Professional Documents
Culture Documents
البحث العلمي جسم كلي مترابط من المعلومات و الحقائق و النظريات و األفكار قائم على منهج أو عدة
مناهج ،قوامه التحليل و النقد و البرهنة و االستنتاج و اإلضافة ،و لما كان كذلك فإن إعداده ليس باألمر
الهين ما دام محكوما بقواعد و ضوابط منهجية صارمة.
لذا تخضع عملية إعداد البحث العلمي في العلوم القانونية مثل بقية فروع العلم إلى طرق و إجراءات
وشكليات وأساليب علمية و عملية منطقية محددة و دقيقة يجب احترامها و التقيد بها ،حتى يتمكن
1
الباحث من إعداد بحثه بصورة سليمة و صحيحة.
و تعتبر هذه الطرق و اإلجراءات من صميم تطبيقات علم المنهجية في مفهومه الواسع ،لذلك تمر عملية
إعداد البحث العلمي بعدة مراحل متسلسلة و متتابعة ،متكاملة و متناسقة في حياة البحث ،يمكن إيجازها
فيما يلي :مرحلة اختيار موضوع البحث ،مرحلة البحث عن الوثائق ،مرحلة القراءة و التفكير ،مرحلة
2
تخزين و فرز المعلومات ، ،مرحلة إعداد خطة البحث أو تقسيم الموضوع ،مرحلة الكتابة.
هذه المراحل مجتمعة يمكن تقسيمها إلى مرحلتين أساسيتين :المرحلة التحضيرية أو الممهدة إلعداد
البحث (مبحث أول) ،ومرحلة الشروع في إعداده (مبحث ثان).
ربحي مصطفى عليان " :البحث العلمي :أسسه ،مناهجه و أساليبه ،إجراءاته " بيت األفكار الدولية ،عمان -األردن 2
1
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
للبحث العلمي موضوع تدور حوله عملية التقصي و االستعالم ،و موضوع البحث عادة هو الظاهرة أو
المشكلة التي تحتاج إلى تفسير أو حل ،و أول ما يواجه الباحث من مشكالت هو اختيار موضوع البحث
1
و كيفية االختيار و ضوابطه.
و يمكنه مبدئيا أن يتجاوز هذه المعضلة الفكرية بأن يبتعد في اختياره عن الموضوعات اآلتية:
الموضوعات الميدانية أو الحساسة كتلك التي تحتاج لمعاينات في الميدان ،أو يحيطها التكتم
2
والسرية الصطدامها بأسرار الدولة أو باآلداب العامة لمجتمعها.
و يمكن وضع مقياس للبحث أو للموضوع الذي يستحق الدراسة بطرح األسئلة اآلتية:
مروان عبد المجيد إبراهيم ،مرجع سابق ،ص ص.72 ،74 2
2
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
و ألن البحث – كما سبق بيانه -قد يكون مشكلة ،أو ظاهرة ،أو حدثا ،لذا يجب أن يأخذ الباحث وقته
في التفكير الختيار موضوع بحثه ،و عدم التسرع في ذلك حتى ال يضطر إلى تغيير عنوانه عدة مرات،
محكوما في اختياره بعوامل معينة (فرع أول) و شروط محددة (فرع ثان) كما أن لطريقة اختياره دور كبير
1
في نجاح الباحث أو إخفاقه فيه (فرع ثالث).
تتحكم في عملية اختيار موضوع البحث بالنسبة للباحث عوامل عدة يمكن تقسيمها إلى عوامل ذاتية
(أوال) ،و عوامل موضوعية (ثانيا)،
تتعلق العوامل الذاتية الختيار موضوع البحث بشخص الباحث ،و يتمثل أبرزها في:
/1الرغبة النفسية:
يتعين أن يكون للباحث أو الطالب رغبة حقيقية و صادقة في البحث العلمي عموما و في مجال أو
موضوع محدد خصوصا ،ال مجرد نزوة عابرة أو حماسا غير مقيم ،فالدراسة العليا مرحلة علمية شاقة
تستلزم الجهد و المثابرة و الجدية ،و تحمل كل األعباء الناجمة عنها بما فيها التكاليف المادية و العزوف
2
عن النشاط العائلي و االجتماعي للتفرغ للبحث ،فضال عن االستعداد النفسي واالجتهاد العقلي.
و عملية اختيار موضوع البحث هي عملية تحديد المشكلة العلمية التي تتطلب حال علميا لها بناء على
فرضيات بعد البحث و الدراسة و التحليل ،الكتشاف الحقائق العلمية المختلفة المتعلقة بالمشكلة محل
البحث و تفسيرها و توظيفها في حلها ،فالشعور بالمشكلة و التعايش معها هو نقطة البداية في أي بحث،
لذلك تعتبر مرحلة اختيار الموضوع أهم مرحلة في البحث على اإلطالق ،ما جعل البعض يؤكد أن
أحمد عبد الكريم سالمة " :األصول المنهجية إلعداد البحوث العلمية " ط ،1دار النهضة العربية -القاهرة ،1111 1
ص.42
مروان عبد المجيد إبراهيم ،مرجع سابق ،ص.72 2
3
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
االختيار الموفق للبحث هو نصف البحث ،و لعل من أسباب تعثر الكثير من الباحثين و فشلهم في إعداد
1
بحوثهم هو االختيار غير الموفق لمواضيعها نتيجة عدم توفر الرغبة الكافية لهم في دراستها.
و ذلك بأن يأخذ الباحث وقته الالزم و الكافي للقراءة و التنقيب في انتقاء الموضوع المناسب له ،فقد
أثبتت التجربة أن التسرع في اختيار موضوع البحث يؤدي إلى عدم التوفيق في إنجازه نتيجة عدم القدرة
على التحكم فيه ،فإما أن يستغرق وقتا طويال ،و إما أن يأتي سطحيا يفتقر إلى العمق العلمي المتطلب،
ما تكون نتيجته في النهاية التجاء الباحثين قبل إتمام بحثهم إلى تغيير الموضوع ذاته نهائيا بعد إضاعة
2
وقت و جهد مكلفين فيه.
إذا كانت العوامل الذاتية الختيار موضوع البحث تتعلق بالباحث ،فإن العوامل الموضوعية الختياره تتعلق
بالبحث ذاته ،و يتمثل أبرزها في:
/1المقدرة العلمية:
يتطلب إنجاز بحث علمي معين أن يكون الباحث قد حصل على المؤهل الدراسي الذي يمكنه من متابعة
الدراسة العليا و التي تتوج بالبحث قيد اإلعداد ،و يظهر ذلك مثال من خالل نجاحه في اجتياز مسابقة
3
الدكتوراه و إنهاء السنة النظرية للدراسة إذا تعلق األمر بأطروحة دكتوراه.
البحث العلمي عملية مكلفة من الناحية المادية و لذلك يجب أن تتوفر لدى الباحث اإلمكانيات المالية
التي تسمح له بالتنقل من مكان إلى آخر داخل الوطن أو خارجه بحثا عن الوثائق العلمية المتعلقة
بموضوعه من أجل شرائها أو تصويرها ،ذلك أن محدودية إمكانيات الباحث المالية أو ضعفها تسبب له
فاطمة عوض صابر ،ميرفت علي خفاجة " :أسس و مبادئ البحث العلمي " ط ،1مكتبة و مطبعة دار اإلشعاع 1
خالد حامد " :منهجية البحث في العلوم االجتماعية و اإلنسانية " ط ،1جسور للنشر و التوزيع -الجزائر ،7002 3
ص.22
4
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
متاعب تحول دون الوصول إلى موضوعه سيما إذا كان إعداده في إطار التحضير لدرجة ماجستير أو
دكتوراه ،و تحد من نشاطه العلمي بشكل عام ،و كل باحث أدرى بظروفه و إمكانياته التي يجب عليه أن
1
يختار بحثه في إطارها.
يجب على الباحث انطالقا من هذا العامل اختيار موضوع بحث يتوافر على قدر مقبول و محترم من
المراجع على األقل ،حتى يتمكن من دراسته على الوجه المطلوب من جهة ،و من جهة أخرى فإن القيمة
العلمية للبحث تبرز من ناحية تعدد المراجع و تنوعها ،فضال عن عمقها في تحليل الموضوع واستفاضتها
فيه ،خاصة إذا علمنا أن الموضوعات المطروحة للبحث تختلف بدرجات متفاوتة من حيث مدى وفرة
المراجع المتعلقة بها ،فهناك موضوعات على أهميتها تعاني من ندرة المراجع ،ما يتسبب للباحث في
متاعب من حيث ضياع الوقت و الجهد و االضطرار في نهاية المطاف إلى تغيير موضوع البحث لقلة
2
أو ندرة المراجع بشأنه.
على الباحث و هو يتأهب الختيار الموضوع الذي خطر له على ضوء جملة من المعطيات العلمية
والنفسية و الواقعية ،أن يراعي فيه ما يلي:
جدة الموضوع:
أوالّ -
ليس معنى هذا أن الموضوع لم يسبق دراسته نهائيا ،ألن هذا األمر يكاد يكون مستحيال في ميدان العلوم
القانونية و في العلوم االجتماعية عموما ،و إنما يقصد بالجدة أن يكون البحث ذا قيمة علمية و عملية
يضيف نتائج قيمة إلى الفكر اإلنساني ،و يلبي حاجة المجتمع في التطور ،و قد يكون البحث جديدا فعال
إذا تناول قضية لم يتطرق لها الباحثون من قبل ،و قد يكون جديدا أيضا إذا تناول موضوعا تناوله
الباحثون من قبل و لكن بصفة عارضة و في دراسات مقتضبة و غير معمقة ،و يتصف البحث بالجدة
صالح الدين شروخ " :منهجية البحث العلمي " دار العلوم للنشر و التوزيع -عنابة ،7002ص ص.24 ،22 1
زوليخة زروقي " :كيفية اختيار المواضيع البحثية " مجلة مالك بن نبي للبحوث و الدراسات ،المجلد ،02العدد -01 2
،7071ص.40
5
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
كذلك إذا أكمل الباحث نقصا في موضوع سبق أن درسه غيره ،أو أجاب على تساؤالت طرحها باحثون
1
سابقون بدون إجابة مقنعة عنها.
و كل موضوع بطبعه يمكن أن يكون جديدا ألن مرور الزمن عليه يجعل الباحث قاد ار على تحديثه أو
تحيينه و ذلك بأن يضيف إليه ما استجد بشأنه من حقائق و معلومات ،و قد أجمل فقهاء الشريعة
اإلسالمية معنى الجدة أو اإلضافة العلمية في سبعة أشياء :شيء لم يسبق إليه فيؤلف ،أو شيء ألف
ناقصا فيكمل ،أو خطأ فيصحح ،أو مستشكل فيشرح ،أو مطول فيختصر ،أو مفرق فيجمع ،أو منشور
2
فيرتب.
و معنى ذلك أال يكون موضوع البحث بالواسع الفضفاض و ال بالضيق المحصور ،ألن األول يرهق
الباحث و يستغرق الوقت و يعجز الفكر و يؤدي إلى عدم التعمق ،بينما الثاني قد يدفع الباحث إلى
إدخال عناص ر و مفاهيم أو تفصيالت ال عالقة لها بموضوع البحث ،و قد ينتهي األمر بالباحث إلى
عدم إنجاز البحث لقلة مادته العلمية نتيجة إفراطه في االتساع أو الضيق ،و البحث الجيد هو الذي يكون
متوسطا بين االتساع و الضيق ،معقول الحجم ،متناسبا مع الدرجة العلمية التي ينبغي للباحث الحصول
عليها ،و ليست العبرة بحجم البحث من الناحية الكمية ،بل بمضمونه أو جوهره الذي يتحدد بما ينتهي
3
إليه الباحث من نتائج تشكل في حد ذاتها إضافة إلى الفكر القانوني.
معنى ذلك أن تكون فكرة موضوع البحث واضحة في ذهن الباحث ،يدرك كنهها و يعرف حدودها و يلم
بجميع جوانبها من حيث طبيعة المشكلة و نوعية الحلول و يقينية النتائج ،و ال يتأتى ذلك للباحث إال بعد
قراءة مستفيضة ومتأنية ،فعدم وضوح موضوع البحث يشتت ذهن الباحث و يؤدي به إلى الخروج عنه
ناهد حمدي أحمد " :مناهج البحث في علوم المكتبات " دار المريخ للنشر و التوزيع -الرياض ،1121ص.22 1
6
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
باعتماد معلومات ال صلة لها به ،كما يعني وضوح الموضوع عموما انتماؤه إلى أحد فروع القانون العام
1
أو الخاص و دخوله تحت تخصص معين منهما.
و يستتبع وضوح الموضوع وضوح مصطلحات البحث فيه ،حيث يحذر المختصون من إمكانية وقوع
الباحث في مأزق علمي حقيقي نتيجة إهماله للمصطلحات و عدم دقته في فهمها و تحديدها ،أو سوء
2
توظيفها.
يعني ذلك أن يكون موضوع البحث في طاقة الباحث الذهنية و الزمنية ،و عليه فطالب الماجستير أو
الماستر مثال ال يجوز له أن يختار موضوعا في مستوى طالب الدكتوراه ،ألن هذا المستوى يحتاج إلى
قدرات بحثية تفوق قدرات طالب الماجستير أو الماستر بالنظر إلى طبيعة التكوين في طور دراسي مقارنة
بطور آخر ،هذا فضال عن مراعاة التخصص و كذا متطلبات البحث ،فهناك من البحوث ما يستلزم تكوينا
3
في اللغات األجنبية و إلماما بها ،أو اطالعا على علوم أخرى ذات صلة.
كما أن المدة الزمنية الم توقعة إلنجاز البحث يجب وضعها في االعتبار من حيث ضرورة تناسبها مع
طبيعة الموضوع ومستواه العلمي ،فهي مختلفة في مداها باختالف نوع البحث و فيما إذا كان مذكرة
4
ماستر أو ماجستير أو أطروحة دكتوراه ،حيث يمنح إلعداد األخيرتين عادة وقت أطول.
قد يكون اختيار موضوع البحث من قبل الباحث نفسه (أوال) ،و قد يكون من قبل المشرف أو جهة أخرى
(ثانيا) .و ذلك حسب العرف المتبع في الجامعة أو الكلية التي ينتمي إليها الباحث.
عبد هللا محمد الشامي " :أصول منهج البحث العلمي و قواعد تحقيق المخطوطات " ط ،1المكتبة العصرية -لبنان 3
،7017ص.02
عبد الهادي الفضلي " :أصول البحث " ط ،1دار المؤرخ العربي -بيروت ،1117ص.762 4
7
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
األصل أن اختيار موضوع البحث يكون للباحث باعتباره المتخصص فيه و المعايش لفكرته و المستعد
نفسيا لدراسته و التفاعل معه بالتحدي العلمي و التفكير العميق و القراءة االنتقادية و االستنباط المنطقي،
و هذه المرحلة صعبة و دقيقة الرتباطها بعوامل عقلية و نفسية و اجتماعية و اقتصادية و مهنية تتحكم
في عملية االختيار على النحو المذكور.
و االختيار الذاتي لموضوع البحث هو الطريقة األسلم و األمثل كون االختيار في هذه الحالة تم بناء على
قناعة الباحث و إمكانياته ،فقد أثبتت التجارب في هذا الشأن أن الطالب الذين يختارون موضوعاتهم
1
بإرادتهم و بكل حرية يكونون أكثر تفوقا و تمي از من أولئك الذين تفرض عليهم موضوعات بحث بعينها.
اختيار الباحث أو الطالب لموضوع بحثه مهمة شاقة ال يوفق فيها دائما كل الطلبة ،لذلك فالباحث الذي
لم يتمكن من اختيار موضوعه بنفسه يضطر إلى االستعانة باألستاذ المشرف الذي يكون لديه عادة
مواضيع صالحة للكتابة فيها.
كما أنه ليس هناك ما يمنع من حيث المبدأ من اقتراح موضوع البحث من قبل المشرف على الباحث،
كونه أكثر خبرة و دراية إذا كان للباحث نفسه رغبة في دراسته كموضوع مقترح ،و في هذه الحالة يأتي
2
البحث ثمرة للتعاون بين الباحث و المشرف.
توثيق البحث أمر ضروري يعكس األمانة العلمية التي تستدعي أن يكون البحث موثقا من المصادر
والمراجع المستقى منها ما يعطي له المصداقية العلمية الالزمة ،و يتعين على الباحث هنا الحصول على
بيانات بحثه من خالل المصادر و المراجع الموجودة بالمكتبات العامة أو الخاصة و كذا من فضاء
8
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
اإلنترنت ،و تسمى هذه العملية عملية التوثيق أو البيبليوغرافيا بنقل المعلومات و االستشهاد ببعض
1
الفقرات أو النصوص لتعزيز وجهة نظر الباحث.
بناء على ذلك وجب تحديد الوثائق العلمية محل البحث (فرع أول) ،و أنواعها (فرع ثاني) و أماكن
وجودها و كيفية الحصول عليها (فرع ثالث).
يطلق مصطلح الوثائق العلمية على جميع المصادر و المراجع ،األولية و الثانوية التي تحتوي على معظم
2
أو كل الحقائق و المعارف المكونة لموضوع البحث.
كما يقصد بها كل المصادر و المراجع التي تتضمن المعلومات ذات الصلة بموضوع البحث ،و التي
تشكل في مجموعها طاقة لإلنتاج الفكري و العقلي و اإلعالمي في ميدان البحث العلمي ،و قد تكون
مطبوعة أو مخطوطة أو مسموعة أو مرئية ،و هي بذلك ركيزة المعرفة المثبتة ماديا و التي يتم الرجوع
3
إليها بالتحليل و االستدالل.
أوال -المصادر:
هي تلك الوثائق التي تتضمن الحقائق و المعلومات األصلية المتعلقة بالموضوع ،و المصدر بذلك هو
الكتاب أو المخطوط الذي يتناول موضوع البحث ألول مرة باستفاضة و أصالة و بدون استعمال وثائق أو
4
مصادر وسيطة في نقل هذه المعلومات.
عامر قنديلجي " :البحث العلمي و استخدام مصادر المعلومات " دار اليازوري العلمية ،عمان -األردن ،1111 2
ص.777
رشيد شميشم ،مرجع سابق ،ص ص.41 ،42 3
9
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
المواثيق القانونية العامة و الخاصة ،الوطنية و الدولية بما فيها التشريعات و النصوص التنظيمية
المختلفة.
1
اإلحصائيات الرسمية.
ثانيا -المراجع:
هي تلك الوثائق التي تستمد قوتها أو قيمتها العلمية من مصادر أو وثائق قبلية أصلية و مباشرة ،و هي
بذلك الوثائق التي نقلت الحقائق و المعلومات عن الموضوع محل البحث أو عن بعض جوانبه من
2
مصادر و وثائق أخرى.
الدوريات و المقاالت العلمية المتخصصة و النشريات ،مثل نشرة و ازرة العدل و و ازرة التعليم
4
العالي والبحث العلمي.
ياسين بن بريح " :أساليب جمع المادة العلمية و طرق االستدالل " دائرة البحوث و الدراسات القانونية و السياسية، 1
آكلي تومي " :مناهج البحث و تفسير النصوص في القانون الوضعي و التشريع اإلسالمي " برتي للنشر و التوزيع- 3
الجزائر ،7012ص.47
تجدر اإلشارة إلى أن هذه النشريات محل جدل فيما يتعلق بتصنيفها كمصادر أو مراجع ،فهناك من يراها مصادر ألنها 4
تمثل نصوصا تنظيمية ،و هناك من يرى أنها مجرد لوائح تقتصر على تفسير و تطبيق لنصوص قانونية أو تنظيمية سابقة
عنها ،و بذلك فهي وثائق ثانوية ال تشكل مصادر و إنما مراجع.
10
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
المذكرات و الرسائل العلمية األكاديمية المتخصصة ،و مجموع البحوث و الدراسات العلمية التي
تقدم من أجل الحصول على درجات علمية (مذكرات التخرج من المدارس العليا لإلدارة أو
القضاء)...
1
الموسوعات و دوائر المعارف.
توجد مختلف المصادر و المراجع ذات الصلة بموضوع البحث عادة في:
المكتبات العامة التي تشتمل على كتب و أبحاث في مختلف فروع العلم كالدين و التاريخ و الفلك
وعلم النفس و االجتماع و القانون ...و قد تكون تابعة لدواوين أو و ازرات معينة كو ازرة الثقافة ،أو
مكتبات المراكز الثقافية أو البلدية.
المكتبات الخاصة ،و هي المتخصصة في العلوم القانونية كمكتبات كليات الحقوق و مكتبات
مجلس الدولة أو المحكمة العليا.
و بالنسبة للمراجع الموجودة بالمكتبات العامة فيتم الحصول عليها عن طريق االستعانة بأمين المكتبة،
ويجب على الباحث االلتزام بتوجيهات القائمين على أمر المكتبة ،فهم المسؤولون عن تطبيق اللوائح
الخاصة باإلعارة و التصوير و القراءة ،مع توطيد عالقة الباحث بأمين المكتبة فهو المنظم األول لها
واألدرى بكل صغيرة و كبيرة فيها ،و هذا الختصار الوقت و الجهد عليه ،و يقتضي األمر بعد ذلك
2
المحافظة على الكتب المستعارة و االلتزام بآداب التواجد في المكتبة.
البحث بواسطة فهارس المكتبة :و ذلك بالرجوع إلى الفهارس الهجائية التي تعدها المكتبة على
أساس اسم المؤلف أو عنوان الكتاب ،و ذلك عن طريق وثائق مخصصة لهذا الغرض.
عبد الرحيم صدقي " :مناهج البحث األولية في العلوم اإلنسانية " ط( 2دون ذكر دار النشر) القاهرة ،1122ص.22 2
11
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
كما يمكن العثور على تلك المصادر و المراجع مباشرة و ذلك بالبحث عنها في رفوف المكتبة،
1
وفي علمي االجتماع والنفس قد يتم البحث أيضا بطريقتي االستبيان و المقابلة.
وباإلضافة إلى المكتبات بنوعيها يمكن الحصول على المعلومات عن طريق عمليات الشراء و التصوير
2
والنقل و التلخيص و التحميل اإللكتروني من المواقع اإللكترونية المتعددة ذات الصلة.
بعد جمع الوثائق العلمية التي لها صلة بموضوع البحث ،تأتي مرحلة القراءة و التي تنصب على تلك
الوثائق ،و القراءة بذلك هي عملية ذهنية تشمل االطالع و الفهم لمجمل األفكار و الحقائق التي تتصل
بالموضوع وتأملها تأمال عقليا ،حتى يتولد في ذهن الباحث النظام التحليلي للموضوع و السيطرة عليه،
3
واستيعابه و القدرة على االستنتاج بشأنه.
و القراءة المتطلبة في البحث العلمي ذات أهداف محددة (فرع أول) ،ومحكومة بشروط و قواعد (فرع
ثان) ،و هي بذاتها أنواع (فرع ثالث).
4
اكتساب نظام تحليلي قوي و متخصص.
عمار بوحوش " :دليل الباحث في المنهجية و كتابة الرسائل الجامعية " ط ،7المؤسسة الجامعية للكتاب -الجزائر 1
صالح الدين الهواري " :كيف تكتب بحثا أو رسالة " دار و مكتبة الهالل للطباعة و النشر -لبنان ،7002ص.21 3
12
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
1
اكتساب ثروة لغوية فنية و متخصصة تبني و تغذي أسلوب الكتابة العلمية في أي مجال.
2
أن تقترن بعنصري االستيعاب و القدرة على تقييم الوثائق المقروءة بنوعيها.
أن تستند على ضرورة احترام القواعد الصحية و النفسية المتعلقة بها ،باختيار األوقات و األماكن
المناسبة لها.
3
ترك فواصل زمنية للتأمل و التفكير بين القراءات.
و هي القراءة الخاطفة أو الماسحة التي تتم باالطالع على الفهارس و رؤوس الموضوعات بعد تصفح
قوائم المصادر و المراجع المختلفة ،و كذا على مقدمات و عناوين أجزاء تلك المصادر و المراجع.
مانيو جيدير " :منهجية البحث العلمي :دليل الباحث المبتدئ في موضوعات البحث و رسائل الماجستير و الدكتوراه " 1
13
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
و تهدف إلى تدعيم قائمة المصادر و المراجع المحصل عليها بوثائق جديدة ،و كذا معرفة سعة و آفاق
1
الموضوع و جوانبه المختلفة و تقييم المراجع من حيث مستوى قيمتها العلمية و مدى إضافتها للموضوع.
و هي القراءة الوسط بين القراءتين السريعة و المعمقة ،لذلك تنصب على الموضوعات التي تم اكتشافها
سابقا من خالل القراءة الكاشفة أو السريعة ،و يقوم بها الباحث بهدوء و تأني بغية فرز المصادر
2
والمراجع األكثر اتصاال بالموضوع و استخالص النتائج منها وتدوينها في بطاقات.
و تدعى بالقراءة الفارزة أو الحاسمة ،ألنها تتركز حول بعض الوثائق دون البعض اآلخر لما لها من
أهمية في الموضوع و صلة مباشرة به ،األمر الذي يتطلب التركيز و التكرار ،و التمعن و الدقة و التأمل
3
و الصرامة و االلتزام.
و تختلف هذه القراءة عن القراءة العادية ،حيث يتعرف الباحث من خاللها على إطار المشكلة و اآلراء
الفكرية التي تناولتها و الفرضيات التي تبناها الباحثون ،و المناهج العلمية التي اعتمدوها ،و النتائج التي
خلصوا إليها و االستناد على كل ذلك في البحث ،و هذا النوع األخير من القراءة هو األساس الذي يرتكز
عليه البحث ،ألنه يفتح بصيرة الباحث على التحليل القيم و يوجهه إلى المنهجية السليمة ،و يمهد مباشرة
4
إلعداد البحث.
و بناء على ذلك يالحظ ارتباط و تسلسل و تدرج على مستوى القراءة ،حيث يتم االنتقال من الكل إلى
الجزء أو من العام إلى الخاص فيما يخص المصادر و المراجع المقروءة ،قصد االحتفاظ فقط بتلك التي
لها عالقة مباشرة بموضوع البحث.
أحمد عبد المنعم حسين " :أصول البحث العلمي :المنهج العلمي و أساليب كتابة البحوث و الرسائل العلمية " ج،1 1
14
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
بعد التحضير للبحث وفق المراحل الفرعية المشار إليها سلفا ،ينطلق الباحث في إعداد بحثه بأول خطوة
متمثلة في ضرورة العمل على تخزين المعلومات المحصلة و تنظيمها ،و االستزادة منها كلما أمكن ذلك
(مطلب أول) ليتسنى له على ضوئها إعداد خطة بحثه (مطلب ثان) قبل أن يشرع في تحرير البحث أو
كتابته (مطلب ثالث).
تعتبر المعلومات المجمعة ركيزة الباحث األساسية كمقومات محورية للبحث ،و كلما جمع الباحث أكبر
عدد منها و بنوعية حديثة و جيدة من حيث عمقها و تركيزها كلما أدى ذلك إلى تمكنه من تغطية
متطلبات بحثه بكل امتداداته و تشعباته ،خاصة إذا اعتمدت المعلومات المجمعة على قواعد بيانات
1
تتصف بالشفافية والمصداقية والتسلسل و المنطقية.
كما تعكس هذه المعلومات مدى إلمام الباحث بما كتب و نشر حول موضوعه و الوقوف على مختلف
اآلراء و األفكار التي عالجته ،خاصة إذا تمكن هذا األخير من جمع معلومات بلغات أجنبية ،و استطاع
2
ترجمتها بدقة وموضوعية.
هذه المعلومات تستقى من مصادر متعددة و متنوعة ،يستند الباحث في تقييمها إلى معايير عدة (فرع
أول) ،و قواعد معينة لفرزها (فرع ثان) ،و أساليب متنوعة لتخزينها (فرع ثالث).
ساعدت التطورات التقنية المتسارعة و المتالحقة على جمع المعلومات البحثية خاصة بعد الفترة التي
أطلق عليها بالثورة المعلوماتية في العقدين الماضيين من هذا القرن ،و التي تبلورت معالمها في سهولة
نقل المعلومات و ارتفاع وتيرة تدفقها عبر وسائل االتصال الحديثة ،فتعددت و تنوعت مصادرها (أوال)،
مما يستدعي تحكيم عدد من المعايير لتقييمها (ثانيا).
صالح الدين فوزي " :المنهجية في إعداد الرسائل و األبحاث القانونية " دار النهضة العربية -القاهرة ،7000 2
ص.172
15
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
الدوريات المتخصصة.
الرسائل العلمية.
1
كتب التراث و المخطوطات.
في إطار فرز الباحث للمصادر و المراجع المحصل عليها ،عليه اختيار األكثر منها فائدة و فعالية
لموضوع بحثه ،استنادا إلى المعايير اآلتية:
/1مكانة المؤلف:
تلعب المكانة العلمية للمؤلف دو ار كبي ار في االعتماد على مؤلفاته ،إذ كلما عظمت مكانته على هذا النحو
كلما كانت مؤلفاته محل تقدير من حيث تفضيلها على غيرها من المؤلفات األخرى ،و توظيفها في البحث
2
نظ ار للقيمة و المصداقية العلميتين اللتين ستضفيهما على البحث.
محمد عربي الدمي " :مراحل و تقنيات إعداد الرسائل و األطروحات الجامعية " مجلة آفاق علمية ،المركز الجامعي 1
16
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
/2تاريخ النشر:
يلعب تاريخ النشر دو ار ال يقل أهمية عن مكانة المؤلف في تقييم مصادر المعلومات ،ألنه المؤشر الدال
على حداثة المصدر أو المرجع أو قدمه ،و الذي يتضح من خالل سنة النشر و رقم الطبعة ،فالمرجع
1
الحديث يفضل بداهة على القديم ألنه يحتوي على معلومات حديثة أو معلومات قديمة تم تحيينها.
/3مكانة الناشر:
مع تراجع مكانة البحث العلمي و البعد عن المعايير الصحيحة في تقييمه ،تسربت إلى الساحة العلمية
مؤلفات سميت بالتجارية ،ألنها صادرة عن دور نشر هدفها الربح المادي دون أدنى اعتبار لقيمة البحث
العلمية ،في الوقت الذي حافظت فيه دور نشر أخرى على عراقتها و مصداقيتها باقتصارها على نشر
األعمال العلمية الجادة و حسب ،و بهذا تعد المؤلفات الصادرة عن دور نشر ملتزمة و نزيهة أكثر قيمة
علمية من تلك الصادرة عن دور نشر تجارية أو ال تحظى بسمعة جيدة في األوساط العلمية.
لطريقة إ خراج المؤلف أهمية كبيرة للحكم عليه ،فإذا حسن شكله طاب محتواه ،حيث يوحي اإلخراج الجيد
(نوعية الورق ،جودة الطباعة و التجليد ،التصاميم و درجة ارتباطها بالموضوع) بالثقة في الناشر
واالطمئنان إلى مضمون المنشور من حيث موثوقيته أو مصداقيته.
لطريقة معالجة الموضوع دور في تحديد قيمة المصدر أو المرجع علميا ،و يمكن الوقوف عليها مبدئيا
من فهرسه أو مقدمته و ربما خاتمته قبل الخوض في مضمونه ،إذ تعبر المعالجة الواسعة و العميقة
والمركزة و الموضوعية المدعمة بالشواهد و البراهين و القائمة على التحليل و النقد لجميع جوانب
2
الموضوع عن الوفاء بمقتضيات دراسته و جاهزيته كمادة علمية الستئناف البحث فيه.
جمال سفاري " :صور جمع المادة العلمية في البحث :القرارة أنموذجا " مجلة العلوم اإلنسانية ،المجلد ،06العدد -02 1
،7070ص.161
حفيظة خليفي ،مرجع سابق ،ص ص.61-60 2
17
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
بعد جمعها سرعان ما يجد الباحث نفسه بين كم هائل من المعلومات مع تنوع مصادرها على النحو
المذكور سابقا ،فماذا يفعل؟
على الباحث في هذه الحالة أن يشرع في تنقية و غربلة المعلومات التي حصل عليها ،1و ذلك
بواسطة:
إبقاء عملية جمع المعلومات مفتوحة ،بحيث أنه كلما عثر الباحث على معلومات جديدة و مفيدة
لبحثه أضافها للمعلومات المحصل عليها.
إذا استعملت طريقة البطاقات في جمع المعلومات و عند تعدد المصادر و المراجع المتضمنة
لنفس المعلومة تخصص لها بطاقة أو ملف واحد مع ذكر مؤلفيها.
إعطاء األولوية للمصادر األصلية المباشرة و تقديمها على غيرها من المراجع الثانوية و غير
المباشرة ،و المعتمدة أساسا على المصادر.
التركيز على المصادر و المراجع األكثر حداثة سواء في إحصاءاتها أو أرقامها أو توثيقها أو
صياغة نظرياتها.
حذف و استبعاد المراجع أو المعلومات المكررة الركيكة و الضعيفة المنقولة عن مصادر متوفرة،
حرصا على دقة و قوة و مصداقية المعلومات ،و احتياطا لتوثيقها باالعتماد على أمهات الكتب
2
و المصادر.
ال بعد عن المعلومات غير العلمية و المستندة إلى تعصب أو تحيز لفكر أو مذهب معين ،أو
قائمة على العاطفة و الحماس بعيدا عن الموضوعية و التجريد.
استبعاد المعلومات التي تتعارض أو تتناقض مع الحقائق العلمية الثابتة ،حفاظا على سالمة
الموضوع من الناحية العلمية و دقة معالجته باالبتعاد عن التكهنات أو التخمينات أو االحتماالت.
18
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
الحرص على انتقاء كل ما هو جوهري و هام و مرتبط بموضوع البحث من المعلومات و ترك
كل ما هو حشو و تكرار ،تجنبا للتشعب والتوسع و االستطراد ،و توفي ار للوقت و الجهد.
تركيز الباحث على مصادر المعلومات الدولية األكثر و األدق توثيقا و مصداقية ما أمكن ذلك،
مثل مصادر و نشرات األمم المتحدة مع األخذ بعين االعتبار في األولوية تخصص هذه
المصادر.
حتمية التعمق و الدقة في فهم محتويات الوثائق ،و الحرص و اليقظة في التقاط و تسجيل
األفكار والمعلومات المنتقاة منها.
احترام منطق تصنيف و ترتيب البطاقات أو الملفات المستخدمة في جمع و تخزين المعلومات.
1
احترام التسلسل المنطقي بين المعلومات و الحقائق و األفكار.
يقصد بعملية تخزين المعلومات نقل البيانات الواردة في مصدر أو مرجع معين و تسجيلها كتابة أو
2
حفظها إلكترونيا ،و يفترض أال تشمل إال الجزء األهم منها من حيث تعلقه المباشر بموضوع البحث.
/1أسلوب البطاقات:
يعتمد هذا األسلوب على إعداد بطاقات صغيرة الحجم أو متوسطة من الورق المقوى ألن سماكتها تجعلها
أكثر تحمال للتداول و االطالع ،و أكثر بعدا عن التلف مع مرور الوقت ،تكون ذات شكل مستطيل أو
مربع ،ثم ترتيبها على حسب أجزاء و أقسام و عناوين البحث ،و يشترط أن تكون متساوية الحجم مجهزة
19
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
للكتابة فيها على وجه واحد فقط ،و توضع البطاقات المتجانسة من حيث عنوانها الرئيس في ظرف واحد
معد لذلك.
و تشمل البطاقة كافة المعلومات المتعلقة بالوثيقة أو المصدر أو المرجع الذي نقلت منه المعلومات ،مثل
اسم المؤلف ،عنوان المرجع ،الجزء و الطبعة إن وجدا ،دار و بلد النشر و تاريخه ،رقم الصفحة أو
1
الصفحات.
إال أن هذه الطريقة تقليدية جدا و منتقدة ألنها غير عملية ،إذ يصعب على الباحث استعمالها دوما و في
كل مكان ،حيث يتعذر عليه اصطحاب هذه البطاقات معه في كل األحوال إلى أماكن البحث التي يتردد
2
عليها كالمكتبات العامة و الخاصة لكثرة عددها و تداخل و تشعب المعلومات الواردة فيها.
/2أسلوب الملفات:
يتكون الملف من غالف سميك معد الحتواء أوراق مثقوبة متحركة ،حيث يقوم الباحث بتقسيم الملف أو
الملفات على حسب خطة البحث المعتمدة مع ترك فراغات في كل ورقة منه الحتماالت اإلضافة وتسجيل
معلومات مستجدة أو احتماالت التغيير و التبديل ،و تتضمن كل ورقة منه عنوانا لجزئية من البحث ترد
3
تحته عناوين المؤلفات التي تناولته بكل تفصيالتها.
4
سهولة المراجعة و المتابعة من طرف الباحث لما تم جمعه من معلومات.
عبد المجيد لخداري " :تقنيات التعامل مع المصادر و المراجع في العلوم القانونية " مجلة الحقوق و العلوم السياسية، 3
20
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
تجدر اإلشارة إلى أن األسلوبين المتقدمين كالسيكيين جدا و متعبين ،فضال عن استغراقهما وقتا طويال
في العمل بهما ،لذلك صار يلجأ اليوم إلى أساليب الطريقة الحديثة.
/1أسلوب التصوير:
أسلوب التصوير أو النسخ اآللي كأسلوب حديث ينحصر استعماله في الوثائق التي تتضمن معلومات
قيمة وهامة و غير متاحة دائما ،بسبب ندرة المصدر أو المرجع المعني أو بسبب الطلبات الكثيرة بشأنه،
1
وتوضع الوثائق المصورة في أظرفة تميز بعناوين خاصة وفقا لتقسيمات البحث.
/2األسلوب اإللكتروني:
و هو أحدث األساليب و أكثرها تداوال في العصر الحالي ،و أضمنها في المحافظة على المعلومات
المخزنة شريطة اتباع التعليمات التقنية المتعلقة بسالمة الحاسوب.
و يتم هذا األسلوب عن طريق التدوين على جهاز الحاسوب أو التحميل فيه ،حيث يقوم الباحث بإعداد
ملف أو ملفات خاصة في جهازه و تضمينه المعلومات المتعلقة ببحثه وفق الخطة المعتمدة بشأنه بواسطة
التدوين اإللكتروني ،كما يمكنه –إذا كان جهازه مزودا باإلنترنت -أن يقوم بفتح ملف أو ملفات أخرى فيه
لتحميل الكتب والمقاالت ،و النصوص القانونية من جرائدها الرسمية ،و التقارير و اإلحصائيات من
المواقع الحكومية وغير الحكومية التي تعدها ،و تخزينها في الملفات المفتوحة لها ،حيث يخصص ملف
لكل نوع من تلك الوثائق ،فيتضمن األول منها مثال الكتب ،و الثاني المقاالت ،و الثالث النصوص
2
القانونية وهكذا.
عبد الحفيظ موسم " :واقع استخدام المصادر و المراجع اإللكترونية في مجال الدراسات و البحوث التاريخية " ،مجلة 2
21
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
ال يخلو أي بحث علمي مهما كان نوعه و مهما كانت المرحلة العلمية التي يعد في إطارها من خطة،
خاصة أن من خصوصيته المنهجية ،أي الضبط و اإلحكام و التسلسل و المنطقية ،و عليه سنتعرض
إلى الجزئيات المتعلقة بالخطة من خالل الوقوف على مفهومها (فرع أول) ،و القواعد أو الضوابط التي
تحكم إعدادها (فرع ثان).
الخطة هي عملية جوهرية و حيوية للباحث ال مناص منها في إعداد بحثه ،و يقصد بها عموما الهيكل
العام لموضوع البحث ،و تتضمن تقسيماته األساسية و الكلية ،الفرعية و الجزئية و الخاصة ،على أسس
1
و معايير علمية ومنهجية واضحة و دقيقة.
و بهذا فالخطة هي المشروع الهندسي للبحث أو البناء العلمي و المنهجي الشكلي و الموضوعي له،
وتهدف إلى ترتيب المعلومات المحصلة و تنسيق أفكار الباحث على ضوئها بصفة منظمة و مترابطة
2
ومتسلسلة بالتمييز بين المسائل األساسية و الثانوية.
تمكين الباحث من انتقاء المنهجية المناسبة لبحثه ،و المختلفة حتما عن المنهجيات التي عالجت
موضوعه سابقا أو موضوعات قريبة منه.
و يجب أن تخضع عملية التقسيم إلى أساس سليم و منهج منظم و رابطة معقولة و منطقية ،كالترتيب
3
الزمني أو الترتيب من حيث األهمية.
1
DREYFUS (Simone) : « La thèse et le mémoire en droit » Librairie Armand Colin, Paris
1971, p158.
2علي مراح ،مرجع سابق ،ص.22
نصر سلمان ،سعاد سطحي ،مرجع سابق ،ص.22 3
22
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
أما تقسيم الموضوع في إطار الخطة فيعني تحديد الفكرة األساسية و الكلية له تحديدا جامعا مانعا
وواضحا ،و إعطاؤه عنوانا رئيسيا ،ثم تحديد مدخل الموضوع في صورة مقدمة للبحث ،و القيام بتفتيت
1
الفكرة األساسية إلى أفكار فرعية و جزئية خاصة ،بحيث يشكل التقسيم هيكلة و بناء البحث.
و تبدو فائدة تقسيم الموضوع في مساعدة الباحث على تصور العقبات التي تعترضه أثناء الشروع في
إعداد بحثه و االستعداد المسبق لها ،فيستمر فيه أو يصرف النظر عنه قبل الخوض فيه إذا كانت
مشكلته تفوق إمكانياته الذهنية و العلمية و الزمنية و االقتصادية ،و بهذا يعمل التقسيم على إيضاح معالم
2
الموضوع قبل البدء فيه.
و يميز البعض بين الخطة و تقسيم الموضوع مع أنها شاملة له ،من حيث أن خطة البحث هي عبارة
عن العناصر األساسية التي سيدور حولها موضوع البحث و تشمل :تحديد مشكلة البحث و أهمية
دراستها ،و أهداف البحث و خطواته ،و المنهج العلمي المتبع ،و النتائج المتوقعة للبحث والمراجع المطلع
3
عليها ،كما تشمل المصطلحات العلمية الواردة في البحث (أبواب ،فصول ،مباحث ،مطالب ،فروع.)...
و بهذا فالتقسيم هو جزء من الخطة ،لذلك يعني أيضا توزيع المادة العلمية للبحث بين ثالثة أقسام هي:
المقدمة ،المتن ،الخاتمة ،و التي يجب أن تكون مرتبة ترتيبا منطقيا وفقا لقواعد و أسس معينة تقتضي
4
ضرورة ارتباط الجزء بالكل.
الخطة أشبه ما تكون برسم هندسي لبناء معين ،فهذا الرسم المدون في ورقة صغيرة هو الذي يعبر عن
المبنى الكبير الذي سيوجد ،و هو الذي يوضح عدد أدواره و محتويات كل دور ،و الباحث أو الطالب
5
الذي يدرس موضوع بحثه دون خطة يكون كمن يسير عشوائيا في طريق ال يعرف مؤداه.
سعيد إسماعيل صيني " :قواعد أساسية في البحث العلمي " مؤسسة الرسالة -بيروت ،7010ص.121 2
نصر سلمان ،سعاد سطحي ،مرجع سابق ،ص ص.22 ،26 3
رجاء وحيد دويدري " :البحث العلمي :أساسياته النظرية و ممارسته العلمية " ط ،1دار الفكر -دمشق ،7000 5
ص.602
23
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
أال تكون الخطة مجرد تكرار لألعمال أو البحوث السابقة ،و إنما يجب أن تكون من إبداع
الباحث حتى تكون متناسبة مع موضوع بحثه هو ،ألن الخطة التي تصلح لدراسة موضوع معين
1
قد ال تصلح لدراسة موضوع آخر ،فلكل موضوع ظروفه و لكل باحث ذاتيته.
مراعاة الباحث التقابل و التوازن و التساوي بين أجزاء الخطة أفقيا و عموديا ،فال يصح أن يطغى
جزء على آخر ،فمثال ال يجوز أن يكون هناك باب ذو تفريعات كثيرة و اآلخر ذو تفريعات أقل،
و األمر نفسه مع الفصول والمباحث و بقية التفريعات األخرى و يحبذ في ذلك اللجوء إلى
التقسيم الثنائي أو المزدوج (بابان ،فصالن ،مبحثان ،)...هذا زيادة على مراعاة الترابط المنطقي
2
بين أجزاء الخطة ،فالتعريف بالموضوع يسبق شروطه و شروطه تسبق آثاره و هكذا.
ضرورة أن يكون هناك تفاعل و تناغم بين عنوان البحث و خطته ،فالخطة الجيدة هي التي
3
تترجم العنوان بكل دقة ،فال يجوز للباحث أن يدخل في الخطة ما ليس له عالقة بعنوان البحث.
أن تكون عناوين األبواب و الفصول و غيرها مختصرة و بسيطة و معبرة بوضوح عن موضوع
الباب أو الفصل و غيره من التفريعات ،ألن التطويل في العنوان أو تداخل العناوين و تضاربها
4
يعد عيبا في البحث.
التعمق و الشمولية في اإللمام بكافة جوانب و أجزاء و فروع و نقاط الموضوع و تفصيلها
بصورة جيدة.
احترام مبدأ المرونة في تقسيم خطة البحث ،بجعلها دوما قابلة للتغيير و التعديل ،و الخطة المرنة
هي الخطة المثالية القابلة للتطوير عكس الخطة الجامدة.
عبد القادر الشيخلي " :قواعد البحث القانوني " دار الثقافة ،عمان -األردن ،1111ص.22 3
24
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
يجب أن يكون التقسيم تحليليا و حيا و داال ،و ليس تجميعا لموضوعات و عناوين فارغة
المحتوى.
تحاشي التكرار و التشابه و الخلط بين محتويات العناصر و الموضوعات و العناوين األساسية
1
والفرعية و العامة و الخاصة.
و هي مرحلة صياغة و تحرير البحث في صورته النهائية بتدوين مضامين و نتائج الدراسة وفقا لقواعد
وضوابط منهجية علمية و منطقية دقيقة ،و إخراجه و إعالمه بصورة واضحة و جيدة للقارئ بهدف إقناعه
2
بمحتواه.
و تتضمن عملية الكتابة أهدافا معينة و محددة ،إذ تتكون من مجموعة من األسس و الدعائم ،يجب على
3
الباحث احترامها و االلتزام بها أثناء هذه المرحلة ،كما تتطلب استخدام بعض العالمات أو الرموز.
لذلك سيتم التركيز على أهداف الكتابة (فرع أول) ،و مقوماتها (فرع ثان) ،و استخدام العالمات الترقيمية
فيها (فرع ثالث).
إن الهدف األساسي و الجوهري من عملية الكتابة باختصار هو إعالم القارئ بطريقة علمية منهجية
ودقيقة بمجهودات و قدرات الباحث العلمية و المعرفية و اللغوية ،و كيفيات و أسلوب و منهج إعداده
4
للبحث ،و بصفة خاصة إعالن النتائج العلمية التي توصل إليها من خالله.
25
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
حيث ينبغي أن تكون أفكار الباحث المكتوبة و آراؤه أو مواقفه مدعمة باألسانيد و الحجج المنطقية ،وذلك
بصورة منهجية و دقيقة و واضحة تعكس و تبرز شخصية الباحث و إبداعه العلمي الجديد في الموضوع
1
محل الدراسة بما يكشف و يعبر حقيقة عن مستواه العلمي.
المنتظر من كل بحث و تحديدا إذا كان أطروحة دكتوراه أن ينتهي إلى صياغة نظرية علمية أو قانون
علمي جديدين أو تحيين و تطوير النظريات و القوانين العلمية الموجودة ،و تكييفها وفق المستجدات
الراهنة و ذلك عن طريق المالحظة العلمية و وضع الفرضيات المختلفة ،و دراستها و تحليلها و تقييمها
وصوال إلى هذا الهدف.
تتمثل مقومات كتابة البحث العلمي في ضرورة اتباع األسس اآلتية :
و هذا مقوم جوهري و حيوي في كتابة البحث ،حيث يسير الباحث و يتنقل في جزئيات بحثه وفق أدوات
علمية منهجية في ترتيب و تحليل و تفسير و تركيب األفكار و الحقائق ،حتى يصل إلى النتائج العلمية
2
لبحثه بطريقة مضمونة.
إذ يؤدي تطبيق المنهج أو المناهج المناسبة بدقة و صرامة إلى إضفاء الوضوح و الدقة العلمية
والموضوعية على عملية صياغة و تحرير البحث ،و يوفر ضمانات السير المتناسق و المنظم لها
3
بضمان دوران البحث في المنهج أو المناهج المحددة له و عدم خروجه عنها.
صالح الدين شروخ " :الوجيز في المنهجية القانونية التطبيقية " مرجع سابق ،ص.122 1
26
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
األسلوب في كتابة البحث العلمي يتضمن العديد من العناصر و الخصائص التي تجعله أسلوبا علميا
ومنهجيا ،أهمها:
1
تدعيم األفكار بأقوى األدلة المناسبة تعميقا للدراسة و ابتعادا بها عن السطحية.
قوة و جودة الربط في عملية االنتقال من كلمة إلى أخرى و من فقرة إلى أخرى و من جزء إلى
2
آخر.
و يسميه البعض بالتهميش أو اإلحالة ،و المقصود بهذه المصطلحات كلها إسناد أو إلحاق المعلومات
المقتبسة بأصحابها مع اإلشارة إلى الوثائق التي أخذت منها تلك المعلومات ،حيث يعد إيراد التوثيق في
البحث إثباتا لحق المؤلف و حماية لجهده الفكري من جهة ،و أمانة علمية تحسب للباحث من جهة
3
أخرى ،ناهيك عن كونه داللة على دقة البحث و أصالته و جودته.
و توجد مجموعة من الضوابط على الباحث التقيد بها في هذا الصدد و هي:
حسن شحاتة " :البحوث العلمية و التربوية بين النظرية و التطبيق " مكتبة الدار العربية للكتاب -القاهرة ،7001 3
ص.71
27
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
أن يكون االقتباس من المصدر أو المرجع األصلي ،حيث ال يجوز االقتباس من االقتباس ،فقد ال
يكون االقتباس األول قد نقل من األصل بطريقة دقيقة أو أمينة ،و إذا تعذر على الباحث الرجوع
إلى المصدر أو المرجع األصلي محل االقتباس األول ،وجب عليه اإلشارة إلى ذلك درء عنه
للمسؤولية.
الدقة و الفطنة في فهم القواعد و األحكام و الفرضيات العلمية و آراء الغير المراد اقتباسها.
عدم التسليم و االعتقاد بأن األحكام و اآلراء المراد اقتباسها هي حجج و مسلمات مطلقة ،بل
1
يجب اعتبارها دائما مجرد افتراضات قابلة للتحليل و المناقشة و النقد.
الجدية و الموضوعية في اختيار ما يقتبس منه و ما ال يقتبس منه ،بانتقاء العينات التي لها
عالقة وطيدة بالموضوع.
حسن االنسجام و التوافق بين المقتبس و بين ما يتصل به ،و تحاشي التنافر و التعارض و عدم
االنسجام بين العينات المقتبسة و سياق الموضوع.
عدم المبالغة و التطويل في االقتباس ،و الحد األقصى المتفق عليه هو عدم تجاوز االقتباس
2
الحرفي المباشر الستة أسطر.
عدم ضياع شخصية الباحث العلمية بين ثنايا االقتباسات ،بل ال بد من تأكيد و إثبات شخصيته
أثناء عملية االقتباس عن طريق دقة و حسن االقتباس ،مع التحليل و التعليق و النقد و التقييم
3
للعينات المقتبسة.
منهجية البحث العلمي و تقنياته في العلوم االجتماعية :كتاب جماعي ،مرجع سابق ،ص ص.116-17 3
28
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
و تتجلى في عدم نسبة الباحث أفكار الغير و آرائهم إلى نفسه ،بل في االقتباس يتم إسناد كل رأي أو
فكرة أو معلومة إلى صاحبها األصلي و بيان مكان وجودها بدقة و عناية في المصادر و المراجع
المعتمدة بواسطة التهميش.
و على الباحث في هذا السياق التقيد بأخالقيات و قواعد األمانة العلمية و هي:
1
الدقة الكاملة و العناية القصوى في فهم أفكار اآلخرين و نقلها.
االحترام الكامل و االلتزام التام بقواعد اإلسناد و االقتباس على النحو المبين سلفا.
2
االعتداد بالشخصية و احترام الذات و المكانة العلمية للباحث من طرف الباحث نفسه.
يتجلى ذلك من خالل إبراز آرائه الخاصة و أحكامه الشخصية على الوقائع و األحداث و عدم االعتماد
الكلي على آراء غيره من الباحثين و نقلها دون تمحيص أو دراسة ،كما يتضح من خالل تعليقاته
3
وتحليالته األصلية ،مما يضفي على عمله نوعا من التميز و الخصوصية و األصالة.
إن المطلوب دائما من الباحث العلمي هو إنتاج و تقديم الجديد في الحقائق و النتائج العلمية المبنية على
4
أدلة و أسس علمية حقيقية ،و ذلك في صورة فرضيات و نظريات و قوانين علمية.
و تتحقق عملية التجديد و االبتكار في البحث العلمي عن طريق عناصر عدة منها:
29
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
إرساء معلومات و حقائق جديدة لم تكن موجودة من قبل ،و تحليلها وتركيبها و تفسيرها وإعالمها
في صورة فرضية أو نظرية علميتين أو في صورة قانون علمي.
تحيين و تطوير معلومات و حقائق علمية في الموضوع محل الدراسة والبحث ،تضاف إلى
المعلومات و الحقائق القديمة المتعلقة بذات الموضوع.
اكتشاف أدلة و فرضيات و نظريات أو قوانين علمية جديدة باإلضافة إلى القديمة.
إعادة ترتيب و تنظيم و صياغة الموضوع محل الدراسة و البحث ترتيبا و صياغة جديدين
يعطيان له قوة و توضيحا و عصرنة.
لكل لغة عالماتها و رموزها و قواعد تراعى في كتابتها ،و في اللغة العربية على غرار لغات أخرى توجد
العالمات الترقيمية التي تستعمل في كل أساليب الكتابة علمية كانت أم أدبية .هذا ما يقتضي منا تعريفها
(أوال) ،و تحديد أنواعها مع تبرير حاالت استخدامها (ثانيا).
العالمات الترقيمية أو عالمات الترقيم هي رموز اصطالحية متعارف عليها في اللغة العربية و كثير من
اللغات األخرى ،وظيفتها المساعدة في ضبط العبارات و الجمل و الفقرات و تيسير إدراك معناها و فهم
1
المقصود منها ،و ترجمة ما يعتري الباحث من مشاعر و انفعاالت و نقلها إلى القارئ.
اللغة العربية حافلة و غنية بعالمات الترقيم التي يتعين على الباحث معرفتها و معرفة حاالت و ضوابط
استخدامها في كتابة البحث ،و فيما يلي عرض لهذه العالمات و مواضع استخدامها.
/1النقطة (:).
رفيقة بن لباد " :عالمات الوقف و الترقيم في اللغة العربية و استخدامها في البحث العلمي " مجلة علوم اللغة العربية 1
30
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
1
من الخطأ الشائع وضعها بعد العنوان ،سواء كان رئيسيا أو فرعيا.
2
و عموما عند كل شرح أو تفسير.
عند الحذف من كالم مقتبس حرفيا ال يتجاوز السطر ،حيث توضع هنا ثالث نقاط فقط (.)...
عند الحذف من كالم مقتبس حرفيا يتجاوز السطر ،حيث توضع هنا أكثر من ثالث نقاط داللة
على طول الكالم المقتبس (.)....
الواحدة خير النساء " :التحليل التقابلي بين اللغة اإلندونيسية و اللغة العربية على مستوى عالمات الترقيم و أحرف 1
الزيادة في الفعل و االستفادة منه في تعليم مهارات الكتابة لدى طالب الصف العاشر بالمدرسة الثانوية الحكومية
رسالة لنيل الشهادة الجامعية األولى ( ،)SPDكلية التربية ،جامعة سونن أمبيل اإلسالمية الحكومية- باسوروان"
سورابايا -إندونيسيا ،7070ص.76
رفيقة لباد ،مرجع سابق ،ص.222 2
31
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
عند إيراد األمثلة الكثيرة ،داللة على وجود المزيد منها لم يذكر ،و يكتفى هنا بثالث نقاط فقط
1
(.)...
/4الفاصلة:
و هي نوعان :الفاصلة العادية ( ،)،و الفاصلة المنقوطة (؛) ،و كالهما من عالمات الوقف.
عند وصل الجمل القصيرة بعضها ببعض (بين الكالم و الكالم داللة على استم ارريته).
عند تعداد أنواع أو أقسام الشيء ،للفصل بين كل نوع و آخر ،أو كل قسم و آخر.
2
بعد لفظ المنادى.
مع أنه يندر استعمالها في اللغة العربية مخافة كثرة الرموز المنقوطة إلى جانب الحروف المنقوطة
والتباس األمر بعد ذلك ،و لكنها تستعمل عموما في الحاالت اآلتية:
عند االتصال الوثيق بين جملتين بحيث تكون األولى سببا للثانية ،في الوقت الذي يمكن استبدالها
بحروف العطف مثل (الواو) و (لكن).
دليل كتابة الرسائل الجامعية في جامعة الشارقة ،ط ،2كلية الدراسات العليا و البحث العلمي ،جامعة الشارقة- 2
32
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
1
توضع في الهامش بين المصادر أو المراجع التي تناولت فكرة واحدة في المتن.
/5الشرطة أو الوصلة:
لالختزال بين رقمين داللة على أنهما يشمالن ما بينهما من أرقام محذوفة ( ،)2-6و خاصة في
الهامش عند اإلشارة إلى صفحات االقتباس.
2
في الحوار بين اثنين تجنبا لتكرار اسميهما.
و لها استعمال وحيد عند الداللة على عالقة التناسب بين ما قبل الشرطة و ما بعدها ،خاصة في المعية
3
و المفاضلة على نحو (و /أو).
4
و لها بدورها استعمال وحيد ،حيث توضع حول الجمل االعتراضية.
دليل كتابة الرسائل الجامعية في جامعة الشارقة ،مرجع سابق ،ص.10 3
33
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
/6القوسان ( ( ) ):
يوضعان أحيانا حول األرقام في المتن و الهامش للربط بينهما و الداللة على المرجع المعتمد.
يوضعان حول عالمة استفهام بعد خبر أو كلمة أو سنة داللة على الشك.
1
يوضعان حول األسماء األجنبية الواردة في سياق النص على أن تكون بأحرفها األجنبية.
عند كتابة المراجع و تهميشها ،حيث توضع حول عناوينها لتوضيحها و إظهارها ،خاصة في
2
الكتب والمقاالت.
و يسميان بعالمة الحصر ،حيث يخصصهما الباحث للتعليقات و اإليضاحات المتعلقة بالنصوص
المقتبسة ،فتوضع تلك التعليقات و اإليضاحات بينهما (بين المعتكفتين).
دليل كتابة الرسائل الجامعية في جامعة الشارقة ،مرجع سابق ،ص.10 2
34
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
1
بين القوسين للداللة على الشك في رقم أو كلمة.
و هي بدورها من عالمات االنفعال ،و تستعمل بذلك للتعبير عن االنفعاالت النفسية إزاء األشياء غير
المتوقعة أو المستهجنة ،و المثيرة أو المستحسنة ،حيث توضع:
في نهاية الجملة التعجبية للداللة على التعجب ،أو حتى على الفرح و الحزن.
2
بعد الجمل المبتدئة ب (ما) التعجبية.
35
محاضرات الدكتور خوالدية فؤاد في منهجية العلوم القانونية لطلبة السنة الثانية ليسانس
36