Professional Documents
Culture Documents
بحث حول طرق الطعن في قانون الإجراءات المدنية
بحث حول طرق الطعن في قانون الإجراءات المدنية
يعتبر قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية في الجزائر مصدًرا هاًم ا لتحديد مجموعة من الط رق ال تي
تسمح للمواطنين حماية حقوقهم والطعن في األحكام القضائية الص ادرة بحقهم .وتع د ه ذه الط رق أساس ية
لضمان سير العدالة في القضايا المدنية واإلدارية ،هذا لكون أن حماية حق وق المواط نين والمؤسس ات في
تحديد لهم بعض األساليب القانونية التي تسمح بذلك تعد من األهداف الرئيسية للقانون الجزائري ،ومن بين
هذه األساليب نذكر الطرق التي يمكن استخدامها في الطعن في األحكام القضائية ،فالطعون القضائية تع د
وسيلة هامة لألطراف لالعتراض على األحكام الصادرة عن المحاكم والهيئات القض ائية ،وتس عى إلع ادة
النظر فيها أو إلغائها .وتختلف أنواع الطعون القضائية حس ب النظ ام الق انوني ال ذي ينطب ق على ال دعوى
ونوع الحكم الصادرة.
وتنص القوانين الجزائرية على العديد من الطرق ال تي يمكن اس تخدامها في الطعن في األحك ام القض ائية،
وتتمثل هذه الطرق في الطعون المتمثلة في الطرق العادية والطرق غير العادية.
ويجدر ذكر أن استخدام الطعون القضائية يعد أمًرا مهًم ا في ض مان حماي ة حق وق األف راد والمؤسس ات،
وتحقيق العدالة في النظام القانوني ،وبالتالي فإن هذا يتطلب فهًم ا جي ًدا ألن واع الطع ون القض ائية وكيفي ة
استخدامها بطريقة صحيحة .ولذلك ،فإن دراسة الطعون القض ائية وتحليله ا يع د مهًم ا للمح امين والقض اة
والطالب واألكاديميين في مج ال الق انون ،حيث يمكن من خالله ا تعزي ز فهمهم للنظ ام الق انوني وتحقي ق
العدالة في المجتمع.
ومن خالل ماسبق ذك ره ،وبإعتب ار أن اس تخدام الطع ون القض ائية ذات أهمي ة في ض مان حماي ة حق وق
األفراد والمؤسسات ،وتحقيق العدالة في النظ ام الق انوني س نقوم في ه ذا البحث بدراس ة ط رق الطعن في
قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية.
وُبغية اإللمام بموضوع دراستنا عن كثب ،إخترنا اإلشكالية التالية لدراسة موضوعنا:
كيف عالج المشرع الجزائري األحكام المتعلقة بطرق الطعن في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية؟
ولإلجابة على اإلشكالية السابق طرحها ،إخترنا خطة مكونة من مبحثين ،المبحث األول والمتعل ق بدراس ة
القواعد العامة للطعن في األحك ام القض ائية ،والمبحث الث اني وال ذي س نقوم ب التطرق في ه إلى تقس يمات
طرق الطعن في األحكام القضائية.
خطة البحث
المبحث األول :القواعد العامة للطعن في األحكام القضائية
المطلب األول :المقصود بطرق الطعن في األحكام القضائية
الفرع األول :مفهوم األحكام القضائية
الفرع الثاني :مفهوم نظام الطعن
المطلب الثاني :تقسيمات طرق الطعن في األحكام واألثار الناجمة عن التمييز بينهما
1
الفرع األول :تقسيمات طرق الطعن في األحكام
الفرع الثاني :األثار الناجمة عن التمييز بين تقسيمات طرق الطعن في األحكام
المطلب الثالث :سريان مواعيد الطعن والشروط العامة لقبول الطعن
الفرع األول :سريان مواعيد الطعن
الفرع الثاني :الشروط العامة لقبول الطعن
المبحث الثاني :تقسيمات طرق الطعن في األحكام القضائية
المطلب األول :الطرق العادية للطعن في األحكام القضائية
الفرع األول :الطعن باإلستئناف
الفرع الثاني :المعارضة
المطلب الثاني :الطرق غير العادية للطعن في األحكام القضائية
الفرع األول :الطعن بالنقض
الفرع الثاني :إعتراض الغير خارج الخصومة
الفرع الثالث :دعوى إلتماس إعادة النظر
الفرع الرابع :دعوى تصحيح األخطاء المادية ودعوى التفسيير
الخاتمة
قائمة المصادر والمراجع
2
المبحث األول
القواعد العامة للطعن في األحكام القضائية
ُتعد الطعون في األحكام القضائية من أهم وأب رز اإلج راءات القانوني ة ال تي يمكن لألط راف اتخاذه ا
للطعن على قرارات المحاكم النهائية واالستئنافية .ويتم ذلك من خالل مجموعة من األساليب ال تي ح ددها
لنا المشرع الجزائري من خالل نصوصه القانونية ،غيرأنه وقبل معرفة هذه األساليب لدب د لن ا من معرف ة
ما المقصود بطرق الطعن؟ ،وإلى كم تقسيم عددها المشرع؟ وهل تنضمها شروط معينة أم ال؟
وعلى هذا سنقوم بتقسيم هذا المبحث إلى ثالثة مطالب:
المطلب األول :المقصود بطرق الطعن في األحكام القضائية
المطلب الثاني :تقسيمات طرق الطعن في األحكام واألثار الناجمة عن التمييز بينهما
المطلب الثالث :سريان مواعيد الطعن والشروط العامة لقبول الطعن
المطلب األول
المقصود بطرق الطعن في األحكام القضائية
لمعرفة ما المقصود بطرق الطعن في األحكام القضائية البد من تفكيك الجملة أوال ،تعريف كل من
مفه وم األحك ام القض ائية و مفه وم نظ ام الطعن على ح دة ،ففي ه ذا المطلب س يتم معرف ة م ا المقص ود
بمصطلح اإلستشارة القانونية مفهوم األحكام القضائية كفرع أول ،وما مفهوم نظام الطعن كفرع ثاني.
الفرع األول :مفهوم األحكام القضائية
أوال /التعريف التشريعي للحكم القضائي:
نصت المادة 8من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري على أنه « :يقصد باألحكام القضائية
في هذا القانون األحكام واألوامر والقرارات القضائية » وجاءت المادة 255من القانون س ابق ال ذكر على
أن ه « :تص در أحك ام المح اكم بق اض ف رد م الم ينص الق انون على خالف ذل ك وتص در ق رارات جه ة
اإلستئناف بتشكيلة مكونة من ثالثة قضاة مالم ينص الق انون على خالف ذل ك » ،من خالل م ا س بق ذك ره
نرى أن المش رع الجزائ ري منح تعريف ا واس عا للحكم القض ائي بقول ه ان ه الحكم واألوام ر الص ادرة عن
المحاكم اإلبتدائية والمجالس القضائية بإعتبارها جهة إستئناف.
ثانيا /التعريف القضائي للحكم القضائي:
هناك إتجاهين يعرفان األحكام القضائية ،اإلتجاه األول والذي يعرفه ا بص ورة واس عة بقول ه « :الحكم
القضائي ه و ك ل ق رار ص ادر عن المحكم ة س واء اس تخدما لس لطتها القض ائية أو لس لطتها والوالئي ة»،
واإلتجاه
الثاني يعرفه بأنه« :الحكم الصادر عن سلطة عامة تمارس وظيفته ا وفق ا للنظ ام الق انوني الس ائد في دول ة
» (.)1
معينة
» «
_ 1لرجم أمينة ،األحكام القضائية في قانون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة الجزائ ري "دراس ة تحليلي ة مقارن ة" ،مجل ة الدراس ات القانوني ة
واإلقتصادية ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،01المجلد ،2العدد ( ،2019 ،)03ص .284
3
الفرع الثاني :مفهوم نظام الطعن
يعرف نظام الطعن في األحكام بأنه « :الوسيلة اإلختيارية التي نظمها القانون لمصلحة المحك وم علي ه
إذا أراد أن يعترض على الحكم الصادر ضده ،بقصد إلغائه أو تعديله أو إزالة أثاره » (.)1
المطلب الثاني
تقسيمات طرق الطعن في األحكام واألثار الناجمة عن التمييز بينهما
أغلب التشريعات تقسم طرق الطعن في األحكام إلى قسمين ،ولكي يتم التمييز بين كال من القس مين تم
تحديد لكال منهما أثار بهدف التمييز فيم ا بينهم ا ،وه ذا ماس يتم تناول ه في الف رع األول المتعل ق تقس يمات
طرق الطعن في األحكام والفرع الثاني المتضمن أثار التمييز بين هذه الطعون.
الفرع األول :تقسيمات طرق الطعن في األحكام
في حالة لم ينص القانون على خالف ذلك فإن مبدأ التقاض ي يق وم على درج تين ،وه ذا ماج اءت ب ه
نص المادة 6من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية.
وهذا المبدأ هو مايترتب عنه ح ق المتقاض ي في الطعن ض د األحك ام والق رارات القض ائية الص ادرة عن
الهيئات القضائية اإلدارية ،وبخصوص أنواع الطعون في األحكام القضائية هناك إتجاهين يميزان بينهما:
التصنيف األول ،والذي يس تند إلى الجه ة ال تي يق دم إليه ا الطعن ،وهي نوع ان :الطع ون اإلس تدراكية،
وهي الطع ون ال تي ترف ع أم ام الجه ة القض ائية ال تي أص درت الحكم ألول م رة (إلتم اس إع ادة النظ ر
المعارض ة ،إع تراض الغ ير الخ ارج عن الخص ومة باإلض افة إلى دع وى تص حيح األخط اء المادي ة)،
باإلضافة إلى الطعون الصحيحة ،وهي عكس الطعون اإلس تداركية حيث يتم رفعه ا إلى إلى جه ة قض ائية
)(2
أخرى غير الجهة التي صدر الحكم عنها (اإلستئناف ،النقض).
أم ا التص نيف الث اني ،فه و اإلتج اه ال ذي يقس م الطع ون إلى طع ون عادي ة والمتمثل ة في المعارض ة
واإلستئناف ،والطعون غير العادية التي تشمل إلتماس إع ادة النظ ر ،ودع وى تص حيح األخط اء المادي ة،
دعوى تفسير األحكام ،والنقض) ،(3ويجدر اإلشارة على أن المشرع الجزائري ق د إعتم د التص نيف الث اني
في تقسيم الطعون ،وهذا ماجاءت به نص المادة 313من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية بنص ها على
أن :
« طرق الطعن العادية هي هي اإلستئناف والمعارضة.
ط رق الطعن غ ير العادي ة هي اع تراض الغ ير الخ ارج عن الخص ومة وإلتم اس إع ادة النظ ر والطعن
»
بالنقض.
الفرع الثاني :األثار الناجمة عن التمييز بين تقسيمات طرق الطعن في األحكام
من أجل التمييز بين الطعون العادية والطعون غير العادية هنالك مجموعة من األثار التي تتعلق بهذه
الطعون ،ويمكن تحديدها كما يلي (:)4
_ 1حسن عبد الجبار قاسم ،الطعن باألحكام القضائية اإلدارية (دراسة مقارنة بين التشريع الفلسطيني والتشريع الجزائري) ،أطروحة مقدمة لني ل
شهادة الماستر ،قسم الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،2021 ،ص .21
_ 2محمد الصغير بعلي ،الوسيط في المنازعات اإلدارية ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،الجزائر ،2009 ،ص .350
_ 3المرجع نفسه ،ص .350
_ 4عبد الحميد بن عيشة «،طرق الطعن في المواد اإلدارية وفقا ألحكام قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،» 09-08مجل ة الجزائري ة للعل وم
القانونية والسياسية ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،-1-المجلد ،53العدد ( ،2016 ،)4ص .341
4
األسباب :عكس طرق الطعن العادي ،ف إن الق انون في ط رق الطعن غ ير العادي ة ح دد مجموع ة من
األسباب والحاالت التي يلجأ فيها الطاعن على سبيل الحصر عكس الطعن العادي ال ذي لم يح دد األس باب
والحاالت بإستثناء تلك المتعلقة بشروط الدعوى وهي مشتركة بين كل أنواع الطعون.
سلطة القاضي :سلطة القاضي في الطعون العادية ليست مقي دة ب ل تك ون واس عة بإعتب اره يعي د ط رح
الخصومة من جدي د ،أم ا في الطعن غ ير الع ادي فال ،حيث أنه ا مقي دة باألس باب والح االت ال تي ح ددها
المشرع لها.
األولوية :بطبيعة الحال فإن الطعن العادي يكون الطعن األصلي واألساسي ال ذي يتم اللج ود إلي ه أوًال،
ويتم اللج وء إلى الطعن غ ير الع ادي في حال ة إس تنفاذ ط رق الطعن العادي ة (بإس تثناء بعض الح االت
كالمعارضة).
الغرامة المالية وتنفيذ القرار :في الطعن العادي ،ال نجد أن المشرع قد نص على غرام ات مالي ة ،وفي
حالة رفض هذا األخير هنا المشرع قد نص في بعض الح االت على ف رض غرام ات مالي ة على الط اعن
الذي رفض طعنه غير العادي ،أم ا بخص وص تنفي ذ الق رار فاألص ل في الطع ون العادي ة أي المعارض ة
واإلس تئناف من ش أنها وق ف تنفي ذ الق رار ال ذي تم الطعن في ه ،م ع وج ود بعض الخصوص ية للطعن
باإلستئناف في المواد اإلدارية ،على عكس الطعون العادية.
المطلب الثالث
سريان مواعيد الطعن والشروط العامة لقبول الطعن
بما أن المشرع عمل على تحديد أنواع الطعون وقس مها إلى طع ون عادي ة وغ ير عادي ة ،فق ام أيض ا
بتنظيم مواعيد رفع هذه األخيرة باإلضافة إلى الشروط العام ة لقبوله ا ،وه ذا لكي ال يح دث خل ل وإنع دام
التنظيم أثناء رفعها ،وبالتالي فإن الفرع األول يتناول سريان مواعيد الطعن ،والفرع الثاني يدرس الشروط
العامة لقبولها.
الفرع األول :سريان مواعيد الطعن
يس ري أج ل الطعن إبت داًء من ت اريخ التبلي غ الرس مي للحكم ( الم ادة 313/3من ق انون اإلج راءات
المدنية اإلدارية) ،ويسري هذا األجل كذلك في ح ق من ق ام التبلي غ الرس مي (الم ادة 313/4من الق انون
سابق الذكر) ،فالتبليغ الرسمي بالحكم ولو ب دون تحف ظ ال يع د قب وال ب الحكم ( م 406/5ق.إ.م.إ ) والتبلي غ
الرسمي وفقا لنص المادة 406/1هو التبليغ يعده المحضر القضائي.
« ويشترط لكي يكون التبليغ صحيحا ومنتج ا ألث اره أن يتم إلى الش خص المطل وب تبليغ ه أو إلى موطن ه
الحقيقي أو إلى موطنه المخت ار ،وذل ك بواس طة محض ر يح رره المحض ر القض ائي ،ويش ير في ه إلى أن
المبلغ له تسلم نسخة رسمية من الحكم أو نسخة مطابقة لألصل ،وال يقوم األمر بالتنفيذ غير المرفق بنسخة
من الحكم مقام سند التبليغ ( )1وبإعتبار أن قاعدة ب دء س ريان ميع اد الطعن من ت اريخ تبلي غ الحكم المق رر
لمصلحة الطرف الخاسر في الدعوى ،لهذا األخير حق الطعن قبل حصول التبليغ (.)2
في حالة الحكم على الخصم بالتضامن أو في نزاع غير قابل للتجزئ ة ،ف إن أج ل الطعن ال يس ري إال على
من تم تبليغه رسميا ،وعن دما يك ون الحكم لص الح ع دة أط راف متض امنين أو معن يين ب التزام غ ير قاب ل
_ 1محند أمقران بوبشير « ،الجديد في طرق الطعن في أحكام القضاء المدني في ظل قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية » ،المجلة النقدية للق انون
والعلوم السياسية ،كلية الحقوق ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،المجلد ،4العدد ( ،2009 ،)1ص .18
_ 2المرجع نفسه ،ص.19
5
للتجزئة ،جاز لكل منهم التمس ك ب التبليغ الرس مي ال ذي ق ام ب ه أح دهم (م 316ق.إ.م.إ) ،وال يس ري أج ل
الطعن على شخص موضوع تحت نظام الوالية ،إال من تارخ التبليغ الرسمي للحكم ،إلى وليه أو وصيه أو
المقدم عليه.
وفي حالة وجود تضارب بين مصلحته ومصلحة أح دهم ،يتم التبلي غ إلى المتص رف الخ اص (م 317من
القانون سابق الذكر) ،وفي حالة تغيير في أهلية المحكوم ضده ،ال يسري األجل ،إال بعد تبليغ رسمي جديد
إلى الشخص الذي أصبحت له الصفة إلستالمه (م 318ق.إ.م.إ).
وفي حالة وفاة المحكون عليه ،ال يستأنف س ريان األج ل إال بع د التبلي غ الرس مي للورث ة ،ويك ون التبلي غ
الرسمي للورثة ،ويكون التبليغ الرسمي صحيحا إذا تم في مسكن المت وفى (م 319/1ق.إ.م،إ) ،وفي حال ة
وف اة الخص م ال ذي ق ام ب التبليغ الرس مي للحكم ،يبل غ الطعن إلى الورث ة ،في مس كن المت وفى (م 320/1
ق.إ.م.إ) ،ويكون التبليغ الرسمي ص حيحا إذا س لم إلى الورث ة جمل ة ودون تحدي د أس مائهم وص فاتهم ،وال
يمكن للخصم المطالبة بالحكم ض د الورث ة ،إال إذا ادخل وا في الخص ام (م 320/2ق.إ.م.إ) ،يك ون التبلي غ
الرسمي للطعن صحيحا إذا تم في العنوان المذكور في الحكم (م 321ق.إ.م.إ).
وقد عالج المشرع األحكام المتعلقة بتبليغ الشخص الذي له موطن في الخارج في نصوص المواد -406/6
415-414من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري.
الفرع الثاني :الشروط العامة لقبول الطعن
أوال /الشروط المتعلقة باألطراف
/1أن تتوافر فيه أهلية التقاضي وقت رفع الطعن
/2أن يكون ذا ص فة في الطعن :ويقص د به ا أن يرف ع الطعن ممن ك ان في الخص ومة طرف ا حقيقي ا
وخصما التي صدر فيها الحكم المطعون فيه وأن يتم إختصامه بنفس الصفة التي كان يعتد بها قب ل ص دور
الحكم ( )1واعتبر المشرع شرط الصفة من النظام العام حيث أجاز للقاضي إثارته من تلق اء نفس ه وفي أي
مرحلة من مراحل التقاضي وفقا لنص المادة 13من قانون اإلجراءات المدنية اإلدارية.
/3أن يكون صاحب مصلحة في الطعن :والمصلحة هنا يقصد بها أن يكون للطاعن غاية وهدف ن افع
من طعنه ،وه ذه الغاي ة تتحق ق بإزال ة الض رر ال ذي أص اب الط اعن من الحكم المطع ون في ه ،وبالت الي
فالمصلحة هي أن يوجد ضرر أو خسارة لحقت الطاعن نتيجة الحكم الص ادر ،ويعم ل الطعن على تحقي ق
مصلحت هذا األخير بهدف الحصول على على حكم أفضل من الحكم األول (.)2
ثانيا /الشروط المتعلقة بعريضة الطعن
/1شرط توقيع العريضة من قبل محام :نصت المادة 815من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على
أنه « مع مراعاة أحكام المادة 827أدناه ،ترفع الدعوى امام المحكمة اإلدارية بعريضة موقعة من محام »،
وعلى الع رائض والطع ون أن تق دم من ط رف مح ام معتم د ل دي مجلس الدول ة ،بإس تثناء األش خاص
المذكورين في الم ادة 800وه ذا م اورد في نص الم ادة 905من الق انون ذات ه ،غ ير أن الم ادة 827من
ق.إ.م.إ قد أعفت األشخاص المذكورين في نص المادة ( 800الدولة ،البلدية ،الوالية ،المؤسسات العمومي ة
ذات الطابع اإلداري) من شرط توقيع العريضة من قبل محامي ،شريطة أن توقع من قبل الممث ل الق انوني
لهذه الجهة.
_ 1نبيل إسماعيل عمر ،الوسيط في قانون المرافعات المدنية والتجارية ،الطبعة الثانية ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،مصر ،2000 ،ص .827
_ 2المرجع نفسه ،ص .823
6
/2شرط تضمن عريضة الطعن على جملة من البيانات :ترفع عريضة الطعن بنفس األشكال التي ترفع
بها العريضة اإلفتتاحية وهو ما أكدته ِكال من المادتين 815و 816من ق.إ.م.إ ،ولقد نص ت الم ادة 15من
القانون ذاته على البيانات التي يجب توافرها فيها ،حيث الهدف من هذه البيانات ه و تحدي د هوي ة أط راف
الخصومة والجهة القضائية التي تنظر في الخصام (.)1
المبحث الثاني
تقسيمات طرق الطعن في األحكام القضائية
بعد دراسة القواعد العامة لطفي األحكام القضائية ،ومعرفة ما المقصود بها وش روطها بص فة عام ة،
يمكننا األن التطرق ودراسة تقسيمات طرق هذه الطعون ،ولقد علمنا سابقا أن المشرع ق د أخ د بالتص نيف
الذي يصنف الطعون إلى طعون عادية وطعون غير عادية ،هنا يأتي دور هذا المبحث ليحدد لنا كل طريقة
طعن خاصة بكل تصنيف ،وفقا للخطة التالية:
المطلب األول :الطرق العادية للطعن في األحكام القضائية
المطلب الثاني :الطرق غير العادية للطعن في األحكام القضائية
المطلب األول
الطرق العادية للطعن في األحكام القضائية
تعتبر الط رق العادي ة في الطعن في األحك ام القض ائية من أهم اإلج راءات القانوني ة ال تي يس تخدمها
المواطنون والمؤسسات للطعن في األحكام الصادرة ضدهم من قب ل المح اكم .وتنقس م الط رق العادي ة إلى
طريق تين رئيس يتين وهم ا :الطعن باإلس تئناف والمعارض ة ،وجعلن ا لك ل منهم ا ف رع يتكلم عن القواع د
واألثار والشروط العامة التي تتعلق بهما ،حيث في الف رع األول س ندرس الطعن باإلس تئناف ,وفي الف رع
الثاني المعارضة.
الفرع األول :الطعن باإلستئناف
أوال /مفهوم الطعن باإلستئناف
/1تعريف الطعن باإلستئناف :يع رف اإلس تئناف بأن ه أح د الط رق المادي ة ال تي يلج أ إليه ا الط رف
المتضرر من الحكم بغية الحص ول على حكم أخرإم ا بتعديل ه أو إلغائ ه ص ادر من محكم ة علي ا ،ويك ون
اإلستئناف حق لِكَال من طرفي الخصومة ،أي للمدعي وللمدَعى عليه على ح د الس واء ،حيث ال يج وز أن
يتمتع بهذا الحق أحد الخصمين دون األخر ضمانا لتحقيق العدالة وصيانة لحقوق ال دفاع والمس اواة بينهم ا
(.)2
/2شروط مباشرة الطعن باإلس تئناف :نص قانون اإلج راءات المدني ة واإلدراي ة على مجموع ة من
الشروط التي تسمح لطرفي الخصومة مباشرة إجراءات الطعن باإلس تئناف ،وتتمث ل في ش رطين أساس ين
وهما:
7
الشرط األول :نصت المادة 949من قانون اإلج راءات المدني ة اإلداري ة على أن ه « يج وز لك ل ط رف
حضر الخصومة أو استدعى بصفة قانونية ،ولو لم يق دم أي دف اع ،أن يرف ع إس تئنافا ض د الحكم أو األم ر
الصادر عن المحكمة اإلدارية ،مالم ينص القانون على خالف ذل ك» ،نخلص من ه ذه الم ادة أنه ا أج ازت
ألطراف الخصومة أن يطعنوا باإلستئناف أمام المحكمة ،طالم ا أن يك ون حكمه ا ه ذا قاب ل لإلس تئناف (م
800و 801ق.إ.م.إ) (.)1
الشرط الثاني :وهو يتعلق بوجوب كون الحكم إبتدائيا بمعنى قابل لإلس تئناف( ،تم الفص ل في موض وع
النزاع جزئيا أو كليا ،أو تم الفصل في دفع شكلي ،أو في دف ع بع دم القب ول ،أو في أي طلب ع ارض آخ ر
منهيا للخصومة [م 296ق.إ.م.إ] ) ،وبالتالي فإن األحكام التي صدرت قبل الفصل في موضوع ال نزاع ال
تقبل اإلستئناف ،وهذا ما جاءت به نص الم ادة 952بقوله ا « ال تك ون األحك ام الص ادرة قب ل الفص ل في
»
الموضوع ،قالبلة لإلستئناف إال مع الحكم الفاصل في موضوع الدعوى،ويتم اإلستئناف بعريض ة واح دة
(. )2
/3أنواع الطعن باإلستئناف:
للطعن باإلستئناف نوعين إستئناف أصلي وإستئناف ف رعي ،وه ذا ماج اءت ب ه نص الم ادة 951من
القانون سابق الذكر ،وتفصيلهما كاألتي:
أ_ اإلستئناف األصلي :هو إستئناف يتم تقديمه من قبل الطاعن األول (المستأنف) في األج ال ال تي ح ددها
المش رع الجزائ ري ،ويرف ع إلى هيئ ة أعلى درج ة من المحكم ة ال تي أص درت الحكم األول ،ويتن اول
اإلستئناف األصلي كل موضوع النزاع أو جزء منه ( ،)3كما أن المادة 335من ق.إ.م.إ نصت على أن حق
اإلستئناف مقرر لجميع األشخاص الذين كانوا خصوما على مستوى الدرجة األولى أو لذوي حقوقهم ،كم ا
يحق لألشخاص الذين تم تمثيلهم على مستوى الدرجة األولى ،بسبب نقص األهلية ،ممارسة اإلس تئناف إذا
زال سبب ذلك ،كما أنه يجوز للطرف المتخل األصلي أو المدخل في الخصام في الدرجة األولى على رفع
اإلستئناف ،مع شريطة وجود مصلحة المستأنف في ممارسة اإلستئناف .
ب_ اإلستئناف الفرعي :وهو اإلستئناف الذي يتم رفعه من طرف المستأنف عليه رد لمواجهة المس تأنف،
ففي حالة رفع أحد الخصوم إستئنافا يجوز للطرف األخ ر رف ع إس تئناف ف رعي أثن اء الخص ومة وفي أي
حالة كانت عليه الخصومة ،ولو تم تبليغه رسميا بالحكم دون تحف ظ وح تى في حال ة س قوط حق ه في رف ع
اإلس تئناف األص لي (م 337ق.إ.م.إ) ،واله دف من ه ذا اإلس تئناف ه و البحث في ال نزاع من جدي د ،ذل ك
بإعتبار أن اإلستئناف األص لي ي درس ج وانب الحكم ال تي لم تالئم المس تأنف وال تي وق ع عليه ا إس تئنافه
وبالتالي فالمستأنف عليه يرفع بدوره إستئنافا حتى يتسنى البحث مجددا في جوانب أخرى للحكم (.)4
ثانيا /اإلجراءات العامة لرفع الطعن باإلستئناف وأثاره
/1اإلجراءات العامة لرفع الطعن باإلستئناف :
أ_ بخصوص عريضة اإلستئناف :يتم رفع االستئناف بعريض ة وفق ًا للقواع د المنص وص عليه ا ،وت ودع
العريضة في أمانة ضبط مجلس الدولة أو المحكمة اإلدارية (م 539و 560ق.إ.م.إ) ،وتقيد هذه العريض ة
في سجل خاص مرقم بعد دفع الرسوم المطلوبة ويتم ذك ر أس ماء وألق اب الخص وم ورقم القض ية وت اريخ
_ 1دربال عبد الرزاق ،المختصر في اإلجراءات المدنية واإلدارية ،برتي للنشر ،الجزائر ،2022 ،ص .583
_ 2المرجع نفسه ،ص .583
_ 3حسن عبد الجبار قاسم ،مرجع سابق ،ص.49
_ 4عمارة بلغيث ،الوجيز في اإلجراءات المدنية ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،الجزائر ،2002 ،ص ،95ص.96
8
أول جلسة .يتم تسجيل رقم القضية وتاريخ الجلسة تبعا لترتيب ورود هذه العرائض ،ويعم ل أمين الض بط
على تسجيل جميع المعلومات التي تتضمنها العريضة السابق ذكرها (م 540ق.إ.م.إ) على نسخة عريض ة
االستئناف ويجب على المستأنف تبليغها رسمًيا للمس تأنف ض ده (م 539ق.إ.م.إ) ويجب تمثي ل المس تأنف
بمحام معتمد وإرفاق نسخة من الحكم المطعون فيه بعريضة اإلس تئناف إذا لم يتم االمتث ال له ذه الش روط،
فإن العريضة لن يتم قبولها (م905و 541ق.إ.م.إ) وبخصوص الموضوع المطعون فيه فهو يتعل ق بإلغ اء
أو تعديل الحكم المستأنف بما يتعل ق بمنطوق ه .إذا ك ان الموض وع المطع ون في ه يتعل ق بأس باب الحكم أو
الموضوعات األخرى ،فإن االستئناف سيكون غير مقبول في بعض التشريعات كالتشريع الفرنسي (.)1
ب_ فيم ا يتعل ق بالص فة والمص لحة في الطعن باإلس تئناف :يجب أن يك ون ل دى المس تأنف ص فة
ومصلحة في الطعن الذي يتق دم ب ه ،وذل ك وفًق ا للمب دأ الع ام المتب ع في الم ادة 13من ق انون اإلج راءات
المدنية واإلدارية ويجمع الفقه الفرنسي بين الش رطين الس ابقين ،حيث يتم منح الص فة من خالل المص لحة
في ممارسة الطعن أو االدعاء بشكل عام .ويشكل مث ااًل على ذل ك اع تراض ج ار على ت رخيص بن اء في
مكان قريب منه ،أو اعتراض مستخدمي مرفق بري د على بعض اإلج راءات ال تي ت ؤثر على حق وقهم في
المرفق .ويتم تقدير وجود المصلحة أو الصفة أيًض ا عند دمج الشرطين ،وذلك في ي وم تق ديم الطعن ،ح تى
لو اختفت بعد ذلك .وليس من الضروري أن يتوافر كل شرط في قبول االستئناف ،مثل العريضة وبياناته ا
والتمثيل الجسامي والمصلحة والصفة ،حيث ال يؤدي تخلف أًيا منها إلى رفض الطعن تلقائًيا ،ما دام الخلل
الذي يوجد في الطعن قاباًل للتصحيح .وتنص المادة 848من القانون نفسه على أنه ال يجوز للمحكمة إثارة
عدم قب ول التم اس الطعن بش كل تلق ائي ،إال بع د دع وة المعن يين إلى تص حيح الخل ل ،قب ل انته اء المهل ة
المحددة (المادة 915من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية) (.)2
ج_ آجال اإلستئناف :يجب أن ُيحتس ب أج ل االس تئناف ك امًال ،وفًق ا لم ا ج اء في الم ادة 950من ق انون
اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري ،وهو شهران من تاريخ التبليغ الرس مي ،ويختل ف ذل ك عن أج ل
القضاء العادي الذي يبلغ شهرًا واح ًدا ،ويتم اإلش هار ب الحكم بواس طة محض ر قض ائي ويتض من أس باب
الحكم والق انون المع ني ب ه .ي راعى أيًض ا م ا ج اء في الم ادة 404من ذات الق انون بش أن تمدي د أج ل
االستئناف لشهرين إضافيين للمقيمين خارج البالد .ويتم الرجوع إلى الحكم الصادر عن المحكمة اإلدارية،
كما هو محدد في المادة 894ق.إ.م.إ ،كما ويراعى أيًض ا المسافة بين األطراف المعنية في القضية (.)3
/2أثار الطعن باإلستئناف:
_1تؤثر القاعدة في التنفيذ بأن الحكم الصادر يمكن الطعن فيه باالستئناف ،وه ذا يع ني أن التنفي ذ ممن وع
حتى ينتهي ميعاد الطعن ،ورفع االستئناف ال يمنع التنفيذ إال إذا ُق ِرر غ ير ذل ك ،ول و ُر ِف ع االس تئناف في
فترة الميعاد ،فسيستمر المنع من التنفيذ ،حتى يتم الفصل في الطعن.
_2األثر الرئيسي للطعن باالستئناف هو طرح النزاع ،حيث تفص ل محكم ة الدرج ة األولى على محكم ة
الدرج ة الثاني ة ،وتص بح األخ يرة مختص ة ببحث ال تراع وتحقي ق الفص ل في ه ،يحكم ه ذا األث ر لمق دم
االس تئناف ،ويحكم س لطة محكم ة االس تئناف بم ا يطرح ه عليه ا االس تئناف .وهن اك ثالث ة قواع د يجب
مراعاتها:
_ القاعدة األولى :أن الطلبات المطروحة أمام محكمة الدرج ة األولى فق ط يمكن طرحه ا في االس تئناف،
وال يمكن طرح طلب ات جدي دة أم ام محكم ة الدرج ة الثاني ة ،ح تى ال يخت ل عملي ة التقاض ي وال يتف اوت
الطرفان في المستوى القضائي.
_ 1دربال عبد الرزاق ،مرجع سابق ،ص.584
_ 2المرجع نفسه ،ص.585
_ 3المرجع نفسه ،ص ،585ص.586
9
_ القاعدة الثانية :أن االستئناف ال ينقل الطلبات التي لم تفص ل فيه ا محكم ة الدرج ة األولى إلى محكم ة
الدرجة الثانية ،ويتضمن ذلك التجريح بحكم المحكمة األولى.
_ يمكن لمحكمة االستئنافية أن تقررع دم قب ول الطلب ات الجدي دة تلقائًي ا ،حيث أن ع دم قب ول الطلب ات في
االستئناف يعد جزًء ا من النظام العام.
الفرع الثاني :المعارضة
أوال /مفهوم المعارضة « :المعارضة هي طريق من الطرق العادية يلجأ إليها المحكوم عليه غيابيا
»
للوصول إللغاء أو تعديل الحكم الذي صدر في غيبته ويكون التجازه لنفس المحكمة التي أصدرت الحكم
(.)1
ثانيا /إجراءات رفع المعارضة:
تقوم المعارضة بتقديم عريضة لحضورها أمام المحكمة أو الجه ة ال تي أص درت الحكم الغي ابي ،م ع
االلتزام باألشكال المقررة لعريضة افتتاح الدعوى ،يجب أن تحتوي عريض ة المعارض ة على بي ان الحكم
المعارض فيه وأسباب المعارضة .يتمكن المعارض ضد الحكم من الرد على أسباب المعارض ة واالطالع
عليها .ويتضمن العريضة جميع البيانات الالزمة مثل المحكمة المعنية وتاريخ الجلسة وطلب ات المع ارض
مع بيان أسانيد الحكم المعارض فيه وتوقيع المحامي إن وجد ،مع تقديم نسخة من الحكم المطع ون في ه .إذا
لم يتم توفير هذه البيانات ،س يتم اعتب ار المعارض ة باطل ة وال يتم النظ ر فيه ا .كم ا يجب على المع ارض
حضور جلسات المعارضة ،وإذا لم يحضر أو يقدم مذكرة بأوجه دفاعه ،فسيتم إصدار حكم بأن المعارضة
غير مقبولة وسيتم إلغاء أي آثار له ا .ل ذلك ،يجب على المع ارض أن يحض ر الجلس ات ،ألن التخل ف عن
الحضور في الجلسة األولى يدل على ع دم جدي ة المعارض ة وأن المقص ود منه ا ه و فق ط كس ب ال وقت.
وتحت طائلة عدم القبول شكال ،يجب أن تقدم العريضة المرفقة بنسخة من الحكم المطعون فيه ،ويتم التبليغ
الرسمي للعريضة إلى جميع أطراف الخصومة (.)2
ثالثا /أثار المعارضة:
إذا تم رفع معارضة ،يجب إعادة طرح ال نزاعي على المحكم ة ال تي ص درت الحكم الغي ابي .يه دف
رفع المعارضة إلى تمكين الخصم الغ ائب من تق ديم دفاع ه بش أن ال دعوى المرفوع ة ض ده ،بم ا في ذل ك
الدفوع الشكلية والموضوعية والطلبات المناسبة .وإذا لم يحضر الخصم الغائب ،فإن ه ال يمكن حرمان ه من
تقديم أي طلبات لم يبدأها خالل غيابه .يهدف رفع المعارض ة إلى س حب الحكم الس ابق وإع ادة النظ ر في
الدعوى ،مما يتطلب إعطاء الخصم الغائب الفرصة لتقديم أوجه دفاعه .إذا ص در حكم جدي د في ال دعوى،
فإن الحكم الغيابي يعتبر كأنه لم يكن .وإذا لم تحضر أي من األطراف في المعارضة ،فإن المعارضة تعتبر
كأنها لم تكن ،ويصبح الحكم الغي ابي ثابًت ا وغ ير قاب ل للطعن من جدي د .الم ادة 331تنص على أن الحكم
الصادر في حالة المعارضة يكون حضورًيا وثابًتا وغير قابل للطعن (.)3
المطلب الثاني
الطرق غير العادية للطعن في األحكام القضائية
_ 1حسين طاهري ،الموجز لشرح اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد ،الجزء األول :اإلجراءات المدنية ،مرجع سابق ،ص .176
_ 2حسين فريجة ،المبادئ األساسية في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،الطبعة الثانية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائ ر ،2013 ،ص
.134
_ 3المرجع نفسه ،ص.134
10
مثلما توجد طرق عادية في الطعن في األحكام هنال ك أيض ا ط رق غ ير عادي ة للطعن وال تي ال
تعتبر أقل شيوعًا واستخدامًا من الط رق العادي ة ،وس يتم دراس ة تقس يم ه ذه الط رق وفق ا للف روع التالي ة:
الفرع األول المتعلق بالطعن بالنقض ،والفرع الثاني ،إعتراض الغ ير خ ارج الخص ومة ،والف رع الث الث
يتضمن دعوى إلتماس إعادة النظر ،والفرع األخير دعوى تصحيح األخطاء المادية ودعوى التفسيير.
الفرع األول :الطعن بالنقض
أوال /مفهوم الطعن بالنقض :طريق الطعن بالنقض ه و طري ق غ ير اعتي ادي يتم اس تخدامه لتص حيح
األخطاء القانونية في األحكام النهائية أمام المحكمة العليا ،يتم الطعن بالنقض بسبب مخالفة الحكم للق انون،
وتتم مهمة المحكمة العليا بالتأك د من التط بيق الص حيح للق انون ،إم ا ب رفض الطعن أو القب ول ب ه ونقض
الحكم المطعون فيه ،ال بد على الجهة التي أصدرت الحكم المطع ون في ه إع ادة النظ ر في ال نزاع وإع ادة
المحاكمة إذا لزم األمر .يسمح الق انون الجزائ ري ب الطعن ب النقض في األحك ام النهائي ة ال تي تص در عن
المحاكم والمج الس القض ائية ،ويمكن ألي ش خص ك ان طرًف ا في الحكم المطع ون في ه أو ل ذوي الحق وق
الطعن بالنقض (.)1
ثانيا :شروط قبول الطعن بالنقض
ليتم قبول الطعن بالنقض ضد الحكم القضائي ال بد من أن يتوافر على مجموعة من الشروط ،وهي متمثل ة
في:
/1محل الطعن بالنقض:
يفص ل مجلس الدول ة في الطع ون ب النقض في ق رارات الجه ات القض ائية اإلداري ة الص ادرة نهائي ا
باإلض افة إلى الطع ون ب النقض في ق رارات مجلس المحاس بة ،ونص ت على ه ذه القاع دة الم ادة 11من
القانون المتعلق بإختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه وعمله ،وبالتالي فإن الطعن بالنقض الذي ي ترتب عن
دعوى اإللغاء يك ون في الق رارات الص ادرة نهائي ا عن الجه ات القض ائية اإلداري ة دون ق رارات مجلس
الدولة،ذلك بإعتبار أن الطعن بالنقض يكون أمام جهة قضائية تعلو الجهة ال تي أص درت الق رار المطع ون
فيه ،هنا نرى بأن شرط الميعاد يخضع لقواعد عامة تنظمها منجموعة من المواد المتعلقة بحس ابه وميع اده
()2
والتي ال تختلف عن ميعاد الطعن باإلستئناف ،وهي ثالثة ( )03قواعد :
القاع دة األولى وال تي تتعل ق ب الحكم الغي ابي ،حيث يتم حس اب ه ذا األخ ير من الي وم ال ذي تك ون في ه
المعارضة مقبول ة ،إال بع د إنقض اء ش هر من ت اريخ لتبلي غ (الم ادة 355ق.إ.م.إ) ،والقاع دة الثاني ة ،فهي
تتعلق بإقامة أحد الخصوم في الخارج ،حيث أنه في هذه الحالة يتم زيادة شهر واحد للميعاد ليصبح ثالث ة (
)03أشهر (م 236ق.إ.م.إ) ،أما القاعدة الثالث ة واألخ يرة،فهي تتكلم عن المس اعدة القض ائية حيث نص ت
المادة 356من ذات القانون السابق ال ذكر على أن ه "ي ترتب على تق ديم طلب المس اعدة القض ائية توقي ف
سريان أجل الطعن بالنقض أو من أجل إيداع المذكرة الجوابية" (.)3
/2الشروط المتعلقة بأشخاص الخصومة
_1أن تتوافر فيه صفة األهلية
_2أن يكون ذا صفة في الطعن ،حيث أنه وطبق ا لنص الم ادة 13من الق انون 09-08فإن ه ال يج وز ألي
شخص التقاضي مالم تكن له مصلحة قائمة.
_ 1حسين فريجة ،مرجع سابق ،ص .139
_ 2محمد صغير بعلي ،مرجع سابق ،ص .367
_ 3المرجع نفسه ،ص .370
11
_3أن يكون صاحب مصلحة في الطعن ،ونصت المادة 353من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على
أنه "ال يقبل الطعن بالنقض إال إذا قدم من أحد الخصوم او من ذوي الحقوق".
/3إجراءات رفع الطعن بالنقض :يتم رفع الطعن بصحيفة تودع لدى أمان ة الض بط بالمحكم ة العلي ا،
ويجب أن يوقع عليها محامي معتمد لدى المحكمة العليا .إذا كان الطعن مرفوًع ا من النياب ة العام ة ،فيجب
أن يوقعه عضو النيابة العامة المطعن في الحكم .يجب أن تحتوي الصحيفة على أسماء الخصوم وص فاتهم
ومواقعهم وبيان الحكم المطعون فيه وتاريخه وأس باب الطعن وطلب ات الط اعن ،و إذا لم يتم تق ديم أس باب
الطعن وطلبات الطاعن بشكل صحيح ،فإن الطعن يعتبر باطال وتصدر المحكمة حكًم ا ببطالن ه .وال يمكن
تقديم أي أسباب أو وسائل دف اع جدي دة أم ام المحكم ة العلي ا .وعن دما تنقض الحكم ،فإن ه يجب إحالت ه إلى
محكمة الموضوع للنظر فيه من جديد ،ويجب على النيابة العام ة المطعن في الحكم أن توق ع الص حيفة ،و
تعتبر المحكمة العليا محكمة رقابة على التطبيق الص حيح للق انون ،وال يمكن له ا زي ادة أو تع ديل الوق ائع
الموضوعة في النزاع (.)1
/4ميعاد الطعن بالنقض :نصت على ميعاد الطعن كل من المادتين 354و 355من قانون اإلجراءات
المدنية واإلدارية:
المادة : 354يرفع الطعن بالنقض في أجل شهرين ( )2يبدأ من تاريخ التبليغ الرسمي للحكم المطعون في ه
إذا تم شخصيا.
ويمدد أجل الطعن بالنقض إلى ثالثة ( )3أشهر ،إذا تم التبليغ الرسمي في موطنه الحقيقي أو المختار .
المادة : 355ال يسري أجل الطعن بالنقض في األحكام والقرارات الغيابية ،إال بعد انقضاء األجل المقرر
للمعارضة .
ثالثا :األحكام والقرارات القابلة للطعن بالنقض:
هي كل من المواد 349إلى غاية 352من قانون اإلجراءات المدنية واإلدراية:
المادة : 349تكون قابلة للطعن بالنقض ،األحكام والقرارات الفاصلة في موض وع ال نزاع والص ادرة في
آخر درجة عن المحاكم والمجالس القضائية.
المادة : 350تك ون قابل ة للطعن ب النقض ،األحك ام والق رارات الص ادرة في آخ ر درج ة ،وال تي تنهي
الخصومة بالفصل في أحد الدفوع الشكلية أو بعدم القبول أو أي دفع عارض آخر
الم ادة : 351ال يقب ل الطعن ب النقض في األحك ام األخ رى الص ادرة في آخ ر درج ة إال م ع األحك ام
والقرارات الفاصلة في الموضوع
المادة : 352ال يقبل الطعن في ذات الوقت بالتماس إع ادة النظ ر في األحك ام والق رارات المطع ون فيه ا
بالنقض.
رابعا /أوجه الطرق بالطعن :لقد ذكر المشرع الجزائري على سبيل الحصر مجموع ة من األوج ه في
حدود 18وجها في نص المادة 358من ق انون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة ،ويب نى الطعن ب النقض إال
على وجه أو أكثر منها ،وللمحكمة العليا أن تثير من تلقاء نفسها وجها أو مجموعة من األوجه للنقض طبقا
_ 1حسين طاهري ،اإلجراءات المدنية واإلدارية شرح لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،الجزء األول :اإلجراءات المدنية ،مرجع سابق ،ص
-189ص.190
12
لنص المادة 360من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،كما أنه ال يقبل أوج ه جدي دة للطعن ماع دا تل ك
األوجه القانونية أو تلك الناتجة عن الحكم أو القرار المطعون فيه (م :)359
الماد ة : 358ال يبنى الطعن بالنقض إال على وجه واحد أو أآثر من األوجه اآلتية :
1-مخالفة قاعدة جوهرية في اإلجراءات،
2-إغفال األشكال الجوهرية لإلجراءات،
3-عدم االختصاص،
4-تجاوز السلطة،
5-مخالفة القانون الداخلي،
6-مخالفة القانون األجنبي المتعلق بقانون األسرة،
7-مخالفة االتفاقيات الدولية،
8-انعدام األساس القانوني،
9-انعدام التسبيب،
10-قصور التسبيب،
11-تناقض التسبيب مع المنطوق،
12-تحريف المضمون الواضح والدقيق لوثيقة معتمدة في الحكم أو القرار،
13-تناقض أحكام أو قرارات صادرة في آخر درجة ،عندما تكون حجية الشيء المقضي فيه قد أثيرت
بدون جدوى ،وفي هذه الحالة يوجه الطعن بالنقض ضد آخر حكم أو قرار من حيث التاريخ ،وإذا تأكد هذا
التناقض ،يفصل بتأيد الحكم أو القرار األول.
-14تناقض أحكام غير قابلة للطعن العادي.
في هذه الحال ة يك ون الطعن ب النقض مقب وال ،ول و أن أح د األحك ام موض وع طعن ب النقض س ابق انتهى
بالرفض .وفي هذه الحالة يرفع الطعن بالنقض ح تى بع د ف وات األج ل المنص وص علي ه في الم ادة 354
أعاله ،ويجب توجيهه ض د الحكمين ،وإذا تأك د التن اقض ،تقض ي المحكم ة العلي ا بإلغ اء أح د الحكمين أو
الحكمين معا،
15-وجود مقتضيات متناقضة ضمن منطوق الحكم أو القرار،
16-الحكم بما لم يطلب أو بأكثر مما طلب،
17-السهو عن الفصل في أحد الطلبات األصلية،
18-إذا لم يدافع عن ناقصي األهلية.
خامسا /في أثار الطعن بالنقض:
13
()1
للطعن مجموعة من األثار يمكن حصر أهمها في األتي:
ال يترتب على الطعن بالنقض وقف تنفيذ الحكم أو القرار ما ع دا في الم واد المتعلق ة بحال ة األش خاص أو
أهليتهم وفي دعوى التزوير ،إذا كان موضوع الدعوى غير قابل للتجزئة.
فإن رفع الطعن بالنقض من أحد الخصوم ي تيح أث ره إلى الب اقي ح تى ولم يطعن وا ب النقض يك ون النقض
جزئيًا إذا تعلق بجزء من الحكم أو القرار.
إذا يقضى الحكم أو القرار المطعون فيه ،تحيل المحكمة العليا القضية إما أمام الجه ة ال تي أص درت الحكم
أو القرار أو جهة قضائية أخرى من نفس المستوى.
يكون النقض بدون إحالة في حالة قرار المحكمة العليا فيما فصل فيه من نقاط قانوني ة ال ب ترك من ال نزاع
وما يتطلب الحكم فيه ،وهناك حالة أخرى يكون فيها النقض بدون إحالة عندما يك ون قض اة الموض وع ق د
عاينوا وق دروا الوق ائع بكيفي ة تس مح للمحكم ة العلي ا أن تص در الحكم دون الحاج ة إلى إع ادة النظ ر في
القضية .يجب على الخصم إي داع عريض ة تتض من المطلوب ة في عريض ة افتت اح ال دعوى مرفق ة بق رار
الطعن بالنقض ،والقبول قبل انتهاء شهرين من التبليغ ،وتحدد هذا األجل إلى ثالثة أشهر عن دما يتم التبلي غ
الرسمي إلى الموطن الحقيقي أو المختار.
الطعن بالنقض ال يجوز إال في حاالت معينة مثل تعلق األمر بحالة األشخاص أو أهليتهم أو وج ود دع وى
تزوير فرعية ،وعندما يحصل ذلك ،فإن القض اء ال يخ الف وق ف تط بيق الق انون ،كم ا أن ه يج وز الطعن
بالنقض في بعض الحاالت ،حتى إذا كان الموضوع غير قابل للطعن بالنقض ،مثل قرار الزواج ،إذا كانت
هناك دعوى تزوير فرعية.
في حال ة الطعن ب النقض ،يتحتم على جه ة اإلحال ة أن تفص ل في القض ية من جدي د من حيث الوق ائع
والقانون ،باستثناء المسائل غير المشمولة بالنقض ،ويجوز للمحكمة العليا الفصل في المسألة القانونية التي
فصلت فيه ا جه ة اإلحال ة ،كم ا يتحتم على المحكم ة العلي ا أن تفص ل من حيث الوق ائع بالق انون البت في
موضوع النزاع عند الطعن الثالث .وفي حالة إعادة السير في الدعوى بعد النقض ،تتصدى المحكمة العلي ا
بناء على طلب أحد الخصوم للنظر في المسألة والفصل فيها بشكل جديد.
الفرع الثاني :إعتراض الغير خارج الخصومة
أوال /مفهوم ه :يه دف الطعن ب اعتراض الغ ير الخ ارج عن الخص ومة ،مث ل الطعن بالمعارض ة ،إلى
مراجعة أو إلغاء الحكم أو القرار الصادر من ذات الجهة التي أصدرته .يمكن تقديم ه ذا الطعن س واء ك ان
الحكم أو القرار صادرًا عن المحاكم اإلدارية أو مجلس الدولة ،سواء ك ان في االس تئناف (باعتب ار مجلس
جهة استئناف) أو في الطعن بالنقض (باعتبار مجلس الدول ة جه ة نقض) .ويمكن اس تخدام ه ذا الطعن في
موضوع النزاع أو في األوامر الصادرة في قضايا استعجالية .وبالتالي ،يعد هذا الطعن جائزًا ومسموح به
(.)2
ثاني ا /ش روطه :ال ب د من ت وفر يجب ت وفر ش رطين لقب ول الطعن في اإلع تراض الغ ير الخ ارج عن
الخصومة (: )3
_ الشرط األول :يجب أن يكون الطاعن قد لحق به ضرر من الخصومة ولم يكن طرًفا فيها.
_ 1حسين طاهري ،اإلجراءات المدنية واإلدارية شرح لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،الجزء األول :اإلجراءات المدنية ،مرجع سابق ،ص
.198
_ 2دربال عبد الرزاق ،مرجع سابق ،ص.603
_ 3حسين طاهري ،اإلجراءات المدنية واإلدارية الموجزة شرح لقانون اإلجراءات المدنية واإلداري ة ،الج زء الث اني :اإلج راءات اإلداري ة ،دار
الخلدونية للنشر والتوزيع ،الجزائر ،2013 ،ص ،160ص.161
14
_ الشرط الثاني :يتعلق بالمدة المسموح بها لرفع اإلعتراض الغير الخارج عن الخصومة ،حيث ال يج وز
رفع اإلعتراض بعد مرور 15سنة من تاريخ صدور الحكم أو القرار أو األم ر ،م ا لم ينص الق انون على
خالف ذلك .وعندما يتم التبليغ الرسمي للحكم أو القرار أو األمر إلى الغير ،يحدد القانون م دة 2ش هًرا من
تاريخ التبليغ الرسمي لإلعتراض.
ثالثا /أثار إعتراض الغير خارج الخصومة واإلجراءات المتعلقة به
()1
/1أثار إعتراض الغير خارج الخصومة :أثار إعتراض الغير خارج الخصومة هي:
_ ينجم من إع تراض الغ ير الخ ارج عن الخص ومة ط رح ال نزاع من جدي د علي الجه ة القض ائية ال تي
أصدرت الحكم محل الطعن وفي حدود الطلب محل اإلعتراض.
_ ينجم عن قبول إعتراض الغير الخارج عن الخصومة الفصل في الوقائع والقانون.
/2اإلجراءات المتعلقة بإعتراض الغير خارج الخصومة :وتتمثل في (:)2
_ يرفع اإلعتراض الغير الخارج عن الخصومة وفقًا لألش كال المق ررة برف ع ال دعوى ويق دم أم ام الجه ة
القضائية التي أصدرت الحكم أو القرار أو األمر.
_ يجب أن يكون اإلعتراض الغير الخارج عن الخص ومة مص حوبًا بوص ل يثبت إي داع مبل غ ل دى أمان ة
الضبط يساوي الحد األقصى من الغرامة المنصوص عليها في المادة 388من هذا القانون.
_ يترتب على قبول إعتراض الغير الخارج عن الخص ومة تع ديل أو إلغ اء المقتض يات المع ترض عليه ا
والحفاظ على المقتضيات المبطلة في الحكم أو القرار أو األمر المعترض فيه.
_ يج وز الحكم على المع ترض بغرام ة ت تراوح بين 10.000.00دج إلى 20.000.00دج إذا ُرفض
اإلعتراض.
_ يجوز الطعن في الحكم أو األمر أو القرار الصادر في إعتراض الغير الخارج عن الخصومة.
_ يتم الطعن بنفس طرق الطعن المقررة لألحكام.
_ ُيطالب المعترض بالتعويضات المدنية التي قد يصرح بها الخصوم في حالة رفض اإلعتراض.
_ يتم رفع اإلعتراض الغير الخارج عن الخصومة وفًقا لألشكال المقررة برفع ال دعوى ،ويجب أن يرف ق
بوصل يثبت إيداع مبلغ لدى أمانة الضبط يساوي الحد األقصى للغرامة المنصوص عليه ا في الم ادة 388
من القانون.
_ إذا كان الموضوع غير قابل للتجزئ ة ،فيتع ذر تط بيق الحكم الص ادر في إع تراض الغ ير الخ ارج عن
الخصومة عليه.
_ يتم الفصل في الوقائع والقانون في حال قبول إعتراض الغير الخارج عن الخصومة وفي ح دود الطلب
المقدم.
الفرع الثالث :دعوى إلتماس إعادة النظر
_ 1حسين طاهري ،اإلجراءات المدنية واإلدارية الموجزة شرح لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،الجزء الثاني :اإلجراءات اإلدارية ،مرجع
سابق ،ص .161
_ 2المرجع نفسه ،ص ،161ص.162
15
أوال /مفهومه :يمثل التم اس إع ادة النظ ر طريق ًا غ ير اعتي ادي لالحتج اج على حكم أو ق رار أو أم ر
استعجالي لقوة ما يمثله المقضي به ،ويشمل األحكام النهائية بغض النظر عما إذا كانت صادرة من محكمة
أول درجة أم ال .ويمنع القانون االحتجاج بواسطة التماس إعادة النظ ر في األحك ام ال تي ت رفض التماس ًا،
باإلضافة إلى األحكام التي تقرر في موضوع الدعوى بعد قبول التماس اإلعادة (.)1
ثانيا /أسباب دعوى إلتماس إعادة النظر وميعادها:
/1أسباب دعوى إلتماس إعادة النظر:
وهي أسباب حددها المشرع على سبيل الحصر ال المثال ،وتتمثل في سببين رئيسيين وهما (:)2
السبب األول :إذا اكتشف أن القرار ق د ص در بن اءا على ش هادة زور ،أو على وث ائق م زورة أو اع ترف
بتزويرها ،أو ثبت قضائيا تزويرها بعد صدور ذلك الحكم أو القرار أو األمر وحيازته قوة الشيء المقضي
فيه (م 39212ق.إ.م.إ).
السبب الثاني :إذا حكم على خصم ،واكتشف بعد صدور الحكم أو القرار أن ه لم يق دم ثيق ة قاطع ة وأوراق
حاسمة كانت محتجزة لدى الخصم (م 392/2ق.إ.م.إ).
/2ميعاد دعوى إلتماس إعادة النظر :نص المش رع الجزائ ري في ق انون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة
على ميعاد اإللتماس في نص المادة 393بأنه « :يرفع اإللتماس إع ادة النظ ر في أج ل ش هرين ( ،)2يب دأ
سريانه من تاريخ ثبوت تزوير شهادة الشاهد ،أو ثبوت التزوير ،أو تاريخ إكتشاف الوثيقة المحتجزة.
ال يقبل التماس إعادة النظر ،إال إذا كانت العريضة مرفق ة بوص ل يثبت إي داع كفال ة بأمان ة ض بط الجه ة
»
القضائية ،ال تقل عن الحد األقصى للغرامة المنصوص عليها في المادة 397أدناه.
ثالثا /إجراءات إلتماس إعادة النظر والحكم فيه :يقدم طلب إع ادة النظ ر بتق ديم عريض ة إلى المحكم ة
التي أصدرت الحكم ،ويجب أن تتضمن العريضة بياًنا للحكم ال ذي ي رغب الملتمس في إع ادة النظ ر في ه،
وتاريخه ،وأسباب الطلب (م 394ق.إ.م.إ) ،وال يؤدي طلب إعادة النظر إلى تعليق تنفيذ الحكم ،وفًقا للمادة
348من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية.
تدرس المحكمة طلب إعادة النظر ،ويجب التأكد من أن الطلب تم تقديمه في الموعد المحدد قانوًنا ،ويتعل ق
بحكم نهائي ،ويستند إلى إحدى األسباب المنص وص عليه ا بالق انون (م 395ق.إ.م.إ) كم ا يح ق للمحكم ة
رفض الطلب إذا ت بين أن ه لم يس تند إلى س بب من األس باب المح ددة بالق انون ،بع د دراس ة الحال ة ،يمكن
للمحكم ة قب ول أو رفض الطلب ،وإذا قبلت المحكم ة الطلب يتم إلغ اء الحكم المطل وب إع ادة النظ ر في ه،
ويعت بر كأن ه لم يكن قائًم ا .وال يمكن االحتج اج على الحكم الص ادر ب رفض الطلب بإع ادة النظ ر(م396
ق.إ.م.إ) كما يحق للمحكمة تغريم الملتمس إذا خسر القضية ،بغرامة مدني ة ال تق ل عن عش رة آالف دين ار
جزائري وال تزيد عن عشرين ألف دين ار ،ويح ق للملتمس المتض رر أن يط الب بالتعويض ات المدني ة (م
397ق.إ.م.إ) (.)3
الفرع الرابع :دعوى تصحيح األخطاء المادية ودعوى التفسيير
أوال /دعوى تصحيح األخطاء المادية :تهدف هذه الدعوى على السماح ألط راف ال دعوى المتض ررين
من وجود خطأ مادي في األحكام و القرارات الصادرة في دعواهم بتقديم دعوى تصحيح األخطاء المادية،
_ 1حسين فريجة ،مرجع سابق ،ص .155
_ 2حسين طاهري ،اإلجراءات المدنية واإلدارية الموجزة شرح لقانن اإلجراءات المدنية واإلدارية ،الجزء الثاني :اإلجراءات اإلدارية ،مرجع
سابق ،ص .164
_ 3حسين فريجة ،مرجع سابق ،ص ،156ص.157
16
وبالتالي لقبول هذه الدعوى البد من أن يتوفر شرط أن الخطأ المنسوب للحكم هو خط أ م ادي ويك ون ه ذا
الخطأ في صياغة الحكم أو موضوعه (عدم إطالع المحكمة على وثيقة هامة تم إيداعها ،أو وجود خطأ في
حساب التواريخ مما يؤدي إلى سقوط الحق) ،الشرط الثاني وهو أن يتقدم ب الطعن خالل ش هريم ( )02من
تاريخ إعالن الحكم المطعون فيه ،الشرط الثالث وهو يتعلق بمدى تأثير ه ذا الخط أ في الحكم ،ك أن يك ون
سببا في تغيير منطوق الحكم ،والشرط األخير وهو أن يتم توقيع هذه الدعوى من قبل محامي معتم د ،م ع
رفعها بعريضة إفتتاحية (يمكن لمحافظ الدولة أن يرفع هذه الدعوى وأن يفصل فيها بع د س ماع األط راف
وصحة تكليفهم بالحضور) ،ويتم تبليغ الحكم المصحح لكافة أطراف الدعوى ،وهذا التصحيح ال يؤدي إلى
تعديل اإللتزامات التي قضى بها الحكم لألطراف.1
ثانيا /دعوى التفسير :وترفع هذه الدعوى بعريض ة أح د الخص وم أو بعريض ة مش تركة بينهم ا ،حيث
يهدفان من خالل هذه الدعوى إلى إستيضاح مضمون الحكم الصادر من جه ة قض ائية معين ة ،حيث يح ق
لهذه األخيرة التي أصدرت القرار القضائي تفسيره ،وليس ل دعوى التفس ير ميع اد معين ،حيث يمكن طلب
تفسير األحكام الصادرة من المحاكم اإلبتدائي ة خالل الم دة المق ررة أم ام مجلس الدول ة ،وتفس ير ق رارات
مجلس الدولة بعد صدورها (.)2
ومن مبادئ دعوى التفسير:
_ تقدم دعوى التفسير للمحكمة التي أصدرت الحكم دون التقيد بميعاد معين ،على أن اليكون تنفيذ الحكم قد
سقط بالتقادم.
_ عدم إتخاذها كوسيلة إلعادة النظر في الحكم إلنقضاء مواعيد الطعن.
_ الحكم الصادر في دعوى التفس ير يع د متمم ا للحكم الم راد تفس يره ول ه نفس الحجي ة ويطعن في ه بنفس
الطرق المقررة للحكم األصلي.
_ إقتصار التفسير على اإلجراءات الغامضة لمنطوق الحكم.
الخاتمة
17
بناًء على ما تم ذكره ،يمكن القول بأن طرق الطعن في األحكام القضائية تعد من الوسائل الهام ة ال تي
يتمتع بها األفراد والشركات والمؤسسات للحف اظ على حق وقهم ومص الحهم القانوني ة ،وتس اعد في تحقي ق
العدالة وتوفير بيئة قانونية مستقرة وآمنة.
وتختلف طرق الطعن في األحكام القضائية حسب النظام القانوني المعم ول ب ه والن وع القض ائي ،وتش مل
االستئناف والطعن في الحكم االبتدائي أو الحكم االستئنافي ،وطعن األحكام اإلداري ة أو الق رارات األمني ة.
وتتضمن بعض األنظمة القانونية طرق طعن إضافية مث ل التماس ات اإلحال ة والتماس ات النقض ،ويتطلب
استخدام طرق الطعن فهمًا كافيًا لإلجراءات القانوني ة المتبع ة واألهلي ة للطعن واألس باب المقبول ة للطعن،
واإلجراءات الالزم ة للطعن في الحكم الص ادر ،وال ينبغي اس تخدام ط رق الطعن بش كل تعس في أو غ ير
مبرر ،حيث يجب أن تك ون األس باب المقدم ة للطعن قوي ة بش كل ك افي ل دى المحكم ة المختص ة ،ويجب
االلتزام بالمدة الزمنية المحددة للطعن ،وااللتزام بجمي ع اإلج راءات القانوني ة المتبع ة في النظ ام الق انوني
المعمول به.
وفي النهاية ،يمكن القول بأن ط رق الطعن في األحك ام القض ائية تمث ل حًق ا أساس ًيا لألط راف المتنازع ة
للحفاظ على مصالحهم القانونية ،وتعد أداة مهمة لتحقيق العدالة وضمان سالمة النظام القانوني والعدلي.
19