Professional Documents
Culture Documents
ﺇﺳﻠﻮﺏ APA
ﺣﺴﻴﻦ ،ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻣﻜﻰ .(2020) .ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ :ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻓﻘﻬﻴﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ.ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ،ﻉ,48
ﺝ .150 - 125 ،1ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ 1074315/Record/com.mandumah.search//:http
ﺇﺳﻠﻮﺏ MLA
ﺣﺴﻴﻦ ،ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻣﻜﻰ" .ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ :ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻓﻘﻬﻴﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ".ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔﻉ ,48ﺝ1
) .150 - 125 :(2020ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ 1074315/Record/com.mandumah.search//:http
التسمية يف الوضوء
دراسة فقهية مقارنة
كتب :بسم هللا ( . )4ويقال :قد أكثرت من البسملة أي من قول بسم هللا .
املطلب الثاني مذاهب الفقهاء يف حكم التسمية
اختلف الفقهاء في حكم التسمية في الوضوء على أربعة مذاهب:
املذهب االول :أنه سنة وليست بواجبة فلو تركها عمدا صح وضوؤه .
الن َس ِائي وابن ُخ َزْي َم َة َواْل َب ْي َهِق ُّي واحد قولي الهادي(. )9
وبه قال ربيعة وأحمد والثوري وأبو عبيد وابن المنذر ،و َّ
ّ
املذهب الثاني أنها واجبة :
واختلف أهل هذا المذهب هل وجوبها مطلقاً أما على الذاكر فحسب على قولين:
القول األولَّ :
أن التسمية واجبة في الوضوء مطلقا فال تسقط مع النسيان.
واليه ذهب أهل الظاهر ،وإسحق بن راهويه ،والحسن ،وهي رواية عن االمام أحمد -و اختارها ابن عبدوس وأبو البركات ، -وقال
الشيرازي وابن عبدوس متى سمى في أثناء الوضوء أجزأه على كل حال(. )10
الذكر الخاص في أول العبادات الخاصة ،أما نفس الفعل فراجح الفعل ،فمحل اإلباحة غير محل الندب(. )13
املذهب الرابع :أنها ليست مبستحبة :وهي رواية عن أبي حنيفة ،وعن مالك رواية أنها بدعة ،وقال :ما سمعت بهذا يريد أن يذبح ،
آخره ،ولم يذكر التسمية( . )22وكذا حديث علي وعثمان وعبدهللا بن زيد وغيرهم في صفة وضوء رسول هللا ولم يذكر أحد منهم
التسمية فرضاً فيه ،وقالوا :هذا وضوء رسول هللا فلو كانت التسمية فرضاً فيه لذكروها ،ولورد النقل به متوات اًر في وزن ورود النقل في
سائر األعضاء المفروض طهارتها لعموم الحاجة إليه .فعن حمران مولى عثمان « أنه رأى عثمان دعا بإناء فأفرغ على كفيه ثالث مرار
فغسلهما ،ثم أدخل يمينه في اإلناء ،فمضمض واستنثر ،ثم غسل وجهه ثالث مرات وي ديه إلى المرفقين ثالث مرات ،ثم مسح برأسه ،
التسمية ،مما يدل على عدم وجوبها؛ ألنها لو كانت واجبة لذكرها هللا سبحانه وتعالى مع بقية الواجبات(. )24
ونوقش وجه الداللة السابق من وجهني :
الوجه األول :أن التسمية وإن لم تذكر في هذه اآلية وال في هذا الحديث فإنها ذكرت في أحاديث أخرى ( ، )25مما يدل على وجوبها .
جياب عنه َّ :
أن أسانيد هذه األحاديث كلها ضعيفة ،فال يصح االستدالل بها .
الوجه الثاني :أن النية لم تذكر في اآلية وال في الحديث من ضمن واجبات الوضوء ومع ذلك لم يقل أحد :إنها ليست واجبة فيه .
جياب عنه :أن وجوب النية في الوضوء ،وإن لم يرد في هذه اآلية وال في هذا الحديث ،فإنه قد ثبت في حديث آخر بين وجوب النية في
جميع األعمال الشرعية ،أما التسمية في الوضوء فلم تثبت بنص شرعي آخر مما يدل على عدم وجوبها .
)6إن عبد هللا بن مسعود قال :سمعت رسول هللا يقول « :إذا تطهر أحدكم فليذكر اسم هللا ،فإنه يطهر جسده كله ،فإن لم يذكر
أحدكم اسم هللا على طهوره لم يطهر إال ما مر عليه الماء ،فإذا فرغ أحدكم من طهوره فليشهد أن ال إله إال هللا ،وأن محمدا عبده ورسوله ،
علي ،فإذا قال ذلك فتحت له أبواب الرحمة »(. )26وجه الداللة :أن هذا الحديث حكم بطهارة األعضاء مع عدم التسمية ،مما
ثم ليصل َّ
يدل صراحة على عدم وجوب التسمية عند الوضوء(. )27
ونوقش من وجهني :
يجوز مس المصحف بصدره ،ومع بقاء الحدث في بعض البدن ال تصح الصالة(. )29
ِ ضأُ فلم يرَّد عليه فلما َفرغَ من و ِ ّللاِ " وهو َيتَ َو َّ )7ما روي عن اْل ُم َها ِج ِر بن قنفد :أََّن ُه َسَّل َم على رسول َّ
ضوِئه قال َّإن ُه لم َي ْمَن ْعني أ ْ
َن أ َُرَّد ُ ُ َ َُ
ٍ ( )30 ِ
ّللاَ َّإال على َ
ط َه َارة " َعَل ْيك َّإال أَّني َك ِرْهت أ ْ
َن أَ ْذ ُك َر َّ
ط ِّه ًار َفِفي ص َار ِب ِه ُمتَ َ
ضوء الذي َ
السالَم َب ْع َد اْلو ُ ِ
ُ ّللاَ َّإال على َ ٍ َّ
ط َه َارة َوَرد َّ َ ّللا َ ك ِرَه أ ْ
َن َي ْذ ُك َر َّ َن رسول َّ ِ
أن في هذا الحديث أ َّ َ ُ َ
وجه الداللةِ َّ :
وء ِ ّللاِ وكان َقولُه الَ وض ِ يل أََّن ُه قد تَ َو َِّ
ض َ َه ُل اْل َمَقاَلة األولىَ ،وُي ْحتَ َم ُل الَ ُو ُ ضا ما َقاَل ُه أ ْ
وء ل َم ْن لم ُي َس ِّم ُي ْحتَ َم ُل أ َْي ً ْ ُ ُ ُ َ اس َم َّ
ضأَ قبل أ َْن َي ْذ ُك َر ْ ذلك َدل ٌ
ين ان فلم ُي َرُّد ِب َذلِ َك أََّن ُه ليس ِب ِم ْس ِك ٍ اب ،كما قال ليس اْل ِمس ِكين الذي تَرُّده التَّمرة والتَّمرتَ ِ ُّ
اللْقم ُة و ُّ
اللْق َمتَ ِ ان َو َ َ ُ ُ ْ َُ َ ْ َ ْ ُ ام ًال في الثَّو ِ
َ
له أَي :الَ وضوء له متَ َك ِ
ُ ُ َ ُ ْ
ِ ِ ِ
ين اْل ُمتَ َكام ِل في اْل َم ْس َك َنة الذي ليس َب ْع َد َدَرَجته في ِ ِ ِ ِ
الص َد َق ُةَ ،وإَِّن َما أ ََرَاد ِب َذل َك أََّن ُه ليس ِباْلم ْسك ِ ِ ِ
َخ ِارٍج من َح ّد اْل َم ْس َك َنة ُكّل َها حتى تَ ْح ُرَم عليه َّ
()31
إيم ًانا َخ َرَج ِبتَ ْرِك ِه ِ ِ ِِ ِِ ِ
ان َو َج ُارهُ إَلى َج ْنبه َجائ ٌع ) فلم ُي ِرْد ب َذل َك أََّن ُه ليس ب ُم ْؤم ٍن َ ول النبي ( ليس اْل ُم ْؤ ِم ُن الذي َيِب ُ
يت َش ْب َع َ
ِ
اْل َم ْس َك َنة َد َر َج ٌة َ .وَيُق ُ
وء لِ َم ْن لم ُي َس ِّم لم ِ ِ ِ َش َباهُ هذا َكِث َيرةٌ َي ُ ِِ ِ ِ ِ
ض َ اب ِبذ ْك ِرَها َف َك َذل َك َق ْوُل ُه الَ ُو ُ
ول اْلكتَ ُ
ط ُ يم ِ
ان َوأ ْ َعَلى َم َراتب اإل َإيَّاهُ إَلى اْل ُكْف ِر َوَلكَّن ُه أ ََرَاد ِبه أََّن ُه ليس في أ ْ
وج ُب وء الذي ُي ِ ضِ ام ًال في أَسَب ِ ي ِرْد ِب َذلِك أََّنه ليس بمتوضيء وضوءا لم ي ْخرج ِب ِه من اْلحد ِث وَل ِكَّنه أَراد أََّنه ليس بمتوضيء وضوءا َك ِ
اب اْل ُو ُ ْ ُ ُ ً ََ َ ُ َ َ ُ َ ُْ ُ ُ ً َ ُ َ
َن َي ْج َع َل َم ْعَناهُ ُم َو ِافًقا ِ ِ ِ ِ َّ
َحد التَّأ ِْويَل ْي ِن على َ
اآلخ ِر َو َج َب أ ْ ط ُع بها أل َاك َدالََل ٌة َيْق َ
صْف َنا ولم َي ُك ْن ُه َن َ
يث من اْل َم َعاني ما َو َاحتَ َم َل هذا اْل َحد ُ اب فلما ْ الث َو َ
ارة(.)32 َّ
الطه َ ِ ِ ِ ِ ٍ
وء ِبالَ تَ ْسم َية َي ْخ ُرُج ِبه المتوضىء من اْل َح َدث إَلى َ
ض َ ض َّادا َفثََب َت ِب َذلِ َك أ َّ
َن اْل ُو ُ
ِ ِ
ل َم َعاني حديث اْل ُم َها ِج ِر حتى الَ َيتَ َ
أن ال يكون في ابتدائها نطق واجب كالصيام(.)33 )8وألنها عبادة ليس في آخرها نطق واجب ،فوجب ْ
)9وألنها طهارة فوجب أن ال يكون من شرطها التسمية ،كإزالة النجاسة(.)34
اإلجار ِ ض من اْلِبي ِ ض الناس لَِب ْع ٍ ِ
ات اعات َو ِ َ َ َ َ ود التي َي ْعق ُد َها َب ْع ُ اء الَ َي ْد ُخ ُل فيها َّإال ِب َكالَ ٍم منها اْل ُعُق ُ َش َي َ
)10قال الجصاصَ ( :وأن هناك أ ْ
اب ِألََّن ُه يقول قد ِب ْعتُك قد َزَّو ْجتُك قد َخَل ْعتُك إيج ٌ ال منها َ
ٍ ِ َّ
اء الَ تَج ُب إال ِبأَْق َوال َوَك َان ْت األَْق َو ُ
ِ
َش َب َه ذلك َف َك َان ْت تْل َك األ َْش َي ُ
اكح ِ
ات َواْل ُخْل ِع وما أ ْ َواْل ُم َن َ َ
ير وفي اْلح ِج ِب َّ ِ صالَ ِة ِبالتَّ ْكِب ِ َشياء تَ ْد ُخل فيها ِبأَْقو ٍ
ال َو ِه َي َّ ِ ِ ِ
ير في ان التَّ ْكِب ُ
التْلِبَية َف َك َ َّ الصالَةُ َواْل َح ُّج َفتَ ْد ُخ ُل في ال َّ َ ُ ال فيها ذ ْك ُر اْل ُعُقود َوأ ْ َ ُ
َفتْل َك أَْق َو ٌ
التسمية يف الوضوء دراسة فقهية مقارنة
اب َشي ٍء ِ ِ ِ الصالَ ِة و َّ
َ ُ ْ
ور فيها إيج اها غير َم ْذ ُك ٍ وء هل تُ ْشِب ُه شيئا من ذلك َف َأرَْي َن َ ضِ التْلِب َي ُة في اْل َح ِّج ُرْكًنا من أ َْرَكان َها ثُ َّم َر َج ْع َنا إَلى التَّ ْسم َية في اْل ُو ُ َ َّ
ير ُرْكًنا وء كما كان التَّ ْكِب ُ ضِ ضا ُرْكًنا من أ َْرَك ِ
ان اْل ُو ُ
ِ
ض ْع َنا ولم تَ ُك ْن التَّ ْسمَي ُة أ َْي ً
ِ ِِ
الن َكا ِح َواْل ُب ُيوِع َف َخ َر َج ْت التَّ ْسم َي ُة ل َذل َك من ُح ْك ِم ما َو َ كما كان في ِّ
ط َل ِب َذلِ َك َق ْو ُل من قال َّإن ُه الَ التْلِب َي ُة َفَب َ
ير و َّ َّ ِ ان اْلح ِج َف َخرج أَي ِ ِ
التْلِب َي ُة ُرْكًنا من أ َْرَك ِ َ ّ َ َ ْ ً الصالَ ِة وَكما كانت َّ
ضا ب َذل َك ُح ْك ُم َها من ُح ْك ِم الت ْكب ِ َ َ َ ان َّ من أ َْرَك ِ
ِ ِ ِ ُب َّد منها في اْلو ُ ِ
يما ُي ْع َم ُل فيه. ضوء كما الَ ُب َّد من تْل َك األ َْش َياء ف َ ُ
يل وء َك َذلِك ِ
ق ِ ض ول ا على ا ض َي
أ ة يمِ س َّ
ت ال ف ه ت يح ِ
بذ ل ك ؤ ت لم ا د ِ
م ع تم ذلك ك ر ت ن مو ا ه د نعِ ةِ ي مِ س َّ
ت ال من َّ
د ب ال ة يح بِ َّ
الذ ا نَي
ر
أ قد ا َّ
ن ِ
إ َفِإ ْن قال َق ِائ ٌل َ
ف
َ َ ُْ ُ ُْ َ ْ َ َ ُ ُ َ ْ َ ُ ْ ً ََُ ًّ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ََ َ ََ َ ُ َ َْ
ض ُه ْم ِ الذِب ِ َن من تَرك التَّس ِمي َة على َّ ظ ِر أ َّ له ما ثََب َت في ُح ْك ِم َّ
ض ُه ْم تُ ْؤَك ُل وقال َب ْع ُ ع الناس في ذلك فقال َب ْع ُ يحة ُمتَ َع ّم ًدا أنها الَ تُ ْؤَك ُل لقد تََن َاز َ َ ََ ْ َ الن َ
الذاِب ُح ُم ْسِل ًما اسيا تُؤ َكل سواء وسواء ِع ْن َده كان َّ
ُ
ِ
إن تََرَك َها َن ً ْ ُ َما من قال الَ تُ ْؤَك ُل فإنه يقول ْ ان ِلَق ْولِ ِه َوأ َّ
َما من قال تُ ْؤَك ُل َفَق ْد َكَف ْي َنا اْل َب َي َ الَ تُ ْؤَك ُل َفأ َّ
يحتُ ُه من َذَب ِائ ِح اْل ِمَّل ِةص َار ْت َذِب َ ان اْلملة ،فإذا َس َّمى الذابح َ
أو َك ِاف ار بعد أَن ي ُكون ِكتاِبيًّا َفج ِعَلت التَّس ِمي ُة هاهنا في َقو ِل من أَوجبها َّإنما ِهي لِبي ِ ِ َّ ِ
ْ َ َ َ َ َ ََ ْ ُ ْ ْ َ َ َُ ً ََْ ْ َ َ َ
ِ ِ ِ
وء ليس لِْل ِمَّلة َّإن َما هي َم ْج ُعوَل ٌة لِذ ْك ٍر على ِ ِ ِ ِ ِ اْلمأ ُ ِ
َ
ضِ يحتُ َها ،وإذا لم ُي َس ِّم ُجعَل ْت من َذ َبائ ِح اْلمَل ِل التي الَ تُ ْؤَك ُل َذ َبائ ُح َهاَ ،والتَّ ْسمَي ُة على اْل ُو ُ ْكوَلة َذِب َ َ
ظ ُر على ذلك أ َْن َّ
الن ف ذلك َّه
ر ض ي لم بتسمية ال ه ت
ر و ع ر تس من ان ك ف ، ِ
ة
ر و ع ل ا ر ت سو وء ض و ل ا ِ
ة ال الص ِ
اب بَس أ من ا ن َير
أ ف ِ
ة ال الص ابِ بَس أ من ب ٍ ب
َ َ َُ ُ َ ََ َ ْ َ َ ُ ْ
َ ُ ُ َ َ َ َْ َ ْ َ َ َ َ ْ َّ َْ َ ََ َْ َّ َْ َس َ
ّللاُ تَ َعاَلى)(.)35 ف َو ُم َح َّم ِد بن اْل َح َس ِن َرِح َم ُه ْم َّ وس َ ِ ِ
ضرَّهُ ذلك َو َه َذا َق ْو ُل أبي َحنيَف َة َوأَبي ُي ُ ضا البتسمية لم َي ُ ط َّه َر أ َْي ًون من تَ َ َي ُك َ
()36
)11أن التسمية معنى ُشرع عند الذبح ،فلم يجب في الطهارة ،كاستقبال القبلة
نوقش :لم كان كذلك؟ ونحن نرى َّ
أن استقبال القبلة يشرع في الذبيحة والدعاء ،ويجب قي الصالة ،وكذلك ذكر هللا تعالى يشرع في األذان
وفي الصالة وفي الخطبة ،فليس إذا شرع الشيء في فعل ال يفعل في غيره(. )37
)12أن الوضوء طهارة فال تفتقر إلى التسمية ،كالطهارة من النجاسة ،أو عبادة فال تجب فيها التسمية ،كسائر العبادات(. )38
)13أن التسمية عند الوضوء ذكر يسقط بالسهو فلم يكن واجبا ،كالتسبيح والصالة على النبي صلى هللا عليه وسلم(. )39
نوقش :أنا ال نسلم لكم أنه يسقط سهوا ،ومن سلم قال :ال يمتنع أن يسقط بالسهو ما كان واجبا ،كاإلمساك في الصوم وكترك الكالم أثناء
الصالة والتسمية على الذبيحة ونحو ذلك ،فأما األصل فلم يشرع في الوضوء أصال(. )40
)14أن الوضوء شرط من شرائط الصالة فلم تشترط في صحته التسمية ،كستر العورة وإزالة النجاسة واستقبال القبلة(. )41
نوقش :أنه " ال تأثير لقولكم :شرطَّ .
فإن الحج والصيام والزكاة ليس بشرط وال تسمية فيه أيضا ،وال نسلم األصل ،فإنه إنما يكون شرطا
إذا كان فعلها في الصالة ،وفي الصالة تسمية والطهارة ال تفعل في الصالة ودوام حكمها ليس بفعل ،ولهذا لو حلف ال يتطهر وهو متطهر
فاستدام لم يحنث ،ولو حلف ال يستتر وال يستقبل القبلة فاستدام حنث؛ ولهذا ال يشرع لتلك الشروط نية مفردة ،بخالف الطهارة ،فأما النجاسة
فهي نقل عين معينة كرد المغصوب والعواري ،أو طريقها الترك فلم تفتقر إلى ذكر ،كترك الزنى والربا والسرقة؛ وألن الطهارة عبادة منفردة
يتنفل بها وترجع إلى شطرها فكانت كالصالة ،بخالف سائر الشروط"(. )42
)15أن الوضوء عبادة ال يجب في آخرها ذكر فال يجب في أولها ،كالطواف(.)43
ونوقش :لم كان كذلك؟ ونحن نعلم أنه يشرع في أولها الذكر ويستحب وال يشرع في آخرها ،وكذلك يجب إحضار النية في أولها وال يجب
في آخرها . . .وكذلك التسمية ينطق بها في أول الذبح دون آخره ،وكذلك يجب التكبير في أول الصالة وال يجب في آخرها(. )44
) 16أن المطلوب من المتوضئ هو الطهارة ،وترك التسمية ال يقدح فيها؛ َّ
ألن الماء خلق طهو ار في األصل فال تقف طهوريته على صنع
العبد(. )45
وأستدل أصحاب املذهب الثاني ،القائلني بوجوبها،مبا يأتي-:
)1عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال :قال رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم «-ال صالة لمن ال وضوء له ،وال وضوء لمن لم يذكر اسم
()46
هللا عليه»
بالقوي يكتب حديثه(. )48وكثير بن زيد حدث به عن ربيح بن عبد الرحمن .قال أبو زرعة عنه :شيخ .وقال ابن عدي :أرجو أنه ال بأس
به .وقال أحمد بن حفص السعدي :سئل أحمد عن التسمية في الوضوء فقال :ال أعلم فيه حديثا يثبت أقوى شيء فيه ( )49حديث كثير بن
زيد عن ربيح ،وربيح رجل ليس بمعروف(.)50ونقل الترمذي عن البخاري قوله عن ربيح :منكر الحديث( )51وأما ما رواه قتيبة عن محمد
بن موسى المخزومي عن يعقوب بن سلمة عن أبيه .قال البخاري رحمه هللا :ال يعرف لسلمة سماع من أبي هريرة ،وال ليعقوب من
أبيه(. )52وقال الدارقطني عن محمود بن محمد الظفري :ليس بالقوي ،فيه نظر(. )53وقال البيهقي " :هذا الحديث ال يعرف من حديث
يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة إال من هذا الوجه ،وكان أيوب بن النجار يقول :لم أسمع من يحيى بن أبي كثير إال حديثا واحدا وهو
حديث « :التقى آدم وموسى » ( )54ذكره يحيى بن معين فيما رواه عن ابن أبي مريم ،فكان حديثه هذا منقطعا"(. )55
ويجاب عن مناقشة هذا الحديث :أن الحاكم رحمه هللا قال عنه في المستدرك " :هذا حديث صحيح اإلسناد ،وقد احتج مسلم بيعقوب بن
أبي سلمة الماجشون ،واسم أبي سلمة دينار ،ولم يخرجاه(. )56
يرد عليه :بما ذكره النووي في المجموع ،حيث قال :أما قول الحاكم أبي عبد هللا في المستدرك على الصحيحين في حديث أبي هريرة أنه
حديث صحيح اإلسناد فليس بصحيح ؛ ألنه انقلب عليه إسناده واشتبه .كذا قال الحفاظ (. )57قال ابن حجر في تلخيص الحبير بعد ذكره
لهذا الحديث ( :رواه الحاكم من هذا الوجه ،فقال :يعقوب بن أبي سلمة وادعى أنه الماجشون وصححه لذلك ،والصواب أنه الليثي .قال
البخاري :ال يعرف له سماع من أبيه وال ألبيه من أبي هريرة ،وأبوه ذكره ابن حبان في الثقات ،وقال :ربما أخطأ ،وهذه عبارة عن ضعفه،
فإنه قليل الحديث جدا ،ولم يرو عنه سوى ولده ،فإذا كان يخطئ مع قلة ما روى فكيف يوصف بكونه ثقة؟قال ابن الصالح :انقلب إسناده
على الحاكم ،فال يحتج لثبوته بتخريجه له .وتبعه النووي .وقال ابن دقيق العيد :لو سلم للحاكم أنه يعقوب بن أبي سلمة الماجشون -واسم
أبي سلمة دينار -فيحتاج إلى معرفة حال أبي سلمة ،وليس له ذكر في شيء من كتب الرجال ،فال يكون أيضاً صحيحاً) (. )58
ّللاِ الد ِ طِن ُّي واْلبيهِق ُّي من حديث ابن عمر وِف ِ يث ابن عمر وابن مسعوٍد هذا ِ (فح ِد ُ
ِي عبد َّ اهر ُّ يه أبو َب ْك ٍر َّ ُ ََ َ الد َارُق ْ َ َ ْ َ يف َرَواهُ َّ ضع ٌ َ َْ ُ ُ ََ وقال المباركفوريَ :
يه ِمرداس بن مح َّم ِد بن عبد َّ ِ ِ ِ الدارُق ْ ِ
ان
ّللا بن أََب َ َُ ضا من حديث أبي ُه َرْي َرةَ َوِف ْ َ ُ طن ُّي َواْل َب ْي َهق ُّي أ َْي ً ض ِع َوَرَواهُ َّ َ وب إلى اْل َو ْ وك َو َم ْن ُس ٌ بن اْل َح َك ِم وهو َم ْت ُر ٌ
يثوكَ ،فاْل َح ِد ُ الس ْم َس ُار وهو َم ْت ُر ٌ
ِ ِ ِ ِِ ٍ
ضا من حديث بن َم ْس ُعود ،وفي إ ْسَناده يحيى بن ه َشا ٍم ّ
ِ
طن ُّي َواْل َب ْي َهق ُّي أ َْي ً
الدارُق ْ ِ
ان َوَرَواهُ َّ َ ض ِعيَف ِ عن أبيه َو ُه َما َ
الَ ،فِإ ْنّللاِ عليه محمول على َنْف ِي اْل َكم ِ
َ َُْ ٌ وء لِ َم ْن لم يذكر ِا ْس َم َّ ض َ
ِ
النْف َي في َق ْولِه َ ال ُو ُ َن َّ ص ُّح ِاال ْسِت ْد َال ُل ِب ِه على أ َّ َال يصلُح لِ ِالحِتجا ِج َف َال ي ِ
َ َْ ُ ْ َ
يح ٌة ِ
ر ص ة اي
و ِ
الر ِ
ه ِ
ذ هف ي ِ
ع ِ
َّاف
الر ِ
ه ِ
ب ل د تس ِ
ا وقد ال ِ
ام ك وءض و ال ِ
ات ايو ِ
الر ضِ ع ب في ي وِر قد ه َّ
َن أ ِ
ب ي ِ ِ
ذ ِ
م ر ِ
الت ح ر ش في الناس دِ ِ
يس ابن َّح
ُّ َ َ ّ َ َ ُ َ َ ْ َ َ َّ َّ َ َ ُ ُ َ َ ً َْ َ ْ ِ ّْ ّ ُ ُ َ َّ ص رَ ُقْل َت قد َ
الرَو َاي ِة
ال هذه ِّ يص لم أ ََرهُ َه َك َذا ْانتَ َهى َف َال ُي ْعَل ُم َح ُالتْل ِخ ِ
ظ في َّ ال قلت قال اْل َح ِاف ُ اب َنْفي اْل َكم ِ
ُ َ
ضوء في حديث اْل َب ِ ِِ
َن اْل ُم َرَاد في َق ْوله َال ُو ُ َ في أ َّ
َعَل ُم)(.)59 صالِ َحةٌ لِ ِال ْحِت َجا ِج أ َْم َال َو َّ
ّللاُ تَ َعاَلى أ ْ
َكي ِ
ف ه َي َ
ْ َ
وقال ابن عبد الهادي:ــ بعد ذكره األسانيد:-هذه األحاديث فيها مقال قريب ففي الحديث األول :كثير بن زيد ،قال يحيى :ليس بذاك القوي،
(. )60
وقال أبو زرعة :هو لين ،وقال أحمد والبخاري :أحسن شيء في هذا الباب حديث كثير بن زيد وحديث قتيبة جيد
شيخ مالك والدارمي والقاضي حسين وجماعة آخرين حكاه عنهم الخطابي المراد بالذكر النية)(.)67
قال الشوكاني-مدافعا :-بعد أن ساق اسانيد الحديث....والشك وال ريب أنها جمعيا تنتهض لالحتجاج بها ،بل مجرد الحديث األول
ينتهض؛ ألنه حسن فكيف إذا عضد بهذه األحاديث الواردة في معناه ،وال حاجة للتطويل في تخريجها ،فالكالم عليها معروف وقد صرح
الحديث بنفي وضوء من لم يذكر اسم هللا ،وذلك يفيد الشرطية التي يستلزم عدمها العدم فضال عن الوجوب فإنه أقل مايستفاد منه ،وأما
تقييد الوجوب بالذكر فهو للجمع بين هذه األحاديث ،وحديث"من توضأ وذكر اسم هللا عليه كان طهو ار لجميع بدنه" و"من توضأ ولم يذكر
اسم هللا عليه كان طهو ار ألعضاء وضوئه " ....وهذه األحاديث ال تنتهض لالستدالل بها ،وليس فيها داللة على المطلوب من أن الوجوب
ليس إال على الذاكر ولكنه يدل على ذلك أحاديث عدم المؤاخذة على السهو والنسيان وما يفيد ذلك من الكتاب العزيز ،فقد اندرجت تلك
األحاديث الضعيفة تحت هذه األدلة الكلية ،وال يلزم مثل ذلك في االعضاء القطعية ،وبعد هذا كله ففي التقييد بالذكر إشكال(.)68
وقال الصنعاني( :وإذا عرفت هذا فالحديث قد دل على مشروعية التسمية في الوضوء ،وظاهر قوله ال وضوء أنه ال يصح وال يوجد من
دونها؛ إذ األصل في النفي الحقيقة .....وحديث أبي هريرة هذا األخير وإن كان ضعيفا فقد عضده في الداللة على عدم الفرضية حديث
توضأ كما أمرك هللا ،وقد تقدم وهو الدليل على تأويل النفي في حديث الباب َّ
بأن المراد ال وضوء كامل ،على أنه قد روى هذا الحديث بلفظ
ال وضوء كامل إال أنه قال المصنف :لم يروه بهذا اللفظ قاله البيهقي في السنن بعد إخراجه هذا أيضا ضعيف أبو بكر الداهري يريد أحد
رواته أنه غير ثقة عند أهل العلم بالحديث ،وأما القول بأن هذا مثبت ودال على اإليجاب فيرجح ففيه أنه لم يثبت ثبوتا يقضى باإليجاب بل
(.)69
طرقه كما عرفت ،وقد دل على السنية حديث كل أمر ذي بال فيتعاضد هو وحديث الباب على مطلق الشرعية وأقلها الندبية)
وجاء في الروضة الندية( ( )70وهذه األحاديث ال تنتهض لالستدالل بها وليس فيها أيضا داللة على المطلوب من أن الوجوب ليس إال على
ال ِّذكر ،ولكنه يدل على ذلك أحاديث عدم المؤاخذة على السهو والنسيان وما يفيد ذلك من الكتاب العزيز فقد اندرجت تلك األحاديث
الضعيفة تحت هذه األدلة الكلية ،وال يلزم مثل ذلك في األعضاء القطعية وبعد هذا كله ففي التقييد بالذكر إشكال قال في الحجة البالغة:
قوله صلى هللا عليه وسلم ال وضوء لمن ال يذكر هللا هذا الحديث لم ُيجمع أهل المعرفة بالحديث على تصحيحه وعلى تقدير صحته فهو
من المواضع التي اختلف فيها طريق التلقي من النبي صلى هللا عليه وسلم فقد استمر المسلمون يحكون وضوء النبي صلى هللا عليه
وسلم ويعّلمون الناس وال يذكرون التسمية حتى ظهر زمان أهل الحديث ،وهو نص على أن التسمية ركن أو شرط ويمكن ْ
أن يجمع بين
فإن العبادات ال تقبل إال بالنية وحينئذ يكون صيغة ال وضوء على ظاهرها)
الوجهين بأن المراد هو التذكر بالقلبَّ ،
.)78(».....
وعن عمرة عن عائشة قالت كان رسول هللا : إذا مس طهوره يسمي هللا ،وكان يقوم إلى الوضوء فيسمي هللا ثم يفرغ الماء على
يديه(.)79
وجه الداللة :أن النبي " : كان إذا مس طهوره يسمي هللا عز وجل" ،وهذا يدل على وجوب التسمية عند الوضوء .
نوقش من وجهين:
الوجه األول :أن هذا الحديث ضعيف؛ ألن في إسناده حارثة بن محمد ( ، )80وفيه حارثة قال َّ
البزارِّ :
(لين الحديث) ،وقال الهيثمي:
ومدار الحديثين على حارثة بن محمد وقد أجمعوا على ضعفه ،وقال ابن حجر العسقالني( :ضعيف) فيترك( .)81فال يصح االستدالل به .
ورد( :)87ـ أن هذا إسناد ضعيف؛ التفاقهم على ضعف عبد المهيمن ،رواه الدارقطني في سننه ،والحاكم في المستدرك من طريق عبد
َّ
المهيمن ،لكن لم ينفرد به عبد المهيمن فقد تابعه عليه أُبي أخو عبد المهيمن ،كما رواه الطبراني في المعجم الكبير .
ّ
والثاني :فيه عبد الرحمن بن حرملة عن أبي ثفال المري عن رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب ،قال العقيلي " :حدثني آدم
بن موسى ،قال :سمعت البخاري يقول :أبو ثفال المري عن رباح بن عبد الرحمن :في حديثه نظر .
الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي سعيد الخدري ،قلت :فحديث حدث عبد الرحمن بن حرملة ؟ قال :ال يثبت " (. )88
يقول العقيلي معقبا على ذلك " :األسانيد في هذا الباب فيها لين " (. )89
ونقل الترمذي عن البخاري قوله :أحسن شيء في هذا الباب حديث رباح بن عبد الرحمن(. )90
ونقل ابن حجر عن ابن عبد البر قوله " :أبو بكر بن حويطب ،يقال :اسمه رباح ،ويقال :اسمه كنيته ،روى عن جدته ،يقال :حديثه
حرملة ،وقال :أنا ال آمر باإلعادة ،وأرجو أن يجزيه الوضوء؛ ألنه ليس في هذا حديث أحكم به " (. )92
أن في إسناده عبد المهيمن ،قال عنه الدارقطني :ليس بالقوي(. )93
والرواية الثالثةَّ :
وقال البوصيري :هذا إسناد ضعيف؛ التفاقهم على ضعف عبد المهيمن ،ثم قال :لكنه لم ينفرد به عبد المهيمن ،فقد تابعه عليه أُبي أخو
ّ
عبد المهيمن(. )94
طهروا سمى هللا قال :أو كان يقوم الى الوضوء فيسمي هللا عز وجل ثم يفرغ الماء على يديه انتهى(. )98
طِني وابن التّ ْرِم ِذ ُّي في اْل ِعَل ِل وابن ماجة و َّ
الدارق ّللاِ عليه أَحمد وأبو داود و ِ اس َم َّ يث َال وض ِ وقال ابن حجر العسقالنيَ ( :ح ِد ُ
َ َُ ْ ّ َُ َ ْ َُ وء ل َم ْن لم يذكر ْ ُ ُ َ
ِ ِ ِ ِ اك ُم َواْل َب ْي َهِق ُّي من َ الس َك ِن واْلح ِ
وء
ض َ ص َال َة ل َم ْن َال ُو ُ وب بن َسَل َم َة عن أبيه عن أبي ُه َرْي َرَة بَلْفظ َال َ وسى اْل َم ْخ ُزو ِم ِّي عن َي ْعُق َيق ُم َح َّمد بن ُم َ ط ِر ِ َّ َ َ
َّح ُه لِ َذلِ َك، اكم من هذا اْلو ْج ِه فقال َي ْعُقوب بن أبي سَلم َة و َّاد َعى أََّن ُه اْلم ِ ِ له وَال وضوء لِمن لم يذكر اسم َّ ِ
صح َ ون َو َ اج ُش ُ َ َ َ َ ُ َ ّللا عليهَ ،وَرَواهُ اْل َح ُ َْ َ ُ ُ َ َْ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ الصواب أََّنه َّ
طأََخ َ َّما أ َّْان في الثَّقات ،وقالُ :رب َ ف له َس َماعٌ من أبيه َوَال ألَِبيه من أبي ُه َرْي َرَة َوأَُبوهُ َذ َك َرهُ ابن حب َ ِيَ :ال ُي ْع َر ُ الل ْيث ُّي ،قال اْل ُب َخارُّ َو َّ َ ُ ُ
ف ِب َك ْوِن ِه ِثَق ًة ،قال ابن وص ُ ف ُي َ
َِّ ِ ِ ِِ ِ
يل الحديث ِج ًّدا ولم َي ْرِو عنه س َوى َوَلده فإذا كان ُي ْخطئُ مع قلة ما َرَوى َف َك ْي َ
ِ
ض ْعفه فإنه َقل ُ
ِِ ِِ ِ
َو َهذه ع َب َارةٌ عن َ
َّ ِ ِ النوِوي ،وقال ابن د ِق ِ ِ ِ ِِ ِ ِ ِ
وب بن أبي يق اْلعيد :لو َسل َم لْل َحاك ِم أََّن ُه َي ْعُق ُ َ إس َن ُادهُ على اْل َحاك ِم َف َال ُي ْحتَ ُّج لثُُبوِته ِبتَ ْخ ِريجه له وتبعه َّ َ ّ الص َال ِحْ :انَقَل َب ْ
َّ
الرج ِ ِ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ضا ون أ َْي ً
ال َف َال َي ُك ُ اج إَلى َم ْع ِرَفة َحال أبي َسَل َم َةَ ،وَل ْي َس له ذ ْكٌر في َش ْيء من ُكتُب ِّ َ اس ُم أبي َسَل َم َة د َين ٌار َف ُي ْحتَ ُ َسَل َم َة اْل َماج ُشون َو ْ
ِ َّ طِن ِّي َواْل َب ْي َهِق ُّي من َ ُخ َرى ِع ْن َد َّ ِ
َّار عن يحيى عن أبي سلمة بن النج ِ ُّوب بن َِّي عن أَي َ يق َم ْح ُموِد بن ُم َح َّمد الظَفرِّ ط ِر ِ الد َارُق ْ يق أ ْ ط ِر ٌيحاَ .وَل ُه َ
صح ً َ
ِ ِ ِ
ُّوب قد َسم َع ُه ود ليس ِباْلَق ِوِّي َوأَي ُ ض ْأَ ،و َم ْح ُم ٌ
ّللا عليه ،وما صلى من لم َيتََو َّ اس َم َّ
ضأَ من لم يذكر ْ عبد الرحمن عن أبي ُه َرْي َرَة ِبَلْفظ" :ما تَ َو َّ
وسى .وقد َوَرَد ْاأل َْم ُر ِب َذلِ َك من حديث أبي ُه َرْي َرَة رضي ِ ين يقول لم أَسمع من يحيى بن أبي َكِث ٍ َّ ِ يحيى بن َم ِع ٍ
ير إال َحديثًا َواح ًدا اْلتََقى َآدم َو ُم َ َْْ
ّللاِ صلى َّ
ّللاُ ين عن أبي ُه َرْي َرَة رضي هللا عنه قال :قال رسول َّ يق َعلِ ِي بن ثَاِب ٍت عن ُم َح َّم ِد بن ِس ِ
ير َ ط ِر ِ لط َب َرِان ِّي من َ هللا عنه َفِفي ْاألَوس ِط لِ َّ
َْ
ّ
وء ،قال: ضِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ عليه وسلم :يا أ ََبا ُه َرْي َرَة إ َذا تَ َو َّ
ال تَ ْكتُ ُب َلك اْل َح َسَنات حتى تُ ْحد َث من ذلك اْل ُو ُ ظتَك َال تَ َز ُّللا َواْل َح ْم ُد َّلِل ،فإن َحَف َ
ضأْت َفُق ْل ب ْس ِم َّ
وف)(.)99 ظه وه َذا مع إع ِ ِ ِ الصِد ِ ِبِإ ْس َن ِادِه إَلى أبي َب ْك ٍر َّ
ضاله َم ْوُق ٌ ْ َ َحَف ُ ُ َ َ يق َف َال أَ ِج ُدني أ ْ
علمت -وفقك هللا -هذه األحاديث وعللها و َّأنها من جميع طرقها متكلم فيها وأن بعض األئمة "ضعف َ وجاء في البدر المنير :فإذا
متطلعا لما يستدل به على استحباب التسمية ولتعلم أن النووي -رحمه هللا -قال " ليس في أحاديث التسمية ً بعضها " وحسن بعضها َبِق ْي َت
اإلمام أحمد فيما نقله الترمذي عنه " ال أعلم في هذا الباب حديثًا له وكأنه تبع في هذه القولة قول ِ على الوضوء حديث صحيح صريح " َّ
إسناد ِّ
جيد "
وقد ذكرنا من األحاديث ما يستدل الفقهاء بمثله و يستند العلماء في األحكام إليه فليس من شأنهم أن ال يحتجوا إالَّ بالصحيح بل أكثر
احتجاجهم بالحسن وال يخلو هذا الباب في َذلِ َك من حسن صريح كما قدمته لك .قال الشيخ تقي الدين ابن الصالح في " مشكل الوسيط "
كل منها نظر َِّ
لكنها غير مطرحة وهي من قبيل ما يثبت باجتماعه الحديث ثبوت الحديث الموسوم بالحسن روي هذا الحديث من وجوه في ّ
شك وال مرية لكن ليس بصريح بل يستدل بعمومه وهو ما رواه األئمة واحتجوا به .إال انه قد وجد في " التسمية " حديث صحيح من غير ّ
النسائي وابن منده وابن خزيمة والدارقطني والبيهقي من حديث معمر عن ثابت وقتادة عن أنس رضي هللا عنه قال :طلب بعض أصحاب
اس ِم هللاِ فرأيت َ
َح ٍد ِم ْن ُكم ماء؟ فوضع يده في ِ
اإلناء ،وقال (:تَو َّ ِ
ضئوا ب ْ َ ٌ وضوءا فلم يجدوا فقال رسول هللاَ :ه ْل َم َع أ َ
ً َّ
النبي صلى هللا عليه وسلم
نحوا من سبعين ) . َّ
الماء يخرج من بين أصابعه حتى توضئوا من عند آخرهم قال ثابت ُقْل ُت ألنس كم تراهم قال ً
قال البيهقي :هذا أصح ما في التسمية ،وقال الحافظ ضياء الدين المقدسي في" أحكامه " إسناده ِّ
جيد وكذا قال النَّووي -رحمه هللا -في
"المجموع" وأخرج أحمد في " مسنده "مثله من حديث األسود بن قيس عن ُنبيح العنزي عن جابر بن عبد هللا رضي هللا عنه قال :غزونا مع
رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ونحن يومئذ " بضعة عشر " و مائتان فحضرت الصالة فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ( :هل في
القوم من ماء فجاء رجل يسعى بإداوة فيها شيء من ماء قال فصبه رسول هللا في قدح قال فتوضأ رسول هللا ،فأحسن الوضوء ثم انصرف
وترك القدح فركب الناس القدح فتمسحوا فقال رسول هللاَ :عَلى رسلكم حين سمعهم يقولون َذِل َك قال فوضع رسول هللا كفه في الماء والقدح
وء فوالذي ابتالني ببصري لقد رأيت الماء يومئذ يخرج من بين أصابع رسول هللا فما رفعها حتَّى ِ
َسِب ُغوا اْل ُ
وض َ
ِ
ثم قال :ب ْس ِم هللا ثم قال أ ْ
توضؤوا أجمعون" ونبيح هذا قال علي بن المديني :مجهول ،وقال أبو زرعة :كوفي ثقة لم يرو عنه غير األسود بن قيس ،وقد روى عنه أبو
أن يحتج في المسألة بحديث أبي هريرة ُ :ك ُّل أَم ٍر ِذي ب ٍ
ال الَ شرح المهذب يمكن ْ أيضا ،ووثقه ابن حبان ،قال النَّووي فيخالد الداالني ً
َ ْ
يه) وهذه الرواية غريبة اإلمام الرافعي ويروى في بعض الروايات ( الَ وضوء كامل لِمن لم ي ْذ ُكر اسم هللاِ عَل ِ َج َذم"قال ِ ِ ِ ِ ِِ
َ َْ َ ْ َ ُ َ هو أ ْ
ْيب َدأُ فيه بب ْس ِم هللا َف َ
جدا ال أعلم من خرجها بهذا اللفظ مع البحث عنها لكن الحديث اآلتي بعد هذا هو بمعناها ًّ
وضوءا
ً اس َم هللاِ َعَليه) َّأنه الذي يتوضأ ويغتسل وال ينوي وحكى أبو داود عن ربيعة أن تفسير الحديث الذي مر ( الَ وض ِ
وء ل َمن ْلم َي ْذ ُكر ْ
ُ َ
غسال للجنابة
للصالة وال ً
روي فيها أحاديث التسمية على الوضوء ،وقد قال اإلمام أحمد ال يثبت في التسمية على الوضوء حديث ،ولكنها أحاديث حسان.105
ثم عقب مال علي القاري :بأنه إذا كانت األحاديث حساناً فكيف يقال :إنها ال تثبت ،ثم التسمية على الوضوء لعله أراد بها على أعضائه،
وإال ففي ابتدائه ثابت إجماعا فإنه سنة مؤكدة عند الجمهور ،وواجبة عند اإلمام أحمد ،وفي رواية أبي داود" :ال صالة لمن ال وضوء له،
وال وضوء لمن لم يذكر اسم هللا عليه" ،وفي رواية ابن ماجه اقتصر على الجملة الثانية ،ثم اعلم أنه ال يلزم من كون أذكار الوضوء غير
)(.)107
واستدل أصحاب القول الثالث على عدم مشروعية التسمية عند الوضوء بعدم وجود دليل شرعي يثبت مشروعيتها في هذا الموضع
بالذات(. )108
ويناقش :أن التسمية مشروعة عند كثير من األمور ،سواء كانت عبادة أو غيرها ،فتشرع عند األكل ،وعند دخول المنزل والخروج منه،
وعند ركوب الدابة ،وعند الوطء ،وغيرها من المواضع التي تشرع فيها التسمية؛ فيكون الوضوء من األشياء التي يسن أن تسبق بالتسمية،
خاصة مع وجود األحاديث السابقة المثبتة لذلك .
واستدل أصحاب القول الرابع القائلني :بإباحة التسمية عند الوضوء بأنه لم يرد دليل شرعي يثبت وجوبها ،أو سنيتها ،فتكون مباحة
في هذا الموضع .وبناء عليه فإن المباح هو وقوع الذكر الخاص في أول العبادات الخاصة ،أما نفس الذكر فراجح الفعل .
الرتجيح :
بعد استعراض األقوال السابقة والنظر في أدلتها وكالم النقاد عليها ومناقشة ما احتاج منها إلى مناقشة تبين لي أن القول الراجح في المسألة
هو القول األول ،وهو مذهب القائلين بسنية التسمية عند الوضوء؛ وذلك لكثرة األحاديث التي وردت في التسمية عند الوضوء ،وهي وإن
كان ال يسلم شيء منها من مقال ،فإنها تتعاضد بكثرة طرقها ،مما يدل على أن لها أصال؛ فتكون التسمية عند الوضوء سنة ثابتة ،وليست
بواجبة؛ لعدم وجود الدليل الصحيح الذي يدل على وجوبها .وهللا أعلم .
أن التسمية عند الوضوء ليست بحاجة إلى دليل حتى ُنكثر أحاديثها ونغرق في الخالفات فيها ،فالتسمية عند كل أمر ذي كما يمكن القول َّ
بال ُسَّن ة ،نسمي هللا عند األكل وعند الزرع وعند الذبح وعند بدء الكالم ،وما إلى ذلك من األعمال ،فلماذا ال نسمي هللا عند الوضوء؟ أجل
كان بإمكان الفقهاء أن يتفقوا على أن التسمية ُسَّنة عند الوضوء كغيره من األعمال ،ثم ْ
إن وجدوا حديثاً صحيحاً أو حسناً ذكروه ،وإن لم
يجدوا ظلوا يقولون باستحباب التسمية ،فالتسمية للوضوء كالتسمية لكل أمر ذي بال بديهية من بديهيات اإلسالم ال يقتضي التنازع في
حيثياتها ،أسأل هللا تعالى ان يبصرنا أمر ديننا ويهدينا سبل الرشاد .
إن كان يغلب على الظن َّأنه محمد بن أبان الجعفي جد مشكدانة ( الحافظ ) وهو كوفي ضعيف كان ر ً
أسا في محمد بن أبان ( مجهول ) و ْ