You are on page 1of 13

‫‪ISSN 2353-0340‬‬ ‫مجلة دراسات في علم األرطفونيا وعلم النفس العصبي المجلد ‪ / 05 :‬العدد ‪ / 01 :‬السنة ‪2020 :‬‬

‫أساليب التكفل األرطوفوني بالحبسة المتدفقة وغير المتدفقة بالرجوع إلى أهم المدارس‬
‫العالجية‬
‫‪The Orthophonic treatment of Fluent and non-‬‬
‫‪Fluent Aphasia based on the most important therapeutic‬‬
‫‪schools‬‬
‫الدكتورة طيار شهيناز‬

‫‪Doctor TIAR Chahinez‬‬


‫جامعة وهران ‪ ،2‬الجزائر‬
‫‪tiarchahinez@yahoo.fr‬‬
‫تاريخ النشر ‪2020/10/30 :‬‬ ‫تاريخ القبول ‪2020/08/26:‬‬ ‫تاريخ الارسال ‪2020/08/11 :‬‬

‫الملخص‪:‬‬
‫كل اصابة على مستوى الدماغ تؤدي حتما اىل اختالؿ يف القدرات ادلعرفية لإلنساف وظهور اضطرابات عدة‪،‬‬
‫منها احلبسة اليت عرفتها )‪ (RONDAL‬على أهنا اضطراب أو فقداف اللغة الشفهية أو ادلكتوبة أو االثنني‬
‫معا‪ ،‬ناجتة عن إصابة اجلهاز العصيب ادلركزي‪ ،‬من خالؿ ىذا العرض ادلوجز سنحاوؿ تقدمي أىم ادلقاربات والطرؽ‬
‫العالجية اليت ميكن على ادلختص االرطوفوين اتباعها يف عالج احلالة احلبسية مهما كاف نوعها سواء كانت حبسية‬
‫تدفقية أي احلالة قادرة على انتاج وحدات لغوية شفهية مهما كاف نوعها من الناحية الكيفية ( أي كالـ مفهوـ‬
‫أـ ال) واحلبسة الغري تدفقية أين تعاين احلالة احلبسية من صعوبات متفاوتة الدرجات يف انتاج كالـ شفهي‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬احلبسة‪ ،‬التكفل االرطوفوين‪ ،‬احلبسة ادلتدفقة‪ ،‬احلبسة غري متدفقة‪ ،‬ادلدارس العالجية‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬

‫‪Any brain-level injury inervitably leads to an impairment in the‬‬


‫‪cognitive abilities of the human being and the emergence of several‬‬
‫‪disorders, including the Aphasia as defined by RONDAL as a disorder‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ISSN 2353-0340‬‬ ‫مجلة دراسات في علم األرطفونيا وعلم النفس العصبي المجلد ‪ / 05 :‬العدد ‪ / 01 :‬السنة ‪2020 :‬‬

‫‪or loss of oral or written language or both, resulting from the central‬‬
‫‪nervous system.‬‬
‫‪To provide the most important approaches and therapeutic methods‬‬
‫‪that can be followed by specialist orthophonic treatment in the case of‬‬
‫‪any type of aphasia whether as fluent aphasia : the patient is able to‬‬
‫‪produce oral language units (clear langage or not) and non-fluent‬‬
‫‪aphasie where the patient suffers from difficulties in his oral production.‬‬

‫‪Keywords: aphasia, orthophonic treatment, fluent aphasia, non-fluent‬‬


‫‪aphasia, therapeutic schools.‬‬

‫مقدمــة‪:‬‬

‫يعرؼ االخصائيوف احلبسة ( ‪)Aphasie‬على أهنا اضطراب لغوي ناتج عن اصابة دماغية مكتسبة على مستوى‬
‫الفص الدماغي األيسر لذوي السيطرة اليمينية ‪ .‬احلبسة ىي ضياع أو فقداف كلي أو جزئي للقدرة على االتصاؿ‬
‫أي التكلم أو فهم ما يقاؿ ناتج عن إصابة دماغية متمركزة يف مناطق اللغة‪ ،‬كما أهنا اضطراب يف اختيار تسلسل‬
‫احلروؼ أو اضطراب يف استعماؿ الكلمات أثناء الكالـ وىي دتس كل مناذج االتصاؿ‪ :‬القراءة‪ ،‬التعبري‪،‬‬
‫الفهم‪(LECOURS, 1979)...‬‬
‫تتوقف طبيعة احلبسة على أسباهبا‪ ،‬دتوقع االصابة وعلى إنتسارىا وبالتايل فالعديد من العلماء حاولوا تقدمي‬
‫تصنيفات من خالؿ األعراض السميائية ذلا‪ .‬من بني ادلقاربات اليت نتبعها يف عرضنا ىي ادلقاربة التجريبية‬
‫)‪ (Empirique‬لػ )‪ (HOUES) (GESCHIND‬سنة ‪ 1964‬حيث ارتكزت على مفهوـ التدفق‬
‫اللفظي الذي مت تعريفو على أنو تقدمي شفهي يكوف من الناحية الكمية والكيفية كايف مع كلمات سلتارة بدوف أي‬
‫تردد وبإيقاع عادي يشكل يف االخري كالـ متجانس‪.‬‬
‫قسمت ىذه ادلقاربة احلبسة إىل نوعني حسب السيولة أو التدفق اللفظي‪:‬‬
‫احلبسة ادلتدفقة أو الطليقة‪ (Aphasie fluente) :‬حيث يكوف ىناؾ كالـ طليق يتم فيو‬ ‫‪‬‬
‫انتاج عدد طبيعي أو متزايد من الكلمات تصل حىت االسهاؿ اللفظي )‪ ،(Logorrhée‬ما يشكل لنا‬
‫كالـ رطاين مع صعوبة يف فهم اللغة ادلسموعة أو يف إعادة ادلقاطع والكلمات ادلسموعة‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫‪ISSN 2353-0340‬‬ ‫مجلة دراسات في علم األرطفونيا وعلم النفس العصبي المجلد ‪ / 05 :‬العدد ‪ / 01 :‬السنة ‪2020 :‬‬

‫احلبسة غري ادلتدفقة أو غري الطليقة‪ (Aphasie non fluente) :‬يكوف فيها االنتاج‬ ‫‪‬‬
‫اللفظي منخفض وزلدود يصل حىت اخلرس مع صعوبة يف عملية النطق ولكن الفهم ادلسموع زلتفظ بو‬
‫نسبيا‪ ،‬من أعراضها‪ :‬الفقداف النحوي الصريف‪ ،‬نقص الكلمة ادلستهدفة‪ ،‬خطاب تيليغرايف‪...‬‬

‫‪ -2‬اإلشكالية‪:‬‬

‫سنتطرؽ يف ىذا العرض إىل عدة مدارس اليت اقًتحت طرؽ للتكفل باحلالة احلبسية بصفة علمية عملية ومبسطة‬
‫حىت يكوف ادلختص االرطوفوين على علم باألرضية النظرية ذلذا ادلوضوع ويف اجلزء الثاين من ىذا العرض سنتطرؽ‬
‫إىل كيفية عالج احلبسة بشكل مفصل سواء كانت حبسة متدفقة أي يتمكن ادلفحوص من انتاج لغة شفهية‬
‫بدوف صعوبة أو حبسة غري متدفقة حيث تعاين احلالة من تقليل كمي وكيفي إلنتاجها الشفهي يكوف ذلك‬
‫مصحوب عادة سواء باستحالة تنفيذ حركات نطقية ولو بسيطة ىذا ما يدعي االنارثريا أو بصعوبة على مستوى‬
‫النطق والذي نسميو الديزارثريا أو اللكنة‪ .‬وعلى ىذا األساس يتم صياغة إشكالية عرضنا على النحو التايل‪:‬‬

‫‪ -‬ما ىي أىم ادلدارس النظرية اليت اقًتحت عالج للحالة اليت تعاين من حبسة؟‬
‫‪ -‬كيف يتم التكفل االرطوفوين باحلالة اليت تعاين من حبسة غري متدفقة؟‬
‫‪ -‬كيف يتم التكفل االرطوفوين باحلالة اليت تعاين من حبسة متدفقة؟‬

‫‪ -3‬تعريف الحبسة‪:‬‬
‫احلبسة ىي ضياع أو فقداف كلي أو جزئي للقدرة على االتصاؿ أي التكلم أو فهم ما يقاؿ‪ .‬احلبسة عبارة عن‬
‫اضطراب الكالـ مصحوب باضطرابات لغوية دتس كل مناذج االتصاؿ‪ :‬القراءة‪ ،‬التعبري‪ ،‬الفهم‪ ...‬غالبا ما ال‬
‫يستطيع احلبسي تسمية األشياء وال العثور على أمساء األشخاص اليت يعرفها‪ ،‬وال حىت اإلجابة بصفة واضحة بنعم‬
‫أو ال‪.‬‬
‫احلبسة ىي اضطراب مكتسب أي يصاب هبا الشخص بعد اكتسابو للغة‪ ،‬وىي دتس بقدر متساوي الرجاؿ‬
‫والنساء‪ ،‬كما أهنا اضطراب الرمز اللغوي الذي يصيب الًتميز (التعبري) وفك الًتميز (الفهم) سواء للغة الشفهية أـ‬
‫ادلكتوبة‪(RONDAL, 2000).‬‬
‫‪ -4‬أسباب الحبسة‪:‬‬
‫ىناؾ عدة أسباب قد تؤدي إىل اإلصابة باحلبسة‪ ،‬وتسمى احلبسة حسب السبب ادلؤدي ذلا‪:‬‬
‫‪ ‬الحبسة الوعائية‪(Aphasie Vasculaire) :‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ISSN 2353-0340‬‬ ‫مجلة دراسات في علم األرطفونيا وعلم النفس العصبي المجلد ‪ / 05 :‬العدد ‪ / 01 :‬السنة ‪2020 :‬‬

‫احلادث الوعائي الدماغي عبارة عن تغريات مرضية لألوعية الدموية ادلغذية للدماغ‪ ،‬يؤدي ىذا التغري إىل انقطاع أو‬
‫اضطراب يف الدورة الدموية‪ .‬قد يصاب ادلريض شلل نصف اجلسم وقد يدخل يف غيبوبة ويف احلاالت اخلطرية‬
‫يتوىف‪.‬‬
‫تعترب احلوادث الوعائية الدماغية أوؿ سبب لإلعاقة عند الراشد‪ ،‬حيث شهر بعد اإلصابة باحلادث الوعائي‬
‫الدماغي ‪ 20‬إىل ‪ %25‬من ادلرضى يتوفوف‪ ،‬و‪ %75‬منهم يبقوا يعانوف من إعاقة دائمة‪.‬‬
‫قد يرافق ىذه اإلصابة الوعائية رلموعة من االضطرابات العصبية مثل‪ :‬اختالؿ يف الرؤية‪ ،‬االرتباؾ أو اخللط الزماين‬
‫وادلكاين‪ ،...‬من أنواعو‪:‬‬
‫‪ ‬احلادث الوعائي الدماغي التموضعي‪(AVC ischémique) :‬‬

‫ىو عبارة عن انقطاع يف الدورة الدموية ادلغذية للدماغ‪ ،‬فاخلاليا اليت ال يصلها الدـ تضمر ودتوت‪ ،‬ففي حالة‬
‫)‪ (A.I .T‬فتكوف االضطرابات غري‬ ‫انقطاع قصري ادلدى للدورة الدموية بسب جلطة دموية نتكلم عن‬
‫دائمة‪ ،‬ولكن يف حالة ما إذا كاف االنقطاع طويل ادلدى فسيكوف ىناؾ خلل دماغي دائم‪.‬‬
‫‪ ‬احلادث الوعائي الدماغي النزيفي‪(AVC hémorragique) :‬‬

‫ىو عبارة عن انقطاع أو فصل للشرياف ادلغذي للدماغ‪ ،‬ىذه احلالة جد خطرية وتؤدي يف أغلب األحياف إىل‬
‫وفات ادلريض‪(MAZAUX J. M, 2007) .‬‬
‫‪ ‬اخلصائص اإلكلينيكية للمصاب باحلادث الوعائي الدماغي‪:‬‬
‫بعد االختبار العصيب الذي أجري ‪ 11‬يوـ بعد احلادث الوعائي الدماغي سجل‪:‬‬
‫‪ % 50 -‬من احلاالت تعاين من حبسة كلية‬
‫‪ % 15 -‬من احلاالت تعاين من حبسة غري متدفقة نوع بروكا‬
‫‪ % 15 -‬من احلاالت تعاين من حبسة فرنيكي أو احلبسة حتت القشرية احلسية‪.‬‬

‫أما فرقة حبث دامناركية قدمت النتائج التالية اخلاصة بػ ‪ 27‬حالة أصيبت حبادث وعائي دتوضعي‪ ،‬فسجل‪:‬‬
‫‪ % 32 -‬من احلاالت تعاين من احلبسة الكلية‬
‫‪ % 12 -‬من احلاالت تعاين من حبسة بروكا‬
‫‪ % 16 -‬من احلاالت تعاين من حبسة فرنيكي‬
‫‪ % 25 -‬من احلاالت تعاين من احلبسة النسانية‬
‫‪ % 7 -‬من احلاالت تعاين من احلبسة عرب القشرية احلسية‬
‫‪ % 2 -‬من احلاالت تعاين من احلبسة عرب القشرية احلركية‬
‫‪ % 5 -‬من احلاالت تعاين من احلبسة التوصيلية‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫‪ISSN 2353-0340‬‬ ‫مجلة دراسات في علم األرطفونيا وعلم النفس العصبي المجلد ‪ / 05 :‬العدد ‪ / 01 :‬السنة ‪2020 :‬‬

‫* التطور‪:‬‬
‫احتماؿ وفاة احلالة يكوف مرتفع يف ‪ 18‬أشهر الذي يتبع احلادث الوعائي الدماغي‪ ،‬حيث بينت الدراسة الطولية‬
‫لػ ‪ 119‬حالة حبسية أف‪:‬‬
‫‪ %24 -‬من ‪ 119‬حالة اسًتجعوا قدراهتم اللغوية السابقة‬
‫‪ %43 -‬من ‪ 119‬حالة ال يزالوا يعانوف من حبسة معتربة‬
‫‪ %21 -‬من ‪ 119‬حالة توفو‪.‬‬

‫كما بينت الدارسة أف التنبؤ باالسًتجاع مرتبط خبطورة احلبسة حيث ميكن معرفتو يف األشهر األوىل اليت تتبع‬
‫اإلصابة‪ ،‬فليس للتنبؤ عالقة (كما يظنو الباحثوف االخروف) باجلنس‪ ،‬أما السن فلو دخل بسيط يف ىذه العملية‪.‬‬
‫بينت دراسة أخرى أف احلبسة بعد سنة من اإلصابة باحلادث الوعائي الدماغي تكوف أقل حدة من احلبسة يف‬
‫‪(GIL R.,‬‬ ‫الفًتة األولية‪ ،‬وأف احلبسة الغري متدفقة تتطور إىل حبسة متدفقة ولكن العكس غري شلكن‪.‬‬
‫)‪2010‬‬
‫‪ ‬الحبسة الصدمية‪(Aphasie Post-Traumatique) :‬‬

‫تكوف راجعة حلوادث ادلرور أو العمل‪ ،‬وتعترب من األسباب األكثر شيوعا عند الراشدين واألطفاؿ‪ .‬تسبب اإلصابة‬
‫الصدمية اضطرابات متفاوتة اخلطورة منها‪ :‬االضطرابات اللغوية‪ ،‬الصوتية‪ ،‬البلعية واالتصالية واليت تعيق التكفل‬
‫االرطوفوين‪.‬‬
‫‪ ‬الحبسة الناتجة عن األمراض التطورية‪(Aphasie dans les pathologies :‬‬
‫)‪dégénératives‬‬
‫االمراض التطورية عبارة عن رلموعة من االضطرابات النامجة عن احنالؿ اخلاليا العصبية يف اجلهاز ادلركزي الذي‬
‫يتطور بصفة تدرجيية‪.‬‬
‫تتميز ىذه االضطرابات باالحنالؿ التدرجيي وادلتزايد للوظائف ادلعرفية والسلوكية للشخص‪ ،‬قد دتس ىذه اإلصابة‬
‫مناطق خاصة باللغة ىذا ما جيعلنا نتكلم عن حبسة مثل ما ميكن مالحظتو يف ‪ APP‬احلبسة األولية التطورية‪.‬‬
‫‪(Aphasie dans les‬‬ ‫‪ ‬الحبسة الناتجة عن االمراض االلتهابية أو الجرثومية‪:‬‬
‫)‪pathologies infectieuses ou bactériennes‬‬
‫ىناؾ عدة أمراض سواء التهابية أو جرثومية اليت قد تسبب احلبسة مثل مرض التصلب العصيب ادلتعدد ‪ SEP‬أين‬
‫تكوف أساسا غري متدفقة‪ ،‬حيث يعاين ‪ %45‬إىل ‪ %65‬من احلاالت من اضطرابات معرفية منها الذاكرة‪،‬‬
‫االنتباه‪ ،‬الوظائف التنفيذية والقدرات البصرية الفضائية‪.‬‬
‫‪ ‬الحبسة الناتجة عن األورام‪:‬‬

‫‪73‬‬
‫‪ISSN 2353-0340‬‬ ‫مجلة دراسات في علم األرطفونيا وعلم النفس العصبي المجلد ‪ / 05 :‬العدد ‪ / 01 :‬السنة ‪2020 :‬‬

‫األوراـ عبارة عن تكتل تدرجيي ومتزايد داخل النسيج الدماغي‪ ،‬فهناؾ أوراـ محيدة ذات ادلناطق احملدودة وغري‬
‫قابلة لالنتشار‪ ،‬فتكوف قابلة للعالج اجلراحي‪ .‬وىناؾ أوراـ خبيثة ذات التطور السريع فتعترب من أكثر اسباب‬
‫احلبسة‪(GIL R., 2007).‬‬

‫‪ -5‬تقديم ألهم المدارس النظرية التي إقترحت عالج للحبسة‪:‬‬

‫من خالؿ قراءاتنا النظرية وشلارستنا التطبيقية سنقوـ بعرض مبسط ألىم ادلدارس العالجية اليت قدمت طريقة‬
‫التكفل باحلالة احلبسية‪:‬‬

‫‪ ‬المدرسة النفسية )‪:(Colette Durieu) (1969‬‬


‫)‪ (Colette Durieu‬أخصائية نفسية اىتمت بإعادة تأىيل النفسي احملض للحبسني كوف أهنا اشتعلت يف‬
‫مركز التأىيل الوظيفي‪ ،‬حيث ركزت يف عملها على ادلالحظة العيادية اليومية ذلذه احلاالت‪.‬‬
‫جتربتها ادلهنية دفعتها إىل التساؤؿ عن الطريقة ادلثلى للتكفل باحلبسي حبيث كاف العالج يف ادلركز الذي عملت فيو‬
‫حركي فقط وليس لغوي وأجابت على ذلك يف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬كاف ادلختص االرطوفوين غري معروؼ من قبل االطباء وحىت العائلة نظرا لنقص االعالـ‬
‫‪-‬احملاوالت العالجية اليت دتت يف تلك الفًتة كانت فاشلة‬
‫‪ -‬رفض البعض ادلختصني االرطوفونيني التكفل باحلبسة كوهنا اضطراب صعب مع نتائج زلدودة‬
‫‪ -‬نقص من ادلنشورات والكتب اليت تعاًف ىذا ادلوضوع يف ذلك الوقت‪.‬‬

‫ىذا ما دفعها على بناء بروتوكوؿ عالجي نفسي الذي تعود أصولو إىل ادلمارسة وأكدت على ضرورة التكفل‬
‫النفسي يف عالج احلبسي‪ .‬من مبادئ اليت تقوـ عليها ىذه ادلقاربة النفسية‪:‬‬
‫‪ ‬مبدأ إعطاء االمان‪(donner de la sécurité):‬‬
‫من اآلثار اليت خلفتها االصابة الدماغية واليت أدت إىل احلبسة ىي جعل ادلريض يعيش يف وضعية غري آمنة‪،‬‬
‫فبعدما كاف شخص مستقل ونشيط يقوـ بأنشطة احلياة اليومية (االكل‪ ،‬العمل‪ ،‬اخلروج‪ )...‬أصبح خيشى الكالـ‬
‫خوفا من اخلطأ وخيشى اخلروج من منزلو خوفا من السقوط‪.‬‬
‫يقوـ ىذا ادلبدأ على أمهية بناء عالقة متينة وقوية مع ادلفحوص تكوف قائمة على االستماع واإلصغاء لكل ما‬
‫يشعر بو‪ ،‬كما يقوـ الفاحص بالتأكيد على وضعيات النجاح وتفادي وضعيات الفشل‪.‬‬
‫تعترب الباحثة أف احمليط االسري يشكل خطر على احلالة ألنو يدعم احساسو بالفشل والرسوب بسبب عدـ تفهم‬
‫دلشاعره ودلعاشو‪ .‬بذلك فإف الوسط العالجي األمثل للتكفل باحلبسي ىو مركز إعادة التأىيل الوظيفي حيث‬
‫يكوف التكفل شامل ومكيف حسب صعوبات احلبسي‪.‬‬
‫‪ ‬الترويض على المهارات‪(Entrainer à des performances):‬‬

‫‪74‬‬
‫‪ISSN 2353-0340‬‬ ‫مجلة دراسات في علم األرطفونيا وعلم النفس العصبي المجلد ‪ / 05 :‬العدد ‪ / 01 :‬السنة ‪2020 :‬‬

‫من نتائج اإلصابة الدماغية فقداف االستقاللية والتقليص من القدرات االتصالية للحالة احلبسية‪ ،‬حيث جتعلو ىذه‬
‫الوضعية متعلق بادلاضي مع عدـ تقبل حالتو اآلنية اليت تذكره بصعوباتو‪ ،‬لذلك البد من ادلختص االرطوفوين‬
‫مساعدتو عن طريق جلب انتباىو إىل كل اجملهودات والنجاحات اليت يقوـ هبا مع تفادي الوضعية ادلدرسية اليت‬
‫حتبط معنوياتو‪.‬‬
‫‪ ‬التحفيز على الحوار)‪(Susciter le plaisir de la communication‬‬

‫يتحقق ىذا ادلبدأ يف الواقع من خالؿ االبتسامة مع ادلفحوص واليت تشكل لنا باب الدخوؿ العالجي‪ ،‬كما جيب‬
‫العمل على اجلانب اللفظي والغري لفظي من خالؿ االماءات واالشارات والتعجبات‪.‬‬
‫كما نطلب من احلبسي أف يسرد لنا بطريقتو ما حدث لو مث نقيم أفكاره وتسلسلها فإذا كانت جيدة نشجعو‬
‫على ذلك وإذا كانت خاطئة نوجهها‪(DUCARNE B., 1986).‬‬

‫‪ ‬المدرسة االشراطية السلوكية )‪(Xavier SERON) (1986‬‬


‫تقوـ ىذه ادلقاربة على فكرة أنو ميكن تغيري السلوؾ بواسطة التعزيز‪ ،‬من خالؿ إتباع ادلبدأ الذي ينص على أف‬
‫السلوؾ اللغوي يقع بني السلوؾ القبلي والسلوؾ البعدي وإذا حتكمنا يف إحدامها ميكننا اف نتحكم يف اللغة‪.‬‬
‫الحادث القبلي‪ /‬السلوك اللغوي‪ /‬الحادث البعدي‬
‫‪ /‬االستجابة‬ ‫المثير‪/‬‬

‫‪ ‬احلادث البعدي‪ (événement conséquent):‬دلا ينتج ادلفحوص إجابة يقوـ الفاحص‪:‬‬


‫‪ -‬إما بتحفيزىا دلا تكوف مناسبة فهذا ما يزيد من حظوظ مالحظتها من جديد‪.‬‬
‫‪ -‬إما بتثبيطها دلا تكوف غري مناسبة ىذا ما يقلل من مالحظتها مرة أخرى‪.‬‬

‫حيث ال جيب ترؾ وقت طويل بني االستجابة والتحفيز أو التثبيط‪ ،‬وتتم ىذه العملية بطريقة منتظمة مع اتباع‬
‫منهجية علمية دقيقة حيث بعد كل اجابة خاطئة نقوـ بالتثبيط أو العقاب وبعد كل اجابة صحيحة نشجع‬
‫وحنفز‪ .‬ما جيب معرفتو ىو أف احلادث البعدي يتأثر بردود أفعاؿ الفاحص أو ادلستمع‪.‬‬
‫‪ ‬احلادث القبلي‪ :(événement antécédent) :‬يتمثل احلادث القبلي يف ادلثري ادلقدـ‬
‫للحالة والذي جيب انتقاؤه بصفة مدروسة ودقيقة‪(SERON X, 1986).‬‬

‫‪ ‬المدرسة االمبريقية‪(1986) (Blanche DUCARNE):‬‬


‫تعترب من أوىل ادلدارس العالجية للحبسة يف ميداف علم النفس العصيب وىي اليت تدعى الطريقة الكالسيكية حيث‬
‫اىتمت الباحثة بالعرض االكلينيكي الظاىر‪ .‬تقوـ ىذه ادلقاربة على عالج احلبسي وفق ثالثة متغريات وىي‪:‬‬

‫‪75‬‬
‫‪ISSN 2353-0340‬‬ ‫مجلة دراسات في علم األرطفونيا وعلم النفس العصبي المجلد ‪ / 05 :‬العدد ‪ / 01 :‬السنة ‪2020 :‬‬

‫‪ ‬أسباب االصابة الدماغية‪ :‬حيث تعترب أف العالج االرطوفوين ضروري يف حالة االصابة باحلوادث‬
‫الوعائية الدماغية التموضعية‪ ،‬كذلك السرطاف الدماغي احلميد‪ ،‬نقص االكسيجني ويكوف التدخل‬
‫االرطوفوين غري نافع يف احلاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬االمراض التطورية‬
‫‪ -‬السرطاف الدماغي اخلبيث‬
‫‪ -‬االمراض الوعائية الدماغية ادلنتشرة‪.‬‬
‫‪ ‬سن ادلريض‪ :‬مت حتديد السن االمثل لعالج احلبسة بني ‪ 4‬سنوات و‪ 65‬سنة ألنو بعد ىذا السن‬
‫يكوف للمصاب اضطرابات مصاحبة اليت تعرقل العالج مثل اضطرابات سلوكية‪ ،‬خرؼ‪...‬‬
‫)‪(DUCARNE B., 1986‬‬

‫‪ ‬التيار البراغماتي‪(WILCOX) (1985) :‬‬


‫ينطلق أصحاب ىذا التوجو يف تسطري برنامج عالجي للحبسة من خالؿ دراسة العالقة بني السلوؾ اللغوي‬
‫واإلطار الذي يُنتج فيو‪ .‬يرتكز ىذا التيار على تطوير القدرات االتصالية يف رلملها وليس على تطوير اللغة‬
‫الشفهية فقط‪ .‬فال يهتموف روادىا بالشكل أو البنية اللغوية الصحيحة للكالـ وإمنا يطوروف أساليب االستعماؿ‬
‫األمثل لكل القدرات التواصلية ادلتبقية بعد االصابة الدماغية مثل االماءات واالشارات‪ ،‬ادلالمح الوجهية‪،‬‬
‫الرسومات أي تطوير االسًتاتيجيات التعويضية هبدؼ واحد ىو مساعدة احلالة على التكيف مع زليطها االسري‬
‫واالجتماعي‪.‬‬
‫يتوقف ىدؼ العالج االرطوفوين على عدة عوامل وىي‪:‬‬
‫‪ -‬درجة خطورة اإلصابة‬
‫‪ -‬آفاؽ االسًتجاع‬
‫‪ -‬خصوصيات اجلدوؿ العيادي‬
‫‪ -‬حاجيات وتوقعات احلالة‬

‫‪(stratégie‬‬ ‫فهناؾ تيارين حديثني لعالج احلبسة حيث يرتكز التيار االوؿ على االسًتاتيجية التحليلية‬
‫)‪analytique‬اليت تقوـ على أساس زلاولة –خطأ باستعماؿ الوسائل التسهيلية مع أخذ احلذر يف اختيار‬
‫ادلنبهات وضبطها حيث يكمن ىدفها يف زلاولة اسًتجاع الوظائف اللغوية وادلعرفية من خالؿ التدريب ادلكثف‪،‬‬
‫بينما يقوـ التيار الثاين على ادلبدأ الوظيفي الذي يقًتح تدريبات تدرجيية للسلوؾ واألنشطة اخلاصة باحلياة اليومية‬
‫(التيار الرباغمايت) وكيفية جتاوز الصعوبات اليت يوجهها يف الوضعية ادلعينة‪(WILCOX, 2013) .‬‬
‫‪ -6‬أساليب التكفل االرطوفوني بالحالة الحبسية‪:‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ISSN 2353-0340‬‬ ‫مجلة دراسات في علم األرطفونيا وعلم النفس العصبي المجلد ‪ / 05 :‬العدد ‪ / 01 :‬السنة ‪2020 :‬‬

‫يكوف اذلدؼ من العالج االرطوفوين مساعدة ادلفحوص على اسًتجاع كل قدراتو اللغوية ادلفقودة‪ ،‬ففي حاالت‬
‫أين تكوف اإلصابة أكثر خطورة يكوف اذلدؼ تقدمي وسائل اتصالية تعويضية مع مساعدتو على التكيف مع‬
‫رلتمعو وحتسني ادلبادالت اللسانية االتصالية يف حياتو اليومية‪(KREMER J. M., 2016).‬‬

‫ميكن تلخيص ىدؼ التكفل االرطوفوين يف النقاط التالية‪:‬‬


‫‪ -‬مساعدة ادلفحوص على اسًتجاع إىل حد أقصى قدراتو االتصالية (اللفظية والغري لفظية) بالتكيف مع‬
‫قدراتو هبدؼ إعادة إدماجو يف اجملتمع‪.‬‬
‫‪ -‬تقوية التبادالت اللغوية‬
‫‪ -‬تطوير البدائل االتصالية التعويضية‬
‫‪ ‬التكفل االرطوفوني بالحبسة التدفقية وغير تدفقية‪:‬‬

‫سنقدـ يف ىذا اجلزء عرض مفصال حوؿ كيفية التكفل االرطوفوين باحلالة اليت تعاين من حبسة سواء متدفقة أي‬
‫ىناؾ انتاج وسيولة شفهية من طرؼ احلالة‪ ،‬وغري متدفقة أي تعاين احلالة من خرس أو من تقليل كمي وكيفي‬
‫للغتها‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة تأهيل الحبسة غير التدفقية‪:‬‬
‫يقوـ التكفل االرطوفوين بادلصاب باحلبسة غري التدفقية على ثالثة مراحل وىي‪:‬‬
‫‪ -‬التنطيق )‪(la Démutisation‬‬
‫‪ -‬إعادة تأىيل الفهم الشفهي )‪(la Rééducation du langage oral‬‬
‫‪ -‬إعادة تأىيل التعبري الشفهي )‪(la Rééducation de l’expression orale‬‬
‫‪ ‬التنطيق‪(Démutisation) :‬‬

‫ميكن مالحظة عرض اخلرس )‪ (mutisme‬بعد االصابة الدماغية حيث يعرؼ على أنو اختصار أو غياب كلي‬
‫للغة الشفهية يؤدي إىل نقص كمي وكيفي معترب للغة‪ ،‬لذلك فاخلطوة األىل من العالج االرطوفوين ىو تنطيق‬
‫احلالة بشىت الطرؽ ادلمكنة‪ .‬تكمن ىذه العملية يف احلصوؿ على انتاج لغوي إرادي‪.‬‬
‫ىناؾ طريقتاف ميكن استعماذلما واللتاف ترتكزاف على مبدأ االشراط االجيايب‪:‬‬
‫‪ -‬الطريقة الكالسيكية ‪ :‬لػ )‪ (DUCANE‬تقوـ ىذه الطريقة على خفض من حدة العوامل اليت تؤدي‬
‫إىل الكف اللساين ونستعمل لذلك أساليب مسهلة مثل‪ :‬إهناء اجلمل )‪ ،(fins de phrases‬ملئ‬
‫الفراغات‪ ،‬السالسل األتوماتيكية‪ ،‬استعماؿ حركات الوجيو‪ ،‬دلس ادلفحوص والضغط على كتفو للفت‬
‫انتباىو هبدؼ النظر إىل حركات واماءات الفاحص‪ ،‬استعماؿ ألفاظ سلتصرة وبسيطة‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫‪ISSN 2353-0340‬‬ ‫مجلة دراسات في علم األرطفونيا وعلم النفس العصبي المجلد ‪ / 05 :‬العدد ‪ / 01 :‬السنة ‪2020 :‬‬

‫‪ -‬الطريقة الحركية ‪ (kinesthésique):‬لػ )‪ (VAN EECKOUT‬يقوـ الفاحص بالضغط‬


‫النشيط على صدر احلالة للحصوؿ على نفس تصوييت‪.‬‬

‫تعترب مرحلة التنطيق مرحلة حساسة حيث إذا مل تتم بصفة جيدة تكوف مسؤولة عن ظهور عرض القولبية أو‬
‫االستمرارية ولذلك فعلى الفاحص أف يكوف حريصا عند إختياره للسوائل العالجية (عدـ استعماؿ نفس ادلقاطع‬
‫‪(ébauches‬‬ ‫أو نفس السالسل الكالمية االوتوماتيكية) مع تفادي للجوء ادلفرط للتسهيالت اللغوية‬
‫)‪.orales‬‬
‫‪ ‬إعادة تأهيل االضطرابات الخاصة بالفهم الشفهي‪:‬‬

‫يستحسن استعماؿ أدوات حقيقية يف بداية العالج مثل عند اقًتاح أنشطة التعيني‪ ،‬التصنيف‪ ،‬ادلطابقة وادلقابلة‪،‬‬
‫تنفيذ أوامر بسيطة باستعماؿ األدوات مع مراعاة حتديد مستوى تعقيد التعليمة‪.‬‬
‫تشمل ادلرحلة الثانية أنشطة خاصة بالتطابق بني الشيء احلقيقي والصورة ادلناسبة ذلا‪ ،‬تعني وتصنيف الصور‪ ،‬تنفيذ‬
‫أوامر‪ .‬أما ادلرحلة الثالثة من العالج اخلاص بالفهم الشفهي تشمل التطابق بني تعريف‪ /‬صورة‪ ،‬تنفيذ أوامر‬
‫معقدة‪ ،‬فهم نص مسموع وأنشطة خاصة بالتفكري ادلنطقي‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة تأهيل التعبير الشفهي‪:‬‬

‫بالتوازي مع مراحل العالج سابقة الذكر‪ ،‬يقًتح ادلختص عمل عالجي للقدرات التعبريية الشفهية للحالة من‬
‫خالؿ مساعدهتا على استعادة ادلراقبة الفمية الصوتية بصفة إرادية ودقيقة‪.‬‬
‫يقوـ يف ادلرحلة األوىل باقًتاح دتارين خاصة حبركية ادلنطقة الفمية الوجهية (عالج األبراكسيا) باستعماؿ ادلرآة‪،‬‬
‫هبدؼ حيث مساعدة احلالة على إنتاج وحدات لغوية بصفة إرادية‪.‬‬
‫ختص ادلرحلة الثانية االنتقاؿ من أصوات بسيطة منعزلة إىل أصوات كالمية من خالؿ إجراء نفس التمارين اخلاصة‬
‫بادلنطقة الفمية الوجهية ولكن مع إصدار أصوات‪ .‬البد من احًتاـ ترتيب إخراج الصوامت أي من االماـ إىل‬
‫اخللف‪ ،‬ادلصوتات قبل الصوامت والصوت قبل ادلقطع‪ ،‬وأخريا األصوات ادلهموسة قبل اجملهورة‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة تأهيل الحبسة المتدفقة‪:‬‬
‫أوؿ عرض الذي جيب العمل عليو ىو الرطانة الكالمية واليت نالحظها يف حالة حبسة فرنيكي احلادة‪ ،‬حيث‬
‫يكوف ادلصاب غري واعي باضطرابو مع سيولة لفظية مفرطة وصعوبة شد انتباىو‪.‬‬
‫يرتكز عالج احلبسة ادلتدفقة على مرحلتني وىي‪:‬‬
‫‪ -‬إعادة تأىيل عمو العاىة )‪(l’anosognosie‬‬
‫‪ -‬إعادة تأىيل اضطراب الفهم الشفهي )‪(trouble de la compréhension orale‬‬
‫‪ ‬إعادة تأهيل عمه العاهة )‪:(l’anosognosie‬‬

‫‪78‬‬
‫‪ISSN 2353-0340‬‬ ‫مجلة دراسات في علم األرطفونيا وعلم النفس العصبي المجلد ‪ / 05 :‬العدد ‪ / 01 :‬السنة ‪2020 :‬‬

‫يكوف اذلدؼ االوؿ للمختص ىو التخلص من عرض عدـ الوعي باالضطراب (عمو العاىة) ولذلك يقًتح‬
‫االسًتاتيجيات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬نسمع احلالة إنتاجاهتا اللغوية ادلسجلة ولكن ىذه الطريقة ليست فعالة دائما‪.‬‬
‫‪ ‬يقوـ الفاحص بتوقفات كالمية إرادية وأخد الكالـ باستعماؿ مؤشرات غري لفظية مثل‪ :‬الضرب على اليد‬
‫أو الطاولة هبدؼ إسكات احلالة‪.‬‬
‫‪ ‬اختاذ وضعية ادلالحظة الكامنة )‪ (passive‬بدوف التكلم مع احلالة‪ ،‬فيبقى الفاحص يف ىذه الوضعية‬
‫طادلا واصل ادلفحوص سلوكو الرطاين ومل يبايل باألدوار يف الكالـ‪ .‬يف حالة ما إذا غريت احلالة نربهتا‬
‫الكالمية (استفهاـ) يبني ادلفحوص أنو مل يفهم ما يقولو باستعماؿ لغة شفهية أو عن طريق إشارات تبني‬
‫أنو مل يفهم‪.‬‬

‫‪ ‬إعادة تأهيل اضطراب الفهم الشفهي‪:‬‬

‫يشمل اجلزء الثاين من العالج االرطوفوين يشمل العمل على اخللل يف االدراؾ وعلى اخللل على ادلستوى الداليل‪.‬‬
‫يعتمد الفاحص يف حالة العمل على ادلستوى اإلدراكي للغة على وسائل تسهيلية مثل‪ :‬احلركات ادلرافقة لكل‬
‫صوت أو حىت الصورة اخلطية أو الكتابية(اجلرافيم) للحرؼ ادلنطوؽ‪ ،‬القراءة على الشفاه‪ ،‬استعماؿ تسجيل‬
‫لصوت احلالة‪ ،‬استعماؿ األدوات والوسائل الكمبيوترية ‪...‬‬
‫أما العمل على ادلستوى الداليل للغة خيص الربط بني الكلمة ادلكتوبة بالصورة ادلناسبة أو الكلمة ادلسموعة‬
‫بالصورة‪ ،‬التصنيف وفق احلقل الداليل للكلمات ادلسموعة أو ادلكتوبة‪ ،‬التعرؼ على العنصر الدخيل‪ ،‬احلكم‬
‫الًتابطي الوظيفي مثال‪ :‬ربط مشط مع شعر‪(GIL R., 2010).‬‬

‫‪ -7‬خاتمة‪:‬‬

‫التكفل باحلالة احلبسية ليس باألمر السهل حيث يتدخل عدة عوامل يف عملية العالج منها نوع اإلصابة الدماغية‬
‫ودرجة خطورهتا وبالتايل عملية إعادة التأىيل تتطلب العمل مع فرقة متعددة االختصاصات ألف احلبسة تصب‬
‫عدة جوانب منها معرفية‪ ،‬لغوية‪ ،‬سلوكية‪ ،...‬بالتايل فعلى ادلختص االرطوفوين أف يكوف على دراية بكل ادلراحل‬
‫العالجية وبكل التقنيات احلديثة حىت يتمكن من تقدمي العالج األنسب للحالة مع تصمم خطة عالجية مضبوطة‬
‫وذلك حسب ادلقاربات العالجية اليت تطرقنا عليها يف العرض‪ ،‬كما جيب على ادلختص االرطوفوين احًتاـ التدرج‬

‫‪79‬‬
ISSN 2353-0340 2020 : ‫ السنة‬/ 01 : ‫ العدد‬/ 05 : ‫مجلة دراسات في علم األرطفونيا وعلم النفس العصبي المجلد‬

‫يف الصعوبة دلا يقدـ للحالة احلبسية األنشطة العملية مع اختياراىا بطريقة ذكية دوف اللجوء إىل صور ذات الطابع‬
.‫الطفويل اليت حتبط من معنويات احلالة‬

:‫ قائمة المراجع‬-8
:‫المراجع باللغة العربية‬
.2011 ،‫ اجلزائر‬،‫ دار اخللدونية‬،‫ احلبسة وعلم النفس العصيب عند الراشد‬،‫ براىيمي سعيدة‬
.2005 ،‫ األردف‬،‫ دار الشروؽ‬،‫ مقدمة يف علم النفس العصيب‬،‫ شريقات عبد الرمحن‬

:‫المراجع باللغة الفرنسية‬


 AUGUSTIN P., « Cahier de l’infirmière, 12 neurologie»,
Masson, N°03, 1984.

 BRIN F., « Dictionnaire D’orthophonie », ortho, Paris, 2014.

 DORAND A., PAROT F., «Dictionnaire de Psychologie »,


quadrige et PUF, France, 1991.

 DUCARNE B., « Rééducation sémiologique de l’aphasie »,


Masson, Paris, 1986.

 DUMART A., « Le nouveau Larousse Médical », Larousse, Paris,


1993.

 DURIEU C., « la rééducation des aphasiques », Mardaga,


Bruxelles, 1969.

 EUSTACHE F., « Langage et Aphasie », DeBoek, Paris, 1993

 HEMREETTE B., « Grand dictionnaire de psychologie »,


Larousse, 1993

 GIL R., « Neuropsychologie », Masson, Paris, 1996.

 GIL R., les aphasies : evaluation et rééducation, Masson, 2010.

80
ISSN 2353-0340 2020 : ‫ السنة‬/ 01 : ‫ العدد‬/ 05 : ‫مجلة دراسات في علم األرطفونيا وعلم النفس العصبي المجلد‬

 KREMER J. M., LEDERLE E., « Intervention dans les troubles


neurologiques, liés au handicap, soins palliatifs », volume 5,
Lavoisier, Paris, 2016.

 LECOURS A.R., LHERMITTE F., « Aphasie », Flammarion,


Paris, 1979.

 LELOUP G., BERNARD I., « Aphasies : évaluation et


rééducation », Masson, Paris, 2010.

 LENTERI A., « Restauration du langage chez l’aphasique »,


DeBoek, 1996.

 MAZAUX J. M., « Aphasies et Aphasiques », Masson, Paris,


2007.

 RONDAL A., SERON X., « Trouble du langage, diagnostic et


rééducation », Mardaga, Bruxelles, 2000.

 SERON X., « Rééduquer le cerveau », Mardaga, Bruxelles,


1986.

 SERON X., « Aphasie et neuropsychologie », Mardaga,


Bruxelles, 1995.

 SIKSOU M., « introduction à la neuropsychologie clinique »,


Dunod, Paris, 2012.

 TISSOT A., « Rééducation de l’aphasique adulte », Masson,


Paris, 1983.

81

You might also like