You are on page 1of 36

‫جامــعة بنـــغازي‬

‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬


‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫ق والمضامٌ ُن‬
‫األوروبًِ‪ :‬اآلفا ُ‬
‫ّ‬ ‫الوظٌفٌَّة الجدٌـدة وتجربة التكا ُمل‬
‫والمُدراتُ التفسٌرٌَّة‬
‫ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ‪ :‬ﺍﻵﻓﺎﻕ ﻭﺍﻟﻤﻀﺎﻣﻴﻦ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬

‫سحاتً‬
‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ خالد خمٌس ال َّ‬
‫الحفار‪ ** ،‬أ‪.‬‬ ‫صالح‬
‫ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ‬ ‫توفٌك‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ‬ ‫* د‪.‬ﻣﺠﻠﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ ‪ -‬ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺑﺎﻟﻤﺮﺝ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫حـاضـر ُمساعـ ٌد‬
‫ٌ‬ ‫حاضر بمسم العلوم السٌاسٌة‪ ،‬كلٌة االلتصاد ‪ -‬جامعة أجدابٌا ‪ -‬لٌبٌا ** ُم‬
‫ٌ‬ ‫( * ُم‬
‫ﺍﻟﺤﻔﺎﺭ‪ ،‬ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺻﺎﻟﺢ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫سٌاسٌَّة‪ ،‬كلٌَّة االلتصاد ‪ -‬جامعة بنغازي ‪ -‬لٌبٌا )‬
‫بمسم العلوم ال ِ ّ‬
‫ﺍﻟﺴﺤﺎﺗﻲ‪ ،‬ﺧﺎﻟﺪ ﺧﻤﻴﺴ)ﻢ‪ .‬ﻣﺸﺎﺭﻙ(‬ ‫ﻣؤﻟﻔﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻉ‪33‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫‪2017‬‬ ‫ص‪:‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪ُ:‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ال ُمل َّخ‬
‫مدارس نظرٌَّةٌ‬ ‫ٌ‬ ‫عها‬ ‫ً ِ تتناز ُ‬ ‫األوروب ّ‬
‫ُ‬ ‫أن تجربة التَّكا ُمل‬ ‫ﻣﺎﻳﻮهذه ال ّدِراسة فً َّ‬ ‫ص ُم ْش ِكلَةُ‬ ‫تَتَلَ َّخ ُ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫ب ِل ِم َرا َءةِ َوت َ ْمٌِ ٌِم تلن التَّجْ ِر َب ِة‪ ،‬ومن تلن‬ ‫ق تفسٌرٌَّة أ َ ْر َح ُ‬ ‫ٍ‬ ‫آفا‬ ‫ٌِم‬
‫َ‬ ‫د‬ ‫ْ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬
‫َ ِ‪َ 1 - 33‬‬ ‫ل‬‫ٌّ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫‪،‬‬‫ٌ‬ ‫ة‬ ‫عدٌد‬ ‫ٌ‬ ‫َّة‬ ‫ٌ‬ ‫تفسٌر‬
‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫سٌاسٌَّ ِة واألمنٌَّ ِة ُهو‬ ‫التعاون للمجاالت ال ِ ّ‬ ‫ُ‬ ‫امتداد‬ ‫َّ‬
‫أن‬ ‫ترى‬ ‫التً‬ ‫الجدٌدة"‪،‬‬ ‫النظرٌَّات "الوظٌفٌَّة‬
‫يِ‪ ،‬و ُهنا تطر ُح الدراسة تساإُ لٌ ِْن‬ ‫‪10.37376/1571-000-033-009‬االلتصاد ّ‬
‫‪ :DOI‬ترجمةٌ لنَ َجاحِ أطراف ال َع َم ِل اإلللٌمً فً المجال‬
‫ًِ؟‬ ‫األوروب ّ‬‫ُ‬ ‫وعناصر النَّظرٌَّة الوظٌفٌَّة الجدٌدة لتفسٌر التَّكا ُمل‬ ‫ُ‬ ‫مالم ُح‬ ‫‪828085‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬رئٌسٌٌن مفَا ُد ُهما‪ :‬ما هً‬
‫ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ ِمٌّا ً تحلٌلٌّا ً لتفسٌر تلن التَّجربة ٌُح ِ ّد ُد َم َواطِنَ المُ َّو ِة والضعف‬ ‫ﺑﺤﻮﺙإطارا ً ِع ْل‬ ‫أن تُم ّدِم‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪ :‬استطاعت ْ‬ ‫وهل‬ ‫ﻧﻮﻉ‬
‫تشتم ُل على َم ْن َه َجٌ ِْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‪،‬‬ ‫د‬‫ا‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫األب‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫ّ‬
‫ِد‬
‫د‬ ‫تع‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫َّة‬ ‫ٌ‬‫منهج‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫ِراس‬ ‫ّ‬
‫د‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫وتتب‬ ‫؟‬ ‫ِنَ‬ ‫ل‬‫ذ‬‫َ‬ ‫فً‬ ‫أخفمت‬ ‫ا‬ ‫ه‬‫َّ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫م‬
‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪َ ْ َ ِ :‬‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ٌ‬ ‫ف‬
‫‪Arabic‬‬
‫ً‪ .‬ولد خلصت الدراسة‬ ‫ُّ‬ ‫والتارٌخ‬ ‫ً‬‫ُّ‬ ‫سات‬ ‫س‬
‫ُ َّ‬ ‫إ‬ ‫م‬‫ال‬ ‫ما‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫ْن‬‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫خ‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫د‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ُ‬
‫مارن‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫وال‬ ‫ً‬ ‫ف‬ ‫ص‬
‫َ ْ ِ ُّ‬ ‫الو‬ ‫ا‪:‬‬ ‫َر ِئٌ ِس ٌٌَ ِْن ُه َ‬
‫م‬
‫ُ‬
‫حٌث‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪":‬الوظٌفٌَّة الجدٌدة" نجحت لحد بعٌد فً تفسٌر وتحلٌل تجربة التكامل األوروبً‪،‬‬ ‫‪HumanIndex‬‬ ‫أن‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ إلى َّ‬
‫وزن‬
‫ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ‬ ‫ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻰ‪،‬التً ال ت ُ ْن‬
‫ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ِك ُر ثمل‬ ‫ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞالجدٌدة"‬ ‫"الوظٌفٌَّة‬ ‫ص َّحةَ ممُ‬
‫ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ‪،‬والت‬
‫ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ِ‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔُملٌَّة ٌُثْ ِبتُ‬ ‫أن تارٌ َخ تلن العملٌَّة التَّكا‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪َّ :‬‬
‫احً االلتصادٌَّة‬ ‫ص ِل‬ ‫صعُوبةَ الفَ ْ‬ ‫سٌاسٌَّة فً إنجاح العملٌَّة التَّكا ُملٌَّة‪ ،‬وبالتالً ُ‬
‫‪َ http://search.mandumah.com/Record/828085‬بٌْنَ النَّ َو ِ‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪ :‬العوامل ال ِ ّ‬
‫سٌاسٌَّ ِة واألمنٌَّ ِة‪.‬‬ ‫احً ال ِ ّ‬ ‫الف ِنٌَّّ ِة والنَّ َو ِ‬
‫الكلماتُ المفتاحٌَّة‪ :‬نظرٌَّات‪ ،‬االندماج‪ ،‬التكا ُم ُل األوروب ُّ‬
‫ً‪ ،‬الوظٌفٌَّة الجدٌدة‪ ،‬االنتشـار‪.‬‬

‫© ‪ 2023‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫‪0‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫ق والمضامٌ ُن‬
‫األوروبًِ‪ :‬اآلفا ُ‬
‫ّ‬ ‫الوظٌفٌَّة الجدٌـدة وتجربة التكا ُمل‬
‫والمُدراتُ التفسٌرٌَّة‬
‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪:‬‬

‫سحاتً‬
‫* د‪ .‬توفٌك صالح الحفار‪ ** ،‬أ‪ .‬خالد خمٌس ال َّ‬ ‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪APA‬‬
‫ﺍﻟﺤﻔﺎﺭ‪ ،‬ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺻﺎﻟﺢ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺴﺤﺎﺗﻲ‪ ،‬ﺧﺎﻟﺪ ﺧﻤﻴﺲ‪ .(2017) .‬ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ‪ :‬ﺍﻵﻓﺎﻕ‬
‫ساعـ ٌد‬
‫ﻣﺴﺘﺮﺟﻊم ﻣﻦ‬
‫حـاضـر ُ‬
‫ٌ‬ ‫لٌبٌا ‪ُ **-‬م‬
‫‪.33‬‬ ‫ﻉ‪1 ،33‬‬‫أجدابٌا ‪-‬‬
‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪،‬‬‫ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕجامعة‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻮﻡااللتصاد ‪-‬‬ ‫السٌاسٌة‪ ،‬كلٌة‬
‫ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ‪.‬ﻣﺠﻠﺔ‬ ‫بمسم العلوم‬ ‫حاضر‬
‫ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ‬ ‫( * ُم‬
‫ﻭﺍﻟﻤﻀﺎﻣﻴﻦ ٌ‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/828085‬‬
‫سٌاسٌَّة‪ ،‬كلٌَّة االلتصاد ‪ -‬جامعة بنغازي ‪ -‬لٌبٌا )‬ ‫بمسم العلوم ال ِ ّ‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪MLA‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ‪ :‬ﺍﻵﻓﺎﻕ‬ ‫ﺍﻟﺤﻔﺎﺭ‪ ،‬ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺻﺎﻟﺢ‪ ،‬ﻭ ﺧﺎﻟﺪ ﺧﻤﻴﺲ ﺍﻟﺴﺤﺎﺗﻲ‪" .‬ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ‬
‫ﻭﺍﻟﻤﻀﺎﻣﻴﻦ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ‪".‬ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔﻉ‪ .33 - 1 :(2017) 33‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/828085‬‬
‫ال ُمل َّخ ُ‬
‫ص‪:‬‬
‫مدارس نظرٌَّةٌ‬ ‫ٌ‬ ‫عها‬ ‫ً ِ تتناز ُ‬ ‫األوروب ّ‬
‫ُ‬ ‫أن تجربة التَّكا ُمل‬ ‫ص ُم ْش ِكلَةُ هذه ال ّدِراسة فً َّ‬ ‫تَتَلَ َّخ ُ‬
‫ب ِل ِم َرا َءةِ َوت َ ْمٌِ ٌِم تلن التَّجْ ِر َب ِة‪ ،‬ومن تلن‬ ‫ق تفسٌرٌَّة أ َ ْر َح ُ‬ ‫ٌِم آفا ٍ‬ ‫تفسٌرٌَّةٌ عدٌدةٌ‪ ،‬ت ُ َحا ِو ُل ُك ٌّل ِم ْن َها ت َ ْمد َ‬
‫سٌاسٌَّ ِة واألمنٌَّ ِة ُهو‬ ‫التعاون للمجاالت ال ِ ّ‬ ‫ُ‬ ‫أن امتداد‬ ‫النظرٌَّات "الوظٌفٌَّة الجدٌدة"‪ ،‬التً ترى َّ‬
‫يِ‪ ،‬و ُهنا تطر ُح الدراسة تساإُ لٌ ِْن‬ ‫ترجمةٌ لنَ َجاحِ أطراف ال َع َم ِل اإلللٌمً فً المجال االلتصاد ّ‬
‫ًِ؟‬ ‫األوروب ّ‬‫ُ‬ ‫وعناصر النَّظرٌَّة الوظٌفٌَّة الجدٌدة لتفسٌر التَّكا ُمل‬ ‫ُ‬ ‫رئٌسٌٌن مفَا ُد ُهما‪ :‬ما هً مالم ُح‬
‫أن تُم ّدِم إطارا ً ِع ْل ِمٌّا ً تحلٌلٌّا ً لتفسٌر تلن التَّجربة ٌُح ِ ّد ُد َم َواطِنَ المُ َّو ِة والضعف‬ ‫وهل استطاعت ْ‬
‫تشتم ُل على َم ْن َه َجٌ ِْن‬
‫ِ‬ ‫ِفٌ َها أ ْم أنَّ َها أخفمت فً َذلِنَ ؟ وتتبنَّى ال ّدِراسةُ منهجٌَّة ُمتع ّدِدة َ األبعَادِ‪،‬‬
‫ً‪ .‬ولد خلصت الدراسة‬ ‫ً والتارٌخ ُّ‬ ‫سسات ُّ‬ ‫مارن‪ ،‬و َم ْد َخلٌَ ِْن ُهما‪ :‬ال ُمإ َّ‬ ‫ً وال ُم ُ‬ ‫ص ِف ُّ‬
‫الو ْ‬ ‫َر ِئٌ ِس ٌٌَ ِْن ُه َما‪َ :‬‬
‫ُ‬
‫حٌث‬ ‫أن "الوظٌفٌَّة الجدٌدة" نجحت لحد بعٌد فً تفسٌر وتحلٌل تجربة التكامل األوروبً‪،‬‬ ‫إلى َّ‬
‫ص َّحةَ ممُوالت "الوظٌفٌَّة الجدٌدة" التً ال ت ُ ْن ِك ُر ثمل وزن‬ ‫أن تارٌ َخ تلن العملٌَّة التَّكا ُملٌَّة ٌُثْ ِبتُ ِ‬ ‫َّ‬
‫احً االلتصادٌَّة‬ ‫ص ِل َبٌْنَ النَّ َو ِ‬ ‫صعُوبةَ الفَ ْ‬ ‫سٌاسٌَّة فً إنجاح العملٌَّة التَّكا ُملٌَّة‪ ،‬وبالتالً ُ‬ ‫العوامل ال ِ ّ‬
‫سٌاسٌَّ ِة واألمنٌَّ ِة‪.‬‬ ‫احً ال ِ ّ‬ ‫الف ِنٌَّّ ِة والنَّ َو ِ‬
‫الكلماتُ المفتاحٌَّة‪ :‬نظرٌَّات‪ ،‬االندماج‪ ،‬التكا ُم ُل األوروب ُّ‬
‫ً‪ ،‬الوظٌفٌَّة الجدٌدة‪ ،‬االنتشـار‪.‬‬

‫© ‪ 2023‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫‪0‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫ق والمضامٌ ُن‬
‫األوروبًِ‪ :‬اآلفا ُ‬
‫ّ‬ ‫الوظٌفٌَّة الجدٌـدة وتجربة التكا ُمل‬
‫والمُدراتُ التفسٌرٌَّة‬

‫سحاتً‬
‫* د‪ .‬توفٌك صالح الحفار‪ ** ،‬أ‪ .‬خالد خمٌس ال َّ‬
‫حـاضـر ُمساعـ ٌد‬
‫ٌ‬ ‫حاضر بمسم العلوم السٌاسٌة‪ ،‬كلٌة االلتصاد ‪ -‬جامعة أجدابٌا ‪ -‬لٌبٌا ** ُم‬
‫ٌ‬ ‫( * ُم‬
‫سٌاسٌَّة‪ ،‬كلٌَّة االلتصاد ‪ -‬جامعة بنغازي ‪ -‬لٌبٌا )‬
‫بمسم العلوم ال ِ ّ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ال ُمل َّخ ُ‬


‫ص‪:‬‬
‫مدارس نظرٌَّةٌ‬ ‫ٌ‬ ‫عها‬ ‫ً ِ تتناز ُ‬ ‫األوروب ّ‬
‫ُ‬ ‫أن تجربة التَّكا ُمل‬ ‫ص ُم ْش ِكلَةُ هذه ال ّدِراسة فً َّ‬ ‫تَتَلَ َّخ ُ‬
‫ب ِل ِم َرا َءةِ َوت َ ْمٌِ ٌِم تلن التَّجْ ِر َب ِة‪ ،‬ومن تلن‬ ‫ق تفسٌرٌَّة أ َ ْر َح ُ‬ ‫ٌِم آفا ٍ‬ ‫تفسٌرٌَّةٌ عدٌدةٌ‪ ،‬ت ُ َحا ِو ُل ُك ٌّل ِم ْن َها ت َ ْمد َ‬
‫سٌاسٌَّ ِة واألمنٌَّ ِة ُهو‬ ‫التعاون للمجاالت ال ِ ّ‬ ‫ُ‬ ‫أن امتداد‬ ‫النظرٌَّات "الوظٌفٌَّة الجدٌدة"‪ ،‬التً ترى َّ‬
‫يِ‪ ،‬و ُهنا تطر ُح الدراسة تساإُ لٌ ِْن‬ ‫ترجمةٌ لنَ َجاحِ أطراف ال َع َم ِل اإلللٌمً فً المجال االلتصاد ّ‬
‫ًِ؟‬ ‫األوروب ّ‬‫ُ‬ ‫وعناصر النَّظرٌَّة الوظٌفٌَّة الجدٌدة لتفسٌر التَّكا ُمل‬ ‫ُ‬ ‫رئٌسٌٌن مفَا ُد ُهما‪ :‬ما هً مالم ُح‬
‫أن تُم ّدِم إطارا ً ِع ْل ِمٌّا ً تحلٌلٌّا ً لتفسٌر تلن التَّجربة ٌُح ِ ّد ُد َم َواطِنَ المُ َّو ِة والضعف‬ ‫وهل استطاعت ْ‬
‫تشتم ُل على َم ْن َه َجٌ ِْن‬
‫ِ‬ ‫ِفٌ َها أ ْم أنَّ َها أخفمت فً َذلِنَ ؟ وتتبنَّى ال ّدِراسةُ منهجٌَّة ُمتع ّدِدة َ األبعَادِ‪،‬‬
‫ً‪ .‬ولد خلصت الدراسة‬ ‫ً والتارٌخ ُّ‬ ‫سسات ُّ‬ ‫مارن‪ ،‬و َم ْد َخلٌَ ِْن ُهما‪ :‬ال ُمإ َّ‬ ‫ً وال ُم ُ‬ ‫ص ِف ُّ‬
‫الو ْ‬ ‫َر ِئٌ ِس ٌٌَ ِْن ُه َما‪َ :‬‬
‫ُ‬
‫حٌث‬ ‫أن "الوظٌفٌَّة الجدٌدة" نجحت لحد بعٌد فً تفسٌر وتحلٌل تجربة التكامل األوروبً‪،‬‬ ‫إلى َّ‬
‫ص َّحةَ ممُوالت "الوظٌفٌَّة الجدٌدة" التً ال ت ُ ْن ِك ُر ثمل وزن‬ ‫أن تارٌ َخ تلن العملٌَّة التَّكا ُملٌَّة ٌُثْ ِبتُ ِ‬ ‫َّ‬
‫احً االلتصادٌَّة‬ ‫ص ِل َبٌْنَ النَّ َو ِ‬ ‫صعُوبةَ الفَ ْ‬ ‫سٌاسٌَّة فً إنجاح العملٌَّة التَّكا ُملٌَّة‪ ،‬وبالتالً ُ‬ ‫العوامل ال ِ ّ‬
‫سٌاسٌَّ ِة واألمنٌَّ ِة‪.‬‬ ‫احً ال ِ ّ‬ ‫الف ِنٌَّّ ِة والنَّ َو ِ‬
‫الكلماتُ المفتاحٌَّة‪ :‬نظرٌَّات‪ ،‬االندماج‪ ،‬التكا ُم ُل األوروب ُّ‬
‫ً‪ ،‬الوظٌفٌَّة الجدٌدة‪ ،‬االنتشـار‪.‬‬

‫‪0‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
ISSN : 2312 – 4962 4102 / 482 ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية‬

Abstract
The problem of this study in brief, the European integration experiment is argued
among several interpreting theoretical schools, each one tries to provide more
acceptable interpreting prospects to the reader and evaluate the important experiment
in the regional integration. The "new functionalism" is among these theories, that
believes that the extension of cooperation to the political and security scopes is a
translation to the success of regional work parties in the economic. In this respect, the
study proposes two main questions: What are the characteristics and elements of the
new functionalism for interpreting the experiment of the European integration? Was it
able to provide an analytical scientific framework for interpreting this experiment that
specifying the power and weakness in it, or it failed to do that? The study adopted a
multiple dimensions method comprises two main methods: Descriptive and
comparative, and two entrances: Institutional and historic. The study ended to the
point that the "new functionalism" succeeded great deal in interpreting and analyzing
the European integration experiment and its development, where the history of the
integrative operation in Europe proves the authenticity of the utterance of "new
functionalism" theory that does not deny the load of weight of political factors in
success of the integrating process, and consequently the difficulty of complete
separation between the economic and technical aspects and political and security
aspects.
Keywords: regional integration theories, European integration, The new
functionalism, spillover, European Union.

‫ و‬5102 ‫ يايى‬/52 – ٌ‫انعذد انثانث وانثالثى‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫‪ -‬ال ُمـمـ ّدِمـة‪:‬‬


‫ُعـرف باسم‬ ‫ُ‬ ‫اح ٌَ ِة النَّظرٌَّ ِة تحت ما ٌ‬ ‫ً ِ ِمنَ النَّ ِ‬ ‫َطور اال ِت ّحاد األوروب ّ‬ ‫ع َم ِلٌَّة ت ُّ‬ ‫تندر ُج َ‬
‫ًِ"‪ ،‬وهً النظرٌَّاتُ التً نشؤت لتفسٌر عملٌَّة االندماج بٌن الدُّول‬ ‫"نظرٌَّات االندماج اإلللٌم ّ‬
‫حركة‪ ،‬واآللٌَّات‪ ،‬مع التنبُّإ ب ُمستمبل هذه العملٌَّة‪ .‬وعلى‬ ‫حٌث الدَّوافع‪ ،‬والموى ال ُم ِ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ال ُمختلفة من‬
‫أن نظرٌَّات‬ ‫ضوع الوحدة والتكا ُمل بٌن الدُّول ال ُمختلفة إال َّ‬ ‫الرغم من لِـ َد ِم الكتابات حول مو ُ‬
‫ُمكن‬‫تطور حركة الوحدة األوروبٌَّة‪ ،‬بل ٌ ُ‬ ‫تتطور بشكلها الحدٌث إالَّ مع ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ً ِ لم‬ ‫االندماج اإلللٌم ّ‬
‫وأن الثانٌة‬ ‫ًِ‪َّ ،‬‬ ‫ً ِ (‪)1‬أثرت على نظرٌَّات االندماج اإلللٌم ّ‬ ‫تطو َر حركة االتِ ّحاد األوروب ّ‬ ‫ُّ‬ ‫المو ُل َّ‬
‫أن‬
‫كبٌر انعكاسـا ً لحـركة األولى ‪.‬‬ ‫كانت إلى ح ٍ ّد ٍ‬
‫ٌستحك‬‫ُّ‬ ‫ً ِ ال ُمشترن ن ُموذجا ً‬ ‫وتُم ِ ّد ُم تجربة دول االتحاد األوروبً فً العمل اإلللٌم ّ‬
‫ظ ُر إلٌها‬ ‫ً ِ ال ُمشترن ٌُ ْن َ‬ ‫ال ّدِراسة والتؤ ُّمل واستخالص الد ُُّروس والعبر‪ ،‬فمسٌرة ُ العمل األوروب ّ‬
‫باعتبارها عملٌَّة (‪ ،)Process‬ب ُك ِّل ما ٌحملُهُ ُمصطلح العملٌَّة من مدلُوالت ِوفكَ خبرة العمل‬
‫ْ‬
‫أن مسٌرة العمل األوروبً ال ُمشترن ت ُ َع ُّد ن ُموذجا ً لائما ً بذاته فً‬ ‫وف َّ‬ ‫فالمعر ُ‬
‫ُ‬ ‫ً ِ ال ُمشترن‪،‬‬ ‫األوروب ّ‬
‫وٌترنُ‬‫ُ‬ ‫والتعـاون‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ًِ‪ ،‬الذي ٌبدأ من الماعـدة وبالح ِ ّد األدنى من التنسٌك‬ ‫التدرج ّ‬‫ُّ‬ ‫ًِ‬
‫التعاون اإلللٌم ّ‬ ‫ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫التعاون نَ ْف ِس َها ِل َك ًْ تُحـ ّدِد ال ُخطـوات التـالٌة ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َّة‬ ‫ٌ‬ ‫عمل‬ ‫أمام‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ال َم َج‬
‫ً ِ ال ُمعاش‪ ،‬من أجل‬ ‫سس ّ‬ ‫ً ِ وال ُمإ َّ‬ ‫ولد انطلمت التجربة التكا ُملٌَّة األوروبٌَّة من الوالع العمل ّ‬
‫سٌاسٌَّة الشاملة والتارٌخ‬ ‫الرإٌة ال ِ ّ‬ ‫حٌث ش َّكلت ُّ‬ ‫ُ‬ ‫بناء "ال ُك ِلًّ" والعا ِ ّم ال ُمتمثل فً الوحدة األوروبٌَّة‪،‬‬
‫ًِ‪ .‬كما ت َّم‬ ‫المشروع التكا ُمل ّ‬ ‫ُ‬ ‫الثمافً ال ُمتمارب اإلطار العام ال ّدٌِنامٌكً الذي ت َ َح َّرنَ فً إطاره هذا‬
‫ّ‬
‫صحٌح؛ لكً تش ِكل‬ ‫ُ‬ ‫سٌاسٌَّة واالستراتٌجٌَّة ووضعها فً إطارها ال َّ‬ ‫التركٌز على األبعاد الثمافٌَّة وال ِ ّ‬ ‫ُ‬
‫سسٌَّة لهذه التجربة ال ُم ِه َّمة‪ ،‬ال تحوٌرها‬ ‫لُ َّوة دفعٍ تُساع ُد على إنجاز التفاصٌل الوظٌفٌَّة وال ُمإ َّ‬
‫ً ِ(‪.)3‬‬ ‫ً ِ واألٌدٌُولوج ّ‬ ‫سٌَا ِس ّ‬ ‫اخ َل ال ِ ّ‬ ‫لتد ُخل لَسْرا ً َد ِ‬
‫سٌـاسـة‬ ‫صلب إلى ال ِ ّ‬ ‫ً ِ من الفحـم وال ُّ‬ ‫عـاون األوروب ّ‬ ‫تدرج تَجْ ِـر َبـ ِة الت َّ ُ‬ ‫أثر ُّ‬ ‫اض َحـا ً ُ‬ ‫وٌَ ْبدُو َو ِ‬
‫تجــاو ِز ُحـــــــــدُو ِد الــتـراب الوالعـٌَّـة (‪ ،)Realism‬إلى‬ ‫ُ‬ ‫الخارجٌَّة واألمنٌَّة ال ُمشتركة‪ ،‬فً‬
‫أن الدُّو َل‬ ‫النَّظـرٌَّـة الوظٌفٌَّة الجـدٌـدة (‪ .)Neo - Functionalism‬فالوالعٌَّةُ التً تمُو ُل َّ‬
‫سسة‬ ‫سلطة أو ُمإ َّ‬ ‫لدر من سٌادتها لحساب ُ‬ ‫التخلًّ عن ٍ‬ ‫ِ‬ ‫تتطلب‬
‫ُ‬ ‫تُحْ ِج ُم عن العمل فً المجاالت التً‬
‫تحرن‬ ‫ًِ‪ .‬ومع ُّ‬ ‫ً ِ واألمن ّ‬ ‫سٌاس ّ‬ ‫ون صعبا ً للغاٌة فً المجالٌن ال ِ ّ‬ ‫بؤن األمر ٌ ُك ُ‬ ‫فوق لومٌَّة‪ ،‬تمُو ُل أٌضا ً َّ‬
‫ًِ‬ ‫ً ِ واألمن ّ‬ ‫سٌاس ّ‬ ‫ً ِ لوضع البُذُور األولى لل َع َم ِل ال ُمشترن فً المجالٌن ال ِ ّ‬ ‫دول االتحاد األوروب ّ‬
‫أن مسٌرة االتحاد األوروبً‬ ‫سٌاسة الخارجٌَّة واألمنٌَّة ال ُمشتركة‪ ،‬بدا واضحا ً َّ‬ ‫عبر حٌازة ال ِ ّ‬
‫األمر الذي دعا بعض‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )The European Union‬لد تجاوزت ممُوالت الوالعٌَّة‪ ،‬و ُهو‬
‫بؤن االندماج فً لطاعٍ واح ٍد (الذي عادة ً‬ ‫الدَّارسٌن إلى الحدٌث عن الوظٌفٌَّة الجدٌدة التً تمُو ُل َّ‬
‫ت أخرى‪.‬‬ ‫آثار تدف ُع إلى االندماج فً لطاعا ٍ‬ ‫س ٍس التصادٌَّةٍ) ٌمٌ ُل إلى تولٌد ٍ‬ ‫ما ٌُح َّد ُد على أ ُ ُ‬
‫والبٌرولراطٌَّات ال ُح ُكومٌَّة‪ -‬ت َ ْع َم ُل َم َع‬ ‫ُ‬ ‫فإن الفَا ِعلٌِنَ ُدونَ الدُّو ِل –مثل جماعات المصالح‬ ‫وأٌضا ً َّ‬
‫ت فَ ْوقَ لَ ْو ِمٌَّ ٍة (مثل ال ُمفوضٌَّة األوروبٌَّة والبرلمان األوروبً) ِم ْن أَجْ ِل إٌِ َجـا ِد ُحلُو ٍل‬ ‫سسا ٍ‬ ‫ُم َإ َّ‬
‫إِ ْل ِل ِ‬
‫(‪)4‬‬
‫َ‬
‫على ُمستوى الد َّْول ِة ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ك َ‬ ‫سابِ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ٌمٌَّ ٍة لمشاكل كانت تعَـالـ ُج فًِ ال َّ‬

‫(‪)1‬‬
‫دمحم مصطفى كمال‪" ،‬صنع المرار فً االتحاد األوروبً"‪ ،‬فً دمحم مصطفى كمال وفإاد نهرا (‪ ،)2001‬صنع المرار فً االتحاد‬
‫األوروبً والعاللات األوروبٌة األوروبٌة‪ ،‬ط‪ ،1‬مركز دراسات الوحدة العربٌة‪ ،‬بٌروت‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عـماد جـاد‪ُ " ،‬ممــ ّدِمة"‪ ،‬فً عـماد جـاد (تحرٌر) (‪ )2001‬االتحاد األوروبً‪ :‬من التعاون االلتصادي إلى السٌاسة الخارجٌة‬
‫واألمنٌة المشتركة‪ ،‬مركز الدراسـات السٌاسٌـة واالستراتٌجٌـة باألهـرام‪ ،‬الماهرة‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫(‪)3‬‬
‫عمرو الشوبكً (‪" )2004‬أوروبا من السوق إلى االتحاد‪ :‬صناعة الوحدة"‪ ،‬كراسات استراتٌجٌة‪ ،‬مركز الدراسات السٌاسٌة‬
‫واالستراتٌجٌة باألهـرام‪ ،‬العـدد‪ ،141 :‬السنة‪ ،14 :‬ص ‪.6-5‬‬
‫(‪)4‬‬
‫عـمـاد جـاد(‪" )2001‬المـمـدمة"‪ ،‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.8-7‬‬
‫‪2‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫ع "الوظٌفٌَّ ِة ال َجدٌِ َدةِ وتَجْ ِربَ ِة الت َّ َكا ُم ِل‬ ‫سٌاق‪ ،‬تتناو ُل هذه ال ّدِراسة َم ْو ُ‬
‫ضو َ‬ ‫وضمن هذا ال ِ ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫على األطـر‬ ‫َ‬ ‫ٌز َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ًِ‪ :‬اآلفـاق والمضامٌن والمـدرات التفسٌرٌَّة"‪ ،‬وذلن ِم ْن ِخالَ ِل الت ْر ِك ِ‬ ‫األوروبِ ّ‬
‫ُ‬
‫ً ِ عبر مراحلها‬ ‫األوروب ّ‬‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫التَّفسٌرٌَّة التً تتٌِ ُح َها النَّظ ِرٌَّة الوظٌفٌَّة الجدٌدة لتجربـة التكـا ُمـل‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ال ُمختلفـة‪.‬‬
‫* ُمشكلة ال ّدِراسـة‪:‬‬
‫ق َح ْمـ ِل العاللـات الدَّولٌَّة ( ‪International‬‬ ‫إن ال ُج ُهو َد التَّنظٌرٌَّة التًِ ت ُ ْب َذ ُل فًِ ِسٌَـا ِ‬ ‫َّ‬
‫ست ُ َها (فًِ َهذَا‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ِ )Relations‬م ْن أجْ ِل تمـدٌـم أط ٍـر تفسٌرٌَّ ٍة ُمالَئِ َم ٍة لتلن الظواهــر التً تَتِ ُّم د َِرا َ‬ ‫َ‬
‫صوصا ً فٌِ َما ٌتعل ُك‬ ‫حٌث األسالٌب والمضامٌن والمُدرات التَّفسٌرٌَّة‪ُ ،‬خ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ال َح ْم ِل) تتفاوتُ ْ‬
‫من‬
‫ً ِ (‪ )Integration Theories‬التً ٌزدا ُد الل ُجــو ُء ِإلَ ٌْ َهـا‬ ‫بنظرٌَّات التكا ُمل واالندماج اإلللٌم ّ‬
‫ب التَّكا ُملٌَّ ِة ال ُمختلفــ ِة عـلى ُمستـوى عـالـم المـرن الحـادي والعشـرٌن‪،‬‬ ‫ٌر الت َّ َج ِ‬
‫ــار ِ‬ ‫ِلت َ ْف ِس ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫أن التَّكا ُمل ٌُ َع ُّد أ َح َد الخٌارات ال ُم ِه َّم ِة التً تُط َر ُح‬ ‫ار َّ‬ ‫ومعــرفـة نَ َجا َحاتِ َها وإخفالاتهـا؛ باعتِبَ ِ‬
‫ل ُمواجهة إشكالٌَّات عـولمة االلتصـاد العـالمً ( ‪Globalization of the world‬‬
‫‪.)economy‬‬
‫أن تجــربـة التَّكا ُمـل‬ ‫ـص ُم ْشـ ِكلَةُ هَــ ِذ ِه ال ّدِراسـة فً َّ‬ ‫ــار‪ ،‬تَتَلَ َّخ ُ‬
‫ط ِ‬ ‫اإل َ‬ ‫وض ْمنَ هَـ َذا ِ‬ ‫ِ‬
‫مدارس نظرٌَّةٌ تفسٌرٌَّةٌ عدٌدةٌ‪ ،‬ت ُ َحا ِو ُل ُكلٌّ‬ ‫ٌ‬ ‫عها‬ ‫ً ِ (‪ )European integration‬تتناز ُ‬ ‫األوروب ّ‬
‫ُ‬
‫ًِ‪ ،‬ومن تلن‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ب ِل ِم َرا َءةِ َوتَمٌِ ٌِم تلن التجْ ِربَ ِة ال ُم ِه َّم ِة فًِ التكا ُم ِل اإلللٌم ّ‬ ‫َ‬
‫ق تفسٌرٌَّة أ ْر َح ُ‬ ‫ٌِم آفا ٍ‬ ‫ْ‬
‫ِم ْن َها تَمد َ‬
‫سٌاسٌَّ ِة‬ ‫التعاون إلى المجاالت ال ِ ّ‬ ‫ُ‬ ‫أن امتداد‬ ‫المدارس أو النظرٌَّات "الوظٌفٌَّة الجدٌدة"‪ ،‬التً ترى َّ‬
‫ي ِ إلى َم َجــا ِل الفَــا ِعـ ِل‬ ‫واألمنٌَّ ِة ُهو ترجمةٌ لنَ َجاحِ أطـراف العَ َم ِل اإلللٌمً فً المجـال االلتصـاد ّ‬
‫وعناصر‬
‫ُ‬ ‫تسـاإُالن رئٌسٌَّـان مفا ُد ُهمـا‪ :‬ما هً مالم ُح‬ ‫ِ‬ ‫ـإ ِث ّ ِر‪ ،‬و ُهنــا تطــر ُح الدراسـة‬ ‫ً ِ ال ُم َ‬ ‫الد َّْو ِل ّ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ًِ؟‪ ،‬وهل استطاعت أن تم ّدِم‬ ‫األوروب ّ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ال ُمماربة (النظرٌَّة) الوظٌفٌَّة الجدٌدة لتفسٌر تجربة التكا ُمل‬ ‫َّ‬
‫اطنَ المُ َّوةِ والضعف فٌِ َها أ ْم أن َها أخفمت فً‬
‫َّ‬ ‫إطارا ً ِع ْل ِمٌّا ً تحلٌلٌّا ً لتفسٌر تلن التَّجربة ٌُح ِ ّد ُد َم َو ِ‬
‫َذلِنَ ؟‪.‬‬
‫*تســاؤُالتُ ال ّدِراســة‪:‬‬
‫وعناصر‬
‫ُ‬ ‫ّان مفــا ُد ُهما‪ :‬ما هً مالم ُح‬ ‫تطر ُح هذه ال ّدِراسةُ (كما أسلفنا) تسـا ُإالَ ِن رئٌسٌ ِ‬
‫ال ُمماربة (النظرٌَّة) الوظٌفٌَّة الجدٌدة لتفسٌر تجربة التكا ُمل األوروبً؟‪ ،‬وهل استطاعت تلن‬
‫أن تُم ّدِم إطارا ً علمٌّا ً تحلٌلٌّا ً لتفسٌر تلن التجربة ٌُح ِ ّد ُد مواطن المُ َّوة والضّعف فٌها أ ْم‬ ‫النَّظرٌَّة ْ‬
‫سا ُإالتُ الفــرعـٌَّةُ التالٌــة‪ُ:‬‬
‫الرئٌِ ِسٌٌَ ِْن الت َّ َ‬ ‫َ‬
‫وٌنبثك من هذٌن التَّساإُ لٌ ِْن َّ‬
‫ُ‬ ‫أنَّها أخفمت فً ذلن؟‪،‬‬
‫ًِ أهـ ُّم أفكـارهــم؟‪.‬‬‫ومن ُه ْم أه ُّم ُر َّوادها؟‪ ،‬ومـــا ه َ‬ ‫‪ -1‬متى نشـؤت النَّظرٌَّة "الوظٌفٌَّة الجدٌدة"؟‪ْ ،‬‬
‫ً ِ عـبر مـراحلهـــا ال ُمختلفــة؟‪.‬‬ ‫ســـرت "الوظٌفٌَّة الجدٌدة" تجربـــة التَّكـا ُمــل األوروب ّ‬ ‫‪ -2‬كٌف ف َّ‬
‫سلبٌَّة فً "الوظٌفٌَّة الجدٌدة" من ناحٌة تفسٌرها للتَّجربة‬
‫أبرز الجوانب اإلٌجابٌَّة وال َّ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -3‬مــا هً‬
‫األوروبٌة فً التَّكا ُمل اإلللٌم ّ‬
‫ًِ؟‪.‬‬
‫أهـداف ال ّدِراسـة‪:‬‬
‫ُ‬ ‫*‬
‫بنـــا ًء على ذلن تسعى هذه ال ّدِراســة إلى تحمٌك األهــداف التالٌة‪:‬‬
‫وتطور "النَّظرٌَّة الوظٌفٌَّة" بشكــ ٍل عــا ٍ ّم‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ -1‬توضٌ ُح مف ُهوم ونشــؤة‬

‫‪3‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫سبُل‬ ‫ورإٌتهم ألفضل ال ُّ‬ ‫ف على أطروحات أه ِ ّم ُمف ِ ّكري النَّظرٌَّة "الوظٌفٌَّة الجدٌدة"‪ُ ،‬‬ ‫عر ُ‬ ‫‪ -2‬الت َّ ُّ‬
‫ًِ‪ ،‬وأبرز اختالفاتهم مع مدرسة‬ ‫ً ِ أو اإلللٌم ّ‬ ‫ً ِ على ال ُمستوى الدَّول ّ‬ ‫سٌاس ّ‬‫لتحمٌك التَّكا ُمل ال ِ ّ‬
‫الوظٌفٌَّة التملٌدٌَّة‪.‬‬
‫ً ِ ومراحلها ال ُمختلفة‪ ،‬وتؤثُّرها‬ ‫ف على أب َْر ِز مالمح تجربـة التَّكا ُمل أو االندماج األوروب ّ‬ ‫عر ُ‬ ‫‪ -3‬الت َّ ُّ‬
‫بؤطروحات "النَّظرٌَّة الوظٌفٌَّة" بتٌَّاراتها ال ُمختلفة (الكالسٌكٌَّة والجدٌدة)‪.‬‬ ‫ُ‬
‫*أه ِ ّمٌَّةُ ال ّدِراسـة‪:‬‬
‫ب‬
‫ار ِ‬ ‫ًِ ِم ْن أكثر ت َ َج ِ‬ ‫إن التَّجربة األوروبٌَّة فً التَّكا ُمل (‪ )European integration‬ه َ‬ ‫َّ‬
‫عـرف على‬ ‫طلُوبةٌ فً َح ِ ّد ذاتها للت َّ ُّ‬ ‫ً ِ نَ َجاحا ً فً ال َعالَ ِم‪ ،‬ودراستُها َم ْ‬ ‫الت َّ َكا ُم ِل واالندماج اإلللٌم ّ‬
‫سةً‬ ‫ٌِرنَا َمـا َّ‬ ‫ص ْنعِ َه َذا النَّ َجاحِ‪ِ ،‬ل َذلِنَ َما ت َزَ ا ُل ال َحا َجةُ ِفً ت َ ْمد ِ‬ ‫ت ِفً ُ‬ ‫سا َه َم ْ‬‫العوامل واألسباب التً َ‬
‫حْص وتحلٌ ُل التَّجربة األوروبٌَّة فً َح ِ ّد َذا ِت َها‪،‬‬ ‫األولُ‪ ،‬فَ ُ‬ ‫ِف تَحْ مٌِكَ ْأم َرٌ ِْن‪َّ ،‬‬ ‫س ٍة َجدٌِ َد ٍة ت َ ْست َ ْهد ُ‬ ‫ِلد َِرا َ‬
‫استخالص األسباب والعوامل التً صنعت نجاح هذه التَّجربة‪ ،‬وماهٌَّةَ‬ ‫ُ‬ ‫و ِب ُك ِّل أبعادها‪ ،‬الثانً‪،‬‬
‫ف على تؤثُّر تلن التَّجربة‬ ‫فإن الت َّ ُّ‬
‫عر َ‬
‫)‬ ‫(‬
‫الد ُُّروس ال ُمستفادة منها بشك ٍل عا ٍ ّم ‪ .‬باإلضافة إلى ذلن‪َّ ،‬‬
‫‪5‬‬

‫ض ِفً على هذه ال ّدِراسة بُعدا ً آخ ََر‪ٌ ،‬تمث ُل فً دراسة‬ ‫بؤطروحات "النَّظرٌَّة الوظٌفٌَّة ال َجدٌِ َدةِ" ٌُ ْ‬ ‫ُ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫على التجارب التكا ُملٌَّة اإلللٌمٌَّة كالتجربة محل الدِراسـة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫تطبٌك األطر النظرٌَّة فً هذا المجال َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َّ‬
‫الجوانب اإلٌجابٌَّة فً التجربة التكا ُملٌَّة‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً ِ ٌُمـ ِ ّد ُم بشك ٍل َج ِل ّ‬
‫ًٍ‬ ‫الطرح ال ِع ْل ِم ّ‬ ‫فإن مثل هذا َّ‬ ‫ولذلن َّ‬
‫األوروبٌَّة‪ ،‬ومدى استفادتها من النَّظرٌَّة "الوظٌفٌة الجدٌدة"‪ ،‬م َّما ٌُ ْع ِطً فً النِّهاٌة عـرضا ً‬
‫ـرى‪َ ،‬كالتَّجربة التَّكا ُملٌَّة العــربٌَّة‪.‬‬ ‫ب ت َ َكا ُملٌَّة أ ُ ْخ َ‬ ‫ُمكن االستفــادة ُ منهُ فً ت َ َج ِ‬
‫ــار َ‬ ‫تحلٌلٌّا ً ٌ ُ‬
‫* منهجٌَّة ال ّدِراسـة‪:‬‬
‫الظاه َِرةِ َم َح َّل‬ ‫س ِة َّ‬ ‫ص ِفٌَّ ِة التَّحْ ِلٌ ِلٌَّ ِة‪ ،‬التًِ ت َ ْهت َ ُّم بِد َِرا َ‬
‫الو ْ‬
‫ت َ‬ ‫سا ِ‬ ‫سةُ إِلَى ال ّد َِرا َ‬ ‫ت َ ْنت َِمً هَـ ِذ ِه ال ّد َِرا َ‬
‫ص َها‪َ ،‬و ِس َماتِ َها ال ُم َمٌَّزَ ةِ‪َ ،‬و ُمحاولة اإلجابة عن األسئلة‬ ‫صائِ ِ‬ ‫طبٌِعَتِ َها‪َ ،‬و َخ َ‬ ‫البَحْ ثِ‪ِ ،‬ل َم ْع ِـرفَ ِة َ‬
‫علَى َم ْن َه َجٌ ِْن‬ ‫سةُ َ‬ ‫صو ِل إِلَى نَت َائِ َج تَحْ ِلٌ ِلٌَّ ٍة َدلٌِمَةٍ‪َ .‬وت َ ْعت َِم ُد هَـ ِذ ِه ال ّد َِرا َ‬ ‫س ِة‪ِ ،‬ل ْل ُو ُ‬ ‫ط ُرو َح ِة فًِ ال ّد َِرا َ‬ ‫ال َم ْ‬
‫َو َم ْد َخ ٍل واح ٍد َك َما ٌَ ِلً‪:‬‬
‫صول‬ ‫للو ُ‬‫ً‪ :‬الذي ٌمُو ُم بِ َج ْمعِ الحمائك والمعلومات و ُممارنتها وتحلٌلها وتفسٌرها ُ‬ ‫‪ -1‬المنه ُج الوصف ُّ‬
‫(‪)6‬‬
‫ف وتفسٌر الظاهــرة َم َحـ َّل ال ّدِراسة‪ ،‬والعمـل عــلى‬ ‫ص ِ‬‫ي أنَّهُ ٌَمُـو ُم ِب َو ْ‬ ‫ت ممبُول ٍة ‪ .‬أ ْ‬ ‫إلى تعمٌما ٍ‬
‫(‪)7‬‬
‫تطور التَّجربة التَّكا ُملٌَّة‬ ‫ف ُّ‬ ‫ص ِ‬ ‫ْث ت َّم استخدا ُمهُ فً هذه ال ّدِراسة فً َو ْ‬ ‫استخــالص النَّتائـج ‪َ ،‬حٌ ُ‬
‫ً ِ لمالمح تلن التَّجربة عبر مراحلها ال ُمختلفـة‪.‬‬ ‫األوروبٌَّة‪ ،‬ومضامٌن التَّحلٌل الوظٌف ّ‬ ‫ُ‬
‫مارن ِم ْن أ ْب َر ِز وألدم‬ ‫‪ -2‬المنه ُج ال ُممارنُ (‪ْ ٌُ :)the Comparative Method‬عتَبَ ُر المنه ُج ال ُم ُ‬
‫شبَ ِه‬ ‫َ‬
‫علَى تَحْ دٌِ ِد أ ْو ُج ِه ال َّ‬ ‫ار ِن العَ َم ُل َ‬ ‫ب ال ُممَ َ‬ ‫ث ِلال ْلتِ َرا ِ‬ ‫ًِ‪َ ،‬وٌَ ْعنًِ ا ْستِ ْخ َدا ُم البَ ِ‬
‫اح ِ‬ ‫ث ال ِع ْل ِم ّ‬‫َمنَاهِجِ البَحْ ِ‬
‫ِـر ِسٌَا ِسٌَّ ٍة‬‫ظ َواه َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫اء ال ُم َك ّ ِونَ ِة ِلنَ ْف ِس الظاه َِرةِ‪ ،‬أ ْو بٌَْنَ ِع َّدةِ َ‬ ‫َ‬
‫ف‪ِ ،‬إ َّما بٌَْنَ األجْ زَ ِ‬ ‫ْ‬
‫االختِالَ ِ‬ ‫َوأ َ ْو ُج ِه‬
‫(‪)8‬‬
‫ُم ْخت َ ِلفَةٍ‪ .‬وسوف ٌُستخد ُم هذا المنهج فً هذه ال ّدِراسة ل ُممارنة النظرٌَّة الوظٌفٌَّة التَّملٌدٌَّة‬
‫األوروبٌَّة‬‫ُ‬ ‫مرت بها التَّجربة التكا ُملٌَّة‬ ‫التعرف على المراحل ال ُمختلفة التً َّ‬ ‫ُّ‬ ‫بالوظٌفٌَّة الجدٌدة‪ ،‬ثم‬

‫(‪)5‬‬
‫وس ال ُمستفادةُ عربٌّا ً‪ ،‬ط‪ ،1‬مركز دراسات الوحدة العربٌة‪ ،‬بٌروت‪ ،‬ص ‪.17‬‬ ‫وبً والد ُُّر ُ‬ ‫األور ُّ‬‫ُ‬ ‫حسن نافعة (‪ )2004‬االتِّحا ُد‬
‫(‪)6‬‬
‫ماثٌو جٌدٌر(د‪.‬ت) منهجٌَّة البحث‪ :‬دلٌ ُل الباحث ال ُمبتدئ فً موضُوعات البحث ورسائل الماجستٌر والدكتوراه‪ ،‬ت َْر َج َمهُ من‬
‫الفرنسٌَّة‪ :‬ملكة أبٌض‪ ،‬تنسٌك‪ :‬دمحم عبد النبً السٌد غانم‪( ،‬د‪.‬ن)‪ ،‬الماهرة‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫(‪)7‬‬
‫كفٌة لسمٌوري (‪ )2016‬التكامل االلتصادي باالتحاد األوروبً كأداة لتدعٌم االستمرار االلتصادي دراسة حالة الٌونان خالل‬
‫الفترة الفترة‪ ،8002-8002 :‬رسالة م اجستٌر غٌر منشورة‪ ،‬جامعة دمحم خٌضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬كلٌة العلوم االلتصادٌة والتجارٌة وعلوم‬
‫التسٌٌر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.iii‬‬
‫سوعَةُ عِـ ْل ِم ال ِ ّ‬
‫(‪)8‬‬
‫ارةٌ‪ ،‬ط‪ ،2‬الدار الجماهٌرٌة للنشر والتوزٌع واإلعالن‪،‬‬ ‫ص َط َلحَاتٌ ُم ْختَ َ‬
‫سةِ‪ُ :‬م ْ‬
‫سٌَا َ‬ ‫مصطفى عبدهللا خشٌم (‪َ )2004‬م ْو ُ‬
‫مصراتة‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫‪4‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫صوالً إلى لٌام "االتحاد األوروبً"‬


‫عبر مراحلها ال ُمختلفة‪ ،‬ومالمح أو سمات ُكل مرحلة‪ُ ،‬و ُ‬
‫ب ُموجب اتفالٌَّة ماسترخت عــام ‪.1992‬‬
‫من‬ ‫ً ْ‬ ‫سسات ُّ‬ ‫ُعتبر المدْخ ُل ال ُمإ َّ‬ ‫ً (‪ُ ٌ :)the Institational Approach‬‬ ‫سسات ُّ‬ ‫‪ -3‬المدْخ ُل ال ُمؤ َّ‬
‫أصحاب هذا المدخل فً دراساتهم‬ ‫ُ‬ ‫سٌاسٌَّة‪ ،‬وٌُر ِ ّك ُز‬ ‫ألدم المداخل الفكرٌَّة فً دراسة العملٌَّة ال ِ ّ‬
‫فمحور‬
‫ُ‬ ‫سٌاسٌَّة‪،‬‬ ‫سسات ال ِ ّ‬ ‫سائدة بٌن ال ُمإ َّ‬ ‫سٌاسٌَّة ال ُمختلفة على طبٌعة العاللات ال َّ‬ ‫للظواهـر ال ِ ّ‬
‫ً ِ المل ُموس‪ ،‬على‬ ‫الرسم ّ‬‫الطابع َّ‬ ‫سٌاسٌَّة ذات َّ‬ ‫سسات ال ِ ّ‬ ‫تركٌز أصحاب هذا المدخل ُهـو ال ُمإ َّ‬
‫ًٍ‬ ‫نظـام سٌاس ّ‬ ‫ٍ‬ ‫وص علٌها فً المانُون المع ُمول به فً إطـار‬ ‫ص ٌ‬ ‫أن نشاطاتها واضحةٌ من ُ‬ ‫اعتبار َّ‬
‫(‪)9‬‬
‫ً ِ للتَّجربة‬ ‫سس ّ‬ ‫ف على البناء ال ُمإ َّ‬ ‫عر ِ‬ ‫ُمعٌ ٍَّن ‪ .‬وسوف ٌت ُّم االستفادة من هذا المدخل فً الت َّ ُّ‬
‫مرت به من مراحل‪ ،‬وتفسٌر "النَّظرٌَّة الوظٌفٌَّة" لمض ُمون هذه‬ ‫األوروبٌَّة‪ ،‬وما َّ‬ ‫ُ‬ ‫التَّكا ُملٌَّة‬
‫سساتٌّا ً وسٌاسٌّاً‪.‬‬ ‫التَّجربة‪ ،‬و ُخطوات اكتمالها ُمإ َّ‬
‫س ُد طبٌعة العاللة المائمة بٌن‬ ‫ً (‪ :)the Historical Approach‬و ُهو ٌُج ِ ّ‬ ‫‪ -4‬المدخ ُل التارٌخ ُّ‬
‫ً من اكتشاف الموانٌن العا َّمة‬ ‫سٌاس َّ‬ ‫َ‬
‫الباحث ال ِ ّ‬ ‫سٌاسة والتارٌخ‪ ،‬وٌُ َم ِ ّك ُن هذا ال َم ْد َخ ُل‬ ‫ُك ٍّل ِم ْن علم ال ِ ّ‬
‫فـإن استخـدام المـادَّة‬ ‫َّ‬ ‫سٌاسٌَّة‪ .‬وبالتـالً‬ ‫س ُد طبٌعة العاللة بٌن الظواهـر وال ُمتغ ٌِّرات ال ِ ّ‬ ‫التً ت ُ َج ِ ّ‬
‫صوصٌَّة وذاتٌَّة‬ ‫من ُخ ُ‬ ‫ٌر ْ‬‫ع ُم إلى َح ٍ ّد َكبِ ٍ‬ ‫سٌاسة من تطوٌر نظرٌَّات ت ْد َ‬ ‫عـلماء ال ِ ّ‬ ‫سـا ِعـ ُد ُ‬ ‫التـارٌخـٌَّة ٌُ َ‬
‫(‪)10‬‬
‫علَى لِـَرا َءةِ وتَحْ ِلٌ ِل‬ ‫سا ِعـ ُد هذا ال َم ْدخَـ ُل (فً إطـار هـذه ال ّدِراسة) َ‬ ‫س ِة ‪ .‬وسوف ٌُ َ‬ ‫سٌَا َ‬ ‫علم ال ِ ّ‬
‫طور الفكري ألهـ ِ ّم افتراضـات النَّظرٌَّة‬ ‫األوروبٌَّ ِة‪ ،‬وكذلن الت َّ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌخٌَّ ِة ِللتَّجْ ِربَ ِة الت َّ َكا ُم ِلٌَّ ِة‬ ‫ار ِ‬ ‫الخ َْل ِفٌَّ ِة الت َّ ِ‬
‫الوظٌفٌَّة التملٌدٌَّـة والجـدٌـدة‪.‬‬
‫علَى‬ ‫ص ُّو ِرنَا َ‬ ‫سا ِعـُد فًِ ت َ َ‬ ‫أن هذه المنهجٌَّة ُمتع ّدِدة ُ األ َ ْبعَـا ِد َ‬
‫ست ُ َ‬ ‫ع ُموما ً ٌ ُْم ِك ُن المو ُل َّ‬ ‫و ُ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫وتطورها‪َ ،‬و َم َدى تؤث ِرهَا بافتراضات "النظ ِرٌَّ ِة‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫وروبٌَّ ِة‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫على َمال ِمحِ التجرب ِة التكا ُملٌَّ ِة األ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف َ‬ ‫ـر ِ‬ ‫التَّعَ ُّ‬
‫الوظٌفٌَّ ِة" بِ ِش ِمّ ٌْ َهـا‪.‬‬
‫س ِة االعتما ُد على المصادر ال َبحْ ثٌَِّ ِة التَّا ِلٌَ ِة‪:‬‬ ‫ـار هَـ ِذ ِه ال ّد َِرا َ‬ ‫ط ِ‬‫سٌَتِ ُّم فًِ ِإ َ‬ ‫* أَد ََواتُ َج ْم ِع البٌََا َناتِ‪َ :‬‬
‫ت‬ ‫ارا ِ‬‫ٌن َوالمَ َر َ‬ ‫ضوع ال ّدِراسة ( َكالمَ َوانِ ِ‬ ‫الوثَائِكَ ال ُمتَعَ ِلّمَةَ بِمو ُ‬ ‫صاد ُِر األ َ َّو ِلٌَّةُ‪َ :‬وت َ ْش َم ُل َ‬ ‫‪ -0‬ال َم َ‬
‫ًِ" أو عن‬ ‫األوروب ّ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ت رس ِْمٌَّ ٍة أوبحثٌَّ ٍة أو غٌرهـا فً دول "اال ِتحـاد‬ ‫ع ِن ِج َهـا ٍ‬ ‫صاد َِرةِ َ‬ ‫َوالتَّمارٌر) ال َّ‬
‫ً من‬ ‫األوروب َّ‬ ‫ُ‬ ‫الرسمٌَّة‪ ،‬أو فً أمـاكن أخرى من العـالم‪ ،‬وتناولت الشــؤن‬ ‫سساته َّ‬ ‫إحــدى ُمإ َّ‬
‫ًِ‪.‬‬‫ناحٌة التكا ُمل اإلللٌم ّ‬
‫ف‬ ‫ص ُح ِ‬‫ت َوال ُّ‬ ‫ت َوالد َّْو ِرٌَّا ِ‬ ‫عـا ِ‬‫طبُو َ‬ ‫ت َوال َم ْ‬ ‫ب العلمٌَّة َوال َممَاالَ ِ‬ ‫صاد ُِر الثَّانَ ِوٌَّةُ‪َ :‬وت َ ْش َم ُل ال ُكت ُ َ‬ ‫‪ -8‬ال َم َ‬
‫ضافَـ ِة‬‫اإل َ‬ ‫ب ُم ْخت َلـِفَةً تَت َ َعلّـ َ ُك ِبال ّد َِرا َ‬
‫س ِة ال َحا ِلٌَّ ِة‪ِ .‬ب ِ‬ ‫ـام ِعٌَّ ِة ال ِتً تَتَن ََاو ُل َج َـوا ِن َ‬‫سا ِئ ِل (ال ِع ْل ِمٌَّ ِة) ال َج ِ‬‫الر َ‬‫َو َّ‬
‫األوروبٌَّة و"النَّظرٌَّة‬ ‫ُ‬ ‫(اإلنترنت) حول التَّجربة التَّكا ُملٌَّة‬ ‫ش َب َك ِة ال َم ْعلُو َما ِ‬
‫ت الد َّْو ِلٌَّ ِة ِ‬ ‫ِإلَى ما نُ ِش َر فً َ‬
‫الوظٌفٌَّة"‪.‬‬
‫سابِ َمةُ‪:‬‬ ‫ســاتُ ال َّ‬ ‫* ال ّد َِرا َ‬
‫اضحا ً فًِ‬ ‫سابِمَ ِة‪ ،‬أ َ َّن ث َ َّمةَ زَ خَما ً َو ِ‬ ‫ت ال َّ‬ ‫سا ِ‬ ‫ض ال ّد َِرا َ‬ ‫ع ْر ِ‬
‫ار َ‬ ‫ط ِ‬ ‫بِ َداٌَةً ٌَجْ د ُُر المَ ْو ُل فًِ إِ َ‬
‫حٌث‬ ‫ُ‬ ‫األوروبٌَّة بشك ٍل عا ٍ ّم‪ ،‬سوا ٌء من‬ ‫ُ‬ ‫ع التَّجربة التَّكا ُملٌَّة‬ ‫ضو َ‬ ‫ت َم ْو ُ‬ ‫ت التًِ تَن ََاولَ ْ‬ ‫سا ِ‬ ‫ال ّد َِرا َ‬
‫سٌاسٌَّة واألمنٌَّة‬ ‫مرت بها‪ ،‬أو مالمحها العا َّمة‪ ،‬أو أبعادها االلتصادٌَّة وال ِ ّ‬ ‫المراحل التً َّ‬
‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬
‫واالجتماعٌَّة والثمافٌَّة‪ ،‬غٌر أنهُ ال ٌُوج ُد مثل ذلن الزخم فً الدِراسات التً تناولت النظرٌَّة‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬

‫(‪)9‬‬
‫مصطفى عبد هللا أبو الماسم خشٌم (‪ )2002‬مناهج وأسالٌب البحث السٌاسً‪ ،‬الهٌئة المومٌة للبحث العلمً‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫(‪)10‬‬
‫المرجـع السـابك نفـسـه‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪5‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫الوظٌفٌَّة (التملٌدٌَّة والجدٌدة) وتؤثُّر التَّجربة التكا ُملٌَّة األوروبٌَّة بافتراضـاتهـا‪ ،‬وفً هذا ال َّ‬
‫صـدد‬
‫رئٌسٌٌــن َكـَمــا ٌَــ ِلً‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ْــن‬
‫سـابـمـة إلى لِ ْس َمٌ ِ‬ ‫ٌ ُ‬
‫ُمكن تمسٌ ُم ال ّدِراسـات ال َّ‬
‫األوروبٌَّة بشك ٍل عـا ٍ ّم من جوانبها ال ُمختلفـة‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫األو ُل‪ :‬دراسـاتٌ تناولت التَّجربة التكا ُملٌَّة‬ ‫المس ُم َّ‬
‫ب ُمعٌَّن ٍة فً التَّجربة التَّكا ُملٌَّة‬ ‫ظ َم هذه ال ّدِراسات ر َّكزت على جوان َ‬ ‫أن ُم ْع َ‬‫ظ َّ‬ ‫وٌُالَ َح ُ‬
‫ظور ألطابه‪:‬‬ ‫ً ِ من من ُ‬ ‫األوروب ّ‬
‫ُ‬ ‫سٌاسات األمنٌَّة لال ِت ّحاد‬ ‫فالبعض منها ر َّكز على "ال ِ ّ‬ ‫ُ‬ ‫األوروبٌَّة‪،‬‬ ‫ُ‬
‫(‪)11‬‬
‫األوروبً كؤداةٍ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ي باال ِتحاد‬ ‫اآلخر تناول "التكا ُمل االلتصاد َّ‬ ‫ُ‬ ‫والبعض‬
‫ُ‬ ‫والرهانات" ‪،‬‬ ‫التح ّدٌِات ِ ّ‬
‫(‪)12‬‬
‫ي ِ دراسة حالة الٌونان خالل الفترة الفترة‪، "2015-2008 :‬‬ ‫لتدعٌم االستمرار االلتصاد ّ‬
‫ً ِ كتلن ال ّدِراسة‬ ‫األوروب ّ‬
‫ُ‬ ‫وتطرلت دراساتٌ أخرى إلى الدُّروس ال ُمستفادة من تجربة التكا ُمل‬ ‫َّ‬
‫(‪)13‬‬
‫ت على‬ ‫ً‬
‫وس ال ُمستفـادة ُ عـربٌّا" ‪ ،‬والتً ر َّكزَ ْ‬ ‫ً والد ُُّر ُ‬ ‫األوروب ّ‬
‫ُ‬ ‫سو َم ِة بـ"اال ِت ّحاد‬ ‫ال ُمه َّمة ال َم ْو ُ‬
‫األوروبٌَّة فً إطار تلن التَّجرب ِة‬ ‫ُ‬ ‫سسات واآللٌَّات‬ ‫األوروبٌَّ ِة‪ ،‬ث َّم تناولت ال ُمإ َّ‬
‫ُ‬ ‫ُجذُور وآفاق الوحدة‬
‫ًِ‪ ،‬ث َّم العاللة مع العالم الخارجً‪ ،‬وأخٌرا ً التَّجربة‬ ‫األوروب ّ‬
‫ُ‬ ‫التَّكا ُملٌَّ ِة‪ ،‬وسٌاسات التَّكا ُمل‬
‫شبَ ِه واالختالف بٌن تلن التَّجربتٌن‬ ‫األوروبٌَّة فً ِم ْرآةِ التَّجربة العربٌَّة‪ ،‬وت َّم فٌه ُمنالشة أو ُجهُ ال َّ‬ ‫ُ‬
‫ً ِ الذي أفرز ُكالًّ ِم ْن ُه َما‪ ،‬وطبٌعة البٌئتٌن الدَّولٌَّة واإلللٌمٌَّة اللتٌَ ِْن نَشَؤت َاَ‬ ‫(*) ّ‬ ‫سٌاق التَّارٌخ‬ ‫حٌث ال ِ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫من‬
‫عت َا فًِ َكنَفَ ٌْ ِه َما ‪.‬‬ ‫ْـر َ‬‫َوت َ َرع َ‬
‫المس ُم الثانً‪ :‬دراساتٌ تناولت الوظٌفٌَّة بشمٌها (الكالسكٌَّة والجدٌدة) وٌُمكنُ تصنٌفها إلى‬
‫اتجـاهٌن رئٌسٌٌن‪:‬‬
‫األو ُل‪ :‬ركَّز على دراسة "النَّظرٌَّة الوظٌفٌَّة" إ َّما بشك ٍل عا ٍ ّم فً إطار نظرٌَّات التكا ُمل‬ ‫اال ِت ّجاهُ َّ‬
‫األوروبٌَّة‪ :‬ومن‬ ‫ُ‬ ‫ً ِ أو بالتركٌز على تجارب إللٌمٌَّة ُمعٌَّن ٍة غٌر التجربة التكا ُملٌَّة‬ ‫اإلللٌم ّ‬
‫َّ‬
‫ال ّدِراسات فً هذا اال ِت ّجاه‪ :‬دراسة بعُنوان‪" :‬المنهج الوظٌفً ودراسة ال ُمنظمات الدَّولٌَّة مع‬
‫التطبٌك على نظام األمم ال ُمتحدة"(‪ ،)14‬ودراسة أخرى تناولت‪" :‬الوظٌفٌَّة والنهج الوظٌفً فً‬
‫الجامعة العربٌَّة"(‪ ،)15‬بٌنما تناولت أخرى‪" :‬التكا ُمل الوظٌفً فً العالم العـربً"(‪ ،)16‬ولد‬
‫تطرلت هذه األدبٌات فً مجملها إلى مفهوم الوظٌفٌة ونشؤتها‪ ،‬وأبرز افتراضاتها على صعٌد‬
‫التنظٌم اإلللٌمً والدولً‪ ،‬وفكرة تدرجها فً سبٌل تحمٌك تكامل إللٌمً ناجـح‪.‬‬
‫االتجاه الثانً‪ :‬ركز على دراسة تجربة التكامل األوروبً فً ضـوء "النظرٌة الوظٌفٌة"‪:‬‬
‫األوروبً‪ :‬دراسة‬
‫ُ‬ ‫ومن أبرز ال ّدِراسات فً هذا اال ِت ّجاه ما ٌلً‪ :‬دراسة بعُنوان‪" :‬تجربة االندماج‬

‫(‪)11‬‬
‫والرهانات‪ ،‬رسالة ماجستٌر غٌر‬ ‫ِّ‬ ‫األوروبً من من ُظور ألطابه‪ :‬التح ّدٌِات‬ ‫ُ‬ ‫لـرٌب بالل (‪ )2011‬السٌاسات األمنٌة لالتحاد‬
‫منشـورة‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬كلٌة الحموق والعلوم السٌاسٌة‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬
‫(‪)12‬‬
‫كفٌة لسمٌوري (‪ )2016‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫(‪)13‬‬
‫أن هذه‬ ‫جدٌر بالذِّكر َّ‬ ‫ٌ‬ ‫وس ال ُمستفادةُ عربٌّاً‪ ،‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ص ‪.85-83‬‬ ‫وبً والد ُُّر ُ‬
‫األور ُّ‬
‫ُ‬ ‫حسن نافعة (‪ )2004‬االتِّحا ُد‬
‫ظ بِ َما ت َ ْستَحِ مهُُّ‬
‫من أهـ ِ ّم التَّجارب التكا ُملٌَّة اإلللٌمٌَّة فً العالم‪ ،‬غٌر أنَّها ل ْم تَحْ َ‬ ‫األوروبٌَّة ت ُ ُ‬
‫عتبر ْ‬ ‫ُ‬ ‫أن التجربة التكا ُملٌَّة‬ ‫ت إلى َّ‬
‫ص ْ‬ ‫ُ‬
‫الدراسة خل َ‬
‫من عناٌ ٍة فً األدبٌَّات العربٌَّة رغم تزاٌُد االهتمام بها بشك ٍل ملحُوظٍ فً اآلونة األخٌرة‪.‬‬
‫(*)‬
‫هُـنان دراسـاتٌ أخـرى ضمـن هـذا المسـم تناولت التجربة التكا ُملٌَّة األوروبٌَّة منها على سبٌل المثال ال الحصــر‪:‬‬
‫‪ -‬دمحم مراد (‪ )2010‬أوروبا من الثورة الفرنسٌة إلى العـولمة‪ :‬االلتصاد األٌدٌولوجٌا األزمات‪ ،‬دار المنهل اللبنـانً‪ ،‬بٌروت‪.‬‬
‫‪ -‬هشـام صاغـور (‪ )2010‬السٌاسة الخارجٌة لالتحاد األوروبً دول جنوب المتوسط‪ ،‬مكتبة الوفاء المانونٌة‪ ،‬اإلسكندرٌة‪.‬‬
‫‪ -‬عـلً الحاج (‪ )2005‬سٌاسات دول االتحاد األوروبً فً المنطمة العربٌة بعد الحرب الباردة‪ ،‬سلسلة أطروحات الدكتوراه (‪،)20‬‬
‫مركز دراسات الوحدة العربٌة‪ ،‬بٌروت‪.‬‬
‫‪ -‬صـدام مرٌر الجمٌلً (‪ )2009‬االتحاد األوروبً ودوره فً النظام العالمً الجـدٌـد‪ ،‬دار المنهل اللبنـانً‪ ،‬بٌروت‪.‬‬
‫(‪)14‬‬
‫عطٌة حسٌن األفندي‪" ،‬المنهـج الوظٌفً ودراسـة ال ُمنظمات الدولٌة مع التطبٌك على نظام األمم ال ُمتحـدة"‪ ،‬فً عـلً عبدالمـادر‬
‫حرر) (‪ )1987‬اتجاهات حدٌثة فً علم السٌاسة‪ ،‬منشورات مركز البحوث والدراسات السٌاسٌة‪ ،‬الماهرة‪ ،‬ص ‪.320-302‬‬ ‫( ُم ِ ّ‬
‫(‪)15‬‬
‫خلٌل الحدٌثً (‪ )2001‬الوظٌفٌة والنهج الوظٌفً فً الجامعة العربٌة‪ ،‬سلسلة دراسات استراتٌجٌة‪ ،‬رلم‪ ،62 :‬مركز اإلمـارات‬
‫للدراسات السٌاسٌـة واإلستراتٌجٌة‪ ،‬أبو ظبً‪.‬‬
‫(‪)16‬‬
‫دمحم عزٌز شكري(‪" )1972‬التكامل الوظٌفً فً العالم العربً"‪ ،‬مجلة‪ :‬السٌاسة الدولٌة‪ ،‬الماهرة‪ ،‬العدد‪ ،28:‬ص ص ‪.80-78‬‬
‫‪6‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫ً ِ"(‪،)18‬‬ ‫فً افتراضات النَّظرٌَّة الوظٌفٌَّة" ‪ ،‬وأُخرى بعُ‬


‫(‪)17‬‬
‫ً ِ اإلللٌم ّ‬
‫نوان‪" :‬نظرٌَّات التكا ُمل الدَّول ّ‬
‫أوروبا الخارجٌَّة غٌر ال ُمشتركة"(‪ ،)19‬وتُر ِ ّك ُز هذه ال ّدِراسات فً ُمجملها على‬ ‫وكذلن‪" :‬سٌاسة ُ‬
‫مفهوم ونشؤة النظرٌة الوظٌفٌة‪ ،‬والمماربة الوظٌفٌة إلشكالٌة تعددٌة أبعاد التكامل الدولً‬
‫اإلللٌمً‪ ،‬والحلول العملٌة إلشكالٌة التعدد فً أبعاد ظاهرة التكامل الدولً اإلللٌمً‪ ،‬وأبرز‬
‫افتراضات النظرٌة الوظٌفٌة الكالسٌكٌة والجدٌدة‪ ،‬وأبرز مفكرٌها وآرائهم فً هذا الصدد‪ ،‬مثل‬
‫أرنست هاس وجوهان جالتنج وجوزٌف ناي وغٌرهم(*)‪.‬‬
‫* تمسٌ ُم ال ّدِراسـة‪:‬‬
‫مرت بها‬ ‫َاو ُل "النَّظرٌَّة الوظٌفٌَّة" والت َّ ُّ‬
‫طورات الفكرٌَّة التً َّ‬ ‫سوف ٌَتِ ُّم فًِ َه ِذ ِه ال ّدِراسة تَن ُ‬
‫صوالً إلى "الوظٌفٌَّة الجدٌدة"‪ ،‬و ذلن من خالل المباحث التالٌة‪:‬‬ ‫ُو ُ‬
‫تعرٌف النظرٌَّة الوظٌفٌَّة والوظٌفٌَّة الكالسٌكٌَّة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫األو ُل‪:‬‬ ‫ُ‬
‫المبحث َّ‬
‫ُ‬
‫المبحث الثانً‪ :‬النَّظرٌَّة الوظٌفٌَّة الجدٌدة‪ :‬النَّشـؤة ُ والمـالمـ ُح و ال ُمرتكزاتُ ‪.‬‬
‫ً ِ وتؤثُّرها بالوظٌفٌَّة الجدٌدة‪.‬‬
‫األوروب ّ‬
‫ُ‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬تجربةُ االندماج والتَّكا ُمل‬
‫ُ‬
‫الخــاتـمـة‪.‬‬
‫تعرٌف النظرٌَّة الوظٌفٌَّة والوظٌفٌَّة الكالسٌكٌَّة‪:‬‬
‫ُ‬ ‫األو ُل‪:‬‬ ‫ُ‬
‫المبحث َّ‬
‫صعٌد النَّظر ّ‬
‫يِ‪ ،‬فمد‬ ‫الو ُجود منها على ال َّ‬
‫أسبك فً ُ‬ ‫ُ‬ ‫تُع ُّد الوظٌفٌَّةُ على صعٌد الوالع‬
‫ً فً تنظٌم جوانب العاللات الدولٌة‪ ،‬ولم ٌ ُكن دٌفٌد مٌترانً لد طــرح‬ ‫ُمورس النَّه ( ُج‪)20‬الوظٌف ُّ‬
‫نظرٌَّتهُ بعـ ُد ‪.‬‬
‫ً "‪ "Functional Integration‬كطرحٍ ُمخالفٍ للمف ُهوم‬ ‫ولد برز التكا ُم ُل الوظٌف ُّ‬
‫الفٌدرالً(*)‪ ،‬وحظٌت النظرٌة باهتمام نظري أكثر فً السنوات التً تلت الحرب العالمٌة‬
‫ص ٍة على مدى ُحمبتً الستٌنٌات والسبعٌنٌات‪ .‬ولد أتى البٌان األساسً ألطروحات‬ ‫الثانٌة‪ ،‬وبخا َّ‬
‫عنوان " ‪A‬‬ ‫النظرٌة الوظٌفٌة من خالل العمل الذي لدَّمهُ دٌفٌد مٌترانً فً عام ‪1943‬م تحت ُ‬
‫‪( ،"working peace system‬وتم إعادة نشره فً عام ‪1966‬م)‪ .‬ولد حظٌت النَّظرٌَّةُ‬

‫(‪)17‬‬
‫عمر إبراهٌم العفاس (‪ )2000‬تجربة االندماج األوروبً‪ :‬دراسة فً افتراضات النظرٌة الوظٌفٌة‪ ،‬رسالة دكتوراه غٌر منشورة‪،‬‬
‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة العلوم المانونٌة وااللتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬الرباط‪ /‬المغرب‪.‬‬
‫(‪)18‬‬
‫عمر إبراهٌم العفاس (‪ )2008‬نظرٌات التكامل الدولً اإلللٌمً‪ ،‬منشورات جامعة لارٌونس‪ ،‬بنغـازي‪.‬‬
‫(‪)19‬‬
‫فٌلٌب جوردن (د‪.‬ت) سٌاسة أوروبا الخارجٌة غٌر المشتركة‪ ،‬دراسات عالمٌة‪ ،‬العدد‪ ،82 :‬مركز اإلمارات للدراسات‬
‫والبحوث االستراتٌجٌة‪ ،‬أبو ظبً‪.‬‬
‫(*)‬
‫هُـنان دراساتٌ أخرى ضمن هـذا االتجاه تناولت النظرٌة الوظٌفٌة الجدٌدة وتجربة التكامل األوروبً منها على سبٌل المثال‪:‬‬
‫‪-David Mutimer, ‘’Theories of Political Integration’’,in: Hans J. Michelmann and -Panayotis soldatos,‬‬
‫‪eds.,(1994) European Integration: Theories and Approaches,: University press of America,‬‬
‫‪Lanham, MD.‬‬
‫‪-Lucian M. Ashworth and David Long, eds.,(1999) New Perspectives on International‬‬
‫‪Functionalism, St. Martin’s Press New York,.‬‬
‫‪ -‬حسٌن طالل مملد (‪" )2015‬دور المإسسات فوق المومٌة فً تعزٌز تكامل االتحاد األوروبً‪ :‬البرلمان األوروبً نموذجاً"‪ ،‬مجلة‪:‬‬
‫المستمبل العـربً‪ ،‬مركز دراسات الوحـدة العـربٌة‪ ،‬العـدد‪ ،433 :‬مارس‪ ،‬بٌروت‪ ،‬ص ‪.79-63‬‬
‫‪ -‬مخلد عبٌد المبٌضٌن (‪ )2012‬االتحاد األوروبً‪ :‬كظاهرة إللٌم ٌَّة ُمتمٌِّزة‪ ،‬األكادٌمٌون للنشر والتوزٌع‪ ،‬ع َّمان‪ /‬األردن‪.‬‬
‫(‪)20‬‬
‫خلٌل إسماعٌل الحدٌثً (‪ )2001‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫(*)‬
‫تسعى النظرٌة الفٌدرالٌة إلى تطبٌك الدولة الفٌدرالٌة على المستوى الدولً‪ ،‬بمعنى لٌام الدول الداخلة فً عملٌة االندماج بالتخلً‬
‫عن سٌادتها لصالح حكومة فٌدرالٌة‪ ،‬وتوزٌع جدٌد للسلطات بٌن الحكومة الفٌدرالٌة والحكومات اإلللٌمٌة فً المجاالت المختلفة‪،‬‬
‫وٌعطً أنصار هذا االتجاه الوالٌات المتحدة كمثال ناجح للدولة الفٌدرالٌة‪ .‬للمزٌد أنظر‪ :‬دمحم مصطفى كمال‪" ،‬صنع المرار فً االتحاد‬
‫األوروبً"‪ ،‬فً‪ :‬دمحم مصطفى كمال وفإاد نهرا (‪ )2001‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪7‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫صصٌن فً مجال العاللات الدَّولٌَّة(‪ .)21‬وبرزت‬ ‫من لِبَ ِل الكثٌر من ال ُمتخ ِ ّ‬ ‫كبٌر ْ‬ ‫باهتمام ٍ‬
‫ٍ‬ ‫الوظٌفٌَّةُ‬
‫نظمات الدَّولٌَّة‪،‬‬ ‫الدراساتُ الوظٌفٌَّةُ بشكلٌها المدٌم والجدٌد فً إطار البُ ُحوث ال ُمتعلمة بدراسة ال ُم َّ‬
‫سٌاسٌَّة ال ُمختلفة‪ ،‬وذلن للمناعة التً سادت لدى الكثٌر‬ ‫وحركة االندماج والتكا ُمل بٌن الوحدات ال ِ ّ‬
‫ُ‬
‫صصٌنَ بعدم جدوى الدَّولة المومٌَّة فً الوفاء باحتٌاجاتها ال ُمتعـ ّدِدة‪ ،‬أي عدم لدرتها‬ ‫من ال ُمتخ ِ ّ‬
‫(‪)22‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫على العٌش بمعـز ٍل عن اآلخـرٌن ما ِ ّدٌّا أو أ ْمنٌِّا ‪.‬‬
‫ضوع "الوظٌفٌَّة" لٌس أمرا ً هٌِّناً‪ ،‬بل ُهو‬ ‫أن دراسة مو ُ‬ ‫ولعلَّهُ من ال ُمفٌد ُهنا‪ ،‬اإلشارة ُ إلى َّ‬
‫ً ُمعبَّؤ بال ُمشكالت المنهجٌَّة‪ ،‬والتنالُضات والتشوٌش الذي ٌجع ُل الباحث‪ ،‬وكؤنَّهُ‬ ‫عم ٌل أكادٌم ٌّ‬
‫صعُوبة والتعمٌد‪،‬‬ ‫ب تك ُم ُن وراء هذه ال ُّ‬ ‫إن ُهنان ع َّدة ُ أسبا ٍ‬ ‫ٌسب ُح فً المج ُهول‪ ،‬كما ٌمُولونَ ‪َّ .‬‬
‫(‪)23‬‬
‫نستطٌ ُع اإلشارة إلى أه ِ ّمها فٌما ٌلً ‪:‬‬
‫ٌش ُمنذُ البداٌة‪ ،‬كما جاء فً تعبٌر جٌمس كابوراسو‪.‬‬ ‫تعرٌف معنى الوظٌفٌَّ ِة ُمغلَّفا ً بالت َّ ْش ِو ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُعتبر‬
‫ٌ ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫سسا ً فكرٌّا ً‬ ‫أن الوظٌفٌَّةَ ال تمتلنُ ُمإ ِ ّ‬ ‫أن ذلن مرجعُهُ َّ‬ ‫وكما رآهُ أرنست هاس أٌضاً‪ُ ،‬مشٌرا ً إلى َّ‬
‫ص ٍة بها‪.‬‬ ‫ت خا َّ‬ ‫لها‪ ،‬وال كتابا ٍ‬
‫ٌكتنف معنى الوظٌفٌَّة ٌُ ْعزَ ى – كما ٌرى كابوراسو – إلى الحمٌمة‬ ‫ُ‬ ‫أن ُجزءا ً من الغُ ُموض الذي‬ ‫َّ‬ ‫‪-2‬‬
‫كبٌر من األفراد الذٌن تولوا دراستها"‪.‬‬ ‫أن "معنى الوظٌفٌَّة ٌعنً أشٌاء ُمختلفة لعد ٍد ٍ‬ ‫التً تمُو ُل َّ‬
‫ب آخر‪ٌ ،‬رج ُع إلى عدم المُدرة على الفصل بٌن الوظٌفً‬ ‫غ ُموض النَّظرٌَّة الوظٌفٌَّة من جان ٍ‬ ‫أن ُ‬ ‫َّ‬ ‫‪-3‬‬
‫ب‪ .‬فجٌامونت وولتر هلستٌن ٌُعتبرا‬ ‫نظ ٍر‪ ،‬و ُمرالِ ٍ‬ ‫ّ‬ ‫كإنسان نشطٍ فً مجا ٍل ما‪ ،‬وبٌن الوظٌفً ك ُم ِ‬ ‫ٍ‬
‫سسة‬ ‫فٌدرالٌٌن فً الولت الذي كانا ٌؤمالن فٌه خ َْلكَ أوروبا ُمو َّحدة بدرج ٍة أل َّل أو أعلى من ال ُمإ َّ‬
‫ُطوران‬ ‫يِ‪ ،‬وٌ ّ ِ‬ ‫َان فٌه باالتفاق الدُّستُور ّ‬ ‫الفٌدرالٌَّة‪ .‬كما ٌُعتبرا وظٌفٌٌن فً ال َم ْش َه ِد الذي ال ٌُإْ ِمن ِ‬
‫ولكن ٌبدُو أنَّ ُهم ٌُرٌدُون‬ ‫ْ‬ ‫نظرٌنَ الفٌدرالٌٌنَ ٌُإمنُون بال ِنّهاٌة الفٌدرالٌَّة‪،‬‬ ‫إن ال ُم ِ ّ‬ ‫سسٌَّة‪َّ .‬‬ ‫نماذج ُمإ َّ‬
‫استخدام الوسائل "الوظٌفٌَّة"‪.‬‬
‫ب َح ْو َل ما إذا كانت الوظٌفٌَّةُ تُم ِث ّ ُل نِت َاجا ً نِ َهائٌّا ً ‪End‬‬ ‫كثٌر مِنَ ال ُكتَّا ِ‬‫ٌ‬ ‫أن ُهنَانَ خلطا ً أب َداهُ‬ ‫َّ‬ ‫‪-4‬‬
‫صول‬ ‫الو ُ‬ ‫ٌ‬
‫‪ Product‬تسعى الدُّو ُل إلى تحمٌمه‪ ،‬أم أنَّها عملٌَّة ‪ Process‬تستخد ُمها الدُّو ُل فً ُ‬
‫ٌر فً الباحث تشوٌشا ً فكرٌّا ً ٌُإ ِث ّ ُر على المسالن‬ ‫إن هذا الخلط ٌُثِ ُ‬ ‫إلى تلن النتٌجة ال ِنّهائٌَّة(*)‪َّ .‬‬
‫صعُوبات‬ ‫ًِ‪ .‬وبسبب هذه ال ُّ‬ ‫عل الدَّول ّ‬ ‫والطرق العلمٌَّة التً ٌستخد ُمها بُ ْغٌَةَ َم ْع ِرفَ ِة حمائك التفا ُ‬
‫فإن النَّ ْه َج الذي ٌُستخد ُم فً دراستها سٌعتم ُد على ُمحاولة‬ ‫ال ُمتزامنة مع معنى الوظٌفٌَّة َّ‬
‫سٌاسٌَّة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫استخالص النماط الرئٌسٌَّة التً تُش ِك ُل معالم افتراضاتها نحو التكا ُمل بٌن الوحدات ال ِ ّ‬
‫بعض‬ ‫ٍ‬ ‫ٌر إلى‬ ‫ت للوظٌفٌة نُ ِش ُ‬ ‫سٌاسٌَّة عدَّة تعرٌفا ٍ‬
‫لمد لدم ال ُمساه ُمون فً دراسات التكا ُمل ال ِ ّ‬
‫ًِ‬ ‫ً للتنظٌم الدَّول ّ‬ ‫عـرف أنس كلود ‪ Inis claude‬الوظٌفٌَّة بؤنَّها‪" :‬المطاعُ الوظٌف ُّ‬ ‫منها‪ ،‬فمد َّ‬
‫ون إنسانٌَّ ٍة وتمنٌَّ ٍة‬ ‫الذي ٌكون ذلن ال ُجزء من األنشطة الدَّولٌَّة ال ُمنظمة التً ترتب ُ‬
‫ط ُمباشرة ً بشئ ُ ٍ‬
‫واجتماعٌَّةٍ‪ ،‬والتصادٌَّةٍ"‪.‬‬
‫ُشٌر إلى التكا ُمل‬
‫كما أشار بتربون ‪ Peter Book‬بؤن مفهوم التكامل الدولً الوظٌفً ٌ ُ‬
‫فً األنشطة غٌر المابلة للجدل والخالف بٌن الدُّول‪ .‬والذي ٌُش ِ ّك ُل ُجزءا ً من مف ُه ٍ‬
‫وم واسعٍ للتكا ُمل‬

‫(‪)21‬‬
‫عطٌة حسٌن األفندي (‪" )1987‬المنهج الوظٌفً ودراسة المنظمات الدولٌة"‪ ،‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.302‬‬
‫(‪)22‬‬
‫عمر الجوٌلً (‪" )1996‬العاللات الدولٌة فً عصر المعلومات‪ :‬ممدمة نظرٌة"‪ ،‬مجلة‪ :‬السٌاسة الدولٌة‪ ،‬مإسسة األهـرام‪،‬‬
‫العدد‪ٌ ،123 :‬ناٌر‪ ،‬الماهرة‪ ،‬ص ‪.88–86‬‬
‫(‪)23‬‬
‫عمر إبراهٌم العفـاس (‪ )2000‬مرجع سبك ذكـره‪ ،‬ص ‪.296 –295‬‬
‫ِس اتِّجا َهٌ ِْن فكرٌٌَ ِْن‪ :‬أح ُدهُما ٌتعام ُل مع مف ُهوم التكا ُمل كعملٌة ‪Process‬‬ ‫(*) ٌرى مصطفى عبد هللا خشٌم َّ‬
‫أن‪" :‬تعرٌفات التكا ُمل ت َ ْعك ُ‬
‫ٌعتبرها نتٌجة ‪ ."End Product‬لمزٌد من التفصٌل أنظر‪ :‬مصطفى عبد هللا خشٌم (‪،)2004‬‬ ‫ُ‬ ‫واآلخر‬
‫ُ‬ ‫لها مدخالتها ومخرجاتها‪،‬‬
‫سوعة علم العاللات الدولٌة‪ :‬مفاهٌم مختارة‪ ،‬ط‪ ،2‬الدار الجماهٌرٌة للنشر والتوزٌع واإلعالن‪ ،‬مصراتة‪ ،‬ص ‪.146-145‬‬ ‫مو ُ‬
‫‪8‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫ُنظر إلٌها من خالل‬ ‫"بؤن الوظٌفٌَّة التً ٌ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ً‪ .‬كما رأى مٌشٌل برنر ‪Michal Brnner‬‬ ‫الدَّول ّ‬
‫ون أساسا عملٌَّة تكا ُمل أنظم ٍة وطنٌَّ ٍة ٌُح ِ ّد ُد معالمها نوعٌَّة اإلنتاج‪ .‬كما‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫عملٌة التوحٌد األوربً تك ُ‬
‫أنها أٌضا ً تنظٌم إداري ٌمود على نحو غٌر مباشر‪ ،‬وبشكل كامل إلى الفٌدرالٌة السٌاسٌة"‪ .‬كما‬
‫من خاللها‬ ‫لدم لولر ‪ Lawler‬والولٌشت ‪ Laulicht‬تعرٌفا ً للوظٌفٌَّة مفا ُدهُ أنَّها "النَّظرٌَّةُ التً ْ‬
‫خاص بإنجاز مها ٍ ّم وظٌفٌَّ ٍة ُمح ِ ّد َدةٍ ال تُم ِث ّ ُل‬ ‫ٌّ‬ ‫ً‬‫سٌادة الوطنٌَّة‪ ،‬وتدوٌ ٌل أول ٌّ‬ ‫ُث تآ ُك ٌل لل ِ ّ‬ ‫أن ٌَحْ د َ‬ ‫ٌ ُْم ِك ُن ْ‬
‫(‪)24‬‬
‫على ن ُموذج‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ً ِ ت ُ َر ِك ُز َ‬ ‫َّ‬
‫اتُ( التكا ُمل الدَّول ّ‬ ‫فإن نظرٌَّ‬ ‫سٌادة الوطنٌَّة للدُّول" ‪ .‬ولذلن َّ‬ ‫تح ّدٌِا ً فورٌّا لل ِ ّ‬
‫ً‬
‫ض اال ْن ِد َماجِ‬ ‫علَى َر ْف ِ‬ ‫الرئٌسٌَّ ِة لهذه العملٌَّ ِة ‪ ،‬و ُهو ٌمُو ُم َ‬
‫‪25‬‬ ‫)‬
‫ِـر َّ‬ ‫ظا ه ِ‬ ‫ً ِ َكؤ َ َح ِد ال َم َ‬ ‫التَّكا ُمل الوظٌف ّ‬
‫فإن الوظٌفٌَّة والوظٌفٌَّة الجدٌدة تُر ِ ّكزان على العوامل االلتصادٌَّة‬ ‫ي ِ الكامل‪ .‬ولهذا َّ‬ ‫الدُّستُور ّ‬
‫أن الوظٌفٌَّة هً‪" :‬تلن األع َما ُل‬ ‫عمر العفاس إلى َّ‬ ‫ص د‪ُ .‬‬ ‫ُ‬ ‫(‪)26‬‬
‫واالجتماعٌَّة لتحمٌك التكا ُمل ‪ .‬وٌخل ُ‬
‫ت دولٌَّ ٍة ٌنت ُ ُج‬ ‫ً‬
‫ً ِ التً تمُو ُم بها الدُّو ُل رسمٌّا عبر اتفالا ٍ‬ ‫سٌاس ّ‬ ‫ً ِ غٌر ال ِ ّ‬ ‫ال ُمشتر َكةُ ذات الطابع الف ِنّ ّ‬
‫الرسمٌَّ ِة لغرض إحداث تكا ُم ٍل‬ ‫ٌِر تلن األعمال‪ ،‬ب ُمساهمة المطاعات غٌر َّ‬ ‫نظماتٌ دولٌَّةٌ تُد ُ‬ ‫عنها ُم َّ‬
‫َّاخلَ ِة فً التَّكا ُم ِل‬ ‫نظماتُ لد تمُو ُد ال ُمجتمعات الد ِ‬ ‫ي ِ ال ُمختلفة‪ .‬تلن ال ُم َّ‬ ‫فً لطاعات النشاط االلتصاد ّ‬
‫ي – فً حالة نجاحه – البُنى‬ ‫مس التكا ُم ُل االلتصاد ُّ‬ ‫ً ٍ فً حالة ما إذا َّ‬ ‫سٌاس ّ‬ ‫إلى ب ُُروز تكا ُم ٍل‬
‫(‪)27‬‬
‫الرئٌسٌَّ ِة للدَّولَ ِة" ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫* الوظٌفٌَّة التملٌدٌَّة (الكالسٌكٌَّة)‪:‬‬
‫أن العوامل‬ ‫من فرضٌَّ ٍة مفادُها َّ‬ ‫تنطلك ْ‬
‫ُ‬ ‫فإن "النَّظرٌَّة الوظٌفٌَّة"‬ ‫صدد‪َّ ،‬‬ ‫وفً هذا ال َّ‬
‫سٌاسٌَّة أو الثمافٌَّة‪ ،‬هً العوام ُل ال ُمإثرة ُ على مسار عملٌَّة‬ ‫االلتصادٌَّة والتمنٌَّة‪ ،‬ولٌست العوامل ال ِ ّ‬
‫التكا ُمل‪ .‬فالتمنٌة الحدٌثة وال ُمعاصرة لوسائل ال ُمواصالت واالتصاالت إلى جانب التمدُّم الذي‬
‫حرزهُ الدُّو ُل فً مجال الصناعات المدنٌة والعسكرٌة‪ ،‬وما ٌنت ُ ُج عنها من مشاكل التصادٌة‬ ‫تُ ُ‬
‫ومالٌة وبٌئٌة واجتماعٌة على المستوٌٌن اإلللٌمً والدولً‪ ،‬تعتبر عوامل كفٌلة بدفع الدول‪،‬‬
‫خاصة على المستوى اإلللٌمً إلى تحمٌك مستوٌات عالٌة من التعاون‪ ،‬بمصد التغلُّب على مثل‬
‫هذه المشـاكـل(‪.)28‬‬
‫فكر مٌترانً‪ ،‬ذات طبٌع ٍة‬ ‫إن االفتراضات التً تُم ِث ّلُها الوظٌفٌَّةُ اعتبرت‪ ،‬كما جاء بها‪ُ ،‬‬ ‫َّ‬
‫ي بٌن‬ ‫التعاونَ االلتصاد َّ‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ً للوظٌفٌَّة ارتكز على ممولة أ َّن‬ ‫األو ِل ُّ‬ ‫ً‬
‫أمبٌرٌمٌَّ ٍة ومعٌارٌَّ ٍة أٌضا؛ فال َج َد ُل َ‬
‫ٌخٌَّ ِة‬ ‫ار ِ‬ ‫َّ‬
‫ت الت ِ‬ ‫ً ِ والمكانة المائمة على ال ُمفارلا ِ‬ ‫ّ‬
‫الو ُجو ِد ال ُك ِل ّ‬ ‫سٌاسٌَّ ِة سٌ َُإ ّدِي إلى تآ ُك ِل ُ‬ ‫الوحدات ال ِ ّ‬
‫ً ِ فً العالم ال ُمعاصر‪ .‬وما سٌُإ ّدِي إلٌه هذا‬ ‫ي ِ واإلللٌم ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫التً احتلتها الدَّولة المومٌَّة بتكوٌنها ال ُحدُود ّ‬
‫ضرورة الفصل بٌن‬ ‫ُ‬ ‫سالَما‪ .‬وتمو ُم فكرة ُ مٌترانً على‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫عالَ ٍم أكثر َ‬ ‫التآ ُك ُل من نتائ َج ُه َو ُو ُجو ُد َ‬
‫ً ِ فً‬ ‫سٌاسٌَّة والجوانب الوظٌفٌَّة فً عملٌَّة االندماج‪ ،‬والتركٌز على االندماج الوظٌف ّ‬ ‫الجوانب ال ِ ّ‬
‫ً‬
‫ب مٌترانً مثاال بعصبة‬ ‫ًِ‪ .‬وٌَض ِْر ُ‬ ‫والتخلً عن فكرة االتِ ّحاد ال ِ ّ‬
‫سٌاس ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫المطاعات الف ِنٌَّّة ال ُمختلفة‪،‬‬
‫َّ‬
‫استمرت ُمنظمة العمل الدَّولٌَّة (وهً ُمنظمة‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫األمم التً انهارت بعد الحرب العالمٌَّة فً حٌن‬
‫ً لعملٌَّة االندماج لدى مٌترانً ٌمُو ُم على إنشاء‬ ‫ع َم ِل َها‪ .‬والت َّ َ‬
‫ص ُّو ُر ال ِنّ َهائِ ُّ‬ ‫وظٌفٌَّة) فً أداء َ‬
‫ت وظٌفٌَّ ٍة دولٌَّةٍ‪ ،‬وتمُو ُم الدُّو ُل بنمل ُجزءٍ من سٌادتها فً هذه المطاعات الفنٌَّة إلى‬ ‫تنظٌما ٍ‬

‫(‪)24‬‬
‫المرجع السـابـك نفـسـه‪ ،‬ص ‪.297 –296‬‬
‫(‪)25‬‬
‫‪See: David Mutimer,(1994) ‘’Theories of Political Integration’’,in: Hans J. Michelmann and‬‬
‫‪Panayotis Soldatos, eds., European Integration: Theoris and Approaches, Ibid,pp13-36.‬‬
‫(‪)26‬‬
‫أسامة فاروق مخٌمر(‪ )2004‬دور منظمة األمن والتعاون األوربً فً إدارة الصراعات فً أوربا بعد الحرب الباردة‪ :‬دراسة‬
‫لحالة البوسنة‪ ،‬رسالة دكتوراه غٌر منشورة‪ ،‬جامعة الماهرة‪ ،‬كلٌة االلتصاد والعلوم السٌاسٌة‪ ،‬الماهرة‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫(‪)27‬‬
‫عمر إبراهٌم العفاس (‪ )2000‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.297‬‬
‫(‪)28‬‬
‫وردُو ُد األفعال‪ ،‬ط ‪ ،1‬معهد اإلنماء العـربً‪،‬‬
‫مصطفى عبدهللا أبو الماسم خشٌم (‪ )2002‬الشراكة األوربٌة ال ُمتوسط ٌَّة‪ :‬النتائ ُج ُ‬
‫بٌروت‪ ،‬ص ‪.58-57‬‬
‫‪9‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫سس ٍة فٌدرالٌَّةٍ‪.‬‬ ‫ي ِ ُمإ َّ‬‫سٌاسٌَّة‪ ،‬وال ٌت ُّم نملُها إلى أ ّ‬ ‫ظ بسٌادتها ال ِ ّ‬ ‫سسات الدَّولٌَّة‪ ،‬فً حٌن تحتف ُ‬ ‫ال ُمإ َّ‬
‫(‪)29‬‬
‫ض االندماج فً هذه الوظائف غٌر ال ُمسٌَّسة ‪.‬‬ ‫ـار َ‬ ‫ُ‬
‫أن الدُّو َل لن تعَ ِ‬ ‫وٌرى مٌترانً َّ‬
‫سٌاسٌَّة‬ ‫وإن كانت إضافاتُ ُك ٍّل ِم ْن هاس وناي للوظٌفٌَّة الجدٌدة لد ر َّكزت على النُّخب ال ِ ّ‬ ‫ْ‬
‫سٌاسٌَّة فً تحمٌك التَّكا ُم ِل‪ ،‬فمد جاءت كتابات األستاذ هاس‬ ‫وجماعات المصالح وأصحاب المُ َّوة ال ِ ّ‬
‫صنع المرار والتركٌز على انتمال‬ ‫ت َجدٌِ َدةٍ ل ُ‬ ‫سا ٍ‬ ‫س َ‬‫ك ُم َإ َّ‬ ‫لتتمٌَّز عن الوظٌفٌَّة ِب َدع َْوتِ َها إلى خ َْل ِ‬
‫سٌاسة الدُّنٌا‪ ،‬أي النواحً الفنٌَّة والعاللات‬ ‫سلطة الشرعٌَّة‪ ،‬وعلى أه ِ ّمٌَّة االنتمال من مٌادٌن ال ِ ّ‬ ‫ال ُّ‬
‫ضرورة تسٌٌس عملٌَّة التَّكا ُمل لتحمٌك‬ ‫ُ‬ ‫سٌاسة العُلٌا والدَّعوة إلى‬ ‫االلتصادٌَّة إلى مٌادٌن ال ِ ّ‬
‫(‪)30‬‬
‫ٌظهـر فً انصهار الدُّول المومٌَّة فً دول ٍة إللٌمٌَّ ٍة واحد ٍة ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يِ‪ ،‬الذي‬ ‫ً ِ البُنٌو ّ‬
‫سٌاس ّ‬ ‫حول ال ِ ّ‬ ‫الت َّ ُّ‬
‫سٌِاسٌٌنَ فً‬ ‫وجبِ َها مج ُموع ٍة من الفاعلٌنَ ال ّ‬ ‫ف هاس التَّكا ُم َل بؤنَّهُ‪" :‬العملٌَّةُ التً ٌمتن ُع ب ُم ِ‬ ‫ُعر ُ‬ ‫وٌ ِ ّ‬
‫وكبٌر‬
‫ٍ‬ ‫مركز جدٌ ٍد‬ ‫ٍ‬ ‫ت لومٌَّ ٍة ُمستمل ٍة بتحوٌل والءاتهم‪ ،‬وتولُّعاتهم وأنشطتهم السٌاسٌَّة نحو‬ ‫وحدا ٍ‬
‫أن النَّ َجا َح فً أحد أبعـاد‬ ‫سلطةً أ ْعلَى على الوحدات (الد َُّو ِل المَ ْو ِمٌَّ ِة)"‪ .‬و ٌَ ْعت َ ِب ُر هاس َّ‬ ‫ٌمتلنُ ُ‬
‫ت ال ُح ُكومٌَّة فً االنطالق إلى‬ ‫سسا ِ‬ ‫سٌاسٌَّ ِة وال ُمإ َّ‬ ‫ب ال ِ ّ‬ ‫ُعز ُز مصال َح النُّ َخ ِ‬ ‫ي ِ سٌ ِ ّ‬‫عاو ِن االلتصاد ّ‬ ‫الت َّ ُ‬
‫(‪)31‬‬
‫ـك عـملٌَّة التَّكا ُم ِل ‪.‬‬ ‫تعـاو ٍن جـدٌـدةٍ‪ ،‬وهكـذا تتحمَّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫أبعــاد‬
‫سوا الوظٌفٌَّة وعملٌَّة التَّكا ُمل أمٌتاي أتزٌونً (‪)Amitai Etzioni‬‬ ‫ومن بٌن الذٌن در ُ‬
‫ظ ُر للتَّكا ُمل من زاوٌ ٍة أخرى‪ ،‬إذ أنَّهُ ٌَ ْعت َ ِب ُر ال ُمجتمع ُمتكامالً إذا كان هذا ال ُمجتمع ٌمتلنُ‬ ‫ُ‬ ‫الذي ٌن ُ‬
‫ون هذا ال ُمجتمع مركزا ً ال ِت ّخاذ‬ ‫حٌث ٌ ُك ُ‬ ‫ُ‬ ‫سٌطرة فعَّالة فً استخدام أدوات العُنف واإلكراه‪،‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫المرار‪ ،‬وٌمُو ُم بدور توزٌع الثواب والعماب داخل ال ُمجتمع‪ ،‬وٌُم ِث ُل بُإرة ً رئٌسٌَّة لتحدٌد الهـوٌَّة‬
‫ب(‪.)32‬‬ ‫ش ْع ِ‬ ‫سٌاسٌَّة لل َّ‬ ‫ال ِ ّ‬
‫ً ِ إذا‬ ‫سٌاس ّ‬ ‫َحْو الت َّ ْو ِحٌ ِد ال ِ ّ‬
‫ٌر ن َ‬ ‫أن (أتزٌونً) ٌَ ْعتَبِ ُر ال ُمجْ ت َ َم َع ٌَ ِس ُ‬ ‫ومن خالل ذلن ن ََرى َّ‬ ‫ْ‬
‫سابك على التولٌت‪ ،‬والدَّور‬ ‫ٌ‬ ‫وب الت َّ َكا ُمل‬ ‫أن ُو ُج َ‬ ‫ًِ‪ ،‬بمعنى َّ‬ ‫سٌاس ّ‬ ‫موماتُ التكا ُمل ال ِ ّ‬ ‫توفَّرت فٌه ُم ّ ِ‬
‫كو ُن مج ُموعها ال ُمجتمع‬ ‫للروابط بٌن الموى أو الوحدات التً فً ت ُ ّ ِ‬ ‫تعزٌز َّ‬ ‫ٌ‬ ‫الذي ٌلعبُهُ التَّولٌتُ ُهو‬
‫أو ال ِنّظام(‪.)33‬‬
‫سوق األوروبٌَّة ال ُمشتركة"‬ ‫ف لٌون لٌندبٌرد (‪ )Leon Lindberg‬فً دراسـ ٍة لهُ عـن "ال ُّ‬ ‫ُعـر ُ‬
‫وٌ ِ ّ‬
‫(‪)34‬‬
‫التكا ُم َل بؤنَّهُ ‪:‬‬
‫الرئٌ ِسٌَّ ِة‬
‫َّاخ ِلٌَّ ِة َّ‬
‫َار ِجٌَّ ِة أو الد ِ‬ ‫شئُونها الخ ِ‬
‫اجزَ ة ً عن إدارة ُ‬ ‫ع ِ‬‫س َها َرا ِغبَةً أو َ‬
‫‪ -1‬العَ َم ِلٌَّةُ التًِ ت َِج ُد الد َُّو ُل نَ ْف َ‬
‫شئُون أو‬ ‫ت ُمشترك ٍة فً هذه ال ُّ‬ ‫ض َها البعض‪ ،‬وتسعى بَ َدالً من ذلن ال ِت ّخَا ِذ لرارا ٍ‬ ‫باستماللٌَّ ٍة عن بَ ْع ِ‬
‫سس ٍة جدٌدةٍ‪.‬‬ ‫ض أمرهـا فٌها ل ُمإ َّ‬ ‫فو ُ‬ ‫تُ ّ ِ‬
‫سٌاسٌَّة بتحوٌل نشاطاتها‬ ‫ًِ ال َع َم ِلٌَّةُ التً تمتن ُع من خاللها مج ُموعة من ال ُمجتمعات ال ِ ّ‬ ‫‪ -2‬أو ه َ‬
‫مركز جدٌدٍ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫السٌاسٌَّة إلى‬

‫(‪)29‬‬
‫دمحم مصطفى كمال (‪" )2001‬صنع المرار فً االتحاد األوروبً"‪ ،‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫(‪)30‬‬
‫أسامة فاروق مخٌمر(‪ )2004‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫(‪)31‬‬
‫أنظر‪ :‬عمر إبراهٌم العفاس (‪ )2008‬نظرٌات التكامل الدولً اإلللٌمً‪ ،‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪ .36‬وكذلن‪ :‬زاٌد عبٌد هللا‬
‫مصباح (‪ )2002‬السٌاسة الدولٌة بٌن النظرٌة والتطبٌك‪ ،‬دار الرواد‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ص ‪.252-251‬‬
‫(‪)32‬‬
‫للمزٌد أنظر‪ :‬عـامـر مصبـاح (‪ُ )2010‬معجـم العلوم السٌاسٌة والعاللات الدولٌة‪ ،‬دار الكتاب الحدٌث‪ ،‬الماهرة‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫وكذلن‪ :‬دمحم السعٌد إدرٌس (‪ )2001‬تحلٌل النظم اإلللٌمٌة‪ :‬دراسة فً أصول العاللات الدولٌة اإلللٌمٌة‪ ،‬مركز الدراسات السٌاسٌة‬
‫واالستراتٌجٌة باألهـرام‪ ،‬الماهرة‪ ،‬ص‪.39-38‬‬
‫ظر على سبٌل المثال‪ :‬جٌمس دورتً وروبرت بالتسغراف (‪ )1985‬النظرٌات ال ُمتضاربة للعاللات الدولٌة‪ ،‬كاظمة للنشر‬ ‫(‪ )33‬أن ُ‬
‫والترجمة والتوزٌع وال ُمإسَّسة الجامعٌَّة لل ّدِراسات والنَّشر والتوزٌع‪ ،‬الكوٌت‪/‬بٌروت‪ ،‬ص ‪ .271‬وعبد الناصر جندلً (‪،)2007‬‬
‫التنظٌر فً العاللات الدولٌة بٌن االتجاهات التفسٌرٌة والنظرٌات التكوٌنٌة‪ ،‬دار الخلدونٌة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ص ‪.241-240‬‬
‫(‪)34‬‬
‫للمـزٌــد أنـظـر‪ :‬عــمــر إبـراهـٌم العـفـاس (‪ )2000‬مـرجـع سبـك ذكـره‪ ،‬ص ص ‪.272 - 271‬‬
‫‪10‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫وٌرى دُعـاةُ "النَّظرٌَّة الوظٌفٌَّة" أنَّها ت ُم ُّ‬


‫ـر بأربـع ُخـطــوا ٍ‬
‫ت أو مـراحـل كـما ٌلً‪:‬‬
‫تتطلب بدورها ُو ُجو َد أشكا ٍل من‬ ‫ُ‬ ‫وظائف جدٌدة‪ ،‬والتً‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )1‬نشؤة ُ ظروف تارٌخٌة جدٌدة تنت ُج عنها‬
‫سسٌَّة على ال ُمستوى الدولً‪.‬‬ ‫الترتٌبات ال ُمإ َّ‬
‫أن تسٌر‬‫ٌجب ْ‬
‫ُ‬ ‫طوط العا َّمة التً‬ ‫س ُم ال ُخ ُ‬
‫الظ ُروف‪ ،‬وٌر ُ‬ ‫ً ِ للتَّعا ُمل مع تلن ُّ‬ ‫سس ّ‬‫(‪ٌ )2‬ؤتً ر ُّد الفعل ال ُمإ َّ‬
‫سسٌَّة وما ٌُصاحبُها من تعدٌ ٍل‪.‬‬‫ُ‬ ‫علٌها تلن الترتٌباتُ ال ُمإ َّ‬
‫حٌث ٌؤتً فً إطار تؤثٌره على الشعوب‬ ‫ُ‬ ‫سع هذا النَّوع من اإلدارة الوظٌفٌَّة‪،‬‬ ‫ب وتو ُّ‬ ‫(‪ )3‬تشعُّ ُ‬
‫والدول‪.‬‬
‫ٌهدف إلى تحمٌك‬‫ُ‬ ‫ُكو ُن نظاما ً وظٌفٌّا ً دولٌّا ً‬ ‫سع سوف ٌ ّ ِ‬ ‫أن األثر الترا ُكمً لهذه العملٌَّة من التو ُّ‬ ‫(‪َّ )4‬‬
‫(‪)35‬‬
‫ًِ ‪.‬‬ ‫سالم‪ ،‬والثانً‪ :‬لٌا ُم ُح ُكوم ٍة دولٌَّ ٍة لل ُمجتمع الدَّول ّ‬ ‫ُ‬
‫تحمٌك ال َّ‬ ‫األول‪:‬‬
‫أمرٌن‪َّ ،‬‬
‫وٌُمكنُ المو ُل أنَّ الوظٌفٌَّة عند مٌترانً تعتم ُد على مج ُموع ٍة من االفتراضات األساسٌَّة‬
‫ومنها(‪:)36‬‬
‫ً ٍ إلى الخلل‬ ‫ب فً العالم ترج ُع فً أسبابها بشك ٍل رئٌس ّ‬ ‫ت العُنف واندالع ال ُح ُرو ِ‬ ‫أن إشكالٌَّا ِ‬‫َّ‬ ‫‪-1‬‬
‫ت سٌاسٌَّةٍ‪.‬‬ ‫ً ِ المائم على أساس تمسٌما ٍ‬ ‫اج ِم عن وضعٌَّة ال ُمجتمع الدَّول ّ‬ ‫ً ِ النَّ ِ‬
‫ي ٍ واالجتماع ّ‬ ‫االلتصاد ّ‬
‫ظم ال ُح ُكومٌَّة‬‫ظ َه َر نوعٌ من التعمٌد فً بُنى وهٌاكل النُّ ُ‬ ‫سٌاسٌَّ ِة للعالم َ‬ ‫تبعا ً لتمسٌمات الخرٌطة ال ِ ّ‬ ‫‪-2‬‬
‫سٌاسٌَّة أمام ال ُح ُكومات‪.‬‬ ‫ِم َّما أدَّى بدوره إلى ب ُُروز ُمشكلة تزاٌُد الوظائف الفنٌَّة وغٌر ال ِ ّ‬
‫ٌجب فص ُل المسائل السٌاسٌة عن المسائل الفنٌة‪ ،‬وإحالة المشكالت الفنٌة‬ ‫ُ‬ ‫ًِ‬
‫عاون الدَّول ّ‬ ‫لتحمٌك الت َّ ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫صصٌنَ ل ُمعالجتها‪ ،‬وبالتالً فإن تزاٌد هذه المشكالت على المستوى الوطنً‬ ‫إلى ال ُخبراء ال ُمتخ ِ ّ‬
‫ً ِ من خالل تؤسٌس أجهزةٍ دولٌَّ ٍة ُمشترك ٍة ال تُإ ّدِي إلى‬ ‫عاون الدَّول ّ‬ ‫سٌُساه ُم فً ا ِت ّساع دائرة الت َّ ُ‬
‫سٌـادة‪.‬‬ ‫شارن فً ال ِ ّ‬ ‫سٌادةِ الوطنٌَّ ِة بمدر ما تُإ ِ ّك ُد على مبدأ الت َّ ُ‬ ‫التنازل عن ال ِ ّ‬‫ُ‬
‫تدرجٌَّ ٍة تبدأ ُ من ُمستوى الماعدة‬ ‫ت عملٌَّ ٍة ُّ‬ ‫ُمكن تحمٌمُهُ من خالل انتهاج ُخطوا ٍ‬ ‫ًٌ ُ‬ ‫إن التَّكا ُم َل الدَّول َّ‬ ‫َّ‬ ‫‪-4‬‬
‫عاون فً لطاعٍ واح ٍد من المجاالت االلتصادٌَّة‬ ‫َّ‬
‫فالتركٌز على إنجاز الت ُ‬ ‫ُ‬ ‫وتنتهً عند الم َّمة‪،‬‬
‫عاون فً بمٌَّة المطاعات األخرى من‬ ‫َّ‬
‫واالجتماعٌَّة ك ُخطوةٍ أولى سٌُإ ّدِي بدوره إلى تعمٌم الت ُ‬
‫خالل ظاهـرة االنتشار أو الت َّ ْع ِم ٌِم (‪ )Ramification‬أو (‪.)Spill-Over‬‬
‫ً ٍ على لاعدةٍ متٌنةٍ‪،‬‬ ‫ً ٍ مبن ّ‬ ‫ً ِ ٌُإ ّدِي إلى خلك ُ‬
‫تعاو ٍن دول ّ‬ ‫ً ِ بالمنهج الوظٌف ّ‬
‫إن تحمٌك التكا ُمل الدَّول ّ‬ ‫‪َّ -5‬‬
‫ب‪.‬‬‫سالَ َم‪ ،‬وٌمضً على أسباب ال ُح ُرو ِ‬ ‫األمر الذي ٌُح ِمّ ُك ال َّ‬
‫وبالتالً ٌُإ ِ ّك ُد مٌترانً على إمكانٌَّة تحمٌك التكا ُمل على الصعٌد االلتصادي ثم السٌاسً‬
‫عاون التمنً والتكامل االلتصادي على مستوى‬ ‫أن الت َّ ُ‬
‫على مستوى النظام الدولً‪ ،‬على أساس َّ‬
‫(*)(‪)37‬‬
‫إن المدخل الوظٌفً بالنسبة لدٌفٌد‬ ‫‪َّ .‬‬ ‫النظام الدولً كفٌل بتحمٌك فكرة "الحكومة العالمٌة"‬
‫ً‬
‫ً ٍ عن طرٌك تدمٌر الدَّولة التً حكم تنظٌ ُمها تملٌدٌّا كٌانا ٍ‬
‫ت‬ ‫سسات ّ‬
‫سٌنعكس بشك ٍل ُمإ َّ‬
‫ُ‬ ‫مٌترانً‬
‫َّ‬
‫إللٌمٌَّ ٍة ( ُجغرافٌَّةٍ) ُمعٌَّنَةٍ؛ وذلن لمصلحة أنشطة ُمنظم ٍة ُمص َّمم ٍة إلنجاز وظائف ُمحدَّدةٍ وجدٌرةٍ‬

‫(‪)35‬‬
‫أسامة فاروق مخٌمر‪ ،‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫(‪)36‬‬
‫زاٌد عبٌد هللا مصباح‪ ،‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.251-250‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ت مركزٌَّ ٍة عالمٌَّ ٍة لها من السُّلطة والم َّوة ما ٌُم ِكنُها من إدارة‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫(*) َّ‬
‫إن نظرٌَّة "ال ُحكومة العالمٌَّة" تمو ُم على أسـاس مفـا ُدهُ ُو ُجو ُد ُمإسَّسا ٍ‬
‫العاللات الدَّولٌَّة فً االتِّجاه الذي ٌَ ُحو ُل دُونَ ُولُوع ال ُح ُروب الدَّولٌَّة‪ .‬أنظر‪ :‬علً عودة عمـابً (‪ )2010‬العاللات الدولٌة‪ :‬دراسة‬
‫تحلٌلٌة فً األصـول والنشأة والتارٌخ والنظـرٌـات (د‪.‬ن)‪ ،‬بغداد‪ /‬العـراق‪ ،‬ص ‪.245‬‬
‫(‪)37‬‬
‫مصطفى عبدهللا أبو الماسم خشٌم (‪ )2002‬الشراكة األوربٌة المتوسطٌة‪ ،‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪11‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫إن نطاق تلن الوظائف ت ُ َح َّد ُد داخلٌّا ً عن‬


‫سٌَا ِسٌَّ ِة(‪َّ .)38‬‬
‫ع ِة ال ِ ّ‬
‫بال ُمالحظة لرفاهٌة أعضاء ال َج َما َ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫طرٌك تحدٌد أهدافهم ال ُمختلفة‪ ،‬وخارجٌّا عن طرٌك ُمساهمتهم فً األهداف المصوى للجماعات‬
‫سٌاسٌَّة(‪.)39‬‬
‫ال ِ ّ‬
‫ت رئٌسٌَّ ٍة(‪:)40‬‬ ‫إنَّ فوائد المدخل الوظٌف ّ‬
‫ً ِ ستتضح – كما ٌرى مٌترانً‪ ،‬فً ثالثة مجاال ٍ‬
‫أن ال ُحدُود االصطناعٌَّة المائمة بٌن الدُّول سوف‬ ‫س ُن؛ وذلن بسبب َّ‬ ‫أن ال َحٌَاة َ الما ِ ّدٌَّة لإلنسان ستتح َّ‬ ‫‪َّ -1‬‬
‫يِ‪.‬‬
‫ً ِ وااللتصاد ّ‬ ‫ً‬
‫لن تعدُوا إال أن ت ُكونَ ُمتداخلة مع النَّشـاط العلم ّ‬ ‫َّ‬
‫ون ُمتاحا ً كً تزدهر كحٌاةٍ‬ ‫الروحٌَّةَ والمعنوٌَّةَ لألفراد ستؤ ُخذُ ا ِت ّجاها ً طبٌعٌّا ً أكثر‪ ،‬سٌ ُك ُ‬ ‫أن ال َحٌَاة َ ُّ‬ ‫‪َّ -2‬‬
‫ضلَّل طوٌالً بواسطة الغطاء الخادع‬ ‫ف لن تُعاق أو ت ُ َ‬ ‫ب أنَّها َ‬
‫س ْو َ‬ ‫س َب ِ‬ ‫فردٌَّةٍ‪ ،‬وثمافٌَّ ٍة حمٌمٌَّةٍ؛ وذلن ِب َ‬
‫للدَّولة‪.‬‬
‫أن ُكالًّ من الحٌاة المادٌة والروحٌة سٌزدهران معا ً عن طرٌك زوال اإلشكالٌة الكبرى‬ ‫‪َّ -3‬‬
‫اللتحامهما معا ً‪.‬‬
‫أنصـار "النظرٌَّة الوظٌفٌَّة" فً االندمـاج ٌأملُونَ أن تُحمِّكَ الهـدفٌـن التـالٌٌن‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ولد كـان‬
‫سٌادة‬‫س مشاعر ال ِ ّ‬ ‫نظماتُ الوظٌفٌَّةُ – نظرا ً لكونها تمُو ُم عادة ً بوظائف ال ت ُم ُّ‬ ‫أن تتم َّكنَ ال ُم َّ‬ ‫أ‪ْ -‬‬
‫ع من‬ ‫ون بممدُورها نو ٌ‬ ‫شعُوب‪ ،‬ومن ث َّم ٌ ُك ُ‬ ‫الوطنٌَّة – مساسا ً ُمباشرا ً من اال ِت ّصال ال ُمباشر بال ُّ‬
‫سن‪.‬‬ ‫ُ‬
‫حٌث التما ُ‬ ‫حٌث ال ِنّطاق وألوى من‬ ‫ُ‬ ‫ون أساسا ً لعملٌ ٍة اندماجٌَّ ٍة أوس ُع من‬ ‫ً ِ ٌ ُك ُ‬‫الوالء الدَّول ّ‬
‫نظمات‬ ‫أن ت ُكونَ الوظٌفٌَّةُ تحمٌما ً تدرٌجٌّا ً لالندماج الدولً‪ ،‬ف ُكلَّما زادت األعما ُل التً تفوض ال ُم َّ‬ ‫ب‪ْ -‬‬
‫الوظٌفٌَّة أصبحت دول العالم بالتدرٌج ُمندمجةً فً جماع ٍة واحدةٍ ‪.‬‬
‫(‪)41‬‬

‫أن ُر َّوا َد "النَّظرٌَّة الوظٌفٌَّة الكالسٌكٌَّة" وعلى رأسهم دٌفٌد مٌترانً‬ ‫صةُ المول َّ‬ ‫و ُخال َ‬
‫ً ِ على ُمستوى ال ِنّظام‬ ‫سٌاس ّ‬‫ٌُإ ِ ّكدُونَ على إمكانٌَّة تحمٌك التكا ُمل على الصعٌد االلتصادي ث َّم ال ِ ّ‬
‫ي ِ على ُمستوى النظام الدولً كفٌ ٌل‬ ‫عاون التمنً والتكا ُمل االلتصاد ّ‬ ‫ً ِ(*)‪ ،‬على أساس َّ‬
‫أن الت َّ ُ‬ ‫ال َّدول ّ‬
‫بتحمٌك فكرة "ال ُح ُكومة العالمٌَّة"‪.‬‬

‫المبحث الثانً‪ :‬النَّظرٌَّة الوظٌفٌَّة الجدٌدة‪ :‬النَّشـأةُ والمالم ُح و ال ُمرتكزاتُ ‪:‬‬ ‫ُ‬
‫احدٍ‪ ،‬فهً امتدا ٌد‬ ‫تُعَ ُّد "الوظٌفٌَّةُ الجدٌدةُ" امتدادا ً ور َّد فِ ْع ٍل للوظٌفٌَّ ِة األصلٌَّ ِة فً ٍ‬
‫آن َو ِ‬
‫ألن هذه األخٌرة تُم ِث ّ ُل المرجعٌَّة الفكرٌَّة للوظٌفٌَّة الجدٌدة على ُمستوٌات المنهج‪،‬‬ ‫للوظٌفٌَّة َّ‬
‫اإلطار المفاهٌمً‪ /‬النظري‪ ،‬ووحدة التحلٌل‪ ،‬فكال ُهما ٌعتم ُد فً لراءاته للظاهرةِ التَّكا ُملٌَّ ِة على‬
‫المنهج التحلٌلً االستمرائً‪ ،‬الذي ٌدرس هذه الظاهرة انطاللا من ُجزئٌاتها وصوالً إلى ُك ِلٌّاتها‪،‬‬

‫(‪)38‬‬
‫ٌِاسً ِ لظاهرة االعتماد‬
‫ّ‬ ‫أنظر‪ :‬توفٌك صالح علً الحفار (‪ ،)2004‬تجربة التكا ُمل االلتصادي العربً‪ :‬دراسة فً المن ُظور ال ّ‬
‫س‬
‫ال ُمتبادل (‪ )8000-0492‬رسالة ماجستٌر غٌر منشورة‪ ،‬أكادٌمٌة الدراسلت العـلٌا‪ ،‬بنغـازي‪ ،‬ص ص ‪.22-21‬‬
‫(‪)39‬‬
‫المرجع السابك نفـسـه‪ ،‬ص ص ‪ .58 –57‬وأنظر كذلن‪ :‬عبد المنعم سعٌد(‪ )1986‬الجماعة األوروبٌة‪ :‬تجربة التكامل‬
‫والوحدة‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربٌة‪ ،‬بٌروت‪ ،‬ص ص ‪.9-8‬‬
‫(‪)40‬‬
‫عمر إبراهٌم العفاس (‪ ،)2008‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫(‪)41‬‬
‫أحمد ٌوسف أحمد ودمحم زبارة (‪ )1985‬ممدمة فً العاللات الدولٌة‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرٌة‪ ،‬الماهرة‪ ،‬ص ص ‪.166-165‬‬
‫(*)‬
‫تؤسٌس حوالً ثمانٌة وأربعٌن ُمنظمة دولٌَّة ُح ُكومٌَّة فً الفترة ما بٌن‬
‫ُ‬ ‫وفما ً للترتٌب الذي لدمه مٌشال واالس ودٌفٌد سٌنجر ت َّم‬
‫إن ذلن ٌعنً توجُّها ً‬‫‪ ،1950 – 1945‬وفً الفتة الالحمة من ‪ 1960 – 1951‬ظهرت أٌضا ً حوالً ثمانٌة وخمسٌن ُمنظمة جدٌدة‪َّ .‬‬
‫وظٌفٌّا ً واضحا ً من لبل ُمعظم المسئُولٌن ال ُح ُكومٌٌن وغٌر ال ُح ُكومٌٌن فً ُمعظم أنحاء العالم إلى ُرإٌة دٌفٌد مٌترانً فً َّ‬
‫أن ُو ُجو َد‬
‫ت دولٌَّ ٍة وظٌفٌَّةٍ‪ .‬إضافةً إلى ذلن َّ‬
‫فإن أعمال التكا ُمل‬ ‫أنواعٍ ُمحدَّدةٍ من ال ُمشكالت التً ال ٌُمكنُ ُمعالجتُها إال عن طرٌك خلك ُمنظما ٍ‬
‫أن التعاون الوظٌفً المائم على لاعدة‬ ‫األوربً ال ُمتنامً ُمنذُ بداٌة الخمسٌنٌات لام أساسا ً على األطروحات المٌترانٌة‪ ،‬وعلى حمٌمة َّ‬
‫ي ٍ أن ٌ ُكونَ عالم ٌّاً‪.‬‬ ‫إللٌمٌة ٌُمكنُ على نح ٍو ُّ‬
‫تطور ّ‬
‫ظر‪ :‬مصطفى عبدهللا أبو الماسم خشٌم (‪ ،)2002‬مرجـع سبـك ذكـره‪ ،‬ص ‪.58‬‬ ‫للمزٌـد أن ُ‬
‫‪12‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫ع ُمومٌَّاتها‪ ،‬وكال ُهما ٌعتم ُد على مف ُهوم التكا ُمل كعملٌَّ ٍة وكحالةٍ‪ ،‬وعلى‬
‫صوصٌَّاتها إلى ُ‬ ‫ومن ُخ ُ‬
‫صو ِل إلى التكا ُمل بٌن األطراف ال ُمشاركة‬ ‫مبدأ االنتشار أو التعمٌم‪ ،‬وعلى الكٌفٌَّات النَّظرٌَّة ُ‬
‫للو ُ‬
‫ً ِ(‪.)42‬‬
‫ً ِ والخارج ّ‬
‫على ال ُمستوٌٌن الدَّاخل ّ‬
‫وترى الوظٌفٌة الجدٌدة أن االندماج فً لطاع واحد‪ -‬والذي عادة ما ٌحدد على أسس‬
‫التصادٌة‪ٌ -‬مٌل إلى تولٌد آثار تدفع إلى االندماج فً لطاعات أخرى‪ .‬و أٌضا فإن الفاعلٌن دون‬
‫الدول ‪-‬مثل جماعات المصالح والبٌرولراطٌات الحكومٌة‪ -‬تعمل مع مإسسات فوق لومٌة (مثل‬
‫المفوضٌة األوروبٌة والبرلمان األوروبً) من أجل إٌجاد حلول إللٌمٌة لمشاكل كانت تعالج فً‬
‫السابك على مستوى الدولة‪ .‬وهً ترى أن الفاعلٌن دون الدول والمإسسات فوق المومٌة تعد‬
‫بمثابة لاطرة االندماج‪ ،‬وأداة لدفعه إلى مجاالت أخرى‪ .‬كما أن امتداد العمل التعاونً إلى‬
‫المجاالت السٌاسٌة واألمنٌة ال ٌعدو أن ٌكون مجرد ترجمة لنجاح أطراف العمل اإلللٌمً فً‬
‫المجال االلتصادي إلى مجال الفاعل الدولً المإثر(‪.)43‬‬
‫ُ‬
‫وترتكز "الوظٌفٌة الجدٌدة" على مج ُموعة من الفرضٌات التً ٌتفك حولها معظم‬
‫(‪)44‬‬
‫منظري الوظٌفٌة الجدٌدة على الرغم من تباٌن تصوراتهم وهً ‪:‬‬
‫‪ -1‬التكامل ٌكون بالشروع فً المطاعات الحٌوٌة التً تحتل مكانة متمٌزة فً التصادٌات الدول‬
‫التً تدخل فً المسار التكاملً‪.‬‬
‫‪ -2‬االعتماد على التكامل الجهوي بدال من التكامل فً اإلطار الدولً‪.‬‬
‫‪ -3‬وجوب إدراج جماعات المصالح والنخب واألحزاب السٌاسٌة فً العملٌة التكاملٌة‪.‬‬
‫وٌُعتبَ ُر إرنست هاس (‪ )Ernst Haas‬من أهم منظري الوظٌفٌة الجدٌدة‪ .‬ولد بدأ هاس‬
‫بنمد األفكار الوظٌفٌة لمٌترانً‪ ،‬وبخاصة إمكانٌة الفصل بٌن األمور السٌاسٌة واألمور الفنٌة‪،‬‬
‫بما فٌها األمور االلتصادٌة‪ ،‬حٌث أكد فً عبارته الشهٌرة أن‪" :‬التفرلة بٌن األمور السٌاسٌة‬
‫واألمور الفنٌة‪ ،‬أو بٌن رجل السٌاسة والخبٌر الفنً هً مسؤلة غٌر لائمة؛ ألن األمور الفنٌة‬
‫ك"‪ .‬ولدَّم هاس مف ُهوما ً جدٌدا ً ُهو مف ُهو ُم‬ ‫ً ٍ ساب ٍ‬ ‫لمرار سٌاس ّ‬
‫ٍ‬ ‫عادة ما تُصب ُح كذلن نتٌجة‬
‫ُ‬
‫حٌث‬ ‫ًِ‪،‬‬ ‫"االنتشار"‪ ،Spill Over‬لتفسٌر التدا ُخل بٌن عملٌَّة االندماج الفنً واالندماج ال ِ ّ‬
‫سٌاس ّ‬
‫أن االندماج فً المطاعات الفنٌة (الوظٌفٌة) سوف ٌُإ ّدِي إلى انتشار عملٌَّة االندماج بشك ٍل‬ ‫ٌرى َّ‬
‫(‪)45‬‬
‫ً ‪.‬‬ ‫ت أكبر بما فٌها المجا ُل ال ِ ّ‬
‫سٌاس ُّ‬ ‫ً ٍ إلى مجاال ٍ‬
‫تدرٌج ّ‬
‫ولد لدَّم أرنست هاس‪ ،‬فً الخمسٌنٌَّات إسهاما ً علمٌّا ً ُمع َّدالً لنظرٌَّة دٌفٌد مٌترانً فً‬
‫عالت الجماعة األوربٌَّة للفحم والصلب‬ ‫الوظٌفٌَّة‪ ،‬وذلن من خالل ال ّدِراسة التً أجراها على تفا ُ‬
‫(‪.)ECSC‬‬
‫تدرجة (‪Step-by-‬‬ ‫أن المرارات االلتصادٌَّة ال ُم ِ ّ‬ ‫فإن جوهر الوظٌفٌَّة ُهو َّ‬ ‫وبالنسبة لهاس َّ‬
‫سٌاسٌَّة الحاسمة‪ ،‬ولد اعتبر هاس أ َّن‬ ‫حٌث عاللتُها بالتكا ُمل على االختٌارات ال ِ ّ‬ ‫ُ‬ ‫‪ )Step‬تعلُو من‬
‫األكثر دٌ ُمومةً‪ ،‬التً تبدأ من المصالح ال ُمتماسمة فً مجال‬ ‫ُ‬ ‫سٌاسات ذات الطبٌعة ال َج َد ِلٌَّ ِة‬ ‫ال ِ ّ‬

‫(‪)42‬‬
‫رلٌة بلماسمً (‪ ،)2011‬التكامل اإلللٌمً المغاربً‪ :‬دراسة فً التحدٌات واآلفاق المستمبلٌة‪ ،‬رسالة ماجستٌر غٌر منشورة‪،‬‬
‫جـامعـة دمحم خٌضر‪ ،‬بسكـرة‪ ،‬كلٌة الحموق والعلوم السٌاسٌة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫(‪)43‬‬
‫عماد جاد‪" ،‬ممدمة"‪ ،‬فً‪ :‬عماد جاد (تحرٌر) (‪ ،)2001‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫(‪)44‬‬
‫رلٌة بلماسمً (‪ ،)2011‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ص ‪.36-35‬‬
‫(‪)45‬‬
‫دمحم مصطفى كمال (‪" ،) 2001‬صنع المرار فً االتحاد األوروبً"‪ ،‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ص ‪.19-18‬‬
‫‪13‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫سلط ٍة فوق لومٌَّ ٍة بصرف النَّظر عن رغبات‬ ‫الرفاهة االلتصادٌة ست ُ ُ‬


‫حدث فً النهاٌة تؤسٌس ُ‬
‫الفاعلٌن األفراد(‪.)46‬‬
‫وهو ٌرى أن االنتشار ال ٌحدث بسبب أن السٌاسات تصنع الموافمات األولٌة على‬
‫المهمة األولٌة والموة الكبرى لعملٌة التكامل الوظٌفً‪ ،‬وإنما ٌحدث فمط إذا توسعت عملٌة‬
‫التكامل لتشمل جمٌع لطاعات النشاط االلتصادي(‪.)47‬‬
‫أن المصالح الذَّاتٌَّة االلتصادٌَّة تمتلنُ أه ِ ّمٌَّةً أكثر من‬ ‫أن وظٌفٌَّة هاس افترضت َّ‬ ‫أي َّ‬
‫صنع المرارات كانت أكثر‬ ‫صودة )‪ (Unintended‬و ُ‬ ‫سٌاسٌَّة‪َّ ،‬‬
‫وأن النَت َائِ َج غٌر المم ُ‬ ‫التع ُّهدات ال ِ ّ‬
‫َاء ال ُخطط الكبٌرة التً‬ ‫صو ِد ومن بِن ِ‬ ‫ْ‬
‫ون ال َمم ُ‬ ‫سل ِ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫تؤثٌرا ً فً إحداث التَّكا ُم ِل من تلن ال ُم ِ‬
‫تعلمَ ِة بال ُّ‬
‫صورة أو مشهد‬ ‫"فــإن التَّعـدُّدٌَّة الواضحـة فً ُ‬ ‫َّ‬ ‫ٌر(‪ .)48‬وبكلمات هاس نفسه‪:‬‬ ‫ض ُع بِت ََر ّ ٍو وت َ ْدبِ ٍ‬ ‫تُو َ‬
‫ُّ‬ ‫ً‬
‫ون فً الغالب ُمطلمة‪ .‬وبؤخذ هذه الظ ُروف فً‬ ‫البناءات االجتماعٌَّة وااللتصادٌَّة األوروبٌَّة ت ُك ُ‬
‫ي ِ وأخٌرا ً‬
‫سوق ال ُمشتركة ال ُملهمة سٌاسٌّا ً إلى االتِ ّ َحا ِد االلتصاد ّ‬ ‫فإن التَّمد َُّم من َوضْعِ ال ُّ‬ ‫ال ُحسبان َّ‬
‫(‪)49‬‬
‫ًٍ" ‪.‬‬ ‫ٌسٌر بشك ٍل تلمـائِ ّ‬
‫ُ‬ ‫ً ِ بٌن الدُّول األوروبٌَّة ُهـو ٌ‬
‫أمـر‬ ‫سٌاس ّ‬ ‫إلى اال ِت ّ َحا ِد ال ِ ّ‬
‫ووظٌفٌة هاس تركز على ثالثة عناصر أساسٌة هً‪:‬‬
‫‪ -1‬مبدأ التعمٌم أو اإلنتشار‪ :‬الذي ٌعنً أن التكامل فً لطاع ٌإدي إلى التكامل فً بمٌة المطاعات‬
‫األخرى‪.‬‬
‫سٌاسٌَّة‪.‬‬
‫‪ -2‬التسٌٌس التدرٌجً‪ :‬من خالل اإلنتمال من المسائل التمنٌة ‪-‬الفنٌة إلى المسائل ال ِ ّ‬
‫(‪)50‬‬
‫ً ِ إللٌمٌّا ً كان أو دولٌّا ً إلنشاء العملٌَّة التكا ُملٌَّة‪.‬‬
‫‪ -3‬عُنصر الوالء‪ :‬للتنظٌم الدَّول ّ‬
‫أي أن هاس لد أعطى أهمٌة للعامل السٌاسً كعامل مرافك للمسار التكاملً بإشران‬
‫الفواعل السٌاسٌة (الحكومة السٌاسٌة‪ ،‬األحزاب السٌاسٌة والنخب السٌاسٌة) فً العملٌة‬
‫التكاملٌة‪ .‬وهو ٌعتمد بؤن النجاح فً أحد جوانب التعاون االلتصادي‪ ،‬سٌعزز مصالح النخب‬
‫السٌاسٌة والمإسسات الحكومٌة فً توسٌع التعاون إلى أبعاد جدٌدة لتتحمك العملٌة التكاملٌة فً‬
‫صورتها الواسعة(‪.)51‬‬
‫ولذلن‪ٌ ،‬رى الوظٌفٌون األهداف الوظٌفٌة كانت هً الوسائل التً من خاللها تم بناء‬
‫شًء من مالمح وحدة أوروبٌة‪ .‬ولد الحظ أنصار الوظٌفٌة الجدٌدة أن تحمٌك أوروبا لمستوٌات‬
‫عالٌة من التكامل االلتصادي‪ ،‬لم ٌكن مرجعه‪ ،‬كما تولع الوظٌفٌون‪ ،‬طغٌان االعتبارات التمنٌة‬
‫وااللتصادٌة على ما عداها‪ ،‬ولكن الذي حدث على أرض الوالع األوروبً أن الجماعة‬
‫االلتصادٌة األوروبٌة تشكلت عام ‪ 1957‬نتٌجة لتؤثٌر عوامل سٌاسٌة‪ .‬علٌه‪ ،‬فإن أنصار هذه‬
‫النظرٌة لد افترضوا أن العوامل السٌاسٌة متمثلة فً تاللً مصالح الدول األوروبٌة الست‬
‫المإسسة للجماعة األوروبٌة ولوة اإلرادة السٌاسٌة لدٌهم دفع النخب السٌاسٌة إلى تحمٌك‬
‫(‪)46‬‬
‫عمر إبراهٌم العفاس (‪ ،)2000‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪ .316‬وأنظر كذلن‪ :‬رٌمون حداد (‪ ،)2000‬العاللات الدولٌة‪ :‬نظرٌة‬
‫ال عاللات الدولٌة‪ ،‬أشخاص العاللات الدولٌة‪ ،‬نظام الفوضى أم نظام العـولمة‪ ،‬دار الحمٌمة‪ ،‬بٌروت‪ ،‬ص ‪.207‬‬
‫(‪)47‬‬
‫عامر مصباح (‪ ،)2010‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫وٌذهبُ هاس إلى ح ِ ّد جعل عملٌَّة التكا ُمل ُمتعلمةً بربط النِّظام الدَّول ّ‬
‫(‪)48‬‬
‫ً ِ ال ُممترح بال ُمستمبل‪ ،‬وهُو ٌمُولُ‪" :‬إذا فهمنا الوضع الحالً على‬
‫والتمازجات بٌن عد ٍد من البٌئات الوطنٌة من خالل ال ُمشاركة فً ال ُمنظمات الدولٌة َّ‬
‫فإن على التكا ُمل أن‬ ‫ُ‬ ‫أنه سلسلة من التفاعُالت‬
‫ٌُح ِ ّد َد العملٌَّة التً ٌت ُّم من خاللها زٌادة ُ هذه التفاعُالت بهدف ال ُمساعدة على تالشً ال ُحدُود بٌن ال ُمنظمــات الدَّولٌَّــة والبٌئات الوطنٌَّة"‪،‬‬
‫للمـزٌـد أنظـر‪ :‬جٌمـس دورتً وروبرت بالتسغــراف (‪ ،)1985‬مـرجـع سبـك ذكـره ‪ ،‬ص ‪.271‬‬
‫(‪)49‬‬
‫عمـر إبراهٌم العفـاس (‪ ،)2008‬مرجـع سبـك ذكـره‪ ،‬ص ص ‪.134-133‬‬
‫(‪)50‬‬
‫عبد الناصر جندلً (‪ ،)2007‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.252‬‬
‫(‪)51‬‬
‫خالد معمري (‪ ،)2008‬التنظٌر فً الدراسات األمنٌة لفترة ما بعد الحرب الباردة‪ :‬دراسة فً الخطاب األمنً األمرٌكً بعد‬
‫‪00‬سبتمبر‪ ،‬رسالة ماجستٌر غٌر منشورة‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬كلٌة الحموق‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪14‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫مستوٌات أعلى من التعان فً المجاالت المختلفة‪ ،‬إذا‪ ،‬فالعوامل السٌاسٌة‪ ،‬ولٌست العوامل التمنٌة‬
‫وااللتصادٌة هً التً أدت إلى تحمٌك مستوٌات أعلى من التكامل بٌن الدول األوربٌة الست‪،‬‬
‫التً أسست الجماعة االلتصادٌة األوروبٌة عام ‪.)52(1957‬‬
‫فالمادة السٌاسٌون األوروبٌون تاللت إراداتهم وحماستهم السٌاسٌة لتؤسٌس تنظٌم إللٌمً‬
‫ٌعكس مستوى أعلى من التكامل ممارنة بما كان علٌه حال الجماعة األوروبٌة للحدٌد والصلب‪،‬‬
‫وبالتالً ٌالحظ أن العوامل السٌاسٌة تعتبر أهم من العوامل االلتصادٌة فً تحمٌك التكامل‪ ،‬وال‬
‫ٌ عنً ذلن بالضرورة أن أصحاب النظرٌة "الوظٌفٌة الجدٌدة" ٌتجاهلون بالكامل أهمٌة العوامل‬
‫االلتصادٌة والفنٌة‪ ،‬ولكنهم ٌإكدون فً نظرٌتهم على وجود سلم لألولوٌات ال ٌمكن تجاهله فً‬
‫التجربة األوروبٌـة‪.‬‬
‫كما أن فكرة االنتشار ‪ Spill Over‬وجدت لها صدى فً إطار السوق األوروبٌة‬
‫المشتركة‪ ،‬حٌث أن اإلرادة السٌاسٌة والمصلحة المشتركة للدول المإسسة للجماعة األوروبٌة‬
‫لامت بتوسٌع السوق المشتركة‪ ،‬رأسٌا ً عن طرٌك تؤسٌس أجهزة ومإسسات مختلفة دعت‬
‫الحاجة الماسة إلٌها‪ ،‬وأفمٌا عن طرٌك الموافمة على لبول أعضاء جدد فً الجماعة االلتصادٌة‬
‫(‪)53‬‬
‫ً لاد الدُّول ال ُمنشئة للجماعة‬‫ي الطبٌع َّ‬‫األوروبٌة ‪ .‬وعلى هذا النحو‪ ،‬فإن التمدُّم االلتصاد َّ‬
‫شئُون الخا َّ‬
‫صة‬ ‫االلتصادٌَّة األوروبٌَّة من ُخطوتها االبتدائٌَّة ل ُمعالجة الفحم والصلب إلى تنظٌم ال ُّ‬
‫عالتهـا اآلن فً ألصى‬ ‫سٌاسة النمدٌَّة التً تجــري تفا ُ‬ ‫بالتعرٌفة ال ُجمركٌَّة فٌما بٌنها إلى ال ِ ّ‬
‫ُمستوٌاتها(‪.)54‬‬
‫ض ُح النَّ ُمـوذ َج االبتدائ َّ‬
‫ً لعمـلٌَّات الوظٌفٌَّة الجدٌدة)‬ ‫(شكـ ٌل ٌُو ِ ّ‬

‫األنيات انخاصة بعًهيات انتكايم‬


‫ينظًة اقتصادية اقهيًية‬ ‫انذول األعضاء‬
‫‪Regional‬‬
‫‪Process Mechanizing‬‬ ‫‪Member Polities‬‬

‫االتفاقات انخاصة‬ ‫‪.…….‬‬ ‫انترابظ انىظيفي‬


‫يجًىعات يصانح تضغظ يٍ أجم‬
‫بانقطاع‬ ‫‪.…….‬‬ ‫انتبادالت انناهضة‬ ‫تكايم أكثر‬
‫‪Sector‬‬ ‫تشكيم انًجًىعات‬ ‫‪Interest groups Presed‬‬
‫انبيروقراطي‬
‫‪Agreements‬‬ ‫انجهاز‬ ‫صناع انقرار‬
‫‪for rember‬‬ ‫استجابة‬
‫‪integration‬‬
‫انترابطات انًذروسة‬
‫فـىق انقــىيي‬ ‫انتكنىقراطييٍ‬
‫‪Super national‬‬
‫‪.............................................................................................................‬‬
‫‪Bureaucracy‬‬ ‫‪…………....‬‬
‫‪Positiv fredback‬‬ ‫االسترجاع اإليجابي‬
‫‪Strengthening Regional Organization‬‬ ‫(تقىية انًنظًة اإلقهيًية)‬

‫المصــدر‪ :‬عـمـر إبراهٌم العفــاس‪ ،‬نظرٌات التكامل اإلللٌمً‪ ،‬مرجـع سبـك ذكــره‪ ،‬ص ‪.201‬‬

‫(‪)52‬‬
‫مصطفى عبدهللا أبو الماسم خشٌم (‪ ،)2002‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.59 –58‬‬
‫(‪)53‬‬
‫المرجع السابك نفسه‪ ،‬ص ص ‪ .60-59‬وبفضل عملٌة االنتشار تحولت أوروبا من مجرد سوق موحدة إلى اتحاد التصادي‬
‫ونمدي‪ ،‬وهً تطم ُح لتحمٌك مستوٌات أعلى من التكامل السٌاسً‪ ،‬أنظر‪ :‬الشاذلً العٌادي(‪" ،)2000‬إعالن برشلونة وحلول عهد‬
‫العملة األوروبٌة الموحدة الٌورو‪ :‬المولف العربً"‪ ،‬مجلة‪ :‬شؤون عربٌة‪ ،‬العدد‪ ،103 :‬سبتمبر‪ ،‬الماهرة‪ ،‬ص ص ‪.180 –173‬‬
‫(‪)54‬‬
‫للمزٌد أنظر‪ :‬بول هٌرست وجراهام طوبسون (‪ ،)2001‬ما العولمة؟ االلتصاد العالمً وإمكانات التحكم‪ ،‬ترجمة‪ :‬فالح عبد‬
‫الجبار‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة‪ ،‬العـدد‪ ،273 :‬المجلس الوطنً للثمافة والفنون واآلداب‪ ،‬الكوٌت‪ ،‬ص ص ‪.367-366‬‬
‫‪15‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫أن "التوافُك بٌن‬ ‫أن الوظٌفٌٌن ال ُج ُد َد ٌَ َر ْونَ َّ‬ ‫البعض إلى َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُشٌر‬
‫وفً هذا الصدد ٌ ُ‬
‫والتعاونَ بٌن ُهم فً إطار ُمحاوالت التكامل اإلللٌمً ال ٌمُو ُد إلى التكا ُمل تلمائٌّا؛ً‬ ‫ُ‬ ‫االختصاصٌٌن‬
‫ي لفهم عملٌَّة‬ ‫إن النَّ ُموذ َج النَّظر َّ‬ ‫ٌ‬
‫ف ُهنان اعتباراتٌ سٌاسٌَّة ذات أهمٌَّة ُمعتبرة فً تحمٌك التكا ُمل"‪َّ .‬‬
‫الربط بٌن عامل اإلكراه فً تحمٌك التكا ُمل ودور البٌئة‬ ‫ٌجب أن ٌمُوم على أساس َّ‬ ‫ُ‬ ‫التكا ُمل‬
‫ً‬ ‫)‬ ‫(‬
‫الدولٌة‪ ،‬و ُهو ما أوضحته النَّظرٌَّة "الوظٌفٌَّة الجدٌدة" ‪ .‬وإضافة إلى هذا النَّ ُموذج ال ُمبٌَّن فً‬
‫‪55‬‬

‫فإن تؤثٌرات ال ُخطوات‬ ‫ً الجدٌد فً صٌغته األولى) َّ‬ ‫الط ْر َح الوظٌف َّ‬ ‫ض ُح َّ‬
‫ك (الذي ٌُو ِ ّ‬
‫سابِ ِ‬
‫شكل ال َّ‬ ‫ال َّ‬
‫ً ِ حٌنما استخدم‬ ‫ً شارل دٌغول على عملٌَّات التكا ُمل األوروب ّ‬ ‫الرئٌس الفرنس ُّ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫التً أل َد َم علٌها‬
‫حك االعتراض (‪ )Veto‬تجاه بعض المضاٌا التً واجهت الجماعة األوروبٌَّة‪ ،‬وهدَّدت بفشلها‬ ‫َّ‬
‫َّ‬
‫وم بتنمٌح الط ْرحِ‬ ‫ً‬
‫فً بعض األولات‪ ،‬دفعت بعضا من ُكتَّاب الوظٌفٌَّة الالمعٌنَ مثل هاس لٌمُ َ‬
‫ُ‬
‫ً‪ ،‬الذي أطلك علٌه اسم "الفاعل ذو األهـداف‬ ‫ص الفَا ِع َل ال ِ ّ‬
‫سٌاس َّ‬ ‫سابك ُمضٌفا ن ُموذجا ً آخر ٌ ُخ ُّ‬ ‫ال َّ‬
‫(‪)56‬‬
‫سٌاسٌَّة الدراماتٌكٌَّة" (‪. )Goals dramatic –political‬‬ ‫ال ِ ّ‬
‫من أه ِ ّم ُمرتكزات النَّظرٌَّة "الوظٌفٌَّة الجدٌدة" مـا‬ ‫أن ْ‬ ‫بعض الباحثٌن َّ‬ ‫ُ‬ ‫ولهذا ٌرى‬
‫ٌــلً(‪:)57‬‬
‫ت‬ ‫سٌاسة الدُّنٌا‪ ،‬لكن ٌت ُّم ذلن فً ظ ِّل لٌادا ٍ‬ ‫ون فً مجاالت ال ِ ّ‬ ‫‪ -1‬البدء فً العملٌَّة التَّكا ُملٌَّة ٌ ُك ُ‬
‫سٌاسٌَّةٍ‪.‬‬
‫شعُور الفرد بالوالء لل ُمنظمة‪ ،‬و ٌتم هذا‬ ‫سبب ُ‬
‫ُ‬ ‫‪ -2‬أداء ال ُمنظمات وتحمٌمُها ألهداف األفراد ُهو‬
‫سٌاسة العُلٌا‪.‬‬
‫بعد انتمال مجاالت التكامل لمٌادٌن ال ِ ّ‬
‫ُمكن َحلُّها أو التَّعا ُم ُل معها إال فً ُخطوةٍ اندماجٌَّ ٍة‬
‫‪-3‬أي ُمستجدات تُفرزها ُخطوة تكا ُملٌَّة ال ٌ ُ‬
‫ُمتم ّدِم ٍة حتى تصل التجربة التكاملٌة إلى "االنصهار البنٌوي"‪.‬‬
‫‪ -4‬أهمٌة دور النمابات والجماعات التً تمثل مصالح التصادٌة و اجتماعٌة ضاغطة على‬
‫الحكومة الوطنٌة‪.‬‬
‫ضرورة ُو ُجـود ُمجتمعـات دٌممراطٌَّة (‪ )Democratic societies‬بالمف ُهـوم الغـربً‪.‬‬ ‫‪ُ -5‬‬
‫ستمرة‬
‫َّ‬ ‫وال تمدم الوظٌفٌة الجدٌدة شكالً نهائٌّا ً لعملٌَّة االندماج؛ ألنَّها تن ُ‬
‫ظ ُر إلٌها على أنَّها عملٌة ُم‬
‫سسات لالندماج كؤحد ُمإشرات‬ ‫ذات نهاٌة مفتُوحة‪ .‬ولكنها فً الولت نفسه تُإ ِ ّك ُد أه ِ ّمٌَّة إنشاء ُمإ َّ‬
‫نجاح هذه العملٌة‪ ،‬ولكن الوظٌفٌٌن الجدد ال ٌحددون شكال نهائٌا لهذه المإسسات‪ .‬وتمدم‬
‫الوظٌفٌة الجدٌدة تعرٌفا لمفهوم "فوق المومٌة"‪ ،‬على أنه "ال ٌعنً نمل سٌادة الدولة إلى مستوى‬
‫فوق مستوى الدولة‪ ،‬ولكن ٌعنً تجمٌعا لسٌادة الدول المختلفة فً مستوى أعلى‪ ،‬وتتم ُممارسة‬
‫سسات فوق‬ ‫سٌادة بشك ٍل ُمشترنٍ ولٌس ُمنفردا ً – كما كان فً السابك‪ -‬من خالل "ال ُمإ َّ‬ ‫هذه ال ِ ّ‬
‫(‪)58‬‬
‫المومٌَّة" ‪.‬‬

‫(‪)55‬‬
‫جهاد عودة (‪ )2013‬النظام الدولً‪ :‬نظرٌات وإشكالٌات‪ ،‬ط‪ ، 2‬شـركة الدلٌل للدراسات والتدرٌب وأعمال الطباعة والنشـر‪،‬‬
‫الماهرة‪ ،‬ص ص ‪.204-203‬‬
‫(‪)56‬‬
‫عـمـر إبراهٌم العفـاس (‪ ،)2008‬مـرجع سبـك ذكـره‪ ،‬ص ص ‪.202-201‬‬
‫(‪)57‬‬
‫حمدوش رٌاض‪" ،‬نظرٌات التكامل فً العاللات الدولٌة"‪ ،‬جامعة لسنطٌنة‪ /‬الجزائر‪ ،‬لسم العلوم السٌاسٌة‪ ،‬متاح على الرابط‬
‫اإللكترونً التالً‪:‬‬
‫نظرٌات‪80%‬التكامل‪80%‬فً‪80%‬العاللات‪80%‬الدولٌة ‪hamdoucheriad.yolasite.com/../‬‬
‫(‪)58‬‬
‫دمحم مصطفى كمال (‪ )2001‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪ .19‬وأنظر‪ :‬خلٌل الحدٌثً(‪،)2001‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ص ‪.21-20‬‬
‫‪16‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫(‪)59‬‬
‫ُممارنةٌ ُموجزةٌ بٌن الوظٌفٌَّة التملٌدٌَّة والوظٌفٌَّة الجدٌدة‬
‫الشَّك ُل ال ِنّهائ ُّ‬
‫ً لعمل ٌَّة االندماج‬ ‫آل ٌَّة عمل ٌَّة االنـدمـاج‬ ‫النظـــر ٌَّة‬
‫مج ُموعة من ال ُمنظمات الوظٌفٌَّة غٌر‬ ‫إنشاء عدد من المنظمات الوظٌفٌة‪ ،‬ونمل‬ ‫الوظٌفٌَّة التملٌدٌَّة‬
‫ال ُمسٌَّسة‪.‬‬ ‫جزء من سٌادة الدول إلٌها‪.‬‬

‫سساتٌ إللٌمٌَّةٌ فوق لومٌَّة‪.‬‬


‫ُمإ َّ‬ ‫إلى‬ ‫الفنٌَّة‬ ‫االنتشــار من المطـاعـات‬‫ُ‬ ‫الوظٌف ٌَّة الجدٌدة‬
‫سٌـاسٌَّة‪.‬‬
‫المطـاعـات ال ِ ّ‬

‫ونتٌجة لتؤثر أصحاب هذه المدرسة ب ُمحاوالت التكا ُمل واالندماج التً حدثت فً مناطك‬
‫عدة‪ ،‬وخاصة فً أوروبا الغربٌة‪ ،‬فمد أسهمت هذه التجربة لتكون كالمعٌن الزمنً الذي ٌوجه‬
‫الوظٌفٌٌن لفحص افتراضاتهم على أرض الوالع‪ ،‬األمر الذي جعلهم ٌإكدون على ضرورة‬
‫توفر عدد من العناصر التً من شؤنها المساعدة على تغذٌة المسٌرة التكاملٌة‪ ،‬وهذه العناصر‬
‫هً(‪:)60‬‬
‫‪ -1‬توفر نوع من الثمافة المشتركة لتضٌٌك الفجوة التً تفصل بٌن لٌم كل دولة داخلة فً العملٌة‬
‫التكاملٌة‪.‬‬
‫‪ -2‬تخصٌص موارد التصادٌة كافٌة لتفعٌل العمل المشترن‪ ،‬وتحمٌك الحد األدنى من الرفاه البشري‬
‫داخل الدول األعضاء فً التكامل‪.‬‬
‫‪ -3‬وجود مإسسات إللٌمٌة تتجاوز فً صالحٌاتها ولراراتها الدول الوطنٌة‪ ،‬وهذا ال ٌتوفر إال إذا‬
‫تؤسست أطر مإسسٌة تحول الممترحات إلى لرارات تخدم فً النهاٌة كافة الشرائح االجتماعٌة‬
‫المنتمٌة إلى العملٌة التكاملٌة‪.‬‬
‫وباالستناد إلى أعمال أرنست هاس حاول بعض المفكرٌن تطوٌر الوظٌفٌة الجدٌدة‬
‫ومنهم جوزٌف ناي‪ ،‬الذي لام بتطوٌر نموذج جدٌد ٌعتمد أساسا على العملٌة المٌكانٌزمٌة‬
‫واالندماج المحتمل‪ ،‬فً سٌاق بناء نظري محكم‪ .‬ولد لخص هذه المٌكانٌزمات فً سبع نماط‬
‫أساسٌة‪ ،‬هً كما ٌلً‪:‬‬
‫مبدأ االنتشار‪ -‬زٌادة التنمالت والتحوالت فً التجارة ورأس المال واالتصاالت واألفراد‬
‫واألفكار‪ -‬تكوٌن التحالف والروابط بشؤن المسائل المشتركة من خالل مبدأ االنتشار‪ -‬مساهمة‬
‫النخب البٌرولراطٌة الوطنٌة فً العملٌة التكاملٌة‪ -‬توسٌع فوائد التكامل لتشمل المستوى الدولً‪-‬‬
‫الهوٌة واألٌدٌولوجٌة كمٌم معٌارٌة ضرورٌة للتكامل اإلللٌمً‪ -‬إلحام النخب الخارجٌة والمتمثلة‬
‫فً المنظمات الدولٌة والمإسسات الحكومٌة وغٌر الحكومٌة الدولٌة فً العملٌة التكاملٌة‪.‬‬
‫وبالموازاة مع هذه المٌكانٌزمات ٌضع ناي أربع شروط ٌراها ضرورٌة لتحمٌك التكامل‬
‫اإلللٌمً هً‪ :‬التكافإ بٌن الوحدات المشاركة فً التكامل من حٌث المستوٌات االلتصادٌة‪ -‬مدى‬
‫فعالٌة النخب‪-‬التعددٌة السٌاسٌة‪ -‬لدرة األطراف على التكٌف واالستجابة(‪.)61‬‬

‫(‪)59‬‬
‫دمحم مصطفى كمال (‪ ،)2001‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫(‪)60‬‬
‫دمحم محمود اإلمام (‪ ،)1997‬تطور األسس المؤسسٌة لالتحاد ا ألوروبً‪ :‬الدروس المستفادة للتكامل العربً‪ ،‬المنظمة العربٌة‬
‫للتنمٌة العربٌة‪ ،‬الماهرة‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫(‪)61‬‬
‫عبد الناصر جندلً (‪ ،)2011‬أثر الحرب الباردة على االتجاهات الكبرى والنظام الدولً‪ ،‬مكتبة مدبولً‪ ،‬الماهرة‪ ،‬ص ص‬
‫‪.284-283‬‬
‫‪17‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫عظم التٌَّارات الفكرٌَّة للوظٌفٌَّة الكالسٌكٌَّة‬ ‫أن ُم َ‬ ‫صدد َّ‬ ‫إذا ً ُخالصةُ المول فً هذا ال َّ‬
‫أن التَّكا ُم َل عندما ٌتحمَّ ُك فً جان ٍ‬
‫ب‬ ‫والوظٌفٌَّة الجدٌدة تلتمً فً مبدأ "االنتشار"‪ ،‬الذي ٌمُو ُل َّ‬
‫وإن كان ُهنان اختالفا ً بٌن ُمعظم تلن‬ ‫ُمعٌ ٍَّن سوف ٌُإ ّدِي إلى تحمُّمه فً بمٌَّة الجوانب األخرى‪ْ .‬‬
‫سٌاسة‬ ‫سٌاسة العُلٌا (ال ِ ّ‬ ‫سٌاسة الدُّنٌا (الجوانب االلتصادٌَّة) إلى ال ِ ّ‬ ‫التٌَّارات فً كٌفٌَّة االنتمال من ال ِ ّ‬
‫سٌاسٌَّة) أو العكس(‪.)62‬‬ ‫سلطة ال ِ ّ‬ ‫وال ُّ‬
‫ً ِ وتأثُّرها بالوظٌفٌَّة الجدٌدة‪:‬‬ ‫األوروب ّ‬ ‫ُ‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬تجربةُ االندماج والتَّكا ُمل‬ ‫ُ‬
‫جذبت حركةُ التكا ُمل التً ظهرت فً أوروبا منذ نهاٌة الحرب العالمٌة الثانٌة اهتمام‬
‫ُ‬
‫انبثاق‬ ‫سٌاسة‪ ،‬وكان نتٌجة ذلن‬ ‫سٌاسة وااللتصاد واالجتماع والمانُون‪ ،‬وكذلن رجال ال ِ ّ‬ ‫علماء ال ِ ّ‬ ‫ُ‬
‫(‪)63‬‬
‫ُحل َل ُك َّل مرحل ٍة من مراحل التَّجربة األوروبٌَّة ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أن ٌشرح وٌ ِ‬ ‫فكر (متعدد األبعاد) حاول ْ‬ ‫ٍ‬
‫ً ِ حاولت‬ ‫صعٌد العالم ّ‬ ‫أن ما أخفمت فً تحمٌمه "النَّظرٌَّة الوظٌفٌَّة" على ال َّ‬ ‫وٌ ُْم ِك ُن المو ُل َّ‬
‫أفكار النَّظرٌَّة‬ ‫َ‬ ‫ُّون ال ُج ُد ُد‬ ‫ًِ‪ ،‬إذ استلهم الوظٌفٌ ُ‬ ‫صعٌد اإلللٌم ّ‬ ‫"الوظٌفٌَّةُ الجدٌدةُ" إنجازهُ على ال َّ‬
‫ًِ‪،‬‬‫ي لعملٌَّة التَّكا ُمل األوروب ّ‬ ‫ً ِ لكً تُش ِ ّك َل اإلطار النَّظر َّ‬ ‫صعٌد اإلللٌم ّ‬ ‫وطو ُروها على ال َّ‬ ‫َّ‬ ‫الوظٌفٌَّة‪،‬‬
‫أوروبٌَّةٍ"(‪ .)64‬فالتَّجربةُ‬ ‫ع ٍة ُ‬ ‫ت وظٌفٌَّ ٍة ُمعٌَّن ٍة نحو " َج َما َ‬ ‫َّ‬
‫تطور من خالل أنشط ٍة و ُمنظما ٍ‬ ‫َّ‬ ‫الذي‬
‫ب ُم َد ِ ّم َرةٍ فً‬ ‫األوروبٌَّة تُم ِث ُل ن ُموذجا ً ُمتم ٌِّزا ً فً نجاحها بٌن دو ٍل شهدت فٌما بٌنها ثالث ُح ُرو ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الز َم ِن‪ .‬كما أن زٌادة االعتماد ال ُمتبادل بٌن الدول‪ ،‬أصبحت تدف ُع مناطك ُمختلفة‬ ‫أل َّل من لَ ْر ٍن ِمنَ َّ‬
‫ً ِ فً ظ ِّل تعاظم العولمة االلتصادٌَّة‪ .‬وش َّكلت‬ ‫ُ‬ ‫ي ِ واالجتماع ّ‬ ‫تعاونها االلتصاد ّ‬ ‫من العالم إلى تنظٌم ُ‬
‫هذه النَّظرٌَّاتُ التَّكا ُملٌَّةُ مرجعا ً ٌعتم ُد علٌه من أجل تطوٌر مٌادٌن دولٌَّ ٍة وإللٌمٌَّ ٍة عدٌدةٍ ‪.‬‬
‫(‪)65‬‬

‫اضحٍ فً تفسٌر تجربة‬ ‫ش ْك ٍل َو ِ‬ ‫ت ِب َ‬ ‫أن النَّظرٌَّة "الوظٌفٌَّة الجدٌدة" ا ْست ُ ْخ ِد َم ْ‬ ‫ولذلن تُإ ِ ّك ُد األدبٌَّاتُ َّ‬
‫سوا‬ ‫أن الباحثٌنَ الذٌن در ُ‬ ‫ظ َّ‬ ‫ً ِ ‪ .‬وٌُالَ َح ُ‬ ‫)‬ ‫‪66‬‬ ‫(‬
‫تطـو ِر االتِ ّحاد األوروب ّ‬ ‫ُّ‬ ‫األوروبٌَّة"‪ ،‬ودراسة‬ ‫ُ‬ ‫"التَّكا ُمل‬
‫جارب التكا ُملٌَّة اإلللٌمٌَّة الجدٌدة (فً بعض مناطك العالم) ر َّك ُزوا على ثالث لضاٌا رئٌسٌَّة‪:‬‬ ‫َ‬ ‫الت َّ‬
‫سا َه َم ِة‬ ‫ت اإلللٌمٌَّ ِة‪ ،‬ثانٌها‪ :‬إمكانٌَّةُ ُم َ‬ ‫ِـرةِ التَّكتُّال ِ‬ ‫ظا ه َ‬ ‫علَى ت َ ْش ِجٌعِ َ‬ ‫سا ِعـ ُد َ‬ ‫َاص ُر التً لد ت ُ َ‬ ‫َّأولُها‪ :‬العَن ِ‬
‫ضوا لبعض المشاكل والعرالٌل التً لد‬ ‫تعر ُ‬‫ًِ‪ ،‬وأخٌراً‪َّ :‬‬ ‫سالَ ِم ال َعالَ ِم ّ‬ ‫ت فً تعزٌز ال َّ‬ ‫َه ِذ ِه التَّكتُّال ِ‬
‫(‪)67‬‬
‫ت اإلللٌمٌَّ ِة ‪.‬‬ ‫تعترض تحمٌك مثل هذه التَّكتُّال ِ‬ ‫ُ‬
‫تطوٌر تطبٌك مف ُهوم الوظٌفٌَّة‬ ‫ُ‬ ‫وٌرى مارتن غرٌفٌثس وتٌري أوكاالهان أنَّهُ لد جرى‬
‫ب فً ذلن‬ ‫سبَ ُ‬ ‫مكان آخر؛ وٌرج ُع ال َّ‬ ‫ٍ‬ ‫سعٍ فً أوروبا الغربٌَّة أكثر ِم ْنهُ فً أ ّ‬
‫يِ‬ ‫ي ِ بشك ٍل ُمو َّ‬ ‫النَّظر ّ‬
‫أن هذا ال ُجزء من العالم لد سار شوطا أطول على طرٌك االندماج فً األربعٌنٌَّات‬ ‫ً‬ ‫ُجزئٌّا ً إلى َّ‬
‫والخمسٌنٌَّات من المرن العشرٌن‪ ،‬وكانت "الوظٌفٌَّةُ" هً الح ُّل ال ُممتر ُح ل ُمشكلة جعل البُلدان‬
‫وز ُحدُودها‬ ‫تمترب الواحدة من األخرى حتى تتم َّكنَ من التعاطً مع ال ُمشكالت التً تتجا ُ‬ ‫ُ‬
‫ً ِ مثاال واضحا لتطبٌك مبادئ الوظٌفٌَّة‪ ،‬فمد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫اإلللٌمٌَّة ‪ .‬ولذلن تُعتبَ ُر تجربة التَّكا ُمل األوروب ّ‬
‫(‪)68‬‬

‫ساعِ والتَّعمٌم‬ ‫ً ِ على لطاع الفحم والصلب عام ‪ 1951‬إلى االتِ ّ َ‬ ‫أدَّى بداٌة تطبٌك التَّكا ُمل األوروب ّ‬

‫(‪)62‬‬
‫للمزٌد أنظر‪ :‬دمحم سلمان طاٌع‪" ،‬التعاون اإلللٌمً بٌن دول حوض النٌل‪ :‬رإٌة تحلٌلٌة فً ضوء المدرسة الوظٌفٌة الجدٌدة"‪ ،‬فً‪:‬‬
‫دمحم عاشور وأحمد علً سالم (تحرٌر) (‪ ،)2005‬التكامل اإلللٌمً فً أفرٌمٌا‪ :‬رؤى وآفاق‪ ،‬مكتبة مشروع دعم التنكامل األفرٌمً‪،‬‬
‫الماهرة‪ ،‬ص ص ‪ .374-364‬وعبد الناصر جندلً (‪ ،)2011‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ص ‪.287-260‬‬
‫(‪)63‬‬
‫عامر مصباح (‪ ،)2008‬نظرٌات تحلٌل التكامل الدولً‪ ،‬دٌوان المطبوعات الجامعٌة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫(‪)64‬‬
‫خلٌل إسماعٌل الحدٌثً(‪ ،)2001‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪ .20‬وأنظر‪ :‬مجموعة باحثٌن (‪ ،)2008‬التمرٌر االستراتٌجً‬
‫العـربً‪ ،8002-8002‬مركز الدراسات السٌاسٌة واالستراتٌجٌة باألهـرام‪ ،‬الماهـرة‪.‬‬
‫(‪)65‬‬
‫علً الحاج (‪ ،)2005‬سٌاسات دول االتحاد األوروبً فً المنطمة العربٌة‪ ،‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ص ‪.60-59‬‬
‫(‪)66‬‬
‫دمحم مصطفى كمال (‪ ،)2001‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫(‪)67‬‬
‫علً الحاج (‪ ،)2005‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫(‪)68‬‬
‫مارتن غرٌفثس وتٌري أوكاالهان(‪ ،)2008‬المفاهٌم األساسٌة فً العاللات الدولٌة‪ ،‬مركز الخلٌج لألبحاث‪ ،‬دبً‪،‬ص ‪.458‬‬
‫‪18‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫أوروبٌَّ ٍة ُمشتركةٍ" فً عام ‪ 1957‬تسم ُح ب ُح ِ ّرٌَّة انتمال ُرإوس األموال والعمالة‬


‫ق ُ‬ ‫سو ٍ‬ ‫بمٌام " ُ‬
‫(‪)69‬‬
‫عبر ال ُحدُو ِد دُونَ حواجز أو لٌُـو ٍد ‪.‬‬
‫عـل الذي‬ ‫ففً أواخر الخمسٌنٌات حٌنما سٌطرت المشاغ ُل االلتصادٌَّة الناتجة عن التفا ُ‬
‫حدث فً مجال الفحم والصلب وكنتٌجة أٌضا ً لالحتٌاجات االلتصادٌَّة الواضحة من أجل ردع‬
‫الصدأ الذي واجهتهُ الدُّو ُل األوروبٌَّةُ الغربٌَّةُ بعد الحرب العالمٌَّة الثانٌة‪ ،‬وما أسفرت من نتائج‬
‫عجز الدَّولة األوروبٌَّة المومٌَّة الواحدة عن توفٌر أمنها‪ ،‬واإلبماء على بنائها االلتصادي‬ ‫ُ‬ ‫تبٌَّن‬
‫ًِ‪ .‬كما بدأ‬ ‫سٌاس ّ‬‫س ُم ّ ِو االلتصاد على التع ُّهد ال ِ ّ‬ ‫ً إلى تعمٌك فرضٌَّة ُ‬ ‫الفكر الوظٌف ُّ‬
‫ُ‬ ‫الصناعً‪ ،‬فات َّ َجهَ‬
‫بؤن ال ُخطوات االلتصادٌَّة ال ُمتتابعة وربط ال ُمجتمعات ال ُمختلفة بروابط والتزامات‬ ‫االعتما ُد َّ‬
‫سٌاسٌَّة‪ .‬لمد ظهر فً تلن المرحلة أن‬ ‫التمارب نحو الوحدة ال ِ ّ‬ ‫ُ‬ ‫التصادٌَّة سٌمُو ُد إلى مزٌ ٍد من‬
‫ًٍ‪ ،‬كما بدأ تع ُّه ُد‬ ‫ت األوروبٌَّةُ على نح ٍو جماع ّ‬ ‫س ُّ‬‫وق إلٌه الدُّو ُل ال ِ ّ‬ ‫أمر تت ُ ُ‬
‫المزاٌا االلتصادٌَّة هً ٌ‬
‫تلن الدول نَحْ َو التَّكا ُم ِل فً لطاع الفحم والصلب كً ٌتض َّمن نوعا ً من الحركة الحتمٌَّة الغٌر‬
‫أن ما حدث لم ٌ ُكن كذلن حسدا ً وغٌرة ً من الوالٌات‬ ‫البعض َّ‬
‫ُ‬ ‫ُمعلنة نحو وحدةٍ سٌاسٌَّةٍ‪ .‬لمد رأى‬
‫المتحدة األمرٌكٌَّة‪ ،‬وال انعكاسا ً لشعارات شارلمان عن الحضارة الغربٌَّة‪ ،‬بل على العكس‪ ،‬كان‬
‫ي ِ بالدَّرجة األولى(‪ ،)70‬فالتَّكا ُم ُل فً الجوانب االلتصادٌَّة ٌ ُج ُّر خ َْلفَهُ‬ ‫ذلن تفضٌالً للعامل االلتصاد ّ‬
‫سلطة‬ ‫ألن َم َجا َل التَّكا ُم َل شَؤْنُهُ شَؤ ْ ُن َم َجا ِل ال ُّ‬‫سلطة؛ َّ‬ ‫أن كلٌهما ٌُش ِ ّك ُل نظاما ً لل ُّ‬ ‫تكا ُمالً سٌاسٌّاً‪ ،‬إ ْذ َّ‬
‫ب المنطمة ال ُجغرافٌَّة التً تت ُّم هذه العملٌَّة فٌها‪ .‬فالوظٌفٌَّةُ الجدٌدة ُ تمُو ُم على‬ ‫شعُو ِ‬ ‫من ُ‬ ‫ٌتكو ُن ْ‬
‫َّ‬
‫سٌاساتُ‬ ‫األمر سٌ ُج ُّر خلفه ال ِ ّ‬ ‫ُ‬ ‫أساس منح االعتبار األول للمصالح ال ُمشتركة وتبادُل المنافع‪ ،‬وهذا‬
‫ال ُمشتركة وال ُمو َّحدة ُ(‪.)71‬‬
‫األوروبٌَّة(‪:)72‬‬
‫ُ‬ ‫الخصائص الذاتٌَّة للعملٌَّة التكا ُملٌَّة‬
‫ُ‬ ‫*‬
‫ص رئٌسٌَّة مٌَّزتها عن بمٌَّة التجارب‬ ‫صائِ َ‬ ‫ًِ‪ ،‬ثالث َخ َ‬ ‫ت ََوافَ َر ِلتَجْ ِربَ ِة التَّكا ُم ِل األوروب ّ‬
‫الخصائص‬
‫ُ‬ ‫صنع الجانب األكبر من أسباب نجاح تلن التَّجربة‪ ،‬وهذه‬ ‫ال ُمماثلة‪ ،‬وساهمت فً ُ‬
‫هً‪ُ :‬مالءمةُ المنهج ال ُمستخدم‪ ،‬والمدرة ُ على ابتكار ُحلو ٍل غٌر تملٌدٌَّ ٍة لل ُمعضالت التنظٌمٌَّة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بر َّمتِ َها‪ ،‬ووفَّـر لها الحماٌة والمُدرة على‬ ‫ً ٍ أحاط بالتَّجربة التَّكا ُملٌَّ ِة ُ‬ ‫وتوافُر سٌاجٍ دٌ ُممراط ّ‬
‫االستمرار‪.‬‬
‫ُمالءمةُ المنهج ال ُمستخدم‪ :‬ما كان ٌمكن للتجربة األوروبٌة فً التكامل أن تنطلك ما لم‬ ‫‪-1‬‬
‫عمدة ُ "األمن"‬ ‫تعثر على منهج لادر على التغلب على معولات كثٌرة كان فً ُمم ّدِمتها ُ‬
‫األلدار فً تلن‬‫ُ‬ ‫ال ُمستعصٌة فً العاللات األلمانٌَّة الفرنسٌَّة‪ .‬ول ُحسن ِ ّ‬
‫حظ أوروبا فمد هٌَّؤت لها‬
‫ت فذَّ ٍة من أمثال الفرنسً جان مونٌه(*)‪ ،‬الذي ساعدت عبمرٌَّتُهُ وخبرتُهُ العمٌمة‬ ‫المرحلة شخصٌَّا ٍ‬
‫مشروعٍ ٌنطوي على آلٌَّ ٍة لادر ٍة على تزوٌد العملٌة التكا ُملٌَّة فً‬ ‫ُ‬ ‫شإُون األوروبٌَّة على بلورة‬ ‫بال ُّ‬
‫اختٌار جان مونٌه لمطاع الفحم والصلب كنُمطة‬ ‫ُ‬ ‫أوروبا بانطالل ٍة ذات لُ َّو ِة دفعٍ عالٌةٍ‪ .‬فلم ٌ ُكن‬
‫(‪)69‬‬
‫زاٌد عبٌد هللا مصباح (‪ ،)2002‬السٌاسة الدولٌة بٌن النظرٌة والممارسة‪ ،‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ص ‪.253-252‬‬
‫(‪)70‬‬
‫عمر إبراهٌم العفاس(‪ ،)2000‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.319‬‬
‫(‪)71‬‬
‫خلٌل إسماعٌل الحدٌثً (‪ ،)2001‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫(‪)72‬‬
‫للمزٌد أنظر‪ :‬حسن نافعة (‪ ،)2004‬االتحاد األوروبً والدروس المستفادة عربٌا‪ ،‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ص ‪.585-581‬‬
‫(*)‬
‫جان مونٌه (‪ :)0424-0222‬التصادي وإداري فرنسً‪ ،‬وأحد أكبر دعاة الوحدة األوروبٌة‪ ،‬ولد فً مدٌنة كونٌان عام ‪،1888‬‬
‫عمل فً الزراعة‪ ،‬ولم ٌدخل أي جامعة‪ ،‬فجمٌع الشهادات التً حملها كانت فخرٌة‪ .‬أدرن ضرورة الوحدة األوروبٌة منذ الحرب‬
‫العالمٌة األولى‪ ،‬وفً إبان الحرب العالمٌة الثانٌة فً عام ‪ 1940‬الترح على تشرشل إلامة اتحاد فرنسً‪-‬برٌطانً‪ .‬وعندما كان‬
‫مفوضا فً وزارة التخطٌط(‪ ) 1950‬أشار على وزٌر خارجٌة فرنسا آنذان روبٌر شومان بفكرة إنشاء مجموعة الفحم والفوالذ‬
‫األوروبٌة‪ ،‬التً كانت بمثابة حجر الزاوٌة فً صرح السوق األوروبٌة المشتركة‪ .‬ولد عٌن أول رئٌس للسلطة العلٌا لهذه المجموعة‬
‫بعد تؤسٌسها‪ .‬توفً مونٌه فً بلدة مونغور‪-‬الموري عام ‪1979‬م‪ .‬للمزٌد أنظر‪ :‬عبد الوهاب الكٌالً (رئٌس‬
‫التحرٌر)وآخرٌن(‪ ،)1995‬موسوعة السٌاسة‪ :‬الجـزء السادس‪ ،‬ط‪ ،3‬المإسسة العربٌة للدراسات والنشر‪ ،‬بٌروت‪ ،‬ص ص ‪-494‬‬
‫‪.495‬‬
‫‪19‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫ً ِ اختٌارا ً اعتباطٌّاً‪ ،‬بل عبمرٌّاً‪ ،‬لسببٌن‪ ،‬األول‪:‬‬ ‫انطالق لعملٌَّة التكا ُمل واالندماج األوروب ّ‬
‫سٌاسً‪ -‬أمنً‪ ،‬والثانً‪ :‬التصادي‪-‬فنً‪ .‬فعلى الصعٌد السٌاسً‪ ،‬ساعد هذا االختٌار‪ ،‬من ناحٌة‪،‬‬
‫عمدة الخوف ال ُمستعصٌة لدى فرنسا تجاه ألمانٌا‪ ،‬وذلن بوضع المطاع الذي‬ ‫على التغلب على ُ‬
‫ٌُش ِ ّك ُل أساس الصناعة العسكرٌة تحت سلطة أوروبٌة ُمشتركة‪ .‬وعلى الصعٌد االلتصادي الفنً‪:‬‬
‫ع الفحم والصلب ٌُم ِث ّ ُل فً ذلن الولت‪ ،‬عصب الصناعة األوروبٌة‪ ،‬وكان من شؤن‬ ‫كان لطا ُ‬
‫َّ‬
‫سلط ٍة ُمشترك ٍة تزوٌد تجربة التكا ُمل األوروبٌَّة‬ ‫ي ٍ ُمه ٍ ّم على هذا النَّحْ ِو تَحْتَ ُ‬ ‫وضع لطاعٍ التصاد ّ‬
‫ح‬‫ُمكن أن تنض َّم إلٌها فٌما بعدُ‪ .‬فنجا ُ‬ ‫جر عربات التكا ُمل األخرى التً ٌ ُ‬ ‫بماطرةٍ لوٌَّ ٍة لادرةٍ على ِ ّ‬
‫ي ِ بٌن‬ ‫تجربة التكا ُمل األوروبً فً مجال الفحم والصلب البد أن ٌمود‪ ،‬ب ُحكم االرتباط العُضو ّ‬
‫هذا المطاع ولطاعات أخرى لوٌَّة و ُمإثرة فً االلتصادات األوروبٌَّة‪ ،‬إلى توسٌع نطاق التجربة‬
‫التكا ُملٌَّة وم ّدِها إلى بمٌَّة هذه المطاعـات‪ ،‬و ُهـو ما حدث بال ِف ْعـ ِل‪.‬‬
‫أن اختٌار لطاع الفحم والصلب‪ ،‬الذي ش َّكل الماعدة النطالق التَّكا ُمل‪ ،‬ال تك ُم ُن‬ ‫والوال ُع َّ‬
‫علَى البُعد‬ ‫االختٌار‪ ،‬بمدر ما ت َ ْك ُم ُن فً لُد َْرتِ ِه على التَّغلُّب َ‬ ‫ُ‬ ‫سهُ هذا‬ ‫ً ِ الذي عك َ‬ ‫الو ِظٌ ِف ّ‬ ‫فً النَّهجِ َ‬
‫َاء عالل ٍة فرنسٌَّ ٍة ‪ -‬ألمانٌَّ ٍة جدٌدةٍ فاعل ٍة استحال‬ ‫ً ِ فً ُمعضلة األمن األوروبٌَّة بالت َّ ْم ِهٌ ِد ِلبِن ِ‬ ‫النَّفس ّ‬
‫(‪)73‬‬
‫حٌث أنه بعد انهٌار االتحاد السوفٌتً وجدت أوروبا نفسها فً‬ ‫ُ‬ ‫إطالق التكا ُمل ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فً غٌابها‬
‫تفرض االهتمام بمضاٌا السٌاسة الخارجٌة واألمن‪ .‬وبعد تولٌع اتفالٌَّة‬ ‫ُ‬ ‫بٌئ ٍة أمنٌَّ ٍة ُمغاٌرةٍ‪،‬‬
‫"ماسترٌخت" فً ‪ 1992‬ت َّم إنشا ُء "االتحاد األوروبً" الذي لام على ثالث ركائز‪ :‬الجماعة‬
‫سٌاسة الخارجٌَّة واألمنٌَّة ال ُمشتركة(‪.)74‬‬ ‫شإُون الدَّاخلٌَّة والعدالة‪ ،‬وال ِ ّ‬ ‫األوروبٌَّة‪ ،‬ال ُّ‬
‫ص َّحةَ ممُولة النَّظرٌَّة "الوظٌفٌَّة التملٌدٌَّة"‬ ‫فتارٌ ُخ العملٌَّة التَّكا ُملٌَّة فً أوروبا ال ٌُثْ ِبتُ ِ‬
‫ً ٍ ٌُ ْغ ِـري بتوسٌع نطاق العملٌَّة التَّكا ُملٌَّة‪ ،‬وم ِ ّدهَا إلى‬ ‫بؤن نَ َجا َح الت َّ َكا ُم ِل فً لطاعٍ فنِّ ّ‬ ‫المائلة َّ‬
‫ص َّحةَ ممُوالت "الوظٌفٌَّة الجدٌدة" التً ال ت ُ ْن ِك ُر ثمل وزن‬ ‫اخلَ ِة َم َعهُ‪ ،‬بِمَد ِْر َما ٌُثْ ِبتُ ِ‬ ‫المطاعات ال ُمت َ َد ِ‬
‫ص ِل ال َك ِ‬
‫ام ِل بٌَْنَ‬ ‫صعُوبةَ الفَ ْ‬ ‫سٌاسٌَّة فً إنجاح العملٌَّة التَّكا ُملٌَّة‪ ،‬وبالتالً ُ‬ ‫االعتبارات والعوامل ال ِ ّ‬
‫أن تجربة التَّكا ُمل‬ ‫علَى َذلِنَ ‪َّ ،‬‬ ‫سٌاسٌَّ ِة واألمنٌَّ ِة‪ُ ٌَ .‬د ُّل َ‬ ‫احً ال ِ ّ‬ ‫احً االلتصادٌَّة الفنٌَِّّ ِة والنَّ َو ِ‬ ‫النَّ َو ِ‬
‫ت تكا ُملٌَّ ٍة فً‬ ‫سسا ٍ‬ ‫ت فاشل ٍة إلنشاء ُمإ َّ‬ ‫تعرجةً كثٌرةً‪ ،‬ولامت ب ُمحاوال ٍ‬ ‫ً ِ سلكت د ُُروبا ً ُم ِ ّ‬ ‫األوروب ّ‬
‫سٌاسةُ‪ .‬ومع‬ ‫أن تعُود إلى االلتصاد إلصالح ما أفسدتهُ ال ِ ّ‬ ‫س ِة وال ِ ّدفَاعِ واألمن لبل ْ‬ ‫سٌا َ‬ ‫مجاالت ال ِ ّ‬
‫استمرار األوضاع األمنٌَّة فً أوروبا لما توفَّـرت البٌئةُ الدَّولٌَّةُ أو اإلللٌمٌَّةُ‬ ‫ُ‬ ‫ذلن‪ ،‬فلوال‬
‫ُ(‪)75‬‬
‫ال ُمنَا ِس َبة ‪ .‬لم ٌمتصر تطوٌر النظام األوروبً على توسٌع نطاق العُضوٌَّة بل تعدَّاهُ لٌشمل‬
‫تطو ٍر ثالثةٍ‪ ،‬مرحلة الجماعات األوروبٌَّة التً‬ ‫ُّ‬ ‫مر بمراحل‬ ‫طبٌعة هذا ال ِنّظام‪ ،‬الذي َّ‬
‫ق جدٌدةٍ بمٌام‬ ‫حٌث بدأت هذه التجربة فً عملٌَّة انطال ٍ‬ ‫ُ‬ ‫وق ال ُمشتركةُ‪،‬‬ ‫س ُ‬ ‫استعرضناها‪ ،‬تلتها ال ُّ‬
‫(‪)76‬‬
‫اح ِل ِه ال ُمت َ َعالِ َب ِة ‪ ،‬وذلن‬ ‫ً" ِب َح َذا ِف ِ‬
‫ٌر ِه و ِب َم َر ِ‬ ‫ط ِبّ ُك "ال َم ْن َه َج َ‬
‫الو ِظٌ ِف َّ‬ ‫سوق ال ُمشتركة‪ ،‬أصبحت فٌها ت ُ َ‬ ‫ال ُّ‬
‫سٌاسٌَّة بمراحلها ال ُمتعالبة‪ .‬وٌمثل هذا التطور نحو السوق‬ ‫ش ُروعِ فً بناء الوحدة ال ِ ّ‬ ‫لبل ال ُّ‬
‫(‪)77‬‬
‫الموحدة المرحلة الثالثة من مراحل تطور النظام األوروبً ‪.‬‬

‫(‪)73‬‬
‫حسـن نافعـة (‪ ،)2004‬مـرجـع سبـك ذكـره‪ ،‬ص ص ‪.581-580‬‬
‫(‪)74‬‬
‫لخمٌسً شٌبً(‪ ،)2010‬األمن الدولً والعاللة بٌن منظمة حلف شمال األطلسً والدول العربٌة بعـد الحرب الباردة‪ ،‬المكتبة‬
‫المصرٌة‪ ،‬الماهرة‪ ،‬ص ‪ .143‬وللمزٌد حول األمن األوروبً أنظر‪ :‬نادٌة مصطفى(‪" ،)2007‬البعد الثمافً للشراكة األوروبٌة‬
‫المتوسطٌة‪ :‬الدوافع األهداف المسار رإٌة نمدٌة"‪ ،‬فً‪ :‬نادٌة محمود مصطفى(تنسٌك علمً وإشراف)‪ ،‬وعلٌاء وجدي(مراجعة‬
‫وتحرٌر)‪ ،‬أوروبا وحوار الثمافات األورومتوسطٌة‪ :‬نحو رؤٌة عربٌة للتفعٌل ‪ ،‬برنامج حوار الحضارات‪ ،‬جامعة الماهـرة‪ ،‬الماهرة‪،‬‬
‫ص ص ‪ .48-47‬وكذلن‪ :‬مصطفى عبد هللا خشٌم‪" ،‬المفهوم األوروبً لألمن واالستمرار فً حوض البحر األبٌض المتوسط"‪ ،‬مجلة‪:‬‬
‫دراسات‪ ،‬طرابلس‪ ،‬العدد‪ ،2005 ،22 :‬ص ص ‪.47-22‬‬
‫(‪)75‬‬
‫حسن نافعـة (‪ ،)2004‬مرجع سـبـك ذكره‪ ،‬ص ص ‪.582-581‬‬
‫(‪)76‬‬
‫حول مراحل التكامل االلتصادي وتطوره فً سٌاق التجربة األوروبٌة أنظر‪ :‬عطٌة المهدي الفٌتوري (‪ ،)2013‬االلتصاد‬
‫الدولً‪ ،‬ط‪ ،3‬بنغـازي‪ :‬منشـورات مركز بحـوث العلوم االلتصادٌة‪ ،‬ص ص ‪.197-191‬‬
‫(‪)77‬‬
‫أسامة المجدوب (‪ ،)2001‬العـولمة واإلللٌمٌة‪ ،‬ط‪ ،2‬الدار المصرٌة اللبنانٌة‪ ،‬الماهرة‪ ،‬ص ص ‪.61-60‬‬
‫‪20‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫ً ِ إلى ُو ُجو ِد صٌغٍ‬ ‫ُشٌر التَّنظٌم الدَّول ّ‬ ‫ق غٌر تملٌدٌَّ ٍة‪ُ ٌ :‬‬ ‫ط ُر ٍ‬ ‫‪ -2‬ح ُّل ال ُمعضالت التنظٌمٌَّة التملٌدٌَّة ب ُ‬
‫ُمكن أن ٌبدأ بصٌغ ٍة‬ ‫فالتعاو ُن عند ُحدُوده الدُّنٌا‪ُ ٌ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫عاون بٌن الدُّول ال ُمستملة‪،‬‬ ‫تنوع ٍة لتحمٌك الت َّ ُ‬ ‫ُم ّ ِ‬
‫ُ‬
‫ت ُمستملةٍ‪ ،‬إلزالة ما لد ٌحدُث بٌنها من‬ ‫َّ‬ ‫ك بٌن سٌاسا ٍ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫شاو ِر والتن ِسٌ ِ‬ ‫َّ‬
‫شك َل آلٌَّ ٍة للت ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫سسٌَّ ٍة لد تؤ ُخذ َ‬ ‫ُمإ َّ‬
‫ُ‬
‫سسٌَّ ٍة جدٌدةٍ لد تؤ ُخذ شكل‬ ‫ام ِل فً صٌغ ٍة ُمإ َّ‬ ‫ص َل إلى ح ِ ّد االندماج ال َك ِ‬ ‫أن ٌَ ِ‬ ‫ٌتدر ُج إلى ْ‬ ‫ض‪ ،‬ث َّم َّ‬ ‫تعار ٍ‬‫ُ‬
‫ً من ال ُمنظمات التً تطم ُح إلى تحمٌك‬ ‫ُعتبر االتحا ُد األوروب ُّ‬ ‫ًِ‪ .‬وٌ ُ‬ ‫ً ِ أو الكونفدرال ّ‬ ‫االتحاد الفدرال ّ‬
‫سسٌَّ ٍة شدٌدة‬ ‫ً ِ بٌن الدول األعضاء بطرٌم ٍة مرحلٌَّةٍ‪ ،‬وٌتمت ُع ببُنٌ ٍة ُمإ َّ‬ ‫سٌاس ّ‬ ‫ي ِ وال ِ ّ‬ ‫التكا ُمل االلتصاد ّ‬
‫ً للتغلب على‬ ‫ُّ‬ ‫من) التمنٌات التً ابتكرها التنظٌ ُم الدَّول ُّ‬ ‫أن تستفٌد‬ ‫صوصٌَّة‪ ،‬استطاعت ْ‬ ‫التعمٌد وال ُخ ُ‬
‫(‪78‬‬
‫ال ُمعضالت التملٌدٌَّة لتنظٌم العاللة بٌن الدول ‪.‬‬
‫األوروبٌَّ ِة‪َ ،‬وت َ ُحو ُل‬ ‫ُ‬ ‫ار التَّجربة‬ ‫استمر َ‬‫َ‬ ‫ض َم ُن‬‫أمن ت َ ْ‬ ‫ت ٍ‬ ‫ً‪ٌ :‬تمث ُل فً ُو ُجو ِد ص َّما َما ِ‬ ‫ج ال ّدٌِ ُممراط ُّ‬ ‫س ٌَا ُ‬ ‫‪ -3‬ال ِ ّ‬
‫األوروبٌَّة هً دو ٌل دٌ ُممراطٌَّةٌ تعتم ُد‬ ‫ُ‬ ‫ط ِة ِفً التَّجربة‬ ‫دُونَ التفا ِف َها َح ْو َل نَ ْف ِس َها‪ .‬فَ َكافَّةُ الدُّو ِل ال ُمنخ َِر َ‬
‫األوروبٌَّةُ التً كانت‬ ‫ُ‬ ‫سٌاسٌَّة أساسا ً ومنهجا ً لل ُح ْك ِم وتنظٌم ال ُمجتمعات‪ .‬ولم تتم َّكن الدُّو ُل‬ ‫اللٌبرالٌَّة ال ِ ّ‬
‫ب اجتماعٌَّ ٍة وتارٌخٌَّةٍ‪ ،‬مثل الٌونان وإسبانٌا والبرتغال‪ ،‬من‬ ‫مسٌرتُها ال ّدٌِ ُممراطٌَّةُ لد تعثرت‪ ،‬ألسبا ٍ‬
‫االنضمام إلى لافلة الوحدة األوروبٌة إال بعد استمرار األوضاع وتثبٌت دعائم الدٌُّ ُممراطٌَّة فٌها‪.‬‬
‫وتلعب الدٌممراطٌة فً تجربة التكا ُمل واالندماج األوروبً دورا ً ُمزدوجا ً بالغ األه ِ ّمٌَّ ِة‪ ،‬وتُعَ ُّد شرطا ً‬ ‫ُ‬
‫ً‬
‫صوصا إذا كانت تت ُّم وفما للمنهج‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ال تستمٌ ُم التجربة التكا ُملٌَّة ِمن دُونِ ِه‪ .‬فعملٌَّة التكا ُمل واالندماج‪ ،‬خ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫فإن ال ّدٌِ ُممراطٌَّة ت ُ ْعتَبَ ُر أداة ً ُم ِه َّمةً ج ّدا ً‬ ‫األول‪ .‬وأخٌراً‪َّ ،‬‬ ‫س ِسٌَّةٌ فً الممام َّ‬ ‫ًِ‪ ،‬هً عملٌَّةُ ُمإ َّ‬ ‫الوظٌف ّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫سا ِع ُد على إٌجاد ُحلو ٍل فنٌَِّ ٍة ِللعَدٌِ ِد ِمنَ العمبات‬ ‫ُ‬
‫ٌرةِ التكا ُم ِلٌَّ ِة‪ .‬فهً ت َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫سرعة َح َرك ِة ال َم ِس َ‬‫َ‬ ‫لضبط إٌماع و ُ‬
‫(‪)79‬‬
‫سٌاسٌَّ ِة التً تواجه التكامل ‪.‬‬ ‫ال ِ ّ‬
‫ٌتعلك باالنطالق‬ ‫ُ‬ ‫األو ُل‪:‬‬‫ولد أخذت استراتٌجٌَّةُ بناء الوحدة األوروبٌَّة َم ْل َم َحٌ ِْن رئٌسٌٌن‪َّ :‬‬
‫صغرى وال ُجزئٌَّة إلى المضاٌا ال ُكبرى واالستراتٌجٌَّة‪ .‬الثانً‪ :‬تمثل فً استراتٌجٌَّة‬ ‫من المضاٌا ال ُّ‬
‫الد َّْمجِ‪ ،‬والتً مٌَّزت تجربة االتحاد األوروبً ونجاحه فً امتالكه المُدرة على جذب دو ٍل داخل‬
‫ٌجب التَّسلٌ ُم ِب ِه من البداٌة‪ ،‬وفرضه على جمٌع‬ ‫ُ‬ ‫إطار الوحدة‪ ،‬دُونَ اعتبار لضٌَّة الوحدة ُمعطى‬
‫ع ْل ٌَا" ٌ ُْم ِك ُن‬ ‫علَى أنَّهُ "لِ ٌَمةٌ ُ‬ ‫ـر ِإلَ ٌْ ِه َ‬ ‫ظ ُّل ٌُ ْن َ‬
‫ظ ُ‬ ‫شحة لعُضوٌَّ ِة اال ِت ّ َحادِ‪َ ،‬ب ْل ٌَ َ‬ ‫الدُّول الدَّاخلة أو ال ُمر َّ‬
‫(‪)80‬‬
‫صو ُل إلٌها بإرادتها ‪.‬‬ ‫الو ُ‬ ‫للدُّو ِل األعـضـاء ُ‬
‫ً‬ ‫األو ِل َّ‬
‫ف َّ‬ ‫أن‪" :‬ال َم ْولِ َ‬ ‫ٌر فٌونا بتلر إلى َّ‬ ‫وفً دراسته ال ُمه َّمة عن "اإلللٌمٌَّة والتَّكا ُم ِل" ٌُ ِش ُ‬
‫ً ِ ومسإُ لٌَّاتِ ِه اإلللٌمٌَّ ِة‬ ‫سساتٌَّ ِة ونطاله الوظٌف ّ‬ ‫طالَتِ ِه ال ُمإ َّ‬ ‫حٌث َ‬ ‫ُ‬ ‫ً ِ بعد ‪ْ 1989‬‬
‫من‬ ‫لال ِت ّ َحا ِد األوروب ّ‬
‫الرسمٌَّ ِة ُمنذُ خمسٌنٌَّات المرن‬ ‫الرسمٌَّة وغٌر َّ‬ ‫التدر َج ال ُمتزاٌ َد لعملٌَّات التكا ُمل َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ض ُح‬
‫ٌُو ِ ّ‬
‫إطار‬‫ٍ‬ ‫ً‬
‫ً ِ لعملٌَّة الت َّ َكا ُمل تدرٌجٌّا من‬ ‫ٌف بتلر‪ٌُ" :‬م ِكنُنَا ُرإٌة ا ِت ّساع ال ِنّطاق الوظٌف ّ‬ ‫ُض ُ‬ ‫العشرٌن"‪ .‬وٌ ِ‬
‫ت االجْ تِ َما ِعٌَّ ِة والبٌِئٌَِّ ِة والثمافٌَّة والخارجٌَّة‬ ‫سا ِ‬ ‫سٌَا َ‬‫ٌرة ً ِم ْن َرس ِْم ال ِ ّ‬ ‫ً‬
‫ي ٍ ِلٌَ ْش َم َل َد َر َجة َكبِ َ‬ ‫التصاد ّ‬

‫(‪)78‬‬
‫حسن نافعة(‪ ،)2004‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ص ‪ .583-581‬وأنظر كذلن‪ :‬آمال حجٌج (‪ ،)2012‬االتحاد األوروبً كموة‬
‫معٌارٌة فً المتوسط‪ :‬نمل المعاٌٌر فً مجال العدالة والشؤون الداخلٌة دراسة حالة المغرب‪ ،‬رسالة ماجستٌر غٌر منشورة‪ ،‬جامعـة‬
‫الحاج األخضر باتنة‪ ،‬كلٌة الحموق والعلوم السٌاسٌة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ص ‪.26-24‬‬
‫(‪)79‬‬
‫حسن نافعة(‪ ،)2004‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ص ‪ .585-584‬وأنظر كذلن‪ :‬جون بٌندر وساٌمون أشروود (‪ ،)2013‬االتحاد‬
‫األوروبً‪ :‬ممدمة لصٌرة جدا‪ ،‬ترجمة‪ :‬خالد غرٌب علً‪ ،‬مإسسة هنداوي للتعلٌم والثمافة‪ ،‬الماهرة‪ ،‬ص ص ‪.20-17‬‬
‫(‪)80‬‬
‫أنور دمحم فرج (‪" ،)2009‬السٌاسة الخارجٌة المشتركة لالتحاد األوروبً تجاه الشرق األوسط‪ :‬إعالن برشلونة ن ُموذجاً"‪ ،‬مجلة‪:‬‬
‫سٌِاسٌَّة‪ ،‬العدد‪ :‬التاسع والثالثون‪ ،‬بغداد‪ /‬العراق‪ ،‬ص ‪ .75‬وأنظر‪ :‬مجدان دمحم (‪،)2015‬‬ ‫دراسات دولٌة‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬كلٌة العلوم ال ّ‬
‫صراع العربً اإلسرائٌلً ن ُموذجاً"‪ ،‬مجلة‪ :‬ال ُمف ّكِر‪،‬‬
‫"تحدٌات لٌام سٌاسة خارجٌة أوروبٌة ُموحَّدة و ُمإثرة‪ :‬سٌاسة أوروبا تجاه ال ِ ّ‬
‫جـامعـة محمـد خٌضر‪ /‬بسكـرة‪ ،‬العـدد‪ :‬الحـادي عـشـر‪ ،‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص ص ‪.278-275‬‬
‫‪21‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫ً لد تعاظم‪ ،‬ولضاٌا التوسعةُ تُم ِث ّ ُل تح ِ ّدٌّا ً رئٌسٌّا ً ل ُمستمبل‬ ‫سٌا ِس ُّ‬ ‫صةُ فالت َّ َكا ُم ُل ال ِ ّ‬ ‫واألمنٌَّة‪ .‬وال ُخالَ َ‬
‫(‪)81‬‬
‫ًِ" ‪.‬‬ ‫اال ِت ّحاد األوروب ّ‬
‫وٌصف غرٌفثس وأوكاالهان "الوظٌفٌَّة الجدٌدة" بؤنَّ َها أداة ٌ مف ُهومٌَّةٌ ُم ْعت َ ِدلَةٌ ِل َوضْعِ آلٌَّ ِة‬ ‫ُ‬
‫اندماجٍ فً أوروبا الغربٌَّ ِة‪ .‬وتطبٌك "الوظٌفٌَّة الجدٌدة" أسهل على ُمستوى إللٌمً‪ ،‬مثل أوروبا‬
‫ٌخ َها ولِ ٌَ ِم َها الدٌ ُممراطٌَّة ال ُمشتركة فً ُحمبة ما بعد الحرب‬ ‫ض ْو ِء ت َِار ِ‬ ‫صوصا ً فً َ‬ ‫الغربٌَّة‪ُ ،‬خ ُ‬
‫سٌاسٌَّة أو تفادي‬ ‫ب فص ُل المسائل التكنُولوجٌَّة عن ال ِ ّ‬ ‫ص ْع ِ‬ ‫ون ِمنَ ال َّ‬ ‫العالمٌَّة الثانٌة‪ .‬كما أنَّهُ سٌ ُك ُ‬
‫سا ٍو ِفٌ َما َب ٌْنَ َها‪ .‬وبالنتٌجة‪،‬‬ ‫وزع ٍة بشك ٍل ُمت َ َ‬ ‫عاو ِن غٌر ُم َّ‬ ‫مكاسب الت َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫النزاعات بٌن الدُّول إذا كانت‬
‫إن‬‫ت رسمٌَّ ٍة بإمكانها أن تفرض االتفالٌَّات بٌن الدُّول وتدع ُمها أمرا ً حاسماً‪َّ .‬‬ ‫سا ٍ‬ ‫س َ‬ ‫صبِ ُح إلامةُ ُمإ َّ‬ ‫تُ ْ‬
‫إزا َء ُح ُكوماتها المومٌَّة إذا أُرٌ َد لها أن ت ُكونَ‬ ‫ب أن تتمتَّع ببعض االستماللٌَّة َّ‬ ‫سسات ٌَ ِج ُ‬ ‫هكذا ُمإ َّ‬
‫فَا ِعلَةً‪ .‬باإلضافة إلى ذلن‪ ،‬بَ َذ َل "الوظٌفٌُّونَ ال ُج ُد ُد" اهتماما ً أكبر بآلٌَّات االنسكاب والعوائك التً‬
‫سٌاسٌَّة‪ُ ،‬مش ّدِدٌنَ‬ ‫ً ِ بٌن النُّخب ال ِ ّ‬ ‫والتعاون ّ‬
‫ُ‬ ‫ًِ‬‫سوا مسائل مثل التعلم االجتماع ّ‬ ‫تمف أما َمهُ‪ .‬ولد در ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫ارةِ ُمتعَ ِ ّهدٌنَ‬ ‫على َم َه َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ٌط" ت ْعت َِم ُد َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫المعروفة باسم "الفٌدرالٌة بالتم ِس ِ‬ ‫ُ‬ ‫على أن "الوظٌفٌَّة الجدٌدة"‬ ‫َّ‬
‫(‪)82‬‬
‫َ‬
‫ت ُمشت ََرك ٍة ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫سٌاسٌٌنَ و ُخبراء تمنٌٌن لتطبٌك معـرف ٍة تحْ ظى باإلجماع لح ِل ُمش ِكال ٍ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫من خاللها‬ ‫أن "الوظٌفٌَّة الجدٌدة" تُر ِ ّك ُز على العملٌَّة التً ٌَتِ ُّم ْ‬ ‫أ َّما فٌلٌب جوردون فٌرى َّ‬
‫ت ٌَجْ َع ُل الحاجة إلى‬ ‫أن التكا ُمل فً بعض ال َم َجاالَ ِ‬ ‫ْ‬
‫"مركز جدٌدٍ"؛ إذ َّ‬ ‫ٍ‬ ‫تحو ُل المُ َّوة تدرٌجٌّا ً إلى‬ ‫ُّ‬
‫ُ‬
‫سسات فإنَّ َها تضغط تجاه توسٌع‬ ‫جرد لٌام ال ُمإ َّ‬ ‫ت أخرى‪ .‬وب ُم َّ‬ ‫ُ‬ ‫ضرورة فً مجاال ٍ‬ ‫ُ‬ ‫التَّكا ُمل أكثر‬
‫ت جدٌدةٍ‪ .‬ولد طغت مثل هذه‬ ‫لُدرتها‪ ،‬بٌنما المادة ُ وعا َّمة الناس ٌُنَادُونَ بالتكا ُمل فً مجاال ٍ‬ ‫ُ‬
‫ً ِ إبَّان الستٌنٌات من المرن‬ ‫شار َح ِة للتَّكا ُمل األوروب ّ‬ ‫النَّظرٌَّات العملٌَّة على ال ّدِراسات ال َّ‬
‫ص َرهَا إلى ح ٍ ّد بعٌ ٍد أثناء فترة السبعٌنٌات‪ ،‬وذلن مع ُج ُمـود‬ ‫ع ْ‬ ‫سا ٌِّ ُر َ‬ ‫العشرٌن‪ ،‬لكنَّها أصبحت ال ت ُ َ‬
‫ً ِ(‪.)83‬‬ ‫التكـا ُمـل األوروب ّ‬
‫وتعتمد ألٌس الندو أن‪" :‬النظرٌة الوظٌفٌة الجدٌدة تشٌر إلى العاللة بٌن االندماج وبٌن‬
‫متابعة المصالح الفردٌة‪ ،‬التً تتحول من خالل لعبة الشبكات إلى مصالح جماعٌة‪ .‬وتبلغ‬
‫المصالح ألصى درجاتها على المستوى فوق الوطنً (الدولً) بٌنما تنحسر إذا بمٌت متخندلة‬
‫ضمن المستوى الوطنً"(‪ .)84‬وتجادل الندو حول أهمٌة الوظٌفٌة الجدٌدة فً تفسٌر التكامل‬
‫اإلللٌمً‪ ،‬وصوال إلى االندماج‪ ،‬الذي تعرفه بؤنه‪" :‬السٌاق الذي من خالله ٌموم الممثلون‬
‫السٌاسٌون لمختلف المطاعات السٌاسٌة بنشر والءاتهم وآمالهم ونشاطاتهم فً مركز جدٌد"‪ ،‬فً‬
‫مثل هذا التصور ٌصبح تراكم السلطة على المستوى فوق الوطنً نتٌجة مباشرة لذلن السٌاق‪.‬‬
‫وتضٌف ذات الباحثة أن "التصور الوظٌفً الجدٌد نشؤ من رإٌة حتمٌة وأفمٌة أحادٌة‪ ،‬ومن‬
‫خطر إطالق الٌمٌنٌات حول عمالنٌة الممثلٌن(الفاعلٌن)‪ .‬فعملٌة االندماج لٌست ظاهـرة أفمٌَّة و‬
‫وص إلى الوراء"(‪.)85‬‬ ‫ال إجبارٌَّة‪ ،‬وال تستبعـ ُد الترا ُجعـاتُ والنُّ ُك ُ‬
‫الصوانً‪" -‬وضعُوا ت َؤ ْ ِكٌدا ً أ ْكث َ َر‬ ‫َّ‬ ‫فإن الوظٌفٌٌنَ ال ُجدُد ‪-‬حسب ٌُوسف‬ ‫باإلضافة إلى ذلن‪َّ ،‬‬
‫من أجل‬ ‫سٌاسٌَّة الدَّاخلٌَّة ْ‬ ‫وط ال ِ ّ‬ ‫ضغُ ِ‬ ‫سٌَت َ َحمَّ ُك َكنَتٌِ َج ٍة لل ُّ‬
‫أن االن ِد َما َج َ‬ ‫اج ِجٌنَ َّ‬ ‫علَى َد ْو ِر الدَّولة‪ُ ،‬م َح ِ‬ ‫َ‬
‫(‪)81‬‬
‫فٌونا بتلر‪" ،‬اإلللٌمٌـة والتكامـل"‪ ،‬فً‪ :‬جـون بٌلٌس وستٌف سمٌث(تؤلٌـف) (‪ ،)2004‬عـولمـة السٌاسة العالمٌة‪ ،‬ترجمة‪:‬‬
‫مـركـز الخلٌـج لألبحـاث‪ ،‬دبً‪ :‬المـركـز‪ ،‬ص ‪ .878‬وأنظـر كـذلن فً هـذا الصدد‪ :‬جـوزٌف س‪ .‬نـاي(‪ ،)2007‬المـوة الناعمة‪:‬‬
‫وسٌلة النجاح فً السٌـاسة الدولٌـة ‪ ،‬نمـله إلى العـربٌـة‪ :‬محمـد تـوفٌك البجٌـرمً‪ ،‬تمـدبم‪ :‬عـبد العـزٌز عـبد الرحمـن الثنٌان‪ ،‬مكتبة‬
‫العبٌكـان للنشـر‪ ،‬الرٌاض‪ ،‬ص ص ‪.127-116‬‬
‫(‪)82‬‬
‫مارتن غـرٌفثس وتٌري أوكاالهان(‪ ،)2008‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.458‬‬
‫(‪)83‬‬
‫فٌلٌب جوردون (د‪.‬ت)‪ ،‬سٌاسة أوروبا الخارجٌة غـٌر المشتركـة‪ ،‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ص ‪.11-10‬‬
‫(‪)84‬‬
‫ألٌس الندو(‪ ،)2008‬السٌاسة الدولٌة‪ :‬النظرٌة والتطبٌك‪ ،‬ترجمة‪ :‬لاسم حداد‪ ،‬سلسلة الترجمة‪ ،)2(:‬اتحاد الكتاب العرب‪،‬‬
‫دمشك‪ ،‬ص ‪.107‬‬
‫(‪)85‬‬
‫المـرجـع السـابـك نفسـه‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫‪22‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫تفرض وتول ُد عملٌَّة التكا ُمل والترابُط بٌن لضاٌا ومجاال ٍ‬


‫ت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حٌث‬ ‫ت اإلللٌمٌَّة‪،‬‬ ‫سا ِ‬ ‫س َ‬
‫َدع ِْم ال ُم َإ َّ‬
‫ُضاعف المصالح ال ُمشتركة واالعتماد على‬
‫ُ‬ ‫ُمعٌَّن ٍة ارتباطات جدٌدة بٌن غٌرها‪ ،‬بما ٌزٌ ُد وٌ‬
‫المصالح التكا ُملٌَّة"(‪.)86‬‬
‫التطورات ال ُمتالحمة التً شهدتها التجربة التكا ُملٌَّة األوروبٌَّة فً الثمانٌنات‬ ‫ُّ‬ ‫ومع‬
‫والتسعٌنٌات من المرن العشرٌن واأللفٌة الجدٌدة‪ ،‬والتً منها اتفالٌة "المانون األوروبً ال ُمو َّحد"‬
‫سوق األوروبٌَّة‬ ‫(‪ )Single Europen Act‬التً ت َّم تولٌعُها عام ‪ 1986‬بهدف تؤسٌس ال ُّ‬
‫ال ُمو َّحدة‪ ،‬و ُمعاهدة ماسترٌخت (‪ )1992‬و ُمعاهدة أمستردام (‪ )1997‬و ُمعاهدة نٌس (‪)2001‬‬
‫ث َّم ُمعاهدة لشبونة (‪ )2009-2007‬و ُمإ َّخرا ً ُخ ُرو ُج برٌطانٌا من االتحاد األوروبً‬
‫صوص(‪ ،)87‬أصبح ُهنان ا ِت ّجاهٌ ٌُش ِ ّج ُع على‬ ‫ً ٍ بهذا ال ُخ ُ‬
‫(ٌونٌو‪ )2016‬بنا ًء على نتائج استفتاءٍ شعب ّ‬
‫التطورات) حـول النظرٌَّات التكا ُملٌَّة‬ ‫ُّ‬ ‫(تواكب هذه‬
‫ُ‬ ‫ت جدٌدةٍ‬ ‫ً ِ فً كتابا ٍ‬ ‫مزٌ ٍد من االهتمام البحث ّ‬
‫(*)‬
‫الشهٌرة‪ ،‬والتً منها النظرٌَّة "الوظٌفٌَّة الجـدٌـدة" ‪.‬‬
‫أن إنشاء‬ ‫ً ِ للتكا ُمل إلى االعتماد َّ‬ ‫وتُإ ّدِي الثمةُ فً الدراسات الشارحة لال ِت ّجاه الوظٌف ّ‬
‫سسات سوف تُستخد ُم‪ ،‬والثمةُ فٌها‬ ‫ألن تلن ال ُمإ َّ‬ ‫ون هدفا ً فً ح ِ ّد ذاته؛ َّ‬ ‫أن ٌ ُك ُ‬
‫سسات البد َّ‬ ‫ال ُمإ َّ‬
‫ُ‬
‫سوف تتنامى‪ ،‬وأٌدٌُولوجٌَّة لُ َّوة دفع التكا ُمل سوف ٌت ُّم الحفاظ علٌها‪ .‬و ِل َه َذا ٌَ ْعت َ ِم ُد ُمإ ٌِّدُو االتَّجا ِه‬
‫مكن‪ ،‬وتوسٌع تلن ال ُحدُود‪ .‬و ُهنا‬ ‫ُور َح ْو َل تغٌٌر ما ُهو ُم ٌ‬ ‫ع َم ِلٌَّةَ التَّكا ُم ِل األوروب ّ‬
‫ً ِ تد ُ‬ ‫ً ِ َّ‬
‫بؤن َ‬ ‫الوظٌف ّ‬
‫ط أصحاب هذا‬ ‫ضغُو َ‬ ‫وأن ُ‬ ‫ك ُمح َّددٍ‪َّ ،‬‬ ‫ً ما زال ذا منط ٍ‬ ‫بؤن اال ِت ّجاهَ الوظٌف َّ‬
‫ض الباحثٌن َّ‬ ‫ُمر بَ ْع ُ‬
‫ٌ ُّ‬
‫للحث على تكا ُم ٍل‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اال ِت ّجاه أو المدرسة مازالت لائمة‪ ،‬حتى لو لم ت ُكن دائما ً لوٌَّة بما ٌكفً‬
‫أعمك(‪.)88‬‬
‫فتلن الشبكة الوظٌفٌة كان لها من التؤثٌر ما جعل الدولة الوطنٌة تجد تحمٌك ذاتها من‬
‫خالل المجموع الكلً لمصالح االتحاد‪ ،‬وهذا نجاح واضح للنظرٌة الوظٌفٌة"(*)‪ .‬لمد ذلل النهج‬
‫الوظٌفً األوروبً كل عمبات المسٌرة الوحدوٌة‪ ،‬وأصبح المرار السٌاسً للدول األعضاء‬
‫وسٌاساتهم تدفع باالتحاد إلى مزٌد من االندماج‪ .‬وهكذا تجاوزت أوروبا بـ"الوظٌفٌة الجدٌدة"‬
‫مراحل التعاون والتنسٌك والتكامل‪ ،‬وهً تتطلع إلى الوحدة‪ ،‬فً ظل سباق المدرة والتفوق‬
‫العالمً واالستخدام األمثل واألبرع لتمنٌات العصر‪ ،‬وهذه هً الكلٌات التً فً نطالها ت ُ َو َّجهُ‬
‫ساتُ الوظٌفٌَّةُ األوروبٌَّةُ اآلنَ لكً تتجاوب مع ُمتطلبات المرن الحادي والعشرٌن‪،‬‬ ‫س َ‬
‫ال ُم َإ َّ‬
‫أن أوروبا تعلمت‬ ‫مشروع الوحدة األوروبٌَّة‪ ،‬ولع َّل األه َّم ُهو َّ‬
‫ُ‬ ‫ت اكتمال‬ ‫ولتتغلب على ُك ِّل ُم ّ ِ‬
‫عولَا ِ‬

‫(‪)86‬‬
‫ٌوسف محمـد الصـوانً(‪ ،)2013‬نظـرٌات فً العـاللـات الدولٌـة‪ ،‬بٌروت‪ :‬منتدى المعـارف‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫(‪)87‬‬
‫أمانً سلٌمان(‪" ،)2015‬لحظة االختبار‪ُ :‬مستمبل أوروبا فً مواجهة تحدٌات التفكٌن"‪ ،‬ملحك‪ :‬تحوالت استراتٌجٌة‪ ،‬مجلة‪:‬‬
‫السٌاسة الدولٌة‪ ،‬مإسسة األهـرام‪ ،‬العـدد‪ٌ ،201 :‬ولٌو‪ ،‬الماهرة‪،‬ص ص ‪ .16-15‬وأنظر‪ :‬إسماعٌل صٌري مملد(‪ ،)2011‬العاللات‬
‫السٌاسٌة الدولٌة‪ :‬النظرٌة والوالع‪ ،‬المكتبة األكادٌمٌة‪ ،‬الماهرة‪ ،‬ص ص ‪ .282-281‬ودمحم المجذوب (‪ ،)2007‬التنظٌم الدولً‪:‬‬
‫النظرٌة والمنظمات العالمٌة واإلللٌمٌة المتخصصة‪ ،‬ط‪ ،9‬منشورات الحلبً الحمولٌة‪ ،‬بٌروت‪ ،‬ص ص ‪.556-547‬‬
‫(*)‬
‫تمـر النظرٌة "الوظٌفٌة الجدٌدة" بإمكانٌة حدوث ارتداد فً االندماج (‪ ،)Spill Back‬مثلما حدث بالفعل مع خروج برٌطانٌا من‬
‫ا التحاد األوروبً‪ ،‬غٌر أنها ترى أن المإسسات فوق المومٌة ٌمكن أن تحد من حدوث التفكن‪ .‬للمزٌد أنظـر‪ :‬أحمد مجدي‬
‫السكري(‪" ،) 2013‬العضوٌة الملمة‪ :‬احتماالت انسحاب برٌطانٌا من االتحاد األوروبً"‪ ،‬مجلة‪ :‬السٌاسة الدولٌة‪ ،‬مإسسة األهـرام‪،‬‬
‫العدد‪ ،192 :‬المجلد‪ ،48 :‬أبرٌل‪ ،‬الماهرة‪ ،‬ص ‪ ،133-130‬وكذلن‪ :‬ألٌس الندو(‪ ،)2008‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ص ‪.109-108‬‬
‫(‪)88‬‬
‫فٌلٌب جوردون‪ ،‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ص ‪ .12-11‬وأنظر كذلن‪ :‬سحر جمال زهران(‪ ،)2011‬الجوانب المانونٌة للتكتالت‬
‫االلتصادٌة فً إطـار اتفالٌات تحرٌر التجارة العالمٌة‪ ،‬تمدٌم‪ :‬نبٌل أحمد حلمً‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة الشـروق الدولٌـة‪ ،‬الماهرة‪ ،‬ص ص ‪-49‬‬
‫‪.50‬‬
‫(*)‬
‫ٌرى سكوت بورتشٌل أن‪" :‬كٌوهان وناي لاموا بتطوٌر أطروحة مٌترانً حول فكرة االنسكاب أو االنتشار‪ ،‬وذلن من خالل تفسٌر‬
‫كٌفٌة لٌام الدول من خالل عضوٌتها فً ال مإسسات الدولٌة بتوسعة تعرٌفها للمصلحة الذاتٌة‪ ،‬من أجل توسٌع نطاق التعاون‪ .‬وفً‬
‫الحمٌمة ٌعٌك اتباع لواعد هذه التنظٌمات لٌس فمط السعً وراء المصالح المومٌة الضٌمة‪ ،‬ولكنه ٌضعف من معنى وجاذبٌة مفهوم‬
‫السٌادة المومٌة"‪ .‬للمزٌد أنظـر‪ :‬سكوت بورتشٌل‪" ،‬اللٌبرالٌة"‪ ،‬فً سكوت بورتشٌل وآخرٌن (‪ ،)2014‬نظرٌات العاللات الدولٌة‪،‬‬
‫ترجمة‪ :‬دمحم صفار‪ ،‬المركز المومً للترجمة‪ ،‬الماهرة‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪23‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫فن إدارة عاللـاتهـا‬ ‫س َخ لَ َد ٌْ َها ُّ‬


‫ًِ"‪ ،‬وت ََر َّ‬
‫من‪)89‬خالل "المنهج الوظٌف ّ‬ ‫سوي ُمشكالتها التَّكا ُملٌَّة‬ ‫كٌف ت ُ ّ ِ‬
‫ص ْعبَةً و ُمعمَّـدة ً ‪.‬‬
‫(‬
‫ت َ‬ ‫ال ُمختلفة َم ْه َما بَ َد ْ‬
‫ض ُح لنا‬ ‫ً ِ ٌت َّ ِ‬ ‫ع ْم ِر التَّكا ُم ِل ا ُ‬
‫ألورو ِب ّ‬ ‫عمُو ٍد من ُ‬
‫عب َْر أكثر من ست َّ ِة ُ‬
‫من خالل ما تمد ََّم‪ ،‬و َ‬ ‫إذا ً ْ‬
‫تطور هذه‬ ‫عب َْر مراحل ُّ‬ ‫أن افتراضات النَّظرٌَّة "الوظٌفٌَّة الجدٌدة" ت َّم استلها ُمها بشك ٍل أو بآخر َ‬ ‫َّ‬
‫التَّجربة التَّكا ُملٌَّة ال ُمه َّمة‪.‬‬
‫أبرز االنتمـادات التً ُو ِ ّجهت إلى النَّظرٌَّة "الوظٌفٌَّة الجدٌدة" فً تفسٌر التَّجربة التَّكا ُملٌَّة‬
‫األوروبٌَّة‪:‬‬
‫تطور عملٌَّة التكا ُمل األوروبٌة من مجرد جماعة للحدٌد‬‫ُّ‬ ‫‪ -1‬رغم َّ‬
‫أن فكرة االنتشار تشر ُح لنا‬
‫والصلب إلى إلامة سوق مشتركة ثم إلامة اتحاد أوروبً (‪ )1992‬ووحدة نمدٌة‬
‫أوروبٌة(‪ )1999‬إال أن البعض ٌرى أن مفهوم االنتشار لم ٌحظ بعد باتفاق الباحثٌن على‬
‫تعرٌفه أو معناه‪ ،‬إضافة إلى أن حوافز أو مثبطات أو المراحل االنتمالٌة نحو التكامل تعتبر هً‬
‫األخرى من الموضوعات غٌر المتفك علٌها‪ ،‬ولد ٌكون مرد ذلن هو الخالف بشؤن دور عوامل‬
‫االتفاق أو اإلكراه فً تحمٌك عملٌة التكامل الدولً(‪.)90‬‬
‫‪ -2‬صعوبة الفصل بٌن الجوانب والمشروعات التمنٌة (الوظٌفٌة) والشإون السٌاسٌة‪ ،‬فالدول فً‬
‫سعٌٌها لتحمٌك الرفاهٌة والتمدم تحرص على بناء الموة؛ ألن حل المشاكل االجتماعٌة‬
‫وااللتصادٌة ال ٌمكن فصله أو النظر إلٌه بمعزل عن االعتبارات السٌاسٌة‪ .‬كما أن إنجاز‬
‫التكامل فً المجاالت الفنٌة ٌحتاج فً األساس إلى وجود إرادة سٌاسٌة‪ ،‬ذلن أن إرادة التكامل‬
‫ترتبط بإرادة األطراف األعضاء أكثر من ارتباطها بالجوانب الوظٌفٌة‪ ،‬سواء كانت التصادٌة‬
‫أو اجتماعٌة أو غٌرهـا(‪.)91‬‬
‫وف‬
‫معر ٌ‬ ‫ع َم ِلٌَّ ِة التَّكا ُمل فً أوروبا‪ ،‬فكما ُهو ُ‬ ‫ار َ‬ ‫أن عملٌَّة توزٌع االستفادة ل ْم ت ُ َحمَّك ِم ْن ِخالَ ِل َم َ‬
‫س ِ‬ ‫‪َّ -3‬‬
‫َّ‬ ‫(*)‬
‫الزراعٌَّة ال ُمو َّحدة (‪ ، )PAC‬حممت فوائد كبٌرة لفرنسا على حساب بمٌَّة الدُّول‬ ‫ّ‬ ‫سٌاسة ِ‬ ‫َّ‬
‫فإن ال ِ ّ‬
‫األُخـرى‪.‬‬
‫سلطاتُ ال ُح ُكومٌَّةُ أمام‬
‫وم به المٌاداتُ الوطنٌَّةُ و ال ُّ‬ ‫ي ِ الذي من ال ُممكن أن تمُ َ‬ ‫‪ -4‬إهمـا ُل الدَّور المٌاد ّ‬
‫فاألهداف‬
‫ُ‬ ‫ً فً عملٌَّة التكا ُمل فً أوروبا‪،‬‬ ‫الرئٌ ِس َّ‬
‫َّور َّ‬ ‫َد ْو ِر جماعات المصالح التً لم تلعب الد َ‬
‫ت سٌاسٌَّ ٍة و‬ ‫التً رسمتها "اتفالٌَّة روما" لم تُحمَّك بواسطة هذه النُّخب بل بواسطة لرارا ٍ‬
‫مج ُموع ٍة من االعتبارات الخـارجٌَّة(‪.)92‬‬

‫(‪)89‬‬
‫خلٌل إسماعٌل الحدٌثً (‪ )2001‬مـرجـع سبـك ذكـره‪ ،‬ص ‪.68-65‬وأنظر كذلن‪ :‬دمحم السٌد سلٌم (‪ )2014‬تطور السٌاسة‬
‫الدولٌة فً المـرنٌن التاسع عـشـر والعشـرٌن‪ ،‬ط‪ ،4‬دار الفجر الجدٌـد للنشر والتوزٌع‪ ،‬الماهرة‪ ،‬ص ‪ .692‬وكذلن‪ :‬المفوضٌة‬
‫األوروبٌة (‪ )2003‬أوروبا آمنة فً عالم أفضل‪ ،‬االستراتٌجٌة األمنٌة األوروبٌة‪ 12 ،‬دٌسمبر‪ ،‬بروكسـل‪.‬‬
‫(‪)90‬‬
‫زاٌد عبٌد هللا مصباح (‪ )2002‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪ .255‬و دورتً وبالتسغراف (‪ )1985‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.303‬‬
‫(‪)91‬‬
‫زاٌد عبٌد هللا مصباح (‪ )2002‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.255-254‬‬
‫(*)‬
‫لمد كانت السٌاسات الزراعٌة المشتركة تعرلل المسار التكاملً األوروبً فً بعض مراحله‪ ،‬وفً ‪ٌ/14‬ناٌر‪ 1961/‬توصل‬
‫األوروبٌون إلى االتفاق حول هذه السٌاسات‪ ،‬لكن هذا المسار لم ٌكن دون عمبات وخالفات وصلت إلى انسحاب الجنرال دٌغول من‬
‫المإسسات المشتركة فً ‪ٌ/6‬ولٌو‪ ، 1965/‬ثم عاد إلٌها بعد عدة أشهر عندما ألرت (تسوٌة لوكسمبور) مطلبه باتخاذ المرارات فً هذه‬
‫المإسسات بإجماع األعضاء ولٌس باإلغلبٌة‪ .‬أنظر‪ :‬صدام مرٌر الجمٌلً (‪ )2009‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.44-43‬‬
‫(‪)92‬‬
‫إٌمان بومزبر ووردة رزاق (إعداد)‪" ،‬النظرٌة الوظٌفٌة الجدٌدة للتكامل و االندماج"‪ ،‬بتارٌخ‪ٌ 21:‬ناٌر ‪ ،2013‬منتدى‪ :‬الرائد‬
‫لطلبة العاللات الدولٌة لجامعة لاصدي مرباح ورللة‪ ،‬على الرابط التالً‪:‬‬
‫‪http://raed30.amuntada.com/t15-topic‬‬
‫‪24‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫سٌاسٌَّة بٌن الدول األعضاء‪ ،‬فؤحٌانا ً تد ُخ ُل‬ ‫ً ِ ال ٌُح ِت ّ ُم انتهاء الخالفات ال ِ ّ‬ ‫أن تحمٌك التكا ُمل اإلللٌم ّ‬ ‫‪َّ -5‬‬
‫(‪)93‬‬
‫سٌاسٌَّة ‪.‬‬ ‫تستمر خالفاتها ال ِ ّ‬ ‫ُّ‬ ‫الدُّو ُل إلى التكا ُمل‪ ،‬وتنج ُح فً الجوانب االلتصادٌَّة والتمنٌَّة‪ ،‬بٌنما‬
‫مار َبةٌ َك ْونٌَِّةٌ (عالمٌَّةٌ) وغٌر سٌاسٌَّة تتعاطى َم َع‬ ‫ع َلى أنَّ َها ُم َ‬ ‫أن الوظٌفٌَّة تُم َّد ُم َ‬ ‫ع َلى الر ْغ ِم ِم ْن َّ‬ ‫‪َ -6‬‬
‫لٌم سٌاسٌَّ ٍة لٌبرالٌَّ ٍة نفعٌَّةٍ‪ ،‬لذا‪ ،‬لد‬ ‫ترتكز على ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ًِ‪ ،‬إالَّ أنَّها فً الحمٌمة‬ ‫ُمشكالت االندماج العالم ّ‬
‫الرفَا ِه التً ت َ َّد ِعً‬ ‫س ُم لِ ٌَ َم َّ‬ ‫ك ِمنَ العالم التً تتما َ‬ ‫ورة ً ِبتِ ْلنَ ال َمن ِ‬
‫َاط ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ون فضائ ُل الوظٌفٌَّة َمحْ ُ‬ ‫ت ُك ُ‬
‫غٌر ال ُمتشبِّع ِة بهذه ال ِم ٌَ ِم‬ ‫ُ‬ ‫ت الثمافاتُ وال ُح ُكوماتُ‬ ‫اضحِ ما إذا َكانَ ِ‬ ‫الو ِ‬ ‫الوظٌفٌَّةُ ت َ ْع ِزٌزَ هَا‪ ،‬ولٌس ِمنَ َ‬
‫عـلَى أ َ َ‬
‫(‪)94‬‬
‫ض ِة ال ِتً تُم ِ ّد ُم َهـا ‪.‬‬‫ــاس الفَـَوا ِئـِد ال ُم ْفت ََر َ‬
‫س ِ‬ ‫ش َب َك ِة الد َّْمجِ َ‬
‫الو ِظٌ ِفٌَّ ِة َ‬ ‫ِب إلى َ‬ ‫ٌ ُْم ِكنُ َها ْ‬
‫أن ت َن َجذ َ‬
‫مشروع‬ ‫ُ‬ ‫أن العَدٌِ َد ِمنَ ال ُمفَ ِ ّك ِرٌنَ الوظٌفٌٌنَ ال ُج ُد ِد لد أصابتهم ال َخ ٌْبَةُ ن َْوعا ً َما َم َع‬ ‫‪ -7‬على الر ْغ ِم ِم ْن َّ‬
‫التَّمد ُِّم نحو االندماج فً أوروبا الغربٌَّة فخفَّفُوا من اندفاعهم فً الثمانٌنٌات والتسعٌنٌات بشك ٍل‬
‫عــاون‬ ‫أن األفكار والنظرٌَّات ال ُمرتبطة بهذه المفاهٌم ما زالت ُمفٌدة ً فً دراسة الت َّ ُ‬ ‫كبٌر‪ ،‬إالَّ َّ‬
‫ٍ‬
‫(‪)95‬‬
‫ًِ ‪.‬‬ ‫الدَّول ّ‬
‫‪ -‬الخـــاتــمــة‪:‬‬
‫ًِ‪:‬‬
‫األوروب ّ‬
‫ُ‬ ‫ع النَّظرٌَّة "الوظٌفٌَّة الجدٌدة وتجربة التكا ُمل‬ ‫ضو َ‬‫س ِة مو ُ‬ ‫تناولنا فً هذه ال ّدِرا َ‬
‫مرت به الوظٌفٌَّة ُمنذُ‬ ‫طور الذي َّ‬ ‫َّ‬
‫استعراض الت ُّ‬
‫ُ‬ ‫والمضامٌن والمُـدراتُ التفسٌرٌَّة"‪ ،‬ولد ت َّم‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اآلفاق‬
‫ّ‬
‫نشؤتها‪ ،‬وحتى ب ُُروز االفتراضات الجدٌدة لهاس وأتزٌونً وناي وغٌرهم من ال ُمفكِرٌنَ ‪ ،‬وذلن‬
‫ت‬
‫ضـا ِ‬ ‫علَى َمـ َدى تؤثُّرها بِافتِ َرا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ًِ" والت َّ ُّ‬
‫عـر ِ‬ ‫من خالل التركٌز على تجربة "التَّكا ُمل األوروب ّ‬
‫النَّظرٌَّة "الوظٌفٌَّة الجدٌـدة"‪.‬‬
‫وعناصر ال ُمماربة‬
‫ُ‬ ‫لٌن رئٌسٌٌَّ ِْن مفــا ُد ُهما‪ :‬ما هً مالم ُح‬ ‫وطرحت هذه ال ّدِراسةُ تسـاإُ ِ‬
‫(النظرٌَّة) الوظٌفٌَّة الجدٌدة لتفسٌر تجربة التكا ُمل األوروبً؟‪ ،‬وهل استطاعت تلن النَّظرٌَّة ْ‬
‫أن‬
‫تُم ّدِم إطارا ً علمٌّا ً تحلٌلٌّا ً لتفسٌر تلن التجربة ٌُح ِ ّد ُد مواطن المُ َّوة والضّعف فٌها أ ْم أنَّها أخفمت فً‬
‫التركٌز على نشـؤة النَّظرٌَّة "الوظٌفٌَّة‬ ‫ُ‬ ‫ذلن؟‪ .‬ومن خالل محاولة اإلجابة عن هذٌن التساإُ لٌن ت َّم‬
‫التطرق إلى كٌفٌَّة تفسٌــر‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫والتعرف على أه ُّم ُر َّوادها‪ ،‬وأبرز أفكـارهــم‪ .‬كما ت َّم‬ ‫ُّ‬ ‫الجدٌدة"؟‪،‬‬
‫والتعرف على‬ ‫ُّ‬ ‫ً ِ عـبر مـراحلهـــا ال ُمختلفــة‪.‬‬ ‫َّ‬
‫"الوظٌفٌَّة الجدٌدة" لتجربـــة التكـا ُمــل األوروب ّ‬
‫َّ‬
‫سلبٌَّة فً "الوظٌفٌَّة الجدٌدة" من ناحٌة تفسٌرها للتجربة األوروبٌَّة‬ ‫أبرز الجوانب اإلٌجابٌَّة وال َّ‬ ‫ُ‬
‫فً التَّكا ُمل اإلللٌم ّ‬
‫ًِ‪.‬‬
‫ومن خـالل استخـدام "منهجٌَّة ال ّدِراسة" ُمتع ّدِدة األبعاد ال ُمشار إلٌها سلفـا ً ت َّم التَّو ُّ‬
‫ص ُل‬ ‫ْ‬
‫إلى النتائـج التـالٌـة‪:‬‬
‫تبر ُز كإحدى النَّظرٌَّات ال ُمه َّمة فً تفسٌر‬ ‫أن "النَّظرٌَّة الوظٌفٌَّة" فً بُعدها الجدٌد بالذات ُ‬ ‫‪َّ -‬‬
‫سٌاسٌَّة فً تحمٌك‬ ‫ً ِ ال ُمعاصر؛ لتركٌزها على أهـ ِ ّمٌَّ ِة العــوامـل أو العناصـر ال ِ ّ‬ ‫التَّكا ُمـل اإلللٌم ّ‬
‫التَّكا ُمـل‪.‬‬
‫س ٍس‬ ‫أن االندماج فً لطاعٍ واح ٍد ‪ -‬الذي عادة ً ما ٌُح َّد ُد على أ ُ ُ‬ ‫‪ -‬ترى "الوظٌفٌَّة الجدٌدة" َّ‬
‫وأن الفاعلٌن دُونَ الدُّول‬ ‫ت أخرى‪َّ ،‬‬‫ُ‬ ‫آثار تدف ُع إلى االندماج فً لطاعا ٍ‬ ‫التصادٌَّ ٍة ‪ٌ -‬مٌ ُل إلى تولٌد ٍ‬
‫من أجل إٌجاد ُحلُو ٍل إللٌمٌَّ ٍة‬ ‫ًِ) ْ‬‫األوروب ّ‬
‫ُ‬ ‫سسات اال ِت ّحاد‬ ‫ت فوق لومٌَّ ٍة (ك ُمإ َّ‬‫سسا ٍ‬ ‫ٌعملُونَ مع ُمإ َّ‬

‫(‪)93‬‬
‫أنظر مثال‪ :‬كاظم هاشم نعمة (‪ )1999‬نظرٌة العاللات الدولٌة‪ ،‬أكادٌمٌة الدراسات العلٌا والبحوث االلتصادٌة‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ص‬
‫‪.288‬‬
‫(‪)94‬‬
‫مارتن غـرٌفثس وتٌري أوكاالهان (‪ )2008‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.458‬‬
‫(‪)95‬‬
‫المرجع السابك نفسـه‪ ،‬ص ‪.459-458‬‬
‫‪25‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫سسات‬ ‫الء الفَا ِعلٌِنَ وتلن ال ُمإ َّ‬ ‫أن هإُ ِ‬ ‫سابِما ً على ُمستوى الدَّولة‪ .‬وهً ترى َّ‬ ‫لمشاكل كانت تُعَالَ ُج َ‬
‫ت أ ُ ْخ َرى‪.‬‬ ‫تُعَ ُّد بمثابة أداةٍ ل َد ْفعِ االندماج إلى َم َجاالَ ٍ‬
‫َظرٌ َها رغم‬ ‫ظ ُم ُمن ِ ّ‬ ‫ٌتفك َح ْو َل َها ُم ْع َ‬ ‫ُ‬ ‫ترتكز "الوظٌفٌَّةُ الجدٌدةُ" على مج ُموع ٍة من الفرضٌَّات التً‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫ش ُروع فً المطاعات الحٌوٌَّة التً تحت ُّل مكانةً‬ ‫ون بال ُّ‬ ‫أن التَّكا ُم َل ٌ ُك ُ‬ ‫تصوراتهم ومنها‪َّ :‬‬ ‫ُّ‬ ‫تباٌُن‬
‫ُمتم ٌِّزة ً فً التصادٌَّات الدُّول التً تدخل فً التجربة التكاملٌة‪ ،‬واالعتماد على التكامل اإلللٌمً‬
‫بدال من التكامل فً اإلطار الدولً‪ ،‬ووجوب إدراج جماعات المصالح والنخب واألحزاب‬
‫السٌاسٌة فً العملٌة التكاملٌة‪.‬‬
‫ظ ُر إلٌها على أنَّها عملٌَّةٌ‬ ‫‪ -‬ال تُم ِ ّد ُم "الوظٌفٌَّةُ الجدٌدةُ" شكالً نهائٌّا ً لعملٌَّة االندماج؛ ألنَّها تن ُ‬
‫ت نجاح‬ ‫شرا ِ‬ ‫ت لالندماج كؤ َح ِد ُمإ ِ ّ‬ ‫سسا ٍ‬ ‫إنشاء ُمإ َّ‬‫ِ‬ ‫ستمرة ٌ ذات نهاٌ ٍة مفتُوحةٍ‪ ،‬ولكنَّها تُإ ِ ّك ُد أه ِ ّمٌَّةَ‬ ‫َّ‬ ‫ُم‬
‫ً‬
‫سسات‪ .‬وتُم ِ ّد ُم النَّظرٌَّة تعرٌفا لمف ُهوم "فوق‬ ‫ُ‬ ‫ً ٍ لهذه ال ُمإ َّ‬ ‫هذه العملٌَّة‪ ،‬دُونَ تحدٌد شك ٍل نِ َهائِ ّ‬
‫المومٌَّة"‪ ،‬على أنَّهُ "ال ٌعنً نمل سٌادة الدَّولة إلى ُمستوى فوق ُمستواها‪ ،‬ولكن ٌعنً تجمٌعا ً‬
‫ْس ُم ْنفَ ِردا ً ‪-‬‬ ‫ش ْك ٍل ُم ْشت ََرنٍ َولٌَ َ‬ ‫سٌادة بِ َ‬ ‫لسٌادة الدُّول ال ُمختلفة فً ُمستوى أعلى‪ ،‬وتت ُّم ُممارسة هذه ال ِ ّ‬
‫سسات فوق المومٌَّة"‪.‬‬ ‫سـابك‪ -‬من خالل "ال ُمإ َّ‬ ‫َك َما كان فً ال َّ‬
‫ً ِ لكً‬ ‫صعٌد اإلللٌم ّ‬ ‫وطو ُروها على ال َّ‬ ‫َّ‬ ‫أفكار "النَّظرٌَّة الوظٌفٌَّة"‪،‬‬ ‫َ‬ ‫أن الوظٌفٌٌنَ ال ُجدُد استله ُموا‬ ‫‪َّ -‬‬
‫ت‬ ‫نظما ٍ‬ ‫تطور ِم ْن ِخالَ ِل أنشط ٍة و ُم َّ‬ ‫َّ‬ ‫ًِ"‪ ،‬الذي‬ ‫ي لعملٌَّة "التَّكا ُمل األوروب ّ‬ ‫اإلطار النَّظر َّ‬ ‫َ‬ ‫تُش ِ ّك َل‬
‫َحْو الت َّ َكا ُم ِل‪ ،‬ولذلن تُإ ِ ّك ُد‬ ‫ط ِرٌ ِم َها ن َ‬ ‫اح َل فًِ َ‬ ‫ت بِ ِع َّدةِ َم َر ِ‬ ‫أوروبٌَّةٍ" َم َّر ْ‬ ‫ع ٍة ُ‬ ‫وظٌفٌَّ ٍة ُمعٌَّن ٍة نحو " َج َما َ‬
‫َّ‬
‫اضحٍ فً تفسٌر تجربة "التكا ُمل‬ ‫شك ٍل َو ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫أن النَّظرٌَّة "الوظٌفٌَّة الجدٌدة" ا ْستخ ِد َمت بِ َ‬
‫ْ‬ ‫األدبٌَّاتُ َّ‬
‫ًِ"‪ ،‬كما تإكد أنها اعتبرت إطارا ً تفسٌرٌّا ً ُمالئما ً‬ ‫تطـو ِر "اال ِت ّحاد األوروب ّ‬ ‫ُّ‬ ‫األوروبٌَّة"‪ ،‬ودراسة‬ ‫ُ‬
‫ضافَ ِة إلى أنها إحدى أسباب نجاحها‬ ‫َّ‬ ‫باإل َ‬ ‫تطور تلن التجربة التكا ُملٌَّ ِة ال ُم ِه َّم ِة من ناحٌة‪ِ ،‬‬ ‫ص ِد ُّ‬ ‫ِل َر ْ‬
‫من ناحٌة أخرى حٌنما أخذت أوروبا بافتراضات هذه النظرٌة فً التكامل‪.‬‬
‫ص َّحةَ ممُوالت النَّظرٌَّة "الوظٌفٌَّة الجدٌدة" التً ال‬ ‫أن تارٌ َخ العملٌَّة التَّكا ُملٌَّة فً أوروبا ٌُثْ ِبتُ ِ‬ ‫‪َّ -‬‬
‫ام ِل بٌَْنَ‬ ‫ص ِل ال َك ِ‬ ‫صعُوبةَ الفَ ْ‬ ‫سٌاسٌَّة فً إنجاح العملٌَّة التَّكا ُملٌَّة‪ ،‬وبالتالً ُ‬ ‫ت ُ ْن ِك ُر ثمل وزن العوامل ال ِ ّ‬
‫أن تجربة "التَّكا ُمل‬ ‫علَى َذلِنَ ‪َّ ،‬‬ ‫سٌاسٌَّ ِة واألمنٌَّ ِة‪ُ ٌَ .‬د ُّل َ‬ ‫احً ال ِ ّ‬ ‫احً االلتصادٌَّة الف ِنٌَّّ ِة والنَّ َو ِ‬ ‫النَّ َو ِ‬
‫ت تكا ُملٌَّ ٍة فً‬ ‫سسا ٍ‬ ‫ت فاشل ٍة إلنشاء ُمإ َّ‬ ‫تعرجةً كثٌرةً‪ ،‬ولامت ب ُمحاوال ٍ‬ ‫ًِ" سلكت د ُُروبا ً ُم ِ ّ‬ ‫األوروب ّ‬
‫سٌاسةُ‪ .‬ومع‬ ‫أن تعُود إلى االلتصاد إلصالح ما أفسدتهُ ال ِ ّ‬ ‫س ِة وال ِ ّدفَاعِ واألمن لبل ْ‬ ‫سٌا َ‬ ‫مجاالت ال ِ ّ‬
‫استمرار األوضاع األمنٌَّة فً أوروبا لما توفَّـرت البٌئةُ الدَّولٌَّةُ أو اإلللٌمٌَّةُ ال ُمنَا ِسبَةُ‬ ‫ُ‬ ‫ذلن‪ ،‬فلوال‬
‫ًِ‪.‬‬ ‫لتحمٌك هذا التَّكا ُمل اإلللٌم ّ‬
‫عظم التٌَّارات الفكرٌَّة للوظٌفٌَّة الكالسٌكٌَّة والوظٌفٌَّة الجدٌدة تلتمً فً مبدأ "االنتشار"‪،‬‬ ‫أن ُم َ‬ ‫‪َّ -‬‬
‫ب ُمعٌ ٍَّن سوف ٌُإ ّدِي إلى تحممه فً بمٌَّة الجوانب‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫أن التَّكا ُم َل عندما ٌتحم ُك فً جان ٍ‬ ‫الذي ٌمُو ُل َّ‬
‫سٌاسة الدُّنٌا‬ ‫وإن كان ُهنان اختالفا بٌن ُمعظم تلن التٌَّارات فً كٌفٌَّة االنتمال من ال ِ ّ‬ ‫ً‬ ‫األخرى‪ْ .‬‬
‫سٌـاسـٌَّة) أو العكـس‪.‬‬ ‫سـلطـة ال ِ ّ‬ ‫سٌـاسـة وال ُّ‬ ‫سٌاسة العُـلٌـا (ال ِ ّ‬ ‫(الجـوانب االلتصـادٌَّة) إلى ال ِ ّ‬
‫أن العَدٌِ َد ِمنَ ال ُمفَ ِ ّك ِرٌنَ الوظٌفٌٌنَ ال ُج ُد ِد لد أصابتهم ال َخ ٌْبَةُ ن َْوعا ً َما َم َع‬ ‫‪ -‬على الر ْغ ِم ِم ْن َّ‬
‫مشروع التَّمد ُِّم نحو االندماج فً أوروبا الغربٌَّة فخفَّفُوا من اندفاعهم فً الثمانٌنات والتسعٌنٌات‬ ‫ُ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫كبٌر (ثم ظهرت دراسات الحمة فٌما بعد حول التجربة التكاملٌة األوربٌة) إال أن األفكار‬ ‫بشك ٍل ٍ‬
‫عــاون والتكامل‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫والنظرٌَّات ال ُمرتبطة بهذه المفاهٌم ما زالت ُمفٌدة بشكل واضح فً دراسة الت ُ‬
‫ًِ‪.‬‬
‫على الصعٌدٌن اإلللٌمً والدَّول ّ‬
‫ً" َمزَ َج بٌَْنَ َم ْن َه َجٌ ِْن ُمختلفٌن فً تحمٌك أهـدافـه‪ :‬منه ُج التكا ُمل‬ ‫األوروبِ َّ‬‫ُ‬ ‫أن "اال ِت ّحا َد‬ ‫‪َّ -‬‬
‫حٌث ٌتعام ُل المنهج األول (التكا ُمل واالندماج) مع لضٌَّة‬ ‫ُ‬ ‫والتعاون‪،‬‬‫ُ‬ ‫واالندماج‪ ،‬ومنه ُج التَّنسٌك‬
‫‪26‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫در ُج والمرحلٌَّةُ‪ ،‬والحركةُ من‬ ‫أبرزها‪ :‬الت َّ ُّ‬


‫ُ‬ ‫الوحدة األوروبٌَّة من زاوٌ ٍة وظٌفٌَّةٍ‪ ،‬لها سماتٌ ُمعٌَّنةٌ‪،‬‬
‫أسفل (الماعدة) إلى أعلى عـن طرٌك إطالق العملٌَّ ِة التَّكا ُملٌَّ ِة بدءا ً بمطاعـا ٍ‬
‫ت ف ِنٌَّّ ٍة محدُو َدةٍ‪ٌ ،‬ت ُّم‬
‫سلطة الدُّول التً تمب ُل‬ ‫س ِسٌَّ ٍة أعلى من ُ‬ ‫سلط ٍة ُمإ َّ‬ ‫سعُ َها تدرٌجٌّاً‪ ،‬ووض ُع تلن المطاعات تَحْ تَ ُ‬ ‫ت ََو ُّ‬
‫ً ٍ لصالح‬ ‫سلطاتها بشك ٍل تدرٌج ّ‬ ‫تنازل تلن الدُّول عن ُجزءٍ من ُ‬ ‫َّ‬
‫الدُّخو َل فً التكا ُمل‪ ،‬و ُهو ما ٌعنً ُ‬
‫عـاو ُن‪ :‬فٌتعام ُل مع لضٌَّة الوحدة‬ ‫َّ‬
‫نسٌك والت ُ‬ ‫َّ‬
‫سسات ال ُمشتركة‪ .‬أ َّما المنه ُج الثانً‪ :‬و ُهو الت ُ‬ ‫ال ُمإ َّ‬
‫ً ِ بٌن‬ ‫التعاون ال ُمرتكز على االختٌار ال ُح ِ ّر والعمالن ّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫األوروبٌَّة (على وجه التحدٌد) من زاوٌة‬
‫سٌـادة الوطنٌَّة‪ .‬وفً هذا الصدد وصفت النظرٌة‬ ‫ت (دو ٍل) ُمستملَّةٍ‪ ،‬و ُمتسـاوٌـ ٍة فً ال ِ ّ‬ ‫وحـدا ٍ‬
‫الوظٌفٌة الجدٌدة بؤنها مثلت ضمانة مهمة لنجاح مسٌرة التكامل األوروبً‪ ،‬لما توفره من أطر‬
‫تفسٌرٌة مالئمة لهذه التجربة‪ ،‬ولما تشتمل علٌه من آفاق رحبة فً توضٌح مالمح تلن التجربة‬
‫التكاملٌة ال ُمه َّمة‪ ،‬وتمٌٌمها‪ ،‬وتحمٌك ُمستوى ُمتم ّدِم لعاللات إللٌمٌة ودولٌَّة تكا ُملٌَّة فعَّـالة‪ ،‬ارتمت‬
‫شـاخصة على أرض‬ ‫جردة إلى براح الحمٌمة الفعلٌَّة ال َّ‬ ‫سٌالات التنظرٌَّة ال ُم َّ‬‫بالنَّظرٌَّة ذاتها من ال ِ ّ‬
‫الوالـع‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫‪ -‬لــائمـة المـراجـع‪:‬‬
‫* المـراجع العـربٌة‪:‬‬
‫والتمـارٌر‪:‬‬
‫ُ‬ ‫أوالً‪ :‬الوثائ ُ‬
‫ك‬ ‫َّ‬
‫مجموعة باحثٌن (‪ )2008‬التمرٌر االستراتٌجً العربً‪ ،2008-2007‬مركز‬ ‫‪-1‬‬
‫الدراسات السٌاسٌة واالستراتٌجٌة باألهــرام‪ ،‬الماهرة‪.‬‬
‫عالم أفضل‪ ،‬االستراتٌجٌَّةُ األمنٌَّة ُ‬
‫ٍ‬ ‫فوضٌَّةُ األوروبٌَّةُ(‪ )2003‬أوروبا آمنة فً‬ ‫ال ُم َّ‬ ‫‪-2‬‬
‫األوروبٌَّةُ‪ ،‬بتارٌـخ‪ 12 :‬دٌسمبـر‪ ،‬بروكسل‪.‬‬
‫ب‪:‬‬ ‫ثانٌاً‪ :‬ال ُكت ُ ُ‬
‫أحمد‪ ،‬أحمد ٌوسف‪ ،‬وزبارة‪ ،‬دمحم (‪ )1985‬ممدمة فً العاللات الدولٌة‪ ،‬مكتبة األنجلو‬ ‫‪-1‬‬
‫المصرٌة‪ ،‬الماهرة‪.‬‬
‫‪ -2‬إدرٌس‪ ،‬دمحم السعٌد (‪ )2001‬تحلٌل النظم اإلللٌمٌة‪ :‬دراسة فً أصول العاللات الدولٌة‬
‫اإلللٌمٌة‪ ،‬مركز الدراسات السٌاسٌة واالستراتٌجٌة باألهرام‪ ،‬الماهرة‪.‬‬
‫‪ -3‬األفندي‪ ،‬عطٌة حسٌن (‪" )1987‬المنهج الوظٌفً ودراسة المنظمات الدولٌة مع التطبٌك على‬
‫نظام األمم المتحدة"‪ ،‬فً‪ :‬علً عبدالمادر (محرر) اتجاهات حدٌثة فً علم السٌاسة‪ ،‬الماهـرة‪:‬‬
‫منشورات مركز البحوث والدراسات السٌاسٌة‪ ،‬الماهرة‪.‬‬
‫اإلمام‪ ،‬دمحم محمود (‪ )1997‬تطور األسس المإسسٌة لالتحاد األوروبً‪ :‬الدروس‬ ‫‪-4‬‬
‫المستفادة للتكامل العربً‪ ،‬المنظمة العربٌة للتنمٌة العربٌة‪ ،‬الماهرة‪.‬‬
‫بتلر‪ ،‬فٌونا (‪" )2004‬اإلللٌمٌـة والتكامـل"‪ ،‬فً‪ :‬جـون بٌلٌس وستٌف سمٌث(تؤلٌـف)‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫عـولمـة السٌاسة العالمٌة‪ ،‬ترجمة‪ :‬مركز الخلٌج لألبحـاث‪ ،‬المـركـز‪ ،‬دبً‪.‬‬
‫بورتشٌل‪ ،‬سكوت وآخرٌن (‪ )2014‬نظرٌات العاللات الدولٌة‪ ،‬ترجمة‪:‬دمحم صفار‪،‬‬ ‫‪-6‬‬
‫المركز المومً للترجمة‪ ،‬الماهرة‪.‬‬
‫بٌندر‪ ،‬جون‪ ،‬وأشروود‪ ،‬ساٌمون (‪ )2013‬االتحاد األوروبً‪ :‬ممدمة لصٌرة جدا‪،‬‬ ‫‪-7‬‬
‫ترجمة‪ :‬خالد غرٌب علً‪ ،‬مراجعة‪ :‬ضٌاء وراد‪ ،‬مإسسة هنداوي للتعلٌم والثمافة‪ ،‬الماهرة‪.‬‬
‫جـاد‪ ،‬عـماد (تحرٌر)(‪ )2001‬االتحاد األوروبً‪ :‬من التعاون االلتصادي إلى السٌاسة‬ ‫‪-8‬‬
‫الخارجٌة واألمنٌة المشتركة‪ ،‬مركز الدراسـات السٌاسٌـة واالستراتٌجٌـة باألهـرام‪ ،‬الماهـرة‪.‬‬
‫الجمٌلً‪ ،‬صـدام مرٌر (‪ )2009‬االتحاد األوروبً ودوره فً النظام العالمً الجـدٌـد‪،‬‬ ‫‪-9‬‬
‫دار المنهـل اللبنـانً‪ ،‬بٌروت‪.‬‬
‫‪ -10‬جندلً‪ ،‬عبد الناصر (‪ )2007‬التنظٌر فً العاللات الدولٌة بٌن االتجاهات التفسٌرٌة‬
‫والنظرٌات التكوٌنٌة‪ ،‬دار الخلدونٌة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -11‬جندلً‪ ،‬عبد الناصر (‪ )2011‬أثر الحرب الباردة على االتجاهات الكبرى والنظام‬
‫الدولً‪ ،‬مكتبة مدبولً‪ ،‬الماهرة‪.‬‬
‫‪ -12‬جوردن‪ ،‬فٌلٌب (د‪.‬ت) سٌاسة أوروبا الخارجٌَّة غٌر ال ُمشتركة‪ ،‬دراساتٌ عالمٌَّةٌ‪ ،‬رلـم‪:‬‬
‫‪ ،25‬مركز اإلمارات للدراسات والبحوث االستراتٌجٌة‪ ،‬أبو ظبً‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫ضوعات البحث‬ ‫‪ -13‬جٌدٌر‪ ،‬ماثٌو (د‪.‬ت) منهجٌَّة البحث‪ :‬دلٌ ُل الباحث ال ُمبتدئ فً مو ُ‬
‫ورسائل الماجستٌر والدكتوراه‪ ،‬ت َْر َج َمهُ من الفرنسٌَّة‪ :‬ملكة أبٌض‪ ،‬تنسٌك‪ :‬دمحم عبد النبً السٌد‬
‫غانم‪( :،‬د‪.‬ن)‪ ،‬الماهرة‪.‬‬
‫‪ -14‬الحاج‪ ،‬عـلً (‪ )2005‬سٌاسات دول االتحاد األوروبً فً المنطمة العربٌة بعد الحرب‬
‫الباردة‪ ،‬سلسلة أطروحات الدكتوراه (‪ )51‬مركز دراسات الوحدة العـربٌـة‪ ،‬بٌروت‪.‬‬
‫‪ -15‬حداد‪ ،‬رٌمون (‪ )2000‬العاللات الدولٌة‪ :‬نظرٌة العاللات الدولٌة‪ ،‬أشخاص العاللات‬
‫الدولٌة‪ ،‬نظام الفوضى أم نظام العـولمة‪ ،‬دار الحمٌمة‪ ،‬بٌروت‪.‬‬
‫‪ -16‬الحدٌثً‪ ،‬خلٌل (‪ )2001‬الوظٌفٌة والنهج الوظٌفً فً الجامعة العربٌة‪ ،‬سلسلة دراسات‬
‫استراتٌجٌة‪ ،‬رلم‪ ،62 :‬مركز اإلمـارات للدراسات السٌاسٌة واالستراتٌجٌة‪ ،‬أبو ظبً‪.‬‬
‫‪ -17‬خشٌم‪ ،‬مصطفى عبدهللا (‪ )2002‬الشراكة األوربٌة المتوسطٌة‪ :‬النتائج وردود األفعال‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬معهـد اإلنماء العـربً‪ ،‬بٌروت‪.‬‬
‫َارةٌ‪ ،‬ط‪،2‬‬ ‫طلَ َحاتٌ ُم ْخت َ‬
‫ص َ‬
‫س ِة‪ُ :‬م ْ‬ ‫عةُ ِع ْـل ِم ال ِ ّ‬
‫سٌَا َ‬ ‫سو َ‬‫‪ -18‬خشٌم‪ ،‬مصطفى عبدهللا (‪َ )2004‬م ْو ُ‬
‫الدار الجماهٌرٌة للنشر والتوزٌع واإلعالن‪ ،‬مصراتة‪.‬‬
‫سوعة علم العاللات الدَّولٌَّة‪ :‬مفاهٌ ٌم ُم ْخت َ‬
‫َارةٌ‪،‬‬ ‫‪ -19‬خشٌم‪ ،‬مصطفى عبد هللا (‪ )2004‬مو ُ‬
‫ط‪ :،2‬الدار الجماهٌرٌة للنشر والتـوزٌـع واإلعـالن‪ ،‬مصراتة‪.‬‬
‫‪ -20‬خشٌم‪ ،‬مصطفى عبد هللا (‪ )2002‬مناهج وأسالٌب البحث السٌاسً‪ ،‬الهٌئة المومٌة‬
‫للبحث العلمً‪ ،‬طرابلس‪.‬‬
‫‪ -21‬دورتً‪ ،‬جٌمس وبالتسغراف روبرت (‪ )1985‬النظرٌات ال ُمتضاربة للعاللات الدولٌة‪،‬‬
‫سسة الجامعٌَّة لل ّدِراسات والنَّشر والتوزٌع‪ ،‬الكوٌت‪/‬‬
‫كاظمة للنشر والترجمة والتوزٌع وال ُمإ َّ‬
‫بٌروت‪.‬‬
‫‪ -22‬زهران‪ ،‬سحر جمال (‪ )2011‬الجوانب المانونٌة للتكتالت االلتصادٌة فً إطار اتفالٌات‬
‫تحرٌر التجارة العالمٌة‪ ،‬مكتبة الشروق الدولٌة‪ ،‬الماهرة‪.‬‬
‫‪ -23‬سعٌد‪ ،‬عبد المنعم (‪ )1986‬الجماعة األوروبٌة‪ :‬تجربة التكامل والوحدة‪ ،‬مركز‬
‫دراسات الوحدة العربٌة‪ ،‬بٌروت‪.‬‬
‫‪ -24‬سلٌم‪ ،‬دمحم السٌد (‪ )2014‬تطور السٌاسة الدولٌة فً المـرنٌن التاسع عـشـر والعشـرٌن‪،‬‬
‫ط‪ ،4‬دار الفجـر الجـدٌـد للنشـر والتوزٌـع‪ ،‬الماهرة‪.‬‬
‫‪ -25‬شٌبً‪ ،‬لخمٌسً (‪ )2010‬األمن الدولً والعاللة بٌن منظمة حلف شمال األطلسً‬
‫والدول العربٌة بعـد الحرب الباردة‪ ،‬المكتبة المصرٌة‪ ،‬الماهـرة‪.‬‬
‫الصـوانً‪ٌ ،‬وسف محمـد (‪ )2013‬نظـرٌات فً العـاللـات الدولٌـة‪ ،‬منتدى المعـارف‪،‬‬ ‫‪-26‬‬
‫بٌروت‪.‬‬
‫‪ -27‬طاٌع‪ ،‬دمحم سلمان (‪" )2005‬التعاون اإلللٌمً بٌن دول حوض النٌل‪ :‬رإٌة تحلٌلٌة فً‬
‫ضوء المدرسة الوظٌفٌة الجدٌدة"‪ ،‬فً‪ :‬دمحم عاشور وأحمد علً سالم (تحرٌر) التكامل اإلللٌمً‬
‫فً أفرٌمٌا‪ :‬رإى وآفاق‪ ،‬مكتبة مشروع دعم التنكامل األفرٌمً‪ ،‬الماهرة‪.‬‬
‫‪ -28‬عمابً‪ ،‬علً عودة (‪ )2010‬العاللات الدولٌة‪ :‬دراسة تحلٌلٌة فً األصـول والنشؤة‬
‫والتارٌخ والنظـرٌـات (د‪.‬ن) بغداد‪ /‬العــراق‪.‬‬
‫‪29‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫‪ -29‬عمر إبراهٌم العفاس (‪ )2008‬نظرٌات التكامل الدولً اإلللٌمً‪ ،‬منشورات جامعة‬


‫لارٌونس‪ ،‬بنغـازي‪.‬‬
‫‪ -30‬عودة‪ ،‬جهاد (‪ )2013‬النظام الدولً‪ :‬نظرٌات وإشكالٌات‪ ،‬ط‪ ،2‬شركة الدلٌل للدراسات‬
‫والتدرٌب و النشر‪ ،‬الماهرة‪.‬‬
‫‪ -31‬غرٌفثس‪ ،‬مارتن‪ ،‬وأوكاالهان تٌري (‪ )2008‬المفاهٌم األساسٌة فً العاللات الدولٌة‪،‬‬
‫مركز الخلٌج لألبحاث‪ ،‬دبً‪.‬‬
‫‪ -32‬الفٌتوري‪ ،‬عطٌة المهدي (‪ )2013‬االلتصاد الدولً‪ ،‬ط‪ ،3‬منشـورات مركز بحـوث‬
‫العلوم االلتصادٌة‪ ،‬بنغازي‪.‬‬
‫‪ -33‬كاظم هاشم نعمة (‪ )1999‬نظرٌة العاللات الدولٌة‪ ،‬أكادٌمٌة الدراسات العلٌا والبحوث‬
‫االلتصادٌة‪ ،‬طرابلس‪.‬‬
‫‪ -34‬كمال‪ ،‬دمحم مصطفى‪ ،‬ونهرا‪ ،‬فإاد (‪ )2001‬صنع المرار فً االتحاد األوروبً‬
‫والعاللات األوروبٌة األوروبٌة‪ ،‬ط‪ ،1‬مركز دراسات الوحدة العربٌة‪ ،‬بٌروت‪ .‬مملد‪ ،‬إسماعٌل‬
‫صبري (‪ )1987‬نظرٌات السٌاسة الدولٌة‪ :‬دراسة تحلٌلٌة ممارنة‪ ،‬منشورات ذات السالسل‪،‬‬
‫الكوٌت‪.‬‬
‫‪ -35‬الكٌالً‪ ،‬عبد الوهاب (رئٌس التحرٌر) وآخرٌن (‪ )1995‬موسوعة السٌاسة‪ :‬الجـزء‬
‫السادس‪ ،‬ط‪ ،3‬المإسسة العربٌة للدراسات والنشر‪ ،‬بٌروت‪.‬‬
‫‪ -36‬الندو‪ ،‬ألٌس (‪ )2008‬السٌاسة الدولٌة‪ :‬النظرٌة والتطبٌك‪ ،‬ترجمة‪ :‬لاسم حداد‪ ،‬اتحاد‬
‫الكتاب العرب‪ ،‬دمشك‪.‬‬
‫المجدوب‪ ،‬أسامة (‪ )2001‬العـولمة واإلللٌمٌة‪ ،‬ط‪ ،2‬الدار المصرٌة اللبنانٌة‪ ،‬الماهرة‪.‬‬ ‫‪-37‬‬
‫‪ -38‬المجذوب‪ ،‬محمـد (‪ )2007‬التنظٌم الدولً‪ :‬النظرٌة والمنظمات العالمٌة واإلللٌمٌة‬
‫المتخصصة‪ ،‬ط‪ ،9‬منشورات الحلبً الحمولٌة‪ ،‬بٌروت‪.‬‬
‫‪ -39‬مخلد عبٌد المبٌضٌن (‪ )2012‬االتحاد األوروبً‪ :‬كظاهرة إللٌمٌَّة ُمتم ٌِّزة‪ ،‬األكادٌمٌون‬
‫للنشـر والتوزٌع‪ ،‬عـ َّمـان‪.‬‬
‫‪ -40‬مراد‪ ،‬دمحم (‪ )2010‬أوروبا من الثورة الفرنسٌة إلى العـولمة‪ :‬االلتصاد األٌدٌولوجٌا‬
‫األزمات‪ ،‬دار المنهل اللبنـانً‪ ،‬بٌروت‪.‬‬
‫‪ -41‬مصباح‪ ،‬زاٌد عبٌد هللا (‪ )2002‬السٌاسة الدولٌة بٌن النظرٌة والتطبٌك‪ ،‬دار الرواد‪،‬‬
‫طرابلس‪.‬‬
‫‪ -42‬مصبـاح‪ ،‬عـامـر (‪ُ )2010‬معجـم العلوم السٌاسٌة والعاللات الدولٌة‪ ،‬دار الكتاب‬
‫الحدٌث‪ ،‬الماهـرة‪.‬‬
‫‪ -43‬مصباح‪ ،‬عامر (‪ )2008‬نظرٌات تحلٌل التكامل الدولً‪ ،‬دٌوان المطبـوعـات الجامعٌة‪،‬‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫‪ -44‬مملد‪ ،‬إسماعٌل صبري (‪ )2011‬العاللات السٌاسٌة الدولٌة‪ :‬النظرٌة والوالع‪ ،‬المكتبة‬
‫األكادٌمٌة‪ ،‬الماهرة‪.‬‬
‫ً لل َّ‬
‫شراكة األوروبٌَّة ال ُمتوسطٌَّة‪ :‬الدَّوافع األهداف‬ ‫‪ -45‬نادٌة مصطفى (‪" )2007‬البُع ُد الثماف ُّ‬
‫المسار ُرإٌةٌ نمدٌَّةٌ"‪ ،‬فً‪ :‬نادٌة مصطفى (تنسٌك علمً وإشراف) وعلٌاء وجدي (مراجعة‬
‫‪30‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫وتحرٌر) أوروبا وحوار الثمافات األورومتوسطٌة‪ :‬نحو ُرإٌة عربٌة للتفعٌل‪ ،‬جامعة الماهـرة‪،‬‬
‫برنامج حوار الحضارات‪ ،‬كلٌة االلتصاد والعلوم السٌاسٌة‪ ،‬الماهرة‪.‬‬
‫وس ال ُمستفادة ُ عربٌّاً‪ ،‬ط‪ ،1‬مركز‬
‫ً والد ُُّر ُ‬
‫األوروب ُّ‬
‫ُ‬ ‫‪ -46‬نافعة‪ ،‬حسن (‪ )2004‬اال ِت ّحا ُد‬
‫دراسات الوحدة العربٌة‪ ،‬بٌروت‪.‬‬
‫‪ -47‬نـاي‪ ،‬جوزٌف س‪ )2007( .‬الموة الناعمة‪ :‬وسٌلة النجاح فً السٌاسة الدولٌة‪ ،‬نمله إلى‬
‫العربٌة‪ :‬دمحم توفٌك البجٌرمً‪ ،‬تمدبم‪ :‬عبد العزٌز عبد الرحمن الثنٌان‪ ،‬مكتبة العبٌكان للنشـر‪،‬‬
‫الرٌاض‪.‬‬
‫‪ -48‬هشـام صاغـور (‪ )2010‬السٌاسة الخارجٌة لالتحاد األوروبً دول جنوب المتوسط‪،‬‬
‫مكتبة الوفـاء‪ ،‬اإلسكندرٌة‪.‬‬
‫‪ -49‬هٌرست‪ ،‬بول وطوبسون‪ ،‬جراهام (‪ )2001‬ما العولمة؟ االلتصاد العالمً وإمكانات‬
‫التحكم‪ ،‬ترجمة‪ :‬فالح عبد الجبار‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة‪ ،‬العدد‪ ،273 :‬سبتمبر ‪ ،2001‬المجلس‬
‫الوطنً للثمافة والفنون واآلداب‪ ،‬الكوٌت‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬الدَّورٌَّـاتُ ‪:‬‬
‫الجوٌلً‪ ،‬عمر (‪" )1996‬العاللات الدولٌة فً عصر المعلومات‪ :‬ممدمة نظرٌة"‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫مجلة‪ :‬السٌاسة الدولٌة‪ ،‬مإسسة األهـرام‪ ،‬العـدد‪ٌ ،123:‬ناٌر‪ ،‬الماهرة‪.‬‬
‫خشٌم‪ ،‬مصطفى عبد هللا (‪" )2005‬المفهـوم األوروبً لألمـن واالستمـرار فً حـوض‬ ‫‪-2‬‬
‫البحـر األبٌض المتوسـط"‪ ،‬مجلة‪ :‬دراسـات‪ ،‬العـدد‪ ،22 :‬طـرابلس‪ /‬لٌبٌا‪.‬‬
‫السكري‪ ،‬أحمد مجدي (‪" )2013‬العضوٌة الملمة‪ :‬احتماالت انسحاب برٌطانٌا من‬ ‫‪-3‬‬
‫االتحاد األوروبً"‪ ،‬مجلة‪ :‬السٌاسة الدولٌة‪ ،‬مإسسة األهـرام‪ ،‬العـدد‪ ،192 :‬المجلد‪،48 :‬‬
‫أبرٌل‪ ،‬الماهرة‪.‬‬
‫سلٌمان‪ ،‬أمانً (‪" )2015‬لحظة االختبار‪ُ :‬مستمبل أوروبا فً مواجهة تحدٌات‬ ‫‪-4‬‬
‫التفكٌن"‪ ،‬ملحك‪ :‬تحوالت استراتٌجٌة‪ ،‬مجلة‪ :‬السٌاسة الدولٌة‪ ،‬مإسسة األهـرام‪ ،‬العـدد‪،201 :‬‬
‫ٌولٌو‪ ،‬الماهرة‪.‬‬
‫شكري‪ ،‬دمحم عزٌز(‪" )1972‬التكامل الوظٌفً فً العالم العربً"‪ ،‬مجلة‪ :‬السٌاسة‬ ‫‪-5‬‬
‫الدولٌة‪ ،‬مإسسة األهرام‪ ،‬العـدد‪ ،28:‬الماهرة‪.‬‬
‫الشوبكً‪ ،‬عمرو (‪" )2004‬أوروبا من السوق إلى االتحاد‪ :‬صناعة الوحدة"‪ ،‬كراسات‬ ‫‪-6‬‬
‫استراتٌجٌة‪ ،‬مركز الدراسات السٌاسٌة واالستراتٌجٌة باألهـرام‪ ،‬العـدد‪ ،141 :‬السنة‪،14 :‬‬
‫ٌولٌو‪ ،‬الماهرة‪.‬‬
‫العٌادي‪ ،‬الشاذلً (‪" )2000‬إعالن برشلونة وحلول عهد العملة األوربٌة الموحدة‬ ‫‪-7‬‬
‫الٌورو"‪ ،‬مجلة‪ :‬شإون عربٌة‪ ،‬العــدد‪ ،103 :‬سبتمبر‪ ،‬الماهرة‪.‬‬
‫فرج‪ ،‬أنور دمحم (‪" )2009‬السٌاسة الخارجٌة المشتركة لالتحاد األوروبً تجاه الشرق‬ ‫‪-8‬‬
‫األوسط‪ :‬إعالن برشلونة ن ُموذجاً"‪ ،‬مجلة‪ :‬دراسات دولٌة‪ ،‬جامعة بغـداد‪ ،‬كلٌة العلوم ال ِ ّ‬
‫سٌاسٌَّة‪،‬‬
‫العـدد‪ :‬التاسع والثالثون‪ ،‬بغـداد‪ /‬العـراق‪.‬‬

‫‪31‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
‫‪ISSN : 2312 – 4962‬‬ ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية ‪4102 / 482‬‬

‫دمحم‪ ،‬مجدان (‪" )2015‬تحدٌات لٌام سٌاسة خارجٌة أوروبٌة ُمو َّحدة و ُمإثرة‪ :‬سٌاسة‬ ‫‪-9‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫صراع العربً اإلسرائٌلً ن ُموذجا"‪ ،‬مجلة‪ :‬ال ُمف ِكر‪ ،‬جـامعـة محمـد خٌضر‪/‬‬ ‫أوروبا تجاه ال ِ ّ‬
‫بسكـرة‪ ،‬العـدد‪ :‬الحـادي عـشـر‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -10‬مملد‪ ،‬حسٌن طالل (‪" )2015‬دور المإسسات فوق المومٌة فً تعزٌز تكامل االتحاد‬
‫األوروبً‪ :‬البرلمان األوروبً نموذجاً"‪ ،‬مجلة‪ :‬المستمبل العـربً‪ ،‬مركز دراسات الوحـدة‬
‫العـربٌة‪ ،‬العـدد‪ ،433 :‬مارس‪ ،‬بٌروت‪.‬‬
‫رابـعـاً‪َ :‬ر َ‬
‫سـائِ ُل المـاجستٌر و الدكتُوراه‪:‬‬
‫ظور ألطابه‪:‬‬‫األوروبً من من ُ‬
‫ُ‬ ‫بالل‪ ،‬لـرٌب (‪ )2011‬السٌاسات األمنٌة لالتحاد‬ ‫‪-1‬‬
‫التح ّدٌِات ِ ّ‬
‫والرهانات‪ ،‬رسالة ماجستٌر غٌر منشـورة‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫والعلوم السٌاسٌة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫بلماسمً‪ ،‬رلٌة (‪ )2011‬التكامل اإلللٌمً المغاربً‪ :‬دراسة فً التحدٌات واآلفاق‬ ‫‪-2‬‬
‫المستمبلٌة‪ ،‬رسالة ماجستٌر غٌر منشورة‪ ،‬جـامعـة دمحم خٌضر‪ ،‬بسكـرة‪ ،‬كلٌة الحموق والعلوم‬
‫السٌاسٌة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫حجٌج‪ ،‬آمال (‪ )2012‬االتحاد األوروبً كموة معٌارٌة فً المتوسط‪ :‬نمل المعاٌٌر فً‬ ‫‪-3‬‬
‫مجال العدالة والشإون الداخلٌة دراسة حالة المغرب‪ ،‬رسالة مـاجستٌر غٌر منشـورة‪ ،‬جـامعـة‬
‫الحاج األخضر‪ ،‬كلٌة الحموق والعلوم السٌاسٌة‪ ،‬الجـزائر‪.‬‬
‫الحفار‪ ،‬توفٌك صالح علً (‪ )2004‬تجربة التكا ُمل االلتصادي العربً‪ :‬دراسة فً‬ ‫‪-4‬‬
‫ً ِ لظاهرة االعتماد ال ُمتبادل (‪ )2001-1945‬رسالة ماجستٌر غٌر منشورة‪،‬‬ ‫سٌاس ّ‬ ‫المن ُ‬
‫ظور ال ِ ّ‬
‫أكادٌمٌة الدراسـات العُـلٌـا‪ ،‬بنغازي‪.‬‬
‫العفاس‪ ،‬عمر إبراهٌم (‪ )2000‬تجربة االندماج األوروبً‪ :‬دراسة فً افتراضات‬ ‫‪-5‬‬
‫النظرٌة الوظٌفٌة‪ ،‬رسالة دكتوراه غٌر منشورة‪ ،‬جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة العلوم المانونٌة‬
‫وااللتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬الرباط‪ /‬المغرب‪.‬‬
‫لسمٌوري‪ ،‬كفٌة (‪ )2016‬التكامل االلتصادي باالتحاد األوروبً كؤداة لتدعٌم االستمرار‬ ‫‪-6‬‬
‫االلتصادي دراسة حالة الٌونان خالل الفترة الفترة‪ ،2015-2008 :‬رسالة ماجستٌر غٌر‬
‫منشورة‪ ،‬جامعة دمحم خٌضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬كلٌة العلوم االلتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‪،‬‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫مخٌمر‪ ،‬أسامة فاروق (‪ )2004‬دور منظمة األمن والتعاون األوربً فً إدارة‬ ‫‪-7‬‬
‫الصراعات فً أوربا بعد الحرب الباردة‪ :‬دراسة لحالة البوسنة‪ ،‬رسالة دكتوراه غٌر منشورة‪،‬‬
‫جامعة الماهرة‪ ،‬كلٌة االلتصاد والعلوم السٌاسٌة‪ ،‬الماهرة‪.‬‬
‫معمري‪ ،‬خالد (‪ )2008‬التنظٌر فً الدراسات األمنٌة لفترة ما بعد الحرب الباردة‪:‬‬ ‫‪-8‬‬
‫دراسة فً الخطاب األمنً األمرٌكً بعد ‪11‬سبتمبر‪ ،‬رسالة ماجستٌر غٌر منشورة‪ ،‬جامعة‬
‫باتنة‪ ،‬كلٌة الحموق‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬الموالـ ُع اإللكترونٌَّةُ‪:‬‬
‫إٌمان بومزبر ووردة رزاق (إعداد) "النظرٌة الوظٌفٌة الجدٌدة للتكامل واالندماج"‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫بتارٌخ‪ٌ 21:‬ناٌر ‪ ،2013‬منتدى‪ :‬الرائد لطلبة العاللات الدولٌة لجامعة لاصدي مرباح ورللة‪،‬‬
‫على الرابط اإللكترونً التالً‪:‬‬
‫‪32‬‬

‫انعذد انثانث وانثالثىٌ – ‪ /52‬يايى ‪ 5102‬و‬


‫جامــعة بنـــغازي‬
‫مجلة العلوم والدراسات اإلنسانٌة – المرج‬
‫مجلة علمٌة الكترونٌة محكمة‬
ISSN : 2312 – 4962 4102 / 482 ‫رقى اإليذاع بذار انكتب انىطنية‬

http://raed30.amuntada.com/t15-topic
/‫ جـامـعـة لسنطٌنـة‬،"‫ "نظـرٌـات التكـا ُمـل فً العـاللـات الدَّولٌَّـة‬،‫حـمـدوش رٌـاض‬ -2
:ً‫ ُمتا ٌح على الرابط اإللكترونً التال‬،‫سٌاسٌَّة‬
ّ ِ ‫ لسم العلوم ال‬،‫الجـزائـر‬
hamdoucheriad.yolasite.com/../‫اندونية‬22%‫انعالقات‬22%‫في‬22%‫انتكامم‬22%‫نظريات‬

:‫* المـراجـع األجـنبٌـة‬


1. David Mutimer, ‘’Theories of Political Integration’’,in: Hans J. Michelmann and
Panayotis Soldatos, eds., European Integration: Theoris and Approaches,
(Lanham,MD: University press of America,1994).
2. Lucian M. Ashworth and David Long, eds., New Perspectives on International
Functionalism, (New York: St. Martin’s Press, 1999).

33

‫ و‬5102 ‫ يايى‬/52 – ٌ‫انعذد انثانث وانثالثى‬

Powered by TCPDF (www.tcpdf.org)

You might also like