طيياء الييذهب الخييالص ‪ ،‬بييان الفتييى اليييافع ممييددا ‪ ،‬علييير‬
‫أبهة ملكية ‪ ،‬ما الت وا حة ‪ ،‬بللر بالمادة ‪ ،‬لم يبدأ فعلها فيورا ‪،‬‬
‫النها بحاجة الى أشعة محفزة ‪ ،‬ت علهيا أكثير فعاليية ‪ ،‬فميا هي اال‬
‫فترة ب يطة حتى تغير لون المومياء ‪ ،‬صار ال م يمتل ويلين ‪،‬‬
‫وال ييم يا يييذ لونيير الطبيعييي ‪ ،‬األسييمر النحاسييي ‪ ،‬والريييعيرات‬
‫الصييغيرة بييدت تلمييع ف ي لحيتيير الغأيية ‪ ،‬انترييرت الرطوب ية ف ي‬
‫ال م ‪ ،‬وك ن العرق قد بدأ تصببر‪ ،‬ليم يرين أحيد مين الحا يرين‬
‫أن المليين الفرعييون ييير نييائم ‪ ،‬ربمييا يعييان ألمييا ف ي معدتيير‪ /‬إن‬
‫كانت لر معدة ‪ ،‬أو رجعت إلير‪ /‬بعد جيوع طوييل ‪ ،‬أو يحتيا إليى‬
‫شييربة ميياء ‪ ،‬دبييت حركيية فيفيية ف ي األعأيياء ‪ ،‬لييم يلحظهييا إال‬
‫أصييحاب الخبييرة في االج ييا المحتأييرة ‪ ،‬الصييدر يتمييدد‪ ،‬القلييب‬
‫يحييياول الخفقيييان ‪ ،‬الأيييربات تنيييتظم ‪ ،‬التييينفس وا يييح للعييييان ‪،‬‬

‫‪41‬‬
‫يتحرك الفرعون ك ن بر ألما من طول رقاد ‪ ،‬انقلب عليى جانبير ‪،‬‬
‫تح س بيدل رأسر المر و ‪ ،‬تلمس ال رح الغائر ف ال م مة ‪،‬‬
‫بييدأ االلييم يتبييدى علييى تقيياطيع الوجيير ‪ ،‬حيياول النهييوض ‪ ،‬إال أنيير‬
‫تداعى وسقه ‪،‬‬
‫كييتم الييذهول صيير ة الدهريية والخييو عنييد الحا ييرين ‪ ،‬فييتح‬
‫عينير ‪ ،‬ونظر إلى مين هيم في البهيو ‪ ،‬فاجي ل هيذا ال ميع المتحليق‬
‫حولر ‪ ،‬ربما ظن أنر يو البعث ‪ ،‬تمتم بكلمات لم يفهمها أحد ‪ ،‬بل‬
‫لم يصغ إلير أحد ‪ ،‬واعتدل ف جل تر ‪ ،‬تكليم بانفياس متقطعية ‪ ،‬ال‬
‫أحد يفهمر ‪ ،‬بل ال يفهم هذل الدهرة ف الوجول ‪ ،‬لملم يابر ‪ ،‬كانير‬
‫شعر بالخو أو بريبة وحر ‪ ، ،‬صرخ أحد الحا يرين بانفعيال‬
‫ريييب واسييتع ال كبييير ( هيياتوا بييير الفرعونيييات ‪ ،‬هيياتوا ميين‬
‫يعر اللغة الفرعونية )‬
‫قال الدكتور عبدهللا ‪:‬‬
‫ـ لقد أسهبت الفتاة بوصف لحظة االفاقة ‪.‬‬
‫قالت الدكتورة سلوى ما و ة ‪:‬‬
‫ـي انيير وصييف أدبي رائييع ‪ ،‬إنيير وصييف مييؤ ر للحظيية اإلفاقيية ‪،‬‬
‫إنها روة التوتر ‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد ‪:‬‬
‫ـ ظن الباق تفصيغت ‪ ،‬ي يتطيع أي واحيد منيا أن يكملهيا كميا‬
‫يراء‪.‬‬
‫قالت الدكتورة سلوى ‪:‬‬
‫أظنها م ابقة جيدة ‪ ،‬أن يكمل كل واحد منيا القصية مين وجهية‬
‫نظرل ‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد وهو يأحن ‪:‬‬
‫إن أمزح ‪ ،‬ال تورطينا يا دكتورة ‪ ،‬بما ال نقيوى عليير ‪ ،‬أكميل‬
‫يا دكتور عصا ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫قلب الدكتور صفحات كثيرة ‪ ،‬قفز عن تفصيغت م قرأ‬
‫( يحأيير المختصييون ‪ ،‬يفهمييون بعأييا ميين مفرداتيير ‪ ،‬يصييحح‬
‫لهم بع االلفاظ ‪ ،‬ومعان الرمو الهيلو روفية ‪ ،‬يحكي لهيم‬
‫عن األسر الفرعونية ‪ ،‬عن ديانة آمون ‪ ،‬عن مغب يات ا تيالير‬
‫‪ ،‬عن اسرار االهرامات ‪ ،‬عن المدافن ‪ ،‬والكنو المدفونة )‬
‫قالت الدكتورة سلوى ‪:‬‬
‫انهييا فكييرة تصييلح لبرنييامج و ييائق ‪ ،‬يحك ي قصيية الحأييارة‬
‫الفرعونيييية ‪ ،‬عقيييار الحيييياة هيييذا يصيييلح لقصيييص ال نهايييية لهيييا ‪،‬‬
‫لقصيييص بولي يييية ‪ ،‬يطيييارد فيهيييا المقتيييول القاتيييل ‪ ،‬نعييييد الحيييياة‬
‫لل ياسييييين ‪ ،‬اليييى لينيييين ميييثغ ‪ ،‬لييييرى ميييا كيييان ي يييمى باالتحييياد‬
‫ال وفيت ‪ ،‬ن تحي الديناصورات من م تحا اتها ‪.‬‬
‫عقب الدكتور عصا مداعبا ‪:‬‬
‫ـ ي اتمنييى ان تكييون نادييية رائعيية ال مييال بقييدر مييا ه ي افكارهييا‬
‫رائعة وجميلة‪.‬‬

‫ميرك الذي ارال‬


‫إنيير سييليمان فيير ‪ ،‬طالييب ف ي الصييف العاشيير ‪ ،‬يتنب ي ليير‬
‫معلمول بم يتقبل أدبي الميع ‪ ،‬فهيو متمييز بيالتعبير االدبي ‪،‬‬
‫متميز بالريا ييات والعليو ‪ ،‬بير حيويية وطاقية ال تصيدق ‪،‬‬
‫ال يعيير اله يدوء ‪ ،‬فمنييذ الصييباح وهييو ي ييوس ال يياحة بييغ‬
‫كلل‪ ،‬ك ن ال لوس قيد استعصيى عليير ‪ ،‬ال ييدري كييف يبيدد‬
‫هييذا القلييق الييذى انتابيير ‪ ،‬ربمييا تصييور الل نيية م موعيية ميين‬
‫الناس ‪ ،‬وظيفتها االستهزاء بافكار اال رين وانتقادهم ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫منذ الصباح ‪ ،‬وهو ال يدري كيف يعبر عما ف نف ير مين‬
‫أفكار ‪ ،‬فقلقر الفكري ال ي علر موطد الرأي على ش ء‪ ،‬فهيو‬
‫يعيييد ترييكيل افكييارل باسييتمرار ‪ ،‬ينرييد االح يين دائمييا ‪ ،‬فقييد‬
‫رسب يوما بامتحان التاري ‪ ،‬ظر قياهر دفعير للرسيوب ‪،‬‬
‫وبالتيييال دفعييير للتفكيييير ب سيييلوب أكثييير عيييدال وإنصيييافا مييين‬
‫االمتحان الرفه أو التحريري ‪ ،‬أسيلوب يت ياو المعوقيات‬
‫وال يتا ر بالتوتر النف والترويش الفكري ‪.‬‬
‫( البد من بديل ) هكذا قال سليمان فر ‪ ،‬وال يدري كيف‬
‫علق على الكمبيوتر آمالر ‪ ،‬هذل القوة الخارقة الت ما اليت‬
‫تنمو ‪ ،‬تعطين‬
‫المعلومات الت تريدها ف لمح البصر ‪ ،‬اليس لهيا قيدرة عليى‬
‫قياس أفكار البرر ومعلوماتهم ‪.‬‬
‫لم يكن ت اؤلر هذا يربا مين ال نيون ‪ ،‬بيل نيابع مين إحصيائر‬
‫للم يياالت التي اسييتخد فيهييا الكمبيييوتر ‪ ،‬فيعيير نبأييات القلييب‬
‫وأداء الكلييى واالعأيياء الدا لييية ‪ ،‬تكرييف عيين تلييف االعصيياب‬
‫ونراط الدماغ ‪ ،‬أفلييس لير القيدرة عليى معرفية االفكيار المخزونية‬
‫الت يحتويها الفكير ؟ والمعلوميات التي يعرفهيا االن يان ؟ وقيدرة‬
‫الذاكرة على الغستيعاب ؟‬
‫ما أسرع ما اسيت اب أحيد العلمياء ألمنييات سيليمان ‪ ،‬انبثيق لير‬
‫ميين قمقييم األحييغ ‪ ،‬فقييد قييرر أن كييل معلوميية يملكهييا االن ييان ‪،‬‬
‫يحتفظ بها على شكل مركب كيماوي ف الدماغ ‪ ،‬وأن كل مركيب‬
‫كيميياوي يصييدر موجييات إشييعاعية اصيية ‪ ،‬تختلييف عيين موجييات‬
‫مركب آ ر ‪.‬‬
‫هذل النظرية الت اكترفها هذا العالم الع يو ‪ ،‬اشيترتها شيركة‬
‫عمغقيية ألجهييزة الكمبيييوتر ‪ ،‬اسييتطاعت أن تميييز بتقنيتهييا العالييية‬

‫‪44‬‬
‫بييين هييذل الموجييات مهمييا صييغر الفييرق بينهييا ‪ ،‬ورصييدت أطوالهييا‬
‫وأشكالها ودالالتها ‪.‬‬
‫لم يكن هيذا ال هيا بيادأ االمير فعياال ودقيقيا ‪ ،‬ولكين التطيوير‬
‫الذي أجري علير جعلر قادرا على تنظيم الموجات الت ترد إلير ‪،‬‬
‫ف م موعات محددة ‪ :‬الريا ييات والعليو واللغيات ‪ ،‬ال غرافييا‬
‫والفل فة…‪ ،‬كل م موعة لها شكل متقارب من الموجات الدالية ‪،‬‬
‫وكل شكل لر سلم من‬

‫الييدرجات الت ي يمكيين رصييدها علييى الراشيية ‪ ،‬والتقاطهييا كمييا‬


‫تلتقه موجات اإل اعة والتلفز يون‬
‫أمييا إن شييئنا أن ن ييتخدمها فيي االمتحانييات ‪ ،‬فييغ بييد ميين أن‬
‫نوصل ما بين دما ى األستا والتلمييذ أو التغمييذ ‪ ،‬فحينميا ي ي ل‬
‫األستا عن حاصل رب ‪ 4×4‬فان دمياغ األسيتا ترسيل إشيارة‬
‫تدل على فكرة الرقم ‪ 12‬فا ا ما فكر التلميذ بالرقم ‪ 12‬فيان إشيارة‬
‫مرابهة سو تظهر على الراشة‪ ،‬دون أن ينطق بالفكرة ‪.‬‬
‫لم تكتف الرركة بهذا الم يتوى مين اال تيراع ‪ ،‬إ تيم التعير‬
‫على مليارات من الموجات الدالة عليى االفكيار ‪ ،‬فغيدا مين ال يهل‬
‫أن نعر إن كان ف لد أحدهم فكرة عن نظرية أر مييدس ‪ ،‬أو‬
‫معرفة بمعاوية بن ابي سيفيان ‪ ،‬وكيم يحفيظ مين أشيعار المتنبي ‪،‬‬
‫ودقيية تصييورل لخارطيية اسييتراليا ‪ ،‬أو مهارتيير بحرفيية معينيية ‪ ،‬أو‬
‫لعبة ما ‪.‬‬
‫هكييذا أصييبحنا بييالكمبيوتر نحص ي مييا ف ي دميياغ االن ييان ميين‬
‫أفكار ومعلومات ‪ ،‬وما سرعة استخدامر لهيا ‪ ،‬وبالتيال ميا مقيدار‬
‫كائر ‪ ،‬حتى ما عاد أحد بحاجة لتقيديم امتحيان ‪ ،‬يكفي أن يو يع‬
‫الييراس دا ييل جه يا الرصييد ‪ ،‬الييذي يرييبر جهييا ت فيييف الرييعر‬

‫‪45‬‬
‫ل‬ ‫لل يدات ‪ ،‬حتى يدل على ما يحوير من معلومات ‪ ،‬ومن م ي‬
‫العغمات الت ي تحقها ‪ ،‬في تا االمتحان أو يرسب ‪.‬‬
‫بييذالن تكلييم سييليمان فيير ‪ ،‬وأح يين التعبييير ‪ ،‬وأح يينت الل نيية‬
‫االستماع ‪ ،‬عل ير ما توقع ‪ ،‬بل تمنت الدكتورة سلوى أن تكيون‬
‫صاحبة هذل الفكرة ‪.‬‬
‫فقالت ت تطرد بالفكرة ‪:‬‬
‫ـ لقد حل لن هذا ال ها مركلتن ‪ ،‬وسيحل لنيا مرياكل كثييرة ‪،‬‬
‫ف و نتعر بر على مير اإلن ان ‪ ،‬ما يأمرل مين كيرل وميا‬
‫يحوير القلب من حب ‪ ،‬ما الذي يرغل بالر وما اليذي يفكربير ‪ ،‬كيم‬
‫عندل من التدين وكم يملن من مال ‪ ،‬سي عل جها ك هيذا اإلن يان‬
‫كتابا مفتوحا ‪ ،‬نقرأ بر ما نراء ‪.‬‬
‫أما الدكتور راشد الذي استغرقتر الفكرة فقد قال ‪:‬‬
‫ـ ي لعييل الرييرطة سييو تعيير بيير مييا يأييمرل الم رمييون ومييا‬
‫ينوون فعلر ‪ ،‬بل ن يتطيع أن ن يرق بير المعلوميات الموجيودة في‬
‫راس عييالم معييين ‪ ،‬ن ييتطيع أن ننقييل مييا يتخيليير رسييا أو فنييان أو‬
‫موسيق ‪ ،‬أو ننقل بر حلما نرال أ ناء النيو ‪ ،‬نعير األفكيار التي‬
‫لم تزل ف دماغ الميت أو المقتول ‪ ،‬ربما نطمح أن نعير بير ميا‬
‫يحوير م حوق دماغ إن ان مات من آال ال ينين ‪ ،‬ربميا نعير‬
‫بر إن كانت الحيوانات تفكر أ ال ‪ ،‬وكيف يكون تفكيرها ‪.‬‬
‫قييال الييدكتور عبييدهللا معلقييا علييى اسييتطراد الييدكتورين سييلوى‬
‫وراشد ‪:‬‬
‫_ هذا إ ا أ بيت العلمياء أن كيل فكيرة تترسيب في اليدماغ عليى‬
‫شكل مركب كيماوي ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫مانين انية‬ ‫حول العالم ف‬

‫كالمدرسيية الوقييورة ‪ ،‬تييد ل نييوال عل ي ‪ ،‬تأييع نظييارةكبيرة ‪،‬‬


‫ِ‬
‫ترتدي مغبيس محتريمة ‪ ،‬بياردة األليوان ‪ ،‬تحميل أوراقهيا وكتبهيا‬
‫باهتمييا ‪ ،‬طواتهييا قوييية ‪ ،‬سييريعة ‪ ،‬نظراتهييا بعيييدة ‪ ،‬منتصييبة‬
‫القامة ‪ ،‬حركة تدل على نراط وافر ‪ ،‬يبدو أنها أكبر من طالبة ف‬
‫الصف الثان الثانوي ‪ ،‬الحظت اهتما الدكتورة سلوى ‪ ،‬لعلها ليم‬
‫تعلم أنها الفتاةالرابعة ‪ ،‬وأن كل فتاة تيد ل الم يابقة ‪ ،‬يتيدلى عليى‬
‫صدر الدكتورة وساما جديدا ‪.‬‬
‫قالت الدكتورة وه ما تزال تتابعها بنظراتها الفاحصة ‪:‬‬
‫ـ أهغ بن يا نوال ‪ ،‬ما ع اك تحملين لنا من ش ء جديد ؟‬
‫قال الدكتور عصا مر عا ‪:‬‬

‫‪47‬‬
‫ـ أراهن أن يكون أمرا مهما ‪.‬‬
‫ابت مت الفتاة با تباط وقالت ‪:‬‬
‫ـ لو لم أكن مت كدا أن ما أقدمر شيئا متميزا لما أتعبت تف ي بير‬
‫‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد ‪:‬‬
‫ـ هذا قول إن ان يعر قيمة ما يفعل ‪.‬‬
‫قال الدكتور عبدهللا ‪:‬‬
‫لقد تروقنا يا نوال كثيرا ‪ ،‬بق أن نعر المو وع ‪.‬‬
‫ـ إنها رحلة علمية إلى تفاصيل ال غرافيا ‪.‬‬
‫أع ب الدكتور عصا بهذا التعبير الرعري فقال ‪:‬‬
‫ـ وإنن لراعرة أيأا ‪ ،‬جميل أن نتقصى تفاصيل العالم معن ‪.‬‬
‫قدمت مخطوطة إلى الدكتور راشد ‪ ،‬تفحصها قليغ‪ ،‬م قال ‪:‬‬
‫_إن وقتنا أ يق من أن نقرأ كل هذا‪!...‬‬
‫_لكن التلخيص يقز العمل الفن ويروهر ‪ ،‬البد من القراءة ‪.‬‬
‫أع ب الدكتور بوعيها النقدي فقال‪:‬‬
‫_التخليص أو اإلي ا هو قمية البغ ية ‪ ،‬ولكننيا ييا نيوال نملين‬
‫درايييية باالفكيييار القيمييية ‪ ،‬بمعيييزل عييين ارفهيييا ‪ ،‬فهيييل لييين أن‬
‫تررح لنا الفكرة ف من مقبول ؟‬
‫شعرت أن كغمر منطق ‪ ،‬فاوم ت قائلة‪:‬‬
‫ـ س حاول‬
‫تهي ت للكغ وقالت ‪:‬‬
‫ـ لقد تصورت أن هنياك تلفزيونيا ‪ ،‬أو جهيا ا مين هيذا القبييل ‪،‬‬
‫ن ييتطيع أن نييرى بيير ميين مكييان ف ي العييالم ‪ ،‬نح يدد المكييان الييذي‬
‫ن تهد النظر الير ‪ ،‬في منطقتير ال غرافيية ‪ ،‬يم نفيتش عنير كميا‬
‫نفتش عن محطات التلفا أو الراديو‬
‫قالت الدكتورل سلوى ‪:‬‬

‫‪42‬‬
‫ـ فر ية علمية جميلة ‪ ،‬تد دغ أحغمنا وأمنياتنا ‪.‬‬
‫ـ ي نعييم ‪ ،‬لقييد حققييت بيير حلمييا يكبيير ف ي دا ل ي ‪ ،‬ر بيية كامنيية‬
‫بال فر الى كل بقاع االرض ‪ ،‬أشياهد كيل مكيان ‪ ،‬أجليس عنيد كيل‬
‫منحنى ‪ ،‬وتحت كل ش رة ‪ ،‬أعقيد صيداقات ميع مفيردات العيالم ‪،‬‬
‫أربه أواصر األلفة مع هذا الوجود ‪.‬‬
‫لعليين اسييتلهمت تكنالوجيييا األقمييار الصييناعية‪ ،‬ف ي الت ييس‬
‫والرصد ‪.‬‬
‫ـ هذا صحيح ‪ ،‬فهذل األقمار الت تذرع الفأاء ‪ ،‬تت س على‬
‫كييييل الييييدول ‪ ،‬تصييييور حركييييات ال يييييوش ‪ ،‬ومواقييييع االسييييلحة ‪،‬‬
‫ومراب الصواري والطائرات ‪ ،‬تصيورت أنهيا تطيورت لترينيا‬
‫االشياء الدقيقية بو يوح ‪ ،‬وأنهيا ميا عيادت مقصيورة عليى اليدول‬
‫وأجهزتها الع كرية واألمنيية ‪ ،‬بيل أصيبحت مي يورة متاحية لكيل‬
‫فرد‪.‬‬
‫ـ واستطعت أن ترتري هذا ال ها ‪.‬‬
‫ابت مت لهذا التر يع وتابعت ‪:‬‬
‫ـ لقد امتلكت جها ا رائعا ‪ ،‬كانت تقودن مفاتيحر الى أية نقطة‬
‫أحدد مكانها ‪.‬‬
‫ـييي كتبيييت رحيييغت سيييياحية إليييى اليييبغد ال ميلييية التييي أحبهيييا ‪،‬‬
‫وصييفتها بكييل دقيية وإسييهاب ‪ ،‬أدون طييوط العييرض والطييول ‪،‬‬
‫وأبدأ باالقتراب منها ‪ ،‬أهيبه عليهيا مين عليو كي ن أسيتقل مظلية ‪،‬‬
‫أستمر بالهبوط حتى‬

‫أرى تأييييياريس االرض ومكوناتهيييييا ‪ ،‬أشييييي ارها ح ارتهيييييا‬


‫وحيواناتها ‪ ،‬حتى الفراشات ونمل االرض ‪ ،‬أتحرك يمينا وشماال‬
‫‪ ،‬أرتفع إلى العليو اليذي أرييدل ‪ ،‬أطيير فيوق البحير‪ ،‬أصيعد القميم‪،‬‬
‫أسير مع م اري األنهار ‪ ،‬أتتبعها من منبعها إليى مصيبها ‪ ،‬أقطيع‬

‫‪49‬‬
‫الصييحاري القاحليية فيي آسيييا وافريقيييا ‪ ،‬أتفيير علييى آ ييار الهنييد‬
‫والصييين ‪ ،‬أ هييب إلييى مييدن آوروبييا وأمريكييا ‪ ،‬أن ييول سييائحا في‬
‫شوارع لندن وباريس ‪ ،‬أ ور القطب الريمال وال نيوب ‪ ،‬أت يلق‬
‫جبال الهمغيا ‪ ،‬أسيافر ميع الطييور المهياجرة ‪ ،‬أراقيب الحيوانيات‬
‫ف أد ال إفريقيا ‪ ،‬وأسيرح ميع قطعيان الفيلية واليزرا ووحييد‬
‫القييرن ‪ ،‬ألحييق بييالكنغر ف ي سييهوب أسييتراليا ‪ ،‬أبحييث عيين ال ييفن‬
‫ال انحيية ‪ ،‬والطييائرات المفقييودة ‪ ،‬أقييف فيي دوامييات العواصييف‬
‫واألعاصير ‪ ،‬أتبعها حينما تتحرك ‪ ،‬أقتيرب مين فوهيات البيراكين‬
‫‪ ،‬أد يييل فييي جوفهيييا ‪ ،‬أقيييف بمواقيييع اليييزال ل ‪ ،‬وأشيييهد م سيييير‬
‫االن انية ‪.‬‬
‫قال الدكتور عبدهللا ‪:‬‬
‫ال بد أن يكون هذا ال ها قد حقق لن كل ما تتمنين ‪.‬‬
‫أرد الدكتور راشد‪:‬‬
‫ـ ما فائدة الخيال العلم ا ا لم يلب الر ائب الخفية ف النفس ‪،‬‬
‫يدنو بنا من الحلم ‪ ،‬فنرال أقرب من البدر ف عين الطفل ‪.‬‬
‫قالت الدكتورة سلوى ‪:‬‬
‫ـ لقد وصفت لنا ال ها وعملير ‪ ،‬ولكين ميا ا كتبيت في دفتيرك‬
‫يا نوال‬

‫ـ كتبت رحغت سيياحية إليى اليبغد التي أحبهيا ووصيفتها بكيل‬


‫دقة وإسهاب ‪ ،‬كتبت مادة ال غرافيا بهذا األسلوب ال ديد ‪،‬‬
‫ـ إن أدب الرحغت هو أدب علم ‪.‬‬
‫هكذا قال الدكتور راشد فارد الدكتورعبدهللا ‪:‬‬
‫ـ لعلنا جميعا قرأنا قصة ( حول العالم ف مانين يوما ) ‪.‬‬
‫قالت الدكتورة سلوى معقبة ‪:‬‬

‫‪50‬‬
‫مانين انية )‬ ‫ـ جيد ان ت م كتابن يا نوال ( حول العالم ف‬

‫‪51‬‬
‫الجـزء الثالث‬
‫‪ 1‬ـ انف ول ان صناعيان‬
‫‪ -8‬تلفزيون ينقل الرائحة‬
‫‪1‬ـ موسيقا اإلحتكاك‬
‫‪4‬ـ أرسم لن ما تتخيلر‬
‫‪5‬ـ تركيل ب شعة الليزر‬
‫‪2‬ـ السلك لقوافل ال يارات‬

‫‪58‬‬
‫أنف ول ان صناعيان‬

‫يد ل المت ابق ال ديد ‪ ،‬أسمر اللون ‪ ،‬طويل القامة ‪ ،‬أجعد‬


‫الرعر ‪ ،‬قيوي البنيية ‪ ،‬بير عيرق مين ال يغلة الزن يية ‪ ،‬مغب ير‬
‫أنيقيية ‪ ،‬وبيير وسييامة متميييزة ‪ ،‬إنيير شييفيق عطييا ‪ ،‬يحمييل بيمينيير‬
‫حقيبة مثخنة ‪ ،‬يتقد بخطوات واسعة قوية ‪ ،‬يتوقيف ‪ ،‬يأيع ميا‬
‫معر ‪ ،‬يصافحهم واحدا واحدا ‪ ،‬فيبادرل الدكتور راشد ‪:‬‬
‫ـ ما ا تحمل لنا من ا تراع يا شفيق ؟‬
‫ـ انفا ول انا صناعيين ‪ ،‬شمامة و واقة ‪.‬‬
‫اصطنعوا الدهرة ـ فهم يعرفون لن ـ فقال الدكتور عبدهللا‬
‫‪:‬‬
‫ـ وما هذا اال تراع ؟‬
‫جلس شفيق وتهي للكغ ‪:‬‬
‫ـ كميا أن هنياك أجهيزة لتأيخيم الصيوت ‪،‬وسيماعة ت ياعد‬
‫اال ن في قييدرتها علييى اإلسييتماع ‪ ،‬وهنيياك االت أ ييرى ت يياعد‬

‫‪51‬‬
‫العيييين عليييى الرؤيييية ال ييييدة ‪ ،‬ن يييميها نظيييارة ‪ ،‬أو م هيييرا أو‬
‫منظارا ‪ ،‬فلما ا ال يكون هناك آلة ت اعد األنف لك يقوى على‬
‫الرييم ‪ ،‬أو ليرييم رائحيية اليقييوى علييى شييمها ‪ ،‬ولمييا ا ال يكييون‬
‫هنيياك آليية ت يياعد الل ييان لك ي يتييذوق أفأييل ممييا يتييذوق ‪ ،‬أو‬
‫ليتذوق ما ليس بمقدورل أن يتذوقر أصغ‬
‫قال الدكتور عصا ‪:‬‬
‫ـ ت اؤل منطق وجير ‪ ،‬ولكن كيف يكون لن ؟‬
‫سحب الحقيبة المو وعة جانبا ‪ ،‬فتحها ‪ ،‬أ ر منها شييئا‬
‫‪ ،‬كانيير آليية لقييياس ييغه الييد ‪ ،‬م ييباران ك نهمييا قلمييا أحميير‬
‫الريييفال‪ ،‬يتصيييل بكيييل واحيييد منهميييا سيييلن كهربيييائ أو أنبيييوب‪،‬‬
‫يرتبطان ب ها صغير كالعلبية ‪ ،‬ويخير مين هيذل العلبية سيلن‬
‫طويل ينته إلى ش ء كمدقة الهاون ‪ ،‬أو المايغرفون ‪.‬‬
‫قال شفيق وهو يقدمر ‪:‬‬
‫هييذا تصييميم أول ي ‪ ،‬يو ييح أسييلوب العمييل الييذي سيييكون‬
‫علير‪ ،‬أ تصيرل عليى النحيو التيال ‪ ،‬إ نأيع هيذين الم يبارين‬
‫دا ييل المنخييرين ‪ ،‬ونمييد هييذا الم ييتقبل الييذي يرييبر المييايغرفون‬
‫إلى مصدر الرائحة ‪ ،‬ندنو بر إلى بعد كا فيقو هيذا الم يتقبل‬
‫بتحويييل دقييائق الرائحيية إلييى نبأييات كهربائييية‪ ،‬تنقييل عبيير هييذا‬
‫ال ييلن إلييى هييذل العلبيية الصييغيرة الت ي تقييو بتقوييية النبأ يات‬
‫الكهربائييية وترسييلها في هييذين ال ييلكين الييى الم ييبارين الييذين‬
‫يكونان ف المنخرين ‪ ،‬حيث تتحول النبأات الكهربائيية فيهميا‬
‫إلى دقائق مين الرائحية ‪ ،‬تبثهيا إليى أعصياب الريم دا يل جيدار‬
‫األنف ‪.‬‬
‫تلم تر الدكتورة سلوى وقالت ‪:‬‬
‫ـ وهل هذا صالح لإلستعمال اآلن ؟‬
‫ـ ال لم يكتمل صنعر بعد ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫قال الدكتور عبدهللا ‪:‬‬
‫ـ أظنر جها ا لن يقف استخدامر عند تقويية حاسية الريم فقيه‬
‫‪ ،‬ن ييتطيع بيير أن نرييم رائحيية األ هييار ف ي الحديقيية ‪ ،‬ونحيين هنييا‬
‫جال ون ‪ ،‬يمكن تركيبر عليى جهيا الهياتف‪ ،‬فتريم رائحية عطير‬
‫مكلمن ‪ ،‬يمكننا أن نرم بر الروائح ف المطب وأماكن الحرييق ‪،‬‬
‫نعييير بييير ميييدى تركييييز العطيييور ‪ ،‬واقتفييياء آ يييار الم يييرمين ‪،‬‬
‫واشتما رائحة المخدرات ‪.‬‬
‫ـ ما اإل تراع إال ر يا شفيق ؟‬
‫قال وهو يعر ر أمامهم ‪:‬‬
‫ـي إنيير يعميل بيينفس المبييدأ ‪ ،‬قطعية تو ييع في الفييم ‪ ،‬أسييميها‬
‫اللقميية ‪ ،‬يتلم ييها الل ييان ميين الييدا ل ‪ ،‬متصييلة ب ييلن إلييى هييذا‬
‫الم ييس الييذي ندسيير ف ي ال ييوائل والمييواد الت ي ننييوي تييذوقها ‪،‬‬
‫فتتحييول كيمييياء الطعييو إلييى نبأييات كهربائييية ‪ ،‬تييذهب إلييى‬
‫اللقمة ‪ ،‬حيث تتحول النبأات إلى دقائق الطعو مرة أ رى‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد ‪:‬‬
‫ـ أعير أنكيم تتحفيزون لتقترحيوا لير اسيتخدامات ا يرى ‪،‬‬
‫ولكن اريد أن أقول‪ :‬ما ا لو دم نا ال هيا ين معيا ليقيد الطعيم‬
‫والرائحة معا ؟ انر سينقل لنا النكهة الت نحبها ‪.‬‬
‫قال شفيق وقد بدا علير الفرح ‪:‬‬
‫ـ لم أفكر بكل هذا الذي قلتمول ‪.‬‬

‫قال الدكتور عصا ‪:‬‬


‫ـ كثيرا ما اليمكن التنبؤ بفوائد ا تراع أو اكترا ‪ ،‬فيبياع‬
‫ب يخس األ مان ‪ ،‬هذا إن لم يلق بر ف سلة المهمغت ‪.‬‬
‫قال الدكتور عبدهللا ك نر يتابع فكرة الدكتور راشد ‪:‬‬

‫‪55‬‬
‫ـ اال تنوي يا شفيق أن تخترع لنا جها ا يقوي حاسة اللمس‬
‫؟ لم يبق الحاسة الخام ة ‪.‬‬
‫قالت الدكتورة سلوى ‪:‬‬
‫ـ إننا بحاجة أكثر لمن يخترع لنا ما يقوي الحاسة ال ادسة‪،‬‬
‫إنها أهم ش ء ف كياننا ‪.‬‬

‫تلفزيون ينقل الرائحة‬

‫كان لرفيق عطيا ييال صيب ‪ ،‬وقيدرة كبييرة عليى إنتيا‬


‫األفكييار ‪،‬لقييد كييان أسييلوبر فيي االبتكييار ب يييطا ‪ ،‬وقائمييا علييى‬
‫التحليل واالحصاء ‪ ،‬قال الدكتور عصا ‪:‬‬
‫_ آن لنييا أن ن ييتخلص ال ييمات العقلييية العاميية للمبييدعين ‪،‬‬
‫فقد قابلنا عددا ال ب س بر من المبتكرين ‪.‬‬
‫_ هذا اقتراح جييد ‪ ،‬إن ميا دونيال مين مغحظيات كيا ألن‬
‫نحدد ال مات اإلبداعية ‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد ‪:‬‬
‫ت ب ديد ‪ ،‬فقد كرالعلماء سمات المبدع كما يلي ؛‬ ‫_ لن ن ِ‬
‫أوال الح اسيييية للمريييكلة ‪ ،‬فيييغ اكتريييا وال ا تيييراع ال يكيييون‬
‫م ييبوقا بصح يياس قييوي بوجييود مرييكلة تحتييا إلييى حييل ‪ ،‬و انيييا‬
‫الطغقة ‪ ،‬وه القدرة على انتا األفكيار العدييدة في مين أقيل‬
‫من يرل ‪ ،‬وأن هذل األفكار ير متعار ة ‪ ,‬وال تقود إلى قليق‬
‫وا ييطراب ‪ ،‬و الثييا المرونيية ؛ أي إي يياد البييدائل المناسييبة ف ي‬
‫الوقيييت المناسيييب ‪ ،‬رابعيييا األصيييالة ‪ ،‬أي التحيييررمن المفييياهيم‬

‫‪52‬‬
‫الم ييبقة النابعيية ميين المزاجييية‪ ،‬واالرتبيياط ب ل ييلة م ين التييرا‬
‫الفكري والعلم العالم واإلن ان ‪ ،‬و ام ا ؛ منه ر الفكيري‬
‫الذي يتبعر ‪ ،‬وعلير أن‬
‫يكون صاحب قدرة على التحليل ‪ ،‬كما فعل شفيق عطيا ‪ ،‬حينميا‬
‫أدرك أن هنيياك حييواس وهنيياك أجهييزة م يياعدة ‪ ،‬وف ي عملييية‬
‫تركيبيييية معاك ييية أدرك أن بعييي الحيييواس لييييس لهيييا أجهيييزة‬
‫م يياعدة ‪ ،‬لييذلن فكيير بصيينع أجهييزة م يياعدة لألنييف والل ييان ‪،‬‬
‫وقييدرة التركيييب والتحليييل تييرتبه دومييا بالقييدرة علييى الت ي ليف ‪،‬‬
‫والت ليف هو القدرة على جمع أشياء بعأها إلى بع ‪ ،‬يمن‬
‫عغقة معينة ‪ ،‬وبركل جديد لم تكن ف األصل مت لفة ‪ ،‬وسادسا‬
‫؛ النفا ‪ ،‬أي القدرة على االستبصار ‪ ،‬وت او ما هيو معيرو‬
‫ومرئ ‪ ،‬وما هو وا ح ومباشير ‪ ،‬إنير الكريف والبصييرة كميا‬
‫يعرفييير الصيييوفيون ‪ ،‬معرفييية ال تقيييو عليييى اسيييتدالل منطقييي‬
‫أوعغقات سببية ‪ ،‬بل قفزة نوعية ف الفهيم ‪ ،‬قيد ن يمير الحيدس‬
‫النابع عن عقل متحفز و اب ‪.‬‬
‫قال الدكتور عصا ‪:‬‬
‫وعغمات التحصيل الدراس ؟‬
‫_ ربمييييا تكييييون إحييييدى العوامييييل األساسييييية ‪ ،‬فالتحصيييييل‬
‫الدراس يدل على روة معرفية ‪ ،‬ومخيزون علمي في اليذاكرة‬
‫‪ ،‬ولكنر لييس داال عليى العبقريية ‪ ،‬فكثييرا ميانرى أ كيياء جيدا ‪،‬‬
‫وأصييحاب اكييرة وقييادة ‪ ،‬إال أنهييم اليقييدمون شيييئا ‪ ،‬بينمييا نييرى‬
‫علماء مثل آينرتين وباستور وأدسون كانوا فاشلين ف الدراسية‬
‫‪ ،‬بالت كيييد لييم يكيين ال ييبب هييو بيياؤهم ‪ ،‬أو عييد قييدرتهم علييى‬
‫الحفظ ‪ ،‬بل ألسباب‬

‫‪57‬‬
‫أ رى ‪ ،‬أو ربما النريغال فكيرهم بقأيايا أ يرى يير وا يحة‬
‫ف أ هانهم ‪.‬‬
‫ف ة د ل شفيق عطا مرة أ رى ‪ ،‬ك نر ن شيئا ‪ ،‬فقطع عليهم‬
‫حييديثهم ‪ ،‬م ييتبقا اسييتدعاءهم للمت ييابق التييال ‪ ،‬وقييف أمييامهم وقييال‬
‫بله ة فيها استع ال ‪:‬‬
‫_ ال أدري إن كان من حق أن أعود مرة أ رى ‪!...‬‬
‫_ وهل من ط ‪ ،‬أو ش ء ن يتر ؟‬
‫_ال‪...‬ال‪ ...‬فقد طر ببال فكرة جديدة ‪.‬‬
‫_ بهذل ال رعة ‪!...‬‬
‫ارتبن ولم يحر جوابا ‪ ،‬لكن الدكتور راشد قال لر ‪:‬‬
‫_ وما ه ؟‬
‫_ لقد طر ببال _ وأنا أ ر _ بعد أن تكلمنا عن نقل الرائحة‬
‫ب سغك الهاتف ‪ ،‬فقد ت اءلت ؛ لما ا ال ننقل هذل الرائحة بالغسلك ؟‬
‫أي بالموجات الكهرو مغناطي ية ‪.‬‬
‫_ وما ال ديد ف هذل الفكرة ؟‬
‫رأيييت أن نقييل الرائحيية بالغسييلك ‪ ،‬يمكننييا ميين نقييل الرائحيية عبيير‬
‫الراديو والتلفزيون ‪ ،‬فنرى على الراشة صورة وصوتا ورائحية نريم‬
‫رائحة العطر الذي تأعر المذيعة ‪ ،‬نرم رائحة ما نراهدل مين هيور‬
‫وورود ‪ ،‬نريييم رائحييية البيييارود والحرائيييق ‪ ،‬تصيييبح البيييرامج مفعمييية‬
‫بييييالروائح المنرييييطة ‪ ،‬ن ييييتعملها فيييي أجهييييزة اإلنييييذار ‪ ،‬والدعاييييية‬
‫التلفزيونييية للعطيير سييتكون حقيقييية ‪ ،‬ربمييا تنر ي شييركات متخصصيية‬
‫بصنتا العطر األلكترون ‪ ،‬تطلقر عبر أجهزة بث اصية ‪ ،‬فنعبيق بير‬
‫األمكنة‬

‫والبيييوت ‪ ،‬ويمكيين ألي شييخص أن يحمييل جهييا ا صييغيرا ف ي‬


‫جيبر ‪ ،‬يتعطر بالرائحية التي تناسيبر ‪ ،‬وهيذا أفأيل مين العطير‬
‫الذي يمكن أن ي يبب الح اسيية ليبع النياس ‪ ،‬باإل يافة إليى‬
‫الثمن البياهظ ليبع األنواع‪،‬والحيد مين الم يا ر التي ترتكيب‬
‫بحق الورد ف كل آن ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫قال الدكتور راشد وهو يبت م با تباط ‪:‬‬
‫_ ما رأيكم ‪ ،‬هل ن ل هذا ا تراعا جديدا ‪.‬‬
‫_ بل نؤكد أنر يملن طغقة ف األفكار ما ليس لغييرل ‪ ،‬إن لديير‬
‫فيأا عظيما من األفكار المت ل لة ير المتناقأة ‪ ،‬كما كرنا‬
‫م بقا ‪.‬‬
‫قالت الدكتورة سلوى ‪ :‬أكيد أنر فتى رائع ‪.‬‬
‫قال الفتى شفيق ‪ :‬شكرا ‪ !...‬كنت أظن أن تافر أو متطفل ‪.‬‬
‫_ ليييس ميين شيييمنا أن نقييول هييذا ‪ ،‬إنمييا نبحييث عيين الصييفات‬
‫الح نة‪.‬‬
‫_ لما ا لم تفكر أيأا بنقل الطعم والنكهة السلكيا ‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد للدكتور عصا ‪:‬‬
‫علين أن تفكر أنت بهذا الم ال ‪.‬‬
‫حن الدكتور عصا مليا وهو يقول ‪:‬‬
‫_ لقد جعلنا شفيق مخترعين ‪.‬‬
‫قالت الدكتورة سلوى ‪:‬‬
‫_ هناك مقولة في األدب تقيول ؛ الرياعرال يد هيو اليذي ي عيل‬
‫من اآل رين شعراء ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫موسيقا االحتكاك‬

‫(موسيقى االحتكاك ) عنيوان قيرأل اليدكتور عصيا محا ييا‬


‫السييم المت ييابق طيياهر عصييمت ‪ ،‬إ ن البييد أن يكييون فنانييا ‪ ،‬إال‬
‫أنهم تفاج وا بهذل العربة التي ييدفعها أمامير وهيو ييد ل الييهم ‪،‬‬
‫عربيية بح ييم الغ ييالة وشييكلها ‪ ،‬أو عربيية الباعيية المت ييولين ‪،‬‬
‫أوقفهييا علييى بعييد وتقييد ‪ ،‬كييان نحيفييا لدرجيية ترييفق فيهييا علييير ‪،‬‬
‫لعلها سمة الفنانين الذين يرتعلون بفنهم ‪.‬‬
‫ـ ما الذي تركتر هناك يا طاهر ؟‬
‫ـ إنها آلة موسيقية ‪.‬‬
‫ـ ما هذل اآللة الت تربر عربة بيع البوظة ؟‬
‫ـ انها آلة تصدر أصواتا مميزة ‪ ،‬يمكن لها أن تصينع جميغ‬
‫موسيقية ‪.‬‬
‫قال الدكتور عصا ‪:‬‬
‫ـ وما الذي يميزها عن يرها ؟‬
‫ـيي إنهييا تعمييل علييى مبييدأ الحيين ‪ ،‬أصييواتها صييادرة عييين‬
‫احتكاك الصفائح المعدنية ‪.‬‬
‫قال الدكتور عبدهللا متع با ‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫ـ الحن …!!!‬
‫هدأ انفعال الدكتور ف ة ‪ ،‬كانر تذكر شيئا ‪.‬‬
‫ـ ربميا… فالحين وسييلة الصيدار االصيوات ‪ ،‬ولكين كييف‬
‫اهتديت لمبدأ عملها ؟‬
‫جلس طاهر وقال بعد ان أ ذ نف ا ‪:‬‬
‫ـي انيير الميير في اييية الب يياطة ‪ ،‬فقييد قمييت بتحديييد وحصيير‬
‫االج ا الت ن تعملها ف الموسيقى ‪ .‬فوجدتها أربعة ‪ .‬الرقائق‬
‫الم يييطحة مييين جليييود أو معيييادن أو أ رييياب ‪ ،‬و انيهيييا األوتيييار‬
‫المعدنية وال لدية ‪ ،‬و الثها أل نة المزميار الخريبية والمعدنيية ‪،‬‬
‫وأ يييرا األنابيييب المعدنييية والخرييبية ‪ .‬وهييذل األج ييا جميعهييا‬
‫تصييدر أصييواتها بطييرق ييغ الأييرب أو النقيير ‪ ،‬واليينف ييم‬
‫الحن ‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد وهو يصغ بصع اب ‪:‬‬
‫إنيير تحليييل إحصييائ رائييع ‪ ،‬وهييو أسيياس التفكييير العلمي ‪،‬‬
‫وشرط أساس لغبداع واالبتكار ‪.‬‬
‫است مع طاهر عصمت أفكارل وقال متمما حديثر ‪:‬‬
‫ـييي إ ن يصيييبح ليييدينا إ نيييا عرييير اأسيييلوبا الصيييدار األصيييوات‬
‫الموسيقية ‪ ،‬قلت لنف ي اننيا نقيو بعمليية النقير والأيرب عليى‬
‫ال ييطوح واالوتييار واالنابيييب‪ ،‬ونقييو بالحيين علييى االوتييار كمييا‬
‫ف الناي‬
‫والرباب ‪ ،‬ولكننيا ال ن يتعمل الحين عليى ال يطوح واألنابييب ‪،‬‬
‫او أل نة المزميار ‪ ،‬وال ن يتعمل الينف عليى ال يطوح واألوتيار‬
‫بل ف األنابيب وعلى ل ان المزمار ‪.‬‬
‫كانوا جميعا يصغون باهتما حينماتوقف ‪ ،‬فلم يعليق أحيد ‪،‬‬
‫فتابع قولر‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫ـيي وإنيي ا تييرت االحتكيياك علييى ال ييطوح القييو بت ربيية‬
‫إحدى االحتماالت الممكنة ‪.‬‬
‫ـ أتظن أن الصوت الصادر عن االحتكاك سيكون جميغ ؟‬
‫ـ اليوجد صوت جميل بذاتير ‪ ،‬هنياك تنيا م ‪ ،‬وبصمكانين أن‬
‫ت مع ‪.‬‬
‫نهيي متوجهييا إلييى اآلليية ‪ ،‬كرييف عنهييا طاءهييا بعناييية‬
‫نه ي أعأيياء الل نيية لمعاينتهييا ‪ ،‬رأوا سييطحا تخترقيير شييقوق‬
‫طولية ‪ ،‬ما ه اال مميرات ال رع مميدودة مين اليدا ل ‪ ،‬تحميل‬
‫مكعبات معدنيية مفر ية ‪ ،‬مختلفية االح يا ‪ ،‬مختلفية المعيادن ‪،‬‬
‫وف ي ال هيية االمامييية مفيياتيح كمفيياتبح االليية الكاتبيية ‪ ،‬مصييفوفة‬
‫بنظا معين ‪ ،‬ويبدو أنهامرتبطة بالقطع المعدنيية المفر ية عليى‬
‫ال طح ‪.‬‬
‫وقييف أمامهييا ‪ ،‬ك نيير أراد الييتمكن منهييا ‪ ،‬ييغه علييى أحييد‬
‫المقييياب تحركيييت قطعييية عليييى ال يييطح ‪ ،‬فاصيييدرت صيييوتا ‪،‬‬
‫جيييرب أكثييير مييين مفتييياح ‪ ،‬ك نييير (ييييدو ن )اآللييية كميييا يقيييول‬
‫الموسيقيون ‪ ،‬أ رجت‬
‫أصواتا مختلفة ‪ ،‬اطم ن على جاهزيتها ‪ ،‬نظير الييهم ك نير‬
‫يقول لهم كفى استطغعا ‪ ،‬آن األوان لغستماع ‪.‬‬
‫عاد االربعة الى م ال هم ‪ ،‬وهم ف ترقب عال اليوتيرة ‪،‬‬
‫فمييا ع يياهم أن ي ييمعوا ميين هييذل االليية ؟ بييدأ العييز ‪ ،‬صييدرت‬
‫أصييوات ريينة ‪ ،‬أقييرب إلييى الأو يياء ‪ ،‬نظييروا إلييى بعأييهم‬
‫كييانهم يت يياءلون ان كانييت هييذل موسيييقى أ شيييئا آ يير ‪ ،‬إال أن‬
‫أدبهم ال م ور بتهم بالتفهم جعلهم يتيابعون االسيتماع ‪ ،‬تعيودت‬
‫آ انهم على تنا م األصوات ‪ ،‬وبدأوا ي ترعرون ت يرها علييهم‬
‫‪ ،‬أصيبحوا يميييزون ال ميل اإليقاعييية واللحنيية ‪ ،‬ان ي موا حتييى‬
‫أنهم لم يتفاج وا بتوقفر ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫قال الدكتور راشد وك نر أفاق من حلم ممتع ‪:‬‬
‫ـ عافاك هللا يا طاهر !!‬
‫نظييير فييي وجيييوههم ي يييتقرأ التعيييابير وي يييت ل األحكيييا‬
‫وقال‪:‬‬
‫ـ لم أتوقع أن تصفقوا طويغ ‪ ،‬الموسييقى تعيود ‪ ،‬كثيير مين‬
‫النياس ال تع ييبهم موسييقى ال ييا و الطبييول ‪ ،‬أنيا ال أتييوق إلييى‬
‫آلة ال مثيل لها ‪ ،‬ولكن قد يصبح لهذل الموسيقى مع بون ‪.‬‬
‫قالت الدكتورة سلوى ‪:‬‬
‫ميياهر ‪ ،‬يمكنيين أن تنييا م بييين االصييوات ‪،‬‬ ‫وإنيين لعييا‬
‫وتؤلف ال مل الموسيقية ‪ ،‬ور م أننا ل نا مختصين بالموسييقى‬
‫‪ ،‬إال أن االبتكار ال يخفى على أحد ‪.‬‬
‫قال الدكتور عصا ‪:‬‬
‫لقيييد رصيييدت اإلحتمييياالت الممكنييية ‪ ،‬وبينيييت لمييين يرييييد‬
‫اال تراع ‪ ،‬أنر باالمكان صنع آلة تعمل بيالنف عليى األوتيار أو‬
‫ال طوح ‪ ،‬أو بالحن عليى ل يان المزميار واألنابييب ‪ .‬قيد تكيون‬
‫هيييذل كلهيييا تمرينيييات هنيييية رائعييية ‪ ،‬وانهيييا ألسييياليب فعالييية‬
‫للمخترعين ‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد ‪:‬‬
‫ـ ي نحيين ال نحكييم علييى اللحيين واالليية بقييدر مييا نحكييم علييى‬
‫أسلوب التفكير ‪ ،‬والقدرة على التحلييل والفهيم واالسيتنباط ‪ ،‬بيل‬
‫القدرة على التخيل ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ارسم لن ما تتخيلر‬

‫د ل عبيد الملين ميروان ‪ ،‬ليم يكين ممييزا باسيمر فقيه ‪ ،‬بيل‬


‫برخصيتر أيأا ‪ ،‬لر حأور ي تريعرل الميرء مين أول نظيرة ‪،‬‬
‫نظراتر اقبية فاحصية ‪ ،‬لهيا وقيع عليى اال يرين ‪ ،‬كيان اندفاعير‬
‫نحييو الل نيية يييوحى بمييدى و وقيير بنف يير ‪ ،‬يعييان قليييغ ميين قييل‬
‫الحقيبة الت يحملها ‪ ،‬ابتدرل الدكتور راشد ‪:‬‬
‫ـ اهغ بالخليفة عبدالملن بن مروان ‪.‬‬
‫ايت م عبد الملن ك نر تعود على هذل المداعبة ‪،‬‬
‫ـ اهغ بن ‪.‬‬
‫وما ا عندك يا عبدالملن‬
‫ـييي أسيييلوب أو طريقييية جدييييدة لرسيييم الوجيييول التييي يتخيلهيييا‬
‫اال رون ‪.‬‬
‫ـييي إنهيييا مهنييية تخيييص أق يييا البحيييث ال نيييائ ‪ ،‬يرسيييمون‬
‫الم رمين الفارين‪.‬‬
‫ـ بالأبه ‪ ،‬إنها مهنة أحاول أن أتقنها ‪.‬‬
‫نظر الدكتور راشد ف الوجول وقال ‪:‬‬
‫ـ من منكم لر معرفة بهذا الم ال ؟‬
‫لم يحر أحدهم جوابا فقال الدكتور عبدهللا ‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫لنر طريقتر أوال ومن م نحكم عليها ‪.‬‬
‫قال عبدالملن يمهد لفكرتر ‪:‬‬
‫ـ أنا في االصيل رسيا ‪ ،‬مياهر برسيم الوجيول( البورتريير)‬
‫أسييتطيع أن أرسييمكم اآلن علييى ييير مييا تفعييل آليية التصييوير ‪،‬‬
‫اسيييتهوان رسيييم الم يييرمين الفيييارين ‪ ،‬فكيييرت بطريقييية ت عيييل‬
‫الرسامين الهواة قادرين على لن ‪.‬‬
‫قالت الدكتورة سلوى ‪:‬‬
‫ـييي العبقيييري هيييو اليييذي يب يييه االميييور الصيييعبة ‪ ،‬وي علهيييا‬
‫مي ورة للعاديين من البرر ‪ ،‬أما ترى فأل الخوار م الكبير‬
‫ف الريا ييات ‪،‬لقيد كيان في تي يير العملييات الح يابية ل مييع‬
‫الناس !!‬
‫أ ر عبد الملن دفاتر كثيرة ‪ ،‬أحدها مكتوب علير الوجول‬
‫‪ ،‬والثيييان الريييفال ‪ ،‬واآل ييير العييييون و يييم الحواجيييب والرقبييية‬
‫والرييعر …‪ ،‬لييم يكيين ميين ال ييهل فهييم العغقيية الت ي تييريه هييذل‬
‫األشياء ‪.‬دفع الل نة فأول طفول إلى تناولها وفتحها ‪ ،‬حاولوا‬
‫الفهم ‪ ،‬وقالوا بله ة واحدة ‪:‬‬
‫ـ ما هذل الدفاتر ؟‬
‫شعر بصعوبة ف التعبير ‪ ،‬تناول أحد الدفاتر وقال ‪:‬‬
‫ـي لقييد قمييت بتصيينيف أشييكال الوجييول التي يمكيين أن يكييون‬
‫عليهييييا الوجيييير اإلن ييييان ‪ : ،‬الطويييييل ‪ ،‬المربييييع ‪ ،‬الم ييييتدير ‪،‬‬
‫البيأوي‪،‬‬
‫المثليييث ‪ ،‬يييم قميييت باستقصييياء نميييا الوجييير الطوييييل ‪،‬‬
‫واالحتميياالت التي يمكيين أن يكييون عليهييا ‪ ،‬ورصييدتها في هييذا‬
‫الدفتر ‪ ،‬كيذلن فعليت بياالنو والعييون والريفال ‪ ،‬حتيى ليم يبيق‬
‫احتمال لنمو لم يرصد هنا ‪.‬‬
‫سكت ال ميع كانهم يقولون لر تابع ‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫‪25‬‬
‫ـ واالن فلنفرض أنن تريد أن أرسم لن صيورة جيدك اليذي‬
‫تييذكر مغمحيير ‪ ،‬إنيين بالتاكيييد ت ييتطيع أن تحييدد علييى أي شييكل‬
‫كييان وجهيير ‪ ،‬إن كييان م ييتديرا أو طييويغ ‪ ،‬عنييدها ت ييتطيع أن‬
‫ت تعرض كل الوجول الطويلة ‪ ،‬وتؤكد أنر كان طويغ على هذا‬
‫النحو ‪ ،‬فنرصد النمو الذي أشرت الير ‪ ،‬وكذلن نفعل باألنف‬
‫والفم والحواجب ‪ ،‬وأ يرا نقيو بت مييع كيل االشيكال ‪ ،‬فنعطي‬
‫صورة قريبة أو محتملة للوجر الذي نتخيلر أو نتو ال ‪.‬‬
‫قال الدكتور عصا ‪:‬‬
‫لي ييت لييدينا فكييرة عيين عمييل الرسييامين ف ي دوائيير البحييث‬
‫ال نيييائ ‪ ،‬والطيييب الريييرع ‪ ،‬ولكنييي أظييينهم يعمليييون بييينفس‬
‫الطريقة‬
‫شعر الفتى بامتعاض فقال الدكتور راشد ‪:‬‬
‫_ إن تييوارد األفكييار ممكيين ‪ ،‬وإنيير ال يقلييل ميين موهبتهيية‪،‬‬
‫وقدراتر الذهنية ‪ ،‬فكل هذا ال هد ال يدل على تقليد ‪:‬‬

‫قالت الدكتورة سلوى ‪:‬‬


‫ـ ان أصالة تفكيرل تظهر من قصة اال تراع ‪ ،‬وكييف فكير‬
‫بر ‪ ،‬قل لنا يا عبد الملن ‪ ،‬ما الذي دفعن إلى هذا اإل تراع ؟‬
‫ـ ي ال أدري كيييف طيير ببييال ‪ ،‬وأومأييت بييذهن الفكييرة‬
‫ف ة ‪ ،‬حينما كنت أنظر إلى شخص يعبث بقصاصيات صيور ‪،‬‬
‫يقييو باللصييق( الكييوال )‪ ،‬فيأييع أنييف هييذا الممثييل وعييين هييذا‬
‫ال ياس وشارب لن الم ر ‪ ،‬فا ا بر يكون شخصييات جدييدة‬
‫‪ ،‬عندها بدأت الفكرة تتبلور ف هن وتنأج ‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد ‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫ـ ال تعتقد أنن اهتديت مصيادفة ‪ ،‬الكيل يرياهد ميا شياهدت‪،‬‬
‫لكن عقلن الدائم التفكير امتغء بطاقية هنيية ‪ ،‬فصيار متحفيزا ‪،‬‬
‫بحاجييية إليييى شيييرارة ‪ ،‬وميييا كيييان هيييذا المريييهد الب ييييه اال تلييين‬
‫الررارة الت أوقدت هنن ‪ ،‬فراح يعمل بطريقية هي في ايية‬
‫ال رعة ‪ ،‬فما دريت كيف حد ‪.‬‬
‫شيعر ال ميييع أن الييدكتور راشييد يؤكييد بييذلن أصييالة فكييرل ‪،‬‬
‫وينفييي عنييير ال يييرقة واالقتبييياس أو التقلييييد واالدعييياء ‪ ،‬فقيييال‬
‫الدكتور‬
‫ـ وهل جربت هذل الطريقة ؟‬
‫ـ نعم ون حت ف معظم االحيان ‪،‬‬
‫قالت الدكتورة سلوى ‪:‬‬
‫لو قمت بتخزين هيذل الصيور في الكمبييوتر ‪ ،‬لكيان أسيرع‬
‫لن وأدق عمغ ‪.‬‬
‫قال عبد الملن ‪:‬‬
‫ـ سافعل لن ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫تركيل ب شعة الليزر‬

‫ـ ها قدوجدنا وليد م عود‬


‫هكييذا قالييت الييدكتورة سييلوى ‪ ،‬وهيي تقييرأ اسييم المت ييايق‬
‫ال ديد وليد م عود ‪ ،‬اال أن أعأاء الل نة لم يفهموا مبيرر هيذل‬
‫ال ملييية ‪ ،‬نظيييروا إليهيييا فييي اسيييتفها يييام ‪ ،‬فقاليييت لتبيييدد‬
‫استغرانهم‬
‫ـ ألم تقيرأوا روايية جبيرا ابيراهيم جبيرا ( البحيث عين ولييد‬
‫م عود )‬
‫حكوا ‪ ،‬ود ل وليد م عود ‪ ،‬وميا اليت االبت يامة عليى‬
‫وجوههم فتى هادأ الق مات ‪ ،‬تميل بررتر إلى ال مرة ‪ ،‬شعرل‬
‫فيف‪ ،‬مغب ر ب ييطة أنيقية ‪ ،‬يأيع نظيارة م يتديرة سيوداء ‪،‬‬
‫يحمل ملفا ‪ ،‬وصل اليهم ‪ ،‬حياهم وقال‬
‫ـ أرجو أن ال تكون أحغم مفرطة و يال جامحا ‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد ‪:‬‬
‫االفراط ف االحغ ليس عيبا ‪.‬‬
‫قالت الدكتورة سلوى‬
‫ـ وما ه احغمن يا وليد ؟‬
‫ـ احلم ب لة تن لنا التما يل ‪.‬‬
‫قال الدكتور عبدهللا وكانر يعترض ‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -‬هنيياك آليية للحفيير علييى المعييدن ن ييمى( ‪Engraving‬‬
‫‪ )Machin‬األمر ليس حلما ‪.‬‬
‫احتج على هذا االستباق لألمور ‪:‬‬
‫_لكنها تعمل على الليزر ‪ ،‬يقيف أمامهيا اإلن يان ‪ ،‬فيتكيون‬
‫دا لهيييا تمثيييال أو م يييم ‪ ،‬كميييا الصيييورة تتكيييون دا يييل آلييية‬
‫التصوير ‪.‬‬
‫قال الدكتور عصا ليخفف من حدة انفعالر ‪:‬‬
‫ـ حقا إنر لحلم ‪ ،‬وإنر لحلم اي اب ‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد ‪:‬‬
‫ـ بق أن تخبرنا كيف لهذا ال ها أن يعمل ‪ ،‬البد أن تكيون‬
‫قد فكرت بذلن ‪.‬‬
‫فتح وليد م عود ملفا ونظر فير وقال ‪:‬‬
‫ـ أتصور أن من هذل اآللية جهيا ا اصيا ‪ ،‬يصيدر أشيعة‬
‫ما أو موجات معينة ‪ ،‬نحو ما يقابلها من وجر إن ان أو تمثال ‪،‬‬
‫فيقيس الم يافات الدقيقية والمتناهيية الصيغر ‪ ،‬فيحيدد االنثياءات‬
‫واالسيييتدارات وال يييطوح ‪ ،‬وتخيييزن كيييل هيييذل المعلوميييات فييي‬
‫اكرة حاسوبية اصة ‪ ،‬وهذل المعلومات تتحكم بنبأات أشعة‬
‫الليزر الت يصدرها جها آ ر ‪ ،‬حيث يطلقهانحو مادة معينية‪،‬‬
‫تتفاعل‬
‫معهييا أو ت كلهييا‪ ،‬تحفيير بهييا وترييكلها ح ييب القياسييات الت ي‬
‫زنتهييا الييذاكرة ‪ ،‬وهكييذا يصييبح لييدينا م ييما ممييا غ للرييكل‬
‫المقابل ‪.‬‬
‫قال الدكتور عبدهللا ‪:‬‬
‫ـي إنيير تصييور جيييد ‪ ،‬لييو كانييت مثييل هييذل االشييعة موجييودة ‪،‬‬
‫وهذل المادل سريعة التا ر باشعة الليزر موجودة ايأا ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫شعر الدكتور راشد أن اليدكتور عبيدهللا سي ل سيؤاال محبطيا‬
‫فقال‪:‬‬
‫_ انها يا دكتور الخطوات المنطقية الغ مة لكل مريروع ‪،‬‬
‫أمييا رأيييت أن كييل طييوة تييؤدي إلييى مييا بعييدها ‪ ،‬أي أن العغقيية‬
‫سببية‬
‫ا تبه وليد وقال ‪:‬‬
‫ـ شكرا يا أستا ي ‪ ،‬هل تحبون أن أشرح تفاصيل العمل ؟‬
‫قال الدكتور راشد ‪:‬‬
‫أظيين مييا عر ييتر كييا للحكييم علييى عقليين وأسييلوبن ف ي‬
‫التفكيييير ‪ ،‬إن طتييين وتفكييييرك العلمييي ‪ ،‬أشيييبر بخطييية علمييياء‬
‫(ناسا) حينما عزموا الهبوط عليى سيطح القمير ‪ ،‬كيان البيد أوال‬
‫ميين وسيييلة نقييل هي الصيياروخ ‪ ،‬والبييدمن تصييميمر وإن ييا ل ‪،‬‬
‫ومن م التدرب عليى العييش في انعيدا ال ا بيية وال يباحة في‬
‫الفأيياء ‪ ،‬ييم الهبييوط علييى سييطح القميير ‪ ،‬وال ييير علييير ‪ ،‬ييم‬
‫العودة إلى الفأاء ‪ ،‬وبعدها الرجوع مرة أ رى إلى األرض ‪،‬‬
‫لقد كانت طة م بقة مترابطة ‪ ،‬احتاجت إلى آال‬

‫االن ا ات العلمية ‪ ،‬الت أفأى كل منها إلى اآل ر ‪ ،‬وهذا‬


‫ي مى التفكير المنطق أو الخطة النظرية ‪.‬‬
‫قال وليد ‪:‬‬
‫ـي أنييا اعيير أن المرييروع يحتييا إلييى ميين طويييل ‪ ،‬وإلييى‬
‫تعلييم الكثييير ‪ ،‬وت ريييب االفكييار ‪ ،‬وإنيير جهييد أعظييم ميين قييدرت‬
‫الحالية ‪.‬‬
‫قال الدكتور عصا ‪:‬‬

‫‪70‬‬
‫ـ أظنر مرروعا تكنولوجيا رائعا ‪ ،‬وال بد لن يا وليد من أن‬
‫تبحييث في أمييور كثيييرة ‪ ،‬مثييل التكبييير والتصييغير ‪ ،‬وأن تفييرق‬
‫بين الن عن الوجول الحية والن عن األج يا ال اميدة ‪ ،‬أن‬
‫تقييو بالترييكيل علييى المعييادن والر ييا والبغسييتبن والخرييب ‪،‬‬
‫وبالتال ت تطيع الن ي عين قطيع االالت الصيناعية ‪ ،‬بيدال مين‬
‫صناعتها ف مرا ل ال كب والخراطة ‪.‬‬
‫قالت الدكتورة سلوى معقبة ‪:‬‬
‫ـ وقد نلقن جها الكمبيوتر تصميما معينا فينفذل ‪.‬‬
‫قال الدكتور عبدهللا وقد دا متفهما ‪:‬‬
‫لقييد أجهييدتنا با تراعيين يييا وليييد وأنييت بهييذا ال يين ‪ ،‬فكيييف‬
‫ترانا ن توعب تفكيرك حينما تكبر وتنأج ‪.‬‬
‫أما الدكتور راشد فقد قال مر عا ‪:‬‬
‫ـ حق ل برا ابراهيم جبرا أن يبحث عنن طويغ‬

‫‪71‬‬
‫السلك لقوافل ال يارات‬

‫كانييت الدهريية تل ييم أعأيياء الل نيية ‪ ،‬وهييم يييرون التييوأمين‬


‫فارس وفراس ‪ ،‬فراحوا يتمتمون ب يات الت يبيح للخيالق ‪ ،‬عليى‬
‫هيذا الخليق ‪ ،‬فالتريابر المطليق ميذهل في الطيول والهيئية وليون‬
‫الرعر وتقياطيع الوجير ‪ ،‬بيل يمعنيان في التريابر حيد الخطيوات‬
‫والحركات وااللتفاتات‪ ،‬وكانهميا أيأيا عين سيبق قصيد يلب يان‬
‫نفس المغبس بل يمرطان ات الت ريحة ‪ ،‬والنيوع الواحيد مين‬
‫النظيييارات ‪ ،‬وسييييمان جيييادان ‪ ،‬يحميييل أحيييدهما حقيبييية كبييييرة‬
‫مملوءة ‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد وهو يصافحهما ‪:‬‬
‫ـ أي متكما فارس ‪ ،‬وأير فراس ؟ قال أحدهما ‪:‬‬
‫ـ أنا فارس ‪.‬‬
‫وقال الثان ‪:‬‬
‫ـ أنا فراس ‪.‬‬
‫قال الدكتور عبدهللا ك نر يداعبهما ‪:‬‬
‫ـ ال فرق إنهما يقدمان نفس اإل تراع ‪.‬‬
‫قال الدكتور عصا ‪:‬‬
‫ـي التوأمييان المترييابهان البييا مييا يكييون لهمييا نفييس العقلييية ‪،‬‬
‫ونفيييس ال يييمات ‪ ،‬ليييذلن نحييين ال ن يييتغرب أن يريييتركا بييينفس‬
‫اال تراع‬
‫قالت الدكتورة سلوى بكثير من الود ‪:‬‬
‫ـ ما ا تراعكما يا فارس ويا فراس ؟‬

‫‪78‬‬
‫ـ إنر جها السلك ‪ ،‬اص بالم افات القريبة جدا ‪.‬‬
‫قال الدكتور عبد هللا ‪:‬‬
‫ـوما ال ديد ف هذا ال ها يا فارس ويا فراس ؟‬
‫قال فارس وقد ركز نظارتر وا ذ نق ا ‪:‬‬
‫ـ ال ديد ف هذا ال ها أن موجاتر ال تبتعد الكثر مين مائية‬
‫متر ‪ ،‬وهذل الموجيات يير م يتخدمة ‪ ،‬ولكننيا وجيدنا م ياالت‬
‫يمكن لهذل الموجيات الطويلية جيدا أن تكيون نافعية ‪ ،‬موجيات ال‬
‫تصلح لها موجات ال ‪. FM‬‬
‫قال الدكتور راشد ‪:‬‬
‫هذا كغ الشخاص متخصصين جدا ف هذا الم ال ‪.‬‬
‫قال فراس ‪:‬‬
‫ـ نعم نحن نيدرس هندسية االتصياالت ‪ ،‬ليذلن نعير معنيى‬
‫طول الموجة وترددها ‪ ،‬فكلما طالت الموجة قل ترددها وقصر‬
‫مداها ‪،‬‬
‫والعكييييس صييييحيح ‪ ،‬وهييييذل الموجييييات طويليييية ت ييييتخدمها‬
‫دورييات الرييرطة ‪ ،‬يمن نطيياق المدينيية ‪ ،‬لكين هنيياك موجييات‬
‫أكثر طوال ال ت تخد لر ء‪ ،‬الن مداها قصير جدا ‪.‬‬
‫قال الدكتور عبدهللا وهو م رور بما ي مع ‪:‬‬
‫ـ ي هييذا صييحيح ‪ ،‬وكيييف اهتييديتم السييتعمال لهييذل الموجييات‬
‫المهملة ؟‬
‫قال فارس ‪:‬‬
‫ـ لقد كان االمر مصادفة ‪ ،‬حبنما كنا ات يو نركب سييارة‬
‫‪ ،‬وكانييت ت ييير أمامنييا سيييارة كبيييرة ‪ ،‬مثقليية بحموليية كبيييرة ‪،‬‬
‫وكانت الحمولة تت ياقه تباعيا ‪ ،‬وال يائق ال يعليم بيذلن‪ ،‬حاولنيا‬
‫تنبيهيير بييالزامور ‪ ،‬واالشييارات الأييوئية ‪ ،‬لكنيير لييم يتنبيير ‪ ،‬لقييد‬

‫‪71‬‬
‫ارة كبيرة ‪ ،‬تمنيت ليو كيان معي جهيا ا لكي أ اطبير‬ ‫كانت‬
‫بر ‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد ‪:‬‬
‫ـ رائع أن ت تلهم أفكارك على هذا النحو ‪ ،‬وما ا بعد ؟‬
‫ـي طيير لنييا ان ن ييتخد هييذل الموجييات ‪ ،‬لكي يتخاطييب بهييا‬
‫ال ائقون ‪ ،‬على الطرقات ‪ ،‬يكلم بر ال ائق سائقا ي ير أمامر أو‬
‫لفر ‪ ،‬يخاطبر مباشرة بما يرييد ‪ ،‬كانير جهيا ال(أنتيركم )في‬
‫المكاتيييب ‪ ،‬دون أن يل يييا إليييى الزاميييور أو الغميييا ‪ ،‬لييين ألن‬
‫معانيهما محدد ‪.‬‬
‫ـ وهل صنعتما ال ها ؟‬
‫أ رجا من الحقيبة أجهزة غ ‪ ،‬لم تكن أكثر من صيندوق‬
‫رب صغير ‪ ،‬تدل الثقوب االمامية على وجود سيماعة مخبي ة‬
‫لفها ‪ ،‬أما سيطحر العليوي فعليير هيوائ ‪ ،‬وعليى جانبير مفتياح‬
‫صغير‪ ،‬كما يمتد منر سلن يتصل بميكرفون صغير ‪.‬‬
‫قال فراس وهو يعر ها عليهم ‪:‬‬
‫ـ كل واحد من هذل االجهزة جها استقبال وإرسال معا‪ ،‬لير‬
‫سلم مين الموجيات‪ ،‬بيل هي موجية واحيدة فقيه ‪ ،‬ومفتياح واحيد‬
‫لفتحيير واعغقيير ‪ ،‬يحمليير ال ييائق فيي سيييارتر ‪ ،‬ي عليير جيياهزا‬
‫لغسيييتقبال دائميييا ‪ ،‬ي يييتقبل المكالميييات مييين سيييائق ال ييييارات‬
‫القادمة والمتوقفية ‪ ،‬والتي ت يير مين لفير أو أمامير ‪ ،‬يهاتفونير‬
‫حول حاد مرور ‪ ،‬عين عطيل طيارأ في سييارة ‪ ،‬أو مريكلة‬
‫قائمة ‪ ،‬عين عطيب في الطرييق ‪ ،‬عين طير يتهيدد الميارة ‪،‬‬
‫عييين و يييع الحمولييية المتييي رجح ‪،‬عييين يييه ال يييير فييي قوافيييل‬
‫ال ييييارات ‪ ،‬فييي مواكيييب االعيييراس واليييرحغت ‪ ،‬فييي قوافيييل‬
‫الح ييييج وسييييارات ال ييييش ‪ ،‬أو ا جييياء التحييييات أو الطليييب‬
‫بالتوقف أو ير لن من أمور ‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫أيقنت الل نة أنر ابتكار رائع ومفيد ال يراض كثييرة ‪ .‬فقيال‬
‫الدكتور عبدهللا ‪:‬‬
‫ـي ولكيين مييا راي دائييرة ال ييير والمييرور ؟ هييل توافييق علييى‬
‫استخدامر ؟‬
‫قال الدكتور راشد ‪:‬‬
‫ـيي نحيين نحكييم علييى اال تييراع ح ييب كونيير ا تراعيييا ‪ ،‬ال‬
‫ح ب موافقة دوائر الررطة علير ‪.‬‬
‫قالت الدكتورة سلوى ‪:‬‬
‫ـ وهل ن تطيع ت ربتر ؟‬
‫مأى فارس نحيو الملعيب ‪ ،‬وفيراس نحيو الطرييق ‪ ،‬وظيل‬
‫جها اما الل نة ‪ ،‬وف ة انبعث صوت من ال ها ‪:‬‬
‫ـ هل ت معونا …؟ انا هنا ف الملعب !‬
‫ـ ن معن جيدا … ن حتما بالمقابلة !‬
‫ـ مبروك إنن مخترع ‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫ال زء الخامس‬

‫‪ - 1‬تنس ال قف‬
‫‪ - 8‬سياحة أر ية‬
‫‪ - 1‬قفز ال ندب‬
‫‪ - 4‬ألف درجة تحت الصفر‬
‫‪ - 5‬أفغ ينظرون ‪...‬‬

‫‪72‬‬
‫تنس ال قف‬

‫الحظييت الل نيية وه ي ت ييتعرض األسييماء الباقييية أن هنيياك‬


‫مبتكرات ف م ال الريا ية ‪ ،‬فلميا ا ليم يقوميوا م يبقا بتنظييم‬
‫المت ييابقين ح ييب المو ييوعات ‪ ،‬لعلهييم سيييفعلون ليين ييدا ‪،‬‬
‫ت اءل الدكتور عبدهللا ‪:‬‬
‫‪ -‬هل هناك ابتكارات ف م ال الريا ة ؟‬
‫‪ -‬نعم ؛ إن الذي يبتكير لعبية ريا يية ‪ ،‬أو لعبية ت يلية أو‬
‫لعبة فكرية ‪ ،‬ال يقل قدرة عمن يبتكر آلة أو جها ا ‪.‬‬
‫‪ -‬لكن أحدنا ليس لر ا تصاص ف الم ال الريا ‪.‬‬
‫هكييذا تحيياورت الل نيية قبييل أن يييد ل أربعيية ميين الرييباب ‪,‬‬
‫أج امهم ريا ية مفتولة ‪ ،‬يحمليون مأيارب تينس مغيايرة لميا‬
‫هو م لو ‪ ،‬وكرات أيأا ‪ ،‬وقفوا م تعدين يمارسون اإلحماء‬
‫‪ ،‬ك نهم على شفا مباراة شرسة ‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد وقد فاج ل عددهم ‪:‬‬

‫‪77‬‬
‫‪ -‬من صاحب االبتكار ؟‬
‫قال أحدهم ‪:‬‬
‫‪ -‬االبتكار ل ‪ ...‬أنا يوسف حمدان ‪.‬‬
‫‪ -‬وما ا ابتكرت ف الريا ة يا يوسف ؟‬
‫‪ -‬لعبة أستطيع أن أسميها تنس ال قف ‪.‬‬
‫وتنس ال قف ؟‬ ‫‪ -‬وهل هناك عغقة بين التنس األر‬
‫‪ -‬بالت كييييد فيييالتنس األر ييي ترتيييد بييير الكيييرة مييين عليييى‬
‫األرض إلى الغعيب ‪ ،‬أميا تينس ال يقف فترتيد مين ال يقف إليى‬
‫مأرب الغعب ‪.‬‬
‫‪ -‬وكيف طرت لن هذل الفكرة ؟‬
‫‪ -‬ال أدري ‪ ،‬ربميييا كنيييا نلعيييب يوميييا فييي رفييية فيأييية‬
‫ال ييقف ‪ ،‬كنييا ننيياكف بعأيينا ‪ ،‬فنأييربها نحييو ال ييقف ‪ ،‬وربمييا‬
‫طييرت ببييال وأنييا أشيياهد لعبيية ال ييكواش ‪ ،‬فقلييت ‪ :‬إن كانييت‬
‫هنيياك لعبيية ترتييد فيهييا الكييرة ميين علييى األرض ‪ ،‬ولعبيية أ ييرى‬
‫ترتد من على ال دار ‪ ،‬أال يمكن أن تكون لعبة ترتد فيهيا الكيرة‬
‫من على ال قف ؟‬
‫نظيييرت الل نييية فييي وجيييول بعأيييها انبهيييارا لهيييا ا القيييياس‬
‫االستقرائ ‪.‬‬
‫_ وهل حاولت أن تمارسها مع أحد ؟‬
‫‪ -‬بالت كيد ‪ ،‬كانت البداية نوعا مين اللهيو أو العبيث ‪ ،‬لكين‬
‫أمكننا إي اد القوانين المناسيبة ‪ ،‬فقيد قلبنيا الملعيب أو علقنيال في‬
‫ال ييقف ‪ ،‬وحعلنييا الم يياحة واالرتفيياع مناسييبة للفئييات العمرييية‬
‫التييي تميييارس اللعبييية ‪ ،‬وحينميييا يأيييرب الغعيييب الكيييرة نحيييو‬
‫الخصييم يوجههييا نحييو م يياحة الخصييم ‪ ،‬فيبييادر إلييى صييدها ‪،‬‬
‫ويعيييدها إلييى سيياحة صييمر ‪ ،‬فيتلقاهييا ويعيييدها نحييو ال يياحة‬
‫األ رى ‪ ،‬وهكذا يتوالى الصد والرد إلى أن‬

‫‪72‬‬
‫ت قه على األرض ‪،‬وعندها تح ب حط على من سقطت مين‬
‫ساحتر ‪ ،‬أو من لم يتمكن من إيصالها ل احة صمر ‪.‬‬
‫‪ -‬وكم ال عب يمكن أن يلعب هذل اللعبة ؟‬
‫‪ -‬يمكيين أن تلعييب بطريقيية فردييية أو وجييية ‪ ،‬كمييا تلعييب‬
‫التيينس األر ي أو تيينس الطاوليية ‪ ،‬ويمكيين أن تمييارس علييى‬
‫سقف قاعة ‪ ،‬أو سقف صناع مدلى ف ال احات الريا يية ‪،‬‬
‫ويمكن التحكم باالرتفاع ليناسب الصغار والمبتدئين واإلنا ‪.‬‬
‫‪ -‬وكيف لنا أن نراهد هذل اللعبة ؟‬
‫‪ -‬أحأرنا شريه فيديو م ي ل عليير لعبية كاملية ‪ ،‬ولكين‬
‫يمكن أن نلعب شوطا ف الممر‪.‬‬
‫قال الدكتور عبد هللا مع با بفكرة الرريه‪.‬‬
‫‪ -‬حقا لما ا لم نفكر بصحأار فيديو وتلفزيون ؟‬
‫‪ -‬ألنر لم يخطر ببالنا أن نرى شيئا م غ على شريه ‪.‬‬
‫هكذا قالت الدكتورة سلوى ف ا الدكتور عصا ‪:‬‬
‫‪ -‬صحيح أن أمير اال تراعيات ع ييب ‪ ،‬إ ن البيد لنيا أن‬
‫نرى اللعبة ف الممر‪.‬‬
‫انطلقوا جميعا ‪ ،‬لم يكن الممر عريأا بما يكف ‪ ،‬لكنر كان‬
‫كافييييا لتو ييييح الفكيييرة ‪ ،‬طيييه اال نيييان رقعييية عليييى ال يييقف‬
‫بطبرورة مثبتة على رأس عصا ‪ ،‬مربعيان مت ياوران ‪ ،‬بينهميا‬
‫شبكة وهمية مدالة ‪،‬‬

‫تناولوا المأارب الخاصة ‪ ،‬والكرة الت ه أكبر من كرة‬


‫‪.‬‬ ‫تنس الطاولة ‪ ،‬وأصغر من كرة التنس األر‬

‫‪79‬‬
‫وقييف العييب قباليية العييب آ يير ‪ ،‬لعبييوا وفييق القييوانين التي‬
‫اسييتنوها ‪ ،‬وامتييد اللعييب وطييال ‪ ،‬وبمهييارة وا ييحة ال ييودة ‪،‬‬
‫وأداء مثير للمتعة ‪ ،‬وامتد الروط منا ليس بالقصير ‪.‬‬
‫بعد انتهياء الريوط ‪ ،‬عر يوا أن يلعبيوا لعبيا مزدوجيا ‪ ،‬إال‬
‫أن الل نة اكتفت بما رأتر ‪ ،‬فقد ظهر لهم ما يكفي لكي يحكميوا‬
‫ب نها لعبية مبتكيرة ‪ ،‬وأنهيا منهكية ‪ ،‬وتحتيا إليى مهيارة اصية‬
‫وجهد وتركيز كبيرين ‪ ،‬وأنهيا تنمي عأيغت ال تنميهيا ألعياب‬
‫أ رى ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫سباحة أرضية‬

‫كانت لعبة ممتعة وم لية وم هدة تلين اللعبية ال دييدة التي‬


‫أسييموها لعبيية كييرة ال ييقف ‪ ،‬أو تيينس ال ييقف ‪ ،‬إنيير ابتكييار قييائم‬
‫على اإلحتمال الممكن‪.‬‬
‫أما اللعبة التالية فصنهم سو يراهدونها ف الخيار ‪ ،‬عليى‬
‫ملعب م تو وسيطح أمليس ‪ ،‬هكيذا أو يح ييدان اييد لل نية ‪،‬‬
‫وهو يررح لهم لعبتير ال دييدة المبتكيرة ‪ ،‬التي أسيماها ال يباحة‬
‫األر ية ‪ ،‬أو سباق األفاع ‪.‬‬
‫س ل الدكتور راشد سؤالر العتيد ‪:‬‬
‫‪ -‬كيف طرت لن هذل الفكرة ؟‬
‫قال يدان وهو يمأ معهم ار المبنى إلى ملعيب كيرة‬
‫ال لة ‪:‬‬
‫‪-‬رأيت فلما تلفزيونيا ات ييو عين الحيوانيات في الغابية ‪،‬‬
‫لفييت نظييري القييرود الت ي تقفييز وك نهييا تلعييب ال مبييا ‪ ،‬وك ي ن‬
‫اإلن ان قيد اقتيبس منهيا هيذل اللعبية ‪ ،‬قليت في نف ي ؛ لميا ا ال‬
‫نقتبس من حيوانات أ يرى ألعابيا ريا يية جدييدة‪ ،‬استعر يت‬
‫ف ي هن ي حركييات الحيوانييات ‪ ،‬توقفييت طييويغ عنييد األفعييى ‪،‬‬
‫فحركتها اإلن يابية رائعة ‪ ،‬فلما ا ال نقلدها ؟‬
‫حن الدكتور عبد هللا وقال ‪:‬‬
‫‪-‬ال بد أن يكون لن طوال يبلغ الخم ين مترا ‪.‬‬
‫تابع ال ميع سيرهم إلى أن وصلوا أطرا الملعيب ‪ ،‬حييث‬
‫الحقائب موجودة ‪ ،‬وكان يدان يتابع قولر ‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫‪-‬حاولت تقليد األفعى ‪ ،‬فوجدت األمر م هدا ‪ ،‬و ير ممتيع‬
‫‪ ،‬ولييم أسييتطع أن أقن يع أحييدا بمريياركت ‪ ،‬تمزقييت ييياب ‪ ،‬ولييم‬
‫أعثر على ياب مناسبة لهذل الريا ة ‪.‬‬
‫قييال الييدكتور عصييا ‪ :‬األفعييى تنييدفع نحييو األمييا بفأييل‬
‫حراشفها ال فلية الصلبة المتراصة ‪ ،‬فت علهيا سيريعة االنيزالق‬
‫إلى األما وليس الخلف ‪.‬‬
‫‪ -‬وهذا ما جعلن أفكر بي جهزة م ياعدة ‪ ،‬اهتيديت إليى‬
‫هذل األشياء _ وأشار إليها _‬
‫راح يخرجها من الحقائب ويعر ها عليهم ‪ ،‬وهم ينظرون‬
‫إليهييا بفأييول ‪ ،‬ع ييغت بغسييتيكية صييلدة ‪ ،‬علييى صييفائح ميين‬
‫رب ‪ ،‬مثبت بها أحزمة جلديية ‪ ،‬إنهيا قطيع مختلفية ‪ ،‬بعأيها‬
‫ات أربع ع غت تثبت على البطن ‪ ،‬وقطع أ رى تثبيت عليى‬
‫اليييذراعين وال ييياعدين والفخيييذين وال ييياقين ‪ ،‬تناولهيييا الثغ ييية‬
‫وراحييوا يربطونهييا علييى أج ييامهم بصحكييا شييديد ‪ ،‬ي يياعدون‬
‫بعأهم ف الربه والرد ‪ ،‬ويت كدون من و عها الصحيح ‪.‬‬
‫قالت الدكتورة سلوى ‪:‬‬
‫‪ -‬إنها ع غت المزال الم مى سكوتر ‪ ،‬اليذي يلعيب بير‬
‫األطفال‬
‫‪ -‬إنها نفيس الع يغت ‪ ،‬و ات المبيدأ ‪ ،‬وال أدري إن كيان‬
‫ال ييكوتر قييد ألهمني الفكييرة ‪ ،‬ال ييكوتر يلييبس بالقييد ‪ ،‬أمييا هييذا‬
‫فكما ترون ‪.‬‬
‫‪ -‬قال الدكتور عبدهللا ‪:‬‬
‫‪ -‬سبق وأن قلت إنن اقتب تها من حركة األفعى‪.‬‬
‫لم يدر بما ي يب وك نر تفاج ف سعفر الدكتور راشد بقولر ‪:‬‬
‫‪ -‬األفكار ال ديدة دوما ال يعر صاحبها مصدر انبثاقها‬
‫تهيي الثغتيية إلجييراء ال ييباق ‪ ،‬جثمييوا علييى األرض ‪ ،‬اصييطفوا‬

‫‪28‬‬
‫علييى ييه واحييد ‪ ،‬ينتظييرون إشييارة االنطييغق ‪ ،‬ومييا أن صييفر‬
‫يييدان حتييى انطلقييوا ي ييذفون ب يييديهم وأرجلهييم علييى األرض‬
‫بحركات قوية رائعية ‪ ،‬وجهيد وا يح ملفيت للنظير ‪ ،‬إنهيا أشيبر‬
‫بال باحة أكثر منها سباق أفاع ‪ ،‬إنهم يتحركون على ع يغت‬
‫مثبتيية علييى بطييونهم وأ رعهييم وأرجلهييم ‪ ،‬فلييم تبييق عأييلة ف ي‬
‫أج امهم إال تحركت ‪ ،‬وال بد أن الع غت مصيممة لكي ت يير‬
‫بات ال واحد ‪ ،‬ابتعدوا ف حركة م ل لة إليى آ ير الملعيب ‪ ،‬يم‬
‫انعطفوا راجعين وكي نهم يت يابقون في حيوض سيباحة ‪ ،‬عيادوا‬
‫والم افة بينهم متفاوتة ‪ ،‬هناك من هو أول وهنياك يان و اليث‬
‫‪ ،‬وهييذا يييدل علييى قييدرات متفاوتيية ومهييارات في اسييتعمال هييذل‬
‫لألجهزة ‪ ،‬وكذلن قدرة ف التحمل وكثرة ف التدريب ‪.‬‬
‫وأ ييرا وصييلوا إلييى نقطيية النهايية ‪ ،‬كييانوا علييى درجيية ميين‬
‫اإلعيييياء واإلنهييياك ‪ ،‬ميييا أع يييزهم عييين النهيييوض إال بم ييياعدة‬
‫اآل رين ‪ ،‬لقد بذلوا جهيدا فائقيا ‪ ،‬وقيدموا عر يا رائعيا وعميغ‬
‫جادا وريا ة جديدة ‪.‬‬
‫سييرت الل نيية ميين هييذل الريا يية ‪ ،‬ر ييم أن أحييدهم ليييس‬
‫مختصييا ‪ ،‬لكيين الييذوق ال ييليم ي ييتطيع أن يميييز مييا بييين المبتكيير‬
‫والمبتييذل ‪ ،‬عييغوة علييى أن الل نيية أدركييت ب نهييا ريا يية نابعيية‬
‫ميين تفكييير علم ي و يييال صييب ‪ ،‬وميينهج قييائم علييى القييياس‬
‫والمرابهة ‪ ،‬وقائم على االستفادة من أنواع الريا ات األ يرى‬
‫ومن التقنيات الريا يية المتيوفرة ‪ ،‬وفيوق لين كلير قيدرة عليى‬
‫التنفيذ العمل النابع من روح ريا ية ‪ ,‬وأج ا مدربة ‪.‬‬
‫وألول ميييرة ليييم تختليييف الل نييية ا تغفيييا ييييذكر ‪ ،‬لييين أن‬
‫اإلنبهار كان م يطرا‪.‬‬

‫قفز ال ندب‬

‫‪21‬‬
‫بعييد أن دونييت الل نيية مغحظاتهييا حييول ال ييباحة األر ييية ‪،‬‬
‫طيير لهييم أن األلعيياب الريا ييية والذهنييية ال حييدود لهييا ‪ ،‬وأن‬
‫الخيييال الخصييب هييو األسيياس ‪ ،‬فقييد تكييون األلعيياب الريا ييية‬
‫استلهاما مين الحيوانيات أو الطييور أو يرهيا ‪ ،‬لكنهيا ال تعيدوا‬
‫حييافزا للقييدرات الذهنييية والعأييلية والنف ييية ‪ ،‬ولعييل مصييمم‬
‫ألعاب ( تل مياتش) قيد اهتيدوا لهيذا المبيدأ ليبيدعوا ألعيابهم التي‬
‫بهروا بها المراهدين على شاشة التلفا ‪.‬‬
‫قيييال اليييدكتور عبيييدهللا للفتيييى ليييدون اليييذي جييياء ي يييتدعيهم‬
‫لمراهدة ريا ة جديدة وهو ينظر ف ساعتر ‪:‬‬
‫_ لم يبق لدينا مت ع من الوقت ‪ ،‬فلنؤجل لن إلى الغد‪.‬‬
‫قال لدون برجاء ‪ :‬إن المراهدة ال تدو ألكثر مين دقيائق ‪،‬‬
‫إنها قاسية ومنهكة و طيرة ‪ ،‬إنها قفز ال ندب ‪.‬‬
‫قال الدكتور عصا ‪ :‬يبدو أنن استلهمت حركة ال نيدب كميا‬
‫استلهم يدان حركة األفعى ‪ ،‬كان لكما منه ا فكريا واحدا ‪.‬‬
‫_ شكرا ‪ ...‬لم يخطر ببال أن عندي منه ا فكريا ‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد ‪:‬‬
‫_ ما من شن فالتفكير المنطق فطرة ‪ ،‬يمارسر المهوب كما‬
‫يمييارس الوليييد الر يياعة ‪ ،‬وهييو طريييق يصييل بكييل ميين ي ييلكر‬
‫للنتي ة الت وصلها يرل ‪.‬‬
‫قال لدون وهو يخر معهم ‪:‬‬
‫_ كان اعتقيادي بي ن جمييع اآلالت والمخترعيات تهيد ألن‬
‫يت او بها اإلن ان قدراتر المحدودة ‪ ،‬فالف س يت او بها قيدرة‬
‫األصييابع واألظييافر علييى النييبش ‪ ،‬والمطرقيية مييا ه ي إال ت يياو‬
‫لقيييدرة الييييد أو قبأيييتها ‪ ،‬والقيييوس ت ييياو للرمييي بال ييياعد ‪،‬‬
‫والعربة ت او لقدرة المر ‪ ،‬ت اءلت عن القيدرات والمهيارات‬

‫‪24‬‬
‫الت لم نخترع لها آلة ‪ ،‬وجدت القفز ‪ ،‬لم أجد آلة تحقق لنيا قيدرة‬
‫عالية على القفز‪.‬‬
‫_ هييذل رؤييية تحليلييية وتفكييير علمي سييليم ‪ ,‬لعليير قريييب ميين‬
‫تفكير شفيق عطا ‪.‬‬
‫_ ومن شفيق عطا ؟‬
‫_ فتييى فكيير أن ي يياعد األنييف والل ييان علييى يييادة قييدرتهما‬
‫الح ية ‪ ،‬كما فكرت ‪ ،‬أكمل ‪.‬‬
‫_ قلت ف نف ‪ ،‬لما ا ال نصيمم آلية ت ياعدنا عليى القفيز ‪،‬‬
‫تقذ بنا كما تقذ ال ندب والكنغر قوائمر ‪.‬‬
‫_ وهل لدين معرفة بتصميم اآلالت ؟‬
‫_ ال ولكن أ المهندس قا بم اعدت ‪.‬‬
‫_ ال بد أن يكون تفكيرل قريب من تفكيرل ‪.‬‬
‫_ بداية كان ي تهزأ من ‪ ،‬ألنير ميا كيان ميدركا لميا أرييد ‪،‬‬
‫ولكيين حينمييا اقتنييع وجدتيير _وهويصييمم _ يييذكر مصييطلحات ال‬
‫أفهمهيييا ‪ ،‬كقيييوة الرفيييع وقيييوة الو يييع ‪ ،‬ولميييا ا يحريييد كيييل هيييذل‬
‫البرا والزمبركات ومكيابس الزييت والهيواء ‪ ،‬إليى أن جعلهيا‬
‫على شكل رافعة ( جن ) ال يارات الم مى تم اح‪.‬‬
‫قيييال اليييدكتور عصيييا ما حيييا ‪:‬ك نييين تقيييول إن أ ييياك هيييو‬
‫المخترع ‪!...‬‬
‫وصل ال ميع إلى طر ملعب كرة القد ‪ ،‬كانت آلة ترب‬
‫ف وقار ‪ ،‬تربر _ كما قال_ الرافعة الت ت يتخد في الميرأب ‪،‬‬
‫لكيين قاعييدتها عريأيية مثلثيية كقييد البطيية ‪ ،‬تعلوهييا راع مائليية‬
‫متحركيية متصييل بهييا ميين الخلييف بمفصييل ‪ ،‬وف ي أعغهييا مكييان‬
‫لقدمين ‪ ،‬تتدلى منر أحزمة جلدية ‪ ،‬ويبدو أن اآللة مصينوعة مين‬
‫التيتانيو ‪ ،‬ألن لونها رمادي أو فأ ‪.‬‬
‫تقد لدون عز الدين منها وقال ‪:‬‬

‫‪25‬‬
‫_ انظروا ‪ ،‬إنهيا آلية معقيدة ‪ ،‬اسيتغرق تصيميمها وصيناعتها‬
‫عييامين ‪ ،‬وكلفييت الكثييير ميين المييال ‪ ،‬وأنهييا تحتييا إلييى تييدريبات‬
‫اصة ‪ ،‬ومهارات متميزة العتغئها واستخدامها ‪.‬‬
‫صيييعد ليييدون عليييى اليييذراع المائيييل بم ييياعدة مييييل لييير ‪،‬‬
‫وسيياعدل أيأييا في تثبيييت قدمييير في مو ييعهما باألحزميية ‪ ،‬هييز‬
‫ج مر على الذراع ك نر‬
‫ي ييرب مرونتيير وصييغحيتر ‪ ،‬تنيياول العصيياتين ميين ميليير ‪،‬‬
‫فوا ن بهما نف ر ‪ ،‬وكانهما عكا ت تزلج على ال ليد ‪.‬‬
‫راح ي ييتعد لإلنطييغق ‪ ،‬والل نيية ف ي هييول وترقييب ‪ ،‬لعلهييا‬
‫أكثر إبيداعا مين ال يباحة األر يية ‪ ،‬إنهيا أكثير تعقييدا و طيورة‬
‫وتكلفة ‪ ،‬هز لدون نف ر عدة هزات ‪ ،‬م انطلق بقفزات قصيرة‬
‫‪ ،‬ما لبثت أن راحت تت ع وتعلو ‪ ،‬قطيع م يافة طويلية ‪ ،‬انعطيف‬
‫يمينا ‪ ،‬دار حول الملعب ‪ ،‬كيان قفيزل رشييقا ورائعيا ‪ ،‬وأبيدى فنيا‬
‫مميييزا ومهييارة فائقيية ‪ ،‬تييدل علييى تييدريب مييتقن ‪ ،‬الحظييوا كيييف‬
‫ي ييتخد العكييا تين لحفييظ توا نيير في االنطييغق والهبييوط وكيييف‬
‫يحول بهما ات اهر نحو اليمين ونحو الرمال ‪ ،‬وكذلن حيين يزييد‬
‫من سرعتر أو يقللها ‪.‬‬
‫استقر بر الروط منهكا على راع ما ال يتذبذب ‪ ،‬كعصفور‬
‫يت رجح على صن ‪ ،‬هرع إلير اأصدقاؤل ‪ ،‬أم يكوا بير وأنزليول‬
‫‪ ،‬وكان مبته ا لهذا العرض الناجح ‪.‬‬
‫قال الدكتور عبد هللا وهو يرد على يدير ‪.‬‬
‫_ قيييدمت ا تراعيييا وابتكيييارا ‪ ،‬الريا ييية ابتكيييار وال هيييا‬
‫ا تراع ‪.‬‬
‫ألف درجة تحت الصفر‬

‫‪22‬‬
‫د يييل القاعييية شييياب يليييبس نظيييارة سيييميكة ‪ ،‬عليييير سيييمات‬
‫الرجولة المبكرة ‪،‬وقف ب دب جم وقال ‪:‬‬
‫علمت أن عدنان عل لم يحأر للمقابلية التي موعيدها اآلن‬
‫‪ ،‬أكون شاكرا لوقابلتمون بدال منر اليو ‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد ب ريحية ‪ :‬الب س سنقابلن ‪ ،‬ما هو اسيمن‬
‫؟‬
‫_ نايف عبدالحميد ‪.‬‬
‫جلس نايف على الكرس المقابل ‪ ،‬راح يلمليم أفكيارل ‪ ،‬لعلير‬
‫يح ن عرض تصوراتر ‪ ،‬إن اهتمامير بالفيزيياء جعيل مين طالبيا‬
‫متميييزا ف ي المدرسيية ‪ ،‬إنيير مغيير بالنظرييية الذرييية ‪ ،‬وكييل ميين‬
‫يعرفر يؤكد أن لير درايية ومعلوميات بم يتوى طيغب ال امعية ‪،‬‬
‫فقد أعط ف المدرسة م اقات اصة فوق المينهج المدرسي ‪،‬‬
‫يتنب لر العارفون بر جيدا ‪ ،‬م تقبغ يكون بر من مصا العلمياء‬
‫البييار ين المرييهورين ‪ ،‬وبقييدر مييا هييو فيزيييائ بال ييليقة ‪ ،‬فهييو‬
‫شاعر ورسا ونابير في الريا ييات واللغيات ‪ ،‬ولير اهتميا جييد‬
‫بالكراتير ‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد ‪:‬‬
‫ما مو وعن يا نايف ؟‬
‫‪-‬التبريد بالطاقة النووية ‪.‬‬
‫_وهل تعتبر هذا من الخيال العلم ؟‬
‫_ ال أدري ‪ ،‬أنتم الذين تقررون ‪.‬‬
‫_ هل كتبت بحثا أ كتبت قصة أ أجريت ت ربة ؟‬
‫_ لم أفعل شيئا إنها فكرة ميا اليت منيذ سينتين ت ييطر عليى‬
‫هن وكيان ‪ ،‬ك نها هاجس يدفعن ‪ ،‬يلح على عقلي ‪ ،‬ي علني‬
‫منوما فكريا ‪ ،‬ك ن هذا اال تراع قدري ‪.‬‬
‫_ اشرح لنا أفكارك ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫_ مييين المعيييرو أن الطاقييية النوويييية الهائلييية ‪ ،‬تنيييتج عييين‬
‫انرييطار عنصيير اليورانيييو إلييى مييادتين ‪ ،‬لكيين م مييوع الييو ن‬
‫الييييذري لهتييييين المييييادتين أقييييل ميييين الييييو ن الييييذري لليورانيييييو‬
‫المخصب ‪...‬‬
‫_ هذا ش ء معرو ‪.‬‬
‫_دعن ي أمهييد‪ ،‬فهييذا الفييرق مييا بييين الييو نين ( اليورانيييو‬
‫المخصييب والمييادتين النييات تين )يتحييول إلييى طاقيية ‪ ،‬ومثليير مبييدأ‬
‫القنبلة الهيدروجينية ‪ ،‬حينما تندمج رت هيدروجين وتصبحان‬
‫رة هيليو ه أقل و نا من رت الهييدرجين ‪ ،‬والفيرق يصيبح‬
‫طاقة ‪ .‬والمنطق يقودنا إليى قليب المعادلية وييدفعنا للت ياؤل هيل‬
‫يمكن تحويل الطاقة إلى مادة كما حولنا المادة إلى طاقة ؟‬

‫قييال الييدكتور راشييد وكيياد يهتييف ميين الفييرح ‪ :‬إنيير قييياس منطقي‬
‫واستدالل سليم ‪ ،‬فكميا ننيتج الكهربياء مين المغنياطيس فصننيا ننيتج‬
‫المغناطيس من الكهرباء ‪ ،‬وكما أنت نا الأوء من الكهرباء فصننا‬
‫ننييتج الكربيياء ميين الأييوء ‪ ،‬وكمييا أنت نييا الحييرارة ميين الكهربيياء‬
‫فيمكن انتا الكهرباء من الحرارة أكمل يا نايف ‪.‬‬
‫‪ -‬الفكرة تهد إلى دمج رتين من عنصر ما لينتج رة‬
‫ات و ن ري أكبر مين اليذرتين ‪ ،‬أو تحطييم رة لتنيتج رتيين‬
‫تكييون و نهمييا الييذري أكبيير ميين الييذرة األ ‪ ،‬وهييذل الزيييادة التي‬
‫يقتأ انتاجها ‪ ،‬البد لها من طاقة لك تتحول إلى مادة ‪.‬‬
‫‪ -‬قال الدكتور عبدهللا ‪ :‬رائع أن قادك تفكيرك إلى شي ء‬
‫قالر آينرتين ‪ ،‬ولن ما رورة أن نن ز مرروعا كبيرا مثل هيذا‬
‫؟ فصنتا القنبلة الهيدروجينية كان مرروعا ال فائدة منر ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫_ وعلينا أن نبحث ك نحول بع الطاقة الموجيودة عليى‬
‫سطح األرض إلى مادة ‪ ،‬لعل هيذا التكيوين النيووي ال دييد ي يذ‬
‫‪ ،‬و اصية عنيد يه االسيتواء ‪ ،‬مميا‬ ‫الحرارة من ال و األر‬
‫سينتج عنر صقيعا هائغ ‪ ،‬يمكن أن يصيل إليى أليف درجية تحيت‬
‫الصييفر ‪ ،‬وهييو أميير لييم يحييد إطغقييا ‪ ،‬ولييو حييد هييذا ألعطانييا‬
‫فوائد كثيرة ‪ ،‬أولها ؛ ف درجة حرارة الكرة األر ية والت‬
‫نعلييم أنهييا تييزداد ‪ ،‬و انيهييا ؛ تكثيييف البخييار المنتريير فيي ال ييو‬
‫وتحويلر إلى أمطار ‪ ،‬واألهيم مين الين هيو اسيتخدامر في تبرييد‬
‫المفاعغت‬
‫النوويييية ‪ ،‬وإنتيييا طاقييية مغناطي يييية هائلييية مييين تييييار كهربيييائ‬
‫عيف ‪ ،‬لن أن مقاومة ال لن لتييار الكهربياء تكيون صيفرا أو‬
‫قريبة من الصفر إن كان هذا ال لن مبردا لدرجة حيرارة ميانين‬
‫نحت الصفر ‪.‬‬
‫دهيييش ال مييييع ألفكيييارل المترابطييية ‪ ،‬وبهيييروا لمعلوماتييير‬
‫الفيزيائية الواسعة ‪ ،‬وتوظيفها ال يد ‪،‬‬
‫قال الدكتور عبدهللا وهو يحا ر أن ال يثلم مرياعرل ‪ :‬ولكين‬
‫الطاقة لي ت الحرارة فقه ‪ ،‬بل القوة أيأا ‪.‬‬
‫ت اهل الدكتور راشد مغحظة اليدكتور عبيدهللا ‪ ،‬آلن نيايف‬
‫ال يناقش شهادة دكتورال وقال‬
‫_ ما ا تريدنا أن نقول لن ‪ ،‬لقيد قيدمت لنيا مخططيا لنظريية‬
‫علمييية ‪ ،‬كييل العلميياء الييذين قييدموا نظرييياتهم ف ي الفيزييياء كييانوا‬
‫يقدمون تخيغ أو تصورا فل فيا ‪ ،‬يثبتر العلماء فيميا بعيد ‪ ،‬ابتيداء‬
‫من ديموقريطس ‪ ،‬أول من قال بوجود الذرة ‪ ،‬مرورا ب يابر بين‬
‫حيان إلى نيوتن إلى ر ر فورد وآينرتين ‪ ،‬وصوال إليى علمياء‬
‫الييييو اليييذين شييياهدوا اليييذرة ويبحثيييون فييي مصيييدر تكوينهيييا ‪،‬‬
‫ويبحثون عن نظريةحول تكون الكون ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫ال ن تطيع أن نقد لن النصائح الت تقيد لمين هيم في مثيل‬
‫سنن ‪ ،‬ف نت ف مرحلة متقدمية مين العبقريية ‪،‬ت يتطيع أن ترشيد‬
‫نف ن ‪ ،‬وتخطه لعملن ‪ ،‬وتعر كيف تصيب الحقيقة ‪.‬‬
‫قيييال د‪ .‬عصيييا ‪ :‬ال يملييين أحيييد لييين إال أن نهيييي لييين المعاميييل‬
‫والمختبرات ‪ ،‬لت ري ت اربن وابحا ن ‪.‬‬

‫أفغ ينظرون إلى اإلبل‪...‬‬

‫لما ا لم نؤت نصيبا من اإلبداع العالم ‪..‬؟وما أعطانا هللا ما‬


‫أعطيييى سيييائر األميييم مييين المبيييدعين والمكتريييفين ؟ أ أن توقيييف‬
‫االبييداع أو ا دهييارل كييامن في ك ييل الييذهن أو نريياطر‪ !...‬سييؤال‬
‫ميتافيزيق طر ببال الدكتور راشد ‪ ،‬طرحر كنوع مين الدعابية‬

‫‪90‬‬
‫الفكرييية ‪ ،‬لكنيير تراجييع حينمييا رآى اسييتغرابا ف ي الوجييول ‪ ،‬لكيين‬
‫الدكتور عصا علق بقولر ‪:‬‬
‫_ أعتقد أن هللا قيد أعطانيا كميا أعطيى يرنيا‪ ،‬عقيوال مؤهلية‬
‫وقادرة ‪ ،‬لكن الظرو المو وعية ه الت تبير المبيدعين أو‬
‫تطم هم ‪.‬‬
‫قال الدكتور عبدهللا وك نر كان يتصيد هذل ال انحة ‪:‬‬
‫_ أنا معن ف أن هللا ليس محابيا ‪ ،‬لكنى أطرح تف ييرا آ ير‬
‫‪ ،‬إ أرى أن إح اسنا بالحياة ومركغتها وم تقبلها يعبف جيدا‬
‫‪ ،‬وهييو ال يييدفعنا نحييو التغيييير والتطييوير وإي يياد البييدائل ‪ ،‬وهييذا‬
‫يتطلب معرفة بمعنى التقد الحأاري وتفكيرا جيادا ومنه ييا ‪،‬‬
‫ومعييار واسييعة عميقيية ‪ ،‬وأعتقييد أن قافتنييا ال ييائدة تييرى ف ي‬
‫كغمي لغييوا ال مبييرر ليير ‪ ،‬فقييد توار نييا فل ييفة القناعيية والتقرييف‬
‫والزهد ‪ ،‬وهذا جعلنا أقل جرأة على الحياة ‪ ،‬وأقيل انيدماجا بهيا ‪،‬‬
‫وك نها فر ت علينيا ‪ ،‬حيياة سينرحل عنهيا ‪ ،‬وال داع لإلنغمياس‬
‫بها ‪ ،‬والعمل على تطويرها ‪ ،‬ك ال نتعلق بها ‪،‬‬

‫قال الدكتور راشد ليقطع علير استطرادل ‪:‬‬


‫‪ -‬هييييييييذل واحييييييييدة ميييييييين كثييييييييير ميييييييين األسييييييييباب التيييييييي‬
‫جعلتحأارتناتتوقف عن النمو منذ ألف سنة ‪،‬‬
‫آن األوان أن ن تدع المت ابق التال ‪ ،‬ما اسمر ؟‬
‫_ عبدال غ سيف ‪.‬‬
‫نادت علير الدكتورة سلوى ‪ ،‬فد ل عبد ال غ ‪ ،‬متقدما نحو‬
‫الل نة ‪ ،‬يعلو وجهر نظارة طبية ‪ ،‬وصيرامة بغيير حيدة ‪ ،‬وجديية‬
‫لها ما لفها ‪ ،‬فقال الدكتور راشد ‪:‬‬
‫_ أهغ يا عبد ال غ ‪ ،‬ما عندك يا عبد ال غ ؟‬
‫جلس بعد أن صافحهم م قال ‪:‬‬

‫‪91‬‬
‫_ أنا ال أحمل مرروعا بل فكرة ‪.‬‬
‫قال الدكتور مر عا ‪:‬‬
‫_ الفكرة ه األصل ‪.‬‬
‫لكنها فكرة ال أقوى على فعلها وحدي ‪ ،‬بل جييل مين العلمياء‬
‫المختصين ‪.‬‬
‫_ وما هذل الفكرة ؟‬
‫_ انبثقييت هييذل الفكييرة ب ييبب شييغفى باآليييات القرآنييية الت ي‬
‫تحمييل مأييامين علمييية ‪ ،‬أ بييت العلييم الحييديث صييحتها ‪ ،‬لعلكييم‬
‫شاهدتم برامج تلفزيونية كثيرة ف هذا الم ال ‪ ،‬عدا الكتب التي‬
‫تتكلم عن االع ا‬
‫العلم للقرآن الكريم ‪ ،‬والدعاة الذين يرون ف سيبق القيرآن‬
‫الكريم للعلم الحديث سببا كافيا العتناق اإلسغ أو التم ن بر ‪.‬‬
‫قال الدكتور عصا ‪ :‬هذل قأايا فكرية ولي ت علمية ‪.‬‬
‫_ قلت ف البداية إنها أفكار ولي ت اكترافات أو ا تراعيات‬
‫‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد ‪ :‬دعنا ن تمع إلير ‪ ،‬فحق علينيا أن ن يمعر‬
‫للنهاية ‪.‬‬
‫شكر الدكتور وتابع قولر ‪:‬‬
‫_ قلييت ب ي ن آيييات مثييل ( واألرض ومييا طحاهييا ) و (وتييرى‬
‫ال بال جامدة وه تمر مر ال حاب ) و( يعر في ييو مقيدارل‬
‫م ييون ألييف سيينة ممييا تعييدون ) يؤكييدها العلييم الحييديت ‪ ،‬فقييد‬
‫اتأح أن ه سير الرحغت الفأائية البد أن تكون بخه ليولب‬
‫متعييير ‪ ،‬وأن اليييزمن يخأيييع لل يييرعة ‪ ،‬كميييا تقيييول النظريييية‬
‫الن بية ‪.‬‬
‫_ نحيين نعيير الكثييير ميين هييذل التفاسييير ‪ ،‬فمييا الييذي تريييد‬
‫الخلوص إلير ؟‬

‫‪98‬‬
‫_ أقول ؛ إنر ليس من الذكاء والعبقرية في شي ء أن نقيارن‬
‫مكترييفات علمييية حديثيية ب يييات ربانييية مقدسيية ‪ ،‬لكيين يغييدو ميين‬
‫األهمية بمكان ‪ ،‬أن نتيدبر اآلييات القرآنيية التي تحميل ميدلوالت‬
‫أو إشارات علمية ما اليت م هولية ‪ ،‬وليم يبحثهيا العلمياء بعيد ‪،‬‬
‫مييثغ كيييف تكييون ال ييموات سييبعا ‪ ,‬واألرا ي سييبعا ‪ ،‬وكيييف‬
‫تكون ال بال أوتادا ‪ ،‬وما الر ء الواجب تدبرل ف قولر تعيالى (‬
‫أفغ ينظرون إلى اإلبل كيف لقت ) ‪.‬‬
‫قال الدكتور راشيد ‪ :‬إ ن ف نيت تيدعو إليى تيدبر آييات القيرآن‬
‫الكريم الكترا مو وعات علمية ‪ ،‬يمكن البحث فيها والتحقيق‬
‫منها ‪.‬‬
‫_ بالأبه ‪ ،‬ي ب أن يكون القرآن الكيريم دليلنيا إليى البحيث‬
‫العلم ‪ ،‬وليس البحث العلم دليلنا إلى القرآن الكريم ‪.‬‬
‫_ رائييع أن تييدعو ألن يكييون القييرآن الكييريم ملهمييا للعلميياء ‪،‬‬
‫ودليلهم نحو البحث العلم ‪.‬‬
‫قال الدكتور عصا ‪:‬‬
‫بيييذلن يكيييون قيييد ألقيييى القفيييا أميييا إولئييين المتيييذاكين أليييذين‬
‫ي تعر ون معلوماتهم الب بطة على ب طاء الناس ‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫ال زء ال ادس‬

‫‪ _1‬لما ا تتعبين نف ن بلف ورق العنب ؟‬


‫‪ _2‬لم يعد المفتول مركلة ‪.‬‬
‫‪ _3‬آلة اتقرير البي‬
‫‪ _4‬دواء سحري‬

‫‪94‬‬
‫ال تتعب نف ن بلف ورق العنب‬

‫قبييل أن ت ييتدع الل نيية المت ييابق المنتظيير ف ي الخييار ‪ ،‬أبييدت‬


‫الييدكتورة سييلوى مغحظتهييا حييول ب يياطة األفكييار التي اسييتمعوا‬
‫إليهييا ‪ ،‬فلمييا ا لييم تخطيير ببالنييا ‪ ،‬ر ييم أننييا نمليين ميين المعلومييات‬
‫العلمية والخبرات الحياتية أكثر مما يملكون ‪ !...‬إنهم مين الفتييان‬
‫الييذين لييم يكملييوا تعليييمهم المدرسيي ‪ ،‬بييل ال يملكييون أكثيير ميين‬
‫المعلوميييات المدرسيييية ‪ ،‬وليييم ي يييتخدموا يرهيييا ‪ ،‬وليييم نتفاجييي‬

‫‪95‬‬
‫بالنتائج الت توصلوا إليها ‪ ،‬ألنها نتامنطقية مبنيية عليى مقيدمات‬
‫صحيحة ‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد معقبا ‪:‬‬
‫_ مييا كرتييير يييا دكتييورة عييرض ليير افغطييون علييى ل ييان‬
‫سييقراط ف ي إحييدى محاوراتيير حيييث قييال ( كييل إن ييان لدلييير ميين‬
‫المعلومات الت جعليت فيثيا ورس يأيع نظريتير ) فلييس المهيم‬
‫ليين المقييدار ميين المعرفيية بييل بكيفييية اسييتخدا هييذل المعيييار‬
‫والمعلومييات ‪ ،‬إنهييا اصييية هنييية ت ييمى النفييا ‪ ،‬وه ي القييدرة‬
‫على رؤية عغقات ير مرئية ‪ ،‬واستخغص أفكار جديدة ‪.‬‬
‫لييم ير بييوا يمزيييد ميين النقيياش المعمييق ف ي الفل ييفة ‪ ،‬فقييال‬
‫الدكتور عصا ‪:‬‬
‫فليد ل المت ابق األول ‪.‬‬
‫_ بل المت ابقة األولى فدوى سالم ‪.‬‬
‫قالت الدكتورة سلوى بفرح ائد ‪:‬‬
‫_ هائل ‪ ،‬إنها الفتاة الرابعة ‪.‬‬
‫د لت فدوى بقامتهيا الفارعية ‪ ،‬ووجههيا الطفيول ‪ ،‬وأناقتهيا‬
‫الوا حة ‪ ،‬ومريتها القوية ‪،‬ترتدي المغبس المدرسية لك تؤكد‬
‫أنهييا مييا الييت طالبيية ‪ ،‬إال أن الحقيبيية المدرسييية التي تحملهييا لييم‬
‫تكن مدرسية ‪.‬‬
‫قالت الدكتورة سلوى بكثير من الود ‪:‬‬
‫_ أهغ بن يا فدوى ‪ ،‬أولى بنا أن نقابل الفتيات أول النهار ‪.‬‬
‫قال الدكتور عصا ‪ :‬وجميل أن ن تفتح بهن عملنا ‪.‬‬
‫حدجتر الدكتورة سلوى بتقريع ‪ ،‬فرعر بيالحر ‪ ،‬فبيادر إليى‬
‫القول ‪:‬‬
‫_ ما عندك يا فدوى ؟‬

‫‪92‬‬
‫_ عنييدي ا تييراع لربيية البيييت ‪ ،‬إنهييا آليية للييف ورق العنييب‬
‫والملفو ‪.‬‬
‫سيييحبت الحقيبييية ال لديييية نحوهيييا ‪ ،‬فتحتهيييا‪ ،‬أ رجيييت منيييا‬
‫صندوقا م تطيغ ‪ ،‬طولر قرابية القيد ‪ ،‬وعر ير قرابيت العرير‬
‫سنتمترات ‪ ،‬وارتفاعر م ية ‪ ،‬و يعتر أميامهم ب ناقية ‪ ،‬نظيرت‬
‫الل نة إلى اآللة بعيون‬
‫مبت مة لطرافة المو وع ‪ ،‬سيحبتر اليدكتورة سيلوى نحوهيا‬
‫تت مليير بفأييول ‪ ،‬إنيير فيييف مطل ي بيياللون األحميير ‪ ،‬صييندوق‬
‫م تطيل ‪ ،‬طاؤل يفتح بفصالة عند الطر الأيق ‪ ،‬وف وسه‬
‫الغطاء ‪ ،‬هناك فتحة م يتطيلة م تعر ية ‪ ،‬مثبيت ليف حافتهيا‬
‫ال فلى الدا لية قطعة جلدية طويلة دا ل الغطاء ‪.‬‬
‫استعادتر فدوى ‪ ،‬وفتحت الغطاء ‪ ،‬فاستوى واقفا مع القاعيدة‬
‫‪ ،‬ك نر جها فحص غه الد ‪ ،‬وظهيرت قطعية ال ليد متدليية ‪،‬‬
‫مرتبطييية بيييذراعين معيييدنيين مميييدودين عليييى جيييانب القاعيييدة ‪،‬‬
‫ومثبتان ف الوسه ‪،‬‬
‫قال الدكتور عبدهللا م تع غ ‪ ،‬كطفل ملهو ‪:‬‬
‫_ وكيف تعمل هذل اآللة ؟‬
‫أ رجت فدوى بعأيا مين أوراق العنيب المعيدة ‪ ،‬وشييئا مين‬
‫األر المنقييوع والمحفييوظ في علبيية بغسييتيكية ‪ ،‬سييوت القطعيية‬
‫ال لدييية علييى طييول الغطيياء القييائم ‪ ،‬فبييدت القطعيية ال لدييية علييى‬
‫شييكل حيير ( ل ) ‪ ،‬و ييعت ورقيية العنييب ف ي ت ويييف قطعيية‬
‫ال لد‪ ،‬وعب تها باألر ‪ ،‬كانت تعمل اك ب ناءة ‪ ،‬فيهيا شي ء مين‬
‫االستعراض وكثير من التو ييح ‪ ،‬أنزليت الغطياء وهي تحياول‬
‫أن تظهر تدحر ورقة العنب دا يل القطعية ال لديية ‪ ،‬حتيى إ ا‬
‫ما أطبقتر ‪ ،‬رجيت مين الفتحية التي في وسيه الغطياء ‪ ،‬لفافية‬

‫‪97‬‬
‫ورقة العنب ‪ ،‬منتظمة التدوير ‪ ،‬اسطوانية الركل ‪ ،‬مملوءة‬
‫أر ا ‪.‬‬
‫تهي الدكتور راشد للتعليق ‪ ،‬لكن فدوى لم تمهلر ‪:‬‬
‫_ أعيير أنيين سييتقول إن مخترعييا صييممها ميين قبليين ‪،‬‬
‫وربمييا هيي موجييودة ف ي األسييواق ‪ ،‬لكنيي أوكييد ليين أنيي‬
‫فكرت ف صنعها وأنا ال أعلم بوجود آلة مثلها ‪ ،‬وليو كنيت‬
‫أعلم لما أشغلت هن بر ء موجود ‪.‬‬
‫_ هيييذا لييييس ريبيييا ‪ ،‬إنييير يحيييد دائميييا ‪ ،‬إنييير تيييوارد‬
‫الخواطر ‪ ،‬فما أ ار اهتمامن أ يار اهتميا الكثييرين ‪ ،‬ومين‬
‫بين هؤالء من فكير بتصيميم هيذل اآللية ‪ ،‬ليذلن ال نيرى في‬
‫ليين طعنييا بصييدقيتن ‪ ،‬فهييا نحيين نييرى دوال وشييعوبا تييدع‬
‫أنهييا ال ييباقة إلييى ا تييراع مييا ‪ ,‬مثييل الطييائرة أو ال ييينما أو‬
‫الهييياتف و يرهيييا ‪ ،‬حتيييى أن عيييالمين كبييييرين مثيييل نييييوتن‬
‫االن ليييزي ‪ ،‬وليبنتييز الفرن ي ‪ ،‬و ييعا في نفييس الوقييت ‪،‬‬
‫_دون أن يييرى أو يعلييم أحييدهما بيياآل ر_ طريقيية لح يياب‬
‫النهاييييات الصيييغيرة ‪ ,‬ف حيييدهما أ ييير ح ييياب التفا يييل‬
‫واآل يييير أ يييير ح يييياب التكامييييل‪،‬ومن الطريييييف انهمييييا‬
‫ا تصما‪ ،‬مدعيا كل منهما أن اآل ر سرق منر‪.‬‬
‫ليس المهيم أن يتيوارد عليى هنين فكيرة تيواردت عليى هين‬
‫يرك ‪ ،‬بل المهم هو لما ا فكرت بهذا اال تراع ‪ ،‬وكيف فكيرت‬
‫بر ؟‬
‫_ كنت يوما أستعرض مخلفات جدي الت تحتفظ بهيا جيدت‬
‫‪ ،‬كييذكرى لييزو رحييل منييذ سيينين ‪ ،‬رأيييت قداحتيير الت ي ترييتعل‬
‫بالكيييييا ‪ ،‬و ليونييييير ‪ ،‬وعصييييياتر ‪،‬ونظارتييييير ‪ ،‬وقليييييم حبيييييرل ‪،‬‬
‫والمصحف الذي كان يقرأ فير ‪ ،‬وعلبة تبغر ‪ ،‬وهذل الت أ ارت‬

‫‪92‬‬
‫فأيول ‪ ،‬و اصيية حينمييا راحييت جييدت ترييرح لي بحنييان ائييد‬
‫كيف كانت تلف بها لر س ائرل ف وقيت فرا هيا ‪ ،‬وتخزنهيا في‬
‫علبيية فأييية جاءتيير هدييية ميين أمريكييا ‪ ،‬ال أدري كيييف التمعييت‬
‫بييذهن ورقيية العنييب ‪ ،‬فقلييت ف ي نف ي ؛ لمييا ا ال ن ييتخد هييذل‬
‫الطريقة للف ورق العنب ؟‬
‫_ وهل أنت الت صنعت هذل اآللة ؟‬
‫_ انا ات صممتها ‪ ،‬أما الذي صنعها فهو والدي ‪.‬‬
‫قالت الدكتورة سلوى ‪:‬‬
‫_ على المرأة أن تنظر إلى ما تعان منير ‪ ،‬فالرجيل البيا ال‬
‫يرعر بمعاناة المرأة ف االمطب‬

‫لم يعد المفتول مركلة‬

‫دونيييت الل نييية مغ ظاتهييياحول آلييية فيييدوى ‪ ،‬لكييين اليييدكتورة‬


‫سلوى أعلنت رأيها ‪:‬‬
‫انها آلة ات تصميم جيد ‪ ،‬وفكرة رائدة ‪ ،‬ر م أنهيا موجيودة‬
‫كما قاليت‪ ،‬وهيذا لييس عيبيا والينيتقص مين ا تراعهيا ‪ ،‬لكنهيا ال‬
‫توفر الوقت الكثير ‪ ،‬فمتى و عت المرأة األر ف الورقية فيصن‬
‫لفها يدويا ي تغرق نفس الزمن الذي ت تغرقر اآللة ‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫قال الدكتور عبدهللا ‪ :‬أظن أن مثل هذل اال تراعات تنفع في‬
‫المطاب االنتاجية ‪ ،‬أما ف البيت فصن لف الورق متعة ن ائية ‪.‬‬
‫_ ال أظن أن المطاب الكبيرة والمطياعم العامية أو ال يياحية‬
‫تقد متل هذل األكغت الخاصة ‪.‬‬
‫قييال الييدكتور راشييد ؛ علينييا ن ننيياقش الفكييرة الت ي أوردتهييا‬
‫الدكتورة سلوى ‪ ،‬وهو التوفير بالوقت ‪ ،‬اإنها بحاجة إلى تطيوير‬
‫‪ ،‬ليو ع بها األر وورق العنيب ‪ ،‬وتقيو هيذل اآللية اتييا ب يذ‬
‫ورقة العنب ‪ ،‬والكمية المناسبة من األر ‪،‬‬
‫ومن م تلفها ‪ ،‬وتخرجها جاهزة ‪ ،‬هنا تصبح اآللة فعالة ف‬
‫البيت والمطاب الكبيرة ‪.‬‬
‫قال الدكتور عبدهللا ‪:‬‬
‫ك نيين لييم تفهييم قصييدي ‪ ،‬ففييدوى أعييادت أسييتخدا مبييدأ لييف‬
‫ال ائر لتليف بير ورق العنيب ‪ ،‬وهيذا كيا للحكيم عليى قيدرتها‬
‫العقلية ‪ ،‬إ ميزت بين اآللة ومبدأ عمل اآللة ‪.‬‬
‫قال الدكتور عصا ليقطع على الدكتور راشد الرد ‪:‬‬
‫_ علينا أن ن تقبل المت ابق التال ‪.‬‬
‫د ييل سيياري الريياهد ‪ ،‬يلييبس مغبييس العمييل الزرقيياء ‪ ،‬ك نيير‬
‫يريييد أن يؤكييد علييى انتمائيير إلييى عييالم الص يناعة ‪ ،‬طويييل القاميية‬
‫ممتل ال م ‪ ،‬طواتر واسعة وقوية ‪ ،‬يأيع في جييب قميصير‬
‫بع أدوات القياس ‪ ، ،‬يحميل حقيبية كبييرة ‪ ،‬يبيدو بهيا كيرئيس‬
‫عمييال ‪ ،‬أو مراقييب ورشييية ‪ ،‬رحييب بيير د‪ .‬راشيييد ‪ ،‬سييلم علييييهم‬
‫وجلس بعد أن قد نف ر ‪.‬‬
‫_ أنا ساري الراهد ‪ ،‬طاليب في المدرسية الصيناعية ‪ ،‬بق يم‬
‫الخراطة والت وية ‪.‬‬
‫قيييال اليييدكتور عبيييدهللا ‪ :‬عظييييم ‪ ...‬إ ن ف نيييت تملييين مبيييادأ‬
‫التصميم والتنفيذ ‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫_ وما ا تحمل يا ساري ؟‬
‫_ آلة لعمل المفتول ‪.‬‬
‫نظر أعأاء الل نة بعأهم إلى بع ‪ ،‬ك ن االهتميا بمتاعيب‬
‫المطب يرغل أ هان الكثير ‪ ،‬فقال الدكتور راشد للدكتورة سلوى ‪:‬‬
‫_ لييم يصييدق ظنيين حينمييا قلييت إن الرجييل ال يهييتم بمييا تعانييير‬
‫المرأة ‪.‬‬
‫ابت مت لهذل المناكفة وقالت ل اري ‪:‬‬
‫_ أين آلتن يا سيد ساري ؟‬
‫تناول حقيبتر المو وعة جانبا ‪ ،‬أ ر منها وعاء شيبر كيروي‬
‫‪ ،‬كقدرة فول صغيرة ‪ ،‬لها فوهة صغيرة ‪،‬وعلى قعرها الخارج ‪،‬‬
‫قطعة صممت لك توصيلها بيالموتور الكهربيائ ‪ ،‬أ ير الموتيور‬
‫المصنع ف الخار ‪ ،‬أوصل الوعاء بالموتور ‪ ،‬وصار وا حا أن‬
‫اال تراع ف الوعاء وليس ف يرل ‪.‬‬
‫_ وكيف يعمل هذا ال ها ؟‬
‫بعد أن أوصل الوعاء بالموتور ‪ ،‬وتماسكت القطعتان ‪ ،‬جيرب‬
‫إدارة الوعاء بييدل ‪ ،‬بحيث عين قيابس كهربيائ فقيال اليدكتور راشيد‬
‫‪:‬إن كنييت ت ييتطيع أن ترييرح بييدون الكهربيياء ‪ ،‬فصننييا ن ييتوعب مييا‬
‫يمكن أن تقولر ‪.‬‬
‫قييال سيياري ‪ :‬حينمييا يتصييل ال هييا بتيييار الكهربيياء ‪ ،‬فييصن هييذا‬
‫الوعيييياء سيييييبدأ بالييييدوران ‪ _ ،‬الحظييييوا أنهييييا ات دوران بطيييي ء‬
‫ومح وب م بقا ‪ ،‬ونكون قد أعددنا البر ل الم روش والمنقيوع ‪،‬‬
‫والمييياء الممليييح والطحيييين ‪ ،‬وميييا أن تأيييع البر يييل ‪ ،‬حتيييى يبيييدأ‬
‫بالتييدحر علييى ال ييطح الييدا ل للوعيياء ‪ ،‬عنييدها نييرش قليييغ ميين‬
‫الطحين فيلتصيق بحيب البر يل ‪ ،‬وميع اسيتمرار الدحرجية ‪ ،‬فصنهيا‬
‫تصييبح كروييية ‪ ،‬ييم نييرش مقييدا ب يييطا ميين ر ا الميياء ‪ ،‬فتترطييب‬
‫الكرات ‪ ،‬م نرش شيئا من الطحين ‪ ،‬ومع‬

‫‪101‬‬
‫الدحرجيية تكبيير الكييرة وت ييتدير ‪ ،‬وإلييى أن تصييبح الحبييات‬
‫بالح م اليذي نرييدل ‪ ،‬نوقيف اآللية ونخير الكميية وقيد أصيبحت‬
‫جيياهزة ‪ ، .‬ويمكننييا بعييدها أن نأييبف البر ييل الم ييروش لنعيييد‬
‫الكرة مرة أ رى ‪.‬‬
‫_ إن شكلها وعملها يربر غطة اإلسمنت ‪.‬‬
‫_ ربما ! ولكنني اقتب يت الفكيرة مين آلية بمصيتع للحلوييات‬
‫تصنع بي الحما ‪ ،‬إ تقو على نفس المبدأ ‪ ،‬حينما تلبس حبية‬
‫اللو بال كر والطحين ‪ ،‬فتصبح بيأة حما ‪.‬‬
‫_ وما الذي جعلن تفكر بالمفتول ؟ هل تحيب المفتيول كثييرا‬
‫؟‬
‫حن وقال ‪ :‬ال أدري ‪ ،‬ولكن أظن أن حينميا نظيرت في‬
‫التمييدن ‪ ،‬وجييدت أن اآلليية حلييت محييل العمييل اليييدوي ‪ ،‬كالغ ييل‬
‫والكيينس والع يين والفيير والعصيير و ييير ليين ‪ ،‬أمييا المييرأة ف ي‬
‫الريف والمدن فما الت تصينع المفتيول بييدها ‪ ،‬وال أحيد يصينع‬
‫لها آلة ت اعدها ‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد ‪ :‬مع أن مصانع المعكرونة ت طيع عميل‬
‫المفتول هذا ‪ ،‬إال أن هذ ال هيا مبتكير وجدييد ‪ ،‬لير ميزاتير‬
‫واستخدامر المنزل ال يد ‪.‬‬
‫_وهل ستعتبرونر ا تراعا ؟‬
‫_ بالت كيد إنر ا تراع ‪!...‬‬
‫هكذا أكد الدكتور راشد بردة ‪ ،‬ف ردفت الدكتورة سلوى ‪:‬‬
‫وأنا أحتا لمثل هذل اآللة ‪ ،‬ف نا ال أح ن صنع المفتول‬

‫‪108‬‬
‫آلة لتقرير البي‬

‫كعييادنهم دائمييا يخلقييون فاصييغ ميين النقيياش بييين كييل مقابليية‬


‫وأ رى ‪ ،‬ربما لتنريه الذهن ‪ ،‬أو التخلص من االنطباع ال يابق‬
‫‪ ،‬اليذي يمكين أن يييؤ ر في أحكييامهم القادمية ‪ ،‬ف ليية المفتيول فيهييا‬
‫جدة وطرافة ‪ ،‬فكيم مين اآلالت حليت محيل العميل الييدوي ‪ ،‬وليم‬
‫تبق سوى بع األكغت الخاصة الت ي كلها الررقيون وبعي‬
‫الم تمعات العربية كالمفتول والمحاش والكرشات والفيوارغ ‪،‬‬
‫ولييييو كييييان األوروبيييييون ييييي كلون المفتييييول مثلنييييا ‪ ،‬ومغرمييييون‬
‫بالمحاشييي وورق العنيييب ال ترعيييوا لهيييا آالت تن زهيييا بمهيييارة‬
‫وبركل ت اري ‪ ،‬لذلن فصن ما يمييز فيدوى وسياري ‪ ،‬أنهميا فكيرا‬
‫علييى نهييج التفكييير األوروب ي ‪ ،‬ل عييل اآلليية تحييل محييل العمييل‬
‫اليدوي ‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫أراد الدكتور راشد حصر النقاش ف مو وع محدد ‪ ،‬ال أن‬
‫يكون من في الخاطر ‪.‬‬
‫_ نحييين اآلن نحكيييم عليييى منيييتج عقلييي ‪ ،‬هيييو اال تيييراع أو‬
‫االكترا ‪ ،‬وهذا أحيد محيددات العبقريية ‪ ،‬لكننيا عياجزون عين‬
‫تحديد ال مات األ رى ‪ ،‬فالعبقرية مثل قوس قيزح ‪ ،‬يبهرنيا مين‬
‫بعيد ‪ ،‬وحينما نقتيرب منير ال نيرى شييئا‪ ،‬وربميا ي هيل العبقيري‬
‫كفاءة عقلر ‪ ،‬ولو درسنا طفولة العباقرة ال ن د شيئا مميزا ‪.‬‬
‫قال الدكتور عصا ‪:‬‬
‫_ العبقرية حالة من حاالت العقل ‪ ،‬فترة مين التيوهج ‪ ،‬يعيود‬
‫بعدها العقل عاديا ‪.‬‬
‫اعترض الدكتور راشد بقولر ‪:‬‬
‫_ إن الدفقة العقلية الت أسميتها بالتوهج ال يمكن أن تنتج إال‬
‫عن عقل متميز ‪ ،‬فعقل العبقري يعمل اتيا ف الخفاء بيغ توقيف‬
‫‪ ،‬وف ييي ة ينبثيييق كالبركيييان ‪ ،‬وبيييغ سيييابق إنيييذار ‪ ،‬حتيييى إن كيييان‬
‫الزمان والمكان ير مناسبين للوالدة ‪.‬‬
‫قالت الدكتورة سلوى ‪:‬‬
‫_ حتى ف األدب الروائ والم رح ‪ ،‬ال يقوون على رسم‬
‫الرخصية العبقرية ‪ ،‬ألنها نادرة ‪ ،‬ير مالوفة ‪ ،‬وأنها عميقة بما‬
‫ال ي ييهل سييبرها واإلحاطيية بهييا ‪ ،‬ربمييا هي بحاجيية إلييى عبقييري‬
‫ليفهم هذل العبقرية ‪ ،‬وربما أن العبفريية لهيا تخصيص ‪ ،‬فاالبيداع‬
‫األدبيي ييير االبييداع الفيزيييائ ييير الريا يييات ييير اإلدارة‬
‫والقيادة ‪.‬‬
‫هم الدكتور عبدلر أن يتابع ف هيذا المو يوع الرييق ‪ ،‬ليوال‬
‫أن قاطعر الدكتور راشد بقولر ‪:‬‬
‫ال اعة تقترب من الواحدة ‪ ،‬ألم يحن الوقت لمقابلة المت ابق‬
‫المنتظر ف الخار ؟‬

‫‪104‬‬
‫نييادوا علييى باسييم عميييد ‪ ،‬ف يياء فتييى جييذاب المنظيير ‪ ،‬لباسيير‬
‫أنيييق جييدا ‪ ،‬ومريييتر متزنيية قوييية ‪ ،‬رقيييق الق ييمات ‪ ،‬لييم ينبييت‬
‫شاربر بعيد ‪ ،‬يحميل حقيبية قماشيية قيلية ‪ ،‬محريوة بري ء صيلب‬
‫كبير ‪ ،‬فير وائد كثيرة ناتئة ‪ ،‬تكاد أن تفتق الحقيبة ‪.‬‬
‫اقتييرب وكليير قيية ميين نف يير ‪ ،‬و ييع الحقيبيية وسييلم عليييهم ‪،‬‬
‫وجلس فقال لر الدكتور راشد ‪:‬‬
‫_ أهغ يا باسل ‪ ،‬يبدو أن آلتن الت ا ترعتها قيلة ‪.‬‬
‫_ إنها آلة لتقرير البي ‪.‬‬
‫أدهش لن الدكتور عصا فقال ‪:‬‬
‫_ أكل هذل اآللة لتقرير بيأة ؟‬
‫_ أعيير أن أحييدا لييم يفكيير ب ليية لتقرييير البييي ‪ ،‬فتقرييير‬
‫البي أمر سهل وممتع ‪.‬‬
‫_ ومييا دمييت تعيير أن تقرييير البييي ليييس مرييكلة ‪ ،‬فلمييا ا‬
‫أتعبت نف ن بما ال يفيد ؟‬
‫_ إنها آلة لي ت لإلسيتعمال المنزلي ‪ ،‬فيالمرأة ال تعيان مين‬
‫تعيييب وهييي تقرييير البيييي ألطفالهيييا ‪ ،‬المريييكلة فييي الميييدارس‬
‫الدا لية ‪ ،‬ألطفال الحأانات ودور األيتا والع زة والمعياقين ‪،‬‬
‫هؤالء هم الذين بحاجة إليى مين يقرير لهيم أكثير مين مائية بيأية‬
‫ف وجبة اإلفطار ووجبة العراء ‪.‬‬
‫_ وكيف استرعرت هذل المركلة ؟‬
‫_ رنييا يييغل رحلييية مدرسييية دارا لأليتيييا ‪ ،‬د لنيييا صيييالة‬
‫الطعييا أ نييا وجبيية العريياء ‪ ،‬كييان علييى المائييدة بييي ‪ ،‬وكانييت‬
‫مرييكلة تقرييير البييي وا ييحة ‪ ،‬كييانوا عيياجزين عيين التقرييير ‪،‬‬

‫‪105‬‬
‫وكل طفل ي كل البي كيفما اسيتطاع ‪ ،‬معظمهيم اكتفيى بيالمح ‪،‬‬
‫وبعأهم راح ينبش فيها ‪.‬‬
‫ير نا ج ‪!...‬‬ ‫_ ربما كان البي‬
‫_ ربمييا ‪ ! ...‬ولكيين المنظيير دفعن ي ألن أسي ل الطبيياخ ‪ ،‬عيين‬
‫رأيييير بالمريييكلة ‪ ،‬فصييياح مييينفعغ ‪ ( ،‬وهيييل ترييييد منييي أن أقيييو‬
‫بتقرير مائة و م ين بيأة ‪)!...‬‬
‫_ وهل اآللة الت صنعتها يمكن أن تقو بالعمل ؟‬
‫_ نعم ‪ ،‬يمكن أن تقرر مائة و م ين بيأة بربع ساعة ‪،‬‬
‫فتح الحقيبية ‪ ،‬وأ ير منهيا اآللية بعنايية ‪ ،‬كانيت مكونية مين‬
‫قاعدة ربية م تطيلة ‪ ،‬مثبت عليها قطعتان متقابلتان ‪ ،‬تحمغن‬
‫نصييف كييرتين م ييوفتين ميين المطيياط ‪ ،‬بح ييم البيأيية ‪ ،‬يخيير‬
‫منهييا أنبوبييان مطاطيييان ‪ ،‬يتصييل بهمييا راع متحييرك ‪ ،‬ليقييرب‬
‫نصف الكرة من بعأهما أو يبعدهما ‪.‬‬
‫أعييد اآلليية للعمييل ‪ ،‬ييم أ يير عييدة بيأييات م ييلوقة ‪ ،‬وراح‬
‫يو ح ما سيقو بر ‪:‬‬
‫_ نأع البيأة بين هاتين القطعتن الم وفتين من المطياط ‪،‬‬
‫ونردهما على البيأة بهذا الذراع ‪ ،‬فيتطابقيان ‪ ،‬ويخير الهيواء‬
‫من بينهميا ‪ ،‬عنيدها تتماسيكان بقيوة ميع البيأية بفأيل الفيراغ ‪،‬‬
‫وحينمييا نرييد الفييراغ نحييو ال هيية األ ييرى ينفلييت سيين حيياد بقييوة‬
‫فيك يير القرييرة ‪ ،‬وحينمييا نرييد الييذراع أكثيير ‪ ، ،‬ينفصييل نصييفا‬
‫القرييرة مييع القطعتييين المطيياطتين ‪ ،‬وت ييقه البيأيية بييغ قرييرة ‪،‬‬
‫وت قه أيأا نصفا القريرتين بعيد أن ن يمح للهيواء بي ن يت يرب‬
‫بين سطح القررة والمطاطة عبر هذا األنبوب ‪.‬‬
‫فعل كما شرح وو ح ‪ ،‬وسقطت البيأة مقريرة فقيال وهيو‬
‫ينظر لوجوههم ‪:‬‬

‫‪102‬‬
‫_ كم استغرق تقريير البيأية ؟ ال أظنير ت ياو ربيع الدقيقية‬
‫‪!...‬‬
‫وجيييدت الل نييية نف يييها ال شيييعوريا مندفعييية إليييى التصيييفيق ‪،‬‬
‫‪ ،‬أو ألعاب سحرية ‪ ،‬ووجدوا‬ ‫وك نهم مبهورون بعرض ريا‬
‫أنف هم يهنئونر بحرارة ‪.‬‬

‫دواء سحري‬

‫كانييييت المقابليييية األ يييييرة ‪ ،‬وكييييانوا منهمكييييين بتييييدوين‬


‫مغحظييياتهم ‪ ،‬وكيييان ييت يييا بهم شيييعوران ‪ ،‬شيييعور التعيييب‬
‫الذي انهكهيم طيلية أسيبوع ‪ ،‬ور بية في د يليتهم أن يكيون‬
‫المتقدمون أكثر ‪ ،‬هكذا تمنيى اليدكتور راشيد ‪ ،‬ولكين طير‬
‫للييدكتور عصييا فكييرة ألحييت علييير ‪ ،‬ألمحييت لهييا الييدكتورة‬
‫سلوى ولكنها لم ت ذ حقها من المناقرة ‪.‬‬
‫_ منييذ سييتة أيييا متوالييية ‪ ،‬ونحيين نقابييل موهييوبين ف ي‬
‫م ال االبتكيار واال تيراع والتكنولوجييا والخييال العلمي ‪،‬‬
‫لكن هذا جيزء مين المطليوب ‪ ،‬فمين البيديه أن يكيون لكيل‬
‫مهنييية أو م يييال أفيييذا موهوبيييون ‪ ،‬كاالقتصييياد وال ياسييية‬
‫والع كرية ‪ ،‬واألدارة والقيادة والقانون والتربية والريا ة‬

‫‪107‬‬
‫‪ ،‬و يرها ‪ ،‬ومن البديه أيأا أن يكيون لكيل موهيوب في‬
‫أحد هذل الم االت ‪ ،‬صائصر الخاصة الأرورية ‪ ،‬التي‬
‫تختلييف عيين الم ييال اآل يير ‪ ،‬ف ي حرى بنييا أن نوسييع دائييرة‬
‫عملنا لك ننتق الموهوبين ف‬
‫كييل م ييال ‪،‬نرعيياهم ونييوجههم ونعييدهم لعملهييم المفطييورون‬
‫عليييير ‪ ،‬ونطلقهيييم فيييير ميييع بدايييية حيييياتهم العمليييية ‪ ،‬وال نتيييركهم‬
‫يبددون جهدهم وعمرهم للوصول إلى ميواقعهم ال يديرون بهيا ‪،‬‬
‫أال يمكن أن نعمم فكرة االنتقاء لك نرمل كل الم االت ‪.‬‬
‫قييال الييدكتورة سييلوى ‪ :‬هييذا مييا رميييت إلييير ف ي بع ي مييغ‬
‫حظييات ‪ ،‬ولكن ي كنييت أقييول أننييا قبييل ليين ‪ ،‬نحيين بحاجيية إلييى‬
‫دراسييات نف ييية تييدلنا علييى ال ييمات العقلييية والنف ييية وال ييلوكية‬
‫الت تنبؤنا عن موهبة هذا الفتى ف م ال محدد ‪.‬‬
‫قيييال اليييدكتور عبيييدهللا ‪ :‬إنكيييم ترميييون إليييى مدينييية الفييياراب‬
‫الفا لة ‪ ،‬أو جمهورية إفغطون‬
‫قال الدكتور راشد ‪ :‬الموهوبيون في أي م يال ال ي تياجون‬
‫إلى من يعلمهم ويرشدهم إلى سبيلهم ‪ ،‬وال من ينبههم إلى ميا هيم‬
‫مفطورون عليير ‪ ،‬فال ياسي أو االقتصيادي أو الفنيان أو األدييب‬
‫أو الموسيق ي دون أنف هم منخرطين بعملهم وكانهم متمرسيون‬
‫بر ‪ ،‬أنظر إلى اسطورة الكرة ( بيلير ) كان بطغ عالميا وهو ف‬
‫ال ابعة عررة من عمرل ‪ ،‬وموتزارت الذي ألف الموسيقى وهو‬
‫ف ي الخام يية ‪ ،‬ومصييطفى كامييل الييذي كييان عيمييا سياسيييا ولييم‬
‫يت او الخام ة والعررين ‪.‬‬
‫قاليييت اليييدكتورة سيييلوى ‪ :‬أنيييت تيييتكلم عييين حييياالت نيييادرة ‪،‬‬
‫ساعدتها بع الظرو ‪ ،‬فهل سيكون (بيليير) أسيطورة ليو وليد‬
‫عندنا ؟ ‪ ،‬وال ؤال‬

‫‪102‬‬
‫أو الطلب الذي نع ى إليير هيو كييف نقتيرب مين هيذل الحليم‬
‫‪ ،‬أن يكون الرجل المناسب في المكيان المناسيب ‪ ،‬فمعظيم اليذين‬
‫وصييييلوا إلييييى المناصييييب ال ياسييييية أو التربوييييية أو الع ييييكرية‬
‫وصييلوا بوجييول باهتيية سييرعان مييا امحييت ‪ ،‬و ليين سييببر االنتقيياء‬
‫العروائ ‪ ،‬أو العرائري وربما ال هوي ‪ ،‬أو الرخص ‪ ،‬أو بما‬
‫يتمتييع بيير ميين مواهييب تملقييية ‪ ،‬ال بييد أن تكييون هنيياك مؤس يية أو‬
‫م لييس ليير صييغحية التفتيييش فييي عقييول الفتيييان ‪ ،‬ليرسييم لهيييم‬
‫م تقبلهم بل م تقبل الوطن ‪.‬‬
‫_ أهغ بن يا موسى ‪ ،‬ما بيمينن يا موسى ؟‬
‫قد لر القارورة وهو يقول ‪:‬‬
‫_ دواء سحري يرف كل األمراض ‪.‬‬
‫نظرت الل نة إلى بعأها استغرابا ‪ ،‬فقال الدكتور عصا ‪:‬‬
‫_إ ن علينا أن نغلق كل الصيدليات ‪!...‬‬
‫لم تكن ال يخرية وا يحة في م يمع موسيى ‪ ،‬لكين اليدكتور‬
‫راشد قال قبل أن يفهمها موسى ‪:‬‬
‫_ ومن منا لر معرفة بالعقاقير ؟‬
‫لم يبد على وجيوههم ر بية في النقياش‪ ،‬لكين اليدكتور راشيد‬
‫رفيع التهذيب قال‪:‬‬
‫_ تكلم لنا عن قصة اكترافن لهذا الدواء ‪.‬‬
‫بدد موسى كثيرا من توترل الذي اعترال للتو وقال ‪:‬‬
‫_ جدي كان عطيارا بارعيا ‪ ،‬هيو الريي موسيى رحمير هللا ‪،‬‬
‫كان يركب الوصفات ‪ ،‬وكنت دائما أساعدل ‪ ،‬وقيد علمني الكثيير‬
‫‪ ،‬وقرأت الكتب الت يحتفظ بها ف بيتر ‪.‬‬
‫قاطعر الدكتور عبدهللا ‪:‬‬
‫_ وهل تعتقد أن كتبر مراجع مو وق بها ؟‬
‫قال ك نر يحتج على إهانة أصابتر ‪:‬‬

‫‪109‬‬
‫بالت كيد ‪ !...‬إنها ير موجودة عند يرل ‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد ‪:‬‬
‫_ وكيف توصلت إلى اكترافن ؟‬
‫_ كنييت أقييول ف ي نف ي ؛ مييا دامييت كييل عرييبة أو مييادة لهييا‬
‫فعاليتها الخاصة لمرض معين ‪ ،‬فما ا ليو جمعنيا كيل هيذل الميواد‬
‫لنرف بهاكل األمراض ؟‬
‫_ وفعلت لن لك تريح الناس من أ ذ أدوية مختلفة ‪.‬‬
‫قال الدكتور راشد الذي يلتز دائما النقاش ال اد ‪:‬‬
‫وهل جربت دواءك على كل األمراض لك تت كيد مين قولين‬
‫؟‬
‫_ كل الذين جربول قالوا إنر مفيد ‪.‬‬
‫_ وهييل عملييت إحصيياء للمر ييى الييذين تعيياطول ؟ وس ي لت‬
‫الت يرات اإلي ابية وال لبية ؟‬
‫_ ال ‪ ، ...‬لم أعمل ‪.‬‬
‫قالت الدكتورة سلوى وك نها تتحاشى مناقرتر ‪:‬‬
‫_ لعييل هييذا نمييو لمييا هييو شييائع ف ي م تمعنييا ‪ ،‬هنيياك ميين‬
‫يدعون اكترافات طبيية ‪ ،‬تريف ال يرطان ال يكري والعقيم وكيل‬
‫األمييراض الم تعصييية ‪ ،‬وينرييرون ليين فيي الصييحف ‪ ،‬وهييذا‬
‫جانب من المريكلة ‪ ،‬ولكين ال انيب اآل ير أولئين اليذين يرفعيون‬
‫مين شي ن الطيب الرييعب ‪ ،‬و اصيية ميا ليير عغقية بالييدين ‪ ،‬و ليين‬
‫لييرد االعتبييار للعقلييية العربييية أمييا التفييوق الطب ي ف ي الغ يرب ‪،‬‬
‫بينما هم أقرب للمرعو ين ‪ ،‬بل هم مرعو ون ‪.‬‬
‫لم يفهم موسيى جييدا ميا قالتير اليدكتورة سيلوى ‪ ،‬لكنير شيعر‬
‫انها تهينر فقال بحدة ‪:‬‬
‫_ أنا ل ت مرعو ا ‪!!...‬‬

‫‪110‬‬
‫قييال الييدكتور راشييد ‪ :‬لييم تقصييدك أنييت ‪ ،‬إنمييا هنيياك آ ييرون‬
‫يمارسييون الرييعو ة باسييم الطييب ‪ ،‬ولكيين قييل ل ي مييا ه ي المييواد‬
‫الدا لة ف تركيب هذا الدواء ؟‬
‫_ هذا سر ال أبوح بر ‪.‬‬
‫ما كانت الل نة بحاجة للرد علير ‪ ،‬فقال الدكتور راشد ‪:‬‬
‫_ إسمع يا بن ‪ ،‬الطيب والصييدلة عليم متطيور ‪ ،‬فيص ا أردت‬
‫أن تكتريف ‪ ،‬علييين أن تكييون ملمييا بمييا اسييت د في هييذا الم ييال ‪،‬‬
‫إن‬
‫عليييين أن تكيييون حيييامغ لريييهادة اليييدكتوراة فييي الصييييدلة ‪،‬‬
‫فالكتب القديمة ت او ها الزمن ‪ ،‬وال يمكن االعتمياد عليهيا ‪ ،‬وال‬
‫يوجد دواء لكل األمراض ‪،‬فالترياق الذي حلم بير أجيدادنا كيدواء‬
‫لكل األمراض ‪ ،‬ليس أكثر من ا تزال لألمور ‪ ،‬واعليم أيأيا أن‬
‫علمييي الطيييب والصييييدلة علميييان ت ريبييييان ‪ ،‬ال يعتميييدان عليييى‬
‫الخيال واالفتيراض والبرهنية العقليية ‪ ،‬فيغ بيد مين الت رييب في‬
‫المختبر ‪ ،‬واإل بات العلم ‪،‬وال يكف أن تكترف أن هيذل العريبة‬
‫ترف مر ا معينا ‪ ،‬بل ي ب أن تو ح لما ا ترف وكيف تفعل‬
‫فعلها ‪ ،‬وما عاد علم الصيدلة والعقاقير علما تحتكرل عائلية ‪ ،‬وال‬
‫تفر أسرارل ‪ ،‬وفوق لن ال بد لن من بيراءة ا تيراع ‪ ،‬تأيمن‬
‫ليين الملكييية الفكرييية ‪ ،‬وإ ا أردت أن تحصييل علييى هييذل البييراءة‬
‫ي ب أن تفصح عن الميواد المكونية لير أميا ل نية مختصية ‪ ،‬وال‬
‫تخش ممن ت ول لر نف ر أن ي رق لن اكترافن ‪.‬‬
‫قال موسى ناصر بانفعال ‪:‬‬
‫_ جربول ‪ ،‬م احكموا ‪.‬‬
‫_ والت رييب أيأييا ممنييوع عليى البريير ‪ ،‬وال ي ييمح بتييداول‬
‫أي عقار إال بعد موافقة نقابة الصيادلة وو ارة الصحة ‪.‬‬
‫قال الدكتور عبدهللا ‪:‬‬

‫‪111‬‬
‫_ طريف أن يكون آ ر مت ابق أول مرفوض ‪.‬‬

‫هذا الكتاب أنجز عام ‪6991‬‬


‫وحاز على جائزة الملكة نور ألدب الطفل‬

‫‪118‬‬
‫الفهرس‬
‫الصفحة‬ ‫الموضـــــوع‬
‫‪5‬‬ ‫المقدمة‬
‫الجزء األول‬
‫‪7‬‬ ‫‪ -6‬مدرسة المخترعين‬
‫‪9‬‬ ‫‪ -2‬بديل للخشب‬
‫‪62‬‬ ‫‪ – 3‬معدن الصفات الكثيرة‬
‫‪61‬‬ ‫‪ – 4‬توسع عامودي‬
‫‪25‬‬ ‫‪ – 5‬الري بالترشيح‬
‫‪33‬‬ ‫‪ – 1‬مخترع بال اختراع‬
‫الجــزء الثاني‬
‫‪39‬‬ ‫‪ – 6‬حرب التنويم المغناطيسي‬
‫‪44‬‬ ‫‪ -2‬فنيسيا في الفضاء‬
‫‪44‬‬ ‫‪ – 3‬المومياء الحية‬
‫‪53‬‬ ‫‪ – 4‬ضميرك الذي أراه‬

‫‪111‬‬
‫‪ – 5‬حول العالم في ثمانين ثانية‬
‫‪75‬‬

‫الجزء الثالث‬
‫‪13‬‬ ‫‪ – 6‬أنف ولسان صناعيان‬
‫‪15‬‬ ‫‪ – 2‬تلفزيون ينقل الرائحة‬
‫‪19‬‬ ‫‪ – 3‬موسيقى االحتكاك‬
‫‪47‬‬ ‫‪ – 4‬أرسم لك ما تتخيله‬
‫‪43‬‬ ‫‪ – 5‬تشكيل بأشعة الليزر‬
‫‪47‬‬ ‫‪ – 1‬السلكي لقوافل السيارات‬
‫الجــزء الرابع‬
‫‪95‬‬ ‫‪ – 6‬تنس السقف‬
‫‪99‬‬ ‫‪ – 2‬سباحة أرضية‬
‫‪633‬‬ ‫‪ – 3‬قفز الجندب‬
‫‪637‬‬ ‫‪ – 4‬ألف درجة تحت الضفر‬
‫‪666‬‬ ‫‪ – 5‬أفال ينظرون إلى اإلبل‬
‫الجــزء الرخامس‬
‫‪667‬‬ ‫‪ – 6‬ال تعبين نفسك بلف ورق العنب‬
‫‪622‬‬ ‫‪ – 2‬لم يعد المفتول مشكلة‬
‫‪621‬‬ ‫‪ – 3‬آلة لتقشير البيض‬
‫‪636‬‬ ‫‪ – 4‬دواء سحري‬
‫‪639‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪114‬‬
115
112
117
112
119
180
181
188

You might also like