Professional Documents
Culture Documents
حائط البنادق - عبد الخالق الركابي
حائط البنادق - عبد الخالق الركابي
مى مم
سسدفره
ا!بناد، ثاثط
. الركام يزيل الذي الاصبع انتظار في - ؟ لا فرق القلب أو في
جيد. في يوم ما بشكل أنني لم اتقن عقدها حيث
صفعات مرة من أكثر وقعا ألف المخيفة التي كانت نظراته باحدى
الحرب عن المسافرين أحاديث تشابكت الخلف .ومن الشاردة
الصغيرة واجسادنا نتقبلها - الصغار التي كئا -أنا وإخوتي أمي
لحروب لتتطرق الأحاديث وتشعبت . الأبناء الجنود وأخبار والجبهة
من بواحدة ان يحدجني أبي يكفي .كان مكتوم بضحك تختض
صوته بقي كهل رجل اهتمام الجميع ما استقطب وسرعان . أخرى
الطعام أعاف النهار ذلك طوال على نفسي انكمش تلك لكي نظراته
إياهم محدثا يتتابع حلقه وهو يسلك الذي تتخلله نحنحاته المشروخ
الى يدعوني وهو صوته الغد وسماع قي انتظار صباح والشراب
في فوج متطوعا جنديا المديدة التي بدأها العسكرية حياته عن
النظرة تطاردني تلك ...وبقيت عني أنه مد صفح فأعلم حجرته
على أصيب عندما فلسطين في حرب الكاظم ) وختمها (مولمى
ن أ على الاجازة دون الحصول لغرض الدائرة وأنا أتنقل بين غرف
الدفعدة قذائف على مرمر قد أصبحت كانت التيئ تل أبيب مشارف
ولا ضجيج ، خلفي تصطفق التي كانت الأبواب الزجاجية تردعها
ر ا لم ،اذ أنني وجهه عن في المراة الجانبية بحثت وعبتا . العراقية
اجتياز على غيره التي كان يحظر الى حجرته يدعوني المتسلط وهو كوعي طريق عن شاعرا الرتيب السيارة لارتجاج استسلمت
الا على ينقطع لم يكن الدائم الذي الغياب عتبتها بغيابه -ذلك الاسفلتي على الطريق العجلات باحتكاك الطافذة المرتكز على حافة
إلى القرية يحضر عندما كان والاجازات الأعياد في متباعدة فترات تتاؤباته يغالب القابع على يساري جاري وكان . باتجاهي المندفع
والتي ، سود الأيمن ثلأثة خيوط التي تعلو كمها ببدلته العسكرية الجانب .وفي بحمية الضخمة مسبحته بحبات بالعبث المتعاقبة
متوتر نتبادل البيت صمت على ،فيخيم أمي مباهاة مصدر كانت المشعرتين وهما ذراعيه سوى السائق المح من الآخر منه لم اكن
الحجرة باب نحو برهبة تتطلع واعيننا همسا الحديث خلاله انتننماء لحظة في عليه لتطبطبا بها مبالغ بأبهة بالمقود تمسكان
المضاءة بفانوس إلى تلك الحجرة أدلف برمة كنت المغلق -وبخطى دون ، المذياع بها ايقاع الأغنية التي يصدح مع منسجما مفاجىء
الداخل. على يسار واطئة خشبية على منضدة موضعه لا يغادر تنمو بسرعة وهي المعاكس الجانب القادمة من أن يأبه للسيارات
بنادقه العديدة التي حصل امكث معه وسط طوال كنت ولساعات وفي الرآة التي تعلو رأسه، . صاخب بدوي قبل أن تنخطف خارقة
قوله- ) -حسب ( يعاشرها :فالبندقية التي شتى عليها بطرق كتنة لسطوة المستسلم الضيق وجبينه المعتكرتين عينيه والتي تؤطر
الحصول من له بد ،ولا بسهولة عنها التخلي لا يستطيع لفترة يتابع المحه وهو ،كنت والدهان البياض خالطه خشن شعر
093
ثيابنا رائحة من وتفوح العنكبوت ونسيج الغبار يغطينا خرافيين على قابعا في مواجهته اظل كنت . لها مماثل عليها او على صنف
عندما ساخطا على ان يجدف اوشك ابي قد الفئران .وكان زبل الملطخة بدهن الغليظة اصابعه وعيناي تتابعان الحصيرة
التي بدا فيها بهيئة المنشودة الصورة يسمتل وهو أساريره تهللت تلك تركيب واعادة وتزييت بتفسيخ منهمك وهو ) ( الجمام
اليمنى التي ذراعه اللعنة وقد صالب لحد عيناه شرستان ، جانبية لا تكف الذين القرية لصبية منصرف البنادق ،بينما ذهني
بدت باتجاه العدسة مباشرة حتى سود تعلو كمها ثلاثة خيوط العصافير. اقتناص مقاليعهم عن
الممثلين في بعض اذرع مثلما تظهر ، الحقيقي حجمها من أضخم
لك الذي سأخلفه الارث الوحيد البنادق هي ( -تدأكد بدأن هذه
لتلك منصرفا كان همه أن كل الواضح بدا من . أفلأم الكاوبوي
. ) ! أحمر فلسا حياتك لا تساوي ودونها . موتي بعد
و ) ( الطكاكة و ( الماطلية ) و ) ( السلوبة و ) ( الشريفية
()2
ذات الاسماع بتلك ذهني يعبىء .كان ) ( الكسرية ) و ( البرنو
ن أ يكتشف أن بالموت دون جميعها والمسكونة الخشن الإيقاع
وعلى . مكتوم يهدر بصوت السيارة تاركا محركها السائق أوقف
القضية وازدادت . -ينمو باطراد أيضا منها -بل ومنه ضجري
ارتال شاحنات عليهما ذقنه وهو يتأمل ممسندأ ذراعيه المقود شبك
حقيقية إلى ثكنة البيت حول فقد ، التقاعد على احيل عندما تعقيدا
السير وثمة جنود مدافع ومطابخ ميدان قطعت اليها شدت عسكرية
عرضات الطعام إلى ساحة وجبات وحول ، مدفع سوى لا ينقصها
ورائنا ارتفع نفير السيارات ومن . حولها يحومون ورشاشات بخوذ
ولا . بوق اليها على صوت ان يدعونا لو أعجبه نستغرب لم نكن
النافذة من برأسه سائقنا ،فأطل طويلة لمسافة تزاحمت التي
صورة عن البحث في ذهنه فكرة اليوم الذي خطرت ازال اتذكر ذلك
الشتائم السواق يبادل وهو صراخه .وارتفع ملتفتا اللى الخلف
نهار طوال البحث واضناني . له وهو فيها برتبة عريف يتيمة كانت
بعصبية المقود تتراقص على اليمنى المستقرة يده وأصابع
المنزل في تنقله المحموم عبر حجرات على خلاله ملاحقته كان كامل
.وعاد الخارج الثائر في الرأس المتفجر في للسخط مستجيبة
في البال بكل ما يخطر المامرة وزنابيل أمي اكياس 0 نابشا في صور
. المبتكرة شتائمه يتابع يزال لا وهو إلى الداخل متورد بوجه السائق
فارغة بزجاجات ،ومرورأ هاربة البداية في تتقافز بفئران بدءا
عاد يطل قوس النافذة على شكل من مرقت ببصقة وبعدما قذف
بالاضافة . ادله إلا سرها يعلم لا غامضة مواد على تحتوي وأخرى
قبضته .وشحبت أمام المرة إلى هذه متطلعا الخارج الى برأسه
ثعابين، وجلود فضية وحلي ولحاء جوز حناع وثمار مجففة لأكياس
: ينادي بها على المقود وهو التي شد
من على دفعات بها أمي تأتي ) كانت ( اسبيرين انتهاء بحبوب
... ...ابا خليل أبا خليل -
الأرض من على سطح كدواع وحيد لكل ما وجدت المدينة مستشفى
كان الذي الفتي ووجهه السيارة مقدمة من جندي واقترب
. أمراض
في خودفة فولاذية. مبكرة غاطس عليه صرامة يحاول ان يضفي
وهو يكلم للحظات وتنطبقان تنفرجان شفتاه بقيت وراع الزجاج ومن ظهر فيها أبي شمسية على صورة نقع سوى لم طويل وبعد بحث
القصيرة نحو رشاشته بايماءات من السائق بشيء ما مشفوع الصغيرتان على ركبتيه وعينا. كفيه اسند وقد بالكوفية والعقال
إلى الوراع حرك بنظرة خاطفة ألقى السائق وبعدما . الطريق جانب مباشرة الناظر انفه الكبير مثبتتان في عيني منبت حول المتلامعتان
الغبار سحب واقتحمت . يمينا بها لتنحدر وانحرف ببطع سيارته لا أو من المجهول المصور والعناد كطئه يتوعد التحدي بمتيء من
المتربة .وعلى الأرض على تسير شرعت التي السيارة جوف قلبينا بعدما الى يتطرق اليأس وكاد . والثبور بالويل الصورة تعجبه
( ايفا) شاحنات ،اجتزنل المرتفع لاسفلتي ل الطريق فوق ، اليسار إلى كائنين تحولنا .وكنا قد واحدة صرة أمامنا سوى لم تبق
ء4
الزيت الذي إياها من منظفل الطويلة بخرقة العظمية أصابعه مسح اثنتين منها نحو جانب زحزحة يحاولون والجنود الواقفة العسكرية
الشيع ورقبته بعض المحدودب به بنادقه أولاني ظهره يشحم كان المشكلة. أنهما كانتا سبب لا شك الطريق
في طفولتي: را!ي ليستقر يميل ما يكاد الخلفي المسند على المركون ورأسه ، ساقطة
لك سدخلفه الذي الوحيد الإ(ث البنادق هي ( -تأكد با! هذه مذعورا ويغمغم معتذرا قبل أن يواصل ينتفض على كتفي حتى
- ) ! أحمر فلسأ حياتك لا تساوي ودونها موتي بعد
لولا ، أنام بدوري تجعلني وكادت حواسي بلدت التيئ القلقة اغفاءته
: أضاف وراعه الباب يطبق ان وقبل
امتدت اليمين على . اللعينة في مراته يرمقني للسائق انتبهت أنني
خطيئتي لحملتك به بعدي لو فرطت الذي الوحيد ( -انه إرثي في بعض المغطى كان سطحها الطريق واكئت مياه راكدة مخاضة
اعد لم . ،- لقاء لي اخر كان وذلك . أبى ما قاله آخر كان ذلك غربا.
من يسهون وهم اصدقائي الدائم وسخريات تسلطه أتحمل فيها بابعادها مناورة نجحت وبعد . جيبي من البرقية اخرجت
وينهمك لآخر حين بيته من عتبة يفترش الذي الكهل العريف في المراة قرأتها للمرة اللتين كانتا تترصداني السائق عيني عن
أثأر لطفه لتي لي أن آن قد كان . العصملية بنادقه وتزييت بتنظيف
ومن . الأعياد في احد للقرية في زيارة كتت اليوم :في ذلك الثانية
فقررت ، التي ألغتها عتمة تلك الحجرة الصغيره المحبطة ولمسراتي بحكاية ذلك الجندي الذي عاد من جبهة الأردن سمعت أصدقائي
الأبد. إلى القرية ترك
شيئا أو معه غلاف قذيفة مدفع جالبا بعد أشهر من هزيمة حزيران
أبي فلم الفارغ لسمع الغلاف ذلك خبر وتناهى . القبيل هذا من
()3
حصل إلا بعدما القصيرة يهنأ باجازته المسكين الجندي يترك
بتلك الحكاية علق يخبرونني وهم أصدقائي قهقهات ووسط . عليه
ازاء نقطة السيارة تقف كانت ، اغفاءتي من استيقظت عندما
احدهم بخبث:
على مشلرفهل المدينة التي تقع قريتي مدخل عند القائمة التفتيش
عنها بالأغلفة البنادق فاستعاض تجميع ( -يبدو أن أباك مل
سيكارته جاري أوقد .ولحظة خيم قد الليل .وكان الشرقية
. ! ) الفارغة
ما توحدت سرعان التي الداكنة هياكلنا الزجاج على ارتسمت
اعجاب بسر فكرت البيت نحو طريقي وفي . المزيد أحتمل أعد لم
تتألق من سيكارته جمرة .وبقيت الشيع بعض بالعتمة الشفيفة
سنوات منذ ترك قد انه كان أعرفه ،فالذي الغلاف بذلك أبي
لآخر. حين
إنها ، تعلمون فكما .. رجاء هؤياتكم جماعة.. يا عذرأ - الطلقات ) بعدما شاعت ( الشدادة البعيدة تعبئة الطلقات طفولتي
في حجرته يحتفظ أنه لم يعد جيدا أعلم وكنت كما . ) ( الكرخانة
. الحرب
هذه سر .فما السنين كر أضاعها ) ( الشمتة فأكياس بالبارود
عبر مرقطة الملفوف بكوفية حمراء راسه وهو يدخل قالها شرطي
لأصارحه الكافية الجرأة في نفسي وجدت ؟ وهكذا النزوة الجديدة
خاطف. بضوع في يده تنبض ،وثمة بطارية نافذة السيارة
. مشاعري بحقيقة
، الظلام في غارقة المدينة أرى مرة ،فلأول الحرب إنها حقا
القديمة. بتظرته لحدجنى انما بقي ، أبي لم ينطق طويل لوقت
تراصفت الوحيد الشمارع حاندت ،وعلى سميرها السيارة تابعت
من على أن أنسلخ قد أوشكت وكنت أن الأمور كانت قد اختلفت غر
. الجنود حولها تزاحم بالدبابات وثمة نار موقدة محملة شاحتات
بعد دراستي حالما أنهي بانتظاري وظيفة وهناك ، الفلاحي جلدي
المعادية الطائرات أصابته البنزين وقد البناع الملحق بمحطة وبرز
القديمة احقادي أهادن وأنا بثبات النظر أبادله ،فبقيت أشهر
الركام المطليين على المصباحين ضوع .وسقط واجهته فتهدمت
اأسير في حجرته نفسي كلما وجدت في أعماقي تنمو كانت التي
مائل. ارتكز على قائمته بشكل باب ،فظهر في الداخل المتشابك
صمته عن لم يثر أبي بل خرج . والدخان البارود برائحة العابقة
ومن قاع ، كانت ثمة سدرة غدت مجرد هيكل متفحم وعلى الرصيف
منذ دهر: بفم بدا كأنه لم ينطق الدائم ليكلمني
خرير الهزيل تصاعد الاسمنتي يعلوه الجسر الذي الكبير الوادي
. ) ! ذلك لك أغفر ( لن -
تتتابع البيوت الطينية ما ؟هـت الآخر حيث وفي الجانب مبكر. سيل
ثائرتي: اهدى ء من أن وأنا احاول فأجبته
صن عممة المقهى الصغير انسلخ شخص السيارة حتى أهبط من
؟ ) الآخرين كلام ...الا يهمك يا أبي صالحك لأجل ( ذلك -
اعتمر كوفية وقد عمي كان . كثب عن المسافرين متفحصا وتقدم
. ؟ ) يا بني خرفت قد أنني ( تعني -
من والركب بالاكتاف صادما لمحنيئ هاجمني .وعندما سوداء
التفاهم باستحالة على البكاء شاعرا وقد أوشكت صوتي فتهدج
وجنتي مبللا الحميم بعناقه انفالي. علي .وكتم سبيله اعترض
معه:
بتمخط ما قطعه سرعان ببكاع مصطنع .ونهنه الرنانة بقبلاته
تزييت عن وكف ... ابتاه الماضية يا العسكرية حياتك ( -إتس
على تأكيده لم افقه منها سوى أشياء يثرثر بجملة وانطلق رهيب
. ) ! الجيران تثير سخرية التي البنادق تلك وتنظيف
أنه لو ،فأنا أعلم جيدا أنه أثار فضوله لا شك يخصدي مفتاح
دون ) كبيرهم المحمث ( عمي لأصبح مباراة للفضولبين هناك كأنت بعينيه الكهلتين اللتين بي يحدق بقي دهرا خلته طويل لوقت
. منازع وبعدما . الشيخوخة ضبابة واعتلتهما في محجريهما غارتا كانتا قد
41
المطفأ. الكهرباء عمود الى ءللتين كانتا مشدودتين الدابتين ركبنا
على البناع الملحق القنابل التي القتها الطائرات احدى من بشظية
دابته ركوب في الفترة الأخيرة اعتاد قد البنزين وكان بمحطة منه ان يقص وعندما طلبت . معه حقيبتي على أن يحمل عمي واصر
الآخر منها حيث الجانب نحو الجسر إلى المدينة وعبور والذهاب العوجاء في الكلام فاعتذر لمرة ، لجأ لطريقته بالتفصيل لي ما حدث
تمر من هناك المدافع العسكرية التي تسحب الدبابات والشاحنات للمرة .واعتذر صوابي يفقدني كاد بثانية وثالثة حتى أردفها
يتابعها بفم مفغور: كان وهو يقول: المصطنع لبكائه وعاد . اليوم انتهى عصر الفاتحة الذي
احتضاره في لحظات ...وكان الحجرة مفتلح لك ترك -وقد ن ا لي من بد لا وكان .. بطبعي وأنا حنين .. أخي كان فقد ... -
...اما ما العلوي في طابقه ما يخضك شيع الدولاب وعن عن يهذي ... بالواجب اقوم نحوه
! الدولاب في وصيته تكون ...قد ...اسمع الله عند ؟ فالعلم هو مساومة: بلهجة وأردف
أبب يتركها وصية أية . مقهقها لانفجرت الوضع دقة ولولا القهوة والشاي على دينارا صرفتها ؟ خمسون ...اتدري -
ععله الذي المتواضع بأثاثه اللبني المنزل هذا لا تتجاوز وملكيته ... دينارا أزرق كلفتني ..والبرقية نفسها خروف ونحر والسكائر
إلا ايام هي وما ، فيها الزاهدين فأنا من ، الورثة بين لتوزع لوصية الضيقة المدينة ازقة .واخترقنا اللعين المفتاح لذلك وعاد
ايقن قد عمي وكان . المدينة الكبيرة في تلك حياتي لأواصل وأعود .لا النخيل الممتدة عبر غابات الطرق سبيلنا وسط نشق وشرعنا
بغيظ. ينفخ الليلة فغادرنا وهو فضوله أنه لن يشبع من متأخرا عمي صياح الجنادب سوى شدء يعكر هدوع الليل العامر بصرير
مررنا ولحظة . المتربة الدائتين على الأرض ونقر حوافر المتواصل
()4 الاخر الجانب في يميننا على الممتدة ) ادله الصالح ( عبد بمقبرة
ما قرب لموضع بها ازاء القنطرة ليشير دابته ووقف للنهر شكم
ويقول: المغسل
دافىع احساس يملأني الفجر أذان مع لاستيقظ مبكرا نمت
وعترة بثوب ملابسي قد استبدلت وكنت . بي بالألفة مع كل ما يحيط . هناك -دفنا.
المفتاح أستللت معدودة لسنوات قرويا تنكرلجلد. كما كنت فعدت مجاراته، على القدرة في نفسي أجد ولم . بالفاتحة يتمتم وشرع
سنوات خلالها اختصرنا النظر للحظات .بقينا نتبادل وشماله عليها عمي التي لن يجيبني المستحيلة الأسئلة هي ؟ فتلك هات
بين القليلة المتوزعة الحجرة عبر محتويات ببصري فجلت ، الماضي فقد . العائلة كبير غدوت لأول مرة بأنني حقأ في البيت شمرت
بها الأرض ودولاب يقوم على يميني يواجهه كرسي فرشت حصيرة تمتد حتى شيئا أطلب أكاد ما ، والاهتمام بللرعاية الجميع احاطني
على وضعها الحجرة .كانت الصلاة سجادة فوده ركنت جريدي الغلق الحجرة باب أحدج بقيت لتناولني إئا. .ورغم ذلك الأذرع
الى غاب قد كان أبي ان !ثيع سوى أي فيها لم يتبدل السابق و أ ، اليه وهو يدعوني صوته أتوقع ان أسمع كطئني بنظرة متوجسة
الأبد! .كان لهنلك المخيفة نظراته من بواحدة لبغتة ليرميني الباب ينفتح
فأينما مددت ، وولأة تسلطه تحت غيابه الأبدي يرزح البيت رغم
طابقه متلمسا محتويات يدي الدولاب ومددت نحو اتجهت
بدءا بباب البيت الخارجي ، يديه ما من صنع شدء واجهني بصري
أخرى .ومرة الفانوس ضوع عنه الباب حجب الذي العلوي
الرياح هسيس وحتى . جمره التوري توسط الذي بالموقد وانتهاء
ساقطة بعلبة هوت أشبه ما يكون بشيء اصابعي اصطدمت
بأنه ذكرني ، بالبيت الملحقة في الفسحة القائمة بالنخلات تمر وهي
على كتلة معدنية كفي الزوايا .واستقزت احدى نحو وتدحرج!
بها الاعتناء على التي اعتاد ان يحثني تلك النخلات الذي زرع هو
على انه يحتوي شك لا لتنتقل لكيس ، هناك وجودها ثقيلة ادهشني
. ) النخل عماتكم ( :ارحموا الرسول حديث سمعي على مرددأ
.انتقلت ابي نزوات أثار احدى اخر شيء أو أي أو رمل تراب
النجارة المعهودة وأنا أفكر على أدوات يحوي الذي السفلي للطابق أبي فاخبرتني وسط عن كيفية موت أمي فضولي وأخيرأ أشبعت
. أبي هناك التي تركها الوصية عن عفي فكرة بهراء الفوطة بأنه أصيب بطرف انفها ومسح المتتابع وتمخطها نشيجها
!2
نحوهم به البنادق استدار الذي لف لهم رؤية القطن قليلا ليتسنى الأيسر الجانب يبدا من البنادق ،الذي حائط أواجه عدت
!كن ذهنه! قد غاب امرا كان بغتة وقال كأنه تذكر ،وينتهي أبي لجد تعود ( المكنزي ) كانت صنف من بواحدة
وتلثموا قليلأ تبتعدوا ان ارجو ... جماعة يا ( ( عذركم - لأبي تعود كانت ) ( برنو ببندقية الدولاب قرب الأيمن بالجانب
أن يكون وأخشى في منطقتنا الطاعون فقد تفشى أنوفكم وافواهكم إياها عبر التي لقنني أبي حكايات في ذهني ...وتشابكت نفسه
في خطيئتكم فأحمل بسببه قد مات الميتين او كلاهما هذين احد جدي البنادق بدءا بحكاية بتزييت منهمكان ونحن طفولتي سنوات
. ! ) عنقي قلة الناجين من من ) .وكان ( ابن رشيد حملة مع سيق الذي
فقد . القصيم صحراء وعواصف رمال ) ومن ( ابن سعود جنود
فزعة تبادلوا نظرات بلغتهم حتى الكلام ذلك ما ان نقل الجندي
بها محتفظا لا يزال ) كان ( مكنزي وبندقية معطوبة بذراع عاد
يومىء واحد الى الوراع واكثر من الذعر وتراجعوا فيهم دب وقد
يوم ) الخندق فى ( دغل مع كثيرين سنوات بعد عشر اعتصم عندما
ومعركة لبغيتهما .فوصلا الرهيب بحملهما بالابتعاد لهما
عندما حتى عنها يتخل ولم . ( السفربر) العثمانية الدولة اعلنت
الانكليز القى عودتهما عند .لكنهما اشدها على ) ( الرارنجية
( انور باشا) الوؤير التركي أصدر بعدما للجندرمة نفسه سلم
بلدة في سراي البنادق وسجنوهما ثمن عليهما وسلبوهما القبض
. ( الأفرار ) باعدام الأمر
) ثار في تلك ( الموح ب ) الملقب الفاضل ( صلال ان ولولا . دعفك
الى الأبد. لضاعا السراي على الفترة واستولى ( الموزر) صنف من واحدة عند لأقف بنادق ببضع ومررت
عنها بأدق أبي يحدثني التي كان بتلك الرحلة الأسطورية ذكرتني
سمعي في دئي يتردد البنادق وصوت استعرض كادأخوذ عدت
وأبوه جده فيها غامر والتي - ! فيها شارك كنمانه س تفاصيلها
كانت ) الس ا لي انفليد فهذه : اثر الأخرى واحدة عنها يحدثني وهو
أربعة بغال ركبا اثنين منها وشدا من تتكون فاتجها بقافلة صغيرة
.وهذه ) بغداد صدقي ( بكر قوات ضمن دخل يوم جدي مع
لتهريبهالس الآخرين على ظهر والخراطيش بالبنادق مملوءين تابوتين
امتلكها أبي، أول بندقية هي القليل الخشب ) ذات ( الشريفية
) حيث ( الكفل لبلدة الوصول أوشكا وعندما ء ) العشرين ( ثوار
(ثورة استغرقتهما اللذين الشهرين ذينك خلال رافقته وقد
يطوقهما يتكون من خليط عسكري رحالهما فوجئا بفصيل محط
( الفلوجة ) بيد سقوط ليعود بعد هرب قد الوصي ) وكان مايس
من ،وجنود زرق وعيون متوزدة انكليز بوجوه جنولى من عجيب
الى ( خان ) ( كلارك قوات وصول بعد بغداد الانكليز ويدخل
اللون، خضراء المدبوغة تبدو جلودهم والكركئه تكاد السيخ
ثلاثين -البريطانية التي استمرت العراقية الحرب النقطة ) حيث
اللمعلن الزرق الأسود ذي شعرهم وعيونهم الغامقة تتلامع تحت
بعد شارك عندما معه البندقية تلك وبقيت . انتهت قد يوما كانت
بشكل تكشف بناطيل قصيرة وكانوا يرتدون . الشياطين عيون مثل
فلسطين. في حرب سنوات
التابوتين بأعقاب وانهمكوا بقرع . النحيلة الملساء سيقانهم فاضح
مماثل أبي على صنف اخر بندقية حاز الس ( برنو ) كانت وهذه
وكان يقودهم . غير مفهوم بينهم بكلام سريع يرطنون بنادقهم وهم
لواء وحدات سيطرة من أشهر التقاعد بعد على لها اذ انه أحيل
يحدج ( الكابتن ) بقي ب القامة كانوا يخاطبونه مديد رجل
من متكونة سرية ضمن هو .كان بغداد على المشاة العشرين
الذي فسره العجيب بكلامه رطن وفجدة . متشككة بنظرة المهربين
ك ا رشاشتهم فصوبوا الرحاب ): (قصر هاجمت جنديا اربعين
فأجابه . وجهتهما عن متسائلا الجنولى الهنود بعربية سقيمة احد
.ومزقت القصر لحديقة النظامي الباب باتجاه الوحيدة ) ( برن
سر الكابتن عن فتساعل . الى النجف بالتابوتين أبي بأنه ذاهب جد
غرفة التي أصابت اطلأقاتهم رشقات لدتموزي الدجر ذلك صمت
) ( مكاري يعوهـلأنه ذلك بدأن فأجابه . معا اثنين موت مصادفة
الأمهرر؟ فتعقدت اسفار ا اطلاق ا!لر- ألول!ر وبادلهم - ف"يم المصيئ
نم الكابتن نكى . خراح!ا فيشعشر؟ت تث فى من!تة الجنائز بنقل يعمل
أطلقوا عيار ( ) 1 60ملم مدفع بضمنها جاعتهم غير أن نجدات
الموزر نحو اثر الدخان المصفرة من فأومأ بسبابته شكؤك! عن يتخل
الموقف لصالحهم. قنابل ( بازوكا ) حسمت منه تلاث
فسره الذي السريع بكلامه يتنكبها ،ورطن أبي جد التي كان
بقوله: الجندي
حائط نحو كتفي فوق من بنظرة القيت الحجرة اغادر أن قبل
الجنائز فما حاجتك لا تنقل سوى مكاري مجرد س ( ان كئ!
محجريهما في الغائرتين الكهلتين بعينيه أبي ،فواجهني البنادق
. البندقية ؟ ) الى هذه
بالاثم القديم الشعور ذلك وعاد . الشيخوخة ضبابة اعتلتهما وقد
،ومن البيك جناب يا الأيام هذه مدمونة ليست ( الدنيا -
الثلاثة -ابي الرجال هؤلاء نركه الذي الإرث هذا فدمام : يملأني
. ! ) والحذر الحيطة جالب اتخ!اذ الضروري
غباء . اليوم البعيد محض في ذلك مكابرتي وابوه -كانت وجدي
المتشككة النظرة بتلك تحدجانه ظلتا الزرقاوين العينين لكن
()5 لا أن ذلك رغم التابوتين احد لرفع غطاء ( -انا على استعداد
طاقة النخلة الظاهرة من بتناول الافطار وانا اتطلع نحو شرعت
المرة هذه أومأ الكابتن لكن . وشدأسه يدعوه أن أمل على قالها
أمي .وأخبرت بأننمعتها الشمس تخللتها وقد البستان على تطل
بقوله انه الجندي الذي فسره بكلامه الغامض التابوت صارخا نحو
عميئ عن بهراء فكرة المفتوح بتهيب الحجرة باب ترمق التي بقيت
من وتقدم جيبه من ابيئ مطواة جد فاخرج . التابوت يدمره بفتح
بنصف فمي وقد حشوت ممضوغ بصوت الوصية .واردفت
بيضة. الألواح أحد وعندما رفع . فمه وانفه اللثام حول التابوت وهو يحكم
43
في جوف أدخلتها التي اصابعي تماما .وشممت الغلأف ذلك التفكير بكتابة عن حياته طوال يشغله ما للمرحوم كان -
. كثيع كل أدركت الفور وعلى . المادة الناعمة بها تلك متلمسا الكي!س !. وصية
كالرصاص غريبة بمواد محملا يعود كان المدينة الى بها يقوم
كأنني رألي بموازاة الفانوس ورفعت الصورة ازاء وقفت
إ! ...وفي أيامه الأرض وسبخة ..بل والقطن والفحم والكبريت
صرخة كتمت اللحظة تلك .في الغائرتإت العينين تينك استنطق
دقات يدل على كونه حيا سوى شيء لا الأخيرة لم يعد يغادر حجرته
الى الوراع وقد خيل خطوتإن ولراجعت حلقي من تفلت كادت دهشة
المتتابعة. هاونه
ضوء حيث ، الصورة فعلى زجاجة : أبي في وجه لي أن الحياة دبت
المحجرين غارفي في تاركا مبرزا الجبين جانب وجهي الفانوس يمس .ووسط فمي نحو في طريقها التي كانت يدي توقفت لحظتئذ
إ ... شبابا أكثر انني سوى ، بالضبط أشبهه كنت ، الظلام الفانوس حملت . الحجرة الافطار ودخلت طبق تركت أمي دهشة
وبعدما . أبي والبنادق والدولاب بين وجه ببصري تنقلت للحظات الدولاب ، العلوي من الطابق محتويات كتت عن لأتفحص
بالعمل. وشرعت الحجرة باغلأق باب سارعت بادلته نظرة متواطئة قبل قليل لم تكن أصابعي التي صدمتها العلبة أن تلك فاكتشفت
الخالق الركانجب عبد هزيمة عليه عقب الفارغ الذي حصل القذيفة غلاف سوى
بغداد فوهة بحجم صبها رصاصة أما الكتلة المعدنية فقد كانت / حزيران
44