You are on page 1of 36

‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫الفصل الثاني‪ :‬مراحل البحث العلمي‪:‬‬

‫البحث العلمي جسم كلي مترابط من المعلومات و الحقائق و النظريات و األفكار قائم على منهج أو عدة‬
‫مناهج‪ ،‬قوامه التحليل و النقد و البرهنة و االستنتاج و اإلضافة‪ ،‬و لما كان كذلك فإن إعداده ليس باألمر‬
‫الهين ما دام محكوما بقواعد و ضوابط منهجية صارمة‪.‬‬

‫لذا تخضع عملية إعداد البحث العلمي في العلوم القانونية مثل بقية فروع العلم إلى طرق و إجراءات‬
‫وشكليات وأساليب علمية و عملية منطقية محددة و دقيقة يجب احترامها و التقيد بها‪ ،‬حتى يتمكن‬
‫‪1‬‬
‫الباحث من إعداد بحثه بصورة سليمة و صحيحة‪.‬‬

‫و تعتبر هذه الطرق و اإلجراءات من صميم تطبيقات علم المنهجية في مفهومه الواسع‪ ،‬لذلك تمر عملية‬
‫إعداد البحث العلمي بعدة مراحل متسلسلة و متتابعة‪ ،‬متكاملة و متناسقة في حياة البحث‪ ،‬يمكن إيجازها‬
‫فيما يلي‪ :‬مرحلة اختيار موضوع البحث‪ ،‬مرحلة البحث عن الوثائق‪ ،‬مرحلة القراءة و التفكير‪ ،‬مرحلة‬
‫‪2‬‬
‫تخزين و فرز المعلومات‪ ، ،‬مرحلة إعداد خطة البحث أو تقسيم الموضوع‪ ،‬مرحلة الكتابة‪.‬‬

‫هذه المراحل مجتمعة يمكن تقسيمها إلى مرحلتين أساسيتين‪ :‬المرحلة التحضيرية أو الممهدة إلعداد‬
‫البحث (مبحث أول)‪ ،‬ومرحلة الشروع في إعداده (مبحث ثان)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مرحلة التحضير للبحث‪:‬‬

‫و تضم بدورها مراحل فرعية متمثلة في‪:‬‬

‫‪ ‬مرحلة اختيار موضوع البحث (مطلب أول)‪.‬‬

‫‪ ‬مرحلة البحث عن الوثائق (مطلب ثان)‪.‬‬

‫‪ ‬مرحلة القراءة (مطلب ثالث)‪.‬‬

‫أحمد بدر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.44-46‬‬ ‫‪1‬‬

‫ربحي مصطفى عليان ‪ " :‬البحث العلمي‪ :‬أسسه‪ ،‬مناهجه و أساليبه‪ ،‬إجراءاته " بيت األفكار الدولية‪ ،‬عمان‪ -‬األردن‬ ‫‪2‬‬

‫(دون سنة نشر)‪ ،‬ص‪.72‬‬

‫‪1‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫المطلب األول‪ :‬مرحلة اختيار موضوع البحث‪:‬‬

‫للبحث العلمي موضوع تدور حوله عملية التقصي و االستعالم‪ ،‬و موضوع البحث عادة هو الظاهرة أو‬
‫المشكلة التي تحتاج إلى تفسير أو حل‪ ،‬و أول ما يواجه الباحث من مشكالت هو اختيار موضوع البحث‬
‫‪1‬‬
‫و كيفية االختيار و ضوابطه‪.‬‬

‫و يمكنه مبدئيا أن يتجاوز هذه المعضلة الفكرية بأن يبتعد في اختياره عن الموضوعات اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬الموضوعات محل الخالف و الجدل‪.‬‬

‫‪ ‬الموضوعات المعقدة التي تحتاج تقنيات عالية‪.‬‬

‫‪ ‬الموضوعات السطحية (المتداولة والمستهلكة)‪.‬‬

‫‪ ‬الموضوعات التي يصعب العثور على مادتها العلمية‪.‬‬

‫‪ ‬الموضوعات المفتوحة أو الواسعة‪ ،‬و الموضوعات المحدودة أو الضيقة‪ ،‬والموضوعات الغامضة‬


‫أو الملتبسة‪.‬‬

‫‪ ‬الموضوعات الميدانية أو الحساسة كتلك التي تحتاج لمعاينات في الميدان‪ ،‬أو يحيطها التكتم‬
‫‪2‬‬
‫والسرية الصطدامها بأسرار الدولة أو باآلداب العامة لمجتمعها‪.‬‬

‫و يمكن وضع مقياس للبحث أو للموضوع الذي يستحق الدراسة بطرح األسئلة اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬هل يستحق هذا الموضوع ما يبذل فيه من جهد؟‬

‫‪ ‬هل يقدم إضافة أو جديدا؟‬

‫‪ ‬هل يمكن فعال أن يكون موضوع مذكرة أو أطروحة علمية؟‬

‫‪ ‬هل في طاقة الباحث البحث فيه فعال؟‬

‫نصر سلمان‪ ،‬سعاد سطحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.72-72‬‬ ‫‪1‬‬

‫مروان عبد المجيد إبراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.72 ،74‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫و ألن البحث – كما سبق بيانه‪ -‬قد يكون مشكلة‪ ،‬أو ظاهرة‪ ،‬أو حدثا‪ ،‬لذا يجب أن يأخذ الباحث وقته‬
‫في التفكير الختيار موضوع بحثه‪ ،‬و عدم التسرع في ذلك حتى ال يضطر إلى تغيير عنوانه عدة مرات‪،‬‬
‫محكوما في اختياره بعوامل معينة (فرع أول) و شروط محددة (فرع ثان) كما أن لطريقة اختياره دور كبير‬
‫‪1‬‬
‫في نجاح الباحث أو إخفاقه فيه (فرع ثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬عوامل اختيار موضوع البحث‪:‬‬

‫تتحكم في عملية اختيار موضوع البحث بالنسبة للباحث عوامل عدة يمكن تقسيمها إلى عوامل ذاتية‬
‫(أوال)‪ ،‬و عوامل موضوعية (ثانيا)‪،‬‬

‫أوال‪ -‬العوامل الذاتية‪:‬‬

‫تتعلق العوامل الذاتية الختيار موضوع البحث بشخص الباحث‪ ،‬و يتمثل أبرزها في‪:‬‬

‫‪ /1‬الرغبة النفسية‪:‬‬

‫يتعين أن يكون للباحث أو الطالب رغبة حقيقية و صادقة في البحث العلمي عموما و في مجال أو‬
‫موضوع محدد خصوصا‪ ،‬ال مجرد نزوة عابرة أو حماسا غير مقيم‪ ،‬فالدراسة العليا مرحلة علمية شاقة‬
‫تستلزم الجهد و المثابرة و الجدية‪ ،‬و تحمل كل األعباء الناجمة عنها بما فيها التكاليف المادية و العزوف‬
‫‪2‬‬
‫عن النشاط العائلي و االجتماعي للتفرغ للبحث‪ ،‬فضال عن االستعداد النفسي واالجتهاد العقلي‪.‬‬

‫و عملية اختيار موضوع البحث هي عملية تحديد المشكلة العلمية التي تتطلب حال علميا لها بناء على‬
‫فرضيات بعد البحث و الدراسة و التحليل‪ ،‬الكتشاف الحقائق العلمية المختلفة المتعلقة بالمشكلة محل‬
‫البحث و تفسيرها و توظيفها في حلها‪ ،‬فالشعور بالمشكلة و التعايش معها هو نقطة البداية في أي بحث‪،‬‬
‫لذلك تعتبر مرحلة اختيار الموضوع أهم مرحلة في البحث على اإلطالق‪ ،‬ما جعل البعض يؤكد أن‬

‫أحمد عبد الكريم سالمة‪ " :‬األصول المنهجية إلعداد البحوث العلمية " ط‪ ،1‬دار النهضة العربية‪ -‬القاهرة ‪،1111‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.42‬‬
‫مروان عبد المجيد إبراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.72‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫االختيار الموفق للبحث هو نصف البحث‪ ،‬و لعل من أسباب تعثر الكثير من الباحثين و فشلهم في إعداد‬
‫‪1‬‬
‫بحوثهم هو االختيار غير الموفق لمواضيعها نتيجة عدم توفر الرغبة الكافية لهم في دراستها‪.‬‬

‫‪ /2‬التريث و الصبر في تحديد االختيار‪:‬‬

‫و ذلك بأن يأخذ الباحث وقته الالزم و الكافي للقراءة و التنقيب في انتقاء الموضوع المناسب له‪ ،‬فقد‬
‫أثبتت التجربة أن التسرع في اختيار موضوع البحث يؤدي إلى عدم التوفيق في إنجازه نتيجة عدم القدرة‬
‫على التحكم فيه‪ ،‬فإما أن يستغرق وقتا طويال‪ ،‬و إما أن يأتي سطحيا يفتقر إلى العمق العلمي المتطلب‪،‬‬
‫ما تكون نتيجته في النهاية التجاء الباحثين قبل إتمام بحثهم إلى تغيير الموضوع ذاته نهائيا بعد إضاعة‬
‫‪2‬‬
‫وقت و جهد مكلفين فيه‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬العوامل الموضوعية‪:‬‬

‫إذا كانت العوامل الذاتية الختيار موضوع البحث تتعلق بالباحث‪ ،‬فإن العوامل الموضوعية الختياره تتعلق‬
‫بالبحث ذاته‪ ،‬و يتمثل أبرزها في‪:‬‬

‫‪ /1‬المقدرة العلمية‪:‬‬

‫يتطلب إنجاز بحث علمي معين أن يكون الباحث قد حصل على المؤهل الدراسي الذي يمكنه من متابعة‬
‫الدراسة العليا و التي تتوج بالبحث قيد اإلعداد‪ ،‬و يظهر ذلك مثال من خالل نجاحه في اجتياز مسابقة‬
‫‪3‬‬
‫الدكتوراه و إنهاء السنة النظرية للدراسة إذا تعلق األمر بأطروحة دكتوراه‪.‬‬

‫‪ /2‬اإلمكانيات المادية و االقتصادية‪:‬‬

‫البحث العلمي عملية مكلفة من الناحية المادية و لذلك يجب أن تتوفر لدى الباحث اإلمكانيات المالية‬
‫التي تسمح له بالتنقل من مكان إلى آخر داخل الوطن أو خارجه بحثا عن الوثائق العلمية المتعلقة‬
‫بموضوعه من أجل شرائها أو تصويرها‪ ،‬ذلك أن محدودية إمكانيات الباحث المالية أو ضعفها تسبب له‬

‫فاطمة عوض صابر‪ ،‬ميرفت علي خفاجة‪ " :‬أسس و مبادئ البحث العلمي " ط‪ ،1‬مكتبة و مطبعة دار اإلشعاع‬ ‫‪1‬‬

‫الفنية‪ -‬اإلسكندرية ‪ ،7007‬ص‪.71‬‬


‫عبود عبد هللا العسكري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.77‬‬ ‫‪2‬‬

‫خالد حامد‪ " :‬منهجية البحث في العلوم االجتماعية و اإلنسانية " ط‪ ،1‬جسور للنشر و التوزيع‪ -‬الجزائر ‪،7002‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص‪.22‬‬

‫‪4‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫متاعب تحول دون الوصول إلى موضوعه سيما إذا كان إعداده في إطار التحضير لدرجة ماجستير أو‬
‫دكتوراه‪ ،‬و تحد من نشاطه العلمي بشكل عام‪ ،‬و كل باحث أدرى بظروفه و إمكانياته التي يجب عليه أن‬
‫‪1‬‬
‫يختار بحثه في إطارها‪.‬‬

‫‪ /3‬توافر المادة العلمية‪:‬‬

‫يجب على الباحث انطالقا من هذا العامل اختيار موضوع بحث يتوافر على قدر مقبول و محترم من‬
‫المراجع على األقل‪ ،‬حتى يتمكن من دراسته على الوجه المطلوب من جهة‪ ،‬و من جهة أخرى فإن القيمة‬
‫العلمية للبحث تبرز من ناحية تعدد المراجع و تنوعها‪ ،‬فضال عن عمقها في تحليل الموضوع واستفاضتها‬
‫فيه‪ ،‬خاصة إذا علمنا أن الموضوعات المطروحة للبحث تختلف بدرجات متفاوتة من حيث مدى وفرة‬
‫المراجع المتعلقة بها‪ ،‬فهناك موضوعات على أهميتها تعاني من ندرة المراجع‪ ،‬ما يتسبب للباحث في‬
‫متاعب من حيث ضياع الوقت و الجهد و االضطرار في نهاية المطاف إلى تغيير موضوع البحث لقلة‬
‫‪2‬‬
‫أو ندرة المراجع بشأنه‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط أو قواعد اختيار موضوع البحث‪:‬‬

‫على الباحث و هو يتأهب الختيار الموضوع الذي خطر له على ضوء جملة من المعطيات العلمية‬
‫والنفسية و الواقعية‪ ،‬أن يراعي فيه ما يلي‪:‬‬

‫جدة الموضوع‪:‬‬
‫أوال‪ّ -‬‬

‫ليس معنى هذا أن الموضوع لم يسبق دراسته نهائيا‪ ،‬ألن هذا األمر يكاد يكون مستحيال في ميدان العلوم‬
‫القانونية و في العلوم االجتماعية عموما‪ ،‬و إنما يقصد بالجدة أن يكون البحث ذا قيمة علمية و عملية‬
‫يضيف نتائج قيمة إلى الفكر اإلنساني‪ ،‬و يلبي حاجة المجتمع في التطور‪ ،‬و قد يكون البحث جديدا فعال‬
‫إذا تناول قضية لم يتطرق لها الباحثون من قبل‪ ،‬و قد يكون جديدا أيضا إذا تناول موضوعا تناوله‬
‫الباحثون من قبل و لكن بصفة عارضة و في دراسات مقتضبة و غير معمقة‪ ،‬و يتصف البحث بالجدة‬

‫صالح الدين شروخ‪ " :‬منهجية البحث العلمي " دار العلوم للنشر و التوزيع‪ -‬عنابة ‪ ،7002‬ص ص‪.24 ،22‬‬ ‫‪1‬‬

‫زوليخة زروقي‪ " :‬كيفية اختيار المواضيع البحثية " مجلة مالك بن نبي للبحوث و الدراسات‪ ،‬المجلد‪ ،02‬العدد ‪-01‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،7071‬ص‪.40‬‬

‫‪5‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫كذلك إذا أكمل الباحث نقصا في موضوع سبق أن درسه غيره‪ ،‬أو أجاب على تساؤالت طرحها باحثون‬
‫‪1‬‬
‫سابقون بدون إجابة مقنعة عنها‪.‬‬

‫و كل موضوع بطبعه يمكن أن يكون جديدا ألن مرور الزمن عليه يجعل الباحث قاد ار على تحديثه أو‬
‫تحيينه و ذلك بأن يضيف إليه ما استجد بشأنه من حقائق و معلومات‪ ،‬و قد أجمل فقهاء الشريعة‬
‫اإلسالمية معنى الجدة أو اإلضافة العلمية في سبعة أشياء‪ :‬شيء لم يسبق إليه فيؤلف‪ ،‬أو شيء ألف‬
‫ناقصا فيكمل‪ ،‬أو خطأ فيصحح‪ ،‬أو مستشكل فيشرح‪ ،‬أو مطول فيختصر‪ ،‬أو مفرق فيجمع‪ ،‬أو منشور‬
‫‪2‬‬
‫فيرتب‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬تحديد الموضوع‪:‬‬

‫و معنى ذلك أال يكون موضوع البحث بالواسع الفضفاض و ال بالضيق المحصور‪ ،‬ألن األول يرهق‬
‫الباحث و يستغرق الوقت و يعجز الفكر و يؤدي إلى عدم التعمق‪ ،‬بينما الثاني قد يدفع الباحث إلى‬
‫إدخال عناص ر و مفاهيم أو تفصيالت ال عالقة لها بموضوع البحث‪ ،‬و قد ينتهي األمر بالباحث إلى‬
‫عدم إنجاز البحث لقلة مادته العلمية نتيجة إفراطه في االتساع أو الضيق‪ ،‬و البحث الجيد هو الذي يكون‬
‫متوسطا بين االتساع و الضيق‪ ،‬معقول الحجم‪ ،‬متناسبا مع الدرجة العلمية التي ينبغي للباحث الحصول‬
‫عليها‪ ،‬و ليست العبرة بحجم البحث من الناحية الكمية‪ ،‬بل بمضمونه أو جوهره الذي يتحدد بما ينتهي‬
‫‪3‬‬
‫إليه الباحث من نتائج تشكل في حد ذاتها إضافة إلى الفكر القانوني‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬وضوح الموضوع‪:‬‬

‫معنى ذلك أن تكون فكرة موضوع البحث واضحة في ذهن الباحث‪ ،‬يدرك كنهها و يعرف حدودها و يلم‬
‫بجميع جوانبها من حيث طبيعة المشكلة و نوعية الحلول و يقينية النتائج‪ ،‬و ال يتأتى ذلك للباحث إال بعد‬
‫قراءة مستفيضة ومتأنية‪ ،‬فعدم وضوح موضوع البحث يشتت ذهن الباحث و يؤدي به إلى الخروج عنه‬

‫ناهد حمدي أحمد‪ " :‬مناهج البحث في علوم المكتبات " دار المريخ للنشر و التوزيع‪ -‬الرياض ‪ ،1121‬ص‪.22‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبود عبد هللا العسكري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬ ‫‪2‬‬

‫ناهد حمدي أحمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.24‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪6‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫باعتماد معلومات ال صلة لها به‪ ،‬كما يعني وضوح الموضوع عموما انتماؤه إلى أحد فروع القانون العام‬
‫‪1‬‬
‫أو الخاص و دخوله تحت تخصص معين منهما‪.‬‬

‫و يستتبع وضوح الموضوع وضوح مصطلحات البحث فيه‪ ،‬حيث يحذر المختصون من إمكانية وقوع‬
‫الباحث في مأزق علمي حقيقي نتيجة إهماله للمصطلحات و عدم دقته في فهمها و تحديدها‪ ،‬أو سوء‬
‫‪2‬‬
‫توظيفها‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬تناسب الموضوع مع قدرات الباحث الذهنية و الزمنية‪:‬‬

‫يعني ذلك أن يكون موضوع البحث في طاقة الباحث الذهنية و الزمنية‪ ،‬و عليه فطالب الماجستير أو‬
‫الماستر مثال ال يجوز له أن يختار موضوعا في مستوى طالب الدكتوراه‪ ،‬ألن هذا المستوى يحتاج إلى‬
‫قدرات بحثية تفوق قدرات طالب الماجستير أو الماستر بالنظر إلى طبيعة التكوين في طور دراسي مقارنة‬
‫بطور آخر‪ ،‬هذا فضال عن مراعاة التخصص و كذا متطلبات البحث‪ ،‬فهناك من البحوث ما يستلزم تكوينا‬
‫‪3‬‬
‫في اللغات األجنبية و إلماما بها‪ ،‬أو اطالعا على علوم أخرى ذات صلة‪.‬‬

‫كما أن المدة الزمنية الم توقعة إلنجاز البحث يجب وضعها في االعتبار من حيث ضرورة تناسبها مع‬
‫طبيعة الموضوع ومستواه العلمي‪ ،‬فهي مختلفة في مداها باختالف نوع البحث و فيما إذا كان مذكرة‬
‫‪4‬‬
‫ماستر أو ماجستير أو أطروحة دكتوراه‪ ،‬حيث يمنح إلعداد األخيرتين عادة وقت أطول‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬طريقة اختيار موضوع البحث‪:‬‬

‫قد يكون اختيار موضوع البحث من قبل الباحث نفسه (أوال)‪ ،‬و قد يكون من قبل المشرف أو جهة أخرى‬
‫(ثانيا)‪ .‬و ذلك حسب العرف المتبع في الجامعة أو الكلية التي ينتمي إليها الباحث‪.‬‬

‫موريس إنجرس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬ ‫‪1‬‬

‫عقيل حسين عقيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.71‬‬ ‫‪2‬‬

‫عبد هللا محمد الشامي‪ " :‬أصول منهج البحث العلمي و قواعد تحقيق المخطوطات " ط‪ ،1‬المكتبة العصرية‪ -‬لبنان‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،7017‬ص‪.02‬‬
‫عبد الهادي الفضلي‪ " :‬أصول البحث " ط‪ ،1‬دار المؤرخ العربي‪ -‬بيروت ‪ ،1117‬ص‪.762‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪7‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫أوال‪ -‬االختيار من قبل الباحث‪:‬‬

‫األصل أن اختيار موضوع البحث يكون للباحث باعتباره المتخصص فيه و المعايش لفكرته و المستعد‬
‫نفسيا لدراسته و التفاعل معه بالتحدي العلمي و التفكير العميق و القراءة االنتقادية و االستنباط المنطقي‪،‬‬
‫و هذه المرحلة صعبة و دقيقة الرتباطها بعوامل عقلية و نفسية و اجتماعية و اقتصادية و مهنية تتحكم‬
‫في عملية االختيار على النحو المذكور‪.‬‬

‫و االختيار الذاتي لموضوع البحث هو الطريقة األسلم و األمثل كون االختيار في هذه الحالة تم بناء على‬
‫قناعة الباحث و إمكانياته‪ ،‬فقد أثبتت التجارب في هذا الشأن أن الطالب الذين يختارون موضوعاتهم‬
‫‪1‬‬
‫بإرادتهم و بكل حرية يكونون أكثر تفوقا و تمي از من أولئك الذين تفرض عليهم موضوعات بحث بعينها‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬االختيار من قبل المشرف‪:‬‬

‫اختيار الباحث أو الطالب لموضوع بحثه مهمة شاقة ال يوفق فيها دائما كل الطلبة‪ ،‬لذلك فالباحث الذي‬
‫لم يتمكن من اختيار موضوعه بنفسه يضطر إلى االستعانة باألستاذ المشرف الذي يكون لديه عادة‬
‫مواضيع صالحة للكتابة فيها‪.‬‬

‫كما أنه ليس هناك ما يمنع من حيث المبدأ من اقتراح موضوع البحث من قبل المشرف على الباحث‪،‬‬
‫كونه أكثر خبرة و دراية إذا كان للباحث نفسه رغبة في دراسته كموضوع مقترح‪ ،‬و في هذه الحالة يأتي‬
‫‪2‬‬
‫البحث ثمرة للتعاون بين الباحث و المشرف‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مرحلة البحث عن الوثائق‪:‬‬

‫توثيق البحث أمر ضروري يعكس األمانة العلمية التي تستدعي أن يكون البحث موثقا من المصادر‬
‫والمراجع المستقى منها ما يعطي له المصداقية العلمية الالزمة‪ ،‬و يتعين على الباحث هنا الحصول على‬
‫بيانات بحثه من خالل المصادر و المراجع الموجودة بالمكتبات العامة أو الخاصة و كذا من فضاء‬

‫عبود عبد هللا العسكري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.71‬‬ ‫‪1‬‬

‫مريد يوسف الكالب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.112‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪8‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫اإلنترنت‪ ،‬و تسمى هذه العملية عملية التوثيق أو البيبليوغرافيا بنقل المعلومات و االستشهاد ببعض‬
‫‪1‬‬
‫الفقرات أو النصوص لتعزيز وجهة نظر الباحث‪.‬‬

‫بناء على ذلك وجب تحديد الوثائق العلمية محل البحث (فرع أول)‪ ،‬و أنواعها (فرع ثاني) و أماكن‬
‫وجودها و كيفية الحصول عليها (فرع ثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المقصود بالوثائق العلمية‪:‬‬

‫يطلق مصطلح الوثائق العلمية على جميع المصادر و المراجع‪ ،‬األولية و الثانوية التي تحتوي على معظم‬
‫‪2‬‬
‫أو كل الحقائق و المعارف المكونة لموضوع البحث‪.‬‬

‫كما يقصد بها كل المصادر و المراجع التي تتضمن المعلومات ذات الصلة بموضوع البحث‪ ،‬و التي‬
‫تشكل في مجموعها طاقة لإلنتاج الفكري و العقلي و اإلعالمي في ميدان البحث العلمي‪ ،‬و قد تكون‬
‫مطبوعة أو مخطوطة أو مسموعة أو مرئية‪ ،‬و هي بذلك ركيزة المعرفة المثبتة ماديا و التي يتم الرجوع‬
‫‪3‬‬
‫إليها بالتحليل و االستدالل‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع الوثائق‪:‬‬

‫بناء على ما تقدم أعاله فالوثائق في أصلها نوعان مصادر و مراجع‪.‬‬

‫أوال‪ -‬المصادر‪:‬‬

‫هي تلك الوثائق التي تتضمن الحقائق و المعلومات األصلية المتعلقة بالموضوع‪ ،‬و المصدر بذلك هو‬
‫الكتاب أو المخطوط الذي يتناول موضوع البحث ألول مرة باستفاضة و أصالة و بدون استعمال وثائق أو‬
‫‪4‬‬
‫مصادر وسيطة في نقل هذه المعلومات‪.‬‬

‫و من أنواع هذه المصادر في ميدان العلوم القانونية‪:‬‬

‫ريما ماجد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬ ‫‪1‬‬

‫عامر قنديلجي‪ " :‬البحث العلمي و استخدام مصادر المعلومات " دار اليازوري العلمية‪ ،‬عمان‪ -‬األردن ‪،1111‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص‪.777‬‬
‫رشيد شميشم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.41 ،42‬‬ ‫‪3‬‬

‫عامر قنديلجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.777‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪9‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫‪ ‬المواثيق القانونية العامة و الخاصة‪ ،‬الوطنية و الدولية بما فيها التشريعات و النصوص التنظيمية‬
‫المختلفة‪.‬‬

‫‪ ‬محاضر و مقررات و توصيات هيئات المؤسسات العامة و الخاصة (البرلمان‪ ،‬الشركات‪)...‬‬

‫‪ ‬العقود الرسمية و الشهادات و المراسالت الرسمية‪.‬‬

‫‪ ‬األحكام و المبادئ و االجتهادات القضائية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬اإلحصائيات الرسمية‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬المراجع‪:‬‬

‫هي تلك الوثائق التي تستمد قوتها أو قيمتها العلمية من مصادر أو وثائق قبلية أصلية و مباشرة‪ ،‬و هي‬
‫بذلك الوثائق التي نقلت الحقائق و المعلومات عن الموضوع محل البحث أو عن بعض جوانبه من‬
‫‪2‬‬
‫مصادر و وثائق أخرى‪.‬‬

‫و من أنواع المراجع في مجال القانون‪:‬‬

‫‪ ‬الكتب و المؤلفات القانونية األكاديمية العامة و المتخصصة في موضوع من الموضوعات مثل‬


‫‪3‬‬
‫كتب القانون الدولي و العالقات الدولية‪ ،‬القانون الدستوري‪ ،‬المدني‪ ،‬التجاري‪...‬‬

‫‪ ‬الدوريات و المقاالت العلمية المتخصصة و النشريات‪ ،‬مثل نشرة و ازرة العدل و و ازرة التعليم‬
‫‪4‬‬
‫العالي والبحث العلمي‪.‬‬

‫ياسين بن بريح ‪ " :‬أساليب جمع المادة العلمية و طرق االستدالل " دائرة البحوث و الدراسات القانونية و السياسية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ،7072-01‬ص‪.60‬‬


‫أحمد شلبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.20 ،21‬‬ ‫‪2‬‬

‫آكلي تومي‪ " :‬مناهج البحث و تفسير النصوص في القانون الوضعي و التشريع اإلسالمي " برتي للنشر و التوزيع‪-‬‬ ‫‪3‬‬

‫الجزائر ‪ ،7012‬ص‪.47‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن هذه النشريات محل جدل فيما يتعلق بتصنيفها كمصادر أو مراجع‪ ،‬فهناك من يراها مصادر ألنها‬ ‫‪4‬‬

‫تمثل نصوصا تنظيمية‪ ،‬و هناك من يرى أنها مجرد لوائح تقتصر على تفسير و تطبيق لنصوص قانونية أو تنظيمية سابقة‬
‫عنها‪ ،‬و بذلك فهي وثائق ثانوية ال تشكل مصادر و إنما مراجع‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫‪ ‬المذكرات و الرسائل العلمية األكاديمية المتخصصة‪ ،‬و مجموع البحوث و الدراسات العلمية التي‬
‫تقدم من أجل الحصول على درجات علمية (مذكرات التخرج من المدارس العليا لإلدارة أو‬
‫القضاء‪)...‬‬

‫‪ ‬أعمال المؤتمرات و الندوات العلمية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬الموسوعات و دوائر المعارف‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أماكن وجود الوثائق و كيفية الحصول عليها‪:‬‬

‫توجد مختلف المصادر و المراجع ذات الصلة بموضوع البحث عادة في‪:‬‬

‫‪ ‬المكتبات العامة التي تشتمل على كتب و أبحاث في مختلف فروع العلم كالدين و التاريخ و الفلك‬
‫وعلم النفس و االجتماع و القانون‪ ...‬و قد تكون تابعة لدواوين أو و ازرات معينة كو ازرة الثقافة‪ ،‬أو‬
‫مكتبات المراكز الثقافية أو البلدية‪.‬‬

‫‪ ‬المكتبات الخاصة‪ ،‬و هي المتخصصة في العلوم القانونية كمكتبات كليات الحقوق و مكتبات‬
‫مجلس الدولة أو المحكمة العليا‪.‬‬

‫و بالنسبة للمراجع الموجودة بالمكتبات العامة فيتم الحصول عليها عن طريق االستعانة بأمين المكتبة‪،‬‬
‫ويجب على الباحث االلتزام بتوجيهات القائمين على أمر المكتبة‪ ،‬فهم المسؤولون عن تطبيق اللوائح‬
‫الخاصة باإلعارة و التصوير و القراءة‪ ،‬مع توطيد عالقة الباحث بأمين المكتبة فهو المنظم األول لها‬
‫واألدرى بكل صغيرة و كبيرة فيها‪ ،‬و هذا الختصار الوقت و الجهد عليه‪ ،‬و يقتضي األمر بعد ذلك‬
‫‪2‬‬
‫المحافظة على الكتب المستعارة و االلتزام بآداب التواجد في المكتبة‪.‬‬

‫و يمكن للباحث داخل المكتبة الحصول على المصادر و المراجع بطريقتين‪:‬‬

‫‪ ‬البحث بواسطة فهارس المكتبة‪ :‬و ذلك بالرجوع إلى الفهارس الهجائية التي تعدها المكتبة على‬
‫أساس اسم المؤلف أو عنوان الكتاب‪ ،‬و ذلك عن طريق وثائق مخصصة لهذا الغرض‪.‬‬

‫عمار عوابدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.40‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد الرحيم صدقي‪ " :‬مناهج البحث األولية في العلوم اإلنسانية " ط‪( 2‬دون ذكر دار النشر) القاهرة ‪ ،1122‬ص‪.22‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪11‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫‪ ‬كما يمكن العثور على تلك المصادر و المراجع مباشرة و ذلك بالبحث عنها في رفوف المكتبة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وفي علمي االجتماع والنفس قد يتم البحث أيضا بطريقتي االستبيان و المقابلة‪.‬‬

‫وباإلضافة إلى المكتبات بنوعيها يمكن الحصول على المعلومات عن طريق عمليات الشراء و التصوير‬
‫‪2‬‬
‫والنقل و التلخيص و التحميل اإللكتروني من المواقع اإللكترونية المتعددة ذات الصلة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مرحلة القراءة‪:‬‬

‫بعد جمع الوثائق العلمية التي لها صلة بموضوع البحث‪ ،‬تأتي مرحلة القراءة و التي تنصب على تلك‬
‫الوثائق‪ ،‬و القراءة بذلك هي عملية ذهنية تشمل االطالع و الفهم لمجمل األفكار و الحقائق التي تتصل‬
‫بالموضوع وتأملها تأمال عقليا‪ ،‬حتى يتولد في ذهن الباحث النظام التحليلي للموضوع و السيطرة عليه‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫واستيعابه و القدرة على االستنتاج بشأنه‪.‬‬

‫و القراءة المتطلبة في البحث العلمي ذات أهداف محددة (فرع أول)‪ ،‬ومحكومة بشروط و قواعد (فرع‬
‫ثان)‪ ،‬و هي بذاتها أنواع (فرع ثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أهداف القراءة‪:‬‬

‫تهدف مرحلة القراءة إلى ‪:‬‬

‫‪ ‬استجالء معالم الموضوع و استنباط فكرته العامة و أفكاره األساسية و الثانوية‪.‬‬

‫‪ ‬التعمق في الموضوع و فهمه و التحكم فيه‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ ‬اكتساب نظام تحليلي قوي و متخصص‪.‬‬

‫‪ ‬اكتساب األسلوب العلمي الوظيفي للكتابة‪.‬‬

‫عمار بوحوش‪ " :‬دليل الباحث في المنهجية و كتابة الرسائل الجامعية " ط‪ ،7‬المؤسسة الجامعية للكتاب‪ -‬الجزائر‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،1121‬ص ص‪.72 ،74‬‬


‫عمار عوابدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.40‬‬ ‫‪2‬‬

‫صالح الدين الهواري‪ " :‬كيف تكتب بحثا أو رسالة " دار و مكتبة الهالل للطباعة و النشر‪ -‬لبنان ‪ ،7002‬ص‪.21‬‬ ‫‪3‬‬

‫إدريس فاضلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.721‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪12‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫‪ ‬التمكن من إعداد خطة محكمة للموضوع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬اكتساب ثروة لغوية فنية و متخصصة تبني و تغذي أسلوب الكتابة العلمية في أي مجال‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط و قواعد الق ارءة‪:‬‬

‫للقراءة العلمية أو البحثية الهادفة شروط أو ضوابط يمكن إجمالها في‪:‬‬

‫‪ ‬أن تكون واسعة و شاملة لجميع وثائق الموضوع من مصادر و مراجع‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ ‬أن تقترن بعنصري االستيعاب و القدرة على تقييم الوثائق المقروءة بنوعيها‪.‬‬

‫‪ ‬أن تعتمد على االنتباه و التركيز و التأمل طيلة مباشرتها‪.‬‬

‫‪ ‬أن تكون منظمة و مرتبة‪ ،‬ال ارتجالية أو عشوائية (فوضوية)‪.‬‬

‫‪ ‬أن تستند على ضرورة احترام القواعد الصحية و النفسية المتعلقة بها‪ ،‬باختيار األوقات و األماكن‬
‫المناسبة لها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ ‬ترك فواصل زمنية للتأمل و التفكير بين القراءات‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع القراءة‪:‬‬

‫للقراءة ثالثة أنواع هي‪:‬‬

‫أوال‪ -‬القراءة الكاشفة أو السريعة‪:‬‬

‫و هي القراءة الخاطفة أو الماسحة التي تتم باالطالع على الفهارس و رؤوس الموضوعات بعد تصفح‬
‫قوائم المصادر و المراجع المختلفة‪ ،‬و كذا على مقدمات و عناوين أجزاء تلك المصادر و المراجع‪.‬‬

‫مانيو جيدير‪ " :‬منهجية البحث العلمي‪ :‬دليل الباحث المبتدئ في موضوعات البحث و رسائل الماجستير و الدكتوراه "‬ ‫‪1‬‬

‫ترجمة (ملكة أبيض) (دون دار و مكان نشر) ‪ ،7012‬ص‪.76‬‬


‫محمد الصاوي محمد مبارك‪ " :‬البحث العلمي‪ :‬أسسه و طريقة كتابته " المكتبة األكاديمية‪ -‬القاهرة ‪ ،1117‬ص‪.42‬‬ ‫‪2‬‬

‫عبد المنعم نعيمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.162‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪13‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫و تهدف إلى تدعيم قائمة المصادر و المراجع المحصل عليها بوثائق جديدة‪ ،‬و كذا معرفة سعة و آفاق‬
‫‪1‬‬
‫الموضوع و جوانبه المختلفة و تقييم المراجع من حيث مستوى قيمتها العلمية و مدى إضافتها للموضوع‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬القراءة العادية‪:‬‬

‫و هي القراءة الوسط بين القراءتين السريعة و المعمقة‪ ،‬لذلك تنصب على الموضوعات التي تم اكتشافها‬
‫سابقا من خالل القراءة الكاشفة أو السريعة‪ ،‬و يقوم بها الباحث بهدوء و تأني بغية فرز المصادر‬
‫‪2‬‬
‫والمراجع األكثر اتصاال بالموضوع و استخالص النتائج منها وتدوينها في بطاقات‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬القراءة العميقة و المركزة‪:‬‬

‫و تدعى بالقراءة الفارزة أو الحاسمة‪ ،‬ألنها تتركز حول بعض الوثائق دون البعض اآلخر لما لها من‬
‫أهمية في الموضوع و صلة مباشرة به‪ ،‬األمر الذي يتطلب التركيز و التكرار‪ ،‬و التمعن و الدقة و التأمل‬
‫‪3‬‬
‫و الصرامة و االلتزام‪.‬‬

‫و تختلف هذه القراءة عن القراءة العادية‪ ،‬حيث يتعرف الباحث من خاللها على إطار المشكلة و اآلراء‬
‫الفكرية التي تناولتها و الفرضيات التي تبناها الباحثون‪ ،‬و المناهج العلمية التي اعتمدوها‪ ،‬و النتائج التي‬
‫خلصوا إليها و االستناد على كل ذلك في البحث‪ ،‬و هذا النوع األخير من القراءة هو األساس الذي يرتكز‬
‫عليه البحث‪ ،‬ألنه يفتح بصيرة الباحث على التحليل القيم و يوجهه إلى المنهجية السليمة‪ ،‬و يمهد مباشرة‬
‫‪4‬‬
‫إلعداد البحث‪.‬‬

‫و بناء على ذلك يالحظ ارتباط و تسلسل و تدرج على مستوى القراءة‪ ،‬حيث يتم االنتقال من الكل إلى‬
‫الجزء أو من العام إلى الخاص فيما يخص المصادر و المراجع المقروءة‪ ،‬قصد االحتفاظ فقط بتلك التي‬
‫لها عالقة مباشرة بموضوع البحث‪.‬‬

‫أحمد عبد المنعم حسين‪ " :‬أصول البحث العلمي‪ :‬المنهج العلمي و أساليب كتابة البحوث و الرسائل العلمية " ج‪،1‬‬ ‫‪1‬‬

‫ط‪ ،1‬المكتبة األكاديمية‪ -‬القاهرة ‪ ،1114‬ص ص‪.22 ،22‬‬


‫عامر قنديلجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.21 ،20‬‬ ‫‪2‬‬

‫عبد هللا محمد الشريف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.26‬‬ ‫‪3‬‬

‫علي مراح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪14‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مرحلة الشروع في إعداد البحث‪:‬‬

‫بعد التحضير للبحث وفق المراحل الفرعية المشار إليها سلفا‪ ،‬ينطلق الباحث في إعداد بحثه بأول خطوة‬
‫متمثلة في ضرورة العمل على تخزين المعلومات المحصلة و تنظيمها‪ ،‬و االستزادة منها كلما أمكن ذلك‬
‫(مطلب أول) ليتسنى له على ضوئها إعداد خطة بحثه (مطلب ثان) قبل أن يشرع في تحرير البحث أو‬
‫كتابته (مطلب ثالث)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مرحلة فرز المعلومات و تخزينها‪:‬‬

‫تعتبر المعلومات المجمعة ركيزة الباحث األساسية كمقومات محورية للبحث‪ ،‬و كلما جمع الباحث أكبر‬
‫عدد منها و بنوعية حديثة و جيدة من حيث عمقها و تركيزها كلما أدى ذلك إلى تمكنه من تغطية‬
‫متطلبات بحثه بكل امتداداته و تشعباته‪ ،‬خاصة إذا اعتمدت المعلومات المجمعة على قواعد بيانات‬
‫‪1‬‬
‫تتصف بالشفافية والمصداقية والتسلسل و المنطقية‪.‬‬

‫كما تعكس هذه المعلومات مدى إلمام الباحث بما كتب و نشر حول موضوعه و الوقوف على مختلف‬
‫اآلراء و األفكار التي عالجته‪ ،‬خاصة إذا تمكن هذا األخير من جمع معلومات بلغات أجنبية‪ ،‬و استطاع‬
‫‪2‬‬
‫ترجمتها بدقة وموضوعية‪.‬‬

‫هذه المعلومات تستقى من مصادر متعددة و متنوعة‪ ،‬يستند الباحث في تقييمها إلى معايير عدة (فرع‬
‫أول)‪ ،‬و قواعد معينة لفرزها (فرع ثان)‪ ،‬و أساليب متنوعة لتخزينها (فرع ثالث)‪.‬‬

‫الفرع األ ول‪ :‬مصادر المعلومات و كيفية تقييمها‪:‬‬

‫ساعدت التطورات التقنية المتسارعة و المتالحقة على جمع المعلومات البحثية خاصة بعد الفترة التي‬
‫أطلق عليها بالثورة المعلوماتية في العقدين الماضيين من هذا القرن‪ ،‬و التي تبلورت معالمها في سهولة‬
‫نقل المعلومات و ارتفاع وتيرة تدفقها عبر وسائل االتصال الحديثة‪ ،‬فتعددت و تنوعت مصادرها (أوال)‪،‬‬
‫مما يستدعي تحكيم عدد من المعايير لتقييمها (ثانيا)‪.‬‬

‫علي مراح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.102 ،102‬‬ ‫‪1‬‬

‫صالح الدين فوزي ‪ " :‬المنهجية في إعداد الرسائل و األبحاث القانونية " دار النهضة العربية‪ -‬القاهرة ‪،7000‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص‪.172‬‬

‫‪15‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫أوال‪ -‬مصادر المعلومات‪:‬‬

‫من أهم مصادر المعلومات البحثية في عصرنا‪:‬‬

‫‪ ‬شبكة المعلومات اإللكترونية (اإلنترنت)‪.‬‬

‫‪ ‬الدوريات المتخصصة‪.‬‬

‫‪ ‬المؤتمرات و الندوات العلمية‪.‬‬

‫‪ ‬الرسائل العلمية‪.‬‬

‫‪ ‬الكتب العلمية المتخصصة‪.‬‬

‫‪ ‬الموسوعات و القواميس و دوائر المعارف و أمهات الكتب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬كتب التراث و المخطوطات‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬كيفية تقييم مصادر المعلومات‪:‬‬

‫في إطار فرز الباحث للمصادر و المراجع المحصل عليها‪ ،‬عليه اختيار األكثر منها فائدة و فعالية‬
‫لموضوع بحثه‪ ،‬استنادا إلى المعايير اآلتية‪:‬‬

‫‪ /1‬مكانة المؤلف‪:‬‬

‫تلعب المكانة العلمية للمؤلف دو ار كبي ار في االعتماد على مؤلفاته‪ ،‬إذ كلما عظمت مكانته على هذا النحو‬
‫كلما كانت مؤلفاته محل تقدير من حيث تفضيلها على غيرها من المؤلفات األخرى‪ ،‬و توظيفها في البحث‬
‫‪2‬‬
‫نظ ار للقيمة و المصداقية العلميتين اللتين ستضفيهما على البحث‪.‬‬

‫محمد عربي الدمي‪ " :‬مراحل و تقنيات إعداد الرسائل و األطروحات الجامعية " مجلة آفاق علمية‪ ،‬المركز الجامعي‬ ‫‪1‬‬

‫تامنغست‪ ،‬العدد ‪ -11‬جوان ‪ ،7014‬ص‪.722‬‬


‫حفيظة خليفي‪ " :‬معايير تقييم النشر العلمي في المجالت العلمية المحكمة " مجلة التنكين االجتماعي‪ ،‬المجلد ‪،02‬‬ ‫‪2‬‬

‫العدد ‪ -02‬سبتمبر ‪ ،7071‬ص ص‪.60-22‬‬

‫‪16‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫‪ /2‬تاريخ النشر‪:‬‬

‫يلعب تاريخ النشر دو ار ال يقل أهمية عن مكانة المؤلف في تقييم مصادر المعلومات‪ ،‬ألنه المؤشر الدال‬
‫على حداثة المصدر أو المرجع أو قدمه‪ ،‬و الذي يتضح من خالل سنة النشر و رقم الطبعة‪ ،‬فالمرجع‬
‫‪1‬‬
‫الحديث يفضل بداهة على القديم ألنه يحتوي على معلومات حديثة أو معلومات قديمة تم تحيينها‪.‬‬

‫‪ /3‬مكانة الناشر‪:‬‬

‫مع تراجع مكانة البحث العلمي و البعد عن المعايير الصحيحة في تقييمه‪ ،‬تسربت إلى الساحة العلمية‬
‫مؤلفات سميت بالتجارية‪ ،‬ألنها صادرة عن دور نشر هدفها الربح المادي دون أدنى اعتبار لقيمة البحث‬
‫العلمية‪ ،‬في الوقت الذي حافظت فيه دور نشر أخرى على عراقتها و مصداقيتها باقتصارها على نشر‬
‫األعمال العلمية الجادة و حسب‪ ،‬و بهذا تعد المؤلفات الصادرة عن دور نشر ملتزمة و نزيهة أكثر قيمة‬
‫علمية من تلك الصادرة عن دور نشر تجارية أو ال تحظى بسمعة جيدة في األوساط العلمية‪.‬‬

‫‪ /4‬طريقة إخراج المؤلف‪:‬‬

‫لطريقة إ خراج المؤلف أهمية كبيرة للحكم عليه‪ ،‬فإذا حسن شكله طاب محتواه‪ ،‬حيث يوحي اإلخراج الجيد‬
‫(نوعية الورق‪ ،‬جودة الطباعة و التجليد‪ ،‬التصاميم و درجة ارتباطها بالموضوع) بالثقة في الناشر‬
‫واالطمئنان إلى مضمون المنشور من حيث موثوقيته أو مصداقيته‪.‬‬

‫‪ /5‬طريقة معالجة الموضوع‪:‬‬

‫لطريقة معالجة الموضوع دور في تحديد قيمة المصدر أو المرجع علميا‪ ،‬و يمكن الوقوف عليها مبدئيا‬
‫من فهرسه أو مقدمته و ربما خاتمته قبل الخوض في مضمونه‪ ،‬إذ تعبر المعالجة الواسعة و العميقة‬
‫والمركزة و الموضوعية المدعمة بالشواهد و البراهين و القائمة على التحليل و النقد لجميع جوانب‬
‫‪2‬‬
‫الموضوع عن الوفاء بمقتضيات دراسته و جاهزيته كمادة علمية الستئناف البحث فيه‪.‬‬

‫جمال سفاري‪ " :‬صور جمع المادة العلمية في البحث‪ :‬القرارة أنموذجا " مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،06‬العدد ‪-02‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،7070‬ص‪.161‬‬
‫حفيظة خليفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.61-60‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪17‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫الفرع الثاني‪ :‬قواعد فرز المعلومات‪:‬‬

‫بعد جمعها سرعان ما يجد الباحث نفسه بين كم هائل من المعلومات مع تنوع مصادرها على النحو‬
‫المذكور سابقا‪ ،‬فماذا يفعل؟‬

‫على الباحث في هذه الحالة أن يشرع في تنقية و غربلة المعلومات التي حصل عليها ‪ ،1‬و ذلك‬
‫بواسطة‪:‬‬

‫‪ ‬إبقاء عملية جمع المعلومات مفتوحة‪ ،‬بحيث أنه كلما عثر الباحث على معلومات جديدة و مفيدة‬
‫لبحثه أضافها للمعلومات المحصل عليها‪.‬‬

‫‪ ‬إذا استعملت طريقة البطاقات في جمع المعلومات و عند تعدد المصادر و المراجع المتضمنة‬
‫لنفس المعلومة تخصص لها بطاقة أو ملف واحد مع ذكر مؤلفيها‪.‬‬

‫‪ ‬إعطاء األولوية للمصادر األصلية المباشرة و تقديمها على غيرها من المراجع الثانوية و غير‬
‫المباشرة‪ ،‬و المعتمدة أساسا على المصادر‪.‬‬

‫‪ ‬التركيز على المصادر و المراجع األكثر حداثة سواء في إحصاءاتها أو أرقامها أو توثيقها أو‬
‫صياغة نظرياتها‪.‬‬

‫‪ ‬حذف و استبعاد المراجع أو المعلومات المكررة الركيكة و الضعيفة المنقولة عن مصادر متوفرة‪،‬‬
‫حرصا على دقة و قوة و مصداقية المعلومات‪ ،‬و احتياطا لتوثيقها باالعتماد على أمهات الكتب‬
‫‪2‬‬
‫و المصادر‪.‬‬

‫‪ ‬ال بعد عن المعلومات غير العلمية و المستندة إلى تعصب أو تحيز لفكر أو مذهب معين‪ ،‬أو‬
‫قائمة على العاطفة و الحماس بعيدا عن الموضوعية و التجريد‪.‬‬

‫‪ ‬استبعاد المعلومات التي تتعارض أو تتناقض مع الحقائق العلمية الثابتة‪ ،‬حفاظا على سالمة‬
‫الموضوع من الناحية العلمية و دقة معالجته باالبتعاد عن التكهنات أو التخمينات أو االحتماالت‪.‬‬

‫خالد حامد ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.121 ،120‬‬ ‫‪1‬‬

‫نصر سلمان‪ ،‬سعاد سطحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.142‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪18‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫‪ ‬الحرص على انتقاء كل ما هو جوهري و هام و مرتبط بموضوع البحث من المعلومات و ترك‬
‫كل ما هو حشو و تكرار‪ ،‬تجنبا للتشعب والتوسع و االستطراد‪ ،‬و توفي ار للوقت و الجهد‪.‬‬

‫‪ ‬تركيز الباحث على مصادر المعلومات الدولية األكثر و األدق توثيقا و مصداقية ما أمكن ذلك‪،‬‬
‫مثل مصادر و نشرات األمم المتحدة مع األخذ بعين االعتبار في األولوية تخصص هذه‬
‫المصادر‪.‬‬

‫‪ ‬حتمية التعمق و الدقة في فهم محتويات الوثائق‪ ،‬و الحرص و اليقظة في التقاط و تسجيل‬
‫األفكار والمعلومات المنتقاة منها‪.‬‬

‫‪ ‬احترام منطق تصنيف و ترتيب البطاقات أو الملفات المستخدمة في جمع و تخزين المعلومات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬احترام التسلسل المنطقي بين المعلومات و الحقائق و األفكار‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أساليب تخزين المعلومات‪:‬‬

‫يقصد بعملية تخزين المعلومات نقل البيانات الواردة في مصدر أو مرجع معين و تسجيلها كتابة أو‬
‫‪2‬‬
‫حفظها إلكترونيا‪ ،‬و يفترض أال تشمل إال الجزء األهم منها من حيث تعلقه المباشر بموضوع البحث‪.‬‬

‫و هناك طريقتان في هذا الصدد‪:‬‬

‫أوال‪ -‬الطريقة التقليدية‪:‬‬

‫و تتضمن بدورها أسلوبين‪:‬‬

‫‪ /1‬أسلوب البطاقات‪:‬‬

‫يعتمد هذا األسلوب على إعداد بطاقات صغيرة الحجم أو متوسطة من الورق المقوى ألن سماكتها تجعلها‬
‫أكثر تحمال للتداول و االطالع‪ ،‬و أكثر بعدا عن التلف مع مرور الوقت‪ ،‬تكون ذات شكل مستطيل أو‬
‫مربع‪ ،‬ثم ترتيبها على حسب أجزاء و أقسام و عناوين البحث‪ ،‬و يشترط أن تكون متساوية الحجم مجهزة‬

‫مانيو جيدير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21‬‬ ‫‪1‬‬

‫علي مراح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪19‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫للكتابة فيها على وجه واحد فقط‪ ،‬و توضع البطاقات المتجانسة من حيث عنوانها الرئيس في ظرف واحد‬
‫معد لذلك‪.‬‬

‫و تشمل البطاقة كافة المعلومات المتعلقة بالوثيقة أو المصدر أو المرجع الذي نقلت منه المعلومات‪ ،‬مثل‬
‫اسم المؤلف‪ ،‬عنوان المرجع‪ ،‬الجزء و الطبعة إن وجدا‪ ،‬دار و بلد النشر و تاريخه‪ ،‬رقم الصفحة أو‬
‫‪1‬‬
‫الصفحات‪.‬‬

‫إال أن هذه الطريقة تقليدية جدا و منتقدة ألنها غير عملية‪ ،‬إذ يصعب على الباحث استعمالها دوما و في‬
‫كل مكان‪ ،‬حيث يتعذر عليه اصطحاب هذه البطاقات معه في كل األحوال إلى أماكن البحث التي يتردد‬
‫‪2‬‬
‫عليها كالمكتبات العامة و الخاصة لكثرة عددها و تداخل و تشعب المعلومات الواردة فيها‪.‬‬

‫‪ /2‬أسلوب الملفات‪:‬‬

‫يتكون الملف من غالف سميك معد الحتواء أوراق مثقوبة متحركة‪ ،‬حيث يقوم الباحث بتقسيم الملف أو‬
‫الملفات على حسب خطة البحث المعتمدة مع ترك فراغات في كل ورقة منه الحتماالت اإلضافة وتسجيل‬
‫معلومات مستجدة أو احتماالت التغيير و التبديل‪ ،‬و تتضمن كل ورقة منه عنوانا لجزئية من البحث ترد‬
‫‪3‬‬
‫تحته عناوين المؤلفات التي تناولته بكل تفصيالتها‪.‬‬

‫و يتميز أسلوب الملفات بما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬السيطرة الكاملة على معلومات الموضوع من حيث الحيز‪.‬‬

‫‪ ‬ضمان حفظ المعلومات المدونة و عدم تعرضها للضياع‪.‬‬

‫‪ ‬المرونة‪ ،‬حيث يسهل على الباحث أن يعدل أو يغير أو يضيف في المعلومات‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ ‬سهولة المراجعة و المتابعة من طرف الباحث لما تم جمعه من معلومات‪.‬‬

‫عبود عبد هللا العسكري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬ ‫‪1‬‬

‫رشيد شميشم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬ ‫‪2‬‬

‫عبد المجيد لخداري‪ " :‬تقنيات التعامل مع المصادر و المراجع في العلوم القانونية " مجلة الحقوق و العلوم السياسية‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫العدد ‪ -12‬جانفي ‪ ،7070‬ص ص‪.47 ،41‬‬


‫مانيو جيدير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.20‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪20‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن األسلوبين المتقدمين كالسيكيين جدا و متعبين‪ ،‬فضال عن استغراقهما وقتا طويال‬
‫في العمل بهما‪ ،‬لذلك صار يلجأ اليوم إلى أساليب الطريقة الحديثة‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬الطريقة الحديثة‪:‬‬

‫و تتضمن هي األخرى أسلوبين‪:‬‬

‫‪ /1‬أسلوب التصوير‪:‬‬

‫أسلوب التصوير أو النسخ اآللي كأسلوب حديث ينحصر استعماله في الوثائق التي تتضمن معلومات‬
‫قيمة وهامة و غير متاحة دائما‪ ،‬بسبب ندرة المصدر أو المرجع المعني أو بسبب الطلبات الكثيرة بشأنه‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وتوضع الوثائق المصورة في أظرفة تميز بعناوين خاصة وفقا لتقسيمات البحث‪.‬‬

‫‪ /2‬األسلوب اإللكتروني‪:‬‬

‫و هو أحدث األساليب و أكثرها تداوال في العصر الحالي‪ ،‬و أضمنها في المحافظة على المعلومات‬
‫المخزنة شريطة اتباع التعليمات التقنية المتعلقة بسالمة الحاسوب‪.‬‬

‫و يتم هذا األسلوب عن طريق التدوين على جهاز الحاسوب أو التحميل فيه‪ ،‬حيث يقوم الباحث بإعداد‬
‫ملف أو ملفات خاصة في جهازه و تضمينه المعلومات المتعلقة ببحثه وفق الخطة المعتمدة بشأنه بواسطة‬
‫التدوين اإللكتروني‪ ،‬كما يمكنه –إذا كان جهازه مزودا باإلنترنت‪ -‬أن يقوم بفتح ملف أو ملفات أخرى فيه‬
‫لتحميل الكتب والمقاالت‪ ،‬و النصوص القانونية من جرائدها الرسمية‪ ،‬و التقارير و اإلحصائيات من‬
‫المواقع الحكومية وغير الحكومية التي تعدها‪ ،‬و تخزينها في الملفات المفتوحة لها‪ ،‬حيث يخصص ملف‬
‫لكل نوع من تلك الوثائق‪ ،‬فيتضمن األول منها مثال الكتب‪ ،‬و الثاني المقاالت‪ ،‬و الثالث النصوص‬
‫‪2‬‬
‫القانونية وهكذا‪.‬‬

‫عبد المنعم نعيمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.122‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد الحفيظ موسم ‪ " :‬واقع استخدام المصادر و المراجع اإللكترونية في مجال الدراسات و البحوث التاريخية "‪ ،‬مجلة‬ ‫‪2‬‬

‫العلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ،7071 -07‬ص ص‪.11-01‬‬

‫‪21‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مرحلة إعداد خطة البحث‪:‬‬

‫ال يخلو أي بحث علمي مهما كان نوعه و مهما كانت المرحلة العلمية التي يعد في إطارها من خطة‪،‬‬
‫خاصة أن من خصوصيته المنهجية‪ ،‬أي الضبط و اإلحكام و التسلسل و المنطقية‪ ،‬و عليه سنتعرض‬
‫إلى الجزئيات المتعلقة بالخطة من خالل الوقوف على مفهومها (فرع أول)‪ ،‬و القواعد أو الضوابط التي‬
‫تحكم إعدادها (فرع ثان)‪.‬‬

‫الفرع األول مفهوم الخطة أو تقسيم الموضوع‪:‬‬

‫الخطة هي عملية جوهرية و حيوية للباحث ال مناص منها في إعداد بحثه‪ ،‬و يقصد بها عموما الهيكل‬
‫العام لموضوع البحث‪ ،‬و تتضمن تقسيماته األساسية و الكلية‪ ،‬الفرعية و الجزئية و الخاصة‪ ،‬على أسس‬
‫‪1‬‬
‫و معايير علمية ومنهجية واضحة و دقيقة‪.‬‬

‫و بهذا فالخطة هي المشروع الهندسي للبحث أو البناء العلمي و المنهجي الشكلي و الموضوعي له‪،‬‬
‫وتهدف إلى ترتيب المعلومات المحصلة و تنسيق أفكار الباحث على ضوئها بصفة منظمة و مترابطة‬
‫‪2‬‬
‫ومتسلسلة بالتمييز بين المسائل األساسية و الثانوية‪.‬‬

‫و تكمن أهمية الخطة في تحقيق ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬تمكين الباحث من التحكم في موضوع البحث‪.‬‬

‫‪ ‬تهذيب فكر الباحث و ضبطه و حصره في موضوعه‪.‬‬

‫‪ ‬تمكين الباحث من انتقاء المنهجية المناسبة لبحثه‪ ،‬و المختلفة حتما عن المنهجيات التي عالجت‬
‫موضوعه سابقا أو موضوعات قريبة منه‪.‬‬

‫و يجب أن تخضع عملية التقسيم إلى أساس سليم و منهج منظم و رابطة معقولة و منطقية‪ ،‬كالترتيب‬
‫‪3‬‬
‫الزمني أو الترتيب من حيث األهمية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪DREYFUS (Simone) : « La thèse et le mémoire en droit » Librairie Armand Colin, Paris‬‬
‫‪1971, p158.‬‬
‫‪ 2‬علي مراح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫نصر سلمان‪ ،‬سعاد سطحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪22‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫أما تقسيم الموضوع في إطار الخطة فيعني تحديد الفكرة األساسية و الكلية له تحديدا جامعا مانعا‬
‫وواضحا‪ ،‬و إعطاؤه عنوانا رئيسيا‪ ،‬ثم تحديد مدخل الموضوع في صورة مقدمة للبحث‪ ،‬و القيام بتفتيت‬
‫‪1‬‬
‫الفكرة األساسية إلى أفكار فرعية و جزئية خاصة‪ ،‬بحيث يشكل التقسيم هيكلة و بناء البحث‪.‬‬

‫و تبدو فائدة تقسيم الموضوع في مساعدة الباحث على تصور العقبات التي تعترضه أثناء الشروع في‬
‫إعداد بحثه و االستعداد المسبق لها‪ ،‬فيستمر فيه أو يصرف النظر عنه قبل الخوض فيه إذا كانت‬
‫مشكلته تفوق إمكانياته الذهنية و العلمية و الزمنية و االقتصادية‪ ،‬و بهذا يعمل التقسيم على إيضاح معالم‬
‫‪2‬‬
‫الموضوع قبل البدء فيه‪.‬‬

‫و يميز البعض بين الخطة و تقسيم الموضوع مع أنها شاملة له‪ ،‬من حيث أن خطة البحث هي عبارة‬
‫عن العناصر األساسية التي سيدور حولها موضوع البحث و تشمل‪ :‬تحديد مشكلة البحث و أهمية‬
‫دراستها‪ ،‬و أهداف البحث و خطواته‪ ،‬و المنهج العلمي المتبع‪ ،‬و النتائج المتوقعة للبحث والمراجع المطلع‬
‫‪3‬‬
‫عليها‪ ،‬كما تشمل المصطلحات العلمية الواردة في البحث (أبواب‪ ،‬فصول‪ ،‬مباحث‪ ،‬مطالب‪ ،‬فروع‪.)...‬‬

‫و بهذا فالتقسيم هو جزء من الخطة‪ ،‬لذلك يعني أيضا توزيع المادة العلمية للبحث بين ثالثة أقسام هي‪:‬‬
‫المقدمة‪ ،‬المتن‪ ،‬الخاتمة‪ ،‬و التي يجب أن تكون مرتبة ترتيبا منطقيا وفقا لقواعد و أسس معينة تقتضي‬
‫‪4‬‬
‫ضرورة ارتباط الجزء بالكل‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬قواعد و ضوابط إعداد خطة البحث و تقسيمه‪:‬‬

‫الخطة أشبه ما تكون برسم هندسي لبناء معين‪ ،‬فهذا الرسم المدون في ورقة صغيرة هو الذي يعبر عن‬
‫المبنى الكبير الذي سيوجد‪ ،‬و هو الذي يوضح عدد أدواره و محتويات كل دور‪ ،‬و الباحث أو الطالب‬
‫‪5‬‬
‫الذي يدرس موضوع بحثه دون خطة يكون كمن يسير عشوائيا في طريق ال يعرف مؤداه‪.‬‬

‫لذلك يتعين في إعداد الخطة و تقسيم الموضوع مراعاة الضوابط اآلتية‪:‬‬

‫عبود عبد هللا العسكري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬ ‫‪1‬‬

‫سعيد إسماعيل صيني‪ " :‬قواعد أساسية في البحث العلمي " مؤسسة الرسالة‪ -‬بيروت ‪ ،7010‬ص‪.121‬‬ ‫‪2‬‬

‫نصر سلمان‪ ،‬سعاد سطحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.22 ،26‬‬ ‫‪3‬‬

‫علي مراح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.24‬‬ ‫‪4‬‬

‫رجاء وحيد دويدري‪ " :‬البحث العلمي‪ :‬أساسياته النظرية و ممارسته العلمية " ط‪ ،1‬دار الفكر‪ -‬دمشق ‪،7000‬‬ ‫‪5‬‬

‫ص‪.602‬‬

‫‪23‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫‪ ‬االنطالق في تقسيم الموضوع من مشكلة البحث أو فكرته العامة‪.‬‬

‫‪ ‬أال تكون الخطة مجرد تكرار لألعمال أو البحوث السابقة‪ ،‬و إنما يجب أن تكون من إبداع‬
‫الباحث حتى تكون متناسبة مع موضوع بحثه هو‪ ،‬ألن الخطة التي تصلح لدراسة موضوع معين‬
‫‪1‬‬
‫قد ال تصلح لدراسة موضوع آخر‪ ،‬فلكل موضوع ظروفه و لكل باحث ذاتيته‪.‬‬

‫‪ ‬مراعاة الباحث التقابل و التوازن و التساوي بين أجزاء الخطة أفقيا و عموديا‪ ،‬فال يصح أن يطغى‬
‫جزء على آخر‪ ،‬فمثال ال يجوز أن يكون هناك باب ذو تفريعات كثيرة و اآلخر ذو تفريعات أقل‪،‬‬
‫و األمر نفسه مع الفصول والمباحث و بقية التفريعات األخرى و يحبذ في ذلك اللجوء إلى‬
‫التقسيم الثنائي أو المزدوج (بابان‪ ،‬فصالن‪ ،‬مبحثان‪ ،)...‬هذا زيادة على مراعاة الترابط المنطقي‬
‫‪2‬‬
‫بين أجزاء الخطة‪ ،‬فالتعريف بالموضوع يسبق شروطه و شروطه تسبق آثاره و هكذا‪.‬‬

‫‪ ‬ضرورة أن يكون هناك تفاعل و تناغم بين عنوان البحث و خطته‪ ،‬فالخطة الجيدة هي التي‬
‫‪3‬‬
‫تترجم العنوان بكل دقة‪ ،‬فال يجوز للباحث أن يدخل في الخطة ما ليس له عالقة بعنوان البحث‪.‬‬

‫‪ ‬أن تكون عناوين األبواب و الفصول و غيرها مختصرة و بسيطة و معبرة بوضوح عن موضوع‬
‫الباب أو الفصل و غيره من التفريعات‪ ،‬ألن التطويل في العنوان أو تداخل العناوين و تضاربها‬
‫‪4‬‬
‫يعد عيبا في البحث‪.‬‬

‫‪ ‬التعمق و الشمولية في اإللمام بكافة جوانب و أجزاء و فروع و نقاط الموضوع و تفصيلها‬
‫بصورة جيدة‪.‬‬

‫‪ ‬االعتماد الكلي على المنطق و الموضوعية و المنهجية في التقسيم و التبويب‪.‬‬

‫‪ ‬احترام مبدأ المرونة في تقسيم خطة البحث‪ ،‬بجعلها دوما قابلة للتغيير و التعديل‪ ،‬و الخطة المرنة‬
‫هي الخطة المثالية القابلة للتطوير عكس الخطة الجامدة‪.‬‬

‫علي مراح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬ ‫‪1‬‬

‫نصر سلمان‪ ،‬سعاد سطحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.122‬‬ ‫‪2‬‬

‫عبد القادر الشيخلي‪ " :‬قواعد البحث القانوني " دار الثقافة‪ ،‬عمان‪ -‬األردن ‪ ،1111‬ص‪.22‬‬ ‫‪3‬‬

‫علي مراح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪24‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫‪ ‬يجب أن يكون التقسيم تحليليا و حيا و داال‪ ،‬و ليس تجميعا لموضوعات و عناوين فارغة‬
‫المحتوى‪.‬‬

‫‪ ‬تحاشي التكرار و التشابه و الخلط بين محتويات العناصر و الموضوعات و العناوين األساسية‬
‫‪1‬‬
‫والفرعية و العامة و الخاصة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مرحلة الكتابة‪:‬‬

‫و هي مرحلة صياغة و تحرير البحث في صورته النهائية بتدوين مضامين و نتائج الدراسة وفقا لقواعد‬
‫وضوابط منهجية علمية و منطقية دقيقة‪ ،‬و إخراجه و إعالمه بصورة واضحة و جيدة للقارئ بهدف إقناعه‬
‫‪2‬‬
‫بمحتواه‪.‬‬

‫و تتضمن عملية الكتابة أهدافا معينة و محددة‪ ،‬إذ تتكون من مجموعة من األسس و الدعائم‪ ،‬يجب على‬
‫‪3‬‬
‫الباحث احترامها و االلتزام بها أثناء هذه المرحلة‪ ،‬كما تتطلب استخدام بعض العالمات أو الرموز‪.‬‬

‫لذلك سيتم التركيز على أهداف الكتابة (فرع أول)‪ ،‬و مقوماتها (فرع ثان)‪ ،‬و استخدام العالمات الترقيمية‬
‫فيها (فرع ثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أهداف كتابة البحث العلمي‪:‬‬

‫تحقق عملية كتابة البحث العلمي عدة أهداف منها‪:‬‬

‫أوال‪ -‬إعالن و إعالم نتائج البحث‪:‬‬

‫إن الهدف األساسي و الجوهري من عملية الكتابة باختصار هو إعالم القارئ بطريقة علمية منهجية‬
‫ودقيقة بمجهودات و قدرات الباحث العلمية و المعرفية و اللغوية‪ ،‬و كيفيات و أسلوب و منهج إعداده‬
‫‪4‬‬
‫للبحث‪ ،‬و بصفة خاصة إعالن النتائج العلمية التي توصل إليها من خالله‪.‬‬

‫علي مراح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬ ‫‪1‬‬

‫مريد يوسف الكالب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.164‬‬ ‫‪2‬‬

‫عمار عوابدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬ ‫‪3‬‬

‫عقيل حسين عقيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.62 ،62‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪25‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫ثانيا‪ -‬عرض و إعالن أفكار الباحث و آرائه‪:‬‬

‫حيث ينبغي أن تكون أفكار الباحث المكتوبة و آراؤه أو مواقفه مدعمة باألسانيد و الحجج المنطقية‪ ،‬وذلك‬
‫بصورة منهجية و دقيقة و واضحة تعكس و تبرز شخصية الباحث و إبداعه العلمي الجديد في الموضوع‬
‫‪1‬‬
‫محل الدراسة بما يكشف و يعبر حقيقة عن مستواه العلمي‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬اكتشاف النظريات و القوانين العلمية‪:‬‬

‫المنتظر من كل بحث و تحديدا إذا كان أطروحة دكتوراه أن ينتهي إلى صياغة نظرية علمية أو قانون‬
‫علمي جديدين أو تحيين و تطوير النظريات و القوانين العلمية الموجودة‪ ،‬و تكييفها وفق المستجدات‬
‫الراهنة و ذلك عن طريق المالحظة العلمية و وضع الفرضيات المختلفة‪ ،‬و دراستها و تحليلها و تقييمها‬
‫وصوال إلى هذا الهدف‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مقومات كتابة البحث العلمي‪:‬‬

‫تتمثل مقومات كتابة البحث العلمي في ضرورة اتباع األسس اآلتية ‪:‬‬

‫أوال‪ -‬تحديد و اعتماد مناهج البحث و تطبيقها‪:‬‬

‫و هذا مقوم جوهري و حيوي في كتابة البحث‪ ،‬حيث يسير الباحث و يتنقل في جزئيات بحثه وفق أدوات‬
‫علمية منهجية في ترتيب و تحليل و تفسير و تركيب األفكار و الحقائق‪ ،‬حتى يصل إلى النتائج العلمية‬
‫‪2‬‬
‫لبحثه بطريقة مضمونة‪.‬‬

‫إذ يؤدي تطبيق المنهج أو المناهج المناسبة بدقة و صرامة إلى إضفاء الوضوح و الدقة العلمية‬
‫والموضوعية على عملية صياغة و تحرير البحث‪ ،‬و يوفر ضمانات السير المتناسق و المنظم لها‬
‫‪3‬‬
‫بضمان دوران البحث في المنهج أو المناهج المحددة له و عدم خروجه عنها‪.‬‬

‫صالح الدين شروخ‪ " :‬الوجيز في المنهجية القانونية التطبيقية " مرجع سابق‪ ،‬ص‪.122‬‬ ‫‪1‬‬

‫آكلي تومي‪ ، ،‬مرجع سابق‪ ،،‬ص‪.46‬‬ ‫‪2‬‬

‫عمار عوابدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪26‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫ثانيا‪ -‬انتهاج األسلوب العلمي و المنهجي‪:‬‬

‫األسلوب في كتابة البحث العلمي يتضمن العديد من العناصر و الخصائص التي تجعله أسلوبا علميا‬
‫ومنهجيا‪ ،‬أهمها‪:‬‬

‫‪ ‬سالمة اللغة و فنيتها و سالستها و وضوحها‪.‬‬

‫‪ ‬اإليجاز و التركيز الدال و المفيد‪.‬‬

‫‪ ‬عدم التكرار و اإلطناب و الحشو‪.‬‬

‫‪ ‬القدرة على تنظيم المعلومات و األفكار و ترتيبها و عرضها بطريقة منطقية‪.‬‬

‫‪ ‬الدقة و الوضوح و التحديد و البعد عن الغموض و الخلط و العمومية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬تدعيم األفكار بأقوى األدلة المناسبة تعميقا للدراسة و ابتعادا بها عن السطحية‪.‬‬

‫‪ ‬قوة و جودة الربط في عملية االنتقال من كلمة إلى أخرى و من فقرة إلى أخرى و من جزء إلى‬
‫‪2‬‬
‫آخر‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬احترام قواعد االقتباس و اإلسناد و التوثيق‪:‬‬

‫و يسميه البعض بالتهميش أو اإلحالة‪ ،‬و المقصود بهذه المصطلحات كلها إسناد أو إلحاق المعلومات‬
‫المقتبسة بأصحابها مع اإلشارة إلى الوثائق التي أخذت منها تلك المعلومات‪ ،‬حيث يعد إيراد التوثيق في‬
‫البحث إثباتا لحق المؤلف و حماية لجهده الفكري من جهة‪ ،‬و أمانة علمية تحسب للباحث من جهة‬
‫‪3‬‬
‫أخرى‪ ،‬ناهيك عن كونه داللة على دقة البحث و أصالته و جودته‪.‬‬

‫و توجد مجموعة من الضوابط على الباحث التقيد بها في هذا الصدد و هي‪:‬‬

‫رشيد شميشم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.111 ،110‬‬ ‫‪1‬‬

‫ريما ماجد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27‬‬ ‫‪2‬‬

‫حسن شحاتة‪ " :‬البحوث العلمية و التربوية بين النظرية و التطبيق " مكتبة الدار العربية للكتاب‪ -‬القاهرة ‪،7001‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص‪.71‬‬

‫‪27‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫‪ ‬أن يكون االقتباس من المصدر أو المرجع األصلي‪ ،‬حيث ال يجوز االقتباس من االقتباس‪ ،‬فقد ال‬
‫يكون االقتباس األول قد نقل من األصل بطريقة دقيقة أو أمينة‪ ،‬و إذا تعذر على الباحث الرجوع‬
‫إلى المصدر أو المرجع األصلي محل االقتباس األول‪ ،‬وجب عليه اإلشارة إلى ذلك درء عنه‬
‫للمسؤولية‪.‬‬

‫‪ ‬الدقة و الفطنة في فهم القواعد و األحكام و الفرضيات العلمية و آراء الغير المراد اقتباسها‪.‬‬

‫‪ ‬عدم التسليم و االعتقاد بأن األحكام و اآلراء المراد اقتباسها هي حجج و مسلمات مطلقة‪ ،‬بل‬
‫‪1‬‬
‫يجب اعتبارها دائما مجرد افتراضات قابلة للتحليل و المناقشة و النقد‪.‬‬

‫‪ ‬الجدية و الموضوعية في اختيار ما يقتبس منه و ما ال يقتبس منه‪ ،‬بانتقاء العينات التي لها‬
‫عالقة وطيدة بالموضوع‪.‬‬

‫‪ ‬تجنب األخطاء و الهفوات في عملية النقل و االقتباس‪.‬‬

‫‪ ‬حسن االنسجام و التوافق بين المقتبس و بين ما يتصل به‪ ،‬و تحاشي التنافر و التعارض و عدم‬
‫االنسجام بين العينات المقتبسة و سياق الموضوع‪.‬‬

‫‪ ‬عدم المبالغة و التطويل في االقتباس‪ ،‬و الحد األقصى المتفق عليه هو عدم تجاوز االقتباس‬
‫‪2‬‬
‫الحرفي المباشر الستة أسطر‪.‬‬

‫‪ ‬عدم ضياع شخصية الباحث العلمية بين ثنايا االقتباسات‪ ،‬بل ال بد من تأكيد و إثبات شخصيته‬
‫أثناء عملية االقتباس عن طريق دقة و حسن االقتباس‪ ،‬مع التحليل و التعليق و النقد و التقييم‬
‫‪3‬‬
‫للعينات المقتبسة‪.‬‬

‫نصر سلمان‪ ،‬سعاد سطحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.142‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبود عبد هللا العسكري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.61‬‬ ‫‪2‬‬

‫منهجية البحث العلمي و تقنياته في العلوم االجتماعية‪ :‬كتاب جماعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.116-17‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪28‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫رابعا‪ -‬التزام األمانة العلمية‪:‬‬

‫و تتجلى في عدم نسبة الباحث أفكار الغير و آرائهم إلى نفسه‪ ،‬بل في االقتباس يتم إسناد كل رأي أو‬
‫فكرة أو معلومة إلى صاحبها األصلي و بيان مكان وجودها بدقة و عناية في المصادر و المراجع‬
‫المعتمدة بواسطة التهميش‪.‬‬

‫و على الباحث في هذا السياق التقيد بأخالقيات و قواعد األمانة العلمية و هي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬الدقة الكاملة و العناية القصوى في فهم أفكار اآلخرين و نقلها‪.‬‬

‫‪ ‬االعتماد الدائم على الوثائق األصلية و الرجوع لها‪.‬‬

‫‪ ‬االحترام الكامل و االلتزام التام بقواعد اإلسناد و االقتباس على النحو المبين سلفا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ ‬االعتداد بالشخصية و احترام الذات و المكانة العلمية للباحث من طرف الباحث نفسه‪.‬‬

‫خامسا‪ -‬ظهور شخصية الباحث‪:‬‬

‫يتجلى ذلك من خالل إبراز آرائه الخاصة و أحكامه الشخصية على الوقائع و األحداث و عدم االعتماد‬
‫الكلي على آراء غيره من الباحثين و نقلها دون تمحيص أو دراسة‪ ،‬كما يتضح من خالل تعليقاته‬
‫‪3‬‬
‫وتحليالته األصلية‪ ،‬مما يضفي على عمله نوعا من التميز و الخصوصية و األصالة‪.‬‬

‫سادسا‪ -‬التجديد و االبتكار‪:‬‬

‫إن المطلوب دائما من الباحث العلمي هو إنتاج و تقديم الجديد في الحقائق و النتائج العلمية المبنية على‬
‫‪4‬‬
‫أدلة و أسس علمية حقيقية‪ ،‬و ذلك في صورة فرضيات و نظريات و قوانين علمية‪.‬‬

‫و تتحقق عملية التجديد و االبتكار في البحث العلمي عن طريق عناصر عدة منها‪:‬‬

‫نصر سلمان‪ ،‬سعاد سطحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.142‬‬ ‫‪1‬‬

‫ريما ماجد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.70‬‬ ‫‪2‬‬

‫علي مراح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.20‬‬ ‫‪3‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.20‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪29‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫‪ ‬إرساء معلومات و حقائق جديدة لم تكن موجودة من قبل‪ ،‬و تحليلها وتركيبها و تفسيرها وإعالمها‬
‫في صورة فرضية أو نظرية علميتين أو في صورة قانون علمي‪.‬‬

‫‪ ‬تحيين و تطوير معلومات و حقائق علمية في الموضوع محل الدراسة والبحث‪ ،‬تضاف إلى‬
‫المعلومات و الحقائق القديمة المتعلقة بذات الموضوع‪.‬‬

‫‪ ‬اكتشاف أدلة و فرضيات و نظريات أو قوانين علمية جديدة باإلضافة إلى القديمة‪.‬‬

‫‪ ‬إعادة ترتيب و تنظيم و صياغة الموضوع محل الدراسة و البحث ترتيبا و صياغة جديدين‬
‫يعطيان له قوة و توضيحا و عصرنة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬العالمات الترقيمية في الكتابة‪:‬‬

‫لكل لغة عالماتها و رموزها و قواعد تراعى في كتابتها ‪ ،‬و في اللغة العربية على غرار لغات أخرى توجد‬
‫العالمات الترقيمية التي تستعمل في كل أساليب الكتابة علمية كانت أم أدبية‪ .‬هذا ما يقتضي منا تعريفها‬
‫(أوال)‪ ،‬و تحديد أنواعها مع تبرير حاالت استخدامها (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ -‬تعريف العالمات الترقيمية‪:‬‬

‫العالمات الترقيمية أو عالمات الترقيم هي رموز اصطالحية متعارف عليها في اللغة العربية و كثير من‬
‫اللغات األخرى‪ ،‬وظيفتها المساعدة في ضبط العبارات و الجمل و الفقرات و تيسير إدراك معناها و فهم‬
‫‪1‬‬
‫المقصود منها‪ ،‬و ترجمة ما يعتري الباحث من مشاعر و انفعاالت و نقلها إلى القارئ‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬أنواع العالمات الترقيمية و حاالت استخدامها‪:‬‬

‫اللغة العربية حافلة و غنية بعالمات الترقيم التي يتعين على الباحث معرفتها و معرفة حاالت و ضوابط‬
‫استخدامها في كتابة البحث‪ ،‬و فيما يلي عرض لهذه العالمات و مواضع استخدامها‪.‬‬

‫‪ /1‬النقطة (‪:).‬‬

‫و هي من عالمات الوقف في اللغة العربية‪ ،‬لذا يتم استعمالها في الحاالت اآلتية‪:‬‬

‫رفيقة بن لباد‪ " :‬عالمات الوقف و الترقيم في اللغة العربية و استخدامها في البحث العلمي " مجلة علوم اللغة العربية‬ ‫‪1‬‬

‫و آدابها‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪ ،7072 -01‬ص ص‪.226 ،222‬‬

‫‪30‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫‪ ‬في نهاية الجملة تامة المعنى‪.‬‬

‫‪ ‬عند نهاية الكالم و قبل استئناف كالم جديد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬من الخطأ الشائع وضعها بعد العنوان‪ ،‬سواء كان رئيسيا أو فرعيا‪.‬‬

‫‪ /2‬النقطتان العموديتان أو الرأسيتان (‪:):‬‬

‫و هي من عالمات التفسير‪ ،‬لذا تستعمل في الحاالت اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬للفصل بين الشيء و مكوناته أو أقسامه و أنواعه‪.‬‬

‫‪ ‬للفصل بين العناوين و مضامينها عند شرحها و تفسيرها‪.‬‬

‫‪ ‬للفصل بين القاعدة و استثناءاتها‪.‬‬

‫‪ ‬قبل األمثلة التي تفسر أو توضح القاعدة‪.‬‬

‫‪ ‬بين جملتي القول و المقول‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ ‬و عموما عند كل شرح أو تفسير‪.‬‬

‫‪ /3‬النقاط األفقية (‪:)...‬‬

‫و تسمى عالمات الحذف‪ ،‬لها عدة استخدامات على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ ‬عند الحذف من كالم مقتبس حرفيا ال يتجاوز السطر‪ ،‬حيث توضع هنا ثالث نقاط فقط (‪.)...‬‬

‫‪ ‬عند الحذف من كالم مقتبس حرفيا يتجاوز السطر‪ ،‬حيث توضع هنا أكثر من ثالث نقاط داللة‬
‫على طول الكالم المقتبس (‪.)....‬‬

‫الواحدة خير النساء‪ " :‬التحليل التقابلي بين اللغة اإلندونيسية و اللغة العربية على مستوى عالمات الترقيم و أحرف‬ ‫‪1‬‬

‫الزيادة في الفعل و االستفادة منه في تعليم مهارات الكتابة لدى طالب الصف العاشر بالمدرسة الثانوية الحكومية‬
‫رسالة لنيل الشهادة الجامعية األولى (‪ ،)SPD‬كلية التربية‪ ،‬جامعة سونن أمبيل اإلسالمية الحكومية‪-‬‬ ‫باسوروان"‬
‫سورابايا‪ -‬إندونيسيا ‪ ،7070‬ص‪.76‬‬
‫رفيقة لباد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.222‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪31‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫‪ ‬عند إيراد األمثلة الكثيرة‪ ،‬داللة على وجود المزيد منها لم يذكر‪ ،‬و يكتفى هنا بثالث نقاط فقط‬
‫‪1‬‬
‫(‪.)...‬‬

‫‪ /4‬الفاصلة‪:‬‬

‫و هي نوعان‪ :‬الفاصلة العادية (‪ ،)،‬و الفاصلة المنقوطة (؛)‪ ،‬و كالهما من عالمات الوقف‪.‬‬

‫أ‪ /‬الفاصلة العادية (‪:)،‬‬

‫تستعمل في المواضع اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬عند وصل الجمل القصيرة بعضها ببعض (بين الكالم و الكالم داللة على استم ارريته)‪.‬‬

‫‪ ‬عند تعداد أنواع أو أقسام الشيء‪ ،‬للفصل بين كل نوع و آخر‪ ،‬أو كل قسم و آخر‪.‬‬

‫‪ ‬بين جملة الشرط و جوابه‪.‬‬

‫‪ ‬بين القسم و جوابه‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ ‬بعد لفظ المنادى‪.‬‬

‫ب‪ /‬الفاصلة المنقوطة (؛)‪:‬‬

‫مع أنه يندر استعمالها في اللغة العربية مخافة كثرة الرموز المنقوطة إلى جانب الحروف المنقوطة‬
‫والتباس األمر بعد ذلك‪ ،‬و لكنها تستعمل عموما في الحاالت اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬للفصل بين األجزاء المتشابهة للجملة الواحدة‪.‬‬

‫‪ ‬عند االتصال الوثيق بين جملتين بحيث تكون األولى سببا للثانية‪ ،‬في الوقت الذي يمكن استبدالها‬
‫بحروف العطف مثل (الواو) و (لكن)‪.‬‬

‫‪ ‬توضع قبل التعليل و بيان السبب‪.‬‬

‫الواحدة خير النساء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.72‬‬ ‫‪1‬‬

‫دليل كتابة الرسائل الجامعية في جامعة الشارقة‪ ،‬ط‪ ،2‬كلية الدراسات العليا و البحث العلمي‪ ،‬جامعة الشارقة‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫اإلمارات العربية المتحدة ‪ ،7010‬ص‪.01‬‬

‫‪32‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫‪ ‬بعد التقديم لمخاطبة المرسل إليه في الرسائل الرسمية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬توضع في الهامش بين المصادر أو المراجع التي تناولت فكرة واحدة في المتن‪.‬‬

‫‪ /5‬الشرطة أو الوصلة‪:‬‬

‫و تسمى كذلك بالمطة‪ ،‬وهي أنواع على النحو اآلتي‪:‬‬

‫أ‪ /‬الشرطة األفقية (‪:)-‬‬

‫و مواضع استعمالها كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬لالختزال بين رقمين داللة على أنهما يشمالن ما بينهما من أرقام محذوفة (‪ ،)2-6‬و خاصة في‬
‫الهامش عند اإلشارة إلى صفحات االقتباس‪.‬‬

‫‪ ‬عند تعداد األمثلة للفصل بين كل واحد منها‪.‬‬

‫‪ ‬للفصل بين العدد و المعدود في أول السطر‪ ،‬خاصة في العناوين‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ ‬في الحوار بين اثنين تجنبا لتكرار اسميهما‪.‬‬

‫ب‪ /‬الشرطة المائلة (‪:)/‬‬

‫و لها استعمال وحيد عند الداللة على عالقة التناسب بين ما قبل الشرطة و ما بعدها‪ ،‬خاصة في المعية‬
‫‪3‬‬
‫و المفاضلة على نحو (و‪ /‬أو)‪.‬‬

‫ج‪ /‬الشرطتان (‪:)- -‬‬

‫‪4‬‬
‫و لها بدورها استعمال وحيد‪ ،‬حيث توضع حول الجمل االعتراضية‪.‬‬

‫رفيقة بن لباد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.222 ،224‬‬ ‫‪1‬‬

‫الواحدة خير النساء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.72‬‬ ‫‪2‬‬

‫دليل كتابة الرسائل الجامعية في جامعة الشارقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10‬‬ ‫‪3‬‬

‫الواحدة خير النساء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.74‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪33‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫‪ /6‬القوسان ( ( ) )‪:‬‬

‫يجري استعمالهما في المواضع اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬توضع بينهما العبارات أو الجمل المراد توضيحها‪.‬‬

‫‪ ‬يوضعان حول األرقام الواردة في جمل النص‪.‬‬

‫‪ ‬يوضعان أحيانا حول األرقام في المتن و الهامش للربط بينهما و الداللة على المرجع المعتمد‪.‬‬

‫‪ ‬يوضعان حول عالمة استفهام بعد خبر أو كلمة أو سنة داللة على الشك‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬يوضعان حول األسماء األجنبية الواردة في سياق النص على أن تكون بأحرفها األجنبية‪.‬‬

‫‪ /7‬الشولتان أو المزدوجتان (" ")‪:‬‬

‫يتم استخدامها في المواضع التالية‪:‬‬

‫‪ ‬حول االقتباس الحرفي من كالم الغير‪.‬‬

‫‪ ‬عند كتابة المراجع و تهميشها‪ ،‬حيث توضع حول عناوينها لتوضيحها و إظهارها‪ ،‬خاصة في‬
‫‪2‬‬
‫الكتب والمقاالت‪.‬‬

‫‪ /8‬القوسان المركنان أو المعتكفتان ( [ ] )‪:‬‬

‫و يسميان بعالمة الحصر‪ ،‬حيث يخصصهما الباحث للتعليقات و اإليضاحات المتعلقة بالنصوص‬
‫المقتبسة‪ ،‬فتوضع تلك التعليقات و اإليضاحات بينهما (بين المعتكفتين)‪.‬‬

‫‪ /9‬عالمة االستفهام (؟)‪:‬‬

‫و هي من عالمات أو إشارات االنفعال‪ ،‬و توضع‪:‬‬

‫‪ ‬في نهاية الجملة االستفهامية‪.‬‬

‫رفيقة بن لباد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.221 ،222‬‬ ‫‪1‬‬

‫دليل كتابة الرسائل الجامعية في جامعة الشارقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪34‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬بين القوسين للداللة على الشك في رقم أو كلمة‪.‬‬

‫‪ /11‬عالمة التعجب ( ! )‪:‬‬

‫و هي بدورها من عالمات االنفعال‪ ،‬و تستعمل بذلك للتعبير عن االنفعاالت النفسية إزاء األشياء غير‬
‫المتوقعة أو المستهجنة‪ ،‬و المثيرة أو المستحسنة‪ ،‬حيث توضع‪:‬‬

‫‪ ‬في نهاية الجملة التعجبية للداللة على التعجب‪ ،‬أو حتى على الفرح و الحزن‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ ‬بعد الجمل المبتدئة ب (ما) التعجبية‪.‬‬

‫الواحدة خير النساء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.72‬‬ ‫‪1‬‬

‫رفيقة بن لباد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.222‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪35‬‬
‫محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫‪36‬‬

You might also like