You are on page 1of 16

‫اجمللة اجلزائرية للحقوق والعلوم السياسية‪ /‬معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ /‬املركز اجلامعي أمحد بن حيي الونشريسي تيسمسيلت‪

،‬اجلزائر‬
‫المجلد الثالث‪ /‬العدد الخامس ‪ /‬جوان ‪ /2018‬الرقم الدولي الموحد للدورية "ردمد"‪ISSN: 2507-7635 :‬‬

‫تط ـ ــور النظـ ــام االنتخ ـ ــايب يف اجلزائـ ـ ــر‬


‫‪The evolution of electoral system in Algeria.‬‬
‫د‪ .‬ركاش جهيدة‪ ،‬أستاذة حماضرة قسم (أ)‪،‬‬
‫كلية احلقوق العلوم السياسية‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬
‫اتريخ اإليداع‪ - 2018/03/28 :‬اتريخ املراجعة‪2018/05/14 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫إن احلديث عن النظام االنتخايب لنظام سياسي معني‪ ،‬يقودان مباشرة إىل الفلسفة العامة و التوجهات الكربى هلذا النظام‪ ،‬ألنه‬
‫مبثابة الضمانة الرئيسية والقاعدة اليت من خالهلا ميكن التأسيس لبناء دولة دميقراطية على أسس دستورية وقانونية‪ ،‬تستجيب للمعايري‬
‫املعمول هبا دوليا‪ ،‬هذا ما جعل االهتمام يتزايد بدراسة األنظمة االنتخابية بغرض اختيار أفضلها وأكثرها حكمة ومتثيال وعدالة‪.‬‬
‫واجلزائر كغريها من الدول اعتمدت على جمموعة من األنظمة االنتخابية‪ ،‬منذ الشروع يف التجربة التعدية يف بداية التسعينات‪،‬‬
‫انطالقا من نظام األغلبية إىل نظام التمثيل النسيب مرورا ابلنظام املختلط‪ ،‬كاستجابة لألوضاع القائمة وحماولة منها إلجياد صيغة تضمن هلا‬
‫إجراء االستحقاقات االنتخابية يف جو من النزاهة والشفافية‪.‬‬
‫لذلك من الضروري اليوم تقييم هذه التجربة وتبين النمط االنتخايب الذي يتماشى مع واقع اجملتمع اجلزائري وظروف البالد‬
‫السياسية واالقتصادية‪ ،‬ويستطيع جتسيد نظام دميقراطي فعلي‪.‬‬
‫الكلمات الدالة‪:‬‬
‫االنتخاابت‪ ،‬النظام االنتخايب‪ ،‬الدميقراطية‪ ،‬التعددية احلزبية‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪One cannot discuss the electoral system, of a particular political system, without addressing‬‬
‫‪its general philosophy and main orientations, as they represent the main guarantee and the basis on‬‬
‫‪which a democratic state can be built, on constitutional and legal grounds, that meets international‬‬
‫‪standards. That is exactly what led to an increasing interest in the study of electoral systems, in‬‬
‫‪order to select the best, wisest, most representative and fairest system.‬‬
‫‪Similarly to many other states, Algeria has adopted a series of electoral systems, since‬‬
‫‪establishing a multi-party system, in the early 1990s. Beginning with a majority system, Algeria‬‬
‫‪later switched to proportional representation system before opting for the hybrid system, in‬‬
‫‪response to the pre-existing conditions and in an attempt to find a formula that would ensure that‬‬
‫‪elections would be synonymous to fairness and transparency.‬‬
‫‪Therefore, it is necessary today to evaluate this experience, as well as adopt the electoral‬‬
‫‪pattern that is most consistent with the realities of the Algerian society and the country's political‬‬
‫‪and economic conditions, and which can achieve a real democratic system.‬‬
‫‪Keywords:‬‬
‫‪Elections, electoral system, democracy, multiparty.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تعترب العملية االنتخابية مبستوايهتا العديدة أحد أهم وسائل مشاركة الشعب يف تفعيل التنمية السياسية من خالل مسامهتها يف‬
‫بناء خمتلف املؤسسات‪ ،‬اليت يقوم من خالهلا ممثلوه املنتخبون مبمارسة مهامهم التنفيذية أو التشريعية‪ ،‬كما تشكل أحد الركائز االجتماعية‬
‫‪348‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للحقوق والعلوم السياسية‪ /‬معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ /‬املركز اجلامعي أمحد بن حيي الونشريسي تيسمسيلت‪ ،‬اجلزائر‬
‫المجلد الثالث‪ /‬العدد الخامس ‪ /‬جوان ‪ /2018‬الرقم الدولي الموحد للدورية "ردمد"‪ISSN: 2507-7635 :‬‬

‫املحققة للتجانس اجملتمعي واالستقرار السياسي‪ ،‬ابإلضافة لكوهنا أحد آليات االتصال السياسي والتجديد النخبوي واإلطار الدويل املحدد‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ملشروعية النظام السياسي وتوجهاته العامة‪.‬‬
‫ومتثل األنظمة االنتخابية حجر األساس يف بناء خمتلف املؤسسات الدستورية‪ ،‬وحترص كل دولة على اختيار أجنع األنظمة‬
‫االنتخابية ملا هلا من أتثري على خمتلف مناحي احلياة السياسية يف هذه الدول‪ ،‬ومبا يضمن هلا بناء دميقراطية حقيقية وفق أسس قانونية‬
‫ودستورية‪ ،‬لذا فإن األنظمة االنتخابية ختتلف من حيث تطبيقاهتا من دولة إىل أخرى‪ ،‬تبعا للظروف السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫وتُنظم حسب طبيعة وواقع النظام السياسي لكل دولة‪ ،‬كما قد ختتلف داخل الدولة الواحدة من وقت ألخر حسب الظروف اليت متر هبا‬
‫الدولة نفسها‪.‬‬
‫يف اجلزائر ومنذ االستقالل شهد النظام االنتخايب العديد من التغيريات‪ ،‬كانت مرتبطة أساسا ابلظروف السياسية وطبيعة نظام‬
‫احلكم وشكله من خالل احلزب الواحد ووحدة القيادة السياسية للحزب والدولة‪ ،‬حىت االنتقال إىل التعددية السياسية اليت جاء هبا دستور‬
‫‪ ،1989‬حيث عرف النظام االنتخايب اجلزائري العديد من التعديالت واإلصالحات متاشيا مع طبيعة املرحلة اجلديدة من التحوالت‬
‫الدميقراطية والتعديالت الدستورية واحلراك السياسي والتنافس احلزيب‪.‬‬
‫من هذا املنطلق تتبلور اإلشكالية الرئيسية هلذا املوضوع فيما يلي‪ :‬ما هي خمتلف التغيريات اليت عرفها النظام االنتخايب يف اجلزائر انطالقا‬
‫من البيئة السياسية السائدة يف اجلزائر؟‪ ،‬و ما مدى فعالية التشريعات االنتخابية يف اجلزائر من جتسيد نظام انتخايب يعزز احلكم الدميقراطي‬
‫الفعلي؟‪.‬‬
‫ولإلجابة على اإلشكالية املطروحة ستتم مناقشة املوضوع من خالل احملاور الرئيسية التالية‪:‬‬
‫مفهوم االنتخاابت والنظام االنتخايب (حمور أول)‪،‬‬
‫تطور املنظومة االنتخابية يف اجلزائر (حمور اثين)‪،‬‬
‫تقييم دور اإلصالح االنتخايب يف تفعيل النظام السياسي اجلزائري (حمور اثلث)‪.‬‬
‫احملور األول‬
‫مفهوم االنتخاابت والنظام االنتخايب‬
‫أوال‪ -‬مفهوم االنتخاابت‬
‫تشكككل االنتخككاابت إحككدى آليككات املشككاركة السياسككية‪ ،‬ووسككيلة لصككنع اسيككارات السياسككية‪ ،‬إذ تككوفر ممارسككة واقعيككة الختيككار القككادة‪،‬‬
‫وتقريككر قضككااي وطنيككة مطروحككة‪ ،‬ويف ظككل عككدم إمكانيككة حكككم أعضككاء اجملتمككع أنفسككهم مباشككرة‪ ،‬تكككون ممارسككة عمليككة هتي كئ الفرصككة لتشكككيل‬
‫حكومة دميقراطية لتمثيلهم أمر ضروري‪.‬‬
‫‪ -)1‬تعريف االنتخاابت‬
‫اختلف الباحثون يف إحاطتهم مبوضوع االنتخاب وحماولة تعريفه تعريفا جامعا مانعا‪ ،‬ابختالف جماالهتم املعرفية‪.‬‬

‫‪349‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للحقوق والعلوم السياسية‪ /‬معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ /‬املركز اجلامعي أمحد بن حيي الونشريسي تيسمسيلت‪ ،‬اجلزائر‬
‫المجلد الثالث‪ /‬العدد الخامس ‪ /‬جوان ‪ /2018‬الرقم الدولي الموحد للدورية "ردمد"‪ISSN: 2507-7635 :‬‬

‫التعريككف اللغــو لالنتخككاب‪ :‬يعككرف االنتخككاب لغــة أبنككه االختيككار واالنتقككاء بككني أمككور معروضككة فقككد جككاء يف لسككان العككرب البككن‬
‫منظور‪ :‬يقكال يف اللغكة ‪ :‬خنكب‪ ،‬وخنكب انتخكب الشكيء أي اختكاره‪ ،‬والنخبكة مكا اختكاره منكه وخنبكة القكوم وخنبكتهم خيكارهم‪ ،‬واالنتقكاء‬
‫من النخبة‪ 1.‬واالنتخاب‪ :‬هو االختيار واالنتقاء ومنه النخبة‪ ،‬وهم اجلماعة ختتار من الرجال فتنتزع منهم‪. 2‬‬
‫أما اصطالحا فاالنتخكاب يعكين ا الطريقكة الكيت مبوجبهكا يعطكي الناخكب للمنتخكب وكالكة ليكتكلم ويتصكرف اب كه ا‪ ،3‬ويعكرف أبنكه‬
‫اختيار شخص أو أكثر من بني عدد من املرشحني ملمثليهم يف حكم البالد‪.‬‬
‫كما يعين االنتخاب منط أليلولة السلطة يرتكز على اختيار املواطنني ملمثليهم أو ملندوبيهم على املستوى احمللي‪ ،‬الوطين أو املهين‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫أو هو منط ملشاركة املواطنني يف احلكم يف إطار الدميقراطية التمثيلية‪.‬‬
‫وقككد ورد يف القككاموس السياسككي تعريككف االنتخككاب أبنككه ا اختيككار شككخص بككني عككدد مككن املرشككحني ليكككون انئبككا ميثككل اجلماعككة الككيت ينككتم‬
‫‪5‬‬
‫إليها‪ ،‬وكثريا ما يطلق على االنتخاب اسم االقرتاع على اسم معني ا‪.‬‬
‫أمككا ا روابرت دال ا ‪ Robert Dahl‬فككاعترب‪ :‬ا االنتخككاابت احلككرة واملتكككررة شككرم مككن شككروم حتقيككق الدميقراطيككة ا‪ ،‬ويف ذات السككياق‬
‫يرى ااجلابريا أن االنتخاب نوع من الدميقراطية‪ ،‬و الذي يفرتض فيه أن يقوم على أسس دميقراطية‪ .‬ومعك االنتخكاب عنكده هكو االختيكار‪،‬‬
‫أي أن ينتخب املواطن معناه أن إمككاانت عكدة تتكاح أمامكه ليختكار أاي يشكاء منهكا‪ ،‬و يضكيف أنكه ليختكار الناخكب جيكب أن يككون حكرا فيمكا‬
‫يريككد‪ ،‬و يعككرف مككا يريككد‪ ،‬و ملككاذا يريككد‪ ،‬وميلككك االسككتطاعة علككى حتقيككق هككذا الككذي يريككد‪ ،‬و هككي تظهككر عالق كة احلريككة ابالختيككار‪ ،‬الككيت تصككب‬
‫‪6‬‬
‫استعبادا واستغالال إذا كان هناك تفاوت يف القدرة على التمتع هبا‪.‬‬
‫‪ -)2‬أمهية االنتخاب‬
‫نظرا لالرتبام الوثيق بني االنتخاب والدميقراطية يف العصر احلديث‪ ،‬أصب ميثل الوسيلة األساسكية إلسكناد السكلطة بواسكطة اإلرادة‬
‫الشككعبية‪ ،‬وهككو األداة الككيت تسككم مسككهام الشككعب يف صككنع الق كرار السياسككي بصككورة تككتالءم مككع مقتضككيات العصككر‪ ،‬ويعتككرب كككذلك‬
‫الوسيلة املثلى لتحقيكق التطكابق املفكرتض بكني إرادة احلككام واحملككومني‪ ،‬وهكو بكذلك ميثكل صكياغة توفيقيكة بكن خضكوع الشكعب لنوابكه‬
‫‪7‬‬
‫وسيادته عليهم‪.‬‬

‫‪ 1‬ابن منظور مجال الدين حممد بن مكرم األنصاري‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬الدار املصرية للتأليف والرتمجة‪ ،‬اجلزء الثاين‪ ،‬مصر‪ ،‬بدون سنة‪ ،‬ص‪.649‬‬
‫‪ 2‬نفس املرجع‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ 3‬موريس ديفارجيه‪ ،‬األحزاب السياسية‪ ،‬م‪ ،3‬ت‪ :‬علي مقلد وعبد احلسن سعد‪ ،‬دار النهار للنشر‪ :‬بريوت‪ ،1980 ،‬ص‪.356‬‬
‫‪ 4‬أمحد سعيفان‪ :‬قاموس املصطلحات السياسية والدستورية والدولية‪ ،‬مكتبة لبنان‪ :‬بريوت‪ ،2004 ،‬ص ‪. 53‬‬
‫‪ 5‬أمحد بنيين‪ ،‬ااإلجراءات املمهدة للعملية االنتخابية يف اجلزائرا‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ابتنة‪ ،2005 ،‬ص‪ ،2‬نقال عن ‪ :‬أمحد‬
‫عطية هللا‪ ،‬القاموس السياسي‪ ،‬م‪ ،3‬دار النهضة العربية‪ :‬القاهرة‪ ،1968 ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪ 6‬حممد عابد اجلابري‪ :‬الدميقراطية وحقوق اإلنسان‪ ،‬م‪ ،2‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ :‬بريوت‪ ،1997 ،‬ص ‪.18-16‬‬
‫‪ 7‬أمحد بنيين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪350‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للحقوق والعلوم السياسية‪ /‬معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ /‬املركز اجلامعي أمحد بن حيي الونشريسي تيسمسيلت‪ ،‬اجلزائر‬
‫المجلد الثالث‪ /‬العدد الخامس ‪ /‬جوان ‪ /2018‬الرقم الدولي الموحد للدورية "ردمد"‪ISSN: 2507-7635 :‬‬

‫وعليككه تعتككرب االنتخككاابت قاعككدة الككنمط ال كدميقراطي‪ ،‬خاصككة التنافسككية منهككا‪ ،‬والككيت تفس ك للم كواطن االختيككار بككني بككدائل عككدة مككن‬
‫املرشحني‪ ،‬فهي بذلك تؤسس لنظام دميقراطي ليربايل‪ ،‬وتعد يف حقيقة األمر إحدى نتائجه املباشرة اليت تسم بتمركز السكلطة يف‬
‫‪1‬‬
‫يد املواطن‪ ،‬على أساس جتددها عرب فوارق زمنية منتظمة ومتقاربة ضماان ملبدأ التداول والفعالية‪.‬‬
‫يف ذات السياق فاالنتخاابت هي الطريقة اليت يتاح من خالهلا للشعب حريكة التعبكري عكن إرادتكه بنكاء علكى اقكرتاع جيكري علكى قكدم املسكاواة‬
‫بككني النككاخبني وأن يكككون اقرتاعككا سكراي‪ ،‬واملسككاواة هنككا تتعلككق بقككوة التصككويت‪ ،‬أي ال حيمككل صككوت مككن حيككث املبككدأ وزان غككري متكككافئ مككع مككا‬
‫‪2‬‬
‫حيمله صوت آخر وابلتايل تكون جلميع األصوات نفس قوة التأثري‪.‬‬
‫اثنيا‪ -‬النظام االنتخايب‬
‫تستند نزاهة عملية إدارة االنتخاابت‪ ،‬بشكل رئيسي‪ ،‬على القانون االنتخايب الذي ينظم عملية االنتخاابت يف مراحلها املختلفة‪،‬‬
‫والنظام االنتخايب حيدد الق واعد اليت تضعها النظم الدميقراطية بغية حتويل أصوات الناخبني إىل مقاعد نيابية‪ ،‬والبد أن ينسجم مع الرتكيب‬
‫‪3‬‬
‫االجتماعي للمجتمع‪ ،‬وعلى وضع ُميكن معه متثيل كل الفئات واجلماعات املشكلة للمجتمع‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -)1‬تعريف النظام االنتخايب‬
‫ميكككن تعريككف الككنظم االنتخابيككة بشكككل بسككيط علككى أهنككا ترمجككة األصكوات الككيت يككتم اإلدالء هبككا إىل مقاعككد تفككوز هبككا األح كزاب واملرشككحون‪،‬‬
‫وهناك تغريات ثالث تفسر يف هده العملية وهكي ‪:‬‬
‫‪ -‬املعادلة االنتخابية املستعملة‪ :‬ما إذا كانت تعددية ‪ /‬أغلبية‪ ،‬تناسكبية‪ ،‬خمتلطكة أو نظكام آخكر‪ ،‬ومكا هكي املعادلكة احلسكابية حلسكاب ختصكيص‬
‫املقاعد ؟‪.‬‬
‫‪ -‬هيكلة االقرتاع‪ :‬ما إذا كان املقرتع يصوت ملرش أو حلزب‪ ،‬وما إذا كان املقرتع يقوم ابختيار واحد أو يعرب عن سلسلة من التفضيالت؟‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬حجم املنطقة‪ :‬ليس عدد النّاخبني الذين يعيشون يف املنطقة‪ ،‬وإمنا عدد املمثلني اليت تنتخبهم املنطقة يف اجمللس التشريعي أو احمللي‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫وتنبع أمهية النظم االنتخابية فيما يلككي‪:‬‬
‫‪ .1‬تقككوم املؤسسككات السياسككية بتشكككيل قواعككد اللعبككة الككيت جتككري ممارسككة الدميقراطيككة يف إطارهككا‪ ،‬وغالب كا مككا يككدور اجلككدل حككول أ ّن النظ كام‬
‫االنتخايب هو املؤسسكة السياسكية الكيت ميككن التالعكب هبكا بسكهولة سكواء لألفضكل أم لألسكوأ‪ ،‬إذ أ ّن اختيكار النظكام االنتخكايب ميككن أ ْن حيكدد‬
‫بفاعلية من سيتم انتخابه‪ ،‬واحلزب الذي سيفوز ابلسلطة‪.‬‬

‫‪ 1‬ثناء فؤاد عبد هللا‪ ،‬آليات التغيري الدميقراطي يف الوطن العريب‪ ،‬م‪ ،2‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ :‬بريوت‪ ،2004 ،‬ص‪.22-21‬‬
‫‪ 2‬ري ابرة‪ ،‬ا أمنام السلوك االنتخايب والعوامل املتحكمة فيها‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬كلية العلوم السياسية واإلعالم‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،2008 ،‬ص‪.43‬‬
‫‪ 3‬عبد الفتاح ماضي‪ ،‬ا مفهوم االنتخاابت الدميقراطية‪،‬ا مشروع دراسات الدميقراطية يف البلدان العربية‪ :‬اللقاء السنوي السابع عشر للدميقراطية واالنتخاابت يف‬
‫الدول العربية‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ .2007/8/18 ،‬على املوقع االلكرتوين‪www.achr.eu/art220.htm :‬‬

‫‪ 4‬فرانشسكا بيندا وآخرون‪ :‬التحول حنو الدميقراطية ‪ :‬اسيارات الرئيسية يف عملية التحول الدميقراطي يف العراق‪ ،‬املؤسسة الدولية للدميقراطية واالنتخاابت‪:‬‬
‫ستوكهومل ‪ ،2005 ،‬ص ‪14‬‬
‫‪ 5‬أندرو رينولدزوين ريلي‪ :‬أشكال النظم االنتخابية‪ ،‬املؤسسة الدولية للدميقراطية واالنتخاابت‪ :‬ستوكهومل ‪ ،2002 ،‬ص ‪.8-7‬‬
‫‪351‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للحقوق والعلوم السياسية‪ /‬معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ /‬املركز اجلامعي أمحد بن حيي الونشريسي تيسمسيلت‪ ،‬اجلزائر‬
‫المجلد الثالث‪ /‬العدد الخامس ‪ /‬جوان ‪ /2018‬الرقم الدولي الموحد للدورية "ردمد"‪ISSN: 2507-7635 :‬‬

‫‪ .2‬ميكن أ ْن تشجع بعض النظم االنتخابية النزعكات االنشكقاقية‪ ،‬يف حكني تشكجع نظكم أخكرى األحكزاب علكى احلكديث بصكوت واحكد وتضكع‬
‫حدا للمعارضة فيها‪.‬‬
‫ً‬
‫واملالحظ أ ّن النظم االنتخابية ال تعمل ابلضرورة بنفس الطريقة يف البلدان املختلفكة‪ ،‬فكرغم وجكود خكربات مشكرتكة يف منكاطق عديكدة مكن‬
‫العامل‪ ،‬فإ ّن اآلاثر النّامجة عن منط انتخايب معني تعتمد إىل درجة كبرية على السياق االجتماعي واالقتصادي الذي يتم تطبيكق هكذا الكنّمط يف‬
‫إطاره‪ .‬وألن تفاصيل ومضامني أي نظام انتخايب ال بد أن توضع يف ضوء األهداف املرجوة منه واحملددة مسبقاً‪ ،‬فإنه ميككن تصكور األهكداف‬
‫‪1‬‬
‫الثالثة التالية ألي نظام انتخايب‪:‬‬
‫حتويل أصوات الناخبني إىل مقاعد يف اهليئات التمثيلية النيابية ابلربملاانت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توفري اآللية اليت ميكن من خالهلا للناخبني حماسبة ممثليهم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬توفري حوافز للمتنافسني من أجل عرض براجمهم وآرائهم حبرية ومتثيل كافة فئات اجملتمع‪ ،‬ففي اجملتمعات اليت يعيش فيها أقليات عرقية‬
‫وضع بنود وقواعد خمتلفة يف النظم االنتخابية لتحقيق هدف دمج هذه األقليات يف اجملتمع‪ ،‬كما أن هناك قوانني‬
‫أو دينية أو لغوية تُ َ‬
‫انتخابية تتضمن آليات لضمان متثيل املرأة‪.‬‬
‫كوان إىل أتكيد نية املشروع الدستوري أو املشروع القانوين على أ ْن يضمن هذا النظام احلرايت‬
‫ويسعى النظام االنتخايب شكالً ومضم ً‬
‫املدنية والسياسية للمواطن‪ ،‬وهو بذلك يعد إحدى مالم التطور الدميقراطي‪ ،‬إذ يتوىل مهمة دفع املواطنني إىل املمارسة السياسية وتدعيم‬
‫إحساسهم أبمهية إرادة النّاخب يف خلق متثيل نيايب دميقراطي‪.‬‬
‫‪ -)2‬أنواع النظم االنتخابية‬
‫لقد اختلفت وتنوعت النظم االنتخابية اليت عرفتها التجارب الدميقراطية املعاصرة مع اختالف أوضاع وظروف كل دولة‪ ،‬على وضع‬
‫ال ميكن معه أن جند نظامني متطابقني متاماً يف دولتني خمتلفتني‪ ،‬غري أنه ميكن القول أن التجارب الدميقراطية احلديثة عرفت نظامني‬
‫رئيسيني‪ ،‬يُعدان ‪ -‬مع فروعهما وصورمها املختلفة ‪ -‬من أبرز األنظمة االنتخابية املعمول هبا يف عاملنا املعاصر‪ ،‬وهي نظم األغلبية‬
‫ا‪majority systems‬ا ونظم التمثيل النسيب ا‪proportional systems‬ا‪ .‬وهلذين النوعني الرئيسيني أشكال وأنواع عدة‬
‫على النحو الذي تفصله الدراسات ذات الصلة ابلنظم االنتخابية‪.‬‬
‫أ)‪ -‬نظام األغلبية‬
‫القاع ككدة اجلوهري ككة هل ككذا النظ ككام تتمث ككل يف أن ا الف ككائز خ ككذ ك ككل ش كيءا‪ ،‬والف ككائز يف نظ ككام األغلبي ككة ه ككو املتحص ككل عل ككى أك ككرب ع ككدد م ككن‬
‫األصكوات‪ ،‬وجيكب أن منيكز هنكا بكني األغلبيكة املطلقككة مكن األصكوات الكيت عكادة مكا تككون بك ك ( ‪ )50+1‬علكى األقكل‪ ،‬وبكني األغلبيكة النسكبية مككن‬
‫‪2‬‬
‫األصوات اليت تكتفي ابألغلبية البسيطة فقط ( أكرب عدد من األصوات الصحيحة )‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الفتاح ماضي‪ ،‬املرجع السابق‪.‬‬

‫‪ 2‬بن سليمان عمر‪ ،‬ا أتثري نظام االنتخاب على األحزاب يف اجلزائر ‪ 2012-1989‬ا‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة سعيدة‪،‬‬
‫‪ ،2013‬ص‪.119‬‬
‫‪352‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للحقوق والعلوم السياسية‪ /‬معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ /‬املركز اجلامعي أمحد بن حيي الونشريسي تيسمسيلت‪ ،‬اجلزائر‬
‫المجلد الثالث‪ /‬العدد الخامس ‪ /‬جوان ‪ /2018‬الرقم الدولي الموحد للدورية "ردمد"‪ISSN: 2507-7635 :‬‬

‫وأهككم مككا يتميككز بككه هككذا النظككام هككو‪ :‬البسككاطة والوضككوح والقككدرة عل ككى تك ككوين أغلبي ككة برملانيككة متماسكككة‪ ،‬ممككا ي كؤدي يف النهايككة إىل اسككتقرار‬
‫احلكوم ككات‪ ،‬وجيع ككل ه ككذا النظ ككام الناخ ككب عل ككى معرف ككة سميككع املرش ككحني املتنافس ككني يف االنتخ ككاابت‪ ،‬األم ككر ال ككذي م ككن شككأنه تقل ككيص ت ككأثري‬
‫األحكزاب السياسية على آراء واجتاهات الناخبني ‪.‬‬
‫ب)‪ -‬نظام التمثيل النسيب‪:‬‬
‫تستعمله أكثر الدميقراطيات الراسخة‪ ،‬قاعدة هذا النظكام هكي توزيكع املقاعكد يككون متقكارب مكع نسكبة األصكوات الكيت حتصكل عليهكا ككل‬
‫حزب‪ ،‬وفق قانون الباقي األعلى أو املتوسكط األعلكى ‪ ،‬وكلمكا زاد حجكم الكدائرة االنتخابيكة وقلكت عتبكة الفكوز ابملقاعكد كلمكا ازدادت نسكبية‬
‫هذا النظام‪.‬‬
‫إن أهم ما يتميز به هذا النظام أنه يسم بتمثيكل كافكة اجتاهات الرأي العام واألحزاب السياسكية يف الربملكان‪ ،‬وقيكل إن هكذا النظكام أكثكر‬
‫عدالككة مككن نظككام األغلبيككة‪ ،‬كونككه يضككمن لكككل حككزب عككدداً مككن املقاعككد يف اجمللكس النيككايب يتناسككب وعككدد األصكوات التككي حصككل عليهككا يف‬
‫االنتخاابت‪.1 .‬‬
‫ج)‪ -‬أنظمة التمثيل املختلط ‪:‬‬
‫وهي اليت تتألف من مزيج بني القواعد النسبية واألغلبية وقد تكون متوازية وقد يغلب عليهكا هكذا اللكون أو ذلكك تبعكا للنسكب الكيت تكدخل‬
‫يف تكوين هذا النظام االنتخايب‪ ،‬وتدعى األنظمة االنتخابية املختلطة ابألنظمة شبه النسبية‪ ،‬وهي أنظمة تقع بني النظام االنتخايب ابألغلبية‬
‫‪2‬‬
‫والنظام االنتخايب النسيب‪.‬‬

‫احملور الثاين‬
‫تطور املنظومة االنتخابية يف اجلزائر‬
‫يعترب قانون االنتخاابت أهم نص قانوين يؤطر العملية االنتخابية اليت تعترب جوهر أي نظام دميقراطي‪ ،‬فباالنتخاب يتمكن‬
‫املواطنون من اختيار ممثليهم على خمتلف املستوايت‪ ،‬ملمارسة السيادة نيابة عنهم‪ ،‬لذلك جيب أن ترمي قواعد القانون االنتخايب إىل حتقيق‬
‫انتخاابت تعددية نزيهة وشفافة‪.‬‬
‫وقد عرفت اجلزائر عدة أمنام انتخابية سواء يف فرتة األحادية احلزبية أو بعد الشروع يف التجربة التعدية‪ ،‬انطالقا من نظام األغلبية إىل‬
‫نظام التمثيل النسيب مرورا ابلنظام املختلط‪ ،‬من الضروري اليوم تقييم هذه التجربة وتبين النمط االنتخايب الذي يتماشى مع واقع اجملتمع‬
‫‪3‬‬
‫اجلزائري وظروف البالد السياسية واالقتصادية‪.‬‬
‫أوال‪ -‬النظام االنتخايب اجلزائر يف الفرتة األحادية‬

‫‪ 1‬شليغم غنية‪ ،‬ولد عامر نعيمة‪ ،‬ا أثر النظم االنتخابية على التمثيل النسيب‪ :‬حالة اجلزائرا‪ ،‬جملة دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ :‬جامعة ورقلة‪ ،‬أفريل ‪ ،2011‬ص ‪.183‬‬
‫‪ 2‬زهرية بن علي‪ ،‬ا دور النظام االنتخايب يف إصالح النظم السياسية‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف القانون العام‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان‪،2015 ،‬ص‪.98‬‬
‫‪ 3‬عمار عباس‪،‬ا اإلصالحات السياسية يف اجلزائر ‪ 2011‬ا‪ ،‬جملة الفكر الربملاين‪ ،‬العدد ‪ ،27‬جملس األمة ‪ :‬اجلزائر‪.2011،‬‬
‫‪353‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للحقوق والعلوم السياسية‪ /‬معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ /‬املركز اجلامعي أمحد بن حيي الونشريسي تيسمسيلت‪ ،‬اجلزائر‬
‫المجلد الثالث‪ /‬العدد الخامس ‪ /‬جوان ‪ /2018‬الرقم الدولي الموحد للدورية "ردمد"‪ISSN: 2507-7635 :‬‬

‫لقككد أخككذ املشككرع اجلزائككري يف عهككد احلككزب الواحككد بنظــام االنتخ ــاب الف ــرد وابألغلبيــة املطلقــة يف دور واح ــد مبقتضككى دسككتوري‬
‫‪ 1963‬و ‪ ،1976‬حيث تضمن أول دستور للجزائر املستقلة يف سكبتمرب ‪ 1963‬يف املكادة‪ 27‬ا أن االقكرتاع يككون عكام مباشكر وسكري ا‪،‬‬
‫علككى أن يوكككل أمككر اقكرتاح املرشككحني‪ ،‬إىل جبهككة التحريككر الككوطين‪ ،‬لينتخككب أول جملككس نيككايب يف التككاريخ املؤسسككا للجزائككر املسككتقلة‪ ،‬يف ‪20‬‬
‫سبتمرب ‪، 1964‬ملدة ‪ 04‬سنوات‪ ،‬واتسم ابحتكار جبهة التحرير الوطين‪ ،‬للعضوية فيه إذ اشرتم يف املرش للنيابة يف الربملكان ابالنتمكاء إىل‬
‫احلزب الواحد ابعتباره احلزب الطالئعي يف البالد‪ ،‬وقائمة الرتش كانت قائمة واحدة موضوعة من قبكل اجلبهكة‪ ،1‬أمكا يف دسكتور ‪ 22‬نكوفمرب‬
‫‪ 1976‬فقد نصكت (املكادة ‪)128‬علكى أنكه‪:‬ا ينتخكب أعضكاء الشكعيب الكوطين‪ ،‬بنكاء علكى ترشكي مكن قيكادة احلكزب‪ ،‬عكن طريكق االقكرتاع العكام‬
‫والسري واملباشرا‪.‬‬
‫يقككول صككاح بلحككا يف هككذا الصككدد‪:‬ا ‪ ...‬متيــز النظــام االنتخــايب اجلزائــر يف دمــاب األحاديــة ابالدــتقرار‪ ،‬الوحــدة‪ ،‬والبســا ة‪،‬‬
‫ممـر يف اجلزائـر يلـة ‪ 26‬دـنة جـرت هلال ـا انتخـاابت كثـقة واـ نظـام انتخـايب‬
‫واملقصود‪ -1‬ابالدتقرار‪ :‬أ أن ذلك النظام االنتخـايب ر‬
‫واحــد رهــر م ـ نظــام ابــزب الواحــد‪ ،‬ودال بزوال ـ ‪ -2 ،‬ابــدة‪ :‬أ أن أدــا نظــام االنتخــاب كانــيف متماللــة يف العمليــات االنتخابيــة‪،‬‬
‫ابدتثناء بعض اآلليات التقنية اخلاصة بكل منها‪-3 .‬البسا ة‪ :‬أ بسا ة اإلجراءات واآلليـات مقارنـة ابإلجـراءات واآلليـات املعقـدة يف‬
‫‪2‬‬
‫النظم االنتخابية التعددية اليت تتسم بتعدد كيفيات وض القوائم‪ ،‬وحتديد الفائزياب‪ ،‬وتودي املقامد"‪.‬‬

‫ويعترب القانون ‪ 08/80‬املؤرخ يف ‪ 25‬أكتوبر ‪، 1980‬هو أول قانون انتخايب عرفته اجلزائر املستقلة‪ ،‬ومت اعتماد هذا النظام لسهولته‬
‫وبساطته‪ ،‬وألنه كان يعكس طبيعة النظام السياسي الذي تبنته اجلزائر بعد االستقالل‪ ،‬واملتمثل يف نظام احلزب الواحد‪.‬‬
‫ويف هذا اجملال تنص املادة ‪ 66‬من القانون ‪ 08/80‬على أنا ينتخب أعضاء كل جملس شعيب من قائمة وحيدة للمرشحني‪ ،‬يقدمها‬
‫حزب جبهة التحرير الوطين ا‪ ،3‬أي أنه ليس أمام الناخب إال قائمة وحيدة يقرتحها حزب جبهة التحرير الوطين‪ ،‬مشتملة على عدد من‬
‫املرشحني يساوي ضعف عدد املقاعد املطلوب شغلها‪ ،‬كما أن حتديد نتائج هذه االنتخاابت يتم بواسطة تعداد األصوات اليت حصل عليه‬
‫كل مرتش بتطبيق نظام األغلبية البسيطة‪ ،‬وهذا ما نصت عليه الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ 67‬من نفس القانون املذكور أعاله حيث جاء فيها ما‬
‫يلي ا يصرح ابنتخاب املرشحني الذين حصلوا على أكرب عدد من األصوات يف حدود املقاعد املطلوب شغلها‪ ،‬وعند تساوي األصوات‬
‫يؤول االنتخاب للمرش األكرب سنا ‪ .4‬كما طبق نظام األغلبية يف االنتخاابت الرائسية اليت عرفتها اجلزائر يف الفرتة األحادية‪ ،‬ففي تلك‬
‫املرحلة يتوىل احلزب تقدمي املرش الوحيد الذي يتم انتخابه ابألغلبية املطلقة من الناخبني املسجلني ويف دورة واحدة‪.‬‬

‫‪ 1‬بن سليمان عمر‪ ،‬مرجع سابق‪.151 ،‬‬


‫‪ 2‬صاح بلحا ‪ ،‬ا تطورات النظام االنتخايب وأزمة التمثيل يف اجلزائرا‪ ،‬أحباث وآراء حول‪ :‬مسألة التحول الدميقراطي يف اجلزائر‪ ،‬خمرب دراسات وحتليل السياسات‬
‫العامة يف اجلزائر‪ ، 2012 ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪ 3‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬وزارة الداخلية‪ ،‬قانون رقم ‪ 08_80‬املؤرخ يف ‪ ،1980-10-28‬يتضمن قانون االنتخاابت‪ ،‬اجلريدة الر ية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،44‬السنة السادسة عشر‪ ،‬الصادرة بتاريخ ‪.1980-10-29‬‬
‫‪ 4‬سويقات عبد الرزاق‪ ،‬ا إصالح النظام االنتخايب لرتشيد احلكم يف اجلزائر ا‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪،2010 ،‬‬
‫ص‪.90-89‬‬

‫‪354‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للحقوق والعلوم السياسية‪ /‬معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ /‬املركز اجلامعي أمحد بن حيي الونشريسي تيسمسيلت‪ ،‬اجلزائر‬
‫المجلد الثالث‪ /‬العدد الخامس ‪ /‬جوان ‪ /2018‬الرقم الدولي الموحد للدورية "ردمد"‪ISSN: 2507-7635 :‬‬

‫اثنيا‪ -‬النظام االنتخايب اجلزائر يف الفرتة التعددية‬


‫بعد إقرار دستور ‪ ،1989‬ودخول اجلزائر يف وضع سياسي جديد فرض على النظام السياسي إدخال تعديالت وإصالحات يف‬
‫القوانني التنظيمية للدولة من شأهنا أن تفت اجملال للتنمية السياسية‪ ،‬تدعم من خالهلا سيادة الشعب واحرتام خياراته احلرة‪ ،‬وحتقيق مشاركة‬
‫سياسية أكثر فعالية ملختلف االجتاهات والفعاليات السياسية واالجتماعية‪ ،‬وقد مست هذه التعديالت خصوصا القوانني املنظمة‬
‫لالنتخاابت قصد إجراء أول انتخاابت تعددية يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -)1‬قانون االنتخاابت رقم ‪13/89‬‬
‫جتسيدا لنص املادة ‪ 10‬من دستور ‪ ،1989‬اليت تضمن االختيار احلر والدميقراطي ملمثلي الشعب‪ ،‬مت إصدار أول قانون لالنتخاابت‬
‫التعددية وهو القانون رقم ‪ 13/89‬املؤرخ يف ‪ 07‬أوت ‪ 1،1989‬واملعدل يف ‪ 27‬مارس ‪ 1990‬مبوجب القانون رقم ‪ 2، 06/90‬ملغيا‬
‫ُ‬
‫بذلك أحكام قانون االنتخاابت رقم ‪ 08/80‬املؤرخ يف ‪ 25‬أكتوبر ‪ 3،1980‬ومت اعتماد ريقة االقرتاع النسيب ملى القائمة م‬
‫أاضلية األغلبية يف دور واحد‪ ،‬وهكذا فإن القانون اجلديد جاء ليُحدد كيفيات املشاركة يف االنتخاابت يف ظل املعطيات اجلديدة‬
‫للتعددية السياسية‪ .‬وميكن عرض أهم التغريات احلاصلة يف النقام التالية‪:‬‬
‫بعد أن كان الرتش للمجالس املنتخبة يتم عن طريق احلزب‪ ،‬ألغيت هذه الطريقة وأصب حق الرتش مسموحا‬ ‫‪-‬‬
‫به للجميع حسب املادة ‪ 66‬من القانون اجلديد‪ ،‬سواء كان ابسم حزب سياسي أو عن طريق الرتش احلر‪ ،‬لكن يف هذه‬
‫احلالة األخرية ينبغي أن يزكى املرتش بتوقيعات ‪%10‬على األقل من انخيب دائرته االنتخابية‪ ،‬على أن ال يقل العدد عن‬
‫مخسني انخبا ( ‪ ،)50‬وال يزيد عن مخس مئة ( ‪ ) 500‬انخب ‪.‬‬
‫إن منط االقرتاع النسيب الذي مت تبنيه يف هذا القانون‪ ،‬أحدث قطيعة مع التمثيل املطلق الذي كان يقوم عليه القانون السابق (‬
‫‪ ، ) 08/80‬حيث نصت املادة ‪ 61‬من قانون ‪ 13/89‬أن انتخاب اجمللس البلدي و الوالئي يكون ملدة ‪ 05‬سنوات بواسطة‬
‫االقرتاع النسيب على القائمة مع أفضلية األغلبية يف دور واحد‪ ،‬ونفس النمط يُطبق على اجمللس الشعيب الوطين مبقتضى املادة ‪،84‬‬
‫على أن جيرى االقرتاع يف الدوائر االنتخابية اليت تتوفر على مقعد واحد على اسم ابألغلبية يف دور واحد‪.4‬‬
‫أما ابلنسبة النتخاابت اجمللس الشعيب الوطين ( الربملان)‪ ،‬فقد حددت املادة ‪ 84‬من قانون ‪ 13-89‬السابق‬ ‫‪-‬‬
‫الذكر طريقة االقرتاع النسيب على القائمة مع أفضلية األغلبية يف دور واحد‪ ،‬لكن عدلت هذه املادة مبوجب القانون رقم‬

‫‪ 1‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية‪ ،‬قانون رقم ‪ 13/89‬املؤرخ يف ‪ 05‬حمرم عام‪1410‬ه املوافق ل ‪ 07‬أوت ‪ ،1989‬املتضمن قانون االنتخاابت‪ ،‬اجلريدة الر ية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،32‬السنة ‪ ،26‬الصادرة بتاريخ ‪ 07‬أوت ‪.1989‬‬
‫‪ 2‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية‪ ،‬قانون رقم ‪ 06/90‬املؤرخ يف أول رمضان عام‪1410‬ه املوافق ل ‪ 27‬مارس ‪ ،1990‬يعدل ويتمم القانون رقم ‪ 13/89‬املؤرخ‬
‫يف ‪ 07‬أوت ‪ ،1989‬املتضمن قانون االنتخاابت‪ ،‬اجلريدة الر ية‪ ،‬العدد ‪ ،13‬السنة‪ ،27‬الصادرة بتاريخ ‪ 28‬مارس ‪.1990‬‬
‫‪ 3‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية‪ ،‬قانون رقم ‪ 08/80‬املؤرخ يف ‪ 16‬ذي احلجة ‪1400‬ه‪ ،‬املوافق ل ‪ 25‬أكتوبر ‪ ،1980‬املتضمن قانون االنتخاابت‪ ،‬اجلريدة‬
‫الر ية‪ ،‬العدد ‪ ،44‬السنة ‪ ،16‬الصادرة بتاريخ ‪ 28‬أكتوبر ‪.1980‬‬
‫‪ 4‬لقد مت تعديل هذه املادة مبوجب القانون رقم ‪ 06/91‬املؤرخ يف ‪ 02‬أفريل ‪ ،1991‬املعدل واملتمم للقانون ‪ 13/89‬حيث أصبحت طريقة االقرتاع إىل االسم‬
‫ُ‬
‫الواحد ابألغلبية يف دورتني‪.‬‬
‫‪355‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للحقوق والعلوم السياسية‪ /‬معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ /‬املركز اجلامعي أمحد بن حيي الونشريسي تيسمسيلت‪ ،‬اجلزائر‬
‫المجلد الثالث‪ /‬العدد الخامس ‪ /‬جوان ‪ /2018‬الرقم الدولي الموحد للدورية "ردمد"‪ISSN: 2507-7635 :‬‬

‫‪ 06-91‬املؤرخ يف ‪ 2‬أفريل ‪ 1991‬املعدل واملتمم للقانون السابق‪ ،‬حيث أصبحت طريقة االقرتاع على االسم الواحد‬
‫ابألغلبية يف دورين‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وحسب املادة ‪ 62‬من قانون ‪ 13/89‬فإنه يرتتب على هذا النمط من االقرتاع توزيع املقاعد كاأل ‪:‬‬
‫إذا حتصلت القائمة اليت فازت ابألغلبية املطلقة من لألصوات املعربة عنها فإهنا حتوز على مجيع املقاعد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ويف حالة عدم حصول أية قائمة على األغلبية املطلقة لألصوات املعربة عنها‪ ،‬فإن القائمة احلائزة على األغلبية‬ ‫‪-‬‬
‫البسيطة حتصل على (‪ ) 1 + %50‬من املقاعد وحيسب الكسر لصاح هذه القائمة كمقعد كامل‪.‬‬
‫توزع بقية املقاعد على مجيع القوائم احملصلة على أكثر من ‪ %10‬من األصوات املعرب عنها‪ ،‬وذلك على أساس‬ ‫‪-‬‬
‫النسب املئوية لألصوات احملصل عليها وحسب ترتيب تنازيل وحيسب الكسر الناتج كمقعد كامل‪.‬‬
‫‪ -)1‬قانون االنتخاابت رقم ‪06/90‬‬
‫ساهم أتجيل االنتخاابت بربوز قوى سياسية فاعلة على الساحة السياسية‪ ،‬دفعت رئيس احلكومة آنذاك السيد "مولود محروشا إىل‬
‫تقدمي مشروع يعدل بعض مواد قانون االنتخاب ‪ 13/89‬رغم أن مل يدهلل حيز التجربة العملية ( مل يوضع موضع التطبيق )‪.‬‬
‫وبعد املوافقة عليه من طرف اجمللس الشعيب الوطين‪ ،‬صدر قانون ‪ 06/90‬يف ‪27‬مارس‪ ،1990‬والذي مبوجبه مت اعتماد نظام انتخايب‬
‫ال خيتلف من حيث املبدأ عن النظام االنتخايب السابق‪ ،‬على أساس أنه جيمع بني تقنيات نظام األغلبية ونظام التمثيل النسيب‪ ،‬لكنه أقل‬
‫حدة منه‪.‬‬
‫ومبوجب هذا القانون مت تعديل الفقرة املتعلقة بتودي املقامد‪ ،‬لتتحول إىل القائمة اليت تفوز ابألغلبية املطلقة لألصوات املعرب عنها ال‬
‫حتصل على مجيع املقاعد بل على عدد من املقاعد يتناسب مع النسبة املئوية اليت حصلت عليها‪ ،‬وظلت هذه الطريقة نفسها يف توزيع‬
‫املقاعد يف حالة عدم حصول أي قائمة على األغلبية املطلقةا‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وابلفعل فقد نص القانون ‪ 06/90‬يف (املادة ‪ ) 62‬مكرر‪ ، 1‬أن املقاعد توزع ابلشكل التايل‪:‬‬
‫‪ -‬القائمة اليت تتحصل على األغلبية املطلقة من األصوات‪ ،‬تفوز بعدد من املقاعد يناسب النسبة املئوية لألصوات احملصل عليها اجملربة إىل‬
‫العدد الصحي األعلى‪.‬‬
‫‪ -‬و يف حالة عدم حصول أي قائمة على األغلبية املطلقة من األصوات املعرب عنها‪ ،‬تفوز القائمة اليت حتوز على أعلى نسبة كما يلي‪:‬‬
‫‪ )% 50 ( ‬من عدد املقاعد اجملربة إىل العدد الصحي األعلى يف حالة ما إذا كان عدد املقاعد املطلوب شغلها يف الدائرة‬
‫فرداي‪.‬‬
‫‪ )1+ %50( ‬من عدد املقاعد يف حالة ما إذا كان عدد املقاعد املطلوب شغلها زوجيا‪.‬‬

‫‪ 1‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية‪ ،‬قانون رقم ‪ 13/89‬املؤرخ يف ‪ 05‬حمرم عام‪1410‬ه املوافق ل ‪ 07‬أوت ‪ ،1989‬املتضمن قانون االنتخاابت‪ ،‬اجلريدة الر ية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،32‬السنة ‪ ،26‬الصادرة بتاريخ ‪ 07‬أوت ‪ ،1989‬ص ‪.853‬‬

‫‪ 2‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية‪ ،‬قانون رقم ‪ 06/90‬املؤرخ يف أول رمضان عام‪1410‬ه املوافق ل ‪ 27‬مارس ‪ ،1990‬يعدل ويتمم القانون رقم ‪ 13/89‬املؤرخ‬
‫يف ‪ 07‬أوت ‪ ،1989‬املتضمن قانون االنتخاابت‪ ،‬اجلريدة الر ية‪ ،‬العدد ‪ ،13‬السنة‪ ،27‬الصادرة بتاريخ ‪ 28‬مارس ‪ ،1990‬ص‪.433‬‬
‫‪356‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للحقوق والعلوم السياسية‪ /‬معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ /‬املركز اجلامعي أمحد بن حيي الونشريسي تيسمسيلت‪ ،‬اجلزائر‬
‫المجلد الثالث‪ /‬العدد الخامس ‪ /‬جوان ‪ /2018‬الرقم الدولي الموحد للدورية "ردمد"‪ISSN: 2507-7635 :‬‬

‫‪ ‬ويف كلتا احلالتني املذكورين أعاله‪ ،‬توزع املقاعد املتبقية ابلتناسب على كل القوائم اليت حصلت على ‪ %7‬فما فوق من‬
‫األصوات املعربة على أساس النسبة املئوية لألصوات احملرزة بتطبيق الباقي األقوى‪ ،‬حىت تنتهي املقاعد الواجب شغلها‪.‬‬
‫‪ ‬ويف حالة عدم حصول أية قائمة متبقية على نسبة ‪ ،%7‬حتصل القائمة الفائزة على مجيع املقاعد‪.‬‬
‫على أساس ما تقدم تقرر إجراء أول انتخاابت تعددية يف اتريخ اجلزائر املستقلة‪ ،‬ومتثلت يف االنتخاابت احمللية يف ‪ 12‬جوان ‪1990‬‬
‫كبداية لوضع قواعد دميقراطية تعددية متثيلية‪ ،‬وبدا واضحا أن هذه االنتخاابت كانت فرصة مناسبة لقياس صدى الدميقراطية والتنمية‬
‫‪1‬‬
‫السياسية الذي تبنته الدولة بداية من أحداث أكتوبر‪.1988‬‬
‫لقد اتض من نتائج هذه االنتخاابت أن املنافسة االنتخابية التعددية األوىل يف اتريخ اجلزائر‪ ،‬أعادت توزيع األوراق بني خمتلف األطراف‬
‫اليت دخلت احلياة السياسية بعد عملية اإلصالح السياسي اليت عرفتها اجلزائر سنة ‪ ،1989‬كما جتلت يف األفق معامل قوة سياسية جديدة‬
‫جسدها التيار اإلسالمي املتمثل يف ( اجلبهة اإلسالمية لإلنقاذ )‪.‬‬
‫على صعيد أخر تدفعنا نتائج االنتخاابت احمللية للتساؤل عن األسباب اليت أدت إىل تراجع جبهة التحرير الوطين يف أول امتحان‬
‫عربت هذه االنتخاابت عن عدم ثقة املواطن يف النظام السياسي املمثل من خالل جبهة التحرير الوطين ابعتبارها احلزب‬
‫تعددي‪ ،‬حيث ً‬
‫الوحيد احلاكم‪.‬‬
‫‪ -)2‬قانون االنتخاابت رقم ‪06/91‬‬
‫يف إطار إمتام مسار التنمية السياسية والتحول حنو الدميقراطية ابللجوء إىل اآللية االنتخابية‪ ،‬أعلن رئيس اجلمهورية الشاذيل بن جديد‬
‫إجراء االنتخاابت التشريعية يف دورتني‪ُ ،‬جيرى الدور األول يف ‪ 27‬جوان ‪ ،1991‬مث يليه الدور الثاين بعد ثالث أسابيع من ذلك التاريخ‪.‬‬
‫إال أن أتجيل إجراء االنتخاابت اليت ُحدد موعد تنظيمها يف ‪ 06‬ديسمرب ‪ ،1991‬من النظام السياسي الفرصة إلعادة تنظيم القوانني‬
‫والدوائر االنتخابية وفقا ملصاحله وانطالقا من النتائج املتحصل عليها يف االنتخاابت احمللية السابقة‪ ،‬فجاء القانون رقم ‪ 2،06/91‬املؤرخ يف‬
‫ُ‬
‫‪ 02‬أفريل ‪ 1991‬املعدل واملتمم للقانون رقم ‪ 13/89‬واملتضمن قانون االنتخاابت‪ ،‬ومبقتضاه تغري منط االقرتاع إذ أصب يعتمد طريقة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫االقرتاع ملى االدم الواحد ابألغلبية يف دورتني‪ ،‬موض منط االقرتاع النسيب ملى القائمة م أاضلية األغلبي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة يف دورة واحدة‪،‬‬
‫ووفق القانون اجلديد يعترب املرش فائزا يف الدورة األوىل إذا حصل على األغلبية املطلقة ( النصف زائد واحد )‪ ،‬وإذا مل ينل أحد املرشحني‬
‫األغلبية املطلقة تعاد االنتخاابت يف دورة اثنية ويشارك يف ذلك املرتشحني الذين حازوا أكرب عدد من األصوات املعرب عنها‪ ،‬ويعترب فائزا يف‬
‫الدورة الثانية املرش الذي حصل على أكثرية األصوات‪.‬‬
‫ليليه القانون رقم ‪ 07/91‬املؤرخ يف ‪ 05‬أفريل ‪ 1991‬املحدد للدوائر االنتخابية‪ ،‬وبناء على هذا التقسيم اإلداري اجلديد ارتفع عدد‬
‫ُ‬
‫مقاعد الربملان من ‪ 295‬إىل ‪ 542‬مقعد‪.‬‬

‫‪ 1‬خالد توازي‪ ،‬ا الظاهرة احلزبية يف اجلزائر ا‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬كلية العلوم السياسية واإلعالم‪ :‬جامعة اجلزائر‪ ،2006 ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪ 2‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية‪ ،‬قانون رقم ‪ 9/91‬املؤرخ يف ‪ 17‬رمضان ‪1411‬ه‪ ،‬املوافق ‪ 02‬أفريل ‪ ،1991‬يعدل ويتمم القانون رقم ‪ 13/89‬املؤرخ يف ‪7‬‬
‫أوت ‪ ،1989‬واملتضمن قانون االنتخاابت‪ ،‬اجلريدة الر ية‪ ،‬العدد ‪ ،14‬السنة الثامنة والعشرون‪ ،‬الصادرة بتاريخ ‪ 03‬أفريل ‪.1991‬‬
‫‪357‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للحقوق والعلوم السياسية‪ /‬معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ /‬املركز اجلامعي أمحد بن حيي الونشريسي تيسمسيلت‪ ،‬اجلزائر‬
‫المجلد الثالث‪ /‬العدد الخامس ‪ /‬جوان ‪ /2018‬الرقم الدولي الموحد للدورية "ردمد"‪ISSN: 2507-7635 :‬‬

‫لكن ما يالحظ يف هذا التقسيم أنه أخذ املساحة اجلغرافية بعني االعتبار عوض الكثافة السكانية‪ ،‬ومن مث فإن هذا القانون مهش املدن‬
‫حلساب األرايف‪ ،‬وهذا ما حيمل دليال واضحا على كوهنا زايدة خصصت ملناطق نفوذ وشعبية النظام واحلزب احلاكم يف األرايف ومناطق‬
‫اجلنوب رغم الكثافة السكانية املنخفضة اليت تتميز هبا‪ ،‬وابلتايل كانت هناك رغبة لضمان أغلبية برملانية مناسبة تسم بتمرير مشاريع‬
‫القوانني املختلفة وفقا لتوجهات النظام‪.‬‬
‫وعليه فإن هذين القانونني كاان حماولة من النظام لتنظيم الساحة السياسية وفق ما خيدم مصاحله وإسرتاتيجيته القائمة على استقراره يف‬
‫احلكم‪ ،‬وتوجيه العملية السياسية من جهة وضرب القوة السياسية والتنظيمية للحزب الفائز يف االنتخاابت احمللية من جهة اثنية‪.‬‬
‫هذا ما أاثر ًردات فعل معارضة حملتوى هذين القانونني وكانت اجلبهة اإلسالمية لإلنقاذ من أكرب املعارضني هلما‪ ،‬متهمة احلكومة‬
‫ابلتحيز جلبهة التحرير الوطين وتشكلت على إثرها جمموعة ( ‪ *) 7+1‬لتطالب رئيس اجلمهورية معادة النظر يف القانونني وهددت ابلقيام‬
‫ابإلضراب الذي تراجعت عنه بعد ذلك‪.‬‬
‫لكن عدم استجابة احلكومة ملطالب األحزاب املعارضة خاصة اجلبهة اإلسالمية لإلنقاذ‪ ،‬دفعها إىل إعالن إضراهبا السياسي ابتداء من‬
‫يوم ‪ 25‬ماي ‪ ،1991‬حيث نظمت مظاهرات ومسريات لكن سرعان ما حتولت إىل مواجهات بني املتظاهرين والشرطة‪ ،‬انتهت بتدخل‬
‫اجليش مع محلة واسعة من االعتقاالت يف صفوف اجلبهة اإلسالمية لإلنقاذ يف آخر شهر جوان‪ ،‬تداعت األحداث على حنو متسارع‬
‫فأعلنت احلكومة فرض حالة الطوارئ ملدة أربعة شهور وانتشرت قوات اجليش يف العاصمة ومت فرض حظر التجول فيها‪.1‬‬
‫نتيجة التطورات السياسية واألمنية وأمام الوضع املتأزم ( املذكور آنفا )‪ ،‬متت استقالة حكومة ا مولود محروش ا وتعويضها حبكومة‬
‫جديدة برائسة ا سيد أمحد غزايل ا‪ ،‬اليت قامت بتعديل القانونني حمل اسالف وقدمتهما للربملان للمصادقة عليه يوم ‪ 13‬أكتوبر ‪.1991‬‬
‫وقد تضمن التعديل ما يلي‪:‬‬
‫االعتماد على طريقة االقرتاع على االسم الواحد ابألغلبية يف دورتني‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ختفيض سن الرتش إىل ‪ 28‬سنة بدال من ‪ 30‬سنة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مت ختفيض عدد مقاعد الربملان من ‪ 542‬إىل ‪ 430‬مقعد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ختفيض عدد التوقيعات الالزمة للمرتش احلر من ‪ 500‬توقيع إىل ‪ 300‬توقيع‪ ،‬مع أتكيد صحة عينة منها‬ ‫‪‬‬
‫قدرها ‪ 15 ( %5‬توقيع ) خيتارها رئيس اللجنة اإلدارية املكلفة ابالنتخاابت على مستوى الدائرة االنتخابية‪.‬‬
‫أما ابلنسبة لتقسيم الدوائر االنتخابية فقد مت كذلك ختفيض عدد الدوائر إىل ‪ 430‬دائرة انتخابية‪ ،‬وقامت هذه التعديالت على‬
‫أساس حتديد الشرحية السكانية لكل مقعد اعتمادا على الكثافة السكانية ابلوالية وتقسيمه على كل مقعد‪ ،‬كما مت إقرار عدم متثيل أية‬
‫والية أبقل من انئبني اثنني من جهة وكل دائرة انتخابية مبقعد على األقل من جهة اثنية‪.‬‬

‫* ومتثلت هذه األحزاب يف‪ :‬احلركة من أجل الدميقراطية يف اجلزائر‪ ،‬احلزب الوطين للتضامن والتنمية‪ ،‬حزب التجديد اجلزائري‪ ،‬التجمع من أجل الثقافة‬
‫والدميقراطية‪ ،‬احلركة اجلزائرية للعدالة والتنمية‪ ،‬حركة محاس‪ ،‬حزب العمال زائد واحد (نعين هبا اجلبهة اإلسالمية لإلنقاذ ) ‪.‬‬
‫‪ 1‬عمرو عبد الكرمي سعداوي‪ ،‬ا التعددية السياسية يف العامل الثالث‪ :‬اجلزائر منوذجا ا‪ ،‬جملة السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪ ،138‬مركز األهرام للدراسات السياسية و‬
‫اإلسرتاتيجية‪ :‬القاهرة ‪ ،‬أكتوبر ‪ ،1999‬ص ‪.68‬‬

‫‪358‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للحقوق والعلوم السياسية‪ /‬معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ /‬املركز اجلامعي أمحد بن حيي الونشريسي تيسمسيلت‪ ،‬اجلزائر‬
‫المجلد الثالث‪ /‬العدد الخامس ‪ /‬جوان ‪ /2018‬الرقم الدولي الموحد للدورية "ردمد"‪ISSN: 2507-7635 :‬‬

‫نتيجة هلذه التعديالت القانونية وتوفر الشروم التنظيمية الالزمة إلجراء االنتخاابت التشريعية‪ُ ،‬حدد اتريخ ‪ 26‬ديسمرب ‪1991‬‬
‫إلجراء االنتخاابت التشريعية مبوجب املرسوم الرائسي رقم ‪ 91/386‬الصادر بتاريخ ‪ 16‬أكتوبر ‪ ،1991‬وقررت اتريخ ‪ 12‬جانفي‬
‫‪ 1992‬إلجراء الدور الثاين من هذه االنتخاابت‪.‬‬
‫‪ -)3‬قانون االنتخاابت رقم ‪07/97‬‬
‫بعد العودة إىل املسار االنتخايب وإىل العمل ابلدستور‪ ،‬صدور قانون عضوي جديد خاص ابلنظام االنتخايب الذي مت تعديله مبوجب‬
‫األمر رقم ‪ 07/97‬املتضمن القانون العضوي املتعلق بنظام االنتخاابت‪ ،‬الذي جيب أن خذ بصيغة االقرتاع النسيب ملى أداس القائمة‬
‫عوض نظام االقرتاع ابألغلبية يف دورتني‪ ،‬و خذ بعني االعتبار الكثافة السكانية يف كل منطقة جغرافية والسماح للجزائريني يف اسار‬
‫اإلدالء أبصواهتم‪ ،‬ومبقتضى هذه التعديالت اجلديدة مت تنظيم االنتخاابت التشريعية لسنة ‪.1997‬‬
‫هذا النظام االنتخايب‪ ،‬يضمن التمثيل جلميع األحزاب سواء كانت صغرية أو كبرية‪ ،‬ألن عدد املرشحني يف القائمة يساوي عدد املقاعد‬
‫املمنوح لكل دائرة انتخابية‪ ،‬كما حددت الدائرة االنتخابية يف حدود االواليةا على أقصى تقدير مع إمكانية تقسيم الوالية إىل عدة دوائر‬
‫انتخابية(*) أما فيما يتعلق بتوزيع املقاعد فإهنا توزع ابالستناد إىل املعامل االنتخايب ( النصاب )‪ ،‬يف حني أن األصوات واملقاعد املتبقية بعد‬
‫‪1‬‬
‫عملية توزيع املقاعد وفق النصاب‪ ،‬فإهنا توزع على أساس قاعدة الباقي األقوى‪.‬‬
‫‪ -4‬تعديل قانون االنتخاابت رقم ‪01/04‬‬
‫لقد واكبت االنتخاابت الرائسية لسنة ‪ 2004‬تغيريات كبرية يف مواقف املؤسسة العسكرية وإعالهنا مبدأ احلياد‪ ،‬وقد صدر يف هذا‬
‫الشأن القانون رقم ‪ 01/04‬املعدل واملتمم لألمر ‪ 07/97‬املتضمن القانون العضوي املتعلق ابالنتخاابت‪ ،2‬و تضمن من التعديالت ما‬
‫ُ‬
‫مس بشكل مباشر أحد األدوار اليت كان يقوم هبا اجليش يف العملية االنتخابية‪ ،‬من خالل إلغاء مكاتب التصويت اساصة أبفراد اجليش‬
‫الوطين الشعيب وأجهزة األمن املختلفة من مقرات عملهم‪ ،‬وكانت خمتلف األحزاب والفواعل السياسية يف اجلزائر منذ سنوات تطالب ملغاء‬
‫املكاتب اساصة بعناصر اجليش الوطين‪ ،‬على اعتبار أهنا تساعد السلطة يف التالعب بصناديق االقرتاع‪ ،‬و عليه فقد اعترب هذا اإلجراء سعيا‬
‫حقيقيا سلق وتوفري اجلو املالئم لتجسيد موقف اجليش املعلن من الرائسيات‪ ،‬وهو ما أنبأ بوجود تغيري يف املسار والتموقع السياسي‬
‫للمؤسسة العسكرية بظهور بوادر عالقات جديدة بني مؤسسيت الرائسة والدفاع‪.‬‬

‫(*)املعامل االنتخايب لكل دائرة انتخابية هو‪ :‬عدد األصوات الصحيحة املعربة عنها يف كل دائرة انتخابية على ‪ /‬عدد املقاعد املخصصة هلا‪.‬غري أنه يف اجلزائر‬
‫ابإلضافة إىل حاصل القسمة‪ ،‬حتذف أصوات القوائم اليت مل حتصل على ‪ % 5‬من األصوات الصحيحة املعرب عنها‪.‬‬
‫‪ 1‬األمر رقم‪ 07/97‬مؤرخ يف ‪ 06‬مارس‪، 1997‬املتضمن القانون العضوي املتعلق ابالنتخاابت‪ ،‬املواد(‪ ،) 103، 102، 101‬اجلريدة الر ية‪ ،‬العدد‪،12‬‬
‫‪ ،1997‬ص‪104، 105‬‬
‫‪ 2‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬قانون عضوي رقم ‪ 01/04‬مؤرخ يف ‪ 16‬ذي احلجة ‪ ،1424‬املوافق ‪ 07‬فرباير ‪ ،2004‬يعدل ويتمم األمر رقم‬
‫‪ 07/97‬املؤرخ يف ‪ 27‬شوال ‪ ،1417‬املوافق ‪ 6‬مارس ‪ ،2004‬واملتضمن القانون العضوي املتعلق بنظام االنتخاابت‪ ،‬اجلريدة الر ية‪ ،‬العدد ‪ ،09‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪ 11‬فرباير ‪ ،2004‬ص ‪.21‬‬

‫‪359‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للحقوق والعلوم السياسية‪ /‬معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ /‬املركز اجلامعي أمحد بن حيي الونشريسي تيسمسيلت‪ ،‬اجلزائر‬
‫المجلد الثالث‪ /‬العدد الخامس ‪ /‬جوان ‪ /2018‬الرقم الدولي الموحد للدورية "ردمد"‪ISSN: 2507-7635 :‬‬

‫كما عدلت (املادة ‪ ) 88‬من األمر‪ 07/97‬واساصة بتنظيم وتشكيل اللجنة االنتخابية على املستوى الوالئي يف سنة ‪ 2004‬اليت‬
‫كانت تتألف من‪ 03‬قضاة يعينهم وزير العدل إىل‪ :‬رئيس يعينه وزير العدل برتبة مستشار وانئب رئيس ومساعدين اثنني يعينهم الوايل من‬
‫بني انخيب الوالية‪ ،‬كما تعترب أعماهلا وقراراهتا اإداريةا قابلة للطعن أمام اجلهة القضائية وفق ما ورد يف (املادة ‪.1)19‬‬
‫يف حني عدلت (املادة‪ ) 82‬من األمر‪ (، 07/97‬املتعلق ة بشروم قبول قائمة املرشحني املقدمة من حزب سياسي أو القوائم احلرة يف‬
‫نوفمرب‪ ،2007‬واستبدلت (ابملادة‪ ) 02‬اليت اشرتطت يف اعتماد القوائم اجلديدة حىت تتمكن من الرتش أن تكون معتمدة من طرف‬
‫حزب سياسي أو عدة أحزاب على أن تكون هذه األحزاب قد حتصلت على األقل على (‪ ) % 04‬من األصوات الصحيحة وذلك على‬
‫األقل يف‪ 25‬والية على األقل أي أكثر من ‪ 2/1‬أي (‪ )1 %+50‬من عدد الوالايت‪ .‬ودون أن يقل هذا العدد عن‪ 2000‬صوت‬
‫‪2‬‬
‫صحي يف كل والية‪.‬‬
‫‪ -5‬قانون االنتخاابت رقم ‪01/12‬‬
‫مع بداية سنة ‪ 2012‬مت إصدار جمموعة من اإلصالحات السياسية‪ ،‬وذلك مبراجعة العديد من القوانني العضوية املنظمة للحياة السياسية‬
‫‪3‬‬
‫وعلى رأسها قانون االنتخاابت‪ ،‬حيث شكل القانون العضوي رقم ‪ 01/12‬املؤرخ يف ‪ 12‬يناير ‪ 2012‬واملتعلق ابلنظام االنتخايب‬
‫أساسا لعملية اإلصالح السياسي‪ ،‬وجاء هذا القانون وقوفا عند رغبة األحزاب السياسية يف ضرورة تعزيز ضماانت نزاهة العملية االنتخابية‪،‬‬
‫حيث أدخلت آليات جديدة يف جمال الرقابة على العمل االنتخايب الذي من شأنه أن يوفر األجواء املناسبة إلجراء االنتخاابت يف أجواء‬
‫التنافس السياسي النزيه‪ ،‬ويقوي من مصداقية العملية االنتخابية ويعطيها صفة الشفافية‪ ،‬وجتسيدا هلذا املسعى أدخلت بعض التعديالت‬
‫أمهها اعتماد منط ا االقرتاع النسيب على القائمة املغلقة ا ابلنسبة للمجالس الشعبية احمللية (البلدية والوالئية) ‪ ،‬واجمللس الشعيب الوطين‪.‬‬
‫كما توزع املقاعد وفق هذا القانون اجلديد‪ ،‬ابلتناسب وعدد األصوات اليت حتصلت عليها كل قائمة‪ ،‬بتطبيق قاعدة الباقي‬
‫األقوى على املقاعد اليت تبقى شاغرة بعد توزيع األويل‪ .‬وهو ما يوض أن القانون العضوي اجلديد لالنتخاابت مل يغري منط االقرتاع بل‬
‫حافظ على نفس النمط الذي اعتمده يف سنة ‪ .1997‬اجلديد يف هذا القانون هو استحداث ا اللجنة الوطنية ملراقبة االنتخاابت ا‪ ،‬وهي‬
‫جلنة مستقلة تتشكل من ممثلي األحزاب السياسية املشاركة يف االنتخاابت‪ ،‬إضافة إىل ممثلي املرتشحني األحرار*‪ ،‬كما مت إنشاء ا اللجنة‬
‫الوطنية لإلشراف على االنتخاابت ا** املستقلة عن وصاية وزارة الداخلية واجلماعات احمللية واملشكلة من قضاة يعينهم رئيس اجلمهورية‪،‬‬
‫وميلكون صالحيات البث يف النزاعات حبيادية ومهنية‪.‬‬

‫‪ 1‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬القانون العضوي ‪، 01/04‬املؤرخ يف‪ 07‬فرباير‪ ،2004‬يعدل ويتمم األمر رقم‪، 07/97‬املؤرخ يف‪ 06‬مارس ‪،1997‬‬
‫واملتضمن القانون العضوي املتعلق بنظام االنتخاابت‪ ،‬املادة ‪، 19‬اجلريدة الر ية‪ ،‬العدد ‪ ،2004، 09‬ص‪.05‬‬
‫‪ 2‬بن سليمان عمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.162‬‬
‫‪3‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬القانون العضوي رقم ‪ 01/12‬مؤرخ يف ‪ 18‬صفر عام ‪ ،1433‬املوافق‪ 12‬يناير سنة ‪ ،2012‬يتعلق بنظام االنتخاب‪،‬‬
‫اجلريدة الر ية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬السنة التاسعة واألربعون‪ ،‬الصادرة بتاريخ ‪ 14‬يناير سنة ‪ ،2012‬ص ‪.09‬‬
‫* أنظر املواد ‪ 173-172-171‬من القانون العضوي رقم ‪ 01/12‬املتعلق بنظام االنتخاابت‪ ،‬وفيما خيص صالحيات اللجنة الوطنية ملراقبة االنتخاابت أنظر‬
‫املواد من املادة ‪ 174‬إىل املادة ‪ 181‬من نفس القانون العضوي‪.‬‬
‫** فيما خيص تشكيل اللجنة الوطنية لإلشراف على االنتخاابت ومهامها أنظر املواد ‪ 170-169-168‬من القانون العضوي رقم ‪ 01/12‬املتعلق بنظام‬
‫االنتخاابت‪.‬‬
‫‪360‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للحقوق والعلوم السياسية‪ /‬معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ /‬املركز اجلامعي أمحد بن حيي الونشريسي تيسمسيلت‪ ،‬اجلزائر‬
‫المجلد الثالث‪ /‬العدد الخامس ‪ /‬جوان ‪ /2018‬الرقم الدولي الموحد للدورية "ردمد"‪ISSN: 2507-7635 :‬‬

‫ومن بني املسائل اليت عدلت كذلك يف إصالح املنظومة االنتخابية تتمثل يف توسيع من عدد املقاعد الربملان من ‪ 380‬إىل‬
‫‪ ،462‬وهذا لالستجابة لعدد األحزاب السياسية اجلديدة بعد إصالح املنظومة احلزبية سنة ‪ ، 2012‬غري أنه مل يتغري توزيع املقاعد ابلنسبة‬
‫لعدد السكان‪ ،‬فقد بقي لكل دائرة انتخابية فيها ‪ 80.000‬نسمة مقعد واحد‪.‬‬

‫نتيجة إلحصاء جديد ولالنسجام مع عدد السكان‪ ،‬كما أن عدد املقاعد‬ ‫هذا دليل على أن التقسيم اجلديد للدوائر االنتخابية‪ ،‬مل‬
‫اإلضافية يف الربملان مل تضاف لنفس السبب السابق‪ ،‬وإمنا لالستجابة لعدد األحزاب اجلديدة اليت بلغ عددها حوايل ‪ 56‬حزب‪ ،‬هذا من‬
‫جهة‪ ،‬ومن جهة اثنية‪ ،‬جاء هذا التعديل يف عدد الدوائر االنتخابية ومقاعد الربملان‪ ،‬لتفعيل منط االقرتاع النسيب ابلقائمة املغلقة‪ ،‬الذي‬
‫أنتج أغلبية يف الربملاانت السابقة منذ اعتماده يف‪ 1997‬رغم نسبيته‪ ،‬وابلتايل إعطاء فرصة لألحزاب الصغرية واجملهرية يف التمثيل‪ ،‬إذ لن‬
‫‪1‬‬
‫تتمكن من ذلك يف ظل نظام األغلبية‪ ،‬أو دون دخوهلا يف حتالفات أو حزبية أو انتخابية‪.‬‬
‫‪ -6‬القانون االنتخايب اجلديد رقم‪10/16‬‬
‫يتعلق القانون العضوي رقم ‪ 10-16‬املؤرخ يف ‪ 25‬أغسطس‪/‬آب ‪ 2016‬بتنظيم االنتخاابت يف اجلزائر‪ ،‬وأفضت اإلصالحات اليت‬
‫جاء هبا التعديل الدستوري لسنة ‪ 2016‬إىل إعادة النظر يف أحكام القانون العضوي املتعلق بنظام االنتخاابت لعام ‪ 2012‬من خالل‬
‫إدرا أحكام من شأهنا ضمان انزاهة العمليات االنتخابية وشفافيتهاا‪ ،‬واستحداث هيئة عليا مستقلة تكلف برقابة االنتخاابت‪ .‬ويتكون‬
‫القانون اجلديد من ‪ 225‬مادة‪ ،‬لكن أكثرها إاثرة للجدل املاداتن ‪ 73‬و‪ ،94‬ومها تشرتطان احلصول على نسبة ‪ %4‬يف آخر انتخاابت‬
‫نيابية أو حملية جرت يف البالد لدخول السباق جمددا‪ ،‬وإما من طرف األحزاب السياسية اليت تتوفر على عشرة ( ‪ ) 10‬منتخبني على‬
‫األقل يف الدائرة االنتخابية املرتش فيها‪ ،‬وهو أمر سيرتتب عليه حرمان عدد كبري من األحزاب من دخول االقرتاع‪.‬‬
‫ويف حالة تقدمي قائمة من طرف حزب ال يتوفر فيه أحد الشرطني املذكورين أعاله‪ ،‬أو حتت رعاية حزب سياسي يشارك ألول مرة يف‬
‫االنتخاابت‪ ،‬أو يف حالة تقدمي قائمة حرة فإنه جيب أن يدعمها على األقل مائتان ومخسون ( ‪ ) 250‬توقيعا من انخيب الدائرة االنتخابية‬
‫املعنية فيما خيص كل مقعد مطلوب شغله ( ابلنسبة للمجلس الشعيب الوطين )‪ ،‬وعلى األقل خبمسني ( ‪ )50‬توقيعا من انخيب الدائرة‬
‫‪2‬‬
‫االنتخابية ( ابلنسبة للمجالس الشعبية البلدية والوالئية )‪.‬‬
‫وابلنسبة النتخاب رئيس اجلمهورية‪ ،‬فيكون وفق املادة ‪ 137‬ابالقرتاع على اسم واحد يف دورين ابألغكلبية املطلقة لألصوات‬
‫املعرب عنها‪ ،‬وإذا مل حيرز أي مرتش (املادة ‪ )138‬عكلى األغلبية املطلقة لألصوات املعرب عنها يف الدور األول ينظم دور ٍ‬
‫اثن‪ ،‬وال يشارك يف‬
‫الدور الثاين سوى املرتشحني االثنني اللذين أحرزا أكرب عدد من األصوات يف الدور األول‪.‬‬
‫وتقضي املادة ‪ 144‬يف القانون العضوي لعام ‪ ،2016‬على اأن املرش لالنتخاابت لن يقبل انسحابه ولن يؤخذ بعني االعتبار بعد أن‬
‫يسجل ابجمللس الدستوريا‪ ،‬وملا يكون هناك اعائق خطريا أو اموت املرش ا بعد أن يتم مراجعة القائمة من قبل اجمللس الدستوري‬

‫‪ 1‬بن سليمان عمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.164‬‬


‫‪ 2‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬القانون العضوي رقم ‪ 10-16‬مؤرخ يف‪ 22‬ذي القعدة عام ‪ ،1437‬املوافق‪ 25‬غشت سنة ‪ ،2016‬يتعلق بنظام‬
‫االنتخاب‪ ،‬اجلريدة الر ية‪ ،‬العدد ‪ ، ،50‬الصادرة بتاريخ ‪ 28‬غشت سنة ‪ ،2016‬ص ‪.22-19‬‬

‫‪361‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للحقوق والعلوم السياسية‪ /‬معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ /‬املركز اجلامعي أمحد بن حيي الونشريسي تيسمسيلت‪ ،‬اجلزائر‬
‫المجلد الثالث‪ /‬العدد الخامس ‪ /‬جوان ‪ /2018‬الرقم الدولي الموحد للدورية "ردمد"‪ISSN: 2507-7635 :‬‬

‫ونشرها يف اجلريدة الر ية‪ ،‬يتم أتجيل موعد االنتخاابت يف مهلة أقصاها ‪ 15‬يوماا‪ ،‬وهذا لتجنب تكرار سيناريو االنتخاابت الرائسية يف‬
‫‪ 1999‬عندما انسحب مجيع املرشحني املنافسني للرئيس بوتفليقة‪.‬‬
‫وقد جاء القانون صرحيا حيث مت حذف املادة ‪ 80‬من القانون السابق و استبداهلا ابملادة ‪ 65‬من قانون البلدية اليت تنص على أن‬
‫املرش يف رأس القائمة اليت حتصلت على أغلبية األصوات هو من يفوز برائسة البلدية عكس املادة ‪ 80‬سابقا و اليت أعطت احلق‬
‫للتحالفات و كانت اغلبها حتالفات غري طبيعية و هذا ما أجنر عنه العديد من االنسداد و حاالت الالستقرار يف اجملالس الشعبية البلدية ‪.‬‬
‫كما ال ميكن التسجيل يف نفس قائمة الرتشي ألكثر من مرتشحني اثنني (‪ )2‬ينتميان إىل أسرة واحدة ابلقرابة أو ابملصاهرة أومن‬
‫الدرجة الثانية‪.‬‬
‫احملور الثالث‬
‫تقييم دور اإلصالح االنتخايب يف تفعيل النظام السيادي اجلزائر‬
‫من املعلوم أن لألنظمة االنتخابية أاثر على مستوى التمثيل وعلى مستوى أداء األحزاب داخل الربملاانت‪ ،‬إضافة على مستوى‬
‫استقرار احلكومات من عدم استقرارها‪،‬على اعتبار أن لكل نظام انتخايب اجيابيات وسلبيات‪ ،‬ومن مث فاهلدف من عملية إصالح النظام‬
‫االنتخايب هتدف بدرجة أوىل إىل تفادي سلبيات النظام االنتخايب السابق‪ .‬فمن الناحية النظرية جند أن نظام األغلبية يؤدي إىل إفراز جمالس‬
‫منتخبة منسجمة نوعا ما‪ ،‬فهذا النظام االنتخايب يقرتن يف غالب األحيان ابلثنائية احلزبية أو مبشاركة عدد قليل من األحزاب السياسية اليت‬
‫تتكتل ملواجهة وتسيري الدور الثاين من االنتخاابت مما ميكن من إفراز جمالس منتخبة تتكون إما من حزبني يتمتع أحدمها ابألغلبية واآلخر‬
‫يتخندق يف املعارضة أو من عدد قليل من األحزاب السياسية‪ ،‬مما حيقق هلذه اجملالس انسجامها‪ ،‬أما نظام التمثيل النسيب فهو يشجع‬
‫مشاركة عدد معترب من األحزاب السياسية يف االنتخاابت وابلتايل إفراز جمالس منتخبة تتكون من عدد من األحزاب السياسية قد يفقد‬
‫تلك اجملالس انسجامها‪ 1.‬ومع جتربة اجلزائر يف تطبيق منط النظام االنتخايب املختلط يف أول انتخاابت حملية تعددية شهدهتا اجلزائر يف‬
‫جوان ‪ ،1990‬أحدث هذا النظام ال مساواة يف التمثيل‪ ،‬وتسبب يف اختالل واض على مستوى متثيل األحزاب‪ ،‬حيث ساعد على بروز‬
‫حزب سياسي واحد وهو حزب اجلبهة اإلسالمية لإلنقاذ وضيق من متثيل األحزاب الصغرية‪.‬‬
‫كما أن تطبيق نظام األغلبية يف دورين يف أول انتخاابت تشريعية يف‪ 26‬ديسمرب ‪ ،1991‬كان له دور ابرز يف حصر األحزاب‬
‫السياسية يف اجلزائر‪ ،‬كما يتض عدم عدالة النظام االنتخايب الذي ساهم يف تشويه اجلانب التمثيلي لألحزاب ابلفوز املطلق حلزب اجلبهة‬
‫اإلسالمية لإلنقاذ أبغلبية املقاعد الربملانية يف الدور األول من االنتخاابت‪ ،‬ونتيجة السلبيات السابقة اعتمدت اجلزائر نظام التمثيل‬
‫النسيب‪ ،‬بديال عن نظام االنتخاب ابألغلبية وكان ذلك مبوجب القانون رقم ‪ ،07/97‬ذلك أن تطبيق نظام التمثيل النسيب يساهم يف متثيل‬
‫موسع ومتنوع لألحزاب السياسية‪ ،‬كما أنه يعطي على مستوى املشاركة السياسية دورا أكرب للمواطن يف حتديد اسارطة السياسية‪ ،‬واستطاع‬
‫هذا النظام أن يؤمن احملافظة على األحزاب السياسية وينميها‪ ،‬وذلك برتسيخ مفهوم التنافس السياسي املشروع انطالقا من أول انتخاابت‬
‫تشريعية تعددية يف اجلزائر سنة ‪، 1997‬حيث أدى إىل تغيري اسارطة السياسية‪ ،‬وذلك بتشجيع مشاركة أكرب عدد من األحزاب‬
‫هلا أبن تكون ممثلة على مستوى اجملالس املنتخبة وفقا ملا يقتضيه النظام الدميقراطي‪.‬‬ ‫السياسية‪،‬‬

‫‪ 1‬سويقات عبد الرزاق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.141‬‬


‫‪362‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للحقوق والعلوم السياسية‪ /‬معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ /‬املركز اجلامعي أمحد بن حيي الونشريسي تيسمسيلت‪ ،‬اجلزائر‬
‫المجلد الثالث‪ /‬العدد الخامس ‪ /‬جوان ‪ /2018‬الرقم الدولي الموحد للدورية "ردمد"‪ISSN: 2507-7635 :‬‬

‫وعلى الرغم من أن نظام التمثيل النسيب قد شجع على مشاركة عدد كبري من األحزاب يف خمتلف االنتخاابت منذ ‪،1997‬‬
‫ومتثيلها على مستوى اجملالس املنتخبة الوطنية مع التفاوت يف عدد املقاعد لكل حزب حسب حجمه الشعيب‪ ،‬شجع على مشاركة كل‬
‫ابحلصول على متثيل صادق للرأي العام‪ ،‬وجعل لباقي األحزاب املشاركة مكان داخل قبة الربملان‪ ،‬بل حىت‬ ‫االجتاهات السياسية‪ ،‬و‬
‫األقليات متكنت من أن جتد هلا مكاان داخل اجملالس املنتخبة ولو بعدد ضئيل‪ ،1‬لكن املالحظ أن نظام التمثيل النسيب استفاد منه احلزب‬
‫الذي ينتمي إىل التيار الوطين‪ ،‬حيث أبقى على سيطرة حزب جبهة التحرير الوطين على أغلبية املقاعد داخل اجملالس املنتخبة‪.‬‬
‫ويف ذات السياق بينت االنتخاابت يف اجلزائر منذ سنة‪ ، 1990‬كيف أثر النظام االنتخايب على تناسبية التمثيل‪ ،‬كما أن إحالل نظام‬
‫انتخايب معني مكان نظام آخر يؤدي دائما إىل نتائج خمتلفة‪ ،‬ففي ظل نظام االنتخاب النسيب على القائمة يكون عدد املقاعد احملصل‬
‫عليها من طرف كل حزب أكثر تناسبا مع عدد األصوات اليت حصل عليها هذا األخري‪ ،‬و جتسد ذلك يف تشريعيات سنة ‪ 1997‬و‬
‫‪2002‬و‪ ، 2007‬وهذا مقارنة مع ما كان يف سنة‪ ، 1991‬حبيث أدى اعتماد النظام الفردي بدورين إىل عدم التناسب بني عدد‬
‫‪2‬‬
‫األصوات اليت حتصل عليها كل حزب و عدد املقاعد اليت عادت هلذا األخري‪.‬‬
‫من بني أبرز سلبيات النظام االنتخايب اجلزائري أيضا‪ ،‬يتمثل يف شكل احلكومة النامجة عن هذا النوع من االنتخاابت وهي ما‬
‫يعرف ابحلكومة االئتالفية‪ ،‬وما تطرحه من إشكاليات وتناقضات‪ ،‬فاحلكومة االئتالفية تتألف من وزراء من تيارات حزبية ختتلف من حيث‬
‫‪3‬‬
‫االجتاه وكذا من حيث الربامج‪ ،‬هذا ما يطرح إشكالية أي برانمج حزيب يطبق يف ظل هذا االئتالف املشكل‪.‬‬
‫أال يعترب هذا األمر حتايال على ملواطن الذي صوت للربانمج الذي قدم له مث جيد نفسه يف األخري بدون رأي‪ ،‬وال يوجد له متثيل‬
‫حقيقي سواء على اجملالس املنتخبة‪ ،‬ويف هذا كله هترب من املسؤولية وابلتايل عدم إمكانية حماسبة احلكومة عن مدى تطبيقها لربانجمها‬
‫السياسي‪ .‬وابلتايل ميكن القول أن النظام االنتخايب يف اجلزائر أثبت فشله يف كل مرحلة من مراحل تطوره وهو األمر الذي كان له عميق‬
‫‪4‬‬
‫األثر على النظام السياسي وطبيعة وفعالية نظام احلكم ابألساس‪.‬‬
‫هلامتة‪:‬‬
‫من خالل ما مت عرضه تبني أن النظام االنتخايب يف اجلزائر‪ ،‬الزال يعاين عدة مالبسات نتيجة عدم معرفة الفاعلني والظروف‬
‫املؤسسية اليت أنتجت هذا النظام االنتخايب فالنظام االنتخايب اجلزائري‪ ،‬ليس حمصلة نقاشات حزبية ومفاوضات ومساومات مما جيعلها‬
‫تراعي العدالة يف املنافسة ويف التمثيل‪ ،‬وإمنا يعرب عن سلسلة من اإلصالحات السياسية املتتالية‪ ،‬اليت ابدرت هبا السلطة واألحزاب املوجودة‬
‫يف السلطة واملسيطرة على الربملان ابنفراد دون إشراك ابقي األحزاب السياسية‪ ،‬مما جيعلها متحيزة و غري مطابقة واملعايري الدولية املنصوح‬
‫أخذها بعني االعتبار عند اعتماد نظام انتخايب‪ .‬وهذا ما أنتج جمالس متثيلية تعددية مع حزب مهيمن على أغلبية املقاعد‪.‬‬

‫‪ 1‬زهرية بن علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.324‬‬


‫‪ 2‬سويقات عبد الرزاق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.162‬‬
‫‪ 3‬شليغم غنية‪ ،‬ولد عامر نعيمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.187‬‬
‫‪ 4‬سويقات عبد الرزاق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.140‬‬

‫‪363‬‬

You might also like