Professional Documents
Culture Documents
مقدمــة
الحكم هو النهاية الطبيعية التي تختم بها الخصومة القضائية حيث تنص وهاته األخيرة يمكن أن تنقضي حتى بالشطب
الذي قد يكون حكما كما أنه قد يصدر الحكم دون انقضاء الخصومة كالحكم الذي يقضي بعدم االختصاص أو الحكم الذي
يأمر بإجراء من إجراءات التحقيق ومن هذا التبيان البسيط ألهمية األحكام فهي تعتبر تتويج إلجراءات الخصومة ويترتب
على ذلك خلق حجية فيما يخص الموضوع المتنازع عليه :فما هي األحكام القضائية وما تقسيماتها وما هي اآلثار المترتبة
عن قيامها وقواعد إصدارها؟
1الديباجة :
ويتصدرها الجمهورية الجزائرية الديمقراطيةالشعبية باسم الشعب الجزائري المادة 275قانون إجراءات مدنية
وإدارية ويذكر فيها الجهة القضائية التي أصدرت الحكم ومقرها وتاريخ صدور موضوعها:أسماء القضاة كاتب الضبط
وممثل النيابة العامة إذا إقتضى األمر أسماء الخصوم وصفاتهم محل إقامتهم وأسماء وكالئهم إن وجدوا.
2الوقائع :
يحتوي على عرض موجز لموضوع الدعوى وخالصة ما إستندواإليه من أدلة وحجج قانونية كما يتضمن بيان للمسائل
المعروضة للفصل فيها وتذكر كذلك مختلف اإلجراءات المتخذة والمراحل التي مرت بها القضية وخالصة ما وصلت إلية
دون أن يبين القضاة موقفهم منها.
المادة 276قانون إجراءات مدنية وإدارية تنص :يجب أن يتضمن الحكم البيانات اآلتية :
1الجهة القضائية التي أصدرته ،
2أسماء وألقاب وصفات القضاة الذين تداولوا في القضية ،
3تاريخ النطق به ،
4اسم ولقب ممثل النيابة العامة عند االقتضاء ،
5اسم ولقب أمين الضبط الذي حضر مع تشكيلة الحكم ،
6أسماء وألقاب الخصوم وموطن كل منهم ،وفي حالة الشخص المعنوي تذكر طبيعته وتسميته ومقره االجتماعي وصفة
ممثله القانوني أو االتفاقي.
7أسماء وألقاب المحامين أو أي شخص قام بتمثيل أو مساعدة الخصوم ،
8اإلشارة إلى عبارة النطق بالحكم في جلسة علنية .
/3من حيث إستنفاذ المحكمة سلطتها في المسألة التي فصلت فيها :
تنقسم األحكام إلى أحكام قطعية وأحكام غير قطعية.
والحكم القطعي هو الحكم الذي يفصل في مسالة معينة بصورة حاسمة تستنفذ سلطة المحكمة بالنسبة لها وحيث ان كل
األحكام الفاصلة في الموضوع أحكام قطعية فإن األحكام اإلجرائية نوعان
يعتبر األول أحكام قطعية كالحكم الصادرفي مسألة عدم اإلختصاص أو سقوط الخصومة.
ويعتبر الثاني أحكاما غير قطعية كاألحكام المنظمة لسير الخصومة واألحكام المتعلقة بالتحقيق.
لكن قد يكون الحكم مختلطا فيشمل على قرارين أحدهما قطعي واآلخر غير قطعي الذي قرر أن القطعة األرضية المتنازع
عليها ملكية خالصة للمطعون ضده وإستولت عليها البلدية دون وجه حق مما يخول لملكها حق الحصول على التعويض
وعين خبير لتحيد قيمة القطة األرضية.ونظرا لعدم وجود نص يتعلق بالحكم المختلط فقد أدخله القضاء ضمن الحكم
التمهيدي وطبق عليه أحكامه.
ومن خالل أحكام المحكمة العليا نستخلص أن الحكم يكون تمهيديا في الحاالت التالية :
فصل في جانب من جوانب النزاع.
مس بحقوق الطرفين.
أبدى القاضي رأيه في النزاع.
يمكن أن نستشف او نتنبأ من خالله إتجاه المحكمة في موضوع النزاع وينبئ لصالح أي من الخصمين سيصدر.
أما في عكس الحاالت المذكورة وحين يصدر حكما محله إجراء تحقيقات تسمح للقاضي باإللمام أكثر بموضوع النزاع
والفصل فيه على ضوء نتائجها فإن الحكم يكون تحضيريا ومن أمثلته نذكر :الحكم بانتقال المحكمة للمعاينة .الحكم باجراء
تحقيق لسماع الشهود قصد تحديد المسؤول عن الحادث.
وتؤرخ األحكام ويوقع عليها القاضي وكاتب الضبط المادة 277قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية يعتبر تسبيب
األحكام واجبا وإذا تعذر على القاضي التوقيع على أصل الحكم الذي كان قد أصدره لوفاة أو أي مانع آخر فينتدب رئيس
المجلس القضائي الذي توجد في دائرته المحكمة المصدرة للحكم وإذا تعذز لنفس األسباب على كاتب الضبط وعن
اإلقتضاء إلى المترجم التوقيع على أصل الحكم فعلى القاضي أن يشير إلى هذا المانع ويكون الحكم مشموال بالتنفيذ المعجل
في حالتين :
أ بحكم القانون :
يأمر بالتنفيذ المعجل رغم المعارضة أو اإلستئناف في جميع األحوال التي يحكم فيها بسند رسمي أو وعد معترف به أو
حكم سابق نهائي وكذا في القضايا التي ينص عليها القانون صراحة مثل قضايا النفقة والمنازعات المتعلقة بقبول كفالة
وكذا األحكام الصادرة بناء على سلطة القاضي في ضبط الجلسة.
ب بحكم جوازي من القاضي :
يجوز للقاضي األمر بالتنفيذ المعجل بكفالة أو بدونها إذا إقتضت حالة االستعجال ذلك .
تالوة التقرير.
التأشير اإلجمالي على جميع الوثائق المقدمة.
النصوص القانونية التي طبقت.
أسماء االعضاء الذين شاركوا في إصدار الحكم .
إسم ممثل النيابة العامة (إذا إقتضى الحال).
سماع أقوال األطراف أو محاميهم عند اإلقتضاء.
يجب أن تكون قرارات المجلس معللة ومحتوية على الدفوع المقدمة وعند اإلقتضاء اإلدعاءت المقيدة على ورقة الجلسة
كما يجب أن تتضمن اإلشارة بأنها صدرت في جلسة علنية وعند اإلقتضاء أن النيابة قد أبدت طلباتها.
ويوقع على اصل القرار من الرئيس والمستشار المقرر وكاتب الضبط وإذا حدثت وفاة الرئيس أو حدث أي سبب آخر
يجعل من المسحيل توقيع أصل القرار منه فيعتبر هذا صحيحا بامضاءات من القاضي المساعد والذي كان قد حضر
الجلسة .
المادة 347قانون إجراءات مدنية وإدارية :يجوز للمجلس القضائي إذا تبين له أن االستئناف تعسفي أو الغرض منه
اإلضرار بالمستأنف عليه ،أن يحكم على المستأنف بغرامة مدنية من عشرة آالف دينار ( )10.000دج إلى عشرين
ألف دينار ( )20.000دج دون اإلخالل بالتعويضات التي يمكن أن يحكم بها للمستأنف عليه.
تكون قرارات المحكمة العليا معللة وينص فيها على المواد القانونية التي طبقتها ويجب أن تتضمن مايلي :
أسماء وألقاب ومهن الخصوم وكذا أسماء وعناوين محاميهم .
المذكرات المقدمة وما تضمنته من أسانيد.
اسماء المستشارين الذين أصدرو الحكم مع اإلشارة إلى صاحب صفة المستشار المقرر.
إسم ممثل النيابة العامة .
تالوة التقرير وسماع أقوال النيابة العامة.
اإلستماع لمرافعة محامي الخصوم والموكلين الحاضرين بالجلسة .
إثبات النطق بالحكم في جلسة علنية .
ويوقع على اصل الحكم الرئيس والمستشار المقرر وكاتب الجلسة ويكون القرار الذي يصدر عن المحكمة العليا إما
بالرفض للطعن أو قبوله في.
الحالة 1يتأكد الحكم محل الطعن ويزول الشك الذي يحوم حوله.
الحالة 2يتم التمييز بين ثالث حاالت:
- 1إذا كان نقض الحكم مؤسس على عدم إختصاص الجهة القضائية التي أصدرته (تحال إلى الجهة المختصة أصال).
- 2إذا كان قرار المحكمة فيما فصل فيه من نقاط قانونية ال يترك من النزاع ما يستدعي الحكم فيه فإنه فإنه ينقضي الحكم
دون إحالة ( مثل حكم المجلس القضائي إثر إستئناف قدم بعد فوات األجل القانوني).
- 3وفي الحاالت األخرى ينقضي الحكم المطعون فيه أو جزء منه وتحيل الدعوى إلى الجهة القضائية التي أصدرت الحكم
المنقوض شكله تشكيال آخر أو تحيله إلى جهة قضائية مما يحيل األطراف إلى الحالة التي كانوا عليها قبل صدور الحكم
المنقوض ويبلغ قرار المحكمة العليا إلى الخصوم في الطعن.
وإلى محاميهم بكتاب يوقع عليه بعلم الوصول بواسطة كتابة الضبط كما يبلغ بنصه الكامل إلى الجهة القضائية التي حكم
المطعون فيه بواسطة النائب العام لدى المحكمة العليا.
المبحث الثالث :آثــــــــــــار األحكام
المطلب األول :خروج النزاع من والية المحكمة.
يترتب عن صدور الحكم إجرائيا أو موضوعيا إستنفاذ المحكمة سلطتها بالنسبة للقضية فال يجوز لها العدول عنه وال
تعديله ولو تبين لها عدم صحة ما فصلت به ولذلك فال يجوز للمحكمة التي قضت بعدم إختصاصها أن تحكم بعد ذلك
باختصاصها كما اليجوز للمحكمة أن تقضي بشمول حكمها بالنفاذ المعجل بعد أن سبق صدوره غير مشمول به وتستثنى
من هذه القاعدة الحاالت التالية :
يجوز للمحكمة أن تعيد النظر في الحكم الذي أصدرته إذا قدم الطعن فيه بطريق المعارضة أو إلتماس إعادة النظر أو
إعتراض الغير الخارج عن الخصومة
يجوز للمحكمة أن تصحح ما يقع في حكمها من أخطاء مادية محضة كتابية كانت أو حسابية مثل الخطأ في كتابة إسم أحد
الخصوم أو الخطأ في حساب مبالغ التعويضات.
يجوز للمحكمة أن تفسر ما يشوب حكمها من غموض.
إذا أغفلت المحكمة عن الفصل في طلب موضوعي صراحة كان أو ضمنيا فإنه يجوز ألحد الخصوم الرجوع أمام تلك
المحكمة ليطالب منها بالفصل فيه والمثال عن حاالت اإلغفال الصريح نذكر حالة القضاء بإحالة األطراف لرفع دعوى
مستقلة بخصوص طلبات معينة قصد تفادي تأخير الفصل في الدعوى األصلية كما يحدث غالبا بالنسبة لطلب إسترداد
األثاث الذي يقدم بمناسبة دعوى الطالق أما عن اإلغفال الضمني فنذكر حالة القضاء بإسناد حضانة األوالد لألم دون
منحها النفقة المرتبطة بها.
يجوز لنفس المحكمة أن تنظر في نفس الطلبات إذا صدر الحكم سابقا برفض الدعوى في الحال بمعنى في حال الملف
ويكون ذلك مثال إذا كانت الدعوى غير مؤيدة بمبررات وأسانيد كافية .
تنظر المحكمة في القضية رغم سبق إصدارها حكما فيها إذا أحيلت إليها من جهة قضائية عليا ويحدث ذلك في الحاالت
التالية :
أ /إذا ألغى المجلس القضائي الحكم المستأنف وكانت القضية غير مهيئة للفصل فيها فإنه يحيل القضية للمحكمة للفصل في
موضوعها ويحدث ذلك خاصة إذا إكتفى األطراف والقاضي بمناقشة الدفع الشكلي أو الدفع بعدم القبول المثار.
ب/إذا ألغى المجلس القضائي الحكم المستأنف وفضل إحالة القضية إلى المحكمة للفصل في موضوعها متنازال عن حقه
في التصدي رغم أن القضية مهيأة للفصل فيها ويحدث ذلك مثال في حالة إلغاء حكم غير قطعي.
ج /إذا قبلت المحكمة العليا الطعن بالنقض ونقضت الحكم المطعون فيه أو جزء منه وتركت من النزاع ما يتطلب الحكم
فيه فإنه يجوز لها أن تحيل القضية إلى الجهة القضائية التي أصدرت الحكم المنقوض مشكلة من تشكيلة أخرى.
إنما يقتصر على ما يكون منها فاصال في الدعوى فالحكم القضائي بالنفقة لإلبن ليس له حجية في النسب ولو وصف
المحكوم له كإبن في المنطوق طالما ان موضوع النسب لم يكن محل طلب أو دفع من الخصوم .ويعتبر الدفع بحجية
األمر المقضي فيه من الدفوع بعدم القبول التي ال تتعلق بالنظام العام لنص المشرع الجزائري على أنه ال يجوز للمحكمة
أن تقضي به من تلقاء نفسها المادة 338فقرة 2قانون مدني.
خاتمة
من خالل ما سبق ذكره نخلص إلى القول بأن األحكام هي تتويج لرفع الدعوى وتحمل رأي
القضاء فيما يخص هذا النزاع بالفصل فيه وهي عموما تحمل حجية الشيء المقضي فيه مادامت
قد فصلت في موضوع الدعوى حيث تصبح عنوانا لحقيقة ما فصلت فيه أما إذا استنفذت األحكام
طرق الطعن فتصبح حائزة لقوة الشيء المقضي فيه حيث ترتقي من الحجية إلى القوة وعليه فإن
الحكم القضائي يصدر عن المحاكم االبتدائية و يسمى حكم ابتدئي اي غير نهائي يمكن االستئناف
ضده .
بربارة عبد الرحمن ،شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،منشورات بغدادي ،الجزائر2013 ،
حمدي باشا عمر ،طرق التنفيذ ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر2012 ،
شويحة زينب ،اإلجراءات المدنية في ظل القانون ،08-09ج ،1دار أسامة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر2009،
-------------------------------------
مقدمة
يعتبر الحكم أهم مرحلة من مراحل الخصومة إذ يلجأ الخصوم في الدعوى إلى القضاء من أجل الوصول إلى الغاية
المبتغاة ،وهي الحصول على الحكم القضائي الذي يتفق مع مركزهم القانوني 1فبمثابة هذا الحكم تستقر مراكز الخصوم
القانونية فهو يعتبر نتيجة للصراع القائم الذي يحمل كل منهما الحجج واألدوات القانونية ،وعلى ذلك فدراستنا حصرناها
على األحكام القضائية اإلدارية الصادرة عن القضاء اإلداري دون التعرض لتلك الصادرة عن القضاء العادي وإن كانت
تتشابه في كونها تتضمن نفس األركان ،إذا الحكم القضائي اإلداري هو حكم بما تحمله الكلمة من معاني إذا تتوفر فيه
أركان األحكام فهو يصدر في خصومة تتميز دائما بأن اإلدارة تعتبر أحد طرفيها .
من أجل التطرق لهذه األحكام كان لزاما علينا تقسيم هذا الفصل إلى مبحثين:
المبحث األول :مفهوم األحكام القضائية اإلدارية في التشريع الجزائري
المطلب األول :تعريف األحكام القضائية اإلدارية
المطلب الثاني :خصائص األحكام القضائية اإلدارية
المبحث الثاني :تقسيمات وأثار األحكام القضائية اإلدارية في التشريع الجزائري
المطلب األول :تقسيمات األحكام القضائية اإلدارية،
المطلب الثاني :أثار األحكام القضائية اإلدارية.
المبحث األول:مفهوم األحكام القضائيةاإلدارية في التشريع الجزائري
إن النهاية الطبيعية لكل دعوى منشورة أمام القضاء أيا كانت طبيعة الـنزاع هـو صـدور حكم بشـأنها يفصـل في الـدعوى
المرفوعة .الحكم هو النهاية الطبيعية الــتي تختتم بهــا الخصــومة القضــائية فــالحكم هــو القــرار الــذي تصــدره المحكمــة في
الخصومة وفقا للقواعــد المقـررة قانونــا في نهايتهــا أو أثنــاء سـريانها سـواءا صـدر في موضـوع الخصـومة أو في مسـألة
اجرائية فــإذا كــانت المحــاكم اإلداريــة في التشــريع الجزائــري هي جهــات الواليــة العامــة في المنازعــات اإلداريــة تختص
بالفصل في أول درجة بحكم قابل لالستئناف في جميع القضايا التي تكون الدولة أو الوالية أو البلديـة أو إحـدى المؤسسـات
العمومية ذات الصبغة االدارية طرفا فيها.
* النصوص القانونية
-1المرسوم التنفيذي رقم 356-98المؤرخ في 14نوفمبر سنة 1998المحدد لكيفيــات تطــبيق احكــام القــانون رقم -98
02المتعلق بالمحاكم اإلدارية معدل بموجب المرسوم التنفيذي رقم 195-11المؤرخ في 22مايو سنة .2011
-2القانون العضوي رقم 22/10المؤرخ في 9يونيو 2022المتعلق بالتنظيم القضائي.
*المراجع العامة:
2-أبو بشير محند أمقران ،قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر2008 ،
-3بربارة عبد الرحمن ،شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،منشورات بغدادي ،الجزائر2013 ،
- 4حسينة شرون ،إمتناع اإلدارة عن تنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضدها ،دار الجامعة الجديدة ،الجزائر2010 ،
- 5محمد الصغير بعلي ،القضاء اإلداري مجلس الدولة ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،الجزائر2005 ،
- 6حسين فريجة ،المبادئ األساسية في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر201 ،