Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
مقدمة
لقد انتظر المغاربة قرابة خمسة عقود لكي يحضوا بمدونة عصرية
لألسرة تلبي حاجيات بناء مشروع الحداثة الديمقراطية الذي انطلق فيه
المغرب منذ مطلع القرن الحالي ،ورصدا ألهم المخططات الجديدة تجدر
اإلشارة إلى أنه بمجرد بزوغ فجر االستقالل وحرصا منها على تأكيد
سلطاتها في مجال التشريع ،عمدت الدولة سنة 1957إلى تجميع
أحكام الشريعة اإلسالمية المتعلقة باألسرة في مدونة األحوال
الشخصية وذلك وفق الراجح والمشهور وبما جرى به العمل في مذهب
اإلمام مالك مع تبني بعض األحكام التي تضمنتها المذاهب السنية
األخرى ،غير أن التحوالت السياسية واالجتماعية والثقافية العميقة
التي عرفها المجتمع المغربي خالل الفترة الممتدة بين سنة 1957و
1993ساهمت في ظهور منظمات نسائية تمخضت نشاطاتها عن
صياغة مجموعة من المطالب عرضت في شكل مذكرة على أنظار
جاللة الملك الذي أمر سنة 1993بتشكيل لجنة ملكية انكبت اشغالها
على إدخال تعديالت على مدونة األحوال الشخصية من منظور توافقي
تم تبنيها من طرف صاحب الجاللة ،إال أن التعديالت الجديدة لم تكن
لترضي مطالب الحركة النسائية وتطمئن هواجسها فاستمر االحتقان
بالمجتمع المغربي بخصوص أوضاع المرأة إلى أن بلغ ذروته عن تقديم
الوزير األول السابق السيد عبدالرحمان اليوسفي مشروع الخطة
الوطنية إلدماج المرأة في التنمية خالل شهر مارس 1999مما أدى إلى
انقسام المجتمع المغربي إلى قسمين متعارضين تمثل في مسيرتي
الرباط والدار البيضاء يوم 12مارس ونتيجة لذلك جاء التدخل الملكي
حاسما بأن بادر إلى تشكيل لجنة وطنية سنة 2001بهدف إعادة النظر
في مدونة األحوال الشخصية وذلك باعتماد أحكام الشريعة اإلسالمية
وفق منظور اجتهادي يتالءم ومشروع الديمقراطية الحداثية الذي رسم
معالمه صاحب الجاللة الملك محمد السادس وقد أثمر عمل هذه
اللجنة عنميالد مدونة األسرة سنة 2003التي تحكمت في صياغة
نصوصها الرغبة في المساهمة في بناء المشروع الحداثي المواكب
لتطورات العصر وذلك عكس ما طبع محطة 1957
نجازات الوزارة في التحديث او مظاهر التحديث +اهمية او متطلبات التحديث +اختالالت +افاق .
انتهى والسالم
وضع أسس ” محكمة رقمية ” منفتحة على محيطها وعلى المتقاضين والتعميم التدريجي… 9 – J
الستخدام Jالوسائل التكنولوجية الحديثة في إدارة المحاكم وفي Jعالقاتها Jبالمتقاضين والمهنيين ،مع سن
.المقتضيات القانونية الالزمة لذلك السيما من أجل
إنجاز اإلجراءات وتبادل المستندات والتواصل مع المتقاضين والمحامين وباقي مساعدي العدالة *
.بالطرق Jاإللكترونية المضمون ،بما في ذلك اعتماد التوقيع اإللكتروني
تعتمد المحاكم اإلدارة اإللكترونية لألجراءات والمساطر القضائية وفق برامج تحديث اإلدارة القضائية
.التي تتخذها الوزارة المكلفة بالعدل
فهذا المقتضى يشير بحق إلى تبني المشرع لمقاربة طموحة تهدف إلى حو َكمة القضاء وتجويد Jخدماته،
وال أدل على هذا التوجه الرائد خير من ورش المحكمة الرقمية الذي يعد أهم المشروعات التي تعمل عليها
وزارة العدل والحريات Jتنزيال لمخرجات الميثاق الوطني إلصالح منظومة العدالة وكذا ترجمة للمادة 22
السالفة الذكر ،هذا المسعى الحضاري الذي سيخلص المحاكم بشكل نهائي من السجالت والملفات الورقية
بكيفية تضمن الشفافية والسرعة والحكامة الجيدة ،وفي انتظار تنزيل هذا الحلم يبقى السؤال المطروح Jهل
قطاع Jالعدل ببالدنا قادر على تحقيق محكمة رقمية ضمن الدائرة الزمنية الموعود بها ؟ وهل التجربة
العملية التي حققتها بعض المحاكم التجارية ببالدنا كتوظيق اإلنترنت في تمكين الشركات من حجز مواعيد
إيداع ملفاتها بالمحكمة كافية لبت االقتناع Jبأننا دخلنا فعال عالم المحاكم الرقمية
قال السيد محمد أوجار وزير العدل إن من أهم األوراش التي تنكب عليها وزارة العدل حاليا ورش الرقمنة ،إذ تسعى
إلى التخلي عن كل الدعامات الورقية لصالح الدعامات اإللكترونية و تقديم خدمات العدالة عن بعد بدءا من الولوج
إلى المحكمة ووصوال إلى األرشفة االلكترونية وما يتخلل ذلك من مسار التقاضي أو الخدمات التي تقدمها المحاكم
.مع حرص الوزارة على توفير األمن السجالتي والمعلومياتي Wوالوثائقي
وأضاف السيد الوزير في هذا الصدد ،إن “المحكمة الرقمية تعد رهانا نسعى إلى تحقيقه في أفق سنة 2021وقد
أعددنا التصورات Wالالزمة بهذا الخصوص وشرعنا في تنزيل مقتضيات هذا المشروع الطموح Wالذي سيشكل طفرة
نوعية على درب االصالح ويعطي سندا قويا لتفعيل الحكامة والنجاعة القضائيين ويسهل Wمهمة التواصل Wويوفر
الكثير من الوقت والجهد ،ويتيح فرصا أكبر لتسريع وتيرة البت في الملفات المعروضة Wعلى المحاكم ، Wفضال عن
“.دعم الشفافية و التخليق
وأبرز أوجار أن من أهم األوراش التي تنكب عليها وزارة العدل حاليا ورش
الرقمنة ،إذ تسعى إلى التخلي عن كل الدعامات الورقية لصالح الدعامات
اإللكترونية و تقديم خدمات العدالة عن بعد بدءا من الولوج إلى المحكمة
ووصوال إلى األرشفة االلكترونية وما يتخلل ذلك من مسار التقاضي أو
الخدمات التي تقدمها المحاكم مع حرص الوزارة على توفير األمن
.السجالتي والمعلومياتي والوثائقي
وقال في هذا الصدد ،إن “المحكمة الرقمية تعد رهانا نسعى إلى تحقيقه
في أفق سنة 2021وقد أعددنا التصورات الالزمة بهذا الخصوص وشرعنا
في تنزيل مقتضيات هذا المشروع الطموح الذي سيشكل طفرة نوعية
على درب االصالح ويعطي سندا قويا لتفعيل الحكامة والنجاعة القضائيين
ويسهل مهمة التواصل ويوفر الكثير من الوقت والجهد ،ويتيح فرصا أكبر
لتسريع وتيرة البت في الملفات المعروضة على المحاكم ،فضال عن دعم
“.الشفافية و التخليق
من المعلوم بأن المغرب قد انظم إلى أهم المواثيق و المعاهدات الدولية
المتعلقة بحقوق اإلنسان و كلها تؤكد على أن المؤسسات
أبرز ما ميز سنة ،2013التي نودعها ،في الجانب القانوني والقضائي ،هو تقديم مضامين ميثاق
اإلصالح الوطني لمنظومة العدالة ،في شتنبر الماضي ،على إثر تنصيب صاحب الجاللة الملك محمد
.السادس ألعضاء الهيئة العليا للحوار الوطني في 8ماي 2012
شكلت بذلك هذه السنة محطة حاسمة في مسار إصالح منظومة العدالة بإصدار ميثاق عميق وشامل
إلصالح منظومة العدالة باعتباره خارطة طريق إلنجاز كافة اإلصالحات المرتبطة بالقضاء ومكونات
.العدالة
ميثاق لم يكن وليد الصدفة ،بل رأى النور بعد مرور أزيد من سنة على إطالق الحوار الوطني حول
إصالح منظومة العدالة ،وسبقته ست ندوات جهوية ،ولقاءات وطنية مع مجموعة من الفاعلين في
.المجال القضائي
يعتبر مفهوم اإلدارة القض ائية من بين المف اهيم حديث ة العه د في حق ل العل وم القانوني ة واإلداري ة؛
فحتى عهد قريب لم يكن هذا المصطلح يتداول في األوساط العلمية واألكاديمية والحقول المعرفي ة،
خصوص ا ب المغرب .ويمكن تعري ف اإلدارة القض ائية حس ب بعض الب احثين في المس اطر القض ائية
بأنه ا جمي ع أط ر وم وظفي وزارة الع دل والحري ات ،س واء داخ ل المح اكم أو ب اإلدارة المركزي ة
التابعة لها ،وكذا األعمال التي يقوم ون به ا وك ل الوس ائل ال تي رص دت لتحقي ق ه ذه الغاي ة؛ وه و
مصطلح أعم من مصطلح كتابة الضبط .وفي اعتقادنا أن هذا التعريف أق رب للص واب إلى ح د م ا،
على اعتبار أنه يواكب تطور حقل العلوم القانونية واإلدارية والمعرفية المتسارعة.
ومن جانب آخ ر ،وفي س ياق ه ذا التط ور ،ك انت الحاج ة ملح ة أيض ا إلى مواكب ة تط ور المط الب
االجتماعي ة واالقتص ادية والسياس ية للمجتم ع المغ ربي ،وال تي عجلت ب دورها في تس ريع وت يرة
اإلص الحات ،خصوص ا على مس توى الترس انة القانوني ة ،وال تي لم تكن تس تجيب لمط الب الح راك
االجتم اعي والسياس ي ب المغرب وتحق ق االنتق ال ال ديمقراطي المنش ود ،ف انطلقت أوراش اإلص الح
الدستوري والقانوني والسياسي ،وك انت البداي ة م ع التع ديل الدس تور لس نة ،2011وال ذي رس خ
مب دأي فص ل الس لط ورب ط المس ؤولية بالمحاس بة .كم ا أح دث المجلس األعلى للس لطة القض ائية،
واعتبر القضاء سلطة مستقلة ،األمر الذي فتح الباب لسلسلة من التع ديالت القانوني ة ،ك ان أهمه ا
التنظيم القضائي والمسطرة المدنية والمسطرة الجنائية.
ويبقى أهم أوراش اإلصالح هو ورش إصالح منظومة العدالة ،لما تمثل ه العدال ة من ص مام أم ان
البالد والعباد ،والذي أعطى انطالقته عاهل البالد من خالل خطبه الملكية في مناسبات عديدة ،كان
أهمها الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 56لثورة الملك والشعب ،2009والذي حدد فيه المحاور
الستة إلصالح القضاء ،وهي" :تعزيز ضمانات استقالل القضاء ،تحديث المنظومة القانونية ،تأهيل
الهياك ل القض ائية واإلداري ة ،تأهي ل الم وارد البش رية ،الرف ع من النجاع ة القض ائية ،ترس يخ
التخليق".
هذه المحاور اعتبرت كخارطة طريق إلصالح منظومة العدالة في أفق تحقي ق مفه وم القض اء في
خدمة المواطن وعدالة القرن ،21تالها بعد ذلك تعين أعض اء الهيئ ة العلي ا الح وار الوط ني ح ول
إص الح منظوم ة العدال ة في 8م اي 2012بال دار البيض اء ،وف ق مقارب ة تش اركية ش ملت جم ع
المؤسس ات الدس تورية والقطاع ات الحكومي ة والقض ائية وتمثيلي ة المجتم ع الم دني ،وع دد من
الفعاليات .وقد تولت هذه الهيئة مهمة اإلشراف على ه ذا الح وار ورف ع مش اريع توص يات الح وار
إلى أنظار جاللة الملك.
وتضمنت مختلف برامج القطاع الحكومي المكلف بالعدل منذ مطلع األلفية ،اإلحالة إلى مشاريع
تأهيل القطاع وعصرنته باستغالل الحوسبة والمكننة ،ووضع خطط وسياسات لمواكبة الثورة
الرقمية ،باعتبار التحول الرقمي دعامة لتعزيز الشفافية والمساءلة ،وتبسيط اإلجراءات وتكريس
.ثقة المرتفق في مرفق القضاء
ووعيا بأهمية وضرورة عصرنة منظومة العدالة ،احتل ورش التحديث مكانة هامة في خطاب
اإلصالح ،عززته التوجهات الملكيةونداءات الفاعلين في القطاع وكذا المنظمات والجمعيات
المهنية التي عبرت عن طلباتها إلصالح وتحديث وعصرنة منظومة العدالة ببالدنا ،ما أفرز ميالد
هيئة عليا للحوار الوطني لإلصالح العميق والشامل لمنظومة العدالة وإطالق حوار وطني حول
إصالحها ،وإصدار ميثاق ،يعد وثيقة مرجعية هامة ،تضمنت توصيات ومخرجات من ضمنها
توجيهات بشأن تحديث اإلدارة القضائية وتعزيز حكامتها
وحسب مضمون الخطابات والوثائق الرسمية للوزارة الوصية ،سيما منشورات حصيلتها السنوية
التي تنشر على شكل مطبوع معنون ب “معالم على درب االصالح الشامل والعميق لمنظومة
العدالة ،وفي مشروع التحديث والرقمنة تم نهج سياسة استباقية ،وتبني مشروع تعميم استعمال
التكنولوجيات الحديثة في تدبير وتصريف اإلجراءات ،وتدبير المساطر القضائية ،حيث نجحت في
تثبيت المقومات األساسية للتدبير اإللكتروني لإلجراءات والمساطر القضائية بمختلف المحاكم
على مختلف أنواعها ودرجاتها ،والتزمت ببناء مقومات المحكمة الرقمية مع تحديد سنة 2021
.كأفق لتحقيقه
وفي ما يتصل بمحور تأهيل وتحديث اإلدارة القضائية ،أشار المسؤول الحكومي
إلى أن عصرنة أساليب اإلدارة القضائية vتقتضي معالجة جوانب هيكلية وتنظيمية
تمكنها من تسهيل القضاء vلمهمته على الوجه األكمل ،الفتا إلى أن الوزارة
تشتغل لبلوغ هذا الهدف ،على مشروع كبير يهدف إلى “إقامة إدارة قضائيةv
احترافية vمؤهلة vقائمة vعلى الالتمركز vاإلداري والمالي وإرساء مقومات المحكمة
الرقمية vوتحديث الخدمات القضائية والرفع من مستوى البنية التحتية للمحاكم،
مع االنفتاح على المحيط الخارجي وتعزيز التواصل مع المواطن وكل الفعاليات
.المهتمة بشؤون العدالة
وتوقف أوجار عند مشروع التحول الرقمي الذي تنكب الوزارة على تنزيله ،حيث
يرتكز على أربعة محاور أساسية تتعلق بحوسبة كافة إجراءات تدبير القضايا
وصناعة vالقرار القضائي ،والتداول الالمادي vللمعلومات ببين الفاعلين في مجال
العدالة ،وتطوير الخدمات عبر الخط لفائدة المواطنين والفاعلين االقتصاديين ،وتوفير
البنية التحتية المعلوماتية vالقادرة على تخزين وحفظ المعطيات المتزايدة في
االضطراد وضمان انسيابية vالخدمات vواستمراريتها ،باإلضافة إلى توفير vكافةv
.ضمانات األمن المعلومياتي لألنظمة والمعطيات
ينبني هذا المتركز على عصرنة اإلدارة القضائية ،واستخدام التكنولوجيا الرقمية ،في أفق حوسبة
اإلجراءات والمساطر القانونية ،عبر وضع مخطط مديري إلرساء المحكمة الرقمية ،وتوفير أنظمة
معلوماتية آمنة ،تعتمد علي التوقيع اإللكتروني وأداء الرسوم والغرامات والمصاريف القضائية على
.األنترنت .كما سيتم إعادة هيكلة المراكز الجهوية للحفظ واألرشيف
البنية التحتية للمحاكم ،سيعاد فيها النظر ،عبر اإلسراع في تنفيذ أوراش بناء لتوسعة وإعادة تهيئة
مقار المحاكم غير المالئمة ،وتجهيزها بالمرافق الضرورية ،والبحث عن التمويالت الضرورية من
خالل الحساب الخاص لوزارة العدل وبيع جزء من عقاراته ،واالعتماد على تمويالت من الميزانية
.العامة والبنك الدولي
منقول للفائدة العلمية
إن عصرنة و تحديث اإلدارة القضائية رهين بمدى توفر هذه األخيرة على بنيات
جيدة تحقق األهداف المرسومة و المهام الموكولة إليها ،فأمام ما يعرفهv
المجتمع من تطور و تشعب العالقات،و vاختالف أنواع القضايا المعروضة vعلى
العدالة و تعقدها ،زيادة على ارتفاع معدل السكان و ما ينجم عنه من تزايد
الطلب على خدمات العدالة،لذلك كان البد من إحداث بنايات جديدة نظرا
لهشاشة بناية المحاكم القائمة و قدمها ،مما ال يتناسب و قيمة القضاء و دوره،
فال بد أن تكون كل بناية بشكل هندسي مميز يجعل مرتديها يشعرون و هيبتها
،فباإلضافة إلى الزيادة في عدد المحاكم و إدخال إصالحات عليها استجابة
لمطلب الجودة في األداء و الخدمة اللذان يعتبران الغاية األساسية لجميع فئات
المجتمع ،فإن هذا اإلصالح هو كذلك استجابة لسياسة تقريب القضاء من
. المتقاضين ،و عدم تمركزه في مناطق محددة
و المتتبع لمسار وزارة العدل في مجال البنية التحتية يالحظ أنها حاولت تجاوز
الخطوات الصعبة ،إذ لم تقتصر فقط على الزيادة في عدد المحاكم و إنما
واكبتها بإحداث محاكم متخصصة ،إدارية،تجارية،أقسام قضاء األسرة ،كما هو
الشأن بالنسبة لفرنسا التي زاوجت في إحداث المحاكم بين النوع و الكم
غير أن المالحظ هو أن الطريقة التي يتم بها إحداث المحاكم و الزيادة في
عددها ،دون إعداد البنايات التي ستحتضنها ،يبرهن على أن هناك قصور في
تصور دور البناية و هندستها و عالقته بالمردودية ،فحالة أمكن العمل قد تكون
وراء vتعطيله ،كما يساهم شكلها أو عدم مالئمتها للعمل القضائي الذي
تحتاجه إلى هدوء vالنفس و راحة الفكر في ضعف المردودية و اإلنتاج .فال يكفي
المنظر الخارجي و إنما يتعين تقسيمها و تنظيمها بشكل جيد ييسر أمر الولوج
إليها فهندستها تحدد بشكل كبير القدرة على تنظيم المصالح و المكاتب و
تباعدها أو تقاربها ،لذلك يجب ن يراعى في البناية العديد من الشروط من
بينها التوفر vعلى الولوجيات بالنسبة لألشخاص المعاقين و الشيوخ و النساء
الحوامل و بناء مصاعد مريحة في حالة التوفر على طابق علوي ،و يتعين أيضا
عدم الشبابيك في مكاتب الموظفين لكونها أصبحت مصدر تباعد و بالتالي عدم
. تحقيق الشفافية
و يعد تحسين عملية اإلستقبال يشكل إحدى الدعائم األساسية لبروز vإدارة
منفتحة في وجه مرتفقيها ،فعالقة المواطنين باإلدارة كانت و الزالت محط
عناية فقهية و قانونيىة كبيرة و ذلك على مختلف األصعدة لكون أهم سمات
اإلدارة الحديثة هي العمل على تقريب اإلدارة من المواطنين ،فكلما تدرجت
اإلدارة نحو عموم المواطنين زادت قدرتها على معرفة متطلباتهم و اإلستجابة
لها ،و تيسرت سبل تنفيذ مقرراتها ،و زادت إمكانات التأطير اإلداري ،و لعل أول
مرحلة تربط بين اإلدارة و المواطن ،هي مرحلة اإلسنتقبال التي تمثل أهم
حلقات التواصل ،فهذه المرحلة كافية ألخذ فكرة عن اإلدارة تبقى مسجلة
بذاكرته طيلة فترات تعامله معها ،فالموطن ليس في حاجة إلى خطابات
ووعودو vدراسات تقنية ،بقدر ما هو في حاجة إلى إدارة فعالة ،شفافة ،و
إنسانية قيل كل شيء
إذن اإلدارة اإللكترونية بصفة عامة و المحكمة الرقمية vبصفة خاصة يساهم
بشكل مباشر في دعم شفافية عمل اإلدارة ،و تطوير ما يعرف بمبدأ الحكامة
الجيدة ،و هذا ما سيمنح الموطن سواء كان شخصا ذاتيا أو معنويا خدمة ذات
جودة عالية من حيث التكلفة و اآلجال و القرب
وتبسيط المساطر القضائية لما لها من دور فعال في تحديث و إصالح اإلدارة
القضائية يشكل خطوة هامة نحو إصالح العدالة وحعل المواطن في قلب
اإلصالح
فنتيجة للملفات الضخمة والعدد الكبير لها ،فإن المحاكم المغربية تظطر
للمعاناة من طول المساطر وتعقيدها ،وهذا ما يجعل المواطن يفقد الثقة ،هذه
األخيرة التي تشكل بؤرة التواصل بين المواطن واإلدارة القضائية
ومما ال شك فيه أن المواطن عند لجوئه إلى القضاء غرضه الحصول على نتائج
سريعة ،وهذا لن يتحقق إال في نطاق تبسيط المساطر وتحسين مشارب
العمل والتخفيف من حدة الشكليات اإلدارية .ولعل أهم المساطر التي تثير
العديد من اإلشكاليات التبليغ و التنفيذ لما لها من تأثير على فعالية و جودة
. جذمات العدالة مما يستوجب العمل على تبسيطها
والتبليغ هو إيصال أمر أو واقعة ثابتة إلى شخص معين على يد أعوان كتابة
الضبط أو األعوان القضائيين أو الطريقة اإلدارية أو عن طريق البريد برسالة
مضمونة مع اإلشعار بالتوصل ( الفصل 37من ق م م ) .وتكمن أهمية التبليغ
في عدم جواز احتجاج المبلغ بجهله لما تم تبليغه به حتى أن بعض الفقه اعتبر
حجية التبليغ كحجية نشر التشريع بالجريدة الرسمية
ولعل السبب الرئيسي في بطء تصفية القضايا أمام المحاكم يعود ألسباب منها
مشاكل التبليغ منها المتعلقة بشكليات التبليغ ،حيث أن المشرع لم يرتب
جزاء على إغفال االسم العائلي والشخصي بورقة التبليغ ،أيضا من االشكاالت
التي تثار في مرحلة التبليغ الحالة التي يمتنع فيها المتسلم إليه أو الشخص
الموجود بموطنه عن التسليم واإلدالء بهويته و أن عدم ترتيب األثر القانوني
على هذه التبليغات يخدم مصلحة المتقاضين بسوء نية الذين يسعون بشتى
الوسائل إلى عرقلة العدالة .هذه بعض اإلشكاالت التي تثار في مرحلة التبليغ
خاتمة
إن تحديث اإلدارة القضائية ومواكبتها للتطور العلمي التكنولوجي المتواتر والمتالحق ومقتضيات
العولمة مطلب ينادي به الجميع ويأمل في تحقيقه الكل ،ولذلك فيجب أن تتضافر الجهود من طرف
كل الفاعلين حتى تتمكن اإلدارة القضائية ببالدنا ان تساير الركب وتنخرط بشكل كبير في مجتمع
.المعرفة والتكنولوجيا واالعالم ،وتستفيد من فوائد التحول الرقمي
وكما سبق الذكر فإلرساء التحول الرقمي باإلدارة القضائية يجب توفر مجموعة من المقومات
األساسية التي ستعمل ال محالة على للتصدي لما يعانيه المتقاضون من هشاشة وتعقيد وبطء
العدالة ،وهذا ما تتيحه التطبيقات والخدمات االلكترونية من تبسيط وشفافية المساطر والرفع من
جودة األحكام والخدمات القضائية ،وتسهيل ولوج المتقاضين إلى المحاكم ،وتسريع وتيرة معالجة
.الملفات وتنفيذ األحكام إلى جانب تأهيل المهن القضائية وتأهيل الموارد البشرية
:المحكمة الرقمية
أهم المحاور التي يمكن التحدث عنها
تقوية البنيات التحتية لالنضمة المعلوماتية وضمان أمنها وسالمتها
حوسبة جميع المساطر واإلجراءات القضائية
اعتماد التوقيع اإللكتروني واألداء االلكتروني
تأهيل الموارد البشرية
لكن أهم معوقات تحديث القضاء هو نقص اإلمكانيات المادية .فإذا كان اتخاذ بعض مبادرات تحديث
اإلدارة القضائية قليل التكلفة ،مثل تحديث النصوص التشريعية المرتبطة بتسهيل المساطر وتنظيم
المهن وتنظيم الطرق البديلة لحل النزاعات ،فإن باقي أوجه التحديث تتطلب اعتمادات هامة ،لمواجه
انعكاسات مراجعة التنظيم القضائي والخريطة القضائية ،وتوفير العدد الكافي من القضاة والموظفين،
وتخصيص االعتمادات الالزمة من أجل التكوين والتأهيل ،ورصد اإلمكانات إلدخال تكنولوجيا
المعلوميات في العمل القضائي ،وتوفير بنية تحتية مالئمة للمحاكم….إلى غير ذلك من الحاجيات التي
تتطلب اعتمادات مالية وبشرية ضخمة .ولذلك يبقى التحديث رهين برنامج عمل يأخذ في حسبانه
.اإلمكانيات المتاحة
يتناول البحث موضوع آثار انحالل ميثاق الزوجية على حقوق الطفل بين العمل القضائي واالتفاقيات الدولية .هكذا .
قسم البحث الى فصلين تناول األول اآلثار الشخصية النحالل ميثاق الزوجية على حقوق الطفل من خالل تطرقه لحق
اطفال الطالق في الحضانة وفي النسب .في حين تناول الفصل الثاني اآلثار المالية النحالل ميثاق الزوجية على حقوق
.الطفل والمتمثلة في حقهم في النفقة وحقهم في واجب السكنى والحضانة والرضاعة