Professional Documents
Culture Documents
December 2019: Thesis
December 2019: Thesis
net/publication/339956793
CITATIONS READS
0 6,623
2 authors:
All content following this page was uploaded by Ridha Hemici on 16 March 2020.
لجنــــــــــــة المناقشـــــــــــــة
تعد ظاهرة السياحة والسفر من الظواهر القديمة قدم الحياة والعريقة عراقة التاريخ ،وقد نشأت منذ
أن خلق اهلل األرض ومن عليها ،وتقوم ظاهرة السياحة على تنقل اإلنسان في رحاب األرض ب ار وبح ار
وجوا عبر المحيطات والقارات للتأمل في أرض اهلل الواسعة ليزداد إيمانه بربه ويتعرف على ثقافات
الشعوب وحضاراتهم.
هذا وقد أرجع المؤرخون نشأة ظاهرة السياحة بوصفها سلوكا بشريا إلى عهد الرومان ،حيث كان
النبالء الرومانيون وعائالتهم آنذاك ينتقلون لمشاهدة المدن الشهيرة في مشاهد العالم القديم ،وقد ارتبطت
حركة التنقل في تلك الفترة بأهداف محددة كاالرتحال إلى المدن الشهيرة خاصة بعد أن أصبحت اليونان
قبلة للزوار من جميع أنحاء العالم لمشاهدة األلعاب األولمبية التي ظهرت أول مرة سنة 676قبل الميالد.
وشيئا فشيئا تطورت وازدهرت حركة السياحة ،وأصبحت اليوم من أهم األنشطة التي تشكل موردا
مهما للدولة لما لها من أهمية في توريد العملة الصعبة فضال عن اعتبارها أحد الوسائل التي تساهم في
تطور قطاع االقتصاد الوطني باالضافة الرتباطها الوثيق بالعديد من األنشطة المتصلة بالقطاع السياحي،
وهي قطاع النقل عبر وسائط النقل المختلفة ،والفندقة ،والصرف ،واإلعالن التجاري فضال عن اإلرشاد
السياحي ،هذا وتعد السياحة ظاهرة اجتماعية وثقافية واعالمية في الحياة المعاصرة تسهم في تنمية
شخصية الفرد وتخلصه من ضغوطات الحياة عن طريق التنقل والسفر بغية تحقيق المتعة والراحة
ومشاهدة المناظر الجديدة والتعرف على المكنون الحضاري للشعوب واألمم.
والجزائر كغيرها من البلدان اهتمت بالنشاط السياحي لما تزخر به من مناظر طبيعية خالبة عن
طريق استحداثها لوكاالت خاصة أسندت إليها مهمة تنظيم الرحالت السياحية سواء داخل الوطن أو
خارجه ،فشهد هذا القطاع تطو ار ملحوظا من خالل اهمتمام المشرع الجزائري باصدار المراسيم وتلتها
القوانين التي تنظم مجال الرحالت السياحية واألسفار ،فكان أول مرسوم في هذا الخصوص يتضمن تنظيم
المؤسسات التي تؤدي الخدمات للمسافرين والسياح وهو المرسوم رقم 686-67المؤرخ في 62ديسمبر
7667وقد ركزت أحكام هذا المرسوم على تنظيم العالقة التي تربط هذه المؤسسات بعمالئها ومن ثم
حدد التزامات كل منهما ومسؤولية المؤسسة في مواجهة عمالئها.
وقد استحدث المشرع الجزائري نصوصا قانونية تواكب التطورات السياسية واالقتصادية في
الجزائر ،وتخلى بذلك عن المراسيم التنفيذية المنظمة للمؤسسات الخاصة في القطاع السياحي وأصدر أول
قانون في هذا المجال هو القانون رقم 20/62المؤرخ في 76فيفري 7662والمتعلق بوكاالت السياحة
واألسفار ،حيث اكتفت النصوص القانونية الواردة في هذا القانون بتعريف وكالة السياحة واألسفار ،وبيان
1
طبيعة نشاطها ،واجراءات تحصلها على رخصة االستغالل لمزاولة النشاط السياحي وشروطها كما حدد
العقوبات االدارية التي تخضع لها وكالة السياحة واألسفار في حالة مخالفتها ألحكام هذا القانون وما
يالحظ في أحكام هذا القانون أنها لم تحدد أحكام خاصة تنظم العقد الذي تبرمه وكالة السياحة واألسفار
مع السائح.
حيث لم تشر أحكام القانون رقم 20/62بشكل صريح أو ضمني للعقد الذي ينظم العالقة
القانونية بين الوكالة المذكورة والسائح ،كما أن أحكامه أيضا قد عرفت قصو ار تشريعيا فلم يتضمن أي
حماية قانونية للسائح من احتيال الوكاالت السياحية باعتبارها شخص مهني محترف في هذا القطاع
مقارنة بالسائح الذي ال يملك أي تأهيل أو احترافيه ،مما يجعله الطرف الضعيف مقارنة بالوكالة
السياحية ،وكذا االحتياالت التي قامت بها وكاالت السياحة واألسفار مع السياح المتعاملين معها بسبب
عدم وفائها بالتزاماتها وتقصيرها في تقديم الخدمات السياحية حسب النوعية المتفق عليها نظ ار لعدم وجود
عالقة تعاقدية تحدد طبيعة هذه االلتزامات.
وبعد انفتاح الجزائر على العالم وتماشيها مع االصالحات االقتصادية التي كانت بمثابة تمهيد
النضمامها للمنظمة العالمية للتجارة ،وباعتبار النشاط السياحي من الدعائم التي يقوم عليها االقتصاد
الوطني ،حرصت على استحداث نصوص قانونية تكفل إهتماما خاصا بالنشاط السياحي ،وتوفر الحماية
القانونية الالزمة للسائح لتشجعه على المشاركة في الرحالت السياحية وفي هذا الصدد أصدرت القانون
رقم 26/66المؤرخ في 20أفريل 7666والمتضمن القواعد العامة التي تحكم نشاط وكاالت السياحة
واالسفار.
وقد تضمن القانون رقم 26/66ألول مرة وصفا دقيقا للعالقة القانونية التي تربط بين وكالة
السياحة واألسفار والسائح ،تحديدا في الباب الثالث منه تحت مسمى "عقد السياحة واألسفار" واعتبره كل
اتفاق مبرم بين الوكيل السياحي والسائح الزبون والمتضمن وصفا لطبيعة الخدمات المقدمة وحقوق
والتزامات الطرفين خاصة فيما يتعلق بالسعر واجراءات التسديد ومراجعة األسعار المحتملة والجدول
الزمني وشروط وبطالن وفسخ العقد.
وبناء على ذلك ستأتي دراستنا لموضوع عقود السياحة واألسفار الذي يربط بين طرفين؛ أحدهما
شخص مهني يمارس النشاط السياحي باحترافية وهي وكالة السياحة واألسفار ،والتي أسند إليها المشرع
مهمة تنظيم وتسويق الرحالت السياحية إلى المناطق والمدن السياحية الوطنية منها والدولية واإلعالن
عنها للجمهور لالشتراك فيها ،باالضافة إلى تكفلها باإلقامات الفردية والجماعية وكل أنواع الخدمات
السياحية المرتبطة بها ،والطرف اآلخر من العقد هو السائح المستفيد من الرحلة السياحية ويعد زبونا أو
2
عميال لدى وكالة السياحة واألسفار إذ يقتصر دوره في االنتفاع من الخدمات السياحية بعد قيامه بالدفع
المسبق لالشتراك في برنامج الرحالت السياحية.
وتكتسب د ارسة موضوع عقود السياحة واألسفار أهمية خاصة على المستويين العلمي والعملي،
فعلى المستوى العلمي يعد عقد السياحة واألسفار بمثابة اإلطار القانوني المنظم للعالقة التعاقدية بين كل
من وكالة السياحة واألسفار والسائح ،كما ينفرد هذا العقد بتسمية مميزة خصصها المشرع الجزائري مما
يجعله يندرج ضمن العقود المسماة شأنه شأن عقد البيع ،وعقد المقاولة والفندقة وغيرها من العقود.
ويخضع عقد السياحة واألسفار لتنظيم قانوني خاص في أحكام القانون رقم 26/66فليس من
المتصور عدم إفراد هذا النوع من العقود لنظام قانوني خاص به وذلك لتفادي الجدل الفقهي والمشكالت
القانونية التي قد تثور في حالة النزاعات القضائية وان كانت أحكامه لم تصل بعد إلى درجة التنظيم
المفصل.
وباعتبار العقود السياحية عقودا تتغير وتتماشى مع المستجدات الحاصلة في القطاع السياحي
على المستويين الوطني والدولي ،فإن المنظومة القانونية المتعلقة بالنشاط السياحي تطورت نتيجة
التعديالت القانونية التي حدثت في فترات متقاربة شهدها القانون المتضمن تنظيم نشاط وكاالت السياحة
واألسفار ومراسيمه التنفيذية.
وعلى المستوى العملي ،فقد بات من الضروري تنظيم عقد السياحة واألسفار باعتباره أحد الوسائل
الرئيسة الممارسة في تنظيم النشاط السياحي فضال عن اعتباره مصدر من مصادر الدخل القومي بعد
البترول في الجزائر وأحد الركائز المحورية التي يستند عليها نمو القطاع اإلقتصادي في الدولة.
ونتيجة لتوتر األوضاع السياسية في العديد من الدول فإن حركية النشاط السياحي واستقطاب
الدولة للسياح على مستوى الساحة الدولية أصبح مؤش ار لقياس مدى تمتعها باألمن واالسقرار على الصعيد
السياسي مما ينكعس ايجابا على انفتاحها على العالم الخارجي ،وقدرتها على جذب السياح من مختلف
أنحاء العالم ،ولن يتأتى النهوض بهذا القطاع وتطويره إال من خالل الوكاالت التي تعنى بممارسة النشاط
السياحي وتنظيم الرحالت السياحية على المستويين الوطني والدولي مما يكسب العقد السياحي طابع
تشابك العالقات بين وكالة السياحة واألسفار مع وكاالت سياحية وطنية أو دولية ،أو مع مقدمي الخدمات
السياحية كالناقلين وأصحاب الفنادق والمرشدين السياحيين وغيرهم.
3
ولما كانت العالقة التعاقدية بين طرفي عقد السياحة واألسفار تعتمد بالدرجة األولى على الثقة
المتبادلة والمصداقية في تنفيذ االلتزامات ومدى تأهيل الوكالة السياحية وقدرتها على أداء الخدمات
السياحية باحترافية شأنها في ذلك شأن كل العقود التجارية ،فإن هذه الدراسة تهدف بالدرجة األولى إلى
تحليل المرتكزات التي يستند عليها القانون رقم 26/66والمتضمن تحديد األساس القانوني لعقود السياحة
واألسفار.
ومنه فإن العالقة التعاقدية التي تربط بين الوكالة السياحية والسائح متشابكة ،نظ ار لتعدد األدوار
التي تؤديها الوكالة بين الوساطة والنقل والبيع أو والمقاولة ،فالصفة التي تتخذها حسب الحالة تتداخل مع
العديد من النصوص الواردة في العقود العامة والخاصة ،لذلك البد من تقييم مدى نجاعة هذه النصوص
القانونية وابراز مكامن النقص فيها خاصة فيما يتعلق بالحماية القانونية للسائح في مواجهة الوكالة
السياحية ،وأخي ار اقتراح آليات تسمح بتفعيل األطر القانونية المتضمنة تحديدا لطبيعة هذا العقد
وااللتزامات التي يرتبها فضال عن تحديد كيفيات انقضائه التي لم تحظ بأي إهتمام خاص من قبل المشرع
الجزائري.
ومن ثم فإن دراستنا لموضوع عقود السياحة واألسفار سوف تقتصر على العالقة التعاقدية التي
تربط بين كل من وكالة السياحة واألسفار والسائح ،وهذا يقتضي منا تحديد معالمها الزمانية والموضوعية،
حيث ترتكز الدراسة في إطارها الزمني ،من بداية اصدار أول مرسوم متعلق بتنظيم المؤسسات التي تؤدي
خدمات للمسافرين والسياح ،يليه اصدار أول قانون يتعلق بوكاالت السياحة واألسفار وهو القانون رقم
20/62والذي تم الغاؤه فيما بعد ليحل محله القانون رقم 26/66الساري المفعول والمتضمن القواعد التي
تحكم نشاط وكالة السياحة واألسفار ،اضافة إلى المراسيم التنفيذية المطبقة ألحكامه وهي المراسيم
.06-08-07/6222
وتتجلى الحدود الموضوعية للدراسة في تحديد العالقة بين طرفي العقد وما يرتبه من آثار ،من
بداية تكوينه وصوال إلى أسباب انقضائه ،حيث تنطلق الدراسة من الجزئية التي يتم فيها تحديد مفهوم عقد
السياحة واألسفار في االتفاقيات الدولية وفي مختلف التشريعات الداخلية وبيان األركان التي يقوم عليها
باعتباره عقدا خاصا ،باالضافة إلى تحديد خصائصه المميزة فضال عن الخصائص التي يشترك فيها مع
غيره من العقود الواردة على عمل رغم عدم االشارة إليها في القانون المتضمن القواعد العامة التي تحكم
نشاط وكالة السياحة واألسفار هذا من جهة.
4
ومن جهة أخرى تجدر اإلشارة إلى بيان األنشطة التي تقوم بها وكالة السياحة واألسفار في إطار
تنفيذها للعقد السياحي وتحديد طبيعتها القانونية نظ ار لتعدد أدوار الوكالة في تأديتها لمختلف الخدمات
السياحية فتارة تتخذ دور الوكيل أو الوسيط بين السائح ومقدمي الخدمات السياحية ،وتارة أخرى تقوم بدور
المقدم الفعلي للخدمة السياحية فتتولى بذلك تنفيذ الرحالت السياحية بوصفها ناقال ،أو مقاوال ،أو بائعا
للخدمات السياحية ،وال يخفى علينا ما للفقه من اجتهادات كثيرة حول الطبيعة القانونية لعقد السياحة
واألسفار خصوصا في ظل النقص التشريعي الملحوظ الذي لم يحدد طبيعة عقد السياحة واألسفار في
أحكام القانون رقم 26/66السالف الذكر.
ويرتب إبرام عقد السياحة واألسفار التزامات متقابلة في ذمة كال طرفيه وكالة السياحة واألسفار
والسائح؛ إذ تلتزم وكالة السياحة واألسفار بجملة من االلتزامات قبل إبرامها عقد السياحة واألسفار يضاف
إليها االلتزامات التعاقدية التي تلتزم بها أثناء تنفيذ العقد ،إذ تلتزم بتزويد السائح بالمعلومات الضرورية
حول الرحلة السياحية المراد القيام بها كما قد تلجأ في بعض األحيان إلى االستعانة بأشخاص مهنيين كل
في مجال تخصصه كالناقل ،وصاحب الفندق ،والمرشد السياحي المعتمد من طرف الو ازرة المكلفة
بالسياحة ،باعتبارهم من مقدمي الخدمات السياحية.
وتراعي الوكالة المذكورة في اختيارها لمقدمي الخدمات السياحية الدقة في االختيار فضال عن
مراقبتهم أثناء تأدية الخدمات لصالح السائح المتعاقد مع الوكالة ،عالوة على ذلك فإنها تلتزم بضمان
سالمة السائح وضمان سير الرحلة السياحية في آن واحد ،ومن جهة أخرى يفرض العقد على عاتق
السائح العديد من االلتزامات بداية باحترامه للبرنامج المعد في الرحلة السياحية والتزامه بدفع ثمن الرحلة
بالطريقة والكيفيات المتفق عليها مع وكالة السياحة واألسفار.
ويترتب على تنظيم وكالة السياحة واألسفار للرحالت السياحية جعلها أمام خيارين ،إما تنفيذ
برنامج الرحلة السياحية بالطريقة المتفق عليها في العقد ودون أن تلحق السائح أية أضرار جسدية أو
مالية فال تثور اشكالية في هذا االلتزام ،ومن جهة أخرى فإنه من البديهي أن مخالفتها اللتزاماتها التعاقدية
يترتب عليه قيام مسؤوليتها المدنية في مواجهة السائح ،عند إصابة هذا األخير بأضرار جسدية نتيجة عدم
التزامها بضمان سالمته وأضرار مالية متمثلة في فقدان أمتعته وممتلكاته أو تلفها ،كما أن الضرر
المعنوي الذي يلحق السائح تنيجة التنفيذ المعيب أو الجزئي لبرنامج الرحلة من طرف الوكالة السياحية
يستوجب التعويض في مثل هذا النوع من العقود.
5
وعليه فإن األثر الطبيعي المترتب على إصابة السائح باألضرار الجسدية والمالية والمعنوية هو
رفع دعوى التعويض نتيجة ارتكابها ألخطاء ناتجة فعلها الشخصي أو أخطاء الغير مقدمي الخدمات
السياحية الذين عهدت اليهم تنفيذ التزاماتها التعاقدية بتحديد مضمون ونطاق هذه الدعوى وصوال إلى
تحديد األسباب التي ينقضي بها هذا العقد.
وبناء على ما تقدم فإن االشكالية المطروحة في هذه الدراسة هي :ماهي الضوابط القانونية
الخاصة التي تكفل حسن إبرام عقد السياحة واألسفار وفعالية تنفيذه؟
-كيف يتم تكوين عقود السياحة واألسفار وماهي كيفيات التجسيد المادي لهذا العقد بين طرفيه؟
-وعلى أي أ ساس يتم تحديد الوصف القانوني للعقد السياحي في ظل تشابكه وتداخله مع العقود ذات
الطابع السياحي كعقود كالنقل ،والفندقة ،والمقاولة؟
-ومامدى االلتزامات التعاقدية التي يرتبها العقد على عاتق وكالة السياحة واألسفار في الرحالت
السياحية الشاملة؟
-وهل يمكن مساءلة وكالة السياحة واألسفار عن أخطائها الشخصية وعن أخطاء الغير مقدمي
الخدمات السياحية الذين عهدت اليهم تنفيذ التزاماتها التعاقدية؟
وبناء على ماسبق ،وبغرض اإلجابة عن اإلشكالية المطروحة في الدراسة واإلحاطة بموضوع
عقود السياحة واألسفار قسمنا بحثنا إلى بابين؛
تضمن الباب األول اطا ار مفاهيميا حول تكوين عقود السياحة واألسفار انطالقا من تحديد األحكام
القانونية المنظمة لهذا العقد بتعريفه ،وتحديد مختلف خصائصه ،وتحديد كيفية إبرامه ،ثم التطرق إلى
تكييفه القانوني باالعتماد على دور وكالة السياحة واألسفار في تقديم الخدمات السياحة وصوال إلى
التمييز بين العقد السياحي وما يشتبه به من عقود ذات طابع سياحي.
في حين تضمن الباب الثاني آثار إبرام عقود السياحة واألسفار ،وتشمل هذه اآلثار االلتزامات
التعاقدية المتقابلة لطرفي العقد أي كل من وكالة السياحة واألسفار والسائح ،وصوال إلى تحديد المسؤولية
المدنية المترتبة عن مخالفة وكالة السياحة واألسفار اللتزاماتها التعاقدية ،وتتضمن مسؤوليتها المدنية
المسؤولية عن خطئها الشخصي وأخطاء الغير مقدمي الخدمات السياحية ،وهو ما يرتب قيام دعوى
المسؤولية من طرف السائح المتضرر للمطالبة بالتعويض وتحديد المحكمة المختصة ،ومن المعلوم أن
التزامات طرفي العقد السياحي كغيره من العقود ليست أبدية فقد خلصنا في الدراسة إلى تحديد األسباب
6
التي ينقضي بها عقد السياحة واألسفار ،وقد توجنا دراستنا هذه بخاتمة ضمناها أهم نتائج البحث كما
قدمنا بعض االقتراحات.
وقد تم اعتماد المنهج الوصفي والتحليل أداة له ،من خالل وصف مختلف النصوص القانونية
المتفرقة في القوانين الخاصة والمنظمة لموضوع العقد السياحي ،كما تم االعتماد على أداة التحليل التي
تقوم بالدرجة األولى على تحليل النصوص القانونية ،وفي المواضع التي تعذر فيها اإلعتماد على
النصوص الخاصة تم االستناد على النصوص القانونية الواردة في القواعد العامة بالقانون المدني بتحليل
فحواها واسقاط أحكامها على مضمون العقد السياحي.
فضال عن تحليل النصوص ذات الصلة بعقد السياحة واألسفار والمتضمنة في القانون التجاري
الذي ينص في بعض أحكامه على النقل البحري للمسافرين والقانون الجوي ،ذلك أن خدمة النقل سواء
البري أو البحري أ و الجوي تعتبر من العناصر الجوهرية في تقديم الوكالة السياحية للخدمات السياحية،
ويضاف إلى ذلك القانون المحدد للقواعد المتعلقة بالفندقة باعتبار عنصر اإلقامة أيضا أحد أهم المراحل
في تنفيذ الخدمات السياحية المترتبة عن ابرام العقد ،وتحليل مختلف اآلراء الفقهية التي تمحورت حول
الري األصوب منها.
موضوع عقد السياحة واألسفار وترجيح أ
كما تم ا عتماد المنهج المقارن في بعض المواضع من الدراسة بغية تتبع موقف المشرع الجزائري
بشأن العقد السياحي ومقارنته مع بعض التشريعات العربية واألجنبية والتي حددت على سبيل المثال ال
الحصر كالتشريع المصري والعراقي ،وكذا التشريع الفرنسي من خالل التطرق إلى بعض النصوص التي
تنظم النشاط السياحي عموما والعقد السياحي والوكاالت السياحية بصفة خاصة.
7
الصفحة المـــــــــــــــــــــــــــــوضـــــوع
10 مقدمة
12 الباب األول :تكوين عقود السياحة واألسفار
315
49 المطلب األول :أطراف عقد السياحة واألسفار
43 الفرع األول :وكالة السياحة واألسفار
43 أوال :التطور التشريعي لنشاط وكاالت السياحة واألسفار
46 ثانيا :مفهوم وكالة السياحة واألسفار
50 الفرع الثاني :المقصود بالنشاط السياحي والسائح
50 أوال :المقصود بالنشاط السياحي ومراحل تطوره
55 ثانيا :تعريف السائح (الزبون)
52 المطلب الثاني :أركان عقد السياحة واألسفار
52 الفرع األول :ركن التراضي
52 أوال :وجود التراضي
69 ثانيا :صحة التراضي
67 الفرع الثاني :ركن المحل
67 أوال :المقصود بمحل االلتزام في العقد السياحي
62 ثانيا :محل االلتزام في العقد السياحي
70 الفرع الثالث :ركن السبب
73 الفصل الثاني :الطبيعة القانونية لعقود السياحة واألسفار
74 المبحث األول :دور وكالة السياحة واألسفار في تنفيذ العقد السياحي
74 المطلب األول :التوسط بين العمالء ومقدمي الخدمات السياحية
75 الفرع األول :تعريف الوكالة بأجر في عقد السياحة واألسفار
77 الفرع الثاني :نتائج اتخاذ وكالة السياحة واألسفار لصفة الوكيل بأجر في العقد
77 أوال :بذل وكالة السياحة واألسفار العناية في تنفيذ العقد السياحي
72 ثانيا :التزام وكالة السياحة واألسفار بحدود الوكالة
81 ثالثا :التزام وكالة السياحة والسفر بتقديم المعلومات الضرورية
81 رابعا :االستعانة بمقدمي الخدمات السياحية
80 خامسا :ازدواجية العالقة التعاقدية لوكالة السياحة مع السائح ومقدمي الخدمات
84 الفرع الثالث :وكالة السياحة واألسفار وكيال بالعمولة للنقل
21 المطلب الثاني :التقديم الفعلي للخدمات السياحية
21 الفرع األول :وكالة السياحة واألسفار ناقل سياحي
21 أوال :المقصود بالنقل في عقد السياحة واألسفار
316
20 ثانيا :امتالك وكالة السياحة واألسفار لوسائل النقل السياحي
29 ثالثا :استئجار وكالة السياحة واألسفار لوسائل النقل البري
24 رابعا :استئجار وكالة السياحة واألسفار لوسائل النقل البحري
25 خامسا :استئجار وكالة السياحة واألسفار لوسائل النقل الجوي (استئجار طائرة)
26 الفرع الثاني :وكالة السياحة واألسفار مقاول
010 الفرع الثالث :وكالة السياحة واألسفار بائع للخدمات السياحية
010 أوال :الخدمات السياحية
019 ثانيا :بيع وكالة السياحة واألسفار للخدمات السياحية
015 المبحث الثاني :التمييز بين عقد السياحة واألسفار وعقود الخدمات السياحية
015 المطلب األول :عقد السياحة واألسفار وعقد الفندقة
015 الفرع األول :مفهوم عقد الفندقة
016 أوال :تعريف عقد الفندقة
018 ثانيا :خصائص عقد الفندقة
009 الفرع الثاني :التزامات صاحب الفندق في مواجهة النزيل
003 أوال :تسليم الغرفة وتوفير اإلقامة الهادئة
004 ثانيا :ضمان سالمة النزيل وحفظ أمتعته
005 ثالثا :المعاملة الحسنة وضمان التعرض للنزيل
006 رابعا :تقديم الخدمات الضرورية
007 الفرع الثالث :أوجه التشابه واالختالف بين العقد السياحي وعقد الفندقة
007 أوال :أوجه التشابه بين العقد السياحي وعقد الفندقة
002 ثانيا :أوجه االختالف بين العقد السياحي وعقد الفندقة
099 المطلب الثاني :عقد السياحة وعقد الرحلة السياحية البحرية
093 الفرع األول :مفهوم عقد الرحلة السياحية البحرية
093 أوال :تعريف عقد الرحلة السياحية البحرية
096 ثانيا :خصائص عقد االرحلة السياحية البحرية
098 الفرع الثاني :التزامات الناقل البحري في مواجهة السائح المسافر
098 أوال :التزام الناقل بإعداد السفينة وتجهيزها
092 ثانيا :االلتزام بنقل السائح المسافر
317
031 ثالثا :االلتزام بنقل أمتعة السائح المسافر
030 رابعا :االلتزام بضمان سالمة السائح المسافر
030 الفرع الثالث :أوجه التشابه واالختالف بين العقد السياحي والرحلة السياحية البحرية
039 أوال :أوجه التشابه بين العقد السياحي وعقد الرحلة السياحية البحرية
033 ثانيا :أوجه االختالف بين العقد السياحي وعقد الرحلة السياحية البحرية
036 خالصة الباب األول
038 الباب الثاني :آثار إبرام عقود السياحة واألسفار
032 الفصل األول :االلتزامات المترتبة عن تنفيذ عقود السياحية واألسفار
041 المبحث األول :التزامات وكالة السياحة واألسفار في مواجهة السائح
041 المطلب األول :االلتزامات المتعلقة بتقديم الخدمات السياحية
040 الفرع األول :االلتزام بإعالم السائح
040 أوال :التزام وكالة السياحة واألسفار باإلعالم قبل التعاقد
046 ثانيا :التزام وكالة السياحة واألسفار التعاقدي باإلعالم
042 الفرع الثاني :االلتزام بحسن اختيار ورقابة مقدمي الخدمات السياحية
042 أوال :االلتزام بحسن اختيار مقدمي الخدمات السياحية
059 ثانيا :االلتزام بمراقبة ومتابعة مقدمي الخدمات السياحية
054 المطلب الثاني :االلتزام بتنفيذ برنامج الرحلة السياحية
054 الفرع األول :االلتزام بضمان سالمة السائح
055 أوال :مفهوم االلتزام بضمان السالمة في عقود السياحة واألسفار
057 ثانيا :شروط االلتزام بضمان السالمة في العقد السياحي وطبيعته القانونية
061 ثالثا :األساس القانوني لاللتزام بضمان السالمة في عقد السياحة واألسفار
060 الفرع الثاني :االلتزام بضمان سير الرحلة السياحية
069 أوال :االلتزام بحسن تنفيذ برنامج الرحلة السياحية
065 ثانيا :االلتزام بتنفيذ كامل برنامج الرحلة السياحية
070 المبحث الثاني :التزامات السائح في تنفيذ عقد السياحة واألسفار
070 المطلب األول :التزامات السائح في مواجهة وكالة السياحة واألسفار
079 الفرع األول :االلتزام بتنفيذ بنود العقد السياحي
079 أوال :إمكانية تنازل السائح عن عقد السياحة واألسفار للغير
074 ثانيا :إمكانية تعديل السائح لبرنامج الرحلة السياحية أو إلغاءه
311
089 الفرع الثاني :االلتزام باحترام برنامج الرحلة السياحية
089 أوال :تقيد السائح بتعليمات وكالة السياحية واألسفار
083 ثانيا :التزام السائح بإعالم وكالة السياحية واألسفار
085 الفرع الثالث :االلتزام بدفع ثمن الرحلة السياحية
085 أوال :الدائن والمدين بالثمن في الرحلة السياحية
086 ثانيا :كيفيات تحديد ثمن الرحلة السياحية
086 ثالثا :زمن الوفاء بأجرة الرحلة السياحية
087 رابعا :مكان الوفاء بأجرة الرحلة السياحية
087 خامسا :تعديل أجرة الرحلة السياحية
088 المطلب الثاني :التزامات السائح في مواجهة مقدمي الخدمات السياحية
082 الفرع األول :التزامات السائح النزيل في مواجهة صاحب الفندق
082 أوال :التزام السائح النزيل بدفع مقابل اإلقامة الفندقية
021 ثانيا :التزام السائح النزيل بالحفاظ على العين المؤجرة
029 ثالثا :التزام السائح النزيل باستعمال العين المؤجرة وفقا للغرض المعدة له
024 رابعا :التزام السائح النزيل برد العين المؤجرة عند انتهاء فترة اإلقامة
025 الفرع الثاني :التزامات السائح المسافر في مواجهة الناقل السياحي
025 أوال :التزام السائح المسافر بالحضور في الزمان والمكان المتفق عليه
026 ثانيا :التزام السائح المسافر بالخضوع إلجراءات التفتيش
026 ثالثا :التزام السائح المسافر بدفع األجرة للناقل
022 رابعا :التزام السائح المسافر بإتباع تعليمات الناقل
910 خامسا :التزام المسافر بحراسة أمتعته الخاصة
919 الفصل الثاني :المسؤولية المدنية لوكالة السياحة واألسفار في مواجهة السائح
913 المبحث األول :نطاق المسؤولية المدنية المزدوجة لوكالة السياحة واألسفار
913 المطلب األول :المسؤولية المدنية عن الخطأ الشخصي
913 الفرع األول :المسؤولية عن األضرار الجسدية التي تصيب السائح
914 أوال :مسؤولية وكالة السياحة واألسفار المبنية عن الخطأ الشخصي
917 ثانيا :مسؤولية وكالة السياحة واألسفار في الرحالت السياحية الشاملة
912 ثالثا :إثبات السائح لخطأ وكالة السياحة وطلب التعويض
900 الفرع الثاني :المسؤولية عن األضرار المالية التي تصيب السائح
319
900 أوال :األمتعة المعهود بها إلى وكالة السياحة واألسفار
903 ثانيا :األمتعة غير المعهود بها إلى وكالة السياحة واألسفار
907 الفرع الثالث :المسؤولية عن سوء تنظيم الرحلة السياحية
907 أوال :الهدف من إبرام السائح لعقد السياحة واألسفار
907 ثانيا :التنفيذ المعيب لبرنامج الرحلة السياحية
908 ثالثا :التنفيذ الجزئي لبرنامج الرحلة السياحية
902 رابعا :تعديل شروط أو مواصفات العقد السياحي (الخدمات السياحية)
902 المطلب الثاني :المسؤولية المدنية عن خطأ مقدمي الخدمات السياحية
991 الفرع األول :مفهوم المسؤولية عن فعل الغير مقدمي الخدمات السياحية
994 الفرع الثاني :أحكام مسؤولية وكالة السياحة واألسفار عن مقدمي الخدمات السياحية
994 أوال :األساس القانوني للمسؤولية المدنية لوكالة السياحة واألسفار
997 ثانيا :شروط المسؤولية المدنية لوكالة السياحة واألسفار
992 الفرع الثالث :أهمية المسؤولية المدنية عن فعل مقدمي الخدمات السياحية
934 المبحث الثاني :دعوى المسؤولية المدنية لوكالة السياحة واألسفار
934 المطلب األول :تحديد دعوى المسؤولية لوكالة السياحة واألسفار
934 الفرع األول :أساس رفع دعوى التعويض
935 أوال :البحث في مخالفات وكالة السياحة واألسفار ومعاينتها
941 ثانيا :المحكمة المختصة بنظر الدعوى
949 الفرع الثاني :نطاق التعويض في دعوى مسؤولية وكالة السياحة واألسفار
949 أوال :تعريف بدعوى التعويض
944 ثانيا :عبء إثبات الحق في التعويض بدعوى المسؤولية المدنية
946 ثالثا :أنواع التعويض عن الضرر في دعوى المسؤولية المدنية
947 رابعا :شروط التعويض عن الضرر في دعوى المسؤولية المدنية وتقديره
942 المطلب الثاني :آثار دعوى المسؤولية لوكالة السياحة واألسفار
951 الفرع األول :االتفاقات المحددة لمسؤولية الوكالة السياحية ووسائل دفعها
951 أوال :اتفاقات المسؤولية
955 ثانيا :وسائل دفع المسؤولية وتقادمها
960 الفرع الثاني :انقضاء عقد السياحة واألسفار
960 أوال :األسباب العامة النقضاء عقد السياحة واألسفار
311
964 ثانيا :انقضاء عقد السياحة واألسفار باإلرادة المنفردة للسائح
965 خالصة الباب الثاني
967 خاتمة
974 المالحق
985 قائمة المراجع
311