You are on page 1of 27

‫‪ -‬ا توى‪ :‬الوحدة الرا عة وا امسة من القسم‬

‫ً‬
‫الثا ي ‪ +‬القسم الثالث امﻼ‪.‬‬

‫وﻻ غ عن‬ ‫‪ -‬مﻼحظة‪ :‬ذا الت يص مجرد اج اد‬


‫مذاكرة الكتاب‪ ..‬فقد تم جمع أ م النقاط الكتاب فقط!‬
‫القسم الثا ي ‪ -‬الوحدة الرا عة‪ :‬اﳌبادئ العشرة لعﻠم العقيدة اﻹسﻼمية والتوحيد‪.‬‬

‫اﳌبدأ اﻷول‪ :‬حد عﻠم العقيدة والتوحيد‪.‬‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫واصطﻼحا‬ ‫‪ ‬أوﻻ‪ :‬عر ف العقيدة لغة‬
‫لغة‪ :‬من العقد و و الرط واﻹبرام واﻹح ام والتوثق والشد بقوة والتماسك واﳌراصة واﻹثبات ومنه اليق ن وا زم‪ .‬والعقد نقيض ا ل‪.‬‬
‫والعقيدة ا كم الذي ﻻ الشك فيه لدى معتقده‪ ،‬وجمع ا عقائد‪ ،‬وخﻼصة ما عقد اﻹ سان عﻠيه قﻠبه ً‬
‫جازما به ف و عقيدة سواء‬
‫ً‬ ‫ان ً‬
‫حقا أم باطﻼ‪.‬‬
‫مطابقا لﻠواقع‪ ،‬ﻻ يقبل ش ً ا وﻻ ً‬
‫ظنا؛ فإن لم يﺼل‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اصطﻼحا‪" :‬اﻹيمان ا ازم الذي ﻻ يتطرق إليه شك لدى معتقده‪ ،‬و جب أن ي ون‬
‫العﻠم إ درجة اليق ن ا ازم ﻻ س عقيدة"‬
‫و التا فإن العقيدة اﻹسﻼمية ‪" :‬اﻹيمان ا ازم بر و ية ﷲ عا وألو يته وأسمائه وصفاته ومﻼئكته وكتبه ورسﻠه واليوم اﻵخر‬
‫والقدر خ ه وشره وسائر ما ث ت من أمور الغيب وأصول الدين وما أجمع عﻠيه السﻠف الﺼا وال سﻠيم التام عا اﻷمر وا كم‬
‫والطاعة واﻻتباع لرسوله ﷺ"‬
‫اﻹسﻼم الذي ا تضاه ﷲ ً‬
‫دينا لعباده و عقيدة القرون‬ ‫والعقيدة اﻹسﻼمية إذا أطﻠقت ف ‪" :‬عقيدة أ ل السنة وا ماعة"؛ ﻷ ا‬
‫ر‬
‫ابة والتا ع ن وتا ع م بإحسان‪.‬‬ ‫الثﻼثة اﳌفضﻠة من ال‬

‫ابه اﻷصول والفروع"‪.‬‬ ‫أ ل السنة وا ماعة م‪" :‬اﳌتبعون ﳌن الرسول ﷺ وأ‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اعتقادا وقوﻻ وفعﻼ‪.‬‬ ‫ﷲع م‬ ‫ابه ر‬ ‫و راد م من ان ع مثل ما ان عﻠيه الرسول ﷺ وأ‬

‫عل ُس ّموا )أ ل السنة(؟ لتمسك م سنة الن ﷺ الثابتة عنه واﻹعراض عن ل ما يخالف ا‪.‬‬
‫عل ُس ّموا )ا ماعة(؟ ﻻجتماع م ع ا ق الذي جاء به الن ﷺ‪.‬‬

‫ً‬
‫واصطﻼحا‬ ‫‪ً ‬‬
‫ثانيا‪ :‬عر ف التوحيد لغة‬
‫واحدا‪ ،‬ف و مﺼدر وحد يوحد‪ ،‬أي‪ :‬جعل ال ء ً‬
‫واحدا‪.‬‬ ‫لغة‪ :‬مشتق من وحد ال ء إذا جعﻠه ً‬
‫ً‬
‫اصطﻼحا‪" :‬إفراد ﷲ بما يختص به من الر و ية واﻷلو ية واﻷسماء والﺼفات"‪.‬‬

‫العﻼقة ب ن التوحيد والعقيدة‪ :‬عﻠم العقيدة وعﻠم التوحيد م ادفان عند أ ل السنة و نما س عﻠم التوحيد عﻠم العقيدة بن ًاء ع‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬
‫اصطﻼحا باعتبار أن عﻠم التوحيد و العﻠم‬ ‫الثمرة اﳌرجوة منه‪ ،‬و ا عقاد القﻠب ا ً‬
‫عقادا ً‬
‫جازما ﻻ يقبل اﻻنف اك‪ .‬وقد يفرق بي ما‬
‫ً‬
‫موضوعا من التوحيد ﻷ ا تقرر ا ق بدليﻠه وترد الش ات‬ ‫الذي يقتدر به ع إثبات العقائد الدي ية باﻷدلة اﳌرضية‪ ،‬والعقيدة أعم‬
‫وقوادح اﻷدلة وتناقش الديانات والفرق‪.‬‬

‫اﳌبدأ الثا ي‪ :‬موضوع عﻠم العقيدة والتوحيد‪.‬‬


‫‪ ‬موضوع علم العقيدة والتوحيد عند أ ل السنة وا ماعة يدورع أمورم ا‪:‬‬
‫بيان حقيقة اﻹيمان با عا وتوحيده وما يجب له عا من صفات ا ﻼل والكمال مع إفراده وحده بالعبادة دون شر ك واﻹيمان‬
‫باﳌﻼئكة والرسل وما يتعﻠق باليوم اﻵخر والقضاء والقدر كما يدور ع ضد التوحيد و و الشرك وضد اﻹيمان و و الكفر و يان‬
‫حقيق ما وأنواع ما‪ ،‬وقد يقال إن موضوع عﻠم التوحيد يدور ع ثﻼثة محاور وذلك ع النحو التا ‪:‬‬
‫‪-١‬ذات ﷲ عا أو )اﻹل يات( والبحث ذات ﷲ عا من حي يات ثﻼث؛ ما يتﺼف به‪ ،‬وما يت ه عنه‪ ،‬وحقه ع عباده‪.‬‬
‫‪-٢‬ذوات الرسل الكرام أو )النبوات( والبحث ف ا من ا ي يات التالية‪ :‬ما يﻠزم و جب عﻠ م‪ ،‬ما يجوز حق م‪ ،‬ما ستحيل حق م‪،‬‬
‫ما يجب ع أتباع م‪.‬‬
‫‪-٣‬السمعيات أو )الغي يات(‪ :‬و و ما يتوقف اﻹيمان به ع مجرد ورود السمع أو الو به‪ ،‬ول س لﻠعقل إثبا ا أو نف ا مدخل‬
‫أشراط الساعة وتفاصيل البعث‪ .‬وضابط السمعيات‪ :‬أن العقل ﻻ يمنع ا وﻻ يحيﻠ ا وﻻ يقدر ع ذلك وﻻ يقدر أن يوج ا وﻻ يحار‬
‫ذلك‪ ،‬فم ما النقل عن ﷲ عز وجل ورسوله ﷺ فإن الواجب اﻻعتقاد بذلك واﻹقرار به ودفع ل عارض مو وم ب ن شرع ﷲ و و‬
‫صرح عند التحقيق‪.‬‬ ‫عقل‬ ‫ٌ‬ ‫)الو (‪ ،‬و ن خﻠقه و و )العقل(‪ .‬والقاعدة الذ بية ‪ :‬أنه ﻻ يتعارض و ٌ‬
‫ٍ‬ ‫يح مع ٍ‬
‫‪-٤‬ومن موضوعات علم العقيدة ً‬
‫أيضا‪ :‬القدر واﻷخبار وأصول اﻷح ام القطعية وسائر أصول الدين واﻻعتقاد و بعه الرد ع أ ل‬
‫اﻷ واء والبدع وسائر اﳌﻠل والنحل الضالة واﳌوقف م م‪.‬‬
‫يح م ا‪.‬‬ ‫زمانا وتواجد ا م ًانا واﳌوقف ال‬
‫‪-٥‬اﳌذا ب اﳌعاصرة عر ف ا و شأ ا ً‬

‫اﳌبدأ الثالث‪ :‬ثمرة عﻠم العقيدة والتوحيد‪.‬‬


‫‪ ‬التوحيد له فضائل عظيمة وآثار حميدة ومن ذلك ما ي ‪:‬‬
‫‪ -1‬التوحيد ا الص يثمر اﻷمن التام الدنيا واﻵخرة‪.‬‬
‫غفر ﷲ بالتوحيد الذنوب و كفر به الس ئات‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫التوحيد و الس ب اﻷعظم نيل رضا ﷲ وثوابه‪ ،‬وأسعد الناس شفاعة محمد ﷺ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫التوحيد يخفف عن العبد اﳌ اره و ون عﻠيه اﻵﻻم‪ .‬ف و من أعظم أسباب ا شراح الﺼدر‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ّ‬
‫يحرر العبد من ِرق ا ﻠوق ن والتعﻠق م وخوف م ورجا م والعمل ﻷجﻠ م و ذا و العز ا قيقي والشرف العا و ون مع ذلك‬ ‫‪-5‬‬
‫ً‬
‫متعبدا ﻻ يرجو سواه وﻻ يخ إﻻ إياه‪.‬‬

‫‪ ‬وعليه؛ فإن الغاية اﳌطلو ة من دراسة ذا العلم؛ ما ي ‪:‬‬


‫‪ -1‬ا روج من رقة التقﻠيد إ اﻻستدﻻل؛ في ون اﳌسﻠم من مسﻠمة اﻻختيار الذي اعتنق ما عﻠمه و دركه؛ عن قناعة و سﻠيم‪.‬‬
‫ص مسﻠم عشانه مقﻠد ﻷ ﻠه أو مقﻠد ﻷي أحد ثا ي‪ ..‬ﻻزم ي ون إسﻼمه نا ع من قناعته باﻹسﻼم(‬ ‫) ع خطأ ي ون ال‬
‫‪ -2‬الدفاع عن اﻹسﻼم وعقيدته؛ برد الش ة و ثبات ا ق‪.‬‬
‫‪ -3‬ت يح التﺼورات ا اطئة حول ﷲ وال ون وا ياة وعﻼقة ل م ما باﻵخر‪.‬‬

‫اﳌبدأ الرا ع‪ :‬فضل عﻠم العقيدة والتوحيد‪.‬‬


‫‪ ‬علم العقيدة والتوحيد له فضل عظيم من ب ن بقية العلوم و ظ ر ذلك بالنظر إ ‪ ٣‬ج ات‪:‬‬
‫ﱠ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫‪ ‬أوﻻ فضﻠه من ج ة موضوعه‪ :‬من اﳌتقرر أن ِ‬
‫اﳌتعﻠق شرف شرف اﳌتعﻠق‪ ،‬فالتوحيد يتعﻠق بأشرف ذات‪ ،‬با ال القيوم‪ .‬لذا‬
‫ً‬
‫ومعﻠوما‪ .‬وﻷجل ذا سماه عض السﻠف )الفقه اﻷك (‪ ،‬وتحقيق التوحيد و أشرف‬ ‫ً‬
‫موضوعا‬ ‫ان ِعﻠم التوحيد أشرف العﻠوم‬
‫اﻷعمال ً‬
‫مطﻠقا و و موضوع دعوة رسل ﷲ أجمع ن ف ﻠ م دعوا إ توحيد ﷲ و خﻼص عبادته‪ .‬فأ م ما ع العبد معرفته و‬
‫التوحيد وذلك قبل معرفة العبادات ﻠ ا ح الﺼﻼة‪.‬‬

‫‪ً ‬‬
‫ثانيا فضﻠه من ج ة معﻠومه‪ :‬معﻠوم عﻠم التوحيد و مراد ﷲ الشر ‪ ،‬الدال عﻠيه وحيه وكﻼمه ا امع لﻠعقائد ا قة‪ .‬ومراد ﷲ‬
‫عا يجمع ً‬
‫أمورا ثﻼثة ف و يجمع‪ :‬أن ﷲ عا أراده وأحبه‪ ،‬فأمر به‪ ،‬و تب ع ونه أمر به أن يث ب فاعﻠه و عاقب تاركه وأن‬
‫ين عن مخالفته‪.‬‬
‫ّ‬
‫اﳌرضية من كتاب ناطق وسنة ماضية‪.‬‬ ‫ومعلوم علم التوحيد و‪ :‬اﻷح ام اﻻعتقادية اﳌك سبة من اﻷدلة‬
‫فالتوحيد و فاتحة القرآن الكرم وخاتمته‪ .‬فإن القرآن من فاتحته إ خاتمته تقرر التوحيد بأنواعه أو بيان حقوق التوحيد‬
‫ومقتضياته ومكمﻼته أو ال شارة عاقبة اﳌوحدين الدنيا واﻵخرة أو النذارة عقو ة اﳌشرك ن الدار ن‪.‬‬

‫ً‬
‫‪ ‬ثالثا فضﻠه من ج ة ا اجة إليه‪ :‬يظ ر ذلك بالنظر إ جمﻠة أمور م ا‪:‬‬
‫ً‬
‫عظيما‪.‬‬ ‫‪ -1‬أن ﷲ عا طﻠبه وأمر به ل م ﻠف‪ ،‬ومدح من توسل به إليه‪ ،‬ووعد م ً‬
‫أجرا‬
‫‪ -2‬أن عقيدة التوحيد ا ق الذي أرسﻠت من أجﻠه جميع الرسل و حق ع العباد‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -3‬أن ﷲ عا جعل اﻹيمان شرطا لقبول العمل الﺼا وانتفاع العبد به الدنيا واﻵخرة‪.‬‬
‫‪ -4‬أن سعادة ال شرة بالدنيا متوقفة ع عﻠم التوحيد‪ ،‬فنحن بحاجة إليه لﻠراحة والسعادة‪.‬‬
‫‪ -5‬أن جميع اﻷعمال واﻷقوال الظا رة والباطنة متوقفة قبول ا و كمال ا وترتب الثواب عﻠ ا ع التوحيد‪ ،‬ف ﻠما قوي التوحيد‬
‫واﻹخﻼص كمﻠت ذه اﻷمور وتمت‪.‬‬

‫اﳌبدأ ا امس‪ :‬سبة عﻠم العقيدة والتوحيد‪.‬‬


‫يح لقﻠنا أن عﻠم اﻻعتقاد‬ ‫مرتبة عﻠم العقيدة من العﻠوم اﻷخرى أنه من العﻠوم الشرعية‪ ،‬و ذا نظرنا من ج ة أن العﻠوم تب ع اﻻعتقاد ال‬
‫و أصل العﻠوم‪.‬‬

‫اﳌبدأ السادس‪ :‬واضع عﻠم العقيدة والتوحيد‪.‬‬


‫‪ ‬التوحيد جاء به الرسل واﻷن ياء عﻠ م السﻼم ولكن عﻠم التوحيد فقد مر وضعه وتدو نه بطورن‪:‬‬
‫ً‬
‫أوﻻ‪) :‬طور الرواية ‪-‬ما قبل التدو ن‪ (-‬ثان ًيا‪) :‬طورالتدو ن واﻻستقرار(‪.‬‬
‫ً‬
‫أوﻻ طور الرواية‪ :‬لم يكن الرعيل اﻷول من ال ابة ر ﷲ ع م بحاجة لتدو ن العﻠوم الشرعية فقد انوا يتﻠقون عن رسول‬ ‫‪‬‬
‫ﷲ ﷺ الوحي ن‪ .‬و ل ء رواه ال ابة عن الن ﷺ ﳌن عد م ف انت محفوظة أذ ا م مستدل ن عﻠ ا بكتاب ر م وسنة‬
‫نب م ﷺ ولم يقع بي م اختﻼف شأن العقيدة بل اجتمعوا ع عقيدة يحة ساﳌة‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا طور التدو ن‪ :‬بدأ ذا حياة التا ع ن‪ ،‬و ن وقعت زمنه ﷺ صور من الكتابة والتدو ن‪ ،‬حيث ابتدأ ذلك اﻹمام الز ري‬ ‫‪‬‬
‫رحمه ﷲ عا ‪ ،‬ثم شاع ذلك النﺼف اﻷول من القرن الثا ي ال ري كما فعل اﻹمام مالك )اﳌوطأ(‪ ،‬حيث رت ت اﻷحاديث‬
‫ع أبواب تتعﻠق بالتوحيد‪.‬‬
‫ولعل ذا التبو ب لﻸحاديث ان النواة اﻷو استقﻼل ل باب فيما عد بالتﺼ يف والبحث‪ .‬ومما أوقد جذوة التدو ن ما وقع‬
‫آخر زمن ال ابة من بدع واختﻼف العقيدة‪.‬‬
‫ثم بدأ التﺼ يف عقيدة أ ل السنة ح ن أصبح ضرورة ﻻبد م ا لنفي انتحال اﳌبطﻠ ن‪ ،‬ورد تحر ف الغال ن وتأو ل ا ا ﻠ ن‪.‬‬

‫ذا النحو‪ -‬و كتاب )الفقه اﻷك ( ﻷ ي حنيفة )ت‪١٥٠‬ه(‪ ،‬حدد فيه أبو حنيفة عقائد أ ل‬ ‫ان أول مدون ُع ِرف العقيدة ‪-‬ع‬
‫ً‬
‫تحديدا من ًيا ورد فيه ع اﳌع لة والقدر ة وا مية والشيعة‪ ،‬واشتمل ع خمسة أبواب ‪ -‬أتم رواياته‪:-‬‬ ‫السنة‬
‫اﻷول‪ :‬القدر‪ /‬الثا ي والثالث‪ :‬اﳌش ئة‪ /‬الرا ع‪ :‬الرد ع من يكفر بالذنب‪ /‬ا امس‪ :‬اﻹيمان وفيه حديث عن اﻷسماء‬
‫والﺼفات والفطرة وعﺼمة اﻷن ياء وم انة ال ابة وغ ذلك من مباحث العقيدة‪.‬‬
‫كما ث ت أن اﻹمام ابن و ب رحمه ﷲ )ت‪١٩٧‬ه( وضع ً‬
‫كتابا القدر ع طرقة ا دث ن جمع اﻷحاديث و ن ان دون تبو ب‪.‬‬
‫ثم تتا ع التأليف عد أ ي حنيفة عﻠم التوحيد ولكن بأسماء مختﻠفة ل ذا العﻠم‪ .‬فمن أول ذلك كتاب اﻹيمان ﻷ ي عبيد القاسم‬
‫بن سﻼم )ت ‪٢٢٤‬ه(‪ .‬كما ظ ر مﺼط السنة لﻠدﻻلة ع ما سﻠم من اﻻعتقادات واش ر ذلك زمن اﻹمام أحمد رحمه ﷲ‪.‬‬
‫ومن الكتب اﳌصنفة باسم )السنة(‪ :‬كتاب السنة ﻻبن أ ي ش بة )ت‪٢٣٥‬ه(‪ ،‬والسنة لﻺمام أحمد )ت‪٢٤٠‬ه( وغ م‪.‬‬
‫ثم ظ ر مصط )التوحيد( مثل‪ :‬كتاب التوحيد ﻻبن سرج البغدادي )ت‪٣٠٦‬ه(‪ ،‬وكتاب التوحيد ﻻبن خز مة )ت‪٣١١‬ه(‪.‬‬
‫واكب ذلك ظ ور مصط )أصول الدين(‪.‬‬
‫ثم ظ ر التأليف باسم العقيدة بأوائل القرن ا امس ال ري واستقرت حركة التﺼ يف ومن التأليف‪ ،‬واستقل عﻠم التوحيد‬
‫عﻠما متم ً ا عن غ ه بﻠقب ومن مخﺼوص‪.‬‬ ‫ً‬

‫اﳌبدأ السا ع‪ :‬أسماء عﻠم العقيدة والتوحيد‪.‬‬


‫‪ ‬أسماء عﻠم العقيدة والتوحيد عند أ ل السنة وا ماعة‪:‬‬
‫)العقيدة‪ /‬التوحيد‪ /‬السنة‪ /‬أصول الدين‪ /‬الفقه اﻷك ‪ /‬الشر عة‪ /‬اﻹيمان(‬
‫‪-١‬العقيدة‪ :‬مرت ﻠمة العقيدة بثﻼث مراحل‪- :‬‬
‫‪ ‬اﳌرحلة اﻷو ‪ :‬و دور اﳌوسوعية اﳌع وعدم اﻻختﺼاص‪ ،‬و و اﳌع الﻠغوي‪.‬‬
‫‪ ‬اﳌرحلة الثانية‪ :‬و دور الفعل القﻠ ‪ ،‬و و أخص من اﳌرحﻠة السابقة و ع عنه باﳌع اﳌﺼدري‪.‬‬
‫عﻠما ً‬
‫ولقبا ع قضايا معينة‪ ،‬و و دور اﻻستقرار‪.‬‬ ‫‪ ‬اﳌرحلة الثالثة‪ :‬و الدور الذي ن ت فيه العقيدة وأصبحت ً‬

‫اب ا ديث" لﻠﺼابو ي )ت‪٤٤٩‬ه(( و )"شرح‬ ‫ومن اﳌؤلفات ال حملت اسم العقيدة أو اﻻعتقاد ومن ذلك‪) :‬كتاب "عقيدة السﻠف أ‬
‫أصول اعتقاد أ ل السنة وا ماعة" لﻼل ا ي )ت‪٤١٨‬ه(( و )"اﻻعتقاد" لﻠب قي )ت‪٤٥٨‬ه((‪.‬‬

‫‪-٢‬التوحيد‪ :‬وقد مرت ﻠمة التوحيد بنفس اﻷدوار ال مرت ا ﻠمة عقيدة‪.‬‬
‫وحد‪ ،‬ثم نقل عن ذا اﳌع إ مع الفرد اﳌتم عن‬ ‫توحيدا؛ ف مﺼدر لﻠفعل ّ‬ ‫ً‬ ‫وحد ّ‬
‫يوحد‬ ‫‪ ‬الدور اللغوي‪ :‬مشتقة من ّ‬
‫حدا ل س بجعل جاعل‪ ،‬وع ذا فالواحد و اﳌنفرد بخﺼائﺼه عما سواه‪.‬‬ ‫غ ه‪ ،‬ﻷن ون ﷲ وا ً‬
‫ً‬
‫‪ ‬الدور اﳌصدري‪ :‬اعتباره فعﻼ من أفعال القﻠب‪ " :‬و إفراد ﷲ بالر و ية واﻷلو ية واﻷسماء والﺼفات واﻷفعال"‪.‬‬
‫ذا اﻻعتبار‪" :‬العﻠم الذي يقتدر به ع إثبات‬ ‫او‬ ‫‪ ‬الدور اﻻستقﻼ ‪ :‬أصبحت فيه ﻠمة التوحيد تدل العﻠم اﳌس‬
‫العقائد الدي ية باﻷدلة اليقي ية"‬
‫ومن اﳌؤلفات ال حملت اسم التوحيد‪) :‬كتاب "التوحيد ا امع ال يح" لﻠبخاري )ت‪٢٥٦‬ه(( و )"التوحيد و ثبات صفات الرب" ﻻبن‬
‫خزمة )ت‪٣١١‬ه(( و )"اعتقاد التوحيد" ﻷ ي عبد ﷲ محمد بن خفيف )ت‪٣٧١‬ه(( و)"التوحيد" ﻻبن منده )ت‪٣٥٩‬ه(( و)"التوحيد" لﻺمام‬
‫محمد بن عبد الو اب )ت ‪١١١٥‬ه((‪.‬‬
‫‪-٣‬السنة‪ :‬عدد معنا ا بحسب اﻻصطﻼحات‪ ،‬ف ل أ ل عﻠم إسﻼمي اصط وا ع دﻻلة متناسبة وطبيعة ذه العﻠوم‪.‬‬
‫السنة عند علماء ا ديث‪" :‬ما أضيف إ الن ﷺ من قول أو فعل أو تقر ر أو وصف"‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫السنة عند علماء أصول الفقه‪" :‬ما أمر به الشارع ﻻ ع س يل اﻹلزام"‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫السنة عند علماء الفقه‪" :‬ما يثاب فاعﻠه وﻻ عاقب تاركه"‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يحة وطرق من طرق إثبا ا"‪.‬‬ ‫يحة‪" :‬من مﺼادر التﻠقي لﻠعقيدة ال‬ ‫السنة عند علماء العقيدة ال‬ ‫‪-‬‬

‫)اﻻتباع( ضد اﻻبتداع‪ ،‬وجعﻠ ا عض م )اﻹسﻼم( والقوﻻن غ متنافر ن وﻻ متعارض ن؛ ﻷن اﻹسﻼم و‬ ‫ولذا جعل عض السﻠف السنة‬
‫يحة‪ ،‬واﻻتباع ع عن طر ق التﻠقي ومن ه‪.‬‬ ‫عب عن العقيدة ال‬

‫ومن اﳌؤلفات ال حملت اسم السنة‪) :‬كتاب "السنة" لﻺمام أحمد بن حنبل )ت‪٢٤١‬ه(( و )"السنة" ﻻبن أ ي عاصم )ت‪٢٨٧‬ه(( و‬
‫)"السنة" لعبد ﷲ بن اﻹمام أحمد )ت‪٢٩٠‬ه((‪.‬‬

‫‪-٤‬أصول الدين‪ :‬و و مركب من مضاف ومضاف إليه‪ ،‬ف و مركب إضا ؛ فاﻷصول جمع أصل‪.‬‬
‫ً‬
‫واصطﻼحا‪ :‬ماله فرع‪.‬‬ ‫و و لغة‪ :‬ما يب عﻠيه غ ه أساس اﳌ ل‪،‬‬
‫ً‬
‫وشرعا و‪" :‬امتثال اﳌأمور واجتناب ا ظور‪ ،‬أو طاعة ﷲ ورسوله"‪.‬‬ ‫والدين لغة‪ :‬و الذل وا ضوع‪.‬‬
‫فيكون اﳌع اﳌركب – أصول الدين – و‪" :‬اﳌبادئ العامة والقواعد ال ﻠية الك ى ال ا تتحقق طاعة ﷲ ورسوله واﻻس سﻼم ﻷمره‬
‫و يه"‪ .‬و ذا اﳌع ﻻ يراد به إﻻ عﻠم العقيدة والتوحيد‪.‬‬

‫ومن اﳌؤلفات ال حملت اسم أصول الدين‪) :‬كتاب "أصول الدين" لﻠبغدادي )ت‪٤٢٩‬ه(( و )"الشرح واﻹبانة عن أصول الديانة" ﻻبن بطة‬
‫)ت‪٣٨٧‬ه(( و )"اﻹبانة عن أصول الديانة" لﻸشعري )ت‪٣٢٤‬ه((‪.‬‬

‫‪-٥‬الفقه اﻷك ‪ :‬الفقه الﻠغة و الف م‪ ،‬وأضيف إ اﻷك ﻹخراج الفقه اﻷصغر و و "عﻠم ا ﻼل وا رام وعﻠم الفروع" وﻻ يتحقق لقب الفقه‬
‫اﻷك إﻻ ع عﻠم العقيدة‪.‬‬

‫‪-٦‬الشرعة‪ :‬أطﻠقت الشر عة و إطﻼق أخص كما قال ابن تيمية رحمه ﷲ‪" :‬ع العقائد ال عتقد ا أ ل السنة من اﻹيمان‪ ،‬مثل اعتقاد م أن‬
‫اﻹيمان قول وعمل وأن ﷲ موصوف بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله ﷺ وأن القرآن كﻼم ﷲ غ مخﻠوق‪ .....‬إ " والشر عة نا السنة فقد‬
‫يراد ا ما سنه ﷲ وشرعه من العقائد‪ ،‬وقد يراد ا ما سنه ﷲ وشرعه من العمل‪ ،‬وقد يراد ا كﻼ ما‪.‬‬

‫ومن اﳌؤلفات ال حملت اسم الشر عة ومن أول ا‪) :‬كتاب "الشر عة" ﻷ ي بكر اﻵجري )ت‪٣٦٠‬ه(( و )"اﻹبانة عن شر عة الفرقة الناجية ومجانبة‬
‫الفرق اﳌذمومة" ﻻبن بطة العك ي )ت‪٣٨٧‬ه((‪.‬‬

‫ً‬
‫جميعا ومن أول ا‪:‬‬ ‫‪-٧‬اﻹيمان‪ :‬صنف السﻠف ً‬
‫كتبا باسم )اﻹيمان( بحثت قضايا التوحيد ومسائل اﻻعتقاد‬
‫ّ‬
‫‪ -‬كتاب )اﻹيمان ومعاﳌه وس نه واستكمال درجاته( لﻺمام أ ي عبيد القاسم ابن سﻼم )ت‪٢٢٤‬ه(‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب )اﻹيمان( لﻺمام البخاري )ت‪٢٥٦‬ه(‪.‬‬
‫كتاب )اﻹيمان( ل افظ ابن منده )ت‪٣٩٥‬ه(‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ‬أسماء عﻠم العقيدة والتوحيد عند غ أ ل السنة وا ماعة‪:‬‬
‫)عﻠم الكﻼم‪ /‬الفﻠسفة‪ /‬السنة‪ /‬التﺼوف‪ /‬اﻹل ّيات‪ /‬ما وراء الطبيعة(‬

‫والشبه‪ ،‬ودفع إيرادات ا ﺼوم" ف و باختﺼار‬ ‫‪-١‬عﻠم الكﻼم‪ :‬و و "عﻠم يقتدر به ع ا اصمة العقائد واﳌناظرة ف ا؛ بإيراد ا‬
‫)عﻠم ا دل العقدي اﳌذموم ً‬
‫شرعا( ف و مراء متعﻠق بإظ ار اﳌذا ب واﻻنتﺼار ل ا‪.‬‬

‫ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـروق بـ ـ ـ ـ ـ ـ ن عـ ـ ـ ـ ـل ـ ـ ـ ـ ـم الـ ـ ـ ـ ـت ـ ـ ـ ـوح ـ ـ ـ ـيـ ـ ـ ـ ـد وعـ ـ ـ ـ ـلـ ـ ـ ـ ـ ـم الـ ـ ـ ـ ـك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻼم‬
‫ع ـ ـ ـ ـلـ ـ ـ ـ ـ ـم ال ـ ـ ـ ـ ـكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻼم‬ ‫ع ـ ـ ـلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ال ـ ـ ـ ـ ـتـ ـ ـ ـ ـوح ـ ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ـ ـد‬
‫‪ -‬عتمد ع اﻷلفاظ اﳌنطقية واﻷق سة والكﻼمية ف و متأثر عوامل خارجية‬ ‫يح اﳌس ند إل ا‪.‬‬ ‫‪ -‬عتمد ع الكتاب والسنة و جماع السﻠف واﳌعقول ال‬
‫‪ -‬شتمل ع الكث من اﻷلفاظ البدعية واﳌﺼط ات اﳌنطقية واﻵراء الفﻠسفية‬ ‫‪ -‬ﻻ شتمل ع أي لفظ بد وﻻ مﺼط فﻠسفي‪.‬‬
‫‪ -‬و عﻠم حادث ن يجة مؤثرات خارجية س ب ترجمة كتب اﳌنطق والفﻠسفة‪.‬‬ ‫‪ -‬أصل عﻠم التوحيد موجود العﺼور اﳌفضﻠة القرون الثﻼثة ‪.‬‬
‫‪ -‬آثار عﻠم الكﻼم مذمومة‪.‬‬ ‫‪ -‬آثار عﻠم التوحيد محمودة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫‪ -‬عﻠم الكﻼم أداة ُ‬ ‫ُ‬
‫بطل معا‪ ،‬و و أقرب إ اﳌبطل‪.‬‬
‫لﻠم ِحق واﳌ ِ‬ ‫‪ -‬عﻠم التوحيد أداة لﻠ ُم ِحق ع اﳌ ِ‬
‫بطل؛ وذلك بإظ اره لباطﻠه‪.‬‬

‫و طﻼق عﻠم الكﻼم عرف عن سائر الفرق اﳌت ﻠمة‪ ،‬اﳌع لة واﻷشاعرة‪ ،‬ومن سﻠك س يﻠ م و و ﻻ يجوز ﻷن عﻠم الكﻼم حادث مبتدع‬
‫و قوم ع التقول ع ﷲ غ عﻠم‪ ،‬و خالف من السﻠف تقر ر العقائد‪.‬‬
‫ذلك‪) :‬شرح اﳌقاصد عﻠم الكﻼم( لﻠتفتازا ي )ت‪٧٩١‬ه(‬ ‫ومن الكتب‬

‫‪-٢‬الفﻠسفة‪ :‬يطﻠق عﻠم "الفﻠسفة" ع عﻠم العقيدة عند الفﻼسفة ومن سﻠك س يﻠ م‪ ،‬و و إطﻼق ﻻ يجوز العقيدة ﻷن الفﻠسفة مبنا ا ع‬
‫و ة‪.‬‬ ‫اﻷو ام والعقﻠيات ا يالية‪ ،‬والتﺼورات ا رافية عن أمور الغيب ا‬

‫‪-٣‬التﺼوف‪ :‬تطﻠق ﻠمة "التﺼوف" ع العقيدة عند عض اﳌتﺼوفة والفﻼسفة‪ ،‬واﳌس شرق ن ونحا نحو م‪ ،‬و و إطﻼق مبتدع ﻷنه ي ب‬
‫ع اعتبار شطحات اﳌتﺼوفة ومزاعم م وخرافا م العقيدة‪.‬‬

‫‪-٤‬اﻹل ّيات‪ :‬وتطﻠق ﻠمة "اﻹل ّيات" ع العقيدة عند أ ل الكﻼم والفﻼسفة واﳌس شرق ن وأتباع م وغ م‪ ،‬و و خطأ ﻷن اﳌقﺼود ا عند م‬
‫عا ‪.‬‬ ‫فﻠسفات الفﻼسفة‪ ،‬وكﻼم اﳌت ﻠم ن واﳌﻼحدة فيما يتعﻠق با‬

‫ُ‬
‫‪-٥‬ما وراء الطبيعة‪ :‬أو )اﳌيتاف يقيا( كما سم ا الفﻼسفة والك ّتاب الغر يون ومن نحا نحو م‪ ،‬و قر بة من مع اﻹل ّيات و طﻠق الناس ع‬
‫ما يؤمنون به و عتنقونه من مبادئ وأف ار )عقائد( و ن انت باطﻠة أو ﻻ س ند إ دليل عق وﻻ نق ‪.‬‬

‫اﳌبدأ الثامن‪ :‬استمداد عﻠم العقيدة والتوحيد‪.‬‬


‫عﻠم التوحيد تقوم دﻻئﻠه ع ما ي ‪:‬‬
‫ّ‬
‫) يح اﳌنقول‪ /‬اﻹجماع ال يح اﳌتﻠقى بالقبول‪ /‬صرح اﳌعقول‪ /‬والفطرة اﳌستقيمة الساﳌة من اﻻنحراف(‬

‫ً‬
‫يح اﳌنقول )الكتاب والسنة(‬ ‫‪ ‬أوﻻ‪:‬‬
‫يحة‪ ،‬والعقيدة ﷲ عا من أ م ما ب ن ﷲ كتابه‪ ،‬وعن السنة‪.‬‬ ‫ائح اﳌنقول شمل الكتاب العز ز والسنة ال‬ ‫إن‬
‫و يان مسائل اﻻعتقاد من أول وأو ما عﻠمه الن ﷺ لﻸمة نﺼوص السنة‪ .‬أ ل السنة ﻻ ستدلون بالقرآن دون السنة فﻼ يكمل دين‬
‫ا‪.‬‬ ‫العبد إﻻ باﻹيمان ب ﻠ ما‪ .‬فسنة الن ﷺ ُيحتج ا ً‬
‫مطﻠقا شرط‬
‫ّ‬
‫اﳌتلقى بالقبول‬ ‫‪ً ‬‬
‫ثانيا‪ :‬اﻹجماع‬
‫اﻹجماع مﺼدر من مﺼادر اﻷدلة اﻻعتقادية؛ ﻷنه س ند حقيقته إ الو اﳌعﺼوم من كتاب وسنة‪ .‬فاﻹجماع و "اﻷصل الثالث‬
‫الذي ُ َ‬
‫عت َمد عﻠيه العﻠم والدين‪ ،‬واﻹجماع الذي ينضبط ما ان عﻠيه السﻠف الﺼا ‪ ،‬إذ عد م ك ا ﻼف وان شرت اﻷمة" فع‬
‫ة شرعية مﻠزمة ﳌن عد م و و إجماع معﺼوم وﻻ تجوز مخالفته‪.‬‬ ‫عت‬ ‫ذا فإن إجماع السﻠف الﺼا‬

‫ً‬
‫‪ ‬ثالثا‪ :‬صر ح اﳌعقول‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مﺼدرا مستقﻼ بل يحتاج لتن يه الشرع و رشاده لﻸدلة؛ ﻷن اﻻعتماد ع محض‬ ‫العقل مﺼدر من مﺼادر اﳌعرفة الدي ية إﻻ أنه ل س‬
‫العقل س يل لﻠتفرق والتنازع‪.‬‬
‫ً‬
‫العقل قد تدي بنفسه إ مسائل اﻻعتقاد الكبار ع س يل اﻹجمال إثبات وجود ﷲ مع ثبوت ذلك الفطرة أوﻻ‪ ،‬أما مسائل‬
‫العقيدة التفﺼيﻠية مما يتعﻠق بذات ﷲ عا وصفاته ورسوله وأن يائه وما يجب ل م وما ستحيل فما انت العقول لتدرك ا لوﻻ م ء‬
‫الو ‪ .‬ومن نا قعد أ ل العﻠم قاعدة أن "العقل الصر ح ﻻ يخالف النقل ال يح" ﻷن اﻷول خﻠق ﷲ والثا ي أمره فﻼ يتخالفان ﻷن‬
‫مﺼدر ما واحد و و ﷲ سبحانه و عا ‪.‬‬

‫‪ ‬را ًعا‪ :‬الفطرة السو ة‬


‫الفطرة ‪ :‬خﻠق ا ﻠيقة ع قبول اﻹسﻼم وال يؤ لﻠتوحيد أو اﻹسﻼم والدين القيم‪.‬‬
‫ُ َ‬ ‫ُ ُ‬
‫الفطرة السو ة تقبل اﻹسﻼم وتدل ع اتﺼاف ا الق بالﺼفات ال ُع والكمال اﳌطﻠق ف تدرك أن من يخﻠق ﻻ ي ون كمن يخﻠق‪..‬‬
‫فخالق ال ون ﻻ ستوي مع غ ه‪ ،‬والفطرة و ن غشي ا غاشية اﻹ اد؛ تدي إ تفرده عا باﻷلو ية و ظ ر ذلك أوقات الشدة‬
‫وا ن‪ ،‬فإن القﻠب يفزع القه‪ .‬واﻹسﻼم عقائده وأح امه موافق لﻠفطرة وﻻ عارض ا‪.‬‬

‫ّ‬
‫اﳌبدأ التاسع‪ :‬حكم عﻠم عﻠم العقيدة والتوحيد‪.‬‬
‫حكم عﻠم عﻠم العقيدة والتوحيد فرض ع ن ف و أول الواجبات وأوﻻ ا وأفرض ا ع اﳌ ﻠف ن أجمع ن‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وأسماء وأفعاﻻ وصفات‬ ‫‪ -‬وفرض الع ن منه و‪ :‬ما ت به عقيدة اﳌسﻠم ر ه من حيث ما يجوز و جب و متنع حق ﷲ عا ذاتا‬
‫ع وجه اﻹجمال‪ ،‬و ذا ما سميه عض العﻠماء بـ)اﻹيمان ا مل أو اﻹجما ( و و ما ٌ سأل عنه جميع ا ﻠق‪.‬‬
‫وأما فرض الكفاية من علم التوحيد‪ :‬ما زاد ع ذلك من التفﺼيل والتدليل والتعﻠيل وتحﺼيل القدرة ع رد الش ات وقوادح اﻷدلة‬ ‫‪-‬‬
‫و لزام اﳌعاندين و فحام ا الف ن و ذا ما س بـ)اﻹيمان التفصي (‪.‬‬
‫ّ‬
‫ل ُم لف من ذكر أو أن وذلك باﻷدلة اﻹجمالية وأما باﻷدلة‬ ‫ً‬
‫واختصارا فإن حكم الشارع علم علم التوحيد أنه فرض ع ن ع‬
‫التفصيلية ففرض ع الكفاية‬

‫اﳌبدأ العاشر‪ :‬مسائل عﻠم العقيدة والتوحيد‪.‬‬


‫قضايا ﻠية تبحث فيه ت ون مما يدخل نطاق العقيدة ف و عﻠم ك ولذا يقال‪ :‬عﻠم أصول الدين‪ .‬وتتضمن‪ :‬معرفة اﻷح ام‬
‫الشرعية العقدية أح ام اﻷلو ية وعﺼمة الرسل‪ ،‬وقضايا اليوم اﻵخر ونحو ذلك‪ .‬وقد عن ت كتب العقائد به أعظم عناية وكت ت‬
‫تحرره – ع من أ ل السنة وا ماعة – وتقر به مطوﻻت ومختﺼرات ومنظومات ومنثورات من زمن السﻠف و يومنا ذا‪.‬‬
‫القسم الثا ي ‪ -‬الوحدة ا امسة‪ :‬اﳌبادئ العشرة لعﻠم الفقه اﻹسﻼمي وأصوله‪.‬‬
‫ً‬
‫أوﻻ‪ :‬اﳌبادئ العشرة لعﻠم الفقه‬
‫اﳌبدأ اﻷول‪ :‬حد عﻠم الفقه‪.‬‬
‫ً‬
‫واصطﻼحا‪:‬‬ ‫‪ ‬عر ف الفقه لغة‬
‫الفقه اللغة‪ :‬الف م‪ ،‬وقيل الف م الدقيق أو ف م ما دق‪ ،‬ف و العﻠم بال ء والف م له‪.‬‬
‫الفقه الشرع‪ :‬الدين‪ ،‬أو العﻠم بأمور الشرع افة‪.‬‬
‫ً‬
‫اصطﻼحا‪ :‬و ل ما جاء عن الشارع سواء ان من أمور العقائد أو اﻷخﻼق أو الفروع الفق ية أو أفعال ا وارح أو غ ا‪.‬‬ ‫الفقه‬
‫ل ما جاء عن الشارع من أح ام س فق ً ا سواء ان من أمور عقيدة أو ان ما اصط عﻠيه الفق اء ب سميته ً‬
‫فروعا فق ية ف ذا ﻠه‬
‫ً‬
‫أيضا فق ً ا‪.‬‬ ‫فقه‪ ،‬فعﻠم العقيدة ع لسان الشارع س‬
‫و ناك عرف اصطﻼ خاص لﻠفقه و و‪" :‬العﻠم باﻷح ام الشرعية العمﻠية اﳌست بطة من أدل ا التفﺼيﻠية"‪.‬‬

‫‪ ‬شرح مفردات التعر ف‪:‬‬


‫‪ -‬قول م )العﻠم(‪ :‬ف و ذو موضوع خاص وقواعد خاصة‪ ،‬وع ذا اﻷساس درسه الفق اء كت م وأبحا م وفتاو م‪ .‬وحدد ج سه أنه من‬
‫العﻠوم‪ ،‬و قسم العﻠم باعتبار ورود التﺼديق والتكذيب عﻠيه إ نوع ن‪:‬‬
‫تﺼورا‪ :‬إدراك ال ء دون ا كم عﻠيه؛ إدراك الﺼﻼة وتﺼور ا دون ا كم بوجو ا أو استحبا ا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ -1‬قد ي ون العﻠم‬
‫ً‬
‫تﺼديقا‪ :‬إدراكه مع ا كم عﻠيه؛ ا كم ع صﻼة الظ ر بأ ا واجبة وراتب ا مستحبة‪.‬‬ ‫‪-2‬قد ي ون العﻠم‬

‫وأ ل العﻠم يقولون "ا كم ع ال ء فرع عن تﺼوره" فالتﺼديق ثمرة التﺼور و ن ان ناك خﻠل التﺼور ان خﻠل التﺼديق‪.‬‬
‫ً‬
‫وأحيانا عض اﳌسائل يكتفي ف ا بمجرد التﺼور‪.‬‬ ‫والفقه شمل التﺼور والتﺼديق‪،‬‬

‫والعلم ع مراتب من حيث قطعية إدراكه من عدمه‪ ،‬فأ ل النظريقسمون اﻹدراك لـ ‪ ٦‬مراتب‪:‬‬
‫‪ ‬اﳌرتبة اﻷو )مرتبة العلم(‪ :‬أعﻼ ا و الذروة م ا‪ ،‬و و إدراك ال ء ع حقيقته إدرا ً ا ً‬
‫جازما ﻻ شك فيه وﻻ تو م‪ .‬ف ذا‬
‫عﻠما إذا لم يكن فيه شك أو تردد‪ ،‬و عض م سميه العﻠم القط و عض م يقسمه لعﻠم قط وعﻠم‬ ‫اﻹدراك سميه أ ل الفن ً‬
‫نظري‪.‬‬
‫‪ ‬اﳌرتبة الثانية )مرتبة الظن(‪ :‬و و إدراك ال ء مع وجود احتمال مرجوح‪ ،‬أن يدرك الفقيه ا كم الشر لكن لديه تردد‪ ،‬إﻻ أن‬
‫ً‬
‫مرجوحا عنده و و اﻻحتمال الذي أخذ به‪.‬‬ ‫اﻻحتمال الثا ي‬
‫مساو وﻻ ي ون أحد ما را ً ا‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫‪ ‬اﳌرتبة الثالثة )مرتبة الشك(‪ :‬و و إدراك ال ء مع احتمال‬
‫‪ ‬اﳌرتبة الرا عة )مرتبة الو م(‪ :‬و و إدراك ال ء مع وجود احتمال را ‪ ،‬ع قد ي ون اﻻحتمال الثا ي و اﻷر ‪.‬‬
‫ل ال سيط(‪ :‬و و عدم العﻠم‪.‬‬ ‫‪ ‬اﳌرتبة ا امسة )مرتبة ا‬
‫ل اﳌركب(‪ :‬و و إدراك ال ء ع غ ما و عﻠيه‪ .‬و أد ى اﳌراتب‪.‬‬ ‫‪ ‬اﳌرتبة السادسة )مرتبة ا‬
‫ل مرتبة(‬ ‫اﳌراتب تمام ارج لﻠكتاب صفحة ‪ ٩٩‬موجود مثال ع‬ ‫)عشان تف‬

‫‪ -‬قولنا )باﻷح ام(‪ :‬جمع حكم‪ ،‬وا كم "خطاب ﷲ اﳌتعﻠق بأفعال اﳌ ﻠف ن باﻻقتضاء أو التخي أو الوضع" ف ذا التعرف تضمن نو‬
‫اﻷح ام الشرعية؛ ﻷن اﻷصولي ن يقسمون اﻷح ام الشرعية لقسم ن‪) :‬أح ام ت ﻠيفية ‪ /‬أح ام وضعية(‪.‬‬
‫فاﻷح ام الت ليفية ال يتعلق ا اﻷمر والن خمسة‪: ،‬‬
‫الواجب واﳌندوب وا رم واﳌكروه واﳌباح‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -‬الواجب‪ :‬ما أمر به الشارع ً‬
‫جازما‪ ،‬وحكمه أنه يثاب فاعﻠه امتثاﻻ و ستحق العقاب تاركه‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -‬اﳌندوب‪ :‬ما أمر به الشارع ً‬
‫أمرا غ جازم‪ ،‬وحكمه أنه يثاب فاعﻠه امتثاﻻ وﻻ عاقب تاركه‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -‬ا رم‪ :‬ما ن عنه الشارع ًيا ً‬
‫جازما‪ ،‬وحكمه أنه يثاب تاركه امتثاﻻ و ستحق العقاب فاعﻠه‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬اﳌكروه‪ :‬ما ن عنه الشارع ًيا غ جازم‪ ،‬وحكمه أنه يثاب تاركه امتثاﻻ وﻻ عاقب فاعﻠه‪.‬‬
‫إذنا ً‬
‫مطﻠقا لذاته‪ .‬ف ذه اﻷح ام الت ﻠيفية ا مسة‪.‬‬ ‫‪ -‬اﳌباح‪ :‬و ما أذن به الشارع ً‬

‫‪ -‬قولنا )بالوضع(‪ :‬فيه إشارة إ اﻷح ام الوضعية و "العﻼمات ال تدل ع وجود ا كم الت ﻠيفي‪ ،‬اﻷسباب والشروط واﳌوا ع ونحو ذلك"‪.‬‬
‫‪ -‬قولنا )الشرعية(‪ :‬اﻷح ام الشرعية و ‪ :‬اﳌستفادة من الشرعة‪ ،‬دون اﳌأخوذ من العقل‪ ،‬أو اﻷح ام اﳌأخوذة من ا ّ‬
‫س‪ ،‬أو اﳌأخوذة من الوضع‬
‫واﻻصطﻼح الﻠغوي‪.‬‬
‫فخرج ذا القيد عدة أنواع من اﻷح ام‪:‬‬
‫‪ -‬اﻷح ام العقلية‪ :‬مثل إدراك أن الواحد نﺼف اﻹثن ن‪.‬‬
‫‪ -‬اﻷح ام ا سية‪ :‬مثل إدراك أن النار محرقة‪.‬‬
‫‪ -‬اﻷح ام اللغو ة‪ :‬مثل إدراك أن الفاعل مرفوع‪.‬‬
‫ًإذا علم الفقه مقصور فقط ع اﻷح ام الشرعية‪ ،‬ول ست ل اﻷح ام الشرعية ً‬
‫أيضا‪ ،‬بل ناك قيد آخر و‪:‬‬
‫‪ -‬قولنا )العمﻠية(‪ :‬و اﳌتعﻠقة بأفعال اﳌ ﻠف ن؛ من صﻼة وز اة وصيام و و غ ذلك‪ .‬فيخرج م ا اﻷح ام اﻻعتقادية )العمﻠية( والسﻠوكية‪ .‬و ذا‬
‫التقسيم أو من تقسيم اﻷح ام الشرعية ﻷصول وفروع‪.‬‬

‫‪ -‬قولنا )اﳌك سبة(‪ :‬اﳌستفادة بطرق النظر واﻻستدﻻل‪ ،‬فيخرج من الفقه نوعان من العﻠم‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬
‫اﻷول‪ :‬عﻠم ﷲ عا أو رسوله ﷺ‪ .‬فأما عﻠم ﷲ ف و وصف ﻻزم له ع وجه الكمال ولو ع ِﻠق باﻻست باط ل ان نقﺼا ي ه عنه سبحانه‬
‫و عا ‪ .‬وأما عﻠم رسوله ﷺ؛ فمﺼدره الو الذي و عﻠم ﷲ عا ‪.‬‬
‫الثا ي‪ :‬عﻠم اﳌقﻠد‪ ،‬فإنه لم ستفده بالنظر واﻻست باط‪ ،‬إنما حمﻠه عن غ ه‪.‬‬

‫يح فيه ع حكم شر عم ع س يل‬ ‫ً‬


‫واصطﻼحا "ما ستدل بالنظر ال‬ ‫‪ -‬قولنا )من أدل ا التفﺼيﻠية(‪ :‬اﻷدلة جمع دليل و و اللغة "ال ادي"‪.‬‬
‫القطع أو الظن"‪ .‬واﻷدلة الشرعية ع نوع ن‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -1‬أدلة إجمالية‪ :‬فـ )اﻹجماع ة معت ة( ذا دليل إجما شمل مسائل كث ة جدا ومحل دراس ا عﻠم أصول الفقه‪.‬‬
‫ﱠَ َ‬ ‫ََ‬
‫الﺼﻼة﴾ ف ذه اﻵية دليل تفﺼي‬ ‫﴿وأ ِق ُيموا‬ ‫‪ -2‬أدلة تفصيلية‪ :‬و " ل دليل يخاض بمسألة معينة" است باط وجوب الﺼﻼة من قوله عا‬
‫يختص بمسألة معينة‪.‬‬

‫اﳌبدأ الثا ي‪ :‬موضوع عﻠم الفقه‪.‬‬


‫‪ -1‬اﻷح ام العملية و و‪ :‬ما يفرق به عن عﻠم العقيدة ال موضوع ا اﻷح ام العمﻠية‪.‬‬
‫فموضوع عﻠم الفقه‪ :‬و فعل اﳌ ﻠف من حيث ما يث ت له من اﻷح ام الشرعية‪.‬‬
‫‪ -2‬واﻷدلة التفصيلية‪ :‬ما يفرق به عن عﻠم أصول الفقه الذي ع باﻷدلة اﻹجمالية‪.‬‬

‫اﳌبدأ الثالث‪ :‬ثمرة عﻠم الفقه‪.‬‬


‫ً‬
‫تﺼورا دون تﺼديق عﻠ ا‪ ،‬ف و يﺼور و حكم‪.‬‬ ‫الوصول ﻷح ام أفعال اﳌ ﻠف ن‪ ،‬ول س من غرض الفقيه أن يب ن اﻷفعال فقط‬
‫اﳌبدأ الرا ع‪ :‬فضل عﻠم الفقه‪.‬‬
‫و فضل طﻠب العﻠم الشر ‪ .‬ولشرف عﻠم الفقه وأ ميته ُجعل الغاية لكث من العﻠوم‪ ،‬فالفقيه ﻻ يتأ ى له الكشف عن ا كم الشر فيما‬
‫عرض له من النوازل وما ستف فيه من اﻷحداث واﳌشكﻼت إﻻ عد فقه أمر ن‪:‬‬
‫‪ -‬اﻷول‪ :‬أن يف م لغة الشرع وكيفية است باط اﻷح ام الشرعية م ا‪ ،‬و و ذا محتاج إ عﻠوم الﻠغة والشرع‪.‬‬
‫‪ -‬الثا ي‪ :‬أن يف م الواقعة اﳌعروضة عﻠيه بجميع مﻼ سا ا؛ ح ي ون حكمه ً‬
‫اشفا بالفعل عن حكم الشرع ف ا‪.‬‬

‫اﳌبدأ ا امس‪ :‬سبة عﻠم الفقه‪.‬‬


‫عﻠم الفقه و أحد العﻠوم الشرعية اﳌستمدة من الكتاب والسنة‪ .‬والفقه مب ع عﻠم أصول الفقه‪.‬‬

‫اﳌبدأ السادس‪ :‬واضع عﻠم الفقه‪.‬‬


‫و ﷲ سبحانه و عا ‪ ،‬ودور الفق اء و است باط ذه اﻷح ام ول س وضع ا‪.‬‬
‫وقد مر الفقه عدة أدواربداية من عصر الن ﷺ وح عصرنا ذا‪ ..‬و ‪:‬‬

‫الس َ والتار خ‪،‬‬


‫قديما بالﻠسان واﻷ ساب و ء من التنجيم وقﻠيل من ّ‬
‫ِ‬ ‫الدور اﻷول‪ :‬عصر الن ﷺ و و ميﻼد الفقه اﻹسﻼمي؛ ان ل ا تمام العرب ً‬
‫ولك م مع ذلك ل م أعراف القبيﻠة ال يتحكمون إل ا اﳌنازعات وعرفوا عض ضروب اﳌعامﻼت البيع والر ن والشركة وغ ا‪ ،‬وعرفوا كذلك‬
‫عض اﻷنظمة اﻻجتماعية؛ الزواج والطﻼق والظ ار وغ ا‪ ،‬كما عرفوا النظام ا نا ي وش ًئا عن نظام نقل ال وات‪.‬‬
‫عض ا و سامى به‪ .‬ففي‬ ‫أقر من ذه النظم ما ان صا ً ا يتم مع قيم ومبادئ الدين ا ديد وأل ما يتعارض معه وغ‬
‫فﻠما جاء اﻹسﻼم ّ‬
‫عﺼر الن ﷺ بدأ الفقه يت ون وعماده القرآن والسنة و انت ذه الف ة حوا ‪ ٢٢‬سنة وأش ر – مدة الع دين اﳌ ي واﳌد ي – و خﻼل ا نزل‬
‫القرآن و نه الن ﷺ أكمل وأتم بيان‪.‬‬

‫و مكن إيجاز مم ات ذه اﳌرحلة اﻷساسية للتكو ن الفق فيما ي ‪:‬‬


‫ُ‬
‫‪ -1‬التدرج ال شر ع‪ :‬و و أنواع‪ ..‬تدرج زما ي‪ ،‬وتدرج أنواع ما شرع‪ ،‬وتدرج من حيث التفﺼيل عد اﻹجمال‪.‬‬
‫‪ -2‬رفع ا رج‪ :‬و م ة بدأت مع ال شر ع ثم ﻻزمته و من أ م خﺼائص الشرعة اﻹسﻼمية‪.‬‬
‫ومن مظا ر رفع ا رج‪ :‬الرخص الكث ة بجانب العزائم‪ ،‬قﻠة الت اليف ع الرغم من أن الغاية م ا اﻻرتقاء باﻹ سان اﳌسﻠم‪.‬‬
‫ﻻحق" وﻻ ي النص إﻻ بنص فﻼ اﻹجماع وﻻ الشارع وﻻ اﻻج اد يمك م‬ ‫حكما من أح امه بخطاب ِ‬‫‪ -3‬ال ‪ :‬و و "رفع الشارع ً‬
‫اﻷح ام‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم اﻻختﻼف‪ :‬والس ب ذلك أن الن ﷺ نفسه ان و اﳌرجع لﻠفتيا والقضاء و و اﳌبﻠغ عن ﷲ أح ام اﻹسﻼم‪.‬‬

‫الدور الثا ي‪ :‬شأة الفقه اﻹسﻼمي )عصر ا لفاء الراشدين(‪:‬‬


‫ﱠ‬
‫ان ال ابة أ م إذا عرضت ل م مش ﻠة ولم يجدوا حكم ا القرآن والسنة اج دوا اﻻج اد ا ما أو الشوري‪ ،‬وذلك ﻻ يمنع اﻻج اد الفردي‬
‫ولكن ما ان أحد م م ُي ِﻠزم غ ه باتباع رأيه‪ .‬واختﻼف م الرأي أمر طبي و ناك عدة أسباب ل ذا اﻻختﻼف‪:‬‬
‫‪ -1‬العﻠم بالسنة وعدمه؛ ﻷ ا لم تكن قد دونت عد‪.‬‬
‫أحيانا بطر ق وصول السنة إل م وتحر م الدقة ذا‪.‬‬‫‪ -2‬عدم وثوق م ً‬
‫‪ -3‬اختﻼف م ف م النﺼوص‪.‬‬
‫‪ -4‬اختﻼف م اﻻج اد فيما ﻻ نص فيه‪.‬‬

‫رغم ذلك ذا اﻻختﻼف لم يكن كث ً ا وذلك س ب‪:‬‬


‫ً‬
‫واقعيا‪ -٢ .‬غﻠب عﻠ م اﻻج اد ا ما ؛ رص م ع الشورى‪ -٣ .‬ورع م وتقوا م‪.‬‬ ‫‪ -١‬فقه ال ابة ان فق ً ا‬
‫الدور الثالث‪ :‬تطور الفقه اﻹسﻼمي )عصر التا ع ن(‪:‬‬
‫استغرق ذا الدور الف ة من سنة ‪٤١‬ه إ أواخر القرن الثا ي لﻠ رة‪ ،‬وقد سار التا عون ع نفس ال سق الذي صار عﻠيه ال ابة؛ من حيث‬
‫اﻻعتماد ع الكتاب والسنة ثم اﻻج اد متوخ ن اج اد م النظر لعﻠل اﻷح ام‪ .‬وقد شاع التحديث بالسنة ذا العﺼر وازد رت الرواية‬
‫و عذر اﻻجماع لتفرق ال ابة وا ساع رقعة الدولة وك ة ا وادث‪ .‬ومن ثم شأت مدرسة أ ل اﳌدينة ومدرسة أ ل ال وفة أو ا از أو العراق‬
‫و مكن ت يص أ م ظوا ر تطور الفقه ذه الف ة ثﻼثة أمور‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -1‬اشتداد ا ﻼف مسائل الفقه وذلك لعدة أسباب من أ م ا‪ :‬انتقال ال ابة إ اﻷمﺼار مما أدى لﻼختﻼف و عذر اﻹجماع‪ ،‬فضﻼ عن‬
‫وجود الفرق ال ان ل ا اتجاه فق الشيعة وا وارج‪ .‬ومن اﻷسباب كذلك اختﻼف العادات والتقاليد ل عﺼر ومﺼر‪ ،‬وكذلك وثوق‬
‫ُ‬
‫أ ل البﻠد بمن سك ا من ال ابة وأخذ م ع م‪.‬‬
‫‪ -2‬ان شاررواية ا ديث وذلك لعدة أسباب من أ م ا‪ :‬تفرق الفق اء البﻼد وتجدد ا وادث‪ ،‬وسؤال الناس عن اﻷحاديث وقيام ا فاظ‬
‫بالتحديث‪ .‬وقد نتج عن ان شار رواية ا ديث نتائج غاية اﻷ مية؛ م ا‪ :‬ك ة اﻻست باط من السنة وك ة الوضع ا ديث ﻹفساد الشر عة‬
‫ن توثيق السنة‪.‬‬ ‫وال شو ش ع أ ل العﻠم وكذلك عرقﻠة تقدم الفقه اﻹسﻼمي‬

‫الدورالرا ع‪ :‬ازد ار الفقه اﻹسﻼمي‪:‬‬


‫عت ذا الدور أطول أدوار الفقه اﻹسﻼمي فقد امتدت من بداية القرن الثا ي ال ري ح منتﺼف الرا ع؛ أي نحو ‪ ٢٥٠‬سنة‪ .‬وقد بﻠغ الفقه‬
‫ً‬
‫ذا الطور شاطا لم يبﻠغه من قبل؛ فقد ظ ر نوا غ الفق اء‪ ،‬وك ت فيه اﳌدارس الفق ية‪ ،‬و شطت حركة التدو ن بﺼورة لم ع د من قبل؛‬
‫ً‬
‫رسميا ودونت عض كتب الفقه‪ ،‬و شأ عﻠم جديد نا ع من العقﻠية اﻹسﻼمية و عﻠم أصول الفقه‪.‬‬ ‫فدونت السنة‬
‫وأ م أسباب ذا اﻻزد ار ‪:‬‬
‫دين من أمثال اﻷر عة وغ م‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -١‬ا ساع رقعة الدولة اﻹسﻼمية‪ -٢ .‬عناية ا ﻠفاء العباسي ن بالعﻠوم عموما و الفقه خﺼوصا‪ -٣ .‬ظ ور ا‬
‫‪ -٤‬تدو ن السنة‪ -٥ .‬ازد ار حفظ القرآن والعناية بأدائه وقد صارت القراءة ً‬
‫عﻠما‪ -٦ .‬ال اع مادة الفقه‪.‬‬

‫الدور ا امس‪ :‬عصر نصرة اﳌذا ب الفق ية‪:‬‬


‫بدأ ذا الطور منتﺼف القرن الرا ع وامتد ح سقوط غداد أيدي التتار و مكن إجمال الكﻼم ذا الطور عن‪:‬‬
‫‪ -1‬التقليد‪ :‬اﻷصل أن العﻠماء يج دون فيما ُ عرض عﻠ م ولك م أصبحوا يتحرجون من اﻻج اد خشية أن يخالفوا اﻷئمة السابق ن؛ مما أدى‬
‫لضعف مم م وقﺼور م وجمود م وجمود الفقه مع م ول ذا الضعف عدة أسباب م ا‪:‬‬
‫‪-١‬الضعف السيا ‪ ،‬بالتا ضعف ا ُ ام وعدم يع م اﻻج اد‪-٢ .‬تدو ن الفقه ع ش ل مذا ب متنافسة‪-٣ .‬اس انة كث من فق اء‬
‫‪.‬‬ ‫ذا العﺼر بأنفس م بقدر اع از م شيوخ م وأسﻼف م‪-٤ .‬القضاء واستﻠزامه التقيد بمذ ب مع ن‪-٥ .‬التعﺼب اﳌذ‬
‫‪ -2‬سد باب اﻻج اد‪ :‬ح ن رأى كبار فق اء ذا العﺼر اختﻼف الفتاوى وانضمام أدعياء العﻠم إ زمرته‪ ،‬خشوا دين الناس‪ ،‬فنادوا سد باب‬
‫اﻻج اد؛ لسد الطر ق أمام ا ﻠة واﻷدعياء‪.‬‬
‫‪ -3‬نصرة اﳌذا ب الفق ية‪ :‬وقد اكتفى فق اء ذا العﺼر باﳌشار ات اﻵتية‪:‬‬
‫‪ -١‬عﻠيل أح ام اﻷئمة ال ذكرو ا فيما سئﻠوا عنه‪-٢ .‬استخﻼص قواعد اﻻست باط من أح ام أئم م‬
‫‪-٣‬تنظيم فقه اﳌذا ب‪ ،‬و ذا حد ذاته أمر م م وجيد ولكن العيب الوقوف عند ذلك واﻻ شغال به عن اﳌﺼادر اﻷصﻠية لﻠفقه‪.‬‬

‫الدور السادس‪ :‬عصر التقليد وا مود‪:‬‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫بدأ ذا الطور منذ سقوط غداد سنة ‪٦٥٦‬ه ح مشارف العﺼر ا ديث‪ ،‬واستمر الفقه يضعف و تد ور ح أصبح التقﻠيد ش ئا عاديا أنه و‬
‫اﻷصل و ات من يحاول أن يكسر حدة ذا ا مود ً‬
‫خارجا عن اﻹجماع‪ .‬وقد انحﺼر شاط فق اء ذه الف ة تأليف اﳌتون والشروح والفتاوى‪.‬‬
‫اﳌبدأ السا ع‪ :‬اسم عﻠم الفقه‪.‬‬
‫‪ -١‬س "عﻠم الفقه" و ذا و اﻻسم اﳌش ور‪ -٢ .‬الفقه اﻷصغر‪ -٣ .‬عﻠم الفروع‪ -٤ .‬عﻠم اﻷح ام )أي‪ :‬اﻷح ام العمﻠية(‪.‬‬
‫اﳌبدأ الثامن‪ :‬استمداد عﻠم الفقه‪.‬‬
‫‪ :‬الكتاب والسنة واﻹجماع والقياس؛ ذه مﺼادر متفق عﻠ ا‪.‬‬ ‫من مﺼادر اﻻحتجاج ال‬
‫اب وسد الذرا ع وغ ا‪ ،‬محل دراس ا عﻠم أصول الفقه‪.‬‬ ‫و ناك مﺼادر مختﻠف ف ا مثل‪ :‬اﻻستحسان واﻻست‬

‫اﳌبدأ التاسع‪ :‬حكم عﻠم الفقه‪.‬‬


‫ُ‬
‫طﻠب ذا العﻠم فرض ع س يل الكفاية‪ ،‬فﻼ بد أن تقوم به اﻷمة مجموع ا و ﻻ أثمت‪.‬‬

‫اﳌبدأ العاشر‪ :‬مسائل عﻠم الفقه‪.‬‬


‫ً‬
‫يقسم عﻠم الفقه عرضه اﳌﺼنفات الفق ية إ أر عة أر اع إجماﻻ‪:‬‬
‫‪ -‬الر ع اﻷول‪ :‬العبادات‬
‫الر ع الثا ي‪ :‬اﳌعامﻼت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الر ع الثالث‪ :‬فقه اﻷسرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬الر ع الرا ع‪ :‬فقه القضاء وا نايات ا دود‪.‬‬
‫الشافعية وا نابﻠة‪ :‬يبدؤون برع العبادات ثم ي نون بر ع اﳌعامﻼت اﳌالية ثم يثﻠثون برع فقه اﻷسرة ثم يرعون بفقه القضاء وا نايات وا دود‪.‬‬
‫ب نما اﻷحناف واﳌالكية‪ :‬يبدؤون برع العبادات ثم ي نون برع فقه اﻷسرة ثم يثﻠثون برع فقه اﳌعامﻼت اﳌالية ثم يرعون بفقه القضاء وا نايات وا دود‪.‬‬

‫أما مسائل علم الفقه فتنحصر سبعة أقسام و ع النحو التا ‪:‬‬
‫‪ -1‬العبادات أو الشعائر‪ :‬و اﻷح ام اﳌتعﻠقة بالشعائر الدي ية‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻷحوال ال صية أو أح ام اﻷسرة‪ :‬و اﻷح ام اﳌتعﻠقة باﻷسرة من ن اح وطﻼق و سب وم اث وغ ا‪.‬‬
‫‪ -3‬اﳌعامﻼت‪ :‬و اﻷح ام اﳌتعﻠقة بأفعال الناس و عامﻠ م اﻷموال وا قوق وفﺼل اﳌنازعات‪.‬‬
‫‪ -4‬اﻷح ام السلطانية أو السياسة الشرعية والقضاء‪ :‬و اﻷح ام اﳌتعﻠقة سﻠطان ا اكم ع الرعية و ا قوق والواجبات بي ما‪.‬‬
‫‪ -5‬العقو ات‪ :‬و اﻷح ام اﳌتعﻠقة عقاب ا رم ن وضبط النظام الداخ ب ن الناس‪.‬‬
‫الس َ ‪ :‬و اﻷح ام ال تنظم عﻼقة الدولة بالدول ا اورة حال السﻠم وا رب‪.‬‬‫‪ّ -6‬‬
‫ِ‬
‫‪ -7‬اﻵداب‪ :‬و اﻷح ام اﳌتعﻠقة با شمة واﻷخﻼق واﻵداب وا اسن واﳌساوئ‪.‬‬
‫وترت ب اﻷبواب الفق ية عند العﻠماء جاء بطر قة من ية وترت ب‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬اﳌبادئ العشرة لعﻠم أصول الفقه‬

‫اﳌبدأ اﻷول‪ :‬حد عﻠم أصول الفقه‪.‬‬


‫عﻠما ً‬
‫ولقبا‪.‬‬ ‫الثا ي‪ :‬باعتباره ً‬ ‫ً‬
‫إضافيا‪.‬‬ ‫اﻷول‪ :‬باعتباره ً‬
‫مركبا‬ ‫ﳌﺼط أصول الفقه عرفان‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أوﻻ‪ :‬عر فه باعتباره ً‬
‫إضافيا‪.‬‬ ‫مركبا‬ ‫‪‬‬
‫اﻷصل لغة‪ :‬يطﻠق ع عدة معان أبرز ا‪ :‬اﻻب ناء‪ ،‬أسفل ال ء‪ ،‬القاعدة‪ ،‬ما س ند إليه‪ ،‬ما يفتقر إليه‪ .‬و"اﻻب ناء" أقر ا ﳌع اﻷصل‪.‬‬
‫غالبا‪ ،‬ع الر ان‪ ،‬ع القاعدة اﳌستمرة‪ ،‬ع اﳌست ب‪ .‬والدليل و “ما يمكن‬ ‫ً‬
‫اصطﻼحـ ـ ـ ــا‪ :‬يطﻠق ع عدة معان أبرز ا‪ :‬ع الدليل ً‬
‫التوصل ب يح النظر فيه إ مطﻠوب خ ي"‬
‫ً‬
‫سابقا لغة واصطﻼحا‪.‬‬‫وأما الفقه فقد مر عرفه ً‬
‫علما ً‬
‫ولقبا‪.‬‬ ‫‪ً ‬‬
‫ثانيا‪ :‬عر فه باعتباره ً‬
‫ً‬
‫وﷲ أعﻠم‪.‬‬ ‫أو عر ف ما قاله البيضاوي رحمه ﷲ بأنه "معرفة دﻻئل الفقه إجماﻻ‪ ،‬وكيفية اﻻستفادة م ا‪ ،‬وحال اﳌستفيد" و ذا و الرا‬

‫اﳌبدأ الثا ي‪ :‬موضوع عﻠم أصول الفقه‪.‬‬


‫ً‬
‫د واﳌقﻠد‪.‬‬ ‫معرفة اﻷدلة إجماﻻ وطرق اس ثمار ا واﻻستفادة م ا و يان صفة ا‬

‫اﳌبدأ الثالث‪ :‬ثمرة عﻠم أصول الفقه‪.‬‬


‫الغاية من عﻠم أصول الفقه ‪ :‬الوصول إ معرفة اﻷح ام الشرعية‪ ،‬لي ون اﳌ ﻠف اﳌ ان الذي أمره ﷲ به و جت ب معاصيه وما اه عنه‪.‬‬
‫وأما ثمرة أصول الفقه فقد ذكر العلماء ً‬
‫أمورا كث ة م ا‪:‬‬
‫يحة من الزائفة‪.‬‬ ‫‪ -1‬ضبط أصول اﻻستدﻻل وذلك لبيان اﻷدلة ال‬
‫‪ -2‬يرسم لﻠمج د الطرق القو م اﳌوصل إ است باط اﻷح ام‪.‬‬
‫‪ -3‬ت س عمﻠية اﻻج اد‪.‬‬
‫‪ -4‬معرفة حكم الشرعة وأسرار ا بالتأمل عﻠل اﻷح ام ومقاصد ا‪.‬‬
‫‪ -5‬حماية الفقيه من التناقض‪.‬‬
‫‪ -6‬معرفة اﻷسباب ال أدت لوقوع ا ﻼف ب ن العﻠماء‪.‬‬
‫‪ -7‬ع ن دار التفس وا ديث ع ف م مراد ﷲ كتابه ومراد الرسول ﷺ س ته‪.‬‬

‫اﳌبدأ الرا ع‪ :‬فضل عﻠم أصول الفقه‪.‬‬


‫عﻠم أصول الفقه له أ مية بالغة ال شر ع اﻹسﻼمي ً‬
‫نظرا ﳌا يحققه من الفوائد العمﻠية وال شر عية وما ي سره من سبل الوصول إ معرفة العباد‬
‫ّ‬
‫ﻷح ام ﷲ عز وجل أفعال م وتﺼرفا م‪ ،‬بما يمكن من حفظ أح ام الشر عة وصيان ا من أن تختﻠط باﻷو ام الدخيﻠة‪ .‬عﻠم أصول الفقه و آلة‬
‫اﻻست باط والف م فﻠ ذا و من أفضل العﻠوم وأشرف ا عد عﻠم العقائد‪.‬‬

‫اﳌبدأ ا امس‪ :‬سبة عﻠم أصول الفقه‪.‬‬


‫عﻠم أصول الفقه عﻠم قائم بذاته ﻷنه يمتاز عن غ ه من العﻠوم من حيث ال دف واﳌوضوع واﳌسائل وغ ا‪ .‬و و من العﻠوم الشرعية ال عرف عﻠوم‬
‫ّ‬
‫اﻵلة‪ ،‬أي‪ :‬أنه آلة لتعﻠم غ ه و و الفقه‪ .‬ومن جانب آخر فعﻠم أصول الفقه مرتبط مع بقية العﻠوم الشرعية م ا عﻠم التفس ‪.‬‬
‫وع ما سبق يمكن القول بأن علم أصول الفقه س ته إ سائر العلوم‪ :‬التخالف والتباين ف و فن مستقل بذاته قائم بنفسه له أصوله ومﺼادره‬
‫ومنا ه ومسائﻠه وﻻ غ عنه غ ه لكنه يندرج ال سبة ال ﻠية إ الشر عة‪.‬‬
‫اﳌبدأ السادس‪ :‬واضع عﻠم أصول الفقه‪.‬‬
‫مباحث أصول الفقه وقواعده موجودة أذ ان ال ابة ر ﷲ ع م ومن عد م لك ا لم تكن مدونة ح جاء اﻹمام الشاف رحمه ﷲ ودون‬
‫عﻠم أصول الفقه كتابه )الرسالة( الذي عد أول مﺼنف أصول الفقه وصل إلينا‪.‬‬
‫وس ب تـأليف اﻹمام الشاف لكتاب الرسالة أمور م ا‪:‬‬
‫‪ -1‬عد الع د ب ن زمن الرسول ﷺ وزمن اﻹمام الشاف ‪.‬‬
‫‪ -2‬ظ ور مدرس أ ل الرأي )ا نفية(‪ ،‬ومدرسة ا ديث )اﳌالكية والشافعية وا نابﻠة( واحتدام ا دل بي ما‪.‬‬
‫‪ -3‬ظ ور وقا ع تحتاج ﻷح ام وﻻ س يل لذلك إﻻ بالقياس و عض اﻷدلة التبعية‪.‬‬

‫اﳌبدأ السا ع‪ :‬اسم عﻠم أصول الفقه‪.‬‬


‫أش ر أسمائه‪ :‬عﻠم أصول الفقه و عض م سميه "أصول اﻷح ام" أو "اﻷصول"‪.‬‬

‫اﳌبدأ الثامن‪ :‬استمداد عﻠم أصول الفقه‪.‬‬


‫استمداد عﻠم أصول الفقه ل س من مﺼدر واحد‪ .‬من عدة مصادر وم ا‪:‬‬
‫‪ ‬اﻷول‪ :‬القرآن الكر م‬
‫من اﳌسائل اﻷصولية اﳌس ندة معرف ا ع كتاب ﷲ عز وجل‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻷمر عد ا ظر ي ون ع ما ان عﻠيه قبل ا ظر‪ً ،‬‬
‫مباحا أو ً‬
‫واجبا كما ان‪.‬‬
‫‪ -2‬يجوز أن ي ون أول اﻵية ع العموم وآخر ا ع ا ﺼوص والعكس‪.‬‬
‫‪ ‬الثا ي‪ :‬السنة النبو ة‬
‫من اﳌسائل اﻷصولية اﳌس ندة صياغ ا ع السنة النبو ة‪:‬‬
‫‪ -1‬الن اﳌطﻠق يفيد التحر م‪.‬‬
‫‪ -2‬الن يقت فساد اﳌن عنه‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻹجماع ة معت ة ً‬
‫شرعا‪.‬‬
‫‪ ‬الثالث‪ :‬أقوال ال ابة‬
‫ابة‪:‬‬ ‫من اﳌسائل اﻷصولية اﳌستمدة من أقوال ال‬
‫‪ -1‬أخبار اﻵحاد ظنية‪.‬‬
‫ة‪.‬‬ ‫‪ -2‬سد الذرا ع‬
‫‪ ‬الرا ع‪ :‬اﻹجماع‬
‫من اﳌسائل اﻷصولية اﳌستمدة من اﻹجماع‪:‬‬
‫‪ -1‬أجمعوا ع أن ﻻ ع ة بموافقة ّ‬
‫العامي وﻻ بمخالفته اﻹجماع‪.‬‬
‫‪ -2‬أجمعوا ع أن شر عة محمد ﷺ نا ة ميع الشرا ع السالفة‪.‬‬
‫‪ ‬ا امس‪ :‬العقل‬
‫من اﳌسائل اﻷصولية اﳌستمدة من العقل‪:‬‬
‫‪ -1‬مسألة ا كم ع ال ء فرع من تﺼوره‪.‬‬
‫‪ -2‬مسألة اجتماع النقيض ن محال‪.‬‬
‫إ ا ال ف و محال‪.‬‬ ‫‪ -3‬مسألة ما أف‬
‫‪ ‬السادس‪ :‬اللغة العر ية‬
‫ً‬
‫س ب استمداده من ذا العﻠم و أن كتاب ﷲ وسنة ن يه ﷺ نزﻻ بﻠغة العرب فيجب ف م ا و دراك معان ا‪ ،‬واستمد منه كث ا من اﳌسائل‬
‫وم ا‪) :‬اﻷوامر والنوا ‪ ،‬والعموم وا ﺼوص‪ ،‬واﳌطﻠق واﳌقيد‪ ،‬ومعا ي ا روف وغ ا(‬
‫من اﳌسائل اﻷصولية اﳌستمدة من الﻠغة العر ية‪:‬‬
‫زمانا وم انا‪ً.‬‬
‫‪) -1‬إ ( حرف يدل ع ان اء الغاية ً‬
‫‪) -2‬ح ( تفيد الغاية‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻻست ناء اﳌستغرق باطل‪.‬‬
‫‪ -4‬النكرة سياق الشرط عم‪.‬‬
‫‪ -5‬الضم يرجع ﻷقرب مذ ور إﻻ لدليل صارف‪.‬‬
‫اﳌغايرة الذات واﻻش اك ا كم‪.‬‬ ‫‪ -6‬العطف يقت‬
‫‪ ‬السا ع‪ :‬علم أصول الدين والعقيدة اﻹسﻼمية‬
‫عﻠم أصول الدين من العﻠوم ال ل ا أثر ع عﻠم أصول الفقه صياغته ومﺼدر ته ومما يب ن مرجعية عﻠم أصول الدين لعﻠم أصول‬
‫الفقه‪ :‬أن صدق اﻷدلة تتوقف ع معرفة ﷲ قدر اﳌمكن ومعرفة صدق الرسول ﷺ يتوقف ع معرفة صدق ا‪ ،‬و و ا تدل ع دعوى‬
‫الرسالة و ل ما يﺼاغ من قواعد أصولية ذا ا انب مﺼدر ا عﻠم الكﻼم‪.‬‬
‫من القواعد اﻷصولية اﳌأخوذة من عﻠم أصول الدين‪:‬‬
‫‪ -1‬التحس ن والتقبيح شر ﻻ عق ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻻ يقر الن ع اج اد خاطئ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -3‬اﻷح ام الشرعية مب ية ع مﺼا العباد تفضﻼ‪.‬‬
‫‪ -4‬ﻻ عﺼمة لغ ن ‪.‬‬
‫‪ ‬الثامن‪ :‬الفروع الفق ية‬
‫من أ م أدوات بناء عﻠم أصول الفقه ومﺼادره‪ .‬ومن اﳌسائل اﻷصولية اﳌستمدة من استقراء الفروع الفق ية‪:‬‬
‫‪-١‬مسألة فتح الذرا ع‪-٢ .‬مسألة اﳌﺼا اﳌرسﻠة‪-٣ .‬مسألة اﻻستحسان‪.‬‬

‫ّ‬
‫اﳌبدأ التاسع‪ :‬حكم عﻠم عﻠم أصول الفقه‪.‬‬
‫د ف و فرض ع ن‪.‬‬ ‫فرض كفاية‪ ،‬ولكن بال سبة لﻠعالم ا‬

‫اﳌبدأ العاشر‪ :‬مسائل عﻠم أصول الفقه‪.‬‬


‫مسائل عﻠم اﻷصول جزئياته ع س يل التفﺼيل‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬اﳌسائل اﳌتعﻠقة باﻷدلة اﳌعت ة شرعا اﳌتفق عﻠ ا وا تﻠف ف ا من حيث مف وم ا و ي ا وأمثﻠ ا‪.‬‬
‫‪ -‬واﻷدلة الشرعية من حيث القطع والظن‪.‬‬
‫‪ -‬ومباحث اﻷلفاظ العام وا اص واﻷمر والن واﳌطﻠق واﳌقيد‪.‬‬
‫‪ -‬وما يتعﻠق شروط اﳌف واﳌستف وأح ام ا دين وغ ا من ا زئيات ال ي ناول ا عﻠم أصول الفقه‪.‬‬
‫القسم الثالث ‪ -‬الوحدة اﻷو ‪ :‬اﻷدب قبل الطﻠب‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬أوﻻ‪ :‬مدخل وتم يد‪:‬‬
‫ا تم اﳌتقدمون من السﻠف بموضوع أدب الطﻠب وآداب الطالب و رنامج التعﻠم والتعﻠيم من وقت مبكر كما ا تموا غ ا من الفنون واﳌوضوعات‬
‫و دل ع ذلك أمران‪:‬‬
‫‪ -1‬تﻠك النﺼوص الكث ة ال رو ت ع م توجيه الطﻼب و يان اﳌن وال دي الذي ي ب أن سﻠكه اﳌعﻠم واﳌتعﻠم‪ ،‬وقد روي الكث من ذه‬
‫النﺼوص عن ال ابة والتا ع ن وأتباع م‪.‬‬
‫الفن‪ ،‬ال ظ رت من وقت مبكر‪.‬‬ ‫‪ -2‬تﻠك اﳌؤلفات ذا ّ‬

‫ً‬
‫واصطﻼحا‪:‬‬ ‫‪ً ‬‬
‫ثانيا‪ :‬عرف اﻷدب لغة‬
‫َ‬
‫اﳌأدبة‬ ‫اﻷدب لغة‪ :‬اسم مأخوذ من مادة )أدب( ال مزة والدال واﻻء ٌ‬
‫أصل واحد تتفرع مسائﻠه وترجع إليه‪ .‬فاﻷدب أن تجمع الناس إ طعامك‪ ،‬و‬
‫مجمع ع استحسانه‪ .‬وا مع آداب و "مﺼط يطﻠق ع جمﻠة اﳌعارف اﻹ سانية"‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫واﳌأدبة‪ ،‬واﻵدب الدا ‪ ،‬ومن ذا القياس اﻷدب أ ً‬
‫يضا ﻷنه‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫عدة متباينة ومتقار ة؛ ولذا اختﻠف عر ف ا و طﻼق ا ع عر فات عدة فمن ذلك‪:‬‬ ‫اصطﻼحا‪ :‬اﻷدب ﻠمة جامعة ﳌعان ّ‬
‫ً‬ ‫اﻷدب‬
‫ٍ‬
‫‪ -1‬عند الفق اء "ما ي ب فعﻠه" وعند أ ل الشرع "الورع" وعند أ ل ا كمة "صيانة النفس"‪.‬‬
‫‪ -2‬عﻠم من عﻠوم العرية يتعﻠق بالفﺼاحة‪.‬‬
‫يتخرج ا اﻹ سان فضيﻠة من الفضائل"‪.‬‬ ‫‪" -3‬يقع ع ّل ر اضة محمودة ّ‬
‫‪" -4‬ما دعا ا ﻠق إ ا امد وم ارم اﻷخﻼق و ذي ا"‪.‬‬
‫‪" -5‬عبارة عن معرفة ما يح ز به عن جميع أنواع ا طأ"‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪" -6‬اﻷدب‪ :‬استعمال ما يحمد قوﻻ وفعﻼ"‪.‬‬

‫ً‬
‫‪ ‬ثالثا‪ :‬مﺼط ات مقار ة‪:‬‬
‫يتفرع عن اﻷدب بمعناه السابق أمران أو صفتان يرجعان إليه و ستعمﻼن بمعناه ما‪:‬‬ ‫)اﻷدب والتأديب والتأدب( ّ‬
‫ّ‬
‫‪ -‬الت ّأدب‪ :‬بمع التﺼرف الﻼئق الذي يتفق مع اﳌروءة‪.‬‬
‫التأديب‪ :‬و و عﻠيم فضيﻠة من الفضائل ومعاقبة من يخالف ذلك ع إساءته وسميت اﳌعاقبة ً‬ ‫ّ‬
‫تأديبا؛ ﻷ ا تدعو قيقة اﻷدب‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بالشرعيات‪.‬‬ ‫الفرق ب ن التأديب والتعليم أن التأديب يتعﻠق باﳌرادات و العادات واﳌروءات والتعﻠيم يتعﻠق‬
‫فاﻷول عر دنيوي والثا ي شر دي ‪ .‬التأديب قرب من الندب‪ ..‬إﻻ أن الندب لثواب اﻷخرة والتأديب ل ذيب اﻷخﻼق و صﻼح العادات‪.‬‬

‫‪ ‬را ًعا‪ :‬أنواع اﻷدب‪:‬‬


‫اﻷدب أدبان‪) :‬أدب شرعة وأدب سياسة( فأدب الشر عة ما ّأدى الفرض وأدب السياسة ما عمر اﻷرض‪ .‬وكﻼ ما يرجع إ العدل الذي به سﻼمة‬
‫السﻠطان وعمارة البﻠدان‪.‬‬

‫ً‬
‫خامسا‪ :‬مراتب اﻷدب‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تتفاوت مراتب بحسب ﱠ‬
‫اﳌتأدب معه‪ ،‬واﻷدب ‪ ٣‬أنواع‪ -١ :‬أدب مع ﷲ عز وجل‪-٢ .‬أدب مع الرسول ﷺ وشرعه‪ -٣ .‬أدب مع خﻠقه‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬أوﻻ اﻷدب مع ﷲ عز وجل‪:‬‬
‫اﳌقﺼود‪ :‬أن اﻷدب مع ﷲ تبارك و عا ‪ :‬و القيام بدينه‪ ،‬والتأدب بآدابه ظا ًرا و ً‬
‫اطنا‪.‬‬
‫وﻻ ستقيم ﻷحد قط اﻷدب مع ﷲ إﻻ بثﻼث‪:‬‬
‫‪ -1‬معرفته بأسمائه وصفاته‪.‬‬
‫‪ -2‬معرفته بدينه وشرعه وما يحب و كره‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪ -3‬نفس مستعدة قابﻠة لينة م يئة لقبول ا ق ً‬
‫عﻠما وعمﻼ وحاﻻ‪.‬‬
‫فاﻷدب مع ﷲ حسن ال بة معه بإيقاع ا ر ات الظا رة والباطنة ع مقت التعظيم واﻹجﻼل وا ياء‪.‬‬
‫َ َ َ َْ َ ُ ََ َ َ‬
‫‪ -‬أدب الرسول ﷺ مع ﷲ عزوجل‪ :‬قال عا عن ذا اﳌقام عن ن يه ﷺ ح ن أراه ما أراه ﴿ما زاغ البﺼر وما ط ﴾ و ذا ان وصف‬
‫ﻷدبه ﷺ ذلك اﳌقام إذ لم يﻠتفت ً‬
‫جانبا وﻻ تجاوز ما رآه و ذا كمال اﻷدب‪.‬‬
‫‪ -‬أدب اﻷن ياء والرسل مع ﷲ عز وجل‪ :‬عض اﻷمثلة عل ا‪:‬‬
‫‪ -1‬أدب سيدنا آدم عﻠيه السﻼم‪.‬‬
‫‪ -2‬أدب سيدنا إبرا يم ا ﻠيل عﻠيه السﻼم‪.‬‬
‫‪ -3‬أدب سيدنا يوسف عﻠيه السﻼم‪.‬‬
‫‪ -4‬أدب سيدنا أيوب عﻠيه السﻼم‪.‬‬
‫‪ -5‬أدب سيدنا مو عﻠيه السﻼم‪.‬‬
‫‪ -6‬أدب ا ضر عﻠيه السﻼم السفينة‪.‬‬
‫عﻠيه السﻼم‪.‬‬ ‫‪ -7‬أدب سيدنا ع‬
‫)م م ترج لﻠكتاب صفحة ‪ ١٣٣‬و‪ ١٣٤‬لقراءة مثال ل ن (‬
‫‪ً ‬‬
‫ثانيا اﻷدب مع الرسول ﷺ‪:‬‬
‫‪ -‬رأس اﻷدب معه و كمال ال سﻠيم له واﻻنقياد ﻷمره وتﻠقي خ ه بالقبول والتﺼديق اﳌطﻠق‪.‬‬
‫‪ -‬أﻻ يتقدم ب ن يديه بأمر وﻻ ن وﻻ إذن وﻻ تﺼرف‪.‬‬
‫‪ -‬أﻻ ترفع اﻷصوات فوق صوته ف و س ب بوط اﻷعمال‪.‬‬
‫‪ -‬أﻻ يجعل دعاءه كدعاء غ ه‪.‬‬
‫‪ -‬أ م إذا انوا معه ع أمر جامع – من خطبة أو ج اد أو راط – لم يذ ب أحد م م مذ ًبا حاجته ح ستأذنه‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬ثالثا اﻷدب مع خلقه‪:‬‬
‫حال أدب فﻠﻸ ل آداب ولﻠر وب آداب وغ ا‪.‬‬
‫معامﻠ م بما يﻠيق م‪ ،‬فﻠ ل مرتبة أدب واﳌراتب ف ا أدب خاص‪ .‬ول ل ٍ‬
‫وأدب اﳌرء عنوان سعادته وفﻼحه‪ ..‬وقﻠة أدبه عنوان شقاوته و واره‪ .‬فما استجﻠب خ الدنيا واﻵخرة بمثل اﻷدب وﻻ استجﻠب حرما ما‬
‫بمثل قﻠة اﻷدب‪.‬‬

‫اﻷدب و الدين ﻠه‪ ..‬قال عض م‪" :‬الزم اﻷدب ظا ًرا و ً‬


‫اطنا فما أساء أحد اﻷدب الظا ر إﻻ عوقب ظا ًرا وما أساء أحد‬
‫اﻷدب الباطن إﻻ عوقب ً‬
‫باطنا"‪.‬‬
‫القسم الثالث ‪ -‬الوحدة الثانية‪ :‬فضائل العﻠم وأنواع العﻠوم‬
‫ً‬
‫‪ ‬أوﻻ‪ :‬العﻠم حياة ونور‪:‬‬
‫ذكر ﷲ عز وجل كتابه صفات لﻺ سان ﻻ تنفك عنه خلق وخلقت معه وم ا‪:‬‬
‫‪-١‬الظﻠم والكفر ‪-٢‬ا ود ‪-٣‬ال ﻠة ‪-٤‬البخل ‪-٥‬ا دل والعناد ‪ -٦‬الضعف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫)ظﻠوما لنفسه وج وﻻ بأمر ﷲ وما احتمل من أمانة(‪ .‬والعﻠم شرف ثقيل أوعيته القﻠوب‪.‬‬ ‫‪-٧‬ا ل‪ :‬اﻷصل اﻹ سان ا ل والظﻠم‬

‫‪ً ‬‬
‫ثانيا‪ :‬العﻠم شرف وعبادة‪:‬‬
‫العﻠم محض فضل واصطفاء من ﷲ ﳌن اصطفى واختار من عباده و و شرف عظيم ومنه ك ى ام ن ا ع أن يائه ورسﻠه‪.‬‬
‫َ َ ﱠ ُ َﱠ ُ َ َ ُ َ َ َْ َ ُ َ ُ ُ ْ ْ‬
‫ومن اﳌنه والشرف اس ش اد ﷲ عز وجل أ ل العﻠم ع أجل مش ود و و التوحيد قوله عا ‪﴿ :‬ش ِ د أنه ﻻ ِإله ِإﻻ و واﳌﻼ ِئكة وأولو ال ِعﻠ ِم‬
‫َقائ ًما ب ْالق ْسط ﻻ إ َل َه إﻻ ُ َو ْال َعز ُز ا ْ َ ك ُ‬
‫يم﴾‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ً‬
‫‪ ‬ثالثا‪ :‬العﻠم رزق لﻠقﻠوب وغيث لﻸرواح‪:‬‬
‫خﻠق ﷲ ا ﻠق ح ن خﻠق م م ساو ن من ل وجه ثم رزق م وجعل أرزاق م متفاوتة ورفع عض م فوق عض وجعل عض م لبعض فتنة‪.‬‬
‫والعﻠم و الرزق الرو واﳌال و الرزق اﳌادي وال ة واﻷ ل والشرب رزق اﻷبدان‪ .‬الرزق اﳌادي عام ل ل ا ﻠق وأما الرزق الرو من العﻠم‬
‫واﻹيمان ف و خاص ﻻ يرزقه ﷲ إﻻ من يحب‪.‬‬
‫والعلم غيث لﻸرواح والروح جسم مخﻠوق نورا ي عﻠوي خفيف متحرك ينفذ جو ر اﻷعضاء‪ ،‬وقد جعﻠ ا ﷲ اﻷجسام فأحيا ا وعﻠم ا‬
‫ً‬
‫نفسا‪.‬‬ ‫وأقدر ا و عﻠ ا الﺼفات الشر فة واﻷخﻼق الكرمة‪ .‬فاﳌشاعر واﻷحاس س متعﻠقة بالروح و ذه الروح س‬
‫وقد أضاف ﷲ ذه الروح له إضافة شر ف فقال )ثم سواه ونفخ فيه من روحه( وغذاء ذه الروح و العﻠم النافع والعمل الﺼا ‪.‬‬

‫حديث أ ي مو اﻷشعري الذي رواه عن الرسول *ص‪ *١٤٤‬قسم الناس لـ ‪ ٣‬أقسام‪:‬‬


‫‪ -‬القسم اﻷول‪ :‬أ ل ا فظ والف م الذين حفظوه وعقﻠوه وف موا معانيه واست بطوا وجوه اﻷح ام وا كم والفوائد منه‪ ،‬ف ؤﻻء بم لة‬
‫اﻷرض ال قبﻠت اﳌاء‪ ،‬مثل ا فاظ الفق اء أ ل الرواية والدراية‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬القسم الثا ي‪ :‬أ ل ا فظ الذين رزقوا حفظه ونقﻠه وضبطه ولم يرزقوا تفق ا معانيه وﻻ است باطا وﻻ استخراجا لوجوه ا كم‬
‫خاصا عن ﷲ‪ ،‬ف ؤﻻء القسمان م السعداء‪.‬‬‫والفوائد منه‪ ،‬مثل من يقرأ القرآن و حفظه و را حروفه و عرابه ولم يرزق فيه ف ًما ً‬
‫ً‬
‫‪ -‬القسم الثالث‪ :‬الذين ﻻ نﺼ ب ل م منه ﻻ حفظا وﻻ ف ًما وﻻ رواية وﻻ دراية‪ ،‬ؤﻻء م اﻷشقياء‪ ،‬والقسمان اﻷوﻻن اش ا العﻠم‬
‫والتعﻠيم ل بحسب ما قبﻠه ووصل إليه‪.‬‬

‫‪ ‬را ًعا‪ :‬العﻠم لذة لﻠعقول‪:‬‬


‫خﻠق ﷲ عز وجل اﻹ سان و ونه من جسد وروح وعقل‪.‬‬
‫والعقل غذاؤه العﻠم واﳌعرفة‪ .‬والعﻠم ﻠه لذه مستطابة لﻠعقل‪ ،‬فﻠذة تحﺼيل العﻠم ولذة العمل بالعﻠم ولذة عﻠيم العﻠم إما بتﻠق ن أو تدر س أو‬
‫تأليف‪ .‬وقد وصف ا ابن تيمية بأ ا "أعظم الﻠذات والﻠذة ال تبقى عد اﳌوت وتنفع اﻵخرة"‪.‬‬

‫ً‬
‫خامسا‪ :‬العﻠم رفعة والعﻠماء درجات‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫م ﷲ جل وعﻼ أ ل العﻠم ع من سوا م ورفع أ ﻠه وجعﻠ م درجات‪.‬‬
‫ٌ‬
‫سﻠطان وفضيﻠة‪:‬‬ ‫ً‬
‫سادسا‪ :‬العﻠم‬ ‫‪‬‬
‫ً‬
‫سﻠطانا ﻷ ا توجب سﻠط صاح ا واقتداره‪ ،‬فﻠه ا سﻠطان ع ا ا ﻠ ن‪ ،‬بل سﻠطان‬ ‫قال ابن القيم " اﳌقﺼود أن ﷲ سبحانه س عﻠم ا ة‬
‫العﻠم أعظم من سﻠطان اليد ول ذا ينقاد الناس ل ة ما ﻻ ينقادون لﻠيد‪ ،‬فإن ا ة تنقاد ل ا القﻠوب"‬
‫وﻻ شك بأن العﻠم فضيﻠة نفسه وغراس لﻠفضائل نفس صاحبه‪.‬‬

‫‪ ‬سا ًعا‪ :‬العﻠم عمة وغبطة‪:‬‬


‫العﻠم عمة من عم ﷲ ع اﻹ سان ستوجب الشكر عﻠ ا‪.‬‬
‫وكيف ﻻ ي ون العﻠم عمة غبط عﻠ ا صاح ا و من أجل عم ﷲ عﻠيه دينه و من ا سنات الباقيات الﺼا ات‪.‬‬
‫‪ً ‬‬
‫ثامنا‪ :‬أنواع العﻠوم‪:‬‬
‫تنقسم لقسم ن‪:‬‬
‫‪ ‬علم ضروري‪ :‬ما ﻻ يمكن العالم أن شكك فيه نفسه وﻻ يدخل فيه ع نفسه ش ة و قع له العﻠم بذلك قبل الفكرة والنظر و درك ذلك من ج ة ا س والعقل‪.‬‬
‫‪ ‬علم مك سب‪ :‬ما ان طرقه اﻻستدﻻل والنظر‪ ،‬وفيه ا في وا ‪ ،‬فما قرب من العﻠوم الضرور ة ان أج وما عد م ا ان أخفى‪.‬‬

‫والعلوم عند جميع أ ل الديانات الثﻼثة‪) :‬علم أع – علم أوسط – علم أسفل(‪.‬‬
‫‪ -‬فالعلم اﻷع و‪ :‬عﻠم الدين الذي ﻻ يجوز ﻷحد الكﻼم فيه غ ما أنزله ﷲ كتابه وع ألسنة أن يائه صﻠوات ﷲ وسﻼمه عﻠ م‪.‬‬
‫‪ -‬العلم اﻷوسط و‪ :‬معرفة عﻠوم الدنيا ال ت ون معرفة ال ء م ا بمعرفة نظ ه و ستدل عﻠيه بنظ ه و ج سه ونوعه كعﻠم الطب وال ندسة‪.‬‬
‫أك من يجمع ا كتاب‬ ‫‪ -‬العلم اﻷسفل و‪ :‬إح ام الﺼناعات ودروب اﻷعمال مثل السباحة والفروسية والرمي وما أشبه ذلك من اﻷعمال ال‬
‫أو يأ ي عﻠ ا وصف و نما تحﺼل بتدر ب ا وارح‪.‬‬
‫أيضا )اﻷول‪ :‬علم اﻷديان – الثا ي‪ :‬علم اﻷبدان – الثالث‪ :‬ما در ت ع عمله ا وارح( واﻷع و علم الدين‪.‬‬ ‫وقيل ً‬

‫ً‬
‫تاسعا‪ :‬حكم طﻠب العﻠم‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫طلب العلم نوع ن‪:‬‬
‫‪ ‬اﻷول‪ :‬ما و فرض ع ن و و اﳌعﻠوم من الدين بالضرورة وما يجب عﻠيه معرفته‪.‬‬
‫‪ ‬الثا ي‪ :‬ما و فرض كفاية اﻷمة ومندوب لﻸفراد و و ما يتعﻠق به حاجة اﻷمة من بيان تفﺼل أح ام اﻻعتقاد وغ ا من اﻷح ام‬
‫وتفاصيﻠ ا‪ ،‬ف ذا النوع من العﻠم إن قام به البعض سقط عن با اﻷمة و ن لم يطﻠب به أحد م م أثموا ﻠ م‪.‬‬

‫ً‬
‫عاشرا‪ :‬أسباب النجاح طﻠب العﻠم‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫للعلم ست مراتب‪:‬‬
‫‪ -1‬حسن السؤال‪.‬‬
‫‪ -2‬حسن اﻹنﺼات واﻻستماع‪.‬‬
‫‪ -3‬حسن الف م‪.‬‬
‫‪ -4‬و عا ده وحفظه‪.‬‬
‫‪ -5‬التعﻠيم‬
‫‪ -6‬العمل به ومراعاة حدوده و ثمرته‬
‫ً‬
‫مستقبﻼ ً‬
‫عمﻠيا زا ًرا ونفع نفسه ووطنه وأمته واﳌغبون من حرم بر ات العﻠم‪.‬‬ ‫فإذا را الطالب ذه اﻷسباب وأخذ بتﻠك اﳌراتب؛ ير له‬
‫القسم الثالث ‪ -‬الوحدة الثالثة‪ :‬أبرز آداب طالب العﻠم‬
‫ً‬
‫ا نفسه‪:‬‬ ‫‪ ‬أوﻻ‪ :‬أبرز اﻵداب ال ي ب لﻠطالب أن يتح‬
‫‪-٢‬مﻼزمة خشية ﷲ عا ومراقبته ‪-٣‬الرفق والﻠ ن وعدم اﻻست ال الطﻠب ‪-٤‬الﺼ واﳌﺼابرة‬ ‫عا‬ ‫‪ -١‬إخﻼص النية‬

‫‪-٦‬ا رص ع اغتنام اﻷوقات وقوة الشباب‬ ‫‪-٥‬التواضع وخفض ا ناح ونبذ الك والبطر والتعا‬

‫‪-٧‬اﳌواصﻠة واﻻستمرار طﻠب العﻠم ‪-٨‬العمل بالعﻠم‪.‬‬

‫ا مع معﻠمه‪:‬‬ ‫‪ً ‬‬


‫ثانيا‪ :‬أبرز اﻵداب ال ي ب لﻠطالب أن يتح‬
‫له ً‬
‫سرا وﻻ غتاب أحد‬ ‫من حق العالم أﻻ تك عﻠيه السؤال وﻻ عنته ا واب وﻻ ت عﻠيه إذا كسل وﻻ تأخذ بثو ه إذا ض وﻻ تف‬
‫بحضرته وﻻ تطﻠب ع ته و ن زل قبﻠت معذرته وعﻠيك أن توقره و عظمه ما دام يحفظ أمر ﷲ عا ‪.‬‬
‫ً‬
‫ثرثارا متف ًقا م شدقا – وأﻻ ي بع غوامض اﻷسئﻠة‪.‬‬
‫ومن آداب السؤال للمعلم‪ :‬التواضع و لقاء السمع – حسن السؤال و يانه – وأﻻ ي ون ً‬

‫مجردا و جب ال ام توق ا ﻠس و ظ ار السرور من الدرس‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يجب ا ذر من ممارسة ما ي ر اﳌعﻠم وعدم مناداته باسمه‬

‫ً‬
‫ا مع زمﻼئه )أدب الزمالة(‪:‬‬ ‫‪ ‬ثالثا‪ :‬أبرز اﻵداب ال ي ب لﻠطالب أن يتح‬
‫يجب ا ذر من قر ن السوء ﻷن الطبيعة ّنقالة والطباع سراقة‪ ،‬وعﻠيه فتخ لﻠزمالة والﺼداقة من عينك ع مطﻠبك و قرك لر ك و وافقك‬
‫ع شر ف غرضك ومقﺼدك‪.‬‬
‫و ناك تقسيم للصديق‪) :‬صديق منفعة – صديق لذة – صديق فضيﻠة(‪.‬‬

‫‪ ‬را ًعا‪ :‬طالب العﻠم اﻷمانة العﻠمية‪:‬‬


‫اعة – العدل‪.‬‬ ‫من أبرز أخﻼقيات اﳌسلم عامة‪ :‬الﺼ – العفة – ال‬
‫و ذه اﻷر عة أصول اﻷخﻼق ا ميدة والفاضلة وا سنة‬
‫د والتعب س يل التحﺼيل ا اد القائم ع اﻷمانة والﺼدق‪.‬‬ ‫‪ -‬فالص ‪ :‬يحمﻠه ع احتمال مشاق البحث واح ساب ا‬
‫‪ -‬العفة‪ :‬تحمﻠه ع اجتناب ما عيبه بحثه‪.‬‬
‫‪ -‬ال اعة‪ :‬تحمﻠه ع عزة نفسه وال اعة اﻷدبية مراحل البحث‪.‬‬
‫‪ -‬العدل‪ :‬يحمﻠه ع اعتدال خﻠقه وتوسطه شأنه ﻠه‪.‬‬

‫إن من أبرزاﻷخﻼقيات ال ي ب للباحث أن يتصف ا اﻷمانة العلمية وال ا ة الفكر ة أمانة التلقي والتحمل للعلم وأمانة النقل‬
‫والعزو وأمانة التعليم واﻷداء‪ .‬وال ا ة الفكر ة طر قة الوصول للمعلومة وطر قة عرض ا و يصال ا‪.‬‬
‫وقد ظ رت السرقات العﻠمية والتﻼص العﻠ والسطو ع حقوق اﳌﻠكية الفكر ة من أدعياء العﻠم‪ ،‬وأنﺼاف الباحث ن إﻻ من ضعف م ا انب ن‬
‫العﻠ واﻷخﻼ ‪.‬‬
‫ء‬ ‫وأما )التعالم( ف و آفة ان شرت ب ن طﻼب العﻠم ﻻ تقل خطورة عن )آفة السرقات العﻠمية( إن لم تكن أخطر م ا‪ .‬و التظا ر بمعرفة ل‬
‫واﻹجابة عن ل سؤال وجسارة ع الفتوى غ عﻠم‪.‬‬
‫القسم الثالث ‪ -‬الوحدة الرا عة‪ :‬آداب معاصرة‬
‫ً‬
‫‪ ‬أوﻻ‪ :‬وسائل التواصل اﻻجتما ا ديثة وآدا ا ب ن ا ذور واﳌأمول‪:‬‬
‫‪ ‬مراحل التواصل ب ن ال شر‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬أوﻻ‪ :‬اﻻتﺼال السم الشف الذي عتمد ع اﻷصوات واﻹشارات وا ر ات‪.‬‬
‫‪ً -‬‬
‫ثانيا‪ :‬اﻻتﺼال الكتا ي باستعمال الكتابة لﻠتواصل مع اﻵخرن‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬ثالثا‪ :‬اﻻتﺼال الطبا مع ابت ار الطباعة با روف اﳌتفرقة منتﺼف القرن ا امس عشر ميﻼدي‪.‬‬
‫‪ -‬را ًعا‪ :‬اﻻتﺼال التﻠغرا والتﻠفز و ي والس نما ي واﻹذا اﳌسموع واﳌر ي‪ ،‬النﺼف اﻷول من القرن العشر ن‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬اﻻتﺼال اﻹلك و ي واﳌتمثل اﻷقمار الﺼناعية وأج زة ا اسب وال واتف الذكية‪.‬‬‫ً‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ‬عر ف التواصل اﻻجتما اﻹلك و ي‪:‬‬


‫ً‬
‫ء‪ ،‬يقال‪ :‬وصﻠته به وصﻼ‪ .‬والوصل ضد ال ر‪ .‬وتدور ع عدة‬ ‫عر ف التواصل لغة‪ :‬الواو والﺼاد والﻼم أصل واحد يدل ع ضم ال ء إ‬
‫معان الﻠغة م ا‪ :‬الﺼﻠة‪ ،‬ال ابط‪ ،‬اﻻلتئام‪ ،‬ا مع‪ ،‬اﻹبﻼغ‪ ،‬اﻹعﻼم‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ً‬
‫عر ف اﻻجتما لغة‪ :‬ا يم واﳌيم والع ن أصل واحد يدل ع تضام ال ء‪ ،‬يقال‪ :‬جمعت ال ء جمعا إذا ضممته‪ .‬واجتماع‪ :‬التقاء أفراد‬
‫زمان وم ان معين ن‪.‬‬
‫عر ف اﻹلك و ي لغة‪ :‬اسم م سوب إ اﻹلك ون ﻻعتماده ع مادة ا اسوب ع اﻹلك ون ﻹجراء أدق العﻠميات ا سابية و أسرع وقت‪.‬‬
‫و مكن أن يقال بأ ا‪ :‬مجموع الوسائل ال س م التبادل اﳌعنوي لﻠمعﻠومات‪.‬‬
‫ً‬
‫اصطﻼحا‪ :‬و عمﻠية التفاعل ب ن اﳌرسل واﳌستقبل ال يتم خﻼل ا تأث متبادل ن يجة تبادل اﻵراء‬ ‫عر ف التواصل اﻻجتما اﻹلك و ي‬
‫واﻷف ار واﳌعﻠومات اﳌتاحة إطار سق اجتما إلك و ي‪.‬‬

‫‪ ‬حكم استخدام أج زة التواصل اﻹلك و ي‪:‬‬


‫يحرم لذاته إنما ﱠ‬
‫يحرم لعارض‪ .‬ل ذا اﻷح ام ا مسة ع يه و يا ا التا ‪:‬‬ ‫اﻷصل فيه اﻹباحة وﻻ ﱠ‬
‫أوﻻ‪ :‬ي ون حكمه ً‬ ‫ً‬
‫واجبا إذا ان وسيﻠة لتواصل ذوي اﻷرحام‪ .‬فوجوب ال ء يقت وجوب ما ﻻ يتم إﻻ به‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ثانيا‪ :‬ي ون مندو ً ا ّل ما فيه إجﻼل عا ورسوله ﷺ و ّل ما فيه إحسان العبد إ الغ ‪.‬‬ ‫‪ً -‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬ثالثا‪ :‬ي ون مكرو ً ا عاطي ل كر ته الشر عة؛ التواصل بما شغل عن العبادة أو أثنا ا‪.‬‬
‫محرما ح ن ي ون التواصل فيه بمحرم مسموع أو مر ي أو مكتوب‪ ،‬أو التواصل بما يضر اﻵخرن من قول أو فعل أو تقر ر‪.‬‬ ‫‪ -‬را ًعا‪ :‬ي ون ً‬
‫خامسا‪ :‬ي ون ً‬
‫مباحا و ذا اﻷصل فيه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ‬برامج التواصل اﻻجتما ‪ :‬ومن أش ر برامج التواصل اﻻجتما ‪:‬‬


‫‪ -‬برنامج التدو ن اﳌﺼغر )تو (‪ :‬موقع شب ات اجتماعية يقدم خدمة تدو ن مﺼغر سمح لﻠمستخدم ن بإرسال غر دات عن حال م بحد أق ‪ ١٤٠‬حرف‪.‬‬
‫‪ -‬برنامج برقية الﺼور الفورة )ا ستجرام(‪ :‬شبكة اجتماعية وتطبيق لتبادل الﺼور والفيديو‪.‬‬
‫‪ -‬برنامج لقطات زمنية مﺼورة )سناب شات(‪ :‬تطبيق رسائل مﺼورة‪ ،‬يمكن لﻠمستخدم ن التقاط الﺼور ا ياتية و يل الفيديو ال ظي و ضافة‬
‫نص ورسومات و رسال ا لقائمة التحكم من اﳌتﻠق ن‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬برنامج اتﺼال صو ي أو فيديو )س اي (‪ :‬يمكن مستخدميه من اﻻتﺼال اتفيا أو فيديو أو إرسال رسالة ع اﻹن نت ش ل مجا ي‪.‬‬
‫وصوتيا وصورً ا لﻠ واتف الذكية‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -‬برنامج رسائل فورة )وا ساب(‪ :‬و و تطبيق تراسل فوري ً‬
‫كتابيا‬
‫‪ -‬برنامج تراسل فوري )تﻠيجرام(‪ :‬و عبارة عن تطبيق لﻠ اسل الفوري‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق اتﺼال ومحادثة ورسائل )ف س بوك(‪ :‬عبارة عن شبكة اجتماعية واسعة النطاق بإم ان مستخدميه اﻻنضمام إ الشب ات ا تﻠفة‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق فيديو )يوتيوب(‪ :‬موقع و ب معروف متخﺼص ﳌشاركة الفيديو سمح لﻠمستخدم ن بإ شاء قنوا م ا اصة و رفع ومشا دة ومشاركة‬
‫اﳌقاطع ش ل مجا ي‪.‬‬

‫‪ ‬فوائد استخدام أج زة التواصل اﻹلك و ي‪:‬‬


‫‪ -1‬س ولة التواصل ب ن الناس وتوف اﳌال والوقت‪.‬‬
‫‪ -2‬اﳌرونة والسرعة وقﻠة الت ﻠفة وا د‪.‬‬
‫‪ -3‬تحﺼيل العﻠم‪.‬‬
‫‪ -4‬ا ﺼول ع اﳌعﻠومات والفوائد واﻷخبار سرعة وس ولة‪.‬‬
‫‪ -5‬حﺼول اﻷ س والتجديد والبعد من الرتابة‪.‬‬
‫مﺼدرا لﻠبعض ﻻك ساب اﳌع شة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ -6‬أ ت‬
‫‪ -7‬إنجاز اﳌعامﻼت ا ومية والبنكية وقت وج ‪.‬‬
‫‪ -8‬ت س ا وار والنقاش اﳌواضيع ا وار ة ب ن أطراف متباعدين‪.‬‬
‫أمور مختﻠفة‪.‬‬ ‫‪ -9‬شر الو‬

‫‪ ‬ا اطر والسلبيات‪:‬‬


‫‪ -1‬فتح باب الش ات والبدع الدين‪.‬‬
‫‪ -2‬فتح باب الش وات واﻻنحرافات اﻷخﻼقية‪.‬‬
‫‪ -3‬إضاعة الوقت‪.‬‬
‫‪ -4‬ر القرآن والقراءة س ب اﻻ شغال بوسائل التواصل اﻻجتما ‪.‬‬
‫ية ع الع ن‪.‬‬ ‫‪ -5‬اﻵثار ال‬
‫يم التواصل اﻻجتما ‪.‬‬ ‫‪ -6‬ت‬

‫‪ ‬آداب التواصل اﻻجتما اﻹلك و ي‪:‬‬


‫‪ -1‬وجوب عظيم ﷲ عا و عظيم رسوله ﷺ و عظيم دينه واح ام شرعه‪.‬‬
‫‪ -2‬ا افظة ع ﻠيات الدين ا مس الضرورة ال جاء الدين بحفظ ا وعدم مساس ا‪.‬‬
‫‪ -3‬عظيم حرمات اﳌسﻠم ن‪.‬‬
‫‪ -4‬التث ت نقل اﻷخبار وعدم شر الشا عات‪.‬‬
‫‪ -5‬ضبط النفس كتابة الكﻼم ونقﻠه‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -6‬رعاية حرمة وﻻة اﻷمر ً‬
‫عبدا بطاع م طاعة ﷲ وحفاظا ع اﳌﺼ ة العامة‪.‬‬
‫‪ -7‬الس ع اﳌسﻠم ن واﳌسﻠمات‪.‬‬
‫‪ -8‬عدم اﻻ شغال ا ا الس عن محادثة ا ﻠ س واﻹقبال عﻠيه‪.‬‬
‫‪ -9‬حرص اﳌرأة ا فاظ ع دي ا وكرام ا أن يتعدى عﻠ ا وسفيه وﻻ ي ون تواصﻠ ا مع الرجل اﻷجن إﻻ اجة ماسة من غ خضوع القول والفعل‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -10‬من ﻻ يم وﻻ عقل من اﻷطفال ونحو م من ناق اﻷ ﻠية فالواجب إعطا م ال واتف الذكية ونحو ا مع اﳌراقبة واﻹرشاد حفاظا عﻠ م‪.‬‬
‫‪ً ‬‬
‫ثانيا‪ :‬آداب الطرق وأدب التقيد بأنظمة اﳌرور داخل ا رم ا ام وخارجه‪:‬‬
‫‪ ‬اﳌراد بآداب الطر ق‪:‬‬
‫ً‬
‫ساكنا عقار ف ا أن يراع ا"‬ ‫ء م ا أو ي ون‬ ‫ً‬
‫"اﻷمور ال يجب ع من سﻠك طر قا أو يجﻠس ف ا أو يقف عند‬

‫‪ ‬حد الطر ق‪:‬‬


‫ً‬
‫ميع الناس فﻼ يجوز ﻷحد أن يخص نفسه بانتفاع يضر بآخرن‪.‬‬ ‫حده سبعة أذرع مراعاة ﳌﺼا الناس‪ .‬وأما الطر ق العامة ف‬
‫ً‬ ‫و ناك من يؤذي اﳌارة و قف ع الطرق و ﻠقي القذر واﻷذى‪ ،‬و ل ذا محرم ً‬
‫شرعا ومس نكر عرفا‪.‬‬

‫‪ ‬مجموع آداب الطر ق‪:‬‬


‫ن الن ﷺ عن ا ﻠوس الطرقات ﳌا فيه من عرض لﻠف ن و عرض قوق اﳌسﻠم ن‪ ،‬ومن أراد جﻠس الطرقات ف ناك حقوق لﻠطر ق و ‪:‬‬
‫‪ ‬ا ق اﻷول‪ :‬غض البﺼر‬
‫عر ف غض البﺼر لغة‪ :‬احتمال اﳌكروه‪ ،‬الطري الناضر‪ ،‬الوضع والنقص من القدر‪ ،‬ا فض واﻹطراق وضم اﻷجفان‪.‬‬
‫ً‬ ‫كفه ومنعه عن النظر إ ماﻻ يجوز النظر إليه وذلك بخفضه إ اﻷرض أو صرفه ً‬‫شرعا‪ :‬ﱡ‬
‫عر ف غض البﺼر ً‬
‫يمينا وشماﻻ‪.‬‬
‫حكمه‪ :‬واجب باتفاق العﻠماء‪.‬‬
‫أقسام العورات ‪ ٤‬و ‪:‬‬
‫‪ ‬القسم اﻷول )عورة اﳌرأة أمام الرجل( و ع ‪ ٤‬أضرب‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -1‬عور ا أمام الرجل اﻷجن ‪ :‬ﻠ ا عورة فﻼ يجوز ل ا أن تبدي ش ئا من بد ا أمامه و حرم عﻠيه النظر ل ء م ا‪.‬‬
‫‪ -2‬عور ا أمام محارم ا‪ :‬أباح ﷲ عز وجل أن تبدي اﳌرأة ز ن ا الباطنة ارم ا‪.‬‬
‫ذه‬ ‫‪ -3‬عور ا أمام التا ع ن غ أو اﻹرة‪ :‬اﳌراد م من ي بعونكم و تعﻠقون بكم من الرجال الذين ﻻ إر ة ل م‬
‫الش وة‪ ،‬فمن انت ذه صفته فﻼ حرج أن تبدي اﳌرأة له ز ن ا‪.‬‬
‫‪ -4‬عور ا أمام الطفل‪ :‬يطﻠق من وقت انفﺼال الولد إ البﻠوغ أو من انفﺼاله ﳌا يرا ق‪ .‬اتفق العﻠماء أنه ﻻ يجب ع اﳌرأة‬
‫ا أن الطفل إذا ان عرف عورات‬ ‫إخفاء زن ا وس ا عن الطفل غ اﳌم ‪ ،‬واختﻠفوا فيمن م أو را ق ع أقوال أ‬
‫ال ساء و فرق ب ن ا ميﻠة وغ ا فيﻠزم اﻻس تار منه‪.‬‬
‫‪ ‬القسم الثا ي )عورة اﳌرأة أمام اﳌرأة( ذ ب جم ور الفق اء إ أن عورة اﳌرأة أمام اﳌرأة ما ب ن السرة والركبة وعند عض م‬
‫ما دون الركبة‪ ،‬سوى ما جاء عن اﻹمام أ ي حنيفة أن اﳌرأة ﻻ يجوز ل ا أن تبدي ز ن ا لﻠمرأة إﻻ ما تبديه ارم ا‪.‬‬
‫القسم الثالث )عورة الرجل أمام الرجل( جم ور العﻠماء ع أن عورة الرجل ما ب ن السرة والركبة وا ﻼف بي م‬ ‫‪‬‬
‫ون الركبة ضمن العورة أو ل ست م ا‪ ،‬وذ ب جمع من أ ل العﻠم إ أن الفخذ ل س ضمن العورة‪ .‬والرا عدم‬
‫دخول الركبة العورة أما الفخذ فاﻷحوط غطيته‪.‬‬
‫القسم الرا ع )عورة الرجل أمام اﳌرأة( إذا انت من محارمه فحكم ا النظر رم ا كحكم نظر الرجل لﻠرجل‪ .‬وأما إذا‬ ‫‪‬‬
‫انت أجن ية فذ ب أ ل العﻠم إ أن نظره إليه كنظر ا إليه فيحرم عﻠ ا النظر إليه سواء ش وة أو بدو ا‪ .‬وذ ب آخرون‬
‫ب ذلك ش وة أو خوف أو فتنة‪.‬‬ ‫بجواز نظر ا إليه إذا لم يكن ب‬

‫فوائد وثمرات غض البﺼر‪-١ :‬امتثال ﻷمر ﷲ‪-٢ .‬يمنع وصول أثر الس م اﳌسموم إ قﻠبه‪-٣ .‬يورث القﻠب أ ًسا با ‪-٤‬يورث القﻠب قوة‬
‫‪ -٥‬يورث القﻠب سرور وفرحة‪ -٦ .‬يكسب القﻠب ً‬
‫نورا ‪-٧‬يورث العبد فراسة صادقة يم ا ب ن ا ق والباطل ‪-٨‬يفتح له طرق العﻠم وأبوابه‬
‫مﺼا ه واﻻ شغال بما ينفع ا‪.‬‬ ‫‪ -٩‬سد ع الشيطان أحد مداخﻠه إ القﻠب‪ -١٠ .‬يفرغ القﻠب لﻠتفك‬

‫عواقب وآثار إطﻼق البﺼر‪ :‬ا رمان من الفوائد والثمرات لغض البﺼر‪.‬‬
‫‪ ‬ا ق الثا ي‪ :‬كف اﻷذى‬
‫اﳌراد به‪ :‬السﻼمة من التعرض إ أحد ما بالقول والفعل واﻻمتناع مما يؤذي اﳌارة‪.‬‬
‫ومن الﺼور ال ي ب لﻠطالب ا ام الت به ل ا ظا رة التدخ ن عند عتبات ال ﻠيات وفو ات اﳌبا ي وغ ا من مرافق ا امعة‪ ،‬ف نا‬
‫يجب عﻠ م التقيد باﻷنظمة والقوان ن ال تمنع التدخ ن أماكن مخﺼوصة والذ اب لﻸماكن ا ﺼﺼة لذلك‪ .‬و كذا ي ون كف اﻷذى‪.‬‬

‫‪ ‬ا ق الثالث‪ :‬رد السﻼم ع الذي سﻠم عﻠيه من اﳌار ن‪ ..‬ورد السﻼم واجب‪.‬‬

‫‪ ‬ا ق الرا ع‪ :‬إفشاء السﻼم إفشاء السﻼم أعم من ّرده إذ أنه شمل إلقاء السﻼم ورده والدعوة إليه‪ .‬وﻻ شك أن إفشاء السﻼم من عوامل‬
‫التآلف ب ن الناس وا بة فﻠذلك حثنا الن ﷺ ع إفشاء السﻼم‪.‬‬

‫‪ ‬ا ق ا امس‪ :‬اﻷمر باﳌعروف والن عن اﳌنكر من حق الطر ق وآدابه لزوم اﻷمر باﳌعروف والن عن اﳌنكر ف و أمر عظيم و و‬
‫حﺼن اﻷمة و و واجب ع ل من بحضرته عاينه أو سمعه ٌل بحسب استطاعته‪.‬‬
‫و جب نا اﻹشارة إ أمور‪-١ :‬التدرج اﻹن ار ‪-٢‬أن من له وﻻية فإن اره ي ون بأع مراتب اﻹن ار ‪-٣‬العﻠم باﳌنكر أنه منكر قبل اﻹن ار‬
‫ُ‬
‫نكر قاعدة اﳌفاسد واﳌﺼا ‪-٥‬ي ب أن يأمر بأمر باﳌعروف بمعروف و ن بمعروف‬ ‫‪-٤‬اس شعار اﳌ ِ‬
‫ُ‬
‫نكر عن اﳌرت ت ن اﻷو والثانية فينكر ذلك بقﻠبه‪.‬‬
‫‪-٦‬إذا ز اﳌ ِ‬

‫‪ ‬ا ق السادس‪ :‬شميت العاطس إذا حمد ﷲ وذلك بأن يقول له يرحمك ﷲ و ن لم يحمد ﷲ فﻼ شمته‪.‬‬

‫‪ ‬ا ق السا ع‪ :‬إرشاد الس يل و أدب ر ٍاق التعامل مع من ﻻ عرف الطر ق فيدله اﳌسﻠم ع طرقه‪.‬‬
‫ً‬
‫واﳌعنوي‪ ،‬و داية الضال اﻷخذ بيده إ ا ق‪ ..‬فقد نرى ضاﻻ يحاول‬ ‫‪ ‬ا ق الثامن‪ :‬داية الضال يحتمل ضﻼل الطرق ا‬
‫اﻹفساد فعﻠينا محاولة دايته بأمره و يه‪ * .‬نا الضال يفعل الفساد و و ﻻ عﻠم بأنه خاطئ*‪.‬‬

‫شمل ذلك أخذ اﻷع بيده والس معه ح يوصﻠه لﻠم ان الذي ير د‪.‬‬ ‫‪ ‬ا ق التاسع‪ :‬إ داء اﻷع‬

‫‪ ‬ا ق العاشر‪ :‬حسن الكﻼم و و أدب عام دعا إليه اﻹسﻼم و و من موجبات ا نة‪.‬‬

‫‪ ‬ا ق ا ادي عشر‪ :‬إعانة اﳌظﻠوم ع ظﻠمه بالقول أو الفعل حيث أمكن‪ ،‬فخذﻻن اﳌؤمن حرام شديد التحرم‪.‬‬
‫‪ ‬ا ق الثا ي عشر‪ :‬إغاثة اﳌﻠ وف و و اﳌكروب اﳌضطر الذي قد شغﻠه مه بحاجته عن ل ما سوا ا‪.‬‬
‫‪ ‬ا ق الثالث عشر‪ :‬اﳌعاونة ع حمل اﳌتاع عندما يجب ا الس الطر ق من يضعف عن حمل متاعه فمن اﻵداب أن عينه‪.‬‬
‫ابه‪.‬‬ ‫‪ ‬ا ق الرا ع عشر‪ :‬ذكر ﷲ كث ً ا أمر ﷲ ا عباده و و ما يجب أن تز ن به ا الس فا ﻠس الذي ﻻ يذكر ﷲ فيه ي ون حسرة ع أ‬

‫‪ ‬الصا ون والطرقات‪:‬‬
‫ما أعظم ف م سﻠفنا الﺼا وما أحرانا أن نقف وقفة تأمل فمن ان ذا قدرة ع الوفاء شروط ا والقيام بحقوق ا وآدا ا فﻠيجﻠس وليحذر‬
‫مزالق ا و ن رأى أنه ﻻ يقدر ع الوفاء بما ورد من ا قوق واﻵداب فﻠيكن كما قال أبو الدرداء‪ " :‬عم صومعة الرجل ب ته"‪.‬‬

‫‪ ‬إماطة اﻷذى عن الطر ق‪:‬‬


‫من اﻵداب الراقية ال حث عﻠ ا اﻹسﻼم وجعﻠ ا من شعب اﻹيمان‪ .‬فإماطة اﻷذى أي‪ :‬نتحيته و عاده‪ ،‬واﳌراد باﻷذى ل ما يؤذي‪.‬‬

‫‪ ‬أدب التقيد بأنظمة اﳌرور داخل ا رم ا ام وخارجه‪:‬‬


‫يجب ع اﳌسﻠم أن يتقيد بضوابط اﳌرور فظ نفسه وغ ه وﻻ ي ون س ًبا جﻠب الضر لغ ه‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬ثالثا‪ :‬آداب اع ال الناس ومخالط م‪:‬‬
‫اﻷصل حياة ال شر اﻻجتماعية وا الطة واﻷلفة فيما بي م والتعا ش مع عض م البعض وأما العزلة واﳌفارقة جزئية أو ﻠية ف طارئة ع‬
‫حيا م لس ب أو آخر‪.‬‬
‫‪ ‬عر ف العزلة وا لطة‪:‬‬
‫ُ‬
‫العزلة الﻠغة‪ " :‬عازل القوم ا عزل عض م عن عض والعزلة اﻻ عزال نفسه‪ ،‬كنت بمعزل عن كذا وكذا أي‪ :‬كنت بموضع عزلة منه"‪.‬‬
‫والعزلة اﻻصطﻼح‪ " :‬ا روج عن مخالطة ا ﻠق باﻻنزواء واﻻنقطاع"‪.‬‬
‫ً‬
‫وأما ا ﻠطة‪ " :‬خﻠط القوم خﻠطا وخالط م أي‪ :‬داخﻠ م"‬
‫و قﺼد بالعزلة نا العزلة الدي ية؛ عزلة عن الشر وفضول اﳌباح و مما شرح الﺼدر وا اطر و ذ ب ا زن‪.‬‬
‫العزلة الشعور ة و‪ :‬اﻹحساس عدم اﻻ ام مع ذا ال سق اﻻجتما أو النظام اﻷخﻼ ‪ .‬ولكنه ﻻبد له من التفاعل مع ذا ا تمع‪.‬‬
‫لقد ساعد مف وم العزلة الشعور ة الكث من أن يحافظوا ع كيا م م ًنا وقناعا م سﻠيمة دون ا اجة من تجنب التفاعل مع الب ئة‪.‬‬

‫‪ ‬اﳌفاضلة ب ن العزلة وا لطة‪:‬‬


‫جاءت النﺼوص بمخالطة الناس ونفع م والﺼ ع آذا م‪.‬‬
‫عض الناس اﳌتجه حقه ا الطة و عض الناس اﳌتجه حقه العزلة وقد احتج القائلون بتفضيل العزلة بزمن الف ن وفساد الناس عدد‬
‫من اﻷدلة *صفحة ‪ ٢٠٠‬و‪ ٢٠١‬الكتاب*‬
‫وأما غ الف ن فقد اختلف العلماء اﳌفاضلة ما ب ن العزلة وا لطة‪:‬‬
‫فذ ب عض م باختيار العزلة وتفضيﻠ ا ع ا ﻠطة و عض م ذ ب لفضل ا ﻠطة‪ .‬والﺼواب أنه ﻻ يمكن التفر ق بي ما وﻻ يمكن‬
‫اﻻستغناء عن أحد ما فﻠ ل م ما أثر‪.‬‬

‫‪ ‬عزلة العالم وا ا ل‪:‬‬


‫إذا رأى العالم أن عزلته ا شغاله بالعبادة فﻠيع ل‪ ،‬وأما ا ا ل فالعزلة قبل التعﻠم حقه خسران‪.‬‬

‫‪ ‬عر ف العزلة وا لطة‪:‬‬


‫قال شيخ اﻹسﻼم ابن تيمية‪" :‬فأما ا ﻠوة والعزلة واﻻنفراد اﳌشروع‪ ،‬ف و ما ان مأ ً‬
‫مورا به أمر إيجاب أو استحباب‪ .‬فاﻷول‪ :‬اع ال اﻷمور‬
‫ا رمة ومجانب ا"‬

‫‪ ‬درجات ا لطة‪:‬‬
‫يجب أن يأخذ اﳌسﻠم ا الطة بقدر ا اجة فيجعل الناس أر عة أقسام ا الطة‪:‬‬
‫‪ -‬القسم اﻷول‪ :‬من مخالطته الغذاء ﻻ ستغ عنه اليوم والﻠيﻠة‪.‬‬
‫ً‬
‫يحا فﻼ حاجة ﻠطته و م من ﻻ ستغ عن‬ ‫‪ -‬القسم الثا ي‪ :‬من مخالطته الدواء يحتاج إليه عند اﳌرض فما دمت‬
‫مخالط م مﺼ ة اﳌعاش‪.‬‬
‫‪ -‬القسم الثالث‪ :‬و م من مخالط م الداء و و من ﻻ ترح عﻠيه دين وﻻ دنيا‪.‬‬
‫‪ -‬القسم الرا ع‪ :‬من مخالطته ال ﻠك ﻠه ومخالطته بم لة أ ل السم‪.‬‬
‫و التا فإن أعدل اﻷقوال و التوسط ب ن العزلة وا ﻠطة‬
‫‪ ‬فوائد العزلة وا لطة‪:‬‬
‫ً‬
‫عا ‪-٢‬التفرغ لﻠفكر واﻻست ناس بمناجاة ﷲ عا عن مناجاة ا ﻠق‪.‬‬ ‫أوﻻ فوائد العزلة‪-١ :‬تقو ة الﺼﻠة با‬
‫‪ -٤ .‬ا ﻼص من الف ن وا ﺼومات وصيانة النفس والدين‪-٥ .‬السﻼمة من شرور الناس‪.‬‬ ‫‪-٣‬اﻻبتعاد بالعزلة عن اﳌعا‬
‫ث ً‬
‫انيا فوائد ا لطة‪-١ :‬التعﻠم والتعﻠيم ‪-٢‬التأدب والتأديب ‪-٣‬ال بية ع العمل ‪-٤‬نيل الثواب وترو ح النفس‬
‫‪-٥‬اﻻس بﺼار حال أ ل الزمان‪.‬‬

‫‪ ‬آداب العزلة وا لطة‪:‬‬


‫ً‬
‫أوﻻ آداب العزلة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن عتقد باع اله عن ا ﻠق سﻼمة الناس من شره وﻻ يقﺼد سﻼمته من شر الناس‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ي ك ا ﺼال اﳌذمومة‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻻعتدال وعدم اﳌبالغة العزلة لكيﻼ يقع ا رام‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا آداب ا لطة‪:‬‬
‫‪ -1‬حفظ الوقت واﻻعتناء به‪.‬‬
‫‪ -2‬ا رص ع ا ماعية ﳌعرفة إيجابيا ا واﻻستفادة م ا ومعرفة سﻠبيا ا وتجن ا‪.‬‬
‫‪ -3‬ا رص ع اك شاف أخطاء النفس وترو ض ا‪.‬‬
‫‪ -4‬ترك فضول ال بة ﳌا ذلك من شغل البال‪.‬‬
‫‪ -5‬القﺼد حال العزلة وا ﻠطة‪.‬‬

You might also like