You are on page 1of 19

‫المقدمة‬

‫يعتبر قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية في الجزائر مصدًرا هاًم ا لتحديد مجموعة من الط رق ال تي‬
‫تسمح للمواطنين حماية حقوقهم والطعن في األحكام القضائية الص ادرة بحقهم‪ .‬وتع د ه ذه الط رق أساس ية‬
‫لضمان سير العدالة في القضايا المدنية واإلدارية‪ ،‬هذا لكون أن حماية حق وق المواط نين والمؤسس ات في‬
‫تحديد لهم بعض األساليب القانونية التي تسمح بذلك تعد من األهداف الرئيسية للقانون الجزائري‪ ،‬ومن بين‬
‫هذه األساليب نذكر الطرق التي يمكن استخدامها في الطعن في األحكام القضائية‪ ،‬فالطعون القضائية تع د‬
‫وسيلة هامة لألطراف لالعتراض على األحكام الصادرة عن المحاكم والهيئات القض ائية‪ ،‬وتس عى إلع ادة‬
‫النظر فيها أو إلغائها‪ .‬وتختلف أنواع الطعون القضائية حس ب النظ ام الق انوني ال ذي ينطب ق على ال دعوى‬
‫ونوع الحكم الصادرة‪.‬‬
‫وتنص القوانين الجزائرية على العديد من الطرق ال تي يمكن اس تخدامها في الطعن في األحك ام القض ائية‪،‬‬
‫وتتمثل هذه الطرق في الطعون المتمثلة في الطرق العادية والطرق غير العادية‪.‬‬
‫ويجدر ذكر أن استخدام الطعون القضائية يعد أمًرا مهًم ا في ض مان حماي ة حق وق األف راد والمؤسس ات‪،‬‬
‫وتحقيق العدالة في النظام القانوني‪ ،‬وبالتالي فإن هذا يتطلب فهًم ا جي ًدا ألن واع الطع ون القض ائية وكيفي ة‬
‫استخدامها بطريقة صحيحة‪ .‬ولذلك‪ ،‬فإن دراسة الطعون القض ائية وتحليله ا يع د مهًم ا للمح امين والقض اة‬
‫والطالب واألكاديميين في مج ال الق انون‪ ،‬حيث يمكن من خالله ا تعزي ز فهمهم للنظ ام الق انوني وتحقي ق‬
‫العدالة في المجتمع‪.‬‬
‫ومن خالل ماسبق ذك ره‪ ،‬وبإعتب ار أن اس تخدام الطع ون القض ائية ذات أهمي ة في ض مان حماي ة حق وق‬
‫األفراد والمؤسسات‪ ،‬وتحقيق العدالة في النظ ام الق انوني س نقوم في ه ذا البحث بدراس ة ط رق الطعن في‬
‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫وُبغية اإللمام بموضوع دراستنا عن كثب‪ ،‬إخترنا اإلشكالية التالية لدراسة موضوعنا‪:‬‬
‫كيف عالج المشرع الجزائري األحكام المتعلقة بطرق الطعن في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية؟‬
‫ولإلجابة على اإلشكالية السابق طرحها‪ ،‬إخترنا خطة مكونة من مبحثين‪ ،‬المبحث األول والمتعل ق بدراس ة‬
‫القواعد العامة للطعن في األحك ام القض ائية ‪ ،‬والمبحث الث اني وال ذي س نقوم ب التطرق في ه إلى تقس يمات‬
‫طرق الطعن في األحكام القضائية‪.‬‬

‫خطة البحث‬
‫المبحث األول‪ :‬القواعد العامة للطعن في األحكام القضائية‬
‫المطلب األول‪ :‬المقصود بطرق الطعن في األحكام القضائية‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم األحكام القضائية‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مفهوم نظام الطعن‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تقسيمات طرق الطعن في األحكام واألثار الناجمة عن التمييز بينهما‬

‫‪1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تقسيمات طرق الطعن في األحكام‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األثار الناجمة عن التمييز بين تقسيمات طرق الطعن في األحكام‬
‫المطلب الثالث‪ :‬سريان مواعيد الطعن والشروط العامة لقبول الطعن‬
‫الفرع األول‪ :‬سريان مواعيد الطعن‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط العامة لقبول الطعن‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تقسيمات طرق الطعن في األحكام القضائية‬
‫المطلب األول‪ :‬الطرق العادية للطعن في األحكام القضائية‬
‫الفرع األول‪ :‬الطعن باإلستئناف‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المعارضة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الطرق غير العادية للطعن في األحكام القضائية‬
‫الفرع األول‪ :‬الطعن بالنقض‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إعتراض الغير خارج الخصومة‬
‫الفرع الثالث‪ :‬دعوى إلتماس إعادة النظر‬
‫الفرع الرابع‪ :‬دعوى تصحيح األخطاء المادية ودعوى التفسيير‬
‫الخاتمة‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول‬
‫القواعد العامة للطعن في األحكام القضائية‬
‫ُتعد الطعون في األحكام القضائية من أهم وأب رز اإلج راءات القانوني ة ال تي يمكن لألط راف اتخاذه ا‬
‫للطعن على قرارات المحاكم النهائية واالستئنافية‪ .‬ويتم ذلك من خالل مجموعة من األساليب ال تي ح ددها‬
‫لنا المشرع الجزائري من خالل نصوصه القانونية‪ ،‬غيرأنه وقبل معرفة هذه األساليب لدب د لن ا من معرف ة‬
‫ما المقصود بطرق الطعن؟‪ ،‬وإلى كم تقسيم عددها المشرع؟ وهل تنضمها شروط معينة أم ال؟‬
‫وعلى هذا سنقوم بتقسيم هذا المبحث إلى ثالثة مطالب‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المقصود بطرق الطعن في األحكام القضائية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تقسيمات طرق الطعن في األحكام واألثار الناجمة عن التمييز بينهما‬
‫المطلب الثالث‪ :‬سريان مواعيد الطعن والشروط العامة لقبول الطعن‬
‫المطلب األول‬
‫المقصود بطرق الطعن في األحكام القضائية‬
‫لمعرفة ما المقصود بطرق الطعن في األحكام القضائية البد من تفكيك الجملة أوال‪ ،‬تعريف كل من‬
‫مفه وم األحك ام القض ائية و مفه وم نظ ام الطعن على ح دة‪ ،‬ففي ه ذا المطلب س يتم معرف ة م ا المقص ود‬
‫بمصطلح اإلستشارة القانونية مفهوم األحكام القضائية كفرع أول ‪ ،‬وما مفهوم نظام الطعن كفرع ثاني‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم األحكام القضائية‬
‫أوال‪ /‬التعريف التشريعي للحكم القضائي‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 8‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري على أنه‪ « :‬يقصد باألحكام القضائية‬
‫في هذا القانون األحكام واألوامر والقرارات القضائية » وجاءت المادة ‪ 255‬من القانون س ابق ال ذكر على‬
‫أن ه‪ « :‬تص در أحك ام المح اكم بق اض ف رد م الم ينص الق انون على خالف ذل ك وتص در ق رارات جه ة‬
‫اإلستئناف بتشكيلة مكونة من ثالثة قضاة مالم ينص الق انون على خالف ذل ك »‪ ،‬من خالل م ا س بق ذك ره‬
‫نرى أن المش رع الجزائ ري منح تعريف ا واس عا للحكم القض ائي بقول ه ان ه الحكم واألوام ر الص ادرة عن‬
‫المحاكم اإلبتدائية والمجالس القضائية بإعتبارها جهة إستئناف‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬التعريف القضائي للحكم القضائي‪:‬‬
‫هناك إتجاهين يعرفان األحكام القضائية‪ ،‬اإلتجاه األول والذي يعرفه ا بص ورة واس عة بقول ه‪ « :‬الحكم‬
‫القضائي ه و ك ل ق رار ص ادر عن المحكم ة س واء اس تخدما لس لطتها القض ائية أو لس لطتها والوالئي ة»‪،‬‬
‫واإلتجاه‬
‫الثاني يعرفه بأنه‪« :‬الحكم الصادر عن سلطة عامة تمارس وظيفته ا وفق ا للنظ ام الق انوني الس ائد في دول ة‬
‫» (‪.)1‬‬
‫معينة‬
‫»‬ ‫«‬
‫‪ _ 1‬لرجم أمينة‪ ،‬األحكام القضائية في قانون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة الجزائ ري "دراس ة تحليلي ة مقارن ة" ‪ ،‬مجل ة الدراس ات القانوني ة‬
‫واإلقتصادية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،01‬المجلد ‪ ،2‬العدد (‪ ،2019 ،)03‬ص ‪.284‬‬

‫‪3‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مفهوم نظام الطعن‬
‫يعرف نظام الطعن في األحكام بأنه‪ « :‬الوسيلة اإلختيارية التي نظمها القانون لمصلحة المحك وم علي ه‬
‫إذا أراد أن يعترض على الحكم الصادر ضده‪ ،‬بقصد إلغائه أو تعديله أو إزالة أثاره » (‪.)1‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫تقسيمات طرق الطعن في األحكام واألثار الناجمة عن التمييز بينهما‬
‫أغلب التشريعات تقسم طرق الطعن في األحكام إلى قسمين‪ ،‬ولكي يتم التمييز بين كال من القس مين تم‬
‫تحديد لكال منهما أثار بهدف التمييز فيم ا بينهم ا‪ ،‬وه ذا ماس يتم تناول ه في الف رع األول المتعل ق تقس يمات‬
‫طرق الطعن في األحكام والفرع الثاني المتضمن أثار التمييز بين هذه الطعون‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تقسيمات طرق الطعن في األحكام‬
‫في حالة لم ينص القانون على خالف ذلك فإن مبدأ التقاض ي يق وم على درج تين‪ ،‬وه ذا ماج اءت ب ه‬
‫نص المادة ‪ 6‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫وهذا المبدأ هو مايترتب عنه ح ق المتقاض ي في الطعن ض د األحك ام والق رارات القض ائية الص ادرة عن‬
‫الهيئات القضائية اإلدارية‪ ،‬وبخصوص أنواع الطعون في األحكام القضائية هناك إتجاهين يميزان بينهما‪:‬‬
‫التصنيف األول‪ ،‬والذي يس تند إلى الجه ة ال تي يق دم إليه ا الطعن‪ ،‬وهي نوع ان‪ :‬الطع ون اإلس تدراكية‪،‬‬
‫وهي الطع ون ال تي ترف ع أم ام الجه ة القض ائية ال تي أص درت الحكم ألول م رة (إلتم اس إع ادة النظ ر‬
‫المعارض ة‪ ،‬إع تراض الغ ير الخ ارج عن الخص ومة باإلض افة إلى دع وى تص حيح األخط اء المادي ة)‪،‬‬
‫باإلضافة إلى الطعون الصحيحة‪ ،‬وهي عكس الطعون اإلس تداركية حيث يتم رفعه ا إلى إلى جه ة قض ائية‬
‫)‪(2‬‬
‫أخرى غير الجهة التي صدر الحكم عنها (اإلستئناف‪ ،‬النقض)‪.‬‬
‫أم ا التص نيف الث اني‪ ،‬فه و اإلتج اه ال ذي يقس م الطع ون إلى طع ون عادي ة والمتمثل ة في المعارض ة‬
‫واإلستئناف‪ ،‬والطعون غير العادية التي تشمل إلتماس إع ادة النظ ر‪ ،‬ودع وى تص حيح األخط اء المادي ة‪،‬‬
‫دعوى تفسير األحكام‪ ،‬والنقض)‪ ،(3‬ويجدر اإلشارة على أن المشرع الجزائري ق د إعتم د التص نيف الث اني‬
‫في تقسيم الطعون‪ ،‬وهذا ماجاءت به نص المادة ‪ 313‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية بنص ها على‬
‫أن ‪:‬‬
‫« طرق الطعن العادية هي هي اإلستئناف والمعارضة‪.‬‬
‫ط رق الطعن غ ير العادي ة هي اع تراض الغ ير الخ ارج عن الخص ومة وإلتم اس إع ادة النظ ر والطعن‬
‫»‬
‫بالنقض‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األثار الناجمة عن التمييز بين تقسيمات طرق الطعن في األحكام‬
‫من أجل التمييز بين الطعون العادية والطعون غير العادية هنالك مجموعة من األثار التي تتعلق بهذه‬
‫الطعون‪ ،‬ويمكن تحديدها كما يلي (‪:)4‬‬
‫‪ _ 1‬حسن عبد الجبار قاسم‪ ،‬الطعن باألحكام القضائية اإلدارية (دراسة مقارنة بين التشريع الفلسطيني والتشريع الجزائري)‪ ،‬أطروحة مقدمة لني ل‬
‫شهادة الماستر‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،2021 ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ _ 2‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬الوسيط في المنازعات اإلدارية‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.350‬‬
‫‪ _ 3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.350‬‬
‫‪ _ 4‬عبد الحميد بن عيشة‪ «،‬طرق الطعن في المواد اإلدارية وفقا ألحكام قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ‪ ،» 09-08‬مجل ة الجزائري ة للعل وم‬
‫القانونية والسياسية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،-1-‬المجلد ‪ ،53‬العدد (‪ ،2016 ،)4‬ص ‪.341‬‬

‫‪4‬‬
‫األسباب‪ :‬عكس طرق الطعن العادي‪ ،‬ف إن الق انون في ط رق الطعن غ ير العادي ة ح دد مجموع ة من‬
‫األسباب والحاالت التي يلجأ فيها الطاعن على سبيل الحصر عكس الطعن العادي ال ذي لم يح دد األس باب‬
‫والحاالت بإستثناء تلك المتعلقة بشروط الدعوى وهي مشتركة بين كل أنواع الطعون‪.‬‬
‫سلطة القاضي‪ :‬سلطة القاضي في الطعون العادية ليست مقي دة ب ل تك ون واس عة بإعتب اره يعي د ط رح‬
‫الخصومة من جدي د‪ ،‬أم ا في الطعن غ ير الع ادي فال‪ ،‬حيث أنه ا مقي دة باألس باب والح االت ال تي ح ددها‬
‫المشرع لها‪.‬‬
‫األولوية‪ :‬بطبيعة الحال فإن الطعن العادي يكون الطعن األصلي واألساسي ال ذي يتم اللج ود إلي ه أوًال‪،‬‬
‫ويتم اللج وء إلى الطعن غ ير الع ادي في حال ة إس تنفاذ ط رق الطعن العادي ة (بإس تثناء بعض الح االت‬
‫كالمعارضة)‪.‬‬
‫الغرامة المالية وتنفيذ القرار‪ :‬في الطعن العادي‪ ،‬ال نجد أن المشرع قد نص على غرام ات مالي ة‪ ،‬وفي‬
‫حالة رفض هذا األخير هنا المشرع قد نص في بعض الح االت على ف رض غرام ات مالي ة على الط اعن‬
‫الذي رفض طعنه غير العادي‪ ،‬أم ا بخص وص تنفي ذ الق رار فاألص ل في الطع ون العادي ة أي المعارض ة‬
‫واإلس تئناف من ش أنها وق ف تنفي ذ الق رار ال ذي تم الطعن في ه‪ ،‬م ع وج ود بعض الخصوص ية للطعن‬
‫باإلستئناف في المواد اإلدارية‪ ،‬على عكس الطعون العادية‪.‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫سريان مواعيد الطعن والشروط العامة لقبول الطعن‬
‫بما أن المشرع عمل على تحديد أنواع الطعون وقس مها إلى طع ون عادي ة وغ ير عادي ة‪ ،‬فق ام أيض ا‬
‫بتنظيم مواعيد رفع هذه األخيرة باإلضافة إلى الشروط العام ة لقبوله ا‪ ،‬وه ذا لكي ال يح دث خل ل وإنع دام‬
‫التنظيم أثناء رفعها‪ ،‬وبالتالي فإن الفرع األول يتناول سريان مواعيد الطعن‪ ،‬والفرع الثاني يدرس الشروط‬
‫العامة لقبولها‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬سريان مواعيد الطعن‬
‫يس ري أج ل الطعن إبت داًء من ت اريخ التبلي غ الرس مي للحكم ( الم ادة ‪ 313/3‬من ق انون اإلج راءات‬
‫المدنية اإلدارية)‪ ،‬ويسري هذا األجل كذلك في ح ق من ق ام التبلي غ الرس مي (الم ادة ‪ 313/4‬من الق انون‬
‫سابق الذكر)‪ ،‬فالتبليغ الرسمي بالحكم ولو ب دون تحف ظ ال يع د قب وال ب الحكم ( م‪ 406/5‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ) والتبلي غ‬
‫الرسمي وفقا لنص المادة ‪ 406/1‬هو التبليغ يعده المحضر القضائي‪.‬‬

‫« ويشترط لكي يكون التبليغ صحيحا ومنتج ا ألث اره أن يتم إلى الش خص المطل وب تبليغ ه أو إلى موطن ه‬
‫الحقيقي أو إلى موطنه المخت ار‪ ،‬وذل ك بواس طة محض ر يح رره المحض ر القض ائي‪ ،‬ويش ير في ه إلى أن‬
‫المبلغ له تسلم نسخة رسمية من الحكم أو نسخة مطابقة لألصل‪ ،‬وال يقوم األمر بالتنفيذ غير المرفق بنسخة‬
‫من الحكم مقام سند التبليغ (‪ )1‬وبإعتبار أن قاعدة ب دء س ريان ميع اد الطعن من ت اريخ تبلي غ الحكم المق رر‬
‫لمصلحة الطرف الخاسر في الدعوى‪ ،‬لهذا األخير حق الطعن قبل حصول التبليغ (‪.)2‬‬
‫في حالة الحكم على الخصم بالتضامن أو في نزاع غير قابل للتجزئ ة‪ ،‬ف إن أج ل الطعن ال يس ري إال على‬
‫من تم تبليغه رسميا‪ ،‬وعن دما يك ون الحكم لص الح ع دة أط راف متض امنين أو معن يين ب التزام غ ير قاب ل‬

‫‪ _ 1‬محند أمقران بوبشير‪ « ،‬الجديد في طرق الطعن في أحكام القضاء المدني في ظل قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية »‪ ،‬المجلة النقدية للق انون‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬المجلد ‪ ،4‬العدد (‪ ،2009 ،)1‬ص ‪.18‬‬
‫‪ _ 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.19‬‬

‫‪5‬‬
‫للتجزئة‪ ،‬جاز لكل منهم التمس ك ب التبليغ الرس مي ال ذي ق ام ب ه أح دهم (م‪ 316‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪ ،‬وال يس ري أج ل‬
‫الطعن على شخص موضوع تحت نظام الوالية‪ ،‬إال من تارخ التبليغ الرسمي للحكم‪ ،‬إلى وليه أو وصيه أو‬
‫المقدم عليه‪.‬‬
‫وفي حالة وجود تضارب بين مصلحته ومصلحة أح دهم‪ ،‬يتم التبلي غ إلى المتص رف الخ اص (م ‪ 317‬من‬
‫القانون سابق الذكر)‪ ،‬وفي حالة تغيير في أهلية المحكوم ضده‪ ،‬ال يسري األجل‪ ،‬إال بعد تبليغ رسمي جديد‬
‫إلى الشخص الذي أصبحت له الصفة إلستالمه (م ‪ 318‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪.‬‬
‫وفي حالة وفاة المحكون عليه‪ ،‬ال يستأنف س ريان األج ل إال بع د التبلي غ الرس مي للورث ة‪ ،‬ويك ون التبلي غ‬
‫الرسمي للورثة‪ ،‬ويكون التبليغ الرسمي صحيحا إذا تم في مسكن المت وفى (م ‪ 319/1‬ق‪.‬إ‪.‬م‪،‬إ)‪ ،‬وفي حال ة‬
‫وف اة الخص م ال ذي ق ام ب التبليغ الرس مي للحكم‪ ،‬يبل غ الطعن إلى الورث ة‪ ،‬في مس كن المت وفى (م ‪320/1‬‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪ ،‬ويكون التبليغ الرسمي ص حيحا إذا س لم إلى الورث ة جمل ة ودون تحدي د أس مائهم وص فاتهم‪ ،‬وال‬
‫يمكن للخصم المطالبة بالحكم ض د الورث ة‪ ،‬إال إذا ادخل وا في الخص ام (م ‪ 320/2‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪ ،‬يك ون التبلي غ‬
‫الرسمي للطعن صحيحا إذا تم في العنوان المذكور في الحكم (م ‪ 321‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪.‬‬
‫وقد عالج المشرع األحكام المتعلقة بتبليغ الشخص الذي له موطن في الخارج في نصوص المواد ‪-406/6‬‬
‫‪ 415-414‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط العامة لقبول الطعن‬
‫أوال‪ /‬الشروط المتعلقة باألطراف‬
‫‪ /1‬أن تتوافر فيه أهلية التقاضي وقت رفع الطعن‬
‫‪ /2‬أن يكون ذا ص فة في الطعن‪ :‬ويقص د به ا أن يرف ع الطعن ممن ك ان في الخص ومة طرف ا حقيقي ا‬
‫وخصما التي صدر فيها الحكم المطعون فيه وأن يتم إختصامه بنفس الصفة التي كان يعتد بها قب ل ص دور‬
‫الحكم (‪ )1‬واعتبر المشرع شرط الصفة من النظام العام حيث أجاز للقاضي إثارته من تلق اء نفس ه وفي أي‬
‫مرحلة من مراحل التقاضي وفقا لنص المادة ‪ 13‬من قانون اإلجراءات المدنية اإلدارية‪.‬‬
‫‪ /3‬أن يكون صاحب مصلحة في الطعن‪ :‬والمصلحة هنا يقصد بها أن يكون للطاعن غاية وهدف ن افع‬
‫من طعنه‪ ،‬وه ذه الغاي ة تتحق ق بإزال ة الض رر ال ذي أص اب الط اعن من الحكم المطع ون في ه‪ ،‬وبالت الي‬
‫فالمصلحة هي أن يوجد ضرر أو خسارة لحقت الطاعن نتيجة الحكم الص ادر‪ ،‬ويعم ل الطعن على تحقي ق‬
‫مصلحت هذا األخير بهدف الحصول على على حكم أفضل من الحكم األول (‪.)2‬‬
‫ثانيا‪ /‬الشروط المتعلقة بعريضة الطعن‬
‫‪ /1‬شرط توقيع العريضة من قبل محام‪ :‬نصت المادة ‪ 815‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على‬
‫أنه « مع مراعاة أحكام المادة ‪ 827‬أدناه‪ ،‬ترفع الدعوى امام المحكمة اإلدارية بعريضة موقعة من محام »‪،‬‬
‫وعلى الع رائض والطع ون أن تق دم من ط رف مح ام معتم د ل دي مجلس الدول ة‪ ،‬بإس تثناء األش خاص‬
‫المذكورين في الم ادة ‪ 800‬وه ذا م اورد في نص الم ادة ‪ 905‬من الق انون ذات ه‪ ،‬غ ير أن الم ادة ‪ 827‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ قد أعفت األشخاص المذكورين في نص المادة ‪( 800‬الدولة‪ ،‬البلدية‪ ،‬الوالية‪ ،‬المؤسسات العمومي ة‬
‫ذات الطابع اإلداري) من شرط توقيع العريضة من قبل محامي‪ ،‬شريطة أن توقع من قبل الممث ل الق انوني‬
‫لهذه الجهة‪.‬‬

‫‪ _ 1‬نبيل إسماعيل عمر‪ ،‬الوسيط في قانون المرافعات المدنية والتجارية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬مصر‪ ،2000 ،‬ص ‪.827‬‬
‫‪ _ 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.823‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ /2‬شرط تضمن عريضة الطعن على جملة من البيانات‪ :‬ترفع عريضة الطعن بنفس األشكال التي ترفع‬
‫بها العريضة اإلفتتاحية وهو ما أكدته ِكال من المادتين ‪ 815‬و‪ 816‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬ولقد نص ت الم ادة ‪ 15‬من‬
‫القانون ذاته على البيانات التي يجب توافرها فيها‪ ،‬حيث الهدف من هذه البيانات ه و تحدي د هوي ة أط راف‬
‫الخصومة والجهة القضائية التي تنظر في الخصام (‪.)1‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫تقسيمات طرق الطعن في األحكام القضائية‬
‫بعد دراسة القواعد العامة لطفي األحكام القضائية‪ ،‬ومعرفة ما المقصود بها وش روطها بص فة عام ة‪،‬‬
‫يمكننا األن التطرق ودراسة تقسيمات طرق هذه الطعون‪ ،‬ولقد علمنا سابقا أن المشرع ق د أخ د بالتص نيف‬
‫الذي يصنف الطعون إلى طعون عادية وطعون غير عادية‪ ،‬هنا يأتي دور هذا المبحث ليحدد لنا كل طريقة‬
‫طعن خاصة بكل تصنيف‪ ،‬وفقا للخطة التالية‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الطرق العادية للطعن في األحكام القضائية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الطرق غير العادية للطعن في األحكام القضائية‬
‫المطلب األول‬
‫الطرق العادية للطعن في األحكام القضائية‬
‫تعتبر الط رق العادي ة في الطعن في األحك ام القض ائية من أهم اإلج راءات القانوني ة ال تي يس تخدمها‬
‫المواطنون والمؤسسات للطعن في األحكام الصادرة ضدهم من قب ل المح اكم‪ .‬وتنقس م الط رق العادي ة إلى‬
‫طريق تين رئيس يتين وهم ا‪ :‬الطعن باإلس تئناف والمعارض ة‪ ،‬وجعلن ا لك ل منهم ا ف رع يتكلم عن القواع د‬
‫واألثار والشروط العامة التي تتعلق بهما‪ ،‬حيث في الف رع األول س ندرس الطعن باإلس تئناف‪ ,‬وفي الف رع‬
‫الثاني المعارضة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الطعن باإلستئناف‬
‫أوال‪ /‬مفهوم الطعن باإلستئناف‬
‫‪ /1‬تعريف الطعن باإلستئناف‪ :‬يع رف اإلس تئناف بأن ه أح د الط رق المادي ة ال تي يلج أ إليه ا الط رف‬
‫المتضرر من الحكم بغية الحص ول على حكم أخرإم ا بتعديل ه أو إلغائ ه ص ادر من محكم ة علي ا‪ ،‬ويك ون‬
‫اإلستئناف حق لِكَال من طرفي الخصومة‪ ،‬أي للمدعي وللمدَعى عليه على ح د الس واء‪ ،‬حيث ال يج وز أن‬
‫يتمتع بهذا الحق أحد الخصمين دون األخر ضمانا لتحقيق العدالة وصيانة لحقوق ال دفاع والمس اواة بينهم ا‬
‫(‪.)2‬‬
‫‪ /2‬شروط مباشرة الطعن باإلس تئناف‪ :‬نص قانون اإلج راءات المدني ة واإلدراي ة على مجموع ة من‬
‫الشروط التي تسمح لطرفي الخصومة مباشرة إجراءات الطعن باإلس تئناف‪ ،‬وتتمث ل في ش رطين أساس ين‬
‫وهما‪:‬‬

‫‪ _ 1‬حسن عبد الجبار قاسم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.31‬‬


‫‪ _ 2‬حسين طاهري‪ ،‬الموجز لشرح اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪ ،‬الجزء األول‪ :‬اإلج راءات المدني ة‪ ،‬منش ورات دار الخلدوني ة‪ ،‬الجزائ ر‪،‬‬
‫‪ ،2020‬ص ‪.178‬‬

‫‪7‬‬
‫الشرط األول‪ :‬نصت المادة ‪ 949‬من قانون اإلج راءات المدني ة اإلداري ة على أن ه « يج وز لك ل ط رف‬
‫حضر الخصومة أو استدعى بصفة قانونية‪ ،‬ولو لم يق دم أي دف اع‪ ،‬أن يرف ع إس تئنافا ض د الحكم أو األم ر‬
‫الصادر عن المحكمة اإلدارية‪ ،‬مالم ينص القانون على خالف ذل ك»‪ ،‬نخلص من ه ذه الم ادة أنه ا أج ازت‬
‫ألطراف الخصومة أن يطعنوا باإلستئناف أمام المحكمة‪ ،‬طالم ا أن يك ون حكمه ا ه ذا قاب ل لإلس تئناف (م‬
‫‪800‬و‪ 801‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ) (‪.)1‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬وهو يتعلق بوجوب كون الحكم إبتدائيا بمعنى قابل لإلس تئناف‪( ،‬تم الفص ل في موض وع‬
‫النزاع جزئيا أو كليا‪ ،‬أو تم الفصل في دفع شكلي‪ ،‬أو في دف ع بع دم القب ول‪ ،‬أو في أي طلب ع ارض آخ ر‬
‫منهيا للخصومة [م ‪ 296‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ] )‪ ،‬وبالتالي فإن األحكام التي صدرت قبل الفصل في موضوع ال نزاع ال‬
‫تقبل اإلستئناف‪ ،‬وهذا ما جاءت به نص الم ادة ‪ 952‬بقوله ا « ال تك ون األحك ام الص ادرة قب ل الفص ل في‬
‫»‬
‫الموضوع‪ ،‬قالبلة لإلستئناف إال مع الحكم الفاصل في موضوع الدعوى‪،‬ويتم اإلستئناف بعريض ة واح دة‬
‫(‪. )2‬‬
‫‪ /3‬أنواع الطعن باإلستئناف‪:‬‬
‫للطعن باإلستئناف نوعين إستئناف أصلي وإستئناف ف رعي‪ ،‬وه ذا ماج اءت ب ه نص الم ادة ‪ 951‬من‬
‫القانون سابق الذكر‪ ،‬وتفصيلهما كاألتي‪:‬‬
‫أ_ اإلستئناف األصلي‪ :‬هو إستئناف يتم تقديمه من قبل الطاعن األول (المستأنف) في األج ال ال تي ح ددها‬
‫المش رع الجزائ ري‪ ،‬ويرف ع إلى هيئ ة أعلى درج ة من المحكم ة ال تي أص درت الحكم األول‪ ،‬ويتن اول‬
‫اإلستئناف األصلي كل موضوع النزاع أو جزء منه (‪ ،)3‬كما أن المادة ‪ 335‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ نصت على أن حق‬
‫اإلستئناف مقرر لجميع األشخاص الذين كانوا خصوما على مستوى الدرجة األولى أو لذوي حقوقهم‪ ،‬كم ا‬
‫يحق لألشخاص الذين تم تمثيلهم على مستوى الدرجة األولى‪ ،‬بسبب نقص األهلية‪ ،‬ممارسة اإلس تئناف إذا‬
‫زال سبب ذلك‪ ،‬كما أنه يجوز للطرف المتخل األصلي أو المدخل في الخصام في الدرجة األولى على رفع‬
‫اإلستئناف‪ ،‬مع شريطة وجود مصلحة المستأنف في ممارسة اإلستئناف ‪.‬‬
‫ب_ اإلستئناف الفرعي‪ :‬وهو اإلستئناف الذي يتم رفعه من طرف المستأنف عليه رد لمواجهة المس تأنف‪،‬‬
‫ففي حالة رفع أحد الخصوم إستئنافا يجوز للطرف األخ ر رف ع إس تئناف ف رعي أثن اء الخص ومة وفي أي‬
‫حالة كانت عليه الخصومة‪ ،‬ولو تم تبليغه رسميا بالحكم دون تحف ظ وح تى في حال ة س قوط حق ه في رف ع‬
‫اإلس تئناف األص لي (م‪ 337‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪ ،‬واله دف من ه ذا اإلس تئناف ه و البحث في ال نزاع من جدي د‪ ،‬ذل ك‬
‫بإعتبار أن اإلستئناف األص لي ي درس ج وانب الحكم ال تي لم تالئم المس تأنف وال تي وق ع عليه ا إس تئنافه‬
‫وبالتالي فالمستأنف عليه يرفع بدوره إستئنافا حتى يتسنى البحث مجددا في جوانب أخرى للحكم (‪.)4‬‬
‫ثانيا‪ /‬اإلجراءات العامة لرفع الطعن باإلستئناف وأثاره‬
‫‪ /1‬اإلجراءات العامة لرفع الطعن باإلستئناف ‪:‬‬
‫أ_ بخصوص عريضة اإلستئناف‪ :‬يتم رفع االستئناف بعريض ة وفق ًا للقواع د المنص وص عليه ا‪ ،‬وت ودع‬
‫العريضة في أمانة ضبط مجلس الدولة أو المحكمة اإلدارية (م ‪ 539‬و ‪ 560‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪ ،‬وتقيد هذه العريض ة‬
‫في سجل خاص مرقم بعد دفع الرسوم المطلوبة ويتم ذك ر أس ماء وألق اب الخص وم ورقم القض ية وت اريخ‬

‫‪ _ 1‬دربال عبد الرزاق‪ ،‬المختصر في اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬برتي للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2022 ،‬ص ‪.583‬‬
‫‪ _ 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.583‬‬
‫‪ _ 3‬حسن عبد الجبار قاسم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫‪ _ 4‬عمارة بلغيث‪ ،‬الوجيز في اإلجراءات المدنية‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص ‪ ،95‬ص‪.96‬‬

‫‪8‬‬
‫أول جلسة‪ .‬يتم تسجيل رقم القضية وتاريخ الجلسة تبعا لترتيب ورود هذه العرائض‪ ،‬ويعم ل أمين الض بط‬
‫على تسجيل جميع المعلومات التي تتضمنها العريضة السابق ذكرها (م‪ 540‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ) على نسخة عريض ة‬
‫االستئناف ويجب على المستأنف تبليغها رسمًيا للمس تأنف ض ده (م ‪ 539‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ) ويجب تمثي ل المس تأنف‬
‫بمحام معتمد وإرفاق نسخة من الحكم المطعون فيه بعريضة اإلس تئناف إذا لم يتم االمتث ال له ذه الش روط‪،‬‬
‫فإن العريضة لن يتم قبولها (م‪905‬و ‪ 541‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ) وبخصوص الموضوع المطعون فيه فهو يتعل ق بإلغ اء‬
‫أو تعديل الحكم المستأنف بما يتعل ق بمنطوق ه‪ .‬إذا ك ان الموض وع المطع ون في ه يتعل ق بأس باب الحكم أو‬
‫الموضوعات األخرى‪ ،‬فإن االستئناف سيكون غير مقبول في بعض التشريعات كالتشريع الفرنسي (‪.)1‬‬
‫ب_ فيم ا يتعل ق بالص فة والمص لحة في الطعن باإلس تئناف‪ :‬يجب أن يك ون ل دى المس تأنف ص فة‬
‫ومصلحة في الطعن الذي يتق دم ب ه‪ ،‬وذل ك وفًق ا للمب دأ الع ام المتب ع في الم ادة ‪ 13‬من ق انون اإلج راءات‬
‫المدنية واإلدارية ويجمع الفقه الفرنسي بين الش رطين الس ابقين‪ ،‬حيث يتم منح الص فة من خالل المص لحة‬
‫في ممارسة الطعن أو االدعاء بشكل عام‪ .‬ويشكل مث ااًل على ذل ك اع تراض ج ار على ت رخيص بن اء في‬
‫مكان قريب منه‪ ،‬أو اعتراض مستخدمي مرفق بري د على بعض اإلج راءات ال تي ت ؤثر على حق وقهم في‬
‫المرفق‪ .‬ويتم تقدير وجود المصلحة أو الصفة أيًض ا عند دمج الشرطين‪ ،‬وذلك في ي وم تق ديم الطعن‪ ،‬ح تى‬
‫لو اختفت بعد ذلك‪ .‬وليس من الضروري أن يتوافر كل شرط في قبول االستئناف‪ ،‬مثل العريضة وبياناته ا‬
‫والتمثيل الجسامي والمصلحة والصفة‪ ،‬حيث ال يؤدي تخلف أًيا منها إلى رفض الطعن تلقائًيا‪ ،‬ما دام الخلل‬
‫الذي يوجد في الطعن قاباًل للتصحيح‪ .‬وتنص المادة ‪ 848‬من القانون نفسه على أنه ال يجوز للمحكمة إثارة‬
‫عدم قب ول التم اس الطعن بش كل تلق ائي‪ ،‬إال بع د دع وة المعن يين إلى تص حيح الخل ل‪ ،‬قب ل انته اء المهل ة‬
‫المحددة (المادة ‪ 915‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية) (‪.)2‬‬
‫ج_ آجال اإلستئناف‪ :‬يجب أن ُيحتس ب أج ل االس تئناف ك امًال‪ ،‬وفًق ا لم ا ج اء في الم ادة ‪ 950‬من ق انون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري ‪ ،‬وهو شهران من تاريخ التبليغ الرس مي‪ ،‬ويختل ف ذل ك عن أج ل‬
‫القضاء العادي الذي يبلغ شهرًا واح ًدا‪ ،‬ويتم اإلش هار ب الحكم بواس طة محض ر قض ائي ويتض من أس باب‬
‫الحكم والق انون المع ني ب ه‪ .‬ي راعى أيًض ا م ا ج اء في الم ادة ‪ 404‬من ذات الق انون بش أن تمدي د أج ل‬
‫االستئناف لشهرين إضافيين للمقيمين خارج البالد‪ .‬ويتم الرجوع إلى الحكم الصادر عن المحكمة اإلدارية‪،‬‬
‫كما هو محدد في المادة ‪ 894‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬كما ويراعى أيًض ا المسافة بين األطراف المعنية في القضية (‪.)3‬‬
‫‪ /2‬أثار الطعن باإلستئناف‪:‬‬
‫‪ _1‬تؤثر القاعدة في التنفيذ بأن الحكم الصادر يمكن الطعن فيه باالستئناف‪ ،‬وه ذا يع ني أن التنفي ذ ممن وع‬
‫حتى ينتهي ميعاد الطعن‪ ،‬ورفع االستئناف ال يمنع التنفيذ إال إذا ُق ِرر غ ير ذل ك‪ ،‬ول و ُر ِف ع االس تئناف في‬
‫فترة الميعاد‪ ،‬فسيستمر المنع من التنفيذ‪ ،‬حتى يتم الفصل في الطعن‪.‬‬
‫‪ _2‬األثر الرئيسي للطعن باالستئناف هو طرح النزاع‪ ،‬حيث تفص ل محكم ة الدرج ة األولى على محكم ة‬
‫الدرج ة الثاني ة‪ ،‬وتص بح األخ يرة مختص ة ببحث ال تراع وتحقي ق الفص ل في ه‪ ،‬يحكم ه ذا األث ر لمق دم‬
‫االس تئناف‪ ،‬ويحكم س لطة محكم ة االس تئناف بم ا يطرح ه عليه ا االس تئناف‪ .‬وهن اك ثالث ة قواع د يجب‬
‫مراعاتها‪:‬‬
‫_ القاعدة األولى‪ :‬أن الطلبات المطروحة أمام محكمة الدرج ة األولى فق ط يمكن طرحه ا في االس تئناف‪،‬‬
‫وال يمكن طرح طلب ات جدي دة أم ام محكم ة الدرج ة الثاني ة‪ ،‬ح تى ال يخت ل عملي ة التقاض ي وال يتف اوت‬
‫الطرفان في المستوى القضائي‪.‬‬
‫‪ _ 1‬دربال عبد الرزاق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.584‬‬
‫‪ _ 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.585‬‬
‫‪ _ 3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪ ،585‬ص‪.586‬‬

‫‪9‬‬
‫_ القاعدة الثانية‪ :‬أن االستئناف ال ينقل الطلبات التي لم تفص ل فيه ا محكم ة الدرج ة األولى إلى محكم ة‬
‫الدرجة الثانية‪ ،‬ويتضمن ذلك التجريح بحكم المحكمة األولى‪.‬‬
‫_ يمكن لمحكمة االستئنافية أن تقررع دم قب ول الطلب ات الجدي دة تلقائًي ا‪ ،‬حيث أن ع دم قب ول الطلب ات في‬
‫االستئناف يعد جزًء ا من النظام العام‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المعارضة‬
‫أوال‪ /‬مفهوم المعارضة‪ « :‬المعارضة هي طريق من الطرق العادية يلجأ إليها المحكوم عليه غيابيا‬
‫»‬
‫للوصول إللغاء أو تعديل الحكم الذي صدر في غيبته ويكون التجازه لنفس المحكمة التي أصدرت الحكم‬
‫(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ /‬إجراءات رفع المعارضة‪:‬‬
‫تقوم المعارضة بتقديم عريضة لحضورها أمام المحكمة أو الجه ة ال تي أص درت الحكم الغي ابي‪ ،‬م ع‬
‫االلتزام باألشكال المقررة لعريضة افتتاح الدعوى‪ ،‬يجب أن تحتوي عريض ة المعارض ة على بي ان الحكم‬
‫المعارض فيه وأسباب المعارضة‪ .‬يتمكن المعارض ضد الحكم من الرد على أسباب المعارض ة واالطالع‬
‫عليها‪ .‬ويتضمن العريضة جميع البيانات الالزمة مثل المحكمة المعنية وتاريخ الجلسة وطلب ات المع ارض‬
‫مع بيان أسانيد الحكم المعارض فيه وتوقيع المحامي إن وجد‪ ،‬مع تقديم نسخة من الحكم المطع ون في ه‪ .‬إذا‬
‫لم يتم توفير هذه البيانات‪ ،‬س يتم اعتب ار المعارض ة باطل ة وال يتم النظ ر فيه ا‪ .‬كم ا يجب على المع ارض‬
‫حضور جلسات المعارضة‪ ،‬وإذا لم يحضر أو يقدم مذكرة بأوجه دفاعه‪ ،‬فسيتم إصدار حكم بأن المعارضة‬
‫غير مقبولة وسيتم إلغاء أي آثار له ا‪ .‬ل ذلك‪ ،‬يجب على المع ارض أن يحض ر الجلس ات‪ ،‬ألن التخل ف عن‬
‫الحضور في الجلسة األولى يدل على ع دم جدي ة المعارض ة وأن المقص ود منه ا ه و فق ط كس ب ال وقت‪.‬‬
‫وتحت طائلة عدم القبول شكال‪ ،‬يجب أن تقدم العريضة المرفقة بنسخة من الحكم المطعون فيه‪ ،‬ويتم التبليغ‬
‫الرسمي للعريضة إلى جميع أطراف الخصومة (‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ /‬أثار المعارضة‪:‬‬
‫إذا تم رفع معارضة‪ ،‬يجب إعادة طرح ال نزاعي على المحكم ة ال تي ص درت الحكم الغي ابي‪ .‬يه دف‬
‫رفع المعارضة إلى تمكين الخصم الغ ائب من تق ديم دفاع ه بش أن ال دعوى المرفوع ة ض ده‪ ،‬بم ا في ذل ك‬
‫الدفوع الشكلية والموضوعية والطلبات المناسبة‪ .‬وإذا لم يحضر الخصم الغائب‪ ،‬فإن ه ال يمكن حرمان ه من‬
‫تقديم أي طلبات لم يبدأها خالل غيابه‪ .‬يهدف رفع المعارض ة إلى س حب الحكم الس ابق وإع ادة النظ ر في‬
‫الدعوى‪ ،‬مما يتطلب إعطاء الخصم الغائب الفرصة لتقديم أوجه دفاعه‪ .‬إذا ص در حكم جدي د في ال دعوى‪،‬‬
‫فإن الحكم الغيابي يعتبر كأنه لم يكن‪ .‬وإذا لم تحضر أي من األطراف في المعارضة‪ ،‬فإن المعارضة تعتبر‬
‫كأنها لم تكن‪ ،‬ويصبح الحكم الغي ابي ثابًت ا وغ ير قاب ل للطعن من جدي د‪ .‬الم ادة ‪ 331‬تنص على أن الحكم‬
‫الصادر في حالة المعارضة يكون حضورًيا وثابًتا وغير قابل للطعن (‪.)3‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫الطرق غير العادية للطعن في األحكام القضائية‬

‫‪ _ 1‬حسين طاهري‪ ،‬الموجز لشرح اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪ ،‬الجزء األول‪ :‬اإلجراءات المدنية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.176‬‬
‫‪ _ 2‬حسين فريجة‪ ،‬المبادئ األساسية في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائ ر‪ ،2013 ،‬ص‬
‫‪.134‬‬
‫‪ _ 3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.134‬‬

‫‪10‬‬
‫مثلما توجد طرق عادية في الطعن في األحكام هنال ك أيض ا ط رق غ ير عادي ة للطعن وال تي ال‬
‫تعتبر أقل شيوعًا واستخدامًا من الط رق العادي ة‪ ،‬وس يتم دراس ة تقس يم ه ذه الط رق وفق ا للف روع التالي ة‪:‬‬
‫الفرع األول المتعلق بالطعن بالنقض‪ ،‬والفرع الثاني‪ ،‬إعتراض الغ ير خ ارج الخص ومة‪ ،‬والف رع الث الث‬
‫يتضمن دعوى إلتماس إعادة النظر‪ ،‬والفرع األخير دعوى تصحيح األخطاء المادية ودعوى التفسيير‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الطعن بالنقض‬
‫أوال‪ /‬مفهوم الطعن بالنقض‪ :‬طريق الطعن بالنقض ه و طري ق غ ير اعتي ادي يتم اس تخدامه لتص حيح‬
‫األخطاء القانونية في األحكام النهائية أمام المحكمة العليا‪ ،‬يتم الطعن بالنقض بسبب مخالفة الحكم للق انون‪،‬‬
‫وتتم مهمة المحكمة العليا بالتأك د من التط بيق الص حيح للق انون‪ ،‬إم ا ب رفض الطعن أو القب ول ب ه ونقض‬
‫الحكم المطعون فيه‪ ،‬ال بد على الجهة التي أصدرت الحكم المطع ون في ه إع ادة النظ ر في ال نزاع وإع ادة‬
‫المحاكمة إذا لزم األمر‪ .‬يسمح الق انون الجزائ ري ب الطعن ب النقض في األحك ام النهائي ة ال تي تص در عن‬
‫المحاكم والمج الس القض ائية‪ ،‬ويمكن ألي ش خص ك ان طرًف ا في الحكم المطع ون في ه أو ل ذوي الحق وق‬
‫الطعن بالنقض (‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط قبول الطعن بالنقض‬
‫ليتم قبول الطعن بالنقض ضد الحكم القضائي ال بد من أن يتوافر على مجموعة من الشروط‪ ،‬وهي متمثل ة‬
‫في‪:‬‬
‫‪ /1‬محل الطعن بالنقض‪:‬‬
‫يفص ل مجلس الدول ة في الطع ون ب النقض في ق رارات الجه ات القض ائية اإلداري ة الص ادرة نهائي ا‬
‫باإلض افة إلى الطع ون ب النقض في ق رارات مجلس المحاس بة‪ ،‬ونص ت على ه ذه القاع دة الم ادة ‪ 11‬من‬
‫القانون المتعلق بإختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه وعمله‪ ،‬وبالتالي فإن الطعن بالنقض الذي ي ترتب عن‬
‫دعوى اإللغاء يك ون في الق رارات الص ادرة نهائي ا عن الجه ات القض ائية اإلداري ة دون ق رارات مجلس‬
‫الدولة‪،‬ذلك بإعتبار أن الطعن بالنقض يكون أمام جهة قضائية تعلو الجهة ال تي أص درت الق رار المطع ون‬
‫فيه‪ ،‬هنا نرى بأن شرط الميعاد يخضع لقواعد عامة تنظمها منجموعة من المواد المتعلقة بحس ابه وميع اده‬
‫(‪)2‬‬
‫والتي ال تختلف عن ميعاد الطعن باإلستئناف‪ ،‬وهي ثالثة (‪ )03‬قواعد ‪:‬‬
‫القاع دة األولى وال تي تتعل ق ب الحكم الغي ابي‪ ،‬حيث يتم حس اب ه ذا األخ ير من الي وم ال ذي تك ون في ه‬
‫المعارضة مقبول ة‪ ،‬إال بع د إنقض اء ش هر من ت اريخ لتبلي غ (الم ادة ‪ 355‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪ ،‬والقاع دة الثاني ة‪ ،‬فهي‬
‫تتعلق بإقامة أحد الخصوم في الخارج‪ ،‬حيث أنه في هذه الحالة يتم زيادة شهر واحد للميعاد ليصبح ثالث ة (‬
‫‪ )03‬أشهر (م ‪ 236‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪ ،‬أما القاعدة الثالث ة واألخ يرة‪،‬فهي تتكلم عن المس اعدة القض ائية حيث نص ت‬
‫المادة ‪ 356‬من ذات القانون السابق ال ذكر على أن ه "ي ترتب على تق ديم طلب المس اعدة القض ائية توقي ف‬
‫سريان أجل الطعن بالنقض أو من أجل إيداع المذكرة الجوابية" (‪.)3‬‬
‫‪ /2‬الشروط المتعلقة بأشخاص الخصومة‬
‫‪ _1‬أن تتوافر فيه صفة األهلية‬
‫‪ _2‬أن يكون ذا صفة في الطعن‪ ،‬حيث أنه وطبق ا لنص الم ادة ‪ 13‬من الق انون ‪ 09-08‬فإن ه ال يج وز ألي‬
‫شخص التقاضي مالم تكن له مصلحة قائمة‪.‬‬
‫‪ _ 1‬حسين فريجة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.139‬‬
‫‪ _ 2‬محمد صغير بعلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.367‬‬
‫‪ _ 3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.370‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ _3‬أن يكون صاحب مصلحة في الطعن‪ ،‬ونصت المادة ‪ 353‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على‬
‫أنه "ال يقبل الطعن بالنقض إال إذا قدم من أحد الخصوم او من ذوي الحقوق"‪.‬‬
‫‪ /3‬إجراءات رفع الطعن بالنقض‪ :‬يتم رفع الطعن بصحيفة تودع لدى أمان ة الض بط بالمحكم ة العلي ا‪،‬‬
‫ويجب أن يوقع عليها محامي معتمد لدى المحكمة العليا‪ .‬إذا كان الطعن مرفوًع ا من النياب ة العام ة‪ ،‬فيجب‬
‫أن يوقعه عضو النيابة العامة المطعن في الحكم‪ .‬يجب أن تحتوي الصحيفة على أسماء الخصوم وص فاتهم‬
‫ومواقعهم وبيان الحكم المطعون فيه وتاريخه وأس باب الطعن وطلب ات الط اعن‪ ،‬و إذا لم يتم تق ديم أس باب‬
‫الطعن وطلبات الطاعن بشكل صحيح‪ ،‬فإن الطعن يعتبر باطال وتصدر المحكمة حكًم ا ببطالن ه‪ .‬وال يمكن‬
‫تقديم أي أسباب أو وسائل دف اع جدي دة أم ام المحكم ة العلي ا‪ .‬وعن دما تنقض الحكم‪ ،‬فإن ه يجب إحالت ه إلى‬
‫محكمة الموضوع للنظر فيه من جديد‪ ،‬ويجب على النيابة العام ة المطعن في الحكم أن توق ع الص حيفة‪ ،‬و‬
‫تعتبر المحكمة العليا محكمة رقابة على التطبيق الص حيح للق انون‪ ،‬وال يمكن له ا زي ادة أو تع ديل الوق ائع‬
‫الموضوعة في النزاع (‪.)1‬‬
‫‪ /4‬ميعاد الطعن بالنقض‪ :‬نصت على ميعاد الطعن كل من المادتين ‪ 354‬و‪ 355‬من قانون اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية‪:‬‬
‫المادة ‪ : 354‬يرفع الطعن بالنقض في أجل شهرين (‪ )2‬يبدأ من تاريخ التبليغ الرسمي للحكم المطعون في ه‬
‫إذا تم شخصيا‪.‬‬
‫ويمدد أجل الطعن بالنقض إلى ثالثة (‪ )3‬أشهر‪ ،‬إذا تم التبليغ الرسمي في موطنه الحقيقي أو المختار ‪.‬‬
‫المادة ‪ : 355‬ال يسري أجل الطعن بالنقض في األحكام والقرارات الغيابية‪ ،‬إال بعد انقضاء األجل المقرر‬
‫للمعارضة ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬األحكام والقرارات القابلة للطعن بالنقض‪:‬‬
‫هي كل من المواد ‪ 349‬إلى غاية ‪ 352‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدراية‪:‬‬
‫المادة ‪ : 349‬تكون قابلة للطعن بالنقض ‪ ،‬األحكام والقرارات الفاصلة في موض وع ال نزاع والص ادرة في‬
‫آخر درجة عن المحاكم والمجالس القضائية‪.‬‬
‫المادة ‪ : 350‬تك ون قابل ة للطعن ب النقض ‪ ،‬األحك ام والق رارات الص ادرة في آخ ر درج ة ‪ ،‬وال تي تنهي‬
‫الخصومة بالفصل في أحد الدفوع الشكلية أو بعدم القبول أو أي دفع عارض آخر‬
‫الم ادة ‪ : 351‬ال يقب ل الطعن ب النقض في األحك ام األخ رى الص ادرة في آخ ر درج ة إال م ع األحك ام‬
‫والقرارات الفاصلة في الموضوع‬
‫المادة ‪ : 352‬ال يقبل الطعن في ذات الوقت بالتماس إع ادة النظ ر في األحك ام والق رارات المطع ون فيه ا‬
‫بالنقض‪.‬‬
‫رابعا‪ /‬أوجه الطرق بالطعن‪ :‬لقد ذكر المشرع الجزائري على سبيل الحصر مجموع ة من األوج ه في‬
‫حدود ‪ 18‬وجها في نص المادة ‪ 358‬من ق انون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة‪ ،‬ويب نى الطعن ب النقض إال‬
‫على وجه أو أكثر منها‪ ،‬وللمحكمة العليا أن تثير من تلقاء نفسها وجها أو مجموعة من األوجه للنقض طبقا‬

‫‪ _ 1‬حسين طاهري‪ ،‬اإلجراءات المدنية واإلدارية شرح لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ‪ ،‬الجزء األول‪ :‬اإلجراءات المدنية‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‬
‫‪ -189‬ص‪.190‬‬

‫‪12‬‬
‫لنص المادة ‪ 360‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬كما أنه ال يقبل أوج ه جدي دة للطعن ماع دا تل ك‬
‫األوجه القانونية أو تلك الناتجة عن الحكم أو القرار المطعون فيه (م ‪:)359‬‬
‫الماد ة ‪ : 358‬ال يبنى الطعن بالنقض إال على وجه واحد أو أآثر من األوجه اآلتية ‪:‬‬
‫‪ 1-‬مخالفة قاعدة جوهرية في اإلجراءات‪،‬‬
‫‪ 2-‬إغفال األشكال الجوهرية لإلجراءات‪،‬‬
‫‪ 3-‬عدم االختصاص‪،‬‬
‫‪ 4-‬تجاوز السلطة‪،‬‬
‫‪ 5-‬مخالفة القانون الداخلي‪،‬‬
‫‪ 6-‬مخالفة القانون األجنبي المتعلق بقانون األسرة‪،‬‬
‫‪ 7-‬مخالفة االتفاقيات الدولية‪،‬‬
‫‪ 8-‬انعدام األساس القانوني‪،‬‬
‫‪ 9-‬انعدام التسبيب‪،‬‬
‫‪ 10-‬قصور التسبيب‪،‬‬
‫‪ 11-‬تناقض التسبيب مع المنطوق‪،‬‬
‫‪ 12-‬تحريف المضمون الواضح والدقيق لوثيقة معتمدة في الحكم أو القرار‪،‬‬
‫‪ 13-‬تناقض أحكام أو قرارات صادرة في آخر درجة‪ ،‬عندما تكون حجية الشيء المقضي فيه قد أثيرت‬
‫بدون جدوى‪ ،‬وفي هذه الحالة يوجه الطعن بالنقض ضد آخر حكم أو قرار من حيث التاريخ‪ ،‬وإذا تأكد هذا‬
‫التناقض‪ ،‬يفصل بتأيد الحكم أو القرار األول‪.‬‬
‫‪ -14‬تناقض أحكام غير قابلة للطعن العادي‪.‬‬
‫في هذه الحال ة يك ون الطعن ب النقض مقب وال‪ ،‬ول و أن أح د األحك ام موض وع طعن ب النقض س ابق انتهى‬
‫بالرفض‪ .‬وفي هذه الحالة يرفع الطعن بالنقض ح تى بع د ف وات األج ل المنص وص علي ه في الم ادة ‪354‬‬
‫أعاله‪ ،‬ويجب توجيهه ض د الحكمين‪ ،‬وإذا تأك د التن اقض‪ ،‬تقض ي المحكم ة العلي ا بإلغ اء أح د الحكمين أو‬
‫الحكمين معا‪،‬‬
‫‪ 15-‬وجود مقتضيات متناقضة ضمن منطوق الحكم أو القرار‪،‬‬
‫‪ 16-‬الحكم بما لم يطلب أو بأكثر مما طلب‪،‬‬
‫‪ 17-‬السهو عن الفصل في أحد الطلبات األصلية‪،‬‬
‫‪ 18-‬إذا لم يدافع عن ناقصي األهلية‪.‬‬
‫خامسا‪ /‬في أثار الطعن بالنقض‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫(‪)1‬‬
‫للطعن مجموعة من األثار يمكن حصر أهمها في األتي‪:‬‬
‫ال يترتب على الطعن بالنقض وقف تنفيذ الحكم أو القرار ما ع دا في الم واد المتعلق ة بحال ة األش خاص أو‬
‫أهليتهم وفي دعوى التزوير‪ ،‬إذا كان موضوع الدعوى غير قابل للتجزئة‪.‬‬
‫فإن رفع الطعن بالنقض من أحد الخصوم ي تيح أث ره إلى الب اقي ح تى ولم يطعن وا ب النقض يك ون النقض‬
‫جزئيًا إذا تعلق بجزء من الحكم أو القرار‪.‬‬
‫إذا يقضى الحكم أو القرار المطعون فيه‪ ،‬تحيل المحكمة العليا القضية إما أمام الجه ة ال تي أص درت الحكم‬
‫أو القرار أو جهة قضائية أخرى من نفس المستوى‪.‬‬
‫يكون النقض بدون إحالة في حالة قرار المحكمة العليا فيما فصل فيه من نقاط قانوني ة ال ب ترك من ال نزاع‬
‫وما يتطلب الحكم فيه‪ ،‬وهناك حالة أخرى يكون فيها النقض بدون إحالة عندما يك ون قض اة الموض وع ق د‬
‫عاينوا وق دروا الوق ائع بكيفي ة تس مح للمحكم ة العلي ا أن تص در الحكم دون الحاج ة إلى إع ادة النظ ر في‬
‫القضية‪ .‬يجب على الخصم إي داع عريض ة تتض من المطلوب ة في عريض ة افتت اح ال دعوى مرفق ة بق رار‬
‫الطعن بالنقض‪ ،‬والقبول قبل انتهاء شهرين من التبليغ‪ ،‬وتحدد هذا األجل إلى ثالثة أشهر عن دما يتم التبلي غ‬
‫الرسمي إلى الموطن الحقيقي أو المختار‪.‬‬
‫الطعن بالنقض ال يجوز إال في حاالت معينة مثل تعلق األمر بحالة األشخاص أو أهليتهم أو وج ود دع وى‬
‫تزوير فرعية‪ ،‬وعندما يحصل ذلك‪ ،‬فإن القض اء ال يخ الف وق ف تط بيق الق انون‪ ،‬كم ا أن ه يج وز الطعن‬
‫بالنقض في بعض الحاالت‪ ،‬حتى إذا كان الموضوع غير قابل للطعن بالنقض‪ ،‬مثل قرار الزواج‪ ،‬إذا كانت‬
‫هناك دعوى تزوير فرعية‪.‬‬
‫في حال ة الطعن ب النقض‪ ،‬يتحتم على جه ة اإلحال ة أن تفص ل في القض ية من جدي د من حيث الوق ائع‬
‫والقانون‪ ،‬باستثناء المسائل غير المشمولة بالنقض‪ ،‬ويجوز للمحكمة العليا الفصل في المسألة القانونية التي‬
‫فصلت فيه ا جه ة اإلحال ة‪ ،‬كم ا يتحتم على المحكم ة العلي ا أن تفص ل من حيث الوق ائع بالق انون البت في‬
‫موضوع النزاع عند الطعن الثالث‪ .‬وفي حالة إعادة السير في الدعوى بعد النقض‪ ،‬تتصدى المحكمة العلي ا‬
‫بناء على طلب أحد الخصوم للنظر في المسألة والفصل فيها بشكل جديد‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إعتراض الغير خارج الخصومة‬
‫أوال‪ /‬مفهوم ه‪ :‬يه دف الطعن ب اعتراض الغ ير الخ ارج عن الخص ومة‪ ،‬مث ل الطعن بالمعارض ة‪ ،‬إلى‬
‫مراجعة أو إلغاء الحكم أو القرار الصادر من ذات الجهة التي أصدرته‪ .‬يمكن تقديم ه ذا الطعن س واء ك ان‬
‫الحكم أو القرار صادرًا عن المحاكم اإلدارية أو مجلس الدولة‪ ،‬سواء ك ان في االس تئناف (باعتب ار مجلس‬
‫جهة استئناف) أو في الطعن بالنقض (باعتبار مجلس الدول ة جه ة نقض)‪ .‬ويمكن اس تخدام ه ذا الطعن في‬
‫موضوع النزاع أو في األوامر الصادرة في قضايا استعجالية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يعد هذا الطعن جائزًا ومسموح به‬
‫(‪.)2‬‬
‫ثاني ا‪ /‬ش روطه‪ :‬ال ب د من ت وفر يجب ت وفر ش رطين لقب ول الطعن في اإلع تراض الغ ير الخ ارج عن‬
‫الخصومة (‪: )3‬‬
‫_ الشرط األول‪ :‬يجب أن يكون الطاعن قد لحق به ضرر من الخصومة ولم يكن طرًفا فيها‪.‬‬
‫‪ _ 1‬حسين طاهري‪ ،‬اإلجراءات المدنية واإلدارية شرح لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ‪ ،‬الجزء األول‪ :‬اإلجراءات المدنية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.198‬‬
‫‪ _ 2‬دربال عبد الرزاق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.603‬‬
‫‪ _ 3‬حسين طاهري‪ ،‬اإلجراءات المدنية واإلدارية الموجزة شرح لقانون اإلجراءات المدنية واإلداري ة‪ ،‬الج زء الث اني‪ :‬اإلج راءات اإلداري ة‪ ،‬دار‬
‫الخلدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪ ،160‬ص‪.161‬‬

‫‪14‬‬
‫_ الشرط الثاني‪ :‬يتعلق بالمدة المسموح بها لرفع اإلعتراض الغير الخارج عن الخصومة‪ ،‬حيث ال يج وز‬
‫رفع اإلعتراض بعد مرور ‪ 15‬سنة من تاريخ صدور الحكم أو القرار أو األم ر‪ ،‬م ا لم ينص الق انون على‬
‫خالف ذلك‪ .‬وعندما يتم التبليغ الرسمي للحكم أو القرار أو األمر إلى الغير‪ ،‬يحدد القانون م دة ‪ 2‬ش هًرا من‬
‫تاريخ التبليغ الرسمي لإلعتراض‪.‬‬
‫ثالثا‪ /‬أثار إعتراض الغير خارج الخصومة واإلجراءات المتعلقة به‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ /1‬أثار إعتراض الغير خارج الخصومة‪ :‬أثار إعتراض الغير خارج الخصومة هي‪:‬‬
‫_ ينجم من إع تراض الغ ير الخ ارج عن الخص ومة ط رح ال نزاع من جدي د علي الجه ة القض ائية ال تي‬
‫أصدرت الحكم محل الطعن وفي حدود الطلب محل اإلعتراض‪.‬‬
‫_ ينجم عن قبول إعتراض الغير الخارج عن الخصومة الفصل في الوقائع والقانون‪.‬‬
‫‪ /2‬اإلجراءات المتعلقة بإعتراض الغير خارج الخصومة‪ :‬وتتمثل في (‪:)2‬‬
‫_ يرفع اإلعتراض الغير الخارج عن الخصومة وفقًا لألش كال المق ررة برف ع ال دعوى ويق دم أم ام الجه ة‬
‫القضائية التي أصدرت الحكم أو القرار أو األمر‪.‬‬
‫_ يجب أن يكون اإلعتراض الغير الخارج عن الخص ومة مص حوبًا بوص ل يثبت إي داع مبل غ ل دى أمان ة‬
‫الضبط يساوي الحد األقصى من الغرامة المنصوص عليها في المادة ‪ 388‬من هذا القانون‪.‬‬
‫_ يترتب على قبول إعتراض الغير الخارج عن الخص ومة تع ديل أو إلغ اء المقتض يات المع ترض عليه ا‬
‫والحفاظ على المقتضيات المبطلة في الحكم أو القرار أو األمر المعترض فيه‪.‬‬
‫_ يج وز الحكم على المع ترض بغرام ة ت تراوح بين ‪ 10.000.00‬دج إلى ‪ 20.000.00‬دج إذا ُرفض‬
‫اإلعتراض‪.‬‬
‫_ يجوز الطعن في الحكم أو األمر أو القرار الصادر في إعتراض الغير الخارج عن الخصومة‪.‬‬
‫_ يتم الطعن بنفس طرق الطعن المقررة لألحكام‪.‬‬
‫_ ُيطالب المعترض بالتعويضات المدنية التي قد يصرح بها الخصوم في حالة رفض اإلعتراض‪.‬‬
‫_ يتم رفع اإلعتراض الغير الخارج عن الخصومة وفًقا لألشكال المقررة برفع ال دعوى‪ ،‬ويجب أن يرف ق‬
‫بوصل يثبت إيداع مبلغ لدى أمانة الضبط يساوي الحد األقصى للغرامة المنصوص عليه ا في الم ادة ‪388‬‬
‫من القانون‪.‬‬
‫_ إذا كان الموضوع غير قابل للتجزئ ة‪ ،‬فيتع ذر تط بيق الحكم الص ادر في إع تراض الغ ير الخ ارج عن‬
‫الخصومة عليه‪.‬‬
‫_ يتم الفصل في الوقائع والقانون في حال قبول إعتراض الغير الخارج عن الخصومة وفي ح دود الطلب‬
‫المقدم‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬دعوى إلتماس إعادة النظر‬

‫‪ _ 1‬حسين طاهري‪ ،‬اإلجراءات المدنية واإلدارية الموجزة شرح لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الجزء الثاني‪ :‬اإلجراءات اإلدارية ‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.161‬‬
‫‪ _ 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ ،161‬ص‪.162‬‬

‫‪15‬‬
‫أوال‪ /‬مفهومه‪ :‬يمثل التم اس إع ادة النظ ر طريق ًا غ ير اعتي ادي لالحتج اج على حكم أو ق رار أو أم ر‬
‫استعجالي لقوة ما يمثله المقضي به‪ ،‬ويشمل األحكام النهائية بغض النظر عما إذا كانت صادرة من محكمة‬
‫أول درجة أم ال‪ .‬ويمنع القانون االحتجاج بواسطة التماس إعادة النظ ر في األحك ام ال تي ت رفض التماس ًا‪،‬‬
‫باإلضافة إلى األحكام التي تقرر في موضوع الدعوى بعد قبول التماس اإلعادة (‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ /‬أسباب دعوى إلتماس إعادة النظر وميعادها‪:‬‬
‫‪ /1‬أسباب دعوى إلتماس إعادة النظر‪:‬‬
‫وهي أسباب حددها المشرع على سبيل الحصر ال المثال‪ ،‬وتتمثل في سببين رئيسيين وهما (‪:)2‬‬
‫السبب األول‪ :‬إذا اكتشف أن القرار ق د ص در بن اءا على ش هادة زور‪ ،‬أو على وث ائق م زورة أو اع ترف‬
‫بتزويرها‪ ،‬أو ثبت قضائيا تزويرها بعد صدور ذلك الحكم أو القرار أو األمر وحيازته قوة الشيء المقضي‬
‫فيه (م ‪ 39212‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪.‬‬
‫السبب الثاني‪ :‬إذا حكم على خصم‪ ،‬واكتشف بعد صدور الحكم أو القرار أن ه لم يق دم ثيق ة قاطع ة وأوراق‬
‫حاسمة كانت محتجزة لدى الخصم (م ‪ 392/2‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪.‬‬
‫‪ /2‬ميعاد دعوى إلتماس إعادة النظر‪ :‬نص المش رع الجزائ ري في ق انون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة‬
‫على ميعاد اإللتماس في نص المادة ‪ 393‬بأنه ‪ « :‬يرفع اإللتماس إع ادة النظ ر في أج ل ش هرين (‪ ،)2‬يب دأ‬
‫سريانه من تاريخ ثبوت تزوير شهادة الشاهد‪ ،‬أو ثبوت التزوير‪ ،‬أو تاريخ إكتشاف الوثيقة المحتجزة‪.‬‬
‫ال يقبل التماس إعادة النظر‪ ،‬إال إذا كانت العريضة مرفق ة بوص ل يثبت إي داع كفال ة بأمان ة ض بط الجه ة‬
‫»‬
‫القضائية‪ ،‬ال تقل عن الحد األقصى للغرامة المنصوص عليها في المادة ‪ 397‬أدناه‪.‬‬
‫ثالثا‪ /‬إجراءات إلتماس إعادة النظر والحكم فيه‪ :‬يقدم طلب إع ادة النظ ر بتق ديم عريض ة إلى المحكم ة‬
‫التي أصدرت الحكم‪ ،‬ويجب أن تتضمن العريضة بياًنا للحكم ال ذي ي رغب الملتمس في إع ادة النظ ر في ه‪،‬‬
‫وتاريخه‪ ،‬وأسباب الطلب (م ‪ 394‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪ ،‬وال يؤدي طلب إعادة النظر إلى تعليق تنفيذ الحكم‪ ،‬وفًقا للمادة‬
‫‪ 348‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫تدرس المحكمة طلب إعادة النظر‪ ،‬ويجب التأكد من أن الطلب تم تقديمه في الموعد المحدد قانوًنا‪ ،‬ويتعل ق‬
‫بحكم نهائي‪ ،‬ويستند إلى إحدى األسباب المنص وص عليه ا بالق انون (م ‪ 395‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ) كم ا يح ق للمحكم ة‬
‫رفض الطلب إذا ت بين أن ه لم يس تند إلى س بب من األس باب المح ددة بالق انون‪ ،‬بع د دراس ة الحال ة‪ ،‬يمكن‬
‫للمحكم ة قب ول أو رفض الطلب‪ ،‬وإذا قبلت المحكم ة الطلب يتم إلغ اء الحكم المطل وب إع ادة النظ ر في ه‪،‬‬
‫ويعت بر كأن ه لم يكن قائًم ا‪ .‬وال يمكن االحتج اج على الحكم الص ادر ب رفض الطلب بإع ادة النظ ر(م‪396‬‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ) كما يحق للمحكمة تغريم الملتمس إذا خسر القضية‪ ،‬بغرامة مدني ة ال تق ل عن عش رة آالف دين ار‬
‫جزائري وال تزيد عن عشرين ألف دين ار‪ ،‬ويح ق للملتمس المتض رر أن يط الب بالتعويض ات المدني ة (م‬
‫‪ 397‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ) (‪.)3‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬دعوى تصحيح األخطاء المادية ودعوى التفسيير‬
‫أوال‪ /‬دعوى تصحيح األخطاء المادية‪ :‬تهدف هذه الدعوى على السماح ألط راف ال دعوى المتض ررين‬
‫من وجود خطأ مادي في األحكام و القرارات الصادرة في دعواهم بتقديم دعوى تصحيح األخطاء المادية‪،‬‬
‫‪ _ 1‬حسين فريجة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.155‬‬
‫‪ _ 2‬حسين طاهري‪ ،‬اإلجراءات المدنية واإلدارية الموجزة شرح لقانن اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الجزء الثاني‪ :‬اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫‪ _ 3‬حسين فريجة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،156‬ص‪.157‬‬

‫‪16‬‬
‫وبالتالي لقبول هذه الدعوى البد من أن يتوفر شرط أن الخطأ المنسوب للحكم هو خط أ م ادي ويك ون ه ذا‬
‫الخطأ في صياغة الحكم أو موضوعه (عدم إطالع المحكمة على وثيقة هامة تم إيداعها‪ ،‬أو وجود خطأ في‬
‫حساب التواريخ مما يؤدي إلى سقوط الحق)‪ ،‬الشرط الثاني وهو أن يتقدم ب الطعن خالل ش هريم (‪ )02‬من‬
‫تاريخ إعالن الحكم المطعون فيه‪ ،‬الشرط الثالث وهو يتعلق بمدى تأثير ه ذا الخط أ في الحكم‪ ،‬ك أن يك ون‬
‫سببا في تغيير منطوق الحكم‪ ،‬والشرط األخير وهو أن يتم توقيع هذه الدعوى من قبل محامي معتم د‪ ،‬م ع‬
‫رفعها بعريضة إفتتاحية (يمكن لمحافظ الدولة أن يرفع هذه الدعوى وأن يفصل فيها بع د س ماع األط راف‬
‫وصحة تكليفهم بالحضور)‪ ،‬ويتم تبليغ الحكم المصحح لكافة أطراف الدعوى‪ ،‬وهذا التصحيح ال يؤدي إلى‬
‫تعديل اإللتزامات التي قضى بها الحكم لألطراف‪.1‬‬
‫ثانيا‪ /‬دعوى التفسير‪ :‬وترفع هذه الدعوى بعريض ة أح د الخص وم أو بعريض ة مش تركة بينهم ا‪ ،‬حيث‬
‫يهدفان من خالل هذه الدعوى إلى إستيضاح مضمون الحكم الصادر من جه ة قض ائية معين ة‪ ،‬حيث يح ق‬
‫لهذه األخيرة التي أصدرت القرار القضائي تفسيره‪ ،‬وليس ل دعوى التفس ير ميع اد معين‪ ،‬حيث يمكن طلب‬
‫تفسير األحكام الصادرة من المحاكم اإلبتدائي ة خالل الم دة المق ررة أم ام مجلس الدول ة‪ ،‬وتفس ير ق رارات‬
‫مجلس الدولة بعد صدورها (‪.)2‬‬
‫ومن مبادئ دعوى التفسير‪:‬‬
‫_ تقدم دعوى التفسير للمحكمة التي أصدرت الحكم دون التقيد بميعاد معين‪ ،‬على أن اليكون تنفيذ الحكم قد‬
‫سقط بالتقادم‪.‬‬
‫_ عدم إتخاذها كوسيلة إلعادة النظر في الحكم إلنقضاء مواعيد الطعن‪.‬‬
‫_ الحكم الصادر في دعوى التفس ير يع د متمم ا للحكم الم راد تفس يره ول ه نفس الحجي ة ويطعن في ه بنفس‬
‫الطرق المقررة للحكم األصلي‪.‬‬
‫_ إقتصار التفسير على اإلجراءات الغامضة لمنطوق الحكم‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫‪ _ 1‬حسين فريجة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.439‬‬


‫‪ _ 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪ ،439‬ص ‪.440‬‬

‫‪17‬‬
‫بناًء على ما تم ذكره‪ ،‬يمكن القول بأن طرق الطعن في األحكام القضائية تعد من الوسائل الهام ة ال تي‬
‫يتمتع بها األفراد والشركات والمؤسسات للحف اظ على حق وقهم ومص الحهم القانوني ة‪ ،‬وتس اعد في تحقي ق‬
‫العدالة وتوفير بيئة قانونية مستقرة وآمنة‪.‬‬
‫وتختلف طرق الطعن في األحكام القضائية حسب النظام القانوني المعم ول ب ه والن وع القض ائي‪ ،‬وتش مل‬
‫االستئناف والطعن في الحكم االبتدائي أو الحكم االستئنافي‪ ،‬وطعن األحكام اإلداري ة أو الق رارات األمني ة‪.‬‬
‫وتتضمن بعض األنظمة القانونية طرق طعن إضافية مث ل التماس ات اإلحال ة والتماس ات النقض‪ ،‬ويتطلب‬
‫استخدام طرق الطعن فهمًا كافيًا لإلجراءات القانوني ة المتبع ة واألهلي ة للطعن واألس باب المقبول ة للطعن‪،‬‬
‫واإلجراءات الالزم ة للطعن في الحكم الص ادر‪ ،‬وال ينبغي اس تخدام ط رق الطعن بش كل تعس في أو غ ير‬
‫مبرر‪ ،‬حيث يجب أن تك ون األس باب المقدم ة للطعن قوي ة بش كل ك افي ل دى المحكم ة المختص ة‪ ،‬ويجب‬
‫االلتزام بالمدة الزمنية المحددة للطعن‪ ،‬وااللتزام بجمي ع اإلج راءات القانوني ة المتبع ة في النظ ام الق انوني‬
‫المعمول به‪.‬‬
‫وفي النهاية‪ ،‬يمكن القول بأن ط رق الطعن في األحك ام القض ائية تمث ل حًق ا أساس ًيا لألط راف المتنازع ة‬
‫للحفاظ على مصالحهم القانونية‪ ،‬وتعد أداة مهمة لتحقيق العدالة وضمان سالمة النظام القانوني والعدلي‪.‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬


‫أوال‪ /‬قائمة المصادر‬
‫‪18‬‬
‫القوانين‪:‬‬
‫_ قانون رقم ‪ 09-08‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر عام ‪ ،1429‬الموافق لـ ‪ 25‬فبراير سنة ‪ ،2008‬يتضمن ق انون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬قائمة المرجع‬


‫أوال‪ /‬الكتب‪:‬‬
‫_ حسين طاهري‪ ،‬الموجز لشرح اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪ ،‬الجزء األول‪ :‬اإلج راءات المدني ة‪،‬‬
‫منشورات دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪.2020 ،‬‬
‫_ حسين طاهري‪ ،‬اإلج راءات المدني ة واإلداري ة الم وجزة ش رح لق انون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة‪،‬‬
‫الجزء الثاني‪ :‬اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫_ حس ين فريج ة‪ ،‬المب ادئ األساس ية في ق انون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة‪ ،‬الطبع ة الثاني ة‪ ،‬دي وان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2013،‬‬
‫_ دربال عبد الرزاق‪ ،‬المختصر في اإلجراءات المدنية واإلدارية‪،‬برتي للنشر‪،‬الجزائر‪.2022،‬‬
‫_ عمارة بلغيث‪ ،‬الوجيز في اإلجراءات المدنية‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2002 ،‬‬
‫_ محمد الصغير بعلي‪ ،‬الوسيط في المنازعات اإلدارية‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫_ نبيل إسماعيل عمر‪ ،‬الوسيط في قانون المرافعات المدنية والتجارية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬
‫للنشر‪ ،‬مصر‪.2000 ،‬‬
‫ثانيا‪ /‬رسائل ومذكرات التخرج‪:‬‬
‫_ حسن عب د الجب ار قاس م‪ ،‬الطعن باألحك ام القض ائية اإلداري ة (دراس ة مقارن ة بين التش ريع الفلس طيني‬
‫والتشريع الجزائري)‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحق وق والعل وم السياس ية‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر بسكرة‪.2021 ،‬‬
‫ثالثا‪ /‬المقاالت العلمية‪:‬‬
‫_ عب د الحمي د بن عيش ة‪ « ،‬ط رق الطعن في الم واد اإلداري ة وفق ا ألحك ام ق انون اإلج راءات المدني ة‬
‫واإلدارية ‪ ،» 09-08‬مجلة الجزائري ة للعل وم القانوني ة والسياس ية‪ ،‬كلي ة الحق وق‪ ،‬جامع ة الجزائ ر ‪،-1-‬‬
‫المجلد ‪ ،53‬العدد (‪.2016 ،)4‬‬
‫_ لرجم أمينة‪ « ،‬األحكام القض ائية في ق انون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة الجزائ ري " دراس ة تحليلي ة‬
‫مقارنة" »‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية واإلقتصادية‪ ،‬كلية الحق وق‪ ،‬جامع ة الجزائ ر ‪ ،01‬المجل د ‪ ،2‬الع دد (‬
‫‪.2019 ،)03‬‬
‫_ محند أمقران بوبشير‪ « ،‬الجديد في طرق الطعن في أحك ام القض اء الم دني في ظ ل ق انون اإلج راءات‬
‫المدنية واإلدارية »‪ ،‬المجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مول ود معم ري‪ ،‬ت يزي‬
‫وزو‪ ،‬المجلد ‪ ،4‬العدد (‪.2009 ،)1‬‬

‫‪19‬‬

You might also like