Professional Documents
Culture Documents
عناصر المزيج التسويقي -السعر
عناصر المزيج التسويقي -السعر
إن أكثر المشكالت التسويقية صعوبة في حلها هي تحديد السعر المناسب الذي يبيع به المنتج
ّ
سلعته ،و لعل ّّ منشأ هذه الصعوبة يرجع في األصل إلى كثرة المتغي ّّرات التي تؤثر في تحديد أفضل
السعر الذي ينبغي البيع به ،و هناك اعتبارات متنوعة تحكم القرار العملي الذي يتخذه المنتج بشأن تحديد
السعر.
- Iتعريف السعر:
يعتبر السعر أحد عناصر المزيج التسويقي الهام ّّة ،لماله من أثر على المبيعات و األرباح في
المؤسسات ،خاصة إذا كانت هذه المؤسسات ذات طابع اقتصادي تسعى إلى تحقيق الربح.
بأنه " :متغيرة التسويق الوحيدة التي تولد مباشرة اإليرادات و األرباح،
يعرف السعر أيضا ّ
و ّ -
و التي ال تحتاج إلى استثمار ونفقات إالّ إلى تفكير ودراسة".
محدد من الربح،
و تتضمن هذه القيمة ،غالبا تكاليف تصنيع و بيع السلعة ،مضافا إليها هامش ّ
أن هناك عوامل متعدد ّّة تؤثر على هذا السعر كالمنافسة و العرض و الطلب و قيمة
مع اإلشارة إلى ّ
االستخدام … إلخ.
بأنه مركب أساسي إلستراتيجية التسويق يأتي لتعزيز موقع المؤسسة على جزء من
كما يعرف ّ
السوق ،كما ّأنه عنصر أساسي للتبادل بين المؤسسة وزبائنها.
يعتبر السعر من أهم عناصر المزيج التسويقي نظ ار لعالقته المباشرة مع المبيعات و التكاليف
واألرباح .و هذا ما جعل هذه األهمية تزداد زيادة محسوسة عند رجال التجارة ومشرفي التسويق ،إذ نجد
ّأنه في األبحاث قد تم تصنيف تشكيل األسعار في المرتبة السادسة من بين أثني عشر عامال من عوامل
تسويق السلع ،كما و أن استجواب المشرفين على األعمال التجارية و رجال البيع قد أظهر أن تكوين
وإعداد األسعار يع ّّد من أكثر المسائل أهمية.
2
-أهمية السعر بالنسبة للمؤسسة:
-يمثل السعر ،العنصر الوحيد من عناصر المزيج التسويقي الذي يؤدي إلى توليد إيرادات ،بينما
فإن
تمثل المجهودات الخاصة بالسلعة و ترويجها وتوزيعها مصروفات على المؤسسة ،و عليه ّ
تحديد السعر المناسب يمكن أن يؤثر على نمو المؤسسة على المدى الطويل؛
يعد السعر أكثر عناصر المزيج التسويقي مرونة ،حيث يتيسر للمؤسسة تعديل أسعارها أكثر من
ّ -
قدرتها على تغيير سلعها أو تغيير حمالتها الترويجية ،أو إعادة تصميم نظامها التوزيعي.
و نظ ار لهذه األهمية التي يتميز بها التسعير ،فإن ّّ إدارة التسويق تعطي له مكانة خاصة ،كون
هذه اإلدارة تستطيع ،من خالل ذلك تحقيق أهدافها العامة ،إضافة إلى ما يمكن لسياسة التسعير من أن
تلعبه كأسلوب منافسة.
أهمية السعر بالنسبة للمستهلك :يعتبر السعر بالنسبة للمستهلك محددا من محددات الحصول -
على السلع والخدمات التي يريدها.
و تظهر أهميته ،بإختالف و تنوع منفعة و قيمة السلع و الخدمات ،ومتى كان متماشيا مع دخل
المستهلك ،فهو مستعد للدفع أكثر للسلع التي تلبي رغباته.
للسعر أيضا تأثير نفسي على المستهلك ،حيث يربط العديد من الناس بين السعر المرتفع
للسلعة و جودتها ،و عليه فإن ّّه يمكن للمؤسسة أن تؤكد على جودة السلعة عن طريق
تحديد أسعار مرتفعة لها ،وهو ما يلجأ إليه المستهلك.
IIIأهداف السعر:
على كل ّّ مؤسسة تحديد الهدف الذي تريد الوصول إليه عن طريق التسعير ألن األهداف
التسعيرية ،هي الغرض الرئيسي الذي تسعى سياسات التسعير إلى تحقيقها ،ومنه يمكن طرح السؤال كما
يلي - :ما هي أهم األهداف التي تسعى إليها المؤسسة عن طريق السعر؟
3
-هدف الربح :
يعتبر هدف الربح أكبر مؤثر في ق اررات التسعير ،حيث تسعى الكثير من المؤسسات إلى تعظيم
أرباحها في فترة زمنية معنية.
و تركز على اإلبقاء و المحافظة على هوامش ربح ،و العمل على تخفيض النفقات و إختيار
السعر الذي يمكن من الربح و يمكن ّّ من الحصول على المبيعات الضخمة.
أ /تعظيم الربح:
إن أهداف التسعير األكثر شيوعا هو تعظيم الربح؛ إذن سنقوم على فرضية دالة الطلب الذي
يرتبط مع السعر و الكمية المباعة ،و دالة التكلفة (التكلفة الثابتة و التكلفة المتغيرة) .
نالحظ بأن ّّ هذه العبارة تتكو ّّن من دالتين :دالة الطلب التي تربط بين السعر و الكمية المباعة و دالة
التكلفة التي تمثل التكاليف الثابتة و التكاليف المتغيرة.
إال أن تعظيم الربح يعتبر نسبي ألن ّّه ،ال يمكن تحديد رقم معين على أن ّّه أكبر ربح ،بالرغم
من أخذ عامل المنافسة و مرونة الطلب بعين اإلعتبار.
كذلك فإن ّّ األهداف المرتبطة باألرباح قد تأخذ شكل تعظيم العائد على اإلستثمار حيث تسعى
الكثير من المؤسسات للوصول إلى نسبة معينة من حجم إستثماراتها ،بحيث يمكن أن يرشدنا هذا المعدل
للحكم على نسبة التقد ّّم خاصة في حالة السلع الجديدة .و تحدد المؤسسات الكبيرة نسبة العائد الذي
تعتقد أن ّّه العائد المناسب .ثم يحسب السعر على أساسه و الذي يضمن تحقيق المعدل السابق.
على سبيل المثال ،تحدد شركة كوندور نسبة % 20كعائد مقبول و مربح إلستثماراتها.
4
معادلة العائد تكون كاآلتي:
و بمعنى آخر فهو الذي يقيس مقدار الربح الناتج عن كل دينار مستثمر ،فإذا كان سعر الفائدة
السائد في سوق المالية ،% 8فإن ّّ مبلغ الربح الذي يجعل المؤسسة تشتغل في شروط مقبولة من
الربحية هو الذي يجعل معدل العائد على اإلستثمار أكبر من .% 8
لكن من الضروري التأكيد على أن هناك بعض رجال التسويق يعارضون في إستخدام معدل
العائد على اإلستثمار ،كأساس لتحديد السعر و يقولون إن ّّه يكفي أن يستخدم فقط كمؤشر عند
التسعير.
قد تكتفي بعض المؤسسات بنسبة معقولة من األرباح ،مع األخذ بعين اإلعتبار التكاليف – التي
تسمح لها باإلستم اررية – لكن مع مرور الزمن قد تتغير هذه النسبة و ذلك لعدة أسباب منها الحاجة إلى
زيادة اإلنتاج أو غيرها.
في حاالت كثيرة ،فإن ّّ الحجم الكبير من المبيعات ،قد يساعد على تدعيم فكرة قبول المستهلك
لمنتجات المؤسسة ،و إنتشارها في السوق ،على الرغم من أن ذلك ال يضمن بالضرورة مستوى مرض من
األرباح"؛ و يتضمن هذا الهدف مجموعة من األهداف األخرى و هي:
نقصد بهذا الهدف تحقيق أقصى إيراد من المبيعات من خالل أكبر مبيعات ممكنة ،ألن ّّ الزيادة
فيها تؤدي إلى الزيادة في األرباح ،و لهذه الطريقة مزايا و تتمثل في:
5
• إن زيادة عدد الوحدات المباعة ،تؤدي إلى زيادة معدل دوران المخزون و منه زيادة الربح
اإلجمالي؛
• زيادة الكميات المباعة سيؤدي إلى إنخفاض نصيب الوحدة الواحدة من التكاليف الثابتة،
وبالتالي التكاليف الكلية أيضا ستقل؛
• إن بيع كميات كبيرة من السلع يم ّكن المؤسسة من اإلستفادة من ميزة منحنى الخبرة و ذلك
من مبدأ إنخفاض التكلفة كل ّّما زادت خبرة العامل.
و لكن يؤدي الكساد و األزمات اإلقتصادية إلى إعادة النظر في هذه الطريقة ،ألن ّّ المؤسسات،
تحققت من أن الزيادة في المبيعات لن تؤدي بالضرورة إلى زيادة األرباح.
يكون التركيز جل ّّيا على زيادة اإليرادات المحققة من المبيعات ،و لكن التركيز يكون على زيادة
القيمة النقدية المحققة من هذه المبيعات.
قد يكون التركيز على زيادة السعر نتيجة لخلق " إنطباع" مميز لسلعة المؤسسة و توجيهها نحو
شريحة سوقية محددة تكون قادرة و راغبة في دفع أسعار أعلى مقابل حصولها على سلعة بمميزات فريدة.
فعلى فرض زيادة المبيعات ،تزيد مبيعات المنافسين بمعدالت أكبر و لن تشعر هذه المؤسسة
باألمان.
و" للقضاء على هذه المشكلة ،تحاول المؤسسة ،أن تراقب عن قرب نصيبها من السوق ،و لذلك
تخفض الكثير من المؤسسات من أسعارها بغية الحصول على نصيب أكبر من سوق السلعة".
يعتبر البقاء هدف أساسي و مشترك بين األهداف التسعيرية لكافة المؤسسات و حتى تضمن
المؤسسة بقائها في السوق سنجدها تضحي بأمور كثيرة في سبيل ذلك رغم تعرضها إلى مشاكل
وضغوطات من جهات أخرى ،كالمنافسة الحادة مع المؤسسات أو تغيير حاجات و رغبات الزبائن.
6
في مثل هذه الظروف ال تطمح المؤسسة بأكثر من الحق في البقاء و اإلستمرار ،و لكي تتمكن
المؤسسة من إختيار هذه الظروف ،فقد تلجأ إلى سياسة السعر المنخفض لزيادة مبيعاتها ،التي تضمن لها
تغطية التكاليف المتغيرة و جزء من التكاليف الثابتة ،و بمعنى آخر السماح لها بالبقاء في مجال األعمال.
" على سبيل المثال ،قد تلجأ مؤسسة ما تنتج سلعة إستهالكية إلى تخفيض السعر إلى الحد الذي
يمكن أن يتساوى مع التكاليف الكلية للوحدة الواحدة من أجل البقاء.
كما قد تلجأ إحدى المؤسسات للطيران إلى تخفيض أسعار تذاكرها إلى أقل من تكاليفها الفعلية
لتحقيق هدف البقاء.
نقصد بالتدفقات النقدية ،المال الذي يدخل إلى المؤسسة من المبيعات وغيرها من اإليرادات
ويخرج منه على شكل مدفوعات نقدية إلى الموردين والعاملين…إلخ.
و تستطيع المؤسسة ،زيادة المعدالت النقدية عن طريق تخفيض المبيعات النقدية و الحد من
المبيعات اآلجلة ،أو منح خصومات نقدية للعمالء لتعجيل تسديد ذممهم خالل فترات قصيرة.
معدل التدفق التقدي ،كهدف للتسعير قد يكون مناسبا لبعض المواقف مثالً :في
أن استخدام ّ
كما ّ
تتميز بدورة حياة قصيرة.
تسعير السلع التي ّ
و قد يترتب عن هذه الطريقة التقليل من قيمة أو فاعلية السعر في تحقيق أرباح معقولة للمؤسسة.
7
بما أن المؤسسة ،تؤثر و تتأثر بمحيطها الخارجي ،و بما أن تحديد السعر ،في غاية األهمية
المسوق أخذ العديد من العوامل في اإلعتبار عند
ّ والصعوبة في الوقت نفسه ،فإن ّّه يتعي ّّن على
إتخاذ قرار التسعير فمنها ما هو داخلي مرتبط بظروف و أحوال المؤسسة ،و منها ما هو خارجي
مرتبط بالبيئة التسويقية التي تعمل فيها.
و عليه يجب على المؤسسة تحليل هذه العوامل بعناية قبل تحديد أسعارها.
-العوامل الداخلية :عند الحديث عن العوامل الداخلية نقصد بذلك العوامل التي بإمكان المؤسسة السيطرة
عليها ،و لديها القدرة على الحد ّّ من آثارها السلبية ،و تشمل هذه العوامل ما يلي:
• أهداف المؤسسة :الب ّّد من اإلشارة هنا أن هدف التسعير ،يجب أن يخدم الهدف التنظيمي
بأنها تؤثر في تحديد األسعار .فمنها من تسعى إلى اإلهتمام بتحقيق األرباح
للمؤسسة و ّ
كل سلعة ،سواء في المدى القصير أو في المدى الطويل في حين تهتم أخرى على مستوى ّ
بالربحية اإلجمالية ،و هناك المؤسسات التي تهدف إلى زيادة نصيبها من السوق قد تلجأ إلى
سياسة هجومية (سعر منخفض ،خصومات … إلخ).
• متغيرات المزيج التسويقي :يعتبر السعر أحد العناصر المهمة في المزيج التسويقي ،و لهذا
فإنه يؤثر و يتأثر ببقية العناصر األخرى ،وعليه يجب إتخاذ قرار التسعير في ضوء عالقته
ّ
بالق اررات الخاصة بالعناصر األخرى من سلعة و ترويج و توزيع فالمنتج و ما يرتبط به من
تقدم المؤسسة سلعة ما بسعر منخفض مع
خدمات مكملة هو جوهر ما يتم تسعيره و قد ّ
تخفيض جهود الخدمات المكم ّّلة للترويج ،و قد تَُقدم نفس السلعة بسعر مرتفع مع تكثيف
جهود الخدمات األخرى.
• التكاليف :تعتبر التكاليف ،أحد المحددات األساسية عند تحديد المؤسسة ألسعارها .ألن
األرباح ال تتحقق إالّ بتغطية التكاليف و إذا كان سعر بيع الوحدة أقل من تكلفتها ،فهذا يؤدي
أن المنتج
بها إلى الخسارة؛ لذلك كان عامل التكلفة واضح األهمية إالّ أن ذلك ال يعني ّ
يستطيع ببساطة أن يصل إلى سعر البيع عن طريق تكلفة السلعة ،تكاليف البيع والتكاليف
8
األخرى .غير أن في بعض األحيان تحدد فيها األسعار بالتكاليف و ذلك عندما ال تكون
للمؤسسة كامل الحرية في تحديد األسعار.
مما سبق يمكن القول بأن المؤسسة تراقب حجم التكاليف ّبدقة حتى تتمكن من وضع األسعار
المناسبة لمجاراة المنافسين ،إذ أنها تسعى دائما إلى إمكانية تخفيض التكاليف لكن دون التأثير على
مستويات اإلنتاج و جودته و تلبية رغبات المستهلكين.
• اإلعتبارات التنظيمية :عادة ما تقرر اإلدارة من هي الجهة المسؤولة عن وضع سياسات التسعير،
لذلك تقوم المؤسسات بوضع هذه السياسات بأساليب مختلفة ،ففي بعض المؤسسات يكون لرأي مدير
اإلنتاج ومدير التسويق وقع ملموس عن التسعير ،وفي مؤسسات أخرى تحدد األسعار بطريقة
مركزية .أما في مجال المؤسسات الصناعية الضخمة ،نجد أن هذه المؤسسات تقوم بتأسيس إدارة
مستقلة مهمتها وضع و تحديد األسعار المناسبة.
• التكنولوجيا و أساليب اإلنتاج المستخدمة :تؤثر كثي ار التكنولوجيا و أساليب اإلنتاج المستخدمة في
ق اررات التسعير ،بإدخال أحدث التكنولوجيا مما يجعل المؤسسة في موقف تسعيري أفضل ،بحيث
أن ّّه كلم ّّا كانت سلع المؤسسة مميزة عن سلع المنافسين ،كل ّّما كانت حرة أكثر في تحديد
أسعارها.
لكن إذا كانت جميع]السلع[ متشابهة في خصائصها ،يصبح من الصعب على أية مؤسسة أن
تخرج عن األسعار السائدة.
-العوامل الخارجية :تؤثر العوامل البيئية التي تحيط بالمؤسسة في ق اررات تحديد األسعار.
يجب على مديري التسويق ،قياس و تحليل تلك العوامل ،و في حاالت أخرى يحاولون تغيير البيئة
التسويقية و خلق جو جديد يساعد على وضع إستراتيجية التسعير .و من بين أهم العوامل الخارجية :
• الطلــب :تتأثر ق ار ار ت التسعير بالحالة اإلقتصادية السائدة ،و لهذا فعلى المؤسسة وضع
"فإن المرحلة األولى في
إست ارتيجية محكمة تتماشى و تتناسب مع الظروف اإلقتصادية ،لذا ّ
عملية التسعير هي التنبؤ بحجم الطلب الكّلي على السلعة و قد يكون ذلك ًا
أمر سهالً في
9
حالة السلع التي يتم تقديمها بصفة فعليه إلى السوق مقارنة بالسلع الجديدة و التي لم يتم
تقديمها بعد.
فمن خالل التنبؤ بمقدار الطلب على السلعة يمكن للمؤسسة أن تحدد منحنى الطلب على السلعة
و كذلك مرونة الطلب السعرية .فإذا كان الطلب على السلعة في السوق طلب مرن ،فقد يكون من
األفضل فرض سعر منخفض والعكس صحيح إذا كان الطلب على السلعة غير مرن.
مالحظة :مرونة الطلب هي العالقة بين التغير في السعر و التغيير في الكمية المباعة.
• حالة المنافسة :تعتبر المنافسة من أهم العوامل المؤثرة في تحديد وإعداد األسعار بشكل
صحيح و دقيق.
المنافسة هي الوسط الذي تتم فيه مراقبة األسعار عن طريق السوق التي تتصف بدرجة عالية من
تشابه السلع و الخدمات لذلك ،يجب على المؤسسة قبل أن تصل إلى قرار التسعير أن تالحظ مختلف
مستويات األسعار و تتابعها وتتنبأ بسلوك المنافسن في الصناعة ،كما تدرس سياسة المؤسسات التي
تعدل أسعارها ،طبقا ألسعار المنافسين
دخلت حديثا أو ستدخل إلى الصناعة و عليها أيضا أن ت ّكيف أو ّ
إذا ما أرادت البقاء و االستمرار؛ و في هذا السياق فإن السوق لها أربعة أشكال:
أهم خصائصها:
و تتميز بـ :
10
-سهولة الدخول إلى السوق و الخروج منها؛
-وجود حواجز تمنع دخول مؤسسات جديدة إلى السوق (قانونية ،حكومية…)؛
فإنه
تشبع حاجته و رغبته و تحقق المنفعة المطلوبة لذا ّ
يبحث المستهلك دائما عن السلع التي ّ
من الض ّّروري أن يتم األخذ بعين اإلعتبار قناعات المستهلكين بالسلع و أسعارها عند وضع و تحديد
األسعار ،إذ ال يمكن أن نعمل على إجبار األفراد أو المؤسسات على الشراء ،إن لم تتوفر لديهم القناعات
11
• اإلجراءات الحكومية :حيث تتدخل الحكومات و خاصة في النظام اإلقتصادي الموجه في تسعير
المواد الضرورية لحماية المستهلك و الموزعين وتغالي المنتجين و دعم بعضها اآلخر ،في سبيل
تثبيت أسعارها و جعلها في متناول المستهلكين المحدودي الدخل.
و قد تتولى الدولة مهمة تحديد أسعار بعض السلع بشكل إجباري أو تحدد هامش ربحي ال يجوز
تجاوزه بالنسبة للسلع المستوردة.
• الموردون :يؤثر المو ّّردون على سعر السلعة ،و ذلك عند رفع أسعار المواد األولية والمواد الخام
فتضطر المؤسسة أن ترفع هي بدورها من أسعار سلعها الجاهزة؛ وغالبا ما يتم رفع الموردون
ألسعارهم ،عند إكتشافهم لضخامة األرباح التي يحصل عليها المنتجون و ذلك بهدف المشاركة في
هذه األرباح.
• الـوسطاء :يجب األخذ بعين اإلعتبار ما يحصل عليه الوسطاء من الموزعين من األرباح ،فكّلما كان
عدد الوسطاء كبي ار كلما كانت اإلضافات كبيرة و بالتالي يرتفع السعر و عندما تتدفق السلعة في
طريقها إلى المستهلك خالل عدد قليل من التجار ،فيمكن إختصار بعض األرباح التي كانوا
سيحصلون عليها لو كان توزيع السلعة خالل خط توزيع طويل.
• الظروف اإلقتصادية :في حاالت الرواج تزيد قدرة المؤسسة على تحديد أسعارها على ضوء الظروف
التنافسية الموجودة بعكس حاالت الكساد التي تحاول المؤسسات أن تزيد من الطلب على السلعة
ويكون ذلك سواء بتخفيض األسعار أو زيادة الخدمات المصاحبة للسلعة و متابعة ذلك.
12
-أشكال التسعير :
تعتمد المؤسسات على العديد من السياسات السعرية التي من شأنها زيادة ترويج و تصريف
السلع ،و من بين هذه السياسات نذكر ما يلي:
فاألسعار المنافسة هي التي تلجأ إليها المؤسسة كوسيلة لتمييز سلعهاعن اآلخرين في السوق،
للتأثير على الطلب بصورة رئيسية عن طريق التغيير فيها.
أما األسعار غير المنافسة ،فهي توضع كحد أدنى يمكن أن يقبله المستهلك من جهة ،و يحقق
ّ
أي ربح. ربحا معينا من جهة أخرى ّ
ألنه في حالة تخفيضه أكثر من هذا الحد ال تستطيع المؤسسة تحقيق ّ
أن األسعار المنافسة توفر للمؤسسات التي تتبعها المرونة ،بحيث يستطيع الباعة
لكن في الواقع ّ
بواسطتها التحرك أو التغي ّّير في األسعار ،و كذلك تم ّكن المؤسسة من أن ّترد بسرعة عندما تحاول
المؤسسات المنافسة زيادة حصتها السوقية عن طريق تخفيض أسعارها.
و هي األسعار التي تبدو أقل مم ّّا هي عليها في الحقيقة و تحتل مكانا بار از في تجارة التجزئة.
"و تعتمد هذه األسعار على أساس إضافة الرقم الكسري إلى سعر السلعة كأن نقول 4,990دينار بدال
من 5دينار أو 99,950دينار بدال من 100دينار أو 19دينار بدال من 20دينار ،و يدعى أيضا
بالسعر البسيكولوجي ،لما له من جاذبية عاطفية للمستهلك " ،فمن الناحية النفسية يبدو للمشتري أن الفرق
بين 69دينار و 70دينار فرق كبير ،و من هنا ينبع اإلعتقاد بأن ّّ بيع السلعة بسعر 69دينار مثال
يحقق مبيعات أكبر بكثير من تلك التي يحققها بسعر 70دينار.
أن
ثم إن ّّ السعر الكسري ،قد يوحي إلى المستهلك بأن ّّ السعر قد خفض إلى أبعد حد ممكن ،و ّ
البائع قام بحساب السعر بشكل دقيق جدا ،األمر الذي ّأدى به لإلنتهاء بأرقام كسرية.
المكملة و مستلزماتها.
ّ كما تستخدم األسعار الكسرية في السلع
و هي أسعار قد تكون مساوية أو أقل من تكلفة السلعة ،و ذلك في سبيل الترويج و جذب
المستهلكين إلى المتجر؛ غالبا ما توضع هذه األسعار على سلع مختارة من التشكيلة السلعية الموجودة
وذلك من أجل دفع المستهلكين إلى زيارة المحل الذي يقدم هذه السلع ،و في نفس الوقت ستجد العميل أو
13
المستهلك يشتري سلع أخرى من نفس المحل التي تكون معروضة و موجودة أمامه ،األمر الذي سيجعل
تعوض الخسارة الناشئة عن البيع بالتكلفة أو أقل منها.
المؤسسة ّ
و عند إختيار أسعار اإلستدراج ،يجب على المؤسسة مراعاة كالً ّّ من العوامل التالية:
-أن تكون السلع المستدرجة ج ّذابة؛ فتسعير سلعة ال تشتريها إالّ القّلة من المستهلكين ال يؤدي
الغرض المقصود من هذه السياسة؛
-كما أنه يتجنب إختيار األصناف التي يحد ّّد المنتج سعر بيعها للجمهور إال إذا سمح المنتج
للمحل بتخفيض السعر.
• أسعار التحميل:
عندما تالقي بعض السلع الكساد و البوار ،و لم يقبل المستهلك على شرائها تلجأ المؤسسة البائعة
أو المنتج إلى إجبار المستهلك المشتري للسلع الرائجة على القيام بشراء كمية من السلع الكاسدة ،أي
تحمل هذه السلع جبريا على السلع ذات الطلب المرتفع ،فال يجد المستهلك بديالَ إال ّّ أن يقبلها.
مثل كأن تقوم مؤسسة بطرح جهاز الحاسوب بسعر معتدل ،في حين نجدها تطرح مستلزمات
الحاسوب و برامجه بسعر مرتفع .لهذا فإن هذه السياسة و التي يتبعها كثير من المنتجين و الموزعين في
مجتمعنا حاليا بحجة الخوف من تحقيق الخسائر ،ال تناسب المجتمع الذي يضع مصلحة المستهلكين في
المقام األول .
• األسعار المترابطة:
تستعمل هذه الطريقة في حالة السلع المتجانسة و من الط ارزات المختلفة وذات منفعة مشتركة
كل منها.
كبيع قميص و رباط عنق و جوارب بسعر واحد مع مراعاة تكلفة و جودة ّ
• األسعار المعتادة أو المحددة بالعرف:
و هي األسعار المعروفة لدى الجميع محددة و دامت لفترات طويلة على الثبات و اإلستقرار،
فإعتادها المستهلكون ،فالمشروبات الغازية مثال تباع للمستهلك بنفس السعر لفترة طويلة من الزمن
بصرف النظر عن الحالة اإلقتصادية و تقلب األسعار المتعلقة بالخامات و األجور و ظروف المنافسة.
عند إختيار المنتج إلحدى سياسات التسعير ،فإن ّّه يواجه مشكلة مستوى السعر الذي يريد أن
كل جوانب سلعته و أهدافها المسطرة.
يبيع به والتأقلم في ظله مراعيا في ذلك طبعاَ ،
و على البائع أن يختار بين ثالثة مستويات للسعر ،فإم ّّا أن يبيع بسعر السوق السائد ،و إما أن
يبيع بسعر يقل عن سعر السوق بغية تصريف كمية أكبر من السلعة و إما أن يبيع بسعر أعلى من سعر
السوق ،و في هذه الحالة ال ّبد أن تكون السلعة ذات جودة أعلى من السلع المنافسة ،أو أن ّّ الموزع
يؤدي إلى المشترين خدمات معي ّّنة تجذب جمهور المشترين إلى المحل بالرغم من إرتفاع السعر.
و تنطبق هذه الطريقة أيضا في حالة منافسة القل ّّة حيث تتفادى المؤسسات الدخول في حرب
األسعار و بالتالي تكون أسعار سلعها متقاربة إلى حد كبير.
و من أهم مزايا البيع بسعر السوق عدم وجود تنافس بين البائعين لتخفيض األسعار ،و بذلك لن
تتأثر األرباح التي يحصلون عليها كما يطمئن المستهلكين إلى عدم وجود إختالف في سعر البيع من بائع
إلى آخر.
15
البيع بسعر أقل من سعر السوق: ب-
تستخدم المؤسسة هذه الطريقة عادة في فترات الكساد ،أي عندما تنقضي موضة السلعة أو
بأي سعر
موسمها و أصبحت ذات جودة رديئة ،فيستلزم على المؤسسة تصريف ما لديها من سلعة ّ
لتغطية النفقات الثابتة.
و غالبا ما تكون الفترات التي تباع خاللها السلع بأسعار أقل من سعر السوق قصيرة و هي ما
يسمى بفرص البيع الخاصة ،فقد يصل تخفيض السعر في بعض هذه الفرص إلى سعر التكلفة و أحيانا
إلى أقل منها و ذلك في حالة ما إذا كانت المؤسسة ،و المنتج في حاجة ماسة إلى سيولة ،أو إذا كان من
الضروري التخلص من السلعة .و هذه الطريقة قد تتبع بالنسبة لجميع السلع أو على أنواع معينة.
نتخذ هذه الطريقة كوسيلة من وسائل جذب المستهلكين فقد تعمد المؤسسة إلى بيع بعض السلع
ذات الجودة و أسعار مرتفعة ،بأسعار تقل عن أسعار السوق و ذلك بغرض نشر الدعاية بين العمالء من
أجل كسب عدد كبير من المشترين ،وبذلك زيادة نطاق السوق و إرتفاع حجم المبيعات .و أهم ما ّ
يميز
فض سعرها باإلضافة إلى مبيعات السلع األخرى التي
هذه الطريقة ّأنها تزيد من مبيعات السلع التي ُخ َ
تباع بسعرها األصلي.
هذا و قد تجد بعض المؤسسات ّأنه من األفضل لها إتباع هذه الطريقة ،وذلك بشكل غير مباشر
بإستعمال طريقة تقديم خدمات إضافية مجانية ،أو بسعر التكلفة أو بسعر رمزي ،أو أكثر من ذلك ،منح
خصومات مختلفة و التي سنتطرق إليها الحقا ،و قد يكون لذلك أثر أفضل لدى المستهلك.
عندما يتم تحديد السعر بسعر أعلى من األسعار الموجودة في السوقً ،
بناءا على العوامل
المذكورة سابقا ،فإن ّّ ذلك يجب أن يقوم على أساس من قيم معلومة ومدروسة لهذه العوامل ،و مدى
جودتها و أهميتها التسويقية و مدى أثرها على عالقة السعر بالمبيعات.
16
و لذلك أيضا نجد ّأنه ينذر أن يقدم المنتج على إتباع هذه الطريقة إذا ما كانت سلعته و السلع
المنافسة على درجة كبيرة من التماثل ؛ من مزايا هذه الطريقة أنها تمنح للمؤسسة البائعة ربح أعلى مع
القيام بخدمات ممتازة نحو جمهور المستهلكين؛ كما أن ّّها تشج ّّع المنتج على اإلحتفاظ بجودة السلع
وتحسينها كل ّّما أمكن ذلك حتى ال يفقد سمعته الطيبة بين المستهلكين.
أن هذه الطريقة ال تخلو من السلبيات و من عيوبها :إرتفاع سعر السلعة يقلل من كمية
غير ّ
المبيعات و بالتالي يتحول بعض المستهلكين إلى شراء السلع المثيلة أو البديلة ،كما يستدعي إرتفاع سعر
البيع عمال بيع إضافيين من أجل العمل على إالعالن على السلع المعروضة مما يزيد من تكاليف
البيع.
خـالصـة القول أن السعر يحتل مكانة و أهمية بالغة داخل المؤسسة ،و ذلك نظ ار لتأثيره المباشر على
ربحيتها بحيث يعتبر العنصر الوحيد الذي يولد إيرادات لها واألكثر مرونة عند تعديلها أو تغييرها لسعر
البيع .كما تشمل األهداف التسعيرية األهداف العامة و المسطرة للمؤسسة ،من حيث تعظيم الربح و البقاء
في السوق و إستم ارريتها .و حتى يتسنى للمؤسسة تحقيق هذه األهداف يجب أن تأخذ بعين اإلعتبار عند
إتخاذها لقرار التسعير عدة عوامل منها ما هو مرتبط بالمؤسسة نفسها و منها ما هو مرتبط بالبيئة
المحيطة بها – وبالخصوص عامل المنافسة –إختيار سياسة تسعيرية مناسبة التي من شأنها أن تزيد في
تنشيط مبيعاتها و تصريف سلعها.
17