You are on page 1of 36

‫الدكتور‪� /‬إبراهيم بن �سليمان احلربي‬ ‫مدى �إملام رجال ال�ضبط اجلنائي ب�إجراءات ال�ضبط املتعلقة ب�أ�صحاب احل�صانة لغري

انة لغري ال�سعوديني يف اململكة العربية ال�سعودية‬

‫العالج‬ ‫بعد‬ ‫المخدرات‬ ‫تعاطي‬ ‫إلى‬


‫ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﺎﻃﻰ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻼﺝ‪ :‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﺻﻔﻴﺔ‬
‫العود‬
‫ﺗﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﻟﻨﺰﻻﺀ ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻷﻣﻞ ﻟﻠﺼﺤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺽ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﺍﻫﺎ‬ ‫أسباب‬
‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬

‫ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﻮﻥ‬
‫ﺍﻷﻣﻨﻴﺔمجمع األمل للصحة النفسية‬ ‫ﺍﻟﺒﺤﻮﺙلنزالء‬
‫تحليلية‬
‫ﻣﺠﻠﺔ‬
‫(دراسة وصفية‬
‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫والمعالجون)‬
‫المختصون ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﺤﻮﺙ‬ ‫يراها‬
‫ﻓﻬﺪ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ‪ -‬ﻣﺮﻛﺰ‬ ‫كماﺍﻟﻤﻠﻚ‬
‫بالرياضﻛﻠﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻌﺘﻴﺒﻲ‪ ،‬ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﷲ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫ﻋﺒﺪﺍﷲ‪ ،‬ﺃﺣﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺭﺣﻤﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻌﻨﺰﻯ‪ ،‬ﻋﻴﺪ ﺑﻦ ﺷﺮﻳﺪة)ﻡ‪ .‬ﻣﺸﺎﺭﻙ(‬ ‫ﻣؤﻟﻔﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ‪:‬‬
‫ﻣﺞ‪ ,28‬ﻉ‪73‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫‪2019‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫ﺃﺑﺮﻳﻞ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫�إعداد‬ ‫‪67 - 99‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬

‫*‪1‬‬
‫‪ 1038698‬خالد بن عبد اهلل العتيبي‬
‫الدكتور ‪/‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﺑﺤﻮﺙ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫**‪2‬‬
‫الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي‬
‫‪Arabic‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬
‫***‪3‬‬
‫الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬
‫‪EcoLink‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ‪ ،‬ﻣﺪﻣﻨﻮ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1038698‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫(*) حا�ص���ل على درج���ة البكالوريو�س يف الرتبية من جامع���ة امللك �سعود‪،‬واملاج�ستري يف �أ�ص���ول الرتبية من اجلامعة‬
‫ذاته���ا‪ ،‬والدكت���وراه يف التقومي الرتبوي من جامعة التروب ب�أ�سرتاليا‪ .‬يعمل �أ�ست���اذ ًا م�ساعد ًا يف التقومي الرتبوي‬
‫امل�شارك بجامعة الأمري �سطام بن عبدالعزيز‬
‫(**) حا�ص���ل عل���ى درجة البكالوريو����س يف اخلدمة االجتماعي���ة من جامعة الإم���ام حممد بن �سع���ود‪ ،‬واملاج�ستري يف‬
‫التخ�ص����ص ذاته من جامعة امللك �سعود‪ ،‬والدكت���وراه يف التخ�ص�ص ذاته من جامعة براد فورد بربيطانيا‪ .‬يعمل‬
‫�أ�ستاذ ًا م�شارك ًا بكلية امللك فهد الأمنية بالريا�ض‪.‬‬
‫(***) حا�ص���ل عل���ى درج���ة البكالوريو�س يف الإح�ص���اء التطبيق���ي والدميوغرافيا م���ن جامعة اجلزي���رة بال�سودان‪،‬‬
‫من الق�سم ذاته واجلامعة ذاتها‪ ،‬ودرج���ة الدكتوراه يف الإح�صاء التطبيقي من‬ ‫واملاج�ست�ي�ر يف ال�س���كان والتنمية‬
‫© ‪ 2022‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ‬‫العزيز‪.‬‬ ‫ﺣﻘﻮﻕعبد‬
‫ﺍﻟﻨﺸﺮ‬ ‫�سطام بن‬ ‫ﺟﻤﻴﻊ‬ ‫ﻋﻠﻤﺎالﺃﻥأمري‬
‫بجامعة‬ ‫ً‬
‫م�ساعدا‬
‫ﺍﻟﻨﺸﺮ‪،‬‬ ‫ﺣﻘﻮﻕ‬ ‫ً‬
‫أ�ستاذا‬ ‫والتكنولوجيا‪.‬ﻣﻊيعمل �‬
‫ﺃﺻﺤﺎﺏ‬ ‫للعلوم‬
‫ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ‬ ‫ﻋﻠﻰ‬ ‫ال�سودان‬ ‫جامعة‬
‫ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‬
‫ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور‪� /‬إبراهيم بن �سليمان احلربي‬ ‫مدى �إملام رجال ال�ضبط اجلنائي ب�إجراءات ال�ضبط املتعلقة ب�أ�صحاب احل�صانة لغري ال�سعوديني يف اململكة العربية ال�سعودية‬

‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ‬


‫أسباب العود إلى تعاطي المخدرات بعد العالج‬ ‫ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪:‬‬

‫(دراسة وصفية تحليلية لنزالء مجمع األمل للصحة النفسية‬ ‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪APA‬‬
‫ﺍﻟﻌﺘﻴﺒﻲ‪ ،‬ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﷲ‪ ،‬ﻋﺒﺪﺍﷲ‪ ،‬ﺃﺣﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺭﺣﻤﺔ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻌﻨﺰﻯ‪ ،‬ﻋﻴﺪ ﺑﻦ ﺷﺮﻳﺪﺓ‪.‬‬
‫والمعالجون)‬
‫ﻭﺻﻔﻴﺔ ﺗﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﻟﻨﺰﻻﺀ‬ ‫المختصون‬
‫ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻼﺝ‪ :‬ﺩﺭﺍﺳﺔ‬ ‫يراها‬
‫ﺗﻌﺎﻃﻰ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ‬ ‫كماﺇﻟﻰ‬
‫بالرياضﺍﻟﻌﻮﺩ‬
‫)‪ .(2019‬ﺃﺳﺒﺎﺏ‬
‫ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻷﻣﻞ ﻟﻠﺼﺤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺽ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﻮﻥ‪.‬ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ‬
‫ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺞ‪ ,28‬ﻉ‪ .99 - 67 ،73‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1038698‬‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪MLA‬‬
‫ﺍﻟﻌﺘﻴﺒﻲ‪ ،‬ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﷲ‪ ،‬ﺃﺣﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺭﺣﻤﺔ ﻋﺒﺪﺍﷲ‪ ،‬ﻭ ﻋﻴﺪ ﺑﻦ ﺷﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﻌﻨﺰﻯ‪.‬‬
‫"ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﺎﻃﻰ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻼﺝ‪ :‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﺻﻔﻴﺔ ﺗﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﻟﻨﺰﻻﺀ ﻣﺠﻤﻊ‬
‫ﺍﻷﻣﻞ ﻟﻠﺼﺤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺽ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﻮﻥ‪".‬ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ‬
‫ﺍﻷﻣﻨﻴﺔﻣﺞ‪ ,28‬ﻉ‪ .99 - 67 :(2019) 73‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1038698‬‬
‫�إعداد‬
‫*‪1‬‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي‬
‫**‪2‬‬
‫الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي‬
‫***‪3‬‬
‫الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬

‫(*) حا�ص���ل على درج���ة البكالوريو�س يف الرتبية من جامع���ة امللك �سعود‪،‬واملاج�ستري يف �أ�ص���ول الرتبية من اجلامعة‬
‫ذاته���ا‪ ،‬والدكت���وراه يف التقومي الرتبوي من جامعة التروب ب�أ�سرتاليا‪ .‬يعمل �أ�ست���اذ ًا م�ساعد ًا يف التقومي الرتبوي‬
‫امل�شارك بجامعة الأمري �سطام بن عبدالعزيز‬
‫(**) حا�ص���ل عل���ى درجة البكالوريو����س يف اخلدمة االجتماعي���ة من جامعة الإم���ام حممد بن �سع���ود‪ ،‬واملاج�ستري يف‬
‫التخ�ص����ص ذاته من جامعة امللك �سعود‪ ،‬والدكت���وراه يف التخ�ص�ص ذاته من جامعة براد فورد بربيطانيا‪ .‬يعمل‬
‫�أ�ستاذ ًا م�شارك ًا بكلية امللك فهد الأمنية بالريا�ض‪.‬‬
‫(***) حا�ص���ل عل���ى درج���ة البكالوريو�س يف الإح�ص���اء التطبيق���ي والدميوغرافيا م���ن جامعة اجلزي���رة بال�سودان‪،‬‬
‫من الق�سم ذاته واجلامعة ذاتها‪ ،‬ودرج���ة الدكتوراه يف الإح�صاء التطبيقي من‬ ‫واملاج�ست�ي�ر يف ال�س���كان والتنمية‬
‫© ‪ 2022‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ‬‫العزيز‪.‬‬ ‫ﺣﻘﻮﻕعبد‬
‫ﺍﻟﻨﺸﺮ‬ ‫�سطام بن‬ ‫ﺟﻤﻴﻊ‬ ‫ﻋﻠﻤﺎالﺃﻥأمري‬
‫بجامعة‬ ‫ً‬
‫م�ساعدا‬
‫ﺍﻟﻨﺸﺮ‪،‬‬ ‫ﺣﻘﻮﻕ‬ ‫ً‬
‫أ�ستاذا‬ ‫والتكنولوجيا‪.‬ﻣﻊيعمل �‬
‫ﺃﺻﺤﺎﺏ‬ ‫للعلوم‬
‫ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ‬ ‫ﻋﻠﻰ‬ ‫ال�سودان‬ ‫جامعة‬
‫ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‬
‫ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور‪� /‬إبراهيم بن �سليمان احلربي‬ ‫مدى �إملام رجال ال�ضبط اجلنائي ب�إجراءات ال�ضبط املتعلقة ب�أ�صحاب احل�صانة لغري ال�سعوديني يف اململكة العربية ال�سعودية‬

‫أسباب العود إلى تعاطي المخدرات بعد العالج‬


‫(دراسة وصفية تحليلية لنزالء مجمع األمل للصحة النفسية‬
‫بالرياض كما يراها المختصون والمعالجون)‬

‫�إعداد‬
‫*‪1‬‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي‬
‫**‪2‬‬
‫الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي‬
‫***‪3‬‬
‫الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬

‫(*) حا�ص���ل على درج���ة البكالوريو�س يف الرتبية من جامع���ة امللك �سعود‪،‬واملاج�ستري يف �أ�ص���ول الرتبية من اجلامعة‬
‫ذاته���ا‪ ،‬والدكت���وراه يف التقومي الرتبوي من جامعة التروب ب�أ�سرتاليا‪ .‬يعمل �أ�ست���اذ ًا م�ساعد ًا يف التقومي الرتبوي‬
‫امل�شارك بجامعة الأمري �سطام بن عبدالعزيز‬
‫(**) حا�ص���ل عل���ى درجة البكالوريو����س يف اخلدمة االجتماعي���ة من جامعة الإم���ام حممد بن �سع���ود‪ ،‬واملاج�ستري يف‬
‫التخ�ص����ص ذاته من جامعة امللك �سعود‪ ،‬والدكت���وراه يف التخ�ص�ص ذاته من جامعة براد فورد بربيطانيا‪ .‬يعمل‬
‫�أ�ستاذ ًا م�شارك ًا بكلية امللك فهد الأمنية بالريا�ض‪.‬‬
‫(***) حا�ص���ل عل���ى درج���ة البكالوريو�س يف الإح�ص���اء التطبيق���ي والدميوغرافيا م���ن جامعة اجلزي���رة بال�سودان‪،‬‬
‫واملاج�ست�ي�ر يف ال�س���كان والتنمية من الق�سم ذاته واجلامعة ذاتها‪ ،‬ودرج���ة الدكتوراه يف الإح�صاء التطبيقي من‬
‫جامعة ال�سودان للعلوم والتكنولوجيا‪ .‬يعمل �أ�ستاذ ًا م�ساعد ًا بجامعة الأمري �سطام بن عبد العزيز‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫أسباب العود إلى تعاطي المخدرات بعد العالج‬
‫"دراسة وصفية تحليلية لنزالء مجمع األمل للصحة النفسية‬
‫بالرياض كما يراها المختصون والمعالجون"‬

‫امل�ستخل�ص‬
‫هدف���ت الدرا�س���ة �إىل التع���رف �إىل العوام���ل النف�سي���ة‬
‫واالجتماعي���ة واالقت�صادي���ة الت���ي ت����ؤدي للع���ود لتعاط���ي‬
‫املخدرات‪ .‬وقد اتبعت منهج حتليل امل�ضمون لتحليل البيانات‬
‫وجمعت بياناتها عن طري���ق املقابلة للمخت�صني‬ ‫واملعلوم���ات‪ُ ،‬‬
‫واملعاجل�ي�ن يف جممع الأمل لل�صح���ة النف�سية بالريا�ض‪ .‬وقد‬ ‫�إعـــداد‬
‫بلغ حجم العينة (‪ )26‬خمت�ص ًا ومعاجل ًا‪.‬‬ ‫الدكتور ‪ /‬خالد العتيبي‬
‫الدكتور ‪ /‬عيد العنزي‬
‫وق���د تو�صلت �إىل عدد م���ن النتائج‪ ،‬من �أبرزه���ا‪� :‬أن فئة‬ ‫الدكتور ‪ /‬أحمد رحمة‬
‫مدمني املخدرات الأكرث عر�ضة لالنتكا�سة بعد العالج هم ذوو‬
‫امل�ستوى التعليمي املتدين‪ ،‬وكذلك من �أم�ضوا تاريخ ًا طوي ًال يف تعاطي املخدرات‪� ،‬إ�ضافة‬
‫�إىل فئ���ة العزاب‪ ،‬و�أن املعر�ض�ي�ن لالنتكا�سة بعد العالج اجتماعي��� ًا يكمن يف الأ�شخا�ص‬
‫الذين يرف�ضهم �أقاربهم‪ ،‬ومن ينتمون لأ�سر مفككة‪ ،‬ومن يعي�شون ب�أحياء فقرية‪ ،‬و�أي�ض ًا‬
‫من ي�شعرون ب�أمل الو�صم والنظرة الدونية من املجتمع جتاههم‪ ،‬ف�ض ًال عنن لديهم �صعوبة‬
‫يف التعامل مع الآخرين‪� ،‬أم���ا العوامل االقت�صادية فتمثلت يف �ضعف احلالة االقت�صادية‬
‫ملدمن���ي املخدرات‪ ،‬والبطالة‪ ،‬وم���ن يعي�شون حياة الرتف وتوفر امل���ادة‪ ،‬يف حني تر ّكزت‬
‫العوام���ل النف�سية يف امليول العدواني���ة للمتعاطي واالنطوائية‪� ،‬إ�ضاف���ة �إىل �أولئك الذين‬
‫لي����س لديهم القدرة على رف�ض �إحلاح �أ�صدقاء ال�سوء من متعاطي املخدرات ومروجيها‪،‬‬
‫وكذلك الأ�شخا�ص الذين يعانون ا�ضطرابات نف�سية‪.‬‬
‫واقرتح���ت الدرا�س���ة عدد ًا م���ن التو�صيات �أهمه���ا‪ :‬رفع الوعي ب�أخط���ار املخدرات‪،‬‬
‫زي���ادة الربامج التوعوية والوقائية‪ ،‬الرتكيز على فئة ال�شباب‪ ،‬ت�صميم برامج ا�ستباقية‪،‬‬
‫وتوفري الفر�ص الوظيفية‪.‬‬
‫الكلمات االفتتاحية‪ :‬جممع الأمل لل�صحة النف�سية‪ ،‬العود‪ ،‬تعاطي املخدرات‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫املقدمة‬
‫ت�سع���ى دول الع���امل �إىل العمل عل���ى ا�ستثمار العق���ل الب�شري عل���ى امل�ستويات كافة‪،‬‬
‫�إال �أن���ه يعرت�ضه���ا معوقات متعددة حتد من متك�ي�ن هذا اال�ستثمار‪ ،‬ولع���ل من �أبرز هذه‬
‫املع�ض�ل�ات رواج املخدرات ب�ي�ن �أفراد املجتمع‪ ،‬حي���ث �إن �أي جمتمع ينت�ش���ر بني �أفراده‬
‫تعاطي و�إدمان املخدرات يكون عر�ضة للأمرا�ض املختلفة‪ ،‬ويت�سبب ذلك يف انت�شار كثري‬
‫م���ن ال�سلوكات التي ت�ؤدي �إىل انت�ش���ار اجلرمية والفو�ضى وانعدام الأمن واال�ستقرار؛ ما‬
‫يعر����ض املجتمع �إىل التفكك االجتماعي واالقت�صادي (‪National Drug Intelligence‬‬
‫‪.)Center, 2011‬‬
‫وم���ن امل�سلم به �أن للمخدرات خماطر وم�شكالت متعددة‪ ،‬تك ّلف العامل ثروة ب�شرية‬
‫واقت�صادية كبرية‪ ،‬لذا ف�إن م�شكلة املخدرات ‪ -‬يف واقع الأمر ‪ -‬من �أخطر امل�شكالت التي‬
‫تواجهه���ا معظم بلدان العامل يف الوقت احلا�ضر؛ ذلك �أن نحو ربع �سكان الكرة الأر�ضية‬
‫تقريب��� ًا يتعاطون �أنواع ًا خمتلف���ة من املخدرات (احلارث���ي‪ .)1416 ،‬وتدل الإح�صاءات‬
‫والبيانات الدولية على تزايد الإقبال على تعاطيها عاملي ًا (حممد‪ ،)1996 ،‬وطبق ًا ملنظمة‬
‫ال�صح���ة العاملية ف����إن نحو ‪ 800‬مليون م���ن الب�شر يف العامل يتعاط���ون املخدرات بجميع‬
‫�أنواعه���ا‪ ،‬وه���ذا الرقم يع���ادل ‪ %3‬من �سكان الع���امل‪ ،‬و�أن ‪ %70‬منه���م مدمنون (منظمة‬
‫ال�صحة العاملية‪ .)2017 ،‬ومما يزيد يف خطورة الأمر �أن هذا التعاطي يكاد ي�شمل �أغلب‬
‫فئات املجتمع‪ ،‬ما يهدد فئة ال�شباب باخلطر‪� ،‬إذ ت�ؤكد درا�سة نوفل والرندي (‪� )1998‬أن‬
‫الطالب هم �أكرث تعر�ض ًا لتعاطي املخدرات من غريهم‪.‬‬
‫وعل���ى ال�صعي���د الدويل‪ ،‬فق���د ا�ست�شع���رت الأمم املتح���دة خطورة املخ���درات على‬
‫متخ�ض عنها �إ�صدار (االتفاقية‬‫املجتمع���ات وعقدت كثري ًا من اللقاءات وامل�ؤمترات حتى ّ‬
‫الوحي���دة للمخدرات) عام ‪1961‬م‪ ،‬وعق���دت الأمم املتحدة م�ؤمتر ًا للنظر يف التعديالت‬
‫امل�ضافة على هذه االتفاقية يف عام ‪1972‬م‪ ،‬ثم �إقرار ال�صيغة املع ّدلة يف بروتوكول العام‬
‫نف�سه‪ ،‬لت�صدر الن�سخة املع ّدلة لالتفاقية الوحيدة للمخدرات‪1961‬م (االتفاقية الوحيدة‬
‫للمخدرات ل�سنة ‪1961‬م)‪.‬‬
‫وق���د أ�ب���رزت الدرا�س���ات �أ�سباب��� ًا متع���ددة النت�ش���ار تعاط���ي املخ���درات يف خمتلف‬
‫املجتمع���ات‪ ،‬و�أنها تعود �إىل جمموعة من العوامل والظروف املتداخلة فيما بينها‪ ،‬وذلك‬

‫‪70‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫باختالف طبيعة الأفراد واملجتمع‪ ،‬حيث تتنوع الأ�سباب‪ :‬فمنها االجتماعية واالقت�صادية‪،‬‬
‫والنف�سية‪ ،‬ومنها املبا�شر الذي يكون ت�أثريه وا�ضح ًا يف املجتمع‪ ،‬ومنها غري املبا�شر الذي‬
‫ال ي�شعر به �إال �أهل اخلربة واالخت�صا�ص (ال�شقاوي‪.)1414 ،‬‬
‫وال �شك �أن تعاطي املخدرات و�إدمانها ُيح ّمل الدول مبالغ طائلة يف العالج واملكافحة‪،‬‬
‫�إذ تب���ذل الدول واملنظمات جه���ود ًا م�ضنية لل�سيطرة على م�شكل���ة املخدرات ومكافحتها‬
‫ب���كل ال�سبل‪ ،‬وهذا ي�ش ّكل عبئ��� ًا على الباحثني والعلماء يف جمي���ع امليادين للبحث والعمل‬
‫ال���د�ؤوب لإيج���اد حل لها‪ ،‬من �أجل الإ�سهام يف �إنقاذ املجتم���ع من تلك الآفة‪ ،‬الأمر الذي‬
‫يتطل���ب ت�ضاف���ر اجلهود من �أجل الق�ض���اء على هذه الظاهرة ب�أ�سل���وب علمي وفق خطة‬
‫عاملية �شاملة‪.‬‬
‫وت�أت���ي اململك���ة العربية ال�سعودية من �ضمن الدول التي ت���ويل اهتمام ًا كبري ًا لق�ضية‬
‫املخدرات‪ ،‬وتعمل الدولة مب�ستوياتها كافة احلكومية والأهلية للحد منها والق�ضاء عليها‪،‬‬
‫ومن �ضمنها نظ���ام مكافحة االجتار باملواد املخدرة يف اململكة العربية ال�سعودية املعمول‬
‫ب���ه مبوج���ب الأمر ال�سام���ي الكرمي رق���م ‪/4‬ب‪ 966/‬وتاري���خ ‪ 1407/10/7‬هـ���ـ (نظام‬
‫مكافحة املخ���درات امل�ؤثرات العقلي���ة باململكة العربية ال�سعودي���ة‪ ،)1426 ،‬والعديد من‬
‫الربامج واملبادرات التوعوية والعالجية التي �أقامتها م�ؤ�س�سات الدولة املختلفة احلكومية‬
‫واخلا�ص���ة‪ ،‬التي من �أبرزها‪ ،‬اللجنة الوطنية ملكافحة املخدرات التابعة لوزارة الداخلية‪،‬‬
‫جمم���ع الأمل لل�صحة النف�سي���ة‪ ،‬اجلمعية اخلريي���ة للمتعافني من املخ���درات وامل�ؤثرات‬
‫العقلي���ة‪ ،‬اجلمعية الوطنية اخلريية للوقاية من املخدرات (وقاية)‪ ،‬وكذلك �إ�صدار قرار‬
‫هيئ���ة كبار العلماء رق���م ‪ 138‬باحلكم بقتل مهربي ومروجي املخدرات يف اململكة العربية‬
‫ال�سعودية‪.‬‬
‫م�شكلة الدرا�سة‬
‫�إن انت�ش���ار املخ���درات يف �أي جمتم���ع كفي���ل بانت�ش���ار اال�ضطراب���ات االجتماعي���ة‬
‫واالقت�صادي���ة والنف�سية‪ .‬وتع���ود م�شكلة تعاط���ي و�إدمان املخ���درات �إىل �أ�سباب وعوامل‬
‫كث�ي�رة وخمتلف���ة؛ �إذ �أظهرت كثري من الدرا�سات عدد ًا منه���ا‪ :‬ك�أ�صدقاء ال�سوء والتقليد‬
‫واملح���اكاة والبطالة‪ .‬كما �أن العود �أو االنتكا�س���ة �إىل تعاطيها يخ�ضع لعدد من الأ�سباب‪،‬‬
‫من �أبرزها‪ :‬ما يحدثه املخدر من خلل يف �شخ�صية الفرد‪ ،‬ما يفقده القدرة على التحكم‬

‫‪71‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫يف �سلوك���ه بع���د العالج‪ .‬وق���د تطرقت بع����ض الدرا�س���ات ال�سابقة �إىل درا�س���ة عدد من‬
‫العوام���ل والأ�سباب الدافعة للع���ود واالنتكا�سة �إىل املخدرات بعد التوق���ف �أو العالج‪� ،‬إال‬
‫�أنه من املالحظ �أن �أغلبها ركزت على حتديد الأ�سباب كما يراها املتعاطون �أو املدمنون‬
‫على املخدرات‪.‬‬
‫وت�شري الإح�صاءات �إىل ارتفاع معدالت العود لتعاطي املخدرات بعد العالج واخلروج‬
‫من امل�ست�شفى‪� ،‬إذ تبني بع�ض الدرا�سات �أن نحو ‪ %80‬من املتعاجلني يعودون للتعاطي بعد‬
‫ال�سن���ة الأوىل من الع�ل�اج‪ ،‬و�أن ثلثي ه����ؤالء العائدين يع���ودون للم�ست�شفى للعالج خالل‬
‫الثالثة الأ�شهر الأوىل من خروجهم ‪.)2002( Brunswig & Penix & O›Donohue‬‬
‫كم���ا �أ�شار كل م���ن ‪� )1986( Miller & Heather‬إىل �أن ثالث���ة �أرباع املتعافني يعودون‬
‫للتعاط���ي خالل ال�سنة الأوىل من العالج‪� .‬أما يف اململكة العربية ال�سعودية فقد بلغ معدل‬
‫العود للتعاطي عام ‪2002‬م نحو ‪( %53‬ال�سليم‪.)1426 ،‬‬
‫كل هذه الإح�ص���اءات تدل بو�ضوح على وجود م�شكلة العود واالنتكا�سة للتعاطي بعد‬
‫الع�ل�اج؛ الأمر الذي �سبب خ�سائر �صحية واجتماعي���ة واقت�صادية؛ لذا ا�شتغل الباحثون‬
‫واملهتمون بدرا�سة هذه امل�شكلة من جوانب عدة‪� ،‬سواء من جهة الأ�سباب الداعية للتعاطي‪،‬‬
‫�أو من جهة املدمن نف�سه‪� ،‬أو طبيعة العالج �أو بيئة امل�صحة‪� ،‬أو املعاجلني واملخت�صني‪.‬‬
‫�إن معرف���ة �أ�سباب العود من وجهة نظر املخت�صني واملعاجلني يعد �أمر ًا مهم ًا‪ ،‬وهذا‬
‫ما �سرتكز عليه هذه الدرا�سة‪ ،‬خا�صة �أن �أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد التعايف‬
‫ال ميكن �أن نعزوها �إىل عامل واحد و�إمنا �إىل عدد من العوامل املت�شابكة واملركبة‪ ،‬لذلك‬
‫ال ب���د من فهمه���ا من �أبعاد متعددة‪ ،‬ومن هذه الأبعاد التع��� ّرف �إىل وجهة نظر املعاجلني‬
‫واملخت�صني‪.‬‬
‫وق���د تكون وجهة نظر املخت�صني �أو املعاجلني حول الأ�سباب التي ت�ؤدي �إىل تعاطيها‬
‫بع���د العالج تختلف عن نظ���رة املدمن �أو املتعاطي نف�سه‪ ،‬حي���ث �إن املعاجلني هم الذين‬
‫يبا�ش���رون عالج املدمنني يف مراك���ز متخ�ص�صة‪ ،‬وينظرون �إىل م�شكل���ة العود من زوايا‬
‫خمتلف���ة‪ ،‬ويتوق���ع منه���م �أن يكونوا �أك�ث�ر مو�ضوعية وعم���ق ملعرفة �سب���ب االنتكا�سة بعد‬
‫الع�ل�اج‪ ،‬خا�ص���ة �أنهم قد مار�سوا العم���ل امليداين بالإ�ضاف���ة �إىل تخ�ص�صاتهم العلمية؛‬

‫‪72‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫ل���ذا ف�إن ما تتميز به هذه الدرا�سة هو تركيزها عل���ى التع ّرف �إىل وجهة نظر املخت�صني‬
‫واملعاجل�ي�ن يف جمم���ع الأمل لل�صحة النف�سية بالريا�ض ح���ول �أ�سباب العود للتعاطي بعد‬
‫الع�ل�اج‪ ،‬الأمر الذي �سيجع���ل منها �إ�ضافة علمية ومك ّملة ملا �سب���ق من جهد للباحثني يف‬
‫هذا املجال‪.‬‬
‫�أ�سئلة الدرا�سة‬
‫‪1 .1‬م���ا اخل�صائ�ص الأولية و�أبعاد ال�شخ�صي���ة املعر�ضة للعود �إىل تعاطي املخدرات‬
‫بع���د العالج‪ ،‬كما يراها املخت�صون واملعاجلون يف جممع الأمل لل�صحة النف�سية‬
‫بالريا�ض؟‬
‫‪2 .2‬م���ا العوامل االجتماعية الدافعة لعودة مدمني املخدرات بعد العالج‪ ،‬من وجهة‬
‫نظر املخت�صني واملعاجلني يف جممع الأمل لل�صحة النف�سية بالريا�ض؟‬
‫‪3 .3‬ما العوامل االقت�صادية الدافعة لع���ودة مدمني املخدرات للتعاطي بعد العالج‪،‬‬
‫كما يراها املخت�صون واملعاجلون يف جممع الأمل لل�صحة النف�سية بالريا�ض؟‬
‫‪4 .4‬ما العوامل النف�سي���ة الدافعة للعود �إىل الإدمان بعد التعايف والعالج‪ ،‬من وجهة‬
‫نظر املخت�صني واملعاجلني يف جممع الأمل لل�صحة النف�سية بالريا�ض؟‬
‫‪5 .5‬م���ا العوامل املرتبطة باملادة املخدرة والربنامج العالجي الدافعة لعودة مدمني‬
‫املخدرات بعد العالج‪ ،‬كما يراها املخت�صون واملعاجلون يف جممع الأمل لل�صحة‬
‫النف�سية بالريا�ض؟‬
‫�أهداف الدرا�سة‬
‫‪1 .1‬التع���رف �إىل واقع العود لإدمان املخدرات بعد الع�ل�اج يف جممع الأمل لل�صحة‬
‫النف�سية بالريا�ض‪ ،‬من وجهة نظر املخت�صني واملعاجلني‪.‬‬
‫‪2 .2‬الك�ش���ف عن العوامل االجتماعية الدافع���ة للعود �إىل املخدرات بعد التعايف‪ ،‬من‬
‫وجهة نظر املخت�صني واملعاجلني يف جممع الأمل لل�صحة النف�سية بالريا�ض‪.‬‬
‫‪3 .3‬التع���رف �إىل العوامل االقت�صادية الدافعة للعود �إىل املخدرات بعد التعايف‪ ،‬من‬
‫وجهة نظر املخت�صني واملعاجلني يف جممع الأمل لل�صحة النف�سية بالريا�ض‪.‬‬
‫‪4 .4‬التعرف �إىل العوامل النف�سية الدافعة للعود �إىل املخدرات‪ ،‬كما يراها املخت�صون‬
‫واملعاجلون يف جممع الأمل لل�صحة النف�سية بالريا�ض‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫‪5 .5‬التعرف �إىل العوامل املرتبطة باملادة املخدرة والربنامج العالجي الدافعة لعودة‬
‫مدمني املخدرات بعد العالج‪ ،‬كما يراها املخت�صون واملعاجلون يف جممع الأمل‬
‫لل�صحة النف�سية بالريا�ض‪.‬‬
‫�أهمية الدرا�سة‬
‫�إن م���ا ي�ؤك���د �أهمية هذا البحث ه���و �أن �أ�ضرار املخ���درات ال يقت�صر على ال�شخ�ص‬
‫نف�س���ه بل يتعدى ذلك �إىل دمار �أ�سرته وجمتمعه؛ لذل���ك فمن واجب املهتمني والباحثني‬
‫واملتخ�ص�ص�ي�ن الإ�سهام يف العم���ل على اقتالع هذه الظاهرة‪ ،‬واحل���د من انت�شارها بني‬
‫�أفراد املجتمع‪.‬‬
‫ففهم العوامل الدافعة للعود �إىل تعاطي املخدرات و�إدمانها �سي�سهم ب�شكل فاعل يف‬
‫فهم امل�شكلة وحتديد �أبعادها‪ ،‬ومن ثم مراعاة ذلك يف �إعداد الربامج العالجية والوقائية‬
‫للح���د من العود لالنتكا�سة �إىل تعاط���ي املخدرات بعد العالج‪ .‬كما �أن املعالج الذي يعمل‬
‫مع الأفراد املدمنني العائدين ملجمع ال�صحة النف�سية بعد العالج ي�ستطيع حتديد مناطق‬
‫التدخل املهني الوقائي والعالجي‪ ،‬الأمر الذي �سينعك�س على فاعلية العالج‪.‬‬
‫ومم���ا يعط���ي �أهمية لهذه الدرا�سة �أي�ض ًا هو �أنه ال ميك���ن �أن نعزو �أ�سباب االنتكا�سة‬
‫للمخ���در‪ ،‬وح�صرها مبا يراه املتعاطون �أنف�سه���م‪� ،‬إذ ال بد من الأخذ يف احل�سبان وجهة‬
‫نظر املخت�صني واملعاجلني من ذوي اخلربة‪ ،‬الذين ي�ستطيعون احلكم على الظاهرة من‬
‫�أبع���اد خمتلفة وفق ًا للممار�سات العلمية والعملية‪ ،‬حيث �إن حتديد العوامل الدافعة للعود‬
‫�إىل التعاطي والإدمان بعد التعايف �سي�سهم يف تطوير الربامج العالجية والت�أهيلية‪.‬‬
‫م�صطلحات الدرا�سة‬
‫الع��ود (االنتكا�س��ة)‪ :‬هي العودة �إىل �أمناط التعاطي ال�سابق���ة‪ ،‬ويق�صد بها العودة‬
‫�إىل تعاط���ي املخدرات �أو امل�سكرات بعد فرتة انقطاع عنه���ا‪ ،‬وفق ًا للظروف التي مير بها‬
‫كل مري�ض بعد عالجه وخروجه من امل�ست�شفى (الدخيل‪2012 ،‬م)‪.‬‬
‫الإدم��ان‪ :‬يعد الإدمان حالة م���ن االعتماد اجل�سمي والنف�سي عل���ى املادة املتعطاة‪،‬‬
‫وغالب��� ًا ما يرتتب على ذلك فقد القدرة االحتمالية جتاه تلك املادة (الدخيل‪2006 ،‬م)‪.‬‬
‫وميك���ن تعري���ف الإدمان يف هذه الدرا�سة‪ ،‬ب�أنه احلالة النف�سي���ة �أو الع�ضوية التي حتدث‬

‫‪74‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫عندم���ا يت���م التعاطي للمخدرات‪ ،‬الأمر ال���ذي ينتج منه �أمناط �سلوكي���ة تولد الرغبة يف‬
‫التعاطي امل�ستمر‪.‬‬
‫املخدرات‪ :‬وقد عرفها ال�سليم (‪1426‬هـ) ب�أنها‪ :‬كل مادة خام �أو م�ستح�ضرة حتتوي‬
‫عل���ى مواد م�سكنة �أو منبهة‪ ،‬يف حالة م���ا �إذا مت ا�ستخدامها يف غري الأغرا�ض الطبية �أو‬
‫ال�صناعية ف�إنها ت�ؤدي �إىل حالة من اال�ستعداد �أو الإدمان عليها‪ ،‬وت�سبب �ضرر ًا ج�سماني ًا‬
‫�أو نف�سي��� ًا �أو كليهم���ا‪ .‬ويق�صد باملخدرات يف هذه الدرا�سة‪ ،‬كل م���ا يتناوله ال�شخ�ص من‬
‫مواد خمدرة‪ ،‬ت�ؤثر يف �صحته النف�سية واجل�سمية‪.‬‬
‫جمم��ع الأمل لل�صحة النف�سية بالريا���ض‪ :‬هو من�ش�أة �صحية متخ�ص�صة يف ال�صحة‬
‫النف�سي���ة وعالج الإدم���ان تابع لوزارة ال�صح���ة باململكة العربية ال�سعودي���ة ويقع مبدينة‬
‫الريا����ض‪ .‬ويقدم كثري ًا م���ن اخلدمات العالجية والت�أهيلي���ة والتوعوية والتثقيفية‪� ،‬سواء‬
‫ملر�ض���ى الإدم���ان �أو مر�ضى الأمرا����ض النف�سية داخ���ل املجمع‪( ،‬جمم���ع الأمل لل�صحة‬
‫النف�سية‪1438 ،‬هـ)‪.‬‬
‫الإطار النظري‬
‫املف�سرة للعود �إىل الإدمان‬
‫‪-1‬النظريات ّ‬
‫تف�سر االنحراف وال�سل���وك الإجرامي نحو تعاطي‬ ‫هن���اك كثري من النظريات الت���ي ّ‬
‫املخ���درات و�إدمانه���ا‪ ،‬التي تخدم مو�ض���وع الدرا�سة‪ ،‬وذلك لفهم وتف�س�ي�ر الدوافع التي‬
‫تق���ف خلف تعاطيه���ا و�إدمانها‪ ،‬وكذلك الع���ود �إىل التعاطي بعد الع�ل�اج‪ ،‬ومن �أبرز هذه‬
‫النظريات‪:‬‬
‫�أ‪ -‬نظرية التحليل النف�سي‬
‫ظهر االجتاه النف�سي (ال�سيكولوج���ي) كمدخل لفهم الظاهرة الإجرامية ‪ -‬وح�سب‬
‫ه���ذه النظري���ة – يعد تعاط���ي و�إدمان املخ���درات تعبري ًا ع���ن طاقة غريزي���ة كامنة يف‬
‫تعط النظري���ة النف�سية للفعل‬
‫الال�شع���ور لدى الف���رد تبحث عن خمرج لها‪ ،‬يف ح�ي�ن مل ِ‬
‫الإجرام���ي �أهمية ك�ب�رى‪ ،‬بل كانت تعطيه قيم���ة رمزية‪ ،‬فهو تعب�ي�ر مبا�شر عن حاجات‬
‫غريزية ورغبات مكبوتة عند الفرد (معو�ض‪ .)2012 ،‬وت�ضمنت نظرية التحليل النف�سي‬
‫ع���دد ًا من االجتاهات ذات �أهمي���ة مل�شكلة ال�سلوك الإدماين �س���واء بتعاطي املخدرات �أو‬
‫العود لها بعد العالج‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪75‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫‪1 .1‬اجت���اه الإح�سا����س بالنق����ص‪ :‬يع���ود هذا االجت���اه �إىل "�أدل���ر"‪ ،‬الذي ي���رى �أن‬
‫االنحراف يكون نتيجة �شعور ال�شخ�ص بالنق�ص‪ ،‬وعندما يح�صل الف�شل وي�شعر‬
‫الفرد به‪ ،‬ف�إن هذا ال�شعور يقوده �إىل اجلرمية واالنحراف وممار�سة �سلوك غري‬
‫مقب���ول يف املجتم���ع (معو�ض‪ ،)2012 ،‬ومما ال �شك فيه ف����إن تعاطي املخدرات‬
‫و�إدمانها يعد �سلوك ًا م�ضاد ًا للمجتمع ومدمر ًا لن�سيجه االجتماعي واالقت�صادي‪.‬‬
‫‪ 2 .2‬اجت���اه الإح�سا����س بالإحباط‪ :‬يرى "دوالردو" �صاحب ه���ذا االجتاه �أن ال�سلوك‬
‫املنح���رف يح���دث نتيجة �إحب���اط مير به الف���رد‪ ،‬وي�ؤدي ب���ه �إىل العدوانية التي‬
‫بدوره���ا ت����ؤدي �إىل الإحب���اط‪ ،‬وبذلك يكون الف���رد يف دائرة م���ن الإحباطات؛‬
‫م���ا يدفع���ه �إىل الإقدام على �سلوك م�ض���اد للمجتمع‪ ،‬ك�إدم���ان املخدرات‪ .‬ويعد‬
‫ال�ضغ���ط االجتماع���ي من �أبرز ال�ضغ���وط التي تقود �إىل االنح���راف‪ ،‬وذلك من‬
‫خ�ل�ال ال�سلط���ة املتمثلة يف تنفي���ذ �أوامر �سلطوي���ة‪ ،‬و�ضغط من خ���ارج ال�سلطة‬
‫ي�صدر ع���ن البيئة االجتماعي���ة املحيطة بالفرد كالأق���ران والأقارب‪ ،‬واملعارف‬
‫وزمالء العمل (�أحمد‪.)2015 ،‬‬
‫ب‪ -‬النظرية ال�سلوكية‬
‫و ُيع��� ّد "باندورا" من �أه���م رواد هذه النظرية‪ ،‬التي تف�سر ال�سلوك املنحرف ك�إدمان‬
‫املخ���درات �أنه �سل���وك متع ًّلم يكت�سبه الفرد م���ن البيئة املحيطة‪ ،‬ومن ه���ذا املنظور ف�إن‬
‫الأ�شخا����ص ال يول���دون جمرم�ي�ن و�إمن���ا يتعلمون ال�سل���وك املنحرف من خ�ل�ال التجربة‬
‫املبا�ش���رة �أو املالحظة والتقلي���د؛ �إذ يتعلم الفرد ال�سلوك املنح���رف من حميطه املبا�شر‬
‫ك أ�ح���د �أف���راد الأ�سرة‪� ،‬أو �أحد الأ�صدق���اء‪ ،‬يف احلي‪� ،‬أو املدر�سة‪� ،‬أو م���ن و�سائل الإعالم‬
‫(ربيع‪ ،)2009 ،‬وبذلك ميكن القول ‪ -‬يف �ضوء النظرية ال�سلوكية ‪� -‬إن تعاطي املخدرات‬
‫والعودة لها بعد العالج يت�أثر مبا يتعلمه الفرد من �سلوك منحرف من البيئة االجتماعية‪،‬‬
‫ك�أ�صدقاء التعاطي‪ ،‬لذلك ينبغي و�ضع الأ�صدقاء يف احل�سبان كعامل مهم يف الدفع لعودة‬
‫الأفراد للمخدرات بعد العالج‪.‬‬
‫ج‪ .‬نظرية التقليد‬
‫يرى "جربيل تارد" رائد هذه النظرية �أن التقليد هو العامل الأ�سا�س يف حياة الفرد‬
‫االجتماعي���ة‪ ،‬فه���و قد ي�صب���ح متعاطي ًا للمخ���درات �إن كان ينتم���ي �إىل جماعة منحرفة‬
‫متعاط�ي�ن‪ ،‬وبذلك يكت�سب منهم ال�سلوك املنحرف من خ�ل�ال التقليد واملحاكاة‪ .‬وتتب ّنى‬
‫‪76‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫هذه النظرية عدد ًا من القوانني الأ�سا�سية للتقليد‪ ،‬مثل ال�صغري يق ّلد الكبري‪ ،‬وال�ضعيف‬
‫يق ّل���د الق���وي‪ ،‬كما �أن النا�س يق ّل���د بع�ضهم بع�ض ًا (�أحم���د‪ ،)2015 ،‬لذلك ‪ -‬ح�سب هذه‬
‫النظري���ة ‪ -‬ف����إن من املتوق���ع عودة متعاطي املخ���درات �إىل جماعة التعاط���ي نف�سها بعد‬
‫العالج‪ ،‬ما ي�سهم بانتكا�سته للتعاطي مرة �أخرى‪.‬‬
‫د‪ .‬نظرية الو�صم االجتماعي‬
‫مع بداية اخلم�سينات ظهرت نظرية الو�صم "رد الفعل االجتماعي"‪ ،‬التي تقوم على‬
‫�أ�سا����س فر�ضية �أن االنحراف م�س�ألة ن�سبية تخ�ضع لعرف اجلماعة‪� ،‬إذ �إن هناك معايري‬
‫ينبغ���ي االلتزام بها‪ ،‬ويعد اخلروج عليها و�صمة تلح���ق بال�شخ�ص؛ لذلك ف�إن االنحراف‬
‫ذات���ه ال يق���وم على نوع الفعل ال���ذي ي�سلكه ال�شخ�ص بل عل���ى ردة فعل اجلماعة‪ ،‬وبذلك‬
‫ت���دور فكرة نظرية الو�صم االجتماع���ي على �أن االنحراف ال يع���ود �إىل الفرد‪ ،‬و�إمنا �إىل‬
‫ردة فع���ل املجتمع جتاه �سلوك الف���رد‪ ،‬وعادة تكون ردة فعله قوية على الطبقات الفقرية‪،‬‬
‫وكذلك �ضد الن�ساء مقارنة بالرجال (‪.)Clinard & Meier, 2004‬‬
‫ويف �ض���وء نظرية الو�صم االجتماعي ف�إنه ميك���ن تف�سري العود لتعاطي املخدرات �إىل‬
‫ردة فع���ل املجتم���ع جتاه مدمن���ي املخدرات‪ ،‬و�إ�ضف���اء �صفة الإدمان عليه���م‪ ،‬فيكون لهذه‬
‫الو�صم���ة �أث���ر نف�سي واجتماع���ي يف الأفراد املتعافني م���ن الإدمان‪ ،‬ما قد يك���ون �سبب ًا يف‬
‫عودتهم للمخدرات بعد العالج‪ ،‬نتيجة لرف�ض املجتمع لهم وعدم تقبلهم ك�أفراد �صاحلني‪.‬‬
‫هـ‪ .‬نظرية التدخل النف�سي االجتماعي‬
‫ت���رى نظرية التدخل النف�سي االجتماع���ي �أن الإن�سان ال يعي�ش مبعزل عن بيئته التي‬
‫ي�ؤث���ر ويت�أثر بها‪ ،‬و�إنه ما ه���و �إال نتاج تفاعالت اجتماعية بني الأف���راد واجلماعات (�أبو‬
‫النيل‪.)1985 ،‬‬
‫وق���د اهت���م املنظ���ور النف�س���ي االجتماع���ي باملقوم���ات الداخلي���ة للف���رد وم�ضمونه‬
‫االجتماع���ي الذي يعي�ش في���ه‪ ،‬وتفاعله مع بيئته املبا�شرة‪ ،‬ك�أف���راد الأ�سرة‪ ،‬والأ�صدقاء‪،‬‬
‫واجل�ي�ران‪ ،‬وزمالء العمل‪ ،‬ومع املنظم���ات يف املجتمع كامل�ست�شفي���ات والأندية وغريها‪.‬‬
‫وا�ستن���اد ًا �إىل ذلك فقد ظه���ر االهتمام بكل من الفرد واملوق���ف‪ ،‬والتفاعل الذي يحدث‬
‫بينهم���ا‪ ،‬والربط بني عملي���ة امل�ساعدة يف عالج الف���رد وبني الفهم للعوام���ل ال�شخ�صية‬

‫‪77‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫والبيئي���ة التي ت�ساع���د على �إ�شباع حاجات الفرد والإ�سه���ام يف حل م�شكلته‪ ،‬والربط بني‬
‫هذه العوامل يف الت�شخي�ص والعالج (ب�شري و�آخرون‪.)1980 ،‬‬
‫وا�ستن���اد ًا �إىل نظرية التدخل النف�سي االجتماعي ف����إن الباحثني يرون �أن العود �إىل‬
‫تعاط���ي املخدرات ما هو �إال حالة تفاعلي���ة �سلبية بني العوامل ال�شخ�صية للفرد والعوامل‬
‫البيئي���ة‪ ،‬خا�صة االجتماعية منها‪ ،‬و�أن الفرد املدمن على املخدرات مي ّثل املحور الأ�سا�س‬
‫له���ذه العملي���ة التفاعلية‪ ،‬لذلك ال بد م���ن الأخذ يف احل�سبان ‪ -‬ح�س���ب املنظور النف�سي‬
‫االجتماع���ي ‪� -‬أن عوام���ل الع���ود للمخدرات بعد الع�ل�اج �ستكون مرتبط���ة بالفرد وبيئته‬
‫االجتماعي���ة؛ ل���ذا ال ينبغي تركيز العالج عل���ى ال�شخ�ص ذاته فح�س���ب‪ ،‬و�إمنا ينبغي �أن‬
‫يوجه العالج �أي�ض ًا �إىل �إ�صالح البيئة االجتماعية �أي�ض ًا‪.‬‬
‫الدرا�سات ال�سابقة‬
‫‪ -1‬درا�س��ة ال�سلي��م (‪ )1426‬وهدفت �إىل التعرف �إىل طبيعة العالقة االرتباطية بني‬
‫االنتكا�سة وم�ست���وى التدين وامل�ساندة االجتماعية‪ .‬وقد ُطبقت على مراجعي ق�سم عالج‬
‫االعتم���اد على املواد امل�ؤثرة نف�سي ًا يف جمم���ع الأمل لل�صحة النف�سية بالريا�ض‪ ،‬وتو�صلت‬
‫�إىل وجود عالقة عك�سية بني م�ستوى التدين والعود للتعاطي‪ ،‬فكلما ازدادت قوة امل�ساندة‬
‫االجتماعية للمتعافى تقل احتمالية عودته للتعاطي‪.‬‬
‫‪ -2‬درا�س��ة �آل خليف��ة (‪ ،)2007‬وهدفت �إىل التع ّرف �إىل مدى فاعلية العالج املق ّدم‬
‫للمدمن�ي�ن وامل�شكالت التي تواجههم �أثناء فرتة العالج عل���ى الإدمان‪ ،‬من خالل متابعة‬
‫ع�ل�اج ‪ 90‬مدمن ًا مبملك���ة البحرين‪ .‬وقد �أظه���رت نتائجها‪ :‬ارتفاع ن�سب���ة املدمنني عند‬
‫الذك���ور والع���زاب والأميني‪ ،‬الذي���ن يحملون م�ؤهالت �أق���ل من الثانوي���ة العامة‪ ،‬والذين‬
‫ميتهنون الأعمال احلرة‪ ،‬يف حني �أن ن�صف املدمنني بد�ؤوا الإدمان يف الفئة العمرية بني‬
‫‪ 15‬و‪� 19‬سنة‪ ،‬و�أن تعاطي املخدرات مك ّلف مادي ًا‪.‬‬
‫‪ -3‬درا�س��ة اخلزاع��ي (‪ ،)2010‬وهدف���ت �إىل معرف���ة �أث���ر التو ّقف ع���ن االدمان يف‬
‫حت�س�ي�ن نوعية حياة الفرد‪ .‬وقد ُط ّبقت على املدمنني الذين تو ّقفوا عن تعاطي املخدرات‬
‫بع���د انتهاء فرتة العالج يف م�ست�شفيات ومراكز العالج بالأردن‪ ،‬وعددهم ‪ 203‬مدمنني‪.‬‬
‫وتو�صلت اىل �أن ن�سبة مدمني املخدرات الذين توقفوا عن الإدمان كانت �أكرث بني الذكور‪،‬‬

‫‪78‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫و�أن ثالث���ة �أرباع املدمنني بني ‪ 25‬و‪� 39‬سنة‪ ،‬و�أغلبه���م يحملون م�ؤهالت �أقل من الثانوية‬
‫العامة‪ .‬كما �أظهرت �أنه كلما ارتفع الدخل زادت ن�سبة املدمنني‪ ،‬و�أن ثالثة �أرباع املدمنني‬
‫كانوا من العاملني يف القطاع اخلا�ص والأعمال احلرة‪.‬‬
‫‪ -4‬درا�س��ة �سكلت��ز ‪ ،)2010( Schieltz‬وهدف���ت �إىل التع��� ّرف �إىل �أ�سب���اب تعاط���ي‬
‫املخ���درات يف املجتم���ع الأمريكي‪ .‬و�أظهرت نتائجها‪� :‬أن �أهم ه���ذه الأ�سباب هي ال�ضجر‬
‫والإحباط من الواقع‪ ،‬وعدم قبول ال�شباب من قبل الآخرين �أو الأ�سرة‪� ،‬إ�ضافة �إىل طالق‬
‫الوالدين‪ ،‬و�سوء معاملة الأقارب والأ�صدقاء‪.‬‬
‫‪ -5‬درا�س��ة هورويت��ز ‪ ،)2010( Horwitz‬وهدفت �إىل التع���رف �إىل ظاهرة انت�شار‬
‫املخ���درات يف �أمري���كا‪ ،‬وتو�صل���ت نتائجه���ا �إىل ارتب���اط املخدرات مبع���دل اجلرمية يف‬
‫املجتم���ع‪ ،‬كم���ا �أبرزت �ضع���ف الرقابة احلكومية عل���ى جتارة املخ���درات‪ ،‬وكذلك غياب‬
‫التن�سيق امل�شرتك بني الأطراف املعنية ملواجهة هذه الآفة‪.‬‬
‫‪ -6‬درا�س��ة �أرون وت�شاف��ان وبارقاف��ا ‪،)2010( Arun & Chavan & Bhargava‬‬
‫وهدفت �إىل التعرف �إىل م�شكلة تعاطي املخدرات يف الهند‪ .‬وتو�صلت نتائجها �إىل حقيقة‬
‫انت�ش���ار ظاه���رة املخدرات بني ال�شب���اب‪ ،‬وخ�صو�ص ًا يف املناطق الريفي���ة والفقرية‪ .‬وقد‬
‫اقرتح���ت �ضرورة التع ّرف �إىل االختالفات ب�ي�ن املتعاطني من ال�شباب‪ ،‬وكذلك الظروف‬
‫التي تدفع بهم �إىل التعاطي‪ ،‬خا�صة الظروف االجتماعية والنف�سية واملادية‪.‬‬
‫‪ -7‬درا�س��ة ب��ركات واحل�لاق (‪ ،)2011‬وهدفت �إىل التع���رف �إىل �أ�سباب االنتكا�سة‬
‫وط ّبقت على ‪ 145‬مدمن ًا منتك�س ًا يف دم�شق‪.‬‬
‫والع���ودة �إىل تعاطي املخدرات بعد الع�ل�اج‪ُ ،‬‬
‫وتو�صل���ت نتائجها �إىل �أن غالبية �أفراد عينة الدرا�سة ق���د انتك�سوا وعادوا للتعاطي �أكرث‬
‫م���ن مرة‪ ،‬و�أن من �أهم �أ�سباب االنتكا�سة والعودة للتعاطي هي عدم القدرة على مواجهة‬
‫امل�ش���كالت وال�ضغوط‪ ،‬ثم ظهور م�شكالت نف�سية كالقل���ق واالكتئاب‪ ،‬والعودة لالختالط‬
‫مع املدمنني‪ ،‬ثم امل�شكالت الأ�سرية‪.‬‬
‫‪ -8‬درا�سة اخلوالدة واخلياط (‪ ،)2011‬وهدفت �إىل الك�شف عن �أبرز العوامل التي‬
‫تق���ود �إىل تعاطي املخدرات من وجهة نظر املتعاطني �أنف�سهم يف الأردن‪ ،‬على عينة بلغت‬
‫‪ 384‬مدمن��� ًا‪ .‬و�أظهرت نتائجها �أن �أهم العوامل التي تق���ود �إىل تعاطي املخدرات واملواد‬

‫‪79‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫اخلط���رة كانت ترتكز يف امل�شكالت الأ�سرية‪ ،‬واحل�صول على الل ّذة واملتعة‪ ،‬والهروب من‬
‫الأزمات املالية‪ ،‬وتقليد الأ�صدقاء‪� ،‬إ�ضافة �إىل حماولة ن�سيان الهموم وامل�شكالت‪.‬‬
‫‪ -9‬درا�س��ة �آل �سع��ود (‪ ،)1432‬وهدفت �إىل التع ّرف �إىل �أهم العوامل التي ت�ؤدي �إىل‬
‫الع���ود لتعاطي املخدرات ل���دى العائدين مب�ست�شفى الأمل بالريا����ض‪ .‬وا�ستخدمت منهج‬
‫امل�س���ح االجتماع���ي‪ ،‬على عينة �شملت ‪ 64‬ف���رد ًا‪ .‬وتو�صلت نتائجه���ا �إىل �أن �أهم العوامل‬
‫امل�ؤدي���ة للع���ود للإدمان هي‪ :‬الهروب م���ن امل�شكالت‪ ،‬والرغبة يف الع���ودة لرفقاء ال�سوء‪،‬‬
‫وعدم معرفة كيفية ا�ستغالل �أوقات الفراغ‪ ،‬وكذلك الإحباط والف�شل امل�ستمر‪ ،‬والإح�سا�س‬
‫بالنق����ص وعدم الثقة بالنف�س‪� ،‬إ�ضافة �إىل عدم التزام املدمن بربامج الرعاية الالحقة‬
‫�أي�ض ًا‪ ،‬والرتكيز فقط على اجلانب ال�صحي و�إهمال اجلانب النف�سي له‪ ،‬و�أخري ًا‪ ،‬احلاجة‬
‫املادية للمدمن‪ ،‬وعدم وجود دخل بديل للفرد‪ ،‬وتوافر املال‪.‬‬
‫‪ -10‬درا�س��ة �صادق��ي (‪ ،)2014‬وهدف���ت �إىل التع���رف �إىل �سيكولوجي���ة الإدم���ان‬
‫فيم���ا يتعلق بالآث���ار النف�سية للإدمان على املخ���درات‪ .‬وتو�صلت نتائجه���ا‪� :‬إىل �أن بع�ض‬
‫اال�ضطرابات النف�سية وال�سمات ال�شخ�صية تعد من �أهم �أ�سباب الإدمان على املخدرات‪،‬‬
‫وتعاط���ي املخدرات يخل���ق �آثار ًا نف�سية واخت�ل�االت لدى املدمن‪ ،‬و�أن احل���االت ال�شديدة‬
‫للإدمان تكون ناجتة من ا�ضطرابات مزمنة يف �شخ�صية الفرد‪.‬‬
‫‪ -11‬درا�سة ال�شهراين (‪ ،)2016‬وهدفت �إىل التعرف �إىل عالقة العوامل االجتماعية‬
‫(الأ�س���رة‪ ،‬واملجتمع‪ ،‬وو�سائل الإعالم‪ ،‬وامل�ستوى االقت�صادي‪ ،‬والأ�صدقاء) واالجتاه نحو‬
‫الإدمان لدى الط�ل�اب بجامعة الإمام حممد بن �سعود الإ�سالمية‪ ،‬وجامعة الأمرية نورة‬
‫بن���ت عبدالرحمن‪ .‬وق���د تو�صلت نتائجه���ا‪� :‬إىل وج���ود عالقة بني العوام���ل االجتماعية‬
‫واالجت���اه نح���و الإدمان‪ ،‬وكذلك وجود فروق يف االجتاه نح���و الإدمان وفق ًا ملتغري اجلن�س‬
‫وذلك ل�صالح الذكور‪ ،‬وكذلك وفق ًا ملتغري الق�سم الدرا�سي وذلك ل�صالح طالب الأق�سام‬
‫النظرية‪.‬‬
‫منهج الدرا�سة‬
‫حتقق الدرا�سات الو�صفية التحليلية ت�سا�ؤالت �أو فرو�ض ًا تربط بني متغريين �أو �أكرث‬
‫(الع�س���اف‪)2012 ،‬؛ لذا تعتمد هذه الدرا�سة على املنهج الو�صفي التحليلي‪ ،‬الذي يعتمد‬

‫‪80‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫عل���ى جم���ع املعلومات من خالل �أداة البح���ث‪ ،‬وحتليلها‪ ،‬ومن ث���م تف�سريها ال�ستخال�ص‬
‫مدلوالته���ا‪ ،‬وقد ا�ستخدم منهج درا�سة احلالة فيها‪ ،‬وذلك ملقابلة عدد من املتخ�ص�صني‬
‫واملعاجلني يف جممع الأمل لل�صحة النف�سية بالريا�ض‪.‬‬
‫جمتم��ع الدرا�س��ة‪ :‬يتمثل جمتمع البحث يف جميع املعاجلني واملخت�صني العاملني يف‬
‫جمم���ع الأم���ل لل�صحة النف�سية بالريا����ض‪ ،‬بو�صفه اجلهة امل�س�ؤول���ة عن تقدمي اجلوانب‬
‫العالجي���ة والوقائي���ة والتوعوي���ة للمتعاطني‪ .‬ويبلغ عدد املعاجل�ي�ن واملخت�صني يف جممع‬
‫الأم���ل لل�صحة النف�سية بالريا����ض ‪� 55‬شخ�ص ًا‪ ،‬ومتت مقابلة ‪ 26‬معاجل��� ًا واخت�صا�صي ًا‬
‫ممن وافقوا على امل�شاركة يف الدرا�سة‪ ،‬وميثلون ‪ %47‬من جمتمعها‪.‬‬
‫�أداة الدرا�س��ة‪ :‬مت ت�صمي���م �أداة مقابلة عينة الدرا�س���ة وذلك بهدف جمع البيانات‬
‫عن طريق املقابلة ال�شخ�صية‪ ،‬لتتوافق مع �أهداف الدرا�سة و�أ�سئلتها‪ .‬وقد اعتمدت الأداة‬
‫بعد عر�ضها على �أهل اخلربة واالخت�صا�ص لتحكيمها قبل �إخراجها ب�صيغتها النهائية‪.‬‬
‫حتلي��ل بيان��ات الدرا�س��ة‪ :‬مت حتلي���ل البيانات با�ستخ���دام طريقة حتلي���ل امل�ضمون‬
‫الت���ي تتنا�سب مع منهج درا�سة احلال���ة‪ ،‬وكان الرتكيز على املحاور التي ُجمعت من عينة‬
‫الدرا�س���ة واملتمثلة يف ع���دد من املعاجلني واملخت�صني يف ع�ل�اج الإدمان يف جممع الأمل‬
‫لل�صحة النف�سية بالريا�ض‪.‬‬
‫نتائج الدرا�سة والإجابة عن ت�سا�ؤالتها‬
‫‪ .1‬اخل�صائ�ص الأولية و�أبعاد ال�شخ�صية‬
‫للإجاب��ة ع��ن �س���ؤال الدرا�س��ة الأول‪" :‬ما اخل�صائ����ص الأولية و�أبع���اد ال�شخ�صية‬
‫املعر�ض���ة للع���ود �إىل تعاط���ي املخدرات بعد الع�ل�اج كما يراها املخت�ص���ون املعاجلون يف‬
‫جممع الأمل لل�صحة النف�سية بالريا�ض؟"‬
‫ُحلل���ت البيان���ات املو�ضحة للخ�صائ����ص الأولية ملدمني املخ���درات املعر�ضني للعود‬
‫�إىل الإدم���ان بعد العالج من وجهة نظر �أع�ضاء الفري���ق العالجي مبجمع الأمل لل�صحة‬
‫النف�سي���ة بالريا����ض‪ ،‬واخل�صائ����ص الأولية ه���ي‪ :‬العم���ر‪ ،‬وامل�ستوى التعليم���ي‪ ،‬واحلالة‬
‫االجتماعي���ة‪ ،‬ون���وع اجلن�س‪ ،‬ونوع املخدر امل�ستخدم‪ ،‬وعدد م���رات الدخول لطلب العالج‬
‫من الإدمان‪ .‬وميكن تو�ضيح ذلك من خالل اجلدول (‪:)1‬‬

‫‪81‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫جدول (‪)1‬‬
‫اخل�صائ�ص الأولية و�أبعاد ال�شخ�صية ملدمني املخدرات املعر�ضني للعود كما يراها �أع�ضاء الفريق العالجي‬
‫املجموع‬ ‫غري موافق‬ ‫موافق‬
‫العبارة‬ ‫م‬
‫التكرار الن�سبة التكرار الن�سبة التكرار الن�سبة‬
‫توجد عالقة بني عمر مدمن املخدرات وعودته‬ ‫‪1‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪38.5‬‬ ‫‪10 61.5 16‬‬ ‫�إىل التعاطي بعد خروجه من امل�صحة‪.‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪92.4‬‬ ‫‪24 7.6 2‬‬ ‫املتزوجون �أكرث عود ًا للتعاطي بعد‬ ‫‪2‬‬
‫العالج من العزاب‪.‬‬
‫توجد عالقة بني م�ستوى التعليم وعودة‬ ‫‪3‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪38.5‬‬ ‫مدمن املخدرات للتعاطي بعد العالج‪10 61.5 16 .‬‬
‫من يتكرر دخولهم �أكرث من مرة �إىل‬ ‫‪4‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪15.4‬‬ ‫‪4 84.6 22‬‬ ‫امل�صحة هم الذين يكونون �أكرث عود ًا‬
‫لتعاطي املخدرات بعد العالج من غريهم‪.‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪15.4‬‬ ‫املخدرات ‪4 84.6 22‬‬ ‫الرجال �أكرث عود ًا لتعاطي‬ ‫‪5‬‬
‫بعد العالج من الن�ساء‪.‬‬
‫يت�ض���ح من اجلدول (‪� :)1‬أن غالبي���ة الفريق العالجي (‪ )%61,5‬يرون وجود عالقة‬
‫ب�ي�ن عم���ر املدمن وعودت���ه �إىل التعاطي بع���د العالج‪ .‬ويرى أ�ف���راد العينة أ�ن���ه كلما كان‬
‫املتعاط���ي للمخدرات متقدم ًا يف العمر ف�إن احتمال عودته لتعاطي املخدرات يكون �أكرب‪،‬‬
‫بعك����س الأ�صغ���ر �سن ًا‪ ،‬وعزوا ذل���ك �إىل �أن تعاطي املخدرات يبد�أ يف �س���ن مبكرة؛ لذلك‬
‫يك���ون لكبار ال�سن تاريخ طويل يف تعاطي املخدرات و�إدمانها‪ ،‬ما يجعل �إمكانية عالجهم‬
‫�أ�صع���ب من املبتدئ�ي�ن يف التعاطي‪ ،‬الذين غالب��� ًا ما يكونون �أ�صغر �سن��� ًا‪ ،‬كما عزا بع�ض‬
‫املعاجل�ي�ن واملخت�صني ذل���ك �إىل �أن كبار ال�سن‪ ،‬وخا�صة من ه���م فوق �سن اخلم�سني‪ ،‬ال‬
‫ي�ستطيع���ون ممار�س���ة �أن�شطة بديلة ل�شغ���ل �أوقات فراغهم وذلك م���ن �أجل التخل�ص من‬
‫الإدم���ان واال�ستمرار بالتعايف؛ ما يجع���ل �إمكانية عودتهم للتعاطي �أكرب من الأ�صغر �سن ًا‬
‫الذي���ن ب�إمكانه���م �شغل �أوقات فراغه���م‪� ،‬سوا ًء بالعم���ل �أو بالأن�شط���ة الريا�ضية �أو حتى‬
‫بتكوين �صداقات جديدة‪.‬‬
‫�إ�ضاف���ة �إىل ذلك‪� ،‬أ�شار بع�ض املخت�ص�ي�ن ب�أن الأكرب �سن ًا‪ ،‬وب�سبب تاريخهم الطويل‬
‫يف تعاط���ي املخ���درات يكون���ون �أكرث عر�ض���ة ب�أن ينك�ش���ف �أمرهم يف املجتم���ع في�صفهم‬

‫‪82‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫باملدمن�ي�ن‪ ،‬فينعك����س ه���ذا الو�صف على �سلوكه���م؛ ليكونوا �أكرث عر�ض���ة للعود �إىل عامل‬
‫الإدمان بعد الرحلة العالجية التي ق�ضوها يف م�ست�شفيات الإدمان املتخ�ص�صة‪ .‬وهذا ما‬
‫ف�سرته نظري���ة الو�صم االجتماعي التي ترى �أن و�صم املجتمع للفرد ب�أن �سلوكه منحرف‬
‫مبال بالقي���م االجتماعية التي‬
‫يجعل���ه يتق ّم����ص ال�سلوك املنحرف ويتقبل���ه في�صبح غري ٍ‬
‫غالب ًا ما تكون �ضابط ًا ل�سلوك الأفراد‪.‬‬
‫ومن الأ�سباب التي يرى املخت�صون �أنها ت�ساعد على ا�ستمرار تعايف مدمني املخدرات‬
‫الأ�صغر �سن ًا مقارنة بغريهم‪ ،‬هو �أن �صغار ال�سن لديهم قابلية للتغيري والت�أ ّثر مبن حولهم‬
‫مت���ى ما وجدوا بيئة �صاحل���ة ت�ساعدهم على اال�ستمرار يف التع���ايف‪ ،‬وحت ّد من احتمالية‬
‫انتكا�سته���م لتعاطي املخ���درات بعد العالج‪� ،‬أما كبار ال�سن فيك���ون ال�سلوك الإدماين قد‬
‫مت ّكن منهم ب�شكل �أكرب‪ ،‬لدرجة �أنه �أ�صبح ميثل جزء ًا من حياتهم االجتماعية‪ ،‬وي�صعب‬
‫التخل����ص منه؛ ما يجعلهم �أكرث عر�ضة لالنتكا�س���ة مقارنة بالأ�صغر �سن ًا‪ ،‬وهذه النتيجة‬
‫تختلف مع نتائج درا�سة �آل خليفة (‪ )2007‬التي ت�شري �إىل �أن ثالثة �أرباع املدمنني كانوا‬
‫يف عمر ما بني ‪ 25‬و ‪� 39‬سنة‪.‬‬
‫على النقي�ض من ذلك‪ ،‬ف�إن عدد ًا قلي ًال من املعاجلني يرون عك�س ذلك؛ �إذ يرون �أن‬
‫�صغار ال�سن �أكرث عر�ضة للعود �إىل املخدرات بعد العالج من كبار ال�سن‪ ،‬وذلك ب�سبب �أن‬
‫�صغار ال�سن يكونون �أقل ا�ستب�صار ًا و�أقل وعي ًا مب�شكالت تعاطي املخدرات والإدمان‪ ،‬كما‬
‫ي���رون �أنهم يكونون �أكرث اندفاع ًا نحو املغامرة وح���ب التجريب؛ ما يجعلهم �أكرث عر�ضة‬
‫للعود لتعاطي املخدرات بعد اخلروج من جممع ال�صحة النف�سية‪.‬‬
‫على اجلانب الآخر‪ ،‬فقد �أظهر اجلدول (‪� :)1‬أن (‪ )%38,5‬من املخت�صني يرون عدم‬
‫وج���ود عالقة بني عم���ر املدمن وعودته �إىل التعاطي بعد الع�ل�اج‪ .‬ويرون �أن عمر املدمن‬
‫لي����س له عالقة بالعود للتعاطي بع���د العالج‪ ،‬فال�صغري والكبري لديه���م نف�س االحتمالية‬
‫للعود للتعاطي بعد خروجهم من امل�ست�شفى‪.‬‬
‫ويت�ض���ح من اجلدول (‪� )1‬أي�ض��� ًا‪� :‬أن الغالبية العظمى م���ن املخت�صني (‪ )%92,4‬ال‬
‫يرون �أن املتزوجني �أكرث عودة لتعاطي املخدرات بعد العالج من العزاب‪ ،‬وقد عزوا ذلك‬
‫�إىل �أنه يف الغالب يكون للزوجة والأوالد دور يف احتواء وم�ساعدة مدمن املخدرات‪ ،‬وتتم ّثل‬
‫امل�ساعدة يف الدعم املعنوي والنف�سي واالجتماعي الذي يح�صل عليه املدمن من الزوجة‬

‫‪83‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫والأبن���اء؛ م���ا ي�ساعده عل���ى اال�ستمرار يف برنام���ج التعايف من املخ���درات‪ ،‬فيكون بذلك‬
‫العائدون من الإدمان املتزوجون �أقل عر�ضة لالنتكا�سة بعد العالج مقارنة بالعزاب‪.‬‬
‫كم���ا �أنهم يع���زون ذلك �إىل �أن مدمني املخدرات املتزوج�ي�ن يت�أ ّثرون مبا قد يت�سبب‬
‫ب���ه �إدمانهم م���ن معاناة وف�ضيحة اجتماعية لأ�سرهم‪ ،‬فالزوج���ة والأبناء يت�أ ّثرون نف�سي ًا‬
‫واجتماعي��� ًا واقت�صادي ًا ب�إدمان الأب‪ ،‬وعندما يع���ي الأب املتعاطي للمخدرات تلك الآالم‬
‫الت���ي ي�سببها لأف���راد �أ�سرته‪ ،‬فقد يت�ش ّكل لدي���ه �شعور بالذنب‪ ،‬الأمر ال���ذي يخلق دافع ًا‬
‫ورغب���ة يف اال�ستمرار بالعالج ما يقل���ل من احتمال العودة �إىل تعاط���ي املخدرات‪ .‬وهذه‬
‫النتيجة تتفق مع ما تو�صلت �إليه درا�سة �آل خليفة (‪.)2007‬‬
‫كم���ا ُيظهر اجل���دول (‪� :)1‬أن ( ‪ )%61,5‬من املخت�صني يتفقون على وجود عالقة بني‬
‫م�ست���وى التعليم وعودة مدمن املخ���درات �إىل التعاطي بعد العالج‪ ،‬وي���رون �أن الأ�شخا�ص‬
‫الأكرث تعليم ًا من مدمني املخدرات يقل احتمال انتكا�ستهم لتعاطي املخدرات مقارنة بغري‬
‫املتعلم�ي�ن‪ ،‬ويف�سر �أع�ضاء الفريق العالجي ذلك ب�أن املتعلم�ي�ن ي�ستفيدون ب�شكل �أكرب من‬
‫الربامج العالجية‪ ،‬كما �أن املتعلمني يكونون �أكرث �إدراك ًا وفهم ًا مل�شكلة �إدمانهم‪ ،‬وامل�شكالت‬
‫الأخ���رى الناجمة عنها من م�شكالت اجتماعية ونف�سي���ة واقت�صادية وغريها‪ ،‬لذلك‪ ،‬فهم‬
‫يتعامل���ون ب�ص���ورة �أف�ض���ل مع تلك امل�ش���كالت مقارنة ب�ضعيف���ي امل�ست���وى التعليمي‪ .‬وهذه‬
‫النتيجة تتفق مع ما تو�صلت �إليه درا�سة اخلزاعي (‪ )2010‬ودرا�سة �آل خليفة (‪.)2007‬‬
‫عل���ى اجلانب الآخر‪ ،‬ف����إن بع�ضهم يرى عك�س ذلك‪� ،‬إذ ي���رون �أن غري املتعلمني هم‬
‫أ�ق���ل احتمال للع���ودة �إىل تعاطي املخدرات بع���د العالج‪ ،‬وذلك لأن �ضع���ف التعليم يكون‬
‫حافز ًا للتّغيري والتو ّقف عن تعاطي املخدرات بعد العالج‪ ،‬ما يدفعهم للإقالع وال ُبعد عن‬
‫التعاطي و�أ�سباب العودة �إليه‪.‬‬
‫يف املقاب���ل ي���رى (‪ )%38.5‬من املخت�ص�ي�ن �أنه ال توجد عالقة ب�ي�ن م�ستوى التعليم‬
‫حد �سواء‬
‫وع���ودة مدمن املخدرات للتعاطي بعد العالج‪ .‬فاملتعلم���ون وغري املتعلمني على ٍ‬
‫يف التعر�ض للعودة للتعاطي بعد التعايف‪ ،‬فامل�ستوى التعليمي لي�س له عالقة بالإدمان كما‬
‫يراه���ا ه�ؤالء‪ ،‬وبرروا ذل���ك ب�أن املدمن لديه اعتماد نف�سي وج�سمي يدفعه �إىل االنتكا�سة‬
‫بغ�ض النظر عن م�ستواه التعليمي‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫كما يتبينّ من اجلدول (‪� :)1‬أن من يتكرر دخولهم �إىل جممع الأمل لل�صحة النف�سية‬
‫لطل���ب العالج يكونون �أك�ث�ر عر�ضة لالنتكا�سة مقارنة مبن هم �أق���ل تكرار ًا يف عدد مرات‬
‫الدخ���ول للعالج‪ ،‬وذلك كما �أ�شار غالبية �أع�ضاء الفريق العالجي بن�سبة (‪ ،)%84,6‬حيث‬
‫ي���رون �أنه كلما تكرر دخول مدمن املخدرات جممع الأمل لل�صحة النف�سية زادت احتمالية‬
‫عودته �إىل الإدمان بعد العالج‪ .‬وقد عزا �أع�ضاء الفريق العالجي ذلك �إىل �أن كرثة دخول‬
‫جمم���ع ال�صح���ة النف�سية يجعل املدمن ي�صاب بنوع من التب ّل���د‪ ،‬ويعتاد على بيئة امل�صحة‪،‬‬
‫بل ت�صبح جزء ًا من حياته دون �أن ي�شعر بالذنب �أو العار من طلب العالج من الإدمان مرة‬
‫�أخرى‪ .‬كما يتّ�صف من يرتددون على امل�صحة ب�ضعف الإرادة ورف�ض املجتمع لهم‪ ،‬فت�صبح‬
‫امل�صح���ة هي البيئ���ة االجتماعية التي يجدون فيها �أنف�سهم والت���ي تعطيهم بيئة اجتماعية‬
‫بديل���ة فيعتادون عليه���ا‪ .‬وهذا ما �شرحته النظرية ال�سلوكية الت���ي تف�سر �أن العود للتعاطي‬
‫بعد العالج يت�أ ّثر مبا تع ّلمه الفرد من �سلوك منحرف يف البيئة االجتماعية املحيطة‪.‬‬
‫كم���ا يت�ض���ح من اجل���دول (‪� :)1‬أن غالبي���ة الفري���ق العالج���ي (‪ )%84.6‬يرون �أن‬
‫الرج���ال �أك�ث�ر احتمال للع���ودة لتعاطي املخدرات بع���د العالج من الن�س���اء‪ ،‬معللني ذلك‬
‫بقدرة الرجال على اخلروج من املنزل يف �أي وقت وحريتهم يف التن ّقل وال�سفر والتخفي‪،‬‬
‫يف ح�ي�ن �أن الن�ساء �أقل حرية يف احلركة والتن ّق���ل وذلك ب�سبب طبيعة املجتمع ال�سعودي‬
‫املحافظ‪ .‬وتتفق هذه النتيجة مع ما تو�صلت �إليه درا�سات �آل خليفة (‪ )2007‬واخلزاعي‬
‫(‪ )2010‬وال�شهراين (‪.)2016‬‬
‫‪ .2‬العوامل االجتماعية‬
‫للإجاب��ة عن �س�ؤال الدرا�سة الثاين‪" :‬ما العوامل االجتماعية الدافعة لعودة مدمني‬
‫املخ���درات يف جمم���ع الأم���ل لل�صح���ة النف�سي���ة بعد العالج م���ن وجهة نظ���ر املخت�صني‬
‫املعاجلني يف جممع الأمل لل�صحة النف�سية بالريا�ض؟"‬
‫ُحلل���ت �أبرز العوامل االجتماعية امل�ؤثرة يف العملية العالجية ملدمني املخدرات التي‬
‫ت�س ّرع بعودتهم �إىل الإدمان بعد تلقيهم العالج‪ ،‬وتتلخ�ص يف اجلدول (‪ )2‬كما ي�أتي‪:‬‬

‫‪85‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫جدول (‪)2‬‬
‫العالقة بني العوامل االجتماعية والعود لتعاطي املخدرات بعد العالج‬
‫املجموع‬ ‫غري موافق‬ ‫موافق‬
‫العبارة‬ ‫م‬
‫التكرار الن�سبة التكرار الن�سبة التكرار الن�سبة‬
‫مدمني املخدرات الذين يرف�ضهم‬ ‫‪1‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪26‬‬ ‫�أقاربهم يكونوا �أكرث عود ًا من‬
‫الذين يتقبلهم �أقاربهم‪.‬‬
‫توجد عالقة بني تفكك �أ�سرة‬ ‫‪2‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪26‬‬ ‫مدمن املخدرات وعودته �إىل‬
‫التعاطي بعد اخلروج من امل�صحة‪.‬‬
‫يعترب من يعي�شون يف �أحياء‬ ‫‪3‬‬
‫راقية �أكرث عود ًا لتعاطي‬
‫‪100‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪84.6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪15.4‬‬ ‫‪4‬‬
‫املخدرات بعد العالج ممن‬
‫يعي�شون يف �أحياء فقرية‪.‬‬
‫الذين يعي�شون باملدن هم �أكرث‬ ‫‪4‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪23.1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪76.9‬‬ ‫‪20‬‬ ‫عود ًا لتعاطي املخدرات من‬
‫يعي�شون بالقرى‪.‬‬
‫نظرة االحتقار من الآخرين‬ ‫‪5‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪96.2‬‬ ‫‪25‬‬ ‫والأهل تعترب �سبب ًا يف العود‬
‫لتعاطي املخدرات بعد العالج‪.‬‬
‫�صعوبة التعامل مع الآخرين‬ ‫‪6‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪23.1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪76.9‬‬ ‫‪20‬‬ ‫(املجتمع) بعد العالج ي�ؤدي‬
‫للعود اىل تعاطي املخدرات‪.‬‬
‫يت�ضح من اجلدول (‪� :)2‬أن جميع �أع�ضاء الفريق العالجي يرون �أن رف�ض الأقارب‬
‫لل�شخ�ص املدمن بعد عالجه يعد من �أبرز �أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج؛‬
‫الأم���ر ال���ذي يجعله ي�شعر بالوحدة‪ ،‬وي����ؤدي به �إىل العودة لبيئ���ة التعاطي من الأ�صدقاء‬
‫واملروج�ي�ن‪ ،‬في�سهم ذلك يف عودته ال�ستخدام املخدرات وتعاطيها مر ًة �أخرى‪ .‬كما �أ�شار‬
‫بع�ض �أع�ضاء الفريق العالجي �إىل �أن الأ�سرة الراف�ضة ملدمن املخدرات بعد العالج هي‬
‫�أ�سرة مفككة يف الغالب‪ ،‬والتفكك هو ال�سبب الرئي�س لبداية الإدمان‪ ،‬ومرحلة العالج لن‬

‫‪86‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫تت���م ب�صورة �صحيحة يف �ضوء وجود �أ�سرة مفكك���ة‪ .‬وهذه النتيجة تتفق مع نتائج درا�سة‬
‫ال�شهراين (‪ )2016‬ودرا�سة �سكلتز ‪.)2010( Schieltz‬‬
‫ويف ال�سي���اق نف�سه‪ُ ،‬يظه���ر اجلدول رقم (‪ :)2‬االتفاق الت���ام جلميع �أع�ضاء الفريق‬
‫العالج���ي الذين مت���ت مقابلتهم ب�أن مدمني املخ���درات الذين ينتم���ون �إىل �أ�سر مفككة‬
‫يكون���ون �أكرث عر�ضة من غريهم لالنتكا�سة �إىل تعاط���ي املخدرات بعد عالجهم‪ ،‬وذلك‬
‫الفتقاده���م للدعم واملعونة الأ�سرية‪ ،‬وعدم وجود بيئة اجتماعية منا�سبة ت�ساعدهم على‬
‫اال�ستق���رار االجتماعي بعد الع�ل�اج واخلروج من امل�ست�شفى‪ .‬وه���ي النتيجة التي ت�ؤيدها‬
‫النتيجة ال�سابقة متام ًا‪ ،‬وتتفق مع درا�سة اخلوالدة واخلياط (‪� )2011‬أي�ض ًا‪.‬‬
‫كم���ا يو�ضح اجل���دول (‪� :)2‬أن معظم املخت�صني (‪ )%84,6‬ال يعتقدون �أن من يعي�ش‬
‫ب�أحياء راقية يكون �أكرث عر�ضة للعود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج من غريه‪ ،‬ويرون‬
‫�أن االنتكا�س���ة �إىل املخ���در تكون يف الأحياء الفقرية �أكرث منها يف الأحياء املتطورة‪ .‬وعزا‬
‫�أع�ض���اء الفري���ق العالج���ي هذه النتيج���ة �إىل �أن املخدرات ع���ادة ما تنت�ش���ر يف الأحياء‬
‫الفقرية؛ ما �سي�سهم يف وفرتها‪ ،‬فيجعل من ينتمون لتلك الأحياء �أكرث عر�ضة لالنتكا�سة‬
‫لتعاطي املخدر بعد العالج‪ ،‬يف حني يرى �آخرون �أنه ال تختلف طبيعة البيئة يف احل�صول‬
‫على املادة املخدرة‪ ،‬حيث �إن احل�صول عليها يكون عن طريق املروجني يف كل مكان‪ ،‬بغ�ض‬
‫النظ���ر �إن كان احل���ي راقي ًا �أو فقري ًا‪ ،‬و�أن الإدمان يوج���د يف جميع الطبقات االجتماعية‬
‫�سواء طبقة الأغنياء �أو الفقراء‪.‬‬
‫وكذل���ك يبني اجلدول (‪� :)2‬أن غالبية �أع�ضاء الفريق العالجي (‪ )%76.9‬يرون �أن‬
‫مدمني املخدرات الذين يعي�شون باملدن �أكرث عر�ضة للعود �إىل تعاطي املخدر بعد العالج‬
‫مقارن���ة مب���ن يعي�شون يف الق���رى‪ ،‬وذلك ب�سبب �ضع���ف ال�ضبط االجتماع���ي يف املدينة‪،‬‬
‫و�سهول���ة احل�صول على املخدر وتوفره يف امل���دن‪� ،‬إ�ضافة �إىل وجود املروجني وانت�شارهم‬
‫يف امل���دن‪ ،‬كما �أن عامل كرثة ال�سكان يف املدينة يقلل مالحظة املجتمع لأي تغري ملحوظ‬
‫عل���ى ال�شخ�ص‪ ،‬يف حني �أن يف القري���ة ف�إنهم يالحظون �أي تغريات تطر�أ على ال�شخ�ص‪،‬‬
‫�س���وا ًء من ناحية تعاطي املخ���درات �أو ترويجها‪ ،‬وتختلف هذه النتيج���ة مع نتائج درا�سة‬
‫‪ ،)2010( .Arun et al‬بينم���ا ي���رى بع�ض من �أع�ضاء الفريق العالجي (‪� )%23,1‬أنه مل‬

‫‪87‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫يعد هناك فرق بني املدينة والقرية يف م�س�ألة العود للتعاطي؛ لذا ف�إن بيئة املدينة والقرية‬
‫تت�ساويان يف احتمال عودة ال�شخ�ص �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‪.‬‬
‫و ُيظهر اجلدول (‪� :)2‬أن غالبية �أع�ضاء الفريق العالجي (‪ )%96.2‬يرون �أن نظرة‬
‫االحتقار من قبل الآخرين تكون �سبب ًا يف العود �إىل التعاطي‪ ،‬وقد برروا ذلك ب�أن النظرة‬
‫القا�سي���ة التي ينظ���ر بها املجتمع املحيط ملدم���ن املخدرات من �أف���راد الأ�سرة والأقارب‬
‫وغريه���م‪ُ ،‬يع���د عام ًال رئي�س ًا يف ه���روب متعاطي املخ���درات من ذلك املجتم���ع واللجوء‬
‫لأ�صدق���اء ال�س���وء والتعاطي‪ ،‬ومن ثم الع���ود ال�ستخدام املخدر بع���د �أن مت عالجه‪ .‬وكما‬
‫�أ�شار �أع�ضاء الفريق العالجي‪ ،‬ف�إنه يندرج حتت نظرة االحتقار ملتعاطي املخدرات حتى‬
‫بع���د عالجه رف����ض الأ�سرة واملجتمع له وو�صمه بال�سوء واالنح���راف والإدمان‪ ،‬ما يجعله‬
‫يتقبل ذلك الو�صم ويتعاي�ش على �أنه مدمن خمدرات وال ميكنه �أن يكون غري ذلك‪ ،‬وهذا‬
‫م���ا ف�سرت���ه نظرية الو�صم االجتماع���ي‪ .‬وتتفق هذه النتيجة مع نتائ���ج درا�سة ال�شهراين‬
‫(‪ )2016‬ودرا�سة �سكلتز ‪.)2010( Schieltz‬‬
‫ويك�ش���ف اجلدول �أي�ض ًا‪� :‬أن �أغلب �أع�ضاء الفريق العالجي (‪ )%76.9‬يوافقون على‬
‫�أن �صعوب���ة تعامل مدمني املخ���درات مع حميطهم االجتماعي يجعله���م يعودون لتعاطي‬
‫املخدرات بعد العالج‪ ،‬ومن �أبرز الأ�سباب الدافعة لذلك �أن �ضعف العالقات االجتماعية‬
‫م���ع الأ�سوياء‪ ،‬وعدم القدرة على التكيف واال�ستمتاع ب�أن�شطة و�صداقات جديدة من غري‬
‫بيئة التعاطي‪ ،‬ي�سهم يف انتكا�سة املدمن �إىل ال�سلوك الإدماين بعد العالج‪ ،‬كما �أن بع�ض‬
‫املتعافني من الإدمان يلج�أ �إىل ا�ستخدام املخدرات عندما تواجهه م�شكلة يف التعامل مع‬
‫الآخرين‪ ،‬اعتقاد ًا منه ب�أنه تزيد اجلر�أة لديه يف التعامل مع حميطه االجتماعي‪ ،‬يف حني‬
‫ي�ستبعد (‪ )%23.1‬م���ن �أع�ضاء الفريق العالجي �أن �صعوبة بناء عالقات اجتماعية يعد‬
‫م���ن العوامل الدافعة للعود �إىل ا�ستخدام املخدرات بعد العالج‪ ،‬و�أن العودة للتعاطي بعد‬
‫العالج لي�س لها عالقة برف�ض �أو تق ّبل املجتمع للفرد‪.‬‬
‫‪ .3‬العوامل االقت�صادية‬
‫للإجابة عن �س�ؤال الدرا�سة الثالث‪" :‬ما العوامل االقت�صادية الدافعة لعودة مدمني‬
‫املخدرات يف جممع الأمل لل�صحة النف�سية بعد العالج كما يراها املخت�صون واملعاجلون‬
‫يف جمم���ع الأم���ل لل�صحة النف�سي���ة بالريا�ض؟" مت حتلي���ل البيانات اخلا�ص���ة بالعوامل‬
‫االقت�صادية امل�ؤثرة يف االنتكا�سة والعودة �إىل تعاطي املخدرات‪ ،‬و�أظهرت نتائج الدرا�سة‬

‫‪88‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫بع�ض��� ًا منها وفق ًا لوجهة نظر الفريق العالجي العام���ل يف جممع الأمل لل�صحة النف�سية‬
‫بالريا�ض‪ ،‬وفق ًا للجدول رقم (‪:)3‬‬
‫جدول (‪)3‬‬
‫العالقة بني العوامل االقت�صادية والعود لتعاطي املخدرات بعد العالج‬
‫املجموع‬ ‫غري موافق‬ ‫موافق‬
‫العبارة‬ ‫م ‬
‫التكرار الن�سبة التكرار الن�سبة التكرار الن�سبة‬
‫توجد عالقة بني �ضعف احلالة‬ ‫‪1‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪15.4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪84.6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫االقت�صادية لأ�سرة مدمن‬
‫املخدرات وعودته �إىل التعاطي‬
‫بعد خروجه من امل�صحة‪.‬‬
‫العاطلون عن العمل �أكرث عود ًا‬ ‫‪2‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪11.5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪88.5‬‬ ‫‪23‬‬ ‫لتعاطي املخدرات بعد العالج من‬
‫الذين لديهم وظائف‪.‬‬
‫توفر املال وحياة الرتف ت�ؤدي �إىل‬ ‫‪3‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪96.2‬‬ ‫‪25‬‬ ‫العود لتعاطي املخدرات بعد العالج‪.‬‬
‫احلالة املادية ال�سيئة لل�شخ�ص‬ ‫‪4‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪23.1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪76.9‬‬ ‫‪20‬‬ ‫ت�ؤدي �إىل العود لتعاطي‬
‫املخدرات بعد العالج‪.‬‬
‫رخ�ص املادة املخدرة وتوفرها‬ ‫‪5‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪30.8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪69.2‬‬ ‫‪18‬‬ ‫يكون �سبب ًا للعود لتعاطي‬
‫املخدرات بعد العالج‪.‬‬
‫ُيظه���ر اجلدول رق���م (‪� :)3‬أن غالبية املعاجلني يتفقون عل���ى �أن هناك ارتباط ًا بني‬
‫احلال���ة االقت�صادية لأ�سرة مدمن املخ���درات وعودته �إىل التعاطي بعد العالج‪ ،‬وجند �أن‬
‫(‪ )%84.6‬من �أع�ضاء الفريق العالجي يرون �أن مدمني املخدرات الذين تعاين �أ�سرهم‬
‫ظروف ًا اقت�صادية �سيئة يكونون �أكرث عر�ضة للعود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‪ ،‬مقارنة‬
‫بذوي الظروف االقت�صادية اجليدة‪ ،‬و ُيربرون ذلك بال�ضغوط االقت�صادية التي تواجههم بعد‬
‫اخل���روج م���ن امل�ست�شفى؛ ما يجعلهم يهربون من م�شكالته���م االقت�صادية �إىل العود لتعاطي‬
‫املخدرات مرة �أخرى‪ ،‬كما �أن عدم ا�ستطاعتهم الإيفاء مبتطلبات احلياة املادية يجعل طريق‬
‫الع���ودة للتعاط���ي �أي�سر لهم كما يظنون‪ .‬وتتف���ق هذه النتائج مع درا�س���ة اخلوالدة واخلياط‬
‫(‪ )2011‬ودرا�سة �آل �سعود (‪ ،)1432‬يف حني تختلف مع نتائج درا�سة اخلزاعي (‪.)2010‬‬

‫‪89‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫م���ن جانب �آخر‪ ،‬ف�إن (‪ )%15,4‬من الفريق العالجي ال يرون �أن احلالة االقت�صادية‬
‫للأ�س���رة �سبب ًا يف الع���ود �إىل تعاطي املخدرات بع���د العالج‪� ،‬إذ ي�ؤك���دون �أن ذوي الدخل‬
‫املرتف���ع هم �أكرث عر�ضة للعود للتعاطي بع���د العالج‪ ،‬وذلك ب�سبب �أنهم م�ستهدفون �أكرث‬
‫م���ن غريهم من ِقب���ل مروجي ومهربي املخ���درات‪ ،‬كم���ا �أن توفر الق���درة املادية لديهم‬
‫يجعله���م يقدمون على �ش���راء املخدرات‪ ،‬لذلك فن�سبة عودته���م �إىل تعاطي املخدر تكون‬
‫�أك�ب�ر مقارن���ة بذوي الدخ���ل ال�ضعيف �أو املح���دود‪ .‬وت�ؤك���د بع�ض الدرا�س���ات �أن تعاطي‬
‫املخدرات مكلف مادي ًا‪ ،‬مثل درا�سة �آل �سعود (‪ )1432‬ودرا�سة �آل خليفة (‪.)2007‬‬
‫كم���ا يت�ض���ح من اجل���دول رق���م (‪� :)3‬أن (‪ )%88.5‬م���ن �أع�ضاء الفري���ق العالجي‬
‫يعتق���دون �أن العاطل�ي�ن عن العمل م���ن مدمني املخ���درات يكونون �أك�ث�ر احتمالية للعود‬
‫لتعاط���ي املخ���درات بعد العالج‪ ،‬وذلك لع���دد من االعتبارات‪ ،‬منها وج���ود وقت فراغ يف‬
‫حياته���م‪� ،‬إ�ضاف���ة �إىل �أن العم���ل يعطي قيمة ذاتي���ة لل�شخ�ص‪� ،‬أما العاطل���ون عن العمل‬
‫فيكونون �أكرث �إح�سا�س ًا بالف�شل والإحباط‪ ،‬كما �أن العمل يعد عام ًال مهم ًا لدمج متعاطي‬
‫املخدرات باملجتمع بعد عالجه‪.‬‬
‫ويب�ي�ن اجل���دول �أي�ض ًا‪� :‬أن معظ���م املخت�صني (‪ )%96.2‬ي���رون �أن توفر املال وحياة‬
‫الرتف لدى مدمني املخدرات ي�سهمان ب�شكل كبري يف عودتهم للتعاطي بعد خروجهم من‬
‫امل�ست�شفى‪ ،‬وقد برر �أع�ضاء الفريق العالجي ذلك ب�أن توفر املادة ي�س ّهل عملية احل�صول‬
‫عل���ى املخ���در‪� ،‬إ�ضاف��� ًة �إىل �أن غالبية من يعي�شون حي���اة الرتف ووفرة امل���ال ال ي�شعرون‬
‫بامل�س�ؤولية يف حت ّمل نتيجة �إدمانهم وما يرتتب عليه من �ضرر على الآخرين من حولهم‪.‬‬
‫وتتف���ق هذه النتيجة مع النتيج���ة ال�سابقة التي �أو�ضحت �أن احلال���ة االقت�صادية اجليدة‬
‫لأ�س���رة مدمن املخدرات ترفع من احتمالية عودة املدمن بعد العالج‪ ،‬كما تتفق مع نتائج‬
‫درا�سة �آل �سعود (‪.)1432‬‬
‫كما ُيظهر اجلدول‪� :‬أن غالبية �أع�ضاء الفريق العالجي (‪ )%76.9‬يرون �أن الظروف‬
‫املادي���ة ال�سيئ���ة �أو ال�ضعيفة ملدمن املخدرات تكون عام ًال دافع��� ًا لالنتكا�سة بعد اخلروج‬
‫م���ن امل�ست�شفى‪ ،‬وذلك ب�سبب �أن الظروف االقت�صادي���ة ال�سيئة جتعل متعاطي املخدرات‬
‫يهرب من م�شكالته االقت�صادية �إىل التعاطي‪ ،‬وقد يلج�أ �إىل الرتويج لتوفري املادة ل�شراء‬
‫املخ���درات وا�ستخدامها‪ ،‬وهذا ما تتفق معه نتائج درا�سة �آل �سعود (‪ ،)1432‬يف حني �أن‬

‫‪90‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫(‪ )%23.1‬منه���م يرون �أنه لي����س بال�ضرورة �أن �ضعف احلالة االقت�صادية لأ�سرة املدمن‬
‫تكون �سبب ًا للعود لتعاطي املخدرات بعد العالج‪.‬‬
‫وح�سب اجلدول �أي�ض ًا‪ :‬ف�إن (‪ )%69.2‬من املخت�صني يرون �أن رخ�ص املادة املخدرة‬
‫وتوفره���ا له دور بارز يف عودة مدمني املخدرات �إىل التعاطي بعد العالج‪ ،‬حيث �إن ذلك‬
‫ُي�س ّه���ل احل�ص���ول عليها يف �أي وق���ت‪ .‬وتختلف ه���ذه النتيجة مع نتائج درا�س���ة �آل خليفة‬
‫(‪.)2007‬‬
‫‪ .4‬العوامل النف�سية‬
‫للإجاب��ة ع��ن �س�ؤال الدرا�سة الرابع "ما العوامل النف�سية الدافعة للعود �إىل الإدمان‬
‫بع���د التع���ايف والعالج م���ن وجهة نظ���ر املخت�صني واملعاجل�ي�ن يف جممع الأم���ل لل�صحة‬
‫النف�سية بالريا�ض؟"‬
‫ُحلل���ت البيان���ات اخلا�ص���ة بالعوامل النف�سي���ة الدافعة النتكا�س���ة مدمني املخدرات‬
‫بع���د تلقيهم الع�ل�اج وخروجهم من امل�ست�شفى‪ ،‬من وجهة نظ���ر �أع�ضاء الفريق العالجي‬
‫العامل يف جمال الإدمان على املخدرات مبجمع الأمل لل�صحة النف�سية بالريا�ض‪ ،‬وميكن‬
‫تو�ضيح ذلك يف اجلدول رقم (‪:)4‬‬
‫جدول (‪)4‬‬
‫العالقة بني العوامل النف�سية والعود لتعاطي املخدرات بعد العالج‬
‫املجموع‬ ‫غري موافق‬ ‫موافق‬
‫العبارة‬ ‫م‬
‫التكرار الن�سبة التكرار الن�سبة التكرار الن�سبة‬
‫من لديهم ميول عدوانية‬ ‫‪1‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪15.4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪84.6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫�ضد املجتمع هم �أكرث عوداً‬
‫للمخدرات من غريهم‪.‬‬
‫‪ 2‬الأ�شخا�ص االنطوائيني �أكرث‬
‫‪100‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪30.8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪69.2‬‬ ‫‪18‬‬ ‫عود ًا للتعاطي بعد العالج من‬
‫الأ�شخا�ص االجتماعيني‪.‬‬
‫‪ 3‬ذوو ال�شخ�صية االنقيادية �أكرث‬
‫‪100‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪15.4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪84.6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫عود ًا لتعاطي املخدرات بعد‬
‫العالج من ال�شخ�صية القيادية‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫املجموع‬ ‫غري موافق‬ ‫موافق‬


‫العبارة‬ ‫م‬
‫التكرار الن�سبة التكرار الن�سبة التكرار الن�سبة‬
‫‪ 4‬عدم القدرة على رف�ض �إحلاح‬
‫‪100‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪96.2‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الأ�صدقاء ي�ؤدي �إىل العود‬
‫لتعاطي املخدرات بعد العالج‪.‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪96.2‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪ 5‬الذين لديهم ا�ضطرابات نف�سية‬
‫�أكرث عود ًا للمخدرات بعد العالج‪.‬‬
‫عدم القدرة على مواجهة‬ ‫‪6‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪26‬‬ ‫امل�شاكل وكرثة ال�ضغوط تعترب‬
‫�سبب ًا للعود للتعاطي بعد العالج‪.‬‬
‫يت�ضح من اجلدول رقم (‪� :)4‬أن غالبية �أع�ضاء الفريق املخت�ص يرون �أن الذين لديهم‬
‫مي���ول عدواني���ة �ضد املجتمع ُيعدون �أك�ث�ر احتمالية للعود �إىل تعاطي املخ���درات بعد العالج‬
‫من غريهم‪ ،‬ويعزون ذلك �إىل �أن العدوانيني يرون �أنهم يع ِاقبون املجتمع من خالل �إيذائهم‬
‫لأنف�سهم‪ ،‬لأنهم غري قادرين على �إيذاء املجتمع‪ ،‬فهم يوجهون عدوانيتهم نحو ذواتهم‪ .‬ويرى‬
‫مر�ض نف�سي‪� ،‬إن مل ُيعالج فهو حم ّفز ودافع للعود لتعاطي املخدرات‬‫املخت�صون �أن العدوانية ٌ‬
‫بع���د الع�ل�اج‪ .‬وهذا ما ف�س���ره اجتاه الإح�سا�س بالإحب���اط يف نظرية التحلي���ل النف�سي الذي‬
‫يعده���ا عبارة عن �شعور بالإحباط يقود �إىل االنحراف وممار�سة �سلوك م�ضاد للمجتمع‪ ،‬يف‬
‫حني يرى (‪ )%15.4‬م���ن املخت�صني �أن الذين لديهم عدوانية جتاه املجتمع لي�س بال�ضرورة‬
‫�أن يكون���وا �أك�ث�ر عر�ضة للعودة للتعاطي بعد العالج‪ ،‬فهم ي���رون عدم وجود عالقة وا�ضحة‬
‫بني العودة للتعاطي وبني ال�سلوك العدواين للفرد‪.‬‬
‫ويت�ض���ح من اجل���دول �أي�ض ًا‪� :‬أن غالبي���ة �أع�ضاء الفريق العالج���ي (‪ )%69.2‬يرون‬
‫�أن الأ�شخا����ص االنطوائيني يكونون �أكرث عر�ضة للع���ود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬
‫م���ن غريهم‪ ،‬وذلك لع���دم قدرتهم على بناء عالق���ات اجتماعية جدي���دة‪ ،‬فهم يعودون‬
‫�إىل التعاطي ليعي�شوا م���ع �أنف�سهم وذواتهم‪ ،‬كما �أن املروجني ي�ستغلون االنعزاليني نظر ًا‬
‫لقل���ة خربته���م يف احلي���اة الناجمة عن انعزاله���م االجتماعي‪ ،‬يف حني ي���رى (‪)%30.8‬‬
‫�أن الأ�شخا����ص االنطوائي�ي�ن لي�سوا �أكرث عر�ضة للعود �إىل تعاط���ي املخدرات بعد العالج‪،‬‬
‫مربري���ن ذلك ب�أن �إدمان املخ���درات يتم مع جماعات الرفاق ويتطل���ب من ال�شخ�ص �أن‬
‫يكون اجتماعي ًا خمالط ًا للآخرين ولي�س انطوائي ًا‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫كم���ا يبني اجل���دول �أن غالبي���ة �أع�ض���اء الفريق العالج���ي (‪ )%84.6‬يعتق���دون �أن‬
‫ال�شخ�صي���ة االنقيادي���ة �أك�ث�ر احتمالي���ة للع���ود �إىل تعاط���ي املخ���درات بع���د العالج من‬
‫ال�شخ�صي���ة القيادي���ة‪ ،‬وذل���ك لعدد م���ن االعتب���ارات التي ذكره���ا غالبي���ة املخت�صني‪،‬‬
‫فال�شخ�صي���ة االنقيادية تكون �أكرث ت�أ ّث���ر ًا ب�أ�صدقاء التعاطي‪ ،‬وانقي���اد ًا لهم‪ ،‬يف حني �أن‬
‫عال جتاه املجتم���ع املحيط به‪ ،‬لذلك‬‫ال�شخ�صي���ة القيادية متتلك درجة وع���ي و�إح�سا�س ٍ‬
‫هم �أقل عود ًا لتعاطي املخدرات بعد خروجهم من امل�ست�شفى‪ ،‬مقارنة بذوي ال�شخ�صيات‬
‫االنقيادية‪ ،‬يف حني يرى (‪ )%15.4‬ب�أنه لي�س بال�ضرورة �أن يكون الأ�شخا�ص االنقياديني‬
‫�أكرث عر�ضة للعودة للتعاطي من الأ�شخا�ص �أ�صحاب املهارة القيادية‪ .‬وقد ف�سرت نظرية‬
‫التقلي���د ذلك‪ ،‬و�أ�ش���ارت �إىل �أن التقليد هو �شعور الفرد جت���اه الآخرين ليكت�سب ال�سلوك‬
‫املنحرف ممن يخالطهم بالتقليد‪.‬‬
‫ويت�ض���ح �أي�ض��� ًا‪� :‬أن معظ���م �أع�ضاء الفريق العالج���ي (‪ )%96.2‬ي���رون �أن الأ�شخا�ص‬
‫الذين ال ي�ستطيعون رف�ض �إحلاح الأ�صدقاء هم �أكرث عر�ضة للعود �إىل تعاطي املخدرات بعد‬
‫اخلروج من امل�صحة من غريهم‪ .‬ويعزون ذلك �إىل قوة ت�أثري الأ�صدقاء يف مدمن املخدرات‬
‫وخا�ص���ة ذوي ال�شخ�صية ال�ضعيفة‪ ،‬الذين ال ي�ستطيع���ون رف�ض �إحلاح الأ�صدقاء‪ .‬وهذا ما‬
‫�شرحت���ه النظرية ال�سلوكية التي �أ�ش���ارت �إىل �أن الفرد يتع ّلم ال�سلوك املنحرف من حميطه‬
‫املبا�شر كالأ�صدقاء‪ .‬وتتفق هذه النتيجة مع نتائج درا�سة اخلوالدة واخلياط (‪.)2011‬‬
‫وكذل���ك يبني اجلدول (‪� :)4‬أن معظم �أع�ضاء الفريق العالجي (‪ )%96.2‬يعتقدون‬
‫�أن م���ن لديه���م ا�ضطرابات نف�سي���ة يعدون �أكرث احتم���ا ًال من غريهم للع���ود �إىل تعاطي‬
‫املخدرات‪ ،‬وذلك ب�سبب �ضعف قدرتهم على التحكم يف �سلوكهم‪ ،‬وفقدانهم لال�ستب�صار‬
‫مب�شكالتهم‪ ،‬وعدم ا�ستقرارهم االنفعايل‪ ،‬و�أما اال�ضطرابات امل�صاحبة ال�ستخدام املواد‬
‫املخ���درة فهي غالب ًا تتوقف بتوق���ف املتعاطي عن املخدرات‪ .‬كما �أن من لديهم ت�شخي�ص ًا‬
‫مزدوج��� ًا‪� ،‬أي ا�ضطراب نف�س���ي و�إدمان‪ ،‬ف�إنهم �أقل ا�ستيعاب��� ًا للربنامج العالجي‪ ،‬و�أكرث‬
‫عر�ضة لت أ� ّثرهم بالآخرين‪ ،‬وبخا�ص���ة �أ�صدقاء ال�سوء من متعاطي املخدرات واملروجني؛‬
‫م���ا يجعلهم �أكرث عر�ض���ة للعود لتعاطي املخ���درات بعد العالج‪ .‬وتتفق ه���ذه النتيجة مع‬
‫نتائج درا�سة �صادقي (‪ )2014‬ودرا�سة �آل �سعود (‪.)1432‬‬

‫‪93‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫ويت�ض���ح من اجل���دول �أي�ض ًا‪� :‬أن جميع �أع�ضاء الفري���ق العالجي يرون �أن من لديهم‬
‫�ضعف��� ًا يف مواجهة م�شكالتهم املختلفة يكونون �أكرث عر�ضة من غريهم يف العود لتعاطي‬
‫املخ���درات بعد الع�ل�اج‪ ،‬فكرثة امل�شكالت وال�ضغ���وط النف�سية جتعل الف���رد ينتك�س نحو‬
‫تعاط���ي املخدرات ب�سهول���ة‪ ،‬هروب ًا من تلك امل�شكالت وال�ضغ���وط‪ ،‬وهذا يرتبط باحلالة‬
‫النف�سي���ة املر�ضي���ة التي �إن مل تعالج يف حلظة التوقف عن املخدر ف�إنها ت�ؤ ّثر ب�شكل �سلبي‬
‫يف الت�سري���ع بع���ودة املدمن �إىل الإدمان‪ .‬وه���ذا ما ف�سرته نظرية التحلي���ل النف�سي التي‬
‫رك���زت على اجلوانب النف�سية والغريزية لدى الفرد عند العالج‪ .‬وتتفق هذه النتيجة مع‬
‫نتائج درا�سة اخلوالدة واخلياط (‪ )2011‬و�آل �سعود (‪.)1432‬‬
‫�إجابة ال�س�ؤال املفتوح حول عومل �أخرى مرتبطة بالعودة للتعاطي‬
‫ُحلل���ت �إجاب���ات عين���ة الدرا�س���ة على ال�س����ؤال املفت���وح‪ ،‬ال���ذي يه���دف �إىل �إعطاء‬
‫امل�ستجيب�ي�ن م�ساحة لإ�ضافة عوامل �أخ���رى مرتبطة بالعود للتعاطي‪ .‬وق���د �أبرزوا عدد ًا‬
‫م���ن العوامل‪ ،‬منها‪ :‬قوة االعتماد اجل�سمي والنف�سي الذي يحدثه املخدر‪ ،‬والذي يختلف‬
‫عل���ى ح�سب كمية املخدر امل�ستخ���دم‪ ،‬وطبيعة املادة املخدرة‪ ،‬وكذل���ك الق�صور يف بع�ض‬
‫الربامج العالجية املقدمة للمدمنني‪ ،‬وبرامج ت�أهيل مدمني املخدرات بعد خروجهم من‬
‫امل�ست�شفى‪.‬‬
‫مناق�شة النتائج‬
‫م���ن خالل ا�ستعرا�ض نتائج الدرا�سة‪ ،‬ف�إنه ميكن القول �إن مدمني املخدرات الذين‬
‫يكون���ون �أكرث عر�ض���ة لالنتكا�سة بعد العالج هم من يت�صفون بت���دين امل�ستوى التعليمي‪،‬‬
‫وكذل���ك من �أم�ضوا تاريخ ًا طوي ًال يف تعاط���ي املخدرات‪� ،‬إ�ضافة �إىل �أن فئة العزاب �أكرث‬
‫عر�ض���ة لالنتكا�سة م���ن املتزوجني‪ ،‬ويعود الرجال �أي�ض��� ًا �إىل ا�ستخدام املخدرات بن�سبة‬
‫�أكرب من عودة الن�ساء‪.‬‬
‫كم���ا �أبرزت النتائج عدد ًا من العوام���ل االجتماعية التي ت�ؤدي دور ًا وا�ضح ًا يف عودة‬
‫مدمن���ي املخدرات للتعاطي بعد التعايف‪ ،‬ومنه���ا‪� :‬أن الأ�شخا�ص املرفو�ضني من �أقاربهم‪،‬‬
‫وكذل���ك املدمنون الذين ينتمون لأ�سر مفككة‪ ،‬ومن يعي�شون ب�أحياء فقرية‪ ،‬يكون احتمال‬
‫عودته���م للتعاطي �أك�ب�ر‪ ،‬و�أن احلياة يف املدن تكون بيئة حمفزة للعودة للتعاطي �أكرث من‬
‫حي���اة القرى‪ ،‬ومن ي�شعرون ب�أمل الو�ص���م والنظرة الدونية من املجتم���ع جتاههم �أي�ض ًا‪،‬‬

‫‪94‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫�إ�ضاف���ة �إىل م���ن لديه���م �صعوبة يف التعام���ل مع الآخرين م���ن حولهم ف�إنه���م معر�ضون‬
‫لالنتكا�سة ال�ستخدام املخدر بعد العالج‪.‬‬
‫ومتثل���ت العوامل االقت�صادية‪ :‬يف �ضعف احلالة االقت�صادية ملدمني املخدرات �سوا ًء‬
‫على امل�ستوى ال�شخ�صي �أو الأ�سري‪ ،‬كما �أن البطالة تعد �أحد العوامل االقت�صادية الدافعة‬
‫للع���ود �إىل تعاطي املخ���درات‪ .‬ومل تقت�صر �أ�سباب الع���ود االقت�صادية على �ضعف احلالة‬
‫االقت�صادي���ة و�إمن���ا يقابله���ا يف الطرف الآخر مم���ن يعي�شون حياة ال�ت�رف وتوفر املادة‬
‫�أي�ض��� ًا‪ ،‬بو�صفه���ا �أحد العوامل التي ت�سه���م �إ�سهام ًا كبري ًا يف الع���ود �إىل �إدمان املخدرات‬
‫بعد العالج‪.‬‬
‫وكذل���ك يوجد عدد م���ن العوامل النف�سية التي ت�ؤدي مبدمن���ي املخدرات �إىل العودة‬
‫للتعاط���ي بع���د الع�ل�اج‪ ،‬ومنه���ا‪ :‬ال�سل���وك الع���دواين‪ ،‬والأ�شخا����ص االنطوائي���ون‪ ،‬وذوو‬
‫ال�شخ�صي���ات االنقيادية‪ ،‬ومن لي�س لديهم الق���درة على رف�ض �إحلاح �أ�صدقاء ال�سوء من‬
‫متعاطي املخدرات ومروجيها �أي�ض ًا‪ ،‬كما �أن الأ�شخا�ص الذين يعانون ا�ضطرابات نف�سية‪،‬‬
‫وكذلك من ال ي�ستطيعون مواجهة �ضغوط احلياة �أو التعامل مع امل�شكالت التي تواجههم‬
‫يعدون �أكرث عر�ضة للتعاطي بعد العالج‪.‬‬
‫و�أخري ًا‪� ،‬أظهرت نتائج الدرا�سة �أن ت�أثري املادة املخدرة يتفاوت من مادة لأخرى‪ ،‬فمدمنو‬
‫الهريوي����ن معر�ضون �أكرث من غريه����م لالنتكا�سة‪ ،‬يليهم مدمنو حب����وب الكبتاجون‪ ،‬فمدمنو‬
‫احل�شي�����ش‪ ،‬ثم الكحول‪ .‬كما �أن الق�صور بالربامج العالجية الت�أهيلية التي تقدمها امل�صحات‬
‫النف�سية وامل�ست�شفيات ت�سهم يف دفع مدمني املخدرات �إىل العود للإدمان بعد العالج‪.‬‬
‫التو�صيات‬
‫‪1 .1‬زي���ادة ن�شر الوع���ي بني ال�شب���اب بخط���ورة تعاط���ي املخ���درات‪ ،‬والتحذير من‬
‫االنتكا�سة للتعاطي مرة �أخرى‪.‬‬
‫‪�2 .2‬إن�شاء مراكز متخ�ص�صة للمتعافني من الإدمان بغر�ض الت�أهيل واملتابعة‪.‬‬
‫‪�3 .3‬ض���رورة متابع���ة مدمني املخ���درات بانتظام بعد خروجهم م���ن جممع ال�صحة‬
‫النف�سية حتى يتعافوا من تعاطي املخدرات متام ًا‪.‬‬
‫‪�4 .4‬إيجاد فر�ص عمل لل�شباب للتقليل من معدل البطالة‪ ،‬ما ي�سهم يف ملء �أوقات فراغهم‪.‬‬
‫‪5 .5‬تكثيف الربامج الثقافية والريا�ضية التي تلبي احتياجات ال�شباب‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫املراجع‬
‫‪1 .1‬الأمم املتحدة (‪ .)1961‬االتفاقية الوحيدة للمخدرات ل�سنة ‪ .١٩٦١‬الأمم املتحدة‪.‬‬
‫‪�2 .2‬أب���و النيل‪ ،‬حممود (‪ .)1985‬علم النف�س االجتماع���ي‪ .‬اجلزء الأول‪ .‬دار النه�ضة‬
‫العربية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪�3 .3‬أحم���د‪ ،‬ن�سرين ح�س���ن حممد (‪ .)2015‬ال�سل���وك الإجرامي للم���ر�أة يف اجلرائم‬
‫املعاقب عليها بالإعدام‪ .‬ر�سالة ماج�ستري غري من�شورة‪ ،‬جامعة الرباط‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫‪�4 .4‬آل خليف���ة‪ ،‬ن���ورة �إبراهيم عبد اهلل (‪ .)2007‬فاعلي���ة املدمنني على املخدرات يف‬
‫مملكة البحرين‪ .‬ر�سالة ماج�ستري غري من�شورة‪ ،‬اجلامعة الأردنية‪ ،‬الأردن‪.‬‬
‫‪5 .5‬احلارثي‪� ،‬ساعد العرابي‪� .)1416( ،‬أثر التلفاز يف التوعية ب�أخطار تعاطي املخدرات‬
‫و�إدمانها‪ .‬جملة جامعة �أم القرى‪ ،‬العدد الثالث ع�شر‪ ،‬ال�سنة التا�سعة‪ ،‬مكة املكرمة‪.‬‬
‫‪6 .6‬اخلزاعي‪ ،‬ح�سني‪ .)2010( ،‬التوقف عن �إدمان املخدرات و�أثره على حت�سني نوعية‬
‫احلي���اة‪ :‬درا�س���ة اجتماعية تطبيقية‪ .‬املجل���ة اجلزائرية للدرا�س���ات االجتماعية‪،‬‬
‫العدد‪ ،4‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪7 .7‬اخلوالدة‪ ،‬حممود‪ ،‬واخلياط‪ ،‬ماجد‪� .)2011( ،‬أ�سباب املواد اخلطرة واملخدرات‬
‫من منظور متعاطيها يف املجتمع الأردين‪ .‬جملة الدرا�سات الأمنية‪ ،‬العدد‪ ،5‬مركز‬
‫الدرا�سات الإ�سرتاتيجية الأمنية‪ ،‬الأردن‪.‬‬
‫‪8 .8‬الدخي���ل‪ ،‬عب���د العزيز عب���د اهلل (‪ .)2012‬م�ؤ�س�سات املجتمع امل���دين ودورها يف‬
‫احل���د من العود لتعاطي املخدرات‪ .‬ورقة مقدمة للندوة العلمية بجامعة نايف عن‬
‫عوام���ل االنتكا�سة لدى مدمني املخ���درات‪ ،‬جامعة نايف العربي���ة للعلوم الأمنية‪،‬‬
‫مراك�ش‪ ،‬اململكة املغربية‪.2012 ،‬‬
‫‪�9 .9‬آل �سع���ود‪ ،‬عبد الرحمن بن عبد الرحمن حممد‪ .)1432( ،‬عوامل العود لتعاطى‬
‫املخ���درات وامل�ؤث���رات العقلية من وجهة نظر املدمن�ي�ن العائدين مب�ست�شفى الأمل‬
‫بالريا����ض‪ .‬ر�سال���ة ماج�ست�ي�ر غ�ي�ر من�ش���ورة‪ ،‬جامع���ة الإم���ام حممد ب���ن �سعود‬
‫الإ�سالمية‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية‪ ،‬الريا�ض‪.‬‬
‫‪96‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫‪1010‬ال�سلي���م‪ ،‬حممد �إبراهيم‪ .)1426( ،‬عالقة م�ستوى التدين وامل�ساندة االجتماعية‬


‫باالنتكا�سة‪ :‬درا�سة على املعتمدين املنتك�سني من املنومني مبجمع الأمل بالريا�ض‪.‬‬
‫ر�سال���ة ماج�ستري غ�ي�ر من�شورة‪ ،‬جامعة الإمام حممد بن �سع���ود الإ�سالمية‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االجتماعية‪ ،‬الريا�ض‪.‬‬
‫‪1111‬ال�شق���اوي‪ ،‬مـحـم���د عب���داهلل (‪ .)1414‬ال متت‪ .‬الطبعة الثاني���ة ‪ ،‬مطابع �سمحة‪،‬‬
‫الريا�ض‪.‬‬
‫‪1212‬ال�شهراين‪ ،‬معلوي بن عبد اهلل‪ .)2016( ،‬العوامل االجتماعية وعالقتها باالجتاه‬
‫نحو الإدمان لدى ط�ل�اب اجلامعة‪ .‬املجلة العربية للدرا�سات الأمنية‪ ،‬املجلد ‪،32‬‬
‫العدد (‪ ،)66‬الريا�ض‪.‬‬
‫‪1313‬الع�س���اف‪� ،‬صالح (‪ )2012‬املدخل اىل البح���ث يف العلوم ال�سلوكية‪ ،‬دار الزهراء‪،‬‬
‫الريا�ض‪.‬‬
‫‪1414‬ب���ركات‪ ،‬مطاع واحل�ل�اق‪� ،‬إقب���ال‪2011( ،‬م)‪� .‬أ�سباب االنتكا�س م���ن وجهة نظر‬
‫املدمن�ي�ن‪ :‬درا�سة ميداني���ة على عينة من املدمنني املنتك�س�ي�ن يف املر�صد الوطني‬
‫لرعاي���ة ال�شب���اب يف دم�شق‪ .‬جملة ت�شري���ن للبحوث والدرا�س���ات العلمية‪� ،‬سل�سلة‬
‫الآداب والعلوم الإن�سانية‪ ،‬املجلد(‪ ،)33‬العدد(‪ ،)5‬دم�شق‪.‬‬
‫‪1515‬ب�ش�ي�ر‪� ،‬إقبال حممد و�آخرون (‪ .)1980‬مدار����س واجتاهات خدمة الفرد‪ .‬املكتب‬
‫اجلامعي احلديث‪ ،‬الإ�سكندرية‪.‬‬
‫‪1616‬ربيع‪ ،‬حمم���د �شحاتة (‪ .)2009‬تاري���خ علم النف�س ومدار�س���ه‪ .‬دار الفجر للن�شر‬
‫والتوزيع‪ ،‬م�صر‪.‬‬
‫‪�1717‬صادق���ي‪ ،‬فاطم���ة‪ .)2014( ،‬الآث���ار النف�سي���ة للإدم���ان على املخ���درات‪ .‬جملة‬
‫الدرا�سات النف�سية والرتبوية‪ ،‬العدد ‪ ،14‬املركز اجلامعي‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪1818‬منظم���ة ال�صحة العاملية‪ .‬املوقع الإلكرتوين للمنظمة‪،http://www.who.int/ar ،‬‬
‫يف ‪.2017/ 5 /5‬‬

‫‪97‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد بن عبد اهلل العتيبي ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬عيد بن �شريدة العنزي ‪ ،‬الدكتور ‪� /‬أحمد �سعيد رحمة‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

‫‪1919‬جمم���ع الأمل لل�صحة النف�سية (‪1438‬هـ)‪ .‬املوقع الإلكرتوين ملجمع الأمل لل�صحة‬
‫النف�سية بالريا�ض‪ ،www.alamal.med.sa .‬يف ‪.2017/ 5 / 1‬‬
‫‪2020‬حمم���د‪ ،‬حممد الظريف �سع���د (‪ .)1996‬برنامج مقرتح لتدعي���م دور امل�ؤ�س�سات‬
‫ال�شبابي���ة يف الوقاية م���ن الإدمان "درا�سة ميدانية مطبق���ة بدولة قطر"‪ .‬امل�ؤمتر‬
‫العلمي التا�سع لكلية اخلدمة االجتماعية‪ ،‬جامعة حلوان‪.1996 ،‬‬
‫‪2121‬معو����ض‪ ،‬مو�سى جنيب‪ .)2012( ،‬الت�أهيل االجتماعي لأ�سرة ال�سجني من منظور‬
‫خدمة الفرد‪ .‬ر�سالة ماج�ستري غري من�شورة‪ ،‬جامعة الفيوم‪ ،‬م�صر‪.‬‬
‫‪2222‬نوفل‪ ،‬ع�ص���ام الدين؛ الرندي‪ ،‬ربيعة عبد العزي���ز (‪ .)1998‬اجتاه طلبة املرحلة‬
‫املتو�سط���ة نح���و م�شكلة املخدرات يف دولة الكويت‪ .‬امل�ؤمت���ر العاملي الأول حول دور‬
‫الدين والأ�سرة يف وقاية ال�شباب من تعاطي املخدرات‪ ،‬الكويت‪.1998 ،‬‬
‫‪2323‬نظام مكافح���ة املخدرات امل ؤ�ث���رات العقلية باململكة العربي���ة ال�سعودية (‪)1426‬‬
‫ال�صادر باملر�سوم امللكي رقم ‪/39‬م عام ‪ 1426‬هـ‪.‬‬
‫‪24. Arun, P.; Chavan, S., B.; & Bhargava, R., (2010) Attitudes towards‬‬
‫‪alcoholism and drug taking: a survey of rural and slum areas of‬‬
‫‪Chandigarh, India. International Journal of Culture and Mental‬‬
‫‪Health,  3(2), 126136-.‬‬
‫‪25. Brunswig, K., A.; Penix, T., M.; & O›Donohue W., (2002) Relapse‬‬
‫‪Prevention in "Encyclopedia of Psychotherapy", Academic Press,‬‬
‫‪New York, 499 -505.‬‬
‫‪26. Clinard, M. B., & Meier, R. F. (2004) Sociology of Deviant behavior,‬‬
‫‪12th Edition, Bolment, California.‬‬
‫‪27. Horwitz, B., (2010) The Role of the Inter-American Drug Abuse‬‬
‫‪Control Commission (CICAD): Confronting the Problem of Illegal‬‬
‫‪Drugs in the Americas. Latin American Politics and Society, 52(2),‬‬
‫‪139–165‬‬

‫‪98‬‬
‫جم ّلة البحوث األمنية العدد (‪� )73‬شعبان ‪1440‬هـ ‪� /‬إبريل ‪2019‬م‬
‫ �أحمد �سعيد رحمة‬/ ‫ الدكتور‬، ‫ عيد بن �شريدة العنزي‬/ ‫ الدكتور‬، ‫ خالد بن عبد اهلل العتيبي‬/ ‫الدكتور‬ ‫�أ�سباب العود �إىل تعاطي املخدرات بعد العالج‬

28. Miller, W., & Heather, N. (1986) Treating Addictive Behaviors:


Processes of Change, Plenum Press, New York.
29. National Drug Intelligence Center (2011). The Economic Impact
of Illicit Drug Use on American Society. Washington D.C.: United
States Department of Justice. Available at:
30.  http://www.justice.gov/archive/ndic/pubs4444731/44731/p.
pdf(PDF, 2.4MB) access in 242016/12/
31. Schieltz, M. (2010). Youth & Drug Abuse. Available at:
32. http://www.ehow.com/about_6605579_youth-drug-abuse.html,
access in 22016/11/

99
‫م‬2019 ‫ �إبريل‬/ ‫هـ‬1440 ‫) �شعبان‬73( ‫جم ّلة البحوث األمنية العدد‬
Powered by TCPDF (www.tcpdf.org)

You might also like