You are on page 1of 37

‫بحث لنيل شهادة اإلجازة في القانون الخاص‬

‫تحت موضوع‬

‫دور النيابة العامة في قضايا‬


‫األسرة‬
‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالب‪:‬‬

‫د‪ .‬أحمد العاللي‬ ‫االسم‪ :‬حمزة الغفولي‬

‫الرقم الوطني‪H138387219 :‬‬


‫رقم التسجيل‪01809165 :‬‬

‫الموسم الدراسي‪2020/2021 :‬‬

‫‪0‬‬
‫إهداء‬
‫إلى الذي فطرني المولى( عز وجل على حبه واإلحسان إليه‪.‬‬

‫أهدي هذا العمل المتواضع( إلى‬

‫رمز الحب وبلسم الشفاء‪ ،‬إلى القلب( الناصع بالبياض‬

‫إلى من أرضعتني الحب والحنان وعلمتني الحياة والحياء‬

‫والتي كانت تدعو اليالفالح والنجاح دائما‬

‫أمي الغالية(‬

‫إلى الذي أدب وعلم وسهر ألنام وجاع ألشبع وتعب ألرتاح إلى‬

‫قدوتي ومثلي األعلى أبي الغالي( حفظه اهلل‪.‬‬

‫إلى من قاسموني حلو الحياة ومرها‪ ،‬إلى أعز وأغلى ما وهبني اهلل‬

‫(أصدقائي)( الذين( ساندوني في كل شيء حفظهم اهلل وسدد خطاهم‬

‫إخوتي‪.‬‬ ‫وإلى‬

‫‪1‬‬
‫شكر وعرفان‪:‬‬
‫ين "‬‫ِِ‬ ‫اسَت َو ٰى آَت ْينَاهُ ُح ْك ًما َو ِعل ًْما َو َك َٰذلِ َ‬
‫ك نَ ْج ِزي ال ُْم ْحسن َ‬ ‫"ولَ َّما َبلَ َغ َأ ُش َّدهُ َو ْ‬
‫َ‬
‫اآلية ‪ 14‬من سورة القصص‬

‫أتوجه بالشكر والتقدير إلى األستاذ د‪ .‬أحمد العاللي الذي كان له الفضل‬

‫في اختيار هذا الموضوع‪ ،‬كما أشكر األستاذة وردي أمال على توجيهاتها لما كان‬
‫لها من دور كبير في إنجاز هذا البحث الجامعي‪.‬‬

‫كما أتقدم بالشكر الجزيل إلى كل من عمل وخلص فيه عمله‬

‫وكان قدوة لغيره‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫تعت بر النياب ة العام ة مكون ا هام ا داخ ل بني ات الس لطة القض ائية وف ق دس تور ‪2011‬‬
‫ب النظر ل دورها في تحقي ق العدال ة من خالل ض مان الحق وق والحري ات والحماي ة من‬
‫التج اوزات ال تي ق د تطاله ا‪ ،‬والس هر على اح ترام الق وانين والتش ريعات من ط رف الجمي ع‬
‫دون أي تمييز وألي سبب كان‪.‬‬

‫وبالنظر ألهمية هذا المركز الذي تحتله النيابة العامة‪ ،‬فقد سعى المشرع المغ ربي من‬
‫خالل ترس انته القانوني ة إلى توس يع دور ه ذه المؤسس ة ليش مل القض ايا المدني ة بع دما ك ان‬
‫منحص را في القض ايا الزجري ة‪ ،‬أي أن مج ال العدال ة لم يع د منحص را في العدال ة الجنائي ة‬
‫فقط وإ نما أصبح يشمل أيضا ما يعرف بالعدالة اإلدارية والمالية والتجارية واألسرية‪ ،‬مما‬
‫حتم إيج اد مؤسس ة المف وض الملكي بالمح اكم اإلداري ة‪ ،‬وجه از للنياب ة العام ة بالمح اكم‬
‫المالية‪ ،‬والمحاكم التجارية‪ ،‬وبقضاء األسرة‪.1‬‬

‫وتأسيسا على ذلك يتضح من خالل االطالع على مقتضيات الفصول من ‪ 6‬إلى ‪10‬‬
‫من قانون المس طرة المدنية‪ 2‬أن دور النيابة العام ة في القضايا المدني ة ال يعدو أن يكون‬
‫رئيس يا أو انض ماميا وجوب ا أو جوازي ا‪ ،‬وت دخل النياب ة العام ة يختل ف ب اختالف طبيع ة‬
‫القض ايا المعروض ة على القض اء‪ ،‬أم ا فيم ا يتعل ق بالقض ايا األس رية فيالح ظ أن المش رع‬
‫المغربي نص من خالل الفصل التاسع من قانون المسطرة المدنية على أنه "يجب أن تبلغ‬
‫إلى النياب ة العام ة ال دعاوى اآلتي ة ‪-2 ...‬القض ايا المتعلق ة باألس رة؛ ‪ ،"...‬وطبق ا للم ادة ‪3‬‬
‫من مدونة األسرة‪ 3‬تعتبر النيابة العامة طرفا أصليا في جميع القضايا الرامية إلى تطبيق‬
‫أحكام المدونة‪.‬‬

‫ولعل تعزيز وتقوية مركز النيابة العامة في قضايا األسرة مرده األهمية البالغة التي‬
‫تكتس يها األس رة كخلي ة أساس ية في المجتم ع‪ ،‬ل ذلك ينبغي الحف اظ عليه ا وحمايته ا من ك ل‬
‫‪ 1‬محمد عبد المحسن البقالي الحسني‪ ،‬دور النيابة العامة أمام قضاء األسرة‪ ،‬البوابة القانونية والقضائية "عدالة"‪ ،‬ص‪1.‬‬
‫‪ 2‬ظهير شريف بمثابة قانون رقم ‪ 1.74.447‬بتاريخ ‪ 11‬رمضان ‪ 28( 1394‬شتنبر ‪ )1974‬بالمصادقة على نص قانون المسطرة المدنية‬
‫المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ 3‬ظهير شريف رقم ‪ 1.04.22‬صادر في ‪ 12‬من ذي الحجة ‪ 3( 1424‬فبراير ‪ )2004‬بتنفيذ< القانون رقم ‪ 70.03‬بمثابة مدونة األسرة‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪.5184‬‬

‫‪3‬‬
‫مساس قد يؤثر على وحدتها وترابطها‪ .‬وتأسيسا على ذلك يوفر القانون ‪ 15.01‬المتعلق‬
‫بكفال ة األطف ال المهملين‪ ،‬والق انون ‪ 50.54‬المتعل ق بالحال ة المدني ة فض ال عن المدون ة‬
‫حماية للطفل كجزء من األسرة‪.‬‬

‫وإ ذا ك ان مج ال قض ايا األس رة يش مل دور النياب ة العام ة ال ذي يتس ع ويض يق تبع ا‬


‫لنوعية القضايا التي تتدخل فيها‪ ،‬ومدى أهميتها‪ ،‬وتأثيرها على النظام العام األسري‪ ،‬وهو‬
‫م ا يط رح إش كالية آلي ات اش تغال النياب ة العام ة‪ ،‬وكيفي ة ذل ك‪ ،‬من خالل حرص ها على‬
‫التطبيق السليم للقانون‪ ،‬والمسلك الذي تسلكه في عملها هذا‪ ،‬وطبيعة الصفة التي تشتغل‬
‫بها‪ ،‬تلكم تبدو هي اإلشكالية المحورية للموضوع‪.‬‬

‫فم ا هي آلي ات اش تغال النياب ة العام ة في قض ايا األس رة؟ وم ا طبيع ة ت دخلها؟ وكي ف‬
‫تساهم في تحقيق التوازن األسري؟‬

‫وحري بنا لإلحاطة بالموضوع التطرق إلى األدوار التي تقوم بها النيابة العامة في‬
‫قضايا األسرة من خالل ابراز تدخالتها في كل ما يتعلق بميثاق الزوجية وانحالله‪ ،‬وكذا‬
‫اهتمامه ا بش أن الطف ل كج زء أساس ي في األس رة من خالل مجموع ة من الق وانين‪ ،4‬ل ذا‬
‫سنعتمد التقسيم التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬دور النيابة العامة في مدونة األسرة‬ ‫‪-‬‬


‫المبحث الث اني‪ :‬دور النياب ة العام ة في ق انون الحال ة المدني ة وق انون كفال ة‬ ‫‪-‬‬
‫األطفال المهملين وقانون الجنسية‪.‬‬

‫‪ 4‬نقصد في هذا الشأن كل من قانون األسرة في قضايا الحضانة والنيابة الشرعية واألهلية‪ ،‬وقانون الحالة المدنية من مجموعة األدوار القضائية‬
‫واإلدارية والوالئية التي تقوم بها‪ ،‬باإلضافة إلى قانون كفالة األطفال المهملين من خالل التصريح باإلهمال وتنفيذ الكفالة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المبحث األول‪ :‬دور النيابة العامة في مدونة األسرة‬
‫سعيا من المشرع المغربي إلى توفير سبل نجاح خلية األسرة‪ ،‬فقد نظمها بمقتضى‬
‫القانون رقم ‪ 70.03‬بمثابة مدونة األسرة‪ ،‬ومنح فيها للنيابة العامة اختصاصات مهمة في‬
‫جميع المراحل‪ ،‬بدءا بإبرام عقد الزواج إلى تصفية التركة‪ ،‬مرورا من مختلف المراحل‬
‫التي يمكن أن تمر بها العالقة الزوجية من طالق وتطليق ونفقة وحضانة وأهلية ونيابة‬
‫‪5‬‬
‫شرعية ‪...‬‬

‫إال أن تدخل النيابة العامة في هذه القضايا يطرح إشكالية طبيعة تدخلها‪ ،‬هل تتدخل‬
‫كطرف منظم أم كطرف رئيسي‪ ،6‬لذلك سنعالج في مطلبين طبيعة هذا التدخل من خالل‬
‫دوره ا في قض ايا ال زواج وانحالل ه (المطلب األول)‪ ،‬وك ذا في قض ايا الحض انة واألهلي ة‬
‫والنيابة الشرعية (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬دور النيابة العامة في قضايا ميثاق الزوجية وانحالله‪.‬‬

‫س يرا على نهج الش ريعة االس المية‪ ،‬أح اط المش رع المغ ربي عق د ال زواج بس ياج من‬
‫الش كلية‪ ،‬لس د مناف ذ العبث به ذه الرابط ة المقدس ة‪ ،‬وال تي وص فها الح ق س بحانه وتع الى‬
‫بالميثاق الغليظ قائال‪" :‬واخذنا منكم ميثاقا غليظا"‪ 7‬هذا وإ ن دل على شيء انما يدل على‬
‫االس اس ال ذي يب نى علي ه ال زواج فه و اس اس م تين وص لب غايت ه البق اء واالس تمرار‪ ،‬وق د‬
‫عرفته م أ بأنه‪" :‬الزواج ميثاق تراض وترابط شرعي بين رجل وامرأة على وجه الدوام‬
‫غايته االحصان والعفاف وإ نشاء اسرة مستقرة برعاية الزوجين … "‪ ،‬وإ ذا كان هاجس‬
‫اس تمرار العالق ة الزوجي ة ه و األس اس ال ذي ق امت علي ه فلس فة المدون ة‪ ،‬إال أن العالق ة‬

‫‪ 5‬محمد الصخري‪ ،‬تدخل النيابة العامة في قضاء األسرة‪ ،‬سلسلة الندوات واللقاءات واأليام الدراسية‪ ،‬مكتبة دار السالم‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫‪ ،2004‬العدد ‪ ،5‬ص‪.83.‬‬
‫‪ ، 6‬بعد االطالع على مقتضيات قانون المسطرة المدنية يتضح أنه بمقتضى المادة ‪ 8‬تتدخل النيابة العامة كطرف منظم في جميع‬
‫القضايا التي يتم تبليغها إليها‪ ،‬وتعتبر قضايا األسرة من القضايا التي تتدخل فيها النيابة العامة والتي ينبغي تبليغها إليها بمقتضى المادة‬
‫‪ 9‬من نفس القانون‪ ،‬وهو ما يستدعي اإلجابة عن هذا التناقض بين أحكام قانون المسطرة المدنية وأحكام قانون األسرة‪ .‬فبحسب< المادة‬
‫‪ 3‬من المدونة‪ ،‬تتدخل النيابة العامة كطرف أصلي في جميع القضايا المتعلقة بأحكام المدونة‪ ،‬ولعل تطبيق القاعدة العامة في القانون‬
‫"االختصاص العام يستثنى بنص خاص" قد تفيد أكثر في تغليب المادة ‪ 3‬من المدونة على أحكام قانون المسطرة المدنية‪ ،‬إال أنه مع‬
‫ذلك تبقى القواعد المسطرية ذات قوة ملزمة في جميع اإلجراءات وهو ما يقتضي البحث أكثر‪.‬‬
‫القرآن الكريم‪ ،‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪.26‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪5‬‬
‫الزوجي ة ق د يش وبها االض طراب وع دم االس تقرار ل ذلك يك ون من الالزم ح ل ه ذا الميث اق‬
‫رفعا للضرر الذي قد يحصل ألحد الزوجين‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬سنتناول هذا المطلب عبر فرعين اثنين‪ ،‬ندرس في (الفرع األول) دور النيابة‬
‫العام ة أثن اء قي ام الرابط ة الزوجي ة‪ ،‬ونن اقش في (الف رع الث اني) دور النياب ة العام ة أثن اء‬
‫انحالل ميثاق الزوجية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تدخل النيابة العامة أثناء فترة الزوجية‬

‫تلعب النيابة العامة دورا هاما أثناء قيام العالقة الزوجية‪ ،‬سواء على مستوى السهر‬
‫على تسجيل بيانات الزواج (الفقرة األولى) أو في دعاوى التعدد (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬دور النيابة العامة في تسجيل بيانات الزواج‬

‫تؤدي النيابة العامة دورا مهما على المستوى اإلجرائي لعقد الزواج بموجب المواد‬
‫‪ ،15 ،14 ،68 ،66 ،55‬مع مراعاة المادة ‪ 21‬من مدونة األسرة‪" ،‬غير أن دورها هذا‬
‫ال ين درج في إط ار ت دخلها كط رف أص لي أو منظم‪ ،‬وإ نم ا ين درج في مهامه ا اإلداري ة‬
‫والمتمثلة في اإلشراف على الحالة المدنية والتنسيق بين قسم قضاء األسرة ونظام الحالة‬
‫المدنية بما يضمن ويحقق مصلحة األسرة"‪.8‬‬

‫ه ذا التدخل يهم وكي ل الملك بالمحكمة االبتدائية بالرباط ال ذي تحال عليه نس خة من‬
‫عقد زواج األش خاص المغارب ة المقيمين بالخ ارج ال ذين أبرم وا العق د طبق ا للق انون المحلي‬
‫لبل د إق امتهم‪ 9‬إذا لم يكن لل زوجين أو أح دها مح ل والدة ب المغرب‪ ،‬أو يوج ه إلي ه (وكي ل‬
‫الملك بابتدائية الرباط) ملخص نص العقد من طرف رئيس قسم قضاء األسرة إذا لم يكن‬
‫لل زوجين أو ألح دهما مح ل والدة ب المغرب‪ ،‬مم ا يع ني أن النياب ة العام ة تت دخل في الحال ة‬

‫‪ 8‬ادريس الفاخوري‪ ،‬دور النيابة العامة في المادة األسرية‪ ،‬مقال منشور بمركز إدريس الفاخوري للدراسات واألبحاث في العلوم القانونية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ 9‬خولت المادة ‪ 14‬من مدونة األسرة للمغاربة المقيمين بالخارج‪ ،‬إمكانية ابرام عقود زواجهم وفقا لإلجراءات اإلدارية لبلد إقامتهم‪ ،‬مع وجوب‬
‫القيام ببعض اإلجراءات المنصوص عليها في المادة ‪ 15‬من نفس المدونة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫التي ال يكون فيها للزوجين أو أحدهما محل والدة بالمغرب‪ ،‬سواء أبرموا العقد وفق قانون‬
‫بلد اإلقامة‪ 10‬أو في المغرب وفق القانون الوطني‪.11‬‬

‫كما تسهر النيابة العامة على السالمة الشكلية واإلدارية إلبرام عقد الزواج‪ ،‬وذل ك في‬
‫ٍ‬
‫تدليس في الحص ول على‬ ‫إطار المادتين ‪ 66 ،65‬من مدونة األسرة‪ ،‬حيث ُيعاقب على ك ّل‬
‫اإلذن أو ش هادة الكف اءة المنص وص عليهم ا في البن دين ‪ 5‬و‪ 6‬من الم ادة ‪ 65‬أو التملص‬
‫منهم ا‪ ،‬وذل ك بم وجب الفص ل ‪ 366‬من الق انون الجن ائي بطلب من المتض رر حس ب م ا‬
‫تقتضيه المادة ‪.1266‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬دور النيابة العامة في دعاوى التعدد‬

‫لق د قي دت مدون ة األس رة التع دد بمجموع ة من الض وابط الش رعية والقي ود القانوني ة‬
‫بموجب المواد من ‪ 40‬إلى ‪ 46‬من مدونة األسرة‪ ،‬وهكذا فإن المشرع قد اتجه إلى حضر‬
‫التعدد كأصل وإ باحته كاستثناء‪ ،‬ويبرز دور النيابة العامة في هذا الصدد من خالل منحها‬
‫سلطة اإلشراف الفعلي والقانوني والمسطري على أحقية التعدد في الزواج‪.‬‬

‫فالمادة ‪ 43‬من مدونة األسرة تنص على أنه تستدعي المحكمة الزوجة المراد التزوج‬

‫عليه ا للحض ور‪ ،‬ف إذا توص لت شخص يا ولم تحض ر أو امتنعت من تس لم االس تدعاء‪ ،‬توجِّهُ‬
‫إليه ا المحكم ة عن طري ق ع ون كتاب ة الض بط إن ذارا تش عرها في ِه بأنه ا إذا لم تحض ر في‬
‫الجلسة المحدد تاريخها في اإلنذار سيبت في طلب الزوج في غيابها‪ ،‬ويتم البت في الطلب‬
‫في غيبة الزوجة المراد التزوج عليها إذا أفادت النيابة العامة بتعذر الحصول على موطن‬
‫أو مح ل إقام ة يمكن اس تدعاؤها في ه بع د قيامه ا ب اإلجراءات والتحري ات الالزم ة بواس طة‬
‫أع وان الش رطة القض ائية‪ ،‬وفي الحال ة ال تي تتوص ل فيه ا الزوج ة شخص يا باإلش عار ولم‬
‫تحض ر‪ ،‬ف إن المحكم ة تبت في طلب ال زوج في غيابه ا‪ ،‬إال أن ه أحيان ا في المن اطق النائي ة‬

‫‪ 10‬أنظر المادة ‪ 15‬من مدونة األسرة‬


‫‪ 11‬أنظر المادة ‪ 68‬من نفس المدونة‬
‫‪ 12‬ينص الفصل ‪ 366‬من القانون الجنائي على ما يلي‪" :‬يعاقب< بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين وغرامة من مائتين إلى ألف درهم أو بإحدى‬
‫هاتين العقوبتين فقط‪ ،‬ما لم يكونَ الفعل جريمة أشد‪ ،‬من‪- :‬صنع عن علم إقرارا أو شهادة تتضمن وقائع غير صحيحة؛ ‪-‬زور أو عدل‪ ،‬بأية وسيلة‬
‫كانت‪ ،‬إقرارا أو شهادة صحيحة األصل؛ ‪-‬استعمل عن علم اقرارا أو شهادة غير صحيحة أو مزورة‪ ".‬مما يعني أن النيابة العامة تتدخل في‬
‫اإلجراءات الشكلية وتتابع المتهمين بالتزوير وفق القانون‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫يص عب على الم رأة حض ور جلس ات المحكم ة ح تى في الح االت ال تي تتوص ل فيه ا‬
‫باإلشعار‪ ،‬مما قد يؤثر على حقوقها في التعبير عن رأيها بخصوص التعدد‪ ،‬وهو مشكل‬
‫في نظرنا يستدعي إيجاد حل تشريعي لتجاوز هذه الثغرة‪ ،‬ألن الحق في حضور الجلسات‬
‫والدفاع يعتبر من المبادئ األساسية في التقاضي‪.‬‬

‫غير أنه إذا كان سبب عدم توصل الزوجة باالستدعاء ناتجا عن تقديم الزوج بسوء‬
‫نية لعنوان غير صحيح أو تحريف في اسم الزوجة‪ ،‬تطبق على الزوج العقوبة المنص وص‬
‫عليها في الفصل ‪ 361‬من القانون الجنائي بطلب من الزوجة المتضررة‪.‬‬

‫فشكاية الزوجة إذن شرط ضروري لتحريك المتابعة من طرف النيابة العامة‪ ،‬وهذا‬
‫ينسجم مع توجيه المشرع إلى حماية الروابط األسرية من التشتت والضياع‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫أن سحب الشكاية يضع حدا للمتابعة طبقا للمادة ‪ 4‬من ق م ج الذي ينص على أنه من بين‬
‫أس باب س قوط ال دعوى العمومي ة تن ازل المش تكي عن ش كايته إذا ك انت ش رطا ض روريا‬
‫للمتابعة ما لم ينص القانون على خالف ذلك‪.‬‬

‫(ع ِه َد) للنيابة العامة دور مهم فيما يخص مسطرة التعدد‪ ،‬حيث‬
‫وتبعا لذلك فقد أنيط ُ‬
‫ت دلي بمس تنتجاتها لض مان س المة اإلج راءات دفع ا لك ل تالعب ق د يح وم باألس رة‪ ،‬وذل ك‬
‫تنفيذا لدورها األساسي في حماية المجتمع‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دور النيابة العامة اثناء انحالل ميثاق الزوجية‬

‫سوف نعمل على معالجة دور النيابة العامة خالل مرحلة انحالل ميثاق الزوجية في‬
‫فق رتين‪ ،‬نخص ص األولى للح ديث عن ت دخل النياب ة العام ة في مس طرة الطالق‪ ،‬بينم ا‬
‫نخصص الثانية لدورها في مسطرة التطليق‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تدخل النيابة العامة في مسطرة الطالق‬

‫يعد الطالق سببا رئيسا في حل ميثاق الزوجية‪ُ ،‬يمارس من طرف الزوج أو الزوجة‬
‫في إطار مسطرة مراقبة من طرف القضاء‪ ،‬صيانة لهذه الرابطة من العبث والتعسف في‬
‫ممارس ته‪ ،‬وض مانا لحق وق المطلق ة واألوالد‪ ،‬وتعزي زا آللي ات التوفي ق والتس ديد‪ ،‬وإ ص الح‬
‫ذات البين‪.13‬‬

‫ولق د أوك ل المش رع للنياب ة العام ة في ه ذا اإلط ار‪ ،‬بم وجب مدون ة األس رة دورين‬
‫هامين بموجب المواد ‪ 81‬و‪ 88‬و‪ 141‬من مدونة األسرة‪:‬‬

‫فبموجب المادة ‪ 81‬تتجلى مهمة النيابة العامة في تجهيز الملفات المتعلقة بالطالق‬
‫عن طريق تكليفها من المحكمة التي تنظر في الملف‪ ،‬وذلك بإبالغ الزوجة التي توصلت‬
‫بصفة شخصية باالستدعاء ولم تحضر ولم تقدم مالحظاتها المكتوبة‪ ،‬حيث سيتم البت في‬
‫طلب ال زوج في غيابه ا وك ذلك في الحال ة ال تي يك ون فيه ا مك ان ال زوج مجه ول‪ ،‬يمكن‬
‫للمحكمة اللجوء إلى النيابة العامة من أجل الوصول إلى العنوان الحقيقي للزوجة‪ ،‬وذلك‬
‫باالستعانة بالضابطة القضائية أو التنسيق مع السلطات المحلية‪ ،‬ويبدو أن المشرع المغربي‬
‫ح اول تجس يد البع د الحم ائي لألس رة من وراء ه ذه اإلج راءات‪ ،‬وذل ك بتوف ير الحماي ة‬
‫الالزمة للزوجة تفاديا إلصدار حكم نهائي بانفصال رابطة الزوجية في غيابها‪ ،‬غير أنه‬
‫إذا ثبت تحاي ل ال زوج من أج ل ع دم التمكن من تبلي غ الزوج ة ف إن النياب ة العام ة تت دخل‬
‫لتحريك الدعوى العمومية بطلب من الزوجة المتضرر ليتابع جنائيا وفق الفصل ‪ 361‬من‬
‫القانون الجنائي‪.14‬‬

‫وبموجب المادة ‪ 88‬من مدونة األسرة يتجلى دور النيابة العامة في المرحلة الثانية‪،‬‬
‫وهي مرحل ة خط اب قاض ي التوثي ق على وثيق ة الطالق‪ ،‬حيث أن ه عن دما ت أذن المحكم ة‬
‫بتوثيق الطالق لدى عدلين منتصبين لإلشهاد داخل أجل ‪ 15‬يوما‪ ،‬يخاطب عليها القاضي‬

‫‪ 13‬المملكة المغربية‪ ،‬وزارة العدل‪ ،‬دليل عملي لمدونة األسرة‪ ،2005 ،‬ص‪62.‬‬
‫‪ 14‬بموجب الفصل ‪ 361‬من القانون الجنائي‪ ،‬الفقرة األولى واألخيرة منه‪ ،‬يتبين أن النيابة العامة يمكنها متابعة كل من توصل بغير حق‪ ،‬إلى‬
‫تسلم بعض الوثائق عن طريق االدالء ببيانات< غير صحيحة أو انتحال اسم كاذب‪ ،‬حيث يعاقب بالحبس من ثالثة أشهر إلى ثالث سنوات وغرامة‬
‫من مائتين إلى ثالث مائة درهم‪ ،‬وذلك في الظروف المشار إليها‪ ،‬أو في الحالة التي تحمل فيها الوثيقة اسما غير اسمه‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫المكلف بقسم التوثيق بأقسام قضاء األسرة‪ ،‬حيث يقوم هذا األخير بتوجيه نسخة منه إلى‬
‫المحكمة التي صدر عنها اإلذن بالطالق‪ ،‬وتصدر قرارا معلال يتضمن البيانات الواردة في‬
‫المادة ‪ 88‬من قانون األسرة‪ ،‬ومن ضمنها‪ :‬ملخص ادعاء الطرفين وطلباتهما ‪،‬وما قدماه‬
‫من حجج ودف وع‪ ،‬واإلج راءات المنج زة في المل ف ومس تنتجات النياب ة العام ة‪ ،‬وأن ع دم‬
‫تض مين ه ذه المس تنتجات ي ترتب عن ه حتم ا البطالن ويخ ول للنياب ة العام ة الطعن في ه‬
‫باعتبارها طرفا أصليا‪ ،‬لكن دون أن يسري هذا الطعن على الجزء المتعلق بإنهاء العالقة‬
‫الزوجية‪ .15‬كما يتعين على كتابة الضبط تبليغ ملخص الطالق الى ضابط الحالة المدنية‬
‫لمحل والدة الزوجين وذلك حماية لحقوق األطراف‪.16‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تدخل النيابة العامة في مسطرة التطليق‬

‫توخي ا لس رعة البت في دع اوى التطليق‪ ،‬أناط المشرع بالنيابة العامة مهم ة مساعدة‬
‫المحكمة في إجراءات التبليغ بالوسائل المتبعة‪ ،‬كما تقوم بإجراء األبحاث للتأكد من واقعة‬
‫الغيبة وصحة ادعاء الزوجة عمال بمقتضيات المادة ‪ 103‬من مدونة االسرة‪.17‬‬

‫ونفس ما ذكر في مسطرة الطالق ال يختلف عما هو معمول به في مسطرة التطليق‪،‬‬


‫ويتجسد أساسا في حالة التطليق للغيبة وهو المنصوص عليه في المادة ‪ 105‬من م أ تنص‬
‫على‪" :‬إذا ك ان الغ ائب مجه ول العن وان‪ ،‬اتخ ذت المحكم ة بمس اعدة النياب ة العام ة‪ ،‬م ا ت راه‬
‫من إج راءات تس اعد على تبلي غ دع وى الزوج ة إلي ه‪ ،‬بم ا في ذل ك تع يين قيم عن ه‪ ،‬ف إن لم‬
‫يحضر طلقتها عليه"‪.‬‬

‫حيث أن جهاز النيابة العامة المتمثل في الضابطة القضائية المختصة تقوم بمساعدة‬
‫الس لطات المحلي ة بم ا ت راه من إج راءات مس طرية‪ ،‬وقانوني ة‪ ،‬من أج ل البحث عن ال زوج‬
‫المتغيب لتبليغ ه دع وى الزوج ة‪ ،‬ثم بع ده يتم نش ر ال دعوى بجري دة يومي ة وإ عالن ه ع بر‬
‫أمواج اإلذاعة الوطنية عبر ما يسمى بالنشرة القضائية‪.‬‬

‫‪ 15‬محمد الصخري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.91 ،90.‬‬


‫‪ 16‬أنظر في ذلك المادة ‪ 141‬من مدونة األسرة‬
‫‪ 17‬هشام حضري‪ ،‬دور النيابة العامة أمام قضاء األسرة‪ ،‬رسالة نهاية التدريب بالمعهد العالي للقضاء‪ ،‬الفوج ‪ ،33‬السنة القضائية ‪،2003/2005‬‬
‫ص‪.30،31.‬‬

‫‪10‬‬
‫وق د يتم ع رض ال نزاع بين ال زوجين على المحكم ة الس تحالة المس اكنة بينهم ا‪ ،‬حيث‬
‫خول المشرع المغربي للمحكمة التدخل قصد إجراء مجموعة من التدابير المؤقتة التي من‬
‫خالله ا يمكن حماي ة الزوج ة واألطف ال‪ ،‬أو بن اء على طلب‪ ،‬وذل ك بش كل م ؤقت ريثم ا يتم‬
‫إصدار حكم نهائي‪ ،‬بما فيها اختيار السكن للزوجة واألطفال‪ ،‬إن وجدوا مع أحد األقارب‬
‫بما فيهم أقارب الزوج‪ ،‬وتنفذ تلك التدابير فورا عن طريق النيابة العامة بمقتضى المادة‬
‫‪ 121‬من م أ‪.‬‬

‫أما فيما يخص دورها في التطليق للشقاق (المواد ‪ 94‬الى ‪ 97‬من م أ)‪ ،‬يقتصر دور‬
‫النيابة العام ة في وضع عب ارة مك ررة في سائر ال دعاوى‪ ،‬وهي "التماس تط بيق القانون"‪،‬‬
‫وهو ما يوضح غاية المشرع من وراء جعل النيابة العامة طرفا رئيسيا وأصليا في قضايا‬
‫األسرة‪ ،‬يوجب تبليغها سائر الدعاوى‪.‬‬

‫ولعل تفعيل دورها في قضايا الشقاق يقتضي قيامها بمجموعة من األمور‪ ،‬منها أن‬
‫تلتمس إجراء خبرة حسابية على دخل الزوج طالبا أو مطلوبا حال وجود منازعة جدية أو‬
‫تطلب إج راء بحث بواس طة من يجب للوق وف على ال دخل الحقيقي لل زوج‪ ،‬كم ا له ا أن‬
‫تلتمس االس تجابة لطلب التع ويض لفائ دة الط رف ال ذي تبث أن ه وق ع علي ه التعس ف ج راء‬
‫ممارسة الطرف اآلخر دعوى التطليق للشقاق‪.18‬‬

‫كم ا تت دخل النياب ة العام ة في ت ذييل أحك ام انحالل ميث اق الزوجي ة بالص يغة التنفيذي ة‬
‫ويظه ر ذل ك في س عي المش رع المغ ربي لحماي ة المواط نين الق اطنين بالخ ارج‪ ،‬وق د ك رس‬
‫من خالل تعديل ه للفص ل ‪ 430‬من ق‪.‬م‪.‬م ت دخل النياب ة العام ة في قض ايا انحالل ميث اق‬
‫الزوجي ة‪ ،‬إذ أعطى له ا دورا آخ ر يتمث ل في تمكينه ا من الطعن في األوام ر الص ادرة عن‬
‫رئيس المحكم ة بمنح األحك ام األجنبي ة (في الطالق أو التطلي ق أو الخل ع أو الفس خ…)‬
‫الص يغة التنفيذي ة‪ ،‬وذل ك في جزئه ا القاض ي بإنه اء العالق ة الزوجي ة‪ ،‬وتع د ه ذه المب ادرة‬

‫عادل حاميدي‪ ،‬التطليق للشقاق وإشكاالته القضائية‪ ،‬دراسة فقهية وقضائية‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.43‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪11‬‬
‫س ابقة من نوعه ا ت ترجم ح رص المش رع المغ ربي على التط بيق الس ليم للق انون‪ ،‬ومراقب ة‬
‫مدى موافقة هذه األحكام للنظام العام المغربي‪.19‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دور النيابة العامة في قضايا الحضانة األهلية والنيابة الشرعية‬

‫أوكل المشرع للنيابة العامة مهمة حماية األطراف الضعيفة في مؤسسة األسرة التي‬
‫ال تستطيع القيام بشؤونها بنفسها‪ ،‬وتستعين باآلخر في أفعالها المادية‪ ،‬إذ باستقراء بعض‬
‫نصوص مدونة األسرة نجد المشرع قد استبدل الدور الكالسيكي للنيابة العامة في قانون‬
‫المسطرة المدنية وأضحت طرفا رئيسيا في قضايا األسرة‪ ،‬حيث أصبح لها تارة دور‬
‫وقائي وحمائي‪ ،‬وتارة أخرى دور مساعد للقضاء‪ ،‬ويتجلى ذلك باألساس في قضايا‬
‫الحضانة واألهلية والنيابة الشرعية‪.20‬‬

‫وسنتناول في هذا المطلب دور النيابة العامة في قضايا الحضانة (الفرع األول)‬
‫ودور النيابة العامة في قضايا األهلية والنيابة الشرعية (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬دور النيابة العامة في قضايا الحضانة‬

‫لقد اعتنت الشريعة االسالمية باألسرة ورسمت لها الطريق السوي حتى يدوم الص فاء‬
‫والمحب ة بين أفراده ا وح تى يعيش االبن اء في أحض ان آب اءهم‪ ،‬وحيث أن أحك ام الحض انة‬
‫المنص وص عليه ا في مدون ة االس رة‪ ،‬تس اير إلى ح د م ا االتفاقي ة الدولي ة المتعلق ة بحق وق‬
‫الطف ل ال تي ص ادق عليه ا المغ رب‪ ،‬كم ا أن أحكامه ا ال تخ الف مب ادئ الفق ه الم الكي‪ ،‬وق د‬
‫أن اط المش رع مهم ة االش راف على ممارس ة أحك ام الحض انة للس لطة القض ائية بمس اعدة‬
‫النيابة العامة كل حسب اختصاصه‪.21‬‬

‫وبن اء على الم ادة ‪ 165‬من م أ ال تي تنص‪" :‬إذا لم يوج د بين مس تحقي الحض انة من‬
‫يقبله ا أو وج د ولم تت وفر في ه الش روط رف ع من يعني ه األم ر أو النياب ة العام ة األم ر إلى‬

‫‪ 19‬ينص الفصل ‪ 430‬من قانون المسطرة المدنية‪ ...( ،‬يبت رئيس المحكمة أو من ينوب عنه في الطلب داخل أجل أسبوع من إيداعه‪ ،‬األمر‬
‫الصادر بمنح الصيغة التنفيذية للحكم األجنبي‪ ،‬في هذه الحالة يكون غير قابل ألي طعن في الجزء المتعلق بإنهاء العالقة الزوجية ما عدا من طرف‬
‫النيابة العامة ‪.)...‬‬
‫‪ 20‬ادريس الفاخوري‪ ،‬مرجع سابق‪.20 ،‬‬
‫‪ 21‬محمد الشافعي‪ ،‬الزواج وانحالله في مدونة األسرة‪ ،‬سلسلة البحوث القانونية‪ ،‬ص‪.292 ،291.‬‬

‫‪12‬‬
‫المحكمة‪ ،‬لتقرر اختيار من تراه صالحا من اقارب المحضون أو غيرهم … "‪ ،‬يتضح جلي ا‬
‫دور النيابة العامة في مساعدة المحكمة في اختيار الحاضن إذا وجد أو وجد من لم تتوفر‬
‫في ه الش روط المتعلق ة بالحض انة فالنياب ة العام ة تخت ار من ت راه مالئم ا لحض انة المحض ون‬
‫من األقارب أو عليها اختيار المؤسسة المؤهلة لذلك‪.‬‬

‫فتدخلها في هذا اإلطار تفرضه حماية مصلحة المحضون والسهر على حسن تربيته‪،‬‬
‫وبالتالي لها الحق في رفع دعوى على المحكمة لطلب إسقاط الحضانة كلما بلغ إلى علمها‬
‫ممن يهمهم األمر بأن المحضون معرض لألضرار أو ما يناقض حسن تربيته وتوجيهه‪،‬‬
‫كما نصت على ذلك المادة ‪ 177‬من مدونة األسرة‪.‬‬

‫وانطالقا من المادة ‪ 179‬من م أ نجد أن المشرع نص على أنه‪" :‬يمكن للمحكم ة بن اء‬
‫على طلب من النياب ة العام ة‪ ،‬أو الن ائب الش رعي للمحض ون‪ ،‬أن تض من في ق رار إس ناد‬
‫الحض انة أو في ق رار الح ق من ع الس فر بالمحض ون إلى خ ارج المغ رب دون موافق ة نائبه‬
‫الشرعي‪ ،‬وتتولى النيابة العامة تبليغ الجهات المختصة مقرر المنع قصد اتخاذ اإلجراءات‬
‫الالزمة لضمان تنفيذ ذلك…"‬

‫من خالل ه ذه الم ادة يتض ح أن ه تمنح إمكاني ة للنياب ة العام ة وللن ائب الش رعي‬
‫للمحض ون لطلب تض مين من ع الحاض ن من الس فر بالمحض ون‪ ،‬خ ارج أرض ال وطن دون‬
‫موافق ة نائب ه‪ ،‬ونظ را لم ا تقتض يه مص لحة المحض ون في الس فر الع ارض بالخ ارج‪ ،‬ف إن‬
‫المش رع ق د منح االختص اص للقض اء االس تعجالي للبث في منح اإلذن م تى رفض ذل ك‬
‫النائب الشرعي أو تعذر الحصول على موافقته بسبب غيابه أو ألي سبب آخر‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دور النيابة العامة في قضايا األهلية والنيابة الشرعية‬

‫س نعمل في ه ذا الف رع على تن اول ك ل من األهلي ة (الفق رة األولى) على أن نتن اول‬
‫النيابة الشرعية في (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬دور النيابة العامة في قضايا األهلية‬

‫‪13‬‬
‫تنص المادة ‪ 210‬من مدونة األسرة "كل شخص بلغ سن الرشد ولم يثبت لديه سبب‬
‫من أسباب نقصان أهليته أو انعدامها يكون كامل األهلية لمباشرة حقوقه وتحمل التزاماته"‪.‬‬

‫وقد تكون األهلية ناقصة أو منعدمة أنذاك نتحدث عن الحجر‪ ،‬وباستقرائنا لفصول‬
‫المدون ة في ه ذا الب اب وال تي تت دخل فيه ا النياب ة العام ة نج د الم ادة ‪ 221‬ال تي تنص على‪:‬‬
‫"يصدر الحكم ب التحجير أو برفعه بناء على طلب من المعني باألمر‪ ،‬أو من النيابة العامة‬
‫أو ممن له مصلحة في ذلك"‪.‬‬

‫يتض ح لن ا أن دور النياب ة العام ة في التحج ير يتمث ل في حقه ا بالتق دم بطلب الحكم‬
‫ب التحجير‪ ،‬أو برفع ه إلى ج انب المع ني ب األمر (األب‪ ،‬األم‪ ،‬الوص ي‪ ،‬المق دم) او من يعني ه‬
‫األمر‪.‬‬

‫دور فعال في مرحلة الترشيد لكونها مهمة في الحياة االنتقالية‬ ‫كما أن للنيابة العامة ٌ‬
‫للطف ل‪ ،‬إذ فيه ا يت ذوق طعم الرش د والمس ؤولية التام ة عن أفعال ه‪ ،‬ويتمت ع بنف اذ أقوال ه‬
‫وتصرفاته وال يحصل له ذلك إال بعد صدور إذن خاص من وليه أو من القاضي المكلف‬
‫بش ؤون القاص رين بن اء على طلب من الوص ي أو المق دم أو من الص غير المع ني ب األمر‪.‬‬
‫كما أوضحت ذلك المادة ‪ 226‬من المدونة‪ ،‬لكن قد ال تدوم له هذه الحياة الناضجة إذا ثبت‬
‫سوء إدارته لألموال المسلمة إليه‪ ،‬ويكون بذلك مهددا بفقدان هذا اإلذن‪ ،‬إذ يمكن للقاضي‬
‫المكلف بشؤون القاصرين بناء طلب من الوصي أو المقدم أو النيابة العامة أو تلقائيا سحب‬
‫هذا اإلذن‪.‬‬

‫ومن الضروري أن تتحرى جميع المعلومات على القاصر والمأذون له بإدارة جزء‬
‫من أموال ه قب ل تق ديم طلب في ه ذا الش أن ح تى يتأك د له ا س وء ادارة تل ك االم وال‪ ،‬ولع ل‬
‫مهمة النيابة العامة هاته شاقة وصعبة الن دورها سيصطدم بصعوبة احاطتها لسوء تدبير‬
‫االموال التي يديرها المأذون له‪.22‬‬

‫ادريس الفاخوري‪ ،‬قانون األسرة المغربي‪ ،‬أحكام الزواج‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬طبعة ‪ ،2016‬ص‪66.‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪14‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬دور النيابة العامة في قضايا النيابة الشرعية‬

‫هي سلطة قانونية تخول لمن تحقق له اإلشراف على شؤون المولى عليه في صحته‬
‫وسكنه وتغذيته بما يضمن استمرار حياته مع السهر على تربيته وإ عداده لمواجهة الحياة‬
‫واإلشراف على شؤونه المالية والحلول محله في تصرفاته بما يحقق مصلحته‪.‬‬

‫إذن دور النياب ة العام ة في ه ذا الص دد ه و أن المحكم ة تحي ل عليه ا مل ف فتح النياب ة‬
‫الشرعية عليها وذلك إلبداء رأيها داخل أجل ال يتعدى ‪ 15‬يوما‪ ،‬حسب ما هو منصوص‬
‫عليه في المادة ‪ 23245‬م‪.‬أ‪ ،‬كما أن المشرع كلف النيابة العامة إلى جانب النائب الشرعي‬
‫ومجلس العائلة‪ ، 24‬أو عضو أو أكثر من األقارب عند االنتهاء من إحصاء أموال المحجور‬
‫بتق ديمها مالحظ ات إلى القاض ي المكل ف بش ؤون القاص رين‪ ،‬وذل ك قص د تق دير النفق ة‬
‫الالزم ة للمحج ور م ع مراع اة حس ن تكوين ه وتوجيه ه ال تربوي وإ دارة أموال ه كم ا أش ارت‬
‫إلى ذلك المادة ‪ 25252‬من م‪.‬أ‪ .‬حين أكدت على دور النيابة العامة في اإلحصاء النهائي‬
‫والكامل ألموال وحقوق ومستلزمات المحجور‪.‬‬

‫ك ذلك ف إن النياب ة العام ة ملزم ة في حال ة وج ود ورث ة قاص رين للمت وفى أو في حال ة‬
‫وفاة الوصي أو المقدم بإخطار النيابة العامة بواقعة الوفاة داخل أجل ال يتعدى ‪ 8‬أيام من‬
‫تاريخ العلم بالوفاة تطبيقا للمادة ‪26266‬من م‪.‬أ‪.‬‬

‫أم ا في حال ة الغي اب والفق د ف إن الم ادة ‪ 75‬من المدون ة تنص على أن ه إذا اتض ح أن‬
‫المفق ود المحك وم بوفات ه الزال حي ا فإن ه يتعين على النياب ة العام ة أو من يعني ه األم ر ان‬
‫يطلب من المحكم ة إص دار ق رار بإثب ات كون ه باقي ا على قي د الحي اة‪ ،‬في حين تنص الم ادة‬
‫‪ 76‬من نفس الق انون على أن ه يتعين على النياب ة العام ة استص دار ق رار ي بين الت اريخ‬
‫الحقيقي لوفاة المفقود إذا كان يختلف عن التاريخ الذي صدر به الحكم وكذا ببطالن اآلثار‬
‫المترتبة على التاريخ غير الصحيح لواقعة الوفاة‪.‬‬

‫أنظر المادة ‪ 245‬من مدونة األسرة‬ ‫‪23‬‬

‫المرسوم رقم ‪ 275.04‬الصادر في ‪ 14‬يونيو ‪ ،2004‬بشأن تكوين مجلس العائلة وتحرير مهام الملحق‪ ،‬ص‪9.‬‬ ‫‪24‬‬

‫المادة ‪ 252‬من مدونة األسرة‬ ‫‪25‬‬

‫المادة ‪ 266‬من مدونة األسرة‬ ‫‪26‬‬

‫‪15‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دور النيابة العامة في حماية األسرة وفقا لقانون كفالة األطفال‬
‫المهملين وقانون الحالة المدنية وقانون الجنسية‪9‬‬

‫بغض النظ ر عم ا للنياب ة العام ة من دور أساس ي وحي وي في تفعي ل المقتض يات ال تي‬
‫أتت بها مدونة األسرة‪ ،‬فإنها تلعب دورا محوريا أيضا في بعض القوانين األخرى المتعلقة‬
‫باألسرة والمتمثلة في قانون الحالة المدنية‪ ،‬وقانوني كفالة األطفال المهملين والجنسية‪ ،‬لما‬
‫لهذه القوانين من أهمية قصوى في تنظيم األسرة‪.‬‬

‫ويتوزع تدخل النيابة العامة في ظل هذه القوانين حول ما هو قضائي وما هو إداري‬
‫أو والئي‪ ،‬بحيث أنه ا غالب ا م ا تك ون مدعي ة أو م دعى عليه ا‪ ،‬وذل ك لك ون أغلب ال دعاوى‬
‫المرفوعة تتعلق بالنظام العام‪ .‬هذا باإلضافة الى اضطالعها بدور \غداري ال يستهان به‪،‬‬
‫وذل ك إم ا لتخفي ف العبء على الجه ات اإلداري ة األخ رى‪ ،‬أو لتس هيل المأموري ة على‬
‫المواطنين‪.27‬‬

‫س نتطرق في ه ذا المبحث إلى مج االت ت دخل النياب ة العام ة‪ ،‬وذل ك في قض ايا الحال ة‬
‫المدنية (المطلب األول) وفي قضايا كفالة األطفال المهملين والجنية (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تدخل النيابة العامة في قضايا الحالة المدنية‬

‫تلعب النياب ة العام ة دورا مهم ا في إط ار الحال ة المدني ة‪ ،‬من خالل تحويله ا ع دة‬
‫اختصاصات في القانون رقم ‪ 99.37‬الذي عرف الحالة المدنية بكونها النظام الذي يقوم‬
‫على تس جيل وترس يم الوق ائع المدني ة األساس ية لألف راد من والدة ووف اة وزواج وطالق‪،‬‬
‫وضبط جميع البيانات المتعلقة بها‪ ،‬من نوعها وتاريخ ومكان حدوثها في سجالت الحالة‬
‫المدنية‪ ،‬واالختصاصات المخولة للنيابة العامة في هذا القانون عديدة‪ ،‬وهي إما قضائية أو‬
‫غ یر قض ائية‪ ،‬بمع نى أن النياب ة العام ة تم ارس االختصاص ات إم ا بالقي ام بأعم ال أو‬
‫إج راءات قانوني ة ل دى القض اء‪ ،‬ويطل ق عليه ا االختصاص ات القض ائية (الف رع األول)‪ ،‬أو‬

‫عبد الواحد مطيع‪ ،‬دور النيابة العامة في قضايا األسرة‪ ،‬بحث لنيل شهادة االجازة بجامعة محمد األول‪ ،‬السنة الجامعية‪.35 ،2009/2010 ،‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪16‬‬
‫تق وم بأعم ال وإ ج راءات في أم ور خ ارج القض اء‪ ،‬ويص طلح عليه ا باالختصاص ات غ یر‬
‫القضائية(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬االختصاص القضائي للنيابة العامة‬

‫يمكن تلخيص الدور القضائي للنيابة العامة في قضايا الحالة المدنية في النقط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬لوكي ل المل ك ل دى المحكم ة االبتدائي ة بالرب اط‪ ،‬استص دار حكم قض ائي بإع ادة تأس يس‬
‫سجالت الحالة المدنية الممسوكة بالخارج‪ ،‬التي تعرضت للضياع‪ ،‬أو التلف‪ ،‬بناء على‬
‫المحض ر الموج ه إلي ه من ط رف الض ابط المختص تحت إش راف وزي ر الش ؤون‬
‫الخارجية (المادة ‪ 10‬من المرسوم التطبيقي لقانون الحالة المدنية)‪.‬‬
‫‪ -‬يق دم طلب التص ريح ب والدة الطف ل من أب وين مجه ولين‪ ،‬أو المتخلي عن ه بع د الوض ع‪ ،‬إم ا‬
‫تلقائي ا أو بن اء على طلب الس لطة المحلي ة أو ك ل من يعني ه األم ر‪ ،‬مع ززا بمحض ر ه ذه‬
‫الواقع ة‪ ،‬وبش هادة طبي ة تح دد عم ر المول ود‪ ،‬ويخت ار ل ه اس ما شخص يا‪ ،‬واس ما عائلي ا‪،‬‬
‫وأسماء األبوين‪ ،‬أو اسم األب إذا كان معلوم األم (المادة ‪ 16‬من قانون الحالة المدنية)‪.‬‬
‫‪ -‬تق ديم طلب الستص دار حكم تص ريحي ب الوالدة أو الوف اة‪ ،‬في الحال ة ال تي ال يتم فيه ا‬
‫التص ريح ب الوالدة أو الوف اة داخ ل األج ل الق انوني المح دد في ‪ 30‬يوم ا (الم ادة ‪ 15‬ن‬
‫المرسوم) ابتداء من تاريخ وقوعها (المادة ‪ 30‬من القانون)‬
‫‪ -‬التص ريح بوف اة المفق ود إلى ض ابط الحال ة المدني ة المختص الم دعم بمق رر قض ائي نه ائي‬
‫‪28‬‬
‫بالوفاة (م ‪ 28‬ق)‬
‫وباإلض افة إلى م ا س بق‪ ،‬يمكن أن يتع رض ض ابط الحال ة المدني ة أو أي موظ ف من‬
‫الم وظفين الت ابعين ل ه لمتابع ات جنائي ة عن د ارتك ابهم لألفع ال المنص وص عليه ا في‬
‫الفص ول من ‪ 351‬إلى ‪ 356‬الق انون الجن ائي وهك ذا‪ ،‬فق د نص الفص ل ‪ 352‬على م ا‬
‫يلي‪" :‬يعاقب بالسجن المؤبد كل قاض أو موظف عمومي‪ ،‬وكل موثق أو عدل ارتكب‬
‫أثناء قيامه بوظيفته تزويرا بإحدى الوسائل اآلتية‪:‬‬
‫وضع توقيعات مزورة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫محمد عبد المحسن البقالي الحسني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بدون صفحة‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪17‬‬
‫تغيير المحرر أو الكتابة أو التوقيع‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وضع أشخاص وهميين‪ ‬أو استبدال أشخاص بآخرين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫كتابة إضافية أو مقحمة في السجالت أو المحررات العمومية بعد تمام تحريرها أو‬ ‫‪‬‬

‫اختتامها"‪.‬‬
‫ويقوم الوكيل العام للملك أو وكيل الملك باإلجراءات الالزمة لمتابعة ضابط الحالة‬
‫المدنية أو غيره من األعوان الذين ثبت لديه من خالل المراقبة ارتكابهم أفعاال يعاقب‬
‫عليها القانون‪.‬‬
‫كما يعتبر ضابط الحالة المدنية موظفا عموميا في مفهوم القانون الجنائي خالفا لما جاء‬
‫في الفصل ‪ 2‬من قانون الوظيفة العمومية رغم كونه في الغالب منتخبا وتراعى هذه‬
‫الصفة وقت ارتكاب الجريمة‪ ،‬ومع ذلك فإن هذه الصفة تالزمه إلى ما بعد انتهاء‬
‫خدمته إذا كانت هي التي سهلت له ارتكاب الجريمة أو مكنته من تنفيذها طبقا‬
‫لمقتضيات الفصل ‪ 224‬من القانون الجنائي‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بتسجيل رسوم الحالة المدنية فقد حرص المشرع على أن تُوقع رسوم‬
‫الحالة المدنية بمجرد االنتهاء من تحريرها حتى ال تتراكم المخلفات‪ ،‬ألن الرسم الغير‬
‫الموقع ال يمكن اعتماده في تسليم نسخ منه للمعنيين به عند طلبها‪ .‬فالبيانات التي‬
‫يحتوي عليها الرسم سواء في صلبه أو في هامشه ال تكتمل مصداقيتها إال بتوقيعها من‬
‫طرف ضابط الحالة المدنية المختص‪.‬‬
‫وإ ذا وجدت رسوم غير موقعة واستحال توقيعها من طرف الضابط المسؤول لسبب من‬
‫األسباب فالصالحية تعود في هذه الحالة للمحكمة المختصة التي تصدر أمرا بتوقيعها‬
‫بناء على طلب الضابط الجديد‪ ،‬وإ ذا لم يبادر بهذا اإلجراء بعد مرور شهرين من تسلمه‬
‫‪29‬‬
‫لمهامه‪ ،‬تقوم بهذا الدور سلطة الرقابة أو النيابة العامة أو صاحب المصلحة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االختصاص غير القضائي للنيابة العامة في قضايا الحالة المدنية‪9‬‬

‫‪ 29‬البوابة االلكترونية "دليل الحالة المدنية"‪ ،‬الجزء المتعلق بضباط الحالة المدنية‪:‬‬
‫‪https://www.alhalalmadania.ma/GuideEtatCivil/Pages/%D8%B6%D8%A8%D8%A7%D8%B7-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%86%D9%8A‬‬
‫‪%D8%A9.aspx‬‬

‫‪18‬‬
‫يراقب وكيل الملك لدى المحاكم االبتدائية أعمال ضباط مكاتب الحالة المدنية التي‬
‫توج د في دائرته ا الترابي ة‪ ،‬وتنص ب مراقبت ه بش كل ع ام على س جالت الحال ة المدني ة قب ل‬
‫اس تعمالها‪ ،‬ب دءا بترقيم ه لص فحات الس جالت ووض ع ط ابع المحكم ة على ك ل ورق ة من‬
‫أوراقه ا وتوقي ع الص فحتين األولى واألخ يرة منه ا‪ .‬وانته اء بع د ختمه ا وحص رها حيث‬
‫يراجع وكيل الملك النظائر المتوصل بها في نهاية كل سنة فيحتفظ بالنظائر السليمة ويعيد‬
‫تلك التي ضبطت بها أخط اء ومخالفات مصحوبة بنسخة من المحضر إلى ض ابط الحالة‬
‫المدني ة‪ ،‬حيث يق وم ه ذا األخ ير بتص حيح األخط اء الم ذكورة في المحض ر وإ ع ادة النظ ائر‬
‫المصححة إلى المحكمة المختصة‪.‬‬

‫كم ا تق وم وزارة الداخلي ة بمراقب ة أعم ال ض باط الحال ة المدني ة وتتب ع س ير العم ل‬
‫بمكاتبها‪ ‬من طرف المفتشين على الصعيدين المركزي واإلقليمي‪.‬‬

‫يقوم المفتشون اإلقليميون للحالة المدنية في العماالت واألقاليم بعد توصلهم بنظائر‬
‫السجالت بمراقبتها ووضع تقرير مفصل عن وضعية الرسوم المضمنة بها‪ ،‬يحيلونه رفقة‬
‫نظ ائر الس جالت إلى وكي ل المل ك ل دى المحكم ة االبتدائي ة المختص ة‪ ،‬كم ا يم ارس مفتش و‬
‫الحالة المدنية سواء على الصعيد المركزي أو اإلقليمي مراقبة مستمرة على مكاتب الحالة‬
‫المدني ة ويح ررون بن اء عليه ا تق ارير بالمخالف ات واألخط اء تح ال نس خة منه ا إلى وكي ل‬
‫الملك المختص ونسخة أخرى إلى قسم الحالة المدنية بوزارة الداخلية‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمكاتب الموجودة بالقنصليات والمراكز الدبلوماسية في الخارج فتخضع‬


‫بدورها لمراقبة وزير الخارجية‪.‬‬

‫إن ص فة ض ابط الحال ة المدني ة ت زول بانته اء م دة انتداب ه أو تفويض ه غ ير أن ه يبقى‬


‫م ع ذل ك ملزم ا بتس وية ك ل القض ايا والملف ات العالق ة للحال ة المدني ة والعم ل على تس ويتها‬
‫والتي تدخل في اختصاصه وتحت مسؤوليته‪.‬‬

‫ل ذا‪ ،‬ينبغي على ض ابط الحال ة المدني ة القي ام بمهام ه بش كل آني طيل ة أوق ات العم ل‬
‫اإلداري‪ ،‬بتضمين كل التصاريح التي يتلقاها وإ دراج كل البيانات‪ ،‬سواء في صلب الرسم‬
‫‪19‬‬
‫أو على هامش ه‪ ،‬وتوقيعه ا في حينه ا ح تى ال ينعكس الت أخير س لبا على مص الح‬
‫‪30‬‬
‫المواطنين‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دور النيابة العامة في القانون ‪ 15.01‬المتعلق باألطفال المهملين‬


‫وظهير ‪ 6‬شتنبر‪ 1958 9‬المتعلق بالجنسية‪9.‬‬

‫نظم المش رع المغ ربي كفال ة األطف ال المهملين بمقتض ى الق انون ‪ 15.01‬الص ادر‬
‫بتاريخ ‪ 13‬يونيو ‪ ،312002‬مواكبة منه للتطور التشريعي الدولي في مجال حماية الطفل‬
‫في المجتمع‪ ،‬وتجسد من خالل إصداره لمجموعة من القوانين الهادفة إلى حمايته‪ ،‬وإ دراكا‬
‫منه بخطورة ظاهرة إهمال الطفل راهن المشرع على دور النيابة العامة في الحد من آثار‬
‫ه ذه المعض لة‪ ،‬بتمكينه ا بمجموع ة من الص الحيات واألدوار (الف رع األول) فض ال عن‬
‫ت دخلها في المس ائل المتعلق ة بالجنس ية باعتباره ا رم زا للس يادة والص لة ال تي تجم ع الف رد‬
‫بوطنه (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬صالحيات النيابة العامة في قضايا األطفال المهملين‬

‫يعت بر األطف ال عنص را أساس يا من العناص ر المكون ة لألس رة وأولتهم ه ذه مدون ة‬


‫األس رة عناي ة خاص ة ب أن أف ردت لهم م ادة خاص ة لحق وقهم ال واجب القي ام به ا من ط رف‬
‫أبويهما مستوحاة من النصوص الشرعية والقانونية والمواقيت الوطنية والدولية‪ ،‬وجاءت‬
‫في الفق رة األخ يرة من الم ادة ‪ 54‬من مدون ة األس رة إن النياب ة العام ة تق وم وتس هر على‬
‫مراقبة تنفيذ األحكام المتعلقة بحقوق األطفال وحماية حياتهم وصحتهم منذ الحمل إلى بل وغ‬
‫سن الرشد‪ ،‬مع التقيد بأحكام الحضانة‪ ،‬والنفقة واإلرضاع وحماية باقي الحقوق األخرى‬
‫من توجي ه دي ني وترب وي وتعليم والس عي إلى التس جيل في الحال ة المدني ة واجتن اب العن ف‬
‫المفضي إلى إال ضرار إلى غير ذلك‪.‬‬

‫‪ 30‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 31‬ظهير شريف رقم ‪ 1.02.172‬صادر بتاريخ فاتح ربيع اآلخر ‪ 13( 1423‬يونيو< ‪ )2002‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 15.01‬المتعلق بكفالة األطفال‬
‫المهملين‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫إض افة إلى ه ذا فق د اخ دت النياب ة العام ة على عاتقه ا مهم ة حماي ة األطف ال في‬
‫ق وانين خاص ة أخ رى تتعل ق بالحال ة المدني ة رقم ‪ 99/97‬الص ادر بتنفي ذ الظه ير الش ريف‬
‫الم ؤرخ في ‪ ،03/10/2003‬وق انون كفال ة األطف ال المهملين رقم ‪ 01/15‬الص ادر بتنفي ذ‬
‫الظهير الشريف المؤرخ في ‪13‬يونيو‪ 322002‬حيث حدد هذا القانون الحاالت التي يكون‬
‫فيه ا الطف ل مهمال ولم يبل غ س ن الثامن ة عش ر شمس ية‪ ،‬وع ثر علي ه في ح االت مح ددة ك أن‬
‫يكون الطفل يتيما أو لعجز أبويه عن رعايته أو ليست لديه وسائل للعيش‪ ،‬وكذا إذا كان‬
‫أبواه منحرفين وال يقومان بالواجبات المطلوبة منهما‪.33‬‬

‫كم ا تم تنظيم المس طرة المتبع ة في حال ة وج ود طف ل مهم ل وال تي تخص بالدرج ة‬
‫األولى مسطرة إصدار الحكم باإلهمال‪ ،‬وجود القاضي في تتبعه لوضعية الطفل المكفول‬
‫والح االت ال تي تنتهي به ا الكفال ة‪ ،‬وق د ع رفت المدون ة في الم ادة الثاني ة منه ا مفه وم كفال ة‬
‫الطف ل المهم ل‪ :‬ب االلتزام برعايت ه وتربيت ه واإلحس ان إلي ه وحمايت ه والنفق ة علي ه كم ا يفع ل‬
‫األب مع ولده وال يترتب عن الكفالة حق في النسب وال في اإلرث لكن إذا أراد الكافل من‬
‫تلقاء نفسه ورغبة منه بان يمتع المكفول من هبة أو وصية أو تنزيل أو صدقة فال مانع‬
‫يمنعه من ذلك‪ ،‬حيث يتدخل القاضي المكلف بشؤون القاصرين بإعداد العقد الالزم لحماية‬
‫حق وق ه ذا األخ ير وذل ك طبق ا لمقتض يات الم ادة ‪ 23‬من الق انون المتعل ق بكفال ة األطف ال‬
‫المهملين‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن الكافل يكون مسؤول عن المكفول مدنيا تطبيقا لمقتضيات‬
‫الفصل ‪ 85‬من ق ل ع‪ .‬حيث أن الكاف ل س واء كان شخص ذاتي أو معن وي يتحمل بتنفي ذ‬
‫االلتزامات المتعلقة بالنفقة على الطفل المكفول وحضانته ورعايته وضمان نشأته في جو‬
‫سليم مع الحرص على تلبية حاجياته األساسية إلى حين بلوغه سن الرشد القانوني وبالنسبة‬
‫لألنثى ينتهي التزام الكافل تجاهها إلى حين زواجها‪.‬‬

‫حسن بيوض‪ ،‬مجلة القصر عدد ‪ 11‬ص‪29.‬‬ ‫‪32‬‬

‫مجلة المنتدى (مدونة األسرة تقييم ومعالجة) العدد الخامس‪ ،‬جمادى األولى ‪ ،1426‬يونيو< ‪.2005‬‬ ‫‪33‬‬

‫‪21‬‬
‫وق د نص ت الم واد ‪25‬و‪ 26‬على انته اء الكفال ة حيث تنتهي إم ا ببل وغ المكف ول س ن‬
‫الرشد القانوني إال انه بالنسبة للبنت الغير متزوجة أو الولد المعاق أو العاجز عن الكسب‬
‫ال يطبق عليه هذا المقتضي‪.‬‬

‫وتنتهي أيضا إما بموت المكفول أو الكافل سواء كان شخص ذاتي أو معنوي أو‬
‫بحكم قضائي يقضي بحل المؤسسة الكافلة‪ ،‬كما انه يمكن ألحد الوالدين أو لكليهما‬
‫استرجاع الوالية على طفليهما بمقتضى حكم بعد االستماع إلى الطفل إذا كان مدركا (سن‬
‫التمييز) ورفض الرجوع فان المحكمة تقضي ما تراه مناسبا لمصلحة الطفل‪.‬‬

‫كما جاءت المدونة لحماية الطفل المهمل وتقديم المساعدة إليه عند العثور عليه من‬
‫أي شخص‪ ،‬شريطة إعالم السلطات المختصة‪.‬‬

‫ويأتي دور النيابة العامة فيما يتعلق بحماية الطفل‪ ،‬حيث تقوم بمتابعة الشخص الذي‬
‫يمتنع عن تقديم المساعدة له طبقا للقانون الجنائي‪.34‬‬

‫وق د خ ولت الم ادة الرابع ة من الظه ير لوكي ل المل ك ص الحية إي داع الطف ل المهم ل‬
‫بإح دى المؤسس ات الص حية والخاص ة بالرعاي ة االجتماعي ة المنص وص عليه ا في الم ادة‬
‫الثامنة منه سواء تلقائيا أو بناء على إشعار من طرف الغير ويجري بحث بالنسبة للطفل‬
‫المذكور‪.35‬‬

‫وتتقدم النيابة العامة لدى المحكمة االبتدائية الواقع بدائرة نفوذها مقر إقامة الطفل أو‬
‫مكان العثور عليه أو المركز االجتماعي المودع به طلب التصريح باإلهمال إلى المحكمة‪،‬‬
‫كما يقوم عند الضرورة واالقتضاء بكافة اإلجراءات القانونية قصد تسجيل الطفل بالحالة‬
‫المدنية قبل تقديمها طلب التصريح باإلهمال وذلك طبقا للفقرة األولى من المادة الخامسة‬
‫من قانون كفالة األطفال المهملين‪.36‬‬

‫‪ 34‬ظهير شريف رقم ‪ 1.02.172‬صادر في فاتح ربيع اآلخر ‪ 13( 1423‬يونيو ‪ )2002‬بتنفيذ< القانون رقم ‪ 15.01‬المتعلق بكفالة األطفال‬
‫المهملين‪ ،‬المادة ‪ 31‬منه‪.‬‬
‫‪ 35‬سفيان أدريوش‪ ،‬دور النيابة العامة في قضاء األسرة‪ ،‬مجلة القصر‪ ،‬العدد ‪ ،9‬ص‪106.‬‬
‫‪ 36‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪106.‬‬

‫‪22‬‬
‫كما خولت المدونة إلى وكيل الملك مهام ذات أهمية حيت يقوم بالبحث الذي يثبت‬
‫أن الطف ل مهمال والتع رف على األس باب والظ روف ال تي يعيش ها‪ .‬وبع د ه ذا التق ديم تق وم‬
‫المحكمة بدورها بإجراء بحت أو خبرة تكميلية‪.‬‬

‫وتلعب النياب ة العام ة دورا محوري ا فيم ا يخص المس طرة القض ائية الخاص ة بكفال ة‬
‫الطف ل المهم ل‪ ،‬حيث أن ه بع د فتح مل ف الكفال ة أم ام المحكم ة يح ال على النياب ة العام ة‬
‫إلج راء بحث دقي ق ح ول ط الب الكفال ة وم دى اس تيفائه للش روط القانوني ة لكفال ة الطف ل‬
‫المهم ل وال تي ح ددتها في الب اب الث اني من الم ادة التاس عة‪ .‬وحس ب الم ادة ‪ 15‬من ق انون‬
‫كفال ة األطف ال المهملين ح ددت المس طرة ال تي يتعين على الجه ة الراغب ة في الكفال ة بتق ديم‬
‫طلب مرفق بالوثائق المبينة في المادة ‪ 9‬وبنسخة من رسم الوالدة للطفل المراد كفالته‪.‬‬

‫وبعد ذلك يقوم القاضي المكلف بشؤون القاصرين بالتأكد من المعلومات المقدمة‬
‫إليه والمتعلقة بالظروف التي سيتم فيها كفالة هذا الطفل‪ ،‬وذلك بواسطة بحث مدقق (المادة‬
‫‪ .)16‬وبع د التأك د من ص حة المعلوم ات ينف د األم ر الص ادر بالكفال ة من ط رف المحكم ة‬
‫االبتدائية التابع لها القاضي المصدر ألمر الكفالة داخل أجل ‪ 15‬يوم من تاريخ صدوره‪،‬‬
‫ويح رر محض ر بتس لم الطف ل المكف ول إلى الش خص أو الجه ة الكافل ة (مؤسس ة‪ ،‬هيئ ة‪،‬‬
‫ش خص‪ )...‬مرف ق بالبيان ات الض رورية (االس م‪ ،‬الس ن‪ ،‬الس اعة‪ ،‬الت اريخ…‪ .).‬ويتم التنفي ذ‬
‫بحض ور ممث ل النياب ة العام ة والس لطة المحلي ة وعن د االقتض اء المس اعدة االجتماعي ة‪ ،‬كم ا‬
‫منعت كفالة طفل من طرف عدة كافلين وذلك من أجل حمايته‪.‬‬

‫ويحق للنيابة العامة أن تستأنف أمر القاضي المكلف بشؤون القاصرين بإس ناد كفالة‬
‫الطف ل المهم ل إلى ش خص أو جه ة معين ة وبالت الي يجب تبلي غ األم ر الم ذكور إلى النياب ة‬
‫العامة‪.‬‬

‫إضافة إلى هذا الدور تلعب النيابة العامة دور مساعدة القضاء‪ ،37‬حيث أنه إذا تبين‬
‫للمحكمة أن الطفل مجهول األبوين أصدرت حكما تمهيديا بالتعريف بالطفل وتأمر النيابة‬

‫سفيان أدريوش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪107.‬‬ ‫‪37‬‬

‫‪23‬‬
‫العامة بالقيام بما يلزم لتعليق الحكم في أماكن محددة لمدة ثالثة أشهر‪ ،‬يمكن أثناءها ألب وي‬
‫الطف ل أن يعرف ا بنفس يهما ويطلب ا باس ترداده كم ا ج اء في الم ادة السادس ة‪ ،‬ومن ثم يك ون‬
‫للنياب ة العام ة أن تطلب توجي ه نس خة من الحكم الم ذكور إلى القاض ي المكل ف بش ؤون‬
‫القاصرين لدى المحكمة المختصة‪ ،‬ويتم تنفيذ األمر الصادر عن القاضي المكلف بشؤون‬
‫القاصرين بإسناد كفالة الطفل المهمل بحضور النيابة العامة‪ .‬إضافة إلى دورها في مرحلة‬
‫تتبع تنفيذ الكفالة‪ ،‬وذلك فيما يستعين به القاضي المكلف بشؤون القاصرين في إجراء بحث‬
‫والذي على ضوئه يعد تقرير يعتمد عليه القاضي المختص‪.‬‬

‫أم ا فيم ا يتعل ق بإلغ اء الكفال ة فه و ال ذي ي أمر ب ذلك ويتخ ذ م ا ي راه مالئم ا لمص لحة‬
‫الطف ل المكف ول‪ ،‬كم ا يح ق للنياب ة العام ة أن تق ترح على القاض ي بتتب ع الكفال ة حس ب‬
‫مقتضيات المادة ‪ 26‬و‪ 28‬من قانون كفالة األطفال المهملين‪.‬‬

‫وتنص الم ادة ‪ 20‬من ق انون كفال ة األطف ال المهملين على أن ه يتعين على القاض ي‬
‫المكلف بشؤون القاصرين إذا امتنع كافل الطفل المهمل عن تنفيذ مقتضيات األمر المشار‬
‫إلي ه في الفص ل الث الث من الم ادة ‪ 19‬المتعل ق بتتب ع تنفي ذ الكفال ة‪ ،‬والمتعل ق ك ذلك‬
‫بااللتزامات المخصصة للكافل بإحالة الملف على النيابة العامة للسهر على تنفيذه بواسطة‬
‫القوة العمومية أو بما تراه مالئما من الوسائل مع اتخاذ اإلجراءات المناسبة لكفالة الطفل‬
‫المكفول‪.‬‬

‫إض افة إلى ه ذا يبقى للنياب ة العام ة دور ال يق ل أهمي ة على م ا ذك ر في المج ال‬
‫الزج ري فيم ا يخص حماي ة ورعاي ة الطف ل المكف ول بتط بيق مقتض يات الق انون الجن ائي‪،‬‬
‫طبقا لما جاء في الباب السادس من المادة ‪ 30‬من القانون الجنائي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صالحيات النيابة العامة في قضايا الجنسية‪9‬‬

‫بغض النظ ر عن مرك ز مؤسس ة النياب ة العام ة في قض ايا الجنس ية‪ ،‬ف إن مظ اهر‬
‫الحض ور القض ائي له ذه المؤسس ة في منازع ات الجنس ية ي برز بش كل أوض ح من خالل‬
‫ممارس تها للطعن في ص حة التص ريحات المقدم ة الكتس اب الجنس ية المغربي ة أو التخلي‬
‫‪24‬‬
‫عنه ا (الفق رة األولى) وك ذا الت دخل كط رف نش يط في مختل ف دع اوى الجنس ية (الفق رة‬
‫الثانية)‪.‬‬

‫الفق‪99 9‬رة األولى‪ :‬الطعن في ص‪99 9‬حة التص‪99 9‬ريحات الرامي‪99 9‬ة إلى اكتس‪99 9‬اب الجنس‪99 9‬ية‪ 9‬أو‬
‫التخلي عنها‪.‬‬

‫أوال‪-‬اختصاص‪ ‬ممارسة الطعن بسبب التعارض مع مقتضيات قانون الجنسية‪.‬‬

‫قد يحدث أال يكون التصريح مستوفيا جميع الشروط الشكلية والجوهرية ومع ذلك‬
‫تق عُ الموافق ة علي ه من ط رف وزي ر الع دل إم ا بواس طة ق رار ص ريح بالموافق ة؛ ففي ه ذه‬
‫الحالة يجيز الفصل ‪ 28‬من قانون الجنسية المغربية الطعن في صحة ذلك التص ريح‪ ،‬وهذا‬
‫الطعن قضائي ال إداري‪.‬‬

‫وفي ه ذا الص دد‪ُ ،‬يعت بر الفص ل ‪ 28‬اإلط ار الم رجعي ال ذي ُينظم مس ألة الطعن في‬
‫صحة التصريحات التي وقع الموافقة عليها بصورة صريحة من طرف السلطة اإلدارية‬
‫المكلفة بالعدل‪ .‬فهو يجيز لوكيل الملك أن يطعن أمام المحكمة االبتدائية في صحة تصريح‬
‫وقعت الموافقة عليه‪38‬وذلك من دعوى قضائية تُقدم من طرف النيابة العامة ضد صاحب‬
‫التص ريح‪ ،‬كم ا ُيمكن أن يق دمها ك ل ش خص ل ه مص لحة شخص ية ومباش رة في ذل ك‪ ،‬وفي‬
‫ه ذه الحال ة يجب إدخ ال النياب ة العام ة فيه ا‪ ،‬كم ا يمكن لص احب التص ريح نفس ه أن يق دم‬
‫ة العام‬ ‫د النياب‬ ‫دعوى ض‬ ‫ال‬
‫ثانيا – اختصاص‪ ‬إقامة الدعوى العمومية بسبب التزوير والتزييف واالنتحال‪.‬‬

‫ق د يعم د البعض في س بيل إثب ات تمتع ه بجنس ية معين ة أو نفيه ا عن ه إلى تق ديم‬
‫مس تندات م زورة‪ ،‬أو اإلدالء ببيان ات كاذب ة أو ش هادة ال زور‪ ،‬وق د راعى مش رعو الجنسية‬
‫ه ذا األم ر فق رروا عقوب ات رادع ة له ذا الغش عن دما يت وافر قص د الغش ل دى الط رف‬
‫‪40‬‬
‫المعني‬
‫‪ 38‬النيابة العامة لدى محكمة النقض‪" ،‬بعض مهام النيابة العامة" مجلة منبر النيابة العامة‪ ،‬العدد ‪ 9‬لسنة ‪ ،2017‬ص‪117.‬‬
‫‪ 39‬الحسني فاطمة‪“ ،‬دور النيابة العامة ووظيفتها أمام القضاء المدني في التشريع المغربي (‪ ،)1‬مجلة الملحق القضائي‪ ،‬عدد ‪ ،14‬مارس ‪،1985‬‬
‫ص ‪.119‬‬
‫‪ 40‬حسام الدين فتحي ناصف‪“ ،‬نظام الجنسية في القانون المقارن”‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2007 ،‬ص ‪.315‬‬

‫‪25‬‬
‫ط ةٌ حيث تكون في أغلب األحيان‬
‫ويأتي وصف تلك العقوبة بأنها رادعة لكونها َم ْغلَ َ‬
‫مزدوجة وهو ما يمثل خروجا على القواعد العامة في العقوبة؛ ويبدو ازدواج عقوبة الغش‬
‫في إثبات الجنسية من جهتين‪:‬‬

‫الجهة األولى‪ :‬النص على عقوبة جزائية للغش في إثبات الجنسية‪.‬‬

‫وتنص على تل ك العقوب ة ق وانين الجنس ية وهي في الغ الب الحبس والغرام ة أو‬
‫إحداهما؛ وهكذا تنص المادة ‪ 27‬من قانون الجنسية المصرية على‪“ :‬مع عدم اإلخالل بأية‬
‫عقوبة أشد تنص عليها قوانين أخرى‪ ،‬يعاقب بالس‪9‬جن م‪9‬دة ال تتج‪9‬اوز خمس س‪99‬نوات ك‪9‬ل‬
‫من أبدى أمام السلطات المختصة بقصد إثبات الجنسية ل‪99‬ه أو لغ‪99‬يره أو بقص‪99‬د نفيه‪99‬ا عن‪99‬ه‬
‫أو عن غيره أقواال كاذبة أو قدم إليها أوراقا غير صحيحة مع علمه بذلك”‪.‬‬

‫أم ا بالنس بة لتش ريع الجنس ية المغربي ة‪ ،‬فإن ه ال يتض من أي ة إش ارة إلى مس ألة النص‬
‫على عقوب ة جنائي ة لزج ر الغش والت دليس في إثب ات الجنس ية المغربي ة أو اكتس ابها تارك ا‬
‫المج ال إلعم ال قواع د ونص وص الق انون الجن ائي وخاص ة الفص ول ‪ 351‬إلى ‪356‬‬
‫والفصول ‪ 360‬إلى ‪.379‬‬

‫وعلى مس توى العم ل القض ائي‪ ،‬ن ورد حيثي ات حكم ص در ح ديثا عن محكم ة‬
‫االستئناف بالدار البيضاء‪ 41‬بتاريخ ‪ 26‬دجنبر ‪( 2019‬الجنايات االبتدائية الجرائم المالية‬
‫تلبسي) في شأن أعضاء شبكة دولية متخصصة في تجنيس إسرائيليين بالجنسية المغربية‪،‬‬
‫قض ى بعقوب ات ت راوحت بين س تة أش هر حبس ا وس ت س نوات س جنا ناف ذة في ح ق ‪28‬‬
‫متورطا منهم سبعة يحملون الجنسية اإلسرائيلية‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أن هذه الشبكة تعتمد أسلوبا محترفا يتمثل في تزوير عقود ازدياد‬
‫لفائدة أجانب يحملون جوازات سفر إسرائيلية‪ ،‬بدعوى أنهم ينحدرون من أصول مغربية‪،‬‬
‫وتق ديمها ض من دع اوى قض ائية اللتم اس التص ريح بالتس جيل في أرش يف الحال ة المدني ة‪،‬‬
‫وبعدها تعمل على استخراج رسوم الحالة المدنية بهويات مواطنين مغاربة معتنقين للديانة‬
‫‪ 41‬قرار‪  ‬محكمة االستئناف بالدار البيضاء (غرفة الجنايات االبتدائية الجرائم المالية تلبسي) في الملف عدد‪ 1425/2624/2019 ‬صادر‪ ‬بتاريخ‬
‫‪ 26‬دجنبر ‪ ،2019‬قرار غير منشور‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫اليهودية‪ ،‬مما أدى إلى حصول عدد من اإلسرائيليين‪ ،‬الضالعين في أنشطة إجرامية عابرة‬
‫للحدود الوطنية‪ ،‬على الجنسية المغربية بطرق احتيالية‪.‬‬

‫الجه ة الثاني ة‪ :‬النص على عقوب ة س حب الجنس ية المكتس بة ب الغش والتحاي ل على‬
‫القانون‪ .‬‬

‫ق د ال تقتص ر بعض تش ريعات الجنس ية على النص على عقوب ة جنائي ة في ح ق ك ل‬


‫من ثبت في حق ه اس تعمال الغش ووس ائل تدلس ية أخ رى الكتس اب أو إثب ات الجنس ية‬
‫الوطنية‪ ،‬بل تعمد بعض قوانين الجنسية إلى تقرير جزاء آخر يتمثل في النص على عقوبة‬
‫المثبتة بواسطة التحايل على القانون بناء على الغش أو نتيجة‬
‫سحب الجنسية المكتسبة أو ُ‬
‫اإلدالء ببيانات كاذبة‪.‬‬

‫وهك ذا تنص الفق رة الثاني ة من الفص ل ‪ 14‬من ق انون الجنس ية المغربي ة على‪“ :‬إذا‬
‫أدلى األجنبي عن قصد بتصريح مزيف أو استظهر بورقة تتضمن ادعاء كاذب‪99‬ا أو مخطئ‪99‬ا‬
‫أو استعمل وسائل تدليسيه للحصول على التج‪99‬نيس‪ ،‬فيج‪99‬وز إلغ‪99‬اء الوثيق‪99‬ة بنفس الص‪99‬يغة‬
‫التي صدرت به‪9‬ا‪ ،‬على أن‪9‬ه يج‪9‬وز للمع‪9‬ني ب‪9‬األمر ال‪9‬واجب إعالم‪9‬ه قانوني‪9‬ا أن ي‪9‬دلي بحجج‬
‫ومذكرات في أجل ثالثة أشهر ابتداء من اليوم الذي يطلب منه‪ 9‬فيه اإلدالء بذلك”‪ .‬‬

‫من خالل م ا س بق يتض ح الحض ور القض ائي الم زدوج للنياب ة العام ة في منازع ات‬
‫إثب ات الجنس ية من خالل ت دخلها من أج ل الطعن في التص ريحات والطلب ات الرامي ة إلى‬
‫الدخول أو الخروج من الجنسية المغربية‪ ،‬وكذا من خالل انتصابها كطرف رئيسي إلقامة‬
‫الدعوى العمومية في جميع القضايا المرتبطة بجرائم التزوير واالنتحال من أجل اكتساب‬
‫أو إثبات أو نفي الصفة الوطنية‪ ،‬وتارة أخرى كطرف منضم في جميع القضايا المرتبطة‬
‫بالنظام العام‪ ،‬قضايا األسرة والزور الفرعي‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التدخل في دعاوى إثبات حيازة الجنسية المغربية‪9.‬‬

‫إذا كانت طبيعة تدخل النيابة العامة في قضايا األسرة ذات الطبيعة الزجرية ال تث ير‬
‫إش كاالت معق دة‪ ،‬ألنه ا تعت بر دائم ا طرف ا رئيس يا في ال دعوى العمومي ة‪ ،‬وذل ك بن اء على‬
‫مح دد أساسي ومعي ار ث ابت هو طبيع ة ال دعوى؛ ف إن مركزه ا الق انوني في قض ايا األس رة‬
‫ذات الطبيعة المدنية تثير العديد من اإلشكاالت القانونية والعملية التي تتمحور حول الصفة‬
‫التي تتدخل بها النيابة العامة في هذه القضايا؛ وهل تعتبر طرفا رئيسيا أم طرفا منضما‬
‫فيها؟ فب الرجوع إلى تشريع الجنسية‪ ،‬نجد المشرع قد جعل النيابة العامة بمقتضى قانون‬
‫الجنسية المغربية طرفا رئيسيا أصليا في كافة المنازعات القضائية المتعلقة بالجنسية‪.42‬‬

‫أوال– طبيعة تدخل مؤسسة النيابة العامة النيابة العامة في الدعوى الرئيسية‪.‬‬

‫ال دعوى الرئيس ية هي “ال دعوى ال تي ته دف إلى الفص ل في مس ألة الجنس ية بص فة‬
‫رئيسية ومجردة وتكون الغاية المباشرة منها الحكم بأن شخصا ما متمتع بالجنسية المغربية‬
‫أو غير متمتع بها”‪.‬‬

‫وقد يقدمها شخص له مصلحة في ذلك‪ ،‬وتوجه حينئذ ضد النيابة العامة فتكون لهذه‬
‫األخيرة وحدها صفة المدعى عليها ألن تصرفها في الدعوى يكون كطرف رئيسي ‪43‬؛ وال‬
‫ويبلغ‬
‫يمكن توجيه هذه الدعوى ضد اإلدارات العمومية ولو ك انت هي السبب في النزاع ُ‬
‫حينئ ذ المق ال االفتت احي إلى وكي ل المل ك في نس ختين يوج ه ه ذا األخ ير إح داها إلى وزارة‬
‫العدل‪.‬‬

‫ويتعين على وكي ل المل ك اإلدالء بمس تنتجاته داخ ل أج ل ثالث ة أش هر ويق ع البت في‬
‫القض ية بع د إي داع المس تنتجات أو عن د انص رام أج ل ثالث ة أش هر؛ ويمكن ك ذاك أن تك ون‬

‫‪ 42‬عبد السالم حادوش‪ “ ،‬تدخل النيابة العامة لدى المجلس األعلى يكتسي طابع الشمولية واإلجبارية”‪  ،‬مجلة الندوة‪ ،‬عدد ‪ ،3‬أكتوبر‪<-‬نونبر‪<-‬دجنبر‬
‫‪ ،1986‬ص ‪.6‬‬
‫‪ 43‬يُقصد بالطرف الرئيسي أن النيابة العامة مخولة قانونا حق ممارسة الدعوى أمام القضاء المدني‪ ،‬بصفة رئيسية‪ ،‬مدعية أو مدعى عليها‪ ،‬على‬
‫ضوء الحاالت المحددة في القانون‪ ،‬فتكون مدعية إذا كانت هي التي بادرت إلى تقديم الطلب إلى المحكمة بقصد استصدار حكم أو قرار بشأن‬
‫قضية معينة‪ ،‬وتكون مدعى عليها في الدعوى التي رفعها مباشرة ضدها أحد األطراف‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫النيابة العامة وحدها صفة المدعية بحيث يمنحها القانون الحق في رفع الدعوى التي تكون‬
‫غايتها المباشرة والرئيسية الحكم على شخص بأن يحوز الجنسية المغربية أو العكس‪.‬‬

‫وال يمكن لغيره ا إقام ة ه ذه ال دعوى‪ ،‬وإ نم ا ل ه الح ق في الت دخل إلى جانبه ا طبق ا‬
‫لقواعد التدخل من طرف الغير؛ وفي هذه النقطة بالذات‪ ،‬يستعمل وكيل الملك حق المالئمة‬
‫المخ ول ل ه في رف ع ال دعوى أو ع دم رفعه ا ماع دا في الحال ة ال تي تطلب من ه ذل ك إح دى‬
‫‪44‬‬
‫اإلدارات العمومية‬

‫ثانيا‪-‬طبيعة تدخل مؤسسة النيابة العامة النيابة العامة في الدعوى بموجب اإلحالة‪.‬‬

‫تتحقق الدعوى بموجب اإلحالة في الفرضية التي تكون فيها الجنسية محل خصومة‬
‫في ش كل دف ع قص د تس وية منازع ة قائم ة ومعروض ة على أنظ ار محكم ة غ ير المحكم ة‬
‫المختصة بنظر مسائل الجنسية‪ ،‬فهي بذلك تُعتبر مسألة فرعية أولية تُلزم القاضي بإرجاء‬
‫البت في النزاع األصلي إلى أن يقع الفصل في هذا الدفع‪ ،‬وهذا ما أقره المشرع المغربي‬
‫في قانون الجنسية في الفصل ‪ 40‬منه‪.‬‬

‫وعلي ه‪ ،‬فالنياب ة العام ة تتص رف في ال دعوى كط رف رئيس ي بص فتها مدعي ة أو‬


‫مدعى عليه ا طبقا لمعي ار صفة االدع اء‪ ،‬ومعنى ذلك أن النياب ة العامة مخول ة قانون ا حق‬
‫ممارسة الدعوى أمام القضاء المدني‪ ،‬بصفة رئيسية‪ ،‬مدعية أو مدعى عليها‪ ،‬على ضوء‬
‫الح االت المح ددة في الق انون‪ ،‬فتك ون مدعي ة‪ ،‬إذا ك انت هي ال تي ب ادرت إلى تق ديم الطلب‬
‫إلى المحكم ة بقص د استص دار حكم أو ق رار بش أن قض ية معين ة‪ ،‬وتك ون م دعى عليه ا في‬
‫الدعوى التي رفعها مباشرة ضدها أحد األطراف‪.‬‬

‫ثالثا‪-‬طبيعة تدخل مؤسسة النيابة العامة النيابة العامة في الدعوى االعتراضية‪.‬‬

‫الدعوى االعتراضية “هي مجرد دعوى فرعية ناتجة عن الدفع بمسألة الجنسية في‬
‫قض ية أخ رى أص لية جاري ة يتوق ف البت فيه ا على الفص ل أوال في مس ألة الجنس ية من‬

‫‪ 44‬لشرقاوي الغزواني‪“ ،‬تدخل النيابة العامة في الدعاوى المدنية”‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا بجامعة محمد الخامس الرباط‪ ،‬دار نشر‬
‫المعرفة للنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪( ،1995 ،‬بدون تاريخ المناقشة)‪ ،‬ص ‪.96‬‬

‫‪29‬‬
‫طرف ذات المحكمة‪ ،‬على أساس أن قاضي األصل هو قاضي الفرع (أو قاضي الدعوى‬
‫هو قاضي الدفع)”‪.‬‬

‫فال دفع بمس ألة الجنس ية ُيث ار من ط رف أف راد خصوص يين أم ام المحكم ة المختص ة‬
‫نفس ها‪ ،‬أي أم ام المحكم ة االبتدائي ة ال تي تك ون القض ية األص لية رائج ة أمامه ا وليس أم ام‬
‫محكمة أخرى غير مختصة‪ ،‬حيث يجب تدخل النيابة العامة في الدعوى وتقديم مس تنتجاتها‬
‫الكتابية‪.‬‬

‫وهكذا تتدخل النيابة العامة في الدعوى االعتراضية كطرف منضم وجوبا أو بحكم‬
‫القانون‪ 45‬ألنها ال تكون خصما ألي طرف‪ ،‬وإ نما تتدخل لتبدي رأيها لمصلحة العدالة‪.‬‬

‫ويقص د بالت دخل االنض مامي للنياب ة العام ة أنه ا تت دخل لتب دي وجه ة نظره ا لفائ دة‬
‫ُ‬
‫القانون أو لكي تقدم للمحكمة رأيها بشأن الحل القانوني الذي تراه جديرا بالتطبيق‪ ،‬ولرأيه ا‬
‫قيمة أدبية في نظر المحكمة ألنه رأي محايد ال موقف ألحد الخصوم ومن ثم فهي ليست‬
‫مدعية وال مدعى عليها ولم تتدخل في الدعوى باعتبارها خصما ألحد األطراف‪ ،46‬فهي ال‬
‫تنحاز إلى أي طرف وتدخلها منظور فيه إلى الدفاع عن نظام عام أو مصلحة عامة‪ ،‬فهو‬
‫ت دخل ليس بغي ة ادع اء‪ ،‬ب ل ه و ت دخل إلب داء ال رأي وفق ا لم ا تقتض يه المص لحة القانوني ة‬
‫ألطراف الدعوى‪.47‬‬

‫وإ ذا ك ان الح ق في الجنس ية من الحق وق األساس ية المض مونة بمقتض ى التش ريعات‬
‫الداخلية والمعاهدات الدولية‪ ،‬فإن هذا الحق موض وع تهدي د من قبل األف راد والدولة على‬
‫الس واء مم ا يس توجب مع ه تحري ك دع وى لحماي ة ه ذا الح ق‪ ،‬وه و م ا يث ير إش كالية تحدي د‬
‫جهة القضاء صاحبة االختصاص‪   ‬في نظر منازعات الجنسية‪.‬‬
‫‪ 45‬ينص الفصل الثامن من قانون المسطرة المدنية المغربية على‪“ :‬تتدخل النيابة العامة كطرف منضم في جميع القضايا التي يأمر القانون‬
‫بتبليغها إليها‪ ،‬وكذا في الحاالت التي تطلب النيابة العامة التدخل فيها بعد اطالعها على الملف‪ ،‬أو عندما تحال عليها القضية تلقائيا من طرف‬
‫القاضي‪ .‬وال يحق لها في هذه األحوال استعمال أي طريق للطعن”‪ .‬فتدخل النيابة العامة يتخذ ثالث صور وهي‪-1 :‬التدخل الوجوبي أو القانوني‪،‬‬
‫‪-2‬التدخل الجوازي‪-3 ،‬التدخل بناء على طلب من المحكمة‪.‬‬
‫‪ 46‬نجيب بكير‪“ ،‬دور النيابة العامة في قانون المرافعات“‪ ،‬مكتبة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1974 ،‬ص ‪ ،381‬أورده ذ‪ /‬محمد عبد‬
‫المحسن البقالي الحسني‪ “ ،‬قضايا النيابة العامة في ظالل أحكام مدونة األسرة” ‪ ،‬إفرزان للطباعة والنشر‪ ،‬طنجة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2014 ،‬الهامش‬
‫‪ ،4‬ص ‪.17‬‬
‫‪ 47‬أحمد البنوضي‪“ ،‬دور النيابة العامة في قضايا األسرة“ ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬تحت إشراف الدكتور‬
‫إدريس الفاخوري‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بطنجة‪ ،‬جامعة عبد الملك السعدي‪ ،‬السنة الجامعية ‪( ،2005/2006‬بدون تاريخ‬
‫المناقشة)‪ ،‬ص ‪.6‬‬

‫‪30‬‬
31
‫خاتمة‬

‫خالص ة الق ول تعت بر النياب ة العام ة‪ ،‬جه ازا رائ دا داخ ل مح اكم المملك ة وذل ك من‬
‫خالل األدوار الب ارزة ال تي أناطه ا المش رع المغ ربي به ا‪ ،‬خصوص ا عن دما يتعل ق األم ر‬
‫بالنظام العام وبحماية الصالح العام‪ ،‬لكون األسرة تعتبر جزء ال يتجزأ من هذا النظ ام ومن‬
‫ه ذا المجتم ع‪ ،‬حيث تك ون في قض ايا األس رة طبق ا للم ادة ‪ 3‬طرفا أص ليا‪ ،‬إال أن اإلش كالية‬
‫تثار عندما يتعلق األمر بدورها حسب مقتضيات المادة ‪ 8‬و‪ 9‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬

‫يتضح بعد االطالع على مقتضيات هذه المواد أنها تتدخل كطرف منظم في جميع‬
‫القض ايا ال تي يتم تبليغه ا إليه ا‪ ،‬ولع ل تط بيق القاع دة العام ة في الق انون "االختص اص الع ام‬
‫يس تثنى بنص خ اص" ق د تفي د أك ثر في تغليب الم ادة ‪ 3‬من المدون ة على أحك ام ق انون‬
‫المس طرة المدني ة‪ ،‬إال أن ه م ع ذل ك تبقى القواع د المس طرية ذات ق وة ملزم ة في جمي ع‬
‫اإلجراءات وهو ما يقتضي البحث أكثر في االجتهادات القضائية والفقهية‪.‬‬

‫وتبع ا ل ذلك يمكن الق ول إن النياب ة العام ة‪ ،‬وح تى يتم تفعي ل دوره ا في المج ال‬
‫األس ري والس هر على تط بيق نص وص المدون ة التط بيق الس ليم‪ ،‬يجب أن تض ع رهن‬
‫إشارتها مجموعة من اآلليات إلى جانب جهاز الشرطة القضائية‪ ،‬حتى تحقق ما رام إليه‬
‫المشرع حينما نص على دورها األصلي في مدونة األسرة‪ .‬هذا الدور الذي قوامه التنوع‬
‫من حيث طبيعت ه‪ ،‬فهي ط رف أص لي في جمي ع القض ايا وهي مدعي ة عليه ا في قض ايا‬
‫معني ة‪ ،‬وهي في ذل ك كل ه الس اهرة على تفعي ل نص وص مدون ة األس رة وتطبيقه ا التط بيق‬
‫الحسن‪.‬‬

‫كما تناط بهاد أدوار طالئعية ومحورية في قضايا الطفل حسب مقتضيات القوانين‬
‫المتعلقة باألطفال المهملين والحالة المدنية والجنسية‪ ،‬ومكنها بموجب مجموعة من البنود‬
‫من القيام بمتابعة كل من مس بخلية األسرة جنائيا‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الئحة المراجع‬

‫أوال الكتب‪:‬‬

‫‪ -‬ادريس الفاخوري‪ ،‬قانون األسرة المغربي‪ ،‬أحكام الزواج‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬طبعة ‪.2016‬‬
‫‪ -‬حس ام ال دين فتحي ناص ف‪“ ،‬نظ ام الجنس ية في الق انون المق ارن”‪ ،‬دار النهض ة العربي ة‪،‬‬
‫القاهرة‪.2007 ،‬‬
‫‪ -‬نجيب بكير‪“ ،‬دور النيابة العامة في قانون المرافعات“‪ ،‬مكتبة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪.1974 ،‬‬
‫‪ -‬محمد عبد المحسن البقالي الحسني‪“ ،‬قضايا النيابة العامة في ظالل أحكام مدونة األس رة”‪،‬‬
‫إفرزان للطباعة والنشر‪ ،‬طنجة‪ ،‬الطبعة األولى‪.2014 ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬المقاالت‬

‫‪ -‬محمد الصخري‪ ،‬تدخل النيابة العامة في قضاء األسرة‪ ،‬سلسلة الندوات واللقاءات واأليام‬
‫الدراسية‪ ،‬مكتبة دار السالم‪ ،‬الرباط‪ ،2004 ،‬العدد ‪.5‬‬
‫‪ -‬ادريس الف اخوري‪ ،‬دور النياب ة العام ة في الم ادة األس رية‪ ،‬مق ال منش ور بمرك ز إدريس‬
‫الفاخوري للدراسات واألبحاث في العلوم القانونية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬مجلة المنتدى (مدونة األسرة تقييم ومعالجة) العدد الخامس‪ ،‬جمادى األولى ‪ ،1426‬يونيو‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ -‬سفيان أدريوش‪ ،‬دور النيابة العامة في قضاء األسرة‪ ،‬مجلة القصر‪ ،‬العدد ‪.9‬‬
‫‪ -‬النياب ة العام ة ل دى محكم ة النقض‪" ،‬بعض مه ام النياب ة العام ة" مجل ة من بر النياب ة العام ة‪،‬‬
‫العدد ‪ 9‬لسنة ‪.2017‬‬
‫‪ -‬الحسني فاطمة‪“ ،‬دور النيابة العامة ووظيفتها أمام القضاء المدني في التشريع المغربي (‬
‫‪ ،)1‬مجلة الملحق القضائي‪ ،‬عدد ‪ ،14‬مارس ‪.1985‬‬
‫‪ -‬عب د الس الم ح ادوش‪“ ،‬ت دخل النياب ة العام ة ل دى المجلس األعلى يكتس ي ط ابع الش مولية‬
‫واإلجبارية”‪  ،‬مجلة الندوة‪ ،‬عدد ‪ ،3‬أكتوبر‪-‬نونبر‪-‬دجنبر ‪.1986‬‬

‫‪33‬‬
‫ثالثا‪ :‬الرسائل واألطروحات الجامعية‬

‫هش ام حض ري‪ ،‬دور النياب ة العام ة أم ام قض اء األس رة‪ ،‬رس الة نهاي ة الت دريب بالمعه د‬ ‫‪-‬‬
‫العالي للقضاء‪ ،‬الفوج ‪ ،33‬السنة القضائية ‪.2003/2005‬‬
‫عب د الواح د مطي ع‪ ،‬دور النياب ة العام ة في قض ايا األس رة‪ ،‬بحث لني ل ش هادة االج ازة‬ ‫‪-‬‬
‫بجامعة محمد األول‪ ،‬السنة الجامعية‪.2009/2010 ،‬‬
‫لش رقاوي الغ زواني‪“ ،‬ت دخل النياب ة العام ة في ال دعاوى المدني ة”‪ ،‬رس الة لني ل دبل وم‬ ‫‪-‬‬
‫الدراس ات العلي ا بجامع ة محم د الخ امس الرب اط‪ ،‬دار نش ر المعرف ة للنش ر والتوزي ع‪،‬‬
‫الرباط‪.1995 ،‬‬
‫‪ -‬أحمد البنوضي‪“ ،‬دور النيابة العامة في قضايا األسرة“‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا‬
‫المعمق ة في الق انون الخ اص‪ ،‬تحت إش راف ال دكتور إدريس الف اخوري‪ ،‬كلي ة العل وم‬
‫القانوني ة واالقتص ادية واالجتماعية بطنج ة‪ ،‬جامع ة عب د الملك السعدي‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪.2005/2006‬‬

‫رابعا‪ :‬النصوص القانونية‬

‫ظه ير ش ريف بمثاب ة ق انون رقم ‪ 1.74.447‬بت اريخ ‪ 11‬رمض ان ‪ 28( 1394‬ش تنبر‬ ‫‪-‬‬
‫‪ )1974‬بالمصادقة على نص قانون المسطرة المدنية المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -‬ظه ير ش ريف رقم ‪ 1.04.22‬ص ادر في ‪ 12‬من ذي الحج ة ‪ 3( 1424‬ف براير ‪)2004‬‬
‫بتنفيذ القانون رقم ‪ 70.03‬بمثابة مدونة األسرة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪.5184‬‬
‫المرس وم رقم ‪ 275.04‬الص ادر في ‪ 14‬يوني و ‪ ،2004‬بش أن تك وين مجلس العائل ة‬ ‫‪-‬‬
‫وتحرير مهام الملحق‪.‬‬
‫ظه ير ش ريف رقم ‪ 1.02.172‬ص ادر بت اريخ ف اتح ربي ع اآلخ ر ‪ 13( 1423‬يوني و‬ ‫‪-‬‬
‫‪ )2002‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 15.01‬المتعلق بكفالة األطفال المهملين‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ -‬ظه ير ش ريف رقم ‪ 1.02.239‬ص ادر في ‪ 25‬من رجب ‪ 1423‬بتنفي ذ الق انون رقم‬
‫‪ 37.99‬المتعلق بالحالة المدنية (الجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 2‬رمضان ‪ 7-1423‬نونبر‬
‫‪ 2002‬رقم ‪)5054‬‬
‫‪ -‬ظه ير ش ريف رقم ‪ 1.58.250‬بت اريخ ‪ 21‬ص فر ‪ 1378‬بس ن ق انون الجنس ية المغربي ة‬
‫(ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 4‬ربيع األول ‪ 19-1378‬شتنبر ‪.)1958‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 1.59.413‬صادر في ‪ 28‬جمادى الثانية ‪ 26( 1382‬نونبر ‪)1962‬‬
‫بالمصادقة على مجموعة القانون الجنائي‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬أحكام قضائية‬

‫‪ -‬قرار‪ ‬محكمة االستئناف بالدار البيضاء (غرفة الجنايات االبتدائية الجرائم المالية تلبسي)‬
‫في الملف عدد‪ 1425/2624/2019 ‬صادر‪ ‬بتاريخ ‪ 26‬دجنبر ‪.2019‬‬

‫سادسا‪ :‬الدالئل والتقارير‬

‫‪ -‬المملكة المغربية‪ ،‬وزارة العدل‪ ،‬دليل عملي لمدونة األسرة‪ 12 ،‬أكتوبر ‪.2005‬‬
‫‪ -‬البوابة االلكترونية‪" 9‬دليل الحالة المدنية"‪ ،‬الجزء المتعلق بضباط الحالة المدنية‪9‬‬
‫‪https://www.alhalalmadania.ma/GuideEtatCivil/Pages/‬‬
‫‪%D8%B6%D8%A8%D8%A7%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%AD‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF‬‬
‫‪%D9%86%D9%8A%D8%A9.aspx‬‬

‫‪35‬‬
‫الفهرسة‬

‫مقدمة ‪3.............................................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬دور النيابة العامة في مدونة األسرة ‪5................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬دور النيابة العامة في قضايا ميثاق الزوجية وانحالله‪5............................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تدخل النيابة العامة أثناء فترة الزوجية ‪6..........................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دور النيابة العامة اثناء انحالل ميثاق الزوجية ‪8..................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دور النيابة العامة في قضايا الحضانة األهلية والنيابة الشرعية‪12................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬دور النيابة العامة في قضايا الحضانة ‪12.........................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دور النيابة العامة في قضايا األهلية والنيابة الشرعية ‪13.........................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دور النيابة العامة في حماية األسرة وفقا لقانون كفالة األطفال المهملين وقانون‬
‫الحالة المدنية وقانون الجنسية ‪16...................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تدخل النيابة العامة في قضايا الحالة المدنية ‪16....................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬االختصاص القضائي للنيابة العامة ‪17.............................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االختصاص غير القضائي للنيابة العامة في قضايا الحالة المدنية‪19..............‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دور النيابة العامة في القانون ‪ 15.01‬المتعلق باألطفال المهملين وظهير ‪ 6‬شتنبر‬
‫‪ 1958‬المتعلق بالجنسية‪20.................................................................... .‬‬

‫الفرع األول‪ :‬صالحيات النيابة العامة في قضايا األطفال المهملين ‪20............................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صالحيات النيابة العامة في قضايا الجنسية ‪24....................................‬‬

‫خاتمة ‪31...........................................................................................‬‬

‫الئحة المراجع ‪32...................................................................................‬‬

‫‪36‬‬

You might also like