Professional Documents
Culture Documents
ي د /حسن بن ناجع من القيم الحضارية دراسة يف ضوء القرآن الكريم
العجم
ي /1316984حسن بن ناجع
د ﺭﻗﻢ :MD
ﺇﺳﻠﻮﺏ APA
ﺍﻟﻌﺠﻤﻲ ،ﺣﺴﻦ ﻧﺎﺟﻊ ﻣﺤﻤﺪ .(2022) .ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ :ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ.ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻉ .203 - 157 ،25ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ
http://search.mandumah.com/Record/1316984
ﺇﺳﻠﻮﺏ MLA
الكريم(
ﺿﻮﺀ )ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ من القيم الحضارية دراسة يف ضوء القرآن
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ: ﺍﻟﻘﻴﻢ "ﻣﻦ ﻣﺤﻤﺪ. ﻧﺎﺟﻊ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻌﺠﻤﻲ،
ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ".ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔﻉ.203 - 157 :(2022) 25
ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ 1316984/Record/com.mandumah.search//:http
العجم
ي د /حسن بن ناجع
تفسي وعلوم القرآن بقسم
ر أستاذ مساعد يف
الدراسات اإلسالمية -جامعة تبوك السعودية
hagmi-25@hotmail.com
العجم
ي د /حسن بن ناجع
تفسي وعلوم القرآن بقسم
ر أستاذ مساعد يف
الدراسات اإلسالمية -جامعة تبوك السعودية
hagmi-25@hotmail.com
تاري خ قبوله ر
للنش 29/5/2022 )تاري خ تسليم البحث 1/5/2022
http://hesj.org/ojs/index.php/hesj/index *) موقع المجلة:
مقدمة
الحمد هلل رب العالمين؛ سبحانه من إله عظيم علم بالقلم ،علم اإلنسان ما ال يعلم ،أكرمنا
باإليمان ،وأعزنا باإلسالم ،وأنعم علينا بنبيه محمد – -صاحب القيم الحضارية النبيلة "كان يمتاز
من جمال خلقه وكمال خلقه بما ال يحيط بوصفه البيان ،وكان من أثره أن القلوب فاضت بإجالله،
والرجال تفانوا في توقيره وإكباره ،بما ال تعرف الدنيا لرجل غيره ،فالذين عاشروه أحبوه إلى حد الهيام
أخرج البشرية من ظلمات الكفر والجهالة إلى نور ولم يبالوا أن تندق أعناقهم وال يخدش له ظفر"
()1
التوحيد والهداية والعلم والبصيرة؛ فاستحق بحق أن يكون أسوة ألمته في األدب والتربية ،وبعد،،،
فإن اإلسالم عبارة عن مجموعة من ِ
الق َيم الحضارية هدفها؛ ترقية الحياة نحو األفضل وتهذيبها
نحو األحسن ،وإسعاد البشرية في الدارين ،إذا طبق المسلمون هذه القيم خرجوا من الدوائر الضيقة
التي تأخذ بأيديهم نحو الهبوط واالنحدار بل التخلي عن هذه القيم يؤدي بالمجتمع إلى الدمار
والهالك؛ لكن العيش في ضوئها يرنوا بالمجتمع نحو التقدم والكمال والرقي.
وأصبحت هذه القيم التي ذكرها القرآن الكريم؛ تمثل الركيزة األساس للبناء والتشكيل العقائدي،
والثقافي ،واألخالقي ،للشخصية المسلمة ،وبالتالي للمجتمع ،وتعمل على تحصين الفرد من االنحراف
مع تيارات الشهوات واألهواء والفتن.
وقد عرفت هذه القيم في اإلسالم بالثبات ،فهي ال تقبل التغير والتبدل مهما تقادمت عليها
األزمان وإلى يوم القيامة ،وهي ربانية المصدر ،عالمية الشمول ،ثابتة واألصول ،مرنة التطبيق،
تشمل ميادين الحياة الدنيا واآلخرة في توازن واعتدال ،تعد اإلنسان لعبادة هللا حق عبادته ،وعمارة
األرض وخالفتها وفق منهج رضيه هللا لعباده واختاره لهم.
وهذه القيم الحضارية َّ -أدب بها القرآن الكريم والسنة الشريفة" -أدب رباني أبهر العقول،
وباتت مبهورة بهذا التشريع السماوي الذي يتفق مع األدب الجم ،والذوق الرفيع ،والرقي اإلنساني،
وسمو المبادئ اإلنسانية التي اصطفى بها هللا --هذه األمة اإلسالمية خير أمة أخرجت
للناس"()2؛ مصداقا لقول هللا :ﭽﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ
ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ
ﭶﭼ(. )3
( )1الرحيق المختوم -صفي الرحمن المباركفوري (المتوفى1427 :هـ) -دار الهالل -بيروت -الطبعة :األولى (صـ
.)538
( )2التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية -علي علي صبح -المكتبة األزهرية للتراث ( -ص.)202 :
( )3آل عمران اآلية.)110( :
وفي هذا البحث إن شاء هللا سنكون بصدد الحديث عن بعض القيم الحضارية الواردة في القرآن
الكريم فكان البحث بعنوان (من القيم الحضارية دراسة في ضوء القرآن الكريم).
أهمية الدراسة:
تكمن أهمية الدراسة في عدة نقاط منها-:
أو ًال :أنها تبرز القيم الحضارية في بناء اإلنسان الذي هو محور كتاب هللا فقد تنزل القرآن الكريم
لصالحه واالرتقاء به في شتى الجوانب المادية والروحية.
ثانياً :إن القرآن الكريم يحمل بين دفتيه الطريق األمثل نحو الحضارات وركن ركين من أساس
نهضتها؛ ألنه ال سبيل ألي حضارة شامخة ما لم تتخذ من القرآن الكريم شرعة ومنهاجا ،ومنارة
وسراجا منيرا.
ثالثاً :التعرف من خالل المنهج القرآني على بعض القيم الحضارية ذلك المنهج الذي يتسم بالدقة
والشمول والعمق واألصالة والمعاصرة بل والموضوعية
رابعاً :ما تحتويه كتب التفسير من درر وكنوز نفيسة حول حديث القرآن الكريم عن القيم الحضارية
بما هو جدير بالذكر لرصد بعض القيم واالستفادة منها.
أسباب اختيار الدراسة
وقد دفعني إلى اختيار هذا الموضوع عدة أسباب منها-:
أو ًال :حاجة األمة اإلسالمية لهذه القيم التي تساهم بشكل كبير وملحوظ في نهضتها ووحدتها.
ثاني ًا :إن معرفة القيم الحضارية الموجودة في القرآن الكريم من األمور الضرورية؛ ألن ذلك له أثر
كبير المدى في التعامل مع هذا الهدي الرباني ،من استشعا ار للعظمة وتذوقا لحالوته وتنسما لعبيره؛
فهو كتاب تعبد وريادة ،ودستور حضارة وقيادة يهدي إلى الصراط المستقيم.
ثالث ًا :األ ثر الكبير لهذه القيم في االرتقاء باألمة اإلسالمية وحضارتها.
رابع ًا :حاجة األمة لهذه الدراسة المهمة التي تساهم في نهوضها ووحدتها باإلضافة إلى حرصي على
أن أقدم شيئ ًا مفيدًا لإلنسانية يضيء طريقها ويقود سفينتها ،ويلقي المرساة في مرفأ األمان.
منهج البحث:
سأقوم بعون هللا وتوفيقه بهذه الدراسة معتمدًا على المناهج العلمية التي تخدم البحث في
جوانبه كافة ،وهي :المنهج االستقرائي التحليلي ثم المنهج االستنباطي( ،)1فقد استخدمت هذا المنهج
( ) 1هو :الطريقة التي يقوم فيها الباحث ببذل أقصي جهد عقلي ونفسي عند دراسة النصوص بهدف استخراج مبادئ
تربوية مدعمة باألدلة الواضحة .المرشد في كتابة األبحاث -حلمي محمد فوده وعبد الرحمن صالح عبد هللا جدة :دار
الشروق ل -الطبعة السادسة 1410،1411 -هـ1991 -م(- .صـ- )42
في ثنايا البحث حيث قمت بقراءة اآليات القرآنية ،واألحاديث النبوية ذات الصلة بموضوع الدراسة
وفهمها ،لتحديد العبر والدروس المستنبطة من األدلة واستخراجها ،ثم المنهج الوصفي( ،)1وقد
استخدمت هذا المنهج في وصف بعض القيم الحضارية( ،)2وكذلك بعض المناهج العلمية األخرى
التي يقتضيها البحث.
وأما منهجي في البحث فهو كاآلتي:
أ .قمت بإذن هللا بعزو اآليات القرآنية بذكر اسم السورة ورقم اآليات كما قمت بتخريج األحاديث
كاف على صحته ،وما لم يكن فيهما قمت بتخريجه مع واآلثار ،فما كان في الصحيحين فذلك دليل ٍ
ٌ
مستعينا بكالم األئمة المحققين في ذلك.
ً ذكر الحكم عليه،
ِ
تأصيل هذا أجل ِ
وتوثيقها ،من ِ مادة البحث ِ
األصيلة لجم ِع ِ ِ
المصادر ب .قمت بإذن هللا بالرجوع إلى
َ
ِ
الصافية ينابيع ِه
ِ الموضوع المهم ،والرجوع به إلى
ج .التزمت األمانة العلمية في البحث كله ،فنسبت كل قول إلى قائله ،ومصدره ،وأذكر في الهامش
اسم الكتاب ،ومؤلفه ،والمترجم والمحقق إن وجد ،ورقم الجزء ثم رقم الصفحة ،ثم دار النشر ورقم
الطبعة ،وتاريخها إن وجد ذلك وعند عدم وجودها أذكر كلمة "بدون" .وإن كان النقل فيه تصرف
أشير إلى ذلك ،وإن كان هناك اختصا ار قلت باختصار وهكذا.
الشاه ِد
ِ يان مو ِ
ض ِع وعزوها إلى من قالها مع ب ِ َ ْ
ُ ط النصوص الشعرية واألدبية،د .قمت بإذن هللا بضب ُ
اج ِإلى ٍ
بيان. منها إذا احتَ َ
ه .كل مبحث أورده في بحثي فإنني أدلل عليه ببعض األدلة من القرآن والسنة ،خشية اإلطالة.
أهداف البحث:
)1بيان مفهوم لفظ القيم ومرادفاتها في اللغة واالصطالح وعالقتها بالحضارة.
)2التعريف بقيمة العدل والحرية واالحسان والتعاون وأثرها في بناء الحضارة.
)3التعرف على التنافس واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتنمية روح الوالء واالنتماء للوطن
كقيم حضارية في ضوء القرآن الكريم.
( )1هو :الذي يعتمد عليه في دراسة الواقعة أو الظاهرة كما توجد في الواقع واالهتمام بوصفها وصفًا دقيقًا والتعبير عنها
تعبيرا كميًا أو كيفيًا ينظر :المرجع السابق نفسه (-صـ – )26بتصرف.
ً
( ) 2يقوم هذا المنهج على تحليل ظاهرة من الظواهر للوصول إلى أسباب هذه الظاهرة ،والعوامل التي تتحكم فيها،
واستخالص النتائج لتعميمها -أبجديات البحث في العلوم الشرعية -د .فريد األنصاري -منشورات الفرقان -الطبعة
األولي 1997 -1417 -م(-صـ ) 96بتصرف يسير ،واالستقراء في اللغة تعني من قرأ األمر أي تتبعه ،ونظر في
حاله ،أو من قرأت الشيء :بمعنى جمعته وضممت بعضه إلى بعض ،والمراد به هنا :تتبع الموضوع واستقرائه في
مظانه وجمع المعلومات المتعلقة به -لسان العرب -محمد بن مكرم بن على ،أبو الفضل ،جمال الدين ابن منظور
األنصاري الرويفعى اإلفريقى (المتوفى711 :هـ) -دار صادر – بيروت -الطبعة :الثالثة 1414 -هـ.)175/15
بتصرف يسير.
تساؤالت البحث:
)1ما مفهوم لفظ القيم ومرادفاتها في اللغة واالصطالح وعالقتها بالحضارة؟
)2ما التعريف بقيمة العدل والحرية واالحسان والتعاون وأثرها في بناء الحضارة؟
)3ما العدل كقيمة حضارية في ضوء القرآن الكريم؟
)4ما الحرية واالحسان والتعاون كقيم حضارية في ضوء القرآن الكريم؟
)5ما التعرف على التنافس واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتنمية روح الوالء واالنتماء للوطن
كقيم حضارية في ضوء القرآن الكريم؟
الدراسات السابقة:
فإنه بعد البحث والتقصي -حسب جهد الباحث -واالطالع على قوائم الرسائل الجامعية في كل
من الجامعة اإلسالمية بالمدينة المنورة ،وجامعة أم القرى بمكة المكرمة ،والبحث في اإلنترنيت،
واالتصال بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات اإلسالمية بالرياض ،تبين للباحث أنه ليس هناك
دراسة لها عالقة مباشرة بالموضوع ،وإن كان هناك بعض الكتابات المفرقة في جزء منه ،من أهمها:
كتاب :قيم حضارية في القرآن الكريم -عالم ما قبل القرآن – توفيق محمد سبع – دار المنار–
القاهرة – الطبعة الثانية – 1984م.
وقد تحدثت هذه الدراسة ( :عن معنى الحضارة والثقافة المدنية نشأتها وتطورها ،ثم تحدثت عن
حضارة اإلسالم وحضارة ما قبل اإلسالم وأثر الثقافة في حياة المجتمعات ،وتحدثت عن هللا والكون
أيض ا حضارات قديمة وصفها القرآن الكريم ،وقيم حضارية متجددة واإلنسان ،وذكرت الدراسة ً
ومستمرة بين الكتب السماوية والقرآن الكريم ،وبينت هذه الدراسة أن القرآن الكريم منبع حضاري
متجدد ،وذكرت مكانة العقل في حضارة القرآن ،وذوقيات حضارية قرآنية).
والفرق بين هذه الدراسة وبين دراستي :أن هذه الدراسة تحدثت عن قيام الحضارات في ضوء
القرآن الكريم لكنها لم تذكر القيم الحضارية التي أذكرها بإذن هللا في هذا البحث.
خطة الدراسة :قمت بتقسيم البحث إلى مقدمة وتمهيد وسبعة مباحث وخاتمة وفهارس على نحو ما
يلي:
المقدمة :وتشتمل على أهمية الدراسة ،وأسباب اختيارها ،والدراسات السابقة ،وخطة الدراسة والمنهج
المتبع فيها.
التمهيد :ويحتوي على:
.1التعريف بمفردات عنوان البحث.
.2مرادفات مصطلح الحضارة في القرآن الكريم.
م الالن خ الالالل م الالا س الال ق :يمكيين القييول إن القيييم فييي االشييتقاق اللغييوي تطلييق ويييراد بهييا الديموميية
والثبات ،والسياسة والرعاية ،والصالح واالستقامة.
{ب} تعريف القيم في االصطالح:
ُعرفت القيم بعدة تعريفات نذكر أهمها على النحو التالي:
هي" :مجموعة المبادئ والقواعد والمثل العليا التي يؤمن بها الناس ويتفقون عليها فيما بينهم
ويتخذون منها ميزان ًا يزنون بها أعمالهم ،ويحكمون بها على تصرفاتهم المادية والمعنوية"(.)1
وقيل القيمة" :معيار وغاية نابعة من الشرع ،منبثقة عن العقيدة اإلسالمية ،يقصدها المسلم
عند القيام باألعمال ،ويقف في أعالها ،غاية الغايات مرضاة هللا تعالي"( ،)2وقد وردت كلمة القيم
في القرآن الكريم في آيات كثيرة تدل على هذه المعاني منها قول هللا ﭽﮧ ﮨﭼ("،)3والقيم -بفتح
القاف وتشديد الياء -كما قرأه نافع ،وابن كثير ،وأبو عمرو ،وأبو جعفر ،ويعقوب :وصف مبالغة
قائم بمعنى معتدل غير معوج ،وإطالق القيام على االعتدال واالستقامة مجاز ،ألن المرء إذا قام
اعتدلت قامته ،فيلزم االعتدال القيام ،واألحسن أن نجعل القيم للمبالغة في القيام باألمر ،وهو مرادف
القيوم ،فيستعار القيام للكفاية بما يحتاج إليه والوفاء بما فيه صالح المقوم عليه ،فاإلسالم قيم باألمة
وحاجتها ،يقال :فالن قيم على كذا ،بمعنى مدبر له ومصلح ،ومنه وصف هللا تعالى بالقيوم ،وهذا
أحسن ألن فيه زيادة على مفاد مستقيم الذي أخذ جزءا من التمثيلية ،فال تكون إعادة لبعض
أي "إن إقامتك وجهك للدين حنيفا ،غير مغير ()5
التشبيه"( ،)4ومنها قول هللا ﭽﮓ ﮔ ﮕﭼ
وال مبدل ،هو الدين القيم ،يعني :المستقيم الذي ال عوج فيه عن االستقامة من الحنفية إلى اليهودية
والنصرانية ،وغير ذلك من الضالالت والبدع المحدثة"(.)6
( )1القيم التربوية في القصص القرآني -سيد أحمد الطهطاوي -دار الفكر العربي -الطبعة األولى 1996 -م -
(ص.)42
( )2محاضرات في فلسفة التربية -عليان عبد هللا الحولي -الجامعة اإلسالمية ،كلية التربية ،غزة ،ط1421 ،2هـ -
2001م( -ص .)36
( )3سورة األنعام جزء اآلية.)161( :
( )4التحرير والتنوير « تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد» -محمد الطاهر بن محمد
بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفي1393 :هـ) -الدار التونسية للنشر -تونس -سنة النشر 1984 :هـ -8( -
.)199 /
( )5يوسف جزء اآلية.)40(:
( )6جامع البيان في تأويل القرآن -محمد بن جرير أبو جعفر الطبري (المتوفى310 :هـ) -تحقيق :أحمد محمد شاكر-
مؤسسة الرسالة -الطبعة :األولى 1420 ،هـ 2000 -م (.)99 /20
ومنها قوله تعالى :ﭽﮈﮉﮊ ﭼ(" ،)1يعني صادقة مستقيمة ال عوج فيها ،ويقال :ﭽﮈﮉ
وبعد استقراء أقوال ﮊ ﭼ يعني تدل على الصالح والصواب وال تدل على الشرك والمعاصي"
()2
بعض المفسرين في تفسير المفردات القريبة من مفردة القيم نلخص أن القيم تعني الشيء المستقيم
الذي ال اعوجاج فيه المعتدل ولذلك فالقيم الحضارية هي :عبارة عن مجموعة المبادئ والمثل العليا
مستمدة من كتاب هللا وسنة رسول هللا يعيش المسلم من خاللها فاهما لدينه ضابطا لسلوكه
منظما لحياته يختار أهدافه في ضوئها؛ مما يحقق له ولمجتمعة سعادة الدنيا واآلخرة.
.2تعريف الحضارة في اللغة واالصطالح.
{أ} تعريف الحضارة في اللغة:
أصل الحضارة في اللغة :اإلقامة في الحضر كما أن البداوة :السكنى في البادية ،والتحضر
والحضرة والحاضرة :خالف البادية وهي المدن والقرى والريف ،سميت بذلك ألن أهلها حضروا
األمصار ومساكن الديار التي يكون لهم بها قرار ...والحاضر القوم النزول على ماء يقيمون به وال
()3
يرحلون عنه .
والحضارة" :اإلقامة في الحضر ،والحضارة ضد البداوة وهي مرحلة سامية من مراحل التطور
()4
اإلنساني ومظاهر الرقى العلمي والفني واألدبي واالجتماعي" .
من خالل ما س ق :يمكن القول إن الحضارة في االشتقاق اللغوي يطلق ويراد بها اإلقامة في
الحضر ،فهي ضد البداوة.
{ب} تعريف الحضارة في االصطالح:
ُعرفت الحضارة بتعريفات عديدة منها ما يلي:
هي" :كل ما ينشئه اإلنسان في كل ما يتصل بمختلف جوانب نشاطه ونواحيه :عقالً وخلقاً ومادة
()5
وروحاً وديناً ودنيا" .
وهذا التعريف يعتبر شامل لمعنى الحضارة الشتماله على الجوانب المادية والحضارية ،واألهداف
الدينية والدنيوية.
أوهي" :ثمرة كل جهد يقوم به اإلنسان؛ لتحسين ظروف حياته سواء أكان المجهود المبذول
()1
للوصول إلى تلك الثمرة مقصودًا أم غير مقصود ،وسواء أكانت الثمرة مادية أم معنوية" .
وقيل هي " :نظام متكامل يشمل كل ما لإلنسان من أفكار وآراء وأخالق وأعمال في حياته الفردية أو
()2
األسرية أو االجتماعية أو االقتصادية أو السياسية" .
من خالل ما س ق يمكن القول إن الحضارة نظام شامل يقوم بعمارة األرض في ضوء المنهج
الرباني الذي شرعه لنا رب العالمين وبينه النبي وهذه الحضارة تحتاج إلى قلوب طاهرة و ِ
أياد
ٍ
وعقول زاخرة وهمم عالية .وأن مادة الحضارة وردت في القرآن الكريم بمعاني متوضئة ونفوس عامرة
متعددة التمدن والتحضر والشيء العظيم كما أبين في النقطة التالية بإذن هللا.
ثانياً :ورود مادة الحضارة في القرآن ونظائرها.
وردت مادة حضر وبعض مشتقاتها في القرآن الكريم بعدة معاني:
.1من الحضور وهو الشهود ويقابله الغياب ،قال تعالى :ﭽﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ
ﯞﭼ( ،)3ومعنى اآلية " حضر يعقوب مقدمات الموت ،وإال فلو حضر الموت لما أمكن أن يقول
شيئا"( )4وقال تعالى :ﭽﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﭼ( ،)5يعني" :إذا تيقن حضور الموت،
ورأى أعالمه ،ولم يشكك في قر ِ
به منه"(.)6 ُ
.2اجتماع الشيء ووجوده كما ورد في قول هللا ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ
ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥ ﭼ(".)7أ ي يوم القيامة حين تجد كل نفس خيرها وشرها
حاضرين تتمنى لو أن بينهما وبين ذلك اليوم وهو له أمدًا بعيدًا :أي مسافة بعيدة"(.)8
( )1الحضارة -د /حسين مؤنس -الكتاب رقم 1من سلسلة عالم المعرفة -المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب
بالكويت .ص - 13بدون.
( )2الحضارة اإلسالمية أسسها ومبادؤها -دار الطباعة العربية -ص - 5بدون.
( )3البقرة جزء اآلية.)133( :
( )4المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز -أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام بن عطية األندلسي
المحاربي (المتوفى542 :هـ) -تحقيق عبد السالم عبد الشافي محمد -دار الكتب العلمية -بيروت -الطبعة :األولى -
1422هـ .)214 /1( -
( )5البقرة جزء اآلية.)180( :
ِير ال َب ِسيْط -أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي ،النيسابوري ،الشافعي (المتوفى468 :هـ) -( )6الت َّ ْفس ُ
المحقق :أصل تحقيقه في ( ) 15رسالة دكتوراة بجامعة اإلمام محمد بن سعود ،ثم قامت لجنة علمية من الجامعة
بسبكه وتنسيقه -عمادة البحث العلمي -جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية -الطبعة :األولى 1430 ،هـ /3( -
.)544
( )7آل عمران اآلية.)30( :
( )8تفسير النسفي (مدارك التنزيل وحقائق التأويل) -أبو البركات عبد هللا بن أحمد بن محمود حافظ الدين النسفي
(المتوفى710 :هـ) -حققه وخرج أحاديثه :يوسف علي بديوي -راجعه وقدم له :محيي الدين ديب مستو -دار الكلم
الطيب ،بيروت -الطبعة :األولى 1419 ،هـ 1998 -م .)248 /1( -
.3مالزمة الشيء ال ينفك عنه قال تعالى :ﭽﭤ ﭥ ﭦﭧﭼ( ،)1ومعنى إحضار األنفس
ومنه الشح :أن الشح "حاضر لها ال يغيب عنها أبدًا وال تنفك عنه ،يعني أنها مطبوعة عليه"،
()2
عملت لها خوية تأكلها وهي طعام .والخوي البطن السهل من األرض على فعيل .وخوى البعير إذا
جافى بطنه عن األرض في بروكه ،وكذلك الرجل في سجوده"()1ﭽﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ
ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭼ( ،)2وأن القرية هي البلدة العامرة التي يطمع فيها الملوك الجبابرة،
لينهبوا خيراتها ويفسدوا عمرانها ﭽﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ
ﯽﭼ( ،)3ونموذج القرية العامرة المنعمة بعيش رغيد قال تعالى :ﭽﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ
ﯟﯠ ﯡﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬﭼ( ،)4وقال تعالى :ﭽﭢ ﭣ
ﭤ ﭥﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ
ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭼ( ،)5وقال تعالى :ﭽﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ
ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﭼ(.)6
وضرب المثل بالقرى الهالكة وعيدا لقريش وتسلية للنبي وتثبيتا له ﭽﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ
ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭼ( ،)7أي "فال ناصر لهم وال معين وال شفيع وال ولى مما
ّ
كانوا يزعمونه في الدنيا"(.)8
وضرب المثل بالقرية المنحرفة عن منهج هللا المعطلة لشرع هللا ﭽﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ
ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﭼ(.)9
.5وتأتي كلمة المدينة في القرآن مرادفة للقرية وقد تأتي بمعنى المدينة المنورة وقد تأتي بمعنى
القرية الكبيرة الحاضرة العامرة ،وأصل المدينة غالبا قرية صغيرة امتد عمرانها حتى صارت مدينة،
قال تعالى :ﭽ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ
ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﭼ(.)10
"لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة "فإن هذا كله شيء واحد
يعني أنه نعتهم بأعمالهم الخبيثة ،ثم ال يجاورونك فيها إال قليال" يعني ال يساكنونك في المدينة إال
قليال حتى أهلكهم ويقال إال جوا ار قليال ويقال إال قليال منهم ،وقال قتادة إن أناسا من المنافقين أرادوا
أن يظهروا نفاقهم فنزلت هذه اآلية"(.)1
وقال تعالى :ﭽ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ
ﭫﭬ ﭭ ﭮﭼ( )2وقال تعالى :ﭽﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ
وقال تعالى :ﭽ ﯺ ﯻ ()3
ﭸ ﭹ ﭺﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﭼ
ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﰄ ﰅ ﰆ ﰇﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﭼ( )4وقال تعالى:
ﭽﯫ ﯬ ﯭ ﯮﭼ( ،)5وقال تعالى :ﭽﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ
وقال تعالى :ﭽﭝ ﭞ ﯣﭼ()6وقال تعالى :ﭽﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﭼ
()7
( )1تفسير السمرقندي = بحر العلوم -دار الفكر ( – )70 /3مرجع سابق.
( )2األعراف اآلية.)123( :
( )3التوبة اآلية.)101( :
( )4يوسف اآلية.)30( :
( )5الحجر اآلية.)67( :
( )6الكهف جزء اآلية.)19( :
( )7الكهف جزء اآلية.)82( :
( )8القصص جزء اآلية.)15( :
( )9القصص جزء اآلية.)20( :
( )10يس اآلية.)20( :
أساس دعوة األنبياء والرسل -عليهم السالم -قال تعالى :ﭽﭑﭒ ﭓﭔ
ُ فالعدال ُة
ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ
ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭼ(.)1
فكل الرساالت جاءت لتقر في األرض وفي حياة الناس ميزاناً ثابتاً ترجع إليه البشرية ،لتقويم
األعمال واألحداث واألشياء والرجال؛ وتقيم عليه حياتها في مأمن من اضطراب األهواء واختالف
األمزجة ،وتصادم المصالح والمنافع ،ميزاناً ال يحابي أحداً؛ ألنه يزن بالحق للجميع ،وال يجور على
أحد؛ ألن هللا رب للناس جميعا ،وهذا الميزان الذي أنزله هللا في الرسالة هو الضمان الوحيد للبشرية
من العواصف والزالزل واالضطرابات التي تحيق بها في معترك األهواء ومضطرب العواطف
ومصطخب المنافسة وحب الذات فال بد من مي ازن ثابت يثوب إليه البشر ،فيجدون عنده الحق
والعدل والنصفة بال محاباة ﭽﭙﭚﭛﭜﭼ فبغير هذا الميزان اإللهي الثابت في منهج هللا
وشريعته ،ال يهتدي الناس إلى العدل ،وإن اهتدوا إليه لم يثبت في أيديهم ميزانه ،وهي تضطرب في
()2
مهب الجهاالت واألهواء! .
من أنواع العدل
للعدل أنواع كثيرة نذكر منها ما يلي:
خيرها وصالحها،
.1العدل مع النفس :وذلك باجتناب ما يوردها المهالك ،واإلقبال على ما فيه ُ
والعمل على تحقيق سعادتها األبدية في الدارين ،ولقد َّ
حذر القرآن من ظلم المرء لنفسه بالحاق
تعالى: قال الضالل في التمادي أو المعاصي بارتكاب سواء بها الضرر
ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ
ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ
ﭻ ﭼ ﭽﭼ(.)3
وقال تعالى :ﭽﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ
(.)4
ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﭼ
وقال تعالى ﭽﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ
ﮃ ﮄﮅﭼ(.)1
والواجب على من ظلم نفسه أن يبادر إلى التوبة واإلنابة قال تعالى :ﭽﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ
ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ
ﯘ ﯙﯚﭼ(.)2
وقال تعالى :ﭽﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ
ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃﭼ(.)3
.2العدل في الحكم :ألنه من الدعائم األساسية لبناء المجتمع المسلم ،حيث تنمو الحضارة وتزدهر
في ظل حكم عادل قال تعالى :ﭽ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ
ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﭼ(.)4
وقال تعالى :ﭽﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ
ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﭼ(.)5
في المنهج المسلوك في سياسة الملوك " :واعلم أن العدل ال يتحقق من الملك ()6
قال الشيزري
إال بلزوم عشر خصال":
أحدها :إقامة منار الدين وحفظ شعائره والحث على العمل به من غير إهمال له وال تفريط بحقوقه.
الثاني :حراسة البيضة والذب عن الرعية من عدو في الدين أو باغ في النفس والمال.
الثالث :عمارة البلدان باعتماد المصالح وتهذيب السبل والمسالك.
الرابع :النظر في تعدي الوالة وأهل العز من األعوان على الرعية.
الخامس :النظر في أحوال الجند وغيرهم من أهل الرزق لئال تبخسهم العمال أرزاقهم أو يؤخرون
العطاء فيجحف االنتظار بهم.
السادس :الجلوس لكشف المظالم والنظر بين المتشاجرين من الرعية والفصل بينهم بالنصفة على
وجه الشرع.
السابع :تقدير ما يخرج من بيت المال على طبقات أربابه من غير إسراف وال إقتار.
الثامن :إقامة الحدود على أهل الجرائم بالشرع المطهر على قدر الجريمة.
التاسع :اختيار خلفائه ف ي األمور ووالته وقضاته وعماله بأن يكونوا من أهل الكفاية واألمانة والحذق
والدراية فيما هم بصدده.
العاشر :تنفيذ ما وقف من أحكام القضاة وأهل الحسبة وما عجزوا عن تنفيذه لقوة يد المحكوم عليه
وتعززه فينفذ الملك ما حكموه عليه بالشرع.
فإذا فعل الملك هذه العش ر خصال كان مؤديا لحق هللا تعالى في الرعية بالعدل الذي أمر هللا
تعالى به وكان مستوجبا لطاعتهم ومستحقا لمناصحتهم وإن ترك شيئا من ذلك كان عن العدل ناكبا
()1
وفي الجور راغبا .
.3العدالة في التعامل :جاءت أطول آية في أطول سورة ،بدعوة إلى تحري العدل واإلنصاف في
المعامالت قال تعالى :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ
ﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ
ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ
ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ
ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ
ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ
ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ
ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﭼ( ،)2وجاءت سورة من سور القرآن بالنهي عن
التطفيف ،وهو بخس الناس حقهم في مقابل استيفاء الحقوق وزيادة ،وهذا من ظلم الغير قال تعالى:
ﭽﯖ ﯗ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ
ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﭼ(.)3
ويضيِع
ّ فإذا كان هللا قد نهى عن التطفيف وتوعد فاعليه فما بال من يبخس الناس حقوقهم
أموالهم! والسورة مع كونها مكية إال أنها تحذر من هذا السلوك الظالم ،ذلك أن العدل والوفاء
بالحقوق من أصول األحكام التي قامت الشريعةُ اإلسالمي ُة على دعائمها.
شدد فيه اإلسالم ما ُس ّمي في عصرنا :العدل .4العدل االجتماعي "ومن أبرز أنواع العدل الذي ّ
األمة الواحدة ،وإعطاء
المتكافئة ألبناء ّ
الفرصة ُ ويراد به :العدل في توزيع الثّروة ،وإتاحة ُ
االجتماعيُ ،
النفوذ منهم ،وتقريب الفوارق ّ
الشاسعة وجهودهم دون أن يسرقها الغادرون وذوو ّ
العاملين ثمرة أعمالهم ُ
طغيان األغنياء والعمل على رفع مستوى الفقراء" .
()1
بالحد من ُ بين األفراد والفئات بعضها وبعض،
ُ ُ ّ
طيب من الثمر فبالعدل فالعدل دوحة يتفيأ ظاللها كل ضعيف ومهضوم ،ويتفتق عنها كل ٍّ
()2
تقوى األواصر بين أفراد المجتمع "فإذا كان السلطان عاد ً
ال عمرت الدنيا وأمنت الرعايا" .
وقال األحنف بن قيس :إ ن الدنيا عمرت بالعدل فكذلك تخرب بالجور ألن العدل يصفو نوره،
وتلوح تباشيره ،من مسيرة ألف فرسخ والجور يتراكم ظالمه ،ويسود قتامة من مسيرة ألف فرسخ .وقال
الفضيل بن عياض – رحمه هللا – لو كنت أملك دعوة مستجابة ما دعوت بها إال للسلطان العال؛
()3
ألنه في عدل السلطان صالح للعباد ورقي للبالد .
قال شيخ اإلسالم ابن تيمية – رحمه هللا :-وأمور الناس إنما تستقيم في الدنيا مع العدل ،الذي
قد يكون فيه االشتراك في بعض أنواع اإلثم ،أكثر مما تستقيم مع الظلم في الحقوق ،وإن لم يشترك
في إثم ولهذا قيل :إن هللا يأذن بقيام الدولة التي يسودها العدل وإن كان الظلم منتشر فيها وال يأذن
بقيام الدول الظالمة وإن كانت مسلمة ،فالدنيا تدوم مع العدل وإن كان الكفر منتشر ،وال تدوم مع
اإلسالم والظلم ،ذلك أن العدل نظام كل شيء ،وإذا أقيم أمر الدنيا بالعدل قامت ،وإن لم يكن
صاحبها من أهل الدين ،ومتى لم تقم بالعدل لم تقم وإن كان صاحبها من اإليمان ما يجزي به في
()4
اآلخرة .
من خالل ما س ق :يمكن القول أن العدل أساس الملك ،وميزان الحكم بين الناس ومنبع
الحضارات وازدهارها ،به يأمن اإلنسان على نفسه وماله وولده ،ويتحقق الطمأنينة واألمن واالستقرار
في المجتمعات ،فهو سبيل الرقي والتحضر فما قامت الحضارات إال بالعدل والسير على منهج هللا،
( )1مالمح المجتمع المسلم د يوسف القرضاوي مكتبة وهبة .القاهرة الطبعة الثالثة( ،2001 .ص .)149
( )2ينظر :التبر المسبوك في نصيحة الملوك -أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي (المتوفى505 :هـ) -صححه:
أحمد شمس الدين -دار الكتب العلمية ،بيروت -لبنان -الطبعة :األولى 1409 ،هـ 1988 -م - )16 / 1( -بتصرف.
( )3المرجع السابق نفسه .)30 / 1( -
( )4ينظر :االستقامة -تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السالم بن عبد هللا بن أبي القاسم بن محمد ابن
تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (المتوفى728 :هـ) -تحقيق :د .محمد رشاد سالم -جامعة اإلمام محمد بن سعود -
المدينة المنورة -الطبعة :األولى - )247 / 2( - 1403 ،بتصرف يسير.
وما انهارت الحضارات إال بعدم إقامة العدل والبعد عن منهج هللا قال تعالى:
ﭽﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ
ﯵﯶﯷﯸﯹﭼ(.)1
إيذان من هللا تعالى بانهدام هذه الحضارة المادية الظالم أهلها ،الذين أفادوا منها في البغي
" ٌ
والظلم ونشر الفساد في األرض ،ولم ينتفعوا منها في إقامة العدل ورفع راية الحق ،بل فرحوا بما
أوتوا من العلم وظنوا أنهم تمكنوا من السيطرة على تقلبات الظواهر الطبيعية والكونية ،فهنالك يأذن
حد لهذا الكبر والغرور إذ ال يليق الكبر إال باهلل العظيم ،فهو الجبار المتكبر وحده
هللا تعالى بوضع ّ
ال شريك له"(.)2
فنخلص أن العدل أساس الحضارات ومهد األمجاد خاصة إذا كان على منهج هللا وسنة النبي .
المبحث الثاني :من القيم الحضارية في القرآن الكريم الحرية.
تعتبر الحرية من أهم القيم الحضارية وذلك إن اإلسالم في تشريعاته أرسى دعائم الحرية
الجاهليات ،وحرر العقل من الفلسفات
ّ الشهوات ،ومن أغالل ومبادئها فقد حرر اإلنسان من أسر ّ
طله ،أو تُطلق له العنان بال
الوضعية التي تُ ّقيد العقل ،وتُع ّ
ّ الديانات
المادّية ،والمذاهب الهدامة ،و ّ
ّ
الشوائب واألكدار ،واألهواء،
ضابط ،أو ميزان ،كما حرر القلب من الهمم الدنيئة ،وطهره من ُك ّل ّ ٍ
الشهوات وهيمنتها ،فالحرية في اإلسالم من
الران ،وتحرير الجسد من أسر ّ وتجليته من الصيدأ و ّ
المقاصيد الشرعية ،والمبادئ األساسية التي أرساها اإلسالم ،فال سبيل إلي حضارة حقيقية بدون
حرية ،والحرية في اإلسالم حق للفرد ،وحق للمجتمع ،وهي ليست حرية مطلقة ،ولكنها منضبطة
منظمة ،بحيث ال تصيطدم بحرية اآلخرين ،كما أنها موصيولة بجملة من القيم كالعزة والكرامة،
واألمن والسالمة والمساواة والعدالة ،والعفة والطهارة ،وغيرها من القيم السامية ،والمقاصيد الحسنة
التي جاء بها اإلسالم الحنيف ،ونادت بها الدعوة إليه في كل عصير ومصير على ألسنة الدعاة
ِ
التعبير ،وحري َة ِ
العقيدة وحري َة الدارسين ،ومن صيور الحرية التي منحها اإلسالم لإلنسان :حري َة
ِ
التنقل ،وحري َة الهج ِرة، ِ
الكلمة ،وحري َة إصيدار القرار ،وحري َة التقاضي والشكوى ،وحري َة الر ِ
أي ،وحري َة
وغيرها من الحريات التي ِ
االختيار، وحري َة التص ِ
يرف في الملكية الخاصية والتأهيل الفردي ،وحري َة
َ
أقرها اإلسالم وشرحها القرآن ونادى بها المخلصون لربهم ولدينهم؛ إنها الحرية التي تجعل اإلنسان ال
يحاسب إال على ما قدمت يداه ،وال يعاقب إال على ما فكر ودبر ،وقد تجلى كل تلك المعاني ،في
القرآن الكريم قال هللا تعالى :ﭽ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ
ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕﰖ ﰗ ﰘ ﰙﭼ(" ،)1أي ال تكرهوا أحدا على الدخول في
دين اإلسالم ،فإنه ِّبين واضح جلي دالئله ،وبراهينه ،ال يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه،
بل من هداه هللا لإلسالم ،وشرح صيدره ،ونور بصييرته ،دخل فيه على نور واضح ،ومن ختم هللا
على قلبه وسمعه ،وبصيره؛ ال يفيده الدخول في الدين مكرها مقسو ار"( )2وقال هللا جل شأنه ﭽ ﯟ
ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﭼ( ،)3وقال :ﭽ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶﭼ(،)4
فهي أي :الحرية ما يشعر به المخلوق في هذا الوجود فهي دائما مالزمة لكرامته اإلنسانية ،حيث
أقر اإلسالم مبدأ الحرية في أسمى مظاهرها ،وأجلى معانيها.
()5
ولقد شهد بذلك بعض الغربيين :يقول ديورانت ..." :كان مركز المرأة المسلمة يمتاز عن مركز
حق لزوجها أو لدائنيه
المرأة في بعض البالد األوروبية؛ حيث إنها كانت حرَة التصرف فيما تملك ال َّ
()6
في شيء من أمالكها. "....
وتقول ماكلوسكي" :في ظل اإلسالم استعادت المرأة حريتها ،واكتسبت مكانة مرموقة ،فاإلسالم
ي عتبر النساء شقائق للرجال ،وكالهما يكمل اآلخر ،إن المرأة المسلمة معززة مكرمة في كافة نواحي
الحياة ،ولكنها اليوم مخدوعة مع األسف ببريق الحضارة الغربية الزائف ،ومع ذلك فسوف تكشف
يوما ما :كم هي مضللة في ذلك بعد أن تعرف الحقيقة"(.)7
ً
فقد جاء اإلسالم ليحطم القيود واألغالل التي صنعتها األساطير واألوهام؛ ليتحرر اإلنسان من
المذلة والهوان حيث دعوة التوحيد والعبودية الخالصة هلل ،والتحرر من عبادة األشجار واألحجار
( )1مالمح ال ُمجتمع المسلم الذي نُنشده د .يوسف القرضاوي ص - 135مرجع سابق.
( )2محاضرات في المجتمع اإلسالمي -الشيخ محمد أبو زهرة -دار الفكر العربي -القاهرة (-صـ - )18بدون.
( )3المفصل في الرد على الحضارة الغربية -علي بن نايف الشحود -الشاملة الذهبية (.)63 /7
( )4البقرة اآلية.)83( :
ومن اآليات الجامعة لشتى ميادين اإلحسان قوله تعالى :ﭽﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ
ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ
ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙﭼ(.)1
حيث شمل اإلحسان القريب والبعيد والحر والمملوك والمؤمن والكافر والغريب والخادم،
واإلحسان ليس مجرد ادعاء أو شعارات بل هو خلق كريم وسلوك عملي قويم قال تعالى :ﭽﮀ
ﮁ ﮂﮃﮄ ﮅﮆ ﮇﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏﮐ
ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﭼ(،)2
واإلحسان من منطلق شكر هللا تعالى على إحسانه قال تعالى :ﭽ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ
ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ
ﰅﭼ( ،)3واإلحسان ال جزاء له إال اإلحسان قال تعالى ﭽﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﭼ(،)4
واإلحسان يعني مراقبة هللا تعالى في األقوال واألعمال ،ويعني الدقة واإلتقان للعمل وتحري الصواب
فيه ،كما يعني إسداء المعروف وإيصال الخير دون انتظار مقابل وحين تنتشر هذه الخصال
المحمودة في المجتمع فإنه يرتقي إلى أعلى المراتب ارتقاء ماديا وروحيا ،سياسيا واقتصاديا وأخالقيا،
قال تعالى :ﭽﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ
ﭲ ﭳﭴ ﭼ( )5وقال تعالى :ﭽﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭼ( ،)6وقال
تعالى :ﭽﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭼ( ،)7إن أية حضارة ،تمر بمراحل ثالث:
المرحلة األولى :هي مرحلة الفكرة ،مرحلة اإليمان بالهدف ،الذي يمأل على اإلنسان نفسه،
ويشكل له هاجس ًا دائم ًا ،وقلق ًا سوي ًا ،ويدفعه للعطاء غير المتناهي ،والتضحية في سبيل ذلك.
المرحلة الحضارية الثانية :التي تمر بها األمة ،هي مرحلة العقل ،وضمور اإليمان ،وفتور
الحماس ،نسبي ًا ..مرحلة التوازن ،بين العمل واألجر ،بين الحق والواجب ،بين اإلنتاج واالستهالك،
بين الدنيا واآلخرة ،دورة ضبط النسب ..حلول العدل ،محل اإلحسان ..وهنا تصل الحضارة إلى
قمتها.
المرحلة الحضارية الثالثة :وتبدأ مرحلة السقوط ،إذا لم تستدرك ما يتسرب لها من أم ارض ،أو
مرحلة ما قبل السقوط النهائي ،هي مرحلة غياب اإليمان ،وبروز الشهوة ،والغريزة ،وانكسار الموازين
االجتماعية ،واستباحة كل شيء وبكل األساليب ،وعندها تسقط الحضارة ،وتموت األمة ،ويتم
االستبدال(.)1
أصوبه،
أخلصه و ُ ُ
ِ
"أحسن العمل" فقال :هو ضْي ُل بن ِعياض – رحمه هللا -عن وقد ُسِئ َل ُ
الف َ
العمل إذا كان خالِص ًا وإن جانب الصواب لم ُيْقَبل،َ إن
أصوبه؟ فقالّ :
أخلص ُه و ُ
ُ قالوا :يا أبا علي ،ما
ّ
ص أن يكو َن وإذا كان فيه صواب لكنه ليس فيه إخالصا لم يْقبل ،حتى يكو َن خالص ًا صوابا .والخالِ
ُ ُ
ثم ق أر قوَل ُه تعالى :ﭽ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ اب أن يكو َن على ّ
السّنةّ . الصو ُ
هلل ،و ّ
ﰚﰛﰜﭼ(. ،)2
()3
ومن اإلحسان العفو والتسامح والبذل والعطاء وكظم الغيظ ومقابلة السيئة بالحسنة قال تعالى:
ﭽﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭼ(،)4
وقد وردت لفظة المحسنين في القرآن في ثالثين موضعا وفي ميادين متباينة في السلم والحرب وفي
الرضا والغضب وفي أعمال الخير وفي ميادين القتال وفي أبواب التطوع وفي التعامل مع أهل
غيب للمؤمن في هذا الخلق العظيم الذي يسعد به المجتمع وترقى به األمم ومن
الكتاب وفي هذا تر ٌ
أروع صور اإلحسان في حضارتنا الرائدة :ما رآه ابن بطوطة في رحلته إلى الشام :مررت يوماً
ببعض طرق دمشق فرأيت به عبدا صغي اًر مملوكا كان في يده صفحة من الفخار الصيني فسقطت
من يده وكانت تسمى عندهم بالصحن فانكسرت فاجتمع الناس حوله وأشار عليه بعضهم أن يجمع
شقفها ويأخذها لصاحب أوقاف األواني فج معها الغالم وذهب معه أحد الرجال فأراه إياها فدفع له ما
اشترى به ذلك الصحن ،وهذا من أفضل األعمال؛ ألن سيد الغالم من الممكن أن يضربه على كسر
الصحن أو ينهره؛ فينفطر قلبه وينكسر فكان هذا الموقف يسود فيه جبر الخاطر فجزى هللا أصحاب
هذه الهمم العالية التي تساهم في الخير إلى مثل هذا .وأهل دمشق يتنافسون في عمارة المساجد
( ) 1الحضارة اإلسالمية بين أصالة الماضي وآمال المستقبل -جمع وإعداد :علي بن نايف الشحود -الشاملة الذهبية -
(.)173 /9
( )2الكهف اآلية.)110( :
( )3الكشف والبيان عن تفسير القرآن -أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ،أبو إسحاق (المتوفى427 :هـ) -تحقيق:
اإلمام أبي محمد بن عاشور -مراجعة وتدقيق :األستاذ نظير الساعدي -دار إحياء التراث العربي ،بيروت -لبنان -
الطبعة :األولى ،1422هـ 2002 -م (.)356 / 9
( )4آل عمران اآلية.)134( :
والزوايا والمدارس والمشاهد وهم يحسنون الظن بالمغاربة ،ويطمئنون إليهم باألموال واألهلين واألوالد
وكل من انقطع بجهة من جهات دمشق ال بد أن يتأتى له وجه من المعاش ،من إمامة مسجد ،أو
قراءة بمدرسة أو مالزم ة مسجد ،يجيء إليه فيه رزقه أو قراءة القرآن ،أو خدمة مشهد من المشاهد
المباركة ،أو يكون كجملة الصوفية بالخوانق ،تجري له النفقة والكسوة فمن كان بها غريب ًا على خير
لم يزل مصوناً عن بذل وجهه محفوظاً عما يزري بالمروءة ومن كان من أهل المهنة والخدمة فله
أسباب أخرى ،من حراسة بستان أو أمانة طاحونة أو كفالة صبيان يغدو معهم إلى التعليم ويروح
ومن أراد طلب العلم أو التفرغ للعبادة وجد اإلعانة التامة على ذلك .ومن فضائل أهل دمشق عدم
فطور لصائم وحده في رمضان البتة حتى ولو كان أمي ار أو وزي ار أو من أكابر القوم فإنه يقوم بدعوة
الفقراء والمساكين للفطور عنده؛ وكذلك التجار وكبار السوقة يفعلون ذلك ومن كان من الضعفاء
وأهل البادية فإنهم يحضرون مجتمعين في دار أحدهم أو في بيت من بيوت هللا ويأتي كل واحد بما
()1
عنده من طعام فيفطرون جميعا على مائدة واحدة .
المبحث الرابع :من القيم الحضارية في القرآن الكريم التعاون.
من القيم اإلنسانية الرائعة واألسس الحضارية الرصينة التعاون اإلنساني ،فالتعاون ضرورة من
ضرورة الحياة ولواله لما استقامت ،فاإلنسان ال ينهض وحده بكل متطلبات الحياة بل جعل هللا الناس
متفاوتين متفاضلين ليكمل بعضهم بعضا ،ويخدم بعضهم بعضا ،هذا على مستوى األفراد والشعوب،
كذلك على مستوى األمم ،قال تعالى :ﭽﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ
ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﭼ(.)2
والتعاون بين البشر من فطرة هللا التي فطر الناس عليها ،يقول ابن خلدون في مقدمته":
الك ّن وغير ذلك وإنما
اإلنسان قد شاركته جميع الحيوانات في حيوانيته من الحس والحركة والغذاء و َ
تميز عنها بالفكر الذي يهتدي به لتحصيل معاشه والتعاون عليه بأبناء جنسه واالجتماع المهيأ لذلك
التعاون ،وقبول ما جاءت به األنبياء عن هللا تعالى والعمل به واتباع صالح أخراه"(.)3
وقال " :قد عرف وثبت أن الواحد من البشر غير مستقل لتحصيل حاجاته في معاشه وأنهم
متعاونون جميعا في عمرانهم على ذلك ،والحاجة التي تحصل بتعاون طائفة منهم تشتد ضرورة
( )1ينظر :رحلة ابن بطوطة (تحفة النظار في غرائب األمصار وعجائب األسفار) -محمد بن عبد هللا بن محمد بن
إبراهيم اللواتي الطنجي ،أبو عبد هللا ،ابن بطوطة (المتوفى779 :هـ) -أكاديمية المملكة المغربية ،الرباط 1417 -
هـ -47 / 1 -بتصرف.
( )2الزخرف اآلية.)32(:
( )3ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن األكبر -عبد الرحمن بن محمد ،ابن
خلدون (المتوفى808 :هـ) -تحقيق :خليل شحادة -دار الفكر ،بيروت -الطبعة :الثانية 1408 ،هـ 1988 -م-
(.)429/1
وسئل سفيان بن عيينة عن قوله تعالى :ﭽ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﭼ فقال :هو أن تعمل به
وتدعو إليه وتعين فيه وتدل عليه(.)1
وقال ابن القيم -رحمه هللا -في قوله تعالى :ﭽﯭ ﯮ ﯯﯰﯱ ﭼ اآلية حيث "اشتملت
هذه اآلية على جميع مصالح العباد في معاشهم ومعادهم فيما بينهم بعضهم بعضا وفيما بينهم وبين
ربهم ،فإن كل عبد ال ينفك عن هاتين الحالتين وهذين الواجبين :واجب بينه وبين هللا وواجب بينه
وبين الخلق ،فأما ما بينه وبين الخلق من المعاشرة والمعاونة والصحبة فالواجب عليه فيها أن يكون
اجتماعه بهم وصحبته لهم تعاونا على مرضاة هللا وطاعته التي هي غاية سعادة العبد وفالحة وهي
البر والتقوى اللذان هما جماع الدين كله"(.)2
ثم ّبين أهمية التعاون على البر والتقوى وأنه من مقاصد اجتماع الناس فقال" :والمقصود من
اجتماع الناس وتعاشرهم هو التعاون على البر والتقوى ،فيعين كل واحد صاحبه على ذلك علما
يستقل بعلم ذلك وال بالقدرة عليه؛ فاقتضت حكمة الرب سبحانه أن جعل
ُّ وعمال ،فإن العبد وحده ال
النوع اإلنساني قائما بعضه ببعضه معينا بعضه لبعضه"(.)3
وقال البيهقي -رحمه هللا :-في شعب اإليمان "باب في التعاون على البر والتقوى قال هللا
ﭽﯭ ﯮﯯﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷﭼ( ،)4ومعنى هذا الباب أن المعاونة على البر
بر؛ ألنه إذا عدمت مع وجود الحاجة إليه لم يوجد البر وإذا وجدت وجد البر فبان بأنها في نفسها بر
ثم رجح هذا البر على البر الذي ينفرد به الواحد بما فيه من حصول بر كثير مع موافقة أهل الدين
والتشبه بما بني عليه أكثر الطاعات من االشتراك فيها وأدائها بالجماعة"(.)5
وهذا الكالم يدل قطعا على أن توزيع المهمات إلنجاز األعمال من التعاون المطلوب وأن هذا
( )1حلية األولياء وطبقات األصفياء -أبو نعيم أحمد بن عبد هللا األصبهاني (المتوفى430 :هـ) -السعادة -بجوار
محافظة مصر1394 ،هـ 1974 -م -دار الكتاب العربي – بيروت – (.)284/ 7
( )2زاد المهاجر إلى ربه -محمد بن أبي بكر شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى751 :هـ) -تحقيق :د .محمد جميل
غازي -مكتبة المدني -جدة (.)7 ،6
( )3المرجع السابق نفسه ( -ص .)13
( )4المائدة اآلية. (2( :
( )5شعب اإليمان -أحمد بن الحسين بن علي بن موسى ،أبو بكر البيهقي (المتوفى458 :هـ) – تحقيق -الدكتور عبد
العلي عبد الحميد حامد -مكتبة الرشد للنشر والتوزيع بالرياض بالتعاون مع الدار السلفية ببومباي بالهند -الطبعة:
األولى 1423 ،هـ 2003 -م.)101/6( -
ولنا في رسول هللا أسوة حسنة ،فلقد كان يشارك أصحابه مشاركة فعالة في السلم والحرب،
ُّ ِ ِ ول َّ ِاع ِد ِي ُ كَّنا مع رس ِ فعن سهل ب ِن سع ٍد َّ ِ
َّللا في اْل َخ ْن َد ِق َو ُه َو َي ْحف ُر َوَن ْح ُن َن ْنُق ُل الت َر َ
اب ََ َُ الس ّ َْ ْ َْ
ٍ ِ
صار َواْل ُم َهاج َرة تَ َاب َع ُه َس ْه ُل ْب ُن َس ْعد َع ْن ِ ِ ِ ِ َّ ِ ويمُّر ِبنا َفَقال َّ
اغف ْر ل ْأل َْن َش ْاآلخ َرْه َف ْ
ش إال َع ْي ُ الل ُه َّم َال َع ْي َ َ ََُ َ
ِم ْثَل ُه(.)1
ولذلك "أكد اإلسالم على فطرة هللا بالحث على إشباع الحاجة إلى الصيحبة ،فأمر كل مسلم
باالهتمام بالجماعة ،واالنتماء إليها ،والحرص عليها ،وحث على األلفة ،والتعاون بين الناس"(.)2
فالتعاون من أصول البناء والتواصل الحضاري بين األفراد وبين األمم والشعوب.
المبحث الخامس :من القيم الحضارية في القرآن الكريم التنافس.
عجيبا أن يفوق امرؤ أخاه في
ً التنافس من القيم الحضارية التي ذكرها القرآن الكريم "فليس
المستهجن أن يسعى األدنى
َ علمٍ ،أو خبرة ،أو في أي مجال من مجاالت الحياة ،كما أنه ليس من
جهده للتفوق عليه ،في حدود ابتغاء رضا هللا ،والسالمة من آفات الكبر،للحاق باألعلى ،وأن يبذل َ
الع ْجب ،والرياء وبقيد طهارة المشاعر القلبية ،ونقاء العالقات األخوية"(.)3
وُ
لذا دعا اإلسالم إلى التنافس ،والتسابق ،والتسارع إلى فعل الخيرات والطاعات والقربات؛ وبين
أنه ميدان مفتو ٌح للجميع ،وبه يحصيل اإلنسان على الجائزة الكبرى ،وهي الفوز بجنات واسعة
دل على ذلك نصيوص كثيرة من القرآن الكريم، تتسع لكل المسارعين ،والمنافسين في الخيراتّ ،
والسنة النبوية الشريفة؛ قال تعالى :ﭽﭒﭓﭔﭕﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ
ﭛﭜﭼ(.)4وقالﭽﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟ
ﮠﮡﮢﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﭼ( .)5ومدح هللا األنبياء بهذه الصيفة الحميدة
فقال :ﭽﯦﯧﯨﯩﯪ ﯫﯬ ﯭﯮﯯ ﯰﯱﭼ(.)6
"ولما ذكر هؤالء األنبياء والمرسلين ،كال على انفراده ،أثنى عليهم عموما فقالِ{ :إَّن ُه ْم َكانُوا
ات} أي :يبادرون إليها ويفعلونها في أوقاتها الفاضلة ،ويكملونها على الوجه يس ِارعون ِفي اْلخير ِ
َ َْ َُ ُ َ
( )1أخرجه اإلمام البخاري في صحيحه -كتاب الرقاق -باب ما جاء في الصحة والفراغ وأن ال عيش إال عيش اآلخرة
- )25/4( -حديث (.)2834
( ) 2االنتماء الوطني وعالقته ببعض متغيرات الشخصـية لدى عينة من طالب المرحلي الثانوية بمدينتي مكة المكرمة،
وجده -د /عبد هلل بن رمزي بن عبدهللا الحربي ( -صـ ) 14رسالة ماجستير المملكة العربية السعودية كلية التربية -
قسم علم النفس 2010 -م.
( )3هذه أخالقنا حين نكون مؤمنين حقا -أبو أسامة ،محمود محمد الخزندار (المتوفى1422 :هـ) ( -صـ - )201 :دار
طيبة للنشر والتوزيع ،الرياض -المملكة العربية السعودية -الطبعة :الثانية 1417 ،هـ .1997 -
( )4آل عمران اآلية (.)133
( )5الحديد اآلية (.)21
( )6األنبياء جزء اآلية (.)90
ون َنا َرَغ ًبا َوَرَه ًبا} الالئق الذي ينبغي وال يتركون فضيلة يقدرون عليها ،إال انتهزوا الفرصة فيهاَ ،
{وَي ْد ُع َ
أي :يسألوننا األمور المرغوب فيها ،من مصالح الدنيا واآلخرة ،ويتعوذون بنا من األمور المرهوب
ِِ
ين}
{و َكانُوا َل َنا َخاشع َ منها ،من مضار الدارين ،وهم راغبون راهبون ال غافلون ،الهون وال مدلونَ ،
أي :خاضعين متذللين متضرعين ،وهذا لكمال معرفتهم بربهم"(.)1
الصيالحة باألعمال يقومون الذين الصيالحين عباده وصيف بعد وقال
ﭽﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭼ( ،)2وأمرنا هللا بالمنافسة ،والتسابق في الخيرات ،فقال في
محكم التنزيل:ﭽﭯﭰﭼ(.)3
ودعا هللا إلى التنافس فقال تعالى :ﭽﯢﯣﯤﯥ ﭼ :أي فليستبق في تحصييل ذلك
المتسابقون ،وأهل التنافس :التغالب في الشيء النفيس ،وأصله في النفس ّ
لعزتها وهو الذي تحرص
عليه نفوس الناس ،ويريده كل واحد لنفسه والمنافسة مجاهدة النفس للتشبه باألفاضل ،واللحق بهم،
وهي بهذا المعنى من شرف النفس ،وعلو الهمة(.)4
والتنافس" :أن َي ِنفس الرجل على الرجل بالشيء يكون له ،ويتمنى أن يكون له دونه ،وهو
مأخوذ من الشيء النفيس وهو الذي تحرص عليه نفوس الناس ،وتطلبه وتشتهيه ،وكان معناه في
فليجد الناس فيه ،وإليه فليستبقوا في طلبه ،ولتحرص عليه نفوسهم"( .)5وقال :ﭽﯖ
ّ ذلك.
ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﭼ( .)6فالسابقون هم الذين يتسابقون في الدنيا إلى
الخيرات ،حتى يسبقوا في اآلخرة إلى الجنات.
السا ِبُقون يوم ال َق ِ
يامة إلى ِ "السا ِبُقو َن في ُّ قال ابن ِّ
الخ ْيرات ُه ْم َّ َ َ
الد ْنيا إلى َ القيم -رحمه هللاَّ :-
المحبة ،والوئام ،دين التّعاون ،والتّضامن يُغلق أبواب الصيراع ،ويفتح
ّ "دين َّ
الجنات" ،فإسالمنا ُ
()7
( )1تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص - )530 :مرجع سابق.
( )2المؤمنون اآلية (.)61
( )3البقرة جزء اآلية (.)148
( ) 4ينظر :روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني -شهاب الدين األلوسي (المتوفى1270 :هـ) -تحقيق:
علي عبد الباري عطية -دار الكتب العلمية -بيروت -الطبعة :األولى 1415 ،هـ -بتصرف بسيط.
( )5جامع البيان في تأويل القرآن - )299 /24( -مرجع سابق.
( )6الواقعة اآليات (.)10:12
( )7حادي األرواح إلى بالد األفراح -محمد بن أبي بكر شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى751 :هـ) -مطبعة
المدني ،القاهرة ( -صـ - )115بدون.
سع للجميع فالقاعدة التي نبني عليها عالقاتنا ،وتعامالتنا في هذا الكون،
فسيح وميدان رحيب ،يتّ ُ
التنافس المحمود الذي يذكي شعلة ِ
الجد ،والعمل ويثير العقول ،ويحفز الهمم نحو المعالي" .
()1
ّ
قدر أنبياء هللا صيلوات ربي وسالمه وقد سرت روح التنافس في نفوس أص ِ
يحاب الهمم ،وأعالهم ًا
عليهم؛ فنبي هللا موسى بكى لما تجاوزه النبي غبط ًة فقيل له :ما يبكيك؟ فقال( :أبكي ألن
غالما بعث ِ
بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي)(.)2 ً
والفرق بين التنافس المحمود ،والتنافس والمذموم:
التنافس المحمود يكون في ميادين البر ،مع ضبط عمل المتنافس وسلوكه بأن ال يكون عجبا
وخيالء ،ليصيل إلى لتحقيق الغاية المرجوة منه ،قال هللا تعالى في كتابه الكريم :ﭽﮠ ﮡ ﮢ
ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫﭼ( .)3فالمتنافس :صياحب الهمة العالية ،يسعى
ليكون أول المتسابقين للرقي ،والحصيول على معالي األمور في الدنيا واآلخرة ،فهو :ال يعني
التحاسد ،والشقاق والعراك على دنيا زائلة ففي الحديث الشريف :عن عبد هللا بن عمرو رضي هللا
عنهما ،قال :قيل لرسول هللا أي الناس أفضل قال( :كل مخموم القلب صيدوق للسان) .قالوا
غل ،وال
النقي .ال إثم فيه ،وال بغي ،وال ّ
ُّ صيدوق اللسان نعرفه .فما مخموم القلب؟ قال( :هو التقي
حسد)( ،)4ولذلك" :فاألمة اإلسالمية ،مسالمة مع نفسها .ال تعرف الصيراع الذي يؤدي إلى التنازع،
وال تعرف التنافس؛ الذي يقود إلى األنانية والظلم ،والخيالء والعجب ،وإنما يعيش أبناؤها في سالم،
ومحبة ،وتعاون ،وتألف على فعل الخير ،وتآزر ،وتكامل ،وأمر بالمعروف ،ونهي عن المنكر.
ولعل التنافس الوحيد بين أبنائها ،على مستوى أقطار األمة وبين غيرهم هو :ذلك التنافس في
طاعة هللا ،وفي العمل الصيالح ،والمسالمة مع غيرهم في أي زمان ومكان(.)5
كل ٍ
عمل صيال ٍح ،يعود بالنفع على الفرد ،والمجتمع ،ال لما فيه ِ
فدعوة اإلسالم دعوة التنافس إلى ّ
رب العالمين .ولذلك قال بعض العلماء" :إن من نف ٍع فحسب؛ بل طاع ًة هلل ورسوله ،وابتغاء مرضاة ِ
ّ َ
استطعت أال يسبقك إلى هللا أحد فافعل"(.)6
( ) 1ينظر :مؤتمر السيرة النبوية الخامس بعنوان المجتمع المسلم .لسنة 2013م -د /احمد محمد الشرقاوي سالم -
الجامعة اإلسالمية جنوب البنجاب .المملكة العربية السعودية ( -صـ.)43
( )2أخرجه اإلمام البخاري في صـحيحه -كتاب مناقب األنصـار -باب المعراج - )52/5( -حديث (.)3887
( )3البقرة اآلية (.)207
( )4أخرجه بن ماجة في سننه -باب الورع والتقوى - )299/5( -حديث ( )4216وقال المحقق حديث صـحيح،
وأخرجه الشيخ األلباني في السلسة الصـحيحة ( - )632/2حديث ( ،)948وقال حديث إسناده صـحيح ورجاله ثقات.
( ) 5علم االجتماع اإلسالمي التصـوير القرآني للمجتمع المسلم نظرية اإلسالم االجتماعية -د /صـالح مصـطفى الفوال
-دار الفكر العربي - .بتصـرف ( ،)73 / 1بدون.
( )6علو الهمة -محمد إسماعيل المقدم -دار القمة -دار اإليمان -مصر 2004 -م ( -صـ.)209 :
وأما التنافس المذموم :فهو تنافس على أمور الدنيا الفانية ،الذي يكون لغرض دنيوي يصييب
المجتمع في مقتل ،وكان مصيدر خوف النبي على األمة؛ لذلك حذر منه النبي كما جاء في
صيحيح البخاري أن النبي قال( :أبشروا ،وأملوا ما يسركم ،فو هللا ال الفقر أخشى عليكم ،ولكن
أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم ،فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم
فالتنافس المذموم التنافس على الدنيا؛ ألنه يثير الحقد ،والضغينة ،ويؤدي إلى ()1
كما أهلكتهم)
االختالف والفرقة ،ولذلك قال البعض" :من نافسك في دينك فنافسه ،ومن نافسك في دنياه فألقها في
نحره"( .)2وقيل أيضاً " :النفس قد جبلت على حب الرفعة ،فهي ال تحب أن يعلوها جنسها ،فإذا عال
عليها شق عليها ،وكرهته ،وأحبت زوال ذلك ليقع التساوي ،وهذا أمر مركوز في الطباع؛ فأما إن
أحب أن يسبق أقرانه ،ويطلع على ما لم يدركوه ،فإنه ال يأثم بذلك؛ ألنه لم يؤثر زوال ما عندهم
عنهم ،بل أحب االرتفاع عنهم؛ ليزيد حظه عند ربه كما لو استبق عبدان إلى خدمة موالهما ،فأحب
أحدهما أن يستبق"( ،)3كما حبب اإلسالم في التمني للتنافس المحمود؛ فعن أبي هريرة :أن رسول
هللا قال( :ال حسد إال في اثنتين :رجل علمه هللا القرآن ،فهو يتلوه آناء الليل ،وآناء النهار ،فسمعه
جار له ،فقال :ليتني أوتيت مثل ما أوتي فالن فعملت مثل ما يعمل ،ورجل آتاه هللا ماال ،فهو يهلكه
في الحق ،فقال رجل :ليتني أوتيت مثل ما أوتي فالن ،فعملت مثل ما يعمل)(" ،)4فالحسد المذكور
في الحديث هو الغبطة وأطلق الحسد عليها مجا از وهي :أن يتمنى أن يكون له مثل ما لغيره من
غير أن يزول عنه ،والحرص على هذا يسمى منافسة ،فإن كان في الطاعة ،فهو محمود ،)5("....
وإن كان غير ذلك فهو مذموم.
من خالل ما س ق نخلص :أن التنافس من أفضل القيم الحضارية إذا كان محمودا؛ ألن
المتنافس صاحب الهمة العالية ،الذي يسعى ليكون أول المتسابقين للرقي لمعالي األمور في الدنيا
واآلخرة ،وال يكون ذلك إال بهمته العالية التي هي الحياة ،والنور الساطع الذي يسترشد به الغرباء في
زمن الظلمة.
( )1أخرجه اإلمام البخاري في صـحيحه -كتاب الجزية -باب الجزية والموادعة مع أهل الكتاب - )96/4( -حديث
(.)3158
( )2علو الهمة ( -صـ – )209 :مرجع سابق.
ِين -نجم الدين ،أبو العباس ،أحمد بن عبد الرحمن بن قدامة المقدسي (المتوفى689 :هـ) - َصـر مِ ْن َه ِ
اج القَاصـد ْ (ُ )3م ْخت ُ
ان ،دمشق 1398 -هـ 1978 -م بدون. (صـ - )186قدم له :األستاذ محمد أحمد دهمان -مكتَبَةُ دَ ِار البَيَ ْ
( )4أخرجه اإلمام البخاري في صـحيحه -كتاب فضائل القرآن -باب اغتباط صـاحب القرآن - )191/6( -حديث
(.)5026
( )5فتح الباري شرح صحيح البخاري -أحمد بن حجر أبو الفضل العسقالني الشافعي -دار المعرفة -بيروت1379 ،
– تحقيق :محمد فؤاد عبد الباقي – تخريج :محب الدين الخطيب -تعليق :عبد العزيز بن عبد هللا بن باز (.)167 /1
ال مبحث السادس :من القيم الحضارية في القرآن الكريم األمر بالمعروف والنهي عن
المنكر.
إن فريضة األمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أفضل القيم الحضارية بل من أشرف
األعمال وأسمي المطالب ،فهو مهمة األنبياء والرسل -عليهم والسالم -وهي الميراث اإللهي،
والوسيلة األساسية؛ لبناء المجتمعات نحو المستقبل المنشود ،والهدف من تحقيق الخالفة في األرض
كما قال تعالى في محكم التنزيل :ﭽﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ
ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕﭼ( ،)1ولذلك "فالمؤمن عقيدته مبنية علي االقناع وعلي
الخير ،فإن وجد في مؤمن شر ،فوليه من المؤمنين يبعده عن الشر ،وبعيده إلي طريق الخير،
والمؤمن أيضا ينبه غيره ويبصره ،ألن كل واحد في المجتمع المؤمن ...يرد اآلخر في نقطة ضعفه،
وكل منهم ينصح االخر ويعظه؛ ليكتمل إيمان المجتمع ،ومن يقصر في شيء يجد القريب منه ،وهو
يسد الثغرة الطارئة في سلوكه"(.)2
"فتلك الوظيفة فريضة دينية إسالمية مقدسه ،تحمي قلب األمة من األمراض التي تفتك
بالشعوب ،وتبعث العزة والكرامة في الصدور ،وتقمع العصاة كما تردع الظالمين ،...فالمجتمع إذا لم
يأخذ على أيدي الفساق والعصاة والمفسدين والطغاة؛ فسدوا وانتشرت فيه ميكروبات االنحالل
والضعف ،وتنزل عليه عضب هللا"(.)3
عي
اجب شر ٌّ
مقاصدهُ الساميةُ وأهداُف ُه العليا ،فهو و ٌ
ُ ولذلك فلألمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ِ
النجاة. قارب أمر ضرورٌّي ،به ُ
تقام الحجة ،وهو ُ و ٌ
قال تعالى ﭽﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ
ﯴﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ
ﰆﭼ(.)4
يقول تعالى "فهال وجد من القرون الماضية بقايا من أهل الخير ينهون عما كان يقع بينهم من
الشرور والمنكرات والفساد في األرض ،وقوله{ :إال قليال} أي قد وجد منهم من هذا الضرب قليل لم
يكونوا كثي ار وهم الذين أنجاهم هللا عند حلول غضبه وفجأة نقمته ولهذا أمر هللا تعالى هذه األمة
الشريفة أن يكون فيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر"( )1كما قال تعالى :ﭽ ﮖﮗ ﮘﮙ
ﮚﮛﮜﮝ ﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﭼ(.)2
فهذا أمر من هللا ألمة اإلسالم أن تكون بكامل أفرادها قائمة على قدم وساق ،ال يغفلون وال
يتهاونون وال يتوانون في الدعوة إلى الخير ،وفي األمر بالمعروف والنهي عنه ،وقد حكم هللا ّ
بأن
الفالح مختص بهذه األمة وحدها إن هي فعلت ذلك ،وهذا يعني أن يكون في األمة أناس هم أعمدة
األمة وحداتها والحراس لدينه ،يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ،ولو خلت
األمة من هؤالء انفرط عقدها ،وانتشر الفساد في أرجائها ،وكانت عرضة للزوال ،ولذلك قال
الضحاك في هذه الفرقة" :هم خاصة الصحابة وخاصة الرواة" يعني المجاهدين والعلماء ،وهذا ال
يتعارض مع أن تكون أمة اإلسالم بأكملها قائمة على شريعة هللا حامية لحوزة الدين ،وليقم كل واحد
بدوره ،حسب موقعه وظروفه(.)3
إثر ِ
أمرهم بتكميل ِ
قال أبو السعود – رحمه هللا " :-أمرهم هللا سبحانه بتكميل الغير وإرشاده َ
يقوم ِ
النفس وتهذيبها ،بما قبله من األوامر والنواهي؛ تثبيتاً للكل على مراعاة ما فيها من األحكامِ ،بأن َ
ظ على حقوقها وحدوِدها
()4
الناس كاف ًة ويرَد َعهم عن اإلخالل بها" .
ويذكرها َ
َ بعضهم بمواجبها ويحاف َ
ُ
أهمي ُة األمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تحقيق الفالح لألفراد َّ من هنا ندرك:
والمجتمعات ،وكيف كانت هذه األمة خاتمة األمم ورسالتها خاتمة الرساالت لمحافظتها على
مقومات البقاء والدوام؛ من االستمرار في الدعوة إلى الخير ،والقيام باألمر بالمعروف والنهي عن
المنك ر ،ففي الدعوة إلى الخير النماء واالزدهار وفي النهي عن المنكر صيانتها عن عوامل الفناء،
وكل مجتمع توفرت له عوامل النماء واالزدهار ،وسلم من دواعي الفناء والدمار ال شك يستطيع
()5
مواصلة سيره ،وتحقيق هدفه ،وفوزه وفالحه . " ...
ٍ
سامية ،وليس كما َّيدعيه ٍ
رسالة عي ،و ِ
أداء واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر قيام بو ٍ
اجب شر ٍ
ّ ٌ
تدخال فيوتضييق على الناس ،أو ُّ
ٌ وحبس لألنفاس
ٌ وتقييد للحريات
ٌ حجر على العقول
البعض أنه ٌُ
نقول إنه قيمةٌ إنسانيةٌ
وتعرضا لخصوصياتهم ،أو اعتداء على حرياتهم وسلبا إلرادتهم ،بل ُ
شئونهمُّ ،
عظيمةٌ ،وشرعةٌ ربانيةٌ حكيمةٌ ،ورسالةٌ إيجابيةٌ كريمةٌ ،قال تعالى :ﭽﮑ ﮒ ﮓ ﮔ
ﮕﮖ ﮗﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ
ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮫﭼ(.)1
سر بقائهم وارتقائهم،
فمن أسمى أوصاف أهل اإليمان األمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو ُّ
واستحقاقهم لرحمة هللا تعالى التي تغمرهم في دنياهم وتغشاهم في أخراهم ،وقال تعالى ﭽﭑﭒ
ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭼ( ،)2وسر
التعبير بي ﭽ ﭝﭼ "أنه تعالى مدحهم بما صدر منهم في الماضي وذلك يفيد رغبتهم في الثبات
()3
عليه في المستقبل" .
"والحق هو األمر الثابت الذي ال يسوغ إنكاره ،وال زوال في الدارين لمحاسن آثاره وهو الخير
()4
كله من توحيد هللا وطاعته واتباع كتبه ورسله" ،وقد أكد العلماء على هذه الفضيلة فقال اإلمام
النووي – رحمه هللا " -واعلم أن هذا ...باب عظيم به قوام األمر ومالكة ...فينبغي لطالب اآلخرة،
والساعي في تحصيل رضا هللا أن يعتني بهذا الباب فان نفعه عظيم ،وال يهابن من ينكر عليه
الرتفاع مرتبته فان هللا تعالي يقول :ﭽﭺﭻﭼﭽﭾ ﭿ ﮀﮁ ﮂﭼ( ،)5قال تعالى:
ﭽ ﭛﭜ ﭝﭞﭟ ﭠ ﭡﭢﭼ()6وقال تعالى:ﭽﮡﮣﮤﮥ ﮦﮧﮨﮩ ﮪ ﮫ
ﮬﭼ
()7
لسعيهم في مصالح آخرتهم ،وهدايتهم اليها"( ،)1والمتتبع للقصص القرآني يجد أن أنبياء هللا عليهم
الصالة والسالم ،بذلوا جل جهدهم في نصح اقوامهم ،وارشادهم الي ما ينفعهم في الدنيا واآلخرة ،فقد
قاموا بفريضة األمر بالمعروف والنهي عن المنكر علي أكمل وجه كما حكي القران الكريم عنهم،
واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر من صفات أهل ال نصر والتمكين قال تعالى في سورة الحج
ﭽﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ
ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﭼ( ،)2وترك التواصي بالحق من أسباب
التراجع والضعف والهالك ،قال تعالى في سورة المائدة قال تعالى :ﭽﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ
ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ
ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﭼ( ،)3وجاء عن ابن مسعود قال :قال رسول هللا
َّ ِ ِ ِ (ِإ َّن أََّو َل ما َد َخ َل َّ
ع َما ول َيا َه َذا ات ِق َّ َ
َّللا َوَد ْ الر ُج َل َف َيُق ُ
الر ُج ُل َيْلَقى َّ ان َّ يل َك َ
ص َعَلى َبني إ ْس َرائ َ النْق ُ َ
تَصنع َفِإنَّه َال ي ِح ُّل َلك! ثَُّم يْلَقاه ِمن اْل َغ ِد ف َال يمنعه َذلِك أَن ي ُكو َن أ ِ
َكيَل ُه َو َش ِر َيب ُه َوَق ِع َيدهَُ ،فَل َّما َف َعُلوا َ َْ ُ ُ َ ْ َ َ ُ ْ َ ْ َُ ُ َ
ض ثَُّم َق أَر ﭽﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭼ ِإَلى َق ْولِ ِه ِ
ض ِهم ِب َب ْع ٍ
وب َب ْع ْ َّللاُ ُقلُ َ
ض َر َب َّ ِ
َذل َك َ
وف َوَلتَ ْن َه ُو َّن َع ْنَّللاِ َلتَأْمرَّن ِباْلمعر ِ َّ
ﭽﮨ ﮩ ﮪﮫ ﭼ سورة المائدة ،ثَُّم َق َ
- -
َ ُْ الَ ( :كال َو َّ ُ ُ
()4
اْلم ْن َك ِر وَلتَأْخ ُذ َّن عَلى يدي َّ
الظالِ ِم َوَلتَ ْأ ُ
ص ًرا) ،وقال ص ُرَّن ُه َعَلى اْل َح ِّق َق ْ ط ُرَّن ُه َعَلى اْل َح ِّق أَ ْ
ط ًار َوَلتَْق ُ َ ََ ْ َ ُ ُ
تعالى :ﭽ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﭼ( )5قال اإلمام ابن
كثير عند تفسيره لهذه اآلية الكريمة" :المعنى أن تكون هناك فرقة من هذه األمة متصدي ًة لهذا
()6
الشأن ،وإن كان ذلك واجب ًا على كل فرٍد بحسبه" .
إن المتبع لدعوات األنبياء والرسل -عليهم السالم -يجد أن أنبياء هللا بذلوا كل جهدهم في
نصح أقوامهم باألمر بالمعروف والنهي عن المنكر على أكمل وجه ،وأحسن بيان ،ومن ثم كان بناء
الحضارات واألمجاد بفضل هذه الفريضة.
( )1المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج -أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى676 :هـ) -دار
إحياء التراث العربي – بيروت -الطبعة :الثانية.)214/2( – 1392 ،
( )2الحج اآلية.)40( :
( )3المائدة اآليتان.)80 ،79( :
اود في السنن أول كتاب المالحم .باب األمر والنهي .الحديث رقم4336 :ـ ورواه ابن ماجة في السنن -
( )4رواه أبو دَ ُ
كتاب الفتن .باب األمر بالمعروف والنهي عن المنكر .الحديث رقم -4006 :ورواه الترمذي في السنن وقال حسن
غريب.
( )5األنفال اآلية.)25( :
( )6تفسير القرآن العظيم البن كثير -391/1 -مرجع سابق.
المبحث السابع :من القيم الحضارية في القرآن الكريم تنمية روح الوالء واالنتماء بأنواعه.
إن تنمية روح الوالء واالنتماء من القيم الحضارية التي حث عليها القرآن الكريم ولذلك نجد
حرص اإلسالم على أن يكون والء المسل وانتمائه لدينه من أول لحظة يعلن فيها الشهادتين ،والبراءة
من كل معبود سوى هللا واألدلة على ذلك كثيرة في كتاب هللا منها ما يلي :منها قول هللا :ﭽ ﯥ
ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ
ﯻ ﯼﯽﯾ ﭼ أي ليس لكم أيها المؤمنون ناص ٌير إال هللاُ ورسولُه ،والمؤمنون ،الذين ص ُ
يفتهم ما ()1
تبروا من َواليته ونهاكم أن تتخذوا منهم ذكر تعالى ِذ ْكره ،فأما اليهود ،والنصيارى ِ
الذين أمركم هللا أن ّأ ُُ ّ
بعضهم أولياء بعض ،وال تتخذوا منهم وليًّا وال
أولياء ،وال ُنصيراء ،بل ُ
َ أولياء ،وال نُصيراء ،فليسوا لكم
إعالم من هللا تعالى
ٌ نصيي اًر وقوله تعالى :ﭽﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﭼ هذا
ف اليهود وخلعوهم ،رضاً بوالية هللا ورسوله والمؤمنين ،والذينِذ ْكره عباده جميعاً الذين تَبَّأروا من ِحْل ِ
َ َ ُ
َّ الس ْوء تدور عليهم فسارعوا إلى مواالتهم َّ
بأن من وثق باهلل ،وتولى هللاَ تمسكوا بحلفهم ،وخافوا دوائر َّ ّ
ائر،
ورسوَله ،والمؤمنين ،ومن كان على مثل حاله من أولياء هللا من المؤمنين ،لهم الغلبةُ ،والدو ُ
وحزب هللا هم الغالبون دون حزب الشيطان(.)2
ُ حزب هللا، والدولةُ على من عاداهمَّ ،
وحادهم؛ ألنهم ُ
ومن اآل يات التي تدل على الوالء أيضا قول هللا :ﭽ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ
ﰐ ﰑﰒ ﰓﰔ ﰕﰖ ﰗ ﰘ ﰙﭼ( )3وقول هللا :ﭽﭱ ﭲ ﭳﭴ ﭵﭶﭷ
ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉﮊ
ﮋﮌﮍ ﮎ ﮏﮐ ﮑﮒﮓﮔ ﭼ( .)4وقوله تعالى :ﭽﯕﯖﯗﯘﭼ(،)5
وقوله تعالى :ﭽﭯﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶﭷ ﭸﭹ ﭺﭻﭼ( .)6فهذه النصيوص
الكريمة تثبت مدى منة هللا سبحانه وتعالى بإنعامه على المسلمين بهذا الدين ،كما حثت السنة
النبوية المطهرة على تنمية روح الوالء واالنتماء فقال النبي كما جاء في صيحيح البخاري في
اح ِمهم، ِ
الحديث الذي رواه النعمان بن بشير يقول قال رسول هللا ( :ترى المؤمنين في تو ّادهم ،وتر ُ
الح ّمى)(.)7
كم َث ُل الجسد ،إذا اشتكى منه عضو تََداعى له سائر الجسد بالسهر و ُ
طفهم َ
وتعا ُ
وكما جاء عن أبي بردة بريد بن أبي بردة ،قال :أخبرني جدي أبو بردة ،عن أبيه أبي موسى،
ضه بعضاً)(.)1
يشد َب ْع ُ
وقال ( : المؤمن للمؤمن كالبنيان ّ
ومما روي أيضاً :أن عبد هللا بن عمر -رضي هللا عنهما ،-أخبر :أن رسول هللا قال:
(المسلم أخو المسلم ،ال يظلمه ،وال يسلمه ،ومن كان في حاجة أخيه كان هللا في حاجته)(.)2
وجاء عن أبي هريرة أن النبي قال( :والذي نفسي بيده ،ال تدخلون ّ
الجن َة حتى تؤمنوا ،وال تؤمنوا
السالم بينكم)(.)3 ٍ
شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا تحابوا ،أوال أدّلكم على
َ حتى ّ
فتنمية روح الوالء واالنتماء ركن أساسي في عقيدة اإلنسان ،فال يصيلي المصيلي إال ألنه يحب هللا
ورسوله ،وال يصيوم إال ألنه يحب هللا ورسوله ،وال يحب المسلم إال ألنه يحب هللا ورسوله ،وال يتجنب الزنا،
والربا والقتل ،والتدمير إال ألنه يحب هللا ورسوله وال يبغض الكافر ،ولو كان أقرب قريب إال ألنه يحب هللا
ورسوله" .فأصيل كل فعل وحركة في العالم من الحب واإلرادة كما أن البغض والكراهة أصيل كل ترك"(.)4
فأصيل التوحيد ،وروحه" :إخالص المحبة هلل وحده ،وهي أصيل التأله ،والتعبد له ،بل هي
حقيقة العبادة ،وال يتم التوحيد حتى تكمل محبة العبد لربه ،وتسبق محبته جميع محبة الخالئق،
وتغلبها ،ويكون لها الحكم عليها بحيث تكون سائر محاب العبد تبعا لهذه المحبة التي بها سعادة
العبد ،وفالحة .ومن تفريعها ،وتكميلها الحب في هللا ،فيحب العبد ما يحبه هللا من األعمال،
واألشخاص ،ويبغض ما يبغضه هللا من األشخاص واألعمال ،ويوالي أولياءه ويعادي أعداءه ،وبذلك
وهذا هو عين روح الوالء واالنتماء .ولذلك "أكد اإلسالم على فطرة هللا ()5
يكمل إيمان العبد وتوحيده"
بالحث على إشباع الحاجة إلى الصيحبة ،فأمر كل مسلم باالهتمام بالجماعة ،واالنتماء إليها،
والحرص عليها ،وحث على األلفة ،والتعاون بين الناس"(.)6
فالمسل م هو "لبنة حية في جسم الجماعة ،وال يمكن أن ينعزل عنها ،كما أن جسم الجماعة ال
يمكن بنائه؛ إال من خالل اللبنات البشرية ،وأن الفرد ليتدرج في مراحل حياته المختلفة في ظل
( )1أخرجه اإلمام البخاري في صـحيحه -كتاب األدب -باب تعاون المؤمنين بعضهم بعضا ( - )12/8حديث
(.)6026
( )2أخرجه اإلمام البخاري في صـحيحه -كتاب اإلكراه -باب إذا استكرهت المرأة على الزنا فال حد عليها )22/9( -
حديث (.)6951
( )3أخرجه اإلمام مسلم في صـحيحه -كتاب اإليمان -باب بيان أنه ال يدخل الجنة إال المؤمنون ،وأن محبة المؤمنين
من اإليمان ،وأن إفشاء السالم سببا لحصـولها - )74/1( -حديث (.)54
( )4جامع الرسائل -تقي الدين أبو ال َعباس أحمد بن عبد الحليم محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (المتوفى:
728هـ) -تحقيق :د .محمد رشاد سالم -ط :دار العطاء – الرياض -الطبعة :األولى 1422هـ 2001 -م /2( -
.)193
( )5القول السديد شرح كتاب التوحيد -أبو عبد هللا ،عبد الرحمن آل سعدي (المتوفى1376 :هـ) -تحقيق :المرتضى
الزين أحمد -مجموعة التحف النفائس الدولية -الطبعة :الثالثة( - .صـ )114 :بدون.
( ) 6االنتماء الوطني وعالقته ببعض متغيرات الشخصـية لدى عينة من طالب المرحلى الثانوية بمدينتي مكة المكرمة،
وجده -د /عبد هلل بن رمزي بن عبدهللا الحربي -رسالة ماجستير المملكة العربية السعودية كلية التربية -قسم علم
النفس 2010 -م ( -صـ .)14
المظهر االجتماعي للحياة مؤثرا ،ومتأثر آخذا ،ومعطيا ،ومن ثم فإن الحياة االجتماعية تقوم في
جوهرها على الصيورة الجماعية"(.)1
"ولذا يعتبر تنمية روح الوالء ،واالنتماء بمثابة اتجاه قوي يحركه دافع قوي؛ إلشباع حاجة
أساسية لدى اإلنسان يقهر من خاللها انفصياله ،وعزلته عن اآلخرين ،باحثا عن االندماج ،والتوحد
مع كيان يشعر أنه أكيد ،وأشمل ،وأقوى منه ويبحث عن األمان لتحقيق ذاته مع اآلخرين يكون
مقبوال منهم ،ويرضون وجوده معهم"(.)2
وأيض ًا" :يعد االنتماء من الحاجات النفسية األساسية لإلنسان ،فقد أجمع علماء النفس
واالجتماع على جعله مع الحب في مرتبة تالية في حياة اإلنسان الطبيعية التي تضمن له النمو،
والبقاء ح ًيا .واالنتماء حاجة نفسية طبيعة لدى الفرد ،ولكنها شأنها شأن غيرها من الحاجات النفسية
الطبيعية التي ال تتحقق تلقائيا كما أنها ال تتخذ نمطا سلوكيا ،واحدا للتعبير عن نفسها ،إنما تتعدد
تلك األنماط اتساعا وضيقا ،تناف ار وتكامال"( .)3فسر االنتماء ،والوالء هو "أن الفرد الواحد يشعر من
عمق وجدانه أنه ال يستطيع العيش وحده ،فريدا في هذا الكون الفسيح ،ويريد أن يجد آخر يتحدث
معه ليوسع من وجوده ،فإذا وجد اآلخر تمسك به ،وأخلص له ،فالوالء عبارة عن دمج الذات الفردية
في ذات أوسع منها وأشمل ،وإذا صيدر هذا الدمج عن إيمان وإخالص وجب على الفرد أن يحميه،
وإن اقتضى األمر تضحية بالروح"(.)4
ثال ًثا :أنواع الوالء واالنتماء:
.1الوالء واالنتماء للدين :وهو أصيل األنواع؛ ألنه يبني عليه بقية األنواع األخرى فوالء اإلنسان
لربه أصيل في الدين وأمر به الشرع فالمسلمون في ربوع األرض أمة واحدة أتباع ملة واحدة كما
أخبر القرآن الكريم قال تعالى :ﭽﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢﭣﭤ ﭥ ﭼ( )5فيجب
. أن يكون الوالء للدين ال لألشخاص؛ فالحق ب ٍ
اق واألشخاص زائلون ،واعرف الحق تعرف أهله
.2وهناك انتماء للوطن :وهو من أفضل األنواع وكان أول ممارس لها النبي محمد حينما خرج
من مكة الى المدينة فنظر إلى مكة وقال كلمته المشهورة( :أما وهللا إنك ألحب البالد إلى هللا
( )1اإلسالم والشباب عبد االتواب رضوان -مجلة رسالة اإلسالم ( -العد 1987 - )16م( - .صـ.)55
( )2االنتماء الوطني وعالقته ببعض متغيرات الشخصـية مرجع سابق (صـ .)15
( )3التنشئة االجتماعية للطفل العربي الوحدة والتعددية -قدري حفني -مجلة النيل ( -العدد )28القاهرة 1986م -
(صـ.)62
( )4قيم من التراث -زكي نجيب محمود -دار الشروق -القاهرة 1999 -م ( -صـ .)391
( )5األنبياء اآلية (.)92
سبحانه ،ولوال أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت)( .)1فالوالء واالنتماء لإلسالم عامة ،وللوطن
خاصية صينوان يتواكبان في تنمية المجتمع وتوثيق عرى االنتماء بين أبنائه ،وطريق لبناء التاريخ،
والمجد ،والحضارة ،ولم ال وقد استعمرنا هللا في األرض لالستخالف بعد أن أنشأها كما قال
تعالى :ﭽ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﰀﭼ( ،)2ولذلك "فال قيام ألمة اإلسالم ،إال إذا التئم نسيجها
بلحمة الوالء ،وألزمت نفسها بعناصير هذا الوالء وهي :األمر بالمعروف ،والنهي عن المنكر وإقامة
الصيالة ،وإيتاء الزكاة ،وطاعة هللا ،ورسوله"(.)3
.3وهناك والء وانتماء للق يلة والعشيرة :التي يعيش فيها اإلنسان ،وهذا أيض ًا أمر أقره الشرع فقال
تعالى:ﭽ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ
ﮊﮋ ﭼ(.)4
.4وهناك الوالء واالنتماء األسري :ونسبة األوالد إلى آبائهم كما قال تعالى :ﭽﮗ ﮘ ﮙ
ﮚﮛﮜﭼ(.)5
.5وهناك الوالء واالنتماء :لصينعة أو حرفة معينة فيقال فالن حداد نجار اسكافي جزار خباز،
وكان الصيحابة ومن بعدهم عندهم روح االنتماء والوالء فقد كانوا دائما ينسبون إلى أوطانهم ،وقد
يشتهرون بها فال يعرفون ،إال بنسبتهم إليها وذلك مثل الغفاري ،واألشعري ،والفارسي ،والبصيري،
والقرني ،والبخاري ،والصينعاني ...بل كان الكثير من إذا شعروا ،بدنو أجلهم ،رجعوا إلى أوطانهم،
حتى يختموا فيها حياتهم ،ويدفنوا فيها بعد موتهم(.)6
وبتنمية روح الوالء واالنتماء تنتعش األمة وتزدهر حضاريا واقتصياديا فهو "ضرورة اقتصيادية
حتى نحافظ على وجودنا ،ونعمل على تطوير أنفسنا ،وننافس اإلنتاج الكبير ،وندخل عصير
التكنولوجيا المتطورة ،ونحن مرفوعون الرأس .ال فرادى مبعثرين ،ولنتبؤأ مكانتنا الالئقة بنا في
المجتمع اإلنساني كله"(.)7
( )1أخبار مكة وما جاء فيها من األثار -أبو الوليد محمد بن عبد هللا بن أحمد المكي المعروف باألزرقي (المتوفى:
250هـ) -تحقيق :رشدي الصـالح ملحس -دار األندلس للنشر – بيروت - )295 /2( -بدون.
( )2هود اآلية (.)61
( )3الوالء من واجبات الرحمة -محمد مجاهد طبل ( -1995 -صـ )4بدون.
( )4الحجرات اآلية (.)13
( )5األحزاب اآلية (.)5
( )6ينظر :االنتماء والوالء الوطني في الكتاب والسنة د /وليد مساعدة وآخرون -بحث منشور بالمجلة األردنية في
الدراسات اإلسالمية (العدد 1431) 3ه 2010-م ( -صـ .)51
( )7ينظر :درر إسالمية -عبد العظيم منصـور -طبعة المجلس األعلى للشئون اإلسالمية 1975م ( -صـ - )101بدون.
وبتنمية روح الوالء واالنتماء تتوثق العالقات والروابط الحضارية واالجتماعية لتحقيق قول هللا
ﭽﯜﯝﯞ ﭼ(" ،)1فما دامت هناك أخوة فال أنانية ،وال سلبية ،وال مشاكل ،وإن وجدت ،فإنها
سرعان ما تحل" فإنه ما من فكرة عرفتها البشرية حتى اليوم في تنظيم العالم كوحدة إنسانية ،وفي
تنظيم المجتمع كوحدة بشرية؛ إ ال وفكر اإلسالم ،واإلنسان أكبر منها وأرحب"( ،)2بتنمية روح الوالء
واالنتماء ينضبط المجتمع خلقي ًا ،حيث ينتشر الحب ،والعدل ،والرحمة والوفاء ،وكل ما هو خير
"فليست األخالق من مواد الترف ،التي يمكن االستغناء عنها؛ بل هي أصيول الحياة التي يرتضيها
الدين ،ويحترم ذويها"(.)3
وبتنمية روح الوالء للدين واالنتماء للوطن ،تزدهر الحضارة في شتى المجاالت العلمية،
واألخالقية واالقتصيادية ،والسياسية والتقنية ،وغيرها.
الخاتمة وتشتمل على أهم النتائج وأبرز التوصيات:
تم بحمد هللا تعالى البحث الموسوم بي "من القيم الحضارية دراسة في ضوء القرآن الكريم"
ونضمنها هنا أهم النتائج والتوصيات:
أوالً :أهم النتائج:
.1القيم :عبارة عن مجموعة المبادئ والقواعد والمثل العليا التي يؤمن بها الناس ويتفقون عليها فيما
بينهم ويتخذون منها ميزان ًا يزنون بها أعمالهم.
.2الحضارة :نظام شامل يقوم بعمارة األرض في ضوء المنهج الرباني الذي شرعه لنا رب العالمين
وبينه النبي .
ومنهاجها ،ال
ُ وتاجها
.1العدل أساس الملك ونبراس التقدم واالزدهار ونهوض الحضارة وسياجهاُ ،
يمكن أن نتصور حضارة بدون عدل.
.2إن الحضارة قرينة الحرية فالحرية من القيم الحضارية التي لها دور كبير في ازدهارها ورقيها.
.3اإلحسان من القيم الحضارية التي أقرها القرآن الكريم وهو من أخالق أهل اإليمان ومن أسباب
النهوض والرقي الحضاري لما فيه من ٍ
خير وصالح للبالد والعباد.
.4يعتبر التنافس من أفضل القيم الحضارية؛ ألنه قرين الهمة العالية فصاحب الهمة ،يسعى ليكون
أول المتسابقين للرقي لمعالي األمور في الدنيا واآلخرة.
.5بتنمية روح الوالء هلل ولدينه ،واالنتماء للوطن اإلسالمي واألسرة المسلمة والمجتمع المسلم تزدهر
الحضارة في شتى المجاالت العلمية ،واالقتصيادية ،والسياسية والتقنية ،وغيرها.
.6القيم الحضارية الموجودة في كتاب هللا هي الطريق الموصل إلى معرفة هللا سبحانه وتعالى،
للسعادة في الدنيا والوصول للجنة في اآلخرة.
كل مقومات الحضارة القادرة على قيادة العالم ،فبالد اإلسالم تملك .7اإلسالم قوة عالمية تمتلك ّ
الطاقة ،والثروة ،والكثافة السكانية ،واالمتداد اإلقليمي ،في أغنى بقع العالم.
.8الحضارة اإلسالمية تمتلك أغنى ثقافة إنسانية مصدرها رباني محفوظ ،قادرة على إخراج اإلنسان
من ظالم الشرك إلى نور التوحيد ،ومن الباطل إلى الحق ،ومن الضالل إلى الهدى ،ومن الغي إلى
الرشاد.
ثانيا :أبرز التوصيات
ً
.1يجب االهتمام بالقيم الحضارية ،واألخالق اإلسالمية الرفيعة ،التي تعمل على رفاهية المجتمع،
حتى يعيش المجتمع في سعادة أبدية.
.2في القرآن الكريم صور ومشاهد للحضارات الرائدة والبائدة وال يكتفي القرآن بالعرض والتصوير
بل يشتمل على التحليل والنقد واالستنباط واالعتبار.
.3ضرورة البحث والتنقيب عن القيم الحضارية في القرآن الكريم وجمعها وتوظيفها واالستفادة منها.
.4يجب دراسة هذه القيم في جميع المراحل التعليمية؛ ألنها من الثوابت التي أقام عليها اإلسالم.
.5ضرورة توظيف المنهج القرآني في نقد الحضارات المعاصرة.
أهم المصادر والمراجع.
أوالً :القرآن الكريم.
ثانيا :كتب السنة.
ثالثا :أهم المصادر والمراجع:
أبجديات البحث في العلوم الشرعية -د .فريد األنصاري -منشورات الفرقان -الطبعة األولي الدار
البيضاء1417 -هي1997 -م.
أخبار مكة وما جاء فيها من األثار -أبو الوليد محمد بن عبد هللا بن أحمد بن محمد بن الوليد بن
عقبة بن األزرق الغساني المكي المعروف باألزرقي (المتوفى250 :هي) -تحقيق :رشدي
الصيالح ملحس -دار األندلس للنشر – بيروت -بدون.
إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم -أبو السعود العمادي محمد بن محمد بن مصطفى
(المتوفى982 :هي) -دار إحياء التراث العربي – بيروت.
االستقامة -تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي
(المتوفى728 :هي) -تحقيق :د .محمد رشاد سالم -جامعة اإلمام محمد بن سعود -
المدينة المنورة -الطبعة :األولى.1403 ،
اإلسالم والحضارة الغربية -د /محمد محمد حسين -المكتب اإلسالمي – بدون.
اإلسالم والشباب عبد التواب رضوان -مجلة رسالة اإلسالم ( -العد 1987 - )16م.
االنتماء الوطني وعالقته ببعض متغيرات الشخصيية لدى عينة من طالب المرحلة الثانوية بمدينتي
مكة المكرمة ،وجده -د /عبد هلل بن رمزي بن عبد هللا الحربي -رسالة ماجستير المملكة
العربية السعودية كلية التربية -قسم علم النفس 2010 -م.
االنتماء والوالء الوطني في الكتاب والسنة د /وليد مساعدة وآخرون -بحث منشور بالمجلة األردنية
في الدراسات اإلسالمية (العدد1431)3ه 2010-م.
آيات الهداية واالستقامة في كتاب هللا تعالى -الشيخ عطية سالم بدون.
بحر العلوم ي موافق للمطبوع -أبو الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي (المتوفى:
373هي) -تحقيق :د .محمود مطرجي -دار النشر :دار الفكر – بيروت.
التبر المسبوك في نصيحة الملوك -أبو حامد الغزالي الطوسي (المتوفى505 :هي) -ضبطه
وصححه :أحمد شمس الدين -دار الكتب العلمية ،بيروت – لبنان -الطبعة :األولى،
1409هي 1988 -م.
التحرير والتنوير « تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد» -محمد
الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى1393 :هي) -الدار
التونسية للنشر – تونس -سنة النشر1984 :هي.
التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية -علي علي صبح -المكتبة األزهرية للتراث.
الب ِس ْيط -أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي ،النيسابوري ،الشافعي ِ
التَّْفس ُير َ
(المتوفى468 :هي) -المحقق :أصل تحقيقه في ( )15رسالة دكتوراة بجامعة اإلمام محمد
بن سعود ،ثم قامت لجنة علمية من الجامعة بسبكه وتنسيقه -عمادة البحث العلمي -
جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية -الطبعة :األولى1430 ،هي.
تفسير الشعراوي – الخواطر -محمد متولي الشعراوي (المتوفى1418 :هي) -مطابع أخبار اليوم -
تفسير القرآن العظيم -أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى:
774هي) -تحقيق سامي بن محمد سالمة -دار طيبة للنشر والتوزيع -ط2،1420هي-
1999م.
التفسير الكبير -أبو عبد هللا محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين
الرازي خطيب الري (المتوفى606 :هي) -دار إحياء التراث العربي – بيروت -ط،2
1420هي.
التفسير المأمون على منهج التنزيل والصحيح المسنون -تفسير القرآن الكريم على منهاج األصلين
العظيمين -الوحيين :القرآن والسنة الصحيحة -على فهم الصحابة والتابعين .تفسير
منهجي فقهي شامل معاصر -األستاذ الدكتور مأمون حموش -المدقق اللغوي :أحمد راتب
حموش -الطبعة :األولى1428 ،هي 2007 -م.
تفسير المراغي -أحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى1371 :هي) -شركة مكتبة ومطبعة مصطفى
البابى الحلبي وأوالده بمصر -الطبعة :األولى1365 ،هي 1946 -م.
التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج -د وهبة بن مصطفى الزحيلي :-دار الفكر المعاصر
– دمشق -الطبعة :الثانية1418 ،هي.
تفسير النسفي (مدارك التنزيل وحقائق التأويل) -أبو البركات عبد هللا بن أحمد بن محمود حافظ
الدين النسفي (المتوفى710 :هي) -حققه وخرج أحاديثه :يوسف علي بديوي -راجعه وقدم له:
محيي الدين ديب مستو -دار الكلم الطيب ،بيروت -ط1419 ،1هي 1998 -م.
التنشئة االجتماعية للطفل العربي الوحدة والتعددية -قدري حفني -مجلة النيل ( -العدد )28القاهرة
1986م.
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان -عبد الرحمن بن ناصر بن عبد هللا السعدي
(المتوفى1376 :هي) -تحقيق :عبد الرحمن بن معال اللويحق -مؤسسة الرسالة -الطبعة:
األولى 1420هي 2000-م.
جامع البيان في تأويل القرآن -محمد بن جرير أبو جعفر الطبري (المتوفى310 :هي) -تحقيق:
أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة -الطبعة :األولى1420 ،هي 2000 -م.
العباس أحمد بن عبد الحليم محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي
جامع الرسائل -تقي الدين أبو َ
الدمشقي (المتوفى728 :هي) -تحقيق :د .محمد رشاد سالم -ط :دار العطاء – الرياض -
الطبعة :األولى 1422هي 2001 -م.
الجامع ألحكام القرآن -أبو عبد هللا محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح األنصاري الخزرجي شمس
الدين القرطبي (المتوفى671 :هي) -تحقيق :هشام سمير البخاري -دار عالم الكتب،
الرياض ،المملكة العربية السعودية -الطبعة 1423 :هي2003 /م.
حادي األرواح إلى بالد األفراح -محمد بن أبي بكر سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى:
751هي) -مطبعة المدني ،القاهرة -بدون.
الحضارة -د /حسين مؤنس -الكتاب رقم 1من سلسلة عالم المعرفة -المجلس الوطني للثقافة
والفنون واآلداب بالكويت.
الحضارة اإلسالمية أسسها ومبادؤها -دار الطباعة العربية -بدون.
الحضارة اإلسالمية بين أصالة الماضي وآمال المستقبل -جمع وإعداد :علي بن نايف الشحود -
الشاملة الذهبية.
حلية األولياء وطبقات األصفياء -أبو نعيم أحمد بن عبد هللا األصبهاني (المتوفى430 :هي) -
السعادة -بجوار محافظة مصر1394 ،هي 1974 -م -دار الكتاب العربي – بيروت.
خلق المسلم -الشيخ محمد الغزالي الطبعة الثامنة -دار التراث العربي 1394ه 1974،م.
درر إسالمية -عبد العظيم منصيور -طبعة المجلس األعلى للشئون اإلسالمية 1975م – بدون.
دولة القرآن – طه عبد الباقي سرور – دار الفكر العربي – بدون.
ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن األكبر -عبد الرحمن
بن محمد بن خلدون أبو زيد( ،المتوفى808 :هي) -تحقيق :خليل شحادة -دار الفكر،
بيروت -الطبعة :الثانية1408 ،هي 1988 -م.
ديوان حافظ إبراهيم -الهيئة المصرية العامة للكتاب – بدون.
رحلة ابن بطوطة -محمد بن عبد هللا بن محمد بن إبراهيم ابن بطوطة (المتوفى779 :هي) -
أكاديمية المملكة المغربية ،الرباط 1417 -هي.
الرحيق المختوم -صفي الرحمن المباركفوري (المتوفى1427 :هي) -دار الهالل -بيروت -دار
الوفاء -الطبعة :األولى.
روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني -شهاب الدين األلوسي (المتوفى1270 :هي)-
تحقيق :علي عبد الباري عطية -دار الكتب العلمية – بيروت -ط1415 ،2هي.
زاد المهاجر إلى ربه -محمد بن أبي بكر شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى751 :هي) -
تحقيق :د .محمد جميل غازي -مكتبة المدني.
علم االجتماع اإلسالمي التصيوير القرآني للمجتمع المسلم نظرية اإلسالم االجتماعية -د /صيالح
مصيطفى الفوال -دار الفكر العربي.
علو الهمة -محمد إسماعيل المقدم -دار القمة -دار اإليمان ،مصر 2004 -م.
فتح الباري شرح صحيح البخاري -أحمد بن حجر العسقالني الشافعي -دار المعرفة -بيروت،
- 1379رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه :محمد فؤاد عبد الباقي -قام بإخراجه وصححه وأشرف
على طبعه :محب الدين الخطيب -عليه تعليقات العالمة :عبد العزيز بن عبد هللا بن باز.
فتح القدير -محمد بن علي بن محمد بن عبد هللا الشوكاني اليمني (المتوفى1250 :هي) -دار ابن
كثير ،دار الكلم الطيب -دمشق ،بيروت -الطبعة :األولى 1414 -ه.ي
القاموس المحيط -مجد الدين الفيروزآبادى (المتوفى817 :هي) -تحقيق :مكتب تحقيق التراث في
قسوسي -مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر مؤسسة الرسالة -بإشراف :محمد نعيم العر ُ
والتوزيع ،بيروت – لبنان -الطبعة :الثامنة1426 ،هي 2005 -م.
ديورانت (المتوفى1981 :م) -تقديم :الدكتور محيي قصة الحضارة ِ -ول َ
ديورانت = ويليام جيمس َ
محمود وآخرين -دار الجيل ،بيروت -لبنان -
صابر -ترجمة :الدكتور زكي نجيب ُ الدين َ
ّ
1408هي 1988 -م.
القول السديد شرح كتاب التوحيد -أبو عبد هللا ،عبد الرحمن بن ناصير آل سعدي (المتوفى:
1376هي) -تحقيق :المرتضى الزين أحمد -مجموعة التحف النفائس الدولية -ط ،2بدون.
قيم من التراث -زكي نجيب محمود -دار الشروق -القاهرة 1999 -م.
الكشف والبيان عن تفسير القرآن -أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي( -المتوفى427 :هي) -
تحقيق :اإلمام أبي محمد بن عاشور -مراجعة وتدقيق :األستاذ نظير الساعدي -دار إحياء
التراث العربي ،بيروت – لبنان -الطبعة :األولى 1422هي 2002 -م.
لسان العرب -محمد بن مكرم بن على ،أبو الفضل ،جمال الدين ابن منظور األنصاري الرويفعى
اإلفريقى (المتوفى711 :هي) -دار صادر – بيروت -الطبعة :الثالثة .1414 -
محاضرات في المجتمع اإلسالمي -الشيخ محمد أبو زهرة -دار الفكر العربي -القاهرة .بدون.
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز -أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام
بن عطية األندلسي المحاربي (المتوفى542 :هي) -تحقيق عبد السالم عبد الشافي محمد -
دار الكتب العلمية – بيروت -الطبعة :األولى 1422 -هي.
مختار الصحاح -زين الدين أبو عبد هللا محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي الرازي (المتوفى:
666هي) – تحقيق :يوسف الشيخ محمد -المكتبة العصرية -الدار النموذجية ،بيروت –
صيدا -الطبعة :الخامسة1420 ،هي1999 /م.
ين -نجم الدين ،أبو العباس ،أحمد بن عبد الرحمن بن قدامة المقدسي ِ ُم ْختَص ُير ِم ْن َه ِ
اج الَقاصيد ْ
ان ،دمشق - (المتوفى689 :هي) -قدم له :األستاذ محمد أحمد دهمان -مكتََب ُة َد ِار َ
الب َي ْ
1398هي 1978 -م بدون.
المرشد في كتابة األبحاث -حلمي محمد فوده وعبد الرحمن صالح عبد هللا جدة :دار الشروق للنشر
والتوزيع والطباعة -الطبعة السادسة1410،1411 -هي1991 -م.
مروج الذهب ومعادن الجوهر -أبو الحسن على بن الحسين بن على المسعودي (المتوفى346 :هي)
-تحقيق :أسعد داغر -دار الهجرة – قم 1409-هي.
المعجم الوسيط -مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( -إبراهيم مصطفى /أحمد الزيات /حامد عبد القادر/
محمد النجار) -دار الدعوة.
المفصل في الرد على الحضارة الغربية -علي بن نايف الشحود -الشاملة الذهبية.
مالمح المجتمع المسلم د يوسف القرضاوي مكتبة وهبة .القاهرة الطبعة الثالثة.2001 .
المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج -أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى:
676هي) -دار إحياء التراث العربي – بيروت -الطبعة :الثانية.1392 ،
المنهج المسلوك في سياسة الملوك -عبد الرحمن بن نصر بن عبد هللا ،جالل الدين العدوي
الشيزري الشافعي (المتوفى :نحو 590هي) -تحقيق :علي عبد هللا الموسى -مكتبة المنار
-الزرقاء
مؤتمر السيرة النبوية الخامس بعنوان المجتمع المسلم .لسنة 2013م -د /احمد محمد الشرقاوي
سالم -الجامعة اإلسالمية جنوب البنجاب .المملكة العربية السعودية.
نحو إنسانية سعيدة ،د .محمد المبارك رحمه هللا -دار الفكر بيروت 1389هي الطبعة الثانية.
نظرية تقويم الفرد ،وتنظيم المجتمع في اإلسالم -محمد موسى عثمان -سلسة البحوث اإلسالمية
العدد (1400 - )11ه1980،م.
هذه أخالقنا حين نكون مؤمنين حقا -أبو أسامة ،محمود محمد الخزندار (المتوفى1422 :هي) -دار
طيبة للنشر والتوزيع ،الرياض -المملكة العربية السعودية -ط1417 ،2هي 1997 -م.
الوالء من واجبات الرحمة -محمد مجاهد طبل -1995 -بدون.