Professional Documents
Culture Documents
عن دما نق رأ في األخب ار عن أم وأبنته ا مقب وض عليهم في قض ية دع اره يتب ادر س ؤال ألذهانن ا كي ف ألم أن ترض ي ب أن
تعم ل بنتها في هذا المج ال وال نصدق أنفس نا عندما تق ول األم مدافع ه عن نفس ها أن أبنتها كانت تعم ل معها وأنه ا لم تكن تتركها
وعندما نعرف عن أب يتفق مع رجل يبلغ من العمر قرابة الستين عاما على الزواج من أبنته البالغة أثني عشر عاما تحدث لنا
ص دمة وذه ول من ه ذا األب الغ ير مك ترث وق د نفك ر كي ف لألم أن ال تت دخل لمن ع ه ذا ال زواج من أن يح دث وق د نعتق د أن ه ذه
األحداث فردية أو أن هؤالء االباء واألمهات ليسوا هم االباء واالمهات الحقيقين لهؤالء األطفال .وقد نسأل أنفسنا كيف ألب أن
يبيع أوالده لتجارة األعضاء البشرية أو أن يبيع أبنته لشخص غني من الخليج زاعما أنه يحسن مستوي دخل األسرة.
الحقيقة بكل آسف أن الوضع في مصر طبقا لإلحصائيات الرسمية ليس كما نتوقع أو نتمنى ويؤكد أن األمر تعدي أن يكون حاالت
فردية فعلى الرغم من صدور قانون يجرم االتجار بالبشر في مصر سنة 2010إال أننا نجد أنفسنا أمام واقع مرير فبحسب التقرير
السنوي لوزارة الخارجية األمريكية تحتل مصر المركز األول عربيا والثالث عالميا في بيع األعضاء البشرية التي تصنف ضمن
عملية االتجار بالبشر وعلى صعيد تجارة الجنس فمصر في التصنيف الثاني للدول التي تقع في قائمة المراقبة التي يصنفها التقري ر
ويؤك د التقري ر أن مص ر بل د تران زيت لعص ابات االتج ار في النس اء الع امالت في ال دعارة من دول مث ل أوزبكس تان وأوكراني ا
وروس يا ،حيث يتم نقلهن إلى إس رائيل لممارس ة ال دعارة التجاري ة ،مش يرا إلى وج ود عص ابات دولي ة منظم ة متورط ة في ه ذه
التحركات.
وقال التقرير إن أثرياء الخليج يسافرون إلى مصر لعقد صفقات زيجات مؤقتة (خالل فترة الصيف فقط) مع المصريات بمن فيهن
الفتي ات تحت س ن 18س نة ،ويتم ذل ك بتس هيل من أس ر الفتي ات المص ريات وسماس رة ت زويج الفتي ات من الخليج يين ،كم ا يرص د
التقرير حاالت دعارة األطفال التي تتم في المواسم السياحية في القاهرة واإلسكندرية واألقصر مضيفًا أن رقم ًا يبلغ ما بين 200
أل ف إلى ملي ون طف ل من أطف ال الش وارع (من ال ذكور واإلن اث) يتم إجب ارهم على ممارس ة التس ول وال دعارة من قب ل عص ابات
محلية.
بالتأكي د ال توج د فت اة وهي ص غيرة تحلم ب اليوم ال ذي في ه تك بر لتعم ل ب الجنس التج اري لكن األم ر يح دث بالتحاي ل واالك راه وفي
أحيان اخري يكون األمر بسبب اعتداء تم في وقت الطفولة أو زنا محارم وبالرجوع لموقع وزارة الخارجية المصرية تحت قسم
االتجار بالبشر نجد بحث ميداني منشور سوف استعين بنتائجه في مناقشة األسباب فلقد حاولت الدراسة البحث عن ضحايا االتجار
من عينة المحكوم عليهم في السجون المصرية في محافظات القاهرة والقليوبية واإلسكندرية ودمنهور وبورسعيد وأسيوط حيث تم
تطبيق استمارة البحث على 294محكوم عليه الذين وافقوا على ذلك ،وكذلك من خالل تحليل بعض قضايا البغاء الدولي .وكان
-معظم عينة المحكوم عليهم في جرائم االعتياد على ممارسة الدعارة الضحايا المحتملين لإلتجار قد سبق تعرضهم للتحرش أو
االغتصاب خالل مرحلة مبكرة من عمرهم ،وكان ذلك في بعض الحاالت من جانب أحد أفراد أسرهم أو المتولين أمرهم.
-تم تجنيد حوالي %40من عينة المحكوم عليهم في جرائم االعتياد على ممارسة الدعارة بالتحايل في غالب األم ر أو بالتهدي د أو
االغتص اب بع دد 44محك وم علي ه ،منهم 35أن ثي 9 ،ذك ور ،نص فهم في الفئ ة العمري ة أق ل من 25س نة ،وفئ ات التعليم أق ل من
المتوسط .ويضم هذا المستوي القدر األكبر من الضحايا وهذا يؤيد أن طريقة عمل تنظيمات االتجار بالبشر تكون من خالل بذل
الجهد واألموال الستقطاب ممارسين جدد للنشاط ،باإلغراء أو الخداع والتحايل أو باإلكراه.
-كان معظم الضحايا من اإلناث الذين تم اخضاعهم بالتحايل واإلكراه علي أكثر من مستوي ،فيستخدم التحايل للتجنيد علي أمل
الحصول علي فرصة عمل ،كما يستخدم القسر واإلجبار بسحب جوازات السفر وتوقيع كمبياالت بمبالغ مالية لجعلهن رهن الديون
لضمان خضوعهن للسيطرة الدائمة .كان معظمهن في الفئات العمرية من 30-15عام أغلبهم مطلقات ،حاصالت علي مؤهالت
الحقيقة أننا هنا امام صناعة تحتل المركز األول عالميا وتتفوق علي تجارة السالح والمخدرات في تحقيق األرباح .أنها صناعة
الجنس ال تي مثله ا مث ل ك ل الص ناعات تس عي من خالل التس ويق أن تزي د الطلب عليه ا من خالل فتح ش هية أك بر ع دد من الرج ال
وفي المقابل تسعي لتوفير المعروض من النساء حتي تلبي طلب السوق ومن هنا يأتي الربح.
زي ادة األرب اح تس تلزم بالض رورة زي ادة المع روض ل ذلك يتم اس تغالل ك ل الوس ائل لتحوي ل أك بر ع دد من الفتي ات للعم ل ب الجنس
التج اري مس تغلين الظ روف االجتماعي ة واالقتص ادية والثقافي ة مح اولين من خالل ال ترهيب وال ترغيب تحقي ق أك بر ربح م ادي
ألصحاب الصناعة.
والسؤال هنا لنا كمنظمات مجتمع مدني وكمؤسسات دينية هل العاملين في الجنس التجاري هم جناة أم مجني عليهم؟