Professional Documents
Culture Documents
المفهوم والوظيفة
أ.د.عمر مهديوي(*)
جامعة موالي إمساعيل ،املغرب
-1الملخص
-2مقدمة
-3الترجمة البشرية والترجمة اآللية :النشأة والتطور
-4الترجمة بين اإلنسان واآللة
-5أجيال الترجمة اآللية وأنظمتها
-6الهندسة اللغوية والترجمة اآللية :المفهوم والوظيفة
-7مشكالت الترجمة اآللية في اللغة العربية
-8نحو بناء هندسة لغوية للترجمة العربية
-9خاتمة البحث :النتائج والتوصيات.
-1الملخص :من املؤكد ،اليوم ،أن الرتمجة بنوعيها البشري واآليل ،أصبحت تزداد أمهية بالنسبة لإلنسان
املعاصر ،وذلك نظرا ملا تقوم به من أدوار أساسية يف عصر الصورة والرقمنة .إذ تعد مصدراً أساسياً من مصادر
احلوار الثقايف واحلضاري بني الشعوب واألمم.كما تعد أيضا وسيلة من وسائل بناء جمتمع املعلومات واقتصاد
املعرفة .واحلقيقة أن هذه األدوار الطالئعية اجلديدة لععل الرتمجة ترجع يف أساسها إ ى دور انهندسة اللغوية،
باعتبارها علماً إمربيقياً ،يقع يف معرتق الطرق العلمية بني اللغويات وانهندسة ،الشيء الذي مكن هذا العلم
الصوري /اخلوارزمي من إثراء وتغذية حقول وجماالت معرفية كثرية بعتاد معاهيمي ونظري ،مكن بعضها من دراسة
ظواهره دراسة عقالنية ،وساعد البعض اآلخر على سرب أغوار جمال اشتغاله بعقالنية وصرامة علمية .ويأيت اجملال
اللغوي الطبيعي يف مقدمة اجملاالت املعرفية اإلنسانية ،اليت استعادت كثرياً من العلوم احلديثة (الذكاء
االصطناعي،هندسة املعرفة )...،يف الكشف عن اآللية اللغوية املخزنة يف دماغ اإلنسان ،وحتديد القواعد
اخلوارزمية /الصورية اليت تتحكم يف توليد اللغة وحتليلها ،مبعىن آخر ،تطوير وبلورة برامج حاسوبية متطورة ألنظمة
هذه اللغات بنوعيها املكتوب واملنطوق على مستويات الصرف والنحو والداللة واملعجم؛ وهذا لن يتأتى بالععل
إ ال بصياغة خوارزميات للمعاجلة اآللية على مستويي التحليل والتوليد ،تستطيع التعرف على املكون اللغوي املخزن
يف الكعاية اللسانية ،ومن مثة ،التمكن من تصميم وتطوير وتنعيذ تطبيقات حاسوبية للغات البشرية من قبيل
الرتمجة اآللية وتعليم اللغة وتعلمها ،والتعرف البصري على احلروف ،وتشكيل النصوص ،وبناء املعاجم اإللكرتونية،
وغريها.
الكلمات المفتاحية :الرتمجة اآللية ،انهندسة اللغوية ،الرتمجة مبساعدة احلاسوب ،تكنولوجيا اللغات ،التطبيقات
احلاسوبية ،لغات الربجمة.
-2مقــدمــة:
يندرج هذا البحث يف إطار العالقة البينية القائمة أو املمكن قيامها بني الرتمجة اآللية( Machine
)Translationو انهندسة اللغوية( .)Engineering Linguisticوهذا يعرض ،بطيعة احلال،
حتديدمها معاهيميا أوال ،والكشف عن الوظيعة أو الوظائف اليت يقوم بـ ـ ـها كل جمال ثانياً ،مث رصد الروابط اليت
تربط بني اجملالني وجماالت معرفية أخرى ثالثاً .ولإلجابة على هذه املسائل والقضايا ،البد من طرح األسئلة التالية:
ما معىن الرتمجة عامة ،والرتمجة اآللية خاصة؟؛
تلكم هي جمموع اإلشكاالت اليت سنحاول اإلجابة عليها يف ثنايا العقرات اآلتية من هذا العمل.
-3الترجمة اآللية :النشأة والتطور
لعبت الرتمجة على امتداد التاريخ البشري دوراً هاماً يف التواصل بني الشعوب واألمم ،لكن هذا الدور
التواصلي سرعان ما توسع أفقه وامتد ،بعضل تكنولوجيا اإلعالم واالتصاالت احلديثة ،اليت ساعدت كثريا على
تقريب املسافات بني البشر ،وتقليص املدة الزمنية يف التواصل واالتصال معاً .وهبذا التحول يف مسار وسائط
االتصال ،أصبح اإلنسان املعاصر يعيش على إيقاع قعزة نوعية تعود يف األساس إ ى االنتشار الكبري للمعلوميات
واالستخدام الواسع للحواسيب مبختلف أنواعها وأحجامها .وهذا ما دفع املعكر العرنسي فرنسواز ليوطار إ ى
وصف اجملتمع احلديث باسم اجملتمع مابعد احلداثي أو مابعد الصناعي أو اجملتمع املعلوميايت أو جمتمع املعرفة،
وتلك الصعات تدل على إحدى السمات البارزة اليت تؤشر على عمق التحول الذي شهده جمتمع ما بعد احلداثة
أو جمتمع املعرفة ،2وهذا يتضح بشكل جلي يف اجملاالت املعرفية اجلديدة اليت أصبح يرتادها العلماء والعالسعة
وعلماء النعس واللسانيون وغريهم.
فإذا كانت الثورة الصناعية قد اكتشعت اآلالت اليت حتول الطاقة إ ى حركة ،فإن الثورة املعلوماتية
املتقدمة اقتحمت منطقة اعتربت أحياناً ،يف أنظار البعض ،حمظورة أو حمرمة ،أال وهي منطقة الدماغ
ا لبشري .وباملقابل ،فإن الكثري من املعكرين ،يرى أن الطعرة النوعية نهذه الثورة التقنية احلديثة حتققت من
خالل اجلمع بني بروميثيوس و أوديب :3األول هو الذي محل إ ى البشرية مشعل العلوم ،وح َّل لغز الكثري
من ظواهر الطبيعة ،والثاين هو مرتكب اخلطيئة (أي خطيئة آدم)؛ وقد جتلى ذلك باقتحام املنطقة األشد
خصوصية ،وما ترتب على ذلك من نتائج وحيثيات سواء على املستوى االجتماعي أو االقتصادي أو
الثقايف ،وأصبح األفراد نسخاً متشاهبة ،وغزا تيار العوملة مجيع القطاعات واملرافق ،ومل يسلم من معاونها حىت
اجلانب الثقايف الذي مييز فئة عن أخرى ،وجعلت اخلطيئة ما هو مقدساً أو حمرماً أو حمظوراً ،مرتعاً خصباً
للبحث العلمي ،يتساوى فيه اإلنسان واحليوان ،وأصبح يف إمكان العلوم وتطبيقاهتا التقنية معاجلة العكر
وحماكاته من خالل ما يسمى «الذكاء االصطناعي( ،(Artificial Intelligenceوأن تتعرف على أسراره
من خالل التجارب العيزيولوجية والبسيكولوجية والتصوير اإلشعاعي ،وأن حتدد جماالت اشتغاله من خالل
آليات متطورة جداً ،ومن مث أمكننا الـقـول« :إن التطور التكنولوجي الصناعي وأدوات البحث (العلمي)
قربت المسافة بين الروحاني والجسماني ،وبين الروحاني والمادة ،وجعلت اآللة ،وكأنها أصبحت
إنسانا جديداً وكشفت علـى جود كوجيطو صنعي يقف مع الكوجيطو الذاتي على قدم المساواة من
».4 حيث المعرفة ،والقدرة على الكشف واالختراع
إن معهوم العضاء ،باملعىن العيزيائي ،اليوم ،قد اندثر ومل يعد له حمل من اإلعراب يف الثقافة الرقمية
احلدي ثة ،إذ هتدمت احلدود بني املناطق اجلغرافية والقارات ،إ ى درجة أصبح معها العامل أشبه ما يكون
بالغرفة الصغرية ،مما ي َّسر ُسبُل تبادل املعلومات بني الشعوب واألمم ،كما أن األقراص املمغنطة وأقراص
التسجيل الصويت سهلت عملية ختزين املعلومات وأرشعتها كيعما كان نوعها ،ومهما بلغ حجمها.
ونهذا فإن الثورة التقنية احلديثة ارتكزت على سندين أساسيني ومتكاملني ومها:
أوال :سند علمي دقيق وصارم ،يتجلى يف الدراسات والبحوث املنجزة يف ميدان العلوم الدقيقة كالعلوم
العصبية ،ومنها البيولوجيا العصبية والعيزيولوجيا العصبية ،وهي علوم هتتم أساسا بكيعية اشتغال العقل
البشري :متثيل املعرفة ،التخزين يف الذاكرة ،و طرق املعاجلة؛
ثانيا:وسند معريف ،ويتمثل ،حتديدا ،يف العلوم املعرفية مما يتصل باملنطق والعلسعة والرياضيات
واللغويات وغريها.
وانطالقا من اجلمع بني السندين معا ،أمكن اخرتاع احلاسوب الرقمي ،الذي يعترب جتسيداً للنتائج املتوصل
إليها يف خمتلف هذه العلوم بنوعيها النظري والتطبيقي.إنه (أي احلاسب اآليل) مثرة اللتقاء علوم العيزياء
والرياضيات واملنطق وانهندسة اإللكرتونية ،وقد أدى ذلك إ ى ثورة تكنولوجيا املعلومات صنيعة االمتزاج
اخلصب لثالثية :الع تاد احلاسويب والربجميات وشبكات االتصال .وعلى مدى نصف القرن املنصرم ،ارتقت
هذه التكنولوجيا بصورة غري معهودة ،خالل سلسلة من النقالت النوعية لتتوا ى أجيال تكنولوجيا
املعلومات ،ويتسارع معدل ظهورها ،وانقراضها إ ى درجة أمكن معها ملروجي ومؤرخي هذه التكنولوجيا ذات
اخلمسني ربيعا أن يتحدثوا عن عصورها احلجرية ،وحعرياهتا الرمزية.5
ويف بداية الربط بني احلاسب واللغة يف أوائل األربعينيات،أول ما انصب عليه االهتمام هو الرتمجة
اآللية ،اليت وجهت خلدمة األغراض العسكرية واإلسرتاتيجية ،وذلك برتمجة الوثاق العسكرية وأرشعتها من لغة
إ ى أخرى .لكن ما يسجل على هذه املرحلة األولية من تاريخ املعاجلة اآللية للغات الطبيعية ،هو أهنا فشلت
يف حتقيق ترمجة صحيحة ،والسبب يرجع إ ى غياب عتاد لساين صوري قادر على استيعاب خصائص النقل
والتحويل من اللغة املصدر إ ى اللغة انهدف .وقد مت التغلب ،فيما بعد ،على هذه العوائق اللغوية والتقانية
بعضل تطور األحباث اللسانية واحلاسوبية ،وظهور برجميات متطورة خاصة بالرتمجة اآللية ونظمها اآللية ،حيث
توسعت جماالت تطبيق الرتمجة لتشمل ميادين عدة ،ويف مقدمتها اجملال اللغوي .وقد تدرج االلتقاء بني
احلاسب واللغة حىت ب لغ مستوى عاليا من التعاعل العلمي والتقين ألسباب عديدة ،نذكر من أمهها:
ظهور احلواسيب فائقة السرعة ،والتوسع يف استخدام تقنيات الذكاء االصطناعي ،ونظمه اخلبرية ،واليت
تعد آليات التعامل اللغوي من أهم مقوماهتا ،وتطوير قيود احليز والزمن ،واللغة ملضاهاة اإليقاع الطبيعي
للتعامل البشري؛
بداية ظهور النظم اآللية اجليدة اليت حتاكي مهام اخلرباء البشريني مثل تلك اخلاصة بتشخيص األمراض،
التسابق العلمي والتقين بني دول العامل املتقدم يف جمال الرتمجة اآللية ،وأذكر هنا التنافس بني املعسكرين
وعلى إثر هذه التحوالت العميقة ،مل تعد الرتمجة منحصرة يف حتقيق التواصل احلضاري والثقايف بني
الشعوب واألمم ،بل أصبحت مصدرا من مصادر املعرفة والتعلم ونشر الثقافات واللغات ،وبالتايل أضحت
وسيلة أساسية يف بناء جمتمع املعرفة واملعلومات .لذا ،فالعربية-اليوم -تعيش عدة فجوات ،ومنها فجوة الرتمجة
بنوعيها البشري واآليل ،وتلك ثغرة من ثغرات البحث اللغوي انهندسي العريب ،الذي حيتاج اليوم إ ى خربات
علمية متخصصة يف ميادين اللغويات انهندسية والذكاء االصطناعي وانهندسة املعلوماتية ،وهندسة املعرفة،
وهندسة الرتمجة..،بغية مسايرة اللغات املتقدمة تقانياً ومعرفياً ،ومن مثة تقليص العجوة الرقمية بني لغة الضاد
واللغات األجنبية على مستويات عدة ،وعلى مستوى الرتمجة بصعة خاصة .ويف نظرنا ،إن مؤمتر الرتمجة
واحلاسوب الذي تشرف عليه املنظمة العربية للرتمجة بالتعاون مع وزارة الثقافة املغربية وجامعة حممد بن عبد اهلل
واحتاد املرتمجني العرب ،ميكن أن يشكل أرضية خصبة للخروج بتوصيات ناجعة ،يرتتب عنها تشكيل جلنة
علمية مكونة من خرباء يف املوضوع من كافة األقطار العربية ،تسهر على تنعيذ مشروع الرتمجة العربية .وهذا لن
يتحقق فعال ،إال مبأسسة هذا العمل الضخم والكبري ،وتوفري له املوارد املالية واللوجستيكية والعكرية الالزمة،
ألهنا كثرية هي املشاريع العربية اليت بدأت عرجاء ،فماتت يف مهدها ،بسبب الرباغماتية املطلقة اليت حتكمت
يف مسرييها ومنعذيها .وقد حان الوقت ،إلعادة االعتبار لععل الرتمجة وعلمويته ،وإخراجه من دروبه الضيقة،
و إحالله املكانة الالئقة من خالل إشراك أصحاب القرار السياسي ،واجلامعات واملعاهد واجملامع اللغوية
واملنظمات األهلية وغري األهلية واجلمعيات ،وحثهم على االستشعار بأمهية الرتمجة يف الوقت الراهن للنهوض
باللغة العربية تنظرياً وممارسةً ،حىت تضطلع بدورها الوظيعي يف حتقيق التنمية العلمية والثقافية واالقتصادية يف
الوطن العريب.
هناك تعريعات خمتلعة للرتمجة بنوعيها البشري واآليل ،ترتاوح بني الرتكيز على مكوناهتا ،وبني الرتكيز
على أهدافها ،وبني اجلمع بينهما معا .ومع ذلك ،فقد رصدت للرتمجة نظريات يضيق املقام للوقوف
عندها ،ألهنا بعيدة كل البعد عن مقصدنا يف هذا الباب .نهذا سنركز على ما له ارتباط مباشر بورقة العمل،
أي كل ما يتصل بالرتمجة اآللية وانهندسة اللغوية باعتبار الرتابط الداخلي والبيين بني هذين اجملالني املعرفيني.
حتدد الرتمجة عموما بأهنا عملية نقل املعىن من لغة إ ى أخرى .،فيما حتدد الرتمجة اآللية بأهنا استخدام
احلاسب يف ترمجة نصوص يف لغة مصدر إ ى لغة هدف ،ويتألف نظامها من أربعة مكونات رئيسية هي:
مكون التعرف على معردات و تراكيب النص األصلي ،مث حتليلها لغوياً على املستويات الصرفية و .1
النحوية و الداللية؛
مكون معجمي للغتني – أو اللغات – املرتجم منها و املرتجم إليها ،و هو عبارة عن قاموس إلكرتوين .2
خمزن يف ذاكرة احلاسوب ،وقد يضاف إليه قاعدة معارف أو خمزون نصي تبعاً ملنهجية الرتمجة
املستخدمة6؛
مكون حنوي مقارن للغتني – أو اللغات – املرتجم منها واملرتجم إليها ،حيتوي على قواعد الصرف .3
والرتكيب النحوي وكيعية تناظرها بني لغة وأخرى.
أما ُمك ِون التوليد أو اإلنتاج ،الذي حي ِول نتيجة حتليل املعردات والرتاكيب ،بعد إجراء الضبط الالزم .4
▪ -الصنف األول:الرتمجة البشرية (العادية) اليت تعتمد على اإلنسان ()Humain Translation
ويف احلقيقة ،رغم سعي العلماء إ ى تطوير أنظمة الرتمجة اآللية إ ى مستوى عال وجيد ،فإنه بات من
املؤكد ،أن حتقيق الرتمجة مبساعدة احلاسوب بدون تدخل اإلنسان ،يشكل مطلق ،يبدو أمرا مستحيال .إذ ال
ترمجة آلية بدون استحضار العنصر البشري ،الذي يتو ى مهمة تشغيل احلاسوب ،ومراجعة النص املرتجم.
لقد اعتمدت معاير كثرية يف دراسة الرتمجة اآللية وتقييم أنظمتها اآللية ،تراوحت بني االعتماد على معهوم
املكونات واخلصائص اليت يتميز بـ ـها كل نظام ،وبني االعتماد على مؤشرات اجلودة والدقة .ويف احلقيقة ،إن كال
املعهومني يتكامالن ،ويتداخالن .وفيما يلي نعرض ألجيال الرتمجة اآللية اليت طبقت على اللغات األجنبية
عامة ،واللغة العربية خاصة:
يعترب هذا النوع من األنظمة اآللية ثنائياً وأحادي االجتاه ،ألنه يقوم على أساس الرتمجة من لغة أو ى
تسمى لغة مصدر إ ى ل غة ثانية تسمى لغة هدف .ويرتكز هذا النوع من األنظمة اآللية على املعاجم
املتعددة والربامج ،لكنه ال يقوم على النظريات اللسانية ،وال على النظريات اليت ختتص مبعاجلة اللغات
الصورية ،والسبب يرجع إ ى اإلغراق املعرط يف الواقعية العملية.7
إن عملية الرتمجة ،حسب هذا النظام ،تتم وفقا للخطوات التالية:8
استبدال معردات اللغة املصدر مبعردات مقابلة ومناظرة نها يف اللغة انهدف ،انطالقا من معجم أو
معاجم؛
إجراء تعديالت حمالتية بواسطة برامج ad-hoc؛
جتميع الظواهر اللسانية األكثر أمهية يف زوج لغوي ،مث تشعريها يف شكل معاجم وبرامج.
الثاني(: )1971-1961 الجيل
تتميز مقاربة هذا اجليل بالسعي احلثيث حنو حتقيق جودة عالية يف الرتمجة اآللية مبساعدة احلاسوب
( .)TAOونهذا متر سريورة الرتمجة عرب ثالثة مراحل منطقية وهي:التحليل،Analysis
النقلTransfer؛ والتوليد .Generation
إن خاصية التقسيم ( )Separationاليت متيز الرتمجة يف إطار هذه املنظومة ،تساعد على توظيف وتطبيق نعس
األداة الربجمية بالنسبة جلميع اللغات ،مث أن تقسيم الرتمجة إ ى ثالثة مراحل أساسية ،ميكن أن ينطبق على الرتمجة
متعددة اللغات(.)Multilingual translation
وفضال عن هذه االجيابيات ،فإن نظام اجليل الثاين ال لخلو من سلبيات نذكر منها مايلي:
إن الداللة يف هذا النظام تنحصر متجسدة يف السمات الداللية اليت متاثل وتناظر السمات النحوية؛
إن إجياد حل فعال وناجع لاللتباسات اللغوية ،يبقى أمراً صعباً ومعقداً للغاية ،نظراً لغياب وانعدام املعايري
النص المدخل
النص المخرج
التحليل الصرفي
التوليد الصرفي
النقل التركيبي
التحليل التركيبي
التوليد التركيبي
النقل الداللي
التوليد الداللي التحليل الداللي
البنية المفهومية
الجيل الثالث(:)1981-1971
إن أغلب األنظمة اليت ظهرت يف العرتة املمتدة من 1591إ ى 1581متطورة من حيث املعمارية،
وتعتمد يف أساسياهتا على خربات التجارب املعمولة يف جامعة غربية كجامعة ا(جورج تاون).،و من أشهر
هذه األنظمة اليت ترتجم اللغات الطبيعية آلياً كانت بني (اإلجنليزية والعرنسية)( ،العرنسية واإلجنليزية)،
(اإلجنليزية واإليطالية)( ،اإلجنليزية واألملانية) وغريها.
ترتكز أنظمة هذا اجليل على مبدأ العهم الظاهر للنص املصدر ،حيث تتم عملية الرتمجة :
حيلل النص املصدر وحيول مث ينقل إ ى متثيل معهومي( )Conceptual Representationخارج
عن اللغة .إن األمر إذن يتعلق بتأويل املعىن ،باملعىن املنطقي ،انطالقاً من منوذج ُمصورن؛
توظف إواليات االستدالل املعلومات خارج-لسانية ،واملعلومات السياقية بغرض إغناء التمثيل املعهومي.
وانطالقا من البنية احملصل عليها،يولد النص انهدف .و ميكن حتديد معمارية هذا اجليل على الشكل التايل:01
الجيل الرابع:
متيزت فرتة الثمانينات بظهور علم الذكاء االصطناعي وتقنياته ،الشيء الذي ساعد على الرفع من
مستوى الرتمجة اآللية ،ووضعها يف منحى جديد ،انتقلت على إثره من املقاربة املبشرة اليت تعتمد على
التحليل البسيط للعبارات بناء على املعاجم ثنائية اللغة ،إ ى املقاربة غري املباشرة أو التجريدية ،اليت تقوم
بتحليل النص األصلي بلغته املصدر ،وصوال إ ى جتريد املعاين والدالالت أو تعكيك النص بناء على التحليل
حمتمل وقوعهُ ،ومن مث ،يصبح
ٌ ٍ
التباس لغو ٍي الصريف ،والتحليل النحوي ،والتحليل الداليل،حبيث يُزال كل
باإلمكان القيام بعملية توليد متناسق يف لغة هدف واحدة أو أكثر.
وجتدر اإلشارة إ ى أن تقنية الذكاء االصطناعي"ظهرت أول ما ظهرت يف جامعة أمريكية ،واستخدمتها
يف أوائل مشاريع الرتمجة اآللية شركة فيليبس انهولندية ،وانتشر استخدامها بشكل كبري يف شركات
الكومبيوتر اليابانية مثل(هيتاشي ،فوجيتسو ،ميتسوبيشي ،سوني ،توشيبا ،شارب ،وغريها).
إن أنظمة الرتمجة اآللية املطبقة على اللغات الطبيعية كثرية ،ونهذا سنقتصر يف هذه الورقة على بعض
النماذج اليت طبقت على لغات غربية من جهة ،وعلى اللغة العربية من جهة ثانية:
نظام :ALT-JIE
يرجع تصميم هذا النظام إ ى املخترب الياباين للعلوم والتواصل ،NTTوقد بدأ العمل به منذ سنة ،1599
مستمداً أصوله النظرية واملعرفية من مدرسة لسانية يابانية يتزعمها ( ،)M Miyazakiومن اإلطار املنهجي العام
ملدرسة بور ريـ ـ ــال ( ،)1591والنحو التوليدي التحويلي لتشومسكي(.)1599
هذا ويتألف نظام ALT-JIEمن معجم داليل ضخم مكون من قاعدة معطيات كما يلي:11
مع العلم ،أن 3111مقولة داللية ،موزعة على 81.111حقل داليل ،حيث إن:
معجم النقل/التحويل الياباين -االجنليزي ،حيتوي على 19.111بنية فعلية؛
معجم القواعد الرتكيبية والداللية موجه لالستخدام يف املمارسة العملية ،مما يتطلب مراعاة السياق
اللغوي ،ويساعد على ترمجة التعبريات املتالزمة ،وإعادة كتابة اجلمل اليابانية بطريقة آلية ،وترمجة
امللعوظات اللغوية ،وتوليد األعداد ،ومعاجلة األمساء يف اللغة االجنليزية ،وتوليد الضمائر فيها ،و من مث
ترتيب املعردات بشكل جيد قصد إدراجها يف عناوينها اخلاصة.
نظام :TCP
يعتمد هذا النظام على الطريقة نعسها املعتمدة يف الرتمجات متعددة املستويات ،حيث ترتبط معلومات
املرتجم (املقوالت الذاتية ) subjective categoriesباخلاصية الذاتية( subjective
)caractereللجملة املرتمجة ،مث تتحول بعد ذلك هذه اخلاصية الذاتية إ ى لغة مصدر كاللغة االجنليزية
على سبيل املثال؛ إذ جيب األخذ بعني االعتبار ،التعبريات املتكلسة ،واملتالزمات اللعظية ،واستحضار
املستويات اللسانية اليت تضعي قيمة فعلية على اللغة املرتجم إليها ،إن املقوالت الذاتية إذن تساعد على
صياغة مجلة إجنليزية سليمة التكوين ،انطالقا من بنية موضوعية ( .)structure objective
نظام :ARIANE
يعود تصميم هذا النظام إ ى اجملموعة العرنسية املسماة( )ex-CETAمبدينة غرنوبل العرنسية سنة
،1598وقد طرأت عليه حتسينات من أمهها ، ARIANE98.4 :وهو نظام مطور وموجه أصال لرتمجة
الوثائق يف اللغات الطبيعية ،و هو ينتمي ،إ ى أنظمة اجليل الثاين اليت تستعمل تقنية النقل ،باإلضافة إ ى
إجراءات أخرى.كما يعترب أيضا مبثابة بيئة معلوماتية متكاملة من الربامج املستعملة يف الرتمجة اآللية مبساعدة
احلاسوب .SYGMOR -ROBRA-TRANSF ATEF:وتنقسم عملية انتقال الرتمجة من اللغة
املصدر إ ى اللغة انهدف يف إطار هذا النظام إ ى ثالثة مراحل منطقية :التحليل ،النقل ،والتوليد ،وكل
اآليت:12 مرحلة من هذه املراحل تتوزع ،على األقل ،إ ى مرحلتني متتاليتني كما هو موضح يف اجلدول
اللغة البرمجية
LSPL المرحلة الفيزيائية المرحلة
المنطقية
ATEF التحليل الصريفAM:
EXPANS املتمم املعجميAX: التحليل
EXPANS املتمم املعجميA4:
ROBRA التحليل البنيويAS:
نظام :Aleth Tradصمم وطور من قبل ،GSI-Erliوهو نظام موجه لالستخدام يف الرتمجة مبساعدة
احلاسوب .ومتر سريورة الرتمجة مبرحلتني أساسيتني ومها:
-1حتليل النصوص؛
-2الرتمجة -املراجعة -واملصادقة .
نظام :Metalمصدره جامعة تكساس األمريكية ،وشركة سيمانس األملانية.
أما فيما يتعلق بأنظمة الرتمجة اآللية يف اللغة العربية فهي كثرية ،من الصعب اإلحاطة هبا .نهذا سنكتعي
باإلشارة إ ى بعض النماذج:
تعريفها أنظمة الترجمة اآللية
.نظام للرتمجة مبساعدة احلاسب اآليل من االجنليزية إ ى العربية؛
.صمم من طرف معهد البحث يف علوم املعلوميات واالتصاالت IRSITبتونس سنة
ترمجانTorjoman
0191بتنسيق وتعاون مع شركة أمريكية متخصصة يف احلواسيب واللغويات.
.طورته شركة ،ATAإ ى جانب برنامج الوايف وهو برنامج جماين لرتمجة النصوص أو المترجم العربي
اجلمل ،ويتميز بالسهولة من حيث االستخدام
برنامج للرتمجة من االجنليزية إ ى العربية سيستران Systran
موقع إلكرتوين يعىن بالرتمجة من االجنليزية إ ى العربية وبالعكس موقع المسبار
مثل برنامج ترجم وهو عبارة عن خدمة فورية لرتمجة النصوص برامج صخر
نظام طورته شركة عربية يف لندن عربترانز
طورته شركة سيموس العربية يف باريس الناقل العربي
نظام طورته شركة عربية يف واشنطن نظام أبتك Apptek
إن احلديث عن العالقة البينية بني الرتمجة اآللية وانهندسة اللغوية ،يستدعي ،أساسا ،اإلشارة إ ى
اجملاالت املعرفية املختلعة اليت تتحاقل معهما ،ذلك أن معاجلة اللغات الطبيعية آلياً ،يدخل يف إطار علم
خمصوص وليد التطورات التكنولوجية املتقدمة أال وهي انهندسة اللغوية أو اللغويات احلسابية
( )Computational Linguisticsجمانها البحثي دقيق وجديد يعرض آلخر النظريات
والتطبيقات احلاسوبية اجملربة على اللغات الطبيعية .ألنه ميدان أقرب إ ى العلوم الصلبة منه إ ى العلوم
اإلنسانية ،أطلق عليه اسم العلوم اإلنسانية الصلبة يف مقابل العلوم اإلنسانية املرنة .حيث يلتقي فيه اجلانب
النظري ا للساين بكل خلعياته املعرفية واملنهجية باجلانب التقين املعلومايت بكل تطوراته ،ليشكال معا ما
يسمى بانهندسة اللغوية ( ،(Linguistic engineeringأوتكنولوجيا اللغة ) Technology
)Languageاليت أصبحت متثل اليوم قمة املعرفة البشرية" ،13اليت تقوم على أساس هندسة املعرفة،
وهندسة اإلدراك ،وغريمها.
ولعل ما جعل أنظمة اللغات الطبيعية أكثر ارتباطاً بالتكنولوجيا املعلوماتية املتقدمة ،هو التطور العلمي
الصلب الذي أصبح اآلن فارضاً نعسه بإحلاح كبري على املختصني والباحثني يف خمتلف املعارف العلمية ،ويف
مقدمتهم علماء اللسانيات ،املطالبني أكثر من غريهم بالكشف عن كيعية عمل واشتغال النظام اللغوي يف
دماغ اإلنسان .وقد تأكد للجميع أن الدماغ البشري مزود بنظام معقد ،يقوم بتخزين اللغة واسرتجاعها،
وهو مبين على شكل آلة نها دخل ونها خرج .فعي الدخل Inputجند عنصر التحليل ،Analysis
حيث قواعد املعطيات أو املعارف اليت يتمرس عليها اإلنسان لتحصل لديه التجربة اللغوية .هذه التجربة
هي األساس الذي تنجز عليه اآللة "الذكية" نسق اخلوارزميات الذي يقوم خبزن اللغة يف الدماغ على شكل
قوانني حسابية صورية ،وهذا هو معىن الكعاية اللغوية .وأما مرحلة اخلرج املؤطرة بعنصر التوليد
(.) Generationفعيها يتم إنتاج اللغة واستقبال إشاراهتا ،وحتليلها قبل عرضها على النظام اخلوارزمي،
الذي يقوم بإنتاج الهنائي لإلرساليات اللغوية متهيداً لعملية التواصل ،وهو ما يعرب عنه عادة مبعهوم
النحو(،)Grammarأي عملية إنتاج خوارزميات ( ،)Algorithmsيقوم هبا الدماغ البشري ،وهذا
ما يسم مجيع عمليات اإلنتاج املعريف/اللغوي من أصوات وصرف ومعجم وتركيب وداللة يف مجيع اللغات
الطبيعية يف شكلها الثبايت ال األدائي اخلاص بلغة معينة .وإن هذا لتوجه ميز اللسانيات املعاصرة يف البحث
فيما هو كلي لعهم جوهر اشتغال اللغة باعتبارها عمليات معرفية بشرية عامة.
وإذا كانت اللسانيات النظرية والصورية ،قد توصلت إ ى حتديد الكعاية اللغوية يف الدماغ البشري ،فإن
التقنيات احلاسوبية مل تكن إال وسيلة لتجريب مكونات هذه الكعاية ،اليت يعرتض أهنا مبنية على منظومة من
املعادالت املكتوب ة بلغة برجمة منطقية صورية جمردة ،وهذا ما جعل أهل الذكاء االصطناعي يقيمون هندستهم
على فكرة تقييس ومنذجة الدماغ البشري من اجلانب اإلبداعي واإلدراكي واملعريف عموماً ،خاصة وأن اجلزء
األكرب من املعرفة اإلنسانية موجود يف نصوص لغوية ،والبد للحاسب من طريقة معينة ،حىت يتمكن من
التعامل مع هذه النصوص الستخالص هذه املعرفة .ومن هذا املنطلق فتحت هذه األحباث الباب واسعاً أمام
اللغويني واملهندسني لعهم مكون الكعاية يف الدماغ أوال ،ولبناء كعاية صورية خوارزمية تقوم بإنتاج اللغة على
مستوى اآللة ثانياً .لذلك أصبح اآلن ممكنا تصور حوار إنسان –آلة ،بلغة أقرب ما تكون إ ى اللغات
الطبيعية .ومن هنا أيضا جاءت أمهية بناء برجميات تطبيقية ملعاجلة اللغات الطبيعية ،ووفق التصورات املذكورة،
من خالل وبناء و ميكنة املعجم آليا ،مث صياغة أنظمة للرتمجة اآللية تعاجل النصوص ،وتنتجها آلياً ،وكان
الغرض األساسي من ذلك كله هو تقييس العمليات املعرفية اإلنسانية بواسطة احلاسوب.14
ومن هنا يتبني ،الدور الطالئعي الذي يقوم به املهندس اللغوي بالنسبة للمرتجم اآليل ،فاألول يلم
باملعرفة اللغوية قدميها وحديثها ،وتنحصر مهمته يف توصيف املعطيات اللغوية وختزينها على الرقائق واألوعية
اإللكرتونية بناء على قواعد ومبادئ صارمة ،فيما يقوم الثاين بربجمة احلاسب وتقييس اآللة للمعرفة اللغوية يف
ضوء لغات الربجمة املعروفة.
وبناء على هذا املسار املعريف املتشعب ،نشأت تكنولوجيا اللغات اليت تعترب ،يف األصل ،املادة
األساسية لتكنولوجيا الرتمجة ( )Translation Technologyاليت أرست دعائمها ومرتكزاهتا على
أساس قواعد هندسية ،ومبادئ لغوية باتت تعرف اليوم باسم انهندسة اللغوية ،وهي فرع من فروع اللغويات
التطبيقية .وتعتمد تكنولوجيا اللغة على علوم ومعارف خمتلعة :علوم نظرية كاللغويات النظرية واملعجميات،
وعلوم تطبيقية كاللغويات احلسابية ،واملعجميات احلسابية ،واملدونات اللغوية أو احلسابية ،واللغويات
اإلحصائية.
إن وظيعة هذا االجتاه اللغوي انهندسي تنحصر يف (..تطبيق تقنية المعلومات كومبيوتريا وإسقاطها على
قواعد الصرف والنحو والداللة والمعجم ،إلى درجة بات في مقدورنا التحدث عن تكنولوجيا اللغة،
سعياً إلى رسم صيغة تنفيذية لعلوم اللسانيات والمعجميات والمدونات الحاسوبية من خالل
البرمجيات واألجهزة العملية المختلفة ومنها :الترجمة اآللية والقواميس والموسوعات اإللكترونية
وبنوك المصطلحات وقواعد البيانات المعجمية والفهم اآللي للكالم والتدقيق الهجائي والنحوي،
إلخ ،وهي جميعاً فروع معلوماتية تفرعت عن علم هندسة الترجمة الذي يعتبر بدوره أحد تشعبات
الشجرة الكبرى المسماة هندسة المعرفة)15
وهكذا ،إن انهدف األساسي من االشتغال على انهندسة اللغوية يتمثل يف إعطاء قيمة مضافة للنتائج
املتوصل إليها يف الدراسات اللسانية احلاسوبية من جهة ،و من مث التمكن من حتقيق الصرامة والدقة يف البنية
االتصاالتية للغات من جهة أخرى .ومن هنا تصبح اللغات الطبيعية عامة ،واللغة العربية على وجه
اخلصوص ،يف حاجة ماسة ،أكثر من أي وقت مضى ،إ ى تطبيقات انهندسة اللغوية ،هبدف سد العراغ
احلاصل على مستويي التنظري واملمارسة ،وتلك ثغرة من ثغرات البحث اللساين احلاسويب وانهندسي العريب
اليت ينبغي التصدي نها بكل حزم وجدية ،من أجل تطوير أنظمة الرتمجة من و إ ى اللغة العربية ،وبالتايل
التمكن من بناء جمتمع معرفة عريب أصيل.
إن معاجلة اللغات الطبيعية باحلاسوب ،تقتضي توظيف معاهيم صورية /منذجية سيتبناها اجليل
الرابع 16يف اللغويات وهي من قبيل اخلوار زميات واألمتتة بأنواعها ..،لوصف إواليات اللغة الرتكيبية .ومن
هنا أ تت الضرورة امللحة لتطوير أحناء شكلية قابلة للتوظيف يف خوارزميات تشبه إ ى حد بعيد لغات الربجمة
االصطناعية .ومن اجلهود اليت صبت يف هذا الباب ،جند أعمال الرياضيني واللسانيني واملناطقة ،حيث
استعادت منهم أحباث اللغات الطبيعية ،وظهرت مناذج ،إثر ذلك ،أكثر تعقيداً وأكثر تطوراً لتقييس اللغة.
وعندما صمم احلاسوب الرقمي الثنائي خالل األربعينيات ،بدأت احملاوالت األو ى للرتمجة اآللية بإنشاء
قاموس آيل ثنائي اللغة ،يساعد على ترمجة كلمة مصدر بكلمة هدف .غري أن النتائج كانت خميبة لآلمال،
فتم التعكري يف إدخال القواعد اللغوية إ ى احلاسوب ،مما يتصل بالسمات الداللية والنحوية والصرفية
للمعردات .ومع ذلك ،فقد طرحت هذه التطبيقات اآللية جمموعة من املشاكل اللغوية ،وخاصة الداللية
والتداولية والتأويلية .حيث بوشرت معظم املقرتحات ببناء أنظمة لتحليل املادة اللغوية حتليال معجمياً
وتركيبياً وداللياً ،مع وضع معادلة نهذا التحليل يف اللغة انهدف .فيما مت إجياد صيغة يتمكن فيها احلاسب
من التوفر على عناصر شكلية الستقبال املادة اللغوية ،وحتليلها-سواء كانت هذه املادة ألعاظاً أم مجال-
وأخرى للتعامل مع القواعد املخزونة يف ذاكرته ،مث حتويل هذه املادة إ ى لغة ثانية حيث تتم نعس
اإلجراءات .ومع ذلك ،ال يبدو هذا ناجعاً ،ما دامت بقيت مشاكل مطروحة على الرتمجة اآللية ،من
قبيل.17
الكيفية التي يجب بها على اآللة تشكيل خصائصها الداللية تمثيال لتلك الكامنة في لغة معينة؟؛ ثم
ما هي اإلجراءات التي يجب توظيفها لتحويل نص َدخل ،حسب هذا التمثل الداللي ،إلى نص
َخرج ،يمكن استعماله من قبل البشر؟.
إن املالحظة اجلديرة باالهتمام هنا هي أن احلاسوب يوظف" العهم والتخزين االصطناعيني"،مما يعين
أن مسألة » متثل « املعرفة اللغوية بالنسبة لآللة حمدد بشكل جمرد ،لذلك تبقى املسافة مابني التمثل
البشري والتمثل احلاسويب للمعرفة قائمة ،ومن مها فإن جودة الرتمجة اآللية للنصوص وللوثائق ،ال ميكن أن
تعزى إ ى هذه املسألة فحسب ،بل كذلك إ ى نوعية التنظريات اللسانية واألحباث اآللية املنصبة حول
الرتمجة ،واليت مت اعتمادها منذ سنوات عديدة .نهذا ميكن االستعادة مما حققته بعض النظريات اللسانية
الصورية من تعوق جترييب على مستويي الشرح والتعسري أثناء معاجلتها ألنظمة اللغات ،وتعترب اللغويات
التأليعية إحدى النظريات اليت استطاعت إ ى حد كبري حتقيق إمربيقية عالية يف معاجلة منظومة اللغة
18 LADL العرنسية ،ويتجلى ذلك يشكل واضح فيما أجنزه خمترب املعلوميات والتوثيق اللساين املعروف بـ
إن الرتمجة اآللية من لغة مصدر إ ى لغة هدف كالرتمجة –مثال -من العرنسية إ ى االجنليزية أو من االجنليزية
إ ى العربية تطرح مشاكل مجة ،تقل حدة ،عندما يتعلق األمر برتمجة بسيطة أو مباشرة ،وتزداد حدة وتعقيدا عندما
يتعلق األمر برتمجة غري مباشرة ترتجم أساسا التعبريات املتالزمة واملسكوكة من لغة إ ى أخرى .ولتوضيح املسألة
أكثر ،ننطلق من عينة لغوية نوردها كما يلي:
Le mode est Un mode de vie
وعندما منعن النظر يف هذه الرتمجة ،سنجد أهنا غري دقيقة ،ألهنا مل تراع املظاهر الرتكيبية والداللية والتداولية يف
االنتقال من معىن اجلملة املصدر( العرنسية) إ ى معىن اجلملة انهدف ( االجنليزية) ،مث أن حتديد املعىن يتم من
خالل السياق ،وسياق العبارة هنا هو سياق املرتادفات .واألمر يزداد تعقيدا عندما نرتجم من لغة إ ى أخرى
التعبريات املتالزمة واملسكوكة ،لنتأمل العبارات التالية:
Montrer patte blanche
يتبني من خالل هذا املثال ،أن ترمجة النصوص اليت تتضمن عبارات مسكوكة أو متالزمة ،تبدو معقدة جداً
،
ألن حتقيق ترمجة آلية صحيحة نهذا النوع من املعردات يستدعي أخذ بعني االعتبار السياق يف عملية الرتمجة أي
مراعاة اجلوانب الرتكيبية والداللية والسياقية واألسلوبية.
إذا كان هو حال الرتمجة اآللية يف اللغات الطبيعية عامة ،فما حال العربية خاصة ؟.
إن الرتمجة اآللية من اللغة العربية إ ى لغة أخرى أو العكس ،تواجه مشاكل عدة ،ميكن تصنيعها إ ى صنعني:
مشكالت تقنية؛
فيما يتعلق بالصنف األول ،ميكن القول إن علوم احلاسوب تشهد تطوراً مستمراً ،وتقدماً سريعاً ،إ ى
درجة أنه غطى مجيع املشكالت واملسائل املتعلقة بالتطبيقات احلاسوبية ،وتأيت الرتمجة اآللية والرتمجة
مبساعدة احلاسب يف مقدمة اجملاالت اليت استعادة كثرياً من هذه التقنية .أما بالنسبة للصنف الثاين ،فهي
كثرية ،وتتباين من ا للغة املصدر إ ى اللغة انهدف .نهذا االعتبار ،البد من مواجهتها ،و إجياد نها احللول
املناسبة ،وإال فما العائدة من البحث العلمي املتخصص يف الرتمجة اآللية؟
وهكذا ،ميكن حصر أوجه التقصري بشأن الرتمجة اآللية للغة العربية يف األمور التالية:
- طريقة التجزيء وال تشتت اليت هتيمن على اجلهود العربية املتخصصة يف التطبيقات اآللية العربية عامة،
ويف ميدان الرتمجة اآللية على اخلصوص ،مما جعلها تنحرف عن انهدف املنشود ،ذلك أن معظم
احللول املتوفرة حالياً ،تعترب حلوال جزئية ،كاملعاجم اإللكرتونية ،وبرامج التشكيل اآليل والصرف،
وغريها .على أن إجناز ترمجة آلية من وإ ى اللغة العربية ،وجبودة عالية تتطلب توحيد كل تلك احللول،
باإلضافة إ ى عمليات التحليل الداليل والنحوي والصريف ونقل املعاين ،رحباً للوقت ،وادخاراً للمال
العريب الذي ينعق ،يف بعض األحيان ،يف مشاريع نععية وجتارية ،قد ال تعود على لغة الضاد بطائل؛
- قصور يف الدعم املادي احلكومي أو اخلاص املخصص ملثل هذه املشاريع التطبيقية من البحث و
التطور ،وإن ُوجد فهو دعم قليل ال يساعد على تغطية تكاليف املشروع من بدايته حىت هنايته ،أو أنه
قصري األمد بسبب البحث عن الربح السريع ،وتلك ثغرة من ثغرات اللغويات انهندسية العربية؛
- غياب رؤية علمية ملعهوم الرتمجة عامة ،والرتمجة اآللية خاصة ،من شأهنا أن تؤسس فعال لبيت حكمة
عريب ،قادر على إثراء اخلزانة العربية باملؤلعات والكتب يف خمتلف العلوم والعنون واآلداب .و من هنا،
البد أن ننوه بالعمل القيم الذي تقوم بـه املنظمة العربية للرتمجة ،إ ى جانب مؤسسات أخرى ،يف هذا
الصدد ،إذ استطاعت يف ظرف وجيز أن تعتح أفق القارئ العريب على عوامل ممكنة من املعارف
واألفكار من خالل ما يرتمجه باحثون عرب يف جماالت معرفية خمتلعة .
وإذا ما تأملنا ،العوائق اليت تطرحها الرتمجة اآللية من اللغة العربية إ ى لغة أخرى كاالجنليزية أو العرنسية
(أو غريها) ،جندها يف العمق ذات طبيعة لسانية ،مما يتطلب صياغة نظرية لغوية صورية قادرة على استيعاب
خصائص نقل معاين النصوص من اللغة املصدر إ ى اللغة انهدف .ولنا اليقني أن ما تتيحه انهندسة اللغوية
من أدوات الوصف والشرح والتعسري ،ميكن أن يعترب حال ناجعاً للعديد من املشاكل اللغوية اليت تنجم عن
الرتمجة مبساعدة احلاسوب .لذا ندعو يف هذا السياق إ ى ضرورة تطوير األحباث والدراسات اليت تنصب
حول انهندسة اللغوية والذكاء االصطناعي..،من أجل الرقي بوضعية الرتمجة يف الوطن العريب.
-11خاتمة البحث :النتائج والتوصيات،
خنلص يف هذه الدراسة إ ى ما يلي:
أوال -النتائج ،وميكن اختصار ها يف النقاط التالية:
إن تطوير بنية حتتية للرتمجة يف اللغة العربية ،يتطلب توفري املوارد البشرية واملعرفية واملادية الضرورية ،اليت تساعد
على حتقيق صناعة للرتمجة ،باعتبارها فرعاً رئيسياً من فروع صناعات اللغة يف جمتمع املعرفة؛
تعترب الرتمجة عامة ،والرتمجة اآللية خاصة ،وسيلة من وسائل توطني املعرفة العلمية والتقنية يف الوطن العريب؛
تعترب الرتمجة اآللية أداة فعالة وناجعة لدعم وتعزيز احملتوى اإللكرتوين العريب على الشابكة؛
إن جتاوز مشاكل الرتمجة اآللية يف اللغة العربية يتطلب تطوير هندسة لغوية قادرة على فهم خصائص النقل
واستيعاهبا من اللغة املصدر إ ى اللغة انهدف.
ثانيا -التوصيات
إن النهوض باللغة الع ربية يف ظل جمتمع املعرفة واملعلومات،مل يعد من قبيل الرتف العكري ،بل أضحى
إسرتاتيجية علمية وحضارية بامتياز ،ال حميد عنها لرتقية لغة الضاد إ ى مصاف اللغات املتقدمة أوال،
ولتنمية اإلنسان العريب على مستويات اقتصادية واجتماعية وثقافية ثانياً؛
إن وضع الرتمجة يف الوطن العريب غري مشرف ،مما يستدعي منا كأفراد ومؤسسات ،بذل جهود مضاععة،
وتوحيد املشاريع من أجل سد هذه الثغرة بني العربية واللغات املتعوقة يف هذا اجملال؛
ندعو من خالل هذا املنرب إ ى إنشاء مرصد عريب للرتمجة ،من شأنه أن جيمع اخلربات العربية ويوحد
بينها؛
وأخريا وليس آخرا ،نلح على ضرورة االنعتاح على مؤسسات الرتمجة (اخلاصة والعامة) يف العامل املتقدم
بغرض االستعادة من جتارهبا ،ومن مث الوصول إ ى بلورة سياسة لغوية جديدة للرتمجة العربية.
الهوامش:
(*) -أستاذ باحث يف اللغويات العامة وانهندسة اللغوية ،جامعة موالي إمساعيل ،املغرب
-1حبث مقدم املؤمتر السنوي للمنظمة العربية للرتمجة حول الرتمجة واحلاسوب،حنو تطوير بنية حتتية للرتمجة بعـ ـ ــاس يف 00-01،ماي .0102
- 0نبيل علي ،اللغة العربية والحاسوب،تعريب ،0199ص 0.ونبيل علي ونادية حجازي ،الفجوة الرقمية،رؤية عربية لمجتمع المعلومات،عالم
المعرفة 009،غشت ،0111ص0.
ينظر الكاتب ،أمهية التعريب يف حوسبة اللغة العربية ،مجلة التعريب ،املركز العريب للتعريب والرتمجة والتأليف والنشر العدد -02س ،0110 -0
-2سامي أدهم ،الذكاء الصنعي ،ثنائية اآللة والدماغ ،مجلة كتابات معاصرة،ع ،01-09دجنرب ،0112يناير ،0110ص.01.
-1سلوى محادة السيد ،،تهيئة اللغة العربية لمواجهة طوفان المعلومات والعولمة",مؤمتر لسان العرب مبقر جامعة الدول العربية ,القاهرة.0111,
-2هناك أساليب وطرق متنوعة تستخدم في الترجمة اآللية من قبيل المقاربة المباشرة والمقاربة غير المباشرة.....،
ولمزيد من التوسع ينظر:
Rafael Rubino, Traduction automatique statistique et adaptation à un domaine
spécialisé, Thèse de Doctorat, Académie d’Ex-Marseille, Université, Université d’Avignon
et des pays de Vaucluse,30 Nov. 2011.p.16
-0ينظر حممود إمساعيل صيين ،مجلة التواصل اللساني ،ع ،0112 ،0-0ص.92.
9-Sahbi Sidhom, Traduction Assistée par ordinateur du français vers l’arabe : état de
l’art, ENSIB,DEA, Système de l’Information documentaire,1996,p.11.
5- Sahbi Sidhom(1996),p14.
11- Sahbi Sidhom (1996);p.15
11- Sahbi Sidhom (1996),15
-12حممد احلناش ،اللغة العربية والتقنيات املعلوماتية املتقدمة ،وقائع املؤمتر الدويل الثاين ،مجلة التواصل اللساني .اجمللد الثالث .0112 ،ص.1.
-00نعسه ،من.
-02ينظر بنعيسى أزغبوش ،مناذج تقييس اللغات الطبيعية ،مجلة العلوم التربوية والنفسية ،مج،2ع 0يونيو ،0110ص.12
-01البعلبكي روحي ،الترجمة اإللكترونية...آفاق احلاضر واملستقبل ،ص.2.
http://www.alarabimag.org/arabi/common/book/afaq013_1.htm
مجلة التواصل اللساني،مج ،01س،0100ص،1. -02احلناش حممد ،لسانيات اجليل الرابع وجمتمع املعرفة،
-00بنعيسى أزغبوش ،0110 ،ص12
-18- http://infolingu.univ-mlv.fr/
البيبلوغرافيا المعتمدة:
-1المراجع العربية:
-احلناش حممد ،اللغة العربية والتقنيات املعلوماتية املتقدمة ،منشورات التواصل اللساني.1559 ،
مجلة التواصل اللساني،مج ،01س،0100ص،1. -احلناش حممد ،لسانيات اجليل الرابع وجمتمع املعرفة،
http://www.al-erfan.com/index.php/1/76-
-املهيويب عبد العزيز ،صناعة المعجم والترجمة اآللية29ttp://lisan1.com/wordpress/?p=35،
-البعلبكي روحي ،الترجمة اإللكترونية...آفاق الحاضر والمستقبل،
http://www.alarabimag.org/arabi/common/book/afaq013_1.htm
-حسام اخلطيب ،مشكالت الترجمة العربية :مقاربة ميدانية
https://dub127.mail.live.com/default.aspx#!/mail/ViewOfficePreview.aspx?mess
ageid=3747cd08-67e7-11e3-80a5-001e0bccc9ae&folderid=00000000-0000-
0000-0000-000000000001&attindex=2&cp=-1&attdepth=2&n=1669430226
-محادة السيد سلوى ،تهيئة اللغة العربية لمواجهة طوفان المعلومات والعولمة",مؤمتر لسان العرب مبقر جامعة
الدول العربية ,القاهرة.0111,
والنفسية،مج،4ع2 -زغبوش بنعيسى ،مناذج تقييس األنظمة االصطناعية للغة الطبيعية،مجلة العلوم التربوية
يونيو.2113
-مرايايت حممد ،تغريات صناعات اللغة يف جمتمع املعرفة ،مجلة العربية والترجمة ،ع،19خريف .2113
-حممود إمساعيل صيين ،احلاسوب يف خدمة الرتمجة والتعريب:
http://dr-mahmoud-ismail-saleh.blogspot.com/2013/11/blog-post_3845.html
-حممود إمساعيل صيين ،الرتمجة اآللية للغة العربية ،مجلة التواصل اللساني،ع.0112 ،0-0
-حممد خضر زكي ،اللغة العربية والرتمجة اآللية ،املشاكل واحللول ،مؤمتر التعريب احلادي عشر ،األلكسو ،عمان
.2118/11/19-12
املركز العريب للتعريب والرتمجة والتأليف والنشر -مهديوي عمر ،أمهية التعريب يف حوسبة اللغة العربية ،مجلة التعريب،
ع.2119،29
-مهديوي عمر ،اللغة العربية وانهندسة اللغوية :مدخل نظري ،ضمن كتاب اللغة العربية والتنمية البشرية ،مركز
الدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية ،وجدة.2111 ،
-غازي عزا لدين ،دور التعابري املسكوكة يف الرتمجة اآللية ،مجلة ترجمان،طبنجة ،م، 1.ع،9س .1558
-نبيل علي ،اللغة العربية والحاسوب،تعريب .1588
-نبيل علي ونادية حجازي ،الفجوة الرقمية،رؤية عربية لمجتمع المعلومات،عامل املعرفة 318،،س .2119
-نبيل علي ،صناعة المحتوى العربية ،التحديات والفرص والمناهل ،اجتماع اخلرباء حول تعزيز احملتوى
الرقمي العريب ،بريوت 9-3حزيران.2113 ،
-لينا يوسف طه ،التعاعل والتعاون بني اإلنسان واآللة يف عملية الرتمجة ،مجلة جامعة دمشق،
مج،29ع.2111 ،2-1
:المراجع األجنبية-2
-Hutchins,J,W and Harold and Somers,L,H,An Introduction To Machine
Translation, Academy Press LIMITED,1992.
Léotard François
-Ouerhani Béchir, Les problèmes linguistiques de la traduction
automatique des prédicats nominaux entre l’arabe et le français, Meta
LIII ,2,2008,p.407-419.
-Sahbi Sidhom, , Traduction Assistée par ordinateur du français vers l’arabe :
état de l’art, DEA, Ecolle Nationale Supérieure des sciences de
l’information et des bibliothèques, 1996.
-Khaled F.Shaalan, An intelligent Computer Assisted Language
Learning System For Arabic Learners, Computer Assisted Language
Learning, Vol.18, Nos.1and 2, February2005, p.81-108.
-Kais A.kadhim and Others, An Evaluation Of Online Machine
Translation Of Arabic Into English New Headlies:Implications On
Students Learning Purposes,TOJET,April2013,Vol.12,Issue 2.
-Rafael Rubino, Traduction automatique statistique et adaptation à un
domaine spécialisé, Thèse de Doctorat, Académie d’Ex-Marseille,
Université, Université d’Avignon et des pays de Vaucluse,30 Nov. 2011.