You are on page 1of 24

‫االلتزام بالضامن يف العقد الوارد عىل نظام معلومايت‬

‫املغريب واملقارن‬ ‫القانون‬ ‫وفق‬


‫ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﻀﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻡ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻲ ﻭﻓﻖ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ‬
‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬

‫أمحد الدراري‬
‫ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫أستاذ باحث بكلية احلقوق‬
‫جامعة ابن زهر بأكادير‬ ‫ﺯﻛﺮﻳﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﻱ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺪﺭﺍﺭﻱ‪ ،‬ﺃﺣﻤﺪ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫املعلوماتية بأن يضمن للعميل االنتفاع بالربنامج انتفاعا هادئا مستقرا غري‬
‫(((‬
‫ﺱ‪ ,6‬ﻉ‪11‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬املعلومايت يف عقد‬
‫يلتزم املورد‬
‫منقوص‪ ،‬وال يتحقق هذا الضامن إال إذا ضمن املورد للعميل أمورا ثالثة هي‪ :‬التعرض الصادر منه شخصيا‬
‫(((‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫أو من غريه‪ ،‬وهذا هو االلتزام بضامن التعرض وتعويض العميل عن هذا التعرض إذا استحق الربنامج من‬
‫ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪ :‬بضامن ‪2015‬‬
‫االستحقاق(((‪ ،‬ويلتزم البائع أخريا بضامن خلو الربنامج من العيوب التي تنقص‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‬
‫وهذا هو االلتزام‬ ‫يده‪،‬‬
‫االلتزام بضامن العيوب اخلفية‪.‬‬
‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬أو نفعه‪ ،‬وهذا هو ﺭﺑﻴﻊ‬‫من قيمته‬
‫اخلفية يف املجال املعلومايت عدة إشكاالت‪ ،‬لعل أمهها مدى تطابق رشوط‬
‫العيوب ‪49 -‬‬
‫‪70‬‬ ‫أحكام ضامن‬ ‫وتثري‬
‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫للربنامج املعلومايت من جهة‪ ،‬وكذلك مسألة التمييز بني العيب اخلفي وعدم‬
‫‪805231‬‬ ‫اخلفي مع الطبيعة اخلاصة‬
‫العيب ‪:MD‬‬
‫ﺭﻗﻢ‬
‫املطابقة من جهة أخرى‪.‬‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫‪Arabic‬العيوب اخلفية‬
‫املطلب األول‪ :‬االلتزام بضامن‬
‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬
‫‪ IslamicInfo‬العيوب اخلفية يف نطاق عقد البيع عىل عقد املعلوماتية(((‪ ،‬وقد‬
‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪ :‬تطبيق أحكام ضامن‬
‫يؤيد أغلب الفقه‬
‫ﻗﻮﺍﻋﺪ‬
‫ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ‪ ،‬ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ‪ ،‬ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﺒﻴﻊ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫(‪ )1‬إن انتشار األنظمة املعلوماتية وسعي املؤسسات سواء كانت عامة أو خاصة إىل استخدامها‪ ،‬أن أصبحت هذه األنظمة حمال ترد‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‬
‫عليه العقود ويطلق عليها عقود املعلوماتية‪.‬‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/805231‬احلقوق‪ ،‬جامعة عني‬
‫خالد محدي عبد الرمحان‪ :‬احلامية القانونية للكيانات املنطقية‪ ،‬برامج املعلومات‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫شمس‪ ،1992 ،‬ص‪22 :‬‬
‫وعقد املعلوماتية هو العقد املؤدي إىل العملية املعلوماتية‪ ،‬وهو الذي يسعى من خالله العميل إىل احلصول عىل نظام للمعاجلة‬
‫اآللية للبيانات بام يتضمنه من أجهزة أو معدات والربامج الالزمة لذلك‪ ،‬أي ما يشمله هذا النظام من مكونات مادية وغري مادية‪.‬‬
‫(‪ )2‬لقد نظم املرشع املغريب أحكام الضامن يف عقد املقاولة بشكل خمترص‪ ،‬إذ اكتفى بمقتىض الفصل ‪ 767‬من ق ل ع باإلحالة عىل‬
‫الفصول ‪ 549‬و‪ 553‬و‪ 556‬من نفس القانون املتعلقة بأحكام الضامن يف عقد البيع باستثناء الضامن العرشي اخلاص بمهنديس‬
‫ومقاويل البناء‪.‬‬
‫كام أن الفقه جيمع عىل تطبيق األحكام املتعلقة بعقد البيع عىل عقد املقاولة‪.‬‬
‫‪- Bitan H: Droit des contrats informatiques et pratique expertale, Wolters kluwer, France, 2007, p: 172‬‬
‫‪ PUAM,‬ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫‪(3) Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du logiciel,‬‬ ‫ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪1996,.‬‬
‫© ‪p: 189 2023‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ‬
‫‪- Bohoussou D-L: L’obligation de garantie Dans les contrats relatifs a l’informatique, Thèse,‬‬
‫ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ‬
‫ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪Montepellier, 1993 p: 65 .‬‬
‫‪(4) Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques, Dalloz, 4 éd, 1avril 2006, p: 116‬‬
‫‪- Bitan H: Droit des contrats informatiques et pratique expertale, op cit, p: 172‬‬

‫‪49‬‬
‫االلتزام بالضامن يف العقد الوارد عىل نظام معلومايت‬
‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ‬
‫وفق القانون املغريب واملقارن‬ ‫ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪:‬‬
‫أمحد الدراري‬
‫أستاذ باحث بكلية احلقوق‬ ‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪APA‬‬
‫ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻲ‬
‫ﻧﻈﺎﻡزهر بأكادير‬ ‫ﺍﻟﺪﺭﺍﺭﻱ‪ ،‬ﺃﺣﻤﺪ‪ .(2015) .‬ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﻀﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﻋﻠﻰ‬
‫جامعة ابن‬
‫ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ‪.‬ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬ﺱ‪ ,6‬ﻉ‪، 49 - 70. 11‬‬
‫ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ ‪805231/Record/com.mandumah.search//:http‬‬
‫املورد املعلومايت يف عقد املعلوماتية((( بأن يضمن للعميل االنتفاع بالربنامج انتفاعا هادئا مستقرا غري‬
‫يلتزم‪MLA‬‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ‬
‫شخصيا‬‫ﻭﻓﻖ‬‫ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻲمنه‬
‫التعرض الصادر‬‫هي‪:‬ﻧﻈﺎﻡ‬
‫ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﺭﺩثالثة‬
‫ﺍﻟﻌﻘﺪأمورا‬
‫ﻓﻲللعميل‬
‫ﺑﺎﻟﻀﻤﺎﻥاملورد‬
‫"ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡإذا ضمن‬
‫الضامن إال‬
‫(((‬
‫يتحقق هذا‬
‫ﺃﺣﻤﺪ‪.‬‬ ‫منقوص‪ ،‬وال‬
‫ﺍﻟﺪﺭﺍﺭﻱ‪،‬‬
‫الربنامج من‬
‫‪.70 - 49‬‬‫استحق‬ ‫التعرض إذا‬
‫)‪:(2015‬‬ ‫هذا ﻉ‪11‬‬ ‫ﺱ‪,6‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺪﻧﻲعن‬
‫ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ العميل‬
‫ﻣﺠﻠﺔوتعويض‬‫التعرض‬ ‫االلتزام بضامن‬
‫ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ‪".‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‬‫وهذا هو‬ ‫أو من غريه‪،‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‬
‫‪805231/Record/com.mandumah.search//:http‬‬ ‫ﻣﻦ‬ ‫ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ‬
‫يده‪ ،‬وهذا هو االلتزام بضامن االستحقاق ‪ ،‬ويلتزم البائع أخريا بضامن خلو الربنامج من العيوب التي تنقص‬
‫(((‬

‫من قيمته أو نفعه‪ ،‬وهذا هو االلتزام بضامن العيوب اخلفية‪.‬‬


‫وتثري أحكام ضامن العيوب اخلفية يف املجال املعلومايت عدة إشكاالت‪ ،‬لعل أمهها مدى تطابق رشوط‬
‫العيب اخلفي مع الطبيعة اخلاصة للربنامج املعلومايت من جهة‪ ،‬وكذلك مسألة التمييز بني العيب اخلفي وعدم‬
‫املطابقة من جهة أخرى‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬االلتزام بضامن العيوب اخلفية‬
‫يؤيد أغلب الفقه تطبيق أحكام ضامن العيوب اخلفية يف نطاق عقد البيع عىل عقد املعلوماتية(((‪ ،‬وقد‬

‫(‪ )1‬إن انتشار األنظمة املعلوماتية وسعي املؤسسات سواء كانت عامة أو خاصة إىل استخدامها‪ ،‬أن أصبحت هذه األنظمة حمال ترد‬
‫عليه العقود ويطلق عليها عقود املعلوماتية‪.‬‬
‫خالد محدي عبد الرمحان‪ :‬احلامية القانونية للكيانات املنطقية‪ ،‬برامج املعلومات‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة عني‬
‫شمس‪ ،1992 ،‬ص‪22 :‬‬
‫وعقد املعلوماتية هو العقد املؤدي إىل العملية املعلوماتية‪ ،‬وهو الذي يسعى من خالله العميل إىل احلصول عىل نظام للمعاجلة‬
‫اآللية للبيانات بام يتضمنه من أجهزة أو معدات والربامج الالزمة لذلك‪ ،‬أي ما يشمله هذا النظام من مكونات مادية وغري مادية‪.‬‬
‫(‪ )2‬لقد نظم املرشع املغريب أحكام الضامن يف عقد املقاولة بشكل خمترص‪ ،‬إذ اكتفى بمقتىض الفصل ‪ 767‬من ق ل ع باإلحالة عىل‬
‫الفصول ‪ 549‬و‪ 553‬و‪ 556‬من نفس القانون املتعلقة بأحكام الضامن يف عقد البيع باستثناء الضامن العرشي اخلاص بمهنديس‬
‫ومقاويل البناء‪.‬‬
‫كام أن الفقه جيمع عىل تطبيق األحكام املتعلقة بعقد البيع عىل عقد املقاولة‪.‬‬
‫‪- Bitan H: Droit des contrats informatiques et pratique expertale, Wolters kluwer, France, 2007, p: 172‬‬
‫‪ PUAM,‬ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫‪(3) Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du logiciel,‬‬ ‫ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪1996,.‬‬
‫© ‪p: 189 2023‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ‬
‫‪- Bohoussou D-L: L’obligation de garantie Dans les contrats relatifs a l’informatique, Thèse,‬‬
‫ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ‬
‫ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪Montepellier, 1993 p: 65 .‬‬
‫‪(4) Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques, Dalloz, 4 éd, 1avril 2006, p: 116‬‬
‫‪- Bitan H: Droit des contrats informatiques et pratique expertale, op cit, p: 172‬‬

‫‪49‬‬
‫االلتزام بالضامن يف العقد الوارد عىل نظام معلومايت‬
‫وفق القانون املغريب واملقارن‬
‫أمحد الدراري‬
‫أستاذ باحث بكلية احلقوق‬
‫جامعة ابن زهر بأكادير‬

‫يلتزم املورد املعلومايت يف عقد املعلوماتية((( بأن يضمن للعميل االنتفاع بالربنامج انتفاعا هادئا مستقرا غري‬
‫منقوص‪ ،‬وال يتحقق هذا الضامن((( إال إذا ضمن املورد للعميل أمورا ثالثة هي‪ :‬التعرض الصادر منه شخصيا‬
‫أو من غريه‪ ،‬وهذا هو االلتزام بضامن التعرض وتعويض العميل عن هذا التعرض إذا استحق الربنامج من‬
‫يده‪ ،‬وهذا هو االلتزام بضامن االستحقاق(((‪ ،‬ويلتزم البائع أخريا بضامن خلو الربنامج من العيوب التي تنقص‬
‫من قيمته أو نفعه‪ ،‬وهذا هو االلتزام بضامن العيوب اخلفية‪.‬‬
‫وتثري أحكام ضامن العيوب اخلفية يف املجال املعلومايت عدة إشكاالت‪ ،‬لعل أمهها مدى تطابق رشوط‬
‫العيب اخلفي مع الطبيعة اخلاصة للربنامج املعلومايت من جهة‪ ،‬وكذلك مسألة التمييز بني العيب اخلفي وعدم‬
‫املطابقة من جهة أخرى‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬االلتزام بضامن العيوب اخلفية‬
‫يؤيد أغلب الفقه تطبيق أحكام ضامن العيوب اخلفية يف نطاق عقد البيع عىل عقد املعلوماتية(((‪ ،‬وقد‬

‫(‪ )1‬إن انتشار األنظمة املعلوماتية وسعي املؤسسات سواء كانت عامة أو خاصة إىل استخدامها‪ ،‬أن أصبحت هذه األنظمة حمال ترد‬
‫عليه العقود ويطلق عليها عقود املعلوماتية‪.‬‬
‫خالد محدي عبد الرمحان‪ :‬احلامية القانونية للكيانات املنطقية‪ ،‬برامج املعلومات‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة عني‬
‫شمس‪ ،1992 ،‬ص‪22 :‬‬
‫وعقد املعلوماتية هو العقد املؤدي إىل العملية املعلوماتية‪ ،‬وهو الذي يسعى من خالله العميل إىل احلصول عىل نظام للمعاجلة‬
‫اآللية للبيانات بام يتضمنه من أجهزة أو معدات والربامج الالزمة لذلك‪ ،‬أي ما يشمله هذا النظام من مكونات مادية وغري مادية‪.‬‬
‫(‪ )2‬لقد نظم املرشع املغريب أحكام الضامن يف عقد املقاولة بشكل خمترص‪ ،‬إذ اكتفى بمقتىض الفصل ‪ 767‬من ق ل ع باإلحالة عىل‬
‫الفصول ‪ 549‬و‪ 553‬و‪ 556‬من نفس القانون املتعلقة بأحكام الضامن يف عقد البيع باستثناء الضامن العرشي اخلاص بمهنديس‬
‫ومقاويل البناء‪.‬‬
‫كام أن الفقه جيمع عىل تطبيق األحكام املتعلقة بعقد البيع عىل عقد املقاولة‪.‬‬
‫‪- Bitan H: Droit des contrats informatiques et pratique expertale, Wolters kluwer, France, 2007, p: 172‬‬
‫‪(3) Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du logiciel, PUAM, 1996, p: 189‬‬
‫‪- Bohoussou D-L: L’obligation de garantie Dans les contrats relatifs a l’informatique, Thèse,‬‬
‫‪Montepellier, 1993 p: 65‬‬
‫‪(4) Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques, Dalloz, 4 éd, 1avril 2006, p: 116‬‬
‫‪- Bitan H: Droit des contrats informatiques et pratique expertale, op cit, p: 172‬‬

‫‪49‬‬
‫مجلة القضاء المدني ‪ -‬العدد ‪� - 11‬شتاء‪/‬ربيع ‪2015‬‬

‫نظم املرشع املغريب((( عىل غرار نظريه الفرنيس((( واملرصي((( العيب املوجب للضامن‪ ،‬وحدد الرشوط الواجب‬
‫توافرها فيه حتى يكون موجبا للضامن(((‪.‬‬

‫(‪ )5‬تنص الفقرة األوىل من الفصل ‪ 549‬من قانون االلتزامات والعقود عىل ما ييل‪« :‬يضمن البائع عيوب اليشء التي تنقص من قيمته‬
‫نقصا حمسوسا‪ ،‬أو التي جتعله غري صالح الستعامله فيام أعد له بحسب طبيعته أو بمقتىض العقد‪ .‬أما العيوب التي تنقص نقصا‬
‫يسريا من القيمة أو االنتفاع‪ ،‬والعيوب التي جرى العرف عىل التسامح فيها‪ ،‬فال ختول الضامن»‪.‬‬
‫‪6 - L’article 1641 du code civil français dispose que:‬‬
‫‪«le vendeur est tenu de la garantie des défauts cachés de la chose vendue qui la rendent impropre‬‬
‫‪à l’usage auquel on la destine, ou qui diminuent tellement cet usage que l’acheteur ne l’aurait pas‬‬
‫»‪acquise, ou n’en aurait donné qu’un moindre prix s’il les avait connus‬‬
‫(‪ )7‬تنص املادة ‪ 447‬من التقنني املدين املرصي عىل ما ييل‪« :‬يكون البائع ملزما بالضامن إذا مل يتوفر يف املبيع وقت التسليم الصفات التي‬
‫كفل للمشرتي وجودها فيه أو إذا كان باملبيع عيب ينقص من قيمته أو نفعه بحسب الغاية املقصودة مستفادة مما هو مبني يف العقد‬
‫أو مما هو ظاهر من طبيعة اليشء أو الغرض الذي أعد له‪ ،‬ويضمن البائع هذا العيب ولو مل يكن عاملا بوجوده‪ .‬ومع ذلك ال يضمن‬
‫البائع العيوب التي كان املشرتي يعرفها وقت البيع وكان يستطيع أن يتبينها بنفسه لو أنه فحص املبيع بعناية الرجل العادي‪ ،‬إال إذا‬
‫أثبت املشرتي أن البائع قد أكد له خلو املبيع من هذا العيب أو أثبت املشرتي أن البائع تعمد إخفاء العيب غشا منه»‪.‬‬
‫(‪ )8‬جتدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أن نقاشا طرح عىل مستوى الفقه يتعلق بام إذا كان العيب اخلفي ينطبق عىل الربنامج املعلومايت‬
‫باعتباره شيئا غري مادي أم ال‪.‬‬
‫فقد تساءل بعض الفقه الفرنيس حول ما إذا كان يمكن اعتبار إرادة املرشع قد اجتهت إىل عدم انطباق العيب اخلفي عىل‬
‫االبتكارات غري املادية بخالف االبتكارات املادية من جهة أوىل‪ ،‬ومن جهة ثانية فاملادة‪ 8-132L‬من مدونة امللكية الفكرية التي‬
‫تنص عىل أن املؤلف يضمن للنارش االنتفاع اهلادئ باملصنف أشارت فقط إىل اإللتزام بضامن االستحقاق دون اإللتزام بضامن‬
‫العيوب التي تنقص من قيمة اليشء أو نفعه أو جتعله غري صالح لالستعامل املعد له‪.‬‬
‫‪- Viricel A: Le droit des contrats de l’informatique, éditions du moniteur, paris 1984, p: 158‬‬
‫ويرى بعض الفقه أنه ينبغي عىل الطرفني التنصيص عىل الرشوط التي حتدد العيوب التي يضمنها املورد املعلومايت‪.‬‬
‫‪- Linant de Bellefonds X, Holande A: Les contrats informatiques et télématiques, Delmas1992, p: 122‬‬
‫كام يرى فقه آخر أن النصوص املتعلقة بضامن العيوب اخلفية يف القانون املدين الفرنيس‪ ،‬وردت يف إطار عقد البيع والكراء‬
‫الواردين عىل أشياء مادية‪ ،‬واحلال أن العقد الوارد عىل الربنامج النوعي يعترب من قبيل عقد املقاولة من ناحية أوىل‪ ،‬ومن ناحية‬
‫ثانية يرد عىل شيئ غري مادي‪.‬‬
‫‪- Lucas A: Le droit de l’informatique, PUF,1987 , p: 442‬‬
‫وبالرغم من ذلك فقد ذهب أغلب الفقه إىل أن عقد املعلوماتية باعتباره عقد مقاولة خيضع لألحكام الواردة بخصوص العيوب‬
‫اخلفية برصف النظر عن طبيعة الربنامج غري املادية‪ ،‬إذ ينبغي األخذ بعني االعتبار النتيجة املنتظرة من طرف العميل‪.‬‬
‫‪- Bitan H: Droit des contrats informatiques et pratique expertale, op cit, p: 177‬‬
‫‪- Bohoussou D-L: Thèse précitée, p: 35‬‬
‫ويف هذا الصدد يقول بعض الفقه بخصوص هذه املسألة ما ييل‪:‬‬
‫‪«Une telle solution s’explique par le fait que le logiciel, en vue de l’application de la théorie des vices,‬‬
‫‪n’est pas analysé comme une œuvre littéraire ou en tout cas comme une création qui ressortit du droit‬‬
‫‪d’auteur, mais comme une création essentiellement utilitaire, les auteurs et la jurisprudence, et c’est le‬‬
‫‪second point, présument quelque fois sans le savoir la volonté des parties. Et c’est de cette présomption‬‬
‫‪de volonté que l’on décide que le créateur ou le titulaire des droits est tenu d’une obligation de garantie‬‬
‫‪pour les vices du logiciel. Il en résulte que c’est principalement en considération du but que s’est fixé‬‬
‫‪le cocontractant en faisant acquisition d’un programme d’ordinateur et non de la nature juridique de ce‬‬
‫»‪dernier que l’on parle de garantie des vices‬‬
‫‪- Bohoussou D-L: Thèse précitée, p: 35‬‬
‫كام أن القضاء بدوره أكد عىل أن املورد املعلومايت يتحمل باإللتزام بضامن العيوب اخلفية التي تشوب الربنامج الذي يصممه‪،‬‬
‫بحيث ال تقف طبيعة الربنامج غري املادية حائال أمام تطبيق أحكام ضامن العيوب اخلفية عليه‪ ،‬فقد جاء يف قرار ملحكمة‬

‫‪50‬‬
‫االلتزام بال�ضمان فـي العقد الوارد على نظام معلوماتي وفق القانون املغربي واملقارن‬

.‫ويلزم لضامن العيب أن يكون خفيا ومؤثرا وقديام‬


‫ خفاء العيب‬:‫الفقرة األوىل‬
‫((عىل أن البائع ال يضمن العيب الظاهر الذي كان يف وسع املشرتي أن يعلم به‬1(‫لقد استقر الفقه((( والقضاء‬
.‫ ذلك أن من يقدم عىل رشاء يشء دون أن يفحصه ليتبني ما به من عيوب يعترب خمطئا يف حقه نفسه‬،‫وقت البيع‬
‫ ألن إبرامه‬،‫ويلزم فضال عن ذلك أال يكون املشرتي قد علم بالعيب حتى ولو كان خفيا وقت البيع أو قبله‬
.((1(‫للعقد عىل هذا النحو يعد قبوال منه للمبيع بعيوبه‬
‫ أال يكون العيب ظاهرا‬:‫وعىل هذا النحو هناك شقني لرشط خفاء العيب حتى يكون موجبا للضامن مها‬
.((1(‫وأال يكون معلوما للمشرتي‬
‫ويشرتط لكي يكون العيب خفيا أال يكون باستطاعة العميل أن يكتشفه لو فحص الربنامج بعناية‬

:‫اإلستئناف بباريس يؤكد تطبيق ضامن العيوب اخلفية عىل الربامج املعلوماتية ما ييل‬
«Le contrat liant deux grandes surfaces à un prestataire informatique pour la fourniture, l’installation et
la maintenance d’un système informatique de paiement doit être résolu, sur le fondement de la garantie
des vices cachés, en raison des graves et récurrentes dysfonctionnements ayant bloqué les systèmes de
caisse»
- C A Paris 22 février 2002 cité par Bitan H: Droit des contrats informatiques et pratique expertale, op
cit, p:178
:‫وجاء يف قرار آخر ملحكمة اإلستئناف بإيكس أون بروفانس هبذا اخلصوص ما ييل‬
«Un logiciel qui présente des problèmes de blocage, de direction du curseur, d’affichage des résultats
est impropre à son usage de sorte que le seul fondement possible de l’action de l’acquéreur du logiciel
est l’action en garantie des vices cachés»
- C A Aix en provence 27 mars 2002 cité par Bitan H: Droit des contrats informatiques et pratique
expertale, op cit, p: 178
:‫وجاء كذلك يف حكم للمحكمة التجارية بباريس بصدد هذا املوضوع ما ييل‬
«Les prestations qui concernent des interventions effectuées en exécution de contrats dont la résolution
est prononcée par la cour ne pouvaient qu’êtres inutiles en raison du vice fondamentale affectant les
systèmes fournis par la société ICL»
- Tri com paris 26 février 1990 cité par Bitan H: Droit des contrats informatiques et pratique expertale,
op cit, p: 176
(9) Bitan H: Droit des contrats informatiques et pratique expertale, op cit, p: 178
- Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques, op cit, p: 119
- Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du logiciel, op. cit, p: 199
38:‫ ص‬1985 ،‫ القاهرة‬،‫ دار النهضة العربية‬،‫ الضامن اإلتفاقي للعيوب اخلفية يف عقد البيع‬:‫ سعيد جرب‬-
(10) Cass civ 7 juin 1995, Dalloz, 1995, p: 188
- Cass civ 20 février 1996 cité par Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques, op cit,
P: 119
(11) C A Versailles 24 novembre 2000, JCP, pan jur, 2001, p: 397
(12) Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques, op cit, p: 119
‫ كلية احلقوق جامعة القاهرة‬،‫ رسالة دكتوراه‬،‫مشكالت املسؤولية املدنية يف مواجهة فريوس احلاسب‬:‫ عزة حممود أمحد خليل‬-
88:‫ ص‬،1994

51
‫مجلة القضاء المدني ‪ -‬العدد ‪� - 11‬شتاء‪/‬ربيع ‪2015‬‬

‫الشخص العادي(‪ ،((1‬ومفاد ذلك أن املعيار املستخدم يف هذه احلالة معيار موضوعي‪ .‬وبناء عىل ذلك يكون‬
‫العيب خفيا إذا مل يتبني للعميل عند فحص الربنامج وإنام يلزم الكتشافه اإلستعانة بخبري(‪.((1‬‬
‫ولكن األمر يدق بحسب خربة العميل ألن خربة املهني املحرتف ختتلف عن خربة املستهلك العادي أو‬
‫خربة املهني غري املحرتف يف املجال املعلومايت‪ ،‬حيث يكفي املستهلك العادي جمرد الفحص البسيط للقول‬
‫بعدم قدرته عىل اكتشاف العيب‪ ،‬بينام يلزم املهني املحرتف بأن يفحص الربنامج فحصا دقيقا بيقظة وتبرص‬
‫للقول بأن هناك عيبا خفيا مل يستطع اكتشافه رغم هذا الفحص(‪.((1‬‬
‫وجتدر اإلشارة يف هذا املقام أن القضاء الفرنيس يتشدد اجتاه العميل املهني املحرتف ويفرتض قرينة عىل‬
‫قدرته يف اكتشاف العيب(‪ ،((1‬متى حتقق له أن أي متخصص كان بمقدوره اكتشاف العيب وال تسقط هذه‬
‫القرينة إال يف حالة إثبات أن العيب ال يمكن اكتشافه بواسطة أي مهني آخر يف نفس درجة ختصصه ودرايته‬
‫بمجال عمله(‪ ،((1‬أو كان عدم اكتشاف العيب ناجتا عن تدليس املورد املعلومايت(‪.((1‬‬
‫وال يمكن مساءلة العميل عىل عدم استعانته بخبري يف املجال املعلومايت لفحص الربنامج‪ ،‬مادام أن القانون‬
‫مل يفرض عليه ذلك من أجل ضامن العيب اخلفي (‪.((1‬‬

‫‪(13) Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques, op cit, p: 119‬‬


‫وقد جاء يف حكم للمحكمة اإلبتدائية بالدارالبيضاء بتاريخ ‪ 1945/08/21‬بأن العيب اخلفي يف جمال عقد املقاولة هو ذلك‬
‫الذي ال يمكن الوقوف عليه من طرف الرجل العادي‪ ،‬وإنام يلزم الكتشافه اللجوء إىل ذوي االختصاص واملعرفة‪.‬‬
‫‪ -‬حكم املحكمة اإلبتدائية بالدارالبيضاء بتاريخ ‪ ،1945/08/21‬أشار إليه عبدالقادر العرعاري‪ :‬املسؤولية العقدية للمقاول‬
‫واملهندس املعامري باملغرب‪ ،‬أطروحة لنيل دكتوراه الدولة يف القانون اخلاص‪ ،‬جامعة حممد اخلامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واإلقتصادية واإلجتامعية‪ ،‬الرباط ‪ ،1991/1990‬ص‪222 :‬‬
‫‪- Bitan H: Droit des contrats informatiques et pratique expertale, op cit, p: 179‬‬
‫‪(14) Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du logiciel, op. cit, p: 199‬‬
‫‪(15) Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du logiciel,op. cit, p: 199‬‬
‫‪- Jobin P:La vente d’équipements informatique, mémoire de DES, faculté de Montpellier, 1970, p: 105‬‬
‫‪(16) Cass com 19 novembre 1983 cité par Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du‬‬
‫‪logiciel, op. cit, p: 199‬‬
‫‪- Tri com paris 26 mai 1986 cité Bitan H: Droit des contrats informatiques et pratique expertale, op cit,‬‬
‫‪p: 180‬‬
‫‪(17) CA paris 18 mars 1988 cité par Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du logiciel,‬‬
‫‪op. cit, p: 199‬‬
‫‪(18) Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du logiciel, op. cit, p: 199‬‬
‫‪- Tournafond O: Observations sous cass com 24 avril 1991, Dalloz, 1991, p: 169‬‬
‫‪(19) Cass civ 3 mai 1989, Dalloz, 1990, p: 117‬‬
‫‪- Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du logiciel, op. cit, p: 199‬‬
‫‪- Tournafond O: Observations sous cass civ 3 mai 1989, Dalloz, 1990, p: 117‬‬
‫يذهب بعض الفقه إىل أن طبيعة العيب اخلفي بالنسبة للعميل ترتبط بالتقنية عالية املستوى التي يتميز هبا الربنامج املعلومايت‬
‫النوعي‪ ،‬لذلك يدعو إىل رضورة االستعانة بخبري يف املجال املعلومايت من أجل فحص الربنامج والتأكد مما إذا كان مشوبا بعيب‬
‫أم ال‪.‬‬
‫‪- De Lamberterie I: Les techniques contractuelles suscitées par l’ informatique, Thèse parisII, 1977, p: 133‬‬
‫‪- Jobin P: Mémoire précité, p. 105‬‬
‫ويستند هذا الفقه يف موقفه إىل قرار قديم ملحكمة االستئناف ببوردو‪ ،‬قررت فيه هذه األخرية أن مشرتي العقار يلزمه االستعانة‬

‫‪52‬‬
‫االلتزام بال�ضمان فـي العقد الوارد على نظام معلوماتي وفق القانون املغربي واملقارن‬

‫ويف هذا اإلطار يساوي القضاء بني املهني غري املتخصص يف املجال املعلومايت مع أي مستهلك عادي يف‬
‫قدرته عىل اكتشاف العيب اخلفي‪ ،‬فعندما ال يدخل موضوع العقد يف جمال ختصصه فهو ينزل منزلة املستهلك‬
‫العادي من حيث عدم املعرفة والدراية بموضوع العقد(‪ .((2‬بينام ال يستطيع العميل أن يتمسك بضامن العيب‬
‫اخلفي متى ثبت أنه كان عىل علم به كأن يثبت املورد أنه أخربه به(‪ ،((2‬كام لن يكون بمقدوره التمسك هبذا‬
‫(‪((2‬‬
‫الضامن إذا اتضح أن العيب يسريا مما جيري العرف عىل التسامح بشأنه(‪ ،((2‬ومن املمكن إصالحه بسهولة‬
‫وكذلك الشأن بالنسبة للعيب املؤقت(‪ ،((2‬ألن هذا التمسك يتناىف مع حسن النية‪ ،‬ونظرا ألن هذه القواعد‬
‫ليست من النظام العام فيجوز االتفاق عىل تشديد الضامن املتعلق بالعيوب اخلفية‪ ،‬بحيث يضمن املورد‬
‫املعلومايت حتى تلك البسيطة(‪.((2‬‬
‫وجتدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أن الفحص املعتاد للربنامج املعلومايت يتعني أن يراعى فيه بعض األمور‬
‫التي استقر عليها العمل يف امليدان املعلومايت‪ ،‬منها أن يتأكد العميل من سالمة الدعامة املتبث عليها الربنامج‪،‬‬
‫وثانيها أن الربنامج مرفق بجميع الوثائق واملستندات ودليل التشغيل‪ ،‬وثالثها وجود شهادة الضامن التي‬
‫ترتاوح مدهتا بني ثالثة أشهر إىل سنة‪ ،‬ويضمن فيها املورد املعلومايت خلو الربنامج من األخطاء والعيوب‪،‬‬
‫ورابعها التأكد من أن الربنامج ينتمي إىل املورد وذلك بفحص العالمة املميزة له حتى يتأكد من أنه حصل عىل‬
‫الربنامج األصيل وليس برناجما مقلدا(‪.((2‬‬

‫بخبري لفحصه من أجل اكتشاف عيوبه مادام غري متخصص يف جمال البناء‪.‬‬
‫‪- CA Bordeaux 10 décembre 1928 cité par de Lamberterie I: Thèse précitée, p: 133‬‬
‫‪- CA Bordeaux 10 décembre 1928 cité par Jobin P: Mémoire précité, p: 105‬‬
‫لكن االستعانة بخبري من أجل اكتشاف العيب يطرح عدة تساؤالت تتمثل يف ما إذا كان العميل ملزم بام يتوصل إليه اخلبري‬
‫بشأن العيب اخلفي أم ال من جهة أوىل‪ ،‬ومن جهة ثانية إذا كان اخلبري يسء النية أو أخطأ يف تقديره‪ ،‬هل يفقد العميل احلق يف‬
‫الرجوع عىل املورد املعلومايت بدعوى ضامن العيوب اخلفية ‪.‬‬
‫نظرا هلذه اإلشكاالت رفض القضاء الفرنيس أن يفرض عىل العميل االستعانة بخبري وحتميله بالتزام مل ينص عليه املرشع‪.‬‬
‫‪- Cass civ 3 mai 1989, Dalloz, 1990, p: 117‬‬
‫‪- Tournafond O: Observations sous cass civ 3 mai 1989, Dalloz, 1990, p: 117‬‬
‫‪- Bitan H: Droit des contrats informatiques et pratique expertale, op cit, p: 179‬‬
‫‪(20) «Les juges d’appel ont estimé que le contrat conclu entre abonnement téléphonique et la société poi-‬‬
‫‪gnard échappait à la compétence professionnelle de celle-ci dont l’activité d’agent immobilier était‬‬
‫‪étrangère à la technique très spéciale des systèmes d’alarme et qui ; relativement au contenu du contrat‬‬
‫»‪en cause, était donc dans même état d’ignorance que n’importe quel autre consommateur‬‬
‫‪- Cass com 3 mai 1988, Dalloz, 1990, p: 61, Note Karila J-L‬‬
‫‪- Cass. com 28 avril 1987, Dalloz, 1987, p: 455, obs. Aubert J-L‬‬
‫‪(21) Cass civ 20 février 1996‬‬
‫‪- Cass civ 14 juin 1989 cités par Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques, op cit, p: 119‬‬
‫‪(22) C A Nîmes 18 décembre 1980, Dalloz, 1983, p: 23‬‬
‫‪(23) Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du logiciel, op. cit, p: 202‬‬
‫‪(24) Cass. civ 25 janvier 1989, Dalloz,1989 , p: 100‬‬
‫‪(25) Revel J: Clauses limitatives de garantie des vices cachés et clauses abusives dans les relations profes-‬‬
‫‪sionnelles, unité ou dualité ? Dalloz, 1998, p: 456‬‬
‫‪(26) Laloux D: Les virus informatique, Alleur, Belgique 1989, p: 21‬‬

‫‪53‬‬
‫مجلة القضاء المدني ‪ -‬العدد ‪� - 11‬شتاء‪/‬ربيع ‪2015‬‬

‫ومن قبيل ما يصيب الربنامج املعلومايت بعد تسليمه ما يعرف بالفريوسات(‪ ،((2‬فهل يمكن للعميل‬
‫اكتشاف الفريوس إذا فحص الربنامج فحصا معتادا؟‬
‫إن اإلجابة عن هذا التساؤل هي بالتأكيد ال‪ ،‬حيث ال يستطيع العميل أن يكتشف وجود الفريوس يف‬
‫الربنامج إذا فحصه بعناية الشخص العادي(‪ .((2‬والسبب يف ذلك يكمن يف طبيعة الربنامج املعلومايت ذاته‪،‬‬
‫فهذا األخري يكتب بلغة عالية املستوى وبعد كتابته هبذه اللغة يطلق عليه برنامج املصدر(‪ ،((2‬ولكي يعمل هذا‬
‫الربنامج عىل احلاسوب يتعني ترمجته إىل اللغة الوحيدة التي تفهمها مكوناته املادية وهي لغة اآللة‪ ،‬ويطلق عىل‬
‫الربنامج بعد حتويله إليها برنامج اهلدف‪ ،‬وهذا األخري ال يمكن لإلنسان فهمه أيا كان مستواه العلمي حتى ولو‬
‫كان خبريا يف املجال املعلومايت‪.‬‬
‫وقد جرى العمل يف عقود البيع الواردة عىل برامج سابقة اإلعداد أن يطرح للبيع برنامج اهلدف فقط‪ ،‬أما‬
‫برنامج املصدر فيحتفظ به املورد املعلومايت األمر الذي جيعل اكتشاف الفريوس يف الربنامج وقت البيع أمرا‬
‫مستحيال حتى عىل املشرتي اخلبري(‪ .((3‬أما يف احلاالت التي يكون فيها الربنامج حمال لعقد املقاولة وخاصة‬
‫عندما يتعلق بنظام معلومايت‪ ،‬فقد جرت العادة عىل إدراج رشط يف العقد يلتزم بمقتضاه املورد املعلومايت‬
‫بتسليم العميل برنامج املصدر مع برنامج اهلدف(‪.((3‬‬
‫والتساؤل املطروح اآلن‪ ،‬هل يستطيع العميل أن يكتشف الفريوس وقت تسلم الربنامج طاملا أنه يتسلم‬
‫معه برنامج املصدر؟‬
‫الواقع أن اكتشاف الفريوس من طرف العميل سواء كان خبريا أم ال من الصعوبة بمكان رغم تسلمه‬
‫برنامج املصدر لالعتبارات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إن برنامج املصدر يكتب بلغة عالية املستوى ولن يستطيع العميل قراءهتا إال كان خبريا يف هذه اللغة‪،‬‬
‫فضال عن أن خرباء املعلوماتية ال يتأتى هلم الدراية الكافية بجميع اللغات عالية املستوى‪ ،‬فغالبا ما يتخصص‬
‫اخلبري يف بعض اللغات بينام ال يعرف سوى النزر القليل عن األخرى(‪.((3‬‬
‫‪ -‬إن العميل وعىل فرض متتعه بخربة ودراية يف لغة املصدر لن يكون بمقدوره اكتشاف وجود الفريوس‬

‫(‪ )27‬يعترب فريوس احلاسوب برنامج معلومايت يتم تصميمه ألهداف تدمريية مع إعطائه القدرة عىل ربط نفسه بربامج أخرى‪،‬‬
‫بحيث يتكاثر وينترش داخل النظام املعلومايت حتى يتسبب يف تدمريه متاما‪.‬‬
‫ويتميز الفريوس بعدة خصائص‪ ،‬أمهها القدرة عىل اإلختفاء والقدرة عىل اإلنتشار والقدرة عىل اإلخرتاق والتدمري‪.‬‬
‫‪- Guinier D: Virus informatiques: généricité contre polymorphisme, Expertises des systèmes‬‬
‫‪d’information, n° 213, mars 1998, p: 62‬‬
‫‪ -‬عزة حممود أمحد خليل‪ :‬الرسالة السابقة‪ ،‬ص‪ 36:‬وما يليها‪.‬‬
‫(‪ )28‬حممد حسني منصور‪ :‬املسؤولية اإللكرتونية‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2003 ،‬ص‪300 :‬‬
‫‪(29) Pinto N, Taylor D: La décompilation des logiciels, un droit au parasitisme Dalloz1999, p: 463‬‬
‫‪(30) Pinto N, Taylor D: Article précité, p: 463‬‬
‫(‪ )31‬وإذا مل يتضمن عقد املعلوماتية رشطا يلتزم بمقتضاه املورد املعلومايت بتسليم العميل برنامج املصدر‪ ،‬فإن القضاء‬
‫الفرنيس قرر أن برنامج املصدر يعترب من ملحقات الربنامج وينبغي عىل املورد أن يسلمه للعميل مع الربنامج‪.‬‬
‫‪- TGI Melun 2 mars 1988, Droit de l’informatique et des télécoms, n° 4, 1988 4, 1988, p: 56‬‬
‫‪(32) Claviez J: Sécurité informatique et virus, Eyrolles, 1990, p: 81‬‬
‫‪- Toubol F: Note sous TGI Melun 2 mars 1988, Droit de l’informatique et des télécoms, n° 4, 1988, p: 56‬‬

‫‪54‬‬
‫االلتزام بال�ضمان فـي العقد الوارد على نظام معلوماتي وفق القانون املغربي واملقارن‬

‫يف برنامج املصدر‪ ،‬ألن هذا األخري إذا كان قد صمم لتنفيذ نظام معلومايت ملؤسسة كبرية وذات أنشطة خمتلفة‬
‫حيتوي عىل مئات اآلالف من السطور‪ ،‬والفريوس كام سبقت اإلشارة إىل ذلك برنامج معلومايت صغري احلجم‬
‫ويرتاوح حجمه بني عرشة أسطر إىل عرشين سطرا‪ ،‬وغالبا ما تكون كلامته موزعة بمهارة شديدة بني أسطر‬
‫الربنامج كله والتي تبلغ مئات اآلالف من األسطر(‪.((3‬‬

‫وحاصل ما تقدم أنه من الصعب إن مل يكن من املستحيل عىل العميل حتى ولو كان خبريا اكتشاف‬
‫الفريوس يف الربنامج وقت التسليم‪.‬‬

‫وإذا كان من خصائص الفريوس القدرة عىل اإلختفاء كام سبقت اإلشارة إىل ذلك‪ ،‬فإن الشق األول من‬
‫رشط خفاء العيب يكون متوفرا وال يثري إشكاال يف انطباقه عىل الفريوس‪ ،‬أما عن الشق الثاين املتعلق بعدم علم‬
‫العميل بالعيب‪ ،‬فمن الناذر أن خيرب املورد املعلومايت عميله بالفريوس خاصة إذا كان قد زرعه ألغراض تدمريية‪.‬‬

‫ويف بعض احلاالت قد يقوم املورد املعلومايت بإخبار العميل بكون الربنامج املعلومايت الذي صممه له‬
‫حيتوي عىل فريوس حلامية الربنامج من النسخ‪ ،‬وإما لضامن سداد املقابل املايل يف األجل املحدد حيث ينشط‬
‫الفريوس يف هذا األجل ويقوم بتدمري الربنامج‪.‬‬

‫والواقع أن اإلشكال الذي يطرح بصدد هذا اإلخبار‪ ،‬هل يقوم مقام العلم بالعيب من طرف العميل بام‬
‫يرتتب عليه سقوط حقه يف الضامن‪.‬‬

‫يذهب أغلب الفقه إىل أن علم املشرتي بالعيب لكي ينقلب العيب اخلفي إىل عيب ظاهر‪ ،‬جيب أن يتضمن‬
‫العلم بكافة النتائج التي ترتتب عىل وجود هذا العيب يف اليشء املبيع(‪.((3‬‬

‫وعىل هذا األساس‪ ،‬فإن علم العميل بوجود الفريوس يف الربنامج ليس من شأنه أن يسقط حقه يف الرجوع‬
‫عىل املورد املعلومايت بالضامن إال إذا علم بكافة اآلثار والنتائج املرتتبة عىل ذلك‪ ،‬فقيام املورد بإخبار العميل‬
‫بأنه يف حالة النسخ غري املرشوع للربنامج سينشط فريوسا حيدث آثارا تدمريية‪ ،‬فاليشء الطبيعي الذي سيتبادر‬
‫إىل ذهن العميل هو أن تلك اآلثار التدمريية ستقترص فقط عىل الربنامج مع أن األثر التدمريي للفريوس أكرب‬
‫من ذلك بكثري‪ ،‬فقد يشمل باإلضافة إىل ثروة العميل املعلوماتية الثروات املعلوماتية لألغيار املشرتكني معه يف‬

‫(‪ )33‬عزت حممود أمحد خليل‪ :‬الرسالة السابقة‪ ،‬ص‪93:‬‬


‫(‪ )34‬حممد عيل عمران‪ :‬الوجيز يف رشح أحكام البيع‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دون تاريخ‪ ،‬ص‪296:‬‬
‫‪ -‬ثروت عبد احلميد‪ :‬ضامن صالحية املبيع لوجهة االستعامل‪ ،‬دار أم القرى للطبع والنرش‪ ،‬املنصورة تاريخ النرش غري‬
‫مذكور‪،‬ص‪105:‬‬
‫‪ -‬عزة حممود أمحد خليل‪ :‬الرسالة السابقة‪ ،‬ص‪95:‬‬
‫فالعلم لكي يعتد به قانونا ينبغي أن يشمل العلم بالعيب‪ ،‬فضال عن آثاره وجسامته‪.‬‬
‫‪- Cass civ 7 juin 1995, Dalloz,IR, 1995, p: 188‬‬
‫‪- Cass civ 14 juin 1989 cité par Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques, op cit, p: 119‬‬

‫‪55‬‬
‫مجلة القضاء المدني ‪ -‬العدد ‪� - 11‬شتاء‪/‬ربيع ‪2015‬‬

‫شبكة املعلومات(‪ ،((3‬ومن تم فليس هذا هو علم العميل الذي يقصده القانون(‪ .((3‬كام أنه من الناحية العملية‬
‫لن يعلم املورد املعلومايت العميل بوجود الفريوس عند تسليم الربنامج‪ ،‬بحيث سيدفعه هذا العلم إىل عدم‬
‫تسلمه‪ ،‬مما جيعل الشق الثاين من رشط خفاء العيب متوافرا وال يثري إشكاال يف انطباقه عىل الفريوس(‪.((3‬‬
‫وبناء عىل ما سبق‪ ،‬فإذا كان من حق املورد املعلومايت محاية برناجمه املعلومايت بإتباع طريقة تقنية معينة(‪،((3‬‬
‫فليس من حقه تدمري الربنامج يف وقت يؤدي إىل تعطيل نشاط العميل‪ ،‬أو تدمري ذاكرة حواسيبه اآللية‪ ،‬بل له‬
‫أن يلجأ إىل الطرق القانونية املخولة له كطلب فسخ العقد(‪.((3‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬جسامة العيب‬
‫جيب أن يكون العيب اخلفي جسيام وهذا يتحقق عندما يكون مؤثرا بدرجة تعوق االستفادة من الربنامج‪،‬‬
‫أو تنقص من منفعته أو قيمته بحسب الغاية املقصودة مما هو مبني يف العقد أو مما هو ظاهر من طبيعة اليشء أو‬
‫الغرض الذي أعد له(‪ ،((4‬ومفاد ذلك أن العيب الذي ال يؤثر إال تأثريا بسيطا عىل اإلنتفاع بالربنامج ال جييز فسخ‬
‫العقد(‪ ((4‬متى كان من املمكن إصالحه(‪ ،((4‬أو يدخل يف نطاق العيوب التي جرى العرف عىل التسامح فيها(‪.((4‬‬
‫ومؤدى ما سبق‪ ،‬أن العيب إذا مل يكن جسيام ومؤثرا فال يوجب الضامن‪ ،‬ألنه غالبا ما جيري العرف عىل‬
‫التسامح فيه باعتبار أن درجة تأثريه ال تلحق بالعميل رضرا كبريا ال يمكن حتمله(‪.((4‬‬

‫‪(35) Network‬‬
‫الواقع أن قياس اخلطر املعلومايت يعد مسألة عىل جانب من األمهية‪ ،‬فإىل جانب الرضر املبارش توجد أيضا أرضار غري مبارشة‬
‫يصعب حرصها أو حتى تقديرها‪ .‬و عىل ذلك فقد جرى العمل يف املجال املعلومايت عىل إبرام العمالء لعقود تأمني ضد هذه‬
‫األخطار املعلوماتية لتغطية األرضار النامجة عنها‪.‬‬
‫‪- Ullman P B: Les assurances de l’informatique, in le droit des «contrats informatiques», principes-‬‬
‫‪applications, centre de recherches informatique et droit des facultés universitaires de Namur, Belgique,‬‬
‫‪1983, p: 445- Briat M: Les assurances et le logiciel, Droit de l’informatique et des télécoms, n° 3 ,1984, p: 9‬‬
‫‪- Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques, op cit, p: 166‬‬
‫(‪ )36‬عزة حممود أمحد خليل‪ :‬الرسالة السابقة‪ ،‬ص‪95:‬‬
‫(‪ )37‬عزة حممود أمحد خليل‪ :‬الرسالة السابقة‪ ،‬ص‪98:‬‬
‫(‪ )38‬كاستخدام طريقة تقنية حتول دون قيام العميل بنسخ الربنامج املعلومايت‪.‬‬
‫‪(39) Cass com 25 novembre 1997, n° Droit de l’informatique et des télécoms, n° 1, 1998, p: 60‬‬
‫‪- Bui C: Note sous cass com 25 novembre 1997, Droit de l’informatique et des télécoms, n° 1, 1998, p: 60‬‬
‫‪)40(L’article 1641 du code civil français précité‬‬
‫الفقرة األوىل من املادة ‪ 447‬من التقنني املدين املرصي التي سبقت اإلشارة إليها‪.‬‬
‫الفصل ‪ 549‬من ق ل ع الذي سبقت اإلشارة إليه‪.‬‬
‫‪(41) Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du logiciel, op. cit, p: 201‬‬
‫‪(42) Cass com 24 octobre 1995 cité par Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques, op‬‬
‫‪cit, p: 118‬‬
‫‪- Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du logiciel,op. cit, p: 201‬‬
‫(‪ )43‬تنص املادة ‪ 448‬من التقنني املدين املرصي عىل ما ييل‪« :‬ال يضمن البائع عيبا جرى العرف عىل التسامح فيه»‪.‬‬
‫الفقرة األوىل من الفصل ‪ 549‬من ق ل ع الذي سبقت اإلشارة إليه‪.‬‬
‫‪- Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques, op cit, p: 118‬‬
‫‪(44) Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques, op cit, p: 118‬‬

‫‪56‬‬
‫االلتزام بال�ضمان فـي العقد الوارد على نظام معلوماتي وفق القانون املغربي واملقارن‬

‫فالفيصل بني وجوب الضامن وعدم وجوبه يكمن فيام إذا كان نقص اإلنتفاع بسيطا أو غري بسيط‪ ،‬أي أن‬
‫الضامن يتحقق متى كان العيب عىل درجة من اجلسامة بحيث يؤثر يف اإلنتفاع باملبيع‪ ،‬وهذا املعيار هو الذي‬
‫ينبغي أن يعتد به بالنسبة حلالة نقص قيمة املبيع كذلك(‪.((4‬‬
‫والواقع أن اعتبار العيب جسيام أو بسيطا خيتلف من برنامج آلخر‪ ،‬كام خيتلف من عميل إىل آخر نظرا‬
‫للنتيجة التي يتوقعها كل منهام من الربنامج‪ ،‬وهلذا يذهب بعض الفقه(‪ ((4‬إىل أن اإلستعامل الذي أعد له‬
‫الربنامج ليس معيارا لتقدير جسامة العيب يف املجال املعلومايت الذي يتصف بالتقنية عالية املستوى‪ ،‬حيث‬
‫يتعني عىل األطراف تضمني العقد بمؤرش يدل عىل وجود العيب اخلفي‪ ،‬ويتمثل هذا املؤرش يف نسبة حمددة لو‬
‫نقصت عنها كفاءة أو قيمة الربنامج يكون ذلك بمثابة عيب خفي من جهة‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى فإن اتفاق األطراف عىل هذا املؤرش سيرتتب عليه ختفيف عبء إثبات جسامة العيب‪،‬‬
‫وييرس عىل القايض تقدير مدى توافره (‪.((4‬‬
‫ويف هذا الصدد قرر القضاء(‪ ((4‬الفرنيس أنه من املمكن أن يصادف الربنامج املعلومايت بعض الصعوبات‬
‫التي تتطلب اإلصالح بعد التسليم دون اعتبارها عيبا خفيا وحتميل البائع مسؤولية ذلك‪.‬‬
‫ذلك أن عملية تشغيل النظام املعلومايت تتطلب فرتة جتريبية قد تطول أو تقرص نظرا للتقنية املهمة‬
‫لألجهزة(‪ ،((4‬ويعترب عاديا أن يظهر عىل اجلهاز بالنظر إىل نوعيته أثناء عملية التشغيل بعض اإلختالالت التي‬
‫تتطلب اإلصالح وال تعترب بمثابة عيب خفي‪ ،‬إذ أن عقد الصيانة املربم بني الطرفني تظهر أمهيته يف هذه احلالة‬
‫يف مواجهة هذه االختالالت (‪.((5‬‬

‫‪(45) Larroumet Ch: Note sous C.A Nîmes 18 décembre 1980, Dalloz, 1983, p: 29‬‬
‫وقد ذهبت حمكمة النقض الفرنسية يف هذا الصدد إىل أن العيب املؤقت ال يكون مشموال بالضامن‪ ،‬باعتبار أنه ال يرتتب‬
‫عليه سوى رضر مؤقت‪.‬‬
‫‪- Cass civ 25 janvier 1989, Dalloz, 1990, p: 100‬‬
‫‪(46) Bohoussou D-L: Thèse précitée, p: 49‬‬
‫‪- Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du logiciel, op. cit, p: 203‬‬
‫‪- Bitan H: Droit des contrats informatiques et pratique expertale, op cit, p: 179‬‬
‫‪(47) Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du logiciel,op. cit, p: 203‬‬
‫‪(48) C A paris 11 octobre 1985, Expertises des systèmes d’information, n° 78, novembre 1985, p: 313‬‬
‫والواقع أن التعقيد الذي تتسم به عملية تشغيل النظام املعلومايت يطرح العديد من الصعوبات التي ال يمكن أن ترقى إىل‬
‫مرتبة العيب اخلفي‪ ،‬وهذا ما حرص القضاء الفرنيس عىل تأكيده يف العديد من القرارات الصادرة عنه‪ ،‬فقد جاء يف قرار‬
‫ملحكمة اإلستئناف بباريس بصدد هذه املسألة ما ييل‪:‬‬
‫‪«Que ces mises au point usuelles en la matière informatique ne sont pas de nature à justifier de la‬‬
‫‪part de l’acheteur, ni l’action rédhibitoire… ni l’action estimatoire».‬‬
‫‪- C A paris 27 mars 1987, Droit de l’informatique et des télécoms, n° 4, 1987, p: 231‬‬
‫‪- Cass com 24 octobre 1995 cité par Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques, op.cit,‬‬
‫‪p: 118‬‬
‫‪- Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du logiciel, op. cit, p: 202‬‬
‫‪(49) Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du logiciel,op. cit, p: 202‬‬
‫‪- C A paris 28 juin 1976 cité par Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du‬‬
‫‪logiciel,op. cit, p: 202‬‬
‫‪(50) «Qu’il n’est pas anormal qu’un ordinateur du type de celui vendu par le fournisseur présente lors de sa‬‬

‫‪57‬‬
‫مجلة القضاء المدني ‪ -‬العدد ‪� - 11‬شتاء‪/‬ربيع ‪2015‬‬

‫ويف هذا اإلطار يطرح التساؤل حول مدى تأثري الفريوس عىل الربنامج املعلومايت‪ ،‬وهل رشط اجلسامة‬
‫املتطلب يف العيب اخلفي ينطبق عليه‪.‬‬
‫الواقع أن اشرتاط أن يكون العيب مؤثرا ال ينطبق عىل إطالقه عىل الفريوس‪ ،‬ذلك أن نسبة كبرية من‬
‫الفريوسات ال تؤثر عىل الربنامج ذلك التأثري الذي من شأنه أن ينقص من قيمة الربنامج أو منفعته باملعنى‬
‫الذي قصده القانون‪ .‬فهناك فريوسات خاصة تلك الذي يزرعها املورد املعلومايت حلامية الربنامج من النسخ‬
‫غري املرشوع ال تؤثر عىل قيمة الربنامج أو نفعه‪ ،‬فالربنامج الذي حيمل هذا الفريوس يظل يعمل بكفاءة عالية‬
‫ويؤدي الغرض الذي أعد له دون أن يصدر منه أي أخطاء ودون أن يسبب أي أرضار‪ ،‬ويظل هكذا اىل أن يقوم‬
‫العميل بالنسخ غري املرشوع للربنامج‪ ،‬إذ يف هذه احلالة ينشط الفريوس حمدثا آثاره التدمريية(‪.((5‬‬
‫ويذهب بعض الفقه إىل أن الفريوس وإن كان ال يؤثر عىل قيمة الربنامج أو نفعه باملعنى املقصود قانونا‪،‬‬
‫إال أنه مع ذلك يعترب عيبا خفيا مؤثرا ألن العميل لو علم بإصابة الربنامج به ملا أقدم عىل تسلمه(‪ ،((5‬فالفريوس‬
‫وإن كان ال يؤثر يف كفاءة الربنامج إال أنه مع ذلك هيدد الثروة املعلوماتية للعميل بالتدمري(‪.((5‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬قدم العيب‬
‫مل ينص املرشع املغريب وكذلك نظريه الفرنيس واملرصي عندما تناول األحكام اخلاصة بضامن العيوب‬

‫‪mise en route des incidents de fonctionnement qui rendent nécessaires des mises au point et des réglages‬‬
‫‪ainsi que le remplacement de certaines pièces; que le client n’apporte pas la preuve que ce matériel‬‬
‫‪était atteint de vices ni que les interventions aux mois de février, de juin, de juillet, de décembre 1979,‬‬
‫‪d’avril, de décembre et d’octobre 1980 aient présente un caractère inhabituel révélant un fonctionnement‬‬
‫‪anormalement défectueux,que le contrat de maintenance signé par les parties était précisément destiné,‬‬
‫‪comme il est d’usage à porter remède à ces incidents».‬‬
‫‪- CA paris 21 janvier 1983 cité par Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du‬‬
‫‪logiciel,op. cit, p: 202‬‬
‫‪- Jougleux Ph: La négligence dans la protection d’un système de traitement automatisé d’information,‬‬
‫‪Expertises des systèmes d’information, n° 239, juillet 2000, p: 220‬‬
‫(‪ )51‬عزة حممود أمحد خليل‪ :‬الرسالة السابقة‪ ،‬ص‪ 101:‬و‪102‬‬
‫‪(52) Tournafond O: Observations sous cass com 25 novembre 1997, Dalloz 1999, p: 66‬‬
‫‪- CA Aix en provence 21 mai 1997, JCP, éd E, 1998 , I, n° 845 note Vivant M, Le stanc Ch‬‬
‫‪(53) Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques, op cit, p: 166‬‬
‫‪ -‬عزة حممود أمحد خليل‪ :‬الرسالة السابقة‪ ،‬ص‪103:‬‬
‫وأمام األرضار اجلسيمة التي هتدد الثروة املعلوماتية للعميل والتي تشمل حتى األغيار املشرتكني معه يف شبكة املعلومات‪،‬‬
‫ذهب بعض الفقه إىل حماولة اقرتاح نظام ضامن مخيس يف املجال املعلومايت عىل غرار الضامن العرشي بالنسبة ملهنديس ومقاويل‬
‫البناء‪ ،‬بحيث يصيغ هذا الفقه اقرتاحه بام ييل‪« :‬يضمن منتج برامج احلاسب و بائعها ملدة مخس سنوات سالمة الربنامج املبيع‬
‫من مجيع فريوسات احلاسب‪ ،‬ولو مل يعلم بوجودها‪ ،‬وسواء كانت األرضار الناشئة عن هذه الفريوسات متوقعة أو غري متوقعة‪.‬‬
‫وتسقط بالتقادم دعوى الضامن إذا انقضت سنة من وقت حدوث الرضر‪ ،‬أو مخس سنوات من وقت تسليم الربنامج‪ ،‬و يقع‬
‫باطال كل اتفاق عىل خالف ذلك «‪.‬‬
‫‪ -‬عزة حممود أمحد خليل‪ :‬الرسالة السابقة‪ ،‬ص‪ 450 :‬و ما يليها‪.‬‬
‫ورغم وجاهة هذا الرأي فإن هذا الضامن ال حيقق تغطية كاملة ودائمة لألرضار الناشئة عن الفريوسات‪ ،‬إذ الحظ بعض الفقه‬
‫أن فكرة الضامن اخلميس من ناحية أوىل ال تالئم طبيعة املسؤولية الناشئة يف املجال املعلومايت‪ ،‬وأن القياس عىل فكرة الضامن‬
‫العرشي يف جمال املسؤولية الناشئة عن أعامل البناء هو قياس مع الفارق ألنه إذا كانت عيوب البناء يفرتض ظهورها خالل هذه‬
‫املدة‪ ،‬فإن الربامج املعلوماتية عىل العكس من ذلك ال تتقيد عيوهبا بمدة معينة وال يمكن حرصها بزمن حمدد‪ ،‬ولذلك فهي‬
‫حتتاج إىل تغطية كاملة‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫االلتزام بال�ضمان فـي العقد الوارد على نظام معلوماتي وفق القانون املغربي واملقارن‬

‫اخلفية عىل رشط القدم‪ ،‬إال أن هذا الرشط يعترب من الرشوط املجمع عليها فقها(‪ ((5‬وقضاء(‪.((5‬‬

‫ويف ما خيص عن الوقت الذي يعتد فيه بقدم العيب فالراجح فقها(‪ ((5‬وقضاء(‪ ((5‬يف فرنسا أن العيب يكون‬

‫(‪ )54‬عبد القدوس عبد الرزاق حممد الصديق‪ :‬التأمني من املسؤولية وتطبيقاته اإلجبارية املعارصة‪ ،‬دراسة مقارنة بني قانون املعامالت‬
‫املدنية لدولة اإلمارات العربية املتحدة و بني القانون املرصي‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،1999 ،‬ص‪ 402 :‬و ‪403‬‬
‫ويف مقابل هذا االجتاه نادى فقه آخر بالتأمني اإلجباري حلامية الربامج املعلوماتية وتغطية املسؤولية املدنية املتعلقة هبا‪ ،‬و‬
‫يضيف هذا الفقه أن املجال املعلومايت يعترب املثال النموذجي لتطبيق فكرة التأمني اإلجباري لتغطية املسؤولية املدنية الناشئة‬
‫عنه‪ ،‬وذلك بالنظر الشتامل األنظمة املعلوماتية عىل كافة املربرات واالعتبارات التي تستوجب هذا التأمني اإلجباري نظرا‬
‫للتعقيد الذي تتسم به‪.‬‬
‫‪ -‬نزيه حممد الصادق املهدي‪ :‬احلامية املدنية لربامج الكمبيوتر‪ ،‬بحث مقدم إىل مؤمتر القانون والكمبيوتر واألنرتنيت‪ ،‬مركز‬
‫اإلمارات للدراسات والبحوث اإلسرتاتيجية ومركز تقنية املعلومة بجامعة اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬كلية الرشيعة والقانون‪،‬‬
‫‪ 3/1‬ماي ‪ ،2000‬املجلد الثاين‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،2004 ،‬ص‪542 :‬‬
‫ومن ناحية ثانية تتميز هذه املسؤولية باتساع مداها إذ ال يمكن حرص جماهلا أو نطاق امتدادها‪ ،‬فهي تشبه املسؤولية الناشئة عن‬
‫املواد املشعة‪ ،‬ومن ناحية ثالثة فإن اإلعتبارين السابقني يؤديان إىل نتيجة حتمية وهي ضخامة األرضار الناشئة عن الفريوسات‬
‫وعدم إمكان حرص التعويضات الالزمة جلربها‪ ،‬فضال عن عجز أي طرف من أطراف املسؤولية حتملها‪ ،‬وبذلك يصبح احلل‬
‫املناسب لتوفري محاية فعالة وكافية هو فرض التأمني اإلجباري عن املسؤولية املدنية الناشئة عن األرضار الالحقة باألنظمة‬
‫املعلوماتية‪ ،‬وذلك أيا كانت املبادئ التنظيمية هلذا التأمني اإلجباري‪.‬‬
‫‪ -‬عبد القدوس عبد الرزاق حممد الصديق‪ :‬الرسالة السابقة‪ ،‬ص‪404 :‬‬
‫ويرى هذا الفقه أن املالمح األساسية هلذا التأمني اإلجباري تستند إىل مسامهة مجيع األطراف و ذوي الشأن املتدخلني يف‬
‫هذه املسؤولية‪ ،‬من منتجي الربامج واملوزعني والعمالء‪ ،‬وأن يستند هذا التأمني اإلجباري إىل فكرة وثيقة التأمني املجمعة‬
‫اإلجبارية عىل النحو السائد يف التأمني اإلجباري من املسؤولية عن أعامل البناء‪ ،‬بحيث ال يسمح بمزاولة النشاط املتعلق‬
‫بالربامج املعلوماتية إال باالستناد إىل وثيقة تأمني إجبارية يشارك يف حتملها كافة املسامهني يف هذه الربامج من منتج وموزع‬
‫ومستفيد وكذلك األمر بالنسبة للدولة‪ ،‬وبصفة عامة تطوير فكرة جتميع املخاطر واستخدام األسس التقنية احلديثة وتطبيقها‬
‫عىل نظام التأمني اإلجباري من املسؤولية املتعلقة بالربامج املعلوماتية ‪.‬‬
‫‪ -‬عبد القدوس عبد الرزاق حممد الصديق‪ :‬الرسالة السابقة‪ ،‬ص‪404 :‬‬
‫‪- Barbier M, Lembarchand S: Le dommage imminent, l’assureur et l’an 2000, Expertises des systèmes‬‬
‫‪d’information, n° 231, novembre 1999, p: 340‬‬
‫‪- Lebeau - Marianna D, Quoy N: Site web: Risques et responsabilités, Expertises des systèmes‬‬
‫‪d’information, n°231, novembre 1999, p: 346‬‬
‫‪- Guinier D: Passage à L’an 2000: Le chaos rend la perspective imprévisible dans un contexte systémique,‬‬
‫‪Expertises des systèmes d’information, n°228, juillet 1999, p: 228‬‬
‫‪- Rozenfeld S: Assurance responsabilité civile professionnelle: Une couverture du risque désormais‬‬
‫‪limitée dans le temps, Expertises des systèmes d’information, n°273, août / septembre 2003, p: 286‬‬
‫‪- Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du logiciel, op. cit, p: 203‬‬
‫‪- Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques, op.cit, p: 119‬‬
‫إبراهيم إبراهيم الصاحلي‪ :‬حقيقة العيب املوجب للضامن ورشوطه يف عقد البيع‪ ،‬دراسة مقارنة بأحكام الفقه اإلسالمي‪ ،‬دار‬
‫الطباعة املحمدية‪ ،‬مكان الطبع غري مذكور‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،1988 ،‬ص‪137:‬‬
‫عبد الرسول عبد الرضا‪ :‬اإللتزام بضامن العيوب اخلفية يف القانونني املرصي والكويتي‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة‬
‫القاهرة‪ ،1974 ،‬ص‪179:‬‬
‫‪(55) Cass civ 10 décembre 1973, Dalloz, 1975, P: 122 / - Cass com 9 février 1965 cité par Bitan H: Contrats‬‬
‫‪et litiges en informatique, la délivrance du logiciel,op. cit, p: 203./ - CA pau 4 novembre 1998. - CA‬‬
‫‪Rouen 24 octobre 2003 cités par Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques, op.cit, p: 119 .‬‬
‫‪(56) Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du logiciel,op. cit, p: 204‬‬
‫‪- Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques, op.cit, p: 117‬‬
‫‪(57) Cass com 18 janvier 1984 ./- C.A Paris 9 mai 1964 cités par Bitan H: Contrats et litiges en informatique,‬‬
‫‪la délivrance du logiciel,op. cit, p: 204‬‬

‫‪59‬‬
‫مجلة القضاء المدني ‪ -‬العدد ‪� - 11‬شتاء‪/‬ربيع ‪2015‬‬

‫قديام إذا كان سابقا يف الوصول إىل املبيع عىل انتقال امللكية إىل املشرتي‪ ،‬وتنتقل امللكية بمجرد التعاقد إذا كان‬
‫املبيع معينا بذاته ومن وقت االفراز إذا كان املبيع معينا بنوعه‪ ،‬وبذلك فإن ما يصيب املبيع من عيوب بعد‬
‫انتقال ملكيته إىل املشرتي ال يضمنها البائع حتى ولو كان املبيع ما يزال يف يده ومل يقم بعد بتسليمه‪ .‬أما الوضع‬
‫يف التقنني املدين املرصي‪ ،‬فيذهب أغلب الفقه(‪ ((5‬انطالقا من الفقرة األوىل من املادة ‪ 447‬من التقنني املدين أن‬
‫الوقت املعترب يف ضامن البائع للعيب هو وقت التسليم‪ ،‬ويستوي يف ذلك أن يكون املبيع معينا بالذات أم معينا‬
‫بالنوع‪ .‬بينام يف القانون املغريب‪ ،‬فقد اعترب املرشع أن البائع ال يضمن إال العيوب التي كانت موجودة عند البيع‬
‫إذا كان املبيع شيئا معينا بذاته(‪.((5‬‬
‫وفيام يتعلق بالفريوس الذي يصيب الربنامج فهو ال يمكن أن يكون إال قديام‪ ،‬ذلك أن زرع الفريوس يتم‬
‫أثناء مرحلة تصميم الربنامج‪ ،‬إذ أثناء هذه املرحلة يقوم املورد املعلومايت بزرع كلامته بني سطور الربنامج الذي‬
‫ينتجه للعميل(‪.((6‬‬
‫ولقبول دعوى الرجوع بضامن العيب اخلفي يلزم أن يتوافر فيها رشطان‪ ،‬األول إثبات توافر رشوط العيب‬
‫اخلفي‪ ،‬والثاين رضورة رفعها خالل أجل ‪ 30‬يوما من التسليم(‪.((6‬‬

‫(‪ )58‬إسامعيل غانم‪ :‬الوجيز يف عقد البيع‪ ،‬مكتبة عبد اهلل وهبة ‪ ،1993‬ص‪ - .336:‬عبد املنعم البدراوي‪ :‬أصول القانون املدين‬
‫املقارن‪ ،‬دار النرش غري مذكورة‪ 1970 ،‬ص‪ -/ .504:‬عزة حممود أمحد خليل‪ :‬الرسالة السابقة‪ ،‬ص‪ - .99:‬سعيد جرب‪ :‬الضامن‬
‫اإلتفاقي للعيوب اخلفية يف عقد البيع‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪39:‬‬
‫(‪ )59‬ينص الفصل ‪ 552‬من ق ل ع عىل ما ييل‪« :‬ال يضمن البائع إال العيوب التي كانت موجودة عند البيع إذا كان املبيع شيئا معينا‬
‫بذاته أو عند التسليم إذا كان املبيع شيئا مثليا بيع بالوزن أو القياس أو عىل أساس الوصف»‪.‬‬
‫(‪ )60‬عزة حممود أمحد خليل‪ :‬الرسالة السابقة‪ ،‬ص‪99:‬‬
‫(‪ )61‬طبقا ملقتضيات الفصل ‪ 771‬من قانون االلتزامات والعقود إذا تسلم العميل الربنامج وكان معيبا أو تنقصه الصفات املطلوبة‬
‫مع علمه بذلك‪ ،‬ومل يبد أي حتفظ بشأنه وفقا ملقتضيات الفصل ‪ 768‬من نفس القانون‪ ،‬فإنه يكون هناك حمل لتطبيق مقتضيات‬
‫الفصل ‪ 553‬من نفس القانون كذلك املتعلق بالعيوب املوجبة للضامن‪.‬‬
‫وقد جاء يف الفصل ‪ 573‬من ق ل ع ما ييل‪« :‬كل دعوى ناشئة عن العيوب املوجبة للضامن أو عن خلو املبيع من الصفات‬
‫املوعود هبا جيب أن ترفع يف اآلجال اآلتية‪ ،‬و إال سقطت‪ :‬بالنسبة إىل العقارات خالل ‪ 365‬يوما بعد التسليم‪ .‬بالنسبة إىل األشياء‬
‫املنقولة واحليوانات خالل ‪ 30‬يوما بعد التسليم برشط أن يكون قد أرسل للبائع اإلخطار املشار إليه يف الفصل ‪ .553‬ويسوغ‬
‫متديد هذه اآلجال أو تقصريها باتفاق املتعاقدين‪ ،‬وترسي أحكام الفصول ‪ 371‬إىل ‪ 377‬عىل سقوط دعوى ضامن العيب»‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أن املرشع الفرنيس مل حيدد أجال لرفع دعوى الضامن‪ ،‬وإنام اكتفى باإلشارة يف الفصل ‪ 1648‬من القانون املدين‬
‫إىل أن هذه الدعوى جيب أن ترفع خالل أجل قصري يقدر حسب طبيعة العيب وعرف املكان الذي جرى فيه البيع‪.‬‬
‫فقد جاء يف الفصل ‪ 1648‬من القانون املدين ما ييل‪:‬‬
‫‪«L’action résultant des vices rédhibitoires doit être intentée par l’acquéreur dans un bref délai, suivant la‬‬
‫»‪nature des vices rédhibitoires, et l’usage du lieu ou la vente a été faite‬‬
‫وعىل ذلك فأجل رفع الدعوى يف القانون الفرنيس خيضع سواء من حيث مدته أو بدء رسيانه للسلطة التقديرية للقايض مهتديا‬
‫بالضابطني املذكورين‪ ،‬فقد جاء يف قرار ملحكمة اإلستئناف بباريس ما ييل‪:‬‬
‫‪«L’action résultant des vices rédhibitoires doit être intenté par l’acquéreur dans un bref délai suivant la‬‬
‫‪nature des vices rédhibitoires et l’usage du lieu ou la vente a été faite».‬‬
‫‪CA paris 17 novembre 1988 cité par Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du‬‬
‫‪logiciel, op. cit, p: 206‬‬

‫‪60‬‬
‫االلتزام بال�ضمان فـي العقد الوارد على نظام معلوماتي وفق القانون املغربي واملقارن‬

‫لرفع دعوى ضامن العيب أمر صعب التحقيق من‬ ‫(‪((6‬‬


‫والواقع أن حتديد املرشع املغريب ألجل قصري‬
‫الناحية العملية‪ ،‬ذلك أن املجال املعلومايت تكتنفه الصعوبات التقنية التي جتعل العيب ال يتم اكتشافه إال بعد‬
‫االستخدام املستمر للربنامج ملدة طويلة‪ ،‬مما جيعل أحكام ضامن العيب ال توفر للعميل املترضر احلامية املنشودة‬
‫بخالف موقف املرشع الفرنيس الذي اتسم باملرونة يف هذا الصدد تبعا لنوع األوضاع ومل يقيد العميل بمدة‬
‫معينة‪ ،‬بل ترك األمر لتقدير القضاء مهتديا بطبيعة املبيع وعرف املكان الذي جرى فيه البيع‪ ،‬بحيث درج عىل‬
‫حتديد مدة طويلة نسبيا يف املجال املعلومايت بالنظر إىل الصعوبات التقنية التي يتسم هبا(‪.((6‬‬

‫أما فيام يتعلق بإثبات وجود العيب وخفاءه فهو صعب يف املجال املعلومايت‪ ،‬وال يستطيع القيام به سوى‬
‫خبري متخصص يف هذا املجال عن طريق استعامل وسائل تقنية تتيح له تقدير مدى العيب وخفاءه وتوقيت‬
‫وسبب حدوثه ومقدار تأثريه عىل عمل الربنامج(‪ ،((6‬وما إذا كان عيبا يف الربنامج أم خطأ يف اإلختيار(‪.((6‬‬

‫ويقدر القضاء الفرنيس هذا األجل بالنسبة لرفع دعوى ضامن العيب يف املجال املعلومايت بمدة طويلة نسبيا بالنظر إىل التعقيد‬
‫التقني الذي يتسم به الربنامج املعلومايت‪.‬‬
‫‪- Cass civ 11 janvier 1989 ./- CA paris 2 mai 1974 cités par Bitan H: Contrats et litiges en informatique,‬‬
‫‪la délivrance du logiciel, op. cit, p: 206‬‬
‫أما املرشع املرصي فقد حدد مدة سنة لتقادم دعوى ضامن العيب اخلفي تبتدئ من وقت التسليم بمقتىض املادة ‪ 452‬من‬
‫التقنني املدين‪.‬‬
‫(‪ )62‬وهذا بخالف األمر بالنسبة للمستهلك الذي يتعاقد من أجل تلبية حاجاته غري املهنية عىل منتوجات أو خدمات الستعامله‬
‫الشخيص أوالعائيل‪ ،‬إذ حدد له املرشع بمقتىض املادة ‪ 65‬من القانون رقم ‪ 31-08‬القايض بتحديد تدابري حلامية املستهلك أجل‬
‫سنة بعد التسليم لرفع دعوى ضامن العيب اخلفي إذا انصب العقد عىل أشياء منقولة‪.‬‬
‫‪(63) Cass civ 11 janvier 1989‬‬
‫‪- CA paris 2 mai 1974 cités par Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du‬‬
‫‪logiciel, op. cit, p: 206‬‬
‫وجتدر اإلشارة يف هذا الصدد أن املرشع الفرنيس قد قام بتعديل مقتضيات الفصل ‪ 1648‬من القانون املدين بموجب األمر‬
‫رقم ‪ 2005-136‬الصادر بتاريخ ‪ 17‬فرباير ‪ ،2005‬حيث أصبح يتعني عىل املشرتي رفع دعوى ضامن العيب اخلفي داخل أجل‬
‫سنتني من تاريخ اكتشافه‪.‬‬
‫ومع ذلك يدعو بعض الفقه املرشع الفرنيس بأن حيدد أجال أطول لرفع دعوى ضامن العيب اخلفي يف املجال املعلومايت نظرا‬
‫للتعقيد الذي يتسم به‪ ،‬والذي جيعل اكتشاف العيب داخل أجل سنتني صعبا يف بعض األحيان‪.‬‬
‫‪- Bitan H: Droit des contrats informatiques et pratique expertale, op cit, p: 181‬‬
‫‪- Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques, op.cit, p: 120‬‬
‫‪(64) Montero E: Conformité et garantie contre les vices cachés dans la vente de produits informatiques,‬‬
‫‪DIT, n° 1, 1994, p: 48‬‬
‫‪- CA Paris 2 mai 1974 cité par Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du logiciel,‬‬
‫‪op. cit, p: 206‬‬
‫‪(65) «La révélation postérieurement à la vente de l’inaptitude d’un logiciel à l’usage auquel il était destiné ne‬‬
‫‪serait pas la preuve de ce que celui-ci était affecté d’un vice intrinsèque mais …. que la révélation d’une‬‬
‫‪inaptitude d’un logiciel postérieurement à la vente peut être le signe d’un erreur de choix …il n’est pas‬‬
‫‪la preuve qu’il serait affecté d’un vice intrinsèque ».‬‬

‫‪61‬‬
‫مجلة القضاء المدني ‪ -‬العدد ‪� - 11‬شتاء‪/‬ربيع ‪2015‬‬

‫عىل أن القضاء الفرنيس يف هذا املجال يأخذ بعني اإلعتبار يف إثبات العيب اخلفي من طرف العميل ما‬
‫ينطوي عليه النظام املعلومايت من التعقيد التقني(‪ ،((6‬حيث يستلزم هذا اإلثبات فحصا معمقا(‪.((6‬‬

‫وال يلزم إثبات سوء نية املورد املعلومايت ألنه ملزم بالضامن حتى ولو مل يكن عاملا بوجود العيب(‪،((6‬‬
‫وبالتايل فهو يضمنه حتى ولو كان حسن النية‪ ،‬خاصة وأن القضاء منح الدائن ميزة إضافية عندما ساوى املدين‬
‫املحرتف بالشخص سيئ النية(‪ ((6‬متى كان بإمكانه بحسب خربته اكتشاف العيب(‪ ،((7‬فصفة اإلحرتاف تشكل‬

‫‪- Cass com 4 janvier 2005 cité par Ressmann E: L’inaptitude d’un logiciel: erreur de choix ou vice‬‬
‫‪caché ? Expertises des systèmes d’information ° 293, juin 2005, p. 229‬‬
‫‪- Slucki J C: L’expertise judiciaire en informatique, Expertises des systèmes d’information, n° 122,‬‬
‫‪janvier, décembre 1989, p: 376‬‬
‫‪(66) CA paris 16 mars 1983 cité par Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du logiciel,‬‬
‫‪op. cit, p: 208‬‬
‫‪(67) CA paris 6 juillet 1990 cité par Bitan H: Contrats et litiges en informatique, op. cit, p: 206‬‬
‫‪(68) L’article 1643 du code civil français dispose que: «Il est tenu des vices cachés quand même il ne les‬‬
‫‪aurait pas connus à moins que dans ce cas, il n’ait stipulé qu’il ne sera obligé à aucune garantie».‬‬
‫الفقرة األوىل من املادة ‪ 447‬من التقنني املدين املرصي التي سبقت اإلشارة اليها‪.‬‬
‫كام ينص الفصل ‪ 556‬من ق ل ع عىل ما ييل‪« :‬إذا ثبت الضامن بسبب العيب أو بسبب خلو املبيع من صفات معينة كان للمشرتي أن‬
‫يطلب فسخ البيع ورد الثمن وإذا فضل املشرتي اإلحتفاظ باملبيع مل يكن له احلق يف أن ينقص الثمن‪.‬‬
‫وللمشرتي احلق يف التعويض‪:‬‬
‫أ‪ -‬إذا كان البائع يعلم عيوب املبيع أو يعلم خلوه من الصفات التي وعد هبا‪ ،‬ومل يرصح أنه يبيع بغري ضامن‪ .‬ويفرتض هذا‬
‫العلم موجودا دائام إذا كان البائع تاجرا أو صانعا وباع منتجات احلرفة التي يبارشها‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا رصح البائع بعدم وجود العيوب‪ ،‬ما مل تكن العيوب قد ظهرت بعد البيع أو كان يمكن للبائع أن جيهلها بحسن نية‬
‫ج‪ -‬إذا كانت الصفات التي ثبت خلو املبيع منها قد اشرتط وجودها رصاحة أو كان عرف التجارة يقتضيها»‪.‬‬
‫‪(69) «Attendu que le vendeur professionnel doit être assimilé au vendeur de mauvaise foi».‬‬
‫‪- CA Amiens 28 septembre 1990‬‬
‫‪- Cass civ 27 janvier 1993 cités par Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du‬‬
‫‪logiciel,op. cit, p: 211‬‬
‫كام جاء يف قرار للمجلس األعىل عدد ‪ 825‬صادر بتاريخ ‪ 2006 /7/19‬ما ييل‪« :‬تكون قد سايرت صحيح أحكام الفصلني‬
‫‪ 574‬و ‪ 556‬من ق ل ع و أوضحت أن سوء النية يتجىل يف السكوت عن العيب رغم العلم املفرتض به‪ ،‬واعتربت أن الطالبة‬
‫البائعة التي هي يف نفس الوقت صانعة للبضاعة املعيبة املقتناة من طرف املطلوبة حسبام أتبتثه اخلربات املنجزة يعترب علمها‬
‫بالعيب مفرتضا ومن تم يعترب سوء نيتها مفرتضا أيضا و يرسي عليها حكم البائع اليسء النية الذي ال يمكنه التمسك‬
‫بدفوع التقادم حسب ما تنص عليه مقتضيات الفصل ‪ 574‬من ق ل ع فجاء قرارا معلال بام يكفي وبشكل سليم والوسيلة‬
‫عىل غري أساس»‪.‬‬
‫‪ -‬قرار عدد ‪ 825‬صادر بتاريخ ‪ 2006 /7/19‬ملف جتاري عدد ‪ 2002/1/3/172‬منشور بمجلة املحاكم املغربية‪ ،‬تصدرها‬
‫هيئة املحامني بالدارالبيضاء‪ ،‬عدد ‪ 113‬مارس ‪ /‬أبريل‪ ،2008‬ص‪117:‬‬
‫(‪ )70‬وقد قرر القضاء الفرنيس أيضا أن البائع املهني يفرتض أنه يعرف عيوب اليشء املبيع‪ ،‬إذ جاء يف قرار ملحكمة النقض الفرنسية‬
‫هبذا اخلصوص ما ييل‪:‬‬
‫»‪«Le vendeur professionnel est réputé connaître les vices dont le bien vendu est atteint‬‬
‫‪- Cass civ 8 juin 1999 cité par Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du logiciel,op.‬‬
‫‪cit, p:175‬‬

‫‪62‬‬
‫االلتزام بال�ضمان فـي العقد الوارد على نظام معلوماتي وفق القانون املغربي واملقارن‬

‫عبأ عليه(‪ ،((7‬وال شك أن هذه املساواة هلا أثر بالغ يف املجال املعلومايت حيث تغلب صفة املهنية واإلحرتاف‬
‫عىل املورد(‪.((7‬‬
‫والواقع أن تشدد القضاء الفرنيس إزاء املهنيني بصفة عامة يرجع إىل توجه املرشع الذي كرس احلامية‬
‫القانونية للمستهلك أو املهني غري املحرتف‪ ،‬حيث نص يف املادة ‪ R132-1‬من املرسوم التطبيقي الصادر بتاريخ‬
‫‪ 27‬مارس‪ 1997‬لقانون ‪ 26‬يوليوز‪ 1993‬املتعلق بمدونة اإلستهالك‪ ،‬عىل أنه يف جمال العقود املربمة بني مهني‬
‫حمرتف و شخص غري حمرتف أو مستهلك يعترب رشطا تعسفيا كل رشط هيدف إىل إلغاء أو إنقاص التعويض‬
‫املستحق للمستهلك أو لغري املحرتف يف حالة تقصري املتعاقد املحرتف يف الوفاء بالتزامه(‪.((7‬‬

‫»‪(71) «La qualité de profession du vendeur fait en effet peser sur lui‬‬
‫‪Fourment F: Défauts cachés de la chose vendue: que reste-t-il de l’action en garantie des vices cachés ?,‬‬
‫‪Revue trimestrielle de droit commercial, n° 3, juillet, septembre 1997 p: 401‬‬
‫(‪ )72‬يذهب بعض الفقه يف هذا الصدد إىل أن تشدد القضاء إزاء املهني املورد للربامج املعلوماتية يف نطاق الضامن مبالغ فيه‪ ،‬ألنه‬
‫لو كان العيب من الصعوبة بحيث ال يكتشفه املهني املحرتف حتى ولو استعمل كل ما يمتلكه من علم وقت وجود العيب‪،‬‬
‫فيتعني إعفاءه من املسؤولية لعدم وجود خطأ يمكن نسبته إليه‪ ،‬وهلذا ما كان بالقضاء أن يصل إىل هذه الدرجة من التشدد‪ ،‬ألن‬
‫املرشع عندما ألزم املورد املعلومايت بالضامن حتى ولو مل يكن عاملا بالعيب كان هدفه من هذا حتميله املسؤولية عن التقصري يف‬
‫اكتشاف العيب‪ ،‬بينام لو مل يكن مقرصا لعدم وجود وسيلة متاحة الكتشاف العيب‪ ،‬فكيف يمكن القول بأنه مقرص يف ذلك ؟‬
‫‪- Le tourneau Ph: Théorie et pratique des contrats informatiques, Dalloz 2000, p: 77‬‬
‫عىل أن التزام املورد املعلومايت بالضامن يرتبط بسلوك العميل‪ ،‬عندما يرتكب هذا األخري أخطاء ينتج عنها العيب‪ ،‬ومن قبيل‬
‫هذه األخطاء أن خيتار أجهزة ال تتالءم مع الربنامج النوعي خالفا ملا أوىص به املورد‪.‬‬
‫‪- CA paris 14 mai 1999 cité par Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques, op.cit, p: 119‬‬
‫(‪ )73‬أو يستعمل النظام املعلومايت بشكل يسء خالفا لتعليامت دليل اإلستخدام‪.‬‬
‫‪- Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques, op.cit, p: 119‬‬
‫أو عندما يستعمل الربنامج املعلومايت النوعي يف غري اإلستعامل املخصص له‪.‬‬
‫‪- Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques, op.cit, p: 119‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أن القضاء الفرنيس كان يقيم متييزا بني ما إذا كان البائع منتجا أو صانعا لليشء املعيب أم جمرد وسيط يقوم‬
‫ببيعه فقط‪ ،‬وتبعا هلذا التمييز ال يعترب األخري مسؤوال عن عيوب اليشء املبيع بخالف األول‪ ،‬فقد جاء يف قرار ملحكمة النقض‬
‫الفرنسية ما ييل‪:‬‬
‫‪«Le premier seul aurait un devoir d’infaillibilité pour la découverte des défauts de la chose qu’il fabrique,‬‬
‫‪tandis que le second qui ne possède la chose qu’en qualité d’intermédiaire serait tenu à examen attentif,‬‬
‫‪les défauts particulièrement occultes qui ne se révèlent qu’à l’usage pouvant lui échapper sans engager‬‬
‫»‪sa responsabilité‬‬
‫‪- Cass civ 4 février 1963 cité par de Lamberterie I: Thèse précitée, p: 140‬‬
‫إال أن القضاء الفرنيس فيام بعد تراجع عن هذا املوقف وقرر أن املنتج أو البائع يتحمالن باملسؤولية عن عيوب اليشء املبيع‪،‬‬
‫دون متييز بني ما إذا كان أحدمها منتجا أم ال‪ ،‬وقد جاء يف قرار ملحكمة النقض الفرنسية ما ييل‪:‬‬
‫‪«Que celui-ci soit ou non fabricant, il est irréfragablement assimilé en tant que tel à un vendeur qui‬‬
‫‪connaît les vices de la chose, et par conséquent il doit garantir l’acquéreur les vices de la chose et de‬‬
‫»‪toutes les conséquences dommageables‬‬
‫‪- Cass civ 21 novembre 1972‬‬
‫‪- Cass com 17 décembre 1973 cités par de Lamberterie I: Thèse précitée, p: 140 et 141‬‬
‫‪- Cass civ 22 janvier 1974, Dalloz 1974, p: 288‬‬
‫‪- L’Article R 132-1 du décret n° 97/298 du 27 mars 1997 dispose que:‬‬
‫‪«Dans les contrats de vente conclus entre professionnels d’une part et des non professionnels ou des‬‬
‫‪consommateurs d’ autre part, est interdite comme abusive au sens de l’alinéa 1er de l’article L 132-1 la‬‬

‫‪63‬‬
‫مجلة القضاء المدني ‪ -‬العدد ‪� - 11‬شتاء‪/‬ربيع ‪2015‬‬

‫ومما الشك فيه أن احلامية التي قررها املرشع الفرنيس للمتعاقد غري املتخصص يف موضوع العقد جديرة‬
‫بالتأييد‪ ،‬ألن املتعاقد املحرتف يعلم جيدا العيوب التي قد تصيب الربنامج الذي يصممه‪ ،‬فيحاول أن يتنصل‬
‫من املسؤولية عن طريق االستفادة من عدم خربة العميل‪ ،‬ومن نصوص القانون املدين التي جتيز االتفاق عىل‬
‫تعديل أحكام املسؤولية العقدية‪ ،‬بحيث يتجنب بذلك أي مساءلة قانونية‪ ،‬وهلذا تدخل املرشع الفرنيس ليمنع‬
‫هذه االتفاقات وإضفاء محايته عىل املتعاقد غري املتخصص يف موضوع العقد‪ ،‬والذي ال يدرك مدى خطورة‬
‫االتفاق عىل ختفيف املسؤولية ليفاجأ بعد ذلك بأرضار دون أن يكون له احلق يف املطالبة بتعويض جلربها(‪.((7‬‬
‫وعىل هذا األساس هنيب باملرشع املغريب أن يتبنى نفس النهج الذي تبناه املرشع الفرنيس يف إضفاء محايته‬
‫عىل املستهلك بطريقة متنع عنه ما قد يصيبه من أرضار‪ ،‬وذلك يف حالة التعاقد مع شخص حمرتف حتت غطاء‬
‫النصوص احلالية يف قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬التي جتيز االتفاق عىل التخفيف من املسؤولية إال يف حالة‬
‫التدليس واخلطأ اجلسيم(‪ ،((7‬بل البد أن يتدخل ليمنع أي اختالل يف التعاقد بني شخصني غري متساويني يف‬
‫اخلربة والدراية بموضوع العقد(‪.((7‬‬
‫وال شك أن التشدد يتعني أن يشمل املجال املعلومايت باعتبار أن الربنامج املعلومايت املطلوب تصميمه قد‬
‫يكون خمصصا إلدارة أجهزة طبية أو إلدارة مصنع‪ ،‬وبمعنى آخر فإن أي تسامح بصدد العيوب التي تشوب‬
‫الربنامج له انعكاس سلبي عىل األرواح واألموال (‪.((7‬‬
‫وبعد أن أوضحنا مفهوم ضامن العيب اخلفي يطرح التساؤل حول مدى اعتبار عدم قابلية الربنامج للتطور‬
‫عيبا‪ ،‬ومدى انطباق أحكام ضامن العيب اخلفي عليه‪.‬‬

‫‪clause ayant pour objet ou pour effet de supprimer ou de réduire le droit à réparation du non professionnel‬‬
‫‪ou consommateur en cas de manquement par le professionnel à l’une quelconque de ses obligations».‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أن املرشع املغريب اعترب بمقتىض القانون رقم ‪ 31/08‬القايض بتحديد تدابري حلامية املستهلك أن كل رشط‬
‫هيدف إىل إلغاء أو إنتقاص حق املستهلك يف التعويض يف حالة إخالل املورد بأحد التزاماته رشطا تعسفيا‪ ،‬فقد جاء يف الفقرة‬
‫األوىل من املادة ‪ 18‬من القانون سالف الذكر ما ييل‪« :‬مع مراعاة تطبيق النصوص الترشيعية اخلاصة أو تقدير املحاكم أو مها‬
‫معا‪ ،‬وعىل سبيل املثال ال احلرص‪ ،‬يمكن أن تعترب الرشوط تعسفية‪ ،‬إذا كانت تتوفر فيها رشوط املادة ‪ 15‬أعاله‪ ،‬ويكون الغرض‬
‫منها أو يرتتب عليها ما ييل‪:‬‬
‫‪ –1‬إلغاء أو انتقاص حق املستهلك يف االستفادة من التعويض يف حالة إخالل املورد بأحد التزاماته‪»...‬‬
‫‪(74) Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du logiciel, op. cit, p: 211‬‬
‫(‪ )75‬ينص الفصل ‪ 232‬من ق ل ع عىل ما ييل‪« :‬ال جيوز أن يشرتط مقدما عدم مسؤولية الشخص عن خطئه اجلسيم وتدليسه»‪.‬‬
‫(‪ )76‬وجتدر اإلشارة إىل أن القانون رقم ‪ 31/08‬القايض بتحديد تدابري حلامية املستهلك قد نص عىل تطبيق مقتضيات الفصول من‬
‫‪ 549‬إىل ‪ 575‬من ق ل ع عىل عقود بيع السلع واملنتوجات املربمة بني املستهلكني الذين يتعاقدون لتلبية حاجاهتم غري املهنية عىل‬
‫منتوجات أو خدمات ومن أجل االستعامل الشخيص أوالعائيل واملوردين فيام خيص األحكام املتعلقة بضامن العيوب اخلفية‪،‬‬
‫باستثناء أحكام البند الثاين من الفصل ‪ 571‬من ق ل ع‪.‬‬
‫فقد جاء يف الفقرة األوىل والثانية من املادة ‪ 65‬من القانون سالف الذكر ما ييل‪« :‬تطبق عىل عقود بيع السلع أو املنتوجات املربمة‬
‫بني املستهلك واملورد األحكام املتعلقة بالضامن القانوين لعيوب اليشء املبيع والواردة يف الفصول من ‪ 549‬إىل ‪ 575‬من الظهري‬
‫الرشيف الصادر يف ‪ 9‬رمضان ‪ 12( 1331‬أغسطس ‪ )1913‬بمثابة قانون االلتزامات والعقود‪ .‬غري أن أحكام البند الثاين من‬
‫الفصل ‪ 571‬من الظهري الرشيف بتاريخ ‪ 9‬رمضان ‪ 12( 1331‬أغسطس ‪ )1913‬بمثابة قانون االلتزامات والعقود ال تطبق عىل‬
‫عقود بيع السلع أو املنتوجات املربمة بني املستهلك واملورد»‪.‬‬
‫‪(77) Bloch F, Philippon P: Les travaux d’adaptation d’un logiciel au passage à l’an 2000 relèvent-ils de la‬‬
‫‪maintenance dans le monde, Expertises des systèmes d’information, n° 235, mars 2000, p: 64‬‬

‫‪64‬‬
‫االلتزام بال�ضمان فـي العقد الوارد على نظام معلوماتي وفق القانون املغربي واملقارن‬

‫كام سبقت اإلشارة إىل ذلك يتسم املجال املعلومايت بالتطور الرسيع حيث يرتتب عىل ذلك نشوء خطر‬
‫ناتج عن التطور العلمي(‪ ،((7‬ومفاد هذا أن التطور العلمي قد يكشف عن وجود خطأ يف الربنامج الذي سبق‬
‫تصميمه طبقا للقواعد العلمية السائدة وقت اإلنتاج(‪ ،((7‬وكذلك األمر عندما يتعذر تطوير الربنامج حتى‬

‫(‪ )78‬اعترب مصطلح خماطر التطور العلمي حديثا ويعني اكتشاف التطور العلمي لعيوب وجدت يف املنتوجات ومل تكن حالة العلم‬
‫أو التطور التقني تسمح بذلك‪.‬‬
‫‪- Geneviève V: L’introduction en droit français de la directive européenne du 25 juillet 1985 relative à‬‬
‫‪la responsabilité du fait des produits défectueux, Dalloz, 1998, p: 296‬‬
‫ومما ال شك فيه أن العيوب التي ال يمكن اكتشافها إال بعد إطالق املنتوجات يف التداول‪ ،‬ترجع إىل التطور العلمي يف تصنيع‬
‫املنتوجات أو طرق معاجلتها والتي ال يدرك العلم آثارها إال يف وقت الحق ‪.‬‬
‫وقد أثري خالف حول املقصود باملعرفة العلمية أو املعارف التي حيققها التقدم العلمي وما إذا كانت متعلقة بالنطاق اجلغرايف‬
‫إلحدى الدول‪ ،‬أو تتعلق بقطاع علمي أو إنتاجي معني أو أهنا معرفة عاملية ال تعري أي اهتامم لفروع العلم أو لقطاعات اإلنتاج‪.‬‬
‫وقد حسمت حمكمة العدل األوروبية هذا اإلشكال وحددت خماطر التطور العلمي بوصفها املعرفة العلمية أو التكنولوجية‬
‫عىل مستوى دولة معينة أو بصدد قطاع صناعي أو إنتاجي‪ ،‬وبالتايل ال جيوز ألي منتج التنصل من املسؤولية بدعوى أن املعرفة‬
‫العلمية املتاحة يف دولته مل تصل إىل مستوى املعرفة العلمية يف دولة أخرى‪ ،‬بحيث تبقى املسؤولية قائمة حتى يف احلاالت التي‬
‫يثبت فيها أنه استخدم آخر ما وصلت إليه املعرفة العلمية يف القطاع الذي ينتج فيه طاملا كان بإمكانه التعرف عىل هاته العيوب‬
‫بالسعي نحو احلصول عىل املعلومات واملعرفة التي تتعلق بالعيب يف قطاع إنتاجي أو صناعي آخر يف ذات الدولة أو يف أي‬
‫دولة أخرى‪.‬‬
‫‪(79) La cour de justice des communautés européennes 29 mai 1997, Affaire C 300-95, Dalloz, IR, 1997, p. 185‬‬
‫أما عىل مستوى الفقه الفرنيس فقد احتدم اخلالف بينه بشأن مدى اعتبار خماطر التطور العلمي سببا من أسباب اإلعفاء من‬
‫املسؤولية املقررة ترشيعيا عىل عاتق املنتج‪ .‬ويف هذا الصدد يذهب بعض الفقه إىل وجوب اإلعتداد هبذه املخاطر كسبب من‬
‫أسباب اإلعفاء من املسؤولية مستندا يف ذلك عىل املربرات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إن عدم اإلعتداد بمخاطر التقدم العلمي كسبب من أسباب اإلعفاء من املسؤولية من شأنه عرقلة التطور العلمي‪ ،‬واإلرضار‬
‫باالقتصاد بسبب تكاليف التعويضات وأقساط التأمني التي تتقرر عىل عاتق املنتج بسبب األرضار النامجة عن هذه املخاطر التي‬
‫ال يمكن توقعها ودفعها‪.‬‬
‫‪- Bergo O: La notion de risque de développement en matière de responsabilité du fait des produits‬‬
‫‪défectueux, JCP, 1996, I, n° 3945‬‬
‫‪ -‬إن عدم العلم بعيوب املنتوجات يف ضوء املعطيات العلمية املتاحة والتطور العلمي جيب اعتباره سببا لدفع املسؤولية نظرا‬
‫لعدم توفر رشط العيب الالزم لقيام هذه املسؤولية‪ ،‬ذلك أن العيب يتم تقديره وفقا لتوقعات املستخدمني عىل ضوء الظروف‬
‫املحيطة باالستخدام‪ ،‬وما دام أن حالة العلم تعد أحد العنارص التي يقدر وجود العيب عىل أساسها‪ ،‬فإنه يف حلظة إطالق السلعة‬
‫يف التداول وأخذا بعني االعتبار عدم إمكانية العلم بالعيب وما ينتج عنه من أرضار فإن السلع ال تعترب معيبة‪ ،‬وهو ما يعني عدم‬
‫قيام مسؤولية املنتج‪ ،‬فتطور العلم ال ينبغي أن يؤدي إىل إلصاق صفة بالسلعة سابقة عىل التداول‪.‬‬
‫‪- Bergo O: Article précité, n° 3945‬‬
‫‪- Huet J: Le paradoxe des médicaments et le risque de développement, Dalloz, 1987, p: 73‬‬
‫يف حني يذهب فقه آخر إىل أن قبول خماطر اإلنتاج كسبب من أسباب اإلعفاء من املسؤولية يعد ارتدادا عن تبني املسؤولية‬
‫املوضوعية‪ ،‬والرجوع بطريق غري مبارش إىل املسؤولية القائمة عىل اخلطأ‪ ،‬فالقول بحق املنتج بالتمسك باإلعفاء من املسؤولية‬
‫لعدم متكنه عىل ضوء التقدم العلمي من العلم بعيوب املنتوجات يعني يف الواقع اعتبار املسؤولية قائمة عىل خطأ مفرتض يمكن‬
‫إثبات عكسه من خالل إقامة املنتج الدليل عىل أنه قام ببذل العناية الكافية للتعرف عىل عيوب املنتوج وعجزه عن ذلك بسبب‬
‫عدم إمكانية علمه هبا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى يعد قبول خماطر التطور العلمي متناقضا مع اهلدف من إصدار التوجيه األرويب‬
‫والذي قصد منه تشديد مسؤولية املنتج‪.‬‬
‫‪- Ghestin J: L’introduction de la directive en droit français in sécurité des consommateurs et‬‬
‫‪responsabilité des produits défectueux, colloque de l’université de paris I, LGDJ, 1987, p: 124‬‬
‫‪- Jourdain P: Le virus informatique, la force majeure et le risque de développement, Revue trimestrielle‬‬
‫‪de droit civil , 1998, p: 386‬‬

‫‪65‬‬
‫مجلة القضاء المدني ‪ -‬العدد ‪� - 11‬شتاء‪/‬ربيع ‪2015‬‬

‫يواكب املستجدات التي قد تظهر يف املستقبل‪ ،‬بحيث يفقد قيمته ألن املورد مل حيتاط للتطور العلمي املستقبل‬
‫ومل يستعد له(‪.((8‬‬
‫ورغم أن املرشع الفرنيس بمقتىض القانون رقم ‪ 389/98‬الصادر بتاريخ ‪ 19‬ماي ‪ 1998‬اخلاص باملسؤولية‬
‫عن املنتجات املعيبة(‪ ،((8‬أعفى املنتج من املسؤولية عن املنتجات متى ثبت أن القواعد العلمية والتقنية السائدة‬
‫وقت اإلنتاج ال يمكن التوصل بواسطتها الكتشاف العيب‪ ،‬فان القضاء الفرنيس قرر أن املورد املعلومايت ملزم‬
‫بضامن قابلية الربنامج للتطور ملسايرة ما قد يظهر يف املستقبل من تطور(‪.((8‬‬
‫كام يذهب الفقه من جانبه إىل أن املورد املعلومايت ملزم بضامن قابلية الربنامج للتطور عىل أساس أنه ملزم‬
‫باختيار املعايري التي تستجيب الحتياجات العميل‪ ،‬ويتعني أن تكون هاته املعايري قابلة للتطور يف املستقبل‪ ،‬وإال‬
‫ترتب عىل عدم احرتام هذا األمر أن يفقد الربنامج قيمته الوظيفية بعد مرور وقت قصري(‪.((8‬‬

‫‪- Lambert faivre Y: Note sous cass civ 9 juillet 1996, Dalloz, 1996, p: 610‬‬
‫‪- Calais Auloy J: Le risque du développement, une exonération contestable, in mélanges Cabriallac M,‬‬
‫‪1999, p: 81‬‬
‫‪- Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques, op.cit, p: 165‬‬
‫‪(80) Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques, op.cit, p: 165‬‬
‫‪- Le tourneau Ph: Théorie et pratique des contrats informatiques, op. cit, p: 100‬‬
‫ولعل أهم دليل عىل هذا التطور الرسيع الذي يعرفه املجال املعلومايت ذلك التوتر الذي عرفه العامل قبل حلول األول من يناير‬
‫عام ‪ ،2000‬والذي استمر حتى األول من يناير عام ‪ 2001‬والناتج عن عدم توافق األنظمة املعلوماتية مع هذه األوقات مما‬
‫أثار اخلوف من حدوث توقف يف عمل هذه األنظمة وعجزها عن أداء وظائفها‪ ،‬األمر الذي قد يرتتب عنه أرضارا جسيمة يف‬
‫األرواح واألموال خاصة عىل مستوى املالحة اجلوية والبحرية والبنوك والقطارات واملستشفيات‪ .‬وقد نتج عن هذا التخوف‬
‫حماولة أغلب الدول تطوير األنظمة املعلوماتية لكي تتوافق مع املواعيد اجلديدة لعام ‪ ،2000‬وقد بلغ حجم املبالغ التي رصدت‬
‫هلذا التطوير ما يناهز ‪ 300‬مليار دوالر‪.‬‬
‫‪- Le Tourneau Ph: Théorie et pratique des contrats informatiques, op. cit, p: 100‬‬
‫‪- Lipovetsky S, Yayon-Dauvet A: Responsabilité du fournisseur liée au passage à l’an 2000: Les juges‬‬
‫‪concédent sans … céder , Expertises des systèmes d’information, n° 233, janvier 2000, p: 186‬‬
‫‪- Lipovetsky S, Yayon-Dauvet A: An 2000 et droit du logiciel, Expertises des systèmes d’information,‬‬
‫‪n°234, février 2000, p: 21‬‬
‫‪- Dufag D, Lagorce V: An 2000: Libres propos sur décision du tribunal de commerce de Marseille,‬‬
‫‪Expertises n° 234, février 2000, p: 27 et 28‬‬
‫‪- Dupuis-Toubol F, Gavanon I, Le Marchad S: Passage à l’an 2000 et à la monnaie unique, Expertises‬‬
‫‪des systèmes d’information, n° 200, 2000, p: 120‬‬
‫‪- Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques, op cit, p: 165 et 166‬‬
‫(‪ )81‬وقد أدخلت نصوص هذا القانون يف القانون املدين الفرنيس يف املادة ‪ 1386‬بمقتىض املادة األوىل من القانون املذكور‪.‬‬
‫‪(82) CA Versailles 4 octobre 2001 cité par Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques, op cit, p: 165‬‬
‫وقد جاء يف هذا القرار ما ييل‪:‬‬
‫‪«Considérant qu’un progiciel destiné à une branche professionnelle déterminée …est un produit‬‬
‫»‪nécessairement évolutif, qui doit s’adapter aux changements rapides de la technique‬‬
‫‪- CA Versailles 4 octobre 2001‬‬
‫‪- CA Montpellier 5 juillet 2000 cités par Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques,‬‬
‫‪op cit, p: 165‬‬
‫‪(83) Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du logiciel, op. cit, p: 140‬‬

‫‪66‬‬
‫االلتزام بال�ضمان فـي العقد الوارد على نظام معلوماتي وفق القانون املغربي واملقارن‬

‫والواقع أن من الصفات املميزة للربامج املعلوماتية تأثرها بالتطور الذي يعرفه املجال املعلومايت‪ ،‬وبالتايل‬
‫يتعني عىل املورد أن يأخذ بعني االعتبار هذه املسألة بحيث يبحث عن أسس لتصميم الربنامج تقبل التوافق‬
‫مع املستجدات التي تظهر يف املستقبل القريب‪ ،‬خاصة وأن هناك ظروف مستقبلة يسهل توقعها كقدوم عام‬
‫ألفني‪ ،‬فعدم أخذ هذا املعطى بعني االعتبار معناه تقصري من جانبه يف تنفيذ إلتزامه‪ ،‬وبالتايل يعترب مسؤوال عن‬
‫األرضار الالحقة بالعميل(‪ ،((8‬بينام تنتفي هذه املسؤولية إذا تعلق األمر بظروف مستقبلة غري متوقعة‪ ،‬ويصعب‬
‫عىل أي متخصص التكهن هبا(‪.((8‬‬
‫عىل أن التزام املورد بتصميم برنامج قابل للتطور ليس معناه أن يبقى ملتزما بالقابلية للتطور ملدة طويلة‬
‫أو أن يظل هذا االلتزام مطلقا‪ ،‬ولكن يتعني أن يظل هذا األخري قائام ملدة حمددة يتفق عليها املتعاقدان‪ ،‬بحيث‬
‫لو ظهر عجز الربنامج عن مواكبة التطور الذي حيدث خالل مدة الضامن املتفق عليها فإن املورد يف هذه احلالة‬
‫يكون مسؤوال جتاه العميل(‪.((8‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬التمييز بني العيب اخلفي وعدم املطابقة‬
‫إن تنفيذ االلتزام بالتسليم يتحقق عندما يكون الربنامج مطابقا للمواصفات املشرتطة يف العقد وملبيا‬
‫الحتياجات العميل(‪ .((8‬ولكن األمر يدق بصدد التمييز بني فكرة العيب اخلفي وعدم املطابقة مما يؤدي‬
‫إىل اخللط بينهام‪ ،‬وهكذا يذهب بعض الفقه(‪ ((8‬إىل أن القضاء الفرنيس أجاز يف سبيل التخلص من القيود‬
‫املرتبطة بمامرسة دعوى ضامن العيب اخلفي اللجوء اىل دعوى املسؤولية العقدية بسبب تسليم مبيع غري مطابق‬
‫للمواصفات‪.‬‬

‫‪- Chardenon J P: La continuité des logiciels, Une composante de la sécurité informatique,‬‬


‫‪Expertises des systèmes d’information, n°121, 1989, p: 343‬‬
‫‪- Pellerin R: Conséquences juridiques liées au passage à l’an 2000 des systèmes informatiques,‬‬
‫‪Rev.dr .aff.int, n°5, 1999, p: 549‬‬
‫‪- Renard- Bozzo I: Aspects juridiques liées aux dysfonctionnements informatiques lors du passage‬‬
‫‪à l’an 2000, Droit de l’informatique et des télécoms, n° 1, 1999, p: 15‬‬
‫‪(84) CA Dijon 4 février 1999, JCP, II,1999, n°10100, obs Amandric du chaffaut‬‬
‫‪- Le stanc Ch: Les responsabilités encourues du non passage à l’an 2000, JCP, éd E, n° 7, 2‬‬
‫‪septembre 1999, p: 1328‬‬
‫‪(85) Wery E: Le bogue de l’an 2000 sous la loupe des contrats informatiques en droit belge, Droit de‬‬
‫‪l’informatique et des télécoms, n° 1, l999, p:32‬‬
‫‪(86) Tri com Créteil 16 juin 1998 , Droit de l’informatique et des télécoms, n° 4, 1998 , p: 83‬‬
‫‪- TGI Mâcon 28 septembre 1998, Droit de l’informatique et des télécoms, n° 4, 1998 , p: 79‬‬
‫‪- Lemarhand S, Rambaud S: Observations sous TGI Mâcon 28 septembre 1998, Droit de l’informatique‬‬
‫‪et des télécoms, n° 4, 1998 , p: 79‬‬
‫‪(87) Ressmann E: Article précité, p: 229‬‬
‫‪(88) Bitan H: Vices cachés et non-conformité en matière informatique: critères de distribution jurisprudentiels‬‬
‫‪et doctrinaux, ( 1re partie), Expertises des systèmes d’information, n°183, 1995, p: 224‬‬
‫‪- Bitan H: Vices cachés et non-conformité en matière informatique: critères de distribution‬‬
‫‪jurisprudentiels et doctrinaux, ( 2 re partie), Expertises des systèmes d’information, n°184, 1995, p: 63‬‬

‫‪67‬‬
2015 ‫ربيع‬/‫ �شتاء‬- 11 ‫ العدد‬- ‫مجلة القضاء المدني‬

‫ غري أنه أصبح ينافس النظام املتعلق بضامن‬،‫ورغم أن الدور الذي حتتله هذه الدعوى قد يبدو حمدودا‬
.((8(‫العيوب اخلفية‬
‫وقد تعرضت فكرة اعتبار عدم املطابقة عيبا خفيا جلدل واسع حتى حسمت حمكمة النقض الفرنسية األمر‬
‫ إذ أكدت فكرة الضم وكيفت عيب التصنيع عىل أنه عدم‬،1986‫ فرباير‬7 ‫بغرفها املجتمعة يف قرار هلا بتاريخ‬
‫ ومع ذلك ذهبت‬.((9(‫ وبالتايل جيوز للدائن الرجوع عىل املدين وفق القواعد العامة يف املسؤولية العقدية‬،‫مطابقة‬
‫ وأكدت عىل بقاء فكرة ضامن العيب اخلفي مستقلة‬،‫الغرفة املدنية بمحكمة النقض الفرنسية عكس هذا االجتاه‬
‫ بينام اتسم موقف الغرفة التجارية بمحكمة‬،((9(‫عن عدم املطابقة وبالتايل ال جمال إلفساح اخليار بني الدعويني‬
‫ فإهنا‬،‫(( واحتفاظها بخصائصها‬9(‫ إذ رغم تأكيدها عىل متيز كل دعوى عن األخرى‬،‫النقض الفرنسية بالرتدد‬
.((9(‫ذهبت يف بعض األحيان إىل تبني ضم الفكرتني معا‬

(89) Atias C: L’équilibre renaissant de la vente, Dalloz, 1993 chronique, p: 1


(90) «Mais attendu que le maître de l’ ouvrage comme le sous acquéreur, jouit de tous les droits et actions
attaché à la chose qui appartenait a son auteur: qu’il dispose donc a cette effet contre le fabricant d’une
action contractuelle directe fondée sur la non-conformité de la chose livrée; que dés lors en relevant que
la société P.C.A avait livré des briques non conformes au contrat en raison de leur mauvaise fabrication,
la cour d’ appel qui a caractérisé un manquement contractuel dont la S C I Asnières Normandie, maître
de l’ouvrage pouvait lui demander réparation dans le délai de droit commun, a par ce seul motif légale-
ment justifié sa décision ».
- Cass ass plén 7 février 1986, Dalloz 1986, p: 293 note Benabent A
:‫وتضيف حمكمة النقض مقررة يف قرار آخر ما ييل‬
«Que l’action fondée sur l’inexécution de l’obligation de délivrer une chose conforme à sa destination
pouvait être exercée peu important que le défaut de conformité puisse ou non constituer un vice caché».
- Cass civ 7 janvier 1993 cité par Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du
logiciel,op. cit, p: 219
(91) «Ayant relevé que si des tuiles comporte un vice caché de fabrication, leur qualité et leur nature sont
conformes au contrat, une cour d’appel en déduit à bon droit que l’acheteur des tuiles, .... doit agir a
bref délai».
- Cass civ 27 mars 1991, Dalloz, 1992, p: 95
:‫وتضيف الغرفة املدنية بمحكمة النقض متمسكة بموقفها يف قرار آخر ما ييل‬
«Décide à bon droit que l’action en garantie exercée par un entrepreneur contre le fabricant d’un maté-
riel doit être intentée à bref délai, la cour d’appel qui retient que si ce matériel comportait un vice caché
de fabrication, sa qualité et sa nature étaient conformes au contrat».
- Cass civ 23 octobre 1991, Dalloz 1993, p: 239, Obs Tournafond O
(92) «Ne donne pas de base légale à sa décision la cour d’appel qui pour rejeter l’action d’une société
en résolution de la vente de lin, retient que celle-ci n’a pas été formée dans le bref délai prescrit en
matière de garantie des vices cachés sans rechercher si le vendeur n’a pas en livrant du lin contenant du
propylène,manqué à son obligation de délivrer une chose conforme à l’usage auquel elle était destinée,
en l’espèce il s’agit bien en effet d’un défaut de conformité ,le lin mélangé de propylène n’étant pas
défectueux en lui-même ».
-Cass com 22 mai 1991 cité par Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du logiciel,op.
cit, p: 220
(93) «Après avoir relevé que l’utilisateur subrogé dans les droits de l’acheteur d’une machine automatique
destinée à la fabrication et à la distribution de portions de frites s’était heurté aux plaintes des voisins

68
‫االلتزام بال�ضمان فـي العقد الوارد على نظام معلوماتي وفق القانون املغربي واملقارن‬

‫ وتباينت مواقف‬،‫بل إن اخللط بني فكريت العيب اخلفي وعدم املطابقة قد ازداد بصدد عقد املعلوماتية‬
‫ ويف بعض‬،((9(‫ إذ ذهبت بعض األحكام إىل متديد نطاق فكرة املطابقة عىل حساب فكرة العيب اخلفي‬،‫القضاء‬
‫ مما يعني أن القضاء مل يستقر عىل‬،((9(‫األحيان تعطي مدلوال واسعا لفكرة العيب اخلفي لتشمل عدم املطابقة‬
‫ مما جعله يتجاوز ما استقرت عليه الغرفة‬،((9(‫ بل ينظر إىل كل حالة عىل حدة‬،‫مبدأ واحد يف جمال املعلوماتية‬
.((9(‫املدنية بمحكمة النقض من أجل إقرار مسؤولية املورد املعلومايت بصفته مهنيا حمرتفا‬
‫(( إىل تأييد االجتاه القضائي الذي مجع بني فكريت العيب اخلفي وعدم املطابقة‬9(‫وقد ذهب بعض الفقه‬
‫باعتبار أن التمسك بحرفية النص واشرتاط األجل املتطلب لرفع دعوى ضامن العيب اخلفي لن حيقق احلامية‬
‫ األمر الذي يرتتب‬،‫ وأن حتقيق هذه األخرية لن يتأتى إال بدمج الفكرتني يف فكرة واحدة‬،‫التي يبتغيها املرشع‬
‫عليه توجه القايض إىل فحص مدى توافر رشوط عدم املطابقة عندما يتبني له أن رشوط العيب اخلفي غري‬
‫ وبالتايل يفسح املجال للمشرتي لالستفادة من مدة تقادم طويلة نظرا ألنه يستفيد من فكرة عدم‬،‫متوافرة‬
‫املطابقة يف احلاالت التي يتوافر فيها خفاء العيب وجسامته ولكن مل يتم رفع الدعوى خالل األجل الرضوري‬
،‫ مما يؤدي إىل أنه لو توافر عدم املطابقة باإلضافة إىل العيب اخلفي‬،‫الستكامل رشوط دعوى العيب اخلفي‬
‫فيكون أمام املشرتى دعوى واحدة للضامن نظرا ألن فكرة عدم املطابقة أوسع نطاقا من فكرة العيب اخلفي‬
.‫وتشملها كذلك‬
‫ حيث مل‬،‫ تبنى القضاء الفرنيس موقفا يميل اىل تقليص نطاق دعوى عدم املطابقة‬1993 ‫ولكن بعد سنة‬

suscités par les odeurs engendrées par le fonctionnement de cette machine dans un tissu urbain dense,
rejette non seulement,
faute d’avoir été exercée dans un bref délai, l’action en résolution fondée sur le vice caché de la chose
vendue, mais encore l’action fondée sur le manquement du vendeur à son obligation de délivrance»
(94) Cas com 1 décembre 1992, Dalloz, 1993, p: 240
- «S’il est vrai que le logiciel a été malaisé à mettre au point et a donné lieu à de sérieuses difficultés
d’application, la cause en tient à ce qu’il atteignait la limité de la capacité de l’appareil et non pas à un
vice inhérent à la nature de celui-ci ou des programmes de traitement, qu’il n’est par conséquent pas
démontré qu’une partie quelconque de l’unité ait été atteinte de défauts caché rendant l’installation in-
formatique impropre à son usage ou ayant diminué tellement cet usage que l’acheteur ne l’aurait acquise
ou qu’il n’en aurait donné qu’un moindre prix, s’il les avait connus».
- CA paris 19 janvier 1978 cité par Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du
logiciel,op. cit, p: 220 et 221
(95) CA paris 2 mars 1982, Expertises des systèmes d’information, n° 120, septembre1989, p: 324
:‫ ما ييل‬Aix en provence ‫جاء يف قرار ملحكمة اإلستئناف بـ‬
«Un logiciel qui présente des problèmes de blocage, de direction du curseur, d’affichage des résultats
est impropre à son usage de sorte que le seul fondement possible est l’action en garantie des vices
cachés»
- C A Aix en provence 27 mars 2002 cité par Bitan H: Droit des contrats informatiques et pratique
expertale, op. cit, p: 178
(96) Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du logiciel,op. cit, p: 221
(97) Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du logiciel,op. cit, p: 221
(98) Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques, op.cit, p: 107

69
2015 ‫ربيع‬/‫ �شتاء‬- 11 ‫ العدد‬- ‫مجلة القضاء المدني‬

‫ وترتب عىل هذا التمييز أن املورد املعلومايت يلتزم‬،((9(‫يعد يسمح باخليار بينها وبني دعوى ضامن العيب اخلفي‬
‫ وثانيهام هو ضامن العيب الذي‬،((10(‫بالتزامني أوهلام هو ضامن الصفات التي كفل للعميل وجودها يف الربنامج‬
‫ ونتيجة لذلك فإن دعوى ضامن العيب اخلفي تواجه العيب القائم‬،((10(‫ينقص من قيمة الربنامج أو من منفعته‬
‫ بينام يمكن‬،‫ من القانون املدين الفرنيس‬1648 ‫بالربنامج وترفع خالل املدة القصرية املنصوص عليها يف الفصل‬
.((10(‫رفع دعوى عدم املطابقة خالل مدة أطول ألهنا تنشأ عن خطأ املورد املعلومايت‬
‫ويف ختام هذه الفقرة نتساءل حول ما إذا كان املورد املعلومايت جيوز له أن يطالب العميل بالتعويض يف‬
.‫ واسرتداد العميل للمقابل املايل الذي دفعه أم ال‬،‫حالة فسخ العقد واسرتداده للربنامج املعلومايت‬
:‫لقد ذهبت حمكمة النقض الفرنسية بصدد هذا التساؤل إىل التمييز بني احلالتني التاليتني‬
‫ فإن املورد ال‬،‫ عندما يتم رفع الدعوى من طرف العميل عىل أساس ضامن العيب اخلفي‬:‫احلالة األوىل‬
.((10(‫يمكن أن يطالب العميل بتعويض عن استعامل الربنامج قبل اسرتداده‬
‫ عندما يتم رفع الدعوى من طرف العميل عىل أساس تسليم برنامج غري مطابق للمواصفات‬:‫احلالة الثانية‬
.((10(‫ فإن املورد جيوز له مطالبة العميل بتعويض عن نقص قيمة الربنامج من جراء استعامله‬،‫املشرتطة‬

(99) «Les vices cachés, lesquels se définissent comme un défaut rendant la chose impropre à sa destination
normal ne donnent pas ouverture à une action en responsabilité contractuelle, mais à une garantie dont
les modalités sont fixés par les articles 1641 et suivants du code civil».- Cass civ 5 mai 1993 cité par
Bitan H: Contrats et litiges en informatique, la délivrance du logiciel,op. cit, p: 227
(100) CA Toulouse 13 décembre 2001 cités par Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques,
op.cit, p: 106
(101) Le tourneau Ph: Contrats informatiques et électroniques, op.cit, p: 117./- Bitan H: Droit des contrats
informatiques et pratique expertale, op cit, p: 178
(102) Leveneur L: Distinction entre vices cachés et manquement à l’obligation de délivrance, JCP, n°
51/52, 68 année, 21 décembre 1994, n° 22356
‫وجتدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أن الغرفة األوىل بمحكمة النقض الفرنسية ذهبت يف بعض قراراهتا إىل أن حمكمة املوضوع‬
‫ جيوزهلا إذا ما قدرت أن رشوطه غري متوافرة أن تقوم بإعادة‬،‫إذا ما رفعت إليها الدعوى عىل أساس ضامن العيب اخلفي‬
.‫تكييف الطلب عىل أساس دعوى تسليم مبيع غري مطابق للرشوط املتفق عليها‬
- Cass civ 1re 20 janvier 2004 cité par Le tourneau Ph: Contrats informatiques, op.cit, p: 121
- Cass civ 1re 24 janvier 2006, Dalloz 2006, p:397
(103) «En matière de garantie des vices cachés, lorsque l’acheteur exerce l’action rédhibitoire, le vendeur
tenu de restituer le prix qu’il a reçu, n’est pas fondé à obtenir une indemnité liée à l’utilisation de la
chose vendue ou à l’usure résultant de cette utilisation par l’acheteur». - Cass civ 21 mars 2006 cité par
Bitan H: Droit des contrats informatiques et pratique expertale, op cit, p: 181
)104(«L’effet rétroactif de la résolution d’une vente pour défaut de conformité permet au vendeur de
réclamer à l’acquéreur une indemnité correspondant à la dépréciation subie par la chose en raison de
l’utilisation que ce dernier en a faite»
- Cass civ 21 mars 2006 cité par Bitan H: Droit des contrats informatiques, op cit, p: 181

70

Powered by TCPDF (www.tcpdf.org)

You might also like