Professional Documents
Culture Documents
تعدد أطراف الإلتزام
تعدد أطراف الإلتزام
مقٌاس قانون االلتزامات.
محاضرة بعنوان :تعدد أطراف االلتزام.
لألستاذة :زنداڨي سهيلة.
ان الواقع العملً ٌظهرتعدد أطراف عالقة المدٌونٌة سواء من جهة الدائن أو من جهة
المدٌن.
مثال :عدد من األشخاص ٌشترون عقارا من عدة مالكٌن.
فمن ٌشترك مع غٌره بعمل مضرّ ،قامت المسؤولٌة بالنسبة لهم جمٌعا و ٌكونون جمٌعهم
مسؤولٌن تجاه المضرور .
بالنتٌجة ٌكون هناك -:تضامن بٌن أطراف اإللتزام المتعددٌن.
-عدم القابلٌة النقسام اإللتزام بٌنهم.
:'1التضامن :
األصل أن ٌكون كل واحد منهم مسؤوال عن حصته فً الدٌن إذا كان دائنا .
إال أن المشرع قرّ ر حالة التضامن فٌما ٌتعلق باإللتزامات المدنٌة سواء فً شق الدائنٌة أو
المدٌونٌة .
تعرّ ف حالة التضامن بأنها " :وصف ٌرد على أطراف اإللتزام عند تع ّددهم ،و بموجب هذا
الوصف ٌتم ّكن أي واحد من الدائنٌن نٌابة عن الباقٌن المطالبة بالدٌن كله من ذ ّمة المدٌن،
كما ٌمكن ألي واحد من المدٌنٌن الوفاء بالدٌن كله نٌابة عن باقً المدٌنٌن ".
أ -صور التضامن:
-التضامن بٌن الدائنٌن :تضامن اٌجابً لتسهٌل عملٌة استٌفاء الحق و تمكٌن أي واحد
منهم من المطالبة بالحق ،و استٌفائه من ذمة المدٌن كامال غٌر منقوص.
-التضامن بٌن المدٌنٌن :هو تضامن سلبً ،بموجبه ٌتم ّكن أي واحد من المدٌنٌن الوفاء
بالدٌن للدائن نٌابة عن بقٌة المدٌنٌن ،الهدف منه هو منح الدائن ضمانا من خطر وقوع أحد
1
المدٌنٌن له فً حالة اإلعسار ،األمر الدي تضعف معه فكرة الضمان العام فٌضعف احتمال
استٌفاء الحق .
لكن الواقع العملً :لم ٌترك المجال للتو ّسع فً العمل بالتضامن اإلٌجابً أل ّنه عادة ما ٌت ّم
بوكالة(غالبا هو الممثل القانونً للدائنٌن) ،على عكس التضامن السلبً فهو شائع جدا فً
الحٌاة العملٌة كونه ٌعطً نوعا من التأمٌن.
إن التضامن بٌن الدائنٌن ال ٌحول دون إنقسام الدٌن بٌن ورثة أحد الدائنٌن المتضامنٌن فً
حالة وفاته ما لم ٌكن الدٌن غٌر قابل لالنقسام ،فمبدأ وحدة الدين ال يسري بالنسبة لورثة
2
الدائن المتضامن ،بمعنى أن يطالب كالّ منهم المدين بنسبة نصيبه في الدين التضامني كمه
مورثهم في هذا الدين.
يخص ّ
ّ و ليس في النصيب الذي
-تعدد الروابط ،ال ٌترتب على وحدة الدٌن بالضرورة وحدة الروابط فٌما بٌنهم ،بل ٌبقى
كل واحد منهم متمسكا بعالقته المستقلة مع المدٌن بكل ما لدٌها من أوصاف أو خصوصٌة .
فوحدة الدٌن بٌنهم ال تلغً تعدد العالقات الناشئة فٌما بٌنهم جمٌعا و بٌن المدٌن .
مثال :كأن تكون االلتزامات مشروطة أو مضافة ألجل فهً ال تصبح ناجزة بل تبقى
موصوفة ،أو أنها تنطوي على سبب ﻹبطالها كعٌب فً المحل .
ٌترتب على تعدد الروابط أنه إ ذا برئت ذمة المدٌن قبل أحد الدائنٌن المتضامنٌن بسبب غٌر
الوفاء (المقاصة:م222من القا المدنً – اتحاد الذمة:م 222من القا المدنً -اﻹبراء :م222
من القا المدنً -التقادم :م 232من القا المدنً)،فان ذمّته ال تبرأ قبل الباقٌن إال بقدر حصة
ذلك المدٌن .
ٌترتب على ذلك أنه ال ٌجوز للمدٌن أن ٌحت ّج بأوجه الدفع الخاصة بغٌره من الدائنٌن ،بل
ٌكون علٌه أن ٌحتج على هذا الدائن بأوجه الدفع الخاصة به و بالتالً ٌشترك فٌها جمٌع
الدائنٌن .
-النيابة التبادلية ،معناه أن كل واحد من الدائنٌن ٌعتبر نائبا عن غٌره من الدائنٌن
اآلخرٌن عند استٌفائه للدٌن من المدٌن.
ٌشترط إلعتبارها صحٌحة أن تقتصر على ما ٌنفعهم دون ما ٌضرهم.
مثال :دائن طلب تحلٌف المدٌن قسم و حلف و أثبت وجود الدٌن ،فهدا األمر ٌعود بالنفع
و الفائدة على كافة الدائنٌن .أما إذا رفض المدٌن القسم ،فذلك ٌعود بالضرر و الخسارة
على الدائنٌن و بالتالً ال تسري علٌهم أحكام النٌابة التبادلٌة.
أما فً الحالة العكسٌة أن ٌرفض المدٌن القسم فٌكون مصٌر الدٌن عدم الثبوت قد ٌؤدي
الى براءة المدٌن ما ٌعود بالضرر و الخسارة لٌس فقط على الدائن الذي طالب أداء القسم
بل على كل الدائنٌن فال تسري علٌهم أحكام النٌابة التبادلٌة .
3
-2عالقة الدائنٌن المتضامنٌن ببعضهم :إذا كانوا ٌش ّكلون وحدة فً عالقتهم مع المدٌن،
صل على كامل الدٌن من المدٌن وجب
فانهم فٌما بٌنهم ٌكون الدٌن منقسما ،بمعنى من تح ّ
علٌه توزٌعه على بقٌة الدائنٌن بحسب مقدار دٌنهم طبقا للقانون أو ألي اتفاق ،إذا لم ٌوجد
فٌق ّسم الدٌن بالتساوي (م221من القانون المدنً) ال ٌحق للدائن فً هده الحالة استبقاء الدٌن
لدٌه و عدم توزٌعه .
كما أن للدائنٌن حق الرجوع فٌما بٌنهم اما بدعوى الوكالة أو دعوى الفضالة( إذا استحال
ثبوت عقد الوكالة) .
التضامن السلبي:
-1عالقة المدٌنٌن بالدائن:
-وحدة الدين ،إذ ٌعتبرون ملتزمٌن جمٌعا فً مواجهة الدائن بكامل الدٌن ٌ ،ستطٌع واحد
من المدٌنٌن الوفاء بالدٌن ،فٌكون مبرئا لذمّته و ذمة غٌره من المدٌنٌن دون اعتراض من
الدائن.
-تعدد الروابط ،على الرغم من وحدة الدٌن بٌن المدٌنٌن إال أنها متعددة و مستقلة عن
بعضها البعض فال ٌشملها نظام الوحدة كما شمل الدٌن كله ،رغم أن للدائن طبقا ألحكام
التضامن األحقٌة فً اختٌار المدٌن المطالب بتسدٌد الدٌن إال أن علٌه أن ٌراعً و ٌبقً فً
اعتباره خصوصٌة العالقة التً هً بٌنه وبٌن المدٌن المختار ،فاذا ما تضمنت العالقة
أوصافا سواء كانت مشروطة أو مؤجلة أو تتضمن دفوعا معٌنة هً التً ستحكم عالقة
الدائن بهذا المدٌن .م223من القانون المدنً.
فالمدٌن ٌستطٌع التمسّك باالضافة إلى كافة الدفوع المشتركة و المتعلقة بكامل الدٌن أن
ٌتمسك أٌضا بالدفوع الخاصة بعالقته مع الدائن .
مثال :المدٌن دٌنه مؤجل فهو ٌستطٌع التمسك بعدم حلول األجل على أن ٌكون هذا الدفع
خاصا به فقط بحٌث ال ٌستفٌد منه كافة المدٌنٌن المتضامنٌن تنفٌذا لفكرة تعدد الروابط .
-النيابة التبادلية ،فالمدٌن المتضامن ٌكون مسؤوال فً تنفٌد التزامه عن فعله فقط و إذا
أعذره الدائن أو قاضاه فال أثر لذلك بالنسبة لباقً المدٌنٌن .م 231من القا المدنً.
4
أما اذا أعذر أحد المدٌنٌن الدائن فهذا االعذار ٌستفٌد منهم كا ّفتهم ،و اذا ما عرض أحد
المدٌنٌن صلحا على الدائن ٌترتب علٌه االبراء من الدٌن سواء كان ابراءا كلٌا أو جزئٌا ،
أو الوفاء ،المقاصة ،أو اتحاد الذمة فٌستفٌد منه المدٌنون اآلخرون ،بمعنى ٌلتزمون به ما
لم ٌرتب بحقهم عبئا مالٌا أو التزاما جدٌدا .
كذلك اقرار المدٌن المتضامن بثبوت الدٌن أو حلف الٌمٌن ال ٌلزم اال صاحبه و ال ٌسري
على غٌره من المتضامنٌن اآلخرٌن ،أمّا اﻹقرار بانقضاء الدٌن فٌفٌد غٌره من المدٌنٌن
اآلخرٌن م 232من القا المدنً.
مفاد االنقسام أن كل واحد منهم ٌكون مسؤوال عن مقدار حصته فً الدٌن فقط قبل
المدٌنٌن اآلخرٌن فاذا و ّفى أحد المدٌنٌن للدائن فٌعود على باقً المدٌنٌن كل بحسب حصته
فً الدٌن و بالتالً فالمدٌن الموفً ال ٌكون متحمّال إالّ مقدار حصته فقط هذا ٌعنً أن الدٌن
هنا قد انقسم و توزع بٌن كافة المدٌنٌن ،و لمعرفة حصص التوزٌع ٌقتضً الرجوع الى
سبب االلتزام أي البحث عن مصدره أكان اتفاقا ،أو نصا قانونٌا أوجد التضامن .
هناك حاالت أٌن ٌكون فٌها أحد المدٌنٌن المتضامنٌن هو وحده المستفٌد من الدٌن .
مثال :كأن ٌطلب شخصان قرضا من بنك معٌن ثم بعد الحصول علٌه ٌستأثر به أحدهما فقط
فاألصل قانونا أنهما ٌتحمّالن الدٌن فٌما بٌنهما ،لكن بعض القوانٌن تنص على أن صاحب
المصلحة هو الذي ٌتحمل الدٌن كله ،فاذا و ّفى هو بالدٌن ال ٌكون له حق الرجوع على
المدٌن اآلخر بٌنما اذا أوفى هذا األخٌر بالدٌن كان له الحق فً الرجوع على المدٌن الذي
استأثر بكامل الدٌن .
-حق الرجوع ،فالمدٌن المتضامن الذي ٌقضً الدٌن ٌكون له الحق فً الرجوع على كل
واحد من بقٌة المدٌنٌن المتضامنٌن كال بحسب حصته.
حق الرجوع ٌمارس بدعوى شخصٌة ،دعوى الفضالة ،دعوى الحلول .
5
: '2عدم الق ابلية لالنقسام(أو التجزئة):
ّ
مجزء أو منقسم بٌن الدائنٌن أو المدٌنٌن المتعددٌن ٌقصد به بقاء الدٌن م ّتحدا و واحدا غٌر
فٌكون المدٌن ملزما بتأدٌة الدٌن كامال.
م232من القا المدنً -:أن ٌكون كذلك بطبٌعته.
أ -عدم التجزئة الطبٌعً :مثال كبٌع الحٌوان ألكثر من مشتر واحد.
-1مطلقا :ال ٌتصوّ ر أبدا أن ٌتم تقسٌم اإللتزام .
مثال:إذا التزم البائعون لمحل تجاري بعدم منافسة المشتري ،فال ٌتصور أن ٌق ّسم علٌهم هذا
اإللتزام.
-2نسبٌا ٌ :قابله عارض من عمل اإلنسان كالتزام المقاول ببناء منزل ،فهدا اإللتزام ٌقبل
التجزئة بطبٌعته الى نجارة ،بناء ،حدادة.
التزام المقاول ٌعتبر وحدة واحدة ال تقبل التجزئة فمحله وفقا لغرض المتعاقدٌن هو المنزل
بأكمله ال أجزاء منه.
ب -عدم اإلنقسام اإلتفاقً.
محل اإللتزام بطبٌعته ٌكون قابال لإلنقسام ،لكن المتعاقدٌن اتجهت ارادتهما الى أن ٌكون
غٌر قابل لإلنقسام باإلتفاق بٌنهما صراحة أو ضمنا.
محل األولى :أنه إذا اشترط الدائن على المدٌن صراحة فً العقد الدي أنشأ اإللتزام أآل
ٌجوز تنفٌده منقسما ٌ ،جب تنفٌده باعتباره كال غٌر قابل للتجزئة.
أما الثانً :إذا تبٌن أن الغرض الدي ٌرمً الٌه المتعاقدان ٌجعل اإللتزام غٌر قابل فً
تنفٌذه للتجزئة ٌستخلصه قاضً الموضوع من ظروف التعاقد.
الغالب أن اإلنقسام اإلتفاقً ٌكون مشروطا لمصلحة الدائن.
ج -آثار عدم قابلٌة اإللتزام لإلنقسام:
6
-1حالة التعدد بٌن المدٌنٌن :
فً هده الحالة ٌكون من حق الدائن الرجوع على أي من المدٌنٌن بالدٌن كله ألن محل
اإللتزام واحد ال ٌتجزأ.
كدلك ٌجوز ألي مدٌن أن ٌفً بكل اإللتزام للدائن و ٌجبر على قبول هدا الوفاء أما المدٌنٌن
اآلخرٌن فتبرأ ذمتهم.
-2حالة التعدد بٌن الدائنٌن :
سواء أكان التعدد عند نشأة الرابطة القانونٌة أو ٌقع الحقا لها ،فادا عارض أحد الدائنٌن
وفاء المدٌن لدائن معٌن وجب على المدٌن إما:
7