You are on page 1of 89

‫كمية الحقوق والعموم السياسية‬

‫قسم الحقوق‬

‫مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة ماستر‬


‫ثخصص‪ :‬قانون أعمال‬
‫بعنوان‪:‬‬

‫الشركات‬
‫متعددة الجنسيات‬
‫إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫إعداد الطالبين‪:‬‬
‫بشير ىادي‬ ‫نور اليدى قاسمي‬
‫دمحم حسان عسول‬
‫أعضاء لجنة المناقشة‪:‬‬
‫الصفة في البحث‬ ‫الرتبة العممية‬ ‫االسم والمقب‬

‫رئيسا‬ ‫أستاذ‬ ‫أ‪.‬د عبد الرزاق دربال‬

‫مشرفا ومقر ار‬ ‫أستاذ‬ ‫أ‪.‬د بشير ىادفي‬

‫ممتحنا‬ ‫أستاذ مساعد أ‬ ‫أ‪ .‬حكيم زواي‬

‫السنة الجامعية‪2018/2017 :‬‬


‫كمية الحقوق والعموم السياسية‬
‫قسم الحقوق‬

‫مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة ماستر‬


‫ثخصص‪ :‬قانون أعمال‬
‫بعنوان‪:‬‬

‫الشركات‬
‫متعددة الجنسيات‬
‫إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫إعداد الطالبين‪:‬‬
‫بشير ىادي‬ ‫نور اليدى قاسمي‬
‫دمحم حسان عسول‬
‫أعضاء لجنة المناقشة‪:‬‬
‫الصفة في البحث‬ ‫الرتبة العممية‬ ‫االسم والمقب‬

‫رئيسا‬ ‫أستاذ‬ ‫أ‪.‬د عبد الرزاق دربال‬

‫مشرفا ومقر ار‬ ‫أستاذ‬ ‫أ‪.‬د بشير ىادفي‬

‫ممتحنا‬ ‫أستاذ مساعد أ‬ ‫أ‪ .‬حكيم زواي‬

‫السنة الجامعية‪2018/2017 :‬‬


‫شكر وتقدير‬

‫قال رسول هللا صل هللا عميو وسمم‬

‫(من لم يشكر الناس لم يشكر هللا)‬

‫صدق رسول هللا صل هللا عميو وسمم‬

‫الشكر هلل تعالى الذي أعاننا ووفقنا إلنجاز ىذا العمل‬

‫اتقدم بأسمى عبارات الشكر والتقدير الى كل من ‪:‬‬

‫استاذي المشرف الدكتور ىادفي بشير عمى متابعتو لنا في انجاز ىذا‬
‫العمل وجميع اساتذة كمية الحقوق والعموم السياسية وعمى رأسيم‬
‫االستاذ زواي حكيم واقدم الشكر الى كل اعضاء لجنة المناقشة‬
‫االستاذ دربال عبد الرزاق و االستاذ زواي حكيم عمى قبوليم مناقشة‬
‫ىذه المذكرة والى كل من ساعدني‬

‫والى كل األصدقاء‬
‫قائمة المختصرات‪:‬‬

‫ش م ج ‪ :‬الشركات متعددة الجنسيات‬

‫د ط ‪ :‬دون طبعة‬

‫د د ن ‪ :‬دون دار نشر‬

‫د س ‪ :‬دون سنة‬

‫ص ‪ :‬الصفحة‬

‫إلخ ‪ :‬إلى أخره‬

‫‪ o.c.d.e‬منظمة التجارة والتنمية اإلقتصادية‪,‬‬

‫ط ‪ :‬طبعة‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬
‫تعد الشركات متعددة الجنسيات بانيا كيانات خطيرة وىامة وشديدة التميز‪ ،‬حيث‬
‫تعرؼ بانيا كل تنظيـ جماعي ستكوف مف شركات تستقل فيو كل منيا بوجودىا القانوني‬
‫و شخصيتيا المعنوية الخاصة بيا‪ ،‬وتتحد فيما بينيا بروابط متعددة تسمح لمشركة االـ‬
‫بإخضاع الشركات االخرػ لتبعيتيا‪.‬‬
‫عمى ىذا المنطمق اختمف الفقياء و المختصوف في التسميات التي اطمقوىا عمى‬
‫ىذه الكيانات فاستعمموا مصطمحات تعرؼ بأنيا غير دقيقة وغير محكمة‪ ،‬وبذألؾ اعطوىا‬
‫تسميا مختمفة بسبب تبايف وجيات نطرىـ حياليا‪ ،‬فاستعمل البعض منيا لمتعبير عف‬
‫الكياف ككل‪ ،‬في حيف استعمل البعض االخر لوصف نشاطيا الدولي و تأكيدا لصفتو‬
‫الدولية‪ ،‬وبالتالي لمشركات متعددة الجنسيات عدة تسميات‪.‬‬
‫اف ىذه االخيرة تعتبر بحق اىـ ظاىرة برزت عمى الساحة الدولية خاصة بعد‬
‫الحرب العالمية الثانية باعتبارىا كيانات اقتصادية عمالقة‪ ،‬تمتاز بتعدد امكانياتيا وتنوع‬
‫نشاطاتيا ومنتوجاتيا وامتدادىا الجغرافي في كل انحاء العالـ متجاوزة في ذألؾ الحدود‬
‫اإلقميمية لمدوؿ‪ ،‬فيي اشبو بنسيج العنكبوت الذؼ يمتد نشاطيا لكل الدوؿ سعيا لتحقيق‬
‫اكير قدر ممكف مف الربح‪ ،‬حيث برزت الشركات العمالقة وتطوره في اواخر القرف‬
‫العشريف لتمعب دو ار خطي ار وميما في الحياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬وبالتالي‬
‫بمغت ارباحيا ارقاـ خيالية‪ ،‬ثـ إف كياناتيا تشابكت حتى اصبحت تمثل كيانا واحدا‪.‬‬
‫إف ىذه الشركات متعددة الجنسيات قد استقطبت اىتماـ االقتصاديوف والسياسيوف‬
‫والقانونيوف واالجتماعيوف‪ ،‬كميـ يبحث في التساؤؿ الذؼ تطرحو ىذه األخيرة‪ ،‬ولما تحدثو‬
‫مف أثار سواء عمى المستوػ المحمي أو الدولي‪ ،‬وما تخمفو مف ايجابيات وسمبيات متعددة‪.‬‬
‫تميزت أواخر سنوات القرف العشريف بظيور تطور تقني و تكنولوجي وادارؼ وصناعي‬
‫سمح بتقسيـ اإلنتاج في وحدات مختمفة مف بقاع العالـ عف طريق ما يسمى بالشركات‬
‫متعددة الجنسيات‪ ،‬حيث أصبحت ىػػذه األخيرة األلية أو األداة األساسية لممبادالت‬
‫التجارية‪.‬‬
‫حيث تعدت عممية اإلنتاج المستوؼ المحمي إلي المستوؼ العالمي بإنتاج سػػمعة او‬
‫خدمة في العديد مف المناطق الجغرافية مع تسويقيا عالميا‪ ،‬ىذه المرحمة الجديدة مف‬

‫‪1‬‬
‫مراحل التركيز الرأسمالي ال تتـ عمى المستوػ المحمي الطريقة المعتمدة في السابق بل‬
‫تجاوز حدود الدولة الواحدة ليصل إلى العالمية‪ ،‬ىذا ما يميز نشاط ىذه الشركات العمالقة‬
‫كما يسمييا البعض‪ ،‬وبالتالي تكوف منتجاتيا موجية لعدد كبير مف سكاف العالـ عف‬
‫طريق توزيع عمميتيا اإلنتاجية داخل مشروعيا الواحد عمى مختمف بقاع العالـ مع‬
‫حفاضيا عمى مركزية السيطرة‪ ،‬و ىذا ما يميز ىذا النوع مف الشركات مف الناحية‬
‫اإلقتصادية في تعدد الوحدات اإلنتاجية مف جية و سيطرتيا المركزية مف جية أخرػ‪.‬‬
‫أما ما يميزىا مف الناحية القانونية ىو توزع منشأتيا عمى مستوػ بقاع العالـ وكل منيا‬
‫يعمل تحت إطار قانوني معيف مع خضوعيا كميا لسيطرة المركزية ليذه الشركات ‪.‬‬
‫ومف ىنا يظير التأثير العميق ليذه الشركات عمى النظاـ االقتصادؼ العالمي الجديد‪،‬‬
‫أصبحت ىذه األخيرة عابرة القارات المسيطر األوؿ عمى السوؽ العالمية و المحرؾ‬
‫بمجرد قياميا بإنتاج المنتجات‬ ‫األساسي لتدويل عممية اإلنتاج عمى المستوؼ الدولي‬
‫والخدمات مع تنوعيا دوف أدنى رابط بينيا والسبب راجع الى استنادىا العتبار اقتصادؼ‬
‫ميـ وىو تعويض الخسارة المحتممة في نشاط معيف بأرباح نشاط أخر في المناطق‬
‫جغرافية أخرػ مع تسويقيا عالميا وكونيا السباقة ألؼ نوع مف اإلنتاج ‪.‬‬
‫ومف ىنا يتضح أف ىذه الشركات تعتمد في نشاطيا عمى سوؽ متعددة الدوؿ وبالتالي‬
‫تكوف استراتيجياتيا وق ارراتيا ذات طابع دولي وعالمي‪ ،‬وبيذا تكوف شركات متعددة‬
‫الجنسيات ذألؾ لكونيا تتمتع بقدر ىائل مف حرية نقل وتحريؾ الموارد ونقل عناصر‬
‫اإلنتاج مف رأسماؿ وعمل‪ ،‬فضال عف المزايا التقنية مف نقل التكنولوجيا بيف الدوؿ‬
‫المختمفة‪.‬‬
‫كما تسعى ىذه الشركات إلى استغالؿ التفاوت بيف الواقع و القانوف فالتفاوت القائـ بيف‬
‫تعدد النشاط في مختمف بقاع العالـ واقميمية القوانيف ينتج عنو خضوعيا لعدة أنظمة‬
‫قانونية في أف واحد ‪.‬‬
‫وتظير أىمية الموضوع في أف الشركات متعددة الجنسيات ليا تأثير عميق عمى النظاـ‬
‫االقتصادؼ العالمي الجديد كونيا أصبحت المحرؾ الرئيسي لممبادالت التجارية اضافة‬
‫إلى تعميق فكرة العالمية ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-1‬اىمية الدراسة‪:‬‬
‫وليذا فإف اختيارنا لموضوع الشركات متعددة الجنسيات' لو أىمية كبيرة‪.‬‬
‫أ‪/‬األىمية العممية‪:‬‬
‫مف ىذا المنظور تتجمى أىمية البحث مف منطمق التسميـ بقوة و ىيمنة الشركات متعددة‬
‫الجنسيات‪ ،‬فالشركات العمالقة تتمتع بميزات مكنتيا مف فرض سيطرتيا حتى أصبحت تعتبر‬
‫المسيطر االوؿ عمى السوؽ العالمية والمحرؾ األساسي لتدويل عممية اإلنتاج عمى المستوػ‬
‫الدولي‪.‬‬
‫ب‪ /‬األىمية العممية‪:‬‬
‫اف ىذا الموضوع يعتبر نقطة ارتكاز واىتماـ لمعديد مف الباحثيف مما زاد رغبتنا في تناوؿ ىذا‬
‫الموضوع بكل جوانبو وجزئياتو وذالؾ لزيادة الرصيد العممي لمباحث‪،‬‬
‫‪-2‬أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬
‫كما اخترنا ىذا الموضوع لعدة أسباب قسمناىا إلى أسباب ذاتية وأخرػ موضوعية‪.‬‬
‫أ‪-‬أسباب ذاتية‪:‬‬
‫تعود األسباب الذاتية إلى الرغبة في دراسة الشركات متعددة الجنسيات وذألؾ لتوسعنا في‬
‫موضوع الشركات في كل المراحل الدراسية السابقة حيث كانت الشركات متعددة الجنسيات مف‬
‫بيف الشركات التي تـ التطرؽ إلييا‪.‬‬
‫ب‪-‬أسباب موضوعية‪:‬‬
‫تعود األسباب الموضوعية في الدراسة إلى الدور الخطير الذؼ تمعبو الشركات متعددة الجنسيات‬
‫واألثار الناجمة عنيا و كيفية تجاوزىا الحدود اإلقميمية وانتقاليا نحو العالمية وتخصيص ليا قد ار‬
‫مف النقاش‪.‬‬
‫‪-3‬االشكالية‪:‬‬
‫أماـ التطور اليائل الذؼ عرفتو اليوـ الشركات متعددة الجنسيات و الدور الذؼ تمعبو كونيا في‬
‫الثورة العممية والتكنولوجية وازدياد االىتماـ في المدة األخيرة بيا دفعت لطرح ىذه اإلشكالية‪.‬‬
‫ما المقصود با الشركات ذات العنصر األجنبي ؟‬
‫ومف ىذه االشكالية العامة تتنوع تساؤالت فرعية‪:‬‬
‫*ما ماىي أىدافيا؟‬

‫‪3‬‬
‫*كيف ظيرت ىذه األخ ػ ػػيرة؟‬
‫*ماىي المراحل التي مرة بيا وكيف تطورت؟‬
‫* ما العوامل المساعدة في ظيورىا ؟‬
‫الشركات المتعددة الجنسيات؟‬
‫‪-4‬منيج الدراسة‪:‬‬
‫اعتمدنا المنيج المنيج الوصفي والتاريخي ألف المعروؼ عف طبيعة الموضوع أنيا ىي التي‬
‫تحدد المنيج واألدوات المستعممة في البحث‪ ،‬فموضوعنا يحتاج إلى عممية البحث عف كيفية‬
‫ظيور الشركات متعددة الجنسيات ومراحل تطورىا كما يحتاج إلى معرفة ما المقصود بيذه‬
‫الشركات‪.‬‬
‫‪-5‬أىداف الدراسة‪:‬‬
‫تشتمل ىذه الدراسة البحثية عمى مجموعة مف االىداؼ االساسية‪ ،‬التي تركز عمى محاولة‬
‫االجابة عمى االسئمة المتبناة مف خالؿ طرح االشكالية‪ ،‬وتتمثل ىذه االىداؼ فيما يمي‪:‬‬
‫*‪ 1‬يتمثل اليدؼ مف البحث في تعميق العممية مف خالؿ التعرؼ عمى الشركات متعددة‬
‫الجنسيات وكافة جوانبيا‪.‬‬
‫*‪2‬محاولة التعريف بالشركات المتعددة الجنسيات واإللماـ بكل زواياىا‪.‬‬
‫*‪3‬معرفة كيفية ظيور ىذه الشركات والعوامل التي ساعدت في بروزىا‪.‬‬
‫*‪4‬ابراز األثر الناتجة عف ىذه األخيرة اما عمى المستوػ المحمي أو العالمي داؼ الدراسة‪:‬‬
‫‪-6‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫أوال‪ ::‬دراسة الباحث" مولود طابوش" "‪:‬‬
‫مذكرة ماجستير في العموـ االقتصادية تخصص تحميل اقتصادؼ تحت عنواف " أثر الشركات‬
‫متعددة الجنسيات عمى التشغيل في الجزائر ""دراسة حالة" جامعة الجزائر سنة ‪).2008/2007‬‬
‫تطرؽ في دراستو الى فصميف خصص كل مف‪:‬‬
‫الفصل األوؿ‪ :‬مفيوـ الشركات متعددة الجنسيات حيث تطرؽ الى التطور التاريخي ثـ االىداؼ‬
‫اما الفصل الثاني فقد جاء تحت عنواف‪ :‬البطالة والعمل( تعريفيا وانواعيا) كما تطرؽ الباحث الى‬
‫كل المدارس االقتصادية التي تناولت موضوع البطالة ‪.‬‬
‫ومف نتائج الدراسة‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫تؤثر الشركات متعددة الجنسيات بطرؽ مباشرة عمى التشغيل في الجزائر عف طريق األثار األفقية‬
‫الضيقة و الواسعة التي تمارسيا عمى المؤسسات المنافسة و الغير منافسة‬
‫ثانيا‪ :‬دراسة الباحثة "أالء دمحم فارس حماد "‬
‫مذكرة رسالة ماجستير بعنواف" اندماج الشركات و أثره عمى عقود الشركة المندمجة(‬
‫دراسة مقارنة كمية الحقوؽ واإلدارة العامة جامعة "بيرزيت" فمسطيف سنة ‪ ،)2012‬حيث تطرقت‬
‫الباحثة في دراستو الى أربعة فصوؿ حيث اختص كل مف‪:‬‬
‫الفصل األوؿ‪ :‬بالتطرؽ الى ماىية االندماج ليمس كل مالو عالقة بو‪،‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ضوابط عممية االندماج‬
‫الفصل الثالث‪ :‬فكاف لمحديث عف االثار العامة التي يخمفيا‬
‫الفصل الرابع‪ :‬كاف بعنواف أثاره عمى عقود الشركة المندمجة ‪.‬‬
‫ثالث‪ :‬دراسة الباحث" محسف عجيل" ‪:‬‬
‫رسالة ماجيستير تحت عنواف'" الشركات متعددة الجنسيات وسيادة الدولة"‪ ،‬مذكرة لنيل درجة‬
‫الماجستير في القانوف الدولي ‪ ,‬كمية القانوف والسياسة ‪ ,‬الدانمارؾ ‪.2008،‬‬
‫وتطرؽ في دراستو إلى ثالثة فصوؿ‪:‬‬
‫الفصل األوؿ‪ :‬بالشركات متعددة الجنسية في ظل العالمية ‪ ,‬والذؼ تطرؽ فيو لتعريف بيذه‬
‫الشركات ليعرج اسباب ظيورىا‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬فكاف استراتيجية الشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬وتضمف االستراتيجية المتبعة‬
‫قبل تمؾ الشركات وحماية مصالح المساىميف‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬فجاء عنوانو الدولة والسيادة والذؼ ربط فييا الباحث الدولة بالسيادة الوطنية‬
‫وكيف تطورت السيادة الوطنية عبر مراحميا المتزامنة‪.‬‬
‫عمى ىذا األساس موضوع الشركات المتعددة الجنسيات يطرح عدة إشكاليات تحتاج إلى‬
‫البحث واإلحاطة‪:‬‬
‫أماـ التطور اليائل الذؼ عرفتو اليوـ الشركات متعددة الجنسيات و الدور الذؼ تمعبو‬
‫كونيا في الثورة العممية والتكنولوجية وازدياد االىتماـ في المدة األخيرة بيا دفعت لطرح‬
‫ىذه اإلشكالية‪.‬‬
‫ما المقصود با الشركات ذات العنصر األجنبي ؟‬

‫‪5‬‬
‫‪-7‬صعوبات البحث‪:‬‬

‫لقد واجيتنا مجموعة مف الصعوبات كانت حاج از في امكانية التعمق في البحث اكثر‬
‫وتتمثل في‪:‬‬
‫*طوؿ الموضوع مما دفعنا إلى التركيز عمى اىـ االجزاء الخاصة بو حتى يتماشى مع‬
‫الحجـ المطموب في المذكرة‪.‬‬
‫*ندرة المراجع في مكتبة الجامعة واف توفرت تكوف قديمة جدا‪: .‬‬
‫*تضارب اراء الفقياء‪.‬‬
‫‪-8‬الفرضيات‪:‬‬
‫*‪ /‬تعتبر الشركات المتعددة الجنسيات المحرؾ األساسي لممبادالت التجارية‪.‬‬
‫*‪ /‬تعتبر ا لشركات المتعددة الجنسيات الموجو األساسي و المعبر عف اإلستثمارات‬
‫األجنبية‪.‬‬
‫*‪/‬تعتبر الشركات المتعددة الجنسيات اليد المساعدة في خمق فرص لشغل وحل ىذه‬
‫األزمة في الدوؿ المضيفة ‪.‬‬
‫*‪/‬تعتبر الشركات متعددة الجنسيات المحرؾ الرئيسي لممبادالت التجارية‬
‫‪-9‬التصريح بالخطة‪:‬‬
‫ارتأينا أف نقسـ موضوع بحثنا إلى فصميف‪:‬‬
‫نتناوؿ في الفصل األوؿ مفيوـ الشركات متعددة الجنسيات وتتضمف ثالث مباحث نتطرؽ‬
‫في المبحث األوؿ إلى نشوء وتطور الشركات متعددة الجنسيات ودوافع ظيورىا أما في‬
‫المبحث الثني فخصصناه لمعنى الشركات متعددة الجنسيات و دور وأىمية ىذه األخيرة‬
‫ففي المبحث الثالث‪.‬‬
‫اما في الفصل الثاني تناولنا إنشاء الشركات متعددة الجنسيات ويتضمف اربعة مباحث‬
‫نتطرؽ في المبحث األوؿ إلنشاء الشركات متعددة الجنسيات اما المبحث الثاني‬
‫فخصصناه لإلدارة واخي ار تنظيـ الشركات متعددة الجنسيات و االثار في كل مف المبحث‬
‫الثالث و الرابع‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‬

‫مفيوم الشركات متعددة الجنسيات‬

‫المبحث االول ‪ :‬نشوء وتطور الشركات متعددة‬ ‫‪‬‬


‫الجنسيات ودوافع ظيورىا‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬معنى الشركات متعددة‬ ‫‪‬‬
‫الجنسيات‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬دور و اىمية الشركات متعددة‬ ‫‪‬‬
‫الجنسيات‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫نظ ار ألىمية الشركات متعددة الجنسيات و الدور الذؼ تمعبو كونيا القائد في الثورة العممية‬
‫والتكنولوجية‪ ،‬و بالتالي تعمق االتجاه نحو العالمية أو عولمة االقتصاد ازداد االىتماـ في‬
‫المدة األخيرة بيا لما ليا مف تأثيرات ليس فقط عمى المستوػ المحمي بل تتعدػ العالمية‪،‬‬
‫و ىذا ما أكد عمى ضرورة إعطاء نظرة شاممة عف ىذه الشركات مف حيث تعريفيا‪،‬‬
‫خصائصيا‪ ،‬و سماتيا التي تميزىا عف غيرىا‪ ،‬ظيورىا و تطورىا‪ ،‬و أيضا النظاـ‬
‫القانوني الذؼ يخضع لو ىذا النوع مف الشركات‪ ،‬فقد قسمنا ىذا الفصل إلى ثالث‬
‫مباحث‪ ،‬االوؿ نشوء وتطور الشركات متعددة الجنسيات(المبحث االوؿ) ودوافع‬
‫ظيورىا(المبحث الثاني) و الثالث تحت عنواف "خصوصية الشركات متعددة الجنسيات‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول ‪ :‬نشوء و تطور الشركات المتعددة الجنسيات و دوافع ظيورىا ‪.‬‬

‫إف الشركات متعددة الجنسيات لـ تنشأ مف عدـ‪ ،‬كما لـ تضعيا الصدفة العفوية‪ ،‬حيث‬
‫تعد إحدػ األركاف األساسية التي تقوـ عمييا العولمة‪ ،‬حيث ازداد االىتماـ بيا في اآلونة‬
‫األخيرة‪ ،‬مما دفعنا إلى ضرورة إعطاء نظرة شاممة عف ىذه الشركات مف خالؿ تقسيـ‬
‫الدراسة إلى ثالثة مطالب تطرقنا فييا إلى الجذور التاريخية لمشركات المتعددة الجنسيات‬
‫(مطمب أوؿ) وثـ مراحل نمو ىذه الشركات (مطمب ثاني) وأخي ار ظيورىا (مطمب ثالث)‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬الجذور التاريخية لمشركات المتعددة الجنسيات‬

‫اذا تناولنا الجانب التاريخي الجانب التاريخي ليذه المؤسسات فقد تعمق بنا الدراسة أزمنة‬
‫بعيدة فقد ترجع إلى الحقبات االستعمارية‪ ،‬وبالتالي لـ تظير ىذه الشركات فجأة بل ليا‬
‫جذور تاريخية ترجع إلى عدة قروف لموراء‪ ،‬فقد ظيرت شركة عمالقة في ميداف التجارة‬
‫‪)1(.‬‬
‫اختمف الفقياء و عمماء االقتصاد في تحديد أو في وضع تاريخ محدد‬ ‫الخارجية‬
‫لنشوء الشركات متعددة الجنسيات فذىب البعض إلى إرجاع نشأة ىذه الشركات إلى‬
‫العصور "التاريخية القديمة‪ "،‬حيث سادت بيف التجار اإلغريق و الفينيقييف و سكاف العراؽ‬
‫القديـ بتجارة األمواؿ المنقولة‪ ،‬و يرػ أنصار ىذا الرأؼ أف تمؾ العمميات قد اقتصرت‬
‫عمى التبادؿ التجارؼ فيما بينيا في نطاؽ النظـ االقتصادية التي سادت آنذاؾ و لـ تكف‬
‫أجنبية(‪)2‬‬ ‫تتضمف ألصوؿ‬

‫و يذىب البعض االخر الى انيا ترجع الى القرف التاسع عشر‪ ،‬وكاف دالؾ نتاجا لتطور‬
‫المعسكر الغربي الرأسمالي وبداية عصر النيضة الذؼ ساد االقتصاديات االوروبية في‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫االنتاج والتصنيع استعمار البمداف المختمفة رغبتا في استغالؿ ثرواتيا و مواردىا‬
‫(‪ )1‬بوبطرخ نعيمة‪ ،‬الشخصية القانونية لمشركات المتعددة الجنسيات في القانوف الدولي العاـ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شيادة‬
‫الماجستير في القانوف العامة‪ ،‬تخصص‪ :‬عالقات دولية وقانوف المنظمات الدولية‪ ،‬قسنطينة‪ ،2011-2010 ،‬ص ‪.37‬‬
‫(‪)2‬طمعت جياد لجي الحديدؼ‪ ،‬المركز القانوني الدولي لشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الحامد لمنشر والتوزيع‪،‬‬

‫د ب ف‪ ،‬سنة ‪ ،2008‬ص‪.4‬‬
‫(‪)3‬انظر‪ :‬بوخارؼ عبد الحميد‪ ،‬داداف عبد الوىاب‪ ،‬دور الشركات متعددة الجنسيات في تنمية القطاعات االقتصادية‬
‫'دراسة حالة '‪،‬مذكرة مقدمة الستكماؿ متطمبات شيادة الماجيستر في العموـ االقتصادية ‪،‬تخصص ادارة دولية‪ ،‬جامعة‬
‫قاصدؼ مرباح‪ ،‬ورقمة‪ ،2016/2015 ،‬ص‪.25‬‬

‫‪8‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫ثـ ما لبثت كثي ار مف الشركات األمريكية و األوروبية أف سارت عمى ىذا النيج‪ ،‬ففي‬
‫عاـ‪ 1901‬كانت شركة "وستنغياوس" تمتمؾ أضخـ منشآت صناعية في إنجمترا‪ ،‬و كانت‬
‫شركة "فورد "عاـ ‪ 1914‬تنتج ‪ %25‬مف السيارات اإلنجميزية‪ ،‬كما اتسعت أعماؿ و نشاط‬
‫وشركة صناعة الياتف الدولية ‪، ITT‬و شركة كوداؾ‬ ‫شركة" ليفر" لصناعة الصابوف‪،‬‬
‫آلالت التصوير‪ ،‬و لقد نصت ىذه الشركات و تطورت حتى صارت قوة اقتصادية كبرػ‬
‫(‪)1‬‬
‫في االقتصاد العالمي‪ ،‬مما يدفعنا إلى بحث مراحل نموىا و تطورىا‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬مراحل نمو و تطور الشركات متعددة الجنسيات‬

‫ظيرت الشركات متعددة الجنسيات في السابق في حجـ أقل و سعة أقل مما عميو ىي‬
‫اآلف مما يدؿ عمى أنيا مرت بعدة مراحل و نمت و تطورت حتى أصبحت كما نراىا اليوـ‬
‫في ثوبيا الجديد و سيطرتيا عمى قطاعات واسعة مف االقتصاد‪ ،‬و سنعرض المراحل التي‬
‫مرت بيا ىذه الشركات كاآلتي‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬المرحمة من أواخر القرن التاسع عشر إلى غاية قيام الحرب العالمية‬
‫األولى عام ‪1914‬‬

‫تمتد ىذه المرحمة منذ أواخر القرف التاسع عشر و حتى قياـ الحرب العالمية األولى عاـ‬
‫‪ ،1914‬و تمثل ىذه الفترة فترة تبمور لفكرة الشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬فمقد ظيرت تمؾ‬
‫الشركات و استقرت في السنوات األولى مف القرف العشريف‪ ،‬و بدأت بالنمو بصورة‬
‫تدريجية حتى أصبحت تمعب دو ار ميما و خطي ار في الحياة القانونية و االقتصادية و حتى‬
‫السياسة الدولية‪ ،‬و ىذا مف خالؿ سيطرتيا عمى كثير مف النشاطات التجارية و‬
‫‪)1(.‬‬
‫االقتصادية‬

‫و مع ذلؾ فقد كانت أىمية ىذه الشركات في االقتصاد الدولي محدودة لمغاية ألسباب‬
‫عديدة لعل في مقدميا طبيعة النشاطات التي كانت تصطمح بيا‪ ،‬و التي تركزت بشكل‬
‫أساسي‬
‫(‪)1‬انظر ‪ :‬طمعت لجي الحديدؼ‪ ،‬المركز القانوني الدولي لمشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 05‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫في استخراج البتروؿ و صناعة السيارات و األلمنيوـ‪ ،‬و لـ تكف ىذه النشاطات تتمتع‬
‫بقدر مف األىمية في اقتصاديات الدوؿ الرأسمالية آنذاؾ‪ ،‬حيث كانت القطاعات‬
‫االقتصادية الرئيسية في ذلؾ الوقت‪ ،‬و ىي الفحـ و السكؾ الحديدية و الصمب‪ ،‬بعيدة‬
‫(‪)1‬‬
‫عف مجاؿ نشاط الشركات متعددة الجنسيات‪.‬‬

‫و يرػ بعض الفقياء أف اتجاه ىذه الشركات إلى اإلنتاج الدولي و تخطي حدودىا‬
‫القومية في ذلؾ الوقت لـ يكف نتاجا الستراتيجية إنتاجية رأسمالية جديدة تقوـ عمى التحوؿ‬
‫مف القومية إلى الدولية‪ ،‬و إنما كاف نتيجة لسياسة الحماية األمريكية أيف بدأت الدوؿ‬
‫األوروبية في إتباعيا لتدعيـ صناعاتيا الوطنية و حمايتيا مف صناعة السمع المستوردة‪.‬‬

‫و مف أمثمة الشركات التي ظيرت في ىذه الحقبة المصنع الذؼ أنشأه المخترع السويدؼ‬
‫‪)2(.‬‬
‫"‪ "Alfred Nobel‬في ألمانيا‪ ،‬و الخاص بالديناميت‪ ،‬و كذلؾ المتخصص في الحياكة‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المرحمة الممتدة من بداية الحرب العالمية األولى عام ‪ 1914‬حتى نياية‬
‫الحرب العالمية الثانية ‪.1945‬‬

‫تمثل ىذه فترة اقتصاديا و يرجع ىذا إلى التخوؼ مف الحرب‪ ،‬ففي ىذه الفترة و عمى‬
‫الرغـ مف ظيور عدد كبير مف الشركات الكبرػ في الحياة االقتصادية الدولية مثل شركة‬
‫فيميب "‪ "filips‬اليولندية‪ ،‬و نمو بعضيا اآلخر‪ ،‬إال أف ىذا النمو و التطور كاف محدود‬
‫النطاؽ حيث بقيت ىذه الشركات ظاىرة ثانوية في النظاـ االقتصادؼ‪)3(،‬و خالؿ ىذه‬
‫الفترة لـ تسمح الدوؿ لشركاتيا بالتنقل إلى الخارج حيث بمغت الوطنية ذروتيا‪ ،‬وقامت‬
‫الحكومات بتبن ي إجراءات تمييزية مع األجانب‪ ،‬ومثاؿ عمى ذألؾ ألمانيا التي كانت‬
‫تعرض عمى الشركات بأف تكوف ألمانيا ‪. 100/100‬‬
‫(‪ )1‬انظر‪ :‬طمعت جياد لجي الحديدؼ‪ ،‬المركز القانوني الدولي لمشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬مرجع سابق ص‪.05‬‬

‫(‪)2‬دراسة قياسية ‪ ،‬أطروحة دكتوراه غير معنونة‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ 2014 /03‬ص‪.38‬‬

‫(‪)3‬انظر‪ :‬حساـ عيسى‪ ،‬الشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬دط‪ ،‬المؤسسة العامة لمدراسات والنشر المعاصر‪ ،‬بيروت‪ ،‬دس‪،‬‬
‫ص‪.24‬‬

‫‪10‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫و أكثر ما أثر في ىذه الفترة ىو الحرب العالمية األولى و الثانية المتيف عاشتيما الشركة‪،‬‬
‫و عدـ االستقرار السياسي الذؼ ساد الفترة ما بيف الحربيف العالميتيف و ما بعدىما‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الفترة ما بين نياية الحرب العالمية الثانية إلى يومنا ىذا‪.‬‬

‫تمتد ىذه المرحمة مف نياية الحرب العالمية الثانية الى يومنا ىذا‪ ،‬وتمثل بحق فترة ازدىار‬
‫وانتعاش وتطور كبير في حياة الشركات متعددة الجنسية‪ ،‬حيث تسيطر عمى كافة‬
‫(‪)1‬‬
‫قطاعات االنتاج والخدمات‪.‬‬

‫مثمت ىذه الفترة وتطور كبير في حياة الشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬حيث ازداد ىذا‬
‫االستثمار بشكل كبير و مذىل في أوائل الثمانينات‪ ،‬ففي بداية الثمانينات دخل العالـ‬
‫مرحمة جديدة عرفت باسـ العولمة‪ ،‬والتي وامتازت بتعمق تدويل النشاط االقتصادؼ‪،‬‬
‫وتوحيد وتجانس االقتصاد العالمي‪ ،‬فازدادت التبعية االقتصادية لمبمداف التي ظيرت‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫وازدادت التبادالت عبر الحدود لمسمع‪ ،‬الخدمات‪ ،‬ورؤوس األمواؿ‬

‫ثـ ما لب أف أخذ باالزدياد مرة اخرػ بعد عاـ ‪ ،1986‬حيث بمغ مقداره نحو ‪1909‬‬
‫مميار دوالر‪ ،‬و شيدت التسعينات مف القرف المنصرـ تطو ار كبي ار في حجـ االستثمارات‬
‫األجنبية المباشرة‪ ،‬إذ بمغ مقدارىا عاـ ‪ 1996‬ما يقارب مف "‪ 359‬مميار دوالر"‪ ،‬ثـ ازداد‬
‫عاـ ‪ 1997‬ليبمغ "‪ 456‬مميار دوالر"‪ ،‬و ازداد مرة أخرػ ليصل إلى "‪ 644‬مميار دوالر"‬
‫في عاـ ‪ 1998‬و قد تواصل ىذا التطور و النمو حتى سنة ‪2000‬ب "‪ 1480‬مميار‬
‫دوالر‪.‬‬

‫وبالتالي اصبح لمشركات متعددة الجنسية تأثير عمى العالقات الدولية اكبر مف تأثير‬
‫(‪.)3‬‬
‫بعض حكومات الدوؿ التي تتعامل معيا‬
‫(‪)1‬انظر‪ :‬سيف دمحم المعمرؼ‪( ،‬نشأة الشركات متعددة الجنسيات)‪،‬جريدة عماف لمنشر والتوزيع االردف‪ ،‬العدد‪،43‬‬
‫‪ ،2009‬ص‪. 33‬‬

‫(‪)2‬انظر‪ :‬حساـ الديف عيسى‪ ،‬الشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪24‬ومابعدىا‪.‬‬

‫(‪ )3‬انظر‪ :‬يوسف محمود جربوع وسالـ عبدهللا حمس‪ ،‬المحاسبة الدولية مع التطبيق العممي لمعايير المحاسبة الدولية‪،‬‬
‫ط‪ ،01‬مؤسسة الوراؽ لمنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪ ً،2002 ،‬ص ‪. 420‬‬

‫‪11‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫المطمب الثالث ‪ :‬دوافع ظيور الشركات متعددة الجنسيات‬

‫تعد الشركات الجنسيات مف العوامل األساسية في ظيور العولمة‪ ،‬و مف أىـ السمات‬
‫التي تتميز بيا الشركات متعددة الجنسيات تعدد األنشطة التي تشتغل فييا دوف أدنى رابط‬
‫بيف المنتجات المختمفة‪.‬‬

‫و يرجع السبب الرئيسي الذؼ دعا الشركات متعددة الجنسيات إلى تنوع نشاطاتيا ىو‬
‫استنادىا إلى اعتبار اقتصادؼ ميـ‪ ،‬وىو تعويض الخسارة المحتممة في نشاط معيف‬
‫بأرباح تتحقق مف أنشطة أخرػ وبالتالي في حالة حدوث الخسارة في أحد المنتجات التي‬
‫تنتجيا الشركات يحدث ربح في المنتجات األخرػ و بالتالي يسيـ ذألؾ في تحقيق التوازف‬
‫والربح العالي‪.‬‬

‫تتعدد دوافع ظيور الشركات متعددة الجنسيات بتعدد أنواعيا و لكف يبقى ىدؼ تحقيق‬
‫الربح بأقل التكاليف ىو الدافع األساسي لنمو ىذه الشركات‪ ،‬فيي تنتج في البمداف التي‬
‫تكوف فييا عناصر اإلنتاج منخفضة النفقة ثـ تبيع ىذه المنتجات في البالد مرتفعة‬
‫األسعار‪ ،‬فيو نوع مف التنظيـ االحتكارؼ عف طريق االستفادة مف التمايز بيف أماكف‬
‫اإلنتاج و أماكف البيع‪.‬‬

‫و يفسر دوافع ظيور الشركات متعددة الجنسيات في القرف الواحد و العشريف في عدة‬
‫اتجاىات‪ ،‬فيناؾ مف يراىا أف الظروؼ االقتصادية الدولية‪ ،‬زيادة النفقات‪ ،‬التصدير سبب‬
‫ارتفاع نفقة النقل ووجود الحواجز الجمركية‪ ،‬البيانات الضريبية و إخالؼ األوضاع‬
‫النقدية‪ ،‬حيث مف مصمحة الشركات متعددة الجنسيات االستثمار في الدوؿ التي تعاني‬
‫مف انخفاض سعر الرأسمالية المختمفة‪ ،‬أؼ أنيـ يرجعوف ظاىرة عالمية اإلنتاج إلى وجود‬
‫التركيز العالي الشديد في المرحمة االحتكارية‪ 1،‬حيث كاف مف الصعب عمى الشركات‬
‫متعددة الجنسيات أف توسع نطاؽ سيطرتيا عمى الشؤوف الداخمية و يحفع عمى استمرار‬
‫وحدات‪)1(.‬‬ ‫نموىا بدوف القياـ بإنشاء‬

‫(‪)1‬انظر‪ :‬الياـ مصطفى‪(,‬دوافع ظيور الشركات متعددة الجنسيات)‪ ،‬مجمة االقتصاد‪ ،‬عدد‪،12‬‬

‫‪ ،22/12/ 2006‬عمى الساعة‪ ،20:00 :‬ص ‪.12‬‬ ‫‪http://www.elektisad.com‬‬

‫‪12‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫العوامل المساعدة في ظيور الشركات متعددة الجنسيات ‪:‬‬

‫لـ ننشأ الشركات المتعددة الجنسيات مف العدـ و إنما ساىمت عوامل و ظروؼ خاصة‬
‫و عامة في نشوء ظاىرة المتعددة الجنسيات و نموىا و تطورىا‪ ،‬اجتمعت فيما بينيا‬
‫لتنشئ ىذه الظاىرة االقتصادية‪ ،‬و يمكف حصر ىذه األسباب في عوامل اقتصادية‪،‬‬
‫عوامل قانونية و عوامل سياسية و اجتماعية ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬العوامل االقتصادية‪:‬‬

‫إف اليدؼ الذؼ يسعى إلى تحقيقو أؼ مشروع اقتصادؼ ىو" الديمومة"‪ ،‬و لف يقع ذلؾ‬
‫إال بالبحث و السعي إلى زيادة أرباحو‪ ،‬و مف ىذا المنطمق فقد اتجيت الشركات متعددة‬
‫الجنسيات إلى االستثمار في دوؿ أخرػ سعيا وراء تحقيقيا األرباح مف عممية التوطف في‬
‫أماكف متعددة‪ ،‬و يتجسد ذلؾ مثال في "الدوؿ النامية" و "الدوؿ المضيفة" القوية اقتصاديا‬
‫بتفاوت أجرة العامل بيف الدوؿ في الدولة األـ التي كانت دائما بحاجة إلى رأسماؿ ففي‬
‫مرحمة النمو السريع الشركات المتعددة الجنسيات كانت األجور في الواليات المتحدة‬
‫تعادؿ أربعة أضعاؼ األجور في أوروبا الغربية‪ ،‬األمر الذؼ دفع بالشركات األمريكية إلى‬
‫إنشاء فروع ليا في أوروبا‪ 1‬لمتخمص مف ارتفاع األجور و تكاليف النقل‪ ،‬إلى جانب ذلؾ‬
‫نجد أنو مف بيف العوامل االقتصادية التي ساعدت في نشوء الشركات متعددة الجنسيات‬
‫ىو التخفيف مف مخاطر اىتزاز عمى سوؽ واحدة‪ ،‬عمى اعتبار تحقيق ذلؾ قد يؤدؼ إلى‬
‫اىتزاز ىذا السوؽ الوحيد اقتصاديا في أية لحظة و تذىب معو جميع استثمارات الشركة‪،‬‬
‫ألف الذؼ دفع بالشركات متعددة الجنسيات لتجنب األضرار الجسيمة إلى توزيع شأنيا‬
‫(‪)1‬‬
‫بيف مئة مف الدوؿ نسبيا ‪.‬‬

‫و كنتيجة حتمية عمى ذلؾ ال يبقى أماـ الشركات متعددة الجنسيات سوػ االتجاه إلى‬
‫إنشاء شركات وليدة خارج حدود إقميميا‪ ،‬إذ كاف مف الصعب عمييا أف توسع نطاؽ‬
‫سيطرتيا‪.‬‬
‫(‪)1‬انظر‪ :‬سيف ىشاـ صباح الفخرؼ‪ ،‬الشركات المتعددة الجنسيات و أبعادىا السياسية و االقتصادية‪ ،‬ماجستير في‬
‫العموـ المالية و المعرفية‪ ،‬جامعة حمب‪ ،‬كمية االقتصاد‪ 2010 ،‬ص‪.21‬‬

‫‪13‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫عمى السوؽ الداخمي وتحافع عل استمرار نموىا بدوف القياـ بإنشاء وحدات خارج حدود‬
‫الدوؿ التي توجد بيا‪ ،‬وىو ما اكده كل مف "بوؿ سوبزؼ" و"بوؿ بارف" عندما اكدا اف زيادة‬

‫أكدا أف زيادة االحتكار االقتصادؼ األمريكي في المرحمة االحتكارية دفع باألمريكييف إلى‬
‫استغالؿ الفائض االقتصادؼ المتراكـ لدييا في الخارج(‪ )1‬عف طريق االستثمار الخارجي‪،‬‬
‫تمؾ ىي العوامل االقتصادية التي ساىمت في نمو الشركات المتعددة الجنسيات و‬
‫تحاوؿ في الفترة التالية بتحديد العوامل القانونية ‪.‬‬

‫‪ ‬الفرع الثاني ‪ :‬العوامل القانونية ‪:‬‬

‫ال يمكف إغفاؿ العوامل القانونية و إبراز دورىا في نمو و تطور الشركات متعددة‬
‫الجنسيات‪ ،‬ذلؾ أف الدولة التي ال تستطيع توفير احتياجاتيا مف رأس الماؿ و الخبرة‬
‫الفنية التكنولوجية‪ ،‬فإنو مف الالزـ عمييا أف تمجأ إلى مف يوفر ليا ذلؾ و لف يتحقق‬
‫ىذا األمر إال إذا سعت ىذه الدولة إلى توفير المناخ المالئـ و الحماية القانونية‬
‫ال كافية لمجيء رؤوس األمواؿ األجنبية بصورة تخدـ اقتصاد ىذه الدولة‪ ،‬ويتجسد‬
‫ذلؾ عموما مف خالؿ تنظيـ قانوني متكامل قدر اإلمكاف عمى النحو التالي ‪:‬‬

‫أ إصدار تشريعات داخمية تنظـ االستثمارات األجنبية‪:‬‬


‫ذلؾ بوضع قواعد محددة لمعامالتيا سواء مف حيث استقطابيا أو‬
‫حمايتيا أو تصفيتيا و ذلؾ بوضع تشريعات و ضمانات ىامة و‬
‫أف ال يؤدؼ ذلؾ إلى اإلضرار‬ ‫مزايا مختمفة بيدؼ جذبيا شرط‬
‫بمصالح الدولة المضيفة و ىو االتجاه الذؼ أخذت بو الدوؿ العربية‬
‫التي أصدرت بموجبو كثي ار مف التشريعات المشجعة لالستثمار‬
‫‪2‬‬
‫األجنبي فييا‪.‬‬

‫‪1‬انظر‪ :‬أحمد عبد العزيز واخروف‪(، ،‬الشركات المتعددة جنسيات وأثرىا عمى الدوؿ) النامية مجمة االدارة واالقتصاد‪،‬‬
‫عدد ‪ ،.2010.،85‬ص ‪.117‬‬

‫‪2‬انظر‪ :‬حكمت أحمد الراوؼ‪ ،‬المحاسبة الدولية‪ ،‬دار حنيف و مكتبة الفالح‪ ،‬ط‪،2‬عماف و االمارات‪ ،‬سنة ‪، 1995‬ص‬
‫‪.37، 170‬‬

‫‪14‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫ال سيما مصر التي أصدرت قانونا‪ ،‬و سوريا الذؼ يقرر قانونا الستثمار فييا لسنة ‪1989‬‬
‫تحت رقـ ‪ 230‬رقـ ‪ ، 1991/10‬أما في الجزائر فإف قانوف ترقية االستثمار يقرر بدوره‬
‫الكثير مف المزايا و الضمانات القانونية لرأس الماؿ العربي و األجنبي ليدؼ تشجيع‬
‫االستثمار في الجزائر‪ ،‬إال أنو ال يجب أف يغيب عمى الذىف التشريعات التي قد تصدرىا‬
‫الدولة األـ و دورىا في تسير و عمل شركاتيا خارج حدودىا الوطنية‪ ،‬فنجد الواليات‬
‫لمشركات متعددة‬ ‫المتحدة األمريكية مثال تقرر كثي ار مف االمتيازات و التسييالت‬
‫الجنسية‪ ،‬فالعوائد أو األرباح األجنبية أؼ التي تحققيا الشركات الوليدة لمشركات متعددة‬
‫الجنسيات ال تخضع لمضريبة إال إذا وزعت داخل الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬كما يسمح‬
‫لمشركة األـ بتأجيل دفع الضريبة لمعاـ الذؼ تـ‪ ،‬و ىي امتيازات بال شؾ تشجع الدوؿ‬
‫األجنبية‪ 1‬فيتحقق الربح لمتأجيل الضريبي الرأسمالية لالستثمار ميما كاف نوعو بيذه‬
‫(‪)1‬‬
‫الشروط و التسييالت خارج حدودىا الوطنية‪.‬‬

‫ب‬
‫عقد االتفاقيات الثنائية و المتعددة األطراؼ في الدوؿ المالكة لرأس‬
‫الماؿ و الدوؿ المحتاجة لو ‪:‬‬
‫و محتوػ ىذه االتفاقيات التزاـ الدولة المتعاقدة بجممة مف االلتزامات‬
‫و الضمانات‪ ،‬كما يمكف أف تتضمف لتحديد الجية القضائية التي‬
‫يمكف المجوء إلييا في حالة حدوث نزاع قضائي و القانوف المتفق عمى‬
‫تطبيقو أو االتفاؽ عمى االلتجاء إلى ىيئة التحكيـ لمفصل في ىذا‬
‫النزاع ‪.‬‬
‫و مف أمثمتو تممؾ االتفاقيات الثنائية لتشجيع و حماية االستثمارات‬
‫فإف مف أبرزىا االتفاقية الموحدة‬ ‫المتبادلة أما االتفاقيات الجماعية‬
‫لالستثمار و اتفاقية المؤسسة العربية لضماف االستثمار و اتفاقية تسوية‬
‫(‪)2‬‬
‫المنازعات االستثمارية عاـ ‪.1974‬‬
‫(‪-)1‬انظر‪ :‬حكمت أحمد الراوؼ‪ ،‬المحاسبة الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 170‬ص‪.‬‬

‫(‪-)2‬انظر‪ :‬أحمد عبد العزيز وآخروف‪( ،‬الشركات المتعددة الجنسيات وأثرىا عمى الدوؿ النامية)‪ ،‬ص‪.118‬‬

‫‪15‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫*العوامل السياسية و االجتماعية‪:‬‬

‫ال تقل العوامل السياسية و االجتماعية دو ار في بروز ظاىرة الشركات متعددة‬


‫الجنسيات و تطورىا عمى الرغـ مف وجود جدؿ فقيي حوؿ أىميتيا في ىذا‬
‫الموضوع مف عدمو‪ ،‬إال أف المنطق و الواقع يقراف أف العوامل السياسية و‬
‫االجتماعية ذات دور فعاؿ في تشجيع االستثمارات األجنبية‪ ،‬ذلؾ أف استقرار‬
‫الوضع السياسي في أؼ بمد يحفز مالؾ رأس الماؿ عمى استثمار أموالو في ذلؾ‬
‫البمد‪ ،‬في حيف نجد العكس يحصل في ظل األجواء التي يسودىا التوتر السياسي‬
‫فرأس الماؿ األجنبي يبحث بطبعو ع ف األماف و االستقرار وال يمكنو االستثمار‬
‫في ظل أجواء تسودىا األزمات المختمفة ‪.‬‬
‫و قد عرفت الشركات متعددة الجنسيات سبيال الستثمارىا في أوروبا مبدأ االنفراج‬
‫السياسي الذؼ أيف زادت عرفتو دوؿ الشرؽ و الغرب إثر اتفاقيات الحد مف‬
‫األسمحة النووية عاـ ‪ 1957‬ىذا مف الناحية السياسية فجميع المخاوؼ التي‬
‫كانت النشاط التجارؼ الدولي أما مف ناحية العوامل االجتماعية فإنيا تنعكس بما‬
‫لدػ جميور المستيمكيف في بمدىا مف تفضيل المنتج األجنبي عف غيره ‪.‬‬
‫تمؾ ىي العوامل التي ساعدت في ظيور الشركات المتعددة الجنسيات وال زالت‬
‫إلى حد اآل ف العامل األساسي في بقاء ىذه الشركات عمى االنتشار اليائل الذؼ‬
‫بمغتو و حجـ القوة و السيطرة التي فرضتيا عمى العالـ ‪.‬‬

‫تعبئة الكفاءات والمنجزات العالمية في الشركات متعددة الجنسيات ‪:‬‬

‫سعي ىذه الشركات الختيار العامميف ذوؼ الكفاءة مف مواطف الدولة المضيفة بعد اجتياز‬
‫اختبارات معينة و المشاركة في دورات تدريبية كما سعى لتعبئة المدخرات مف السوؽ‬
‫(‪)1‬‬
‫العالمية بطرح األسيـ الخاصة بيا في األسواؽ المالية العالمية و األسواؽ الناىضة‬

‫(‪)1‬انظر‪ :‬أحمد عبد العزيز وآخروف‪( ،‬الشركات المتعددة الجنسيات وأثرىا عمى الدوؿ النامية)‪ ،‬ص ‪.119-118‬‬

‫‪16‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫و استقطاب االستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬و التزاـ كل شركة تابعة بأف توفر محميا أقصى‬
‫ما يمكف لضماف التمويل الالزـ ليا ومف خالؿ وسائل مختمفة مثل المشروعات المشتركة‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.....‬إلخ‪.‬‬

‫ال تقوـ الشركات متعددة الجنسيات بتفضيل مواطف دولة معينة عند اختيار العامميف فييا‬
‫حتى أعمى المستويات التنفيذية‪ ،‬و كفاءة األداء رىف بكفاءة العامميف بالمعنى الواسع‪،‬‬
‫لذلمؾ تعدد الجنسية المنشأة إلدارتيا و مستوياتيا اإلدارية ‪1‬و النمط السائد حاليا ىو‬
‫االستفادة مف اإلطار المحمي‪.‬‬

‫لكل شركة تابعة في إفراز العناصر الواعدة ثـ تصعيدىا إلى اإلطار األولي لمشركة األـ‬
‫‪2‬‬
‫بعد اجتياز سمسمة مف االختيارات و المشاركة في عدد كبير مف الدورات التدريبية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬يتعامل مع عمالت دوؿ مختمفة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬أعماليا التجارية خاضعة لقوانيف أجنبية ‪.‬‬
‫‪ ‬تعمل في ظل أنشطة اقتصادية و اجتماعية و سياسية و قانونية ‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ ‬تصدر منتجاتيا لمدوؿ غير الدولة األـ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ ‬شركات فرعية لمبيع خارج الشركة األـ ‪.‬‬
‫‪5.‬‬
‫‪ ‬صناعية خارجية‬
‫األـ(‪)5‬‬ ‫‪ ‬ممكية شركة‬

‫‪ -1‬حكمت أحمد الراوؼ‪ ،‬المحاسبة الدولية ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪37.-36‬‬

‫‪-2‬دمحم محي الديف مسعد‪ ،‬ظاىرة العولمة بيف األوىاـ والحقائق‪ ،‬د ط‪ ،‬مكتب اإلشعاع‪ ،‬اإلسكندربة‪ ،1999 ،‬ص ‪.61‬‬

‫‪ -3‬يوسف محمود‪ ،‬جربوع و سالـ عبد هللا ‪ ،‬ص ‪421.‬‬

‫‪4‬‬
‫حكمت أحمد راوؼ‪ ،‬المحاسبة الدولية‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪-.37-36‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪-5‬دمحم محي الديف مسعد‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.61‬‬

‫‪17‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫اتساع رقعتيا الجغرافية‪:‬‬

‫مف أكثر ما يميز ىذا النوع مف الشركات اتساع المساحة الجغرافية التي تغطييا بحيث‬
‫‪1‬‬
‫توفر ليا ىذه الميزة إمكانيات ىائمة في التسويق‪.‬‬

‫تنوع األنشطة ‪ :‬ال تقتصر الشركة متعددة الجنسيات عمى إنتاج سمعة معينة واحدة بل‬
‫تصطحب أحيانا بمنتجات ثانوية "‪ "by products‬و عمى العكس تعدد منتجاتيا و ذلؾ‬
‫في أنشطة متعددة و متنوعة ليس ليا جامع منطقي سوػ قياـ الشركة‪ ،‬بيا و الدافع‬
‫الحقيقي ليذا التنوع ىو رغبة اإلدارة العميا في التدني باحتماؿ الخسارة‪ ،‬فيي إف خسرت‬
‫في نشاط يمكف ليا الربح في نشاط آخر‪ ،‬و ىذا ما وضحو بعض مف االقتصاديوف بأف‬
‫ىذه الشركات أحمت و فورات "‪ "économie of scope‬محل و فورات الحجـ‬
‫‪ "économie of sale‬التي اعتمدت عمييا االحتكارات الكبرػ حتى عشية الحرب‬
‫‪2‬‬
‫العالمية الثانية‪.‬‬

‫‪1‬ا‬
‫أحمد عبد العزيزوآخروف‪( ،‬الشركات متعددة الجنسيات وأثرىا عمى سيادة الدولة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.123‬‬

‫‪2‬‬
‫انظر‪ :‬حكمت أحمد الراوؼ‪ ،‬المحاسبة الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.37-36‬‬

‫‪18‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬معنى الشركات متعددة الجنسيات‬

‫أثار النشاط الذؼ تمارسو الشركات متعددة الجنسيات اىتماـ الكثير مف الباحثيف و‬
‫الدارسيف لظاىرة نشاط ىذه الشركات‪ ،‬و قد اختمفت المصطمحات و المفاىيـ و تعددت‬
‫في وصف ىذا النشاط‪ ،‬إال أنو مف خالؿ عرض ىذه المصطمحات و التسميات المختمفة‬
‫‪1‬‬
‫يتبيف أف االختالؼ قائـ في المفع دوف المعنى‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تسمية الشركات متعددة الجنسيات‬

‫و لقد اختمف المختصوف في التسميات التي أطمقوىا عمى ىذه الكيانات مستعممة‬
‫مصطمحات توصف بأنيا غير محكمة و غير دقيقة‪ ،‬فاستعمل البعض منيا التعبير عف‬
‫الكياف ككل‪ ،‬في حيف استعمل البعض اآلخر لوصف نشاطو الدولي تأكيدا و اثباتا‬
‫لصحتو الدولية‪ ،‬حيث استعمل االتجاه األوؿ المصطمحات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬منظمة‬
‫‪ ‬مؤسسة‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ‬شركات‬
‫‪ ‬مشروع‬
‫و يفضل عمماء االقتصاد و إدارة األعماؿ استعماؿ لفع "مشروع" بدال مف "شركة"‪ ،‬و‬
‫يرجع البعض كوف ىذه المشروعات تأخذ عادة مف الناحية القانونية لكل الشركات‬
‫المساىمة‪ ،‬لذلؾ يطمق عمييا البعض مصطمح "المشروع" في حيف يطمق عمييا البعض‬
‫األخر مصطمح الشركة‪.‬‬
‫أما االتجاه الثاني فقد تـ استعماؿ العديد مف المصطمحات لمداللة عمى نشاطيا العالمي‬
‫مف بينيا‪:‬‬
‫‪-‬‬
‫(‪)1‬انظر‪ :‬طمعت جياد لجي الحديدؼ‪ ،‬المركز القانوني لمشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.06‬‬
‫(‪)2‬انظر‪ :‬دمحم مبروؾ ابو زيد‪ ،‬المحاسبة الدولية وانعكاساتيا عمى الدوؿ العربية‪ ،‬ايتراؾ لمطباعة والنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬القاىرة‬
‫‪ ،2005‬ص‪.27‬‬

‫‪19‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫الشركات عابرة الحدود الوطنية ‪.‬‬

‫‪ -‬الشركات الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬الشركات غير الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬شركات تتمتع بجنسية أكثر مف دولة‪.‬‬
‫‪ -‬شركات متعددة الجنسيات‪.‬‬
‫‪ -‬شركات دولية النشاط ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬الشركة الكروية‪.‬‬
‫‪ -‬شركات عابرة خاصة‪.‬‬
‫و السبب في عدـ اتفاؽ الباحثيف عمى مصطمحات محددة في تحميميـ و وصفيـ لنشاط‬
‫ىذه الشركات ىو استخداميـ لمعايير نوعية و كمية متباينة‪.‬‬
‫رغـ تعدد المصطمحات و اختالفيا إال أف مصطمح "متعدد الجنسيات" أكثر التعابير‬
‫صالحية لوصف النشاط الذؼ تقوـ بو ىذه الشركات‪ ،‬فالجنسية فضال عف أنيا تحدد‬
‫ىوية االنتماء‪ ،‬فإنيا تعد أداة لتوزيع نشاط ىذه الشركات جغرافيا عمى المستوػ الدولي(‪.)2‬‬

‫(‪)1‬انظر‪ :‬أ‪.‬أ ميرونوؼ‪ ،‬االطروحات الخاصة بتطور الشركات متعددة الجنسية‪ ،‬ترجمة عمي دمحم تقي عبد الحسيف‪،‬‬
‫ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬د ط‪ ،‬الجزائر‪ ،1986 ،‬ص ‪ 34‬وما بعدىا‪.‬‬
‫(‪)2‬انظر‪ :‬طمعت جياد لجي الحديدؼ المركز القانوني لمشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.07‬‬

‫‪20‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫تعدد تسميات الشركات المتعددة الجنسيات‬

‫‪*les sociétés multinationales.‬‬ ‫‪ ‬الشركات متعددة الجنسيات‪.‬‬

‫‪*les sociétés transnationales.‬‬ ‫‪ ‬الشركات عبر القوميات‪.‬‬

‫‪*les sociétés super nationales.‬‬ ‫‪ ‬الشركات فوؽ القوميات‪.‬‬

‫‪*les sociétés internationales.‬‬ ‫‪ ‬الشركات الدولية‪.‬‬

‫‪*les sociétés globales.‬‬ ‫‪ ‬الشركات الشمولية‪.‬‬

‫‪*les sociétés plurinationales.‬‬ ‫‪ ‬شركات تتمتع بجنسية اكثر مف دولة‪.‬‬

‫‪ ‬شركات عالمية‪.‬‬
‫‪ ‬أما المنظمة الدولية لمعمل فتسمييا "المنشآت المتعددة الجنسيات"‪.‬‬
‫‪ ‬الشركات العابرة لمحدود‪.‬‬
‫‪ ‬شركات عابرة القارات‪.‬‬

‫المصدر‪" :‬مف إنجاز الطالباف"‬

‫‪21‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬تعريف الشركــات متعـددة الجنســيات‬


‫مف الصعب جدا التمكف مف وضع تعريف دقيق و شامل لمشركات متعددة الجنسيات‪،‬‬
‫والسبب راجع عمى أف الطابع الدولي لنشاطيا جعل أكثر جوانبيا القانونية تقع خارج‬
‫القوانيف الوطنية لمدوؿ‪ ،‬و بيذا ال يمكف وضع تعاريف محددة أو تنظيـ قانوني ليا‪.‬‬
‫إال أف ىذا لـ يمنع بعض الفقياء مف إعطاء مجموعة تعاريف مختمفة في المصطمحات‬
‫المستعممة لمداللة عمييا بسبب اختالؼ و تبايف وجيات نظرىـ حياليا‪.‬‬
‫و عميو يكوف لمشركات متعددة الجنسيات عددت تعاريف و محاولة منا سوؼ نعرض‬
‫‪)1(.‬‬
‫بعضا منيا‬
‫عرفت الشركات عمى أنيا "شركات يؤسسيا أفراد أو مساىميف‪ ،‬و تتمتع بشكل قانوني‬
‫محدد في عقد التأسيس في دولة ما تسمى دولة المقراني يوجد فييا مركز الرئيس لشركة ‪،‬‬
‫و يتـ تأسيسيا و انشائيا تبعا لقانونيا الوطني ‪،‬و تأخذ جنسية ىذه الدولة ‪ ،‬و تخضع‬
‫لجميع قوانيف الدولة المقر‪ ،‬أو قوانيف الدولة المضيفة لنشاطيا و فروعيا و الشركات‬
‫(‪)1‬‬
‫التابعة ليا‬
‫وانتيت المجنة الحكومية المكمفة بإعداد مسودة ميثاؽ السموؾ الدولي لمشركات متعددة‬
‫الجنسية في اطار منظمة االمـ المتحدة لوضع مفيوـ مفده اف ىذه الشركات بانيا "تمؾ‬
‫الشركات التي تشتمل عمى كيانات تعمل في دولتيف او اكثر بغض النظر عف شكميا‬
‫القانوني ومجاؿ نشاطيا(‪.)2‬‬
‫كما أف بعض الفقياء لجأ الى تقييد تعريف ىذه الشركات بحدود الكمية بحيث يمزـ أف‬
‫يكوف لمشركة األصمية التي تقوـ باالستثمار في الخارج حد أدنى مف الضخامة حيث تقوـ‬
‫باالستثمار في الخارج‪.‬‬

‫‪-1‬انظر‪ :‬حساـ الديف عيسى‪ ،‬الشركات المتعددة الجنسيات ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.16‬‬

‫‪ -2‬انظر‪ :‬مؤتمر االمـ المتحدة لمتجارة والتنمية 'االتكاد' تقرير االستثمار العالمي لمشركات عبر الوطنية و القدرة‬
‫التنافسية‪،‬جنيف‪،2002،‬ص‪22‬‬

‫‪22‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫يرػ "رايموف فرنوف" أف الشركة متعددة الجنسيات ىي شركة أـ تسيطر عمى تجمع كبير‬
‫مف المؤسسات في قوميات عديدة‪ ،‬و ىي المؤسسة التي تجعل كل تجمع يبدو كونو‬
‫مدخال لمصب مشترؾ مف الموارد المالية و البشرية‪ ،‬و يبدو حساسا لعناصر استراتيجية‬
‫مشتركة‪ .‬يرػ "ماثيور" بأنيا الشركات التي تقوـ بعمميات كبيرة جدا في البمداف األخرػ و‬
‫(‪)1‬‬
‫تمتمؾ ىناؾ طاقات انتاجية وتمارس نشاطيا في ستة بمداف عمى األقل‪.‬‬
‫كما يعرفيا البعض عمى انيا كل مشروع يمتمؾ او يسطر عمى موجودات واصوؿ مصانع‬
‫مناجـ‪ ،‬مكاتب‪ ،‬إشارات و ما شابييا في دولتيف أو أكثر‪ ،‬و يمتد نشاطو في جميع‬
‫(‪)2‬‬
‫مفاصل الحياة االقتصادية في المجاؿ الصناعي و التجارؼ و المالي‪.‬‬
‫و تعد الشركة مف الشركات متعددة الجنسيات إذا كاف ‪ %20‬مف موجوداتيا عبر البحار‪،‬‬
‫و أكدت د راسة قامت بيا مجمة األعماؿ الدولية عمى أف الشركة متعددة الجنسيات تصبح‬
‫عالمية حينما تبمغ مبيعاتيا و أرباحيا مف العمميات الخارجية حوالي ‪ %35‬مف اجمالي‬
‫المبيعات و األرباح‪.‬‬
‫و تأسيسا عمى ما تقدـ يمكف تعريف الشركات متعددة الجنسيات‪:‬‬

‫*بأنيا مجموعة مف الشركات مختمفة الجنسيات ترتبط ببعضيا البعض مف خالؿ ما‬
‫تممكو مف أسيـ أو شكل مف أشكاؿ السيطرة اإلدارية أو عقد أو اتفاؽ معيف‪ ،‬مكونة بذلؾ‬
‫وحدة اقتصادية متكاممة ذات تأسس اقتصادؼ ‪.‬‬

‫عرفت منظمة التجارة و التنمية االقتصادية ‪ O.C.D.E‬الوارد في مدونة المبادغ التوجييية‬


‫الصادرة عني ا و التي اعتمدت تعريفا اقتصاديا فاعتبرت الشركات متعددة الجنسيات كيانا‬
‫يتضمف في العادة شركات و كيانات ذات رأس ماؿ عاـ أو خاص أو مختمط‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫احمد عبد العزيز وأخروف‪ ( ،‬الشركات متعددة الجنسيات واثرىا عمى الدوؿ النامية‪ )،‬مرجع سابق ص ‪.117‬‬

‫(‪)2‬‬
‫انظر‪ :‬دمحم صبحي االثربي‪ ،‬مدخل الى دراسات الشركات االحتكارية متعددة الجنسيات‪ ،‬دار الثورة لمصحافة‬

‫والنشر‪،‬بغداد‪1977،‬ص‪ 25‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫عمى نشاطات االخريف والسيما المشاركة في المعرفة والموارد مع االخريف‪ ،‬وتنوع درجة‬
‫االستقالؿ الذاتي لكل كياف في عالقتو باآلخريف معتمدا عمى طبيعة العالقات بيف الكياف‬
‫و مجاؿ النشاط المعني‪.‬‬

‫ىناؾ تعريف أيضا "لييئة األمـ المتحدة" مف خالؿ مدونتيا الخاصة بالشركات متعددة‬
‫الجنسيات و سموكيا تعريفا استيمتو بعبارة " المشروع عبر الوطني" ثـ قامت بشرح ىذه‬
‫التسمية‪ ،‬فعبارة المشروع عبر الوطني معناىا الشركة التي تظـ كيانات توجد في بمديف أو‬
‫أكثر بغض النظر عف الشكل القانوني و مياديف النشاط الذؼ تمارس فيو ىذه الكيانات‬
‫استثمارىا‪.‬‬

‫بعض االقتصاديوف يميموف إلى استخداـ تعبير المشروع متعدد الجنسيات بدال مف‬
‫الشركات متعددة الجنسيات‪.‬‬
‫ألف لفع المشروع أوسع مضمونا مف لفع الشركة حيث يشمل منشآت كثيرة قد ال ينطبق‬
‫(‪)1‬‬
‫عمييا مصطمح الشركة مف ناحية قانونية‬
‫و يرػ الدكتور حساـ عيسى "بأنيا مجموعة مف الشركات الوليدة أو التابعة التي تزاوؿ كل‬
‫منيا نشاط انتاجيا في دوؿ مختمفة تتمتع كل منيا بالجنسية المختمفة‪ ،‬و تخضع لسيطرة‬
‫(‪)2‬‬
‫شركة واحدة و ىي "الشركة األـ"‬
‫ففضال عف التسمية"‪ multinational‬تدعى ايضا الشركات عبر القومية‪transnational‬‬
‫(‪)3‬‬
‫والكوكبية‪ planetary‬والشمولية ‪ global‬والعالمية ‪ world‬وغيرىا‪.‬‬
‫ومف الصعب الوصوؿ الى تعريف واحد يمكننا مف تحديد ما اذا كانت الشركة مؤىمة الف‬
‫تكوف شركة متعددة الجنسية‪ ،‬حيث اف بعض التعاريف يقدـ مقياسا نوعيا‪.‬‬

‫(‪)1‬انظر‪ :‬ابراىيـ قادـ‪ ،‬الشروط المقيدة في عقود نقل التكنولوجيا ودورىا في تكويف التكنولوجيا عبمى المستوػ الدولي‪،‬‬
‫رسالة دكتوراه‪ ،‬كمية الحقوؽ جامعة عيف شمس‪ 2002 ،‬ص ‪ 07‬وما بعدىا‪.‬‬
‫(‪)2‬انظر‪ :‬اميف السيد احمد لطفي‪ ،‬المحاسبة الدولية والشركات متعددة الجنسية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬دط‪ ،‬االسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2004‬ص‪.36‬‬
‫(‪)3‬انظر‪ :‬خبر فضيمة انعكاسات العولمة عمى االستثمار االجنبي في الدوؿ العربية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة ماجيستير في‬
‫العموـ االقتصادية تخصص اقتصاد كمي‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كمية العموـ االقتصادية‪،2005/2004،‬ص‪.698‬‬

‫‪24‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫ويضع البعض االخر مقياسا اكثر واقعية مثل عدد الدوؿ التي تعمل فييا الشركات او‬
‫‪1‬‬
‫نصيب المبيعات التي تحققيا الشركة االجنبية التابعة ليا‪.‬‬
‫ورغـ اختالؼ ىذه التعاريف إال انيا كميا تشترؾ في احتوائيا مجموعة مف سمات‬
‫الشركات متعددة الجنسية والتي تميزىا عف غيرىا مف الشركات والمشاريع الكبرػ نذكر‬
‫منيا‪:‬‬
‫دورىا الكبير‪:‬‬
‫أص بحت تسمى ايضا الشركات متعددة القومية ليست متعددة الجنسية‪ ،‬اذ انيا تمتمؾ‬
‫الرسمالية العالمية مف‬
‫جنسية واحدة وىي جنسية االـ‪ ،‬تعمل عمى نطاؽ عالمي في تحوؿ أ‬
‫الرسمالية القومية في زمف العولمة‪ ،‬ىذه الشركات تمعب دو ار اساسيا في ىذا التحوؿ غدت‬
‫أ‬
‫المنظمة المركزية لألنشطة االقتصادية في االقتصاد العالمي‪.‬‬
‫حجميا الكبير‪:‬‬
‫لقد تطور حجـ الشركات متعددة الجنسية خالؿ العقود الثالثة االخيرة مف القرف العشريف‬
‫حيث لـ يتجاوز عددىا اوائل التسعينات بضعة االؼ شركة وقارب عددىا اواخر‬
‫التسعينات ما يزيد عف ‪ 50‬الف شركة تنفق ىذه الشركات مبالغ طائمة‪.‬‬
‫ـ الوحدة‪:‬‬
‫التي تمثل في وحدة اتخاذ القرار ووحدة التصرؼ واالستراتيجية والموارد االنسانية و‬
‫المادية و الفنية‪ ،‬فكل مف الشركة االـ وفروعيا التابعة ليا تكوف مجموعا واحدا متكامال ‪.‬‬
‫لذلؾ يمكف النظر لمشركات متعددة الجنسية عمى انيا نظاـ مف العالقات المركبة بيف‬
‫جميع عناصرىا ومكوناتيا‪ ،‬فيي عبارة عف مجموعة تدريجية وتسمسمية حيث العالقة بيف‬
‫(‪)2‬‬
‫فروعيا ووحداتيا عالقة راسية و عمودية‪ ،‬كما انيا عالقة تبعية‪.‬‬

‫(‪)1‬انظر‪ :‬خبر فضيمة‪ ،‬انعكاسات العولمة عمى االستثمار االجنبي في الدوؿ العربية‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.698‬‬
‫(‪ )2‬انظر‪ :‬ابراىيـ محسف عجيل‪ ،‬الشركات متعددة الجنسية وسيادة الدوؿ األكاديمية العربية المفتوحة‪ ،‬الدنمارؾ‪ ،‬كمية‬
‫القانوف والسياسة‪،2009 ،‬ص‪.7‬‬

‫‪25‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫ميزة التعدد‪:‬‬
‫فيذه الشركات تتكوف مف عدة شركات تتمتع بالخاصية القانونية المستقمة ويتـ تشكيميا‬
‫(‪)1‬‬
‫وفقا لقوانيف وطنية متعددة وتسمع بجنسيات مختمفة‪.‬‬
‫بالتالي تعتبر الشركات متعددة الجنسية احد اشكاؿ االستثمار االجنبي المباشر وترجع‬
‫تسميتيا بالشركات متعددة الجنسية "الما تسينا شوناؿ" لوجود فروع بيا في عدة دوؿ ثـ‬
‫تحصل عمى جنسية الدوؿ التي تقيـ فييا‪ ،‬وليذه الشركات طابع احتكارؼ واستغاللي‬
‫والسيطرة عمى سمعة في السوؽ مما يرتب عممية التحكـ في اثماف السمع والخدمات‪،‬‬
‫وعممية االحتكار وليست مقصورة عمى االسواؽ العالمية فحسب بل انيا تكوف ايضا في‬
‫السوؽ المحمية(‪.)2‬‬

‫ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ‬
‫(‪)1‬انظر ابراىيـ قادـ‪ ،‬الشروط المقيدة في عقود نقل التكنولوجيا ودورىا في التبعية التكنولوجية عمى المستوػ الدولي‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.07‬‬
‫(‪)2‬انظر‪ :‬ابراىيـ محسف عجيل‪ ،‬الشركات متعددة الجنسيات وسيادة الدوؿ‪ ،‬األكاديمية العربية المفتوحة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬

‫‪2009‬ص ‪.70‬‬

‫‪26‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫المطمب الثالث‪ :‬خصائص الشركات المتعددة الجنسيات‬


‫تختص الشركات المتعددة الجنسيات بمجموعة من الخصائص من أىميا‪:‬‬
‫‪ ‬اتساع الرقعة الجغرافية ‪ :‬تنشط الشركات المتعددة الجنسيات في عدد مف‬
‫‪1‬‬
‫و بالتالي تتميز ىذه الشركات بكبر مساحة السوؽ التي يغطييا‪ ،‬و‬ ‫األقطار‬
‫امتدادىا الجغرافي خارج الدولة األـ‪ ،‬بما ليا مف إمكانيات ىائمة في التسويق و‬
‫فروعيا التابعة ليا مف امكانيات في العالـ‪ ،‬و تشير التقديرات إلى أف عدد‬
‫الشركات المتعددة الجنسيات تساىـ ‪ 65‬ألف شركة‪ ،‬و ق اربة ‪ 850‬ألف شركة‬
‫أجنبية تابعة ليا في شتى انحاء العالـ‪ ،‬و كانت الدولة المتقدمة صناعيا موطنا‬
‫لنحو ‪ %77‬مف اجمالي الشركات المتعددة الجنسيات في العالـ‪ ،‬و تشير إلى أف‬
‫أكبر ‪ 50‬شركة متعددة الجنسيات في الدوؿ النامية تماثل في الحجـ أصغر شركة‬
‫‪2‬‬
‫مف بيف ‪ 100‬شركة في العالـ‪.‬‬
‫‪ ‬تنوع نشاطات الشركات المتعددة الجنسيات‪ :‬تتميز ىذه الشركات بتعدد و تنوع‬
‫نشاطاتيا بيدؼ تعويض الخسارة المحتممة في نشاط معيف بأرباح تتحقق مف‬
‫أنشطة أخرػ‪ ،‬فشركة "تايـ واتر" تنشط مثال في عدد كبير مف شركات النشر و‬
‫‪3‬‬
‫و بالتالي في حالة حدوث الخسارة في أحد‬ ‫المالىي و االعالـ و االستديوىات‪،‬‬
‫المنتجات التي تنتجيا ىذه الشركات يحدث ربح في المنتجات األخرػ‪ ،‬و بالتالي‬
‫يساىـ ذلؾ في تحقيق التوازف و الربح العالي‪ .‬و بالتالي ال تقتصر الشركات‬
‫المتعددة الجنسيات عمى انتاج سمعة معينة واحدة رئيسة‪ ،‬بل تصطحب أحيانا‬
‫بمنتجات ثانوية "‪ ،"by Product‬و عمى العكس تعدد منتجاتيا و ذلؾ في أنشطة‬
‫متعددة و متنوعة ليس ليا جامع منطقي يسوغ قياـ الشركة بيا‪ ،‬و الدافع الحقيقي‬
‫ليذا التنوع ىو الرغبة الجامحة في السيطرة عمى التجارة الدولية‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫انطر‪ :‬دمحم محي مسعد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪61‬‬

‫(‪)2‬انظر‪ :‬حميد الجميمي ‪ (،‬الشركات متعددة الجنسيات و دورىا في االنتاج الدولي ) ‪،‬مجمة أخبار النفط و‬
‫الصناعة ‪ ،‬العدد‪ ، 401‬أبو ظبي ‪ ،2004‬ص‪،27‬‬

‫مذكرة ماجيستير‬ ‫(‪)3‬انظر‪ :‬عنطر ليمى مدؼ تحفيز الشركات متعددة الجنسيات في القانوف الجزائرؼ‪،‬‬

‫جامعة دمحم بوقرة ‪ ،‬بومرداس ‪،2006‬ص‪.07‬‬

‫‪27‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬والنمط السائد حاليا ىو االستفادة مف االطار المحمي لكل شركة تابعة في افراد‬
‫العناصر الواحدة ثـ تصعيدىا الى االطار الدولي لمشركة االـ بعد اختبار سمسمة‬
‫‪)1(.‬‬
‫مف االختبارات والمشاركة في عدد مف الثروات التدريبية‬
‫‪ ‬التفوق و التطور التكنولوجي في الشركات المتعددة الجنسيات‪:‬‬
‫تعد ال شركات المتعددة الجنسيات مصدر أساسي لنقل المعرفة الفنية و االدارية و‬
‫التنظيمية و ذلؾ مف خالؿ التدريب و توظيف العمالة المتخصصة األمر الذؼ‬
‫(‪)2‬‬
‫يساىـ في تضييق الفجوة التكنولوجية بيف الدوؿ المتقدمة و النامية‪.‬‬
‫إف مضموف عممية نقل التكنولوجيا التي تتـ عف طريق االستثمار األجنبي‬
‫المباشر مف شركة متعددة الجنسيات إلى فروعيا في الدوؿ المضيفة يتوقف عمى‬
‫عدة عوامل أبرزىا‪:‬‬
‫‪ ‬خصائص النشاط االنتاجي الذؼ يقع ضمنو االستثمار‪.‬‬
‫‪ ‬وتيرة التقدـ التكنولوجي في النشاط المعني‪.‬‬
‫‪ ‬الشروط القائمة في االقتصاد المضيف مف حيث التشريعات و القوانيف‬
‫التي تحكـ التنافس‪ ،‬و حماية الممكية الفكرية و البث و التوظيف و توفير‬
‫الميارات البشرية‪.‬‬
‫‪ ‬استراتيجيات الشركة األـ التي تحكـ مسار التطور التكنولوجي الذؼ نمتزـ‬
‫بو‪.‬‬
‫‪ ‬المزايا االحتكارية لمشركات المتعددة الجنسيات‪:‬‬
‫تتمتع ىذه الشركات بمجموعة مف المزايا االحتكارية كاحتكار التكنولوجيا الحديثة‬
‫و الميارات الفنية و االدارية‪ ،‬و أساليب مراقبة الجودة و التسويق مما يتيح ليا‬
‫(‪)3‬‬
‫زيادة قدراتيا التنافسية عالميا‬

‫‪-1‬انظر‪ :‬دمحم محيي مسعد‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪61.‬‬

‫‪ -2‬انظر‪ :‬عامر الفاروؽ ‪( ،‬مطالعة حوؿ االستثمار األجنبي المباشر و نقل التكنولوجيا ) مجمة التعاوف الصناعي في‬
‫الخميج العربي ‪ ،‬العدد‪ 86‬اكتوبر ‪ ،2001‬ص ‪.187‬‬

‫‪28‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫و تعظيـ اراداتيا وارباحيا خاصة في ظل ما تتمتع بو ىذه الشركات مف مزايا شمولية‬


‫قدراتيا عمى االقتراض مف االسواؽ النائمة العالمية بأفضل الشروط نظ ار لسالمة وقوة‬
‫مركزىا المالي‪.‬‬

‫‪ ‬إقامة التحالفات االستراتيجية في الشركات المتعددة الجنسيات‪:‬‬


‫تحاوؿ ىذه الشركات المحافظة عمى عالقة التكامل و التنسيق فيما بيتيا بيدؼ‬
‫تحقيق مصالحيا االقتصادية المشتركة‪ ،‬و تعزيز قدراتيا التنافسية و التسويقية و‬
‫استفادة كل واحدة منيا بالمزايا التي تمتمكيا األخرػ كالتكنولوجيا و المعرفة الفنية‬
‫(‪)1‬‬
‫و أساليب التسويق و الميارات االدارية‪.‬‬
‫و نشير إلى أف التحالفات االستراتيجية بيف الشركات المتشابية تتـ في الصناعات‬
‫المتماثمة بدرجة أكبر‪ ،‬و في بعض األحياف بأخذ ىذا التحالف شكل االندماج‪ ،‬و‬
‫ىذا يظير بوضوح في مجاؿ البحوث و التطور‪.‬‬
‫‪ ‬ضخامة و كبر االنتاج‪:‬‬
‫بمغت الشركات المتعددة الجنسيات إلى قياس ضخـ و ذلؾ لضخامة كبر حجميا‬
‫مقارنة بحجـ المشاريع االقتصادية األخرػ و تعتبر ىذه الميزة مف اكثر الميزات‬
‫التي تميزىا عف غيرىا مف الشركات‪ ،‬و مف العوامل التي تدؿ عمى ضخامة ىذه‬
‫األخيرة ىو ضخامة رأس الماؿ و تنوع نشاطيا إضافة إلى أرقاـ المبيعات و‬
‫(‪)2‬‬
‫االيرادات التي تحققيا‪.‬‬

‫و عميو وصمت الشركات المتعددة الجنسيات إلى أحجاـ خيالية‪ ،‬و يظير ذلؾ مف‬
‫خالؿ العمميات التي تقوـ بيا‪ ،‬فعمى سبيل المثاؿ تعقد شركة" سأتندر دانيل"‬
‫األمريكية عاـ ‪ 1990‬مبيعات قيمتيا ‪ 1700‬مميوف دوالر في حيف تجاوزت‬

‫‪.1‬انظر‪:‬عبد المطمب عبد الحميد‪ ،‬النظاـ االقتصادؼ العالمي‪ ،‬مكتبة النيضة المصرية‪ ،‬القاىرة‪ ،1998،‬ص ‪.152‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-‬انظر‪ :‬فوزؼ دمحم العكس ( الشركات المتعددة الجنسيات و دورىا في عممية نقل التكنولوجيا ) بحث منشور في مجمة‬

‫‪.‬‬ ‫العموـ اإلنسانية العدد(‪ )02‬المجمة (‪)09‬سنة ‪ 1981‬ص ‪90-73‬‬

‫‪29‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫مبيعات كل مف "جنراؿ موتور" و شركة "أريكسوف" لعاـ ‪1988‬حوالي ‪54‬مميوف‬


‫(‪)1‬‬
‫دوالر‪.‬‬

‫التخطيط االستراتيجي و االدارة االستراتيجية ‪ :‬و يعتبر ىذا األخير ىو األداة الرئيسة‬
‫إلدارة ىذه الشركات و ىو الميج المالئـ الذؼ يضمف و يؤدؼ إلى تحقيق ما تيدؼ‬
‫إليو الشركات المتعددة الجنسيات‪ ،‬و التعرؼ عمى ما ترغب أف تكوف عميو في‬
‫المستقبل‪ ،‬فاالستراتيجية التي تعد برنامج عاـ لعمل و توجيو الموارد نحو تحقيق‬
‫معدالت مرتفعة في المبيعات و األرباح و معدؿ العائد عمى رأس الماؿ المستثمر‪ ،‬إف‬
‫التخطيط االستراتيجي ىو األداة االستراتيجية أو األساسية التي تستخدميا و تقوـ بيا‬
‫(‪)2‬‬
‫األداة االستراتيجية في تمؾ الشركات لتحقيق األىداؼ‪.‬‬

‫‪ ‬المزايا االحتكارية‪:‬‬
‫حيث تكوف ىي األولى و الوحيدة و السباقة ألؼ نوع مف االنتاج بيدؼ الحصوؿ‬
‫‪3‬‬
‫عمى الربح الوفير‪ ،‬حيث تتمتع ىذه الشركات بمجموعة مف المزايا االحتكارية‬
‫كاحتكار التكنولوجيا الحديثة و الميارات الفنية و االدارية و أساليب مراقبة الجودة‬

‫والتسويق مما يتيح ليا زيادة قدراتيا‪.‬‬

‫كما تتمتع بمجموعة مف المزايا االحتكارية في كثير مف األحياف مف خالؿ القدرة عمى‬

‫‪:‬‬ ‫توفير االحتكار في أحد المجاالت التالية‬

‫(‪)1‬انظر‪ :‬دمحم عبد العزيز‪ ،‬االستثمار األجنبي المباشر في الدوؿ اإلسالمية في ضوء اإلقتصاد اإلسالمي‪ ،‬ط‪،1‬دار‬
‫النفائس لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردف ‪،‬سنة ‪،2005‬ص ‪.49‬‬

‫‪- 2‬انظر‪ :‬يوسف سمير‪ ،‬ادارة المنظمات‪ ،‬األسس النظرية والنواحي التطبيقية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دا ار التحاد العربي‬
‫لمطباعة‪ 1983،‬ص‪225‬‬

‫‪ -3‬أنطر‪ :‬عمر الفاروؽ ( مطالعة حوؿ االستثمار االجنبي المباشر و نقل التكنولوجيا ) مجمة التعاوف الصناعي في‬

‫‪.‬‬ ‫الخميج العربي ‪ ،‬العدد‪ 86‬أكتوبر ‪ ، 2001‬ص ‪187‬‬

‫‪30‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫*تتعامل مع عمالت مختمفة‬


‫*اعماليا التجارية خاضعة لقوانيف اجنبية‬
‫*تعمل في ظل انظمة اقتصادية واجتماعية وسياسية و قانونية ودينية مختمفة‬
‫(‪)1‬‬
‫*تصدر منتجاتيا لمدوؿ غير االـ‬

‫(‪)1‬انظر‪ :‬حكمت أحمد الراوؼ‪ ،‬المحاسبة الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 36‬ومابعدىا‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أىمــية و دور الشركـــات متعــددة الجـــنســـيـــــات‬


‫أف دور الشركات متعددة الجنسيات في االقتصاد العالمي دور ىاـ و مؤثر‪ ،‬و إف كاف‬
‫ىذا الدور أكثر أىمية و أشد تأثي ار بالنسبة لمدوؿ النامية‪ ،‬كما كاف لظيور ىذه الشركات و‬
‫انتشارىا في مختمف مجاالت الحياة أحدث مرحمة في تطور الرأسمالية خاصة في مرحمة‬
‫(‪)1‬‬
‫ما بعد الحب العالمية الثانية‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬عمى المستوى المحمي لمدول المضيفة‬
‫ال تقتصر الفائدة لمشركات المتعددة الجنسيات فقط ألنيا تتعدػ الى الدوؿ المضيفة أيضا‬
‫حيث أنيا تساىـ في الكثير مف الجوانب مف بينيا‪:‬‬
‫كثرة االستثمارات األجنبية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تطور وسائل النقل و المواصالت ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تطور المستوػ العممي و الثقافي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحسيف االنتاج كما و نوعا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحسيف االنتاج في المياديف الزراعية و الصناعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تضاعف الدخل الفردؼ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحسيف مستوػ الخدمات العامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ظيور المشاريع العمرانية الضخمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تساعد عمى تعييف عدد أكبر مف مواطنيف الدوؿ المضيفة و ترفع درجة‬ ‫‪-‬‬
‫الجودة و المنافسة في االسواؽ المستضيفة ‪.‬‬
‫تزيد مف حجـ التعامل التجارؼ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬إحداث الثورة التكنولوجية في المعمومات واالتصاالت والمواصالت‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة متطمبات وحاجات المستيمؾ و إشباعيا مف خالؿ نقل عممية االنتاج‪.‬‬
‫‪-1‬انظر‪ :‬دمحم نبيل ‪(،‬الشيـ الشركات المتعددة الجنسيات و الدوؿ النامية منافع و مآخذ) ‪،‬المركز الديمقراطي‬
‫العربي‪com..www.md.،2017.03.04 ،6:10‬‬

‫‪2‬كريـ نعمة‪( ،‬أىمية ودور الشركات متعددة الجنسيات في النظاـ االقتصادؼ العالمي الجديد)‪ ،‬بحث منشور في مجمة‬
‫العموـ اإلنسانية‪ ،‬مجمة إلكترونية‪ ،‬السنة الثالثة‪ ،‬العدد‪ ،27‬آذار ‪.2006‬‬

‫‪32‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫المطمب األول ‪ :‬دور و أىمية الشركات متعددة الجنسيات عمى المستوى العالمي‬

‫إف التزامف بيف تقدـ القوػ اإلنتاجية‪ ،‬وتأكيد الحضور السمطوؼ لمشركات متعددة‬
‫الجنسيات‪ ،‬وسرعة التطور العممي والتقني‪ ،‬وبيف شيوع ظاىرة األزمة االقتصادية عبر‬
‫قنوات الكساد والبطالة المتساكناف مع الضخـ‪ ،‬وتسربيا إلى كل القطاعات جعمنا نتساءؿ‬
‫عف العالقة بيف االتجاىيف‪ ،‬كما أنو أصبح واضحا أف تطور العالقة الدولية منذ نياية‬
‫الحرب قد ساعد عمى اتساع الفجوة بيف البمداف ال أرسمالية والبمداف النامية‪ ،‬فمكف‬
‫(‪)1‬‬
‫فيما‬ ‫االقتصاديات المركزية مف التحكـ في التنظيـ العالمي النقدؼ والتجارؼ والمالي‪،‬‬
‫تضخمت معالـ التفقير والتيميش داخل البمداف المتخمفة‪ .‬فما ىو دور الشركات المتعددة‬
‫الجنسيات في تعميق ىذه األزمة ؟ وىو ما سنحاوؿ إدراجو‪ ،‬حيث يبرز دور ىذه الشركات‬
‫مف خالؿ‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إمكانياتيا المالية وسياساتيا االنتقائية‪:‬‬

‫يعيش االقتصاد الدولي المعاصر أزمة ىيكمة‪ ،‬تميزت باتجاىات تضخمية‪ ،‬وعدـ استقرار‬
‫في األثماف الدولية (بما فييا أسعار الصرؼ)‪ ،‬األمر الذؼ جعل مف النشاط المضارب‬
‫بصفة عامة والمضاربة المالية مجاال ينشط فيو رأس الماؿ المالي إزاء المحدودية النسبية‬
‫لفرص االستثمار المنتج أثناء األزمة‪ ،‬وتصبح المضاربة سمة ىامة مف سمات السوؽ‬
‫(‪)2‬‬
‫الدولية في األزمة‬

‫ولمشركات متعددة الجنسيات تأثير كبير في مصير االستقرار النقدؼ العالمي والسياسة‬
‫النقدية العالمية ‪ ،‬لما تمتمكو مف موارد مالية ضخمة‪ .‬حيث أشار أحد تقارير لجنة الشؤوف‬
‫المالية لمكونجرس األمريكي إلى أف األشخاص والمؤسسات التي تعمل في األسواؽ المالية‬
‫العالمية تستطيع بما لدييا مف موارد‪ ،‬خمق األزمات النقدية الدولية‪.‬‬
‫‪1‬انظر‪ :‬زينب حسيف عوض هللا‪ ،‬االقتصاد الدولي نظرة عمى بعض القضايا‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لنشر‪ ،‬دط‪ ،‬سنة‬
‫‪ ،1999‬الصفحة ‪41.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬انظر‪ :‬سامي عفيف حاتـ‪ ،‬التأميف الدولي‪،‬ط‪ ،1‬الدار المصرية المبنانية‪ ،‬دب ف‪ ،‬السنة ‪،1986‬الصفحة‪218.‬‬

‫‪33‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫ومف ىنا كانت ىذه الموارد عنصر قمق لمبنوؾ المركزية حيث بمغ رصيد ىؤالء االشخاص‬
‫والمؤسسات الخاصة الذؼ يدار في اسواؽ ال سيطرة فييا لألشخاص العامة حوالي ‪268‬‬
‫مميار دوالر‪ ،‬وىو رقـ يؤثر بشكل بالغ عمى تصرفات السمطات والمنظمات النقدية الدولية‬
‫المييمنة عمى ادارة شؤوف النظاـ النقدؼ العالمي‪.‬‬

‫كما تمارس الشركات تأثي ار قويا عمى توطيف قوػ اإلنتاج في العالـ بسبب قدرتيا‬
‫الفائقة عمى اختيار المكاف المالئـ لنشاطيا‪ ،‬فتسعى لتوطيف منشاتيا في أكثر األنحاء‬
‫تطو ار مف البمداف الضعيفة ‪.‬‬

‫أما في الدوؿ النامية فإف الشركات تسعى إلقامة منشآتيا ( ما عدا منشآت الصناعة‬
‫االستراتيجية ) في المراكز االقتصادية الرئيسية بشكل مطمق تقريبا وبذلؾ تساعد عمى‬
‫تفاقـ االختالفات في البنى اإلقميمية ليذه البمداف ‪ .‬وفي سبيل تحسيف توطف شبكة‬
‫منشآتيا‪ ،‬تنطمق الشركات المذكورة بما يدعى " المثمية العالمية " أؼ أساس التحميل‬
‫المقارف بيف جميع البمداف التي تتوزع عمييا أقساـ إمبراطوراتيا دوف أف تأخذ في االعتبار‬
‫مصالح ىذه البمداف نفسيا‪ ،‬األمر الذؼ يؤدؼ إلى بروز تناقضات حادة بيف سياسة‬
‫التوطف التي تتبعيا الشركات‬

‫وبيف مصالح البرامج اإلقميمية لمبمداف المضيفة حيث تكوف منشآت الشركات األجنبية‪،‬‬
‫في أحياف كثيرة‪ ،‬ىي المراكز الرئيسية لمتشغيل‪ ،‬فمثال في أواخر الستينات نشأ مثل ىذا‬
‫الوضع في المحافظات األطمسية التي تشكل المنطقة المختمفة مف كندا وىنا كانت‬
‫الشركة اإلنجميزية متعددة الجنسيات " ىكر سيدلي " تممؾ شبكة مف المنشآت المترابطة‬
‫التي تختص باستخراج الفحـ وخامات الحديد والتعديف‪ ،‬بما في ذلؾ مجمع التعديف الكندؼ‬
‫الرابع مف حيث طاقتو اإلنتاجية في مدينة سيدني(‪ ،)1‬إال أف الشركة اكتسبت بمرور الزمف‬
‫تخصص ثابتا بصناعة المكائف والمعدات‪ ،‬ثـ قامت استرشادا بمصالحيا الخاصة‬

‫‪ -1‬انظر‪ :‬عمي دمحم تقي عبد الحسيف القزيوبي ‪،‬التقسيـ الجغرافي الدولي لمعمل في ظل الرأسمالية (الدولة الرأسمالية‬
‫المتقدمة و البمداف النامية)‪،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬السنة ‪ 1985‬الصفحة ‪ 41‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫بتصفية شاممة بيذا الجزء مف امبراطوريتيا‪ ،‬فتوقفت في البداية عف استخراج خامات‬


‫الحديد في جزيرة" اويانا" ثـ خفضت بشكل حاد استخراج الفحـ في اسكتمندا الجديدة‪،‬‬
‫واخي ار اتخذت قرار بغمق المجمع في سيدني‪ ،‬مما وضع اقتصاد المحافظة عمى شفا‬
‫كارثة‪ ،‬وعرض لخطر البطالة االؼ العامميف ليس في منشآت ىذه الشركة فحسب وانما‬
‫ايضا في عشرات المنشآت المحمية المرتبطة بيا‪ ،‬فعمى ىذا االساس فاف المناطق‬
‫المختمفة مف البمداف المتقدمة تصبح اولى ضحايا االست ارتيجية العالمية لمشركات متعددة‬
‫(‪)1‬‬
‫الجنسيات‪ ،‬اذا كانت ىذه الشركات تسيطر عمى جزء ميـ مف االقتصاد المحمي‪.‬‬

‫كما تساىـ الشركات المتعددة الجنسيات في مشكمة االختالفات اإلقميمية‪ ،‬حيث وبمجرد‬
‫خروج الشركة عبر حدود بالدىا تصبح الحكومة عاجزة عف توجيو نشاط ىذه الشركات‬
‫إلى المناطق الراكدة مف بالدىا‪ ،‬ألف األخيرة تكوف أقل جاذبية مف البمداف النامية‬
‫( فالشركات األمريكية مثال تحصل مف قوة العمل في المكسيؾ أو بمداف جنوب آسيا عمى‬
‫مكاسب أكبر مف ‪ 25 -15‬مرة‪ ،‬قياسا باأليدؼ العاممة األمريكية)‪ ،‬وبالتالي فإف أية‬
‫إعالنات تقدميا الدولة لممناطق الراكدة‪ ،‬تكوف عاجزة عف سد ىذه الفجوة‪ .‬وتضع‬
‫االستراتيجية العالمية لمشركات العراقيل في طريق أؼ إجراءات تتخذىا حكومات البمداف‬
‫المتطورة في مجاؿ السياسة اإلقميمية‪ ،‬كما تتطمب االندماج السريع بيف شكمي تطور‬
‫التقسيـ الجغرافي لمعمل(الدولي‪ /‬الداخمي) حيث ال يقتصر التحميل في إطار ىذه‬
‫االستراتيجية عمى إمكانات مناطق بمد واحد أو جميع البمداف‪ ،‬فحسب‪ ،‬بل األنظمة‬
‫الوطنية الداخمية لمناطق مختمف البمداف‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اندماج الشركات متعددة الجنسيات برأس المال المصرفي‪.‬‬

‫لقد ازداد دور البنوؾ التجارية منذ السبعينات‪ ،‬حيث اعتمدت في نموىا عمى‬
‫الخدمات التي تقدميا لممشروعات متعددة الجنسيات‪ ،‬وعمى شبكة مف العمميات النابعة مف‬

‫(‪)1‬انظر‪ :‬عمي دمحم تقي عبد الحسيف القزويني‪ ،‬التقسيـ الجغرافي الدولي لمعمل في ظل الرأسمالية(الدولة الرأسمالية‬
‫المتقدمة والبمداف النامية )‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.40‬‬

‫‪35‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫الواقع االقتصادؼ العالمي الجديد‪ .‬وقد خمقت ىذه المصارؼ أدوات وآليات جديدة تماما‪،‬‬
‫منيا مثال‪:‬‬

‫التوسع في إقراض الدوؿ النامية‬ ‫خدمة السوؽ األوربية لمدوالر وفروعيا اإلقميمية‪،‬‬
‫وتمويل المنظمات االقتصادية والمالية العالمية‪.‬‬

‫وبالرغـ مف أىمية االستثمارات المباشرة لمشركات متعددة الجنسيات كميكانزيـ‬


‫مباشر لالستغالؿ الرأسمالي‪ ،‬فقد أخذت في االنخفاض ( مف ‪ %56‬سنة ‪ 1970‬إلى‬
‫‪ %28‬سنة ‪ ) 1979‬ليحل محميا تصدير رأس الماؿ القرظي‪ ،‬والذؼ مثل – حسب‬
‫معطيات منظمة التعاوف والتنمية في المجاؿ االقتصادؼ – حوالي الػ ‪ % 90‬مف الحركة‬
‫المالية نحو العالـ المتخمف سنة ‪1980‬‬

‫الييكمي لحركة رأس الماؿ الخاص نحو العالـ الثالث ‪ ،‬البنوؾ المتعددة الجنسيات‪ .‬وقد‬
‫كاف مستوػ األصوؿ لدييا عاـ ‪ 1975‬قريبا جدا مف مجموع االحتياطات العالمية‪ ،‬مما‬
‫يعني قدرتيا عمى تحويل مبالغ ىائمة مف ىذه االحتياطات في مدة قصيرة‪ ،‬األمر الذؼ‬
‫(‪.) 1‬‬
‫يسبب تفاقـ عدـ التوازف النقدؼ‬

‫كما ساىمت ىذه البنوؾ‪ ،‬بالتناغـ مع صندوؽ النقد الدولي‪ ،‬في الضغط عمى الدوؿ‬
‫المستدينة واجبارىا عمى انتياج سياسة اقتصادية تضر بالمصالح األكثر حيوية لشعوب‬
‫العالـ الثالث إذا حفمت السبعينات بتحركات دولية كبيرة لرأس الماؿ سواء بتصديره‬
‫( االستثمار األجنبي المباشر ) أو باستخدامو في التمويل واإلقراض‪ ،‬وتشير اإلحصاءات‬
‫بأف ‪ %90‬مف االستثمار األجنبي المباشر في العالـ يقوـ بو نحو ‪ 50‬مصرؼ ‪ ،‬ولقد‬
‫صار االستثمار المباشر انتقائيا لمغاية‪ ،‬إذ أنو يفضل العمل في بمداف ذات أسواؽ واسعة‬
‫وامكانات أساسية مف الموارد الطبيعية والبشرية‪ ،‬ففي عاـ ‪ .1983‬اتجو ‪ %22‬مف‬
‫إجمالي االستثمار‬

‫(‪)1‬انظر ‪ :‬عطية فتحي الويشي‪( ،‬اقتصاديات العولمة‪ :‬عابرة القومية ام كاسحات حضارية)‪ ،‬مجمة الوعي االسالمي‪،‬‬
‫العدد ‪،444‬سنة ‪ ،2000‬مقالة مف االنترنت‪http ;/alwaeil.awkaf.net/économie ،‬‬

‫‪36‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫االستثمار المباشر انتقائيا لمغاية‪ ،‬اذا انو يفضل العمل في بمداف ذات اسواؽ واسعة‬
‫وامكانيات اساسية مف الموارد الطبيعية والبشرية‪ ،‬ففي عاـ ‪ 1983‬اتجو ‪ % 22‬مف‬
‫اجمالي االستثمار االجنبي المباشر الجديد الى الواليات المتحدة االمريكية و ‪ % 30‬منو‬
‫الى غرب اوروبا و ‪ %8‬الى استراليا والياباف وجنوب افريقيا وكندا‪ ،‬اما الباقي فقد اتجو‬
‫(‪)1‬‬
‫الى الياباف النامية وخصوصا اكبرىا‪.‬‬

‫وبصفة عامة فإنو مف اىـ التغيرات الجوىرية عمى الصعيد العالمي‪:‬‬

‫‪ /‬ازدياد قوة الشركات متعددة الجنسيات واندماجيا مع رأس الماؿ المصرفي‪ ،‬وكاف قرار‬
‫مجموعة األوبؾ برفع أسعار النفط مف خالؿ الصدمتيف السعريتيف في عاـ ‪1974/73‬‬
‫وعاـ ‪ ،1980‬عامال مساعدا عمى زيادة أىمية دور البنوؾ التجارية دولية النشاط حيث‬
‫سارعت ىذه األخيرة ومعيا صندوؽ النقد الدولي إلى إعادة تدوير الفائض المالي الضخـ‬
‫‪ ،‬الذؼ ينشأ نتيجة ليذا القرار‪ ،‬في شكل قروض لمدوؿ التي حققت عج از في دفوعاتيا‪.‬‬

‫‪ / 2‬تبايف عالقات النمو الال متكافئ بيف كبريات البمداف الصناعية الرأسمالية ‪،‬‬
‫وتغير مواقع القوػ النسبية الفاعمة في االقتصاد العالمي التي كانت تميز عالـ ما بعد‬
‫الحرب‪ ،‬فبينما تراجع الوزف النسبي لمواليات المتحدة عرفت مجموعة دوؿ غرب أوربا‬
‫والياباف وتزايدا في وزنيا‪.‬‬

‫‪ / 3‬تعاظـ العولمة التي قادتيا الشركات العمالقة دولية النشاط‪ ،‬وقد نجـ عف ذلؾ‬
‫(‪)1‬‬
‫نمو واضح ومستمر في عمميات تكامل اإلنتاج والتمويل والتسويق عمى جبية العالـ كمو‬

‫‪-1‬انظر‪ :‬زينب حسيف عوض هللا‪ ،‬االقتصاد الدولي‪ ،‬نظرة عمى بعض القضايا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪،25/24‬‬

‫‪37‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ /4‬اضطراب أصوؿ السيولة الدولية بعد النمو اليائل الذؼ حدث في اندماج‬
‫وتوسيع أسواؽ الماؿ العالمية‪ ،‬وىو األمر الذؼ كاف مصحوبا بتغيرات عميقة في تركيبة‬
‫التدفقات المالية مف ىذه األسواؽ ‪ ،‬يزايد الدور الذؼ تمعبو البنوؾ التجارية في اإلقراض‬
‫واالستثمار الدولييف كبروز نظاـ القروض المشتركة‪ ،‬وبنوؾ األوفشوز وتشير إلى عمميات‬
‫اإلنتاج واالستثمار التي تقوـ بيما المشروعات متعددة الجنسيات في مناطق محددة لكي‬
‫تستفيد مف ظروؼ النفقة المنخفضة واألجور البسيطة‪.‬‬

‫والميارات المرتفعة في ىذه المناطق‪ ،‬األمر الذؼ أدػ إلى تضخـ حجـ السيولة الدولية‪،‬‬
‫وأصبح معو رأس الماؿ العالمي ينمو ويتحرؾ دوف أف تربطو صمة وثيقة بعمميات‬
‫اإلنتاج وحاجات التمويل الفعمي لمتجارة‪.‬‬

‫اقتراضيا مف األسواؽ المحمية لمدوؿ النامية‪:‬‬

‫إف لجوء الشركات متعددة الجنسيات إلى السوؽ المحمي لتمويل نشاطيا يتعارض تماما‬
‫مع مصمحة الدولة المضيفة‪ ،‬فالدوؿ النامية تسعى الجتذاب ىذه الشركات ألنيا بحاجة‬
‫لرؤوس األمواؿ األجنبية‪ ،‬وذلؾ بسبب قمة المدخرات الوطنية‪ ،‬أو ألسباب أخرػ كعجز‬
‫ميزاف دفوعاتيا مثال‪ ،‬وعميو فإف لجوء ىذه الشركات إلى األسواؽ المالية الداخمية في‬
‫الدوؿ النامية لتمويل نشاطيا‪ ،‬معناه ببساطة حرماف ىذه الدوؿ مف رؤوس األمواؿ التي‬
‫تنتظرىا ومف كل اآلثار اإليجابية التي تترتب عمى دخوؿ ىذه األمواؿ إلييا خاصة في ما‬
‫يتعمق بميزاف المدفوعات‪ ،‬وىذا باإلضافة إلى حرماف المشروعات الوطنية في الدوؿ‬
‫النامية مف المدخرات الوطنية المحدودة جدا في ىذه الدوؿ لحساب فروع الشركات متعددة‬
‫الجنسيات الخاضعة لمسيطرة األجنبية‪ ،‬كما تفضل ىذه الشركات الفتراض مف األسواؽ‬
‫المحمية نظ ار لمقيود التي تضعيا حكومات بمدانيا األصمية عمى تصدير رؤوس األمواؿ‬
‫(‪)1‬‬
‫إلى الخارج‪ ،‬وذلؾ مف أجل تحسيف ميزاف دفوعاتيا‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫انظر‪ :‬زينب حسيف عوض هللا‪ ،‬االقتصاد الدولي‪ ،‬نظرة عمى بعض القضايا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.25-24‬‬

‫‪38‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة الفصل األول‪:‬‬

‫لـ تظير الشركات المتعددة الجنسيات مف عدـ بل ليا جذور تاريخية ترجع إلى عدة‬
‫قروف ‪ ،‬بداية بأوؿ شركة عمالقة مرو ار بالقرف التاسع عشر‪ ،‬الى غاية العصر الحديث‪،‬‬
‫والتي عرفت بازدىار و اتباع نشاطيا‪ ،‬كما أطمق عمى ىذه األخيرة عدة تسميات منيا‬
‫العمالقة و الدولية و الكوكبية و وعابرة الوطنية و غيرىا ‪.‬‬
‫كما تميزت بعدة ميزات عف غيرىا مف الشركات ببعض مف االمتيازات منيا الضخامة‪،‬‬
‫حيث وصمت ىذه الشركة إلى أحجاـ خيالية وظير ذلؾ في العمميات التي تقوـ بيا‬
‫االنتشار الجغرافي‪ :‬ولقد أظيرت الدراسة التي أجرتيا جامعة "ىارفارد" أف بعض الشركات‬
‫متعددة الجنسيات تمارس نشاطيا في المتوسط في "إحدػ عشر دولة" وبعضيا األخر في‬
‫نحو مئة دولة‪ ،‬إضافة إلى تركيز اإلدارة العميا بحيث تخضع الشركة متعددة الجنسيات‬
‫االستراتيجية موحدة تأخذ عمى مستوػ مركزىا‪ ،‬والتنوع في أنشتطيا و منتجاتيا أؼ أف ىذا‬
‫النوع مف الشركات ال يكتفي بنوع واحد مف النشاط أو منتج بل يتعدػ ذلؾ التفوؽ‬
‫التكنولوجي تحت سيطرة ىذه الشركات عمى معظـ براءات االختراع والعالمات التجارية‬
‫في العالـ‪.‬‬
‫وكانت أوؿ الشركات متعددة الجنسيات الحديثة أوروبية حيث ظيرة في بداية القرف‬
‫"التاسع عشر" ومنيا شركة" ‪ "singer‬وشركة "‪ "standard oïl‬أما الشركات األمريكية فمـ‬
‫تظير إال في الفترة الممتدة مف سنة ‪ 1920‬إلى غاية أواخر الستينات ‪.‬‬
‫كما تسعى ىذه الشركات الى تحقيق مجموعة مف الغايات و االىداؼ مف بينيا الربح‪،‬‬
‫وذلؾ بإتباع وسيمة تعدد األنشطة حتى تتمكف مف تعويض الخسائر التي يمكف أف تحدث‬
‫ليا في إحدػ معامالتيا‪ ،‬فيي بالتالي ال تقتصر عمى إنتاج سمعة واحدة رئيسة بل‬
‫تصطحب أحيانا منتجات ثانوية ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫مفهوم الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل األول‬

‫و رغـ أىمية ىذه الشركات إال أنيا لـ تسمـ مف النقد و ذلؾ آلثارىا السمبية‪ ،‬فالبعض يرػ‬
‫أف اإلسيامات التي قامت بيا ىذه الشركات ضئيمة جدا في عمميات التنمية خاصة أف‬
‫ىذه الشركات تعمل عمى استم اررية وجود االقتصاد المزدوج ‪.‬‬
‫كما تيدؼ ىذه الشركات في زيادة أرباحيا عف طريق إنتاج سمع غير ضرورية لمطبقات‬
‫الصغيرة و تركز عمى إنتاج السمع الكمالية لتمبية حاجات الطبقات الغنية‪.‬‬
‫رغـ ما يشوب ىذه الشركات مف عيوب إال أنيا تبقى العمالقة و المسيطرة‪.‬‬
‫كما تخضع ىذه الشركات الى تنظيـ قانوني بفرض قواعد وطنية تارة و قواعد أخرػ‬
‫دولية تارة أخرػ ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫أحكام الشركات متعددة الجنسيات‬

‫متعددة‬ ‫الشركات‬ ‫انشاء‬ ‫األول‪:‬‬ ‫المبحث‬ ‫‪‬‬


‫الجنسيات‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬ادارة الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫‪‬‬
‫متعددة‬ ‫الشركات‬ ‫تنظيم‬ ‫الثالث‪:‬‬ ‫المبحث‬ ‫‪‬‬
‫الجنسيات‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬آثار الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫‪‬‬
‫أحكام الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تعتمد الشركات متعددة الجنسيات في تكوينيا عمى عدة اساليب منيا االندماج الدولي‬
‫الذؼ يفرض فناء شركة في شركة اخرػ وقياـ شركة جديدة تنتقل الييا ذمة مالية الشركة‬
‫التي فنيت الى جانب االساليب األخرػ‪.‬‬

‫كما تمارس الشركات متعددة الجنسيات نشاطاتيا المتنوعة في بمداف مختمفة‪ ،‬بحيث يتولى‬
‫ادارتيا اشخاص ذو جنسيات مختمفة‪ ،‬عمى الرغـ مف اف است ارتيجيتيا وخططتيا تكوف‬
‫موجية لمعمل في الدولة االـ‪ ،‬لكف ىذا النشاط يتعدػ الدولة االـ الى الدوؿ المضيفة عف‬
‫طريق الشركات الوليدة التي تخضع لسيطرتيا فيما يعرؼ بالسيطرة المركزية‪.‬‬

‫فمركزية السيطرة التي تمارسيا ىذه االخيرة تجعل مف استقاللية الشركات الوليدة اثبت ما‬
‫تكوف بأجزاء مف الة واحدة‪ ،‬بحيث تتبع الشركات متعددة الجنسية في ادارتيا اساليب‬
‫عديدة تمكنيا مف فرض سيطرتيا عمى الشركات التابعة‪.‬‬

‫ما يميز الشركات متعددة الجنسيات توسعيا الجغرافي الذؼ تمارس فيو نشاطيا مخمفة في‬
‫ذلؾ مجموعة مف اآلثار التي مختمف جوانب الحياة االجتماعية واالقتصادية والسياسة‪.‬‬

‫فقد قسمنا ىذا الفصل الى اربعة مباحث سنتناوؿ انشاء الشركات متعددة الجنسيات‬
‫( المبحث االوؿ) و كيفية ادارة ىذه االخيرة (المبحث الثاني) ثـ التنظيـ القانوني الذؼ‬
‫تخضع لو (المبحث الثالث) واخي ار االثار الناتجة عف نشاطيا في (المبحث الرابع)‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫أحكام الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬انشاء الشركات متعددة الجنسيات‪.‬‬

‫تتخذ الشركة متعددة الجنسيات في الغالب شكل شركة مساىمة‪ ،‬لما ليذا النوع مف‬
‫الشركات مف قدرة خاصة عمى تجميع رؤوس األمواؿ التي تمكنيا مف تأدية وظائف‬
‫اقتصادية ىامة‪ ،‬عمى المستوػ العالمي‪ ،‬كما تتمتع بميزة ميمة بأف رأس ماليا يتكوف مف‬
‫أسيـ تمكف أصحاب رؤوس األمواؿ مف تممؾ ىذه األسيـ عف طريق المشاركة في‬
‫التأسيس‪ ،‬أو بالشراء‪ .‬وىذا ما يسيل عمى الشركة األـ مف إنشاء فروع ليا في الدوؿ‬
‫المضيفة‪ ،‬أو السيطرة عمى ىذه الفروع التي كانت قائمة أصالً‪ ،‬عف طريق شراء نسبة‬
‫كبيرة مف أسيميا‪ .‬وفيما يتعمق بطرؽ تكويف الشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬فيناؾ عدة طرؽ‬
‫لتكويف ىذه الشركات‪ ،‬وسوؼ نخصص لكل طريقة مف ىذه الطرؽ مطمبا مستقالً‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬االندماج الدولي لمشركات‬

‫تتخذ ظاىرة التركيز االقتصادؼ وسائل متعددة‪ ،‬وىي بيذا الوصف ليس ليا شكل قانوني‬
‫(‪)1‬‬
‫فكل ما يعنيو التركيز االقتصادؼ ىو عبارة عف تجمع اقتصادؼ بيف وحدات اقتصادية‬

‫االندماج الدولي بالمعنى القانوني ىػو" فنػاء شػركة أو أكثػر فػي شػركة أخػرػ أو فنػاء‬
‫شػركتيف أو أكثػر"‪.‬‬

‫ونالحػع أف االنػدماج ىػو األكثػر شػيوعا فػي العػالـ ال أرسػمالي نظػ ار الرتفػاع تكػاليف عمميػة‬
‫االنػدماج وقد عرؼ األستاذ "شويو" االندماج ايضا بأنو‪:‬‬

‫"عممية تتضمف قياـ شركة او عدة شركات بنقل كافة موجوداتيا الى شركة اخرػ قائمة‬
‫يزيد رأسماليا بمقدار ىذه الموجودات او الى شركة جديدة‪ ،‬بحيث تتحمل الشركة الدامجة‬
‫او الجديدة كافة خصوـ الشرك ة المندمجة وتؤوؿ االسيـ او الحصص الجديدة التي تمثل‬
‫المندمجة"‪)2(.‬‬ ‫ىذه الموجودات الى الشركات‬
‫(‪)1‬احساـ الديف عبد الغاني الصغير‪ ،‬النظاـ القانوني الندماج الشركات‪،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة لطباعة والنشر‪،‬‬
‫القاىرة‪. ،1987،‬ص‪.10‬‬
‫(‪)2‬محسف شفيق‪ ،‬الوسيط في القانوف التجارؼ المصرؼ‪،‬ج‪،1‬ط‪،3‬النيظة المصرية‪،‬القاىرة‪،1957،‬ص‪.66‬‬

‫‪42‬‬
‫أحكام الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وعرؼ بانو "دمج شركة او اكثر بشركة قائمة قانونا او دمج شركتيف في االقل لتكويف‬
‫شركة جديدة‪ ،‬وتتطمب عممية االندماج اذف وجود شركتيف في االقل وانتياء وانتياء‬
‫الشخصية المعنوية لمشركة المندمجة‪ ،‬وعرؼ بانو "دمج شركة او أكثر بشركة قائمة قانونا‬
‫او دمج شركتيف في األقل لتكويف شركة جديدة‪ ،‬وتتطمب عممية االندماج اذف وجود‬
‫(‪)1‬‬
‫شركتيف في األقل وانتياء الشخصية المعنوية لمشركة المندمجة‪.‬‬

‫يمكف أيضا أف نعرؼ االندماج بأنو‪" :‬ضـ شركتيف قائمتيف بإدماج إحداىما في األخرػ أو‬
‫(‪)2‬‬
‫معا شركة جديدة"‪.‬‬
‫ليكونا ً‬
‫بفناء الشركتيف ّ‬
‫ػ يبيف ىذا التعريف أف االندماج عقد يبرـ بيف الشركات الداخمة فيو و لذلؾ يمزـ توافر‬
‫األركاف العامة لمعقد‪.‬‬

‫ػ كذلؾ يبيف التع ريف األثر المترتب عمى االندماج وىو زواؿ الشخصية المعنوية لمشركات‬
‫المندمجة وكذلؾ انتقاؿ أصوؿ وخصوـ الشركات المندمجة إلى الشركة الجديدة‪.‬‬

‫*ما ال يعتبر اندماجا وفقػا لمتعريف‪:‬‬

‫أ ػ عمميات التركيز االقتصادؼ التي تتـ بوسائل أخرػ غير االندماج مثل المشروع‬
‫المشترؾ‪ ،‬والشكرة القابضة وغيرىا‪.‬‬

‫ب ػ انضماـ مشروع فردؼ إلى شركة ألف أصل االندماج أف يحدث بيف شركتيف قائمتيف‬
‫وبالتالي ال يعتبر انضماـ مشروع فردؼ إلى شراكة قائمة أو جديدة مف االندماج‪.‬‬

‫جػ ػ االندماج الجزئي‪ :‬فال يعتبر اندماجا نقل جزء مف ذمة شركة إلى شركة أخرػ‬

‫ػ‬

‫(‪)1‬طمعت لجي الحديدؼ‪ ،‬المركز القانوني الدولي لمشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪39/34‬‬

‫(‪ )2‬حسف عناية‪ ،‬موسوعة الفقو والقضاء في الشركات التجارية‪ ،‬المجمد الثاني‪ ،‬دار محمود والمكتبة القانونية‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫دس‪ ،‬الصفحة ‪361‬‬

‫‪43‬‬
‫أحكام الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫د ػ اندماج الجماعات التي ال تتخذ شكل شركة‪ :‬فتعريف االندماج ال يتناوؿ سوػ اندماج‬
‫(‪)1‬‬
‫الشركات وليس الجمعيات أو المؤسسات العامة‪.‬‬

‫ويتضح مف خالؿ ىذه التعاريف اف لالندماج صورتيف‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الدمج بطريقة الضم‪:‬‬

‫المقصود بيذه الطريقة ىو فناء شركة او اكثر في شركة قائمة فعال‪ ،‬اؼ فناء شركة‬
‫وطنية في شركة وطنية وليدة او تابعة لشركة أـ أجنبية‪ ،‬فتكوف الشركة الوليدة ىي‬
‫الدامجة والشركة الوطنية ىي المندمجة‪.‬‬

‫وبالتالي يؤدؼ االندماج عف طريق الضـ الى حل المنشاة المندمجة واضافة موجوداتيا‬
‫الى المنشأة الدامجة وذألؾ بزيادة رأسماؿ ىذه االخيرة بحصة عينية تمثل اصوؿ و‬
‫خ صوـ المنشاة المندمجة‪ ،‬وتعد ىذه الزيادة المتمثمة بالحصة العينية خاضعة إلجراءات‬
‫التقييـ والمصادقة مف قبل الجمعية العمومية لممنشاة الدامجة اؼ الجديدة‬

‫االندماج بطريق الضـ شائع في المجاليف الوطني والدولي‪ ،‬وىنا يتـ االندماج بيف شركة متمتعة‬
‫بجنسية دولة معينة مع شركة تتمتع بجنسية دولة أخرػ بموجب اتفاؽ يعقد بيف الشركتيف أوبيف‬
‫أكثر مف شركتيف‪ ،‬تكوف أحداىما شركة دامجة بينما الثانية الشركة المندمجة‪ ،‬وبموجب الدمج‬
‫تختفي الشخصية المعنوية لمشركات المندمجة وتتحوؿ أصوليا وموجوداتيا إلى الشركة الدامجة‬
‫وتصبح ىي صاحبة الصفة في تمثيميا أماـ القضاء‪)2( ،‬مقابل أسيـ تصدرىا الشركة الدامجة‬
‫إلى مساىمي الشركات المندمجة‪ ،‬ومف الممكف أف تمتص شركة وطنية تابعة لشركة أـ أجنبية‬
‫أحدػ الشركات الوطنية في دولة ما ألف االندماج في ىذه الحالة يقع بيف شركتيف وطنيتيف مما‬
‫(‪)3‬‬
‫ال يؤدؼ إلى تغيير جنسية الشركة المندمجة‪.‬‬

‫(‪)1‬سوؽ عماف المالي بورصة عمل األسيـ األردنية "اندماج الشركات" ‪http://www.ase.com/ar‬‬
‫‪ 2011/10/12‬س ‪.1:39‬‬
‫(‪)2‬سميحة القميوبي "الشركات التجارية"ج‪ ،1‬ط‪، 3‬دار النيضة العربية‪،1992‬القاىرة‪ ،‬الصفحة‪.13،‬‬
‫(‪)3‬يمامة متعب مناؼ األثربي‪ ،‬الشركات متعددة الجنسيات والقانوف الواجب التطبيق‪ ،‬ج ‪ 1‬د ط‪ ،‬د د ف‪ ،‬د ب ف‪،‬‬
‫دس‪ ،‬ص ‪.63‬‬

‫‪44‬‬
‫أحكام الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االندماج بطريق المزج‪:‬‬

‫يؤدؼ ىذا الشكل مف االندماج الى حل المنشأتيف المندمجتيف وتكويف منشاة جديدة‪ ،‬ويتـ‬
‫باتخاذ قرار بالموافقة مف قبل الجمعية العمومية غير العادية في كل مف المنشاتيف‪ ،‬و في‬
‫حاؿ كوف المنشاة المندمجة فيجب اف تراعى القواعد المختصة بتأسيس الشركات وتحمل‬
‫المنشاة الجديدة اسما جديدا وعالقة تجارية جديدة ووضعا جديدا‪ ،‬وعادتا تستحوذ المنشاة‬
‫الجديدة عمى أكبر حصة في السوؽ أكبر مف الوضع القديـ‪ ،‬ويتبيف مف ىذا أف االندماج‬
‫المزجي ىو انضماـ منشاتيف او أكثر متقاربتيف في الحجـ غالبا بحيث تفنى شخصية كل‬
‫منيما ويولد كياف جديد باسـ مستقل وشخصية قانونية مستقمة(‪.)1‬‬

‫وعميو فإف الشخصية المعنوية لمشركات المندمجة تذوب في ىذه الحالة‪ ،‬لتظير شخصية‬
‫معنوية جديدة لمشركة الجديدة الناتجة عف االندماج التي تأسست مف خالؿ عممية المزج‪،‬‬
‫ويؤخذ بعيف االعتبار في شأنيا جميع قواعد التأسيس‪ ،‬ألنيا ليست استمرار لمشركات‬
‫السابقة التي تعتبر منتيية بمجرد نشوء األخيرة‪ ،‬بل إنيا تعتبر شركة قانونية‪.‬‬

‫وأكثر ما يتبع ىذا الطريق في اندماج الشركات المتقاربة في قدراتيا المالية‪ ،‬كما أف‬
‫االندماج بطريق المزج يؤدؼ غالباً إلى تفادؼ الحساسية بيف الشركات وكبار المستثمريف‬
‫فييا‪ ،‬إذ يعطي المساىموف حقوقاً متساوية في الشركة الجديدة‪ ،‬وذلؾ في حق تولي‬
‫(‪)2‬‬
‫اإلدارة‪ ،‬وأيضاً المساواة في الحقوؽ المالية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الفرق بين نوعي االندماج‪ :‬الشخصية المعنوية تنتيي في االندماج بطريق‬
‫الضـ‪ ،‬وتبقى الشخصية المعنوية لشركة الدامجة‪ ،‬اما في االندماج عف طريق المزج‬
‫تنتيي كال الشخصيتيف‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عبد العزيز بف سعد الدعيشر‪ ،‬مقاؿ بعنواف‪ :‬أسس النظر في الشركات في ضوء نظاـ المنافسة" (االستحواذات‪.‬‬
‫االندماجات‪ .‬التجمعات‪ .‬السيطرة) دراسة مقارنة‪ ،‬تنظيمات اقميمية ودولية‪ http:// www.alukah.net ،‬بتاريخ ‪-13‬‬
‫‪ 2018-04‬عمى الساعة ‪.21:20‬‬

‫(‪)2‬‬
‫أالء دمحم فارس جماد‪ ،‬اندماج الشركات وأثره عمى الشركة المندمجة دراسة مقارنة‪ ،‬كمية الحقوؽ واالدارة العامة‪،‬‬
‫رسالة ماجستير ‪ 2012‬جامعة بيروت فمسطيف الصفحة ‪.30‬‬

‫‪45‬‬
‫أحكام الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وكال الذمـ المالية لشركتيف تصبح ذمة مالية واحدة في حالة االندماج بطريق الضـ‪ ،‬أما‬
‫في االندماج عف طريق المزج فتصبح ليا ذمة مالية جديدة‪ ،‬و عميو تنتقل الحقوؽ‬
‫وااللتزامات التي لشركة المندمجة بطريق الضـ الى الشركة الدامجة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أمثمة عن االندماج‬

‫وشيد عاـ ‪ 2015‬عمى وجو الخصوص مجموعة مف عمميات االندماج واالستحواذ بيف‬
‫أكبر الشركات في العالـ‪ ،‬حيث استحوذت «أنيايزر بوش انبف أس أيو» عمى منافستيا‬
‫«ساب ميمر بي إؿ سي» مقابل ‪ 104‬مميارات دوالر‪ ،‬إذ مثمت ىذه الصفقة أكبر عممية‬
‫استحواذ في قطاع صناعة المرطبات‪.‬‬

‫‪«2-‬إيو أو إل» عمى «تايم وارنر»‬

‫شيد عاـ ‪ ،2015‬الذكرػ السنوية اؿ‪ 15‬الندماج شركة «إيو أو إؿ» مع «تايـ وارنر»‬
‫التي تعد ثاني أكبر صفقة في التاريخ‪ ،‬حيث بمغت قيمتيا ‪ 164‬مميار دوالر‪ ،‬ورغـ‬
‫التحميالت ا لمتفائمة‪ ،‬أعقب ىذا االندماج نتائج كارثية لمشركتيف‪ ،‬حيث انيارت القيمة‬
‫السوقية ألسيـ «إيو أو إؿ» مف ‪ 226‬مميار دوالر إلى ‪ 20‬مميار كما تقمص عدد زبائنيا‬
‫مف نحو ‪ 30‬مميوف إلى نحو ‪ 10‬مالييف زبوف أواخر عاـ‪.2007‬‬

‫‪«3-‬فيرايزون» عمى وحدة االتصاالت الالسمكية‬

‫سعت شركة «فيرايزوف» منذ ما يقرب مف عقد لشراء حصة «فودافوف» البالغة نسبتيا‬
‫‪ %45‬في وحدة «فيرايزوف وايرليس»‪ ،‬وتكممت ىذه المحاوالت بالنجاح في سبتمبر‪ /‬أيموؿ‬
‫مف عاـ ‪ ،2013‬حيث وافقت شركة االتصاالت األمريكية عمى دفع ‪ 130‬مميار دوالر مف‬
‫أجل االستحواذ عمى وحدة االتصاالت الالسمكية‪ ،‬التي كانت تدر أرباحاً بنحو ‪21.8‬‬
‫مميار دوالر سنوي ًا‪ .‬وبموجب اإلتفاؽ‪ ،‬تمكنت «فيرايزوف» مف توفير احتياجاتيا المالية‬
‫(‪)1‬‬
‫لزيادة استثماراتيا في تحسيف بنيتيا التحتية‪ ،‬وتعزيز قدرتيا التنافسية‬

‫‪ -1‬ىبةالمنسي‪ ،‬تعرؼ عمى أكبر‪ 15‬صفقة اندماج بيف الشركات‪،‬مقاؿ منشور في مجمة امواؿ‪https ;//www.amwal-mag.com ،‬‬

‫‪46‬‬
‫أحكام الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الثانيعمى «وارنر المبرت"‬
‫فايزر»‬ ‫‪«4-‬‬
‫الفصل‬

‫صنعت شركة الصناعات الدوائية العمالقة «فايزر» لنفسيا مجداً عاـ ‪ ،2000‬عندما‬
‫أبرمت اتفاقا لالستحواذ عمى شركة «وارنر المبرت كو» في مقابل ‪ 90‬مميار دوالر‪،‬‬
‫وسبقت عممية االستحواذ ثالثة أشير مف المفاوضات الماراثونية ومنافسة شرسة بيف‬
‫«فايزر» ونظيرتيا «أمريكاف ىوـ بروداكتس» لمظفر بصفقة «وارنر المبرت»‪.‬‬
‫‪«5-‬أيو تي آند تي» عمى «بيل ساوث»‬
‫في شير مارس مف عاـ ‪ ،2006‬أعمنت شركة «أيو تي آند تي» عف خططيا لالستحواذ‬
‫عمى «بيل ساوث»‪ ،‬في صفقة كاف مف المقرر أف تمنح الشركة المزيد مف الييمنة عمى‬
‫سوؽ االتصاالت الالسمكية‪ ،‬وتـ إبراـ الصفقة التي بمغت قيمتيا ‪ 86‬مميار دوالر في‬
‫ديسمبر‪ /‬كانوف األوؿ مف ذلؾ العاـ‪ ،‬وتمكف الكياف الجديد مف توسيع شبكات التغطية‬
‫الالسمكية لػ«أيو تي آند تي» في المناطق الريفية األمريكية‪.‬‬
‫‪«6-‬أكسون كورب» عمى «موبيل كورب»‬
‫في عاـ ‪ ،1999‬ورغـ تراجع أسعار النفط‪ ،‬أعمنت شركة «أكسوف كورب» عف إندماجيا‬
‫مع شركة «موبيل كورب» في صفقة بمغت قيمتيا ‪ 81‬مميار دوالر‪ ،‬نتج عنيا إنشاء شركة‬
‫عظمى في مجاؿ الطاقة أال وىي «أكسوف موبيل»‪ .‬وتعد الصفقة حالياً مف أنجح عمميات‬
‫االندماج واالستحواذ في التاريخ‪.‬‬
‫‪7-‬اندماج «غالسكو ويمكوم» مع «سميث كالين»‬
‫في شير سبتمبر‪ /‬أيموؿ مف عاـ ‪ ،2000‬فاجأت شركة «غالسكو ولكوـ» لمصناعات‬
‫الدوائية المستثمريف باندماجيا مع نظيرتيا «سميث كاليف» في صفقة بقيمة ‪ 75.7‬مميار‬
‫دوالر‪ ،‬وكانت الشركتاف تخططاف لالندماج في عاـ ‪ ،1998‬لكف المحادثات فشمت في‬
‫ذلؾ الوقت‪ ،‬حيث كانت الشركتاف تتصارعاف عمى السمطة‪ .‬ومع ذلؾ أبرمت صفقة عاـ‬
‫‪ 2000‬دوف عوائق لتأسيس أكبر شركة أدوية في العالـ «غالسكو سميث كالؼ‪.‬‬
‫‪8-‬اندماج بين شركتي «رويال داتش بتروليوم» و«شل ترانزسبورت آند تريدينغ‬

‫‪ 1‬ىبةالمنسي‪ ،‬تعرؼ عمى أكبر‪ 15‬صفقة اندماج بيف الشركات‪،‬مقاؿ منشور في مجمة امواؿ‪https ;//www.amwal-mag.com،‬‬

‫‪47‬‬
‫أحكام الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كانت «روياؿ داتش» تعمل بشكل وثيق ولعقود عدة مع «شل» إلى حيف اإلعالف عف‬
‫نيتيما لالندماج عاـ ‪ ،2005‬إال أف الصفقة البالغة قيمتيا ‪ 74.5‬مميار دوالر واجيت‬
‫معارضة مف المسيمي ف الذيف شعروا بالقمق تجاه الكيفية التي ستدار بيا الشركة الجديدة‪،‬‬
‫لكف في نياية المطاؼ وصمت الجيات المعنية إلى اتفاؽ نيائي لتأسيس شركة «روياؿ‬
‫داتش شيل»‪ ،‬التي تعد حالياً ثاني أكبر شركة مساىمة عامة نفطية‪.‬‬

‫‪«9-‬كومكاست» عمى «أيو تي آند تي برودباند»‬

‫في عاـ ‪ ،2001‬وقعت «كومكاست» إتفاؽ إندماج مع شركة «أيو تي آند تي» بقيمة ‪72‬‬
‫مميار دوالر‪ ،‬حيث جعمت ىذه الصفقة «كومكاس» أكبر شركة لمكابالت في الواليات‬
‫المتحدة مف خالؿ توسيع نطاؽ قاعدة المشتركيف‬

‫‪10-‬اندماج بين «سيتي كورب» و«ترافيمرز غروب» لتشكيل أكبر شركة لمخدمات‬
‫المالية في العالم‬

‫في السادس مف شير إبريل‪ /‬نيساف مف عاـ ‪ ،1998‬أعمنت شركتا «سيتي كورب» و«ترافيمرز‬
‫غروب» عف خططيما الستكماؿ عممية إندماج بقيمة ‪ 70‬مميار دوالر‪ ،‬ما نتج عنيا تأسيس‬
‫كياف مصرفي برأسماؿ ‪ 140‬مميار دوالر‪.،‬‬

‫‪«11-‬فايزر» عمى «ويث»‬

‫في شير يناير‪ /‬كانوف الثاني مف عاـ ‪ ،2009‬أعمنت شركة «فايزر» عف إستحواذىا‬
‫عمى منافستيا األمريكية «ويث» في مقابل ‪ 68‬مميار دوالر‪ ،‬وذلؾ في خطوة ترمي إلى‬
‫تنويع قاعدة إيراداتيا‪ .‬وقالت الشركة إنيا جمعت قروض بقيمة ‪ 22.5‬مميار دوالر مف‬
‫اتحاد البنوؾ لتمويل الصفقة وأنيا قررت خفض توزيعاتيا النقدية‪ .‬وساعدت ىذه الصفقة‬
‫«فايزر» عمى مواجية عجز كبير في اإليرادات‪.‬‬

‫‪ -1‬ىبةالمنسي‪ ،‬تعرؼ عمى أكبر‪ 15‬صفقة اندماج بيف الشركات‪،‬مقاؿ منشور في مجمة امواؿ‪https ;//www.amwal-mag.com ،‬‬

‫‪48‬‬
‫أحكام الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫والدة شركة «فيرايزون‬


‫في يونيو‪ /‬حزيراف مف عاـ ‪ 2000‬اقترحت شركة «أؼ سي سي بيل أتالنتيؾ كورب» شراء‬
‫شركة «جي تي أؼ كورب» في مقابل ‪ 64.7‬مميار دوالر‪ ،‬وبعد إبراـ الصفقة‪ ،‬غيرت «بيل‬
‫أتالنتيؾ» اسميا ليصبح «فيرزوف»‪».‬‬
‫‪«13-‬أس بي سي» عمى «أميريتيك»‬
‫في عاـ ‪ ،1998‬استحوذت شركة «أس بي سي» لالتصاالت عمى «أميريتيؾ» في صفقة‬
‫بمغت قيمتيا ‪ 62‬مميار دوالر‪ ،‬وسمحت الصفقة «فايزر» عمى «فارماسيا»*‪14-‬ؿ«أس‬
‫بي سي» بالسيطرة عمى ما يقرب مف ‪ 60‬مميوف خط ىاتف في جميع أنحاء الواليات‬
‫المتحدة‪.‬‬
‫‪«14-‬فايزر» عمى «فارماسيا»‬
‫في عاـ ‪ ،2002‬أعمنت شركة «فايزر» لمصناعات الدوائية عف إستحواذىا عمى شركة‬
‫«فارماسيا» في مقابل ‪ 60‬مميار دوالر‪ .‬وأسيمت الصفقة في تعزيز موقع «فايزر» الراسخ‬
‫بالفعل كأكبر منتج لألدوية في الواليات المتحدة‪ ،‬في الوقت الذؼ دفعيا إلى إحتالؿ‬
‫الصدارة في أوروبا والياباف وأمريكا الالتينية‪.‬‬
‫ه'‪15‬جيو بي مورغان تشيس» عمى «بنك وان»*‬
‫في عاـ ‪ ،2004‬استحوذت شركة «جيو بي مورغاف تشيس» المصرفية عمى «بنؾ واف»‬
‫في صفقة بمغت قيمتيا ‪ 58‬مميار دوالر‪ ،‬ليصبح «جيو بي مورغاف» ثاني أكبر بنؾ في‬
‫الواليات المتحدة ب‪ 2300‬فرع في ‪ 17‬والية مختمفة‪)1(.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع االندماج‬
‫وتتمثل أنواع االندماج اؿ ‪ 3‬في االندماج األفقي‪ ،‬وىي العممية التي تكوف بيف شركتيف‬
‫اثنتيف تعمال ف في مجاؿ واحد‪ ،‬وىو األمر الذؼ يعزز مف القوة االحتكارية لمكياف الجديد‪.‬‬
‫أما النوع الثاني فيتمثل في االندماج الرأسي فيكوف بيف شركات متباينة األغراض ومختمفة‬
‫النشاط‪ ،‬إال أنيا متكاممة يكمل بعضيا البعض‪ ،‬مثل أف تندمج شركة تقوـ باستغالؿ‬

‫‪ -1‬ىبةالمنسي‪ ،‬تعرؼ عمى أكبر‪ 15‬صفقة اندماج بيف الشركات‪،‬مقاؿ منشور في مجمة امواؿ‪https ;//www.amwal-mag.com ،‬‬

‫‪49‬‬
‫أحكام الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫النسيج مع شركة تقوـ بعرض المالبس‪ ،‬أما النوع الثالث فيتمثل في االندماج المتنوع‬
‫الذؼ يكوف بيف شركات ذات أنشطة تجارية مختمفة‪ ،‬ويكوف اليدؼ منو تعزيز التنوع في‬
‫المنتجات أو التوسع الجغرافي أو الدخوؿ إلى أسواؽ جديدة عبر المنتجات‪:‬‬
‫وااللتزاـ بكافة الحقوؽ والواجبات واالمتيازات المترتبة عمييا في الكياف الجديد الذؼ يتـ‬
‫تأسيسو أو الكياف الكبير الذؼ ضـ بالعممية‪.1‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تكوين شركات وليدة عمى المستوى العالمي‪.‬‬

‫تكويف شركات وليدة ىو االسموب العادؼ الذؼ تتبعو الشركات متعددة الجنسيات في مدة‬
‫نشاطيا في ارجاء مختمفة مف العالـ بل أنو يعد االسموب الوحيد الذؼ تسمكو الشركات‬
‫متعددة الجنسيات عندما تقوـ باالستثمار في الدوؿ النامية‪ ،‬فيعد إنشاء شركات وليدة ىو‬
‫األسموب العادؼ الذؼ تتبعو الشركات متعددة الجنسيات في مدة نشاطيا في أرجاء مختمفة‬
‫مف العالـ‪ ،‬بل إنو يعد األسموب الوحيد الذؼ تسمكو الشركات متعددة الجنسيات عندما‬
‫‪2‬‬
‫تقوـ باالستثمار في الدوؿ النامية‬

‫تكوين شركة وليدة ال يتطمب إال توافر شرطين أساسيين‪:‬‬

‫‪-‬أوليما أف يكوف لمشركة األـ وفقا ألحكاـ قانونيا الوطني الحق في تممؾ أسيـ شركة‬
‫أخرػ‪ -‬وثانييا أف يكوف مف الممكف وفقا ال حكاـ قانوف الدولة المضيفة أف تمتمؾ الشركة‬
‫األـ أسيـ الشركة الوليدة بنسبة تسمح بالسيطرة عمييا وتكويف ىذه المجموعات ال يتـ في‬

‫حرية كاممة ودوف أدنى قيود بل أف ىناؾ قيودا ىامة تحد مف ىذه الحرية والقيد األوؿ‬
‫يرتبط بقضية تمويل نشاط الشركات الوليدة التابعة لمشركات المتعددة القوميات‬

‫‪)1‬‬
‫انظر‪ :‬سامي الخرابشة ‪،‬النظام القانوني للشركة الساهمة الخاصة‪ ،‬دط‪ ،‬دار البشير‪ ،‬عمان ‪5002‬ص ‪-522‬‬

‫‪)2‬محسن شفيق‪ ،‬المشروعات ذو القوميات متعددة من الناحية القانونية‪ ،‬دط‪ ،‬مطبعة القاهرة و الكتاب الجامعي‪ ،‬دس‪،‬‬
‫ص ‪ 402‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫أحكام الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فممحصوؿ عمى رؤوس األمواؿ لتمويل أنشطتيا المتمفة تستطيع الشركة األـ المجوء إلى‬
‫عدة طرؽ مثل المجوء إلى السوؽ العالمي الداخمي في بمدىا أو االقتراض حيث أف‬
‫الشركة الوليدة باعتبارىا شركة وطنية في الدولة المضيفة وذلؾ عمى الرغـ مف خضوعيا‬
‫لمسيطرة األجنبية تستطيع االقتراض مف السوؽ المحمي ألنيا تتمتع بكافة الحقوؽ التي‬
‫يتمتع بيا المواطف في الدولة المضيفة‪ ،‬وبما أف مصالح الدوؿ المضيفة تتعارض تماما‬
‫مع مصالح الشركة الوليدة فيجيء مف التنظيمات القانونية التي تضعيا الدوؿ المضيفة‬
‫الستثمارىا رؤوس األمواؿ األجنبية داخل أرضييا فقد تتعارض ىذه القواعد مع السياسات‬
‫الشركات المتعددة الجنسيات ونضيف إلى أف الخط العاـ لسياسة الشركات المتعددة‬
‫القوميات يقوـ عمى أساس االنفراد بممكية أسيـ شركتيا الوليدة عمى النطاؽ العالمي‪.‬‬

‫وقد يثور النزاع أيضا بيف الشركة المتعددة القوميات وبيف ممثمي األقمية في الشركات‬
‫الوليدة فيم ا يتعمق بسياسة الشركة األـ الخاصة بتوزيع أسواؽ التصدير المختمفة بيف‬
‫شركتيا الوليدة‪ ،‬فقد نعمد الشركة األـ ألسباب استراتيجية خاصة بيا إلى قصر الحق في‬
‫التصدير إلى أسواؽ معينة عمى بعض شركتيا الوليدة دوف األخرػ والى تحديد اإلنتاج في‬
‫بعض شركتيا الوليدة مما يؤدؼ إلى األضرار بمصالح ىذه الشركات ومف ثـ المساىميف‬
‫ومف ثـ بمصمحة الدوؿ المضيفة‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬السيطرة عمى شركات قائمة‪ .‬عمى المستوى الدولي‬

‫قد تمجا الشركات متعددة الجنسيات إلى السيطرة عمى شركات أخرػ قائمة بالفعل‬
‫وتحويميا إلى شركات تابعة ليا‪ ،‬ولعل ىذا األسموب قد يصبح ضرورؼ في بعض األحياف‬
‫لو كاف األمر يتعمق بالحصوؿ عمى مواد أو سمع تنتجيا الشركة المراد السيطرة عمييا‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫حيث تصبح السيطرة أم ار حيويا والزما لتحقيق التكامل الرأسي وىناؾ طريقتيف‪:‬‬

‫‪-1‬أحمد عبد العزيز وآخروف‪ ،‬الشركات متعددة الجنسيات وأثرىا عمى الدوؿ النامية)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.126‬‬

‫‪51‬‬
‫أحكام الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ ‬االتفاؽ مع مجموعة المساىميف المسيطريف عمى نقل السيطرة ليـ‬
‫االستيالء عنوة بإرغاـ المساىميف المسيطريف عمى الشركة‬ ‫‪‬‬

‫واالستيالء عمى شركات قائمة يجعل تحت تصرؼ الشركات متعددة الجنسيات "منشآت‬
‫حية ليا مصانعيا ومكاتبيا وعماليا وعمالؤىا وعالقتيا التجارية والمصرفية وعالماتيا‬
‫وأسماؤىا‪ ،‬وىذه االمور تفيد الشركة متعددة الجنسية في أنيا تقصر ليا المسافات مت‬
‫حيث الكمفة والوقت‪ ،‬كما أف ىذا األسموب بمكف الشركات متعددة الجنسيات مف دخوؿ‬
‫السوؽ المحمية في صمت يجعميا مناىضة الرأؼ العاـ والسيما أف الشركات متعددة‬
‫(‪)2‬‬
‫النامية ‪.‬‬ ‫الجنسية تتعامل مع جميور شديد الحساسية منيا وخاصة في البمداف‬

‫(‪ -)1‬محسف شفيق‪ ،‬المشروعات ذو القوميات متعددة مف الناحية القانونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.204‬‬

‫(‪-)2‬مريـ فاطمة‪ ،‬ماينو جيالني‪ ،‬مداخمة‪ :‬دورشركات متعددة الجنسيات وتأثيرىا عمى الدوؿ النامية‪ ،‬جامعة باتنة‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ص ‪.08‬‬

‫‪52‬‬
‫أحكام الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ ٍ:‬ادارة الشركات متعددة الجنسيات‬

‫اف كل ما تتميز بو الشركات متعددة الجنسيات ىو مركزية ادارة ىذه الشركات وىي ىامة‬
‫جدا حيث تقوـ الشركة االـ والتي تمتمؾ بما يكفي مف االسيـ لمتصويت في شركة اخرػ‬
‫لسيطرة عمى االدارة والعمميات مف خالؿ التأثير او انتخاب مجمس ادارتيا ووضع خطة‬
‫اقتصادية موحدة تجبر كافة الشركات التابعة ٍبااللتزاـ بيا‪.‬‬

‫المطمب االول‪ :‬االدارة المركزية في الشركات المتعددة الجنسيات‬

‫إف مركزية السيطرة التي تمارسيا الشركة االـ عمى الشركة الوليدة تجعل مف استقاللية‬
‫الشركات الوليدة أثبت ما تكوف بأجزاء مف ألة واحدة تدور كميا في فمؾ واحد وتتحكـ فييا‬
‫قوة مركزية واحدة ىي الشركة االـ (‪.)1‬‬

‫كما إف فكرة الشخصية المعنوية حسب النظرية التقميدية تتكوف مف عنصر االرادة والتي‬
‫يعبر عنيا عف طريق سمطة بشرية تمثل الشخص المعنوؼ والعنصر االخر ىو الذمة‬
‫المالية المستقمة لشخص معنوؼ ويكاد اف يكوف ىذاف العنصراف مفقوداف بالنسبة لشركة‬
‫الوليدة بسبب مركزية سيطرة التي تمارسيا الشركة االـ عمى الشركات الوليدة ‪.‬‬

‫وبالتالي تمارس سيطرتيا الكاممة عمى الشركات الوليدة حيث تتخذ الق اررات االستراتيجية‬
‫داخل الشركة االـ بقصد تحقيق أقصى األرباح وتكوف السيطرة في عدة زوايا منيا تحديد‬
‫(‪)2‬‬
‫السياسة االستثمارية ‪ ،‬و وضع الخطة االنتاجية لكل شركة مف الشركات الوليدة‪.‬‬

‫‪-1‬احمد يوسف عبدهللا شحاتة‪ ،‬ممارسة الشركات دولية النشاط في مجال التكنولوجيا و التطور االقتصادي‪ ،‬رسالة‬
‫دكتوراه جامعة طنطا سنة ‪ 1990‬ص‪.53‬‬

‫‪-2‬حسف دمحم ىند مدػ‪ ،‬مسؤولية الشركة االم عن ديون الشركات متعددة الجنسيات اثارة خاصة الى الشركات‬

‫القومية‪ ،‬رسالة دكتوراه جامعة عيف شمس ‪ 1997‬ص ‪51‬‬

‫‪53‬‬
‫أحكام الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ػ تجرػ كل سياسة بحث عممي أو تكنولوجي تحت ادارة سيطرة الشركة االـ وفي مباحثيا‪.‬‬

‫ػ تحديد السياسة المالية لشركات الوليدة ‪.‬‬

‫ػ تحديد اسعار السمع التي تنتجيا الشركات الوليدة‪.‬‬

‫الفرع االول‪ :‬اساليب االدارة المركزية‬

‫تتبع الشركة االـ في ادارتيا المركزية احد االسموبيف ‪:‬‬

‫ػ اوال‪ :‬اف يتـ انشاء قسـ او لجنة ادارية تابعة إلدارة الشركة االـ‪ ،‬وتكوف ميمتيا تنظيـ‬
‫ومراقبة الشركات الوليدة وكيفية ممارستيا ألنشطتيا أؼ أنيا تكوف حمقة وصل بيف الشركة‬
‫االـ والشركات الوليدة ‪.‬‬

‫ػ ثانيا‪ :‬أف تكوف ادارة الشركة االـ ىي بذاتيا المسؤولة عف االدارة والرقابة عمى نشاط‬
‫(‪)1‬‬
‫الشركات الوليدة كما تكوف مسؤولة عف نشاط الشركة االـ‬

‫عمى اف الواقع العممي يشير الى اف الشركات المتعددة الجنسيات تفضل األسموب األوؿ‬
‫ومثاال عمى ذلؾ شركة "الكاف‬ ‫االخر(‪،)2‬‬ ‫في االدارة وذلؾ لكونو أكثر مرونة مف االسموب‬
‫"لصناعة االلمنيوـ حيث تييمف لجنة ادارية متفرعة مف مجمس االدارة ىيمنة كاممة عمى‬
‫ادارة الشركات الوليدة وتتكوف ىذه المجنة مف رئيس مجمس ادارة الشركة االـ واربعة مف‬
‫نوابو يشرؼ كل منيـ عمى قطاع معيف مف القطاعات االنتاجية لمشركة‪ :‬الشؤوف المالية‬
‫المواد االولية قطاع الصير قطاع التصنيع والبيع ويتبع نائب الرئيس المشرؼ عمى قطاع‬
‫التصني ع و البيع ستة مف المديريف يتولى كل منيـ االشراؼ عمى ادارة الشركات الوليدة‬
‫العاممة في منطقة جغرافية معينة ىي ‪ :‬الواليات المتحدة االمريكية وامريكا الالتينية‬
‫انجمت ار و ايرلندا والدوؿ االسكندنافية دوؿ القارة األوروبية افريقيا الوسطى والجنوبية(‪.)2‬‬

‫‪-1‬رفاعي دمحم رفاعي‪( ،‬دراسة تحميمة لبعض البيانات اإلدارية لمشركات متعددة الجنسيات)‪ ،‬مجمة اإلدارة‪،1989 ،‬‬

‫ص ‪106. 105‬‬

‫‪54‬‬
‫المرجع السابق ‪،‬ص ‪173.175‬‬
‫أحكام الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الثانيالشركات متعددة الجنسيات‪،‬‬
‫الفصلعيسى‪،‬‬
‫‪-2‬حساـ‬

‫اف االدارة المركزية لمشركة متعددة الجنسيات تمعب دو ار أساسيا في حياة الشركات الوليدة‬
‫وىو دور يكاد يغطي تماما دور مجالس ادارات ىذه الشركات التي تتحوؿ في كثير مف‬
‫األحياف الى مجرد وسيط بيف الشركة الداخمية والفرعية ليذه الشركات الوليدة تنتقل الييا‬
‫تعميمات االدارة المركزية وتراقب تنفيذىا(‪. )1‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬مجاالت السيطرة المركزية‬
‫تمارس الشركات متعددة الجنسيات سيطرتيا المركزية عمى فروعيا المنتشرة عبر العالـ‬
‫حيث تعمل جميع فروعيا تحت نظاـ انضباطي دقيق وتخضع لمركز موحد(‪.)2‬‬
‫الفرع األول‪ :‬السيطرة االدارية‬
‫األصل اف ادارة الشركات الفرعية تعد منفصمة عف ادارة الشركة األـ‪ ،‬إال أنو وفي ظل‬
‫السيطرة المركزية فأف الشركة تمارس سيطرة كاممة عمى الشركات الفرعية حيث تتخذ‬
‫الق اررات االستراتيجية داخل الشركة األـ بقصد تحقيق أقصى األرباح وتبرر السيطرة‬
‫اإلدارية في نواحي متعددة‪.‬‬
‫وبالتالي لمعرفة سيطرة الشركة األـ اداريا عمى الشركات التابعة ليا يتطمب منا التعرؼ‬
‫عمى ألية ممارسة الشركة األـ في السيطرة االدارية أو الرقابة االدارية عمى الشركات‬
‫التابعة ليا مف وسائل السيطرة التي تتبعيا الشركة األـ السيطرة عمى التابعة ليا ىي‬
‫السيطرة عمى ادارة الشركة التابعة مف خالؿ الطرؽ التالية ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تممؾ الشركة األـ نسبة ‪ 100/51‬او اكثر مف أسيـ الشركة التابعة اذ تستطيع بذلؾ‬
‫أف تحوز عمى أغمبية األصوات في الييئة العامة ومف ىذا الجانب تستطيع أف تتحكـ‬
‫بق اررات الشركة التابعة ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬في حالة نص نطاـ الشركة التابعة عمى حق الشركة األـ في تعييف أو عزؿ أعضاء‬
‫بقررات تعييف أو عزؿ أعضاء مجمس‬
‫مجمس اإلدارة‪ ،‬إذ تستطيع مف خالؿ ذلؾ أف تتحكـ ا‬
‫(‪)1‬‬
‫انظر‪ :‬حساـ الديف عيسى‪ ،‬الشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪104‬‬

‫‪ -2‬الجوزؼ جميمة ودحماني سامية‪( ،‬دور استراتيجيات الشركات متعددة الجنسيات في اتخاذ القرار في ظل التطورات‬
‫العالمية)‪ ،‬المجمة الجزائرية لمعولمة والسياسة االقتصادية‪ ،‬عدد‪.2005 ،06‬‬

‫‪55‬‬
‫أحكام الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إدارة الشركات التابعة ليا‪ ،‬وبذلؾ يحق لشركة األـ السيطرة االدارية عمى الشركة التابعة‬
‫دوف أف تمتمؾ نسبة معينة مف األسيـ تمكنيا مف السيطرة عمى الييئة العامة كما ال‬
‫تشترط أف تكوف مساىمة الشركة األـ في رأسماؿ الشركة التابعة ليا اذ يمكف ليا السيطرة‬
‫عمى احدػ الشركات عف طريق شركة تابعة ليا فعمى فرض أف الشركة تسيطر عمى ادارة‬
‫الشركة "ب" مف خالؿ تممؾ نسبة كبيرة مف أسيميا‪ ،‬واف الشركة ب تسيطر عمى ادارة‬
‫الشركة "ج" فإف الشركة األـ تصبح ليا السيطرة عمى الشركة "ب" عف طريق المشاركة في‬
‫رأسماليا وتصبح أيضا الشركة "أ" السيطرة عمى الشركة "ج" عف طريق المشاركة غير‬
‫المباشرة ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬السيطرة المالية‬

‫إضافة الى السيطرة االدارية التي تتمتع بيا الشركة األـ عمى شركاتيا التابعة تتمتع ايض‬
‫بنوع اخر مف السيطرة يتمثل في السيطرة المالية‪.‬‬

‫تقوـ الشركة األـ بتحديد السياسة المالية لشركاتيا الفرعية وىي التي تحدد كيفية تمويل‬
‫ىذه الشركات فقد يكوف التمويل مف اجل مجموعة ىذه الشركات أو مف خارجيا‪ ،‬وتتدخل‬
‫الشركة األـ في طريقة توزيع الشركات الفرعية فيي التي تحدد نسبة االرباح التي توزع‬
‫عمى الشركات كل عاـ والنسب التي يجب االحتفاظ بيا لدػ الشركة كاحتياطي(‪.)1‬‬

‫كما تقوـ بالتحكـ في اسعار السمع التي تنتجيا الشركات الفرعية وتعرض عمى ىذه‬
‫الشركات كمية السيولة التي تستطيع االحتفاظ بيا ويظير مما تقدـ اف في الشركات‬
‫متعددة الجنسيات تذوب الشخصية المعنوية لشركات الفرعية وتنشير داخل الشخصية‬
‫*‬
‫المعنوية لشركة األـ وبمعنى أخر لـ تعد الشركات الفرعية ارادة مستقمة عف الشركة األـ‪.‬‬

‫‪-1‬‬
‫الجوزؼ جميمة ودحماني سامية‪( ،‬دور استراتيجيات الشركات متعددة الجنسيات في اتخاذ القرار في ظل التطورات‬
‫العالمية)‪ ،‬المجمة الجزائرية لمعولمة والسياسة االقتصادية‪ ،‬ع‪.2005 ،06‬‬

‫*الشركة األـ‪ :‬ىي الشركات التي تسيطر عمييا الشركة األـ وتتحقق السيطرة عندما يكوف لشركة األـ المقدرة بشكل‬
‫مباشر أو غير مباشر عمى التحكـ في السياسات المالية والتشغيمية لشركة التابعة لتستفيد مف أنشتطيا‬

‫‪56‬‬
‫أحكام الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وىذا االتجاه ىو ما سارت عميو محكمة العدالة التابعة لمسوؽ األوروبية المشتركة مستندة‬
‫في ذلؾ عمى نص المادتيف ‪ 86/85‬مف معاىدة روما المبينة لمسوؽ األوروبية المشتركة‬
‫والمتاف يبيناف مسؤولية الشركة األـ في أعماؿ شركاتيا الفرعية عمى أساس مركزية‬
‫السيطرة‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬التنظيم القانوني لشركات متعددة الجنسيات‬

‫يخضع تنظيـ الشركات متعددة الجنسيات الى قواعد وطنية تتعمق بالدولة الواحدة وقواعد‬
‫دولية‪.‬‬

‫المطمب االول ‪ :‬القواعد الوطنية‪:‬‬

‫لـ تكف دوؿ العالـ متشابية في تعامميا مع ىذه الشركات ففي البدء وضعت بعض الدوؿ‬
‫عراقيل أماـ االستثمارات األجنبية المباشرة باعتبارىا تشكل خطر عمى االقتصاد وتيدد الثروات‬
‫الوطنية ولذلؾ تستند التشريعات التي تحد مف االستثمارات المباشرة مالـ تكف مقرونة بحيازة‬
‫المعروفة التقنية كالياباف كما لـ تسمح الدوؿ االشتراكية سابقا لشركات متعددة الجنسيات‬
‫بممارسة اؼ نشاط عمى أراضييا إال باتفاقية خاصة معيا لكف التغيرات في النظاـ االقتصادؼ‬
‫العالمي دفعت لتغيير الموقف القانوني اتجاه ىذه الشركات لحرية االستثمار عمى أراضييا سواء‬
‫بصورة تناسبية أو مطمقة(‪.)1‬‬

‫إف القوانيف التي تناولت عمل ىذه الشركات تطرقت الى مسائل مثل‪ :‬جنسية الشركات‬
‫وخضوعيا الزدواج الضريبي أـ ال وقوانيف العمل النافذة وقوانيف المحاسبة و مراقبة الشركات و‬
‫القضاء المتخصص في فض المنازعات التي تكزف احدػ اطرافيا الشركة متعددة الجنسيات أو‬
‫أحد فروعيا إضافة إلى مسائل تنفيذ الق اررات القضائية وقوانيف االستثمار و المنافسة الحرة‬
‫وغالبا ما تسعى الدوؿ مف خالؿ تحديد نسبة الماؿ األجنبي واألفراد األجانب في المشروع‬
‫المحمي والغاء االستثمارات في القطاعات الحيوية و تنمية الثقافة الوطنية وتبني برامج مراقبة‬
‫الشركات ووضع شروط االستثمار وتحويل األمواؿ الى الخارج (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬انظر‪ :‬احمد عبد العزيز‪ (،‬الشركات متعددة الجنسيات واثرىا عمى الدوؿ النامية)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.120‬‬

‫‪ -2‬سيف ىشاـ صباح الفخرؼ‪ ،‬الشركات متعددة الجنسيات وأبعادىا السياسية واالقتصادية)‪ ،‬ماجستير في العموـ‬

‫المالية والمصرفية‪ ،‬جامعة حمب‪ ،‬كمية االقتصاد‪ ،2010 ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪57‬‬
‫أحكام الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطمب الثاني‪ :‬القواعد الدولية‬

‫قامت بعض المنظمات االقميمية و الدولية بتحديد قواعد قانونية لسموؾ الشركات متعددة‬
‫الجنسيات مثمما قامت بو الدوؿ الالتينية في عيد "األنديف" والمبادغ التوجييية التي‬
‫وضعتيا منظمة" ‪ " oced‬واتخذت ىذه القواعد في بعض الحاالت صورة توصيات دولية‬
‫كاإلعالف الثالثي لمنظمة العمل الدولي ومجموعة القواعد و المبادغ الخاصة بممارسات‬
‫التجارية التنفيذية لمؤتمر األمـ المتحدة لمتجارة والتنمية كما توجد صكوؾ لـ تعتمد بشكل‬
‫نيائي كمدونة األمـ المتحدة لمتجارة والتنمية ويمكف القوؿ أنو لو لـ يتـ التوصل الى‬
‫صيغة دولية في مشروع التقنيف لتنظيـ نشاطات الشركات متعددة الجنسيات وكانت غير‬
‫ممزمة وأقصد‬

‫ىنا مدونة سموؾ األمـ المتحدة الخاصة بنشاط الشركات متعددة الجنسيات اال انيا سوؼ‬
‫تكوف األساس لعمل الحق أكثر قوة والزاما ذألؾ أف المفاىيـ الجديدة يصعب تقبميا‬
‫بسيولة وتمتعيا بصفة االلزامية سيما أنيا تمس المجاؿ الحيوؼ لكل دولة‬

‫ورغـ ذلؾ فاف األمل في وجود تنظيـ دولي خاص بالشركات متعددة الجنسيات يتمتع‬
‫بالقوة االلزامية ال يزاؿ قائما اما مف خالؿ اعادة النظر في مدونات السموؾ الموجودة‬
‫واضعاؼ الصفة االلزامية عمييا السيما مدونة األمـ المتحدة باعتبارىا مجموعة مف‬
‫القواعد شاممة لجميع نشاطات الشركات متعددة الجنسيات ودولية و عالنية مف خالؿ‬
‫(‪)1‬‬
‫المشاركة في وضعيا وىذا ما تأممو الدوؿ النامية‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫انظر احمد عبد العزيز واخروف‪ (،‬الشركات متعددة الجنسيات واثرىا عمى الدوؿ النامية‪ )،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬

‫‪120‬ومابعدىا‬

‫‪58‬‬
‫أحكام الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الرابع‪ :‬اثار الشركات متعددة الجنسية‪.‬‬


‫تؤكد كثي ار مف المصادر عمى اف الشركات متعددة الجنسية ال تمارس نشاط استثما ار‬
‫خارجيا فحسب وانما ليا دو ار اقتصاديا واجتماعيا لو اثار متعددة خاصة في الدوؿ النامية‬
‫وسوؼ يتـ التطرؽ الى ىذه االثار التي تقف ورائيا الشركات متعددة الجنسية‪.‬‬
‫اآلثار االقتصادية لنشاط الشركات متعددة الجنسية‬
‫الجنسيػات تمارس نشاطاً استثمارياً خارجياً‬
‫ّ‬ ‫ال يكفي التأكيد عمى أف الشركات المتعددة‬
‫فحسب‪ ،‬ألف ذلؾ تعريفاً خاطئاً نوعاً ما‪ ،‬ألنيا‪ ،‬باإلضافة إلى ىذا الدور المذكور‪ ،‬تقوـ‬
‫بدور اقتصادؼ واجتماعي لو آثار متعددة‪ ،‬خاصة في البمداف العربية‪ ،‬كما يترتَّب عمييا‬
‫نتائج سياسية وثقافية‪ ،‬كما تمثل الشركات متعددة الجنسية قوة اقتصادية في العالـ‪ ،‬وتحتل‬
‫مكانة أقوػ في البمداف النامية(‪.)1‬‬
‫فمف المعروؼ أف الشركات المتعددة الجنسية تسعى إلى زيادة أرباحيا باستغالؿ الموارد‬
‫أىمية المشاريع التي تنفذىا بالنسبة‬
‫الطبيعيػة واأليدؼ العاممة الرخيصة‪ ،‬وال يعنييا مدػ ّ‬
‫لالقتصاد الوطني وال بالنسبة آلثارىا االقتصادية واالجتماعية والسياسية والثقافية‪.‬فقد تركز‬
‫ىذه الشركات عمى استنفاد مورد طبيعي غير متجدد (النفط‪ )...‬حيف تكوف مصمحة الدولػة‬
‫الوطنية عدـ استنفاد ىذا المورد‪ .‬وقد تيتـ بصناعات تحويمية‪ ،‬في حيف تحتاج الدولة إلى‬
‫ِّ‬
‫لممتطمبات الوطنيَّة‪ ،‬ألنيا‪ ،‬بكل بساطة‪،‬‬ ‫صناعات ثقيمة أساسية‪ .‬فيي ال تستجيب تمام ًا‬
‫‪..‬أجنبية‪.‬‬
‫مف ىنا تمجأ البمداف المضيفة الستثمارات ىذه الشركات إلى وضع قيود عمى ىذا‬
‫تكيف مشاريعيا‬ ‫االستثمار‪ ،‬بأف تربطو بموافقة ىيئات حكومية متنوعة‪ ،‬بعد أف ّ‬
‫االستثمارية وفق معايير تحددىا البمداف المضيفة‪ .‬ىذا باإلضافة إلى تسابق البمداف النامية‬
‫إلى تقديـ الحوافز لتشجيع عمل ىذه الشركات‪ ،‬ومنيا‪::‬‬
‫*إعفاءات ضريبية أو تخفيض في الرسوـ الجمركية‪.‬‬
‫المحولة إلى البمد األـ(‪..)1‬‬
‫َّ‬ ‫*سياسات تُ ِّ‬
‫حرر الشركات مف القيود عمى أرباحيا‬
‫‪-1‬انظر أحمد عبد العزيز وآخروف‪ (،‬الشركات متعددة الجنسيات وأثرىا عمى الدوؿ النامية‪ )،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.127‬‬

‫‪ -2‬حسف زعرور‪ ،‬األثار اإلقتصادية واإلجتماعية لشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬منتدػ الدفاع الوطني‪2017.10,23،‬‬

‫‪59‬‬
‫أحكام الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫‪-2‬الفصل الثاني‬

‫وثمة طرؽ أخرػ تمجأ إلييا الدوؿ المضيفػة بأف تستخدـ المنشأة التابعة حجماً معيناً مف‬
‫الموارد اإلنتاجية المحمية في عممياتيا اإلنتاجية‪ ،‬أؼ‪ ،‬بعبارة أخرػ‪ ،‬مساىمة ىذا الفرع‬
‫إيجاباً في االقتصاد المحمي‪ .‬كما تدفع ىذه الشركات إلى توظيف نسبػة معينة مف القوػ‬
‫العاممة مف مواطني الدولة المضيفة‪.‬‬

‫كذلؾ تمجأ الدولة المضيفػة‪ ،‬وحفاظاً عمى توازف ميزاف المدفوعات‪ ،‬إلى تحديد حجـ‬
‫األرباح ورأس الماؿ الذؼ ُيسمح لمشركة بتحويمو إلى الخارج‪ .‬كما تفرض أف تكوف‬
‫كميات صغيرة مف إنتاج البمد المضيف‬ ‫صادرات الشركات ّ‬
‫لذلؾ نقوؿ إف ىناؾ آثا اًر سمبية تتركيا الشركات المتعددة عمى عمميات التنمية‪ ،‬وىي‬
‫إىماؿ المشكالت التي تعاني منيا المجتمعات النامية‪ ،‬كالموارد البشرية‪ ،‬إضافة إلى إىماؿ‬
‫توزيع الثروة والدخل عمى كافة الشرائح االجتماعية‪ ،‬باعتبار أف عممية التنمية في فمسفة‬
‫الشركات المذكورة‪ ،‬ىي عمميات اقتصادية بحت‪ ،‬إضافة إلى األرباح الضخمة المحولػة‬
‫إلى الدولة األـ‪ ،‬مما يؤدؼ إلى استنزاؼ الموارد الوطنية‪ ،‬والى ضياع الفرصة أماـ‬
‫االقتصاد المحمي الستغالؿ موارده استثما اًر ذاتياً في الصناعات الوطنية‪.‬‬

‫وىكذا فإف اليدؼ األساسي لبعض ىذه الشركات‪ ،‬ىو خمق مصادر جديدة لممواد األولية‬
‫لسد احتياجات سكاف الدوؿ الصناعية وصناعاتيا واقتصادىا‪ ،‬بوجو عاـ‪ ،‬وفتح أسواؽ‬
‫لتصريف منتجاتيا في الخارج‪.‬‬

‫كما أف ىذه الشركات تنقل إلى البمداف العربية والنامية تكنولوجيا تكوف قد قررت االستغناء‬
‫عنيا في الدولة األـ‪ ،‬كما تحصل عمى ثمف باىع لما تقدمو مف معرفة فنية‪ ،‬وال تيتـ عادة‬
‫بمدػ مالءمة ما تبيعو مف تكنولوجيا مع ظروؼ االقتصاد الوطني والمجتمع وقيمو‬
‫الحضارية‬
‫‪)1(.‬‬

‫(‪)1‬حسف زعرور‪ ،‬األثار االقتصادية واالجتماعية لشركات متعددة الجنسيات‪ .‬مرجع سابق موقع سابق‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫أحكام الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فيذه الشركات‪ ،‬أداة رئيسية لتكامل البمداف الصناعية ال مع االقتصادات الوطنية ولكف‬
‫مع فئة مف السكاف في البمداف النامية‪.‬‬

‫وبما أف سياسة الشركات المتعددة تتفق وحرية التبادؿ التجارؼ وانفتاح االقتصاد الوطني‬
‫عمى اقتصاد السوؽ‪ ،‬حيث تتحدد أسعػار المنتجات بما يتالءـ مع قانوف العرض والطمب‪،‬‬
‫لذا نقوؿ إف االقتصادات العربية‪ ،‬بشكل عاـ‪ ،‬سوؼ تتأثر بعامميف مترافقيف في عمميػة‬
‫تحرير تبادؿ المنتجات الزراعية والصناعية عمى المستوػ العالمي‪:‬‬

‫‪ .1‬زيادة أسعار بعض المنتجات الزراعية‪ ،‬نتيجة لزيادة الطمب العالمي‪،‬‬


‫إثر إلغاء القيود عمى االستيراد وتخفيض الرسوـ الجمركية عمى‬
‫ظمة التجارة الدولية‬
‫أكدتو اتفاقية من ّ‬
‫الواردات الزراعية‪ .‬وىذا ما ّ‬
‫(الجات)‪.‬‬
‫إنتاجية القطاع الزراعي‪ :‬بسبب تحرير التجارة وفتح األسواؽ‬
‫ّ‬ ‫‪ .2‬انخفاض‬
‫وارتفاع تكاليف اإلنتاج وفي ىذه الحالػة فإف منتجات األقطار العربية‬
‫لف تكوف منافسة لمنتجات الدوؿ المتقدمة زراعيا‪.‬‬

‫ىذا األمر يؤدؼ‪ ،‬عمى المدػ البعيد‪ ،‬إلى تدمير بنيػة االقتصادات العربية‪ ،‬مما سيمقي‬
‫بأعباء إضافية عمى عممية التنمية في البمداف العربية‪ ،‬ويوسع معدالت البطالة والفقر‪.‬‬

‫كذلؾ تتشابو النتائج عمى صعيد المنتجات الصناعية‪ ،‬بسبب المنافسة في األسواؽ وما‬
‫يترتَّب عمى ذلػؾ مف عجز كبير في ميزاف المدفوعات أو الميزاف التجارؼ‪ ،‬خاصة إذا‬
‫تعرضت البمداف النامية وبمداننا العربية لسياسات اإلغراؽ مف جانب الدوؿ الصناعية‪.‬‬
‫ّ‬
‫ليذه األسباب‪ ،‬فإف البمداف العربية ُمطالبة بتطوير صناعاتيا‪ ،‬والعمل عمى التكامل‬
‫والتنسيق في ىذا المجاؿ‪ ،‬واالعتناء بمرتكزات التنمية البشرية‪ ،‬مف تعميـ وتدريب وتأىيل‪،‬‬
‫‪)1(.‬‬
‫لمواكبة التكنولوجيا الحديثة واالىتماـ بمراكز البحوث والتطوير‬

‫الحرة العربية" التي بدأت عمميا‬


‫ولعل ما يبعث األمل‪ ،‬ما تـ إق ارره بإنشاء "منظمة التجارة ّ‬

‫(‪) )1‬حسف زعرور‪ ،‬األثار االقتصادية واالجتماعية لشركات متعددة الجنسيات‪ .‬مرجع سابق موقع سابق‬

‫‪61‬‬
‫أحكام الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مع مطمع ىذا العاـ‪ ،‬عمى أف يكتمل بناؤىا خالؿ السنوات العشر المقبمة‪ .‬ويمثل ىذا‬
‫المشروع الحضارؼ انطالقة جادة وحقيقية لبناء تجمع اقتصادؼ‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬االثار االجتماعية لشركات متعددة الجنسيات‬

‫تؤكد الدراسات االقتصادية اف الشركات المتعددة لجنسيات ال تربط اعماليا بالصناعات‬


‫الوطنية في الدوؿ النامية بل بالسياسات العامة التي تضعيا ىذه الشركات مما يؤدؼ الى‬
‫زيادة الفوارؽ االجتماعية بيف الفئة المرتبطة مصالحيا بيذه المشاريع وبيف االغمبية مف‬
‫السكاف الذيف سوؼ يتدىور مستواىـ المعيشي‪ ،‬وىذا االتجاه غالبا ما يؤدؼ الى فتح الباب‬
‫واسعا اماـ الفساد والى غيره مف الظواىر االجتماعية السمبية وغالبا ما تمجا ىذه الشركات‬
‫اف تقديـ الرشوة لبعض الساسة والحكاـ بغية افسادىـ وحمميـ عمى قبوؿ شروط تمؾ‬
‫الشركات التي ال تنسجـ مع واقع الدوؿ النامية عمى وجو الخصوص‪ ،‬اضافة الى اجبارىـ‬
‫عف التغاضي عف المخالفات القانونية او دفع ثمف اعمى مف االسعار الدولية ‪،‬كما نجحت‬
‫ىذه الشركات في شر ذمـ كبار المسؤوليف وجندت العديد منيا لخدمتيا وبمرتبات عالية‬
‫جدا‪)1(.‬‬

‫وخالصة القوؿ إف لمشركات متعددة الجنسيات أثا ار اجتماعية عمى الدوؿ النامية ومنيا‬
‫يمكف تمخيص أىميا في ثالثة نقاط ‪:‬‬
‫* تحجيـ الصناعة الوطنية المنتجة وتشجيع قياـ فئة اجتماعية تعتاش عمى حساب‬
‫المجتمع‬

‫ليا مواصفات غير إنتاجية‪.‬‬

‫*تكريس الفساد والرشوة وقيـ أخالقية وضعية‪.‬‬

‫بيف الشرائح االجتماعية مما يؤدؼ إلى عدـ االستقرار االجتماعي‬ ‫الفجوة‬ ‫*زيادة‬
‫والسياسي‪.‬‬

‫‪1‬انظر‪- :‬حسف زعرور‪ ،‬األثار االقتصادية واالجتماعية لشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬موقع سابق‪ ،‬مرجع س‬

‫‪62‬‬
‫أحكام الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة الفصل الثاني‪:‬‬


‫تعتمد الشركات متعددة الجنسيات في انشائيا وتكوينيا عمى عدة طرؽ مف بينيا االندماج‬
‫الذؼ يكوف بيف شركتيف والذؼ يخمف اثار لكال الشركتيف سواء المدمجة او المندمجة‪ ،‬الى‬
‫جانب اسموب تكويف شركات وليدة عمى المستوػ الدولي والذؼ يعتبر االسموب الخيار‬
‫الذؼ تفضمو ىذه الشركات‪.‬‬
‫تتعدد اساليب االدارة في الشركات متعددة الجنسيات‪ ,‬ولكف في اغمب ىذه الشركات تجد‬
‫عدة اساسيات في االدارة ال تتغير‪ ،‬منيا كيفية وضع خطط العمل‪ ،‬فتنظـ ىذه الشركات‬
‫دائما بشكل دورؼ منتظـ اجتماعات عامة لكل افراد الشركة في كل الفروع‪ ،‬ولو كاف عدد‬
‫االفراد ضخـ‪ ،‬مف الممكف تنظيـ لقاءات عمى مستوػ المديريف عمى مستوػ كل الفروع‪،‬‬
‫وتنظـ ىذه االجتماعات ايضا لمواجية اؼ مشكمة تط أر بواسطة طرح المشكمة عمى المائدة‬
‫وعرض الحموؿ‪ ،‬واختيار افضل الحموؿ وتطبيقيا‪ ،‬او االخذ بحل تـ تطبيقو فعال بواسطة‬
‫فرع اخر مف فروع الشركة‪.‬‬
‫كما يجب انو ال يكفي القوؿ اف الشركات متعددة الجنسيات تمارس نشاطيا االستثمارؼ‬
‫فقط بل ليا عدة اثار متنوعة سواء كانت عمى الجدوؿ المضيفة او عمى المستوػ‬
‫العالمي‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫الخاتمة‬
‫تعظـ دور الشركات متعددة الجنسيات في االقتصاد العالمي بشكل ممحوظ حيث‬
‫أصبح ما تؤديو مف أدوار في العالقات االقتصادية الدولية موضوعا لنقاش بيف الكتاب‬
‫والمفكريف و المنظمات الدولية الميتمة بشؤوف االستثمار الدولي‪ ،‬ويمكف استجالء حقيقة‬
‫ىذا الدور مف خالؿ ما تحصمت عميو االحصائيات عمى مستوػ التحميل الكمي إلى‬
‫تعاظـ دور الشركات في رفع معدالت التنمية االقتصادية الدولية و التجارة العالمية‪.‬‬

‫مف خالؿ ما بيناه يمكننا أف يتضح أف الشركات متعددة الجنسيات أصبحت مف أكثر‬
‫الكيانات تأثي ار في المجاؿ االقتصادؼ عمى الساحة الدولية‪ ،‬فيي تممؾ مف اإلمكانيات‬
‫المادية والبشرية ما يمكنيا مف االستثمار في شتى المجاالت‪ ،‬وفي أؼ بقعة مف الكرة‬
‫األرضية‪ .‬األمر الذؼ يظير لنا أىميتيا في التنمية االقتصادية واالجتماعية في دوؿ‬
‫العالـ وخاصة النامية منيا‪ ،‬نظ ار لقمة اإلمكانيات التي تمكنيا مف تحقيق أىدافيا في‬
‫التنمية المنشودة‪.‬‬

‫وبالتالي يمثل ظيور الشركات متعددة الجنسيات او الشركات العمالقة الصورة الجديدة‬
‫لتنظيـ النشاط االقتصادؼ في االقتصادات الرأسمالية المتقدمة حيث أف الشركة متعددة‬
‫الجنسيات أو عبر الوطنية كما ينادييا البعض تمثل التجسيد الحي لظاىرة كوكبة الحياة‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫حيث اصبحت اليوـ تشكل القوة المحركة في النظاـ االقتصادؼ والسياسي الدولي الراىف‬
‫وىي ظاىرة اقتصادية ميمة في مجاؿ العالقات الدولية بحيث أنيا تمثل اليوـ إحدػ القوػ‬
‫المؤثرة في صنع األحداث و التحوالت االقتصادية و االجتماعية و السياسة في العالـ‬
‫المعاصر وبالتالي أصبحت الشركات المتعددة الجنسيات بمثابة الحكومة الكونية كما‬
‫اضحت تسيطر عمى كل النشاطات االقتصادية في كل المجتمعات في العالـ‪.‬‬

‫كما أف التسمية التي أطمقت عمى الشركات متعددة الجنسيات وصف متعددة الجنسية لـ‬
‫تطمق عمييا ألنيا شركات ممموكة ألشخاص حامميف جنسيات مختمفة أو ألف العامميف‬
‫فييا مف جنسيات مختمفة‪ ،‬إنما ألنيا تظـ مجموعة مف الشركات المرتبطة اقتصاديا‬

‫‪64‬‬
‫وقانونيا نتيجة قياـ الشركة األـ بتأسيس مجموعة مف الشركات الوليدة الخاضعة‬
‫الستراتيجيتيا االقتصادية الموحدة في العديد مف الدوؿ ووفقا ألنظمتيا القانونية‪.‬‬

‫النتائج‪:‬‬

‫‪ ‬لـ تظير الشركات متعددة الجنسيات مف عدـ بل بيا جذور تاريخية عبر ألة زمنية‬
‫بعيدة قد ترجع إلى عدة قروف إلى الوراء‬
‫‪ ‬تعددت التسميات والمصطمحات التي أطمقت عمى الشركات متعددة الجنسيات إال‬
‫أنيا كميا تصب في معنى واحد ‪.‬‬
‫‪ ‬الشركات متعددة الجنسيات ىي كل شركة تستثمر في أكثر مف بمد‪ ،‬وتخضع‬
‫الستراتيجية موحدة تأخذ عمى مستوػ مركز ىذه الشركة‪ ،‬وتتكوف مف شركة أـ‬
‫تتفرع عنيا عدة فروع تعمل تحت سيطرتيا‪.‬‬
‫‪ ‬تتميز الشركات متعددة الجنسيات بعدة خصائص تميزىا عف غيرىا‪ ،‬مف بينيا‬
‫"الضخامة" حيث أصبحت كيانات ضخمة ذات رأسماؿ ضخـ تسيطر عمى‬
‫اقتصاد السوؽ‪ ،‬كما تتميز بكبر مساحة السوؽ التي تغطييا وامتدادىا الجغرافي‬
‫خارج الدولة األـ‪ ،‬بما ليا مف إمكانيات ىائمة في التسويق وفروع تابعة ليا‪.‬‬
‫‪ ‬كما تعد الشركات متعددة الجنسيات مصدر أساسي لنقل المعرفة الفنية واإلدارية‬
‫والتنظيمية و ذلؾ مف خالؿ التدريب وتوظيف العمالة‪.‬‬
‫‪ ‬تتمتع الشركات متعددة الجنسيات بمجموعة مف المزايا االحتكارية كاحتكار‬
‫التكنولوجيا الحديثة و الميارات الفنية واإلدارية وأساليب مراقبة الجودة وغيرىا‪.‬‬
‫‪ ‬تتعدد دوافع ظيور الشركات متعددة الجنسيات بتعدد أنواعيا ولكف يبقى ىدؼ‬
‫تحقيق الربح ىو الدافع األساسي لنمو ىذه الشركات‪ ،‬فيي تنتج في البمداف‬
‫عناصر اإلنتاج منخفضة النفقة ثـ تبيع ىذه المنتجات في البمداف مرتفعة األسعار‪.‬‬
‫‪ ‬تحافع ىذه الشركات عمى عالقة التكامل والتنسيق فيما بينيا بيدؼ تحقيق‬
‫مصالحيا االقتصادية المشتركة‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫‪ ‬تعتمد الشركات متعددة الجنسيات في إدارتيا عمى أداة رئيسية تتمثل في التخطيط‬
‫االستراتيجي الذؼ يؤدؼ إلى تحقيق ما تيدؼ إليو ىذه األخيرة‪ ،‬والتي تيدؼ مف‬
‫خاللو إلنقاص الفرص وتكبير الفوائد‪.‬‬
‫‪ ‬أوؿ الشركات متعددة الجنسيات الحديثة أوروبية‪ ،‬بحيث ظيرت في بداية القرف‬
‫التاسع عشر‪ ،‬ومف بينيا شركة "سينقر" و" ستاندارد ويل‪" ،‬‬
‫‪ ‬أما الشركات األمريكية لـ تظير إال في الفترة الممتدة مف ‪ 1940‬غمى أواخر‬
‫الستينات حيث استفادة مف تراجع نشاط الشركات األوروبية بعد الحرب العالمية‬
‫الثانية‪.‬‬
‫‪ ‬أما فيما يخص الشركات متعددة الجنسيات اليابانية فظيرت في بداية الستينات‬
‫‪ ‬تمعب الشركات متعددة الجنسيات دو ار ميما وخطي ار في الحياة القانونية‬
‫واالقتصادية وحتى السياسية الدولية‪ ،‬وذلؾ مف خالؿ سيطرتيا عمى كثير مف‬
‫النشاطات التجارية واالقتصادية خاصة تمؾ التي تتطمب رؤوس أمواؿ ضخمة‬
‫وتكنولوجيا متقدمة ‪.‬‬
‫‪ ‬تمثل ىذه الشركات مرحمة جديدة مف مراحل التركيز الرأسمالي إذا أطمق عمييا‬
‫تسمية عالمية اإلنتاج‪ ،‬فبتدويل ظاىرة اإلنتاج أصبحت العممية اإلنتاجية لمشركات‬
‫متعددة الجنسيات ال تتـ عمى مستوػ قومي وانما عمى مستوػ عالمي‬
‫‪ ‬رغـ كل التساؤالت التي تثيرىا الشركات متعددة الجنسيات إال أنيا لـ تكف محل‬
‫اىتماـ الفقو العربي‪ ،‬اذ لـ يقدـ ىذا الفقو سوػ عددا قميال مف الدراسات القانونية‬
‫في ىذا المجاؿ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫التوصيات ‪:‬‬

‫‪ ‬عمى الرغـ مف أىمية الشركات متعددة الجنسيات ودورىا في االقتصاد العالمي‪،‬‬


‫إال أنيا تشكل خط ار ييدد الكياف االقتصادؼ لمدوؿ الضيفة‪ ،‬خاصة النامية منيا‪،‬‬
‫كما يمكف أف تكوف أداة طيعة في يد الدوؿ التي تنتمي إلييا لتستخدميا في تنفيذ‬
‫أغراضيا االقتصادية و السياسية وعمى ىذا األساس يجب وضع قواعد دولية تنظـ‬
‫عمل ىذه الشركات ‪.‬‬
‫‪ ‬تبني الدوؿ نظاـ رقابي عمى عمل الشركات وذلؾ بيدؼ الحفاظ عمى ثروتيا و‬
‫سيادتيا‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫قائمة‬
‫المصادر و المراجع‬
‫قائمة المراجع‬

‫أوال‪/‬المراجع بالمغة العربية‪:‬‬

‫‪-1‬ا‪.‬ا‪.‬ميرونوؼ‪ ،‬االطروحات الخاصة بتطور الشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬ترجمة عمي‬


‫دمحم تقي دمحم الحسف‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬دط‪ ،‬الجزائر‪1986 ،‬‬

‫‪ -2‬ابراىيـ محسف عجيل‪ ،‬الشركات متعددة الجنسيات و سيادة الدوؿ‪ ،‬االكاديمية العربية‬
‫المفتوحة‪ ،‬دط‪ ،‬الدنمارؾ كمية القانوف و السياسة‬

‫‪-3‬اميف السيد اعمد لطفي‪ ،‬المحاسبة الدولية و الشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬الدار‬
‫الجامعية‪ ،‬دط‪ ،‬االسكندرية‪2014،‬‬

‫‪-4‬حاتـ عفيف سامي‪ ،‬التاميف الدولي‪ ،‬الدار المصرية المبنانية‪ ،‬ط‪ ،1‬سنة ‪1986‬‬

‫‪-5‬حساـ الديف ود‪/‬عبد الغاني الصغير‪ ،‬النظاـ القانوني لالندماج الشركات‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫الثقافة لمطباعة والنشر‪ ،‬القاىرة‪ /‬سنة ‪1987‬‬

‫‪-6‬حساـ عيسى‪ ،‬الشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬دط‪ ،‬المؤسسات العامة لمدراسات والنشر‬
‫المعاصر‪ ،‬بيروت‪ ،‬دس‬

‫‪-7‬حسف عناية‪ ،‬موسوعة الفقو والقضاء في الشركات التجارية‪،‬ط‪،2‬دار محمود و المكتبة‬


‫القانونية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دس‪.‬‬

‫‪-8‬حسف عوض هللا ‪ ،‬االقتصاد الدولي نظرة عمى بعض القضايا‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬
‫لمنشر دط سنة ‪1999‬‬

‫‪-9‬حكمت أحمد الراوؼ‪ ،‬المحاسبة الدولية‪،‬ط‪ ،2‬دار حنيف ومكتبة الفالح‪ ،‬عماف‬
‫واإلمارات‪ ،‬دس‪.‬‬

‫‪-10‬سامي الخرابشي‪ ،‬النظاـ القانوني لشركة المساىمة‪ ،‬دط‪ ،‬دار النشر عماف ‪2005 ،‬‬
‫‪-11‬سميحة القميوزؼ‪ ،‬الشركات متعددة الجنسيات ‪،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،3‬دار النيضة العربية‬
‫القاىرة‪ ،‬سنة ‪1992‬‬

‫‪-12‬طمعت جياد لجي الحديدؼ‪ ،‬المركز القانوني لمشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬ط‪،1‬دار‬
‫الحامد لمنشر والتوزيع‪ ،‬سنة ‪،2008‬‬

‫‪-13‬عبد المطمب عبد الحميد‪ ،‬النظاـ االقتصادؼ العالمي‪ ،‬مكتبة النيضة المصرية‪،‬‬
‫القاىرة‪1998،‬‬

‫‪-14‬محسف شفيق‪ ،‬المشروعات ذو القوميات متعددة مف الناحية القانونية‪ ،‬دط‪ ،‬مطبعة‬


‫القاىرة والكتاب الجامعي‪ ،‬دب ف‪ ،‬سنة ‪1998‬‬

‫‪-15‬دمحم صبحي األثربي‪ ،‬مدخل إلى الدراسات الشركة االحتكارية لمشركات متعددة‬
‫الجنسيات‪ ،‬دط‪ ،‬دار الثورة لمصحافة والنشر‪ ،‬بغداد‪ ،‬سنة ‪.1977‬‬

‫‪-16‬دمحم عبد العزيز العبد هللا‪ ،‬االستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬دار النقاش لمنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردف‪ ،‬سنة ‪.2005‬‬

‫‪ -17‬دمحم مبروؾ ابو زيد‪ ،‬المحاسبة الدولية و انعكاساتيا عمى الدوؿ العربية‪ ،‬ايتراؾ‬
‫لمطباعة والنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬القاىرة‪2005 ،‬‬

‫‪ -18‬دمحم محي مسعد‪ ،‬ظاىرة العولمة بيف األوىاـ والحقائق‪ ،‬دط‪ ،‬مكتبة اإلشعاع‬
‫‪،‬اإلسكندرية ‪ ،‬سنة ‪1999‬‬

‫‪-19‬يمامة متعب مناؼ األثربي‪ ،‬الشركات متعددة الجنسيات والقانوف الواجب التطبيق‪،‬‬
‫الجزء األوؿ‪ ،‬د ط‪ ،‬دس‪ ،‬ددف‬

‫‪-20‬يوسف محمود جربوع وسالـ العبدهللا حمس‪ ،‬المحاسبة الدولية مع التطبيق العممي‬
‫لمعايير المحاسبة الدولية‪ ،‬مؤسسة اسواؽ لمنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬عماف ‪2002 ،‬‬

‫الرسائل الجامعية ‪:‬‬


‫‪-1‬احمد يوسف عبدهللا شحاتة‪ ،‬ممارسة الشركات دولية النشاط في مجاؿ التكنولوجيا و‬
‫التطور االقتصادؼ رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة طنطا‪1990 ،‬‬

‫‪-2‬ابراىيـ قادـ‪ ،‬الشروط المقيدة في عقود نقل التكنولوجيا ودورىا في تكويف التكنولوجيا‬
‫عمى المستوػ الدولي‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة عيف شمس‪ ،‬سنة ‪2002‬‬

‫‪-3‬االء دمحم فارس حماد‪ ،‬اندماج الشركات واثره عمى الشركة المندمجة ‪،‬دراسة مقارنة‪،‬‬
‫رسالة ماجيستير‪ ،‬جامعة بيروت‪2011. ،‬‬
‫‪-4‬بوخارؼ عبد الحميد‪ ،‬داداف عبد الوىاب‪ ،‬دور الشركات متعددة الجنسيات في تنمية‬
‫القطاعات االقتصادية ‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة ماجيستير‪ ،‬جامعة قاصدؼ مرباح‬
‫ورقمة‪2016/2015،‬‬
‫‪-5‬حسف دمحم ىند مدػ مسئولية الشركة االـ عف ديوف الشركات متعددة الجنسيات إثارة‬
‫خاصة الى الشركات القومية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة طنطا‪1990،‬‬
‫‪-6‬خير فضيمة ‪،‬انعكاسات العولمة عمى االستثمار االجنبي في الدوؿ العربية ‪،‬رسالة‬
‫ماجيستير في العموـ االقتصادية تخصص اقتصاد كمي‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كمية العموـ‬
‫االقتصادية‪2005/2004 ،‬‬
‫‪-7‬سيف ىشاـ مصباح الفخرؼ‪ ،‬الشركات متعددة الجنسيات وابعادىا السياسية و‬
‫االقتصادية‪ ،‬رسالة ماجيستير في العموـ المالية والمعرفية‪ ،‬جامعة حميب‪ ،‬كمية‬
‫االقتصاد‪.2010،‬‬
‫المقاالت ‪:‬‬

‫*أحمد عبد العزيز‪ ،‬د‪ /‬جاسـ زكرياء الطحاف‪ ،‬د‪ /‬فراس عبد الجميل مقاؿ بعنواف(‬
‫الشركات المتعددة الجنسيات وأثرىا عمى الدوؿ النامية) مجمة اإلدارة و االقتصاد‪ ،‬العدد‬
‫‪ 35‬سنة ‪2001‬‬

‫*عمر الفاروؽ‪ (،‬مطالعة حوؿ االستثمار األجنبي المباشر ونقل التكنولوجيا )‪،‬مجمة‬
‫التعاوف الصناعي في الخميج العربي‪ ،‬عدد ‪،86‬اكتوبر ‪2001‬‬
‫*حميد الجميمي‪ (،‬الشركات متعددة الجنسيات ودورىا في اإلنتاج الدولي) ‪،‬مجمة أخبار‬
‫النفط والصناعة عدد ‪401‬فبراير أبو ظبي ‪2004‬‬

‫*إسماعيل صبرؼ العبد هللا‪ ،‬الكوكبة مجمة الطريق‬

‫*فوزؼ دمحم العكس( الشركات متعددة الجنسيات ودورىا في عممية نقل التكنولوجيا )بحث‬
‫منشور في مجمة العموـ اإلنسانية عدد ‪ ،02‬سنة ‪1981‬‬

‫*عطية فتحي الويشي ‪(،‬اقتصاديات العولمة عابرة القومية اـ كاسحات حضارية ‪)،‬مجمة‬
‫الوعي االسالمي‪ ،‬العدد ‪44‬سنة‪2000‬‬

‫*سيف دمحم المعمرؼ‪( ،‬نشأة الشركات متعددة الجنسيات )‪،‬جريدة عماف لمبحث والتوزيع‬
‫االردف ‪ ،‬العدد ‪43‬سنة ‪2009‬‬

‫*الياـ مصطفى( دوافع ظيور الشركات متعددة الجنسيات)‪ ،‬مجمة االقتصاد‪ ،‬العدد ‪،12‬‬
‫سنة ‪2006‬‬

‫*حميد الجميمي‪ (،‬الشركات متعددة الجنسيات ودورىا في االنتاج الدولي)‪ ،‬مجمة اخبار‬
‫النفط و الصناعة ابو ظبي‪ ،‬العدد ‪ ،401‬سنة ‪2004‬‬
‫خالصة الموضوع‬
‫ازداد االىتماـ في المدة االخيرة بالشركات متعددة الجنسيات لما ليا مف تأثيرات‬
‫تعدت لمعالمية‪ ،‬حيث أصبح االقتصاد العالمي يحل تدريجياً محل االقتصاديات القومية‬
‫المختمفة كإطار لعممية اإلنتاج الرأسمالي ولقد كانت أداة ىذا التحوؿ والوسيمة ىي‬
‫الشركات المتعددة الجنسيات‪ ،‬فيي تمثل مرحمة جديدة مف مراحل التركز الرأسمالي‪،‬‬
‫بحيث تتوزع المراحل المختمفة لمعممية اإلنتاجية داخل المشروع الواحد عمى مختمف دوؿ‬
‫العالـ مع استمرار خضوعيا لسيطرة مركزية قومية موحدة‪ ،‬فالذؼ يميز الشركات أو‬
‫المشروعات المتعددة القوميات مف الوجية االقتصادية ىو تعدد الوحدات اإلنتاجية عمى‬
‫المستوػ العالمي مف ناحية ومركزية السيطرة مف ناحية أخرػ‪.‬‬

‫فالذؼ يميز الشركات المتعددة القوميات مف الوجية القانونية ىو مف ناحية تعدد‬


‫الوحدات القانونية المستقمة (الشركات الوليدة) عمى المستوػ العالمي كل منيا يعمل في‬
‫إطار قانونياً قومي مختمف‪ ،‬ومف ناحية أخرػ مركزية السيطرة التي تخضع ليا ىذه‬
‫الوحدات القانونية‪.‬‬

‫ىذه الشركات اليوـ تعد القوة المحركة في النظاـ االقتصادؼ العالمي نتيجة تحكميا‬
‫وسيطرتيا عمى النشاط االقتصادؼ العالمي‪ ،‬لذاؾ تسعى ىذه الشركات الى تحويل العالـ‬
‫الى ساحة اقتصادية رغبتا في بسط نفوذىا و سيطرتيا عمى كافة قطاعات النشاط‪،‬‬
‫مستغمة في ذألؾ لما ليا مف امكانيات مادية وبشرية تمتد الى مختمف بقاع العالـ‪.‬‬

‫الشركات‬
‫ُ‬ ‫وتمارس ىذه‬
‫ُ‬ ‫جنسيات متعددة أيضاً‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أشخاص مف‬
‫ٌ‬ ‫يتوّلى إدارتَيا‬
‫طيا‬‫أف استراتيجياتيا وخط َ‬
‫األجنبية المختمفة‪ ،‬عمى الرغـ مف ّ‬
‫ّ‬ ‫نشاطاتيا المختمفة في البالد‬
‫ِ‬
‫األـ‪ ،‬ولكف يتجاوز‬
‫معينة فيما تُعرؼ باسـ الدولة ّ‬
‫موجية لمعمل في دولة ّ‬ ‫وسياساتيا تكوف ّ‬
‫ٍ‬
‫ويتسع لدوؿ أخرػ تُ ُ‬
‫عرؼ باسـ‬ ‫ُ‬ ‫األـ‪،‬‬
‫اإلقميمية لمدولة ّ‬
‫ّ‬ ‫الوطنية‬
‫ّ‬ ‫الحدود‬
‫َ‬ ‫عمل ىذه الشركات‬
‫الدوؿ المضيفة‪.‬‬
‫الفيرس‬
‫‪/‬‬ ‫كممة شكر وعرفاف‬
‫‪/‬‬ ‫قائمة المختصرات‬
‫مقدمة‬
‫‪6-1‬‬
‫‪7‬‬ ‫مقدمة الفصل األوؿ‬
‫‪33-8‬‬ ‫الفصل األوؿ‪ :‬مفيوـ الشركات متعددة الجنسيات‬
‫‪18-8‬‬ ‫المبحث األوؿ‪ :‬نشوء وتطور الشركات متعددة الجنسيات‬
‫‪11-8‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬الجذور التاريخية لمشركات متعددة الجنسيات‬
‫‪11-9‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬مراحل نمو وتطور الشركات متعددة الجنسيات‬
‫‪9‬‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬المرحمة مف أواخر القرف التاسع عشر إلى غاية قياـ الحرب‬
‫العالمية األولى عاـ ‪1914‬‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المرحمة الممتدة مف بداية الحرب العالمية األولى عاـ‬
‫‪1914‬حتى نياية الحرب العالمية الثانية ‪1945‬‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الفترة ما بيف نياية الحرب العالمية الثانية إلى يومنا ىذا‬
‫‪18-12‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬دوافع ظيور الشركات متعددة الجنسيات‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬العوامل المساعدة في ظيور الشركات متعددة الجنسيات‬
‫‪14‬‬ ‫أوال‪ :‬العوامل االقتصادية‬
‫‪15-14‬‬ ‫ثانيا‪ :‬العوامل القانونية‬
‫‪18-16‬‬ ‫ثالثا‪ :‬العوامل السياسية واالجتماعية‬
‫‪31-19‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬معنى الشركات متعددة الجنسيات‬
‫‪21-19‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬تسمية الشركات متعددة الجنسيات‬
‫‪26-22‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تعريف الشركات متعددة الجنسيات‬
‫‪31-27‬‬ ‫المطمب الثمث‪ :‬خصائص الشركات متعددة الجنسيات‬
‫‪33-30‬‬ ‫المبحث الثالث ‪:‬أىمية الشركات متعددة الجنسيات‬
‫‪32‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬أىمية ودور الشركات متعددة الجنسيات عمى المستوػ‬
‫المحمي لمدوؿ المضيفة‬

‫‪38-33‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬أىمية ودور الشركات متعددة الجنسيات عمى المستوػ‬
‫الدولي‬
‫‪40-39‬‬ ‫خالصة الفصل األوؿ‬
‫‪63-42‬‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬احكاـ الشركات متعددة الجنسيات‬
‫‪41‬‬ ‫مقدمة الفصل الثاني‬
‫‪52-42‬‬ ‫المبحث األوؿ‪ :‬إنشاء الشركات متعددة الجنسيات‬
‫‪51-42‬‬ ‫المطمب األوؿ ‪ :‬االندماج الدولي لمشركات‬

‫‪44‬‬ ‫الفرع األوؿ ‪ :‬االندماج عف طريق الضـ‬


‫‪46-45‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬االندماج عف طريق المزج‬
‫‪45‬‬ ‫الفقرة األولى ‪ :‬الفرؽ بيف نوعي االندماج‬
‫‪48-46‬‬ ‫الفقرة الثانية ‪ :‬أمثمة عف االندماج‬
‫‪50-49‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬أنواع االندماج‬
‫‪51-50‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬تكويف شركات وليدة عمى المستوػ الدولي‬
‫‪52-51‬‬ ‫المطمب الثالث ‪ :‬السيطرة عمى شركات قائمة‪ .‬عمى المستوػ الدولي‬
‫‪57-53‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ ٍ::‬ادارة الشركات متعددة الجنسيات‬
‫‪55-53‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ ::‬االدارة المركزية في الشركات المتعددة الجنسيات‬
‫‪55-45‬‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬اساليب االدارة المركزية‬
‫‪57-55‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬مجاالت السيطرة المركزية‬
‫‪56-55‬‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬السيطرة االدارية‬
‫‪57-56‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬السيطرة المالية‬
‫‪58-57‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬التنظيـ القانوني لشركات متعددة الجنسيات‬
‫‪57‬‬ ‫المطمب االوؿ ‪ :‬القواعد الوطنية‬
‫‪58‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬القواعد الدولية‬
‫‪63-59‬‬ ‫المبحث الرابع ‪ :‬األثار الناتجة عف نشاط الشركات متعددة الجنسيات‬
‫‪62-59‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬األثار االقتصادية لمشركات متعددة الجنسيات‬
‫‪63-62‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬األثار االجتماعية لمشركات متعددة الجنسيات‬
‫‪63‬‬ ‫خالصة الفصل الثاني‬
‫‪67-64‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪/‬‬ ‫قائمة المراجع‬

‫‪/‬‬ ‫الفيرس‬

You might also like