You are on page 1of 4

Syarah Qur’an Surah Al-Ghasiayah 1-16

Tulisan ini Disusun Untuk Memenuhi Tugas Durus Minal Qur,an

Dosen Pembimbing:
Ust. Catur Baro Hapsako, S.Pd .

Disusun oleh:
Muhamad Naufal Insan Febrian(20221200210027)

Sekolah Tinggi Agama Islam Ali Bin Abi Thalib Surabaya


Fakultas Pendidikan Bahasa Arab
2023
‫اآليــات‬

‫}َهْل َأَتاَك َحِد يُث اْلَغاِش َيِة* ُو ُجوٌه َيْو َم ِئٍذ َخاِش َع ٌة* َعاِم َلٌة َّناِص َبٌة* َتْص َلى َنارًا َح اِمَيًة * ُتْس َقى ِم ْن َع ْيٍن آِنَيٍة‬

‫َّلْيَس َلُهْم َطَع اٌم ِإَّال ِم ن َض ِر يٍع* َّال ُيْس ِم ُن َو َال ُيْغ ِني ِم ن ُجوٍع* ُو ُجوٌه َيْو َم ِئٍذ َّناِع َم ٌة* ِّلَس ْع ِيَها َر اِض َيٌة* ِفي َج َّنٍة‬

‫َعاِلَيٍة* َّال َتْس َم ُع ِفيَها الِغَيًة* ِفيَها َع ْيٌن َج اِر َيٌة* ِفيَها ُسُرٌر َّم ْر ُفوَع ٌة* َو َأْك َو اٌب َّم ْو ُضوَعة‬

‫َو َنَم اِر ُق َم ْص ُفوَفٌة* َو َز َر اِبُّي َم ْبُثوَثٌة} (‪1‬ـ‪(16‬‬

‫***‬

‫معنى المفردات‬

‫‪.‬يوم القيامة‪ ،‬سّم يت بذلك ألنها تغشى الناس وتحيط بهم ‪}:‬اْلَغاِش َيِة {‬

‫‪.‬نصب الرجل ينصب نصبًا‪ ،‬إذا تعب في العمل ‪َّ}:‬ناِص َبٌة{‬

‫‪.‬اآلنية‪ :‬البالغة النهاية في شّد ة الحّر ‪}:‬آِنَيٍة{‬

‫‪.‬نبت تأكله اإلبل يضّر وال ينفع‪ ،‬وإنما سّم ي ضريعًا ألنه يشبه عليها أمره‪ ،‬فتظنه كغيره من النبت ‪َ}:‬ض ِر يٍع{‬

‫‪.‬منّعمة ‪َّ}:‬ناِع َم ٌة{‬

‫‪.‬اللغو من الكالم ما ال يعتّد به ‪}:‬الِغَيًة{‬

‫‪.‬وسائد ‪َ}:‬و َنَم اِر ُق{‬

‫‪.‬بسط فاخرة ‪َ}:‬و َز َر اِبُّي {‬

‫‪.‬مبسوطة ومنشورة ‪َ}:‬م ْبُثوَثٌة{‬

‫***‬

‫حديث الغاشية‬

‫وهي القيامة التي تفّنن التعبير القرآني عنها‪ ،‬لإليحاء باألجواء التي تنطلق في مشاهدها }َهْل َأَتاَك َحِد يُث اْلَغاِش َيِة{‬
‫وأهوالها وصدماتها الواقعية‪ ،‬ليواجهها القلب البشري‪ ،‬من خالل ذلك‪ ،‬بالخوف الشعوري الذي يدفع إلى المزيد‬
‫من التفكير ومن التركيز‪ ،‬للوصول إلى مسألة اإليمان واالنتماء إليه بكل قّوٍة‪ .‬ولعل التعبير عنها بالغاشية من‬
‫خالل أنها تفرض نفسها على واقع الناس هناك‪ ،‬فتغشاهم وتحيط بهم‪ ،‬كما يحيط الغشاء بالموقع كله‪ ،‬أو ألّن‬
‫أهوالها الشديدة تغشاهم فتحول بينهم وبين الرؤية في شّد ة تأثيرها عليهم‪ ،‬فتبدو للعيون كالدخان الذي يحجب األفق‬
‫‪..‬بكثافته‬
‫وإذا كان الخطاب للنبي(ص) كما يروى أنه مّر على امرأة تقرأ‪َ{ :‬هْل َأَتاَك َحِد يُث اْلَغاِش َيِة} فقام يستمع ويقول‪:‬‬
‫«نعم قد جاءني»‪ ،‬فإنه ليس مختصًا به بالمضمون‪ ،‬بل هو شامٌل لكل الناس الذين يبّلغهم النبي ذلك‪ ،‬فيأتيهم كل ما‬
‫يأتيه‪ ،‬ويخاطبهم بكل ما يخاطبه به‪ ،‬ألن المضمون ال يتوجه إليه كرسول‪ ،‬بل كإنسان مسؤوٍل ‪ ،‬ال بد من أن‬
‫‪.‬يتحمل مسؤولية نفسه من خالل القناعة الفكرية الباحثة عن الحق أينما كان‬

‫***‬

‫صورة األشقياء يوم القيامة‬

‫وتلك هي وجوه األشقياء الذين رفضوا مواقف الخشوع هلل في الدنيا‪ ،‬فلم يستغرقوا في }ُو ُجوٌه َيْو َم ِئٍذ َخاِشَع ٌة{‬
‫مواقع عظمته‪ ،‬ولم يعيشوا روحية العبودية في االبتهال إليه‪ ،‬والصالة بين يديه‪ ،‬واالنفتاح على آفاق رحمته في‬
‫مواقف رضاه‪ ،‬بل استكبروا وعاندوا وتمردوا على رسوله وكتابه‪ ،‬فجاءت الغاشية‪ ،‬التي أطبقت عليهم من كل‬
‫جانب‪ ،‬فال يجدون‪ ،‬اآلن‪ ،‬مجاًال للفرار وال للخالص‪ ،‬ليعيشوا الخشوع في أجواء الذّل واالنكسار عندما يواجهون‬
‫‪.‬المصير المظلم في حاضرهم الذي تنتظره جهنم لتحتويهم في داخلها‬

‫في ما توحي به كلمة العاملة من الجهد القاسي المرهق لألجساد الذي بذله هؤالء في الدنيا‪ ،‬وكلمة }َعاِم َلٌة َّناِص َبٌة{‬
‫الناصبة التي تدل على التعب واإلرهاق‪ ،‬فقد عملوا وتعبوا وعاشوا اإلرهاق الجسدي‪ ،‬فلم ينالوا من نتائجه‬
‫المرضية‪ ،‬ألنهم لم يعملوا هلل‪ ،‬بل عملوا لغيره‪ .‬ولهذا‪ ،‬فإن مالمح وجوههم في يوم القيامة هي مالمح الوجوه التي‬
‫‪.‬أرهقها العمل وآذاها النصب‪ ،‬فال تنبض بأّية حيوّية‪ ،‬وال توحي بأّي إشراق‬

‫‪..‬فتلفحها بلهيبها الذي يغشاها ليحّو لها إلى لون السواد }َتْص َلى َنارًا َح اِمَيًة{‬

‫أي حارة بالغة الحرارة‪ ،‬لتزيدهم ظمًأ كلما حاولوا التبرد بها‪َّ{ .‬لْيَس َلُهْم َطَع اٌم ِإَّال ِم ن}ُتْس َقى ِم ْن َع ْيٍن آِنَيٍة{‬
‫َض ِر يٍع } قيل‪« :‬الضريع نوع من الشوك يقال له الشبرق‪ ،‬وأهل الحجاز يسمونه الضريع إذا يبس‪ ،‬وهو أخبث‬
‫‪.‬طعام وأبشعه ال ترعاه دابة‪ ،‬ولعل تسمية ما في النار به لمجرد المشابهة شكًال وخاّص ًة»[‪]1‬‬

‫ألنه ال يملك العناصر الغذائية الالزمة في إشباع أجهزة الجسم في ما تحتاجه من }َّال ُيْس ِم ُن َو َال ُيْغ ِني ِم ن ُجوٍع{‬
‫‪.‬الغذاء‪ ،‬بل يدفع إلى الشعور بالجوع كلما أكله اآلكلون‬

‫إنها الصورة القاسية الشديدة للحياة التي يحياها هؤالء في النار‪ ،‬مما ال ندرك واقعه‪ ،‬ولكننا نستوحي صعوبته‬
‫‪.‬وقساوته وشّد ة تأثيره على اإلنسان هناك‬

‫***‬

‫راحة األتقياء وسعادتهم يوم القيامة‬

‫رضّيٌة نضرٌة في ما توحي به النعومة من البهجة والراحة والسعادة‪ ،‬فليس هناك هٌّم يثقل }ُو ُجوٌه َيْو َم ِئٍذ َّناِع َم ٌة{‬
‫‪.‬مالمحها باألذى‪ ،‬وليس هناك خوٌف ينال انبساطها وإشراقها باإلرهاق‪ ،‬وهي وجوه المؤمنين األتقياء السعداء‬

‫حيث يفيض الرضى منها ألنها تجد ما عملته من خيٍر وتقوى في الدنيا‪ ،‬في ما تحصل عليه اآلن }ِّلَس ْع ِيَها َر اِض َيٌة{‬
‫ـ من رضى هللا ـ فترضى به وتطمئن له‪ ،‬وتحس بالراحة النفسية التي تنعكس على مالمحها روحًا وسرورًا‪ ،‬فها‬
‫هم يتطلعون إلى النتائج الطيبة ألعمالهم ليرتاحوا بعد الجهد الكبير الذي عانوا منه في الدنيا‪ ،‬وبعد اآلالم الكثيرة‬
‫‪.‬التي عاشوها وصبروا عليها هناك‬

‫في ما يدل عليه العلّو من ارتفاع الدرجة وعلّو المقام الذي يطرد عنهم كل ذكريات الواقع الطبقي }ِفي َج َّنٍة َعاِلَيٍة{‬
‫الذي كان ينظر إليهم نظرة االستعالء‪ ،‬ويعاملهم من مواقع االستكبار‪ ،‬ليضعهم في الدرجة السفلى من السلم‬
‫االجتماعي للطبقات‪ ،‬فكان المستكبرون في الدرجة العليا‪ ،‬وكان المستضعفون المؤمنون البائسون في الدرجة‬
‫المنحّطة على مستوى الحقوق التي ال يملكون منها إال القليل‪ ،‬وعلى مستوى المسؤوليات التي تثقل حياتهم‬
‫باألعباء والتكاليف لمصلحة المستكبرين‪ .‬وقد تبّد لت المواقع اآلن‪ ،‬ولكن ال من خالل العقدة المستحكمة التي كانت‬
‫‪.‬تحكم الواقع المستكبر‪ ،‬بل من خالل العمل ونتائجه‬

‫فهناك تعيش الجّو الرضّي الهادىء الوديع الجّد ي‪ ،‬الذي يحمل الناس فيه مسؤولية الحفاظ }َّال َتْس َم ُع ِفيَها الِغَيًة{‬
‫على المعاني الروحية السابحة في رحاب القداسة في جنة هللا التي أعّد ها لتكون المجتمع الطاهر المنفتح على‬
‫الخير كله‪ ،‬والنفع كله‪ ،‬فال مجال فيه ألّية كلمة لغٍو ‪ ،‬سواء كان ذلك في نطاق الكلمات الصادرة عن حالة االنفعال‪،‬‬
‫في ما يمكن أن يسيء إلى الناس‪ ،‬مما يجرح الذوق والكرامة‪ ،‬أو كان في نطاق الكلمات الجوفاء التي ال تحمل أّي‬
‫معًنى نافٍع أو أّية فكرٍة مفيدٍة جاّد ٍة‪ ،‬تمامًا كما هي التفاهات والنفايات‪ ..‬وهكذا يعيش مجتمع الجنة روحية‬
‫المضمون الحّي المتحرك في مواقع رضى هللا‪ ،‬ليزدادوا مع كل كلمٍة فكرًا نافعًا وروحًا طيبًة جديدًة‪ ..‬ويأتي‬
‫الحديث عن النعم الحسية التي توحي بالحالة الروحية الناتجة منها‪ ،‬في مقابل العذاب الحسي الذي يعانيه الكافرون‬
‫‪.‬في ما يوحي به من الحالة النفسية الصعبة التي تمثل عذابًا جديدًا باإلضافة إلى العذاب المادي‬

‫تثير في الجّو الكثير من المتعة واللذة الروحية والجمال‪ ،‬فهي تمثل الينبوع المتدفق الذي يخرج }ِفيَها َع ْيٌن َج اِر َيٌة{‬
‫من األرض‪ ،‬ويتدفق ويجري لينشر فيها الخصب والنضرة والخضرة والجمال‪ ،‬وهي تثير الجو البارد الوديع‬
‫الذي يجعل أهل الجنة ينتشرون في ظالله على ضفاف هذه العين‪ ،‬وفي امتداد جريانها‪ ،‬لينعموا باللقاءات الحلوة‬
‫‪.‬اللذيذة البديعة التي يجتمع إليها الناس عند ضفاف الينابيع‬

‫فال تنالها األيدي‪ ،‬فتبقى في جّد تها ونظافتها‪ ،‬ليكون اإلنسان الذي ينام أو يستلقي أو يجلس }ِفيَها ُسُرٌر َّم ْر ُفوَع ٌة{‬
‫‪.‬عليها هو أّول إنسان يلمسها‬

‫في حالة إعداٍد سريٍع لتناولها من ِقَبل المؤمنين الشاربين فيها‪َ{ .‬و َنَم اِر ُق َم ْص ُفوَفٌة} وهي }َو َأْك َو اٌب َّم ْو ُضوَع ٌة{‬
‫الوسائد والحشايا لالّتكاء في راحة واسترخاٍء {َو َز َر اِبُّي َم ْبُثوَثٌة} وهي الُبسط ـ جمع بساط ـ ذات الخمل ـ‬
‫‪.‬السجاجيد ـ مبثوثة هنا وهناك للزينة وللمتعة وللجلوس عليها‬

‫وربما كان الحديث عن هذه األشياء التي تمثل عناصر األوضاع المريحة السعيدة االسترخائية‪ ،‬منطلقًا من الجّو‬
‫الذي يعيشه الناس في مجتمع الدعوة األّول‪ ،‬حيث تلتقي معاني الراحة واالسترخاء في مثل هذه األوضاع‪،‬‬
‫‪.‬بأحاسيس اللذة والحالوة والمتاع في مجتمع أهل الجنة‪ ،‬في ما يثيره ذلك من خياالت حلوٍة‪ ،‬وأحالم لذيذة‬

You might also like