You are on page 1of 28

‫ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ‪ :‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻓﻘﻬﻴﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬

‫ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬


‫ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ‪ -‬ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﺣﺴﻴﻦ‪ ،‬ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻣﻜﻰ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫ﻉ‪ ,48‬ﺝ‪1‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫‪2020‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫التسمية يف الوضوء‬ ‫‪125 - 150‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫‪1074315‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫دراسة فقهية مقارنة‬ ‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫‪Arabic‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬
‫‪IslamicInfo‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻰ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1074315‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬

‫د‪ .‬مصطفى مكي حسني‬


‫كلية اإلمام األعظم اجلامعة‬

‫© ‪ 2023‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪:‬‬

‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪APA‬‬
‫ﺣﺴﻴﻦ‪ ،‬ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻣﻜﻰ‪ .(2020) .‬ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ‪ :‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻓﻘﻬﻴﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ‪.‬ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ‪ ،‬ﻉ‪,48‬‬
‫ﺝ‪ .150 - 125 ،1‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ ‪1074315/Record/com.mandumah.search//:http‬‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪MLA‬‬
‫ﺣﺴﻴﻦ‪ ،‬ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻣﻜﻰ‪" .‬ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ‪ :‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻓﻘﻬﻴﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ‪".‬ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔﻉ‪ ,48‬ﺝ‪1‬‬
‫)‪ .150 - 125 :(2020‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ ‪1074315/Record/com.mandumah.search//:http‬‬

‫التسمية يف الوضوء‬
‫دراسة فقهية مقارنة‬

‫د‪ .‬مصطفى مكي حسني‬


‫كلية اإلمام األعظم اجلامعة‬

‫© ‪ 2023‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫التسمية يف الوضوء‬
‫دراسة فقهية مقارنة‬

‫د‪ .‬مصطفى مكي حسني‬


‫كلية اإلمام األعظم اجلامعة‬
‫‪‬‬ ‫التسمية يف الوضوء دراسة فقهية مقارنة‬ ‫‪‬‬
‫مقدمة‬
‫الحمد هلل واهب النعم‪ ،‬دافع النقم‪ ،‬هدانا من ضاللة‪ ،‬أغنانا من فقر‪ ،‬أعزنا من ذلة‪ ،‬رفعنا من وضيعة‪ ,‬نعمه علينا تترى‪ ،‬وإحسانه وإفضاله‬
‫يتوالى‪ ،‬أحمده سبحانه وأشكره‪ ،‬ومن مساوئ عملي أستغفره‪ ،‬وأصلي وأسلم على خير البرية‪ ،‬وسيد البشرية‪ ،‬أفضل الخلق‪ ،‬ناصر الحق‪،‬‬
‫تركنا على البيضاء ليلها كنهارها ال يزيغ عنها إال هالك ‪ ،‬وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى آثارهم واتبع هداهم إلى يوم الدين‪ .‬أما بعد‪ :‬فإن‬
‫أشرف وأعلى وأجدر وأحرى ما يشتغل المسلم به عبادة هللا تعالى‪ ،‬وأجلها قد اًر وأعظمها نفعاً‪ ،‬وأكثرها بركة‪ :‬العلم الشرعي‪ ،‬فهو الطريق‬
‫الوحيد لعبادة هللا تعالى على بصيرة وهدى‪ ،‬ومن هنا كان لزاماً على كل ذي لُ ّب رام السعادة في الدارين‪ ،‬وتخليد عمله الصالح في العالمين‬
‫أن ينثر غبار الكسل‪ ،‬ويكسر أغالل الراحة والدعة والخلود إلى األرض؛ لينطلق في رحاب العلم والعلماء‪ ،‬تعلماً وتعليماً وتأليفاً وتصنيفاً‪،‬‬
‫وإدامة نظر في المطوالت‪ ،‬والسيما في المسائل المتعلقة بعبادات الناس فهي من أعظم الحاجات وأفضل القربات‪ ،‬إذ يتوقف على العلم بها‬
‫تصحيح عبادات كثير من المسلمين‪ ،‬وتنزيلها على الوجه الصحيح الذي طلبه الشارع الحكيم ‪ .‬ومن المسائل الفقهية الجزئية المتعلقة‬
‫بالعبادات‪ ،‬والتي هي جديرة بالبحث والدراسة مسألة التسمية في الوضوء‪ ،‬وذلك لما فيها من متعلق بأحكام الطهارة التي هي مفتاح الصالة‪،‬‬
‫وبعد اطالعي على المسألة والخالف الحاصل بين الفقهاء في تفصيالتها‪ ،‬واألحاديث التي وردت فيها وكالم المحدثين والنقاد عليها‪،‬‬
‫أن أجمع كل ما يتعلق بهذه المسألة‪ ،‬وأدرسها دراسة فقهية مقارنة‪ ،‬اقدمها مع أدلتها وكالم النقاد فيها بين‬‫والتعليالت الواردة فيها أحببت ْ‬
‫أن يوفق الجميع لما يحب ويرضاه‪.‬وقد أتبعت في كتابة البحث المنهج االستقرائي التحليلي‬ ‫يدي طلبة العلم والباحثين‪ ،‬أسأل هللا تعالى ْ‬
‫االستنباطي‪ ،‬فقد عرضت أقوال الفقهاء في المسألة وتوسعت بها‪ ،‬أعقبت ذلك بسوق األدلة التي ذكرها كل فريق‪ ،‬مع ذكر المناقشات والردود‬
‫الفقهية والحديثية التي وردت على كل منها‪ ،‬ووثقت كل ذلك من الكتب المعتمدة عند كل مذهب‪ ،‬وقمت بعزو اآليات‪ ،‬واألحاديث إلى‬
‫مظانها‪ ،‬مع اإلشارة إلى حكم النقاد على غير الوارد في الصحيحين ‪.‬واقتضت طبيعة البحث بعد هذه المقدمة تقسيمه على ثالثة مطالب‬
‫ص ُت المطلب الثاني لذكر المذاهب الفقهية في حكم التسميةوفي‬ ‫ومعناها‪.‬وخص ْ‬
‫َّ‬ ‫وخاتمة‪:‬تكلمت في المطلب األول عن المراد بالتسمية‬
‫منها‪.‬أما الخاتمة‪ :‬فذكرت فيها أهم النتائج‬
‫َّ‬ ‫المطلب الثالث ذكرت األدلة التي تتعلق بالمسألة والمناقشات التي وردت‪ ،‬مع بيان القول الراجح‬
‫إن هذا العمل هو جهد بشري حرصت فيه على تقديم ما ينفع الناس ليمكث في األرض‪ ،‬فما كان‬
‫التي توصل إليها البحث ‪.‬وختاما أقول‪َّ :‬‬
‫فيه من صواب فمن هللا تعالى‪ ،‬وما كان فيه من خطأ أو تقصير أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان وأستغفر هللا‪ ،‬فكل إنسان يؤخذ منه‬
‫أن يكون ما كتبته خالصا لوجهه الكريم‪ ،‬وأن ينفع به كاتبه وقارئه وجميع المسلمين‪،‬‬
‫ويترك إال من بعثه هللا رحمة للعالمين‪ ،‬أسال هللا تعالى ْ‬
‫وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين‬
‫املطلب األول التسمية يف اللغة واصطالح الفقهاء‬
‫(س َما) لها في اللغة عدة معان‪:‬‬ ‫أما التسمية‪ :‬فماهيتها‪ :‬أن يقول الشخص‪( :‬بسم هللا) وهي في اللغة‪ :‬مصدر َس َّمى بتشديد الميم‪ ،‬ومادة‪َ :‬‬
‫هو‬ ‫اء‪.‬واالسم من ُّ ِ‬
‫الس ُمّو‪َ :‬‬ ‫األمور‪ :‬إذا طلب العز والشرف‪ ،‬وكل عال‪َ :‬س َم ٌ‬ ‫ِ‬ ‫فمنها‪َ :‬س َما َي ْس ُمو ُس ُم ًّوا أي‪ :‬عال‪ ،‬يقال‪َ :‬س َم ْت ِه َّمتُ ُه إلى َم َعالِي‬
‫َس َم ْيتُ ُه ِم ْثلُ ُه‪َ ،‬فتَ َس َّمى به‪ ،‬وتقول‪ :‬هذا َس ِم ُّي‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫اْل ُعلُُّو‪َ ،‬وِقيل‪ :‬اال ْس ُم م َن اْل َو ْسمِ‪َ ،‬و ُه َو اْل َعالَ َمةُ‪ .‬وسميت فالنا‪َ :‬زْي ًدا َو َس َّم ْيتُ ُه ب َزْيد بمعنى واحد‪َ ،‬وأ ْ‬
‫ُفالَ ٍن‪ ،‬إذا وافق اسمه اسمه‪ ،‬كما تقول‪ :‬هو َكِنيُّه‪ ،‬وقوله تعالى‪{ :‬هل تَعَلم َله س ِميًّا}(‪ )1‬أي‪ :‬نظي اًر يستحق مثل اسمه‪ ،‬ويقال‪ :‬مس ِ‬
‫امًيا‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ ُ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُُ ْ َُ‬
‫ّللاِ وهي المقصودة في البحث‪ ،‬وتستعمل في مواطن أخرى أيضا‬ ‫يه(‪ .)2‬أما التسمية في اصطالح الفقهاء فتستعمل بمعنى قول‪ِ :‬ب ْس ِم َّ‬ ‫ام ِ‬
‫يس ِ‬
‫َُ‬
‫فهي تأتي بمعنى‪ :‬وضع االسم العلم للمولود وغيره‪ ،‬وبمعنى‪ :‬تحديد العوض في العقود‪ ،‬كالمهر واألجرة والثمن‪ ،‬وبمعنى التعيين باالسم‬
‫مقابل االبهام‪.3‬‬
‫أما المراد بالتسمية عند الوضوء ‪ :‬فهو أن يذكر اإلنسان اسم هللا تعالى عندما يريد أن يتوضأ‪ ،‬وبعض أهل العلم يذكرها بلفظ البسملة‪،‬‬
‫بسمل بسمل ًة إذا قال أو‬
‫َ‬ ‫وأكثرهم يقول ‪ :‬التسمية عند الوضوء ‪ .‬وهذا هو المشهور في كتب الفقهاء‪ ،‬والبسملة هي قول ‪ :‬بسم هللا ‪ .‬ويقال‪:‬‬

‫كتب‪ :‬بسم هللا (‪ . )4‬ويقال‪ :‬قد أكثرت من البسملة أي من قول بسم هللا ‪.‬‬
‫املطلب الثاني مذاهب الفقهاء يف حكم التسمية‬
‫اختلف الفقهاء في حكم التسمية في الوضوء على أربعة مذاهب‪:‬‬
‫املذهب االول‪ :‬أنه سنة وليست بواجبة فلو تركها عمدا صح وضوؤه ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫التسمية يف الوضوء دراسة فقهية مقارنة‬ ‫‪‬‬
‫واليه ذهب جمهور العلماء‪ :‬الحنفية‪-‬وسائر أهل الرأي‪ )5(-‬والمالكية –في المشهور‪ ،)6( -‬والشافعية (‪ ،)7‬وهو أظهر الروايتين عن أحمد‪-‬‬

‫(‪ )8‬واختارها الخرقي والخالل‪-‬‬

‫الن َس ِائي وابن ُخ َزْي َم َة َواْل َب ْي َهِق ُّي واحد قولي الهادي(‪. )9‬‬
‫وبه قال ربيعة وأحمد والثوري وأبو عبيد وابن المنذر‪ ،‬و َّ‬
‫ّ‬
‫املذهب الثاني أنها واجبة ‪:‬‬
‫واختلف أهل هذا المذهب هل وجوبها مطلقاً أما على الذاكر فحسب على قولين‪:‬‬
‫القول األول‪َّ :‬‬
‫أن التسمية واجبة في الوضوء مطلقا فال تسقط مع النسيان‪.‬‬
‫واليه ذهب أهل الظاهر‪ ،‬وإسحق بن راهويه‪ ،‬والحسن‪ ،‬وهي رواية عن االمام أحمد‪ -‬و اختارها ابن عبدوس وأبو البركات ‪، -‬وقال‬

‫الشيرازي وابن عبدوس متى سمى في أثناء الوضوء أجزأه على كل حال(‪. )10‬‬

‫القول الثاني‪ :‬أنها واجبة على الذاكر فقط‪ :‬ف ْ‬


‫إن تركها عمدا بطلت طهارته وإن تركها سهوا أو معتقدا أنها غير واجبة لم تبطل‬
‫طهارته‪.‬‬
‫وبه قال طائفة من أهل الحديث‪ ،‬وإسحق بن راهويه كما حكاه الترمذي عنه‪ ،‬وهو قول عند الحنابلة‪ -‬وعلى هذه الرواية تسقط بالسهو على‬
‫( ‪)12‬‬
‫رواية اختارها القاضي في التعليق وابن عقيل وأبو محمد –(‪،)11‬وذهب اليه الزيدية واليه ذهب العترة‬
‫املذهب الثالث‪ :‬أنها مباحة‪ :‬وهو قول عند المالكية‪ ،‬وقد استشكل بعضهم تصور اإلباحة مع رجحان الذكر‪ ،‬وأجيب‪َّ :‬‬
‫بأن المباح وقوع‬

‫الذكر الخاص في أول العبادات الخاصة‪ ،‬أما نفس الفعل فراجح الفعل‪ ،‬فمحل اإلباحة غير محل الندب(‪. )13‬‬
‫املذهب الرابع‪ :‬أنها ليست مبستحبة‪ :‬وهي رواية عن أبي حنيفة‪ ،‬وعن مالك رواية أنها بدعة‪ ،‬وقال‪ :‬ما سمعت بهذا يريد أن يذبح ‪،‬‬

‫وفي رواية عنه أنها مباحة ال فضل في فعلها وال في تركها(‪.)14‬‬


‫املطلب الثالث االدلة ومناقشتها‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬استدل أصحاب املذهب األول‪ ،‬القائلني بسنيتها(‪. )15‬مبا يأتي‪:‬‬
‫‪ )1‬بقول هللا تعالى ‪ { :‬يا أَيُّها َّال ِذين آمنوا ِإ َذا ُقمتُم ِإَلى َّ ِ‬
‫الة فاغ ِسلوا وجوهكم }‪16‬‬
‫الص َ ْ ُ ُ ُ َ ُ ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ َ‬
‫أن التسمية على الوضوء ليست بفرض؛ ألنه أباح الصالة بغسل هذه األعضاء من غير شرط التسمية(‪.)17‬‬
‫وجه الداللة‪ :‬يدل على َّ‬
‫ألن الماء خلق طهو اًر في األصل‪،‬‬
‫طهارة‪ ،‬وترك التّسمية ال يقدح فيها؛ ّ‬
‫المتوضئ ال ّ‬
‫ّ‬ ‫فآية الوضوء مطلقة عن شرط التّسمية‪ ،‬والمطلوب من‬

‫فال تتوّقف طهورّيته على صنع العبد(‪.)18‬‬


‫ط ُهو اًر }‪ 19‬حيث علق صحة الطهارة بالفعل من غير ذكر التسمية شرطاً فيه‪ ،‬فمن شرطها‬‫اء َ‬ ‫َنزلنا ِمن َّ ِ‬
‫الس َماء َم ً‬ ‫‪ -)2‬قوله تعالى‪َ { :‬وأ َ ْ َ َ‬
‫فهو زائد في حكم هذه اآليات ما ليس منها‪ ،‬وناف لما أباحته من جواز الصالة بوجود الغسل‪.‬‬
‫(‪)20‬‬
‫‪ )3‬قوله صلى هللا عليه وسلم كما في حديث رفاعة بن رافع رضي هللا عنه‪( :‬توضأ كما أمرك هللا به)‬
‫‪ )4‬ويدل عليه من جهة السنة أيضاً ‪:‬حديث ابن عمر رضي هللا عنهما عن النبي ‪ : ‬أنه توضأ مرة مرة وقال‪ :‬هذا وضوء من ال يقبل‬
‫(‪)21‬‬
‫هللا له صالة إال به‪ ،‬ولم يذكر فيه التسمية‬
‫‪ )5‬تعليم األعرابي الطهارة في الصالة في حديث رفاعة بن رافع وقال‪ :‬ال تتم صالة أحدكم حتى يسبغ الوضوء فيغسل وجهه ويديه إلى‬

‫آخره‪ ،‬ولم يذكر التسمية(‪ . )22‬وكذا حديث علي وعثمان وعبدهللا بن زيد وغيرهم ‪ ‬في صفة وضوء رسول هللا ‪ ‬ولم يذكر أحد منهم‬
‫التسمية فرضاً فيه‪ ،‬وقالوا‪ :‬هذا وضوء رسول هللا ‪ ‬فلو كانت التسمية فرضاً فيه لذكروها‪ ،‬ولورد النقل به متوات اًر في وزن ورود النقل في‬
‫سائر األعضاء المفروض طهارتها لعموم الحاجة إليه ‪.‬فعن حمران مولى عثمان‪ « ‬أنه رأى عثمان دعا بإناء فأفرغ على كفيه ثالث مرار‬
‫فغسلهما ‪ ،‬ثم أدخل يمينه في اإلناء ‪ ،‬فمضمض واستنثر ‪ ،‬ثم غسل وجهه ثالث مرات وي ديه إلى المرفقين ثالث مرات ‪ ،‬ثم مسح برأسه ‪،‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫التسمية يف الوضوء دراسة فقهية مقارنة‬ ‫‪‬‬
‫ثم غسل رجليه ثالث مرات ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬قال رسول هللا ‪ " : ‬من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين ال يحدث فيهما نفسه ‪ ،‬غفر له‬

‫ما تقدم من ذنبه " (‪. )23‬‬


‫وجه الداللة مما سبق‪َّ :‬‬
‫أن هللا سبحانه وتعالى َّبين واجبات الوضوء في اآلية وكذا بينها النبي ‪ ‬كما جاء في األحاديث ولم يورد فيهما‬

‫التسمية‪ ،‬مما يدل على عدم وجوبها؛ ألنها لو كانت واجبة لذكرها هللا سبحانه وتعالى مع بقية الواجبات(‪. )24‬‬
‫ونوقش وجه الداللة السابق من وجهني ‪:‬‬

‫الوجه األول ‪ :‬أن التسمية وإن لم تذكر في هذه اآلية وال في هذا الحديث فإنها ذكرت في أحاديث أخرى (‪ ، )25‬مما يدل على وجوبها ‪.‬‬
‫جياب عنه ‪َّ :‬‬
‫أن أسانيد هذه األحاديث كلها ضعيفة‪ ،‬فال يصح االستدالل بها ‪.‬‬
‫الوجه الثاني ‪ :‬أن النية لم تذكر في اآلية وال في الحديث من ضمن واجبات الوضوء ومع ذلك لم يقل أحد‪ :‬إنها ليست واجبة فيه ‪.‬‬
‫جياب عنه ‪ :‬أن وجوب النية في الوضوء ‪ ،‬وإن لم يرد في هذه اآلية وال في هذا الحديث‪ ،‬فإنه قد ثبت في حديث آخر بين وجوب النية في‬
‫جميع األعمال الشرعية‪ ،‬أما التسمية في الوضوء فلم تثبت بنص شرعي آخر مما يدل على عدم وجوبها ‪.‬‬
‫‪ )6‬إن عبد هللا بن مسعود ‪ ‬قال ‪ :‬سمعت رسول هللا ‪ ‬يقول‪ « :‬إذا تطهر أحدكم فليذكر اسم هللا‪ ،‬فإنه يطهر جسده كله‪ ،‬فإن لم يذكر‬
‫أحدكم اسم هللا على طهوره لم يطهر إال ما مر عليه الماء‪ ،‬فإذا فرغ أحدكم من طهوره فليشهد أن ال إله إال هللا ‪ ،‬وأن محمدا عبده ورسوله ‪،‬‬

‫علي‪ ،‬فإذا قال ذلك فتحت له أبواب الرحمة »(‪. )26‬وجه الداللة ‪ :‬أن هذا الحديث حكم بطهارة األعضاء مع عدم التسمية‪ ،‬مما‬
‫ثم ليصل َّ‬
‫يدل صراحة على عدم وجوب التسمية عند الوضوء(‪. )27‬‬
‫ونوقش من وجهني ‪:‬‬

‫أن هذا الحديث ضعيف فال يصح االستدالل به (‪. )28‬‬


‫الوجه األول‪َّ :‬‬
‫الوجه الثاني ‪ :‬أنه حجة للقائلين بوجوب التسمية‪ ،‬حيث لم يحكم بطهارة بقية البدن مع عدم التسمية‪ ،‬والبدن جميعه محدث‪ ،‬بدليل أنه ال‬

‫يجوز مس المصحف بصدره‪ ،‬ومع بقاء الحدث في بعض البدن ال تصح الصالة(‪. )29‬‬
‫ِ‬ ‫ضأُ فلم يرَّد عليه فلما َفرغَ من و ِ‬ ‫ّللاِ ‪" ‬وهو َيتَ َو َّ‬ ‫‪ )7‬ما روي عن اْل ُم َها ِج ِر بن قنفد‪ :‬أََّن ُه َسَّل َم على رسول َّ‬
‫ضوِئه قال َّإن ُه لم َي ْمَن ْعني أ ْ‬
‫َن أ َُرَّد‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫ٍ ( ‪)30‬‬ ‫ِ‬
‫ّللاَ َّإال على َ‬
‫ط َه َارة "‬ ‫َعَل ْيك َّإال أَّني َك ِرْهت أ ْ‬
‫َن أَ ْذ ُك َر َّ‬
‫ط ِّه ًار َفِفي‬ ‫ص َار ِب ِه ُمتَ َ‬
‫ضوء الذي َ‬
‫السالَم َب ْع َد اْلو ُ ِ‬
‫ُ‬ ‫ّللاَ َّإال على َ ٍ َّ‬
‫ط َه َارة َوَرد َّ َ‬ ‫ّللا ‪َ ‬ك ِرَه أ ْ‬
‫َن َي ْذ ُك َر َّ‬ ‫َن رسول َّ ِ‬
‫أن في هذا الحديث أ َّ َ ُ َ‬
‫وجه الداللة‪ِ َّ :‬‬
‫وء‬ ‫ِ‬ ‫ّللاِ وكان َقولُه الَ وض ِ‬ ‫يل أََّن ُه قد تَ َو َّ‬‫ِ‬
‫ض َ‬ ‫َه ُل اْل َمَقاَلة األولى‪َ ،‬وُي ْحتَ َم ُل الَ ُو ُ‬ ‫ضا ما َقاَل ُه أ ْ‬
‫وء ل َم ْن لم ُي َس ِّم ُي ْحتَ َم ُل أ َْي ً‬ ‫ْ ُ ُ ُ َ‬ ‫اس َم َّ‬
‫ضأَ قبل أ َْن َي ْذ ُك َر ْ‬ ‫ذلك َدل ٌ‬
‫ين‬ ‫ان فلم ُي َرُّد ِب َذلِ َك أََّن ُه ليس ِب ِم ْس ِك ٍ‬ ‫اب‪ ،‬كما قال ليس اْل ِمس ِكين الذي تَرُّده التَّمرة والتَّمرتَ ِ ُّ‬
‫اللْقم ُة و ُّ‬
‫اللْق َمتَ ِ‬ ‫ان َو َ َ‬ ‫ُ ُ ْ َُ َ ْ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ام ًال في الثَّو ِ‬
‫َ‬
‫له أَي‪ :‬الَ وضوء له متَ َك ِ‬
‫ُ ُ َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين اْل ُمتَ َكام ِل في اْل َم ْس َك َنة الذي ليس َب ْع َد َدَرَجته في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الص َد َق ُة‪َ ،‬وإَِّن َما أ ََرَاد ِب َذل َك أََّن ُه ليس ِباْلم ْسك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َخ ِارٍج من َح ّد اْل َم ْس َك َنة ُكّل َها حتى تَ ْح ُرَم عليه َّ‬
‫(‪)31‬‬
‫إيم ًانا َخ َرَج ِبتَ ْرِك ِه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ان َو َج ُارهُ إَلى َج ْنبه َجائ ٌع ) فلم ُي ِرْد ب َذل َك أََّن ُه ليس ب ُم ْؤم ٍن َ‬ ‫ول النبي ‪( ‬ليس اْل ُم ْؤ ِم ُن الذي َيِب ُ‬
‫يت َش ْب َع َ‬
‫ِ‬
‫اْل َم ْس َك َنة َد َر َج ٌة ‪َ .‬وَيُق ُ‬
‫وء لِ َم ْن لم ُي َس ِّم لم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َش َباهُ هذا َكِث َيرةٌ َي ُ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َ‬ ‫اب ِبذ ْك ِرَها َف َك َذل َك َق ْوُل ُه الَ ُو ُ‬
‫ول اْلكتَ ُ‬
‫ط ُ‬ ‫يم ِ‬
‫ان َوأ ْ‬ ‫َعَلى َم َراتب اإل َ‬‫إيَّاهُ إَلى اْل ُكْف ِر َوَلكَّن ُه أ ََرَاد ِبه أََّن ُه ليس في أ ْ‬
‫وج ُب‬ ‫وء الذي ُي ِ‬ ‫ضِ‬ ‫ام ًال في أَسَب ِ‬ ‫ي ِرْد ِب َذلِك أََّنه ليس بمتوضيء وضوءا لم ي ْخرج ِب ِه من اْلحد ِث وَل ِكَّنه أَراد أََّنه ليس بمتوضيء وضوءا َك ِ‬
‫اب اْل ُو ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُ ً‬ ‫ََ َ ُ َ َ ُ‬ ‫َ ُْ‬ ‫ُ ُ ً‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫َن َي ْج َع َل َم ْعَناهُ ُم َو ِافًقا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫َحد التَّأ ِْويَل ْي ِن على َ‬
‫اآلخ ِر َو َج َب أ ْ‬ ‫ط ُع بها أل َ‬‫اك َدالََل ٌة َيْق َ‬
‫صْف َنا ولم َي ُك ْن ُه َن َ‬
‫يث من اْل َم َعاني ما َو َ‬‫احتَ َم َل هذا اْل َحد ُ‬ ‫اب فلما ْ‬ ‫الث َو َ‬
‫ارة(‪.)32‬‬ ‫َّ‬
‫الطه َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫وء ِبالَ تَ ْسم َية َي ْخ ُرُج ِبه المتوضىء من اْل َح َدث إَلى َ‬
‫ض َ‬ ‫ض َّادا َفثََب َت ِب َذلِ َك أ َّ‬
‫َن اْل ُو ُ‬
‫ِ ِ‬
‫ل َم َعاني حديث اْل ُم َها ِج ِر حتى الَ َيتَ َ‬
‫أن ال يكون في ابتدائها نطق واجب كالصيام(‪.)33‬‬ ‫‪ )8‬وألنها عبادة ليس في آخرها نطق واجب‪ ،‬فوجب ْ‬
‫‪ )9‬وألنها طهارة فوجب أن ال يكون من شرطها التسمية‪ ،‬كإزالة النجاسة(‪.)34‬‬
‫اإلجار ِ‬ ‫ض من اْلِبي ِ‬ ‫ض الناس لَِب ْع ٍ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫اعات َو ِ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ود التي َي ْعق ُد َها َب ْع ُ‬ ‫اء الَ َي ْد ُخ ُل فيها َّإال ِب َكالَ ٍم منها اْل ُعُق ُ‬ ‫َش َي َ‬
‫‪ )10‬قال الجصاص‪َ ( :‬وأن هناك أ ْ‬
‫اب ِألََّن ُه يقول قد ِب ْعتُك قد َزَّو ْجتُك قد َخَل ْعتُك‬ ‫إيج ٌ‬ ‫ال منها َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ َّ‬
‫اء الَ تَج ُب إال ِبأَْق َوال َوَك َان ْت األَْق َو ُ‬
‫ِ‬
‫َش َب َه ذلك َف َك َان ْت تْل َك األ َْش َي ُ‬
‫اكح ِ‬
‫ات َواْل ُخْل ِع وما أ ْ‬ ‫َواْل ُم َن َ َ‬
‫ير وفي اْلح ِج ِب َّ ِ‬ ‫صالَ ِة ِبالتَّ ْكِب ِ‬ ‫َشياء تَ ْد ُخل فيها ِبأَْقو ٍ‬
‫ال َو ِه َي َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ير في‬ ‫ان التَّ ْكِب ُ‬
‫التْلِبَية َف َك َ‬ ‫َّ‬ ‫الصالَةُ َواْل َح ُّج َفتَ ْد ُخ ُل في ال َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ال فيها ذ ْك ُر اْل ُعُقود َوأ ْ َ ُ‬
‫َفتْل َك أَْق َو ٌ‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫التسمية يف الوضوء دراسة فقهية مقارنة‬ ‫‪‬‬
‫اب َشي ٍء‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الصالَ ِة و َّ‬
‫َ ُ ْ‬
‫ور فيها إيج‬ ‫اها غير َم ْذ ُك ٍ‬ ‫وء هل تُ ْشِب ُه شيئا من ذلك َف َأرَْي َن َ‬ ‫ضِ‬ ‫التْلِب َي ُة في اْل َح ِّج ُرْكًنا من أ َْرَكان َها ثُ َّم َر َج ْع َنا إَلى التَّ ْسم َية في اْل ُو ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ير ُرْكًنا‬ ‫وء كما كان التَّ ْكِب ُ‬ ‫ضِ‬ ‫ضا ُرْكًنا من أ َْرَك ِ‬
‫ان اْل ُو ُ‬
‫ِ‬
‫ض ْع َنا ولم تَ ُك ْن التَّ ْسمَي ُة أ َْي ً‬
‫ِ ِِ‬
‫الن َكا ِح َواْل ُب ُيوِع َف َخ َر َج ْت التَّ ْسم َي ُة ل َذل َك من ُح ْك ِم ما َو َ‬ ‫كما كان في ِّ‬
‫ط َل ِب َذلِ َك َق ْو ُل من قال َّإن ُه الَ‬ ‫التْلِب َي ُة َفَب َ‬
‫ير و َّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ان اْلح ِج َف َخرج أَي ِ ِ‬
‫التْلِب َي ُة ُرْكًنا من أ َْرَك ِ َ ّ َ َ ْ ً‬ ‫الصالَ ِة وَكما كانت َّ‬
‫ضا ب َذل َك ُح ْك ُم َها من ُح ْك ِم الت ْكب ِ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ان َّ‬ ‫من أ َْرَك ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُب َّد منها في اْلو ُ ِ‬
‫يما ُي ْع َم ُل فيه‪.‬‬ ‫ضوء كما الَ ُب َّد من تْل َك األ َْش َياء ف َ‬ ‫ُ‬
‫يل‬ ‫وء َك َذلِك ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬ ‫ض‬ ‫و‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫على‬ ‫ا‬ ‫ض‬ ‫َي‬
‫أ‬ ‫ة‬ ‫ي‬‫م‬‫ِ‬ ‫س‬ ‫َّ‬
‫ت‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫يح‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ؤ‬ ‫ت‬ ‫لم‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ع‬ ‫ت‬‫م‬ ‫ذلك‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫م‬‫و‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫ن‬‫ع‬‫ِ‬ ‫ة‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫س‬ ‫َّ‬
‫ت‬ ‫ال‬ ‫من‬ ‫َّ‬
‫د‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫يح‬ ‫ب‬‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الذ‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫َي‬
‫ر‬
‫أ‬ ‫قد‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫َفِإ ْن قال َق ِائ ٌل َ‬
‫ف‬
‫َ َ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫ُْ َ ْ َ َ ُ ُ َ ْ َ ُ ْ ً‬ ‫ََُ ًّ‬ ‫ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ََ َ‬ ‫ََ َ ُ‬ ‫َ َْ‬
‫ض ُه ْم‬ ‫ِ‬ ‫الذِب ِ‬ ‫َن من تَرك التَّس ِمي َة على َّ‬ ‫ظ ِر أ َّ‬ ‫له ما ثََب َت في ُح ْك ِم َّ‬
‫ض ُه ْم تُ ْؤَك ُل وقال َب ْع ُ‬ ‫ع الناس في ذلك فقال َب ْع ُ‬ ‫يحة ُمتَ َع ّم ًدا أنها الَ تُ ْؤَك ُل لقد تََن َاز َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ َ‬ ‫الن َ‬
‫الذاِب ُح ُم ْسِل ًما‬ ‫اسيا تُؤ َكل سواء وسواء ِع ْن َده كان َّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫إن تََرَك َها َن ً ْ ُ‬ ‫َما من قال الَ تُ ْؤَك ُل فإنه يقول ْ‬ ‫ان ِلَق ْولِ ِه َوأ َّ‬
‫َما من قال تُ ْؤَك ُل َفَق ْد َكَف ْي َنا اْل َب َي َ‬ ‫الَ تُ ْؤَك ُل َفأ َّ‬
‫يحتُ ُه من َذَب ِائ ِح اْل ِمَّل ِة‬‫ص َار ْت َذِب َ‬ ‫ان اْلملة‪ ،‬فإذا َس َّمى الذابح َ‬
‫أو َك ِاف ار بعد أَن ي ُكون ِكتاِبيًّا َفج ِعَلت التَّس ِمي ُة هاهنا في َقو ِل من أَوجبها َّإنما ِهي لِبي ِ ِ َّ ِ‬
‫ْ َ َ َ َ َ ََ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ ْ َ َ َُ‬ ‫ً ََْ ْ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وء ليس لِْل ِمَّلة َّإن َما هي َم ْج ُعوَل ٌة لِذ ْك ٍر على‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اْلمأ ُ ِ‬
‫َ‬
‫ضِ‬ ‫يحتُ َها‪ ،‬وإذا لم ُي َس ِّم ُجعَل ْت من َذ َبائ ِح اْلمَل ِل التي الَ تُ ْؤَك ُل َذ َبائ ُح َها‪َ ،‬والتَّ ْسمَي ُة على اْل ُو ُ‬ ‫ْكوَلة َذِب َ‬ ‫َ‬
‫ظ ُر على ذلك أ َْن‬ ‫َّ‬
‫الن‬ ‫ف‬ ‫ذلك‬ ‫َّه‬
‫ر‬ ‫ض‬ ‫ي‬ ‫لم‬ ‫بتسمية‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫ت‬
‫ر‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫ت‬‫س‬ ‫من‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ة‬
‫ر‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫س‬‫و‬ ‫وء‬ ‫ض‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ال‬ ‫الص‬ ‫ِ‬
‫اب‬ ‫ب‬‫َس‬ ‫أ‬ ‫من‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫َي‬‫ر‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ال‬ ‫الص‬ ‫اب‬‫ِ‬ ‫ب‬‫َس‬ ‫أ‬ ‫من‬ ‫ب‬ ‫ٍ‬ ‫ب‬
‫َ َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫َ ََ َ ْ َ َ ُ‬ ‫ْ‬
‫َ ُ ُ َ َ َ َْ َ ْ َ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َْ‬ ‫َ ََ َْ‬ ‫َّ‬ ‫َْ‬ ‫َس َ‬
‫ّللاُ تَ َعاَلى)(‪.)35‬‬ ‫ف َو ُم َح َّم ِد بن اْل َح َس ِن َرِح َم ُه ْم َّ‬ ‫وس َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضرَّهُ ذلك َو َه َذا َق ْو ُل أبي َحنيَف َة َوأَبي ُي ُ‬ ‫ضا البتسمية لم َي ُ‬ ‫ط َّه َر أ َْي ً‬‫ون من تَ َ‬ ‫َي ُك َ‬
‫(‪)36‬‬
‫‪ )11‬أن التسمية معنى ُشرع عند الذبح‪ ،‬فلم يجب في الطهارة‪ ،‬كاستقبال القبلة‬
‫نوقش‪ :‬لم كان كذلك؟ ونحن نرى َّ‬
‫أن استقبال القبلة يشرع في الذبيحة والدعاء‪ ،‬ويجب قي الصالة‪ ،‬وكذلك ذكر هللا تعالى يشرع في األذان‬

‫وفي الصالة وفي الخطبة‪ ،‬فليس إذا شرع الشيء في فعل ال يفعل في غيره(‪. )37‬‬

‫‪ )12‬أن الوضوء طهارة فال تفتقر إلى التسمية‪ ،‬كالطهارة من النجاسة‪ ،‬أو عبادة فال تجب فيها التسمية‪ ،‬كسائر العبادات(‪. )38‬‬

‫‪ )13‬أن التسمية عند الوضوء ذكر يسقط بالسهو فلم يكن واجبا‪ ،‬كالتسبيح والصالة على النبي صلى هللا عليه وسلم(‪. )39‬‬
‫نوقش‪ :‬أنا ال نسلم لكم أنه يسقط سهوا‪ ،‬ومن سلم قال‪ :‬ال يمتنع أن يسقط بالسهو ما كان واجبا‪ ،‬كاإلمساك في الصوم وكترك الكالم أثناء‬

‫الصالة والتسمية على الذبيحة ونحو ذلك‪ ،‬فأما األصل فلم يشرع في الوضوء أصال(‪. )40‬‬

‫‪ )14‬أن الوضوء شرط من شرائط الصالة فلم تشترط في صحته التسمية‪ ،‬كستر العورة وإزالة النجاسة واستقبال القبلة(‪. )41‬‬
‫نوقش ‪ :‬أنه " ال تأثير لقولكم‪ :‬شرط‪َّ .‬‬
‫فإن الحج والصيام والزكاة ليس بشرط وال تسمية فيه أيضا‪ ،‬وال نسلم األصل‪ ،‬فإنه إنما يكون شرطا‬
‫إذا كان فعلها في الصالة‪ ،‬وفي الصالة تسمية والطهارة ال تفعل في الصالة ودوام حكمها ليس بفعل‪ ،‬ولهذا لو حلف ال يتطهر وهو متطهر‬
‫فاستدام لم يحنث‪ ،‬ولو حلف ال يستتر وال يستقبل القبلة فاستدام حنث؛ ولهذا ال يشرع لتلك الشروط نية مفردة‪ ،‬بخالف الطهارة‪ ،‬فأما النجاسة‬
‫فهي نقل عين معينة كرد المغصوب والعواري‪ ،‬أو طريقها الترك فلم تفتقر إلى ذكر ‪،‬كترك الزنى والربا والسرقة؛ وألن الطهارة عبادة منفردة‬

‫يتنفل بها وترجع إلى شطرها فكانت كالصالة‪ ،‬بخالف سائر الشروط"(‪. )42‬‬

‫‪ )15‬أن الوضوء عبادة ال يجب في آخرها ذكر فال يجب في أولها‪ ،‬كالطواف(‪.)43‬‬
‫ونوقش ‪ :‬لم كان كذلك؟ ونحن نعلم أنه يشرع في أولها الذكر ويستحب وال يشرع في آخرها‪ ،‬وكذلك يجب إحضار النية في أولها وال يجب‬

‫في آخرها ‪ . . .‬وكذلك التسمية ينطق بها في أول الذبح دون آخره‪ ،‬وكذلك يجب التكبير في أول الصالة وال يجب في آخرها(‪. )44‬‬
‫‪ ) 16‬أن المطلوب من المتوضئ هو الطهارة ‪ ،‬وترك التسمية ال يقدح فيها؛ َّ‬
‫ألن الماء خلق طهو ار في األصل فال تقف طهوريته على صنع‬

‫العبد(‪. )45‬‬
‫وأستدل أصحاب املذهب الثاني‪ ،‬القائلني بوجوبها‪،‬مبا يأتي‪-:‬‬
‫‪ )1‬عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪«-‬ال صالة لمن ال وضوء له‪ ،‬وال وضوء لمن لم يذكر اسم‬
‫(‪)46‬‬
‫هللا عليه»‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫التسمية يف الوضوء دراسة فقهية مقارنة‬ ‫‪‬‬
‫ضي ِب ِم ْث ِل هذا التَّأ ِْو ِ‬
‫يل فإنه‬ ‫ون اْلمعنى َال ي ْكمل اْلوضوء َل ِكن َال أَرتَ ِ‬
‫َ ُُ ُ ُ ُ ْ‬ ‫َن َي ُك َ َ ْ َ‬ ‫َن التَّ ْس ِم َي َة ُرْك ٌن أو َش ْر ٌ‬
‫ط َوُي ْحتَ َم ُل أ ْ‬ ‫ص على أ َّ‬
‫وجه الداللة‪ :‬وهو َن ٌّ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اللْف ِظ قال المباركفوري‪َ ( :‬ال َش َّك في أ َّ‬ ‫يل اْلب ِع ِيد الذي يعود ِباْلم َخاَلَف ِة على َّ‬ ‫من التَّأ ِْو ِ‬
‫ضِ‬
‫وء أو‬ ‫َن التَّ ْسمَي َة ُرْك ٌن لْل ُو ُ‬
‫ص على أ َّ‬ ‫َن هذا الحديث َن َّ‬ ‫َُ ُ ُ‬ ‫َ‬
‫النْف ِي اْل َح ِقيَقةُ)(‪. )47‬‬
‫َص ُل في َّ‬ ‫ص ُّح وَال ُي َ ِ‬
‫وج ُد إ ْذ ْاأل ْ‬ ‫َ‬
‫اهر َقولِ ِه َال وضوء أََّنه َال ي ِ‬
‫ُ ُ َ ُ َ‬ ‫ظ َ ْ‬
‫َن َ ِ‬‫ط له؛ ِأل َّ‬ ‫َش ْر ٌ‬
‫ُ َّ‬
‫ورد‪ :‬ـ من جهتي السند والداللة‪:‬‬
‫أما السند‪ :‬ففي طرق الحديث كثير بن زيد‪ ،‬قال ابن أبي خيثمة عن ابن معين‪ :‬ليس بذاك‪ .‬وكان أوال قال‪ :‬ليس بشيء‪ .‬وقال يعقوب بن‬
‫شيبة‪ :‬ليس بذاك الساقط وإلى الضعف ما هو‪ .‬وقال النسائي‪ :‬ضعيف‪ ،‬وقال أبو زرعة‪ :‬صدوق فيه لين‪ ،‬وقال أبو حاتم‪ :‬صالح ليس‬

‫بالقوي يكتب حديثه(‪. )48‬وكثير بن زيد حدث به عن ربيح بن عبد الرحمن‪ .‬قال أبو زرعة عنه‪ :‬شيخ ‪ .‬وقال ابن عدي‪ :‬أرجو أنه ال بأس‬

‫به ‪ .‬وقال أحمد بن حفص السعدي‪ :‬سئل أحمد عن التسمية في الوضوء فقال‪ :‬ال أعلم فيه حديثا يثبت أقوى شيء فيه (‪ )49‬حديث كثير بن‬

‫زيد عن ربيح ‪ ،‬وربيح رجل ليس بمعروف(‪.)50‬ونقل الترمذي عن البخاري قوله عن ربيح‪ :‬منكر الحديث(‪ )51‬وأما ما رواه قتيبة عن محمد‬
‫بن موسى المخزومي عن يعقوب بن سلمة عن أبيه‪ .‬قال البخاري رحمه هللا‪ :‬ال يعرف لسلمة سماع من أبي هريرة‪ ،‬وال ليعقوب من‬

‫أبيه(‪. )52‬وقال الدارقطني عن محمود بن محمد الظفري‪ :‬ليس بالقوي‪ ،‬فيه نظر(‪. )53‬وقال البيهقي‪ " :‬هذا الحديث ال يعرف من حديث‬
‫يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة إال من هذا الوجه‪ ،‬وكان أيوب بن النجار يقول‪ :‬لم أسمع من يحيى بن أبي كثير إال حديثا واحدا وهو‬

‫حديث‪ « :‬التقى آدم وموسى » (‪ )54‬ذكره يحيى بن معين فيما رواه عن ابن أبي مريم‪ ،‬فكان حديثه هذا منقطعا"(‪. )55‬‬
‫ويجاب عن مناقشة هذا الحديث ‪ :‬أن الحاكم رحمه هللا قال عنه في المستدرك‪ " :‬هذا حديث صحيح اإلسناد‪ ،‬وقد احتج مسلم بيعقوب بن‬

‫أبي سلمة الماجشون‪ ،‬واسم أبي سلمة دينار‪ ،‬ولم يخرجاه(‪. )56‬‬
‫يرد عليه ‪ :‬بما ذكره النووي في المجموع ‪ ،‬حيث قال ‪ :‬أما قول الحاكم أبي عبد هللا في المستدرك على الصحيحين في حديث أبي هريرة أنه‬

‫حديث صحيح اإلسناد فليس بصحيح ؛ ألنه انقلب عليه إسناده واشتبه ‪ .‬كذا قال الحفاظ (‪. )57‬قال ابن حجر في تلخيص الحبير بعد ذكره‬
‫لهذا الحديث ‪ ( :‬رواه الحاكم من هذا الوجه ‪ ،‬فقال ‪ :‬يعقوب بن أبي سلمة وادعى أنه الماجشون وصححه لذلك ‪ ،‬والصواب أنه الليثي ‪ .‬قال‬
‫البخاري ‪ :‬ال يعرف له سماع من أبيه وال ألبيه من أبي هريرة ‪ ،‬وأبوه ذكره ابن حبان في الثقات‪ ،‬وقال‪ :‬ربما أخطأ‪ ،‬وهذه عبارة عن ضعفه‪،‬‬
‫فإنه قليل الحديث جدا‪ ،‬ولم يرو عنه سوى ولده‪ ،‬فإذا كان يخطئ مع قلة ما روى فكيف يوصف بكونه ثقة؟قال ابن الصالح‪ :‬انقلب إسناده‬
‫على الحاكم‪ ،‬فال يحتج لثبوته بتخريجه له‪ .‬وتبعه النووي ‪ .‬وقال ابن دقيق العيد‪ :‬لو سلم للحاكم أنه يعقوب بن أبي سلمة الماجشون ‪ -‬واسم‬

‫أبي سلمة دينار ‪ -‬فيحتاج إلى معرفة حال أبي سلمة‪ ،‬وليس له ذكر في شيء من كتب الرجال‪ ،‬فال يكون أيضاً صحيحاً) (‪. )58‬‬
‫ّللاِ‬ ‫الد ِ‬ ‫طِن ُّي واْلبيهِق ُّي من حديث ابن عمر وِف ِ‬ ‫يث ابن عمر وابن مسعوٍد هذا ِ‬ ‫(فح ِد ُ‬
‫ِي عبد َّ‬ ‫اهر ُّ‬ ‫يه أبو َب ْك ٍر َّ‬ ‫ُ ََ َ‬ ‫الد َارُق ْ َ َ ْ َ‬ ‫يف َرَواهُ َّ‬ ‫ضع ٌ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ُ ََ‬ ‫وقال المباركفوري‪َ :‬‬
‫يه ِمرداس بن مح َّم ِد بن عبد َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الدارُق ْ ِ‬
‫ان‬
‫ّللا بن أََب َ‬ ‫َُ‬ ‫ضا من حديث أبي ُه َرْي َرةَ َوِف ْ َ ُ‬ ‫طن ُّي َواْل َب ْي َهق ُّي أ َْي ً‬ ‫ض ِع َوَرَواهُ َّ َ‬ ‫وب إلى اْل َو ْ‬ ‫وك َو َم ْن ُس ٌ‬ ‫بن اْل َح َك ِم وهو َم ْت ُر ٌ‬
‫يث‬‫وك‪َ ،‬فاْل َح ِد ُ‬ ‫الس ْم َس ُار وهو َم ْت ُر ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ٍ‬
‫ضا من حديث بن َم ْس ُعود‪ ،‬وفي إ ْسَناده يحيى بن ه َشا ٍم ّ‬
‫ِ‬
‫طن ُّي َواْل َب ْي َهق ُّي أ َْي ً‬
‫الدارُق ْ ِ‬
‫ان َوَرَواهُ َّ َ‬ ‫ض ِعيَف ِ‬ ‫عن أبيه َو ُه َما َ‬
‫ال‪َ ،‬فِإ ْن‬‫ّللاِ عليه محمول على َنْف ِي اْل َكم ِ‬
‫َ‬ ‫َُْ ٌ‬ ‫وء لِ َم ْن لم يذكر ِا ْس َم َّ‬ ‫ض َ‬
‫ِ‬
‫النْف َي في َق ْولِه ‪َ ‬ال ُو ُ‬ ‫َن َّ‬ ‫ص ُّح ِاال ْسِت ْد َال ُل ِب ِه على أ َّ‬ ‫َال يصلُح لِ ِالحِتجا ِج َف َال ي ِ‬
‫َ‬ ‫َْ ُ ْ َ‬
‫يح ٌة‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ص‬ ‫ة‬ ‫اي‬
‫و‬ ‫ِ‬
‫الر‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬
‫ذ‬ ‫ه‬‫ف‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ع‬ ‫ِ‬
‫َّاف‬
‫الر‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫ت‬‫س‬ ‫ِ‬
‫ا‬ ‫وقد‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫ام‬ ‫ك‬ ‫وء‬‫ض‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫اي‬‫و‬ ‫ِ‬
‫الر‬ ‫ض‬‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫في‬ ‫ي‬ ‫و‬‫ِ‬‫ر‬ ‫قد‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫َن‬ ‫أ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ذ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ر‬ ‫ِ‬
‫الت‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫في‬ ‫الناس‬ ‫د‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي‬‫س‬ ‫ابن‬ ‫َّح‬
‫ُّ َ َ ّ َ َ ُ َ َ‬ ‫ْ َ َ َّ‬ ‫َّ َ َ ُ ُ َ َ ً‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ ِ ّْ ّ ُ ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫ص رَ‬ ‫ُقْل َت قد َ‬
‫الرَو َاي ِة‬
‫ال هذه ِّ‬ ‫يص لم أ ََرهُ َه َك َذا ْانتَ َهى َف َال ُي ْعَل ُم َح ُ‬‫التْل ِخ ِ‬
‫ظ في َّ‬ ‫ال قلت قال اْل َح ِاف ُ‬ ‫اب َنْفي اْل َكم ِ‬
‫ُ َ‬
‫ضوء في حديث اْل َب ِ‬ ‫ِِ‬
‫َن اْل ُم َرَاد في َق ْوله َال ُو ُ َ‬ ‫في أ َّ‬

‫َعَل ُم)(‪.)59‬‬ ‫صالِ َحةٌ لِ ِال ْحِت َجا ِج أ َْم َال َو َّ‬
‫ّللاُ تَ َعاَلى أ ْ‬
‫َكي ِ‬
‫ف ه َي َ‬
‫ْ َ‬
‫وقال ابن عبد الهادي‪:‬ــ بعد ذكره األسانيد‪:-‬هذه األحاديث فيها مقال قريب ففي الحديث األول‪ :‬كثير بن زيد‪ ،‬قال يحيى‪ :‬ليس بذاك القوي‪،‬‬
‫(‪. )60‬‬
‫وقال أبو زرعة‪ :‬هو لين‪ ،‬وقال أحمد والبخاري‪ :‬أحسن شيء في هذا الباب حديث كثير بن زيد وحديث قتيبة جيد‬

‫واما من جهة الداللة(‪:)61‬‬


‫‪ -1‬ال جتوز الزايدة يف نص القرآن إال مبثل ما جيوز به النسخ ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن أخبار اآلحاد غري مقبولة فيما عمت البلوى به ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫التسمية يف الوضوء دراسة فقهية مقارنة‬ ‫‪‬‬
‫له)(‪)63‬‬ ‫‪ -3‬وإن صح احتمل أنه يريد به نفي الكمال ال نفي األصل كقوله( ال صالة جلار املسجد إال يف املسجد)(‪ )62‬و(من مسع النداء فلم جيب فال صالة‬
‫وحنو ذلك‪.‬‬
‫وأعرتض‪ :‬أنه ملا كان احلدث يبطله صار كالصالة يف احلاجة إىل ذكر اسم هللا تعاىل يف ابتدائه ‪.‬‬
‫وأجيب‪ :‬أن القول َّ‬
‫إن احلدث يبطل الصالة غلط؛ ألنه جائز بقاء الصالة مع احلدث إذا سبقه ويتوضأ ويبين وأيضا فليست العلة يف حاجة الصالة إىل الذكر أن‬
‫احلدث يبطلها وإمنا املعىن أن القراءة مفروضة فيها‪ ،‬وأيضا نقيسه على غسل النجاسة مبعىن أنه طهارة‪ ،‬وأيضا فقد وافقوان على ان تركها انسيا ال مينع صحة‬
‫الطهارة‪ ،‬فبطل بذلك هذا القول من وجهني‪ -:‬أحدمها‪ :‬أن الصالة يستوي يف بطالهنا ترك ذكر التحرمية انسيا أو عامدا والثاين‪ :‬أهنا لو كانت فرضا ملا أسقطها‬
‫(‪)64‬‬
‫النسيان إذ كانت شرطا يف صحة الطهارة كسائر شرائطها املذكورة‬
‫ونوقش‪:‬‬
‫هال قلتم بوجوب التسمية على الوضوء بمقتضى الظاهر لعدم الداللة على خصوصه مع ما روي عن النبي ‪ ‬أنه قال‪ ( :‬ال وضوء لمن لم‬
‫(‪)65‬‬
‫يذكر اسم هللا عليه)‬
‫وأجيب‪:‬‬
‫َّ‬
‫أن الضمير ليس بظاهر فيعتبر عمومه‪ ،‬وإنما ثبت منه ما قامت الداللة عليه وقوله " ال وضوء لمن لم يذكر اسم هللا عليه"على جهة نفي‬

‫الفضيلة لدالئل قامت عليه(‪.)66‬‬


‫وقال النووي‪( :‬والجواب عن الحديث من أوجه‪ -:‬أحسنها‪ :‬أنه ضعيف كما سبق‪ ،‬والثاني‪ :‬المراد ال وضوء كامل‪ ،‬والثالث‪ :‬جواب ربيعة‬

‫شيخ مالك والدارمي والقاضي حسين وجماعة آخرين حكاه عنهم الخطابي المراد بالذكر النية)(‪.)67‬‬
‫قال الشوكاني‪-‬مدافعا‪ :-‬بعد أن ساق اسانيد الحديث‪....‬والشك وال ريب أنها جمعيا تنتهض لالحتجاج بها‪ ،‬بل مجرد الحديث األول‬
‫ينتهض؛ ألنه حسن فكيف إذا عضد بهذه األحاديث الواردة في معناه‪ ،‬وال حاجة للتطويل في تخريجها‪ ،‬فالكالم عليها معروف وقد صرح‬
‫الحديث بنفي وضوء من لم يذكر اسم هللا ‪ ،‬وذلك يفيد الشرطية التي يستلزم عدمها العدم فضال عن الوجوب فإنه أقل مايستفاد منه‪ ،‬وأما‬
‫تقييد الوجوب بالذكر فهو للجمع بين هذه األحاديث‪ ،‬وحديث"من توضأ وذكر اسم هللا عليه كان طهو ار لجميع بدنه" و"من توضأ ولم يذكر‬
‫اسم هللا عليه كان طهو ار ألعضاء وضوئه " ‪ ....‬وهذه األحاديث ال تنتهض لالستدالل بها‪ ،‬وليس فيها داللة على المطلوب من أن الوجوب‬
‫ليس إال على الذاكر ولكنه يدل على ذلك أحاديث عدم المؤاخذة على السهو والنسيان وما يفيد ذلك من الكتاب العزيز‪ ،‬فقد اندرجت تلك‬

‫األحاديث الضعيفة تحت هذه األدلة الكلية‪ ،‬وال يلزم مثل ذلك في االعضاء القطعية‪ ،‬وبعد هذا كله ففي التقييد بالذكر إشكال(‪.)68‬‬
‫وقال الصنعاني‪( :‬وإذا عرفت هذا فالحديث قد دل على مشروعية التسمية في الوضوء‪ ،‬وظاهر قوله ال وضوء أنه ال يصح وال يوجد من‬
‫دونها؛ إذ األصل في النفي الحقيقة ‪ .....‬وحديث أبي هريرة هذا األخير وإن كان ضعيفا فقد عضده في الداللة على عدم الفرضية حديث‬
‫توضأ كما أمرك هللا‪ ،‬وقد تقدم وهو الدليل على تأويل النفي في حديث الباب َّ‬
‫بأن المراد ال وضوء كامل‪ ،‬على أنه قد روى هذا الحديث بلفظ‬
‫ال وضوء كامل إال أنه قال المصنف‪ :‬لم يروه بهذا اللفظ قاله البيهقي في السنن بعد إخراجه هذا أيضا ضعيف أبو بكر الداهري يريد أحد‬
‫رواته أنه غير ثقة عند أهل العلم بالحديث‪ ،‬وأما القول بأن هذا مثبت ودال على اإليجاب فيرجح ففيه أنه لم يثبت ثبوتا يقضى باإليجاب بل‬
‫(‪.)69‬‬
‫طرقه كما عرفت‪ ،‬وقد دل على السنية حديث كل أمر ذي بال فيتعاضد هو وحديث الباب على مطلق الشرعية وأقلها الندبية)‬

‫وجاء في الروضة الندية(‪ ( )70‬وهذه األحاديث ال تنتهض لالستدالل بها وليس فيها أيضا داللة على المطلوب من أن الوجوب ليس إال على‬
‫ال ِّذكر‪ ،‬ولكنه يدل على ذلك أحاديث عدم المؤاخذة على السهو والنسيان وما يفيد ذلك من الكتاب العزيز فقد اندرجت تلك األحاديث‬
‫الضعيفة تحت هذه األدلة الكلية‪ ،‬وال يلزم مثل ذلك في األعضاء القطعية وبعد هذا كله ففي التقييد بالذكر إشكال قال في الحجة البالغة‪:‬‬
‫قوله صلى هللا عليه وسلم ال وضوء لمن ال يذكر هللا هذا الحديث لم ُيجمع أهل المعرفة بالحديث على تصحيحه وعلى تقدير صحته فهو‬
‫من المواضع التي اختلف فيها طريق التلقي من النبي صلى هللا عليه وسلم فقد استمر المسلمون يحكون وضوء النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم ويعّلمون الناس وال يذكرون التسمية حتى ظهر زمان أهل الحديث‪ ،‬وهو نص على أن التسمية ركن أو شرط ويمكن ْ‬
‫أن يجمع بين‬
‫فإن العبادات ال تقبل إال بالنية وحينئذ يكون صيغة ال وضوء على ظاهرها)‬
‫الوجهين بأن المراد هو التذكر بالقلب‪َّ ،‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫التسمية يف الوضوء دراسة فقهية مقارنة‬ ‫‪‬‬
‫ظتَ َك ال تبرُح تكتب لك‬ ‫الحمد هلل‪َّ ،‬‬
‫فإن حَف َ‬ ‫‪ )2‬عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا ‪« :‬يا أبا هريرة إذا توضأت فقل بسم هللا و ُ‬
‫الوضوء»(‪.)71‬‬
‫ِ‬ ‫الحسنات حتى تُ ْح ِدث من ذلك‬
‫(‪)72‬‬
‫وقال عنه الهيثمي‪ِ( :‬إسناده حسن)‬

‫ورَّد‪ :‬بأنه حديث منكر(‪ )73‬وواه(‪.)74‬‬ ‫ُ‬


‫اس َم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ور لِ َجمي ِع َب َدنه َو َم ْن تََو َّ‬ ‫ِ‬ ‫‪ - 3‬عن ابن عمر رضي هللا عنهما عن النبي ‪ ‬قال‪َ « :‬م ْن تَ َو َّ‬
‫ضأَ َو ْلم َي ْذ ُكر ْ‬ ‫طه ًا‬
‫ان ُ‬
‫اس َم هللا َعَليه َك َ‬
‫ضأَ َوَذ َك َر ْ‬
‫وضوِئ ِه»(‪.)75‬‬
‫ضاء ُ‬ ‫َع َ‬
‫ور أل ْ‬
‫طه ًا‬
‫ان ُ‬
‫ِ‬
‫هللا َعَليه َك َ‬
‫وجه الداللة(‪:)76‬‬
‫أن من توضأ ولم يذكر هللا عز وجل لم يتطهر إال موضع الوضوء ‪.‬‬
‫وربما قال الخصم‪ :‬فهذا حجتنا؛ ألنه حكم بطهارة األعضاء مع عدم التسمية‬
‫وأجيب‪ :‬البدن جميعه محدث بدليل أنه ال يجوز مس المصحف بصدره ومع بقاء الحدث في بعض البدن ال تصح الصالة‪.‬‬

‫ورد(‪:)77‬أن هذا الحديث مروي من طرق كلها ضعيفة‬


‫‪ )4‬عن عائشة ‪ ‬كان النبي‪ :‬إ ذا توضأ فوضع يديه سمى هللا ‪ .‬ويسبغ الوضوء ‪ .‬ثم يقول مستقبل القبلة ‪ .‬فيكبر ويرفع يديه حذاء منكبيه‬

‫‪.)78(».....‬‬
‫وعن عمرة عن عائشة قالت كان رسول هللا ‪: ‬إذا مس طهوره يسمي هللا‪ ،‬وكان يقوم إلى الوضوء فيسمي هللا ثم يفرغ الماء على‬

‫يديه(‪.)79‬‬
‫وجه الداللة ‪ :‬أن النبي ‪" : ‬كان إذا مس طهوره يسمي هللا عز وجل" ‪ ،‬وهذا يدل على وجوب التسمية عند الوضوء ‪.‬‬
‫نوقش من وجهين‪:‬‬

‫الوجه األول ‪ :‬أن هذا الحديث ضعيف؛ ألن في إسناده حارثة بن محمد (‪ ، )80‬وفيه حارثة قال َّ‬
‫البزار‪ِّ :‬‬
‫(لين الحديث)‪ ،‬وقال الهيثمي‪:‬‬

‫ومدار الحديثين على حارثة بن محمد وقد أجمعوا على ضعفه‪ ،‬وقال ابن حجر العسقالني‪( :‬ضعيف) فيترك(‪ .)81‬فال يصح االستدالل به ‪.‬‬

‫وأجيب‪ :‬أن الهيثمي قال‪ :‬إن اسناده حسن(‪.)82‬‬


‫الوجه الثاني‪ :‬لو سلمنا بصحته فإنا ال نسلم أن فعل النبي ‪ ‬للشيء دليل على وجوبه‪ ،‬بل قد يدل فعله ‪ ‬للشيء على سنيته وندبه ‪.‬‬
‫‪)5‬عن أنس رضي هللا عنه قال‪ :‬نظر أصحاب رسول هللا ‪َ ‬وضوءاً فلم يجدوه‪ ،‬قال‪ :‬فقال رسول هللا ‪ : ‬ها هنا‪ ،‬فرأيت رسول هللا ‪‬‬
‫وضع يده في اإلناء الذي فيه الماء ثم قال‪ :‬توضأوا بسم هللا‪ ،‬قال‪ :‬فرأيت الماء يفور من بين أصابعه‪ ،‬والقوم يتوضؤون حتى توضأوا عن‬

‫آخرهم ‪.)83( »...‬‬


‫‪)6‬عن أبي هريرة رضي هللا عته قال‪ :‬قال رسول هللا ‪ ) :‬ما توضأ من لم يذكر اسم هللا‪ ،‬وما صلى من لم يتوضأ‪ ،‬وما آمن بي من لم‬
‫(‪)84‬‬
‫يحبني وما أحبني من لم يحب األنصار)‬
‫وجه الداللة‪ :‬أن قوله ‪ " : ‬ال وضوء " نكرة في سياق النفي‪ ،‬فتفيد العموم‪ ،‬فيعم نفي الكمال واإلجزاء‪ ،‬كما أن قوله في أول الحديث‪ « :‬ال‬

‫صالة لمن ال وضوء له »(‪ )85‬ويقتضي نفي اإلجزاء والكمال(‪. )86‬‬

‫ورد(‪ :)87‬ـ أن هذا إسناد ضعيف؛ التفاقهم على ضعف عبد المهيمن‪ ،‬رواه الدارقطني في سننه‪ ،‬والحاكم في المستدرك من طريق عبد‬
‫َّ‬
‫المهيمن‪ ،‬لكن لم ينفرد به عبد المهيمن فقد تابعه عليه أُبي أخو عبد المهيمن‪ ،‬كما رواه الطبراني في المعجم الكبير ‪.‬‬
‫ّ‬
‫والثاني‪ :‬فيه عبد الرحمن بن حرملة عن أبي ثفال المري عن رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب‪ ،‬قال العقيلي ‪ " :‬حدثني آدم‬
‫بن موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت البخاري يقول‪ :‬أبو ثفال المري عن رباح بن عبد الرحمن‪ :‬في حديثه نظر ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫التسمية يف الوضوء دراسة فقهية مقارنة‬ ‫‪‬‬
‫وقال أحمد بن محمد بن هانئ‪ :‬قلت ألبي عبد هللا أحمد بن حنبل‪ :‬التسمية في الوضوء؟ فقال‪ :‬أحسن شيء فيه حديث ربيح بن عبد‬

‫الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي سعيد الخدري‪ ،‬قلت‪ :‬فحديث حدث عبد الرحمن بن حرملة ؟ قال ‪ :‬ال يثبت " (‪. )88‬‬

‫يقول العقيلي معقبا على ذلك‪ " :‬األسانيد في هذا الباب فيها لين " (‪. )89‬‬

‫ونقل الترمذي عن البخاري قوله‪ :‬أحسن شيء في هذا الباب حديث رباح بن عبد الرحمن(‪. )90‬‬
‫ونقل ابن حجر عن ابن عبد البر قوله‪ " :‬أبو بكر بن حويطب ‪ ،‬يقال ‪ :‬اسمه رباح‪ ،‬ويقال‪ :‬اسمه كنيته‪ ،‬روى عن جدته‪ ،‬يقال‪ :‬حديثه‬

‫مرسل " (‪. )91‬‬


‫قال أبو بكر األثرم‪ :‬سمعت أبا عبد هللا أحمد بن حنبل يقول‪ " :‬ليس في هذا حديث يثبت‪ ،‬وأحسنها حديث كثير بن زيد‪ ،‬وضعف حديث ابن‬

‫حرملة‪ ،‬وقال‪ :‬أنا ال آمر باإلعادة‪ ،‬وأرجو أن يجزيه الوضوء؛ ألنه ليس في هذا حديث أحكم به " (‪. )92‬‬

‫أن في إسناده عبد المهيمن‪ ،‬قال عنه الدارقطني‪ :‬ليس بالقوي(‪. )93‬‬
‫والرواية الثالثة‪َّ :‬‬
‫وقال البوصيري‪ :‬هذا إسناد ضعيف؛ التفاقهم على ضعف عبد المهيمن‪ ،‬ثم قال‪ :‬لكنه لم ينفرد به عبد المهيمن‪ ،‬فقد تابعه عليه أُبي أخو‬
‫ّ‬
‫عبد المهيمن(‪. )94‬‬

‫قال ابن حجر في التلخيص الحبير‪ :‬أُبي مختلف فيه(‪. )95‬‬


‫ّ‬
‫‪ " :)7‬إنها عبادة يبطلها الحدث‪ ،‬فوجب في أولها نطق‪ ،‬كالصالة " (‪. .)96‬‬
‫جياب عنه من وجهني ‪:‬‬
‫الوجه األول‪ :‬أنه منتقض بالطواف‪ ،‬فالطواف عبادة يبطلها الحدث ومع ذلك لم يجب في أوله نطق ‪.‬‬
‫( ‪)97‬‬
‫الوجه الثاني‪ :‬أنه يمكن قلب الدليل على المستدلين به‪ ،‬فيقال‪ :‬إن الوضوء عبادة يبطلها الحدث‪ ،‬فلم تجب التسمية في أولها‪ ،‬كالصالة‬
‫فصل الكالم فيه ردا واستيعابا‪-:‬‬
‫أن ذكروها ونذكر منهم أغلب من َّ‬ ‫ورد العلماء على هذه األحاديث بعد ْ‬
‫فقال الزيلعي‪ :‬الحديث الثالث قال عليه السالم‪ ":‬ال وضوء لمن لم يسم هللا تعالى"‪.‬‬
‫وقد روي من حديث أبي هريرة ومن حديث سعيد بن زيد ومن حديث الخدري ومن حديث سهل بن سعد الساعدي ومن حديث أبي سبرة‬
‫ثم قال‪ :‬وهذه األحاديث في صفة وضوء النبي صلى هللا عليه وسلم لم أجد في شيء منها ذكر التسمية ولكنها في حديث ضعيف أخرجه‬
‫الدارقطني في سننه عن حارثة بن أبي الرجال عن عمرة عن عائشة رضي هللا عنها قالت‪ :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إذا مس‬

‫طهروا سمى هللا قال‪ :‬أو كان يقوم الى الوضوء فيسمي هللا عز وجل ثم يفرغ الماء على يديه انتهى(‪. )98‬‬
‫طِني وابن‬ ‫التّ ْرِم ِذ ُّي في اْل ِعَل ِل وابن ماجة و َّ‬
‫الدارق‬ ‫ّللاِ عليه أَحمد وأبو داود و ِ‬ ‫اس َم َّ‬ ‫يث َال وض ِ‬ ‫وقال ابن حجر العسقالني‪َ ( :‬ح ِد ُ‬
‫َ َُ ْ ّ‬ ‫َُ َ‬ ‫ْ َُ‬ ‫وء ل َم ْن لم يذكر ْ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اك ُم َواْل َب ْي َهِق ُّي من َ‬ ‫الس َك ِن واْلح ِ‬
‫وء‬
‫ض َ‬ ‫ص َال َة ل َم ْن َال ُو ُ‬ ‫وب بن َسَل َم َة عن أبيه عن أبي ُه َرْي َرَة بَلْفظ َال َ‬ ‫وسى اْل َم ْخ ُزو ِم ِّي عن َي ْعُق َ‬‫يق ُم َح َّمد بن ُم َ‬ ‫ط ِر ِ‬ ‫َّ َ َ‬
‫َّح ُه لِ َذلِ َك‪،‬‬ ‫اكم من هذا اْلو ْج ِه فقال َي ْعُقوب بن أبي سَلم َة و َّاد َعى أََّن ُه اْلم ِ‬ ‫ِ‬ ‫له وَال وضوء لِمن لم يذكر اسم َّ ِ‬
‫صح َ‬ ‫ون َو َ‬ ‫اج ُش ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّللا عليه‪َ ،‬وَرَواهُ اْل َح ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ ُ َ َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الصواب أََّنه َّ‬
‫طأَ‬‫َخ َ‬ ‫َّما أ ْ‬‫َّان في الثَّقات‪ ،‬وقال‪ُ :‬رب َ‬ ‫ف له َس َماعٌ من أبيه َوَال ألَِبيه من أبي ُه َرْي َرَة َوأَُبوهُ َذ َك َرهُ ابن حب َ‬ ‫ِي‪َ :‬ال ُي ْع َر ُ‬ ‫الل ْيث ُّي‪ ،‬قال اْل ُب َخارُّ‬ ‫َو َّ َ ُ ُ‬
‫ف ِب َك ْوِن ِه ِثَق ًة‪ ،‬قال ابن‬ ‫وص ُ‬ ‫ف ُي َ‬
‫َِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫يل الحديث ِج ًّدا ولم َي ْرِو عنه س َوى َوَلده فإذا كان ُي ْخطئُ مع قلة ما َرَوى َف َك ْي َ‬
‫ِ‬
‫ض ْعفه فإنه َقل ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫َو َهذه ع َب َارةٌ عن َ‬
‫َّ ِ ِ‬ ‫النوِوي‪ ،‬وقال ابن د ِق ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وب بن أبي‬ ‫يق اْلعيد‪ :‬لو َسل َم لْل َحاك ِم أََّن ُه َي ْعُق ُ‬ ‫َ‬ ‫إس َن ُادهُ على اْل َحاك ِم َف َال ُي ْحتَ ُّج لثُُبوِته ِبتَ ْخ ِريجه له وتبعه َّ َ ّ‬ ‫الص َال ِح‪ْ :‬انَقَل َب ْ‬
‫َّ‬
‫الرج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ضا‬ ‫ون أ َْي ً‬
‫ال َف َال َي ُك ُ‬ ‫اج إَلى َم ْع ِرَفة َحال أبي َسَل َم َة‪َ ،‬وَل ْي َس له ذ ْكٌر في َش ْيء من ُكتُب ِّ َ‬ ‫اس ُم أبي َسَل َم َة د َين ٌار َف ُي ْحتَ ُ‬ ‫َسَل َم َة اْل َماج ُشون َو ْ‬
‫ِ َّ‬ ‫طِن ِّي َواْل َب ْي َهِق ُّي من َ‬ ‫ُخ َرى ِع ْن َد َّ‬ ‫ِ‬
‫َّار عن يحيى عن أبي سلمة بن‬ ‫النج ِ‬ ‫ُّوب بن َّ‬‫ِي عن أَي َ‬ ‫يق َم ْح ُموِد بن ُم َح َّمد الظَفرِّ‬ ‫ط ِر ِ‬ ‫الد َارُق ْ‬ ‫يق أ ْ‬ ‫ط ِر ٌ‬‫يحا‪َ .‬وَل ُه َ‬
‫صح ً‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّوب قد َسم َع ُه‬ ‫ود ليس ِباْلَق ِوِّي َوأَي ُ‬ ‫ض ْأ‪َ ،‬و َم ْح ُم ٌ‬
‫ّللا عليه‪ ،‬وما صلى من لم َيتََو َّ‬ ‫اس َم َّ‬
‫ضأَ من لم يذكر ْ‬ ‫عبد الرحمن عن أبي ُه َرْي َرَة ِبَلْفظ‪" :‬ما تَ َو َّ‬
‫وسى‪ .‬وقد َوَرَد ْاأل َْم ُر ِب َذلِ َك من حديث أبي ُه َرْي َرَة رضي‬ ‫ِ‬ ‫ين يقول لم أَسمع من يحيى بن أبي َكِث ٍ َّ ِ‬ ‫يحيى بن َم ِع ٍ‬
‫ير إال َحديثًا َواح ًدا اْلتََقى َآدم َو ُم َ‬ ‫َْْ‬
‫ّللاِ صلى َّ‬
‫ّللاُ‬ ‫ين عن أبي ُه َرْي َرَة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول َّ‬ ‫يق َعلِ ِي بن ثَاِب ٍت عن ُم َح َّم ِد بن ِس ِ‬
‫ير َ‬ ‫ط ِر ِ‬ ‫لط َب َرِان ِّي من َ‬ ‫هللا عنه َفِفي ْاألَوس ِط لِ َّ‬
‫َْ‬
‫ّ‬
‫وء‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ضِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عليه وسلم‪ :‬يا أ ََبا ُه َرْي َرَة إ َذا تَ َو َّ‬
‫ال تَ ْكتُ ُب َلك اْل َح َسَنات حتى تُ ْحد َث من ذلك اْل ُو ُ‬ ‫ظتَك َال تَ َز ُ‬‫ّللا َواْل َح ْم ُد َّلِل‪ ،‬فإن َحَف َ‬
‫ضأْت َفُق ْل ب ْس ِم َّ‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫التسمية يف الوضوء دراسة فقهية مقارنة‬ ‫‪‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫تَفر ِ ِ‬
‫ظ‬‫استَْيَق َ‬ ‫َع َرِج عن أبي ُه َرْي َرَة رضي هللا عنه َرَف َع ُه "إ َذا ْ‬ ‫يق ْاأل ْ‬ ‫ط ِر ِ‬ ‫ضا من َ‬ ‫يم ابن ُم َح َّمد عنه ‪َ .‬وِفيه أ َْي ً‬ ‫َّد به َع ْم ُرو بن أبي َسَل َم َة عن ْإب َراه َ‬ ‫َ َ‬
‫ّللاِ ابن ُم َح َّم ِد بن يحيى بن ُع ْرَوَة‪ ،‬وهو‬ ‫الزَي َاد ِة عبد َّ‬ ‫َّد ِب َه ِذِه ِّ‬ ‫َن ُي ْد ِخَل َها‪ ،‬تََفرَ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإل َناء حتى َي ْغسَل َها َوُي َس ّم َي قبل أ ْ‬
‫أحدكم من نو ِم ِه َف َال ي ْد ِخل يده في ِْ ِ‬
‫ُ ْ ََ ُ‬ ‫َْ‬
‫الزَن ِاد عنه ‪.‬‬ ‫وك عن ِه َشا ِم بن ُع ْرَوَة عن أبي ِّ‬ ‫َم ْت ُر ٌ‬
‫يث أبي‬ ‫َما َحِد ُ‬ ‫س رضي هللا عنهم أجمعين أ َّ‬ ‫ُم س ْب َرَة و َعِل ٍي وأََن ٍ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫وفي اْلَباب عن أبي َسعيد َو َسعيد بن َزْيد َو َعائ َش َة َو َس ْهل بن َس ْعد َوأَبي َس ْب َرَة َوأ ِّ َ َ ّ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ير بن َزْي ٍد‬ ‫يق َكِث ِ‬ ‫ط ِر ِ‬ ‫اك ُم َواْل َب ْي َهِق ُّي من َ‬ ‫طِني واْلح ِ‬
‫الد َارُق ْ ّ َ َ‬ ‫الس َك ِن َواْل َب َّزُار َو َّ‬ ‫التّ ْرِم ِذ ُّي في اْل ِعَل ِل وابن ماجة وابن َع ِد ٍّي وابن َّ‬ ‫الد ِارِم ُّي و ِ‬
‫َ‬ ‫َح َم ُد َو َّ‬
‫َسعيد َف َرَواهُ أ ْ‬
‫ٍِ‬
‫ِ‬
‫ير‪َ ،‬وَل ْي َس َك َذل َك‪َ ،‬فَق ْد َرَواهُ‬ ‫َّد ِب ِه عن َكِث ٍ‬ ‫اب تََفرَ‬ ‫َن َزْي َد بن اْلحَب ِ‬
‫ُ‬ ‫اب‪َ ،‬وَزَع َم ابن َع ِد ٍّي أ َّ‬ ‫ِيح بن عبد الرحمن بن أبي س ِع ٍيد ِبَلْف ِظ حديث اْل َب ِ‬
‫َ‬ ‫عن َرب ِ‬
‫ين‪ :‬ليس ِباْلَق ِوِّي‪ ،‬وقال‬ ‫ير بن َزْي ٍد فقال ابن َم ِع ٍ‬ ‫ال َكِث ِ‬ ‫َما َح ُ‬ ‫ِي‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫َحم َد ُّ‬
‫الزَب ْيرِّ‬ ‫طن ُّي من حديث أبي َعام ٍر اْل َعَقد ِّي وابن ماجة من حديث أبي أ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الدارُق ْ ِ‬
‫َّ َ‬
‫التّ ْرِم ِذ ُّي عن‬ ‫وق فيه لِين‪ ،‬وقال أبو ح ِات ٍم‪ :‬صالِح الحديث ليس ِباْلَق ِوِي ي ْكتَب ح ِديثَه‪ ،‬وربِيح قال أبو ح ِات ٍم‪َ :‬شي ٌخ‪ ،‬وقال ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ ُ ُ َ ُ ََ ٌ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ص ُد ٌ‬ ‫أبو ُزْرَع َة‪َ :‬‬
‫َح َم ُد وقال ليس فيه َشي ٌء َي ْثُب ُت‪ ،‬وقال اْلَب َّزُار‪َ :‬رَوى عنه‬ ‫ِي‪ :‬لم ي ِ‬ ‫ِي‪ :‬م ْن َكر الحديث‪ ،‬وقال أَحمد‪ :‬ليس ِباْلمعر ِ‬
‫ْ‬ ‫ص ّح ْح ُه أ ْ‬ ‫َُ‬ ‫وف‪ ،‬وقال اْل َم ْرَوز ُّ‬ ‫َُْ‬ ‫ْ َُ‬ ‫اْل ُب َخارِّ ُ ُ‬
‫ير بن‬ ‫اب َفَلْي َس ِبَق ِوٍّي‪ ،‬ثُ َّم َذ َك َر أََّن ُه روى عن َكِث ِ‬ ‫ف‪ ،‬وكلما روى في هذا اْل َب ِ‬ ‫ّللاِ بن عم ِرو بن عو ٍ‬ ‫ير بن عبد َّ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫ير بن َزْيد َوَكث ُ‬ ‫ان َوَكث ُ‬ ‫ُفَل ْي ُح بن ُسَل ْي َم َ‬
‫َح َس ُن َشي ٍء في هذا‬ ‫َزي ٍد عن اْلولِ ِيد بن ربا ٍح عن أبي هريرة‪ ،‬وقال اْلعَقيلِ ُّي‪ْ :‬األ ِ‬
‫ْ‬
‫ٍ‬
‫َح َم ُد بن َح ْنَبل‪َّ :‬إن ُه أ ْ‬ ‫ين‪ ،‬وقد قال أ ْ‬ ‫اب فيها لِ ٌ‬ ‫يد في هذا اْل َب ِ‬ ‫َسان ُ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َُ ْ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫السعد ُّي سئل أَحم ُد عن التَّسمية‪ ،‬فقال‪َ :‬ال أَعَلم فيه حديثًا ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اْل َب ِ‬
‫اق‬‫ِيح‪ ،‬وقال ِإ ْس َح ُ‬ ‫ير بن َزْيد عن َرب ٍ‬ ‫يث َكث ِ‬ ‫يحا أَْق َوى َش ْيء فيه َحد ُ‬ ‫صح ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ َ َْ‬ ‫اب‪ ،‬وقال َّ ْ‬
‫طِني واْلعَقيِل ُّي واْلح ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َما حِد ُ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫بن ر ِ‬
‫ط ِر ِ‬
‫يق‬ ‫اك ُم من َ‬ ‫َح َم ُد وابن ماجة َوا َّلد َارُق ْ ّ َ ُ ْ َ َ‬ ‫يث َسعيد ْبن َزْيد َف َرَواهُ التّ ْرِمذ ُّي َواْل َب َّزُار َوأ ْ‬ ‫َص ُّح ما في اْل َباب َوأ َّ َ‬ ‫اه َوْيه‪ :‬هو أ َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ّللا صلى‬ ‫ول َّ‬ ‫يها قال َسم ْعت َرُس َ‬ ‫ان بن ُح َوْيطب عن َج َّدته عن أَِب َ‬ ‫عبد الرحمن بن َح ْرَمَل َة عن أبي ثفال عن َرَبا ِح بن عبد الرحمن بن أبي ُس ْف َي َ‬
‫ص َال َة لِ َم ْن َال‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب َح ِد ُ‬ ‫َحس ُن َشي ٍء في هذا اْل َب ِ‬ ‫ّللا عليه وسلم يقول‪َ :‬ف َذ َكره َلْف ُ ِ ِ ِ‬
‫يث َرَبا ٍح‪َ ،‬وال ْب ِن ماجة ب ِزَي َادة َال َ‬ ‫ْ‬ ‫ظ التّ ْرمذ ِّي‪ ،‬قال‪ ،‬وقال ُم َح َّمٌد ‪ :‬أ ْ َ‬ ‫َُ‬ ‫َّ ُ‬
‫ص َار ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّح اْل ُعَقْيل ُّي َواْل َحاك ُم ب َس َما ِع َب ْعضه ْم من َب ْعض وزاد‪َ :‬وَال ُي ْؤم ُن باَ َّلِل من َال ُي ْؤم ُن بي َوَال ُي ْؤم ُن بي من َال ُيح ُّب ْاأل َْن َ‬ ‫ص رَ‬ ‫وء له‪َ ،‬و َ‬ ‫ض َ‬ ‫ُو ُ‬
‫يها‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ط منه ذ ْك َر أَِب َ‬ ‫َسَق َ‬
‫ّللاُ عليه وسلم َفأ ْ‬ ‫ّللاِ صلى َّ‬ ‫ول َّ‬ ‫ِ‬
‫اء ِب ْن ُت َسعيد بن َزْيد بن َع ْم ٍرو أنها َسم َع ْت َرُس َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َس َم ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫وزاد اْل َحاك ُم في ِرَو َايته َح َّدثَ ْتني َج َّدتي أ ْ‬
‫ِ‬
‫ٍِ‬ ‫ِشر بن اْلمَف َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الدارُق ْ ِ‬
‫اق بن‬ ‫ِس َح ُ‬ ‫ص بن َم ْي َس َرَة وأبو َم ْع َش ٍر َوإ ْ‬ ‫ضل َو َغ ْي ُر َواحد َه َك َذا‪ ،‬وقال َحْف ُ‬ ‫ُ‬ ‫ف فيه‪ ،‬فقال ُو َه ْي ٌب َوب ْ ُ‬ ‫طن ُّي في اْلعَل ِل‪ :‬اُ ْخ ُتل َ‬ ‫وقال َّ َ‬
‫الد َرَاوْرِد ُّي عن أبي ثفال عن َرَب ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ان‬‫اح عن بن ثَ ْوَب َ‬ ‫اها‪َ ،‬وَرَواهُ َّ‬ ‫َح ِازٍم عن بن َح ْرَمَل َة عن أبي ثفال عن َرَبا ٍح عن َج َّدته أنها َسم َع ْت ولم َي ْذ ُك ُروا أََب َ‬
‫التّ ْرِم ِذ ُّي‪،‬‬
‫الزبي ِر عن أبي ثفال عن أبي ب ْك ِر بن حوي ِط ٍب مرس ًال وأبو ب ْك ِر بن حوي ِط ٍب هو رباح اْلم ْذ ُكور َقاَله ِ‬
‫ََ ٌ َ ُ ُ‬ ‫َُْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َُْ‬ ‫َ‬ ‫آل ُّ َ ْ‬ ‫مرس ًال ورواه ص َدَقةُ مولى ِ‬
‫ُْ َ َ َ َ ُ َ‬
‫يق ُو َه ْي ٍب عن‬ ‫ِ‬
‫لضَياء من ُم ْسَند اْل َه ْيثَ ِم بن ُكَل ْي ٍب من َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يح َق ْو ُل ُو َه ْي ٍب َوب ْ‬ ‫ِ‬ ‫طِن ُّي‪َ :‬و َّ‬
‫ط ِر ِ‬ ‫ضل َو َم ْن تَ َاب َع ُه َما‪ ،‬وفي اْل ُم ْختَ َارِة ل ّ‬ ‫ِش ِر بن اْل ُمَف َّ‬ ‫الصح ُ‬ ‫الد َارُق ْ‬‫قال َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وف أبو‬ ‫اء‪ :‬اْل َم ْع ُر ُ‬ ‫الضَي ُ‬
‫اها َك َذا قال‪ ،‬قال ّ‬ ‫اح بن عبد الرحمن َح َّدثَ ْتني َج َّدتي أنها َسم َع ْت أََب َ‬ ‫عبد الرحمن بن َح ْرَمَل َة سمع أ ََبا َغال ٍب َسم ْعت َرَب َ‬
‫إن الحديث‬ ‫اال‪َّ :‬‬ ‫الن ْسَب ِة إَلى من َخاَلَف ُه َما‪َ ،‬ل ِك ْن َق َ‬ ‫ضا ِب ِّ‬ ‫ِ‬
‫َّح أبو َحات ٍم وأبو ُزْرَع َة في اْلعَل ِل ِرَو َايتَ ُه َما أ َْي ً‬
‫ِ‬
‫صح َ‬ ‫ثفال َب َد َل أبي َغالب وهو كما قال‪َ ،‬و َ‬
‫ٍِ‬
‫َن ج َّدة ربا ٍح أَيضا َال يعرف اسمها وَال حالُها‪َ ،‬ك َذا قال‪َ ،‬فأ َّ ِ‬ ‫ليس ِبص ِحي ٍح أبو ثفال ورباح مجهوَال ِن‪ ،‬وزاد بن اْلَق َّ‬
‫اس ُم َها‬ ‫ف ْ‬ ‫َما ه َي َفَق ْد ُع ِر َ‬ ‫َُْ ُ ْ َُ َ َ َ‬ ‫ان أ َّ َ َ َ َ ْ ً‬ ‫طِ‬ ‫َََ ٌ َ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َل عن َحال َها‪،‬‬ ‫ص ْحَبةٌ َفم ْثلُ َها َال ُي ْسأ ُ‬ ‫ِن لم َي ْثُب ْت لها ُ‬ ‫الص َح َابة َوإ ْ‬ ‫َما َحالُ َها َفَق ْد ُذك َر ْت في َّ‬ ‫اسم َها َوأ َّ‬ ‫ص ِّرًحا ب ْ‬ ‫ضا ُم َ‬ ‫من ِرَو َاية اْل َحاك ِم َوَرَواهُ اْل َب ْي َهق ُّي أ َْي ً‬
‫ات َّإال أََّن ُه قال َل ْست‬ ‫ظر وه ِذِه عادتُه ِفيمن يض ِعُفه‪ ،‬وَذ َكره ابن ِحبَّان في الِثَّق ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫َ‬ ‫ِي في َحديثه َن َ ٌ َ َ َ َ ُ َ ْ ُ َ ّ ُ َ َ ُ‬ ‫اعةٌ‪ ،‬وقال اْل ُب َخار ُّ‬ ‫َما أبو ثفال َف َرَوى عنه َج َم َ‬ ‫َوأ َّ‬
‫يث ِ‬ ‫ِ‬ ‫َما رباح َفمجهول‪ ،‬قال ابن اْلَق َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِباْلمعتم ِد على ما تَفر ِ‬
‫اح‬
‫ور َوَرَب ٌ‬ ‫يف ِج ًّدا‪ ،‬وقال اْل َب َّزُار أبو ثفال َم ْش ُه ٌ‬ ‫ضع ٌ‬ ‫ان َفاْل َحد ُ َ‬ ‫طِ‬ ‫َّد ِبه‪َ ،‬ف َكأََّن ُه لم ُي َوثّْق ُه‪َ ،‬وأ َّ َ َ ٌ َ ْ ُ ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ََْ‬
‫يث َع ِائ َش َة َف َرَواهُ اْل َب َّزُار‬ ‫َما َح ِد ُ‬ ‫النْق ِل َال َي ْثُب ُت‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫مه َما َرَوَيا َّإال هذا الحديث‪َ ،‬وَال َح َّد َث عن َرَبا ٍح َّإال أبو ثفال‪َ ،‬فاْل َخَب ُر من ِج َه ِة َّ‬ ‫َو َج َّدتُ ُه َال َن ْعَل ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأبو ب ْك ِر بن أبي َشيب َة في مسندي ِهما وابن ع ِد ٍي‪ ،‬وفي إسن ِادِه ح ِارثَةُ بن مح َّم ٍد وهو ض ِعيف‪ ،‬وض ِع ِ‬
‫َح َم َد أََّن ُه‬‫ف ِبه‪ ،‬قال ابن َعد ٍّي َبَل َغني عن أ ْ‬ ‫َ ٌ َ ُ ّ َ‬ ‫َُ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ّ‬ ‫ُ ْ ََ ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫ون في اْل َجام ِع عن َح ِارثَ َة َوَرَوى‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يث َفأ َْن َك َرهُ ج ًّدا‪ ،‬وقال‪ :‬أََّو ُل َحديث َي ُك ُ‬ ‫َخ َر َج ُه هذا اْل َحد ُ‬ ‫اه َوْيه فإذا أََّو ُل َحديث قد أ ْ‬ ‫اق بن َر ْ‬ ‫ظ َر في َجام ِع إ ْس َح َ‬ ‫َن َ‬
‫يث َس ْه ِل بن َس ْع ٍد َف َرَواهُ ابن ماجة‬ ‫َما َح ِد ُ‬ ‫يث فيه‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫اب وه َذا أَضعف ح ِد ٍ‬
‫َص َّح َش ْيء في اْلَب َ َ ْ َ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫اختَ َار أ َ‬ ‫َح َم َد أََّن ُه قال هذا َي ْزُع ُم أََّن ُه ْ‬ ‫ِي عن أ ْ‬ ‫اْل َح ْرب ُّ‬
‫َّاس بن سه ٍل عن أبيه عن ج ِّدِه‪ ،‬وهو ِ‬ ‫يق عبد اْلم َه ْي ِم ِن بن َعب ِ‬ ‫الط َب َرِان ُّي وهو من َ‬ ‫و َّ‬
‫ف‬ ‫َّاس وهو ُم ْخَتَل ٌ‬ ‫َخوهُ أَُبي بن َعب ٍ‬
‫ّ‬ ‫يف َل ِك ْن تَ َاب َع ُه أ ُ‬ ‫ضع ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ط ِر ِ‬ ‫َ‬
‫يسى بن َس ْب َرَة بن أبي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫ُم َس ْب َرَة َف َرَوى الدوَالب ُّي في اْل ُك َنى َواْل َب َغو ُّي في َّ‬ ‫ِ‬
‫الص َح َابة َوالط َب َارن ُّي في ْاأل َْو َسط من حديث ع َ‬ ‫يث أبي َس ْب َرَة َوأ ِّ‬ ‫َما َحد ُ‬ ‫فيه‪َ ،‬وأ َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َما ح ِد ُ ِ‬ ‫َخرجه أبو موسى في اْلمع ِرَف ِة فقال عن أ ُِم سبرة وهو ِ‬ ‫ِِ‬
‫يسى بن‬ ‫يث َعل ٍّي َف َرَواهُ بن َعد ٍّي في تَ ْرَج َمة ع َ‬ ‫يف َوأ َّ َ‬ ‫ضع ٌ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ ََْ‬ ‫َْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َس ْب َرةَ عن أبيه عن َج ّده َوأ ْ َ َ ُ‬
‫س َفرواه عبد اْلملِ ِك بن حِب ٍ‬ ‫َما َح ِد ُ‬ ‫إس َن ُادهُ ليس ِب ُم ْستَ ِقي ٍم َوأ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عبد َّ ِ‬
‫يب‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يث أََن ٍ َ َ ُ‬ ‫ّللا بن ُم َح َّمد بن ُع َم َر بن َعل ٍّي عن أبيه عن َجّده عن َعل ٍّي وقال ْ‬
‫وء لِ َم ْن‬ ‫س ِبَلْف ِظ َال إيم ِ‬ ‫ْاأل َْن َدلُ ِس ُّي عن أَس ِد بن موسى عن َح َّم ِاد بن سَلم َة عن ثَاِب ٍت عن أ ََن ٍ‬
‫ض َ‬ ‫وء َوَال ُو ُ‬ ‫ضٍ‬ ‫ص َالةَ َّإال ِب ُو ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫ان ل َم ْن لم ُي ْؤم ْن بي َوَال َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫َص ًال وقال أبو َب ْكر بن أبي َش ْي َب َة ثََب َت‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لم يس ِم َّ ِ‬
‫َحاديث َي ْح ُد ُث منها ُق َّوةٌ تَ ُد ُّل على أَن له أ ْ‬ ‫يد الض ْعف َوالظاه ُر أَن َم ْج ُموعَ ْاأل َ‬ ‫ّللا َو َع ْب ُد اْل َملك َشد ُ‬ ‫َُ ّ‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫التسمية يف الوضوء دراسة فقهية مقارنة‬ ‫‪‬‬
‫وء من لم يذكر اسم َّ ِ‬ ‫ضِ‬ ‫ّللا عليه وسلم َقاَله ‪،‬وقال اْلب َّزار َل ِكَّنه مؤَّول ومع َناه أََّنه َال َف ْ ِ‬
‫وء‬‫ض ُ‬ ‫وز ُو ُ‬ ‫ّللا َال على أََّن ُه َال َي ُج ُ‬ ‫َْ‬ ‫ض َل ل ُو ُ‬ ‫ُ َُ ٌ َ َ ْ ُ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َن النبي صلى َّ ُ‬ ‫لنا أ َّ‬
‫ّللاُ َفَي ْغ ِس َل‬ ‫يث ِرَفاع َة بن رِاف ٍع َال تتم ص َالة أ ِ‬ ‫وب التَّس ِمي ِة ِبح ِد ِ‬ ‫احتَ َّج اْل َب ْيهِقي على َع َد ِم وج ِ‬
‫َم َر َّ‬
‫وء كما أ َ‬ ‫ض َ‬ ‫َحد ُك ْم حتى ُي ْسِب َغ اْل ُو ُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ُُ‬ ‫َ ّ‬ ‫من لم ُي َس ِّم َو ْ‬
‫ض أَصح ِ‬ ‫يث م ْعم ٍر عن ثَاِب ٍت وَقتَ َاد َة عن أََن ٍ‬ ‫النس ِائ ُّي وابن خ َزيم َة واْلبيهِق ُّي في ِ ِ َّ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫اب النبي‬ ‫طَل َب َب ْع ُ ْ َ‬ ‫س قال َ‬ ‫َ‬ ‫است ْح َباب الت ْسم َية ب َحد َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ َ َ َْ َ‬ ‫استَ َد َّل َّ َ‬
‫َو ْج َه ُه َو ْ‬
‫يح ْي ِن ِب ُد ِ‬ ‫ّللاِ وأَصُله في َّ ِ‬ ‫ّللا عليه وسلم وضوءا فلم ي ِجدوا فقال هل مع أَحٍد ِم ْن ُكم ماء َفوضع يده في ِْ ِ‬
‫ون‬ ‫الصح َ‬ ‫اإلَناء فقال توضئوا ِب ْس ِم َّ َ ْ ُ‬ ‫ْ َ ٌ َ َ َ ََ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ ً‬ ‫صلى َّ ُ‬
‫ِ‬
‫الن َوِو ُّي ُي ْمك ُن أ ْ‬ ‫ِي عن َجاِب ٍر وقال َّ‬ ‫صوِد ِه ْم وقد أ ْ‬ ‫ظ ِة وَال َد َالَل َة فيها ص ِر ِ‬ ‫َّ‬
‫َن ُي ْحتَ َّج في‬ ‫َح َم ُد مثله من حديث ُنَب ْي ٍح اْل َعَنزِّ‬ ‫َخ َرَج أ ْ‬ ‫يح ٌة ل َمْق ُ‬
‫َ َ‬ ‫هذه اللْف َ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ض ِ ِ‬ ‫ال َال يبدأُ فيه ِببس ِم َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اس َم‬ ‫وء َكام ًال ل َم ْن لم يذكر ْ‬ ‫ض َ‬ ‫الرَو َايات َال ُو ُ‬ ‫َج َذ ُم َق ْوُل ُه َوُي ْرَوى في َب ْع ِ ّ‬ ‫ّللا َف ُه َو أ ْ‬ ‫َْ‬ ‫اْل َم ْسأََلة ِب َحديث أبي ُه َرْي َرَة ُك ُّل أ َْم ٍر ذي َب ٍ ُ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ّللا عليه لم أ ََرهُ َه َك َذا َلك َّن َم ْع َناهُ في الحديث الذي َب ْع َدهُ‬
‫ور‬
‫ط ُه ًا‬ ‫ّللاِ عليه كان َ‬ ‫ضأَ ولم يذكر َّ‬ ‫ور ِل َج ِمي ِع َب َدِن ِه َو َم ْن تََو َّ‬
‫ط ُه ًا‬ ‫ّللاِ عليه كان َ‬ ‫اس َم َّ‬‫ضأَ َوَذ َك َر ْ‬ ‫ّللاُ عليه وسلم قال من تَ َو َّ‬ ‫يث ُرِو َي أََّن ُه صلى َّ‬ ‫وح ِد ُ‬‫ـ َ‬
‫طِن ُّي َواْل َب ْي َهِق ُّي من حديث بن ُع َم َر‬ ‫وب التَّس ِمي ِة وسبَقه أبو عبي ٍد في ِكتَاب َّ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِألَعض ِاء و ِ‬
‫ور َرَوى َّ‬
‫الد َارُق ْ‬ ‫الط ُه ِ‬ ‫ُ َْ‬ ‫احتَ َّج ِبه الرَّافع ُّي على َنْف ِي ُو ُج ِ ْ َ َ َ َ ُ‬ ‫ضوِئه ْ‬ ‫ْ َ ُ ُ‬
‫يه ِمرداس بن مح َّمدٍ‬ ‫وء منه وِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وِف ِ‬
‫َُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ‬
‫ضِ‬ ‫ط ُه ْر َّإال َم ْوض ُع اْل ُو ُ‬ ‫طن ُّي من حديث أبي ُه َرْي َرَة ِبَلْفظ لم َي ْ‬ ‫وك َوَرَواهُ َّ‬
‫الد َارُق ْ‬ ‫ِي وهو َم ْت ُر ٌ‬ ‫يه أبو َب ْك ٍر َّ‬
‫الداهر ُّ‬ ‫َ‬
‫َن ُم َح َّم ًدا َع ْب ُدهُ َوَرُسوُل ُه‬ ‫َن َال إَل َه َّإال َّ‬
‫ّللاُ َوأ َّ‬ ‫طه ِِ‬ ‫ِ‬
‫طن ُّي َواْل َب ْي َهِق ُّي من حديث بن َم ْس ُعوٍد ِب ِزَي َادة فإذا َف َر َ‬ ‫ِ‬ ‫ان َوَرَواهُ َّ‬
‫وره َفْل َي ْش َه ْد أ ْ‬ ‫غ من َ ُ‬ ‫الد َارُق ْ‬ ‫َو ُم َح َّم ُد بن أ ََب َ‬
‫وك َوَرَواهُ عبد اْل َملِ ِك بن‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫السم ِاء وفي ِرواي ِة اْلبيهِقي أَبواب الر ِ‬ ‫ِ‬
‫إس َناده يحيى بن َهاش ٍم السمار وهو َم ْت ُر ٌ‬ ‫َّح َمة وفي ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َْ َ ّ ْ َ ُ‬ ‫اب َّ َ‬ ‫فإذا قال ذلك ُفت َح ْت أ َْب َو ُ‬
‫ف بن َخلِيَف َة َحِديثًا ُي َح ِّدثُ ُه‬ ‫ور س ِمعت من َخَل ِ‬
‫اب الط ُه ِ َ ْ‬
‫َّاش عن أَبان وهو مرسل ض ِعيف ِج ًّدا وقال أبو عبي ٍد في ِكتَ ِ َّ‬
‫ُ َْ‬ ‫ُْ َ ٌ َ ٌ‬ ‫ََ‬ ‫يل بن َعي ٍ‬ ‫ِ‬
‫إس َماع َ‬ ‫َحبيب عن ْ‬
‫ِ ٍ‬

‫وف)(‪.)99‬‬ ‫ظه وه َذا مع إع ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الصِد ِ‬ ‫ِبِإ ْس َن ِادِه إَلى أبي َب ْك ٍر َّ‬
‫ضاله َم ْوُق ٌ‬ ‫ْ َ‬ ‫َحَف ُ ُ َ َ‬ ‫يق َف َال أَ ِج ُدني أ ْ‬
‫علمت ‪ -‬وفقك هللا ‪ -‬هذه األحاديث وعللها و َّأنها من جميع طرقها متكلم فيها وأن بعض األئمة "ضعف‬ ‫َ‬ ‫وجاء في البدر المنير‪ :‬فإذا‬
‫متطلعا لما يستدل به على استحباب التسمية ولتعلم أن النووي ‪ -‬رحمه هللا ‪ -‬قال " ليس في أحاديث التسمية‬ ‫ً‬ ‫بعضها " وحسن بعضها َبِق ْي َت‬
‫اإلمام أحمد فيما نقله الترمذي عنه " ال أعلم في هذا الباب حديثًا له‬ ‫وكأنه تبع في هذه القولة قول ِ‬ ‫على الوضوء حديث صحيح صريح " َّ‬

‫إسناد ِّ‬
‫جيد "‬
‫وقد ذكرنا من األحاديث ما يستدل الفقهاء بمثله و يستند العلماء في األحكام إليه فليس من شأنهم أن ال يحتجوا إالَّ بالصحيح بل أكثر‬
‫احتجاجهم بالحسن وال يخلو هذا الباب في َذلِ َك من حسن صريح كما قدمته لك‪ .‬قال الشيخ تقي الدين ابن الصالح في " مشكل الوسيط "‬
‫كل منها نظر َّ‬‫ِ‬
‫لكنها غير مطرحة وهي من قبيل ما يثبت باجتماعه الحديث ثبوت الحديث الموسوم بالحسن‬ ‫روي هذا الحديث من وجوه في ّ‬
‫شك وال مرية لكن ليس بصريح بل يستدل بعمومه وهو ما رواه األئمة واحتجوا به‬ ‫‪.‬إال انه قد وجد في " التسمية " حديث صحيح من غير ّ‬
‫النسائي وابن منده وابن خزيمة والدارقطني والبيهقي من حديث معمر عن ثابت وقتادة عن أنس رضي هللا عنه قال‪ :‬طلب بعض أصحاب‬
‫اس ِم هللاِ فرأيت‬ ‫َ‬
‫َح ٍد ِم ْن ُكم ماء؟ فوضع يده في ِ‬
‫اإلناء ‪،‬وقال ‪(:‬تَو َّ ِ‬
‫ضئوا ب ْ‬ ‫َ ٌ‬ ‫وضوءا فلم يجدوا فقال رسول هللا‪َ :‬ه ْل َم َع أ َ‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫نحوا من سبعين ) ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الماء يخرج من بين أصابعه حتى توضئوا من عند آخرهم قال ثابت ُقْل ُت ألنس كم تراهم قال ً‬
‫قال البيهقي‪ :‬هذا أصح ما في التسمية‪ ،‬وقال الحافظ ضياء الدين المقدسي في" أحكامه " إسناده ِّ‬
‫جيد وكذا قال النَّووي ‪ -‬رحمه هللا ‪ -‬في‬
‫"المجموع" وأخرج أحمد في " مسنده "مثله من حديث األسود بن قيس عن ُنبيح العنزي عن جابر بن عبد هللا رضي هللا عنه قال‪ :‬غزونا مع‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ونحن يومئذ " بضعة عشر " و مائتان فحضرت الصالة فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ( :‬هل في‬
‫القوم من ماء فجاء رجل يسعى بإداوة فيها شيء من ماء قال فصبه رسول هللا في قدح قال فتوضأ رسول هللا ‪ ،‬فأحسن الوضوء ثم انصرف‬
‫وترك القدح فركب الناس القدح فتمسحوا فقال رسول هللا‪َ :‬عَلى رسلكم حين سمعهم يقولون َذِل َك قال فوضع رسول هللا كفه في الماء والقدح‬
‫وء فوالذي ابتالني ببصري لقد رأيت الماء يومئذ يخرج من بين أصابع رسول هللا فما رفعها حتَّى‬ ‫ِ‬
‫َسِب ُغوا اْل ُ‬
‫وض َ‬
‫ِ‬
‫ثم قال‪ :‬ب ْس ِم هللا ثم قال أ ْ‬
‫توضؤوا أجمعون" ونبيح هذا قال علي بن المديني‪ :‬مجهول‪ ،‬وقال أبو زرعة‪ :‬كوفي ثقة لم يرو عنه غير األسود بن قيس‪ ،‬وقد روى عنه أبو‬
‫أن يحتج في المسألة بحديث أبي هريرة ‪ُ :‬ك ُّل أَم ٍر ِذي ب ٍ‬
‫ال الَ‬ ‫شرح المهذب يمكن ْ‬ ‫أيضا‪ ،‬ووثقه ابن حبان‪ ،‬قال النَّووي في‬‫خالد الداالني ً‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫يه) وهذه الرواية غريبة‬ ‫اإلمام الرافعي ويروى في بعض الروايات ( الَ وضوء كامل لِمن لم ي ْذ ُكر اسم هللاِ عَل ِ‬ ‫َج َذم"قال ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫هو أ ْ‬
‫ْيب َدأُ فيه بب ْس ِم هللا َف َ‬
‫جدا ال أعلم من خرجها بهذا اللفظ مع البحث عنها لكن الحديث اآلتي بعد هذا هو بمعناها‬ ‫ًّ‬
‫وضوءا‬
‫ً‬ ‫اس َم هللاِ َعَليه) َّأنه الذي يتوضأ ويغتسل وال ينوي‬ ‫وحكى أبو داود عن ربيعة أن تفسير الحديث الذي مر ( الَ وض ِ‬
‫وء ل َمن ْلم َي ْذ ُكر ْ‬
‫ُ َ‬
‫غسال للجنابة‬
‫للصالة وال ً‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫التسمية يف الوضوء دراسة فقهية مقارنة‬ ‫‪‬‬
‫(‪)100‬‬
‫وادعى الشيخ زكي الدين في "اختصاره للسنن " ظهور هذا التأويل وهللا الموفق للصواب‬

‫أحاديث أخرى عديدة اكتفينا بإيراد هذه عنها(‪.)101‬‬


‫ُ‬ ‫وقد ُرويت‬
‫وقد اختلف علماء الحديث في رد هذه األحاديث وإثباتها‪ ،‬فمنهم َمن ردها كلها ومنهم من أثبت شيئاً منها‪ .‬فمثالً قال أحمد‪ :‬ليس في هذا‬
‫شيء يثبت‪ .‬وقال‪ :‬ال أعلم في التسمية حديثاً صحيحاً‪ .‬وقال العقيلي‪ :‬األسانيد في هذا الباب فيها لين‪ .‬وبالمقابل قال أبو بكر بن أبي‬
‫ٌ‬ ‫الباب‬
‫شيبة‪ :‬ثبت لنا أن النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬قاله‪ .‬وقال ابن سيد الناس‪ :‬ال يخلو هذا الباب من حسن صريح وصحيح غير صريح‪،‬‬
‫‪.‬‬
‫وقال ابن حجر العسقالني (والظاهر أن مجموع األحاديث يحدث منها قوة تدل على أن له أصالً)(‪)102‬‬
‫الظ ِ‬‫ظ ابن حجرٍ‪ :‬و َّ‬ ‫َص ًال‪ ،‬قال اْل َح ِاف ُ‬ ‫يث هذا اْلب ِ ِ‬ ‫ــ وقال المباركفوري‪ََ (:‬ا َح ِاد ُ‬
‫ع‬
‫َن َم ْج ُمو َ‬ ‫اه ُر أ َّ‬ ‫ََ َ‬ ‫َن لها أ ْ‬ ‫وع َها َي ُد ُّل أ َّ‬
‫ضا َف َم ْج ُم ُ‬ ‫اب َكث َيرةٌ َي ُش ُّد َب ْع ُ‬
‫ض َها َب ْع ً‬ ‫َ‬
‫ص ِح ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْاألَح ِاد ِ‬
‫يح‬ ‫يح َو َ‬ ‫ص ِر ٍ‬ ‫اب من َح َس ٍن َ‬ ‫َص ًال‪ ،... ،‬وقال ابن َسِّيد الناس في َش ْرِح التّ ْرِمذ ِّي َال َي ْخُلو هذا اْل َب ُ‬ ‫َن له أ ْ‬ ‫يث َي ْح ُد ُث منها ُق َّوةٌ تَ ُد ُّل على أ َّ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اق بن‬ ‫ح‬ ‫ِس‬ ‫إ‬‫و‬ ‫ن‬
‫َََ ََُْ َ ْ َ ُ‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫ذ‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬‫م‬
‫ََ‬ ‫عن‬ ‫منها‬ ‫ء‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫ي‬
‫َ ُ َ ٌَ َ َ ْ َ ُ َ ْ ٌ‬‫ال‬ ‫ة‬
‫ير‬ ‫ث‬‫ك‬ ‫يث‬ ‫اد‬ ‫َح‬ ‫أ‬ ‫اب‬ ‫ب‬
‫َْ‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫وفي‬ ‫يب‬ ‫غ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫ِي‬ ‫ر‬ ‫ذ‬ ‫ن‬‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫ْ َ ُ ْ ُ ْ ُّ‬ ‫ظ‬ ‫اف‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫ى‬ ‫ه‬‫َغ ْي ِ َ ٍ ْ َ َ‬
‫ت‬ ‫ان‬ ‫ح‬ ‫ي‬‫ر‬‫ِ‬ ‫ص‬ ‫ر‬
‫ضوء‪ ،‬وهو راوية عن ِْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اه ِر إلى وج ِ‬ ‫راهوي ِه وأَهل َّ‬
‫الظ ِ‬
‫َن‬‫َح َم َد َوَال َش َّك أ َّ‬ ‫اإل َما ِم أ ْ‬ ‫َع َاد اْل ُو ُ َ‬ ‫وء حتى إنه إذا تَ َع َّم َد تَ ْرَك َها أ َ‬ ‫ضِ‬ ‫وب التَّ ْسم َية في اْل ُو ُ‬ ‫ُُ‬ ‫َ َْ ْ َ ْ ُ‬
‫يث‬‫ِي‪َ ،‬و َح ِد ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اض ُد ِب َك ْث َ ِرة ُ‬
‫ط ُرِق َها َوتَ ْكتَس ُب ُق َّوًة‪ْ ،‬انتَ َهى َك َال ُم اْل ُم ْنذرِّ‬ ‫ال َفِإَّن َها تَتَ َع َ‬‫ِن كان َال يسَلم َشيء منها عن مَق ٍ‬
‫َ‬ ‫َْ ُ ْ ٌ‬ ‫يث التي َوَرَد ْت فيها َوإ ْ‬ ‫َح ِاد َ‬
‫ْاأل َ‬
‫ال وفي ِإ ْس َنا ِدِه‬ ‫اإلرس ِ‬ ‫ِ ِ ِِ ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫طن ُّي َواْل َعقيل ُّي َواْل َحاك ُم َوأُع َّل باال ْخت َالف َو ْ ْ َ‬
‫الدارُق ْ ِ‬
‫اج ْه َواْل َب َّزُار و َّ َ‬
‫َح َم ُد وابن َم َ‬ ‫ضا أ ْ‬ ‫َعِني َح ِدي َث َس ِع ِيد بن َزْي ٍد أ ْ‬
‫َخ َر َج ُه أ َْي ً‬ ‫اب أ ْ‬‫اْل َب ِ‬
‫ظ ابن‬ ‫ال اْل َك َال َم على حديث َس ِع ِيد بن َزْي ٍد هذا اْل َح ِاف ُ‬ ‫ط َ‬‫ص ِحي ٍح َقاَل ُه أبو َح ِات ٍم وأبو ُزْرَع َة‪ ،‬وقد أَ َ‬ ‫ِ‬
‫يث ليس ب َ‬ ‫ال عن َرَبا ٍح َم ْج ُهوَال ِن‪َ ،‬فاْل َح ِد ُ‬ ‫أبو ِثَف ٍ‬

‫يص)(‪)103‬‬ ‫التْل ِخ ِ‬ ‫َح َج ٍر في َّ‬


‫ـــ وجاء في نظم المتناثر‪( :‬مما ورد في هذا الباب حديث من توضأ وذكر اسم هللا عليه كان طهو ار لجميع بدنه‪ ،‬ومن توضأ ولم يذكر اسم‬
‫هللا عليه كان طهو ار ألعضاء الوضوء‪ ،‬أخرجه الدارقطني والبيهقي بسند ضعيف من حديث أبي هريرة‪ ،‬والدارقطني والبيهقي‪ ،‬وضعفه من‬
‫حديث ابن مسعود‪ ،‬وبه احتج الرافعي على نفي وجوب التسمية‪ ،‬وسبقه أبو عبيد في كتاب الطهور‪ ،‬وقد أورد الحافظ ابن حجر في تخريج‬
‫أحاديث الرافعي حديث األصل من حديث أبي هريرة ثم قال‪ :‬وفي الباب عن أبي سعيد وسعيد بن زيد وعائشة وسهل بن سعد وأبي سبرة وأم‬
‫سبرة وعلي وأنس ثم ساقها وتكلم على طرقها وما فيها من الضعف‪ ،‬وقال في آخر كالمه‪ :‬والظاهر أن مجموع األحاديث يحدث بها قوة تدل‬
‫على أن له أصال‪ ،‬وقال أبو بكر ابن أبي شيبة ثبت لنا أن النبي صلى هللا عليه وسلم قاله‪ ،‬قال البزار‪ :‬لكنه مؤول‪ ،‬ومعناه أنه ال فضل‬
‫لوضوء من لم يذكر اسم هللا ال على أنه ال يجوز وضوء من لم يسم‪.‬‬
‫ولما قال النووي في األذكار‪ :‬جاء في التسمية أحاديث ضعيفة ثبت عن أحمد بن حنبل أنه قال‪ :‬ال أعلم في التسمية في الوضوء حديثاً‬
‫ثابتاً‪ ،‬قال الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديثه‪ :‬ال يلزم من نفي العلم ثبوت العدم وعلى التنزل ال يلزم من نفي الثبوت ثبوت الضعف؛‬
‫أن يراد بالثبوت الصحة فال ينتفي الحكم‪ ،‬وعلى التنزل ال يلزم من نفي الثبوت عن كل فرد نفيه عن المجموع‪ ،‬وقال بعد ما ساق‬
‫الحتمال ْ‬
‫األحاديث الواردة في التسمية كلها ما نصه‪ :‬قال أبو الفتح اليعمري‪ :‬أحاديث الباب إما صريح غير صحيح وإما صحيح غير صريح‪ :‬وقال‬
‫ابن الصالح يثبت بمجموعها ما يثبت بالحديث الحسن وهللا أعلم‪.‬‬
‫وقال المنذري في الترغيب بعد أن ساق هذا الحديث من حديث أبي هريرة وسعيد بن زيد رضي هللا عنهما ما نصه‪ :‬وفي الباب أحاديث‬
‫إن كان ال يسلم شيء منها عن مقال فإنها‬
‫كثيرة ال يسلم شيء منها عن مقال‪ ،‬ثم قال بعد ذلك‪ :‬والشك أن األحاديث التي وردت فيها و ْ‬
‫تتعاضد بكثرة طرقها وتكتسب قوة‪ ،‬والسيوطي رحمه هللا بالغ فعد احلديث كما ترى يف املتواتر)(‪.)104‬‬
‫ـوذكر ابن القيم ‪ :‬فصل أحاديث موضوعة في الوضوء‬
‫وكل حديث في التنشيف بعد الوضوء فإنه ال يصح ‪ .....‬وأحاديث الذكر على أعضاء الوضوء كلها باطلة ليس فيها شيء يصح‪ ،‬وأقرب ما‬

‫روي فيها أحاديث التسمية على الوضوء‪ ،‬وقد قال اإلمام أحمد ال يثبت في التسمية على الوضوء حديث‪ ،‬ولكنها أحاديث حسان‪.105‬‬
‫ثم عقب مال علي القاري‪ :‬بأنه إذا كانت األحاديث حساناً فكيف يقال‪ :‬إنها ال تثبت‪ ،‬ثم التسمية على الوضوء لعله أراد بها على أعضائه‪،‬‬
‫وإال ففي ابتدائه ثابت إجماعا فإنه سنة مؤكدة عند الجمهور‪ ،‬وواجبة عند اإلمام أحمد‪ ،‬وفي رواية أبي داود‪" :‬ال صالة لمن ال وضوء له‪،‬‬
‫وال وضوء لمن لم يذكر اسم هللا عليه"‪ ،‬وفي رواية ابن ماجه اقتصر على الجملة الثانية‪ ،‬ثم اعلم أنه ال يلزم من كون أذكار الوضوء غير‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫التسمية يف الوضوء دراسة فقهية مقارنة‬ ‫‪‬‬
‫ثابتة عنه صلى هللا عليه وسلم أن تكون مكروهة أو بدعة مذمومة‪ ،‬بل إنها مستحبة استحبها العلماء األعالم والمشايخ الكرام لمناسبة كل‬
‫عضو بدعاء يليق في المقام(‪.)106‬‬
‫وقال مصطفى العدوي‪( :‬التسمية عند الوضوء مستحبة‪ ،‬وليست بواجبة‪ ،‬أما الدليل على استحبابها فما ورد أن النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫قال‪ ( :‬توضئوا باسم هللا )‪ ،‬أما المحتج على إيجابها فيحتج بحديث‪ ( :‬ال وضوء لمن لم يذكر اسم هللا عليه )‪ ،‬وهذا الحديث له عن رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم عدة طرق‪ ،‬تفوق عشرين طريقاً‪ ،‬لكن ما سلم منها أي طريق‪ ،‬وبعضها تالف وضعيف‪ ،‬وبعضها يعل بعضاً‪ ،‬فلهذه‬
‫اإلشكاالت في هذه الطرق حكم فريق من أهل العلم على هذا الحديث بالضعف الشديد‪ ،‬وبعضهم لكثرتها حسن األحاديث الواردة فيها‪ ،‬بل‬
‫وصححها‪ ،‬وألفت كتب في هذا الحديث‪ ،‬فقد ألف بعض إخواننا األفاضل كتاباً في إيجاب التسمية‪ ،‬وفي تفصيل درجة هذا الحديث‪ ،‬وألف‬
‫آخرون كتاباً في أن التسمية ال تجب‪ ،‬وأن حديث التسمية ضعيف واه‪ ،‬وفي الحقيقة أن كل طرق الحديث ضعيفة وتالفة‪ ،‬وبعضها يعل‬
‫بعضاً‪ ،‬لكن أيضاً إجمال القول على كثرتها منهم من حسنه بمجموعها وصححه بمجموعها‪ ،‬ومنهم من أبقاها في حيز الضعف‪.‬‬
‫والكالم على هذا الحديث ليس من الكتَّاب المعاصرين فحسب‪ ،‬بل تكلم عنه األوائل من أهل العلم المتقدمين‪ ،‬فمنهم من حكم على الحديث‬
‫بالضعف جملة‪ ،‬ومنهم من حكم عليه بالصحة‪ ،‬فإن صح الخبر‪ ،‬فالنفي في هذا الحديث ال يعني نفي األصل‪ ،‬إنما يعني نفي الكمال‪ ،‬لماذا‬
‫قلنا‪ :‬إنه ال يعني نفي األصل إنما يعني نفي الكمال؟ ألن كل صفات الوضوء التي رويت عن رسول هللا عليه الصالة والسالم؛ كحديث عبد‬
‫هللا بن زيد‪ ،‬وكحديث ابن عباس‪ ،‬وكحديث عثمان رضي هللا عنهم جميعاً‪ ،‬لما وصفوا وضوء رسول هللا عليه الصالة والسالم لم يذكر واحد‬
‫منهم أن النبي صلى هللا عليه وسلم سمى هللا عند الوضوء‪ ،‬فلما لم يذكروا أن النبي صلى هللا عليه وسلم سمى هللا عند الوضوء استفيد أن‬
‫األمر ليس بأمر حتم وإيجاب‪ ،‬إنما هو أمر ‪-‬إن صح‪ -‬إرشاد واستحباب‪ ،‬وهنا أمر آخر‪ :‬نقل اإلمام الشافعي رحمه هللا تعالى وغيره من‬
‫الشافعية اإلجماع على َّ‬
‫أن من نسي التسمية وتوضأ وصلى أنه ال يعيد الصالة‪ ،‬فلو كان حديث‪ ( :‬ال وضوء لمن لم يذكر اسم هللا عليه )‬
‫نفي الوضوء من أصله‪ ،‬فالرسول صلى هللا عليه وسلم قال‪ ( :‬ال يقبل هللا صالة بغير طهور‪ ،‬وال صدقة من غلول ) إذاً لبطل الوضوء من‬
‫أصله‪ ،‬ثم بطلت الصالة‪ ،‬لكنهم أجمعوا ‪-‬حتى القائلين بتصحيح الحديث‪ -‬على أن الصالة صحيحة‪ ،‬فهذا هو الحكم في هذه المسألة‬

‫)(‪.)107‬‬
‫واستدل أصحاب القول الثالث على عدم مشروعية التسمية عند الوضوء بعدم وجود دليل شرعي يثبت مشروعيتها في هذا الموضع‬

‫بالذات(‪. )108‬‬
‫ويناقش ‪ :‬أن التسمية مشروعة عند كثير من األمور‪ ،‬سواء كانت عبادة أو غيرها‪ ،‬فتشرع عند األكل‪ ،‬وعند دخول المنزل والخروج منه‪،‬‬
‫وعند ركوب الدابة‪ ،‬وعند الوطء‪ ،‬وغيرها من المواضع التي تشرع فيها التسمية؛ فيكون الوضوء من األشياء التي يسن أن تسبق بالتسمية‪،‬‬
‫خاصة مع وجود األحاديث السابقة المثبتة لذلك ‪.‬‬
‫واستدل أصحاب القول الرابع القائلني‪ :‬بإباحة التسمية عند الوضوء بأنه لم يرد دليل شرعي يثبت وجوبها‪ ،‬أو سنيتها‪ ،‬فتكون مباحة‬
‫في هذا الموضع ‪ .‬وبناء عليه فإن المباح هو وقوع الذكر الخاص في أول العبادات الخاصة ‪ ،‬أما نفس الذكر فراجح الفعل ‪.‬‬
‫الرتجيح ‪:‬‬
‫بعد استعراض األقوال السابقة والنظر في أدلتها وكالم النقاد عليها ومناقشة ما احتاج منها إلى مناقشة تبين لي أن القول الراجح في المسألة‬
‫هو القول األول ‪ ،‬وهو مذهب القائلين بسنية التسمية عند الوضوء؛ وذلك لكثرة األحاديث التي وردت في التسمية عند الوضوء‪ ،‬وهي وإن‬
‫كان ال يسلم شيء منها من مقال‪ ،‬فإنها تتعاضد بكثرة طرقها‪ ،‬مما يدل على أن لها أصال؛ فتكون التسمية عند الوضوء سنة ثابتة‪ ،‬وليست‬
‫بواجبة؛ لعدم وجود الدليل الصحيح الذي يدل على وجوبها‪ .‬وهللا أعلم ‪.‬‬
‫أن التسمية عند الوضوء ليست بحاجة إلى دليل حتى ُنكثر أحاديثها ونغرق في الخالفات فيها‪ ،‬فالتسمية عند كل أمر ذي‬ ‫كما يمكن القول َّ‬
‫بال ُسَّن ة‪ ،‬نسمي هللا عند األكل وعند الزرع وعند الذبح وعند بدء الكالم‪ ،‬وما إلى ذلك من األعمال‪ ،‬فلماذا ال نسمي هللا عند الوضوء؟ أجل‬
‫كان بإمكان الفقهاء أن يتفقوا على أن التسمية ُسَّنة عند الوضوء كغيره من األعمال‪ ،‬ثم ْ‬
‫إن وجدوا حديثاً صحيحاً أو حسناً ذكروه‪ ،‬وإن لم‬
‫يجدوا ظلوا يقولون باستحباب التسمية‪ ،‬فالتسمية للوضوء كالتسمية لكل أمر ذي بال بديهية من بديهيات اإلسالم ال يقتضي التنازع في‬
‫حيثياتها‪ ،‬أسأل هللا تعالى ان يبصرنا أمر ديننا ويهدينا سبل الرشاد ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫التسمية يف الوضوء دراسة فقهية مقارنة‬ ‫‪‬‬
‫اخلامتة‬
‫الحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات‪ ,‬والصالة والسالم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الذين بهم تتنزل الرحمات ‪.‬‬
‫ُ‬
‫أما بعد فقد آن لي بعد هذه الرحلة العلمية الممتعة في رحاب الكتب وأقوال العلماء أن اضع بين يدي القارئ الكريم أهم النتائج التي توصل‬
‫إليها البحث وهي على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪َّ .1‬‬
‫إن التسمية في الوضوء من المسائل الخالفية عند الفقهاء‪.‬‬
‫‪ .2‬لكل مذهب من المذاهب المختلفة أدلته المعتبرة‪.‬‬
‫‪ .3‬وردت أحاديث كثيرة في التسمية عند الوضوء‪ ،‬منها صحيح غير صريح ومنها صريح غير صحيح‪ ،‬والغالب منها ال يخلو من مقال ‪.‬‬
‫‪ .4‬المناقشات والردود على االدلة كثيرة ومتشعبة‪ ،‬وقد توسع النقاد فيها‪.‬‬
‫‪ .5‬القول الراجح في المسألة أن التسمية عند الوضوء سنة يستحب االتيان بها‪.‬‬
‫إن التسمية عند كل أمر ذي بال ُسَّنة وال سيما الطاعات التي يراد من خاللها التقرب إلى هللا تعالى‪ ،‬والوضوء في مقدمتها‪.‬‬
‫‪َّ .6‬‬
‫وفي الختام‪ :‬أوصي الباحثين والدارسين إلى أهمية النظر في مثل هذه المسائل الجزئية‪ ،‬ودراستها دراسة علمية مبسوطة تغني الباحثين عن‬
‫الرجوع إلى كتب القدماء‪.‬‬
‫يجعل ما كتب في موازين الحسنات‪ ،‬وأن يمحو به الخطيئات‪ ،‬وأن يرفعنا به درجات‪ .‬وصلى هللا على نبينا محمد وآله‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫أسأل ْ‬
‫ُ‬ ‫وهللاَ‬
‫وصحبه أجمعين ‪.‬‬
‫اهلوامش‬

‫(‪ (1‬سورة مريم‪ :‬من اآلية ‪. 65‬‬


‫(‪ (2‬ينظر‪ :‬مختار الصحاح‪ ،155 ،‬مادة‪( :‬س م ا)‪ ،‬لسان العرب‪ ،397 /14 ،‬تاج العروس للزبيدي‪ ،308 /38 ،‬مادة‪( :‬سمو)‬
‫(‪ (3‬ينظر دستور العلماء = جامع العلوم في اصطالحات الفنون‪ ،200/1 ،‬معجم لغة الفقهاء‪ ،131 ،‬الموسوعة الفقهية الكويتية‪/11 ،‬‬
‫‪. 327‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬لسان العرب‪ ،56\11 ،‬المصباح المنير ‪ ،68 \ 1‬المعجم الوسيط‪ ،57/1 ،‬مادة‪( :‬بسمل)‪ ،‬معجم المصطلحات وااللفاظ الفقهية‪،‬‬
‫‪. 381 /1‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬المبسوط للسرخسي‪ ،‬ج‪/1‬ص‪ ،55‬بدائع الصنائع‪ ،‬ج‪/1‬ص‪ ،20‬أحكام القرآن‪ ،‬للجصاص ج‪/3‬ص‪ ،365،‬شرح السنة‪،‬‬
‫ج‪/1‬ص‪ ،411‬عمدة القاري‪ ،‬ج‪/2‬ص‪ ،269‬شرح فتح القدير ج‪/1‬ص‪ ،22‬تبيين الحقائق‪ ،‬ج‪/1‬ص‪ ،4‬البحر الرائق‪ ،‬ج‪/1‬ص‪ ،19‬حاشية‬
‫الطحطاوي على مراقي الفالح‪ ،‬ج‪/1‬ص‪ ،33‬نور اإليضاح‪ ،‬ج‪/1‬ص‪. 26‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬األوسط ج‪/1‬ص‪ ،367‬الشرح الكبير ج‪/1‬ص‪ ،103‬القوانين الفقهية ج‪/1‬ص‪ ،20‬التاج واإلكليل‪ ،‬ج‪/1‬ص‪ ،266‬شرح مختصر‬
‫خليل‪ ،‬ج‪/1‬ص‪ ،139‬الذخيرة‪ ،‬ج‪/1‬ص‪ ،285‬بلغة السالك‪ ،‬ج‪/1‬ص‪86‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬األم‪ ،‬ج‪/1‬ص‪ ،31‬الوسيط‪ ،‬ج‪/1‬ص‪ ،280‬اإلقناع للماوردي‪ ،‬ج‪/1‬ص‪ ،23‬حلية العلماء‪ ،‬ج‪ 1:‬ص‪ ،114:‬المجموع‬
‫ج‪/1‬ص‪ ،408‬المنهج القويم‪ ،‬ج‪/1‬ص‪ ،36‬اإلقناع للشربيني‪ ،‬ج‪/1‬ص‪46‬ـ التنبيه في الفقه الشافعي‪ ،‬ج‪/1‬ص‪ ،16‬أسنى المطالب في شرح‬
‫روض الطالب‪ ،‬ج‪/1‬ص‪ ،37‬السراج الوهاج‪ ،‬ج‪/1‬ص‪ ،17‬إعانة الطالبين‪ ،‬ج‪/1‬ص‪ ،43‬التفسير الكبير‪ ،‬ج‪/1‬ص‪. 171‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬الكافي في فقه ابن حنبل ج‪/1‬ص‪ ،24‬المبدع ج‪/1‬ص‪ ،107‬المحرر في الفقه ج‪/1‬ص‪ ،11‬المغني‪ ،‬ج‪/1‬ص‪ ،73‬عمدة الفقه‪،‬‬
‫ج‪/1‬ص‪ ،7‬كشاف القناع‪ ،‬ج‪/1‬ص‪90‬و‪ ،91‬شرح الزركشي‪ ،‬ج‪/1‬ص‪.32‬‬
‫(‪ )9‬ينظر‪ :‬التفسير الكبير‪ ،‬ج‪/1‬ص‪ ،171‬تفسير البحر المحيط‪ ،‬ج‪/3‬ص‪ ،450‬أحكام القرآن للجصاص‪ ،‬ج‪/3‬ص‪ ،36،5،‬المجموع‪،‬‬
‫ج‪/1‬ص‪ ،408‬األوسط‪ ،‬ج‪/1‬ص‪ ،367‬عمدة القاري ج‪/2‬ص‪ ،269‬تحفة األحوذي‪ ،‬ج‪/1‬ص‪ ،96‬عون المعبود‪ ،‬ج‪/1‬ص‪ ،121‬نيل‬
‫األوطار ج‪/1‬ص‪. 168‬‬
‫(‪ )10‬ينظر‪ :‬المراجع السابقة‪ ،‬تعليقة على العلل ج‪/1‬ص‪ ،144‬دليل الطالب ج‪/1‬ص‪ ،8‬زاد المستقنع ج‪/1‬ص‪ ،24‬منار السبيل‬
‫ج‪/1‬ص‪،31‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫التسمية يف الوضوء دراسة فقهية مقارنة‬ ‫‪‬‬
‫وجاء في المبدع شرح المقنع ج‪/1‬ص‪-:107‬‬
‫والتسمية هذا اختيار الخرقي والمؤلف‪ ،‬قال الخالل‪ :‬إنه الذي استقرت عليه الرواية ‪ ...‬وعنه أنها واجبة مع الذكر اختارها أبو بكر وابن‬
‫شاقال وأبو جعفر وأبو الحسين والقاضي ‪...‬وكذلك قال إسحاق هو أصحها فعلى هذا تسقط سهوا‪ ،‬نص عليه وهو المذهب؛ ألن الوضوء‬
‫عبادة تتغاير أفعالها فكان في واجباتها ما يسقط سهوا كالصالة‪ ،‬وال تسقط في اخرى فعلى هذا تكون شرطا اختارها ابن عبدوس والمجد‪ ،‬لكن‬
‫قال الشيرازي وابن عبدوس متى سمى في أثنائه أجزأه على كل حال؛ ألنه قد ذكر هللا تعالى على وضوئه وإذا قيل بوجوبها فهل تسمى فرضا‬
‫أو سنة فيه روايتان واألخرس تكفي إشارته بها‪.‬‬
‫(‪ )11‬ينظر‪ :‬التفسير الكبير ج‪/1‬ص‪ ،171‬سنن الترمذي ج‪/1‬ص‪ ،38‬الموافقات ج‪/3‬ص‪ ،333‬الروض المربع ج‪/1‬ص‪ ،43‬المحرر في‬
‫الفقه ج‪/1‬ص‪ ،11‬شرح منتهى اإلرادات ج‪/1‬ص‪ ،49‬مسائل أحمد بن حنبل رواية ابنه عبد هللا ج‪/1‬ص‪ ،25‬مطالب أولي النهى‬
‫ج‪/1‬ص‪93‬و‪ ،99‬كشف المخدرات ج‪/1‬ص‪ ،60‬شرح الزركشي ج‪/1‬ص‪،32‬نيل األوطار ج‪/1‬ص‪. 168‬‬
‫‪ ) 12‬ينظر‪ :‬الدراري المضية ج‪/1‬ص‪ ،40‬السيل الجرار ج‪/1‬ص‪ ،77‬نيل األوطار ج‪/1‬ص‪ ،168‬الروضة الندية ج‪/1‬ص‪.146‬‬
‫‪ ) 13‬ينظر‪ :‬شرح الخرشي ‪ ،139 \ 1‬والمراجع السابقة ‪.‬‬
‫‪ ) 14‬ينظر‪ :‬عمدة القاري ج‪/2‬ص‪ ،269‬المجموع ج‪/1‬ص‪ ،408‬التاج واإلكليل ج‪/1‬ص‪ ،266‬القوانين الفقهية ج‪/1‬ص‪ ،20‬حاشية العدوي‬
‫ج‪/1‬ص‪ ،228‬وجاء في الثمر الداني شرح رسالة القيرواني ج‪/1‬ص‪ :45‬والمنقول عن مالك في التسمية ثالث روايات‪ :‬إحداها‪ :‬االستحباب‬
‫وبه قال‪ :‬ابن حبيب وشهرت لقوله صلى هللا عليه وسلم‪" :‬ال وضوء لمن لم يذكر اسم هللا" وظاهر الحديث الوجوب‪ ،‬وبه قال‪ :‬اإلمام أحمد‬
‫وإسحاق بن راهويه وهو مجتهد‬
‫الثانية‪ :‬اإلنكار قائال‪ :‬أهو يذبح؟ أي‪ :‬حتى يحتاج إلى تسمية‪ ،‬الثالثة‪ :‬التخيير‪ ،‬فالحكم إذا اإلباحة ‪.‬‬
‫‪ ) 15‬ينظر‪ :‬التفسير الكبير ج‪/1‬ص‪ ،171‬أحكام القرآن للجصاص ج‪/3‬ص‪ ،365‬المجموع ج‪/1‬ص‪408‬‬
‫‪ )16‬سورة المائدة‪ :‬من اآلية ‪.6‬‬
‫‪ ) 17‬ينظر‪ :‬أحكام القرآن للجصاص ج‪/3‬ص‪365‬‬
‫‪ ) 18‬ينظر‪ :‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪)85 / 9( -‬‬

‫‪ ( 19‬الفرقان ‪ :‬من اآلية ‪. 48‬‬


‫الص َال ِة‪ ،‬رقم الحديث‪ ،302‬وقال االمام‬
‫ف َّ‬‫‪ ) 20‬الحديث أخرجه الترمذي في سننه‪ ،‬ج‪/2‬ص‪ ،102‬أبواب الصالة‪ ،‬باب ما جاء في وص ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫اع َة بن َرِاف ٍع َح ِد ٌ‬
‫يث َح َس ٌن) ‪.‬‬ ‫(ح ِد ُ‬
‫يث ِرَف َ‬ ‫الترمذي‪َ :‬‬
‫(‪ )21‬المعجم األوسط ‪ ،) 239 / 6( -‬وجاء في نصب الراية ألحاديث الهداية مع حاشيته بغية األلمعي في تخريج الزيلعي ‪)29 / 1( -‬‬
‫وأما حديث زيد بن ثابت وأبي هريرة‪ ،‬فرواه الدارقطني في كتابه غرائب مالك من حديث علي بن الحسن الشامي ثنا مالك بن أنس عن ربيعة‬
‫ّللا العمل إال به"‬
‫ّللا عليه وسلم توضأ مرة مرة‪ ،‬وقال‪" :‬هذا الذي ال يقبل ّ‬
‫عن سعيد بن المسيب عن زيد بن ثابت وأبي هريرة أن النبي صلى ّ‬
‫ّللا به األجر مرتين"‪ ،‬وتوضأ ثالثاً ثالثاً‪ ،‬وقال‪" :‬هذا وضوئي ووضوء األنبياء من قبلي" ‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫وتوضأ مرتين مرتين‪ ،‬وقال‪" :‬هذا يضاعف ّ‬
‫قال الدارقطني‪ :‬تفرد به علي بن الحسن‪ ،‬وكان ضعيفاً ‪.‬‬
‫(‪ )22‬سبق تخريجه في ص‪. 8‬‬
‫(‪ )23‬أخرجه البخاري "‪ "185/4‬كتاب الصيام‪ :‬باب سواك الرطب واليابس للصائم حديث "‪ "1934‬ومسلم "‪ "204/1‬كتاب الطهارة‪ :‬باب‬
‫صفة الوضوء وكماله ‪.‬‬
‫(‪ )24‬ينظر‪ :‬المبسوط ‪ ،55 \ 1‬أحكام القرآن للجصاص ‪ ،365 \ 3‬االنتصار في المسائل الكبار‪. 257 \ 1‬‬
‫(‪ )25‬المراد بها‪ :‬األحاديث التي استدل بها أصحاب القول الثاني الذين يرون وجوب التسمية في الوضوء‪ ،‬وستأتي الحقا ان شاء هللا تعالى ‪.‬‬
‫(‪ )26‬ينظر‪ :‬السنن الكبرى للبيهقي ‪)44 / 1( -‬‬
‫(‪ )27‬ينظر‪ :‬تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق‪ ،355 \ 1 ،‬االنتصار ‪. 253 \ 1‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫التسمية يف الوضوء دراسة فقهية مقارنة‬ ‫‪‬‬
‫(‪ ) 28‬قال البيهقي بعد ذكره لهذا الحديث‪ :‬وهذا ضعيف ال أعلمه رواه عن األعمش غير يحيى بن هاشم‪ ،‬ويحيى بن هاشم متروك الحديث ‪.‬‬
‫السنن الكبرى ‪ . 44 \ 1‬وقال الدارقطني ‪ :‬ابن هاشم ضعيف ‪ .‬سنن الدارقطني ‪ . 74 \ 1‬وقال الرازي ‪ :‬سمع منه أبي ولم يحدثني عنه‪،‬‬
‫وقال‪ :‬كان يكذب وكان ال يصدق‪ ،‬ترك حديثه‪ .‬ينظر ‪ :‬الجرح والتعديل البن أبي حاتم الرازي ‪. 195 \ 9‬‬
‫(‪ )29‬ينظر‪ :‬تنقيح التحقيق‪ ،356 \ 1 ،‬االنتصار‪. 253 \ 1 ،‬‬
‫(‪ )30‬أخرجه أبو داود "‪ :"5/1‬كتاب الطهارة‪ :‬باب أيرد السالم وهو يبول‪ ،" ،‬وابن خزيمة "‪ ،"103/1‬وابن حبان في صحيحه "‪،"82/3‬‬
‫وأخرجه الحاكم "‪ ،"167/1‬وصححه ووافقه الذهبي من طريق عبد األعلى عن "شعبة‪ ،‬وسعيد" عن قتادة عن الحسن عن الحصين بن المنذر‬
‫عن المهاجر بن قنفذ عن عمير بن جدعان فذكره‪.‬‬
‫(‪ )31‬أخرجه االمام أحمد‪ ،54 / 1 ،‬والبخاري في األدب المفرد‪ 112 ،‬والطحاوي في شرح معاني اآلثار ‪ ،27 / 1‬وحسن المنذري إسناده‬
‫في الترغيب ‪ ،358 / 3‬ونحوه عن ابن عباس رضي هللا عنهما عند أبي يعلى ‪ ،2699‬وصححه الحاكم ‪. 176 / 4‬‬
‫(‪ )32‬ينظر‪ :‬شرح معاني اآلثار ج‪/1‬ص‪.27‬‬
‫(‪ )33‬ينظر‪ :‬الحاوي الكبير ج‪/1‬ص‪. 101‬‬
‫(‪ )34‬المصدر نفسه ‪.‬‬
‫(‪ )35‬شرح معاني اآلثار ج‪/1‬ص‪.27‬‬
‫(‪ )36‬ينظر‪ :‬المغني ج‪/1‬ص‪73‬‬
‫(‪ )37‬ينظر‪ :‬المجموع ج‪/1‬ص‪،408‬‬
‫(‪ )38‬ينظر‪ :‬المغني ج‪/1‬ص‪73‬‬
‫(‪ )39‬ينظر ‪ :‬االنتصار ‪259 \ 1‬‬
‫(‪ )40‬المصدر نفسه ‪.‬‬
‫‪ ) 41‬ينظر‪ :‬االنتصار‪258 \ 1 ،‬شرح معاني اآلثار‪. 29 \ 1 ،‬‬
‫‪ ) 42‬ينظر‪ :‬االنتصار‪258 \ 1 ،‬‬
‫‪ ) 43‬ينظر‪ :‬المجموع ‪،‬ج‪/1‬ص‪ ،408‬االنتصار‪. 258 \ 1 ،‬‬
‫‪ ) 44‬ينظر‪ :‬االنتصار‪258 \ 1 ،‬‬
‫‪ ) 45‬ينظر‪ :‬بدائع الصنائع‪. 20 \ 1 ،‬‬
‫‪ ) 46‬مصنف ابن أبي شيبة ج‪/1‬ص‪،12‬سنن أبي داود ج‪/1‬ص‪ ،25‬سنن ابن ماجه ج‪/1‬ص‪ ،139‬سنن الدارقطني ج‪/1‬ص‪ ،71‬سنن‬
‫الدارمي ج‪/1‬ص‪،187‬‬
‫(‪ )47‬تحفة األحوذي ج‪/1‬ص‪.93‬‬
‫(‪ )48‬ينظر‪ :‬تهذيب التهذيب ‪. 414 \ 8‬‬
‫(‪ )49‬قول المحدثين ‪ '' :‬أحسن شيء‪ ،‬أو أقوى شيء '' ال يعني هذا صحة الحديث‪ ،‬وإنما يعني أنه أفضل‪ ،‬أو أقوى‪ ،‬أو أحسن ما روي ‪.‬‬
‫قال النووي‪ -‬رحمه هللا‪ -‬عن قول المحدثين ‪ :‬أصح شيء في الباب كذا ‪ .‬قال ‪ '' :‬ال يلزم من هذه العبارة صحة الحديث‪ ،‬فإنهم يقولون ‪'' :‬‬
‫ضعفا '' ‪ .‬األذكار ص ‪ .308‬وجاء في تدريب الراوي ‪/ 1( -‬‬
‫ً‬ ‫ضعيفا‪ ،‬ومرادهم أرجحه أو أقله‬
‫ً‬ ‫هذا أصح ما جاء في الباب '' وإن كان‬
‫‪ :)88‬يقولون هذا أصح ما جاء في الباب وإن كان ضعيفا ومرادهم أرجحه أو أقله ضعفا ذكر ذلك عقب قول الدارقطني أصح شيء في‬
‫فضائل السور فضل قل هو هللا أحد وأصح شيء في فضائل الصلوات فضل صالة التسبيح‪ ،‬وينظر‪ :‬قواعد التحديث ج‪. /1‬‬
‫(‪ )50‬ينظر ‪ :‬تهذيب التهذيب ‪.238 \ 3‬‬
‫(‪ )51‬ينظر‪ :‬العلل الصغير‪ ،‬للترمذي ص‪.12‬‬
‫(‪ )52‬ينظر‪ :‬التاريخ الكبير‪. 76 \ 4 ،‬‬
‫(‪ )53‬ينظر‪ :‬لسان الميزان‪. 5 \ 6،‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫التسمية يف الوضوء دراسة فقهية مقارنة‬ ‫‪‬‬
‫(‪ )54‬البخاري تفسير القرآن (‪ ,)1764 / 4‬مسلم القدر ‪.51/8‬‬
‫(‪ )55‬ينظر‪ :‬السنن الكبرى ‪. 44 \ 1‬‬
‫(‪ )56‬ينظر‪ :‬المستدرك ‪. 246 \ 1‬‬
‫(‪ )57‬ينظر‪ :‬المجموع ج‪/1‬ص‪.408‬‬
‫(‪ )58‬ينظر‪ :‬التلخيص الحبير ‪ ،386 \ 1‬وينظر مصباح الزجاجة‪ :‬ج‪/1‬ص‪ ،59 ،‬باب ما جاء في التسمية في الوضوء ‪.‬‬
‫يث َع ِائ َش َة‬ ‫َما َح ِد ُ‬ ‫س‪ :‬أ َّ‬ ‫ِي وس ْه ِل بن س ْع ٍد وأََن ٍ‬
‫َ َ‬
‫ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪ )59‬تحفة األحوذي ج‪/1‬ص‪ ،93‬قال‪ :‬وفي اْل َباب عن َعائ َش َة َوأَبي ُه َرْي َرَة َوأَبي َسعيد اْل ُخ ْدرِّ َ َ‬
‫َح َم ُد‬ ‫َخ َرَج ُه أ ْ‬ ‫يث أبي ُه َرْي َرَة َفأ ْ‬ ‫َما َح ِد ُ‬‫يف َوأ َّ‬ ‫ضع ٌ‬
‫َخرجه اْلب َّزار وأبو ب ْك ِر بن أبي َشيب َة في مسندي ِهما وبن ع ِد ٍي وفي ِإسن ِادِه ح ِارثَةُ بن مح َّم ٍد وهو ِ‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ّ‬ ‫ُ ْ ََ ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َفأ ْ َ َ ُ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫اك ُم َواْل َب ْي َهِق ُّي من َ‬
‫الس َك ِن واْلح ِ‬ ‫الدارُق ْ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وب بن َسَل َم َة‬ ‫وسى اْل َم ْخ ُزو ِم ِّي عن َي ْعُق َ‬ ‫يق ُم َح َّمد بن ُم َ‬ ‫ط ِر ِ‬ ‫طن ُّي وبن َّ َ َ‬ ‫اج ْه َوالتّ ْرِمذ ُّي في اْلعَلل و َّ َ‬ ‫وأبو َد ُاوَد وبن َم َ‬
‫َّح ُه لِ َذلِ َك َفَو ِه َم َو َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫اب‬ ‫الصَو ُ‬ ‫صح َ‬ ‫ون َو َ‬‫وب بن أبي َسَل َم َة َو َّاد َعى أََّن ُه اْل َما ِج ُش ُ‬ ‫عن أبيه عن أبي ُه َرْي َرةَ بهذا اللْفظ َوَرَواهُ اْل َحاك ُم من هذا اْل َو ْجه فقال َي ْعُق ُ‬
‫طأَ َو َه ِذِه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الل ْيِث ُّي قال اْل َح ِاف ُ‬ ‫أََّنه َّ‬
‫َخ َ‬‫َّما أ ْ‬
‫َّان في الثَّقات وقال ُرب َ‬ ‫ف له َس َماعٌ من أبيه َوَال ألَِبيه من أبي ُه َرْي َرةَ َوأَُبوهُ َذ َك َرهُ بن حب َ‬ ‫ِي َال ُي ْع َر ُ‬ ‫ظ قال اْل ُب َخار ُّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ًّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الص َال ِح‬ ‫ف ب َك ْونه ثَق ًة قال بن َّ‬ ‫وص ُ‬‫ف ُي َ‬ ‫يل الحديث جدا ولم َي ْرو عنه س َوى َوَلده فإذا كان يخطىء مع قلة ما َرَوى َف َك ْي َ‬ ‫ض ْعفه فإنه َقل ُ‬ ‫ع َب َارةٌ عن َ‬
‫ٍِ‬ ‫َما َح ِد ُ‬ ‫ض ِعيَفةٌ َوأ َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ط ُر ٌق أ ْ‬ ‫اك ِم َف َال ُي ْحتَ ُّج لِثُُبوِت ِه ِبتَ ْخ ِري ِج ِه له َوتَِب َع ُه َّ‬
‫الن َوِو ُّي َوَل ُه ُ‬ ‫ِا ْنَقَلب ِإس َناده على اْلح ِ‬
‫َخ َرَج ُه‬ ‫ِي َفأ ْ‬ ‫يث أبي َسعيد اْل ُخ ْدرِّ‬ ‫ُخ َرى ُكل َها َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُُ‬
‫َن‬ ‫اب َوَزَع َم بن َع ِد ٍّي أ َّ‬ ‫اكم واْل َب ْيهِق ُّي ِبَلْف ِظ حديث اْلَب ِ‬ ‫ِ‬
‫طن ُّي َواْل َح ُ َ َ‬
‫الدارُق ْ ِ‬ ‫اج ْه وبن َع ِد ٍّي وبن َّ‬
‫الس َك ِن َواْل َب َّزُار و َّ َ‬
‫ِ ِ‬
‫مي َوالتّ ْرِمذ ُّي في اْلعَلل وبن َم َ‬
‫الدار ُّ ِ ِ‬
‫َح َم ُد و َّ َ‬‫أْ‬
‫اج ْه من حديث أبي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طن ُّي من حديث أبي َعام ٍر اْل َعَقد ِّي وبن َم َ‬
‫الدارُق ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ظ َوَل ْي َس َك َذل َك َفَق ْد َرَواهُ َّ َ‬ ‫ير بن َزْي ٍد قال اْل َح ِاف ُ‬ ‫َّد ِب ِه عن َكِث ِ‬ ‫اب تََفرَ‬ ‫َزْي َد بن اْلحَب ِ‬
‫ُ‬
‫صالِ ُح الحديث ليس ِباْلَق ِوِّي ُي ْكتَ ُب َح ِديثُ ُه‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ٍ‬ ‫وق فيه لِين وقال أبو ح ِ‬
‫ات‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫د‬ ‫ص‬
‫ُْ ََ َ ُ ٌ‬ ‫ة‬ ‫ع‬‫ر‬ ‫ز‬ ‫أبو‬ ‫وقال‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫و‬
‫َْ ّ‬ ‫ق‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ليس‬ ‫ين‬‫ٍ‬ ‫ع‬‫ِ‬ ‫م‬‫َ‬ ‫بن‬ ‫قال‬ ‫د‬‫ٍ‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫َْ‬ ‫بن‬ ‫ير‬ ‫ِ‬ ‫ث‬‫ِ‬ ‫ك‬ ‫ِي‬ ‫ِ‬
‫الزْه ّ َ َ‬
‫و‬ ‫ر‬ ‫َحم َد ُّ‬
‫أَْ‬
‫وف‬ ‫ِي م ْن َكر الحديث وقال أَحمد ليس ِباْلمعر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َُْ‬ ‫ْ َُ‬ ‫ير بن َزْيد َرَواهُ عن ُرَب ْي ِح بن عبد الرحمن بن أبي َسعيد َوُرَب ْي ٍح قال أبو َحات ٍم َش ْي ٌخ وقال اْل ُب َخارُّ ُ ُ‬ ‫َوَكث ُ‬
‫ير بن َزْي ٍد‬ ‫اب َفَلْي َس ِبَق ِوٍّي َوَذ َك َر أََّن ُه َرَوى عن َكِث ِ‬ ‫َحم ُد وقال ليس فيه َشيء َي ْث ُب ُت وقال اْلَب َّزار ُك ُّل ما رِوي في هذا اْل َب ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌْ‬ ‫ص ّح ْح ُه أ ْ َ‬
‫ِي لم ي ِ‬
‫وقال اْل َم ْرَوز ُّ ُ َ‬
‫َحس ُن َشي ٍء في هذا اْلَب ِ‬ ‫عن اْلولِ ِيد بن ربا ٍح عن أبي هريرة وقال اْلعِقيِل ُّي ْاأل ِ‬
‫اب وقد‬
‫ْ‬
‫ٍ‬
‫َح َم ُد بن َح ْنَبل إنه أ ْ َ‬ ‫ين وقد قال أ ْ‬ ‫اب فيها ِل ٌ‬ ‫يد في هذا اْل َب ِ‬ ‫َسان ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ ْ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫َص ُّح ما‬ ‫أ‬ ‫يث أبي س ِع ٍ‬
‫يد‬ ‫د‬‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ن‬‫ع‬ ‫ي‬ ‫هذا‬ ‫اق‬ ‫ح‬ ‫س‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫وقال‬ ‫ح‬ ‫ي‬‫ب‬ ‫ر‬ ‫عن‬ ‫ٍ‬
‫د‬ ‫ي‬‫ز‬ ‫بن‬ ‫ِ‬
‫ير‬ ‫ِ‬
‫ث‬ ‫ك‬ ‫يث‬ ‫د‬‫ِ‬ ‫ح‬ ‫فيه‬ ‫ء‬‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫ى‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫َ‬
‫أ‬
‫و‬ ‫ا‬ ‫يح‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫ص‬ ‫ا‬ ‫ث‬ ‫ي‬ ‫د‬‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ة‬‫ِ‬ ‫ي‬‫م‬‫ِ‬ ‫س‬ ‫َّ‬
‫ت‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ َْ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ْ َ َ ً َ ً َ َْ َ ْ‬ ‫قال أ َْي ً َ ْ َ ُ‬
‫ل‬ ‫َع‬‫أ‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ض‬
‫َّاس بن سه ِل بن سعد بن سع ِد وهو ِ‬ ‫الطبرِان ُّي وِف ِ‬
‫يف َوتَ َاب َع ُه‬ ‫ضع ٌ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫يه عبد اْلم َه ْي ِم ِن بن َعب ِ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫اج ْه َو َ َ َ‬ ‫َخ َر َج ُه بن َم َ‬ ‫يث َس ْه ِل بن َس ْع ٍد َفأ ْ‬ ‫َما َح ِد ُ‬ ‫اب َوأ َّ‬ ‫في اْل َب ِ‬
‫الضع ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخرج ُه عبد اْلملِ ِك بن حِب ٍ‬ ‫َما َح ِد ُ‬
‫ف‬ ‫يد َّ ْ‬ ‫يب ْاأل َْن َدُلس ُّي َو َع ْب ُد اْل َملِك َشد ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫س َفأ ْ َ َ‬ ‫يث أ ََن ٍ‬ ‫ف فيه َوأ َّ‬ ‫َّاس وهو ُم ْخَتَل ٌ‬ ‫َخوهُ أ َُب ُّي بن َعب ٍ‬ ‫أُ‬
‫وينظ‪ :‬الضعفاء الكبير للعقيلي‪ ،‬ج‪/1‬ص‪.177‬‬
‫(‪ )60‬تنقيح تحقيق أحاديث التعليق‪ ،‬ج‪/1‬ص‪ ،102‬ثم قال‪ :‬وقد قالوا في ربيح إنه ليس بالمعروف وقال أحمد‪ :‬من أبو ثفال؟ وقال الترمذي‪:‬‬
‫اسمه ثمامة بن حصين ومن مذهب أحمد تقديم الحديث الضعيف على القياس‪ ،‬قال أبو بكر األثرم‪ :‬سمعت أبا عبد هللا أحمد بن حنبل يقول‬
‫ليس في هذا حديث يثبت وأحسنها حديث كثير بن زيد‪ ،‬وضعف حديث ابن حرملة‪ ،‬وقال‪ :‬أنا ال آمره باإلعادة‪ ،‬وأرجوا أن يجزيه الوضوء؛‬
‫ألنه ليس في هذا حديث أحكم به ‪.‬‬
‫وروى حديث ربيح بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده ابن ماجة في سننه‪ ،‬وسئل إسحاق بن راهويه أي حديث أصح في التسمية؟ فذكر حديث‬
‫أبي سعيد ‪.‬‬
‫عبد هللا وفليح بن سليمان‪ ،‬وسئل أبو‬ ‫وقال أحمد ربيح ليس بمعروف‪ ،‬وقال أبو حاتم الرازي روى عنه الد ارقطني‪ ،‬وكثير بن زيد والزبير بن‬
‫زرعة عنه فقال‪ :‬شيخ‪ ،‬وقال الترمذي في كتاب العلل‪ :‬قال محمد ‪ -‬يعني البخاري ‪ -‬منكر الحديث ‪.‬‬
‫وقال ابن عدي‪ :‬أرجو أنه ال بأس به‪ ،‬وذكره ابن حبان في كتاب الثقات ‪.‬‬
‫وقال أحمد بن حفص السعدي‪ :‬سئل أحمد بن حنبل ‪ -‬يعني وهو حاضر – عن التسمية في الوضوء؟ فقال‪ :‬ال أعلم فيه حديثاً يثبت أقوى‬
‫شيء فيه حديث كثير بن زيد عن ربيح ‪.‬‬
‫وقال العقيلي ثنا إبراهيم بن عبد الوهاب األبزاري ثنا أحمد بن محمد بن هانىء قال‪ :‬قلت‪ :‬ألبي عبد هللا أحمد بن حنبل التسمية في الوضوء؟‬
‫فقال أحسن شيء فيه حديث ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي سعيد الخدري‪ ،‬قلت فحديث عبد الرحمن بن حرملة قال ال‬
‫يثبت‪ ،‬قال العقيلي‪ :‬واألسانيد في هذا الباب فيها لين‪ ،‬وقال أبو بكر بن أبي شيبة‪ :‬ثبت لنا َّ‬
‫أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬ال وضوء لمن‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫التسمية يف الوضوء دراسة فقهية مقارنة‬ ‫‪‬‬
‫لم يسم‪ ،‬وحديث سعيد بن زيد رواه ابن ماجة أيضا‪ ،‬قال الترمذي‪ :‬قال محمد بن إسماعيل‪ :‬أحسن شيء في هذا الباب حديث رباح بن عبد‬
‫الرحمن ‪ -‬يعني حديث سعيد بن زيد‬
‫قال الترمذي‪ :‬قال أحمد بن حنبل‪ :‬ال أعلم في هذا الباب حديثا له إسناد جيد‪ ،‬وقال البخاري‪ :‬في حديثه نظر يعني أبا ثفال ‪.‬‬
‫وقال ابن عبد البر أبو بكر بن حويطب يقال‪ :‬اسمه رباح‪ ،‬ويقال‪ :‬اسمه كنيته‪ ،‬روى عن جدته‪ ،‬يقال‪ :‬حديثه مرسل ‪.‬‬
‫وروى حديث يعقوب بن سلمة عن أبي هريرة أبو داود وابن ماجة أيضا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬وقال‪ :‬وهو حديث صحيح اإلسناد ‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬وال يعرف لسلمة سماع من أبي هريرة وال ليعقوب من أبيه ‪.‬‬
‫ومحمود بن محمد الظفري‪ ،‬قال الدارقطني‪ :‬ليس بالقوي فيه نظر‪ ،‬وشيخه أيوب ابن النجار ثقة من رجال الصحيحين ‪.‬‬
‫وقال البيهقي في حديثه ال يعرف من حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة إال من هذا الوجه‪ ،‬وكان أيوب بن النجار يقول‪ :‬لم أسمع من‬
‫يحيى بن أبي كثير إال حديثا واحدا حديث التقى آدم وموسى‪ ،‬ذكره يحيى بن معين فيما رواه عنه ابن أبي مريم‪ ،‬فكان حديثه هذا منقطعا‪.‬‬
‫وجاء في شرح العمدة ج‪/1‬ص‪ :167‬ثم يقول بسم هللا لما روى عن يعقوب بن سلمة الليثي عن ابيه عن ابي هريرة قال قال رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ :‬ال صالة لمن ال وضوء له وال وضوء لمن لم يذكر اسم هللا عليه" رواه احمد وابو داود وابن ماجة‬
‫وعن سعيد بن زيد وابي سعيد عن النبي صلى هللا عليه وسلم مثله رواهما احمد وابن ماجة‪ ،‬وألن ذكر اسم هللا مشروع في اول االفعال‬
‫العادية‪ ،‬كاالكل والشرب والنوم ودخول المنزل والخالء‪ ،‬فألن يشرع في اول العبادات اولى‪ ،‬والمسنون التسمية هذا احدى الروايتين عن االمام‬
‫احمد قال الخالل الذي استقرت عليه الروايات انه ال بأس به يعني اذا ترك التسمية‪ ،‬وهي اختيار الخرقي وغيره؛ أل َّن االحاديث فيها ليست‬
‫قوية ‪،‬وقال احمد ليس يثبت فيها حديث وال اعلم فيها حديثا له اسناد جيد ‪.‬‬
‫وقال الحسن بن محمد ضعف ابو عبدهللا الحديث في التسمية‪ ،‬وقال اقوى شيء فيه حديث كثير عن ربيح يعني حديث ابي سعيد ثم ذكر‬
‫رباحا اي من هو ومن ابو ثفال يعني الذي يروي حديث سعيد بن زيد وقال البخاري في حديث ابي هريرة ال يعرف لسلمة سماع من ابي‬
‫هريرة‪ ،‬وال ليعقوب سماع من ابيه ولو صحت حملت على الذكر بالقلب وهو النية‪ ،‬وكذلك قال ربيعة لما ذكرنا من االحاديث‪ ،‬والرواية‬
‫االخرى انها واجبة اختارها ابو بكر والقاضي واصحابه وكثير من اصحابنا بل اكثرهم لما ذكرنا من االحاديث‪ ،‬قال ابو اسحاق الجوزجاني‬
‫قال ابن ابي شيبة ثبت لنا عن النبي صلى هللا عليه وسلم انه قال‪ :‬ال وضوء لمن لم يسم‪ ،‬وتضعيف االمام احمد لها محمول على احد‬
‫الوجهين‪ :‬اما انها ال تثبت عنده‪ ،‬اوال لعدم علمه بحال الراوي ثم علمه فبنى عليه مذهبه برواية الوجوب‪ ،‬ولهذا اشار الى انه ال يعرف رباحا‬
‫وال ابا ثفال‪ ،‬وهكذا تجئ عنه كثي ار االشارة الى انه لم يثبت عنده ثم زال ثبوتها فان النفي سابق على االثبات واما انه اشار الى انه لم يثبت‬
‫على طريقة تصحيح المحدثين ‪.‬‬
‫َّ‬
‫فان االحاديث تنقسم الى‪ :‬صحيح وحسن وضعيف‪ ،‬واشار الى انه ليس بثابت اي ليس من جنس الصحيح الذي رواه الحافظ الثقة عن مثله‪،‬‬
‫وذلك ال ينفي أ ْن يكون حسنا وهو حجة ومن تأمل الحافظ االمام علم انه لم يوهن الحديث وانما بين مرتبته في الجملة انه دون االحاديث‬
‫الصحيحة الثابتة‪ ،‬وكذلك قال في موضع آخر احسنها حديث ابي سعيد ولو لم يكن فيها حسن لم يقل فيها احسنها‪ ،‬وهذا معنى احتجاج‬
‫احمد بالحديث الضعيف‪ ،‬وقوله ربما اخذنا بالحديث الضعيف وغير ذلك من كالمه يعني به الحسن‪ ،‬فاما ما رواه متهم او مغفل فليس بحجة‬
‫اصال ويبين ذلك وجوه احدها ان البخاري اشار في حديث ابي هريرة الى انه ال يعرف السماع في رجاله وهذا غير واجب في العمل بل‬
‫العنعنة مع امكان اللقاء ما لم يعلم ان الراوي مدلس وثانيها انه قد تعددت طرقه وكثرت مخارجه وهذا مما يشد بعضه بعضا ويغلب على‬
‫الظن ان له اصال وروي ايضا مرسال رواه سعيد عن مكحول عن النبي صلى هللا عليه وسلم انه قال اذا تطهر الرجل وذكر اسم هللا طهر‬
‫جسده كله واذا لم يذكر اسم هللا لم يطهر منه اال مكان الوضوء ‪.‬‬
‫وهذا وان احتج به على ان التسمية ليست واجبة فإنه دليل على وجوبها الن الطهارة الشرعية التي تطهر الجسد كله حتى تصح الصالة‬
‫ومس المصحف بجميع البدن فاذا لم تحصل الشرعية جعلت الطهارة الحسية وهي مقتصرة على محلها كما لو لم ينو‬
‫وروى الدارقطني بسنده عن عمر بن يزيد َّ‬
‫ان رجال توضأ ثم جاء فسلم على النبي صلى هللا عليه وسلم فكأن النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫اعرض عنه‪ ،‬وقال له تطهر فرجع فتوضأ ثم اجتهد فجاء فسلم فأعرض عنه‪ ،‬وقال ارجع فتطهر فلقي الرجل عليا فاخبره بذلك فقال له علي‪:‬‬
‫هل سميت هللا حين وضعت يدك في وضوئك؟ فقال‪ :‬ال وهللا‪ ،‬فقال‪ :‬ارجع فسمي هللا في وضوئك‪ ،‬فرجع فسمى هللا على وضوئه ثم رجع الى‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم فسلم عليه فرد عليه واقبل عليه بوجهه ثم قال‪" :‬اذا وضع احدكم طهوره فليسم هللا" رواه الجوزجاني عن نعيم بن‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫التسمية يف الوضوء دراسة فقهية مقارنة‬ ‫‪‬‬
‫حماد عنه‪ ،‬وثالثها‪ :‬أ َّن تضعيفه اما من جهة ارسال او جهل راو‪ ،‬وهذا غير قادح على احدى الروايتين‪ ،‬وعلى االخرى وهي قول من ال‬
‫يحتج بالمرسل نقول‪ :‬اذا عمل به جماهير اهل العلم وارسله من اخذ العلم عن غير رجال المرسل االول او روي مثله عن الصحابة او وافقة‬
‫ظاهر القرآن فهو حجة‪ ،‬وهذا الحديث قد اعتضد بأكثر من ذلك‪َّ ،‬‬
‫فإن عامة اهل العلم عملوا به في شرع التسمية في الوضوء‪ ،‬ولوال هذا‬
‫الحديث لم يكن لذلك اصل‪ ،‬وانما اختلفوا في صفة شرعها هل هو ايجاب او ندب؟ وروي من وجوه متباينة مسنداً ومرسالً‪ ،‬ولعلك تجد اً‬
‫كثير‬
‫من المسائل ليس معهم احاديث مثل هذه‪ ،‬ورابعها‪َّ :‬‬
‫أن االمام احمد قال‪ :‬احسنها يعني احاديث هذا الباب حديث ابي سعيد‪ ،‬وكذلك قال‬
‫اسحاق بن راهويه‪ ،‬وقد سئل اي حديث اصح في التسمية؟ فذكر حديث ابي سعيد‪ ،‬وقال البخاري‪ :‬احسن حديث في هذا الباب حديث سعيد‬
‫بن زيد‪.‬وهذه العبارة وان كانوا انما يقصدون بها بيان َّ‬
‫أن االثر اقوى شيء في هذا الباب‪ ،‬فلوال َّ‬
‫أن اسانيدها متقاربة لما قالوا ذلك‪ ،‬وحملها‬
‫على الذكر بالقلب او على تأكيد االستحباب خالف مدلول الكالم وظاهره‪ ،‬وانما يصار اليه لموجب وال موجب هنا‪ ،‬واذا قلنا بوجوبها فإنها‬
‫إن قلنا‪ :‬ال تسقط لغا ما فعله قبلها‪ ،‬وهذا على‬
‫تسقط بالسهو على احدى الروايتين‪ ،‬كالذبيحة واولى‪ ،‬فإ ْن قلنا‪ :‬تسقط سمى متى ذكرها‪ ،‬و ْ‬
‫المشهور‪ ،‬وهو انها تجب في اول الوضوء قبل غسل الوجه‪ ،‬وقال الشيخ ابو الفرج‪ :‬متى سمى أجزاءه ‪.‬‬
‫(‪ )61‬ينظر‪ :‬أحكام القرآن للجصاص‪ ،‬ج‪/3‬ص‪. 366‬‬
‫(‪ )62‬أخرجه ابن ماجة "‪ "260/1‬كتاب المساجد والجماعات‪ :‬باب التغليظ في التخلف عن الجماعة "‪ ،‬وابن حبان "‪ "415/5‬كتاب الصالة‪:‬‬
‫باب فرض الجماعة واألعذار التي تبيح تركها"‪ ،‬والدارقطني "‪ "420/1‬كتاب الصالة‪ ،‬باب الحث لجار المسجد على الصالة فيه إال من‬
‫عذر‪ ،‬والحاكم "‪ "245/1‬كلهم من هذا الطريق‪.‬‬
‫قال الحاكم‪ :‬هذا حديث قد وقفه غندر وأكثر أصحاب شعبة‪ ،‬وهو صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه‪ ،‬وهشيم وقراد بن نوح ثقتان‪ ،‬ووافقه‬
‫الذهبي‪ .‬وأخرجه الطبراني "‪ " "446/11‬والبغوي في "شرح السنة" "‪ "370/2‬كتاب الصالة‪ ،‬باب التشديد في ترك الجماعة‪ ،"،‬والحاكم‬
‫"‪ ،"245/1‬والبيهقي "‪ ،"174/3‬وفي المعرفة "‪ ،"339-338/2‬كلهم من طريق شعبة عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم بنحوه‪.‬‬
‫(‪ )63‬من طريقين‪ :‬عن جابر رضي هللا عنه (أخرجه الدارقطني "‪ "420/1‬كتاب الصالة‪ ،‬باب‪ :‬الحث لجار المسجد على الصالة فيه إال من‬
‫عذر‪ ،‬من طريق محمد بن سكين الشقري المؤذن‪ ،‬عن عبد هللا بن بكير الغنوي‪ ،‬عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن‬
‫عبد هللا ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬يرفعه إلى النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬قال الزيعلي‪ :‬قال ابن القطان‪ :‬محمد بن سكين الشقري مؤذن مسجد بني‬
‫شقرة ذكره العقيلي في الضعفاء‪ ،‬وقال ابن عدي‪ :‬ليس بمعروف‪ .‬انتهى قال صاحب التعليق‪ :"420 /1" :‬قال الذهبي‪( :‬ال يعرف وخبره‬
‫منكر)‪ ،‬وقال البخاري‪( :‬في إسناد حديثه نظر)‬
‫وأبي هريرة رضي هللا عنه‪( :‬أخرجه الدارقطني "‪ " 420/1‬كتاب الصالة‪ :‬باب الحث لجار المسجد على الصالة فيه إال من عذر‪ "،‬والحاكم‬
‫"‪ "246/1‬كالهما من طريق سليمان بن داود عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي هللا عنه يرفعه إلى النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬قال الزيلعي في "نصب الراية" "‪ :" 413/4‬قال ابن القطان في كتابه‪ :‬وسليمان بن أبي داود اليمامي المعروف بأبي الجمل‬
‫ضعيف‪ ،‬وعامة ما يرويه بهذا اإلسناد ال يتابع عليه‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫قال العظيم آبادي في "التعليق "‪ :"420/1‬الحديث فيه سليمان بن داود واليمامي‪ ،‬قال ابن معين‪ :‬ليس بشيء‪ ،‬وقال البخاري‪ :‬منكر الحديث‪،‬‬
‫وقال ابن حبان متروك ورواه ابن عدي من حديث أبي هريرة وضعفه)‪.‬‬
‫(‪ )64‬ينظر‪ :‬أحكام القرآن للجصاص ج‪/3‬ص‪366‬‬
‫(‪ )65‬سبق تخريجه ص ‪.‬‬
‫(‪ )66‬ينظر‪ :‬أحكام القرآن للجصاص ج‪/1‬ص‪7‬‬
‫(‪ )67‬ينظر‪ :‬المجموع ج‪/1‬ص‪408‬‬
‫(‪ )68‬الدراري المضية ج‪/1‬ص‪40‬‬
‫(‪ )69‬وجاء في سبل السالم ج‪/1‬ص‪ :53‬وعن أبي هريرة رضي هللا تعالى عنه قال قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪.....‬وينظر‪ :‬نيل‬
‫األوطار ج‪/1‬ص‪ ،165‬والبدر المنير ج‪/2‬ص‪. 95-69‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫التسمية يف الوضوء دراسة فقهية مقارنة‬ ‫‪‬‬
‫(‪ )70‬الروضة الندية ج‪/1‬ص‪ ،148‬حجة هللا البالغة ج‪/1‬ص‪370‬‬
‫(‪ )71‬المعجم الصغير ‪ -‬الطبراني ‪)131 / 1( -‬‬
‫لم يروه عن علي بن ثابت أخو بن أخي عزرة بن ثابت إال إبراهيم بن محمد تفرد به عمرو بن أبي سلمة‬
‫(‪ )72‬ينظر‪ :‬مجمع الزوائد ج‪/1‬ص‪. 220‬‬
‫فإن حفظتك ال‬
‫(‪ )73‬األسرار المرفوعة في األخبار الموضوعة‪ :‬ج‪/1‬ص‪ :389‬حديث (يا أبا هريرة إذا توضأت فقل بسم هللا والحمد هلل ْ‬
‫تستريح تكتب لك الحسنات حتى تحدث من ذلك الوضوء ) منكر‪ /‬وجاء في [الفوائد المجموعة في األحاديث الموضوعة ج‪/1‬ص‪ :]12‬حديث‬
‫يا أبا هريرة إذا توضأت فقل بسم هللا والحمد هلل فإن حفظتك تكتب لك الحسنات حتى تحدث‪ ،‬قال ابن طاهر في تذكرته‪ :‬منكر‪ ،‬وجاء في‬
‫فإن‬
‫تنزيه الشريعة ج‪/2‬ص‪ :70‬حديث أبي هريرة أن النبي صلى هللا تعالى عليه وسلم قال يا أبا هريرة إذا توضأت فقل بسم هللا والحمد هلل ْ‬
‫حفظتك ال تستريح تكتب لك الحسنات حتى تحدث من ذلك الوضوء في الصغير قال الذهبي في الميزان‪ :‬منكر‪ ،‬وقد رد بأنه‪ :‬إذا كان‬
‫منك ار فلم يذكره في الموضوعات‪ ،‬وقد ذكره الحافظ ابن حجر في تخريج الرافعي الشافعي في الكالم على حديث ال وضوء لمن لم يذكر اسم‬
‫هللا عليه‪ ،‬فقال‪ :‬وقد ورد األمر بذلك من حديث أبي هريرة ففي األوسط للطبراني فذكره ثم قال‪ :‬قال‪ :‬يعني الطبراني تفرد به عمرو بن أبي‬
‫سلمة عن إبراهيم بن محمد عن علي بن ثابت انتهى وعمر بن أبي سلمة صدوق روى له الستة‪ ،‬غاية ما قيل فيه له أوهام وهللا تعالى أعلم‪،‬‬
‫وينظر اللؤلؤ المرصوع ج‪/1‬ص‪ ،225‬والمصنوع ج‪/1‬ص‪ ،209‬و تلخيص كتاب الموضوعات ج‪/1‬ص‪.321‬‬
‫(‪ )74‬ينظر‪ :‬سبل السالم ج‪/1‬ص‪53‬و نيل األوطار ج‪/1‬ص‪.166‬‬
‫(‪ )75‬مصنف ابن أبي شيبة ج‪/1‬ص‪ ،12‬سنن الدارقطني ج‪/1‬ص‪.73‬‬
‫(‪ )76‬ينظر‪ :‬تنقيح تحقيق أحاديث التعليق ج‪/1‬ص‪.103‬‬
‫ط َّهر أَحد ُكم َفْلي ْذ ُكر اسم هللاِ‬
‫َْ‬ ‫ال سمعت رسول هللا ‪ ‬يقول‪َ ( :‬ذا تَ َ َ َ ُ ْ َ‬ ‫(‪ )77‬ينظر‪ :‬البدر المنير ج‪/2‬ص‪ .95‬أحدها‪ :‬عن عبد هللا بن مسعود ‪َ ‬ق َ‬
‫طهوره َفْلي ْشهد أَن ال إله ِإالَّ‬
‫ِ‬ ‫غ ِم ْن‬
‫اء َفِإ َذا َف َر َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ َّ‬ ‫ِِ‬ ‫اس َم هللاِ َعَلى‬ ‫َفِإَّنه‬
‫َ‬ ‫ِ َ َ‬ ‫الم ُ‬
‫يطهر م ْنه إال َما َم َّر َعَليه َ‬ ‫ْ‬ ‫طهوره ْلم‬ ‫َح ُد ُك ْم ْ‬
‫يطهر َج َسده ُكّله وْإ َن ْلم َي ْذ ُك ْر أ َ‬ ‫ُ‬
‫الس َم ِاء )‬
‫اب َّ‬ ‫ال َذلِ َك ُف ْ‬
‫تحت َل ُه أ َْب َو ُ‬
‫ِ‬ ‫هللا وأ َّ‬
‫َن ُم َح َّم ًدا َع ْب ُدهُ َوَرُسوُل ُه فإ َذا َق َ‬
‫َّح َم ِة"‬
‫اب الر ْ‬ ‫ال َذِل َك ُف ْ‬
‫تحت َل ُه أ َْب َو ُ‬
‫ِ‬
‫ليص ّل َعَل َّي َفِإ َذا َق َ‬
‫ورواه الدارقطني وهذا لفظه والبيهقي بمثله وزاد بعد "ورسوله" "ثُ َّم َ‬
‫ال البيهقي‪ :‬هذا حديث ضعيف ال أعلم رواه عن األعمش إالَّ يحيى بن هاشم ويحيى متروك الحديث‬ ‫َق َ‬
‫ال يحيى هو دجال هذه‬ ‫قال صاحب البدر المنير‪ :‬يحيى بن هاشم هذا هو ابن كثير بن قيس أبو زكريا السمسار الغساني وهو ضعيف بمرة َق َ‬
‫األمة ونسبه ابن عدي وابن حبان إلى وضع الحديث‬ ‫َّ‬
‫ور ِل َج َس ِدِه َو َمن تَ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الطريق الثاني عن ابن عمر‪َ ‬قال‪َ :‬قال رسول هللا ‪ ( :‬م ْن تَو َّ َّ‬
‫وضأَ َو ْلم َي ْذ ُكر‬ ‫طه ًا‬ ‫وضوِئه َك َ‬
‫ان ُ‬ ‫اس َم هللا َعَلى ُ‬
‫ضأَ َوذ َك َر ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضائه ) والبيهقي من حديث عبد هللا بن ( حكيم ) ‪ -‬بفتح الحاء ‪ -‬عن عاصم بن محمد عن نافع‬ ‫َع َ‬
‫ور أل ْ‬
‫طه ًا‬ ‫وضوِئه َك َ‬
‫ان ُ‬ ‫اس َم هللا َعَلى ُ‬
‫ْ‬
‫عنه‬
‫ال البيهقي‪ :‬وعبد هلل بن ( حكيم ) هو أبو بكر الداهري وهو غير ثقة عند أهل الحديث‬
‫َق َ‬
‫ال أحمد ويحيى ليس هو بشيء زاد أحمد يروي أحاديث ( مناكير وقال السعدي كذاب‬ ‫رد بأنه ضعيف ًّ‬
‫جدا منسوب إلى ( الوضع ) َق َ‬ ‫وقد َّ‬
‫مصرح وقال ابن حبان يضع الحديث ) على الثقات‬
‫اس َم هللاِ ْلم‬ ‫يطهر َج َسده ُكَّله َو َمن تََو َّ‬
‫ضأَ َو ْلم َي ْذ ُك ْر ْ‬ ‫ُ‬
‫ضأَ وَذ َكر اسم هللاِ‬
‫(م ْن تَ َو َّ َ َ ْ َ‬
‫ال رسول هللا َ‬
‫ال َق َ‬
‫الطريق الثالث عن أبي هريرة رضي هللا عنه َق َ‬
‫ِ‬
‫وء )‬ ‫يطهر ِإال َموض َع ُ‬
‫الوض ِ‬ ‫ْ‬
‫رواه الدارقطني من رواية مرداس بن محمد بن عبد هللا بن أبي بردة عن محمد بن أبان عن أيوب بن عائذ الطائي عن مجاهد عن أبي هريرة‬
‫ال الشيخ زكي الدين في كالمه على المهذب‪ :‬هو حديث ضعيف ‪.‬‬ ‫َق َ‬
‫ال ابن القطان في (علله ) ولقد َج ِه َل من َق َ‬
‫ال أن‬ ‫أما أيوب فمعروف ثقة َق َ‬
‫الحق في ( ( األحكام ) ( محمد بن أبان ال أعرفه اآلن و ّ‬
‫ّ‬ ‫وقال عبد‬

‫إن كان يغلب على الظن َّأنه محمد بن أبان الجعفي جد مشكدانة ( الحافظ ) وهو كوفي ضعيف كان ر ً‬
‫أسا في‬ ‫محمد بن أبان ( مجهول ) و ْ‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫التسمية يف الوضوء دراسة فقهية مقارنة‬ ‫‪‬‬
‫ال ووراء هذا كله َّ‬
‫أن في إسناد هذا الحديث من‬ ‫ال في أيوب بن عائذ كوفي مرجئ َق َ‬ ‫المرجئة فترك ألجل َذلِ َك حديثه َّ‬
‫ثم نقل عن البخاري َّأنه َق َ‬
‫ال ُيعرف البتَّة وهو مرداس بن محمد بن عبد هللا بن أبي بردة ‪.‬‬
‫الحق في ( األحكام الوسطى ) فقال‪ :‬ذكر عبد الملك بن حبيب من حديث إسماعيل بن‬ ‫ّ‬ ‫ولهذا الحديث طريقة رابعة أشار إليها الحافظ عبد‬
‫جدا ‪.‬‬‫ال‪ :‬وهذا ضعيف ًّ‬ ‫النبي صلى هللا عليه وسلم يعني بمثل حديث أبي هريرة َق َ‬ ‫عياش عن أبان عن َّ‬
‫وضوِئ ِه‬ ‫ِ‬
‫اس َم هللا َعَلى ُ‬
‫َّج ُل َف َذ َك َر ْ‬ ‫ال‪ِ ( :‬إ َذا تََو َّ‬
‫ضأَ الر ُ‬ ‫وخامسة ذكرها أبو عبيد في كتاب ( الطهور ) فقال‪ :‬روينا عن أبي بكر الصديق حديثًا َق َ‬
‫وء )‬‫الوض ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫يطهر م ْنه ِإال َم َواض َع ُ‬
‫ْ‬ ‫اس َم هللاِ َعَليه ْلم‬
‫يذكر ْ‬
‫إن ْلم ُ‬
‫طهر َجسده ُكّله و ْ‬
‫َقا َل أبو عبيد سمعت خلف بن خليفة يحدث بإسناده إلى أبي بكر فال أجدني أحفظه‬
‫مطهر من الذنوب الصغائر‬
‫ًا‬ ‫طهور لجميع بدنه أو لما مر عليه الماء أي‬
‫ًا‬ ‫ال النَّووي ‪ -‬رحمه هللا ‪ -‬معنى هذا الحديث كان‬
‫َق َ‬
‫(‪ )78‬أخرجه ابن أبي شيبة "‪ "3/1‬والبزار "‪ ، -137/1‬و ابن عدي في "الكامل" "‪ ، "616/2‬والدارقطني "‪ "72/1‬كتاب الطهارة‪ :‬باب‬
‫التسمية على الوضوء‪ ،‬من طريق حارثة بن محمد عن عمرة عن عائشة رضي هللا عنها‪ :‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم إذا بدأ بالوضوء‬
‫سمى‪ ,‬والحديث ذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد""‪ "223/1‬وقال‪ :‬رواه أبو يعلى والبزار ومداره على حارثة بن محمد وقد أجمعوا على ضعفه‪.‬‬
‫(‪ ) 79‬سنن الدارقطني‪ :‬ج‪/1‬ص‪. 72‬‬
‫(‪ )80‬حارثة بن محمد ضعفه أحمد وابن معين‪ ،‬وقال النسائي‪ :‬متروك‪ ،‬وقال البخاري‪ :‬منكر الحديث لم يعتد به أحد‪ .‬وروى محمد بن عثمان‬
‫عن ابن المديني قال‪ :‬لم يزل أصحابنا يضعفونه ينظر‪ :‬ميزان االعتدال ‪ . 446 ،445 \ 1‬وقال ابن حجر عن هذا الحديث ‪ :‬فيه حارثة بن‬
‫محمد وهو ضعيف‪ ،‬وضعف به ‪ .‬التلخيص الحبير ‪. 390 \ 1‬‬
‫(‪ )81‬مجمع الزوائد ‪ ،)512 / 1( -‬المطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقالني ‪ ،)102 / 1( -‬وقال الحافظ في تلخيص الحبير في‬
‫تخريج أحاديث الرافعي الكبير ‪ :)255 / 1( -‬وأما حديث عائشة فرواه البزار وأبو بكر بن أبي شيبة في مسنديهما وابن عدي وفي إسناده‬
‫حارثة بن محمد وهو ضعيف‪ ،‬وضعف به‪.‬‬
‫قال ا بن عدي بلغني عن أحمد أنه نظر في جامع إسحاق بن راهويه فإذا أول حديث قد أخرجه هذا الحديث فأنكره جدا‪ ،‬وقال‪ :‬أول حديث‬
‫يكون في الجامع عن حارثة‪ ،‬وروى الحربي عن أحمد أنه قال‪ :‬هذا يزعم أنه اختار أصح شيء في الباب وهذا أضعف حديث فيه‪ ).‬وجاء‬
‫في تنقيح تحقيق أحاديث التعليق ج‪/1‬ص‪ :102‬والحديث الرابع‪ -‬أي قال الدارقطني حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا محمد بن عبيد هللا‬
‫المنادي حدثنا أبو بدر حدثنا حا رثة بن محمد عن عمرة عن عائشة قالت كان رسول هللا يقوم إلى الوضوء فيسمي هللا عز وجل ‪ -‬في إسناده‬
‫حارثة بن محمد وقد ضعفوه وعن عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه عن جده عن النبي ال صالة لمن ال وضوء له‬
‫وال وضوء لمن لم يذكر اسم هللا عليه وال صالة ل من ال يصلي على نبيه وال صالة لمن لم يحب األنصار ‪:‬رواه ابن ماجة وعبد المهيمن‬
‫ضعفوه وقال الدارقطني عبد المهيمن ليس بالقوي وقال ابن حبان ال يحتج به وقال البيهقي ضعيف ال يحتج برواياته ‪.‬‬
‫سمى‪ ،‬قال البزار‪ :‬في إسناده حارثة‬
‫النبي كان إذا بدأ بالوضوء َّ‬‫وجاء في البدر المنير ج‪/2‬ص‪ :86‬وقد روي عن عائشة رضي هللا عنها أن َّ‬
‫الحق‪ :‬وثََّقه الدارقطني وحده فيما أعلم وضعفه َّ‬
‫الناس‪ ،‬قال البزار‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫بن محمد وقد َح َّدث عنه جماعة‪ ،‬وعنده أحاديث لم يتابع عليها قال عبد‬
‫كل ما ُروي في َذلِ َك فليس بقوي ِ‬
‫اإلسناد وإن تأيدت هذه األسانيد‬
‫‪ ) 82‬ينظر‪ :‬مجمع الزوائد ج‪/1‬ص‪. 220‬‬
‫(‪ )83‬سنن الدارقطني ج‪/1‬ص‪ ،،71‬سنن النسائي (المجتبى) ج‪/1‬ص‪،61‬‬
‫(‪ )84‬سنن الدارقطني ج‪/1‬ص‪ ،71‬السنن الكبرى للبيهقي ‪ .)71 / 1( -‬وفي سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (‪ .)400‬عن عبد الرحمن بن‬
‫حرملة ‪ ،‬عن أبي ثفال المري ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب ‪ ،‬يقول ‪ :‬أخبرتني جدتي عن أبيها أن رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪ « :‬ال صالة لمن ال وضوء له ‪ ،‬وال وضوء لمن لم يذكر اسم هللا تعالى عليه ‪ ،‬وال يؤمن بالِل من لم يؤمن بي ‪،‬‬
‫وال يؤمن بي من لم يحب األنصار »‪.‬وعن سهل بن سعد الساعدي رضي هللا عنه ‪ ،‬عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ « :‬ال صالة لمن‬
‫ال وضوء له ‪ ،‬وال وضوء لمن لم يذكر اسم هللا عليه‪ ،‬وال صالة لمن ال يصلي على النبي‪ ،‬وال صالة لمن ال يحب األنصار »‪ .‬وجاء في‬
‫النافلة في األحاديث الضعيفة والباطلة ‪ )53 / 1( -‬منكر‪ ،‬أخرجه ابن ماجة ( ‪ ، )400‬والحاكم ( ‪ ، )269 /1‬والبيهقي ( ‪ )379 /2‬من‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫التسمية يف الوضوء دراسة فقهية مقارنة‬ ‫‪‬‬
‫طريق عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده مرفوعاً ‪ ..‬فذكره ‪.‬ومن هذا الوجه‪ :‬أخرجه الدارقطني ( ‪/1‬‬
‫‪ )355‬مقتص اًر على قوله ‪ (( :‬وال صالة لمن لم يصل على النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ . )) -‬وعزاه السخاوي في (( القول البديع )) (‬
‫بأن هذا خبر منكر‪ ،‬وسنده ضعيف جداً‪ ،‬وعلته‪ :‬عبد المهيمن‬ ‫ص ‪ )176 -‬للطبراني في (( معجمه )) ‪ ،‬والمعمري ‪ ،‬وابن بشكوال‪ .‬وقد رد ّ‬
‫هذا‪ ،‬فإنه متروك ‪.‬قال الحاكم ‪ ( :‬لم يخرج ه ذا الحديث على شرطهما ‪ ،‬ألنهما لم يخرجا عبد المهيمن ) ‪ .‬وقال الذهبي ‪ ( :‬عبد المهيمن واه‬
‫))‪ ،‬وقال الدارقطني‪ ،‬عقب تخريجه ‪ ( :‬عبد المهيمن ليس بالقوي )‪ ،‬ولم ينفرد به‪ ،‬بل تابعه أخوه أُبي بن عباس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده مرفوعاً‪:‬‬
‫(( ال صالة لمن ال وضوء له‪ ،‬وال وضوء لمن لم يذكر اسم هللا عليه )) ولم يذكر الفقرتين األخريتين‪ ،‬أخرجه الطبراني في ( الكبير ) ( ج‬
‫‪ ، )5698 /6‬وفي (الدعاء ) ( ‪ ، )2 /46‬ومن طريقه الحافظ في ( نتائج األفكار) ( ‪ ،)234 /1‬وأبو موسى المديني ‪ -‬كما في (القول‬
‫البديع) ( ‪ )176‬قال السخاوي‪ ( :‬وصححه المجد الشيرازي‪ ،‬وفي ذلك نظر؛ ألنه إنما يعرف من رواية عبد المهيمن ‪ ،‬والعلم عند هللا تعالى‬
‫)‪ ،‬فاإلمام السخاوي ‪ -‬رحمه هللا تعالى ‪ -‬يرى أن رواية ( أَُبي ) ال تشهد لرواية (عبد المهيمن )‪ .‬وقال الحافظ في (النتائج ) ‪( :‬عبد‬
‫المهيمن ضعيف ‪ ،‬وأخوه أُبي الذي سقته من روايته أقوى منه ) ‪.‬وقال الشوكاني في ( نيل األوطار ) ‪ ( : )160 /1‬أُبي ‪ُ ،‬مختلف فيه ) ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )85‬سبق تخريجه ص‬
‫(‪ )86‬االنتصار في المسائل الكبار ‪ ،252 \ 1‬المغني ‪. 145 \ 1‬‬
‫(‪ )87‬ينظر ‪ :‬مصباح الزجاجة ج‪/1‬ص‪60‬‬
‫(‪ )88‬الضعفاء الكبير للعقيلي ‪. 177 \ 1‬‬
‫(‪ )89‬المصدر نفسه ‪.‬‬
‫(‪ )90‬سنن الترمذي ‪. 39 \ 1‬‬
‫(‪ )91‬ينظر‪ :‬تهذيب التهذيب ‪. 203 \ 3‬‬
‫(‪ )92‬ينظر‪ :‬تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق ‪ ،142 \ 1‬وانظر ‪ :‬المستدرك ‪ ،7 \ 1‬ونصب الراية ‪. 4 \ 1‬‬
‫(‪ )93‬سنن الدارقطني‪. 355 \ 1 :‬‬
‫(‪ )94‬مصباح الزجاجة‪. 60 \ 1 :‬‬
‫النبي ( كان إذا‬‫(‪ )95‬التلخيص الحبير‪ . 390 \ 1 :‬وجاء في البدر المنير(البدر المنير ج‪/2‬ص‪ :)95-69‬وقد روي عن عائشة ( ( أن َّ‬
‫الحق‪ :‬وثََّقه‬
‫ّ‬ ‫سمى ) ) قال البزار في إسناده حارثة بن محمد وقد َح َّدث عنه جماعة وعنده أحاديث لم يتابع عليها‪ ،‬قال عبد‬ ‫بدأ بالوضوء َّ‬
‫الناس‪ ،‬قال البزار‪ :‬كل ما ُروي في َذلِ َك فليس بقوي ِ‬
‫اإلسناد وإن تأيدت هذه األسانيد‪.‬‬ ‫الدارقطني ( وحده ) فيما أعلم وضعفه َّ‬
‫المهيمن بن عباس بن سهل ( الساعدي ) عن أبيه عن جده عن َّ‬
‫النبي‬ ‫وجاء في البدر المنير ج‪/2‬ص‪ :95-69‬الطريق الرابع عن عبد‬
‫ِ‬
‫يصل ) َعَلى َنِبي‬ ‫صالَ َة ِل َمن ( ْلم‬ ‫ِ‬ ‫وض ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫اس َم هللا عليه َوالَ َ‬
‫وء لمن ْلم َي ْذكر ْ‬
‫ُ َ‬ ‫وض َوء َل ُه َوالَ‬
‫صالَ َة ل َمن الَ ُ‬‫النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪ ( :‬الَ َ‬
‫ص ِار )‬ ‫ِ‬
‫يصل َعَلى األ َْن َ‬
‫ّ‬ ‫صالَ َة لِ َمن ( ْلم‬
‫هللا‪َ ،‬والَ َ‬
‫صار )‬ ‫ِ‬
‫حب األ َْن َ‬
‫صالَ َة ل َمن ْلم ُي ّ‬
‫أيضا ولكن لفظه ( َوالَ َ‬
‫رواه الطبراني في الكبير كذلك وابن ماجه ً‬
‫وعبد المهيمن هذا واه قال البخاري منكر الحديث وقال علي بن الجنيد ضعيف والنسائي متروك والدارقطني ليس بالقوي وابن حبان لما فحش‬
‫الوهم في روايته بطل االحتجاج به‬
‫جده أيضا‪ ،‬وأُبي أخرج له البخاري َّ‬
‫وتكلم فيه أحمد ويحيى بن معين‬ ‫وقد رد بأن الطبراني رواه من رواية أخيه أُبي بن عباس عن أبيه عن َّ‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫وسيأتي في آخر كتاب صفة الصالة مزيد إيضاح لهذا الحديث‬
‫ُّها‬
‫ثم قال‪َ :‬يا أَي َ‬
‫جده قال‪ ( :‬صعد رسول هللا ( المنبر ذات يوم فحمد هللا وأثنى عليه ( َّ‬
‫الطريق الخامس عن عيسى بن سبرة عن أبيه عن ّ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫حق األنصار )‬ ‫اس َم هللا َعليه ولم يؤمن بالِل من لم يؤمن بي ولم يؤمن بي من لم يعرف ّ‬ ‫وء لِ َمن ْلم َي ُ‬
‫ذكر ْ‬ ‫وض َ‬
‫وء َوالَ ُ‬ ‫صالَ َة ِإال ُ‬
‫بوض ٍ‬ ‫َّ‬
‫الناس الَ َ‬
‫رواه الدوالبي في (األسماء والكنى) والطبراني في االوسط ( ‪ ،) 1413‬وقال‪ :‬لم ُيرو هذا الحديث عن أبي سبرة إالَّ بهذا ِ‬
‫اإلسناد‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫التسمية يف الوضوء دراسة فقهية مقارنة‬ ‫‪‬‬
‫جده عن علي رضي هللا عنه قال‪ :‬قال‬‫الطريق السادس‪ :‬عن عيسى بن عبد هللا بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن َّ‬
‫وء لِ ْمن ْلم َي ْذ ُكر ( هللاَ عليه ) رواه أبو أحمد بن عدي وقال إسناده ليس‬
‫وض َ‬
‫وء َل ُه َوالَ ُ‬
‫وض َ‬
‫ِ‬
‫صالَ َة ل َمن الَ ُ‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ( :‬الَ َ‬
‫بمستقيم ‪.‬‬
‫(‪ )96‬المجموع ج‪/1‬ص‪408‬‬
‫(‪ )97‬المصدر نفسه ‪.‬‬
‫(‪ )98‬نصب الراية ج‪/1‬ص‪ . 15-3‬أما حديث أبي هريرة فرواه أبو داود وابن ماجة من حديث يعقوب بن سلمة عن أبيه عن أبي هريرة‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ال صالة لمن ال وضوء له وال وضوء لمن لم يذكر اسم هللا عليه‪ ،‬ورواه الحاكم في‬
‫المستدرك فقال فيه عن يعقوب بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة فذكره ثم قال‪ :‬حديث صحيح اإلسناد ولم يخرجاه‪.‬‬
‫وأما حديث أبي سعيد فرواه ا بن ماجة في سننه من حديث كثير بن زيد عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي سعيد أن‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬ال وضوء لمن لم يذكر اسم هللا عليه انتهى ورواه الحاكم في المستدرك أيضا وصححه وأسند إلى األثرم أنه‬
‫قال‪ :‬سألت أحمد بن حنبل عن التسمية في الوضوء فقال‪ :‬أحسن ما فيها حديث كثير بن زيد وال أعلم فيها حديثا ثابتا وأرجو أن يجزئه‬
‫الوضوء ألنه ليس فيه حديث أحكم به انتهى وقال الترمذي في علله الكبير قال محمد بن إسماعيل ربيح بن عبد الرحمن منكر الحديث انتهى‬
‫وأما حديث سهل بن سعد فرواه بن ماجة أيضا من حديث عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه عن جده أن النبي‬
‫قال ال صالة لمن ال وضوء له وال وضوء لمن لم يذكر اسم هللا عليه‬
‫وأما حديث أبي سبرة فرواه الطبراني عن سبرة قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ":‬ال صالة إال بوضوء وال وضوء لمن لم يذكر اسم‬
‫هللا عليه"‬
‫وهناك حديثا يشكل على أحاديث التسمية أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجة عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن حضين‬
‫بن المنذر عن المهاجر بن قنفذ قال‪ :‬أتيت النبي صلى هللا عليه وسلم وهو يتوضأ فسلمت عليه فلم يرد علي فلما فرغ قال إنه لم يمنعني أن‬
‫أرد عليك إال أني كنت على غير وضوء" ورواه الحاكم في المستدرك وقال إنه صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ‪.‬‬
‫والجواب عنه من وجهين‪ :‬أحدهما‪ :‬أنه معلول‪ ،‬واآلخر‪ :‬أنه معارض‪ ،‬أما كونه معلوال فقال ابن دقيق العيد في اإلمام سعيد بن أبي عروبة‪:‬‬
‫قد اختلط بآخرة‪ ،‬فيراعى فيه سماع من سمع منه قبل االختالط‪ ،‬قال ابن عدي قال أحمد بن حنبل‪ :‬يزيد بن زريع سمع منه قديما‪ ،‬قال وقد‬
‫رواه النسائي من حديث شعبة عن قتادة به وليس فيه إنه لم يمنعني إلى آخره‪ ،‬ورواه حماد بن سلمة عن حميد وغيره عن الحسن عن‬
‫المهاجر منقطعا‪ ،‬فصار فيه ثالث علل‪ ،‬وروى أبو داود في سننه من حديث محمد بن ثابت العبدي ثنا نافع قال انطلقت مع عبد هللا بن‬
‫عمر في حاجة إلى ابن عباس فلما قضى حاجته كان من حديثه قال‪ :‬مر النبي صلى هللا عليه وسلم في سكة من سكك المدينة‪ ،‬وقد خرج‬
‫من غائط أو بول إذ سلم عليه رجل فلم يرد عليه السالم ثم إنه ضرب بيده الحائط فمسح وجهه مسحا ثم ضرب ضربة فمسح ذراعيه إلى‬
‫المرفقين ثم كفه‪ ،‬وقال‪ :‬إنه لم يمنعني أن أرد عليك إال أني لم أكن على طهارة" انتهى‪ ،‬وقال النووي في الخالصة‪ :‬محمد بن ثابت العبدي‬
‫ليس بالقوي عند أكثر المحدثين‪ ،‬وقد أنكر عليه البخاري وغيره رفع هذا الحديث‪ ،‬وقالوا‪ :‬الصحيح أنه موقوف على ابن عمر‪ ،‬وأما كونه‬
‫معارضا فروى البخاري ومسلم من حديث كريب عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬بت ليلة عند خالتي ميمونة زوج النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم فاضطجعت في عرض الوسادة‪ ،‬واضطجع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في طولها‪ ،‬فنام عليه السالم حتى إذا انتصف الليل أو قبله‬
‫أو بعده بقليل استيقظ فجعل يمسح النوم عن وجهه بيده‪ ،‬ثم ق أر العشر الخواتيم من سورة آل عمران‪ ،‬ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها‬
‫فأحسن وضوءه‪ ،‬ثم قام فصلى‪ ...‬الحديث‪ ،‬ففي هذا ما يدل على جواز ذكر اسم هللا وقراءة القرآن مع الحدث‪ ،‬ولكن وقع في الصحيح أنه‬
‫عليه السالم تيمم لرد السالم‪ ،‬أخرجاه عن أبي الجهيم قال أقبل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم من نحو بئر جمل فلقيه رجل فسلم عليه فلم‬
‫يرد عليه حتى أقبل على الجدار فمسح وجهه ويديه ثم رد عليه السالم" انتهى‪ ،‬ولم يصل مسلم بسنده به ولكنه روى من حديث الضحاك بن‬
‫عثمان عن نافع عن ابن عمر رضي هللا عنهما أن رجال مر ورسول هللا صلى هللا عليه وسلم يبول فسلم فلم يرد عليه‪ ،‬لم يذكر فيه التيمم‪.‬‬
‫واستدل البيهقي على عدم وجوب التسمية بما رواه أصحاب السنن األربعة من حديث علي بن يحيى بن خالد عن أبيه عن عمه رفاعة بن‬
‫رافع في المسيء صالته قال له النبي صلى هللا عليه وسلم‪ " :‬إذا قمت فتوضأ كما أمرك هللا وفي لفظ لهم إنها ال تتم صالة أحدكم حتى يسبغ‬
‫الوضوء كما أمره هللا فيغسل وجهه ويديه الى المرفقين ويمسح برأسه ورجليه الى الكعبين ثم يكبر هللا عز وجل ويحمده ثم يق أر من القرآن ما‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫التسمية يف الوضوء دراسة فقهية مقارنة‬ ‫‪‬‬
‫تيسر ثم يكبر ويسجد فيمكن وجهه أو قال جبهته من األرض حتى تطمئن مفاصله ثم يكبر فيستوي قاعدا على مقعده فيقيم صلبه" فوصف‬
‫الصالة هكذا أربع ركعات حتى فرغ ال يتم صالة أحدكم حتى يفعل ذلك انتهى‪ ،‬قال الترمذي‪ :‬حديث حسن وذكر ابن القطان أن يحيى بن‬
‫علي بن خالد ال يعرف له حال وأبوه علي ثقة وجده يحيى بن خالد أخرج له البخاري‪ ،‬قال البيهقي‪ :‬احتج أصحابنا بهذا الحديث في نفي‬
‫وجوب التسمية وحديث المسيء صالته في الصحيحين عن أبي هريرة رضي هللا عنه‪ ،‬وليس فيه هذا اللفظ‪ ،‬وإنما فيه "إذا قمت الى الصالة‬
‫فكبر ثم اق أر ما تيسر معك من القرآن‪ "....‬الحديث ‪.‬‬
‫واستدل على وجوب التسمية بما رواه معمر عن ثابت وقتادة عن أنس قال طلب بعض أصحاب النبي صلى هللا عليه وسلم وضوء‪ ،‬فقال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم"‪ :‬هل مع أحد منكم ماء فوضع يده في الماء وقال توضؤوا باسم هللا قال فرأيت الماء يخرج من بين أصابعه‬
‫حتى توضؤوا من عند آخرهم‪ ،‬قال‪ :‬قلت ألنس‪ :‬كم تراهم؟ قال نحو من سبعين" انتهى‪ ،‬رواه ابن خزيمة والنسائي والدارقطني ثم البيهقي‪،‬‬
‫وقال هذا أصح ما في التسمية‪ ،‬وأصل الحديث عن أنس متفق عليه‪ ،‬وإنما المقصود برواية معمر هذه اللفظة التي ذكر فيها التسمية‪،‬‬
‫والحديث ليس فيه حجة‪.‬‬
‫ومما استدل به من السنة على أن الوضوء ال يجب قبل وقت الصالة ما رواه أبو داود والترمذي في كتاب األطعمة والنسائي في الطهارة من‬
‫حديث عبد هللا بن أبي مليكة عن ابن عباس رضي هللا عنهما أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم خرج من الخالء فقرب إليه طعام فقالوا‪ :‬أال‬
‫نأتيك بوضوء؟ قال‪ :‬إنما أمرت بالوضوء إذا قمت الى الصالة" ‪ ،‬قال الترمذي حديث حسن ورواه بن خزيمة في صحيحه ‪.‬‬
‫‪ ) 99‬تلخيص الحبير ج‪/1‬ص‪ .72‬قال ابن حجر في (الدراية في تخريج أحاديث الهداية ج‪/1‬ص‪ :)14‬حديث ال وضوء لمن لم يسم هللا‬
‫تعالى لم أجده بهذا اللفظ وروى أبو داود وابن ماجة والحاكم من طريق يعقوب بن سلمة عن أبيه عن أبي هريرة رفعه ال صالة لمن ال وضوء‬
‫له وال وضوء لمن لم يذكر اسم هللا عليه ووقع في رواية الحاكم يعقوب ابن أبي سلمة فظنه الماجشون فصححه على شرط مسلم فوهم‬
‫ويعقوب بن سلمة هو الليثي مجهول الحال وأخرجه الدارقطني من رواية أيوب النجار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة‬
‫بلفظ ما توضأ من لم يذكر اسم هللا عليه ورجاله ثقات إال أن أيوب لم يسمعه من يحيى فقد ثبت عنه أنه قال لم أسمع من يحيى إال حديثا‬
‫واحدا وفي الباب عن أبي سعيد أخرجه ابن ماجة والحاكم من طريق كثير بن زيد عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي‬
‫سعيد باللفظ األول وأسنده الحاكم إلى األثرم قال سألت أحمد عن التسمية في الوضوء فقال أحسن ما فيها حديث كثير ابن زيد وعن سعيد بن‬
‫زيد أ خرجه الترمذي وابن ماجة والحاكم من طريق رباح بن عبد الرحمن أنه سمع جدته بنت سعيد بن زيد تحدث أنها سمعت أباها ونقل‬
‫الترمذي عن البخاري أنه قال أحسن شيء في هذا حديث رباح وعن أحمد قال ال أعلم في هذا الباب حديثا له إسناد جيد‬
‫وقال ابن أبي حاتم ليس عندنا بذاك الص حيح وعن سهل بن سعد أخرجه ابن ماجة من رواية عبد المهيمن بن عباس بن سهل عن أبيه عن‬
‫جده وعن أبي سبرة أخرجه الطبراني من رواية عبد هللا بن سبرة عن جده أبي سبرة به‬
‫وفي هذا الباب عن أنس قال طلب بعض أصحاب النبي وضوءا فقال رسول هللا هل مع أحد منكم ماء فوضع يده في الماء وقال توضئوا‬
‫بسم هللا الحديث أخرجه ابن خزيمة والنسائي ترجم عليه النسائي ثم البيهقي باب التسيمة عند الوضوء‬
‫وعن عبد هللا بن مسعود سمعت رسول هللا يقول إذا تطهر أحدكم فليذكر اسم هللا فإنه يطهر جسده كله الحديث أخرجه البيهقي من طريقه‬
‫ومن طريق أبي هريرة وابن عمر وأسانيدها ضعيفة‬
‫وعن عائشة كان رسول هللا إذا مس طهو ار سمى هللا أخرجه الدراقطني وإسناده ضعيف‬
‫ويعارض ذلك كله حديث رفاعة بن رافع في قصة المسيء صالته إذا قمت فتوضأ كما أمرك هللا الحديث وليس للتسمية في ذكر أخرجه‬
‫أصحاب السنن وأصله في الصحيح من حديث أبي هريرة بدون هذه الزيادة‬
‫وعن المهاجر بن قنفذ قال أتيت النبي وهو يتوضأ فسلمت عليه فلم يرد علي‬
‫فلما فرغ قال إنه لم يمنعني أن أرد عليك إال أني كنت على غير وضوء أخرجه أبو داود والنسائي وابن حبان وابن خزيمة والحاكم ووجه‬
‫الداللة منه أنه امتنع من ذكر هللا قبل ال وضوء فكيف يوجب التسمية حينئذ وهي من ذكر هللا وفيها من التصريح بذلك ما ليس في السالم‬
‫وعن ابن عمر قال مر النبي فسلم عليه رجل فلم يرد عليه حتى ضرب بيده الحائط فتيمم ثم قال له إنه لم يمنعني أن أرد عليك إال أني لم‬
‫أكن على طهارة أخرجه أبو داود ورجح وقفه‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫التسمية يف الوضوء دراسة فقهية مقارنة‬ ‫‪‬‬
‫وعن أ بي الجهيم أن رسول هللا أقبل من نحو بئر جمل فلقيه رجل فسلم عليه فلم يرد عليه حتى أقبل على الجدار فمسح وجهه ويديه ثم رد‬
‫عليه السالم أخرجاه‬
‫وعن ابن عمر قال مر رجل ورسول هللا يبول فسلم عليه فلم يرد عليه أخرجه مسلم ولم يذكر فيه التيمم أخرجه البزار من وجه آخر فقال فيه‬
‫فرد عليه وقال إنما رددت عليك خشية أن تقول سلمت عليه فلم يرد علي فإذا رأيتني هكذا فال تسلم علي فإني ال أرد عليك وفي إسناده أبو‬
‫بكر رجل من آل عمر قال عبد الحق هو ابن عمر بن عبد الرحمن بن عبد هللا بن عمر قال فيما أعلمه وتعقبه ابن القطان وقال من أين له‬
‫أنه هو ورد عليه بأنه ورد مصرحا بنسبه في مسند أبي العباس السراج وله شاهد من حديث جابر أخرجه البزار أيضا وابن ماجة وفي الباب‬
‫حديث ابن عباس في قصة مبيته عند خالته ميمونة ووصفه لصالة النبي بالليل ووضوئه وليس فيه أنه سمى وفيه أيضا أنه ق أر أول ما انتبه‬
‫من النوم خواتم سورة آل عمران‪.‬‬

‫(‪ )100‬البدر المنير ج‪/2‬ص‪95-69‬‬


‫(‪ )101‬مصنف ابن أبي شيبة ج‪/1‬ص‪ ،12‬ـ وجاء في تنقيح تحقيق أحاديث التعليق ج‪/1‬ص‪ :142‬وقد احتج بعضهم بأحاديث في‬
‫االستدالل بها نظر منها‪:‬‬
‫ما روى أنس بن مالك رضي هللا عنه قال نظر أصحاب النبي صلى هللا عليه وسلم وضوءا فلم يجدوا‬
‫فقال النبي صلى هللا عليه وسلم هاهنا ماء؟ فأتي به فرأيت النبي صلى هللا عليه وسلم وضع في اإلناء الذي فيه الماء‪ ،‬ثم قال‪" :‬توضؤا بسم‬
‫هللا فرأيت الماء يفور من بين أصابعه"‬
‫رواه النسائي والدارقطني وهذا لفظه رواه اإلمام أحمد وابن خزيمة في صحيحه وفيه‪" :‬والقوم يتوضؤون حتى توضؤوا عن آخرهم" قال ثابت‬
‫ألنس‪ :‬كم تراهم كانوا؟ قال‪ :‬نحوا من سبعين ‪.‬‬
‫وقد روى اإلمام أحمد من رواية األسود بن قيس عن نبيح العنزي أن جابر بن عبد هللا قال غزونا مع رسول هللا ونحن يومئذ بضعة عشر‬
‫ومائتين فحضرت الصالة فقال رسول هللا هل في القوم من ماء فجاء رجل يسعى بإداوة فيها شيء من الماء قال فصبه رسول هللا في قدح‬
‫فتوضأ رسول هللا فأحسن الوضوء ثم انصرف وترك القدح فركب الناس القدح يمسحوا ويمسحوا فقال رسول هللا على رسلكم حين سمعهم‬
‫يقولون ذلك قال فوضع رسول هللا كفه في الماء والقدح ثم قال رسول هللا بسم هللا ثم قال أسبغوا الوضوء فوالذي هو ابتالني ببصري لقد رأيت‬
‫العيون عيون الماء يومئذ تخرج من بين أصابع رسول هللا فما رفعها حتى توضؤوا أجمعون نبيح العنزي ‪/‬قال علي بن المديني مجهول وقال‬
‫أبو زرعة كوفي ثقة لم يرو عنه غير األسود بن قيس وقد روى عنه أبو خالد الداالني أيضا ووثقه أبو حاتم بن حبان‬
‫وقد روي من رواية سالم بن أبي الجعد قال سمعت جاب ار قال أصابنا عطش فجهشنا إلى رسول هللا قال فوضع يده في نور من ماء بين يديه‬
‫فجعل يثور من خالل أصابعه كأنها عيون قال خذوا بسم هللا حتى وسعنا وكفانا‬
‫وقد روى البخاري ومسلم من رواية سالم بن أبي الجعد عن جابر هذا الحديث بطرقه ولم يذكر فيه التسمية‬
‫وقد روى مسلم في صحيحه من رواية عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن جابر بن عبد هللا حديثا فيه طول وفيه يا جابر ناد بوضوء‬
‫فقلت أال وضوء أال وضوء وفيه قال خذ يا جابر فصب علي وقل بسم هللا فصببت عليه وقلت بسم هللا فرأيت الماء يفور من بين أصابع‬
‫رسول هللا فذكره فقال اآلن حين أصبت وضوءك هذه األحاديث فيها مقال قريب ففي األول كثير بن زيد قال يحيى ليس بذاك القوي وقال أبو‬
‫زرعة هو لين وقال أحمد و البخاري أحسن شيء في هذا الباب حديث كثير بن زيد و حديث قتيبة جيد وقد قالوا عن ربيح إنه ليس‬
‫بالمعروف وقال أحمد من أبو ثفال وقال الترمذي اسمه شامة بن حصين ومن مذهب أحمد تقديم الحديث الضعيف على القياس قال أبو بكر‬
‫األثرم سمعت أبا عبد هللا أحمد بن حنبل يقول ليس في هذا حديث يثبت وأحسنها حديث كثير بن زيد وضعف حديث ابن حرملة وقال أنا ال‬
‫آمره باإلعادة وأرجو أن يجزيه الوضوء ألنه ليس في هذا حديث أحكم به‪.‬‬
‫(‪ )102‬سنن الترمذي ج‪/1‬ص‪38‬‬
‫(‪ )103‬تحفة األحوذي ج‪/1‬ص‪ 95‬ــوجاء في تعليقة على العلل‪ :‬ج‪/1‬ص‪144‬وقد روي في اشتراط التسمية على الوضوء أحاديث كثيرة‬
‫‪،‬غير هذا كحديث أبي سعيد وأبي هريرة وغيرهما وال يخلو كل واحد منها من مقال‪ ،‬لكن األظهر َّ‬
‫أن الحديث في ذلك بمجموع طرقه حسن أو‬
‫صحيح‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫التسمية يف الوضوء دراسة فقهية مقارنة‬ ‫‪‬‬
‫‪ ) 104‬نظم المتناثر ج‪/1‬ص‪52‬‬
‫‪ ) 105‬ينظر نقد المنقول ج‪/1‬ص‪ ،111‬األسرار المرفوعة في األخبار الموضوعة ج‪/1‬ص‪.479‬‬
‫‪ ) 106‬ينظر‪ :‬األسرار المرفوعة في األخبار الموضوعة ج‪/1‬ص‪480‬‬
‫(‪ )107‬ينظر‪ :‬سلسلة التفسير لمصطفى العدوي ‪)34 / 47( -‬‬
‫(‪ )108‬ينظر‪ :‬عمدة القاري ج‪/2‬ص‪ ،269‬المجموع ج‪/1‬ص‪ ،408‬التاج واإلكليل ج‪/1‬ص‪ ،266‬القوانين الفقهية ج‪/1‬ص‪ ،20‬حاشية‬
‫العدوي ج‪/1‬ص‪ ،228‬وجاء في الثمر الداني شرح رسالة القيرواني ج‪/1‬ص‪:45‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like