Professional Documents
Culture Documents
Ministère de l’Education Nationale, de la Formation وزارة اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻟﻮطﻨﯿﺔ واﻟﺘﻜﻮﯾﻦ اﻟﻤﮭﻨﻲ و اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ
Professionnelle, de l’Enseignement Supérieur et de la واﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ
Recherche Scientifique
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﯿﺪي ﷴ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﷲ
Université Sidi Mohamed Ben Abdellah ﻛﻠﯿﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ-ﻓــﺎس
-Faculté des Sciences Juridiques Economiques etSociales
Fès
اﻟﻤﻮﺳﻢ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ
2019/2018
1
ﻣﻘدﻣﺔ :
ﯾﺣﺗل ﻣوﺿوع اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻣﻣﺗﮭﻧﻲ اﻟﺗوﺛﯾﻖ اﻟرﺳﻣﻲ ﻣوﻗﻌﺎ ﻣﺗﻣﯾزا ﺿﻣن ﻗﺎﺋﻣﺔ
اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ اھﺗم ﺑﮭﺎ اﻟﻔﻘﮫ و اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﻘرون اﻷﺧﯾرة إھﺗﻣﺎﻣﺎ ﻣﺳﺗﻣرا ﻧﺗﯾﺟﺔ
اﻟﺗطوراﻟذي طرأ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑط اﻟزﺑون ﺑﺎﻟﻣﮭﻧﻲ وذﻟك ﻓﻲ ظل اﻟﺗﻐﯾﯾرات
اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﮭﺎ اﻟﻣﻐرب ﻓﻲ اﻟﺳﻧﯾن اﻷﺧﯾرة ،و اﺗﺳﺎع ﻣﺟﺎل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل ﻛل اﻹﺧﻼﻻت اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻘﺻد ﺑﮭذه اﻷﺧﯾرة اﻟﻣؤاﺧدة ﻋن اﻷﺧطﺎء
اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﮭﺎ ﻣﺣرري اﻟﻌﻘود اﻟرﺳﻣﯾﺔ او ﻣﺳﺗﺧدﻣﯾﮭم أو ﻣن ﯾﺷﺗﻐﻠون ﻟدﯾﮭم و اﻟﺗﻲ
ﺗﻠﺣﻖ ﺿررا ﺑﺎطراف اﻟﻌﻘد ﻧﻔﺳﮫ او ﺑﺎﻟﻐﯾر .وھذه اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻗد ﺗﻛون ﻋﻘدﯾﺔ ﻣﺗﻰ ﻛﺎن
اﻹﺧﻼل ﻣﺻدره إﻟﺗزاﻣﺎت ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻗد ﺗﻛون ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ إذا ﻛﺎن ﻣﺻدر اﻹﺧﻼل
ﺑﺎﻹﻟﺗزام اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ )ﺑواﺟب ﯾﻔرﺿﮫ اﻟﻘﺎﻧون (.
وﻟﻺﺷﺎرة ﻟﻘد ﻋرف اﻟﻣﻐرب ﺛﻼث أﻧواع ﻣن اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺗوﺛﯾﻘﯾﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ :و ھﻲ اﻟﺗوﺛﯾﻖ
اﻟﻌﺑري اﻟﻣﻧظم ﺑظﮭﯾر 22ﻣﺎي ،1918و اﻟﺗوﺛﯾﻖ اﻟﻌدﻟﻲ اﻟﻣﻧظم ﺑﻌدة ظﮭﺎﺋر أوﻟﮭﺎ ظﮭﯾر 7
ﯾوﻟﯾو 1914و آﺧر ظﮭﯾر 14ﻓﺑراﯾر 2006ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 16.03اﻟﻣﺗﻌﻠﻖ ﺑﺧطﺔ
اﻟﻌداﻟﺔ ،و اﻟﺗوﺛﯾﻖ اﻟﻌﺻري اﻟﻣﻧظم ﺑظﮭﯾر 4ﻣﺎي 1925ﻛﻣﺎ ﺗم ﺗﻐﯾﯾره ﺑظﮭﯾر 22ﻧوﻓﻣﺑر
2011ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 32.09اﻟﻣﻧظم ﻟﻣﮭﻧﺔ اﻟﺗوﺛﯾﻖ ،وﺳﻧﺣﺎول اﻹﻗﺗﺻﺎر ﻋﻠﻰ ھذﯾن
اﻟﻧوﻋﯾن اﻷﺧﯾرﯾن ﻟﻣﺎ ﯾﺣﺗﻠﮫ اﻟﺗوﺛﯾﻖ ﺑﻧوﻋﯾﮫ ﻣن ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻣﺗﻣﯾزة ﻓﻲ اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻸﻓراد.
واﻟﺗوﺛﯾﻖ اﻟرﺳﻣﻲ ﺣﺳب ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 16.03اﻟﻣﻧظم ﻟﺧطﺔ اﻟﻌداﻟﺔ و
اﻟﻘﺎﻧون 32.09اﻟﻣﻧظم ﻟﻣﮭﻧﺔ اﻟﺗوﺛﯾﻖ ﯾﻌد ﻣﮭﻧﺔ ﺣرة وﻟﻛن ھﺎﻣش ھذه اﻟﺣرﯾﺔ ﻟﯾس ﻣطﻠﻖ ،
ﺑل ﯾﺣﻛﻣﮫ ﺿواﺑط و اﻟﺗزاﻣﺎت ﯾﺗﻌﯾن اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﮭﺎ أﺛﻧﺎء ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻣﺗﮭﻧﯾﮫ ﻟﻣﮭﺎﻣﮭم ،و ھﻲ
ﻗواﻋد و ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ ھو ﺧﺎص ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺔ
ﻟﻠﻣﮭﻧﺔ و ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ ھو ﻋﺎم ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑﺑﺎﻗﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻷﺧرى اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﻲ ﯾﺷرﻓون
ﻋﻠﯾﮭﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة اﻟراﺑﻌﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 08-39اﻟﻣﺗﻌﻠﻖ ﺑﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ واﻟﻌﻘود
واﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻘﺎﻧون 00-18اﻟﻣﻌدل ب 106.12و
ﻗﺎﻧون 00-44اﻟﻣﺗﻌﻠﻖ ﺑﺑﯾﻊ ﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز اﻟﻣﻌدل ب 107.12وﻗﺎﻧون 00-51
اﻟﻣﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﯾﺟﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﺗﻣﻠك اﻟﻌﻘﺎر إﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ، ...و ﻛل إﺧﻼل ﻓﻲ
ھذا اﻹطﺎر ﯾرﺗب ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ھؤﻻءاﻟﻣﮭﻧﯾﯾن ،ﻓﺈﻟﻰ ﺟﺎﻧب ھذه اﻟﻧﺻوص ھﻧﺎك ﺗﻧظﯾم و
رﻗﺎﺑﺔ إدارﯾﺔ ﻣﺷددة ﺗﻘوم ﺑﮭﺎ ھﯾﺋﺎت و ﻣﺟﺎﻟس ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟوطﻧﻲ و اﻟﺟﮭوي ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ
رﻗﺎﺑﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟوﻛﻼء اﻟﻌﺎﻣﯾن ﻟﻠﻣﻠك و وﻛﻼك اﻟﻣﻠك ﻟدى اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹﺑﺗداﺋﯾﺔ ،ﺛم
رﻗﺎﺑﺔ ﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣوﺿوع ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺛﺎر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺳواء ﻓﻲ ﺷﻘﮭﺎ اﻟﻌﻘدي أو اﻟﺗﻘﺻﯾري
.
2
و ﺗﺑرز أھﻣﯾﺔ ﻣوﺿوع اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻣﺣرري اﻟﻣﺣرارات اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺳواء ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻧظري أو ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻧظري ﻓﻲ ﻛوﻧﮭﺎ ﺗﺟد أﺳﺎﺳﮭﺎ
ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻣﺗﻌددة و ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺳواء ﺗﻠك اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن
اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻣﮭﻧﺔ اﻟﺗوﺛﯾﻖ اﻟرﺳﻣﻲ أو ﻣﺎ ھو ﻣﻘرر ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻷﺧرى ﻣن ﺟﮭﺔ
أﺧرى .أﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﻣﻠﻲ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ ﻛوﻧﮭﺎ ﺗرﻣﻲ إﻟﻰ ﺿﻣﺎن ﺣﻘوق اﻷﻓراد
وإﺳﺗﻘراراﻟﻣﻌﺎﻣﻼت و ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﻛرﯾس ﻣﺑدأ اﻻﺣﺗﯾﺎط ﻛﺄﺳﺎس ﺟدﯾد ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ و
اﻟذي ﻧﻼﻣﺳﮫ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ.
وﻓﻲ ﺿوءھذا ﻧﺗﺳﺎءل:
إﻟﻰ أي ﺣد اﺳﺗطﺎﻋت اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺗوﻓﯾر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣﻊ
ﻣﺣرري اﻟوﺛﺎﺋﻖ اﻟرﺳﻣﯾﺔ و ﺿﻣﺎن اﺳﺗﻘرار اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻛﻣﺣل ﻟﻠﻌﻘود اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ
وﺟﮫ اﻟﺧﺻوص ﺑﻣﺎ ﯾﺿﻣن اﻻطﻼع ﺑدورھﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺷودة ؟
و ﺗﺗﻔرع ﻋن ھذه اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
ﻣﺎ ھو أﺳﺎس و طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻣﻣﺗﮭﻧﻲ اﻟﺗوﺛﯾﻖ اﻟرﺳﻣﻲ ؟
ﻣﺎ ھﻲ ﺷروط ﻗﯾﺎﻣﮭﺎ و آﺛﺎرھﺎ ؟
ﻣﺎ ﻣدى اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺗﺄﻣﯾن ﻛﺂﻟﯾﺔ ﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺣدﺗﮭﺎ ؟
-و ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣوﺿوع اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻵﺗﻲ :
3
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻣﻣﺗﮭﻧﻲ اﻟﺗوﺛﯾﻖ
اﻟرﺳﻣﻲ وأﺳﺎﺳﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ
ﺗﺗﺑوأ ﻗواﻋد اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻣرﻛزا ﻣرﻣوﻗﺎ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﮭﻲ ﺑﺣﻖ ﻧﻘطﺔ
اﻻرﺗﻛﺎز ﻓﻲ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﺑﺄﻛﻣﻠﮫ وھذا ﻣﺎ ﯾﺳﺗﻠزم ﺿرورة ﺗﺣدﯾد
اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﻣﺗﮭﻧﻲ اﻟﺗوﺛﯾﻖ اﻟرﺳﻣﻲ]اﻟﻣطﻠب اﻻول[ ﺛم ﺗﺣدﯾد
اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻧد ﻋﻠﯾﮫ ]اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ[
اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻣﻣﺗﮭﻧﻲ اﻟﺗوﺛﯾﻖ
اﻟرﺳﻣﻲ
ﻛﻣﺎ ھو ﻣﻌروف ﻛل ﺷﺧص ﻓﻲ ﻛل اﻟﺗزام ﯾﺗﺣﻣل ﺗﺑﻌﺎت أﺧطﺎﺋﮫ واﻟﻣوﺛﻖ واﻟﻌدل
ﻻ ﯾﺧرﺟﺎن ﻣن ﻧطﺎق ھده اﻟﻘﺎﻋدة ﻓﻛل ﺧطﺄ ﺻﺎدر ﻋﻧﮭﻣﺎ وأﺣدث ﺿررا ﺑﺎﻟﻐﯾر ﯾﺳﺗﻠزم
اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻧﮫ طﺑﻘﺎ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﻣرﺳﺧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ
ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ .ﻟﻛن ﺑﺎﻟرﺟوع ﻟﻛل ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 32.09واﻟﻘﺎﻧون 16.03ﻻ ﻧﺟد أي
ﻣﻘﺗﺿﻰ ﺧﺎص ﯾﺣدد طﺑﯾﻌﺔ ھده اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﺎ اذا ﻛﺎﻧت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ أم ﻋﻘدﯾﺔ.
ﻓﻣﺎ ﻣوﻗف اﻟﻔﻘﮫ واﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﯾﯾن ﺑﺧﺻوص ھذه اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ؟ وﻣﺎ أﺛر ﺗﺣدﯾد طﺑﯾﻌﺔ
اﻟﺗزاﻣﺎت ﻣﻣﺗﮭﻧﻲ اﻟﺗوﺛﯾﻖ ﻓﻲ ﺗﻛﯾﯾف ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﮭم اﻟﻣدﻧﯾﺔ؟
ﺗوﺟﮫ اﻟزﺑون إﻟﻰ اﻟﻣوﺛﻖ ﻣن أﺟل اﻟﺗﻌﺎﻗد ﯾدﺧل ﻓﻲ إطﺎر اﻹﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول :
ﻓﺎﻟزﺑون ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗوﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﻣوﺛﻖ ﻣن أﺟل اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ ﺷﺎن ﺗﺻرف ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﻌﯾن ﻓﺈن
اﻷﻣر ﯾﻧدرج ﻓﻲ داﺋرة اﻹﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول ﺑﯾن اﻟﻣوﺛﻖ وأطراف اﻟﻌﻘد ﻓﺎﻟﻣوﺛﻖ ﻋﻧدﻣﺎ
ﯾﺿﻊ ﻟوﺣﺔ إﺷﮭﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣدﺧل ﻣﻛﺗﺑﮫ ﻓﺎﻷﻛﯾد أﻧﮫ إﯾﺟﺎب ﻣن طرﻓﮫ أو ﻋرض ﻣوﺟﮫ
– 1ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﺑوﻛﯾر ’ اﻟﺛوﺛﯾﻖ اﻟﻌﺻري اﻟﻣﻐرﺑﻲ’ دراﺳﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻘﺎﻧون 18.00واﻟﻘﺎﻧون 44.00و ظﮭﯾر 4ﻣﺎي
1925وﻣﺷروع اﻟﻘﺎﻧون 32.09ﻣﻛﺗﺑﺔ دار اﻟﺳﻼم اﻟرﺑﺎط اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ 2010ص . 202/201
4
ﻟﻌﻣوم اﻟﻧﺎس ﻟﻣن ﯾرﻏب ﻓﻲ إﺿﻔﺎء اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘد ﻣن اﻟﻌﻘود وﻟﺟوء أطراف
اﻟﻌﻘد اﻟﻰ اﻟﻣوﺛﻖ ﻋﻠﻰ ھذا اﻷﺳﺎس ھو ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻗﺑول ﻟﻺﯾﺟﺎب او ﻋرض اﻟﻣوﺛﻖ
وﺑذﻟك ﻓﺎن ﺷروط اﻟﻌﻘد ﻗﺎﺋﻣﺔ وﻣن ﺛم ﻋﻼﻗﺔ اﻟزﺑون ﺑﺎﻟﻣﺣرر ھﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ
ﺑﺎﻣﺗﯾﺎز وﻻ ﻣﺟﺎل ﻻﻋﻣﺎل اﻻﺣﻛﺎم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ .
ﻣن اﻟﺣﺟﺞ اﻻﺧرى اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدھﺎ ھذا اﻻﺗﺟﺎه ﻟﺗﺑرﯾر ﻣوﻗﻔﮭم ھذا ھو ان اﻟﻣﺷرع
اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻻوﻟﻰ ﻣن ﻛل ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 32.09واﻟﻘﺎﻧون 16.03
اﻋﺗﺑرت ﻛل ﻣن ﻣﮭﻧﺔ اﻟﺛوﺛﯾﻖ واﻟﻌدل ﻣﮭن ﺣرة وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛن ان ﺗﻛﯾف ﻋﻼﻗﺔ
اﻟﻣﺣرر ﺑزﺑوﻧﮫ ﻋﻠﻰ اﻧﮭﺎ ﻋﻘد ﻣﻘﺎوﻟﺔ اذ ان اﻻول ﯾﺑذل ﺟﮭدا ﻣﺣددا ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ
ﺗﺣرﯾر ﻋﻘد رﺳﻣﻲ وﺗﻘدﯾم ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺗوﺿﯾﺣﺎت و اﻟﻧﺻﺎﺋﺢ ﻣﻘﺎﺑل اﺗﻌﺎب ﺗﺣدد
ﺑﺎﻻﺳﺗﻧﺎد اﻟﻰ اﻟﻣﮭﻣﺔ اﻟﻣﻧﺟزة ﺑدون اﯾﺔ راﺑطﺔ ﺗﺑﻌﯾﺔ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن وھذا ﻣﺎ
ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﺗﻌرﯾف ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟذي ﯾﻘﺻد ﺑﮫ ان ﯾﻘوم ﺷﺧص ﺑﻌﻣل ﻣﻌﯾن
ﻟﺣﺳﺎب ﺷﺧص اﺧر ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل أﺟر دون أن ﯾﺧﺿﻊ ﻻﺷراﻓﮫ او ادارﺗﮫ.2
وﻓﻲ ﻧﻔس اﻻطﺎرھﻧﺎك ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻔﻘﮫ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﺣرر اﻟرﺳﻣﻲ اﻧﮫ ﯾﺧﺗﻠف اﺧﺗﻼﻓﺎ
ﻛﺑﯾرا ﻋن أي اﺟﯾر أﺧر ﻻن ﻣﮭﻣﺗﮫ ﻟﯾﺳت ﺗﻘﺎﺿﻲ اﻻﺟرة ،ﻓﻘط ﺑل ﺗﺗﻌداه
ﻟﻠﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ واﺟب ﺗطﺑﯾﻖ اﻟﻘﺎﻧون وﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﻌداﻟﺔ وﺻوﻧﮭﺎ واﻻﻟﺗزام ﺑﺄدﺑﯾﺎت
وﺿواﺑط ﺗﺟﻌل ﻣن ﻣﺻﻠﺣﺔ زﺑوﻧﮫ ﻟﯾﺳت ھﻲ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺻﺑو اﻟﯾﮫ ﺑﻘدر ﻣﺎ ﯾﺳﻣو
ﺑرﺳﺎﻟﺗﮫ اﻟﻰ ﺗﻧوﯾر اﻻطراف وارﺷﺎدھم واﻻ ﻛﺎن ﻋرﺿﺔ ﻟﺟزاء ﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻗﺎص
3
ﯾﺻل اﻟﻰ ﺣد اﯾﻘﺎﻓﮫ ﻋن اﻟﻌﻣل ﻻن اﺳﺎس ﻋﻣﻠﮫ ھو ﻋﻘد ﻣن ﻋﻘود اﻟﻣرﻓﻖ اﻟﻌﺎم
ھﻧﺎك ﻛذﻟك -ﻓﻲ ﻧﻔس اﻻﺗﺟﺎه -ﻣن ﯾﻌﺗﺑر ان اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑط اﻟزﺑون ﺑﺎﻟﻣﺣرر
ھﻲ ﻣﻧظﻣﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻋﻘد وﻛﺎﻟﺔ وﺧﺻوﺻﯾﺔ ھذا اﻟﻌﻘد ھﻧﺎ ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻓﻲ طرﯾﻘﺔ وﺗﻘﻧﯾﺔ
اﻟﺛﻣﺛﯾل .ﻓﺎﻟﻣوﺛﻖ او اﻟﻌدل ﻻ ﯾﻣﺛﻼن أﯾﺎ ﻣن زﺑﻧﺎﺋﮭﻣﺎ وﻟﻛﻧﮭﻣﺎ ﯾﺛﺣدﺛﺎن وﯾﻣﺛﻼن
اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺻﻼﺣﯾﺎت ﺑﮭدف ﺗﺳﯾﯾر وادارة اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﮭﻣﺎ
ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺳﯾران ﻋﻣل اﻟﻐﯾر ﻓﻲ اطﺎر ﻋﻘد وﻛﺎﻟﺔ .
ھذا ﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻻﺗﺟﺎه اﻻول ﻓﻣﺎ ﻣوﻗف اﻻﺗﺟﺎه اﻟﺛﺎﻧﻲ وﻣﺎ ﻣﺑرراﺗﮫ؟
–2اﺣﻣد اﻟدرﯾوش ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻻطﺑﺎء اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺄﺻﯾل ﻓﻘﮫ اﻟﻘﺿﺎء واﺟﺗﮭﺎد اﻟﻔﻘﮫ ﺳﻧﺔ 1984ﻣطﺑﻌﺔ اﻣﻧﯾﺔ
ص 110
3 -Omar azziman la profession libérale ou Maroc edition de la faculté de science juridique
économique et social de rabat 1980 P 279
5
اﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻻﺗﺟﺎه اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾذھب اﻧﺻﺎره اﻟﻰ ان ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣرر اﻟرﺳﻣﻲ ھﻲ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
ﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ اﺳﺎﺳﮭﺎ اﻻﺧﻼل ﺑﺎﻟﺗزام ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺧﺎرج ﻧطﺎق اي راﺑطﺔ ﻋﻘدﯾﺔ وﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل
اﺳﺗﻧدوا ﻟﻠﻌدﯾد ﻣن اﻟﺣﺟﺞ:
ﺑﺎﻟرﺟوع اﻟﻰ اﻟﻔﺻل 29ﻣن ﻗﺎﻧون 32.09ﻣﺛﻼ ﻧﺟده ﯾﻧص ﻋﻠﻰ اﻧﮫ اذا
اﻣﺗﻧﻊ اﻟﻣوﺛﻖ ﻋن اﻟﻘﯾﺎم ﺑواﺟﺑﮫ ﺑدون ﺳﺑب ﻣﺷروع ﺗﺣﻣل ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺿرر
اﻟﻣﺗرﺗب ﻋن ھذا اﻻﻣﺗﻧﺎع اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾؤﻛد أن اﻟﻘول ﺑﺎن اﻟزﺑون ﺗرﺑطﮫ
ﺑﺎﻟﻣوﺛﻖ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻣر ﻻ ﯾﺻﺢ اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﮫ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ان اﻟﻣوﺛﻖ ﺣﺳب
ﻣﺎﺟﺎء ﺑﮫ ھذا اﻟﻔﺻل اﻟﻣذﻛور ﻻ ﯾﻣﻠك ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ اﻟزﺑون وﻣن ﺛم
ﻓﺎﻟﻣوﺛﻘون رھن اﺷﺎرة اﻟﻌﻣوم ﻷداء ﺧدﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﺻدرھﺎ اﻟﺗزام ﻗﺎﻧوﻧﻲ
واﻟﻘﺎﻧون وﺣده ﻣن ﯾﻧظم اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑط اﻟزﺑون ﺑﺎﻟﻣوﺛﻘﯾن ،وأي اﺧﻼل
ﻟﻠﻣوﺛﻘﯾن ﺑواﺟﺑﮭم ﯾﻌرﺿﮭم ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ دون اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﺣﺟم اﻟﺧطﺄ
ووﺟوده ﻣن ﻋدﻣﮫ ﻻن ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﮫ ﻣﻔﺗرﺿﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣوﺛﻖ رﻓض
اﻻﺷﮭﺎد او اﺿﻔﺎء اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘد ﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻﮫ اﻟﺣﺻري.
ﻓﺎﻷﺳﺗﺎذ ﷴ ﺧﯾري ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره ﻣن اﻟﻔﻘﮭﺎء اﻟﻣؤﯾدﯾن ﻟﮭذا اﻻﺗﺟﺎه ﯾرى أن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
ھﻧﺎ ﺗﻧﺑﻧﻲ ﻓﻲ أﻏﻠب اﻟﺣﺎﻻت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﺗم اﻻﺳﺗﻧﺎد اﻟﻰ أﺳس ھذه
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻟﺗرﺗﯾب ﺟزاء ﻋن اﻻﺧﻼل ﺑواﺟب ﻋﺎم ﯾﻔرﺿﮫ اﻟﻘﺎﻧون وھو اﻻﻧﺣراف ﻋن
ﻗواﻋد اﻟﺳﻠوك اﻟﻣﮭﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘود .4
اﻣﺎ اﻻﺳﺗﺎذ ﷴ ﻛﺷﺑور ﻓﯾﻘول اﻧﮫ ﻟﯾس ﻣن اﻟﺻواب ﻓﻲ ﺷﻲء ان ﺗﻛون وﺿﻌﯾﺔ اﻟﻐﯾر
اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﺣﻛﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ اﺣﺳن ﺣﺎﻻ ﻣن وﺿﻌﯾﺔ اﻟزﺑون اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن
اﺣﻛﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ان ھدا اﻟﻐﯾر ﻗد ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﻧﺷﺎط اﻟﻣﻣﺎرس اﻟﻣﮭﻧﻲ اﻟﺣر
ﺑﺎﻟﻣﺟﺎن اﻣﺎ اﻟزﺑون ﻓﮭو ﯾدﻓﻊ داﺋﻣﺎ ﻣﻘﺎﺑﻼ ﻟﻠﺧدﻣﺔ اﻟﺗﻲ اﺳدﯾت ﻟﮫ.5
ﻣن اﻟﺣﺟﺞ ﻛذﻟك ﻧﺟد ان اﻟﻣوﺛﻖ ﻟﯾس ﺣرا ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﺗﻌﺎﺑﮫ ﺑﺷﻛل اﺧﺗﯾﺎري
اﻧﺳﺟﺎﻣﺎ ﻣﻊ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 15ﻣن ﻗﺎﻧون 32.09اﻟذي ﯾﻧص ﻋﻠﻰ اﻧﮫ
ﻟﻠﻣوﺛﻖ اﻟﺣﻖ ﻓﻲ اﺗﻌﺎب ﯾﺣدد ﻣﺑﻠﻐﮭﺎ وطرﯾﻘﺔ اﺳﺗﯾﻔﺎﺋﮭﺎ ﺑﻧص ﺗﻧظﯾﻣﻲ .وھو ﻣﺎ
ﯾﻔﯾد اﻧﺗﻔﺎء وﺟود اي ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﺣرر واﻟزﺑون ﻟﻐﯾﺎب ﺣرﯾﺔ اﻟﻣوﺛﻖ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد
اﺗﻌﺎﺑﮫ.
-4ﷴ ﺧﯾري :ﻣﮭﻧﺔ ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘود ﺑﯾن اﻟﺗﻘﯾﯾد واﻻطﻼق ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﺑﺎﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون واﻗﺗﺻﺎد اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺳﻧﺔ
1991ﺻﻔﺣﺔ 91
-6ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻋدد 5178ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2011/11/29ﻣﻠف ﻣدﻧﻲ ﻋدد 1/3/2009 4676اورده ﺣﻔﯾظ ﺑن ﷴ
ﻟﺣﻣﺎدي ﺻﺎﻓﻲ ’ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣوﺛﻖ ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ’ اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ 2017ﻣطﺑﻌﺔ ﺗطوان ﺻﻔﺣﺔ 112
-7ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻻﻋﻠﻰ ﻋدد 4144اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 20/07/2005ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد 24305-2004ﻗرارات
اﻟﻣﺟﻠس اﻻﻋﻠﻰ اﻟﻌدد 66ص 96
8- CASS CIV 12/06/1972 BULL CIV1 150
-CASS CIV 24/03/1996 D 1963 717
7
1996/ 06/ 01 -
9
17/ 03/ 1993 -
اﺣﯾﺎﻧﺎ ﯾطﻠب ﻣن اﻟﻣدﯾن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻧﺷﺎط ﻣﻌﯾن ﯾؤﻣل ﻣن وراﺋﮫ ھدف ﻣﺣدد ،ﻓﺎذا ﻟم
ﺗﺗﺣﻘﻖ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﺎن اﻟداﺋن ﯾﺻﯾﺑﮫ ﺿرر واﺿﺢ وھذا اﻟﺿرر ﯾﻛﻔﻲ ﻟﻘﯾﺎم
ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﯾن اﻟذي ﻟم ﯾﻧﻔذ اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﺣدد اﻟذي ﺗﻌﮭد ﺑﮫ أو اﻟذي ﯾﻔرﺿﮫ ﻋﻠﯾﮫ
اﻟﻘﺎﻧون ،وﻓﻲ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻻﻟﺗزام ﻻ ﯾﻣﻠك اﻟﻣدﯾن اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻠل ﻣن
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺑطرح ﺻﻌوﺑﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ او ﻋﻘﺑﺎت ﻛﺎﻧت ﻣﺎﻧﻌﺎ دون ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ
اﻟﻣرﺟوة وﺗﻌﺗﺑر اﻟﻘوة اﻟﻘﺎھرة او اﻟﺳﺑب اﻻﺟﻧﺑﻲ ھﻲ اﻟﺳﺑب اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﯾﻣﻛن
ﻟﻠﻣدﯾن اﻻﻋﺗذار ﺑﮫ ﻋﻧد ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام ﺑﺗﺣﻘﯾﻖ ﻧﺗﯾﺟﺔ .
اﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻼﻟﺗزام ﺑﺑذل اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ او ﺑوﺳﯾﻠﺔ ﻓﻼ ﯾﻛون اﻟﻣدﯾن ﻣطﺎﻟﺑﺎ ﺳوى ﺑﺑذل
اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ اﻟذي ﯾﺑذﻟﮭﺎ اﻟرﺟل اﻟﻣﻌﺗﺎد ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾط ﺑﺎﻟﻣدﯾن ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ
اﻟﺗزاﻣﮫ وﻻ ﯾﻛون ﻣﺳؤوﻻ اذا ﻗﺎم ﺑﮭذه اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻟم ﺗﺗﺣﻘﻖ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ .
- 9ﻗرارات ﺻﺎدرة ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﺛم اﻻطﻼع ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣوﻗﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ www. Legifrance.gouv.fr
ﺑﺗﺎرﯾﺦ 16/12/2018ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﻋﺔ 06h:22min
ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد 423/04 20/07/20 -11ﻗرار ﻋدد 2144ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻻﻋﻠﻰ ﺑﺗﺎرﯾﺦ
ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣراﻓﻌﺔ ﻋدد 17ص . 106
9
واﻟﻣﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل ھذه اﻟﺣﯾﺛﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﮭﺎ اﻟﻘرار أن اﻟﻣوﺛﻖ ﻣﺣﺎط ﺑﺎﻟﺗزام
ﻣﺛﻣﺗل ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾﻖ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام اﻟذي ھو ﺑﯾﻊ اﻻﺻل اﻟﺗﺟﺎري واﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻻﺟراءات
اﻟﺿﺎﻣﻧﺔ ﻻﻧﺗﻘﺎﻟﮫ.
وھو ﻧﻔس اﻟﻣﺑدأ اﻟذي ﺟﺎء ﺑﮫ ﻗرار 12ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﻣراﻛش ﺑﺗﺎرﯾﺦ
12/05/2010وﻗد ﺟﺎء ﻓﻲ ﺑﻌض ﺣﯾﺗﯾﺎﺛﮫ :ﺣﯾث ان اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣطﺎﻟﺑﺔ
ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ﺑﺗﺣﻘﯾﻖ ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻘد اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﻣوﺿوع ھذه اﻟﻧﺎزﻟﺔ ﺑﺎﻟﺻك اﻟﻌﻘﺎري
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﮫ ،واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺣﻘوق ﺧزﯾﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ وﺗﻣﺎم ذﻟك ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب ،وﺣﯾث اﻧﮫ اﺳﺗﻧﺎدا ﻟﻣﺎ
ﺗﻘدم ﻓﺎن اﻟﻣوﺛﻘﺔ اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻗد ﻗﺎﻣت ﺑﺎﻻﺟراءات اﻟﻣﺗطﻠﺑﺔ ﻣﻧﮭﺎ ﻟﺿﻣﺎن ﺣﺟﯾﺔ
اﻟﺗﺳﺟﯾل وﺑﺎﻟﺻك اﻟﻌﻘﺎري ﺑﻌد ﻣﺎ ﻗﺎﻣت اﺛﻧﺎء ذﻟك ﻣﺎ وﺟب ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن ﻧﺻﺢ
ﻟﻸطراف وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ وﻟدت ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﺛﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻛﻣوﺛﻘﺔ ان ﺗﺑﻌﺛﮭﺎ ﻓﻲ
اﻟﻧﻔوس ،وزاوﺟت ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺗوﻓﯾﻖ ﻓﻲ ﻣﺄﻣورﯾﺗﮭﺎ ﺑﯾن ﻣﺎ ﯾﻘﺗﺿﯾﮫ ﺟﮭﺔاﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺟﮭﺔ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺷﻲء اﻟذي ﻛﺎن ﻣﻌﮫ اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺳﺗﺎﻧف ﻣﺻﺎدﻓﺎ
ﻟﻠﺻواب ﻟذا وﺟب ﺗﺄﯾﯾده* .ﻣﻣﺎ ﯾﻔﯾد ان اﻟﺗزام اﻟﻣوﺛﻘﺔ ﺑﺗﺣﻘﯾﻖ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣؤﻛد .
وﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧﻼﺻﮫ ﻣن ﻛﺎﻓﺔ ھذه اﻟﻘرارات واﻷﺣﻛﺎم ان اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ
ﻋﺎﺗﻖ اﻟﻣوﺛﻖ واﻟذي ﻗد ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﮭﺎ ﻗﯾﺎم ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﮫ ،ھﻲ اﻟﺗزاﻣﺎت ﺗدﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق
اﻻﻟﺗزام ﺑﺗﺣﻘﯾﻖ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺿﻣﺎن ﺣﺟﯾﺔ اﻟﻌﻘد اﻟﺗوﺛﯾﻘﻲ وﻧﻔﺎذ اﻟﺗﺻرف
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ.
اذا ﻛﺎﻧت ھذه اﻟﻘرارات اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﺗؤﻛد ﻋﻠﻰ اﻟزام اﻟﻣﺣرر ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾﻖ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻓﻲ
ﻛل ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﯾﺟرﯾﮭﺎ اﻟﻣﺣرر ﻣﻊ زﺑون ﻣﻌﯾن ﻓﺎﻧﮫ ﺑﺎﻻﺳﺗﻧﺎد اﻟﻰ ﻣوﻗﻔﻧﺎ اﻟﺧﺎص ﻓﺎن
اﻻﻣر ﺳﯾﻛون ﺑﺧﻼف ذﻟك ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺿﯾﻘﺔ.
ﻓﺎﻟﺗزام اﻟﻣوﺛﻖ ﻣﺛﻼ ﺑﻔﺣص اﻟوﺛﺎﺋﻖ واﻟﻣﺳﺗﻧدات ﻗد ﻻ ﺗﻛون ﻟﮫ داﺋﻣﺎ اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ
ﻓﺣص ﻣدى ﺳﻼﻣﺔ ﺗﻠك اﻟﻣﺳﺗﻧدات ،وﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﮫ اﻟﻣوﺛﻖ ﻓﻲ ھذا اﻻطﺎر ھو ﺑذل
ﻋﻧﺎﯾﺔ اﻟرﺟل اﻟﻌﺎدي ﻛﻣﺎ ھﻲ ﻣﻌروﻓﺔ ﻓﻲ اﻋراف ﻣﮭﻧﺗﮫ ،ﻓﺻﺣﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺑﯾن
اﻻطراف ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻋواﻣل واﻋﺗﺑﺎرات ﻛﺛﯾرة ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﻣوﺛﻖ ﻟوﺣده
واﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﮫ ،وﻣن ﺛﻣﺔ ﻻ ﺗﺧﺿﻊ داﺋﻣﺎ ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣوﺛﻖ .
وﻧﻔس اﻻﻣر ﯾﻘﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺗزام اﻟﻣوﺛﻖ ﺑﺎﺳداء اﻟﻧﺻﺢ ﻟزﺑوﻧﮫ اذ اﻧﮫ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻻﺣﯾﺎن
ﻗد ﯾﺟد ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ ﯾﺻﻌب ﻋﻠﯾﮫ ﻣﻌﮭﺎ ﺗزوﯾد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ او اﻟﻧﺻﺢ
ﻓﺈذا اﻋﺗﺑرﻧﺎ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣرر ذات طﺑﯾﻌﺔ ﻋﻘدﯾﺔ ﺗﻧﺷﺄ ﻋن ﻋﻘد ﯾرﺑطﮫ
ﺑزﺑﻧﺎﺋﮫ ،ﻓﺈن ھذه اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﺟد أﺳﺎﺳﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 230ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻻﻟﺗزاﻣﺎت و اﻟﻌﻘود ،ﻓﮭذا اﻟﻔﺻل ﯾؤطر ﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن
ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ﺻﺣﯾﺢ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻗﺎﻧون ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﮭﺎ و
ﻣن ﺗم ﻓﺈن أي إﺧﻼل ﻣﻧﮭﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ ﯾﻌرﺿﮫ ﻟﻠﻣﺳﺎﺋﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﻣوﺛﻖ
ﻣﻠزم ﻓﻲ إطﺎر ھذا اﻟﻔﺻل ﺑﺎﺣﺗرام اﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻛون ﻋرﺿﺔ ﻟﻠﻣﺳﺎﺋﻠﺔ
،ﻛﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﻠزﻣﺎ ً ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﺗﻠك اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﺑﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 231ﻣن ﻧﻔس
اﻟﻘﺎﻧون أﻋﻼه .
وﻗد ﺗﻛون ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣرر ﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﺗزام ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻻ ﺗﻌﺎﻗدي و
ﺗﺟد أﺳﺎﺳﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻﻠﯾن 77و 78ﻣن ق.ل.ع ،وﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﯾﻛون اﻟﻣوﺛﻖ
ﻣﺳؤوﻻ ﺷﺧﺻﯾﺎ ﻋن اﻟﻔﻌل اﻟذي ارﺗﻛﺑﮫ و ﺗﺳﺑب ﻓﻲ إﻟﺣﺎق ﺿرر ﺑﺎﻟﻐﯾر ،إﻻ أن
ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﮫ ﻻ ﺗﻘف ﻋﻧد ھذا اﻟﺣد ﺑل ﺗﺗﺟﺎوز ﺧطﺄه اﻟﺷﺧﺻﻲ إﻟﻰ أﺧطﺎء اﻷﺷﺧﺎص
اﻟذﯾن ھم ﻓﻲ ﻋﮭدﺗﮫ ﻛﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻔﺻل 85ﻣن ق.ل.ع و ھو ﻧﻔس اﻷﻣر
اﻟذي ﻛرﺳﺗﮫ اﻟﻣﺎدة 26ﻣن اﻟﻘﺎﻧون . 32.09
11
وﻻﺑد ﻣن اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ أﻓرد ﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣوﺛﻖ ﺧﺻوﺻﯾﺎت ھﺎﻣﺔ
ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون , 09-32ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 26ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺗوﺛﯾﻖ ﻋﻠﻰ أن "اﻟﻣوﺛﻖ
ﯾﺗﺣﻣل ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷﺿرار اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن أﺧطﺎﺋﮫ اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ واﻷﺧطﺎء اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﻣرﻧﯾن
ﻟدﯾﮫ واﺟراءه وﻓﻖ ﻗواﻋد اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ "
ﻓﺄﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﺣﺳب ھذه اﻟﻣﺎدة ﺗطﺑﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣوﺛﻖ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ,إﻻ أن ھذا
اﻟﺧﺿوع ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﻣﺔ ﻟﯾس ﻋﻠﻰ إطﻼﻗﮫ ,ﺑل أن اﻟﻣﺷرع ﻗﯾده
ﺑﺷروط ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻣﻌﯾﻧﺔ ذاﻟك أن اﻟﻣﺎدة 28ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 09-32اﺷﺗرطت ﻟﻘﯾﺎم
ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣوﺛﻖ اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﺗﺟﺎه اطراف اﻟﻌﻘد ﻓﺿﻼ ﻋن اﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ,أن ﯾؤدي
اﻟﺧطﺄ إﻟﻰ ﺑطﻼن اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺣرر ﻣن طرف اﻟﻣوﺛﻖ ,واﻷﻛﺛر ﻣن ذاﻟك أن ﺗﻘﺿﻲ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
ﺑﮭذا اﻟﺑطﻼن وأن ﯾﻛون ﻗد أﺣدث ﺿررا ﻷﺣد أطراف اﻟﻌﻘد .ﻓﻔﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺈن اﻟﺿرر ﻻ
ﯾﻛون ﻧﺎﺷﺋﺎ ﻣﺑﺎﺷرة ﻋن اﻟﺧطﺄ ﺑل ھو ﻧﺎﺷﺊ ﻋن اﻟﺑطﻼن اﻟﻣﺣﻛوم ﻗﺿﺎء ,ﻣﻊ اﺳﺗﺛﻧﺎء وﺣﯾد
ﻧص ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﺷرع ﺑﺎﻟﻣﺎدة 29ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻧدﻣﺎ اﻋﺗﺑر أن ﻣﺟرد اﻣﺗﻧﺎع اﻟﻣوﺛﻖ ﻋﻧد
اﻟﻘﯾﺎم ﺑواﺟﺑﮫ ﺑدون ﺳﺑب ﻣﺷروع ﯾؤدي إﻟﻰ ﻗﯾﺎم ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﮫ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺷرﯾطﺔ أن ﯾﻛون ھذا
اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻗد أﺣدث ﺿررا ﻷﺣد أطراف اﻟﻌﻘد ﻓﻔﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺧطﺄ اﻟﻣﺗﺟﻠﻲ ﻓﻲ
اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟواﺟب ﺑدون ﺳﺑب ﻣﺷروع ﻣﺣدﺛﺎ ﻟﻠﺿرر ﻣﺑﺎﺷرة وﺗﻛون ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
اﻟﻣوﺛﻖ ﻗﺎﺋﻣﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 29ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗوﻓر اﻷرﻛﺎن اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ودون اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ
ﺑطﻼن اﻟﻌﻘد اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 2813أﻋﻼه.
وﻣﻣﺎ ﺗﺟب اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﮫ أﯾﺿﺎ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻟم ﯾﺗرك أﻣر ﺗﻘدﯾر ﺣﺎﻻت اﻟﺑطﻼن
ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎء ,ﺑل ﺣددھﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 49ﺣﯾث ﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﮫ " ﯾﻛون
ﺑﺎطﻼ ﻛل ﻋﻘد ﺗم ﺗﻠﻘﯾﮫ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺷﻛل اﻟرﺳﻣﻲ ,واﻧﺟز ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت أﺣﻛﺎم اﻟﻣواد 30
و31و 37 32و 40إذا ﻛﺎن ﻏﯾر ﻣذﯾل ﺑﺗوﻗﯾﻊ ﻛﺎﻓﺔ اﻷطراف ,وإذا ﻛﺎن ﯾﺣﻣل ﺗوﻗﯾﻊ ﻛل
اﻷطراف ﺗﻛون ﻟﮫ ﻓﻘط ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻘد اﻟﻌرﻓﻲ ﻣﻊ اﻟﺣﻖ ﻓﻲ ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻣوﺛﻖ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻓﻲ
اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن وإﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗطﺑﯾﻖ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ واﻟزﺟرﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﮫ "...
أﻣﺎ ﺑﺧﺻوص أﺳﺎس اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌدل ﻓﻧﺟد اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 33ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون 03-16اﻟﻣﻧظم ﻟﺧطﺔ اﻟﻌداﻟﺔ ﺣﯾث ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ " :ﺗﻛﺗب اﻟﺷﮭﺎدة
ﺗﺣت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌدﻟﯾن ﻓﻲ وﺛﯾﻘﺔ واﺣدة دون اﻧﻘطﺎع او ﺑﯾﺎض أو ﺑﺗر أو اﺻﻼح أو
اﻗﺣﺎم أو اﻟﺣﺎق أو ﺗﺷطﯾب أو اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺣرف إﺿراب " ,ﻛﻣﺎ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ھذه
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ أﯾﺿﺎ اﻟﻔﻘرة اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ ﻟﻠﻘﺎﻧون
13
اﻟﻠﻘﺎء اﻟوطﻧﻲ اﻷول ﺑﯾن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض واﻟﻐرﻓﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗوﺛﯾﻖ اﻟﻌﺻري ﺑﺎﻟﻣﻐرب ﺗﺣت ﺷﻌﺎر " اﻓﺎق ﻣﮭﻧﺔ اﻟﺗوﺛﯾﻖ ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﻘﺎﻧون -32
09واﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﯾﻮﻣﻲ 2و 3ﻧﻮﻧﺒﺮ 2012ﺑﻘﺼﺮ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮات ﺑﻤﺮاﻛﺶ،ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻷﻣﻨﯿﺔ اﻟﺮ ﺑﺎط،ﻣﻨﺸﻮرات ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻨﺸﺮ
واﻟﺘﻮﺛﯿﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺑﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ،ص187
12
03-16اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﮫ " ﯾﺷﺎرك اﻟﻌدل اﻟﻣﺗﻣرن ﺗﺣت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌدﻟﯾن ﻓﻲ
ﻧﺷﺎط اﻟﻣﻛﺗب ﻏﯾر أﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﮫ أن ﯾﺗﻠﻘﻰ اﻹﺷﮭﺎد "
.إﻻ أن ھذه اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﺗﺑﻘﻰ ﻏﯾر ﻛﺎﻓﻲ ﻟﺗﺄﺳﯾس ﻛل اﻷﺧطﺎء اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﮭﺎ اﻟﻌدول أﺛﻧﺎء
ﻗﯾﺎﻣﮭم ﺑوظﯾﻔﺗﮭم ﻣن ﺟﮭﺔ ,واﻷﺧطﺎء اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﮭﺎ ﻣﺳﺗﺧدﻣﯾﮭم وﻛﺗﺎﺑﮭم ﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ,ﻣﻣﺎ
ﯾﺣﺗم اﻟرﺟوع ﻟﻠﻧص اﻟﻌﺎم اﻟذي ﻧظم ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود
14
اﻟﺧطﺄ :اﺳﺗﻠزم اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﻟﺧطﺄ ﻛﺷرط ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ 15ﻓﻘد ﻋرﻓﮫ
اﻟﻔﻘﯾﮫ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﻼﻧﯾول ﺑﺄﻧﮫ اﻻﺧﻼل ﺑﺎﻟﺗزام ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺳﺎﺑﻖ , 16ﻓﯾﻣﺎ ﻋرﻓﮫ اﻟﻔﻘﯾﮫ
ﺟوﺳران ﺑﺄﻧﮫ اﻹﺿرار ﺑﺣﻖ دون أن ﯾﻛون ﻓﻲ وﺳﻊ اﻟﻣﻌﺗدي ﻣﻌﺎرﺿﺗﮫ ﺑﺣﻖ أﻗوى
ﻣﻧﮫ أو ﻣﻣﺎﺛل ﻟﮫ . 17أﻣﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻘد ﻋرف اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺗﺔ ﻣن
اﻟﻣﺎدة 78ﺑﺄﻧﮫ " ﺗرك ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺟب ﻓﻌﻠﮫ أو ﻓﻌل ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺟب اﻹﻣﺳﺎك ﻋﻧﮫ ,وذاﻟك
ﻣن ﻏﯾر ﻗﺻد ﻹﺣداث اﻟﺿرر"
ﻓﺎﻟﺧطﺄ ﻋﻣوﻣﺎ ﯾﺗﺣﻠل إﻟﻰ ﻋﻧﺻرﯾن ,أوﻟﮭﻣﺎ ﻣﺎدي أو ﻣوﺿوﻋﻲ وھو اﻹﺧﻼل ﺑواﺟب
ﻗﺎﻧوﻧﻲ ,وﺛﺎﻧﯾﮭﻣﺎ ﻣﻌﻧوي وھو اﻹدراك او اﻻﻧﺣراف .
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺧطﺄ ﻣﺣرري اﻟوﺛﺎﺋﻖ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻓﮭو ﻛل ﺧطﺄ او اﺧﻼل ﺑواﺟب ﻗﺎﻧوﻧﻲ ارﺗﻛﺑﮫ
اﻟﻣﺣرر ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻋﻣﻠﮫ اﻟﺗوﺛﯾﻘﻲ وأﺣدث ﺿررا ﻟﻠﻐﯾر أو ﻷطراف اﻟﻌﻘد ,ﺑﻌد ﺗﺻرﯾﺢ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺑطﻼﻧﮫ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣوﺛﻖ دون اﻟﻌدل .وﻗد ﯾﻛون اﻟﺧطﺄ ﺗﻘﺻﯾرﯾﺎ ﻛم ﺗﻣت اﻹﺷﺎرة
إﻟﻰ ذاﻟك ﺳﺎﺑﻘﺎ .
14
ﷴ اھﺗوت اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌدول ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻣﻐرب اﻟﻘﺎﻧون اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ 23ﻣﺎي , 2018ﺗﺎرﯾﺦ اﻻطﻼع
12دﺟﻧﺑر 2018ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﻋﺔ 2:30
15
ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 78ﻣن ق ل ع :ﻛل ﺷﺧص ﻣﺳؤول ﻋن اﻟﺿرر اﻟﻣﻌﻧوي أو اﻟﻣﺎدي اﻟذي أﺣدﺛﮫ .ﻻ ﺑﻔﻌﻠﮫ ﻓﻘط وﻟﻛن ﺑﺧطﺄه أﯾﺿﺎ ,وذاﻟك ﻋﻧدﻣﺎ
ﯾﺛﺑت أن ھذا اﻟﺧطﺄ ھو اﻟﺳﺑب اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ ذاﻟك اﻟﺿرر
16
Palaniol: la faute est un manquement à une obligation préexistante traité de droit civil.tome 2 ,page 863
17
Josserand: cours de droit positifs français, tome 2,2 not ,page 422
13
وﻣن اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺧطﺄ اﻟﻌﻘدي ﻋدم اﺳداء اﻟﻧﺻﺢ ,ﺑﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر اﻻﻟﺗزام ﺑﺈﺳداء
اﻟﻧﺻﺢ وإرﺷﺎد اﻟزﺑون ﻣن ﺑﯾن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻷدﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣوﻟت ﻣﻊ ﻣرور اﻟوﻗت إﻟﻰ واﺟﺑﺎت
ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ .18
وﻗد أﻟزم اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﻟﻣوﺛﻖ ﺑﺈﺳداء اﻟﻧﺻﺢ ﻟﻸطراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 37ﻣن
ﻗﺎﻧون اﻟﺗوﺛﯾﻖ ,دون اﻟزام اﻷطراف ﺑطﻠب اﻟﻧﺻﺢ .
واﻟﻌدل وإن ﻟم ﯾﻛن ﻣطﺎﻟﺑﺎ ﺑذاﻟك ,ﺑﺣﯾث أن اﻟﻘﺎﻧون 03-16اﻟﻣﻧظم ﻟﺧطﺔ اﻟﻌداﻟﺔ ﻟم ﯾﺷر
إﻟﻰ واﺟب اﻟﻧﺻﺢ ﻟﻠزﺑون ,وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ذاﻟك ﻟن ﯾﺟﻌل اﻟﻌدل ﻓﻲ ﻣﻧﺄى ﻋن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ إذا ﻟم
ﯾﻘدم اﻟﻧﺻﺎﺋﺢ اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟزﺑوﻧﮫ ﻷن ھذا اﻻﻟﺗزام وإن ﻟم ﯾرد ﺑﺷﺄﻧﮫ ﻧص ﺧﺎص ﻓﮭو واﺟب
ﺗﻔرﺿﮫ طﺑﯾﻌﺔ ﻣﮭﻧﺔ اﻟﺗوﺛﯾﻖ وأﻋراﻓﮭﺎ وﻛذاﻟك أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﮭﻧﺔ .19
واﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ﻻ ﯾﺗردد ﻓﻲ ﺗﺣﻣﯾل اﻟﻣوﺛﻖ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ إن ھو أﺧل ﺑواﺟب اﻟﻧﺻﺢ وھذا
ﻣﺎ ﻗﺿﻰ ﺑﮫ اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗراره اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 23ﻓﺑراﯾر .20 2005وﻓﻲ ﻧﻔس
اﻻﺗﺟﺎه ﻗﺿت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﻣراﻛش ﺑﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻣوﺛﻖ ﺑﻌدم اﺳداء اﻟﻧﺻﺢ واﻹرﺷﺎد .21
وﯾﻘوم اﻟﺧطﺄ اﻟﺗﻘﺻﯾري ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻗﺗراف اﻟﻣﺣرر ﻟﺧطﺄ ﺗﻘﺻﯾري اﺗﺟﺎه اﻟزﺑﻧﺎء ,وﯾﻛون
اﻷﻣر ﻛذاﻟك ﻛﻠﻣﺎ اﺧل ﻣﺣرر اﻟوﺛﺎﺋﻖ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺑواﺟب ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻛواﺟب اﻓﺷﺎء اﻟﺳر اﻟﻣﮭﻧﻲ ,
إذ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻟﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 03-16ﻋﻠﻰ أﻧﮫ " ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﻛل ﻋدل اﻟﺗﺣﻠﻲ ﺑﺎﻷﻣﺎﻧﺔ
واﻟوﻗﺎر واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺷرف اﻟﻣﮭﻧﺔ وأﺳرار اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن " ﻓﻲ ﺣﯾن ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 24ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون 09-32ﻋﻠﻰ ھذا اﻻﻟﺗزام .22ﻓواﺟب اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳر اﻟﻣﮭﻧﻲ ﻣن اﻷﺳس
واﻷﻋﻣدة اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣﮭﻧﺔ اﻟﺗوﺛﯾﻖ ﻓﺎﻟﻣوﺛﻖ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 24اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﻣﻠزم ﺑﻛﺗﻣﺎن
اﻟﺳر اﻟﻣﮭﻧﻲ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات اﻟﺗﻲ ﺗرد ﻋﻠﯾﮫ وﻣن أھﻣﮭﺎ ﻣﺎ ﻟﮫ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال
أو ﺣﻖ اﻻطﻼع اﻟﻣﺧول ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻹدارة اﻟﺿراﺋب ,أو إذا طﻠب ﻣن اﻟﻣوﺛﻖ ذاﻟك ﻓﻲ ﻧطﺎق ﻣﺎ
ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻣن ﺳﻠطﺔ ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر .
ﻛﻣﺎ أن ﺧطﺄ ﻣﺣرر اﻟوﺛﺎﺋﻖ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﯾﻛون ﺗﻘﺻﯾرﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑون ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺧطﺄ ﺿد
أﺷﺧﺎص ﻻ ﺗرﺑطﮭم ﺑﮭم أﯾﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ,ﺳواء ﻛﺎن اﻟﺧطﺄ ﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﻓﻌﻠﮫ اﻟﺷﺧﺻﻲ او
ﻏﯾره ﻣﻣن ﯾﺗﺑﻌون ﻟﮫ ,وإذا ﻛﺎن اﺧﻼل اﻟﻣﺣرر ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﮫ
ﯾﻣﻛن أن ﯾﺷﻛل وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺗﮫ ﺗﻘﺻﯾرﯾﺎ ﻓﯾﻣﺎ ادا أﺿرت ﺑﺎﻟﻐﯾر ﻓﺈن اﻷﻣر ﯾﺧﺗﻠف ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
18
ﻋﻼل ﺣﻣداش اﻟﺗوﺗﯾﻖ ﺑﯾن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ واﻟﻔﻘﮫ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ ,أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل اﻟدﻛﺗوراه ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ ,ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﻓﺎس ﺳﻧﺔ 2010/2009ص
210
19
ﺳﻠﻣﻰ اﻟﺷﺎدﻟﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣوﺛﻖ واﻟﻌدل ,رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﮭﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﺑﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺑﻔﺎس ﺳﻧﺔ 2013/2012ص 44
20
ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد 587ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 23ﻓﺑراﯾر 2005ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ اﻟﺟزئ اﻟراﺑﻊ ص 85
21
ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﻣراﻛش ﻋدد 2546ﺑﺗﺎرﯾﺦ 23ﻣﺎرس 2011ﻏﯾر ﻣﻧﺷور اﺷﺎرت اﻟﯾﮫ ﺳﻠﻣﻰ اﻟﺷﺎدﻟﻲ ﻓﻲ ﻣرﺟﻌﮭﺎ اﻟﺳﺎﺑﻖ
ص 48
22
اﻟﻣﺎدة 24ﻣن اﻟﻘﺎﻧون " 09-32ﯾﻠﺗزم اﻟﻣوﺛﻖ ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳر اﻟﻣﮭﻧﻲ ,ﻣﺎ ﻋدا إذا ﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذاﻟك وﯾﻘﻊ ﻧﻔس اﻻﻟﺗزام ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺗﻣرﻧﯾن واﺟراﺋﮫ "
14
ﻻﻟﺗزام اﺳداء اﻟﻧﺻﺢ ,إذ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻠزم اﻟﻌدل واﻟﻣوﺛﻖ ﺑﺿرورة اﺳداء اﻟﻧﺻﺢ ﻟﻸﻏﯾﺎر
.23
اﻟﻀﺮر :ھﻮ اﻟﺼﻮرة اﻟﻤﻠﻤﻮﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﯿﮭﺎ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺨﻄﺄ اﻟﻌﻘﺪي ,وھﺬا ﯾﻌﻨﻲ أن
اﻟﺨﻄﺄ إذا ﻟﻢ ﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻨﮫ ﺿﺮر ﻓﻼ ﻣﺠﺎل ﻹﻋﻤﺎل ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ .24وﻋﺮف
اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ اﻟﻀﺮر ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ 264ﻣﻦ ق ل ع ﺑﺄﻧﮫ " اﻟﻀﺮر ھﻮ ﻣﺎ ﻟﺤﻖ
اﻟﺪاﺋﻦ ﻣﻦ ﺧﺴﺎرة ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ وﻣﺎ ﻓﺎﺗﮫ ﻣﻦ ﻛﺴﺐ ﻣﺘﻰ ﻛﺎﻧﺎ ﻧﺎﺗﺠﯿﻦ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻋﻦ ﻋﺪم اﻟﻮﻓﺎء
ﺑﺎﻻﻟﺘﺰام "
25
ﻓﺎﻟﺿرر إﻣﺎ أن ﯾﻛون ﻣﺎدﯾﺎ أو ﻣﻌﻧوﯾﺎ ,وﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ﻣﻌﺎ ﯾوﺟب اﻟﺗﻌوﯾض ﻣﺛل اﻟﺣﺎﻟﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻐﺎﺿﻰ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﺣرر ﻋن ﺗﻧﺑﯾﮫ اﺣد اﻟزﺑﻧﺎء ﺑﻛون اﻟﻌﻘد ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻺﺑطﺎل ,او ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم
ﻗﯾﺎﻣﮫ ﺑﺎﺟراءات اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻟدى ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺗﻣﺑر أو اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ داﺧل اﻷﺟل
اﻟﻣﺣدد ﻗﺎﻧوﻧﺎ .وﻋﻠﯾﮫ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﺿرر اﻟﻣﺎدي إﻣﺎ أن ﯾﻣس ﺣﻘﺎ ﻣﺎﻟﯾﺎ أو ﻣﺟرد
ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺷروﻋﺔ ﻟﻠزﺑون .أﻣﺎ اﻟﺿرر اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﮭو اﻟذي ﯾﺻﯾب اﻟﻣﺿرور ﻓﻲ
ﺷﻌوره .
ﻓﺎﻟزﺑون اﻟﻣﺗﺿرر ﻣن اﻟﻌدل او اﻟﻣوﺛﻖ ﺣﯾن إﻓﺷﺎء اﻟﺳر اﻟﻣﮭﻧﻲ ﻣﺛﻼ ,ﻟﮫ ﻛﺎﻣل اﻟﺣﻖ ﻓﻲ
اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟذي أﺻﺎﺑﮫ ,ﻓﺎﻟﻣﺗﺿرر ھو اﻟذي ﻋﻠﯾﮫ أن ﯾﺛﺑت اﻟﺿرر
اﻟﻼﺣﻖ ﺑﮫ ,وﯾﺳﺗطﯾﻊ إﺛﺑﺎت ذاﻟك ﺑﺟﻣﯾﻊ وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت ﻷن اﻟﺿرر واﻗﻌﺔ ﻣﺎدﯾﺔ . 26
وﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى ﻓﺈن اﻟﺗﺣﻘﻖ ﻣن اﻟﺿرر أﻣر ﺗﺳﺗﻘل ﺑﮫ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣوﺿوع .27وﻣﻣﺎ ﺗﺟب
اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﮫ أن اﻟﺿرر اﻟذي ﯾﺻﯾب اﻟزﺑون ﺑﺳﺑب ﻋدم ﻗﯾﺎم اﻟﻌدل ﺑﺈﺟراءات اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻻ
ﯾرﺗب اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ إذا ﻟم ﯾﻛن ھﻧﺎك اﺗﻔﺎق ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﺣول اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮭذا اﻹﺟراء او ﻋدﻣﮫ ,
ﺣﯾت ﻧﺟد اﻟﻣﺎدة 17ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 03-16ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ " ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن اﻟﺧﯾﺎر ﺑﯾن أن
ﯾﻘوﻣوا ﺑﺄﻧﻔﺳﮭم ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈدارة اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺗﻧﺑر وإدارة اﻟﺿراﺋب واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ
اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ وﻏﯾرھﺎ ,أو ان ﯾﻛﻠﻔوا أﺣد اﻟﻌدﻟﯾن اﻟﻣﺗﻠﻘﯾﯾن ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﻣذﻛورة ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ
ﺗﺻرﯾﺢ ﻣوﻗﻊ ﻋﻠﯾﮫ ﻣن اﻟطرﻓﯾن "...وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﻌدل ﻏﯾر ﻣﻠزم ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﺈﺟراء اﻟﺗﺳﺟﯾل إﻻ
إذا طﻠب ﻣﻧﮫ ذاﻟك ﻋﻛس اﻟﻣوﺛﻖ اﻟذي ﯾﻠﺗزم ﺑذاﻟك ﻗﺎﻧوﻧﺎ .
واﻟﺿرر ﻛﻲ ﯾﻛون ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻌوﯾض ﻻﺑد ﻣن ﺗوﻓر ﺷروطﮫ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ وھﻲ أن ﯾﻛون ﺷﺧﺻﯾﺎ
وﻣﺑﺎﺷرا وأن ﯾﻛون ﻣﺣﻘﻘﺎ .
23
ﷴ اﻟﻛﺎﻣل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣوﺛﻘﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﻘﻧﯾن اﻟﻣﻐرﺑﻲ ,رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﮭﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ ,ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷﻠرﯾﻌو ﺑﻔﺎس ﺳﻧﺔ 2009ص 99
24
ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻌرﻋﺎري ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام ,اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣطﺑﻌﺔ دار اﻷﻣﺎن اﻟرﺑﺎط ,اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ 2015ص 42
25
زھدي ﯾﻛن ,اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ او اﻷﻋﻣﺎل ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ﻣﻧﺷورات اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻌﺻرﯾﺔ ﺻﯾدا ﺑﯾروت ,دون دﻛر ﺳﻧﺔ اﻟطﺑﻊ
ص35
26
ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد اﻟﺷوارﺑﻲ ,اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻔﻘﮫ واﻟﻘﺿﺎء اﻟطﺑﻌﺔ ﺳﻧﺔ 1988ص 157
27
ﻣﺧﺗﺎر ﺑن أﺣﻣد اﻟﻌطﺎر ,اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام طﺑﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟﺟدﯾدة اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﺳﻧﺔ 2002ص 288
15
اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر :ﯾﺷﺗرط ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌدل واﻟﻣوﺛﻖ
أن ﺗﺗواﻓر اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر ,وﻋﻠﯾﮫ ﯾﺟب أن ﺗﻛون اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ
ﻣﺑﺎﺷرة ﺣﺗﻰ ﺗﺗﻘرر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ .
وﻗد أﻗر اﻟﻔﺻل 264ﻣن ق ل ع ﺑﺿرورة اﻻﻋﺗداد ﺑﺎﻟﺿرر اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻧدﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﻰ أن "
اﻟﺿرر ھو ﻣﺎ ﻟﺣﻖ اﻟداﺋن ﻣن ﺧﺳﺎرة ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ وﻣﺎ ﻓﺎﺗﮫ ﻣن ﻛﺳب ﻣﺗﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻧﺎﺗﺟﯾن ﻣﺑﺎﺷرة ﻋن
ﻋدم اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺗزام " ﺛم أوﺿﺢ اﻟﻣﺷرع أن ﺗﻘدﯾر اﻟظروف اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻛل ﺣﺎﻟﺔ ﻣوﻛوﻟﺔ
ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣوﺿوع اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺗﻘدﯾر اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﺣﺳب
ﺧطﺄ اﻟﻣدﯾن أو ﺗدﻟﯾﺳﮫ . 28ﺣﯾث إن ﻋﺑﺊ إﺛﺑﺎت اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ
اﻟداﺋن .
وﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ اﻟﻌدل أو اﻟﻣوﺛﻖ وھو اﻟﺗزام ﺑﺗﺣﻘﯾﻖ ﻧﺗﯾﺟﺔ ,
ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﺿرر اﻟﻼﺣﻖ ﺑﺎﻟزﺑون ﻣرﺗﺑط ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر ﺑﻛل اﺧﻼل ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣرر
29
طﺎﻟﻣﺎ ھو اﻟﺳﺑب اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻠﺿرر
وﻋﻠﻰ ذاﻟك ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺷﺗراك اﻟزﺑون ﻣﻊ اﻟﻌدل أو اﻟﻣوﺛﻖ ﻓﻲ اﻟﺧطﺄ ﺗﺗوزع اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ,وھو ﻣﺎ ﯾﺷﻛل اﻋﻔﺎء ﺟزﺋﻲ ﻟﻠﻣﺣرر ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ,وﻗد ﯾﻛون اﻋﻔﺎﺋﮫ ﻛﻠﯾﺎ ﻋﻧدﻣﺎ
ﯾﻛون ﺧطﺄ اﻟزﺑون ھو اﻟﻣﺗﺳﺑب ﻓﻲ اﻟﺿرر .وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻣﺣرر اﻟوﺛﺎﺋﻖ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﮫ اﻟﺣﻖ ﻓﻲ
دﻓﻊ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻹﺟراءات ﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ,ﻛﻣﺎ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﮫ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﺗﺄﻣﯾن .
28
ﷴ أﺣﻣد اﻟﻌطﺎر ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺗﺿرر ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺎ واﻟﺿرر ﻣﺟﻠﺔ اﻷﻣﻼك اﻟﻌدد اﻟﺗﺎﻟث ﺳﻧﺔ 2007ص 6
29
ﺳﯾدي ﷴ ﻛﻣﺎل ﻣﺷﯾﺷﻲ ,اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣوﺛﻖ اﻟﻌﺻري واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺧﻼل ﺑﮭﺎ ,رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﮭﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺣﻘوق ﻣراﻛش 2013/2012ص 105
16
ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ،وإﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻘواﻋد اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ھﻧﺎك ﻗواﻋد ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺳﺗﺟﯾب ﻟﺧﺻوﺻﯾﺎت ﺗﻧظﯾم
ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﻌﯾن ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺣﺎل ﻟﺷرط اﻟﺑطﻼن ﻓﻲ اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣوﺛﻖ.
أﻣﺎ اﻟﺷﻖ اﻹﺟراﺋﻲ ﻟدﻋوى اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﻘواﻋده ﻣوﺣدة ﻣﻧظﻣﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة
اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،وﻣن ھذا اﻟﻣﻧطﻠﻖ ﻓﺈن دﻋوى اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻣﺣرري اﻟوﺛﺎﺋﻖ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ھﻲ دﻋوى
ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ ق.م.م ﺳواء ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺷروط
وﻣﻘوﻣﺎت رﻓﻊ ھذه اﻟدﻋوى ) اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ( أو ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ دﻓﻊ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋن
اﻟﻣﺣرر ) اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ (.
اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :ﺷروط وﻣﻘوﻣﺎت دﻋوى اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ
ﯾﺗطﻠب ﻟﺳﻣﺎع دﻋوى اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺿد اﻟﻣوﺛﻘﯾن واﻟﻌدول وﻗﺑوﻟﮭﺎ ﺷﻛﻼ ﺗواﻓر ﺷروط
اﻟدﻋوى ﻋﺎﻣﺔ ﻛﻣﺎ ھﻲ ﻓﻲ ق.م.م ،ﻓﻘد اﻋﺗﺑر اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن ھذا اﻟﻘﺎﻧون أن اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ
اﻟﺻﺣﯾﺢ ھو اﻟذي ﯾﺑﺎﺷره اﻟﺷﺧص ﻛﺎﻣل اﻷھﻠﯾﺔ اﻟذي ﻟﮫ اﻟﺻﻔﺔ ﻓﻲ رﻓﻊ اﻟدﻋوى ﺑﻌد أن ﯾﺛﺑت
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣن ﺗﺣرﯾﻛﮭﺎ ﻓﻼ ﯾﺻﺢ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ إﻻ ﻣﻣن ﻟﮫ اﻟﺻﻔﺔ واﻷھﻠﯾﺔ واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻹﺛﺑﺎت
ﺣﻘوﻗﮫ ،وھﻲ ﺷروط ﺗدﺧل ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﯾﻌطﻲ ﻟﻠﻘﺿﺎء إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﺛﺎرﺗﮭﺎ
ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﮫ.
وإذا ﺗوﻓرت ھذه اﻟﺷروط ﻓﻲ راﻓﻊ اﻟدﻋوى ﻓﺈن ﺷروط أﺧرى ﺗﺷﺗرط ﻓﻲ وﺳﯾﻠﺔ رﻓﮭﺎ
وﻧﻘﺻد ھﻧﺎ ﺷﻛﻠﯾﺎت ﺗﻘﯾﯾد اﻟدﻋوى واﻟﻣﻘﺎل اﻻﻓﺗﺗﺎﺣﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺻﻠﯾن 31و 32ﻣن ق.م.م
ﺑﻌد ذﻟك ﯾﺧﺿﻊ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻟﻠﻣﺳطرة اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻔﺻول ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوى ﺗﺟﮭﯾز اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻟﻠﺣﻛم واﻧﻌﻘﺎد اﻟﺟﻠﺳﺎت وﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟدﻋوى وإﺻدار اﻷﺣﻛﺎم واﻟطﻌن ﻓﯾﮭﺎ.
ﻟذﻟك ﺳﻧﺣﺎول ﻓﻲ ھذه اﻟﻔﻘرة أن ﻧﺧﺗﺻر اﻟﺣدﯾث ﻓﻘط ﻋﻠﻰ ﻣﻘوﻣﺎت اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﻧوﻋﯾﮫ )
أوﻻ ( ﺛم ﺷرط اﺣﺗرام أﺟل رﻓﻊ اﻟدﻋوى ) ﺛﺎﻧﯾﺎ (.
أوﻻ :ﻣﻘوﻣﺎت اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ دﻋوى اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺿد ﻣﮭﻧﻲ اﻟﺗوﺛﯾﻖ اﻟرﺳﻣﻲ
ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟدﻋﺎوى أن ﺗرﻓﻊ ﻟدى اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،واﻻﺧﺗﺻﺎص ھﻧﺎ ﯾﺣدد
ﺑﻧوﻋﯾﮫ ﻓﻼ ﯾﻛﻔﻲ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻧوﻋﯾﺎ ﺑﺎﻟﺑث ﻓﯾﮭﺎ ) أ ( ﺑل ﻻﺑد ﻣن ﺗﺣدﯾد
اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﻠﻲ ) ب (.
أ /اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ
اﻧﺳﺟﺎﻣﺎ ﻣﻊ اﻟﻔﺻل 18ﻣن ق.م.م ﻓﺈن اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺗﺧﺗص ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﻻﺧﺗﺻﺎص
اﻟﻣﺧول ﻷﻗﺳﺎم ﻗﺿﺎء اﻟﻘرب ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﺑﺗداﺋﯾﺎ واﻧﺗﮭﺎﺋﯾﺎ أو اﺑﺗداﺋﯾﺎ ﻣﻊ
ﺣﻔظ ﺣﻖ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف.
17
وﻣراﻋﺎة ﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘود اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺗﺿرر
رﻓﻊ اﻟدﻋوى أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣدﻧﻲ إذا ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣر ﺑدﻋوى ﻣدﻧﯾﺔ اﻟﮭدف ﻣﻧﮭﺎ ﺟﺑر اﻟﺿرر
ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ،ﻛﻣﺎ ﻟﮫ أن ﯾرﻓﻊ اﻟدﻋوى أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟزﺟرﯾﺔ إذا ﺗﺿرر ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن ﻓﻌل ﯾﻛﺗﺳﻲ
ﺻﺑﻐﺔ اﻟﺟرم اﻟﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ وذﻟك ﻋن طرﯾﻖ اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ
ﺑﺎﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ،إذ ﯾﻣﻛﻧﮫ اﻻﻧﺗﺻﺎب ﻛﻣطﺎﻟب ﺑﺎﻟﺣﻖ اﻟﻣدﻧﻲ إﻣﺎ أﻣﺎم ھﯾﺋﺔ اﻟﺣﻛم أو أﻣﺎم
ﻗﺎﺿﻲ ﺗﺣﻘﯾﻖ ،30وﺑذﻟك ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺗﺿرر ﻣن ﻓﻌل ﺟرﻣﻲ ارﺗﻛﺑﮫ اﻟﻣوﺛﻖ أو اﻟﻌدل،
وﺻوره ﻣﺗﻌدد ﺗﺑﻘﻰ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗزوﯾر أﺑرزھﺎ ،31أن ﯾﻘﯾم دﻋواه اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣﺣرر
ﺑﺎﻟﻣوازاة ﻣﻊ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ آن واﺣد وذﻟك أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟزﺟرﯾﺔ ،32أو أن ﯾﺧﺗﺎر
اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﺑﺷﻛل ﻣﺳﺗﻘل ﻋن اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،وﻓﻲ
ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻣرﻓوﻋﺔ إﻟﯾﮭﺎ اﻟﻣطﺎﻟب اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﺿد ﻣﺣرر
اﻟﻌﻘد أن ﺗﺗوﻗف ﻋن اﻟﺑت ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ إﻟﻰ أن ﯾﺻدر ﺣﻛم ﻧﮭﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،33وإذا
اﺧﺗﺎر اﻟﻣﺗﺿرر ﻣن اﻟﻔﻌل اﻟﺟرﻣﻲ ﻟﻠﻣوﺛﻖ أو اﻟﻌدل إﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻋوى أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣدﻧﯾﺔ
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻛون ﺑذﻟك ﻗد ﺗﻧﺎزل ﻋن ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻻﻧﺗﺻﺎب ﻛﻣطﺎﻟب ﺑﺎﻟﺣﻖ اﻟﻣدﻧﻲ ﻓﻲ اﻟدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑث ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟزﺟرﯾﺔ ،واﺳﺗﺛﻧﺎءا ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟﻣﺗﺿرر ﻣن ﺧطﺄ ﻣﺣرر
اﻟﻌﻘد اﻟذي رﻓﻊ اﻟدﻋوى أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣدﻧﻲ أن ﯾﻘﯾﻣﮭﺎ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟزﺟرﯾﺔ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗد أﺣﺎﻟت اﻟدﻋوى ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟزﺟرﯾﺔ ﻗﺑل أن ﺗﺻدر اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺣﻛﻣﮭﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣوﺿوع 34ﺣﺗﻰ ﯾﺻدر ﺣﻛم واﺣد ﻓﻲ اﻟدﻋوﯾﯾن ﻣﻌﺎ.
ب /اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ
ﯾﺧﺿﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻓﻲ دﻋوى ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﺣرري اﻟﻌﻘود اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻼﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ ق.م.م ،35ﻟذﻟك ﻓﺎﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون اﻟﻣوﺛﻖ أو اﻟﻌدل طرﻓﺎ ﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ
وھﻧﺎ ﻧﺗﺳﺎءل ھل ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘود ﻓﻌل؟ وھل ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻛﺎن ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘد ھو ﻣﻛﺎن وﻗوع
اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺳﺑب ﻟﻠﺿرر وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺣﯾز اﻟﺟﻐراﻓﻲ اﻟﻣﻌﺗﺑر ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ؟
إن ﻟﺟوء اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻟﻠﻣﺣرر اﻟﻣﺧﺗص ﻓﻲ ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘود وﻗﺑول اﻟﻣوﺛﻖ ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘد ﯾﻠﻘﻲ
ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﮫ اﻟﺗزاﻣﺎ اﯾﺟﺎﺑﯾﺎ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل وﻻ ﺷك أن ھذا اﻟﻌﻣل ھو ﺗﺣرﯾر ﻋﻘد ﺻﺣﯾﺢ ﺗﺎم وﻣﻧﺗﺞ
ﻵﺛﺎره وﻓﻌﺎل وﻛل ذﻟك ﯾدﺧل ﻓﻲ ﺻﻣﯾم ﻋﻣل اﻟﻣﺣرر)l’efficacuté juridique des actes
( ،وھو اﻟﻣوﻗف اﻟذي ﺗذھب ﻓﻲ اﺗﺟﺎھﮫ روح ق 32.09و ق.ل.ع.م واﻟذي ﺗﺑﻧﺎه أﯾﺿﺎ اﻻﺟﺗﮭﺎد
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺳواء اﻟﻣﻐرﺑﻲ أو اﻟﻣﻘﺎرن.38
وﺑﻧﺎءا ﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈن اﻟﻣﺗﺿرر ﻣن ﺧطﺄ ﻣﮭﻧﯾﻲ اﻟﺗوﺛﯾﻖ اﻟرﺳﻣﻲ ﯾﻣﻛﻧﮫ رﻓﻊ اﻟدﻋوى أﻣﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﺗﻲ ﺣﺻل ﻓﻲ داﺋرة ﻧﻔوذھﺎ اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺳﺑب ﻟﻠﺿر أي ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘد ،أو ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﻛﺎن ﻣزاوﻟﺔ
اﻟﻣوﺛﻖ ﻟﻣﮭﻧﺗﮫ واﻟذي ﻗد ﯾﺗﺣد ﻣﻊ ﻣﻛﺎن وﻗوع اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺳﺑب ﻟﻠﺿرر إذا ﺗم ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻟﻣﻛﺗب
وﻻ ﯾﻛون ﺑذﻟك أي ﺧﯾﺎر ﻟﻠﻣدﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ ،وھو اﻟﻐﺎﻟب اﻷﻋم.
/2ﺑﻣﺎ أن اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﺷرة ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧظم ﻟﻠﻣﮭﻧﺔ رﻗم 32.09ﯾﻣدد
اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣوﺛﻖ ﻟﯾﺷﻣل ﻛﺎﻓﺔ رﺑوع اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ إذ ﯾﻣﻛﻧﮫ اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﺧﺎرج ﻣﻛﺗﺑﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘود
واﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻌﻘدﯾﺔ ﺑﺷروط ھﻲ اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة أﻋﻼه ،39ﻓﺈن ﺣﻖ اﻟﺧﯾﺎر ﻓﻲ رﻓﻊ دﻋوى
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﯾﻌود ﻟﯾﻣﻧﺢ ﻟﻠﻣﺗﺿرر ﻻﺧﺗﻼف ﻣﻛﺎن اﻟﺗﺣرﯾر ﻋن ﻣﻛﺎن اﻟﻣوطن.
وﻧﺗﺳﺎءل ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻘﺎم ﻋن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣرر وﯾوﻗﻊ اﻟﻣوﺛﻖ ﻓﯾﮭﺎ ﺧﺎرج ﻣﻛﺗﺑﮫ دون اﻟﺣﺻول
ﻋﻠﻰ ﺗرﺧﯾص ﺑذﻟك ھل ﺗﺑﻘﻰ ﻣﺣﺎﻛم ﻣﻛﺎن اﻟﺗﺣرﯾر ﻣﺧﺗﺻﺔ ؟
ﺣﺳب وﺟﮭﺔ ﻧظر اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ل ق.م.م اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﺧﺗﺻﺔ ﻷن اﻟﻌﻘد ﺑﺎطل ﻓﻲ ھذه
اﻟﺣﺎﻟﺔ ،40وأن اﻟﺗﺿرر ﻣن اﻟﺑطﻼن ﯾﻌطﻲ ﻟﻸطراف اﻟﺣﻖ ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ
-36اﻟﻔﺻل 27ﻣن ق.م.م/ف.اﻷوﻟﻰ ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" ﯾﻛون اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣوطن اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ أواﻟﻣﺧﺗﺎر ﻟﻠﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ
-37اﻟﻔﺻل 28ﻣن ق.م.م ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ " ...ﻓﻲ دﻋﺎوى اﻟﺗﻌوﯾض أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺣل اﻟذي وﻗﻊ ﻓﯾﮫ اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺳﺑب ﻟﻠﺿرر."...
-38راﺟﻊ ﻛﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ﻣوﻗف اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ " ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻋدد 5178اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2011/11/29ﻓﻲ اﻟﻣﻠف
اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد 2009/4676/1/3ﻣﻧﺷور ﻓﻲ أﺷﻐﺎل اﻟﻠﻘﺎء اﻟوطﻧﻲ ﺑﯾن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض وﻏرﻓﺔ اﻟﺗوﺛﯾﻖ اﻟﻌﺻري" م.س ،ص .346
-وراﺟﻊ ﻛﻣﺛﺎل ﻟﻠﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ
-39وھﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ إذن ﺑذﻟك ﻣن رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺟﮭوي ﻟﻠﻣوﺛﻘﯾن وإﺧﺑﺎر اﻟوﻛﯾل اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣﻠك ﻟدى اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ.
-40اﻟﻣﺎدة 49ﻣن ق 32.09ﺗﻧص " ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ ﻛل ﻋﻘد...
19
ﻣﻛﺎن وﻗوع اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺳﺑب ﻟﻠﺿرر وﻻ ﺗﻌﻔﻲ اﻟوﺿﻌﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻧظﺎﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣوﺛﻖ ﻗواﻋد اﻻﺧﺗﺻﺎص
ﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﮭﺎ ذﻟك أن ﺗﺄﺛﯾرھﺎ ،أي اﻟوﺿﻌﯾﺔ ،ﻻ ﯾﺷﻣل إﻻ اﻟﻌﻘد اﻟذي أﺑرم ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﺷرط اﻟﻣذﻛور.
ﯾﺑﻘﻰ أن ﻧﺷﯾر أن ﻧطﺎق اﻟﻣﻼﺣظﺔ اﻷوﻟﻰ ﯾﺷﻣل اﻟﻣوﺛﻖ ﻓﻘط دون اﻟﻌدول ﻣﺎ دام أﻧﮭم ﻣﻘﯾدون
ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ﺑداﺋرة ﻧﻔوذ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﻣﻌﯾﻧﯾن ﺑداﺋرﺗﮭﺎ ،41ھذا
اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟذي ﯾﺟد أﺳﺎﺳﮫ ﻓﻲ ارﺗﺑﺎط اﻟﻌدﻻن ﻓﻲ ﻋﻣﻠﮭﻣﺎ ﺑﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗوﺛﯾﻖ وﺧطﺎﺑﮫ ،واﻟذي ﯾﺳﻌﻰ
اﻟﻣﺷرع ﻣن وراﺋﮫ ﻟﺗﺟﺎوز ﻣﺷﻛل ﺗﻧﺎزع اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ اﻟﺧطﺎب ﺑﯾن ﻗﺿﺎة اﻟﺗوﺛﯾﻖ إن وﺳﻊ
داﺋرة ﻧﻔوذ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻌدول ﻟﻣﮭﺎﻣﮭم.
/3إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﺷرة ﻣن ﻗﺎﻧون 32.09ﺗوﺳﻊ ﻣن ﻧطﺎق اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ
ﻟﻠﻣوﺛﻖ ﻟﯾﺷﻣل اﻟﺗراب اﻟوطﻧﻲ ﻛﻛل ﻓﺈن ھذا اﻟﺣﯾز اﻟﺟﻐراﻓﻲ ﻻ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺄﺧذ ﺑﻣﻔﮭوﻣﮫ
اﻟﻠﻐوي اﻟذي ﯾﻔﯾد اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟﺣدود ،وإﻧﻣﺎ ﺑﻣﻔﮭوﻣﮫ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟذي ﯾﻣﺗد ﻟﯾﺷﻣل
اﻟﺳﻔﺎرات واﻟﻘﻧﺻﻠﯾﺎت اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻟدي اﻟدول اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ،وﻣن ﺛم ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣوﺛﻖ
ﺗﺣرﯾر ﻋﻘود واﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﻣﻘﺎر اﻟﻘﻧﺻﻠﯾﺎت اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﺧﺎرج وذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ووﻓﻖ
ﺷروط ﻣﻌﯾﻧﺔ ،وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺈن أي دﻋوى ﻟﻠﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر واﻟﻣوﺟﮭﺔ ﺿد ھذا
اﻷﺧﯾر ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ وﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻧوﻋﯾﺎ وﻣﺣﻠﯾﺎ ﻷن ھذه
اﻷﻣﺎﻛن ﺗﻌﺗﺑر اﻣﺗداد ﻟﻠﺗراب اﻟوطﻧﻲ.42
ﺑﻌدﻣﺎ ﯾﺗم ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟدﻋوى وﯾﺗم رﻓﻊ اﻟﻣﻘﺎل اﻻﻓﺗﺗﺎﺣﻲ أو
اﻟطﻠب اﻷﺻﻠﻲ ﻟﮭﺎ ﻣﺳﺗوﻓﯾﺎ ﻟﻛﺎﻓﺔ ﺷروطﮫ ﯾﺗم ﺗﻘﯾﯾد اﻟدﻋوى ﻓﻲ ﺟدول اﻟﺟﻠﺳﺎت ﻣن أﺟل
ﺗﺟﮭﯾز اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻟﻠﻔﺻل ﻓﯾﮭﺎ ،وھﻧﺎك ﺷرط آﺧر ﻣﮭم ﻟﺻﺣﺔ اﻟدﻋوى ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑرﻓﻌﮭﺎ داﺧل
اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ﻗﺑل ﺳﻘوط اﻟﺣﻖ ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺷرط اﺣﺗرام أﺟل رﻓﻊ اﻟدﻋوى
إن اﻟﻣﻘﺻود ﺑﮭذا اﻟﺷرط أﻻ ﯾﻛون ﻗد ﻣر ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺳﺑب ﻟﻠﺿرر ﻣدة اﻟﺗﻘﺎدم
اﻟﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ واﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﮭﺎ ﺳﻘوط اﻟﺣﻖ ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻋوى ﺿد اﻟﻣوﺛﻘﯾن واﻟﻌدول.
وﺑﺧﺻوص اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ﻟرﻓﻊ اﻟدﻋوى ﺿد ﻣﺣرري اﻟﻌﻘود اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف
طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ھل ھﻲ ﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ أم ﻋﻘدﯾﺔ ؟
ﺗﺳري ﻧﻔس اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت إذا ﺗﻠﻘﻰ ﻣوﺛﻖ ﻋﻘدا ﺧﺎرج ﻣﻛﺗﺑﮫ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدة 12أﻋﻼه أو إذا ﺗﻠﻘﺎه ﻣوﺛﻖ ﻣوﻗف أو ﻣﻌزول".
-41ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 14ﻣن ﺧطﺔ اﻟﻌداﻟﺔ " 16.03ﯾﺗﻘﯾد اﻟﻌدول ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺧطﺔ ﺑﺣدود داﺋرة ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﻣﻧﺗﺻب ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺎﻋدا
اﻻﺷﮭﺎد ﺑﺎﻟزواج واﻟطﻼق ﻓﯾﺗم وﻓﻖ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 65و 87ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة".
-42راﺟﻊ اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻼﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺑﻌض اﻟﺟراﺋم اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﺧﺎرج اﻟﻣﻠﻛﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ واﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻔﺻول ﻣن
707إﻟﻰ 712ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ.
20
/1إذا ﺛﺑﺗت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣرر ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﺧطﺄ ﺗﻘﺻﯾري ﻓﺈن اﻟﺗﻘﺎدم ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل
106ﻣن ق.ل.ع.م 43اﻟذي ﯾﺣﺻر ﻣدﺗﮫ واﻟﺣﺎﻟﺔ ھذه ﻓﻲ ﺧﻣس ﺳﻧوات ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﺿرر أن
ﯾرﻓﻊ اﻟدﻋوى داﺧﻠﮭﺎ ،وﯾﻧطﻠﻖ ﺗﺎرﯾﺦ اﺣﺗﺳﺎب ھذه اﻟﻣدة ﻣن اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﻌﻠم ﻓﯾﮫ اﻟﻣﺗﺿرر
ﺑﺣﺻول اﻟﺿرر وﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣوال وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻟم ﯾﻌﻠم اﻟﻣﺗﺿرر ﺑﺣﺻول اﻟﺿرر ﻓﺈن اﻟدﻋوى
ﺗﺗﻘﺎدم ﺑﻣرور ﻋﺷرﯾن ﺳﻧﺔ ﺗﺣﺗﺳب ﻟﯾس ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌﻠم ﺑل ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺣدوت اﻟﺿرر اﻟﻧﺎﺗﺞ
ﻋن ﺧطﺄ اﻟﻣﺣرر.
وھذا اﻟﺗﻘﺎدم ھو اﻟذي ﯾﺄﺧذ ﺑﮫ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻌرض ﻋﻠﯾﮫ ﻧزاﻋﺎت ﯾﻛون اﻟﻛﺎﺗب
اﻟﻌدل ) ( notaireطرف ﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻓﯾﮭﺎ ،ﻷن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛﯾف اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟزﺑون واﻟﻣوﺛﻖ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ ) (respensabilité délictuelle
وﯾﺧﺿﻌﮭﺎ ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 2224ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ وﺗﻣﺗد ھذه اﻟﻔﺗرة
ﺣﺳب اﻟﻔﺻل اﻟﻣذﻛور " ﻣن اﻟﯾوم اﻟذي ﻋرف ﻓﯾﮫ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺳﺑب ﻟﻠﺿرر أو ﻛﺎن ﯾﺟب
ﻋﻠﯾﮫ أن ﯾﻌﻠم ﺑﮫ أو ﺑﺎﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛﻧﮫ ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟدﻋوى".
وﻻ ﺷك أﻧﮫ ﯾﺟب ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣدة ﺳرﯾﺎن أﺟل ﺗﻘﺎدم اﻟدﻋوى ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗوﺛﯾﻖ اﻟرﺳﻣﻲ أن
ﻧﻣﯾز ﺑﯾن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘد وﺗﺎرﯾﺦ ﺣﺻول اﻟﺿرر ﻓﻠﯾس ﺳﻘوط اﻟﺣﻖ ﻓﻲ دﻋوى اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﺎدم اﻟﺧﻣﺎﺳﻲ ﯾﺳري ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘد ﺑل ﻣن اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟذي ﯾﻌﻠم ﻓﯾﮫ
اﻟزﺑون ﺑﺣﺻول اﻟﺿرر اﻟذي أﺻﺎﺑﮫ وﻟو ﺑﻌد ﻣرور ﺧﻣس ﺳﻧوات ﻣن اﻟﺗﺣرﯾر ﻣﺗﻰ ﺗﺣﻘﻖ
اﻟﺿرر ﺑﻌد ھذه اﻟﻣدة ،وﺑﺎﻟﻔﻌل ھو ﻣﺎ أﻛدت ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﺣﯾث اﻋﺗﺑرت أن
اﻟﺣﻖ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ إﺟراء ﻣن إﺟراءات دﻋوى اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺿد اﻟﻛﺎﺗب اﻟﻌدل ﯾﺑﺗدئ ﻣن اﻟﺗﺎرﯾﺦ
اﻟذي ﺗم ﻓﯾﮫ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺿﺎرة ﺑﺎﻟﺿﺣﯾﺔ ).44(victime
ھذا وﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻓﺗرة أو ﻧﻘطﺔ ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﻘﺎدم ﻓﻲ دﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ﺿد
ﻣﺣرر اﻟﻌﻘد اﻟرﺳﻣﻲ أن ﻻ ﯾﺳﺗرﺷد ﻓﻲ ذﻟك ﺑﺗﺎرﯾﺦ ارﺗﻛﺎب اﻟﺧطﺄ وإﻧﻣﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ﺣدوث اﻟﺿرر
ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣﺗﺳب ﻣدة ﻋﺷرﯾن ﺳﻧﺔ ﻟﻠﺗﻘﺎدم إذا ﻟم ﯾﻛن اﻟﻣﺗﺿرر ﯾﻌﻠم ﺑﺎﻟﺿرر اﻟﺣﺎﺻل
ﻟﮫ.45
ﻓﻔﻲ ﻣﺎدة اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ ﻻ ﺗﻣﺗد ﻓﺗرة اﻟﺗﻘﺎدم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑدﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻷﺿرار
إﻻ ﻣن وﻗت ﺣدوث اﻟﺿرر ،46أو ﺗﺎرﯾﺦ ﻋﻠم اﻟﻣﺗﺿرر إذا ﻟم ﯾﺛﺑت ﻋﻠﻣﮫ ﻣن ﻗﺑل.47
-43ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 106ﻣن ق.ل.ع.م اﻟﻣﻌدل ﺑظﮭﯾر اﻟﺷرﯾف رﻗم 196.60.1اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ /17ﻧوﻧﺑر 1960/ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ " إن دﻋوى
اﻟﺗﻌوﯾض ﻣن ﺟراء ﺟرﯾﻣﺔ أو ﺷﺑﮫ ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺗﻘﺎدم ﺑﻣﺿﻲ ﺧﻣس ﺳﻧوات ﺗﺑﺗدئ ﻣن اﻟوﻗت اﻟذي ﺑﻠﻎ ﻓﯾﮫ إﻟﻰ ﻋﻠم اﻟﻔرﯾﻖ اﻟﻣﺗﺿرر
اﻟﺿرر وﻣن ھو اﻟﻣﺳؤول ﻋﻧﮫ وﺗﺗﻘﺎدم ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣوال ﺑﻣﺿﻲ ﻋﺷرﯾن ﺳﻧﺔ ﺗﺑﺗدئ ﻣن وﻗت ﺣدوث اﻟﺿرر".
44
-cour de cassation-1er chambre civile- 1 juillet 2015, n° 14/16/555
-45اﻟﻔﺻل 106ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻐرﺑﻲ واﻟذي ﯾﻘﺎﺑﻠﮫ اﻟﻔﺻل 2232ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ
46 er
- cour de cassation-1 chambre civile- 11 mars 2010, pourvoi n° 09/12710.
- cour de cassation-1er chambre civile- 25 mars 2010, pourvoi n° 09/15517.
21
/2أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ ﻟﻠﻣوﺛﻖ أو اﻟﻌدل ﺑﺣﺳب اﻻﺗﺟﺎه اﻟﻘﺎﺋل ﺑﮭﺎ ﻓﺈن اﻟﺗﻘﺎدم ﻓﻲ
ھده اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 371وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮫ ﻣن ق.ل.ع.م ،ﻏﯾر أﻧﮫ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻓﻲ
ھذه اﻟﻧﻘطﺔ ﺑﯾن ﻣﺳﺄﻟﺗﯾن :
أ /اﻷوﻟﻰ :
ﺗﺗﻌﻠﻖ ﺑدﻋوى اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ أو اﻟﺑطﻼن ،ھذه اﻷﺧﯾرة ﺗﺗﻘﺎدم ﺑﻣرور ﺧﻣس ﻋﺷرة ﺳﻧﺔ ﺷﻣﺳﯾﺔ
ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻛن ھل ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌﻘد؟ أم ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ آﺧر؟ ﻷن ﻋﻣل اﻟﻣوﺛﻖ أو اﻟﻌدول ﺗﺗداﺧل ﻓﯾﮫ ﻋدة
ﺗوارﯾﺦ ﻓﮭﻧﺎك ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﻠﻘﻲ وﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺣرﯾر وﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺿﻣﯾن وﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺧطﺎب ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌدول
وﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻓﺄي ھذه اﻟﺗوارﯾﺦ ﯾﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻻﺣﺗﺳﺎب أﺟل ﺗﻘﺎدم اﻟدﻋوى؟
ﯾﺗم اﺣﺗﺳﺎب ھذا اﻷﺟل اﺑﺗداء ﻣن اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟذي ﯾﻛﺗﺳب ﻓﯾﮫ اﻟﻣﺣرر اﻟﻌﻘدي اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ،
وﺑذﻟك ﻓﺈذا ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣر ﺑﻌﻘد ﻣﺣرر ﻣن طرف ﻣوﺛﻖ ﻓﺎﻷﺟل ﯾﻧطﻠﻖ ﻣن اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟذي ﯾوﻗﻊ ﻓﯾﮫ
اﻟﻣوﺛﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد ﺑﻌد آﺧر ﺗوﻗﯾﻊ ﻟﻸطراف ﻷن ﺑﮫ ﯾﻛﺗﺳب اﻟﻌﻘد اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،48أﻣﺎ إذا
ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣر ﺑﻌﻘد ﻣﺣرر ﻣن طرف اﻟﻌدﻻن ﻓﺈن اﻷﺟل ﯾﻧطﻠﻖ ﻟﯾس ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗوﻗﯾﻌﮭﻣﺎ وإﻧﻣﺎ ﻣن
ﺗﺎرﯾﺦ ﺧطﺎب ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗوﺛﯾﻖ اﻟﻣﺧﺗص ﻷﻧﮫ ﻣن ﯾﺿﻔﻲ اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣرر.49
ب /اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :
ﺗﺗﻌﻠﻖ ﺑدﻋوى اﻟﺿﻣﺎن أو اﻟﺗﻌوﯾض واﻟﺗﻲ ﺗوﺟﮫ ﺿد اﻟﻣوﺛﻖ إذ ﺗﺗﻘﺎدم ھﻲ اﻷﺧرى ﺑﻣرور
ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﺳﻧﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﯾس اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘد وﻟﻛن ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺣﻛم اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ
اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺑطﻼن اﻟﻌﻘد ﻷن ﻣن ﺷروط إﺛﺎرة اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ واﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﺗوﺛﯾﻖ
رﻗم 32.09ﺗﺻرﯾﺢ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺎﻟﺑطﻼن وأن ﯾﺗرﺗب ﻋن ھذا اﻟﺑطﻼن ﺿرر ﻟﻸﺣد
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن.50
ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة أﺟل ﺧﻣس ﺳﻧوات ﻓﻲ دﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ﺿد اﻟﺻﻧدوق ﻛﻣﺎ ﺳﻧﺄﺗﻲ ﻟﻠﺗﻔﺻﯾل ﻓﻲ
ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﺣور اﻟﻣواﻟﻲ.
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :وﺳﺎﺋل دﻓﻊ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋن ﻣﺣرري اﻟﻌﻘود اﻟرﺳﻣﯾﺔ
-51اﻟﻔﺻل 269ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣت واﻟﻌﻘود اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﻟﻣﻧﻔذ ﺑظﮭﯾر 12ﻏﺷت .1913
-52اﻟﻔﺻل 95ﻣن ق.ل.ع.م.
-53ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻔﺻﯾل ﻓﻲ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻﻧﺗﻔﺎء اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ راﺟﻊ ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻌرﻋﺎري ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ 2011ﺗوزﯾﻊ دار اﻷﻣﺎن – اﻟرﺑﺎط – اﻟﺻﻔﺣﺔ 118وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ .
23
ﻗﺎھرة وﺣدث ﻓﺟﺎﺋﻲ واﻟﺣﺎل ﺣﺳب اﻟﻔﺻل 269أن اﻟﻘوة اﻟﻘﺎھرة ھﻲ ﻛل أﻣر ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻹﻧﺳﺎن
أن ﯾﺗوﻗﻌﮫ وﯾﻛون ﻣن ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﺟﻌل ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ وﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﻘوة اﻟﻘﺎھرة
اﻷﻣر اﻟذي ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻣﻛن دﻓﻌﮫ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻘم اﻟﻣدﯾن اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﺑذل ﻛل اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﻟدرﺋﮫ ﻋن ﻧﻔﺳﮫ
ﺑل اﻷھم ﻣن ھذا ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﻘوة اﻟﻘﺎھرة اﻟﺳﺑب اﻟذي ﯾﻧﺗﺞ ﻋن ﺧطﺄ ﺳﺎﺑﻖ ﻟﻠﻣدﯾن
وھذا ﻣﺎ أﺧطﺄ ﻓﯾﮫ اﻟﻘرار ﻷن ﺧطﺄ اﻟﻣوﺛﻖ واﺿﺢ وھو ﻣﺑﺎدرﺗﮫ ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﺷﯾك ﻟﻣﺎﻧﺢ اﻟرھن ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ
ﺑذﻟك ﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﺑﻧك ﻗﺑل أن ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻘﯾﯾد اﻟرھن اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﮫ ﺑﺻﻔﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ اﻟرﺳم اﻟﻣﺗﻌﻠﻖ
ﺑﮫ ،وﺑذﻟك ﻓﺎﻟﺧطﺄ ﺳﺎﺑﻖ ﻟﻠوﺿﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﻧﻌﺗﮫ ﻣن إﻧﺟﺎز ﻣﮭﻣﺗﮫ واﻟﻘرار ﺑﺣﯾﺛﯾﺎﺗﮫ ﺧرق اﻟﻔﺻول
أﻋﻼه ﻣﻣﺎ ﯾﻌرﺿﮫ ﻟﻠﻧﻘض ".54
وﯾﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣن اﻟﻘرار أن ﺗﻘدﯾر ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻘوة اﻟﻘﺎھرة واﻟﺣﺎدث اﻟﻔﺟﺎﺋﻲ ﻟدﻓﻊ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣوﺛﻖ
أو اﻟﻌدول ﺗﺑﻘﻰ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع ﺣﺳب ﻗﻧﺎﻋﺗﮫ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ
ﺑوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻧﺎزﻟﺔ وﺻراﺣﺔ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.
/2ﺧطﺄ اﻟزﺑون
اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ق.ل.ع.م أﺷﺎر إﻟﻰ ﺧطﺄ اﻟﻣﺿرور faute de la victimeﻛﺳﺑب ﻟﻺﻋﻔﺎء ﻣن
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻓﺻول ﻣﺗﻔرﻗﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧﮭﺎ اﻟﻔﺻل 85اﻟﻣﺗﻌﻠﻖ ﺑﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻵﺑﺎء ﻋن أﺑﻧﺎﺋﮭم
واﻟﻔﺻل 86اﻟﻣﺗﻌﻠﻖ ﺑﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺣﺎرس اﻟﺣﯾوان وﻛذا اﻟﻔﺻل 88اﻟﻣﺗﻌﻠﻖ ﺑﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺣﺎرس
اﻟﺷﻲء ،ﻏﯾر أن ذﻟك ﻟم ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻣن اﻷﺧذ ﺑﮫ ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ اﻷﻧواع اﻷﺧرى ﻣن
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت.
ﻟذﻟك ﻓﺈن ﻣﺣرري اﻟﻌﻘود ﻗد ﯾدﻓﻌون اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻧﮭم إذا اﺳﺗطﺎﻋوا أن ﯾﺛﺑﺗوا أن اﻟﺿرر
اﻟﺣﺎﺻل ﻟﻠزﺑون ﻛﺎن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺧطﺄه ھو ،ﻓﻠﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن واﺟﺑﺎت اﻟﻣوﺛﻖ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل اﻟﺗﺄﻛد ﻣن وﺿﻌﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر ﻣوﺿوع اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺗﯾن اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وذﻟك
ﺑطﻠب اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟوﺛﺎﺋﻖ ﻣﻧﮭﺎ :
ﺷﮭﺎدة ﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ
ﺷﮭﺎدة اﻹﺑراء اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻛﻣﺎ ھﻲ ﻣﺣددة طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب
ﻧظﯾر ﻋن اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺛﺑت ﺳﻼﻣﺔ وﺿﻌﯾﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺣﯾﺎل ﻟﯾدﯾك
وھﻧﺎك وﺛﯾﻘﺔ أﺧرى ﯾﺟب اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﻛل ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻔوﯾت ﻋﻘﺎر وھﻲ "وﺛﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﻣﯾر"
اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟوﻛﺎﻻت اﻟﺣﺿرﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ واﻟﺗﻲ ﺗوﺿﺢ ﻟﻠﻌدل أو اﻟﻣوﺛﻖ وﺿﻌﯾﺔ اﻷرض ﻓﻲ
ﻋﻼﻗﺗﮭﺎ ﺑﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻌﻣﯾر ،وﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﯾﻘﻊ ﻣﺣررو اﻟﻌﻘود اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺣظور ﺑﺳﺑﺑﮭﺎ ،وﻟﻘﺿﺎء
-54ﻗرار ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻣﻠف ﻋدد ،347/1/08اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،2012/12/18ﻏﯾر ﻣﻧﺷور ،ﻣﺷﺎر إﻟﯾﮫ ﻓﻲ " اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣوﺛﻖ " ﻋرض ﻟطﻠﺑﺔ ﻣﺎﺳﺗر اﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺑﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﻣراﻛش ،اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ 2018،/2017ﺻﻔﺣﺔ 21
وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ.
24
ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ وﺟﮭﺎت ﻧظر ﺣدﯾﺛﺔ اﻟﻌﮭد ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻣوﺿوع ،ﻓﻔﻲ ﻧزاع ﻋرض
ﻋﻠﯾﮭﺎ ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑﺗوﺛﯾﻖ ﺣﻖ ﻋﯾﻧﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ارﺗﻔﺎق ﻋﻘﺎري دون اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ إذن ﻣن اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻌﺎم
conseil généralاﻟذي ﯾﺷﺗرط ﻷﺳﺑﺎب ﺗﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﻋﻣﺎر وﺳﯾﺎﺳﺔ إﻋداد اﻟﺗراب ﻓﺗرﺗب أن ﻓﺷﻠت
ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻرﺗﻔﺎق ،وﺗﻘدم أﺣد أطراف اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره ﻣﺗﺿرر ﻟﯾدﻋﻲ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻛﺎﺗب ﺑﺎﻟﻌدل
ﺑذرﯾﻌﺔ أﻧﮫ ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺣرر اﻟﻌﻘد ﻣﻠزم ﺑﺿﻣﺎن ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟوﺛﺎﺋﻖ واﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻠﻘﺎھﺎ ﻓﺈن ﻋﻠﯾﮫ أن
ﯾﺗﺄﻛد ﻣن اﻟظروف اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟﻣطﻠوب ﻣﻧﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوﯾﯾن اﻟﻣﺎدي واﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،وﺑﻣﺎ أن
إﻧﺷﺎء ﺣﻖ اﻻرﺗﻔﺎق ﻓﻲ ﻧﺎزﻟﺔ اﻟﺣﺎل ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ إذن ﻣن اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣذﻛور واﻟذي ﻟم ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﮫ
اﻟﻣوﺛﻖ ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﻌﻘد ﻏﯾر ﻗﺎﺋم اﻟﺷﻲء اﻟذي أدى إﻟﻰ ﻋدم ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻣوﺛﻖ
ﻣﺳؤول ﻋن ذﻟك.
وأﺟﺎﺑت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺑﺄﻧﮫ ﺻﺣﯾﺢ أن اﻟﻣوﺛﻖ ﻣﻠزم ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺑﺿﻣﺎن ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ
اﻟﻌﻘود وأن ﻟﯾس ﻟﮫ أن ﯾﻛﺗﻔﻲ ﺑﺗﺻرﯾﺣﺎت اﻷطراف ﺑوﺟود اﻹذن ﻣن ﻋدم وﺟوده ﻟﻛن ھذا
اﻷﺧﯾر ﻟم ﯾﻛن ﻣن ﺣﻘﮫ طﻠب اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﮫ ﻣن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ وﺿﻣﮫ إﻟﻰ اﻟﻌﻘد اﻟذي ھو
ﺑﺻدد ﺗﺣرﯾره.
ﻛﻣﺎ أﺟﺎﺑت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أﻧﮫ ﻣﺎدام اﻟﻌﻘد ﯾﺗﺿﻣن إﺷﺎرة ﺻرﯾﺣﺔ ﻣن اﻟﻣوﺛﻖ ﻟﺿرورة اﻟﺣﺻول
ﻋﻠﻰ اﻹذن اﻟﻣذﻛور ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻛون ﻗد أوﻓﻰ ﺑواﺟﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻧﺻﺢ واﻹرﺷﺎد ،وﺣﯾث إن ھذا اﻟواﺟب ﯾﻠزم
اﻟﻣوﺛﻖ ﺑﺗﺣذﯾر اﻷطراف ﻣن اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ وﺣﯾث إن
اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗرﺧﯾص ﻣﺳﺑﻖ ﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻧﺟﺎز اﻻرﺗﻔﺎق وﺻوﻻ إﻟﻰ اﻟطرﯾﻖ اﻟﻌﺎم وﻣرورا
ﺑﺎﻟﻌﻘﺎرات اﻟﺧﺎﺻﺔ وﺣﯾث إن اﻟﻛﺎﺗب اﻟﻌدل )اﻟﻣوﺛﻖ( ﻗد ﻧﺑﮫ اﻷطراف إﻟﻰ ذﻟك ﯾﻛون ﻗد أوﻓﻰ
ﺑواﺟﺑﮫ وﺗﺣﻠل ﻣن أﯾﺔ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ.55
واﻟﻣﻼﺣظ ﻓﻌﻼ أن اﻟﻘرار أﻋﻼه ﯾﻛرس ﻟﻧظرﯾﺔ ﺧطﺄ اﻟﻣﺿرور اﻟذي ﯾﻌﻔﻲ اﻟﻣوﺛﻖ ﻣن أﯾﺔ
ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻗوع اﻟﺿرر ،ذﻟك أن أطراف اﻟﻌﻘد ﺧﺻوﺻﺎ اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﺣﻖ اﻻرﺗﻔﺎق
أﻏﻔل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺧﯾص رﻏم ﺗﻧﺑﯾﮫ اﻟﻣوﺛﻖ ﻟﮫ ﺑﺄن ﻋدم اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﮫ واﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺈذن ﻣن
اﻷﻣﻼك اﻟﻣﺟﺎورة ﻗد ﯾﻧﻌﻛس ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ رﻓض اﻹدارة ﺗﺳﻠﯾﻣﮫ إﯾﺎه ﻣﻣﺎ ﯾﻛون
إﻗداﻣﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺗﺧﻠف اﻟﺷرط ﺧطﺄ ﻣﻧﮫ ﯾﺗﺣﻣل وﺣده اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻧﮫ.
ﻛذﻟك ﻓﻲ ﻧﻔس اﻻﺗﺟﺎه أﻗر اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﺄن ﻋدم ﺗﺄﻛد اﻟﻣوﺛﻖ ﻣن ﻣﻼءة أو ﻋدم ﻣﻼءة
ﺷرﯾك ﻓﻲ ﻋﻘد ﺷرﻛﺔ ﻗﺎم ﺑﺈﺑراﻣﮫ واﻟذي ﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﻓﺳﺦ ﻋﻘد اﻟﺷرﻛﺔ واﻹﺿرار ﺑﺑﺎﻗﻲ اﻟﺷرﻛﺎء
ﻷن اﻟﺷرﯾك اﻟﻣﻌﺳر ﻟم ﯾﺳﺗطﻊ دﻓﻊ اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﮭد ﺑﮭﺎ ﻟﻣﺎﻟك اﻟﻌﻘﺎر أو اﻟﺑﻧﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﯾﺳﺗﻐل ﺑﮭﺎ
اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﻣوﺛﻖ أﺧل ﺑﺎﻟﺗزاﻣﮫ ﻣﺎدام أن اﻟﺣﻛم اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﮫ ﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻻ
ﯾوﺟد ﻓﻲ وﺛﺎﺋﻖ اﻟﻣﻠف أن اﻟﻛﺎﺗب اﻟﻌدل ﺛم إﺑﻼﻏﮫ ﻣﺳﺑﻘﺎ ﺑﻔﺷل اﻟﺷرﯾك ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل ﺛﻣن ﺷراء
55 er
-cour de cassation-1 chambre civ, audience publique du mercredi 14 nevember 2018,n° de pourvoi : 17-
22062-non publié ou bulletin.
25
اﻟﺑﻧﺎء وأن اﻟﻛﺎﺗب ﯾﺗوﻓر ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺗﺛﺑت ﻟﮫ اﻟﻌﺳر ﻣﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﻌﮫ اﻟﻘرار اﻹﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻲ
اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﮫ ﻣﺑررا ﻗﺎﻧوﻧﺎ.56
ﻓﺎﻟظﺎھر أن اﻟﺧطﺄ ﺧطﺄ اﻟﺷرﻛﺎء اﻟذﯾن ﻟم ﯾﺗﺄﻛدوا ﻣن ﺗوﻓر ﺷرﯾﻛﮭم ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻧﺟﺎح اﻟﺻﻔﻘﺔ أﻣﺎ أن ﻧﺣﻣل اﻟﻣوﺛﻖ ﺗﮭور اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن دون ﺳﺑب ﻣﻌﻘول ﺧﺻوﺻﺎ ﻣﻊ
اﻧﺗﻔﺎء ﻋﻠم اﻟﻣوﺛﻖ ﺑواﻗﻌﺔ اﻟﻌﺳر ھو إﺟﺣﺎف ﻓﻲ ﺣﻖ ھذا اﻷﺧﯾر ﻓﺗﻛون ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺑذﻟك ﻗد
ذھﺑت ﻓﻲ اﻹﺗﺟﺎه اﻟﺻﺣﯾﺢ.
ﻏﯾر أن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﯾﺗﺷدد ﻓﻲ ﺣﺎﻻت أﺧرى وﯾﻣﻧﻊ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدھﺎ ﻣﺣرر اﻟﻌﻘد
ﻓﻲ دﻓﻊ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻧﮫ ،وﻣن ﺗم ﻓﺈن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻟم ﺗﻘﺑل دﻓوع اﻟﻣوﺛﻖ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻧدت
ﻋﻠﻰ أن إﺧﻼﻟﮫ ﺑواﺟب اﻟﻧﺻﺢ ﻟزﺑوﻧﮫ ﻛﺎن ﺳﺑﺑﮫ ﻣﻌرﻓﺔ ھذا اﻷﺧﯾر ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون وﻣﻼﺑﺳﺎت اﻟﻘﺿﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﺎﻗد ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ ،57ﻓﺄﻗرت ﻣﺎ أﺻﺑﺢ اﻟﻔﻘﮫ اﻟﯾوم ﯾﺗﺣدث ﻋﻧﮫ ﻣن أن اﻟﻣوﺛﻖ ﻻ ﯾﺳﻘط ﻋﻧﮫ واﺟب
اﻟﻧﺻﺢ واﻹرﺷﺎد وﻟو ﻛﺎن اﻟزﺑون ﻣوﺛﻖ آﺧر أو ﻣﺣﺎﻣﻲ أو ﻏﯾره ،58ﻛﻣﺎ ﻣﻧﻌت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣوﺛﻖ اﺣﺗﻣﺎﺋﮫ ﺑذرﯾﻌﺔ إطﻼﻋﮫ ﻋﻠﻰ وﺛﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﻣﯾر ﻟﻺﻋﻔﺎء ﻣن واﺟﺑﮫ ﺑﺎﻹﻋﻼم واﻹطﻼع ﻋﻠﻰ
وﺟود ﻗرار وﻻﺋﻲ ﻣﻧﺷور ﯾﻣﻛن اﻹطﻼع ﻋﻠﯾﮫ واﻟﻣﺗﻌﻠﻖ ﺑﺧطﺔ اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن ﻣﺧﺎطر اﻟﻔﯾﺿﺎﻧﺎت
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻛﺗﻔﺎﺋﮫ ﺑوﺛﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﻣﯾر دون اﻟﻘرار اﻟﻣﻧﺷور وظﮭور أن اﻟﻌﻘﺎر ﻣوﺿوع اﻟﺑﯾﻊ واﻟذي
ﺣرر اﻟﻌﻘد ﺑﺷﺄﻧﮫ ﯾوﺟد ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﻣﻐﻣورة ﺑﺎﻟﻣﯾﺎه ﯾﺟﻌل ﻣﻧﮫ ﻣﺳؤوﻻ ﻋن اﻟﺿرر اﻟﺣﺎﺻل
ﻟﻠﻣﺷﺗري.59
وﺑﺧﺻوص ﺳﺑب آﺧر ﻟﻺﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻖ ﺑﺧطﺄ اﻟﻐﯾر واﻟذي ﻟم ﯾﺗطرق إﻟﯾﮫ
اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺻراﺣﺔ ﻛﺳﺑب ﻣﺑرر ﻟدﻓﻊ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻛس ﻣﺎ ھو ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺣﺎل ﻓﻲ
ﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻷﺧرى.60
ﻓﺎﻹدارة ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﻻ ﺗﺳﺎﻋد ﻣﻣﺗﮭﻧﻲ اﻟﺗوﺛﯾﻖ اﻟرﺳﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻣﻼﺑﺳﺎت
اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ھم ﺑﺻددھﺎ ﻣﻣﺎ ﯾﺻﻌب ﻋﻠﯾﮭم اﻷﻣر وﯾﻘﻠل ﻣن اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ،ﻓﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﺗﻌﮭدات
اﻟﺗﻲ ﺣﺻل ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣﮭﻧﯾﻲ اﻟﺗوﺛﯾﻖ اﻟرﺳﻣﻲ ﻣﻧد ﺳﻧوات ﺗﺗﻌﻠﻖ ﺑﺗﺧﺻﯾص ﻣوظﻔﯾن ﻟﮭم ﻓﺈن ھذه
اﻟﺗﻌﮭدات ﻟم ﺗﺟد طرﯾﻘﮭﺎ إﻟﻰ أرض اﻟواﻗﻊ ،ﻓﺣﺗﻰ اﻟﺳﺟﻼت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻛﺎن
اﻟﻣوﺛﻖ وﻣﺳﺎﻋدﯾﮫ اﻹطﻼع ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻟم ﯾﻌد اﻷﻣر ﻛذﻟك وﺗﻛﺗﻔﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﺗﺧﺻﯾص ﻣوظف ﯾﻣﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻣن ﯾرﯾد ﻣﻌﻠوﻣﺎت واردة ﻓﻲ اﻟﺳﺟﻼت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر
56 er
-cour de cassation, 1 chambre civile, audience publique du mardi 18 mai 2004-n° 20-12458-non
publié au bulletin
57
-ﻧور اﻟدﯾن اﺳﻛوﻛد " واﺟب اﻟﻧﺻﺢ ﻓﻲ اﻟﺗوﺛﯾﻖ " ﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻓﻲ أﺷﻐﺎل اﻟﻠﻘﺎء اﻟوطﻧﻲ م.س.ص .144
58
-cour de cassation, 1er chambre civile, audience publique du 6 janvier 1998, n° de pourvoi : 96-
11154.
59
- cour de cassation 1er chambre civile, audience publique du mercredi 14 fèvrier 2018, n° de
pourvoi : 16-2763.
60
-اﻟﻔﺻل 165ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﺻري ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﯾﻌطﻲ اﻟﺣﻖ ﻓﻲ دﻓﻊ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺑﺈﺛﺑﺎت ﺧطﺄ اﻟﻐﯾر.
26
ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﯾﻣﻠﻲ ھذا اﻷﺧﯾر ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺧﺎطﺋﺔ وﻗد ﯾﺗﺟﺎھل اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ وﺟود ﺗﺣﻣﻼت
ﻋﻘﺎرﯾﺔ أو أواﻣر ﺑﺎﻟﺣﺟز أو ﺗﻘﯾﯾدات اﺣﺗﯾﺎطﯾﺔ وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺛر ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،61اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﺗﺳﺎءل ﻋن اﻟﻣﺳؤول ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ھل ھو اﻟﻣﺣرر أم
اﻟﻣوظف ؟ وھل ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣرر دﻓﻊ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻧﮫ ﺑﺈﺛﺑﺎت ﺧطﺄ ھذا اﻟﻣوظف ؟.
ھذا وإذا ﻟم ﯾﺳﺗطﻊ ﻣﺣرر اﻟﻌﻘد اﻟرﺳﻣﻲ إﺛﺎرة ھذه اﻟوﺳﺎﺋل ﻣن أﺟل اﺳﺗﺑﻌﺎد ﺗطﺑﯾﻖ ﻗواﻋد
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﮫ وﺗﺑث ﻓﻌﻼ ﺧطﺄه وأن ھذا اﻟﺧطﺄ ھو اﻟﺳﺑب اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ ﺣﺻول اﻟﺿرر
ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻛون ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن ﻣﺎ ﺗﺳﺑب ﻓﯾﮫ ﻣن أﺿرار.
إذا ﺗﻮاﻓﺮت ﺷﺮوط اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﻤﻤﺘﮭﻨﻲ اﻟﺘﻮﺛﯿﻖ اﻟﺮﺳﻤﻲ )اﻟﻤﻮﺛﻖ أو اﻟﻌﺪل(
اﻟﺘﻲ ﻋﺮﺿﻨﺎھﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﺳﺒﻖ ،وھﻲ اﻟﺨﻄﺄ واﻟﻀﺮر واﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﯿﺔ ،ﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﺘﺰام
اﻟﻤﺴﺆول ﻋﻦ اﻟﻀﺮر ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻤﺘﻀﺮر ﻋﻤﺎ أﺻﺎﺑﮫ ﻣﻦ ﺿﺮر؛ إذا ﻟﻢ ﯾﻘﻢ اﻟﻤﺴﺆول ﺑﺪﻓﻊ
ھﺬه اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ،62وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺼﺪد ﯾﻌﺮف ﺑﻌﺾ اﻟﻔﻘﮫ ﻣﻨﮭﻢ "ﺳﻌﯿﺪ دﻏﯿﻤﺮ" اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﺑﺄﻧﮫ
"اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ اﻟﺬي ﯾﻠﺘﺰم ﺷﺨﺺ ﺑﺪﻓﻌﮫ إﻟﻰ اﻟﻤﻀﺮور ﺟﺒﺮا ﻟﻠﻀﺮر اﻟﺤﺎﺻﻞ ﻟﮫ ﻧﺘﯿﺠﺔ اﻹﺧﻼل
ﺑﺎﻟﺘﺰام ﻣﺎ".
وﻻ ﺗﺨﺮج ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﻤﻤﺘﮭﻨﻲ اﻟﺘﻮﺛﯿﻖ اﻟﺮﺳﻤﻲ
ﻋﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ دﻋﻮى اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻛﻮﺳﯿﻠﺔ ﻟﺠﺒﺮ اﻟﻀﺮر ،واﻟﻘﺎﺿﻲ وھﻮ ﻓﻲ
ﺳﺒﯿﻞ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻗﺪ ﯾﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﻦ ﺗﻀﺎﻣﻨﺎ ،وﻗﺪ ﯾﺤﻜﻢ ﺑﮫ ﻋﻠﻰ أﺣﺪھﻢ ﻣﺎ
ﯾﺨﻮل ﻟﮫ ﺣﻖ اﻟﺮﺟﻮع ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻓﻲ ﺣﺪود اﻟﻘﺪر اﻟﺬي أداه.
وﻋﻠﯿﮫ؛ ﻓﺈن إﺧﻼل اﻟﻤﻮﺛﻖ أو اﻟﻌﺪل ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ اﺗﺠﺎه زﺑﻨﺎﺋﮫ واﻟﻐﯿﺮ ،ﯾﺘﺮﺗﺐ
ﻋﻠﯿﮫ ﺟﺰاء اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﯾﻤﻨﺢ ﻟﻠﻤﺘﻀﺮر ،وﻓﻲ ھﺬا ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻣﺮاﻋﺎة ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت اﻟﻔﺼﻞ 98ﻣﻦ
ق.ل.ع اﻟﺬي ﯾﻨﺺ "اﻟﻀﺮر ﻓﻲ اﻟﺠﺮاﺋﻢ وأﺷﺒﺎه اﻟﺠﺮاﺋﻢ ھﻮ اﻟﺨﺴﺎرة اﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺖ اﻟﻤﺪﻋﻲ ﻓﻌﻼ
-61ﻧور اﻟدﯾن اﺳﻛوﻛد ،م.س اﻟﺻﻔﺣﺔ .149
-62ﺳﻠﻣﻰ ﺷﺎدﻟﻲ ،م س ،ص .61
27
واﻟﻤﺼﺮوﻓﺎت اﻟﻀﺮورﯾﺔ اﻟﺘﻲ اﺿﻄﺮ أو ﺳﯿﻀﻄﺮ إﻟﻰ إﻧﻔﺎﻗﮭﺎ ﻹﺻﻼح ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺬي
ارﺗﻜﺐ إﺿﺮارا ﺑﮫ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﺣﺮم ﻣﻨﮫ ﻣﻦ ﻧﻔﻊ ﻓﻲ داﺋﺮة اﻟﺤﺪود اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ھﺬا اﻟﻔﻌﻞ".
وﻧﺤﻦ ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ،وﻣﺎ ھﻮ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ أن ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﯾﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼف
اﻟﺨﻄﺄ واﻟﻀﺮر ،وھﺬا ﻣﺎ أﻛﺪﺗﮫ اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ 98ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن "وﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ
اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ أن ﺗﻘﺪر اﻷﺿﺮار ﺑﻜﯿﻔﯿﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﺴﺒﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺧﻄﺄ اﻟﻤﺪﯾﻦ أو ﻋﻦ
ﺗﺪﻟﯿﺴﮫ" ،وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺴﯿﺎق ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ 63ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ..." :أن ﺗﺒﺮز
ﻣﺎ اﻋﺘﻤﺪﺗﮫ ﻣﻨﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻜﻦ اﻟﻤﺠﻠﺲ ﻣﻦ ﺑﺴﻂ رﻗﺎﺑﺘﮫ ﺑﺸﺄن ﺣﻘﯿﻘﺔ اﻟﻀﺮر
اﻟﺬي ﻟﺤﻖ اﻟﻤﺪﻋﻲ".
وھﻜﺬا ﯾﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻨﻘﺪي ﯾﻘﺪر ﺑﻘﯿﻤﺔ اﻟﻀﺮر اﻟﻨﺎﺷﺊ ﻋﻦ اﻟﺨﻄﺄ
ﺳﻮاء ﻛﺎن ﻣﺎدﯾﺎ أو أدﺑﯿﺎ واﻟﻤﺼﺎرﯾﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻠﮭﺎ اﻟﻤﺪﻋﻲ واﻟﺮﺳﻮم اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ وأﺗﻌﺎب
اﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺠﺎل اﻟﺘﻘﺼﯿﺮي ،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﯿﺪان اﻟﻌﻘﺪي ﯾﻘﺪر اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﺣﺴﺐ اﻟﺨﺴﺎرة
اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﺘﻀﺮر ﻣﻦ ﺟﺮاء اﻟﺨﻄﺄ وﻣﺎ ﻓﺎﺗﮫ ﻣﻦ ﻛﺴﺐ ،وﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﯾﺴﺘﻘﻞ ﺑﮫ
ﻗﻀﺎة اﻟﻤﻮﺿﻮع ،ﻓﻠﮭﻢ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﯾﺮﯾﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﯿﯿﻦ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻮاﺟﺐ ﻣﻨﺤﮫ ﻟﻠﻤﺘﻀﺮر
دون أن ﯾﻜﻮﻧﻮا ﻣﻠﺰﻣﯿﻦ ﺑﺒﯿﺎن اﻷﺳﺲ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة ﻹﺟﺮاء ھﺬا اﻟﺘﻘﺪﯾﺮ.
وﻓﻲ ﺿﻮء ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﻣﻦ اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺴﺘﺤﻖ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻤﺘﻀﺮر ﺗﻌﻮﯾﻀﺎ:
-اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﺄﺧﺮ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻤﻮﺛﻖ أو اﻟﻌﺪل ﻋﻦ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﺑﻌﺾ اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ اﻟﻤﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ
ﻋﺎﺗﻘﮭﻢ ﻛﺎﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﻟﻘﯿﺎم ﺑﺈﺟﺮاءات اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ ،وھﺬا ﻣﺎ أﺷﺎرت إﻟﯿﮫ اﻟﻤﺎدة 137ﻣﻦ اﻟﻤﺪوﻧﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ ﺣﯿﺚ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ "ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﺛﻘﯿﻦ أن ﯾﻀﻤﻨﻮا اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺒﯿﺎﻧﺎت
واﻟﺘﺼﺮﯾﺤﺎت اﻟﺘﻘﺪﯾﺮﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺘﺼﻔﯿﺔ واﺟﺒﺎت اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ ،ﻓﻤﻦ ﺧﻼل ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت ھﺬه اﻟﻤﺎدة
واﻟﻤﺎدة 128ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺪوﻧﺔ ﯾﻠﺰم اﻟﻤﻮﺛﻖ ﺑﻮاﺟﺐ ﺗﺴﺠﯿﻞ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻮم ﺑﺘﺤﺮﯾﺮھﺎ ،وأن
ﯾﺆدي رﺳﻮم اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ داﺧﻞ أﺟﻞ 30ﯾﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ إﻧﺸﺎء اﻟﻌﻘﺪ ﺗﺤﺖ طﺎﺋﻠﺔ ﺗﻮﻗﯿﻊ ﻏﺮاﻣﺎت
ﻋﻦ ﻛﻞ ﺗﺄﺧﯿﺮ ﻋﻦ اﻟﺨﻂ.
وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إذا ﺗﻢ ﺗﻔﻮﯾﺖ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﺰﺑﻮن ﻓﮭﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺿﺮرا ﯾﺴﺘﻮﺟﺐ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻨﮫ
طﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ،وﯾﺒﻘﻰ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﯾﺮﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﺳﻮاء ﻛﺎن
-63ﻗرار رﻗم 2749ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ﻧوﻧﺑر 1985أورده ﯾوﺳف أﻗﺻﺑﻲ ﻓﻲ "ﺑﺣث ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ
اﻟﻣﻛﯾﺗوﻟوﺟﯾﺔ ﻟﻘﺎﻧون اﻹﻟزام اﻟﺗﻌﺎﻗدي واﻟﻌﻘﺎر ﺑﻌﻧوان اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣوﺛﻖ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،2011- 2010ص .161
28
ﺗﻌﻮﯾﻀﺎ ﻋﯿﻨﯿﺎ أو ﺗﻌﻮﯾﻀﺎ ﺑﻤﻘﺎﺑﻞ .ﻓﺎﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻌﯿﻨﻲ ﯾﺤﻜﻢ ﺑﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ
ﻓﯿﮭﺎ إرﺟﺎع اﻟﺤﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﯿﮫ ﻗﺒﻞ ﺣﺪوث اﻟﻀﺮر ،إﻻ أن اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﺑﻤﻘﺎﺑﻞ أو
اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻨﻘﺪي ھﻮ اﻟﺬي ﯾﻤﻨﺢ ﻟﻠﻤﺘﻀﺮر ﻛﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﻧﺎﻟﮫ ﻗﺼﺪ اﻟﺘﺨﻔﯿﻒ ﻣﻦ
وﻗﻊ اﻟﻀﺮر ﻋﻠﯿﮫ ،وﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺘﻢ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﮭﺬا اﻷﺧﯿﺮ.64
ـﻮإذا اﻋﺘﺒﺮﻧﺎ أن اﻟﻤﻮﺛﻖ أو اﻟﻌﺪل ﯾﻜﻮن ﻣﺴﺆوﻻ ﻋﻦ أداء اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻟﻠﻤﺪﻋﻲ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺒﻘﻰ
ﻣﻦ ﺣﻘﮫ ﻛﺬﻟﻚ أن ﯾﻘﯿﻢ دﻋﻮى ﺿﺪ ﺑﺎﻗﻲ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﺘﺼﺮﯾﺢ ﺑﻤﺴﺆوﻟﯿﺘﮭﻢ ﻋﻦ
اﻟﻀﺮر ،إذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ اﻟﻤﺘﻀﺮر ﻗﺪ رﻓﻊ دﻋﻮاه ﺿﺪھﻢ ،وﯾﻜﻮن ﻣﻦ ﺣﻖ اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ
ﺑﺈدﺧﺎل ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى ،ﺣﺘﻰ ﯾﺘﺴﻨﻰ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ أن ﺗﺒﺚ دﻓﻌﺔ واﺣﺪة وﺑﻤﻘﺘﻀﻰ
ﺣﻜﻢ واﺣﺪ ﻓﻲ ﺣﻘﮭﻢ ﺟﻤﯿﻌﺎ ﻛﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر اﻟﻤﻄﻠﻮب إﺻﻼﺣﮫ ﺑﺄداء
اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ،65ھﺬا ﻣﻦ ﺟﮭﺔ ،وﻣﻦ ﺟﮭﺔ أﺧﺮى ﯾﺤﻖ ﻟﻜﻞ واﺣﺪ أدى ﻣﺒﻠﻎ ﺗﻌﻮﯾﺾ أن ﯾﻄﺎﻟﺐ
ﻏﯿﺮه ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﻦ ﺑﺈرﺟﺎع ﻣﺎ دﻓﻌﮫ ﻋﻨﮭﻢ ،وﯾﺴﺘﻔﺎد ھﺬا اﻟﻤﻘﺘﻀﻰ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت
اﻟﻔﺼﻞ 6699واﻟﻔﺼﻞ 100ﻣﻦ ق.ل.ع.
اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ :إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﻟﺮﺟﻮع ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻛﺔ ﺗﺄﻣﯿﻦ وﺻﻨﺪوق ﺿﻤﺎن
ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﺘﺄﻣﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﺘﺄﻣﯿﻦ ﻋﻠﻰ اﻷﺿﺮار اﻟﺬي ﯾﺘﻤﯿﺰ
ﺑﻄﺎﺑﻌﮫ اﻟﺘﻌﻮﯾﻀﻲ ،ﻓﺘﺄﻣﯿﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻋﻘﺪ ﯾﺆﻣﻦ ﺑﻮاﺳﻄﺘﮫ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﮫ ﺿﺪ رﺟﻮع اﻟﻐﯿﺮ
ﻋﻠﯿﮫ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺤﻘﻖ ﻣﺴﺆوﻟﯿﺘﮫ وﻣﻄﺎﻟﺒﺘﮫ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر اﻟﻔﻌﻠﻲ اﻟﺤﺎﺻﻞ ﻟﮫ ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ
اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻋﻘﺪﯾﺔ أم ﺗﻘﺼﯿﺮﯾﺔ ،وﻓﻲ ھﺬا اﻹطﺎر؛ وﻧﻈﺮا ﻟﺠﺴﺎﻣﺔ اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ
ﻋﺎﺗﻖ اﻟﻤﻮﺛﻘﯿﻦ اﺗﺠﺎه اﻷطﺮاف اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪة واﻷﺧﻄﺎء اﻟﻤﮭﻨﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﯾﺮﺗﻜﺒﮭﺎ أﺛﻨﺎء ﻣﺰاوﻟﺔ
ﻣﮭﺎﻣﮭﻢ أوﺟﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 32.09اﻟﻤﻨﻈﻢ ﻟﻤﮭﻨﺔ اﻟﺘﻮﺛﯿﻖ ،ﺗﺄﻣﯿﻦ ﻋﻦ ﻣﺴﺆوﻟﯿﺘﮭﻢ اﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻦ
أﺧﻄﺎﺋﮭﻢ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺼﯿﺐ اﻷطﺮاف اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪة أو اﻟﻐﯿﺮ ﺑﻀﺮر ،ﺳﻮاء ﻛﺎن ھﺬا اﻟﺨﻄﺄ ﻋﻘﺪﯾﺎ أو
ﻓﺎﻟﻈﺎھﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل ھﺬا اﻟﻨﺺ أن اﻟﻤﻮﺛﻖ ﻣﻠﺰم ﺑﻘﻮة اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻋﻠﻰ أن ﯾﺆﻣﻦ ﻋﻠﻰ
ﻣﺴﺆوﻟﯿﺘﮫ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ اﻟﻘﺎﻧﻮن ،ﻣﻤﺎ ﯾﺘﻌﯿﻦ ﻣﻌﮫ إدﺧﺎل ﺷﺮﻛﺔ اﻟﺘﺄﻣﯿﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ دﻋﻮى ﺗﺮوم
إﻟﻰ أداء ﺗﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ ﻣﺴﺆوﻟﯿﺘﮫ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ،ﻏﯿﺮ أﻧﮫ إذا ﺗﺒﯿﻦ أن اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻀﺎر ﻛﺎن ﻋﻤﺪﯾﺎ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ
ﻣﺠﺎل ﻹﺣﻼل ﺷﺮﻛﺔ اﻟﺘﺄﻣﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى.67
إذ ﯾﻘﻊ ﻋﺐء أداء اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﺛﻖ ﺷﺮﻋﯿﺎ ،ﺣﯿﺚ أن اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﻈﻢ ﻟﻤﮭﻨﺔ اﻟﺘﻮﺛﯿﻖ
وطﺒﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة 26ﯾﺒﺮم ﻋﻘﺪ ﺗﺄﻣﯿﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺸﺮوع اﻟﻤﻮﺛﻖ ﻓﻲ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﻣﮭﺎﻣﮫ،
أي ﺑﻌﺪ أداﺋﮫ اﻟﯿﻤﯿﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ.
68
أﻧﮫ ﻋﻨﺪ إﺑﺮام ﻋﻘﺪ اﻟﺘﺄﻣﯿﻦ وﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة ووﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة 18ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ اﻟﺘﺄﻣﯿﻨﺎت،
ﯾﻀﻤﻦ اﻟﻤﺆﻣﻦ اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ واﻷﺿﺮار اﻟﺘﻲ ﯾﺘﺴﺒﺐ ﻓﯿﮭﺎ أﺷﺨﺎص ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﮫ ﻣﺴﺆوﻻ ﻋﻨﮭﻢ
ﻣﺪﻧﯿﺎ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﻔﺼﻞ 85ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد وذﻟﻚ ﻛﯿﻔﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ طﺒﯿﻌﺔ وﺟﺴﺎﻣﺔ
أﺧﻄﺎء ھﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص.
إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺎدة 26ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﻈﻢ ﻟﻤﮭﻨﺔ اﻟﺘﻮﺛﯿﻖ ﺗﺤﻤﻞ اﻟﻤﻮﺛﻖ ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ
اﻷﺿﺮار اﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻦ أﺧﻄﺎﺋﮫ اﻟﻤﮭﻨﯿﺔ وأﺧﻄﺎء اﻟﻤﮭﻨﯿﯿﻦ اﻟﻤﺘﻤﺮﻧﯿﻦ ﻟﺪﯾﮫ ،وأﺟﺮاﺋﮫ ،وﺗﻠﺰﻣﮫ
ﺑﺈﺑﺮام ﻋﻘﺪ اﻟﺘﺄﻣﯿﻦ ﻋﻦ ھﺬه اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻤﺎدة 94ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ أن
ﺻﻨﺪوق ﺿﻤﺎن اﻟﻤﻮﺛﻘﯿﻦ ﯾﮭﺪف اﻟﻰ ﺿﻤﺎن أداء اﻟﻤﺒﺎﻟﻎ اﻟﻤﺤﻜﻮم ﺑﮭﺎ ﻟﻔﺎﺋﺪة اﻷطﺮاف
اﻟﻤﺘﻀﺮرة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺴﺮ اﻟﻤﻮﺛﻖ أو ﻧﺎﺋﺒﮫ وﻋﺪم ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﻤﺒﻠﻎ اﻟﻤﺆدى ﻣﻦ طﺮف ﺷﺮﻛﺔ اﻟﺘﺄﻣﯿﻦ
ﻟﻠﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر أو اﻧﻌﺪام اﻟﺘﺄﻣﯿﻦ ،ﻓﺎﻟﻮاﺿﺢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﺮاءﺗﻨﺎ ﻟﮭﺬا اﻟﻨﺺ ﯾﺘﺒﯿﻦ أن
إﺣﻼل ﺻﻨﺪوق ﺿﻤﺎن اﻟﻤﻮﺛﻘﯿﻦ ﻣﺤﻞ اﻟﻤﻮﺛﻖ ﻓﻲ اﻷداء ﻣﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻋﺴﺮه.
67
ـ ﺣﻔﯾظ ﺑن ﷴ ﻟﺣﻣﺎدي ﺻﺎﻓﻲ ،م.س ،ص .95
68
ـ ظﮭﯾر ﺷرﯾف رﻗم 1.02.238ﺻﺎدر ﻓﻲ 25ﻣن رﺟب 3) 1423أﻛﺗوﺑر (2002ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 17.99اﻟﻣﺗﻌﻠﻖ ﺑﻣدوﻧﺔ اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت.
30
69
ﻓﻲ أﻏﻠﺐ ﻗﺮاراﺗﮭﺎ "ﺑﻘﻮﻟﮭﺎ ﯾﺤﻞ ﺻﻨﺪوق وﻧﻔﺲ ﺗﻮﺟﮫ ذھﺒﺖ إﻟﯿﮫ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ
اﻟﺘﺄﻣﯿﻨﺎت اﻟﺨﺎص ﺑﺎﻟﻤﻮﺛﻘﯿﻦ ﺑﻘﻮة اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻣﺤﻞ اﻟﻤﻮﺛﻖ اﻟﻤﺮﺗﻜﺐ ﻟﺨﻄﺄ اﺗﺠﺎه اﻟﻐﯿﺮ طﺎﻟﻤﺎ
ﺛﺒﺖ ﻋﺴﺮ اﻟﻤﻮﺛﻖ أو إﻓﺮاره إﻟﻰ ﻣﻜﺎن ﻣﺠﮭﻮل".
وﻧﻔﺲ اﻻﺗﺠﺎه ﺳﺎر ﻋﻠﯿﮫ ﻗﺮار ﻋﺪد 322ﺑﺘﺎرﯾﺦ 2011/01/25ﻓﻲ ﻣﻠﻒ اﻟﻤﺪﻧﻲ ﻋﺪد
،702008/1/1639إذا ﻛﺎن ھﺬا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺛﻘﯿﻦ ﻓﻤﺎذا ﻋﻦ اﻟﻌﺪول؟
ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت ﻗﺎﻧﻮن رﻗﻢ 16.03اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺨﻄﺔ اﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻄﺒﯿﻘﻲ
ﻟﮫ.
وﻓﻲ ھﺬا ﻧﺮى أﻧﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺮع إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻨﺺ وﺗﻨﺼﯿﺺ ﺻﺮاﺣﺔ ﻋﻠﻰ
إﺟﺒﺎرﯾﺔ اﻟﺘﺄﻣﯿﻦ ﻟﺪوره ﻓﻲ اﺳﺘﻘﺮار اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮق اﻟﻨﺎس وﺗﺸﺠﯿﻌﮭﻢ ﻋﻠﻰ
اﻹﻗﺒﺎل ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻟﺘﻮﺛﯿﻖ ﺣﻘﻮﻗﮭﻢ وﺣﻤﺎﯾﺘﮭﺎ.
69ـ ﻗﺮار ﻋﺪد 4447ﺑﺘﺎرﯾﺦ 2011/10/18ﻓﻲ اﻟﻤﻠﻒ اﻟﻤﺪﻧﻲ ﻋﺪد ،22010/1/3514أورده ﺣﻔﯿﻆ ﺑﻦ ﷴ ﻟﺤﻤﺎدي
ﺻﺎﻓﻲ ،م.س ،ص .112
70ـ ﺣﻔﯿﻆ ﺑﻦ ﻟﺤﻤﺎدي ﺻﺎﻓﻲ ،م.س ،ص .113
71ـ ﷴ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪه اﻟﻤﻄﺮي :اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺮرات اﻟﺘﻮظﯿﻔﯿﺔ -دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ -أطﺮوﺣﺔ ﻟﻨﯿﻞ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺨﺎص ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ،ﻓﺎس اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ، 2018 – 2017ص .257
31
ﺧﺎﺗﻤﺔ:
و ﻓﻲ اﻟﺧﺗﺎم ،ﺑﻌد ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻣوﺿوع ﻣن ﺟﻣﯾﻊ زواﯾﺎه ﺳواء ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ أو اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ
وذﻟك ﺑﺗﺷﺧﯾص اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻣﻣﺗﮭﻧﻲ اﻟﺗوﺛﯾﻖ ﻓﻲ اﻟﺷﻖ اﻷول ﻣن اﻟﻣوﺿوع و إﻧﺗﻘﺎﻟﻧﺎ
إﻟﻰ أھم اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ و اﻟدﻓوع اﻟﻣﺛﺎرة ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺷﻖ اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﯾﺗﺑﯾن أن اﻟﻣﺷرع
اﻟﻣﻐرﺑﻲ وﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ اﻟﻣوﺛﻖ و اﻟﻌدل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻹﻟﺗزاﻣﺎت ﯾﻛون اﻟﻣﺧل ﺑﮭﺎ
ﻋرﺿﺗﺎ ﻟﻠﻣﺳﺎﺋﻠﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،إﻻ أن ھذه اﻷﺧﯾرة ﺗﺑﻘﻰ ﻣﺣدودة إن ﻟم ﺗواﻛﺑﮭﺎ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ
و زﺟرﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﺷﻛﻠﮫ اﻟﺗوﺛﯾﻖ اﻟرﺳﻣﻲ ﻣن رﻛﯾزة أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﯾﺎدﯾن ﻻﻋﺗﺑﺎره ﻣﻧﺑﻌﺎ
ﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت و اﻟﻌﻘود ﺑﯾن اﻟﻧﺎس و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺷﻌور اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ ﺑﺎﻷﻣن و
اﻻطﻣﺋﻧﺎن
32
اﻟﻔﮭرس :
33
ﻻﺋﺤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ :
اﻟﻤﺼﺎدر
ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت و اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻐرﺑﻲ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﺻري
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧظم ﻟﻣﮭﻧﺔ اﻟﺗوﺛﯾﻖ 32.09
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧظم ﻟﺧطﺔ اﻟﻌداﻟﺔ 16.03
ﻣرﺳوم رﻗم 2.08.378ﺻﺎدر ﻓﻲ 28أﻛﺘﻮﺑﺮ 2008ﺑﺘﻄﺒﯿﻖ أﺣﻜﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 16.03
اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺨﻄﺔ اﻟﻌﺪاﻟﺔ
اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿراﺋب
ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ
ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ
اﻷطروﺣﺎت و اﻟرﺳﺎﺋل
ﺳﻠﻣﻰ اﻟﺷﺎدﻟﻲ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣوﺛﻖ و اﻟﻌدل ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﮭﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص
ﺑﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺑﻔﺎس ،ﺳﻧﺔ 2013/2012
ﷴ اﻟﻛﻣﺎل،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣوﺛﻘﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﻘﻧﯾن اﻟﻣﻐرﺑﻲ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﮭﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ
اﻟﺷرﯾﻌﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﺑﻔﺎس ﺳﻧﺔ 2009
ﷴ ﻛﻣﺎل ﻣﺷﯾﺷﻲ ،اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣوﺛﻖ اﻟﻌﺻري و اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺧﻼل
ﺑﮭﺎ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﮭﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﺑﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺑﻣراﻛش ،ﺳﻧﮫ 2013/2012
ﷴ ﻋﻠﻲ ﻋﺑده اﻟﻣطري،اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣررات اﻟوظﯾﻔﯾﺔ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ،أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل
اﻟدﻛﺗوراه ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﻔﺎس ،اﻟﺳﻧﺔ
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ 2018/2017
34
ﯾوﺳف اﻗﺻﺑﻲ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣوﺛﻖ،ﺑﺣث ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﯾﺗودوﻟوﺟﯾﺔ
ﻟﻘﺎﻧون اﻹﻟزام اﻟﺗﻌﺎﻗدي و اﻟﻌﻘﺎر،اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ 2011/2010
Omar AZZIMAN. — La profession libérale au Maroc, Rabat, Éditions de
la Faculté des sciences juridiques, économiques et sociales, 1980
اﻟﻣﻘﺎﻻت و اﻟﻧدوات
ﷴ ﺧﯾري،ﻣﮭﻧﺔ ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘود ﺑﯾن اﻟﺗﻘﯾﯾد و اﻹطﻼق،ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﺑﺎﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون و
اﻹﻗﺗﺻﺎد و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ،ﺳﻧﺔ 1991
اﻟﻠﻘﺎء اﻟوطﻧﻲ اﻷول ﺑﯾن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض واﻟﻐرﻓﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗوﺛﯾﻖ اﻟﻌﺻري ﺑﺎﻟﻣﻐرب ﺗﺣت ﺷﻌﺎر
آﻓﺎق ﻣﮭﻧﺔ اﻟﺗوﺛﯾﻖ ﻋﻠﻰ ﺿوء ﻗﺎﻧون 09.32واﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ،ﯾوﻣﻲ 2و 3ﻧوﻧﺑر ،2012ﺑﻘﺻر
اﻟﻣؤﺗﻣرات ﺑﻣراﻛش،ﻣطﺑﻌﺔ اﻣﯾﻧﺔ ،اﻟرﺑﺎط،ﻣﻧﺷورات ﻣرﻛز اﻟﻧﺷر و اﻟﺗوﺛﯾﻖ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﻧﻘض.
35