You are on page 1of 6

‫‪..‬‬ ‫‪..

‬مى‬ ‫مم‬
‫سسدفره‬

‫ا!بناد‪،‬‬ ‫ثاثط‬

‫كا ببه!‬ ‫الى‬ ‫الخل لضا‬ ‫علر‬

‫بخيبة‬ ‫مشوبة‬ ‫فضولية‬ ‫التي كانت تسبقنا بنظرات‬ ‫السيارات‬


‫(‪)1‬‬
‫يسبقها‬ ‫يعود‬ ‫عندما‬ ‫ساحق‬ ‫إلى انتصار‬ ‫تتحول‬ ‫ما كانت‬ ‫سرعان‬
‫قد‬ ‫احسبه‬ ‫كنت‬ ‫بالإثم‬ ‫قديم‬ ‫إنما يملأني شعور‬ ‫‪،‬‬ ‫حزينا‬ ‫لست‬
‫باستراق‬ ‫متلبسا‬ ‫بي‬ ‫يمسك‬ ‫كان‬ ‫تلك‬ ‫مجده‬ ‫‪ .‬وفي لحظات‬ ‫بدوره‬
‫سنوات‬ ‫قبل‬ ‫القرية ظهري‬ ‫أوليت‬ ‫اليوم الذي‬ ‫منذ‬ ‫وتلاشى‬ ‫اب‬ ‫ذ‬
‫وهي‬ ‫البرق‬ ‫بأعمدة‬ ‫محدقا‬ ‫يمينا‬ ‫بالالتفات‬ ‫‪ ،‬فأسارع‬ ‫اليه‬ ‫النظر‬
‫أنذا‬ ‫‪ ،‬فها‬ ‫مخطئا‬ ‫كننت‬ ‫ما‬ ‫لشد‬ ‫‪ ،‬لكن‬ ‫الابد‬ ‫إلى‬ ‫هجرها‬ ‫وقررت‬
‫الشمس‬ ‫تحت‬ ‫تتوهج‬ ‫النحاسية‬ ‫وأسلاكها‬ ‫الى الوراء‬ ‫تتتالى مبتعدة‬
‫‪ ،‬وان‬ ‫التي تصورتها‬ ‫البساطة‬ ‫بتلك‬ ‫الماضي لن يموت‬ ‫ان‬ ‫اكتشف‬
‫ملامحي‬ ‫تطالعني‬ ‫كانت‬ ‫المرآة الجانبية‬ ‫وفي‬ ‫‪.‬‬ ‫السماء‬ ‫التي توسطت‬
‫‪ -‬في الرأس‬ ‫الجسد‬ ‫ما من‬ ‫في موضع‬ ‫تنبض‬ ‫القديمة تظل‬ ‫الأوجاع‬
‫اًصلي الفلاحي‪،‬‬ ‫تفضح‬ ‫التي كانت‬ ‫السوداء‬ ‫عنقي‬ ‫وربطة‬ ‫المحايدة‬

‫‪.‬‬ ‫الركام‬ ‫يزيل‬ ‫الذي‬ ‫الاصبع‬ ‫انتظار‬ ‫في‬ ‫‪-‬‬ ‫؟ لا فرق‬ ‫القلب‬ ‫أو في‬
‫جيد‪.‬‬ ‫في يوم ما بشكل‬ ‫أنني لم اتقن عقدها‬ ‫حيث‬

‫كلماتها‬ ‫على‬ ‫متوجسة‬ ‫للبرقية وإلقاء نظرة‬ ‫استلأمي‬ ‫منذ‬


‫ضخمة‬ ‫تمر بشاحنا!‬ ‫السيارة وهي‬ ‫السائق من سرعة‬ ‫خفف‬
‫عمي‬ ‫اسم‬ ‫الكاربون وفي اسفلها‬ ‫ورق‬ ‫صبغة‬ ‫التي تحمل‬ ‫المقتضبة‬
‫جديد‬ ‫من‬ ‫السرعة‬ ‫ضاعف‬ ‫اجتزناها‬ ‫‪ .‬وعندما‬ ‫بالدبابات‬ ‫محملة‬
‫بأن ذلك‬ ‫‪ -‬وانا أشعر‬ ‫على نفسه‬ ‫) ‪ -‬كما يلذ له أن يطلق‬ ‫( المحب‬
‫انه كان ينتظر‬ ‫شك‬ ‫لأ‬ ‫على المقود بايقاع عسكري‬ ‫المرة‬ ‫هذه‬ ‫مطبطبا‬
‫يحدجني‬ ‫الغبار ‪ ،‬وعاد‬ ‫الماضي‬ ‫ركام‬ ‫عن‬ ‫نفض‬ ‫الصامت‬ ‫الرجل‬
‫نظرتي‬ ‫اقتناص‬ ‫في مراته‬ ‫يحاول‬ ‫كان‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫اياه‬ ‫لاتقانه‬ ‫تهنئته‬ ‫مني‬

‫صفعات‬ ‫مرة من‬ ‫أكثر وقعا ألف‬ ‫المخيفة التي كانت‬ ‫نظراته‬ ‫باحدى‬
‫الحرب‬ ‫عن‬ ‫المسافرين‬ ‫أحاديث‬ ‫تشابكت‬ ‫الخلف‬ ‫‪ .‬ومن‬ ‫الشاردة‬
‫الصغيرة‬ ‫واجسادنا‬ ‫نتقبلها‬ ‫‪-‬‬ ‫الصغار‬ ‫التي كئا ‪ -‬أنا وإخوتي‬ ‫أمي‬
‫لحروب‬ ‫لتتطرق‬ ‫الأحاديث‬ ‫وتشعبت‬ ‫‪.‬‬ ‫الأبناء الجنود‬ ‫وأخبار‬ ‫والجبهة‬
‫من‬ ‫بواحدة‬ ‫ان يحدجني‬ ‫أبي‬ ‫يكفي‬ ‫‪ .‬كان‬ ‫مكتوم‬ ‫بضحك‬ ‫تختض‬
‫صوته‬ ‫بقي‬ ‫كهل‬ ‫رجل‬ ‫اهتمام الجميع‬ ‫ما استقطب‬ ‫وسرعان‬ ‫‪.‬‬ ‫أخرى‬
‫الطعام‬ ‫أعاف‬ ‫النهار‬ ‫ذلك‬ ‫طوال‬ ‫على نفسي‬ ‫انكمش‬ ‫تلك لكي‬ ‫نظراته‬
‫إياهم‬ ‫محدثا‬ ‫يتتابع‬ ‫حلقه‬ ‫وهو يسلك‬ ‫الذي تتخلله نحنحاته‬ ‫المشروخ‬
‫الى‬ ‫يدعوني‬ ‫وهو‬ ‫صوته‬ ‫الغد وسماع‬ ‫قي انتظار صباح‬ ‫والشراب‬
‫في فوج‬ ‫متطوعا‬ ‫جنديا‬ ‫المديدة التي بدأها‬ ‫العسكرية‬ ‫حياته‬ ‫عن‬
‫النظرة تطاردني‬ ‫تلك‬ ‫‪ ...‬وبقيت‬ ‫عني‬ ‫أنه مد صفح‬ ‫فأعلم‬ ‫حجرته‬
‫على‬ ‫أصيب‬ ‫عندما‬ ‫فلسطين‬ ‫في حرب‬ ‫الكاظم ) وختمها‬ ‫(مولمى‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫على الاجازة دون‬ ‫الحصول‬ ‫لغرض‬ ‫الدائرة‬ ‫وأنا أتنقل بين غرف‬
‫الدفعدة‬ ‫قذائف‬ ‫على مرمر‬ ‫قد أصبحت‬ ‫كانت‬ ‫التيئ‬ ‫تل أبيب‬ ‫مشارف‬
‫ولا ضجيج‬ ‫‪،‬‬ ‫خلفي‬ ‫تصطفق‬ ‫التي كانت‬ ‫الأبواب الزجاجية‬ ‫تردعها‬
‫ر‬ ‫ا‬ ‫لم‬ ‫‪ ،‬اذ أنني‬ ‫وجهه‬ ‫عن‬ ‫في المراة الجانبية‬ ‫بحثت‬ ‫وعبتا‬ ‫‪.‬‬ ‫العراقية‬

‫نحو الفندق لاسارع باعداد حقيبتي‪،‬‬ ‫طريقي‬ ‫الشوارع وأنا أشق‬


‫في عمق‬ ‫كلما غاصت‬ ‫كانت تستدق‬ ‫وجوه بملامح عامضه‬ ‫سوى‬
‫المسافرين وهم يتدافعون لاحتلال مقاعدهم في السيارة‬ ‫صخب‬ ‫ولا‬
‫قد‬ ‫القوية‬ ‫أن التبوغ‬ ‫شك‬ ‫لا‬ ‫حنجرة‬ ‫من‬ ‫الصادر‬ ‫لكن صوته‬ ‫‪.‬‬ ‫المرآة‬

‫‪،‬‬ ‫لانفاس‬ ‫ل‬ ‫تكتم‬ ‫تكاد‬ ‫خانقة‬ ‫المثقلة بروائح‬


‫أبي‬ ‫صوت‬ ‫‪،‬‬ ‫الاخر‬ ‫الصوت‬ ‫فتذكرت‬ ‫‪،‬‬ ‫سمعي‬ ‫يحاصر‬ ‫اتلفتها بقي‬

‫اجتياز‬ ‫على غيره‬ ‫التي كان يحظر‬ ‫الى حجرته‬ ‫يدعوني‬ ‫المتسلط وهو‬ ‫كوعي‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫شاعرا‬ ‫الرتيب‬ ‫السيارة‬ ‫لارتجاج‬ ‫استسلمت‬

‫الا على‬ ‫ينقطع‬ ‫لم يكن‬ ‫الدائم الذي‬ ‫الغياب‬ ‫عتبتها بغيابه ‪ -‬ذلك‬ ‫الاسفلتي‬ ‫على الطريق‬ ‫العجلات‬ ‫باحتكاك‬ ‫الطافذة‬ ‫المرتكز على حافة‬

‫إلى القرية‬ ‫يحضر‬ ‫عندما كان‬ ‫والاجازات‬ ‫الأعياد‬ ‫في‬ ‫متباعدة‬ ‫فترات‬ ‫تتاؤباته‬ ‫يغالب‬ ‫القابع على يساري‬ ‫جاري‬ ‫وكان‬ ‫‪.‬‬ ‫باتجاهي‬ ‫المندفع‬

‫والتي‬ ‫‪،‬‬ ‫سود‬ ‫الأيمن ثلأثة خيوط‬ ‫التي تعلو كمها‬ ‫ببدلته العسكرية‬ ‫الجانب‬ ‫‪ .‬وفي‬ ‫بحمية‬ ‫الضخمة‬ ‫مسبحته‬ ‫بحبات‬ ‫بالعبث‬ ‫المتعاقبة‬

‫متوتر نتبادل‬ ‫البيت صمت‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬فيخيم‬ ‫أمي‬ ‫مباهاة‬ ‫مصدر‬ ‫كانت‬ ‫المشعرتين وهما‬ ‫ذراعيه‬ ‫سوى‬ ‫السائق‬ ‫المح من‬ ‫الآخر منه لم اكن‬

‫الحجرة‬ ‫باب‬ ‫نحو‬ ‫برهبة‬ ‫تتطلع‬ ‫واعيننا‬ ‫همسا‬ ‫الحديث‬ ‫خلاله‬ ‫انتننماء‬ ‫لحظة‬ ‫في‬ ‫عليه‬ ‫لتطبطبا‬ ‫بها‬ ‫مبالغ‬ ‫بأبهة‬ ‫بالمقود‬ ‫تمسكان‬

‫المضاءة بفانوس‬ ‫إلى تلك الحجرة‬ ‫أدلف‬ ‫برمة كنت‬ ‫المغلق ‪ -‬وبخطى‬ ‫دون‬ ‫‪،‬‬ ‫المذياع‬ ‫بها‬ ‫ايقاع الأغنية التي يصدح‬ ‫مع‬ ‫منسجما‬ ‫مفاجىء‬

‫الداخل‪.‬‬ ‫على يسار‬ ‫واطئة‬ ‫خشبية‬ ‫على منضدة‬ ‫موضعه‬ ‫لا يغادر‬ ‫تنمو بسرعة‬ ‫وهي‬ ‫المعاكس‬ ‫الجانب‬ ‫القادمة من‬ ‫أن يأبه للسيارات‬

‫بنادقه العديدة التي حصل‬ ‫امكث معه وسط‬ ‫طوال كنت‬ ‫ولساعات‬ ‫وفي الرآة التي تعلو رأسه‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫صاخب‬ ‫بدوي‬ ‫قبل أن تنخطف‬ ‫خارقة‬

‫قوله‪-‬‬ ‫) ‪ -‬حسب‬ ‫( يعاشرها‬ ‫‪ :‬فالبندقية التي‬ ‫شتى‬ ‫عليها بطرق‬ ‫كتنة‬ ‫لسطوة‬ ‫المستسلم‬ ‫الضيق‬ ‫وجبينه‬ ‫المعتكرتين‬ ‫عينيه‬ ‫والتي تؤطر‬

‫الحصول‬ ‫من‬ ‫له‬ ‫بد‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫بسهولة‬ ‫عنها‬ ‫التخلي‬ ‫لا يستطيع‬ ‫لفترة‬ ‫يتابع‬ ‫المحه وهو‬ ‫‪ ،‬كنت‬ ‫والدهان‬ ‫البياض‬ ‫خالطه‬ ‫خشن‬ ‫شعر‬

‫‪093‬‬
‫ثيابنا رائحة‬ ‫من‬ ‫وتفوح‬ ‫العنكبوت‬ ‫ونسيج‬ ‫الغبار‬ ‫يغطينا‬ ‫خرافيين‬ ‫على‬ ‫قابعا في مواجهته‬ ‫اظل‬ ‫كنت‬ ‫‪.‬‬ ‫لها‬ ‫مماثل‬ ‫عليها او على صنف‬

‫عندما‬ ‫ساخطا‬ ‫على ان يجدف‬ ‫اوشك‬ ‫ابي قد‬ ‫الفئران ‪ .‬وكان‬ ‫زبل‬ ‫الملطخة بدهن‬ ‫الغليظة‬ ‫اصابعه‬ ‫وعيناي تتابعان‬ ‫الحصيرة‬

‫التي بدا فيها بهيئة‬ ‫المنشودة‬ ‫الصورة‬ ‫يسمتل‬ ‫وهو‬ ‫أساريره‬ ‫تهللت‬ ‫تلك‬ ‫تركيب‬ ‫واعادة‬ ‫وتزييت‬ ‫بتفسيخ‬ ‫منهمك‬ ‫وهو‬ ‫)‬ ‫( الجمام‬

‫اليمنى التي‬ ‫ذراعه‬ ‫اللعنة وقد صالب‬ ‫لحد‬ ‫عيناه شرستان‬ ‫‪،‬‬ ‫جانبية‬ ‫لا تكف‬ ‫الذين‬ ‫القرية‬ ‫لصبية‬ ‫منصرف‬ ‫البنادق ‪ ،‬بينما ذهني‬

‫بدت‬ ‫باتجاه العدسة مباشرة حتى‬ ‫سود‬ ‫تعلو كمها ثلاثة خيوط‬ ‫العصافير‪.‬‬ ‫اقتناص‬ ‫مقاليعهم عن‬

‫الممثلين في‬ ‫بعض‬ ‫اذرع‬ ‫مثلما تظهر‬ ‫‪،‬‬ ‫الحقيقي‬ ‫حجمها‬ ‫من‬ ‫أضخم‬
‫لك‬ ‫الذي سأخلفه‬ ‫الارث الوحيد‬ ‫البنادق هي‬ ‫‪ ( -‬تدأكد بدأن هذه‬
‫لتلك‬ ‫منصرفا‬ ‫كان‬ ‫همه‬ ‫أن كل‬ ‫الواضح‬ ‫بدا من‬ ‫‪.‬‬ ‫أفلأم الكاوبوي‬
‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫!‬ ‫أحمر‬ ‫فلسا‬ ‫حياتك‬ ‫لا تساوي‬ ‫ودونها‬ ‫‪.‬‬ ‫موتي‬ ‫بعد‬

‫المصور لكان أبي قد كافأه بعين‬ ‫العتيدة التي لو لم يظهرها‬ ‫الخيوط‬


‫مفرداته‬ ‫يلقنني‬ ‫وهو‬ ‫سمعي‬ ‫على‬ ‫أبي‬ ‫يردده‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫ذلك‬
‫بالتأكيد‪.‬‬ ‫تبهجه‬ ‫لم تكن‬ ‫بهالة بنفسجية‬ ‫مزدانة‬
‫(قوانات)‬ ‫من‬ ‫بالبنادق وملحقاتها‬ ‫المتعلقة‬ ‫البحتة‬ ‫العسكرية‬
‫علي‬ ‫كان‬ ‫انا ‪ ،‬اذ‬ ‫المراة متامحبي‬ ‫هذه‬ ‫لتبدا‬ ‫أبي‬ ‫متاعب‬ ‫وانتهت‬
‫)‬ ‫( الكرخانة ) و ( الشدادة‬ ‫الطلقات‬ ‫الجلدية وأصناف‬ ‫الرصاص‬
‫ظهر‬ ‫على‬ ‫اردفني‬ ‫‪ .‬ولحظة‬ ‫الصورة‬ ‫تكبير‬ ‫لأجل‬ ‫المدينة‬ ‫إلى‬ ‫التوجه‬
‫( البوشة)‬ ‫فيريني‬ ‫‪:‬‬ ‫كيفية تعبئتها‬ ‫على تعليمي‬ ‫يحرص‬ ‫التي كان‬
‫للمرة الألف بأن لا أدع‬ ‫أن يكرر على سمعي‬ ‫ينس‬ ‫لم‬ ‫القميئة‬ ‫الدابة‬
‫لا‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫) ‪-‬‬ ‫( الشمتة‬ ‫كيس‬ ‫) ومن‬ ‫( الكبسونة‬ ‫تتوسط‬ ‫التي‬

‫لستلم‬ ‫‪ .‬ويوم‬ ‫الخيوط‬ ‫عند‬ ‫الصورة‬ ‫فيبتر‬ ‫يستغفلنر)‬ ‫المصور‬


‫النار ‪ -‬كان‬ ‫وبعيد عن‬ ‫جاف‬ ‫في مكان‬ ‫وضعه‬ ‫ينسى بدأن ينوه بضرورة‬
‫العائلة‬ ‫شمل‬ ‫واجتمع‬ ‫‪.‬‬ ‫الباب وراءه‬ ‫مطبقا‬ ‫بحجرته‬ ‫اعتصم‬ ‫الصورة‬
‫بالرصاصة‪.‬‬ ‫ثم يردفها‬ ‫البارود ومن‬ ‫بالكمية اللازمة من‬ ‫يملأها‬
‫بقينا‬ ‫طويل‬ ‫‪ .‬ولوقت‬ ‫الصغيرة‬ ‫وانتهاع باختي‬ ‫بدمي‬ ‫باكملهابدءا‬
‫المدينة بدأسماء حروف‬ ‫في مدرسة‬ ‫رأسي‬ ‫المعلم يصدع‬ ‫ومثلما كان‬
‫مننشار‬ ‫صرير‬ ‫خلفه‬ ‫تردد من‬ ‫الباب الذي‬ ‫لم!اكتة نحو‬ ‫بعيون‬ ‫نتطلع‬
‫البندقية‬ ‫التي تبدأ بدخزاء‬ ‫أبي يلقنني ابجديته الخاصة‬ ‫الهجاع كان‬
‫ثم‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫الزجاج‬ ‫يقطع‬ ‫س‬ ‫ما‬ ‫‪ ،‬أعقبه أزيز حجر‬ ‫في الخشب‬ ‫يعمل‬
‫و‬ ‫أ‬ ‫( طرنبة‬ ‫و‬ ‫)‬ ‫( فرشة‬ ‫و‬ ‫)‬ ‫( عين‬ ‫و‬ ‫)‬ ‫( كنداغ‬ ‫و‬ ‫)‬ ‫( لولة‬ ‫من‬

‫لثيء ما غادر بعدها أبي الحجرة‬ ‫تهشم‬ ‫مطرقة وصوت‬ ‫ضربات‬


‫‪ -‬مصدر‬ ‫البدائية‬ ‫بنادقه‬ ‫بأسماع‬ ‫) وتنتهي‬ ‫( عقرب‬ ‫) و‬ ‫( دبج‬
‫مستفظعة‬ ‫أمي‬ ‫شهقت‬ ‫الدم ‪ .‬وعندما‬ ‫منها‬ ‫يسيل‬ ‫مفردة‬ ‫بسبابة‬
‫)‬ ‫( أم وريدة‬ ‫‪ -‬من‬ ‫الأصدقاء‬ ‫العائلة فيما بعد ومثار سخرية‬ ‫عذاب‬
‫على‬ ‫بوضعها‬ ‫) سارع‬ ‫( عطابة‬ ‫إعداد‬ ‫طالبا منها‬ ‫بقسوة‬ ‫نهرها‬
‫القصيرة‬ ‫البندقية‬ ‫) تلك‬ ‫) و ( بشمتاوة‬ ‫) و ( أم قوطي‬ ‫و ( أم جنيح‬

‫أطلت‬ ‫الحجرة‬ ‫جوف‬ ‫فيها ‪ .‬ومن‬ ‫مشتعلة‬ ‫والنار لا تزال‬ ‫اصبعه‬


‫( المطبجة)‬ ‫و‬ ‫الواحدة‬ ‫الانبوبة‬ ‫) ذات‬ ‫( الفرد‬ ‫الثلاثة‬ ‫بأصنافها‬

‫تفيض‬ ‫الباب تماما وزجاجتها‬ ‫ابي المعلقة في مواجهة‬ ‫العريف‬ ‫صورة‬


‫اللتين‬ ‫الانبوبتين‬ ‫) ذات‬ ‫( المركوبة‬ ‫و‬ ‫المتجاورتين‬ ‫الانبوبتين‬ ‫ذات‬

‫‪.‬‬ ‫النهار‬ ‫بوهج‬


‫و‬ ‫)‬ ‫( الدلعة‬ ‫و‬ ‫)‬ ‫( المطموسة‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫الأخرى‬ ‫احداهما‬ ‫تعلو‬

‫و‬ ‫)‬ ‫( الطكاكة‬ ‫و‬ ‫( الماطلية )‬ ‫و‬ ‫)‬ ‫( السلوبة‬ ‫و‬ ‫)‬ ‫( الشريفية‬
‫(‪)2‬‬
‫ذات‬ ‫الاسماع‬ ‫بتلك‬ ‫ذهني‬ ‫يعبىء‬ ‫‪ .‬كان‬ ‫)‬ ‫( الكسرية‬ ‫) و‬ ‫( البرنو‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫يكتشف‬ ‫أن‬ ‫بالموت دون‬ ‫جميعها‬ ‫والمسكونة‬ ‫الخشن‬ ‫الإيقاع‬
‫وعلى‬ ‫‪.‬‬ ‫مكتوم‬ ‫يهدر بصوت‬ ‫السيارة تاركا محركها‬ ‫السائق‬ ‫أوقف‬
‫القضية‬ ‫وازدادت‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ -‬ينمو باطراد‬ ‫أيضا‬ ‫منها ‪ -‬بل ومنه‬ ‫ضجري‬
‫ارتال شاحنات‬ ‫عليهما ذقنه وهو يتأمل‬ ‫ممسندأ‬ ‫ذراعيه‬ ‫المقود شبك‬
‫حقيقية‬ ‫إلى ثكنة‬ ‫البيت‬ ‫حول‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫التقاعد‬ ‫على‬ ‫احيل‬ ‫عندما‬ ‫تعقيدا‬

‫السير وثمة جنود‬ ‫مدافع ومطابخ ميدان قطعت‬ ‫اليها‬ ‫شدت‬ ‫عسكرية‬
‫عرضات‬ ‫الطعام إلى ساحة‬ ‫وجبات‬ ‫وحول‬ ‫‪،‬‬ ‫مدفع‬ ‫سوى‬ ‫لا ينقصها‬
‫ورائنا ارتفع نفير السيارات‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫حولها‬ ‫يحومون‬ ‫ورشاشات‬ ‫بخوذ‬
‫ولا‬ ‫‪.‬‬ ‫بوق‬ ‫اليها على صوت‬ ‫ان يدعونا‬ ‫لو أعجبه‬ ‫نستغرب‬ ‫لم نكن‬
‫النافذة‬ ‫من‬ ‫برأسه‬ ‫سائقنا‬ ‫‪ ،‬فأطل‬ ‫طويلة‬ ‫لمسافة‬ ‫تزاحمت‬ ‫التي‬
‫صورة‬ ‫عن‬ ‫البحث‬ ‫في ذهنه فكرة‬ ‫اليوم الذي خطرت‬ ‫ازال اتذكر ذلك‬
‫الشتائم‬ ‫السواق‬ ‫يبادل‬ ‫وهو‬ ‫صراخه‬ ‫‪ .‬وارتفع‬ ‫ملتفتا اللى الخلف‬
‫نهار‬ ‫طوال‬ ‫البحث‬ ‫واضناني‬ ‫‪.‬‬ ‫له وهو فيها برتبة عريف‬ ‫يتيمة كانت‬
‫بعصبية‬ ‫المقود تتراقص‬ ‫على‬ ‫اليمنى المستقرة‬ ‫يده‬ ‫وأصابع‬
‫المنزل‬ ‫في تنقله المحموم عبر حجرات‬ ‫على خلاله ملاحقته‬ ‫كان‬ ‫كامل‬
‫‪ .‬وعاد‬ ‫الخارج‬ ‫الثائر في‬ ‫الرأس‬ ‫المتفجر في‬ ‫للسخط‬ ‫مستجيبة‬
‫في البال‬ ‫بكل ما يخطر‬ ‫المامرة‬ ‫وزنابيل أمي‬ ‫اكياس‬ ‫‪0‬‬ ‫نابشا في صور‬
‫‪.‬‬ ‫المبتكرة‬ ‫شتائمه‬ ‫يتابع‬ ‫يزال‬ ‫لا‬ ‫وهو‬ ‫إلى الداخل‬ ‫متورد‬ ‫بوجه‬ ‫السائق‬
‫فارغة‬ ‫بزجاجات‬ ‫‪ ،‬ومرورأ‬ ‫هاربة‬ ‫البداية‬ ‫في‬ ‫تتقافز‬ ‫بفئران‬ ‫بدءا‬

‫عاد يطل‬ ‫قوس‬ ‫النافذة على شكل‬ ‫من‬ ‫مرقت‬ ‫ببصقة‬ ‫وبعدما قذف‬
‫بالاضافة‬ ‫‪.‬‬ ‫ادله‬ ‫إلا‬ ‫سرها‬ ‫يعلم‬ ‫لا‬ ‫غامضة‬ ‫مواد‬ ‫على‬ ‫تحتوي‬ ‫وأخرى‬
‫قبضته‬ ‫‪ .‬وشحبت‬ ‫أمام‬ ‫المرة إلى‬ ‫هذه‬ ‫متطلعا‬ ‫الخارج‬ ‫الى‬ ‫برأسه‬
‫ثعابين‪،‬‬ ‫وجلود‬ ‫فضية‬ ‫وحلي‬ ‫ولحاء جوز‬ ‫حناع وثمار مجففة‬ ‫لأكياس‬
‫‪:‬‬ ‫ينادي‬ ‫بها على المقود وهو‬ ‫التي شد‬
‫من‬ ‫على دفعات‬ ‫بها أمي‬ ‫تأتي‬ ‫) كانت‬ ‫( اسبيرين‬ ‫انتهاء بحبوب‬
‫‪...‬‬ ‫‪ ...‬ابا خليل‬ ‫أبا خليل‬ ‫‪-‬‬
‫الأرض من‬ ‫على سطح‬ ‫كدواع وحيد لكل ما وجدت‬ ‫المدينة‬ ‫مستشفى‬
‫كان‬ ‫الذي‬ ‫الفتي‬ ‫ووجهه‬ ‫السيارة‬ ‫مقدمة‬ ‫من‬ ‫جندي‬ ‫واقترب‬
‫‪.‬‬ ‫أمراض‬
‫في خودفة فولاذية‪.‬‬ ‫مبكرة غاطس‬ ‫عليه صرامة‬ ‫يحاول ان يضفي‬

‫وهو يكلم‬ ‫للحظات‬ ‫وتنطبقان‬ ‫تنفرجان‬ ‫شفتاه‬ ‫بقيت‬ ‫وراع الزجاج‬ ‫ومن‬ ‫ظهر فيها أبي‬ ‫شمسية‬ ‫على صورة‬ ‫نقع سوى‬ ‫لم‬ ‫طويل‬ ‫وبعد بحث‬
‫القصيرة نحو‬ ‫رشاشته‬ ‫بايماءات من‬ ‫السائق بشيء ما مشفوع‬ ‫الصغيرتان‬ ‫على ركبتيه وعينا‪.‬‬ ‫كفيه‬ ‫اسند‬ ‫وقد‬ ‫بالكوفية والعقال‬

‫إلى الوراع حرك‬ ‫بنظرة خاطفة‬ ‫ألقى السائق‬ ‫وبعدما‬ ‫‪.‬‬ ‫الطريق‬ ‫جانب‬ ‫مباشرة‬ ‫الناظر‬ ‫انفه الكبير مثبتتان في عيني‬ ‫منبت‬ ‫حول‬ ‫المتلامعتان‬

‫الغبار‬ ‫سحب‬ ‫واقتحمت‬ ‫‪.‬‬ ‫يمينا‬ ‫بها لتنحدر‬ ‫وانحرف‬ ‫ببطع‬ ‫سيارته‬ ‫لا‬ ‫أو من‬ ‫المجهول‬ ‫المصور‬ ‫والعناد كطئه يتوعد‬ ‫التحدي‬ ‫بمتيء من‬

‫المتربة ‪ .‬وعلى‬ ‫الأرض‬ ‫على‬ ‫تسير‬ ‫شرعت‬ ‫التي‬ ‫السيارة‬ ‫جوف‬ ‫قلبينا بعدما‬ ‫الى‬ ‫يتطرق‬ ‫اليأس‬ ‫وكاد‬ ‫‪.‬‬ ‫والثبور‬ ‫بالويل‬ ‫الصورة‬ ‫تعجبه‬

‫( ايفا)‬ ‫شاحنات‬ ‫‪ ،‬اجتزنل‬ ‫المرتفع‬ ‫لاسفلتي‬ ‫ل‬ ‫الطريق‬ ‫فوق‬ ‫‪،‬‬ ‫اليسار‬ ‫إلى كائنين‬ ‫تحولنا‬ ‫‪ .‬وكنا قد‬ ‫واحدة‬ ‫صرة‬ ‫أمامنا سوى‬ ‫لم تبق‬

‫ء‪4‬‬
‫الزيت الذي‬ ‫إياها من‬ ‫منظفل‬ ‫الطويلة بخرقة‬ ‫العظمية‬ ‫أصابعه‬ ‫مسح‬ ‫اثنتين منها نحو جانب‬ ‫زحزحة‬ ‫يحاولون‬ ‫والجنود‬ ‫الواقفة‬ ‫العسكرية‬

‫الشيع ورقبته‬ ‫بعض‬ ‫المحدودب‬ ‫به بنادقه أولاني ظهره‬ ‫يشحم‬ ‫كان‬ ‫المشكلة‪.‬‬ ‫أنهما كانتا سبب‬ ‫لا شك‬ ‫الطريق‬

‫حجرته‪.‬‬ ‫نحو‬ ‫‪ .‬واتجه‬ ‫الشمس‬ ‫عباد‬ ‫بساق‬ ‫المعروقة الشبيهة‬


‫إلى الامام‬ ‫لتنطلق‬ ‫الاسفلتي‬ ‫الطريق‬ ‫تعتلي‬ ‫السيارة‬ ‫عادت‬
‫به‬ ‫الذي صدع‬ ‫نفسه‬ ‫الكلام‬ ‫ازاء الباب تمتم مرددا‬ ‫أصبح‬ ‫وعندما‬ ‫تنرلق‬ ‫المسافر لإغفاءته تاركا مسبحته‬ ‫عاد‬ ‫وعلى يساري‬ ‫‪.‬‬ ‫برشاقة‬

‫في طفولتي‪:‬‬ ‫را!ي‬ ‫ليستقر‬ ‫يميل‬ ‫ما يكاد‬ ‫الخلفي‬ ‫المسند‬ ‫على‬ ‫المركون‬ ‫ورأسه‬ ‫‪،‬‬ ‫ساقطة‬

‫لك‬ ‫سدخلفه‬ ‫الذي‬ ‫الوحيد‬ ‫الإ(ث‬ ‫البنادق هي‬ ‫‪ ( -‬تأكد با! هذه‬ ‫مذعورا ويغمغم معتذرا قبل أن يواصل‬ ‫ينتفض‬ ‫على كتفي حتى‬
‫‪-‬‬ ‫)‬ ‫!‬ ‫أحمر‬ ‫فلسأ‬ ‫حياتك‬ ‫لا تساوي‬ ‫ودونها‬ ‫موتي‬ ‫بعد‬
‫لولا‬ ‫‪،‬‬ ‫أنام بدوري‬ ‫تجعلني‬ ‫وكادت‬ ‫حواسي‬ ‫بلدت‬ ‫التيئ‬ ‫القلقة‬ ‫اغفاءته‬
‫‪:‬‬ ‫أضاف‬ ‫وراعه‬ ‫الباب‬ ‫يطبق‬ ‫ان‬ ‫وقبل‬
‫امتدت‬ ‫اليمين‬ ‫على‬ ‫‪.‬‬ ‫اللعينة‬ ‫في مراته‬ ‫يرمقني‬ ‫للسائق‬ ‫انتبهت‬ ‫أنني‬

‫خطيئتي‬ ‫لحملتك‬ ‫به بعدي‬ ‫لو فرطت‬ ‫الذي‬ ‫الوحيد‬ ‫‪ ( -‬انه إرثي‬ ‫في بعض‬ ‫المغطى‬ ‫كان سطحها‬ ‫الطريق‬ ‫واكئت‬ ‫مياه راكدة‬ ‫مخاضة‬

‫‪.‬‬ ‫! )‬ ‫ميت‬ ‫وأنا‬


‫التي مالت‬ ‫أشعة الشمس‬ ‫رخوة تتوهج تحت‬ ‫مائية‬ ‫بنباتات‬ ‫المواضع‬

‫اعد‬ ‫لم‬ ‫‪.‬‬ ‫‪،-‬‬ ‫لقاء لي‬ ‫اخر‬ ‫كان‬ ‫وذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫أبى‬ ‫ما قاله‬ ‫آخر‬ ‫كان‬ ‫ذلك‬ ‫غربا‪.‬‬

‫من‬ ‫يسهون‬ ‫وهم‬ ‫اصدقائي‬ ‫الدائم وسخريات‬ ‫تسلطه‬ ‫أتحمل‬ ‫فيها بابعادها‬ ‫مناورة نجحت‬ ‫وبعد‬ ‫‪.‬‬ ‫جيبي‬ ‫من‬ ‫البرقية‬ ‫اخرجت‬

‫وينهمك‬ ‫لآخر‬ ‫حين‬ ‫بيته من‬ ‫عتبة‬ ‫يفترش‬ ‫الذي‬ ‫الكهل‬ ‫العريف‬ ‫في المراة قرأتها للمرة‬ ‫اللتين كانتا تترصداني‬ ‫السائق‬ ‫عيني‬ ‫عن‬
‫أثأر لطفه لتي‬ ‫لي أن‬ ‫آن‬ ‫قد‬ ‫كان‬ ‫‪.‬‬ ‫العصملية‬ ‫بنادقه‬ ‫وتزييت‬ ‫بتنظيف‬
‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫الأعياد‬ ‫في احد‬ ‫للقرية‬ ‫في زيارة‬ ‫كتت‬ ‫اليوم‬ ‫‪ :‬في ذلك‬ ‫الثانية‬

‫فقررت‬ ‫‪،‬‬ ‫التي ألغتها عتمة تلك الحجرة‬ ‫الصغيره‬ ‫المحبطة ولمسراتي‬ ‫بحكاية ذلك الجندي الذي عاد من جبهة الأردن‬ ‫سمعت‬ ‫أصدقائي‬
‫الأبد‪.‬‬ ‫إلى‬ ‫القرية‬ ‫ترك‬
‫شيئا‬ ‫أو‬ ‫معه غلاف قذيفة مدفع‬ ‫جالبا‬ ‫بعد أشهر من هزيمة حزيران‬

‫أبي فلم‬ ‫الفارغ لسمع‬ ‫الغلاف‬ ‫ذلك‬ ‫خبر‬ ‫وتناهى‬ ‫‪.‬‬ ‫القبيل‬ ‫هذا‬ ‫من‬
‫(‪)3‬‬
‫حصل‬ ‫إلا بعدما‬ ‫القصيرة‬ ‫يهنأ باجازته‬ ‫المسكين‬ ‫الجندي‬ ‫يترك‬

‫بتلك الحكاية علق‬ ‫يخبرونني‬ ‫وهم‬ ‫أصدقائي‬ ‫قهقهات‬ ‫ووسط‬ ‫‪.‬‬ ‫عليه‬
‫ازاء نقطة‬ ‫السيارة تقف‬ ‫كانت‬ ‫‪،‬‬ ‫اغفاءتي‬ ‫من‬ ‫استيقظت‬ ‫عندما‬
‫احدهم بخبث‪:‬‬
‫على مشلرفهل‬ ‫المدينة التي تقع قريتي‬ ‫مدخل‬ ‫عند‬ ‫القائمة‬ ‫التفتيش‬
‫عنها بالأغلفة‬ ‫البنادق فاستعاض‬ ‫تجميع‬ ‫‪ ( -‬يبدو أن أباك مل‬
‫سيكارته‬ ‫جاري‬ ‫أوقد‬ ‫‪ .‬ولحظة‬ ‫خيم‬ ‫قد‬ ‫الليل‬ ‫‪ .‬وكان‬ ‫الشرقية‬
‫‪.‬‬ ‫! )‬ ‫الفارغة‬
‫ما توحدت‬ ‫سرعان‬ ‫التي‬ ‫الداكنة‬ ‫هياكلنا‬ ‫الزجاج‬ ‫على‬ ‫ارتسمت‬
‫اعجاب‬ ‫بسر‬ ‫فكرت‬ ‫البيت‬ ‫نحو‬ ‫طريقي‬ ‫وفي‬ ‫‪.‬‬ ‫المزيد‬ ‫أحتمل‬ ‫أعد‬ ‫لم‬
‫تتألق من‬ ‫سيكارته‬ ‫جمرة‬ ‫‪ .‬وبقيت‬ ‫الشيع‬ ‫بعض‬ ‫بالعتمة الشفيفة‬
‫سنوات‬ ‫منذ‬ ‫ترك‬ ‫قد‬ ‫انه كان‬ ‫أعرفه‬ ‫‪ ،‬فالذي‬ ‫الغلاف‬ ‫بذلك‬ ‫أبي‬
‫لآخر‪.‬‬ ‫حين‬

‫إنها‬ ‫‪،‬‬ ‫تعلمون‬ ‫فكما‬ ‫‪..‬‬ ‫رجاء‬ ‫هؤياتكم‬ ‫جماعة‪..‬‬ ‫يا‬ ‫عذرأ‬ ‫‪-‬‬ ‫الطلقات‬ ‫) بعدما شاعت‬ ‫( الشدادة‬ ‫البعيدة تعبئة الطلقات‬ ‫طفولتي‬

‫في حجرته‬ ‫يحتفظ‬ ‫أنه لم يعد‬ ‫جيدا‬ ‫أعلم‬ ‫وكنت‬ ‫كما‬ ‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫( الكرخانة‬
‫‪.‬‬ ‫الحرب‬

‫هذه‬ ‫سر‬ ‫‪ .‬فما‬ ‫السنين‬ ‫كر‬ ‫أضاعها‬ ‫)‬ ‫( الشمتة‬ ‫فأكياس‬ ‫بالبارود‬
‫عبر‬ ‫مرقطة‬ ‫الملفوف بكوفية حمراء‬ ‫راسه‬ ‫وهو يدخل‬ ‫قالها شرطي‬
‫لأصارحه‬ ‫الكافية‬ ‫الجرأة‬ ‫في نفسي‬ ‫وجدت‬ ‫؟ وهكذا‬ ‫النزوة الجديدة‬
‫خاطف‪.‬‬ ‫بضوع‬ ‫في يده تنبض‬ ‫‪ ،‬وثمة بطارية‬ ‫نافذة السيارة‬
‫‪.‬‬ ‫مشاعري‬ ‫بحقيقة‬
‫‪،‬‬ ‫الظلام‬ ‫في‬ ‫غارقة‬ ‫المدينة‬ ‫أرى‬ ‫مرة‬ ‫‪ ،‬فلأول‬ ‫الحرب‬ ‫إنها‬ ‫حقا‬

‫القديمة‪.‬‬ ‫بتظرته‬ ‫لحدجنى‬ ‫انما بقي‬ ‫‪،‬‬ ‫أبي‬ ‫لم ينطق‬ ‫طويل‬ ‫لوقت‬
‫تراصفت‬ ‫الوحيد‬ ‫الشمارع‬ ‫حاندت‬ ‫‪ ،‬وعلى‬ ‫سميرها‬ ‫السيارة‬ ‫تابعت‬

‫من‬ ‫على أن أنسلخ‬ ‫قد أوشكت‬ ‫وكنت‬ ‫أن الأمور كانت قد اختلفت‬ ‫غر‬
‫‪.‬‬ ‫الجنود‬ ‫حولها‬ ‫تزاحم‬ ‫بالدبابات وثمة نار موقدة‬ ‫محملة‬ ‫شاحتات‬
‫بعد‬ ‫دراستي‬ ‫حالما أنهي‬ ‫بانتظاري‬ ‫وظيفة‬ ‫وهناك‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلاحي‬ ‫جلدي‬
‫المعادية‬ ‫الطائرات‬ ‫أصابته‬ ‫البنزين وقد‬ ‫البناع الملحق بمحطة‬ ‫وبرز‬
‫القديمة‬ ‫احقادي‬ ‫أهادن‬ ‫وأنا‬ ‫بثبات‬ ‫النظر‬ ‫أبادله‬ ‫‪ ،‬فبقيت‬ ‫أشهر‬
‫الركام‬ ‫المطليين على‬ ‫المصباحين‬ ‫ضوع‬ ‫‪ .‬وسقط‬ ‫واجهته‬ ‫فتهدمت‬
‫اأسير في حجرته‬ ‫نفسي‬ ‫كلما وجدت‬ ‫في أعماقي‬ ‫تنمو‬ ‫كانت‬ ‫التي‬
‫مائل‪.‬‬ ‫ارتكز على قائمته بشكل‬ ‫باب‬ ‫‪ ،‬فظهر‬ ‫في الداخل‬ ‫المتشابك‬
‫صمته‬ ‫عن‬ ‫لم يثر أبي بل خرج‬ ‫‪.‬‬ ‫والدخان‬ ‫البارود‬ ‫برائحة‬ ‫العابقة‬
‫ومن قاع‬ ‫‪،‬‬ ‫كانت ثمة سدرة غدت مجرد هيكل متفحم‬ ‫وعلى الرصيف‬
‫منذ دهر‪:‬‬ ‫بفم بدا كأنه لم ينطق‬ ‫الدائم ليكلمني‬
‫خرير‬ ‫الهزيل تصاعد‬ ‫الاسمنتي‬ ‫يعلوه الجسر‬ ‫الذي‬ ‫الكبير‬ ‫الوادي‬
‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫!‬ ‫ذلك‬ ‫لك‬ ‫أغفر‬ ‫( لن‬ ‫‪-‬‬
‫تتتابع البيوت الطينية ما ؟هـت‬ ‫الآخر حيث‬ ‫وفي الجانب‬ ‫مبكر‪.‬‬ ‫سيل‬
‫ثائرتي‪:‬‬ ‫اهدى ء من‬ ‫أن‬ ‫وأنا احاول‬ ‫فأجبته‬
‫صن عممة المقهى الصغير‬ ‫انسلخ شخص‬ ‫السيارة حتى‬ ‫أهبط من‬
‫؟ )‬ ‫الآخرين‬ ‫كلام‬ ‫‪ ...‬الا يهمك‬ ‫يا أبي‬ ‫صالحك‬ ‫لأجل‬ ‫( ذلك‬ ‫‪-‬‬
‫اعتمر كوفية‬ ‫وقد‬ ‫عمي‬ ‫كان‬ ‫‪.‬‬ ‫كثب‬ ‫عن‬ ‫المسافرين‬ ‫متفحصا‬ ‫وتقدم‬
‫‪.‬‬ ‫؟ )‬ ‫يا بني‬ ‫خرفت‬ ‫قد‬ ‫أنني‬ ‫( تعني‬ ‫‪-‬‬
‫من‬ ‫والركب‬ ‫بالاكتاف‬ ‫صادما‬ ‫لمحنيئ هاجمني‬ ‫‪ .‬وعندما‬ ‫سوداء‬
‫التفاهم‬ ‫باستحالة‬ ‫على البكاء شاعرا‬ ‫وقد أوشكت‬ ‫صوتي‬ ‫فتهدج‬
‫وجنتي‬ ‫مبللا‬ ‫الحميم‬ ‫بعناقه‬ ‫انفالي‪.‬‬ ‫علي‬ ‫‪ .‬وكتم‬ ‫سبيله‬ ‫اعترض‬
‫معه‪:‬‬
‫بتمخط‬ ‫ما قطعه‬ ‫سرعان‬ ‫ببكاع مصطنع‬ ‫‪ .‬ونهنه‬ ‫الرنانة‬ ‫بقبلاته‬
‫تزييت‬ ‫عن‬ ‫وكف‬ ‫‪...‬‬ ‫ابتاه‬ ‫الماضية يا‬ ‫العسكرية‬ ‫حياتك‬ ‫‪ ( -‬إتس‬
‫على‬ ‫تأكيده‬ ‫لم افقه منها سوى‬ ‫أشياء‬ ‫يثرثر بجملة‬ ‫وانطلق‬ ‫رهيب‬
‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫!‬ ‫الجيران‬ ‫تثير سخرية‬ ‫التي‬ ‫البنادق‬ ‫تلك‬ ‫وتنظيف‬
‫أنه لو‬ ‫‪ ،‬فأنا أعلم جيدا‬ ‫أنه أثار فضوله‬ ‫لا شك‬ ‫يخصدي‬ ‫مفتاح‬

‫دون‬ ‫) كبيرهم‬ ‫المحمث‬ ‫(‬ ‫عمي‬ ‫لأصبح‬ ‫مباراة للفضولبين‬ ‫هناك‬ ‫كأنت‬ ‫بعينيه الكهلتين اللتين‬ ‫بي‬ ‫يحدق‬ ‫بقي‬ ‫دهرا‬ ‫خلته‬ ‫طويل‬ ‫لوقت‬

‫‪.‬‬ ‫منازع‬ ‫وبعدما‬ ‫‪.‬‬ ‫الشيخوخة‬ ‫ضبابة‬ ‫واعتلتهما‬ ‫في محجريهما‬ ‫غارتا‬ ‫كانتا قد‬

‫‪41‬‬
‫المطفأ‪.‬‬ ‫الكهرباء‬ ‫عمود‬ ‫الى‬ ‫ءللتين كانتا مشدودتين‬ ‫الدابتين‬ ‫ركبنا‬
‫على البناع الملحق‬ ‫القنابل التي القتها الطائرات‬ ‫احدى‬ ‫من‬ ‫بشظية‬

‫دابته‬ ‫ركوب‬ ‫في الفترة الأخيرة‬ ‫اعتاد‬ ‫قد‬ ‫البنزين وكان‬ ‫بمحطة‬ ‫منه ان يقص‬ ‫وعندما طلبت‬ ‫‪.‬‬ ‫معه‬ ‫حقيبتي‬ ‫على أن يحمل‬ ‫عمي‬ ‫واصر‬

‫الآخر منها حيث‬ ‫الجانب‬ ‫نحو‬ ‫الجسر‬ ‫إلى المدينة وعبور‬ ‫والذهاب‬ ‫العوجاء في الكلام فاعتذر لمرة ‪،‬‬ ‫لجأ لطريقته‬ ‫بالتفصيل‬ ‫لي ما حدث‬

‫تمر من هناك‬ ‫المدافع‬ ‫العسكرية التي تسحب‬ ‫الدبابات والشاحنات‬ ‫للمرة‬ ‫‪ .‬واعتذر‬ ‫صوابي‬ ‫يفقدني‬ ‫كاد‬ ‫بثانية وثالثة حتى‬ ‫أردفها‬

‫باقامة مجلس‬ ‫انشغاله‬ ‫البرقية بسبب‬ ‫بارسال‬ ‫الرابعة لطأخره‬


‫الذي‬ ‫عمي‬ ‫عقب‬ ‫حتى‬ ‫تصمت‬ ‫ولم تكد أمي‬ ‫‪.‬‬ ‫إلى الجبهة‬ ‫في طريقها‬

‫يتابعها بفم مفغور‪:‬‬ ‫كان‬ ‫وهو يقول‪:‬‬ ‫المصطنع‬ ‫لبكائه‬ ‫وعاد‬ ‫‪.‬‬ ‫اليوم‬ ‫انتهى عصر‬ ‫الفاتحة الذي‬

‫احتضاره‬ ‫في لحظات‬ ‫‪ ...‬وكان‬ ‫الحجرة‬ ‫مفتلح‬ ‫لك‬ ‫ترك‬ ‫‪ -‬وقد‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫لي من‬ ‫بد‬ ‫لا‬ ‫وكان‬ ‫‪..‬‬ ‫بطبعي‬ ‫وأنا حنين‬ ‫‪..‬‬ ‫أخي‬ ‫كان‬ ‫فقد‬ ‫‪...‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ...‬اما ما‬ ‫العلوي‬ ‫في طابقه‬ ‫ما يخضك‬ ‫شيع‬ ‫الدولاب وعن‬ ‫عن‬ ‫يهذي‬ ‫‪...‬‬ ‫بالواجب‬ ‫اقوم نحوه‬

‫!‬ ‫الدولاب‬ ‫في‬ ‫وصيته‬ ‫تكون‬ ‫‪ ...‬قد‬ ‫‪ ...‬اسمع‬ ‫الله‬ ‫عند‬ ‫؟ فالعلم‬ ‫هو‬ ‫مساومة‪:‬‬ ‫بلهجة‬ ‫وأردف‬

‫أبب‬ ‫يتركها‬ ‫وصية‬ ‫أية‬ ‫‪.‬‬ ‫مقهقها‬ ‫لانفجرت‬ ‫الوضع‬ ‫دقة‬ ‫ولولا‬ ‫القهوة والشاي‬ ‫على‬ ‫دينارا صرفتها‬ ‫؟ خمسون‬ ‫‪ ...‬اتدري‬ ‫‪-‬‬

‫ععله‬ ‫الذي‬ ‫المتواضع‬ ‫بأثاثه‬ ‫اللبني‬ ‫المنزل‬ ‫هذا‬ ‫لا تتجاوز‬ ‫وملكيته‬ ‫‪...‬‬ ‫دينارا أزرق‬ ‫كلفتني‬ ‫‪ ..‬والبرقية نفسها‬ ‫خروف‬ ‫ونحر‬ ‫والسكائر‬

‫الدابة‬ ‫‪ ،‬وتلك‬ ‫اثنتين‬ ‫أو‬ ‫وبقرة‬ ‫المعدودة‬ ‫لنخلاته‬ ‫بالاضافة‬ ‫بنفسه‬


‫عينأ وأفتح‬ ‫المقهى أغمض‬ ‫في ذلك‬ ‫لها وأنا انتظرك‬ ‫ارسالي‬ ‫ومنذ‬

‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫و‬ ‫أثر لك‬ ‫نتتالى ولا‬ ‫والسيارات‬ ‫أخرى‬


‫تحتاج‬ ‫لا‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫تثير الطمع‬ ‫لا‬ ‫المدينة ؟ انها ملكية‬ ‫من‬ ‫حملتني‬ ‫التي‬

‫إلا ايام‬ ‫هي‬ ‫وما‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫الزاهدين‬ ‫فأنا من‬ ‫‪،‬‬ ‫الورثة‬ ‫بين‬ ‫لتوزع‬ ‫لوصية‬ ‫الضيقة‬ ‫المدينة‬ ‫ازقة‬ ‫‪ .‬واخترقنا‬ ‫اللعين‬ ‫المفتاح‬ ‫لذلك‬ ‫وعاد‬

‫ايقن‬ ‫قد‬ ‫عمي‬ ‫وكان‬ ‫‪.‬‬ ‫المدينة الكبيرة‬ ‫في تلك‬ ‫حياتي‬ ‫لأواصل‬ ‫وأعود‬ ‫‪ .‬لا‬ ‫النخيل‬ ‫الممتدة عبر غابات‬ ‫الطرق‬ ‫سبيلنا وسط‬ ‫نشق‬ ‫وشرعنا‬

‫بغيظ‪.‬‬ ‫ينفخ‬ ‫الليلة فغادرنا وهو‬ ‫فضوله‬ ‫أنه لن يشبع‬ ‫من‬ ‫متأخرا‬ ‫عمي‬ ‫صياح‬ ‫الجنادب سوى‬ ‫شدء يعكر هدوع الليل العامر بصرير‬
‫مررنا‬ ‫ولحظة‬ ‫‪.‬‬ ‫المتربة‬ ‫الدائتين على الأرض‬ ‫ونقر حوافر‬ ‫المتواصل‬

‫(‪)4‬‬ ‫الاخر‬ ‫الجانب‬ ‫في‬ ‫يميننا‬ ‫على‬ ‫الممتدة‬ ‫)‬ ‫ادله الصالح‬ ‫( عبد‬ ‫بمقبرة‬

‫ما قرب‬ ‫لموضع‬ ‫بها ازاء القنطرة ليشير‬ ‫دابته ووقف‬ ‫للنهر شكم‬

‫ويقول‪:‬‬ ‫المغسل‬
‫دافىع‬ ‫احساس‬ ‫يملأني‬ ‫الفجر‬ ‫أذان‬ ‫مع‬ ‫لاستيقظ‬ ‫مبكرا‬ ‫نمت‬

‫وعترة‬ ‫بثوب‬ ‫ملابسي‬ ‫قد استبدلت‬ ‫وكنت‬ ‫‪.‬‬ ‫بي‬ ‫بالألفة مع كل ما يحيط‬ ‫‪.‬‬ ‫هناك‬ ‫‪-‬دفنا‪.‬‬

‫المفتاح‬ ‫أستللت‬ ‫معدودة‬ ‫لسنوات‬ ‫قرويا تنكرلجلد‪.‬‬ ‫كما كنت‬ ‫فعدت‬ ‫مجاراته‪،‬‬ ‫على‬ ‫القدرة‬ ‫في نفسي‬ ‫أجد‬ ‫ولم‬ ‫‪.‬‬ ‫بالفاتحة‬ ‫يتمتم‬ ‫وشرع‬

‫الغبش‬ ‫ضوء‬ ‫‪ .‬وعلى‬ ‫الجلديين‬ ‫خقئي‬ ‫واحتذيت‬ ‫الوسادة‬ ‫تحت‬ ‫من‬


‫وما‬ ‫‪.‬‬ ‫بنادقه‬ ‫وسط‬ ‫حجرته‬ ‫في‬ ‫سدراه‬ ‫وانني‬ ‫‪،‬‬ ‫لي أنه لم يمت‬ ‫خيل‬ ‫فقد‬

‫‪ ،‬اتخذت‬ ‫معالم البيت بوضوح‬ ‫أن يجشد‬ ‫الذي لم يستطع‬ ‫الرمادي‬


‫كمن‬ ‫ليخاطبني‬ ‫عمي‬ ‫حاذاني‬ ‫السير حتى‬ ‫كدنا نلكز دابتينا ونواصل‬
‫لي تلمس‬ ‫ليتسنى‬ ‫مفتوحأ‬ ‫تاركا الباب ورائي‬ ‫‪،‬‬ ‫الحجرة‬ ‫نحو‬ ‫طريقي‬ ‫ذهنه‪:‬‬ ‫عن‬ ‫قد غاب‬ ‫امرا ما كان‬ ‫تذكر‬

‫الواطئة‬ ‫الخشبية‬ ‫بالمنضدة‬ ‫اصطدمت‬ ‫ركبتي‬ ‫لكن‬ ‫‪.‬‬ ‫قدمي‬ ‫موطىء‬


‫على سرير‬ ‫قضاها‬ ‫‪،‬‬ ‫إصابته‬ ‫من‬ ‫ساعات‬ ‫بعد بضع‬ ‫إلا‬ ‫‪ -‬لم يمت‬
‫وكدت‬ ‫‪.‬‬ ‫كالأعمى‬ ‫سطحها‬ ‫التي كانت قد غابت عن ذهني فتحسشت‬
‫مني أن أردفه على ظهر‬ ‫طالبا‬ ‫التوجع‬ ‫عن‬ ‫المستشفى دون أن يكف‬
‫على علبة‬ ‫القديم ‪ .‬ووقعت‬ ‫لم يغادر موضعه‬ ‫الذي‬ ‫الفانوس‬ ‫أقلب‬
‫في حجرته‪.‬‬ ‫به الى القرية ليموت‬ ‫وأعود‬ ‫الدابة‬
‫أبي على‬ ‫أظهر‬ ‫كئيب‬ ‫برتقالي‬ ‫ضوء‬ ‫وانداح‬ ‫نوس‬ ‫الفل‬ ‫فدأشعلت‬ ‫ثقاب‬
‫عليه في المدينة‬ ‫طرحته‬ ‫الذي‬ ‫السؤال‬ ‫الهمه فتذكر‬ ‫ادله‬ ‫ان‬ ‫يبدو‬
‫الغابرة‬ ‫بنظرته‬ ‫يحدجني‬ ‫الثلاثة وهو‬ ‫كفه‬ ‫المقابل بخيوط‬ ‫الحائط‬
‫؟ ولماذا ؟ وكيف‬ ‫أصيب‬ ‫كيف‬ ‫‪ .‬ولكن‬ ‫ساعة‬ ‫نصف‬ ‫أكثر من‬ ‫قبل‬
‫يمينه‬ ‫على‬ ‫المتراصفة‬ ‫البنادق‬ ‫عشرات‬ ‫وقعها‬ ‫من‬ ‫زادت‬ ‫التي‬

‫سنوات‬ ‫خلالها‬ ‫اختصرنا‬ ‫النظر للحظات‬ ‫‪ .‬بقينا نتبادل‬ ‫وشماله‬ ‫عليها‬ ‫عمي‬ ‫التي لن يجيبني‬ ‫المستحيلة‬ ‫الأسئلة‬ ‫هي‬ ‫؟ فتلك‬ ‫هات‬

‫نخلة‪.‬‬ ‫راسي على أقرب جذع‬ ‫لو هشمت‬ ‫حتى‬


‫في حكم‬ ‫غير أن ذلك كان قد أصبح‬ ‫‪.‬‬ ‫بعضنا‬ ‫عن‬ ‫فرقتنا‬ ‫المكابرة التي‬

‫بين‬ ‫القليلة المتوزعة‬ ‫الحجرة‬ ‫عبر محتويات‬ ‫ببصري‬ ‫فجلت‬ ‫‪،‬‬ ‫الماضي‬ ‫فقد‬ ‫‪.‬‬ ‫العائلة‬ ‫كبير‬ ‫غدوت‬ ‫لأول مرة بأنني حقأ‬ ‫في البيت شمرت‬

‫بها الأرض ودولاب يقوم على يميني يواجهه كرسي‬ ‫فرشت‬ ‫حصيرة‬ ‫تمتد‬ ‫حتى‬ ‫شيئا‬ ‫أطلب‬ ‫أكاد‬ ‫ما‬ ‫‪،‬‬ ‫والاهتمام‬ ‫بللرعاية‬ ‫الجميع‬ ‫احاطني‬

‫على وضعها‬ ‫الحجرة‬ ‫‪ .‬كانت‬ ‫الصلاة‬ ‫سجادة‬ ‫فوده‬ ‫ركنت‬ ‫جريدي‬ ‫الغلق‬ ‫الحجرة‬ ‫باب‬ ‫أحدج‬ ‫بقيت‬ ‫لتناولني إئا‪. .‬ورغم ذلك‬ ‫الأذرع‬

‫الى‬ ‫غاب‬ ‫قد‬ ‫كان‬ ‫أبي‬ ‫ان‬ ‫!ثيع سوى‬ ‫أي‬ ‫فيها‬ ‫لم يتبدل‬ ‫السابق‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫اليه‬ ‫وهو يدعوني‬ ‫صوته‬ ‫أتوقع ان أسمع‬ ‫كطئني‬ ‫بنظرة متوجسة‬

‫الأبد!‬ ‫‪ .‬كان‬ ‫لهنلك‬ ‫المخيفة‬ ‫نظراته‬ ‫من‬ ‫بواحدة‬ ‫لبغتة ليرميني‬ ‫الباب‬ ‫ينفتح‬

‫فأينما مددت‬ ‫‪،‬‬ ‫وولأة تسلطه‬ ‫تحت‬ ‫غيابه الأبدي يرزح‬ ‫البيت رغم‬
‫طابقه‬ ‫متلمسا محتويات‬ ‫يدي‬ ‫الدولاب ومددت‬ ‫نحو‬ ‫اتجهت‬
‫بدءا بباب البيت الخارجي‬ ‫‪،‬‬ ‫يديه‬ ‫ما من صنع‬ ‫شدء‬ ‫واجهني‬ ‫بصري‬
‫أخرى‬ ‫‪ .‬ومرة‬ ‫الفانوس‬ ‫ضوع‬ ‫عنه‬ ‫الباب‬ ‫حجب‬ ‫الذي‬ ‫العلوي‬
‫الرياح‬ ‫هسيس‬ ‫وحتى‬ ‫‪.‬‬ ‫جمره‬ ‫التوري‬ ‫توسط‬ ‫الذي‬ ‫بالموقد‬ ‫وانتهاء‬
‫ساقطة‬ ‫بعلبة هوت‬ ‫أشبه ما يكون‬ ‫بشيء‬ ‫اصابعي‬ ‫اصطدمت‬
‫بأنه‬ ‫ذكرني‬ ‫‪،‬‬ ‫بالبيت‬ ‫الملحقة‬ ‫في الفسحة‬ ‫القائمة‬ ‫بالنخلات‬ ‫تمر‬ ‫وهي‬
‫على كتلة معدنية‬ ‫كفي‬ ‫الزوايا ‪ .‬واستقزت‬ ‫احدى‬ ‫نحو‬ ‫وتدحرج!‬

‫بها‬ ‫الاعتناء‬ ‫على‬ ‫التي اعتاد ان يحثني‬ ‫تلك النخلات‬ ‫الذي زرع‬ ‫هو‬
‫على‬ ‫انه يحتوي‬ ‫شك‬ ‫لا‬ ‫لتنتقل لكيس‬ ‫‪،‬‬ ‫هناك‬ ‫وجودها‬ ‫ثقيلة ادهشني‬
‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫النخل‬ ‫عماتكم‬ ‫‪ ( :‬ارحموا‬ ‫الرسول‬ ‫حديث‬ ‫سمعي‬ ‫على‬ ‫مرددأ‬
‫‪ .‬انتقلت‬ ‫ابي‬ ‫نزوات‬ ‫أثار احدى‬ ‫اخر‬ ‫شيء‬ ‫أو أي‬ ‫أو رمل‬ ‫تراب‬

‫النجارة المعهودة وأنا أفكر‬ ‫على أدوات‬ ‫يحوي‬ ‫الذي‬ ‫السفلي‬ ‫للطابق‬ ‫أبي فاخبرتني وسط‬ ‫عن كيفية موت‬ ‫أمي فضولي‬ ‫وأخيرأ أشبعت‬

‫‪.‬‬ ‫أبي هناك‬ ‫التي تركها‬ ‫الوصية‬ ‫عن‬ ‫عفي‬ ‫فكرة‬ ‫بهراء‬ ‫الفوطة بأنه أصيب‬ ‫بطرف‬ ‫انفها‬ ‫ومسح‬ ‫المتتابع‬ ‫وتمخطها‬ ‫نشيجها‬

‫‪!2‬‬
‫نحوهم‬ ‫به البنادق استدار‬ ‫الذي لف‬ ‫لهم رؤية القطن‬ ‫قليلا ليتسنى‬ ‫الأيسر‬ ‫الجانب‬ ‫يبدا من‬ ‫البنادق ‪ ،‬الذي‬ ‫حائط‬ ‫أواجه‬ ‫عدت‬

‫!كن ذهنه!‬ ‫قد غاب‬ ‫امرا كان‬ ‫بغتة وقال كأنه تذكر‬ ‫‪ ،‬وينتهي‬ ‫أبي‬ ‫لجد‬ ‫تعود‬ ‫( المكنزي ) كانت‬ ‫صنف‬ ‫من‬ ‫بواحدة‬

‫وتلثموا‬ ‫قليلأ‬ ‫تبتعدوا‬ ‫ان‬ ‫ارجو‬ ‫‪...‬‬ ‫جماعة‬ ‫يا‬ ‫( ( عذركم‬ ‫‪-‬‬ ‫لأبي‬ ‫تعود‬ ‫كانت‬ ‫)‬ ‫( برنو‬ ‫ببندقية‬ ‫الدولاب‬ ‫قرب‬ ‫الأيمن‬ ‫بالجانب‬

‫أن يكون‬ ‫وأخشى‬ ‫في منطقتنا‬ ‫الطاعون‬ ‫فقد تفشى‬ ‫أنوفكم وافواهكم‬ ‫إياها عبر‬ ‫التي لقنني‬ ‫أبي‬ ‫حكايات‬ ‫في ذهني‬ ‫‪ ...‬وتشابكت‬ ‫نفسه‬

‫في‬ ‫خطيئتكم‬ ‫فأحمل‬ ‫بسببه‬ ‫قد مات‬ ‫الميتين او كلاهما‬ ‫هذين‬ ‫احد‬ ‫جدي‬ ‫البنادق بدءا بحكاية‬ ‫بتزييت‬ ‫منهمكان‬ ‫ونحن‬ ‫طفولتي‬ ‫سنوات‬

‫‪.‬‬ ‫! )‬ ‫عنقي‬ ‫قلة الناجين من‬ ‫من‬ ‫) ‪ .‬وكان‬ ‫( ابن رشيد‬ ‫حملة‬ ‫مع‬ ‫سيق‬ ‫الذي‬

‫فقد‬ ‫‪.‬‬ ‫القصيم‬ ‫صحراء‬ ‫وعواصف‬ ‫رمال‬ ‫) ومن‬ ‫( ابن سعود‬ ‫جنود‬
‫فزعة‬ ‫تبادلوا نظرات‬ ‫بلغتهم حتى‬ ‫الكلام‬ ‫ذلك‬ ‫ما ان نقل الجندي‬
‫بها‬ ‫محتفظا‬ ‫لا يزال‬ ‫) كان‬ ‫( مكنزي‬ ‫وبندقية‬ ‫معطوبة‬ ‫بذراع‬ ‫عاد‬
‫يومىء‬ ‫واحد‬ ‫الى الوراع واكثر من‬ ‫الذعر وتراجعوا‬ ‫فيهم‬ ‫دب‬ ‫وقد‬
‫يوم‬ ‫)‬ ‫الخندق‬ ‫فى ( دغل‬ ‫مع كثيرين‬ ‫سنوات‬ ‫بعد عشر‬ ‫اعتصم‬ ‫عندما‬
‫ومعركة‬ ‫لبغيتهما‬ ‫‪ .‬فوصلا‬ ‫الرهيب‬ ‫بحملهما‬ ‫بالابتعاد‬ ‫لهما‬
‫عندما‬ ‫حتى‬ ‫عنها‬ ‫يتخل‬ ‫ولم‬ ‫‪.‬‬ ‫( السفربر)‬ ‫العثمانية‬ ‫الدولة‬ ‫اعلنت‬
‫الانكليز‬ ‫القى‬ ‫عودتهما‬ ‫عند‬ ‫‪ .‬لكنهما‬ ‫اشدها‬ ‫على‬ ‫)‬ ‫( الرارنجية‬
‫( انور باشا)‬ ‫الوؤير التركي‬ ‫أصدر‬ ‫بعدما‬ ‫للجندرمة‬ ‫نفسه‬ ‫سلم‬
‫بلدة‬ ‫في سراي‬ ‫البنادق وسجنوهما‬ ‫ثمن‬ ‫عليهما وسلبوهما‬ ‫القبض‬
‫‪.‬‬ ‫( الأفرار )‬ ‫باعدام‬ ‫الأمر‬
‫) ثار في تلك‬ ‫( الموح‬ ‫ب‬ ‫) الملقب‬ ‫الفاضل‬ ‫( صلال‬ ‫ان‬ ‫ولولا‬ ‫‪.‬‬ ‫دعفك‬

‫الى الأبد‪.‬‬ ‫لضاعا‬ ‫السراي‬ ‫على‬ ‫الفترة واستولى‬ ‫( الموزر)‬ ‫صنف‬ ‫من‬ ‫واحدة‬ ‫عند‬ ‫لأقف‬ ‫بنادق‬ ‫ببضع‬ ‫ومررت‬

‫عنها بأدق‬ ‫أبي يحدثني‬ ‫التي كان‬ ‫بتلك الرحلة الأسطورية‬ ‫ذكرتني‬
‫سمعي‬ ‫في‬ ‫دئي يتردد‬ ‫البنادق وصوت‬ ‫استعرض‬ ‫كادأخوذ عدت‬
‫وأبوه‬ ‫جده‬ ‫فيها‬ ‫غامر‬ ‫والتي‬ ‫‪-‬‬ ‫!‬ ‫فيها‬ ‫شارك‬ ‫كنمانه‬ ‫س‬ ‫تفاصيلها‬
‫كانت‬ ‫)‬ ‫الس ا لي انفليد‬ ‫فهذه‬ ‫‪:‬‬ ‫اثر الأخرى‬ ‫واحدة‬ ‫عنها‬ ‫يحدثني‬ ‫وهو‬
‫أربعة بغال ركبا اثنين منها وشدا‬ ‫من‬ ‫تتكون‬ ‫فاتجها بقافلة صغيرة‬
‫‪ .‬وهذه‬ ‫) بغداد‬ ‫صدقي‬ ‫( بكر‬ ‫قوات‬ ‫ضمن‬ ‫دخل‬ ‫يوم‬ ‫جدي‬ ‫مع‬
‫لتهريبهالس‬ ‫الآخرين‬ ‫على ظهر‬ ‫والخراطيش‬ ‫بالبنادق‬ ‫مملوءين‬ ‫تابوتين‬
‫امتلكها أبي‪،‬‬ ‫أول بندقية‬ ‫هي‬ ‫القليل‬ ‫الخشب‬ ‫) ذات‬ ‫( الشريفية‬
‫) حيث‬ ‫( الكفل‬ ‫لبلدة‬ ‫الوصول‬ ‫أوشكا‬ ‫وعندما‬ ‫ء‬ ‫)‬ ‫العشرين‬ ‫( ثوار‬
‫(ثورة‬ ‫استغرقتهما‬ ‫اللذين‬ ‫الشهرين‬ ‫ذينك‬ ‫خلال‬ ‫رافقته‬ ‫وقد‬
‫يطوقهما يتكون من خليط‬ ‫عسكري‬ ‫رحالهما فوجئا بفصيل‬ ‫محط‬
‫( الفلوجة ) بيد‬ ‫سقوط‬ ‫ليعود بعد‬ ‫هرب‬ ‫قد‬ ‫الوصي‬ ‫) وكان‬ ‫مايس‬
‫من‬ ‫‪ ،‬وجنود‬ ‫زرق‬ ‫وعيون‬ ‫متوزدة‬ ‫انكليز بوجوه‬ ‫جنولى‬ ‫من‬ ‫عجيب‬
‫الى ( خان‬ ‫)‬ ‫( كلارك‬ ‫قوات‬ ‫وصول‬ ‫بعد‬ ‫بغداد‬ ‫الانكليز ويدخل‬
‫اللون‪،‬‬ ‫خضراء‬ ‫المدبوغة تبدو‬ ‫جلودهم‬ ‫والكركئه تكاد‬ ‫السيخ‬
‫ثلاثين‬ ‫‪ -‬البريطانية التي استمرت‬ ‫العراقية‬ ‫الحرب‬ ‫النقطة ) حيث‬
‫اللمعلن الزرق‬ ‫الأسود ذي‬ ‫شعرهم‬ ‫وعيونهم الغامقة تتلامع تحت‬
‫بعد‬ ‫شارك‬ ‫عندما‬ ‫معه‬ ‫البندقية‬ ‫تلك‬ ‫وبقيت‬ ‫‪.‬‬ ‫انتهت‬ ‫قد‬ ‫يوما كانت‬
‫بشكل‬ ‫تكشف‬ ‫بناطيل قصيرة‬ ‫وكانوا يرتدون‬ ‫‪.‬‬ ‫الشياطين‬ ‫عيون‬ ‫مثل‬
‫فلسطين‪.‬‬ ‫في حرب‬ ‫سنوات‬
‫التابوتين بأعقاب‬ ‫وانهمكوا بقرع‬ ‫‪.‬‬ ‫النحيلة الملساء‬ ‫سيقانهم‬ ‫فاضح‬
‫مماثل‬ ‫أبي على صنف‬ ‫اخر بندقية حاز‬ ‫الس ( برنو ) كانت‬ ‫وهذه‬
‫وكان يقودهم‬ ‫‪.‬‬ ‫غير مفهوم‬ ‫بينهم بكلام سريع‬ ‫يرطنون‬ ‫بنادقهم وهم‬
‫لواء‬ ‫وحدات‬ ‫سيطرة‬ ‫من‬ ‫أشهر‬ ‫التقاعد بعد‬ ‫على‬ ‫لها اذ انه أحيل‬
‫يحدج‬ ‫( الكابتن ) بقي‬ ‫ب‬ ‫القامة كانوا يخاطبونه‬ ‫مديد‬ ‫رجل‬
‫من‬ ‫متكونة‬ ‫سرية‬ ‫ضمن‬ ‫هو‬ ‫‪ .‬كان‬ ‫بغداد‬ ‫على‬ ‫المشاة العشرين‬
‫الذي فسره‬ ‫العجيب‬ ‫بكلامه‬ ‫رطن‬ ‫وفجدة‬ ‫‪.‬‬ ‫متشككة‬ ‫بنظرة‬ ‫المهربين‬
‫ك‬ ‫ا‬ ‫رشاشتهم‬ ‫فصوبوا‬ ‫الرحاب )‪:‬‬ ‫(قصر‬ ‫هاجمت‬ ‫جنديا‬ ‫اربعين‬
‫فأجابه‬ ‫‪.‬‬ ‫وجهتهما‬ ‫عن‬ ‫متسائلا‬ ‫الجنولى الهنود بعربية سقيمة‬ ‫احد‬
‫‪ .‬ومزقت‬ ‫القصر‬ ‫لحديقة‬ ‫النظامي‬ ‫الباب‬ ‫باتجاه‬ ‫الوحيدة‬ ‫)‬ ‫( برن‬
‫سر‬ ‫الكابتن عن‬ ‫فتساعل‬ ‫‪.‬‬ ‫الى النجف‬ ‫بالتابوتين‬ ‫أبي بأنه ذاهب‬ ‫جد‬
‫غرفة‬ ‫التي أصابت‬ ‫اطلأقاتهم‬ ‫رشقات‬ ‫لدتموزي‬ ‫الدجر‬ ‫ذلك‬ ‫صمت‬
‫)‬ ‫( مكاري‬ ‫يعوهـلأنه‬ ‫ذلك‬ ‫بدأن‬ ‫فأجابه‬ ‫‪.‬‬ ‫معا‬ ‫اثنين‬ ‫موت‬ ‫مصادفة‬

‫الأمهرر؟‬ ‫فتعقدت‬ ‫اسفار‬ ‫ا‬ ‫اطلاق‬ ‫ا!لر‪-‬‬ ‫ألول!ر‬ ‫وبادلهم‬ ‫‪-‬‬ ‫ف"يم المصيئ‬
‫نم‬ ‫الكابتن‬ ‫نكى‬ ‫‪.‬‬ ‫خراح!ا فيشعشر؟ت‬ ‫تث‬ ‫فى من!تة‬ ‫الجنائز‬ ‫بنقل‬ ‫يعمل‬
‫أطلقوا‬ ‫عيار ( ‪ ) 1 60‬ملم‬ ‫مدفع‬ ‫بضمنها‬ ‫جاعتهم‬ ‫غير أن نجدات‬
‫الموزر‬ ‫نحو‬ ‫اثر الدخان‬ ‫المصفرة من‬ ‫فأومأ بسبابته‬ ‫شكؤك!‬ ‫عن‬ ‫يتخل‬
‫الموقف لصالحهم‪.‬‬ ‫قنابل ( بازوكا ) حسمت‬ ‫منه تلاث‬
‫فسره‬ ‫الذي‬ ‫السريع‬ ‫بكلامه‬ ‫يتنكبها ‪ ،‬ورطن‬ ‫أبي‬ ‫جد‬ ‫التي كان‬

‫بقوله‪:‬‬ ‫الجندي‬
‫حائط‬ ‫نحو‬ ‫كتفي‬ ‫فوق‬ ‫من‬ ‫بنظرة‬ ‫القيت‬ ‫الحجرة‬ ‫اغادر‬ ‫أن‬ ‫قبل‬
‫الجنائز فما حاجتك‬ ‫لا تنقل سوى‬ ‫مكاري‬ ‫مجرد‬ ‫س ( ان كئ!‬
‫محجريهما‬ ‫في‬ ‫الغائرتين‬ ‫الكهلتين‬ ‫بعينيه‬ ‫أبي‬ ‫‪ ،‬فواجهني‬ ‫البنادق‬
‫‪.‬‬ ‫البندقية ؟ )‬ ‫الى هذه‬

‫بالاثم‬ ‫القديم‬ ‫الشعور‬ ‫ذلك‬ ‫وعاد‬ ‫‪.‬‬ ‫الشيخوخة‬ ‫ضبابة‬ ‫اعتلتهما‬ ‫وقد‬
‫‪ ،‬ومن‬ ‫البيك‬ ‫جناب‬ ‫يا‬ ‫الأيام‬ ‫هذه‬ ‫مدمونة‬ ‫ليست‬ ‫( الدنيا‬ ‫‪-‬‬

‫الثلاثة ‪ -‬ابي‬ ‫الرجال‬ ‫هؤلاء‬ ‫نركه‬ ‫الذي‬ ‫الإرث‬ ‫هذا‬ ‫فدمام‬ ‫‪:‬‬ ‫يملأني‬
‫‪.‬‬ ‫! )‬ ‫والحذر‬ ‫الحيطة‬ ‫جالب‬ ‫اتخ!اذ‬ ‫الضروري‬

‫غباء ‪.‬‬ ‫اليوم البعيد محض‬ ‫في ذلك‬ ‫مكابرتي‬ ‫وابوه ‪ -‬كانت‬ ‫وجدي‬
‫المتشككة‬ ‫النظرة‬ ‫بتلك‬ ‫تحدجانه‬ ‫ظلتا‬ ‫الزرقاوين‬ ‫العينين‬ ‫لكن‬

‫منه‪:‬‬ ‫أن تهتز شعرة‬ ‫دون‬ ‫أردف‬ ‫عندها‬

‫(‪)5‬‬ ‫لا‬ ‫أن ذلك‬ ‫رغم‬ ‫التابوتين‬ ‫احد‬ ‫لرفع غطاء‬ ‫‪ ( -‬انا على استعداد‬

‫‪.‬‬ ‫! )‬ ‫حرمة‬ ‫‪ ،‬فللموتى‬ ‫يجوز‬

‫طاقة‬ ‫النخلة الظاهرة من‬ ‫بتناول الافطار وانا اتطلع نحو‬ ‫شرعت‬
‫المرة‬ ‫هذه‬ ‫أومأ‬ ‫الكابتن‬ ‫لكن‬ ‫‪.‬‬ ‫وشدأسه‬ ‫يدعوه‬ ‫أن‬ ‫أمل‬ ‫على‬ ‫قالها‬
‫أمي‬ ‫‪ .‬وأخبرت‬ ‫بأننمعتها‬ ‫الشمس‬ ‫تخللتها‬ ‫وقد‬ ‫البستان‬ ‫على‬ ‫تطل‬
‫بقوله انه‬ ‫الجندي‬ ‫الذي فسره‬ ‫بكلامه الغامض‬ ‫التابوت صارخا‬ ‫نحو‬
‫عميئ عن‬ ‫بهراء فكرة‬ ‫المفتوح بتهيب‬ ‫الحجرة‬ ‫باب‬ ‫ترمق‬ ‫التي بقيت‬
‫من‬ ‫وتقدم‬ ‫جيبه‬ ‫من‬ ‫ابيئ مطواة‬ ‫جد‬ ‫فاخرج‬ ‫‪.‬‬ ‫التابوت‬ ‫يدمره بفتح‬
‫بنصف‬ ‫فمي‬ ‫وقد حشوت‬ ‫ممضوغ‬ ‫بصوت‬ ‫الوصية ‪ .‬واردفت‬
‫بيضة‪.‬‬ ‫الألواح‬ ‫أحد‬ ‫وعندما رفع‬ ‫‪.‬‬ ‫فمه وانفه‬ ‫اللثام حول‬ ‫التابوت وهو يحكم‬

‫‪43‬‬
‫في جوف‬ ‫أدخلتها‬ ‫التي‬ ‫اصابعي‬ ‫تماما ‪ .‬وشممت‬ ‫الغلأف‬ ‫ذلك‬ ‫التفكير بكتابة‬ ‫عن‬ ‫حياته‬ ‫طوال‬ ‫يشغله‬ ‫ما‬ ‫للمرحوم‬ ‫كان‬ ‫‪-‬‬

‫‪.‬‬ ‫كثيع‬ ‫كل‬ ‫أدركت‬ ‫الفور‬ ‫وعلى‬ ‫‪.‬‬ ‫المادة الناعمة‬ ‫بها تلك‬ ‫متلمسا‬ ‫الكي!س‬ ‫!‪.‬‬ ‫وصية‬

‫أنفي‬ ‫يخطئها‬ ‫لن‬ ‫طفولتي‬ ‫لسنوات‬ ‫المرادفة‬ ‫الحادة‬ ‫الرائحة‬ ‫فتلك‬


‫محمل‬ ‫ذاك‬ ‫كلامي‬ ‫حملت‬ ‫أمى‬ ‫التفكه ‪ .‬لكن‬ ‫قلتها على سبيل‬
‫ابي‬ ‫أن‬ ‫البأرود لا شك‬ ‫من‬ ‫بكمية‬ ‫مملوءا‬ ‫الكيعس‬ ‫‪ .‬كان‬ ‫بالطكيد‬
‫قائلة‬ ‫صاخبة‬ ‫شايها رشفات‬ ‫من قدح‬ ‫ترتشف‬ ‫وهي‬ ‫الجد وعقبت‬
‫بنفسه!‬ ‫صنعها‬
‫كل زيارة كان‬ ‫القديم فعقب‬ ‫فقد عاد ابي لهوسه‬ ‫‪،‬‬ ‫با! ذلك صحيح‬

‫كالرصاص‬ ‫غريبة‬ ‫بمواد‬ ‫محملا‬ ‫يعود‬ ‫كان‬ ‫المدينة‬ ‫الى‬ ‫بها‬ ‫يقوم‬
‫كأنني‬ ‫رألي‬ ‫بموازاة‬ ‫الفانوس‬ ‫ورفعت‬ ‫الصورة‬ ‫ازاء‬ ‫وقفت‬
‫إ! ‪ ...‬وفي أيامه‬ ‫الأرض‬ ‫وسبخة‬ ‫‪ ..‬بل‬ ‫والقطن‬ ‫والفحم‬ ‫والكبريت‬
‫صرخة‬ ‫كتمت‬ ‫اللحظة‬ ‫تلك‬ ‫‪ .‬في‬ ‫الغائرتإت‬ ‫العينين‬ ‫تينك‬ ‫استنطق‬

‫دقات‬ ‫يدل على كونه حيا سوى‬ ‫شيء‬ ‫لا‬ ‫الأخيرة لم يعد يغادر حجرته‬
‫الى الوراع وقد خيل‬ ‫خطوتإن‬ ‫ولراجعت‬ ‫حلقي‬ ‫من‬ ‫تفلت‬ ‫كادت‬ ‫دهشة‬
‫المتتابعة‪.‬‬ ‫هاونه‬
‫ضوء‬ ‫حيث‬ ‫‪،‬‬ ‫الصورة‬ ‫فعلى زجاجة‬ ‫‪:‬‬ ‫أبي‬ ‫في وجه‬ ‫لي أن الحياة دبت‬

‫المحجرين غارفي في‬ ‫تاركا‬ ‫مبرزا الجبين‬ ‫جانب وجهي‬ ‫الفانوس يمس‬ ‫‪ .‬ووسط‬ ‫فمي‬ ‫نحو‬ ‫في طريقها‬ ‫التي كانت‬ ‫يدي‬ ‫توقفت‬ ‫لحظتئذ‬

‫إ ‪...‬‬ ‫شبابا‬ ‫أكثر‬ ‫انني‬ ‫سوى‬ ‫‪،‬‬ ‫بالضبط‬ ‫أشبهه‬ ‫كنت‬ ‫‪،‬‬ ‫الظلام‬ ‫الفانوس‬ ‫حملت‬ ‫‪.‬‬ ‫الحجرة‬ ‫الافطار ودخلت‬ ‫طبق‬ ‫تركت‬ ‫أمي‬ ‫دهشة‬

‫وبعدما‬ ‫‪.‬‬ ‫أبي والبنادق والدولاب‬ ‫بين وجه‬ ‫ببصري‬ ‫تنقلت‬ ‫للحظات‬ ‫الدولاب ‪،‬‬ ‫العلوي من‬ ‫الطابق‬ ‫محتويات‬ ‫كتت‬ ‫عن‬ ‫لأتفحص‬

‫بالعمل‪.‬‬ ‫وشرعت‬ ‫الحجرة‬ ‫باغلأق باب‬ ‫سارعت‬ ‫بادلته نظرة متواطئة‬ ‫قبل قليل لم تكن‬ ‫أصابعي‬ ‫التي صدمتها‬ ‫العلبة‬ ‫أن تلك‬ ‫فاكتشفت‬

‫الخالق الركانجب‬ ‫عبد‬ ‫هزيمة‬ ‫عليه عقب‬ ‫الفارغ الذي حصل‬ ‫القذيفة‬ ‫غلاف‬ ‫سوى‬

‫بغداد‬ ‫فوهة‬ ‫بحجم‬ ‫صبها‬ ‫رصاصة‬ ‫أما الكتلة المعدنية فقد كانت‬ ‫‪/‬‬ ‫حزيران‬

‫‪44‬‬

You might also like