You are on page 1of 3

‫تقديم عام لمقياس‪ :‬الق اررات والعقود اإلدارية‬

‫يصدر عن اإلدارة العامة مجموعة من األعمال والتصرفات التي تسعى اإلدارة من‬
‫خاللها إلى تحقيق المصلحة العامة‪ ،‬وتشتمل هذه األعمال على األعمال اإلدارية المادية‬
‫واألعمال اإلدارية القانونية‪.‬‬

‫وتظهر األعمال اإلدارية القانونية في صورتين‪:‬األعمال القانونية االنفرادية والتي‬


‫تتمثل في الق اررات اإلدارية التي تعتبر من مظاهر استخدام اإلدارة للسلطة العامة‪ ،‬ومن أمثلة‬
‫ذلك قرار التعيين في الوظيفة العامة‪ .‬واألعمال القانونية االتفاقية التي تسمى بالعقود التي‬
‫يمكن لإلدارة إبرامها‪ ،‬سواء كانت عقود خاصة أم عقود إدارية‪.‬‬

‫والقرار اإلداري هو إفصاح اإلدارة عن إرادتها الملزمة بقصد إنشاء أو تعديل أو إلغاء‬
‫أحد المراكز القانونية‪ ،‬تحقيقا للمصلحة العامة‪ ،‬ويعرف القرار اإلداري بأنه كل تصرف إداري‬
‫يصدر إلنشاء أو تعديل أوضاع قانونية قائمة‪ ،‬ويعرف أيضا بأنه عمل قانوني صادر عن‬
‫جهة اإلدارة باإلرادة المنفردة ‪ ،‬يستهدف إحداث تعديل في المراكز القانونية القائمة‪.‬‬

‫وتتميز الق اررات اإلدارية بخصائص تتمثل في كون الق اررات اإلدارية ذات طبيعة‬
‫إدارية؛ حيث أن هذه الق اررات تصدر عن موظف عام أو هيئة عامة بهدف إحداث آثار‬
‫قانونية‪ .‬كما تتميز باشتراط مشروعيتها قانونا لتكون صحيحة‪ .‬ويهدف القرار اإلداري إلى‬
‫إحداث آثار قانونية بإنشاء مركز قانوني أو تعديله أو إلغائه‪ ،‬باإلضافة إلى تحقيق غايات‬
‫المصلحة العامة‪.‬‬

‫وتختلف الق اررات اإلدارية عن العمل المادي من حيث األثر المترتب عنها‪ ،‬كما يتميز‬
‫القرار اإلداري عن العقد اإلداري من حيث نشأة كل منهما حيث تقوم الق اررات اإلدارية على‬
‫مبدأ االنفرادية بينما العقود اإلدارية فالقاعدة فيها أنها تقوم على االتفاق ويالحظ اختالفهما‬
‫من حيث غاية كل منهما فغاية الق اررات اإلدارية هي إنشاء مركز قانوني أو تعديله أو إلغاؤه‪،‬‬
‫أما العقود اإلدارية فهدفها تلبية الحاجيات العامة خدمة للمصلحة العامة‪.‬‬

‫ويمكن تقسيم الق اررات اإلدارية وفقا لمعايير مختلفة فتقسم على أساس الجهة المصدرة‬
‫لها‪ ،‬كما تقسم على أساس مداها‪ ،‬وكذلك على أساس أثرها‪ ،‬ومدى خضوعها لرقابة القضاء‪.‬‬

‫وتمثل اإلرادة المنفردة لإلدارة في ترتيب اآلثار القانونية الركن الوحيد لنشوء القرار‬
‫اإلداري‪ .‬وترتبط صحة القرار اإلداري بشروط شكلية وأخرى موضوعية‪ .‬ونفاذ الق اررات‬
‫اإلدارية في مواجهة األفراد سواء كانت لصالحهم أو ضدهم وفقا لألشكال التي ينظمها‬
‫القانون متوقف على علمهم بها‪.‬‬

‫ويعبر عن نهاية الق اررات اإلدارية بزوال آثارها القانونية‪ ،‬ويكون ذلك من خالل‬
‫اإللغاء اإلداري للق اررات اإلدارية‪ ،‬أو السحب اإلداري الق اررات اإلدارية‪.‬‬

‫يعرف العقد اإلداري بأنه العقد المبرم من طرف شخص معنوي عام‪ ،‬قصد تسيير‬
‫مرفق عام تطبيقا للقانون العام في وجود شروط استثنائية ال يتضمنها القانون الخاص‪.‬‬
‫ويمكن تمييز العقود اإلدارية من خالل معايير تتمثل في المعيار العضوي‪ ،‬والمعيار‬
‫الموضوعي والمعيار الشكلي‪ .‬وأخذا بالمعيار العضوي فالعقد اإلداري يستلزم أن يكون أحد‬
‫طرفيه على األقل شخص من أشخاص القانون العام‪ ،‬ورجوعا للمعيار الموضوعي فيجب أن‬
‫يتصل محل العقد بمرفق عام‪ ،‬أما بخصوص المعيار الشكلي فإن توافر المعيارين سابقي‬
‫الذكر غير كاف لنكون أمام عقد إداري حيث يستلزم أن يتضمن األخير شرطا غير مألوف‬
‫في العقود الخاصة‪.‬‬
‫وتتنوع العقود اإلدارية وفقا لمتطلبات اإلدارة والمصلحة العامة وعلى ذلك نميز العقود‬
‫حددها‬
‫الشروط التي ّ‬
‫المسماة التي ينظمها النص القانوني والعقود اإلدارية غير المسماة بتوفر ّ‬
‫القاضي اإلداري‪ .‬ومن أهم هذه العقود نذكر عقد األشغال العامة‪ ،‬عقد التوريد‪ ،‬عقد تقديم‬
‫الخدمات‪ ،‬عقد الدراسات‪ ،‬عقد االمتياز‪ ،‬عقد القرض العام‪ ،‬عقد النقل‪.‬‬
‫الصفقات العمومية خصوصا اقتصاديا واجتماعيا‪،‬‬ ‫إن أهمية العقود اإلدارية عامة و ّ‬
‫جعلت المشرع يقيد إبرامها بجملة من القيود واإلجراءات وهذا حماية المال العام والتأكيد على‬
‫اختيار أفضل المتعاقدين‪ ،‬وضمان مبدأ المساواة وحرية الوصول للطلبات العمومية‪.‬‬

‫يهدف إبرام العقد اإلداري إلى تنفيذه‪ ،‬ويترتب عن التنفيذ آثار بالنسبة ألطرافه تظهر‬
‫في عدد من السلطات والحقوق بالنسبة لإلدارة تقابلها حقوق والتزامات للمتعامل المتعاقد‬
‫معها‪ ،‬فبالنسبة لألولى يمكنها أن تستأثر بجملة من السلطات تتمثل في سلطة اإلشراف‬
‫والرقابة وسلطة التعديل في أي مرحلة من مراحل تنفيذ العقد‪ ،‬وتوقيع الجزاءات‪ ،‬وسلطة‬
‫إنهاء العقد بإ اردتها المنفردة‪ ،‬أما الثاني فيتمتع بالحق في المقابل المالي‪ ،‬والحق في التّوازن‬
‫المالي للعقد‪ ،‬والحق في التّعويض‪ ،‬ويتحمل التزامات تتمثل في األداء الشخصي للخدمة‬
‫موضوع العقد في اآلجال حسب ما اتفق عليه في العقد‪ ،‬إضافة لاللتزام بدفع مبلغ الضمان‪.‬‬

‫وتنتهي العقود اإلدارية إما نهاية طبيعية أو نهاية غير طبيعية فبالنسبة للنهاية‬
‫الطبيعية فتكون في حالة تنفيذ موضوع العقد اإلداري وفي حالة انتهاء مدة العقد‪ .‬أما النهاية‬
‫غير الطبيعية للعقد اإلداري فتكون بالفسخ اإلداري‪ ،‬وبالفسخ االتفاقي‪ ،‬وبالفسخ القضائي‪،‬‬
‫وبالفسخ القانوني‪.‬‬

You might also like