You are on page 1of 127

‫وزارة التعليــم العالـي والبحـث العلمـي‬

‫‪Ministère de l’Enseignement Supérieur et de la Recherche Scientifique‬‬

‫جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم‬


‫المرجع‪............. :‬‬ ‫كمية الحقوق والعموم السياسية‬
‫قسم‪ :‬القانون الخاص‬
‫مذكرة نهاية الدراسة لنيل شهادة الماستر‬

‫آثار المسؤولية العقدية في التشريع الجزائري‬

‫ميدان الحقوق والعموم السياسية‬


‫التخصص‪ :‬قانون الخاص‬ ‫الشعبة‪ :‬الحقوق‬
‫تحت إشراف األستاذة‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبة‪:‬‬
‫‪ -‬زهدور كوثر‬ ‫‪-‬عرفي الحاجة الزهرة‬

‫أعضاء لجنة المناقشــــــة‬


‫رئيسا‬ ‫فنينخ عبد القادر‬ ‫األستاذ‬
‫مشرفا مقر ار‬ ‫زهدور كوثر‬ ‫األستاذة‬
‫مناقشا‬ ‫بن عوالي عمي‬ ‫األستاذ‬

‫السنة الجامعية ‪2021/2020 :‬‬


‫نوقشت يوم‪2021/07/07 :‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫شكـ ـ ــر وتق ـ ـ ـ ــدي ـ ـ ـ ــر‬
‫انكر ّوو اهلل سبحان وتتحلــ اللي أدّواح بحللسر واللقق و لّو اللتعبحا أحأمح‬

‫و عحامح علـ إاجحز هله الملكرة‪.‬‬

‫م انقدّوم بب مـ عسحااا النقدير وا حنرامموببحلل النكر وا أنمحا إلـ اا نح ة‬

‫المنـ ــرفق زهـ ـ ـ ــدوا كع ر علـ أح دّوأنن أن الحائ و إاش ـ ـ ــحااا قّومقمو لمسحعدتوح‬

‫في إاجحز هلا التم المنعاضـ ـ ـ ــع‪.‬‬

‫فجـ ـ ـ ـ ـ ـــاهح اهلل ـ ـ ـ ـ ـ ــقرا‬

‫وإلـ ـ ـــ ك أن أدّواح يد التـ ـ ــعا أن ـ ـ ـ ــريي و بتـ ـ ـ ــقد تمحم ه ـ ــلا التمـ ـ ـ م حاـ ـ ـ ــق‬

‫أعظّوفـ ـ ــي أكنسق جحأتـ ـ ــق عسد البمـ ـ ــقد بن بحايـ ـ ـ ــس‪.‬‬

‫تعجن بحلن ــكر الجـي إلـ ـــ اا حتلة اافـحض ـ ـ ععحا لجمق الممح نق عل ـ ـــ‬
‫كمح ّو‬
‫سعلوم إ راا هلا التم وأسحهمنوم في إضحاة سقـ ـ ـ التلم‪.‬‬
‫إه ــداا‬
‫هدي هلا التم المنعاضع إلـ‪:‬‬

‫الني حملنمي وه ـ ــمح علـ وهـ ـ ــن و ورا اللقحلي اللعاام و ـح منمي فراحي و حـااي‬

‫أّوي الغحلقق قمحا ديجقم طقّوي اهلل راهح وجتلوح أن ه الجمّوق‪.‬‬

‫اللي ابّوـحاي علـ الفعقلق واا القم اححي القـلي اللقّويم إلـ اللي تتي لمرتححم‬

‫و شقي لمستدم إلـ أللي ااعلـ و دوتي في البقحةم إلقك بي البسقي‪.‬‬

‫اللين ترعرعت بقموم إ عتي و عاتي ااحسحا‪ :‬النحافم حفقظقم اعاالدينمأملعام‬

‫اعايقم جقاللي مشريفقم عسد البفقظم عسد القـحاام جمحام قرةم قرالدين‪.‬‬

‫بمحا وبمحا إ عتي و عاتي ااحسحامإلـ السراعم اللغحا‪:‬بلقـح ممهحجرمأبمدم ديجقم‬

‫فـحطـ ـ ــمقم يع ــفمأبمـ ــدم عسد القـحاام أبمد ط ـ ــحاقمأمـ ـ ـ ــحام لج ـ ــقنم يح قن عسد اللـ ــمدم‬

‫أبمد جعاامواحا‪.‬‬

‫اديقـحتي البسقسحا‪:‬عمّوي عـي ف ــعزيقم بن عـــ الدين أققم التربي بن شريف اتقمقم‬

‫بلجقاللي زهقرةم ن ــّوحوي تقـ ــجحاققم ن ــّوــحوي زيـ ـ ــن الودىم ألسحح بنرىم بن زيداا جقوحا‪.‬‬

‫ك اللين عرفوم أن اد ـحا وزأالا في الجحأتق ‪.‬‬


‫قائمة المختصرات المستعممة في الدراسة‪:‬‬

‫ج‪ :‬الجزء‪.‬‬

‫ج‪.‬ر‪ :‬الجريدة الرسمية‪.‬‬

‫د‪.‬د‪.‬ف‪ :‬دكف دار نشر‪.‬‬

‫د‪.‬ط‪ :‬دكف طبعة‪.‬‬

‫د‪.‬س‪.‬ف‪ :‬دكف سنة نشر‪.‬‬

‫ص‪ :‬الصفحة‪.‬‬

‫ص‪.‬ص‪ :‬مف الصفحة‪.....‬إلى الصفحة‪.‬‬

‫ط‪ :‬الطبعة‪.‬‬

‫ؼ‪ :‬الفقرة‪.‬‬

‫ؽ‪.‬أ‪.‬ج‪ :‬قانكف األسرة الجزائرم‪.‬‬

‫ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪ :‬قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪.‬‬

‫ؽ‪.‬ـ‪ :‬قانكف مدني‪.‬‬

‫مج‪ :‬المجمد‪.‬‬
‫أقدأق‬
‫مقذمة‬

‫لقد أدل التطكر بالمجتمع اإلنساني إلى تشعب العالقات كالمعامالت بيف الناس‪ ،‬األمر الذم‬
‫دعا إلى زيادة عدد العقكد المبرمة فيما بينيـ‪ ،‬ككمما ازدادت ىذه العقكد‪ ،‬اتجيت القناعة نحك‬
‫التسميـ بزيادة المصالح المتعارضة بيف األشخاص‪ ،‬فكؿ يبحث عف تحقيؽ مصالحو‪ ،‬شريطة أف‬
‫يحققيا في اإلطار المسمكح بو‪ ،‬فالقانكف ىك الذم يكفؿ عدـ تصادـ مصالح األشخاص فيما بينيا‪،‬‬
‫ماداـ أف مف حؽ كؿ كاحد منيـ أف يحقؽ مصمحتو في تكفير سبؿ الحياة كديمكمتيا‪.‬‬

‫كتتعدد أكجو تعارض المصالح‪ ،‬لدرجة أنيا قد تصؿ إلى حد التعاكس أك التناقض‪ ،‬فمصمحة‬
‫البائع تتناقض حتما مع مصمحة المشترم‪ ،‬عندما يقؼ كؿ كاحد منيما عند رأيو سكاء في البيع‬
‫بالسعر الذم يريد‪ ،‬أك في الشراء بالسعر الذم يريد‪ ،‬فيأتي دكر القانكف كيصكر ىذا التناقض عمى‬
‫أنو مجرد تعارض باإلمكاف الجمع في نيايتو بيف مصمحتيف لتحقيؽ عمى األقؿ الحد األدنى لكؿ‬
‫منيما‪ .‬فينعقد العقد كيمتقي الطرفاف في نقطة كسطى بينيما‪ ،‬فتتحكؿ العالقة بيف الطرفيف مف‬
‫عالقة بيف شخصيف ال يجمعيما رابط معيف‪ ،‬إلى عالقة خاصة متجسدة في العقد‪.‬‬

‫كفي ىذا العقد قد تتناقض المصالح‪ ،‬فيخؿ أحد الطرفيف بالتزامو تحقيقا لمصمحة خارجة‬
‫عما اتفؽ عميو‪ ،‬فيصيب الدائف ضر ار بسبب ىذا اإلخالؿ‪ ،‬سكاء اتخذ ىذا اإلخالؿ صكرة عدـ‬
‫التنفيذ أك التأخر فيو‪ ،‬بحيث يككف ىذا الضرر ناتجا عف ىذا اإلخالؿ كىذا ما يسمى بالعالقة‬
‫السببية بيف الخطأ كالضرر‪ .‬كبذلؾ تتحقؽ شركط قياـ المسؤكلية العقدية‪ ،‬فتقكـ ىذه األخيرة لترتب‬
‫آثارىا كاممة‪ ،‬كأكؿ ىذه اآلثار كأىميا تحريؾ دعكل المسؤكلية العقدية كالتي تعتبر آلية منحيا‬
‫القانكف لممتعاقد حماية لمصالحو‪ ،‬كمف ثـ كقايتو مف انحراؼ الطرؼ اآلخر عف سمككو القائـ عمى‬
‫حسف النية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مقذمة‬

‫اء‬
‫كاذا ما قاـ الطرؼ المتضرر بتحريؾ تمؾ الدعكل فرض القاضي عمى الطرؼ المسؤكؿ جز ن‬
‫لجبر الضرر الالحؽ بالدائف مف جراء عدـ تنفيذ االلتزاـ أك التأخر فيو‪ ،‬كيككف ذلؾ عف طريؽ‬
‫التعكيض‪.‬‬

‫فالتعكيض كباعتباره مف مكاضيع المسؤكلية المدنية عمكما كالمسؤكلية العقدية خصكصا قد‬
‫القى اىتماما كاسعا مف قبؿ المشرع الجزائرم‪ ،‬كذلؾ مف خالؿ تضميف القانكف المدني بنصكص‬
‫كاضحة كصريحة تبيف أىـ األحكاـ التي تضمف التعكيض عف الضرر‪ ،‬ككاف ذلؾ في الفصؿ‬
‫الثاني مف الباب الثاني في المكاد مف ‪ 176‬إلى ‪ 187‬مف القانكف المدني الجزائرم تحت عنكاف"‬
‫التنفيذ بطريؽ التعكيض "‪ ،‬كذلؾ كمو مف أجؿ حماية مصالح الدائف‪ ،‬كاستيفاء حقو في إطار‬
‫عالقتو الدائنية ‪.‬‬

‫كالى جانب اآلثار السالفة الذكر‪ ،‬يترتب أيضا عف قياـ المسؤكلية العقدية أثر آخر‬
‫كالمتمثؿ في إعماؿ االتفاقات المعدلة ألحكاـ المسؤكلية العقدية كالتي يصطمح عمييا أيضا‬
‫بالشركط المعدلة لممسؤكلية العقدية‪ ،‬بحيث تمثؿ ىذه األخيرة خركجا عما تقضي بيا قكاعد‬
‫المسؤكلية‪ ،‬حيث يقتضي األصؿ تحقؽ المسؤكلية عند تكافر شركطيا‪ ،‬غير أنو يمكف تجنب ىذا‬
‫الجزاء الذم يتحممو المديف جراء إخاللو بالتزامو بإعفائو منو‪ ،‬أك بتخفيفو‪ ،‬إضافة إلى إمكانية‬
‫االتفاؽ عمى خالؼ ذلؾ بتشديد مسؤكليتو‪ .‬عمى اعتبار أف القكاعد التي كضعيا المشرع لتنظيـ‬
‫ىذه المسؤكلية ىي قكاعد مكممة إلرادة المتعاقديف كليست قكاعد آمرة‪.‬‬

‫أىمية المكضكع‪:‬‬
‫إف مكضكع آثار المسؤكلية العقدية يحتاج إلى الكثير مف الدراسة كالتحميؿ؛ لما لو مف أىمية عممية‬
‫فيك اليدؼ النيائي مف بحث المسؤكلية كدراستيا‪ ،‬إضافة إلى الدكر الكبير الذم يمعبو ىذا‬
‫المكضكع في إضفاء الصفة اإللزامية عمى العقد‪ ،‬كبالتالي منع تراخي المديف في تنفيذ التزامو‪،‬‬

‫‪2‬‬
‫مقذمة‬

‫إضافة إلى أف دراسة ىذا المكضكع تؤدم إلى حصر العكاقب أك النتائج التي قد تكاجو المديف في‬
‫حالة ما إذا أخؿ بااللتزاـ الكاقع عمى عاتقو في نطاؽ العقكد كالمسؤكلية العقدية‪.‬‬
‫أسباب اختيار المكضكع‪:‬‬
‫كطالب قانكني باحث في تخصص القانكف الخاص‪ ،‬فإنني أكلي اىتماما كبي ار بيذا المكضكع‪،‬‬
‫كذلؾ راجع إلى أسباب ذاتية كأخرل مكضكعية تتمثؿ في‪:‬‬
‫األسباب الذاتية‪:‬‬
‫‪-‬الشغؼ العممي كالرغبة في دراسة كتحميؿ ما ىك متعمؽ بمكاضيع العقكد كااللتزامات‪.‬‬
‫‪-‬رغـ أىمية المكضكع إال أننا لـ نتطرؽ إليو خالؿ السداسيات بشكؿ مفصؿ كمعمؽ‪.‬‬

‫‪-‬المكتسبات القبمية في ىذا المجاؿ‪.‬‬

‫‪-‬أننا مف خالؿ ىذه الدراسة التي سنقكـ بيا في ىذا المكضكع‪ ،‬سنتمكف مف إثراء كميتنا بنتائج ىذه‬
‫الدراسة حتى يتمكف زمالؤنا مف بعدنا مف االستفادة منيا‪.‬‬

‫األسباب المكضكعية‪:‬‬
‫تكمف األسباب المكضكعية ليذا البحث أساسا في تدعيـ الدراسات العممية السابقة لو‪ ،‬حيث لفت‬
‫المكضكع انتباىي بشكؿ خاص لككنو يتناكؿ آثار المسؤكلية العقدية في التشريع الجزائرم باعتبارىا‬
‫نتائج حتمية لقياـ المسؤكلية العقدية‪ ،‬لذلؾ أكليت اىتماما بدراسة ىذا المكضكع مف عدة جكانب‬
‫كالتعريفات كاألحكاـ كالتطبيقات العممية كالقيكد كغيرىا في محتكل ىذه الدراسة‪.‬‬
‫صعكبات البحث‪:‬‬
‫كما نكد أف نشير إلى الصعكبات كالعراقيؿ التي كاجيتنا عند إعداد كدراسة ىذا البحث‪ ،‬أبرزىا كثرة‬
‫أف كؿ فرع قد يحتاج إلى مذكرة خاصة بو‪ .‬زيادة عمى ذلؾ‬
‫فركع ىذا المكضكع كتشعبو‪ ،‬حيث نجد ّ‬
‫ندرة المراجع المتخصصة في المكضكع كصعكبة الكصكؿ إلييا‬

‫‪3‬‬
‫مقذمة‬

‫إشكالية البحث‪:‬‬
‫تيتـ ىذه المذكرة بدراسة آثار المسؤكلية العقدية في التشريع الجزائرم‪ ،‬كذلؾ إلضفاء المزيد مف‬
‫الشرح كالتحميؿ ليذا المكضكع‪ ،‬مف خالؿ تبياف أىـ األحكاـ القانكنية المنظمة ليذه اآلثار كؿ منيا‬
‫عمى حدة‪ ،‬لذلؾ فإنو مف خالؿ ىذه الدراسة نحاكؿ مناقشة اإلشكالية التالية‪ :‬ما ىي أىـ اآلثار‬
‫المترتبة عمى قياـ المسؤكلية العقدية؟ كىؿ يستقؿ كؿ أثر منيا بأحكاـ خاصة بو؟ ‪.‬‬
‫منيج الدراسة‪:‬‬
‫لإلجابة عمى اإلشكالية البحثية المطركحة‪،‬فإف ىذه الدراسة سارت في إطار المنيج القانكني‬
‫التحميمي كمنيج أساسي‪ ،‬كىذا مف أجؿ استعراض مختمؼ النصكص القانكنية المنظمة لمكضكع‬
‫آثار المسؤكلية العقدية‪ ،‬كتحميميا تحميال قانكنيا مف أجؿ الكصكؿ إلى أىـ األحكاـ التي جاء بيا‬
‫المشرع الجزائرم مف أجؿ تنظيـ مكضكع آثار المسؤكلية العقدية‪ .‬ككذا االستعانة بالمنيج الكصفي‬
‫لدراسة كؿ أثر بشكؿ مفصؿ كشرحو‪.‬‬
‫ىيكؿ الدراسة‪:‬‬
‫يقتضي األمر تناكؿ ىذه الدراسة في فصميف‪ ،‬يتـ في الفصؿ األكؿ منيا تناكؿ دعكل المسؤكلية‬
‫العقدية كالجزاء المترتب عنيا‪ ،‬كذلؾ مف خالؿ مبحثيف يخصص المبحث األكؿ لدعكل المسؤكلية‬
‫العقدية‪ ،‬أما المبحث الثاني فيخصص لتحديد جزاء قياـ ىذه المسؤكلية أم التعكيض‪ .‬في حيف‬
‫يتناكؿ الفصؿ الثاني مف ىذه الدراسة االتفاقات المعدلة ألحكاـ المسؤكلية العقدية‪ ،‬كدلؾ مف خالؿ‬
‫مبحثيف يتـ في المبحث األكؿ عرض االتفاؽ عمى اإلعفاء أك التخفيؼ مف المسؤكلية العقدية‪ ،‬أما‬
‫المبحث الثاني فيتضمف االتفاؽ عمى التشديد مف المسؤكلية العقدية‪ ،‬كبذلؾ يتـ تقسيـ ىذه الدراسة‬
‫إلى فصميف‪:‬‬
‫الفصؿ األكؿ‪ :‬دعكل المسؤكلية العقدية كالجزاء المترتب عنيا‪.‬‬

‫الفصؿ الثاني‪:‬االتفاقات المعدلة ألحكاـ المسؤكلية العقدية‪.‬‬


‫‪4‬‬
‫الفل ااوا‪:‬‬
‫اععى المسسولقق التقديق والجـاا‬
‫المنرتي عموح‬
‫ّو‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫تمييد كتقسيـ‪:‬‬
‫تعتبر دعكل المسؤكلية العقدية مف بيف مكاضيع القانكف المدني‪ ،‬ككذا أىـ أثر مترتب عف‬
‫قياـ المسؤكلية العقدية‪ ،‬يتـ تحريكيا كرفعيا مف قبؿ الشخص أك األشخاص الذيف لحؽ بيـ ضرر‪،‬‬
‫ضد الشخص أك األشخاص المتسببيف في حدكث ىذا الضرر باستخداـ كسائؿ كطرؽ معينة‬
‫قانكنا‪ .‬كيترتب عمى رفع ىذه الدعكل كعمى الحكـ فييا أثر آخر مف آثار المسؤكلية العقدية كالذم‬
‫فإف اإلشكاؿ المطركح في ىذا الفصؿ ىك‪:‬مف‬
‫يعد كجزاء يفرض لجبر الضرر الحاصؿ‪ .‬كمف ثـ ّ‬
‫ىـ األشخاص الذيف منحيـ المشرع حؽ رفع ىذه الدعكل؟ كضد مف ترفع ىذه الدعكل؟ كفيـ تتمثؿ‬
‫المخكلة قانكنا ليؤالء األشخاص لرفعيا؟ كما ىك الجزاء المترتب عف رفعيا؟ كما ىي أىـ‬
‫ّ‬ ‫الكسائؿ‬
‫األحكاـ التي تنظـ ىذا الجزاء؟‬
‫ىذا اإلشكاؿ سنحاكؿ اإلجابة عميو مف خالؿ تقسيـ ىذا الفصؿ إلى مبحثيف‪:‬‬

‫المبحث األكؿ‪ :‬دعكل المسؤكلية العقدية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التعكيض‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫المبحث األكؿ‪ :‬دعكل المسؤكلية العقدية‬


‫لقد منح المشرع الجزائرم في مجاؿ المسؤكلية العقدية لممتعاقد المتضرر مف إخالؿ المتعاقد‬
‫اآلخر بالتزامو آلية تخكلو المجكء إلى القضاء ك تالفي الضرر الالحؽ بو‪ ،‬ىذه اآللية تتمثؿ في‬
‫دعكل المسؤكلية العقدية‪ .‬يتـ رفع ىذه الدعكل مف قبؿ الطرؼ أك األطراؼ المتضررة في مكاجية‬
‫شرعيا القانكف في سبيؿ حماية الحقكؽ‪،‬‬
‫الشخص مرتكب الخطأ العقدم‪ ،‬كذلؾ عف طريؽ كسائؿ ّ‬
‫كالتي تتمثؿ في الطمبات كالدفكع‪ ،‬بحيث تعتبر ىذه األخيرة كسائؿ قانكنية مخصصة لتبادؿ‬
‫االدعاءات أماـ القضاء‪.‬‬
‫كعميو‪ ،‬سيتـ تقسيـ ىذا المبحث إلى مطمبيف‪ ،‬يتـ في المطمب األكؿ التعريؼ بأطراؼ ىذه الدعكل‬
‫مف مدعي كمدعى عميو ككذا بياف شركطيما‪ ،‬أما في المطمب الثاني فسيتـ التطرؽ إلى كسائؿ ىذه‬
‫الدعكل مف طمبات قضائية كدفكع ‪.‬‬

‫األكؿ‪:‬أطراؼ الدعكل‬
‫المطمب ّ‬
‫في العقكد التي يبرميا األطراؼ فيما بينيـ تحقيقا لمصالحيـ‪ ،‬قد يتخمؼ أحدىـ عف تنفيذ‬
‫التزامو أك قد يتأخر في تنفيذه مرتكبا بذلؾ خطأ عقديا يمحؽ بو ضر ار بالطرؼ المقابؿ كيككف ىذا‬
‫الضرر نتيجة مباشرة لذلؾ الخطأ المرتكب‪ ،‬فتقكـ مسؤكلية الطرؼ الذم ارتكب ذلؾ الخطأ‪،‬‬
‫كحماية لمطرؼ المضركر فقد منحو المشرع الحؽ في رفع دعكل عمى الطرؼ المسؤكؿ السترجاع‬
‫حقو الميدكر‪،‬كالتي تتجسد في دعكل المسؤكلية العقدية‪ ،‬كبذلؾ يتمثؿ أطراؼ ىذه الدعكل في‬
‫المدعى عميو (فرع ثاف) ‪.‬‬
‫المضركر أك المدعي (فرع أكؿ)‪ ،‬كالشخص المسؤكؿ أك ّ‬
‫المدعي(المضركر)‬
‫الفرع األكؿ‪ّ :‬‬
‫بأنو ال ّشخص الذم‬
‫يعرؼ ّ‬
‫المدعي كالذم ّ‬
‫األصؿ أف ترفع دعكل المسؤكلية مف المضركر أم ّ‬
‫عما أصابو مف ضرر‪.‬‬
‫الحؽ في المطالبة بالتعكيض ّ‬
‫ّ‬ ‫كقع بو ضرر كالذم يثبت لو‬

‫‪7‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫القيـ‪.‬كاذا‬
‫الكصي أك ّ‬
‫ّ‬ ‫كالكلي أك‬
‫ّ‬ ‫فإذا لـ تكف لممضركر أىمية التّقاضي ترفع الدعكل مف نائبو‬
‫كاف المضركر مدينا‪،‬فمدائنو طمب التعكيض باسمو عف طريؽ الدعكل غير المباشرة‪،‬بشرط أف‬
‫يككف الضرر الذم أصاب المديف ماديا‪،‬فإذا كاف الضرر الذم أصابو معنكيا امتنع عمى الدائف‬
‫استعماؿ الدعكل غير المباشرة‪،‬إالّ إذا كاف ىذا الضرر جسمانيا كترتب عميو عجز المديف كميا أك‬
‫جزئيا عف العمؿ‪.‬‬

‫تكفي المضركر ككاف الضرر الذم أصابو ماديا‪،‬انتقؿ الحؽ في التعكيض عنو إلى‬ ‫كاذا ّ‬
‫تحدد‬
‫أما إذا كاف الضرر الذم أصابو معنكيا‪،‬فال ينتقؿ إالّ إذا ّ‬
‫الكرثة كؿ بقدر نصيبو مف الميراث‪ّ .‬‬
‫بمقتضى اتفاؽ بيف المضركر كالمسؤكؿ‪،‬أك طالب بو المضركر أماـ القضاء‪،‬حيث نصت المادة‬
‫‪ 222‬مف القانكف المدني عمى ّأنو‪":‬يشمؿ التعكيض الضرر األدبي أيضا‪،‬كلكف ال يجكز في ىذه‬
‫تحدد بمقتضى اتفاؽ‪،‬أك طالب الدائف بو أماـ القضاء‪.‬كمع ذلؾ ال‬
‫الحالة أف ينتقؿ إلى الغير ّإال إذا ّ‬
‫جراء مكت‬
‫عما يصيبيـ مف ألـ مف ّ‬
‫يجكز الحكـ بالتعكيض ّإال لألزكاج كاألقارب إلى الدرجة الثانية ّ‬
‫المصاب"‪.‬‬

‫ككما ينتقؿ الحؽ في التعكيض بالكفاة‪،‬كذلؾ قد ينتقؿ حاؿ الحياة باالتفاؽ بيف المضركر‬
‫فيتعيف لجكاز انتقالو‬
‫كالمحاؿ لو‪،‬كلكف إذا كاف الضرر الذم أصاب المضركر ضر ار معنكيا ّ‬
‫بالحكالة أف يككف المضركر قد طالب بو أماـ القضاء ‪،‬أك اتفؽ في شأنو مع المسؤكؿ‪.‬‬

‫كقد يككف المضركر جماعة‪،‬كىنا يجب التفرقة بيف ما إذا كاف ليذه الجماعة شخصية معنكية‬
‫أما‬
‫أـ ال‪.‬فإذا كاف ليا شخصية معنكية جاز ليا رفع دعكل التعكيض عف الضرر الذم أصابيا‪ّ .‬‬
‫الضرر الذم يصيب فردا مف أفرادىا‪،‬فيككف طمب التعكيض عنو مف شأف ىذا الفرد كحده‪،‬غير أنو‬
‫أف ليا أف ترجع بالتعكيض عمى أم شخص اعتدل عمى‬
‫فيما يتعمؽ بالنقابات استقر الفقو عمى ّ‬
‫المصمحة العامة لممينة التي تمثميا‪،‬كلك لـ يكف ليا في ذلؾ مصمحة شخصية‪،‬فمثال عدـ مراعاة‬

‫‪8‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫الحؽ في‬
‫ّ‬ ‫العماؿ‬
‫يستخدميـ‪،‬يخكؿ لنقابة ّ‬
‫ّ‬ ‫العماؿ الذيف‬
‫صاحب عمؿ لقكانيف العمؿ بالنسبة إلى ّ‬
‫الرجكع عميو بالتعكيض‪.‬‬

‫أما إذا لـ يكف لمجماعة شخصية معنكية‪،‬فال يجكز ليا بكصفيا جماعة الرجكع عمى المسؤكؿ‬
‫ّ‬
‫بالتعكيض‪،‬كلكف يجكز ألم فرد ينتمي ليذه الجماعة الرجكع بدعكل المسؤكلية‪،‬إذا ثبت ّأنو قد لحؽ‬
‫بو ضرر شخصي مف االعتداء عمى مصمحة الجماعة ‪.1‬‬

‫أف ىذا‬
‫أف غير المضركر ليس لو الحؽ في التعكيض‪،‬إذ ّأنو مف البدييي ّ‬
‫كتجدر اإلشارة إلى ّ‬
‫األخير ال يستطيع أف يطالب بتعكيض عف ضرر لـ يصبو‪،‬كلكف يقع كثي ار كخاصة في األضرار‬
‫عما يحكـ لو بو مف تعكيض لجية خيرية أك‬
‫األدبية أف يعمف المضركر عف رغبتو في النزكؿ ّ‬
‫لمصالح العاـ‪.‬كالمحظكر أف يطمب المضركر مف المحكمة القضاء مباشرة بالتعكيض‬
‫لمؤسسة تعمؿ ّ‬
‫ّ‬
‫مب‪،‬ألف الجية الخيرية التي‬
‫ّ‬ ‫ليذه الجية‪،‬كال تستطيع المحكمة في ىذه الحالة أف تجيبو إلى ىذا الطّ‬
‫أما إذا طمب المضركر‬
‫عينيا المضركر لـ يصبيا أم ضرر‪،‬فال يجكز الحكـ ليا مباشرة بالتعكيض‪ّ .‬‬
‫ّ‬
‫النزكؿ عف ىذا التعكيض لجية خيرية‬
‫الحكـ بالتعكيض لنفسو‪،‬كأعمف في الكقت ذاتو عف رغبتو في ّ‬
‫ما فال مانع مف ذلؾ‪،‬كيجكز أف يشير حكـ المحكمة إلى ىذا األمر‪،‬كال يككف في ىذه اإلشارة‬
‫مخالفة لمقانكف‪.2‬‬

‫المدعى عميو(المسؤكؿ)‬
‫الفرع الثاني‪ّ :‬‬
‫المدعى عميو‪،‬سكاء كاف مسؤكال عف فعمو ال ّشخصي أـ عف فعؿ‬
‫الدعكل عمى المسؤكؿ أم ّ‬
‫ترفع ّ‬
‫بأنو الشخص الذم ينسب إليو الضرر الالحؽ بالمدعي‬
‫يعرؼ ّ‬
‫الغير‪ ،‬ك ىك ّ‬

‫‪ -1‬أنكر سمطاف ‪،‬مصادر االلتزاـ في القانكف المدني ‪.‬دراسة مقارنة بالفقو اإلسالمي ‪،‬دار الثقافة لمنشر كالتكزيع ‪،‬عماف ‪ ،‬األردف‬
‫‪،‬الطبعة الرابعة ‪،2010،‬ص‪.‬ص‪.345-344.‬‬
‫‪ -2‬دراسات قانكنية كاقتصادية ‪،‬دعكل المسؤكلية ‪ ،‬مف مكقع ‪، sites.google.com/alkhlasa :‬آخر زيارة لممكقع بتاريخ‬
‫‪ 2021/05/28‬عمى الساعة ‪.17:40‬‬
‫‪9‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫لما كانت القاعدة في الشريعة‬


‫الدعكل عمى كرثتو‪.‬غير ّأنو ّ‬‫تكفي المسؤكؿ‪ ،‬فترفع ّ‬
‫أما إذا ّ‬ ‫ّ‬
‫الديكف‪،‬فالتّركة ىنا تككف ىي المسؤكلة بعد كفاة المسؤكؿ‪،‬كيمثّميا‬
‫اإلسالمية ّأال تركة إالّ بعد سداد ّ‬
‫بالنسبة إلى الخمؼ العاـ المسؤكؿ‪.‬‬
‫أم كارث في دعكل المسؤكلية‪،‬ىذا ّ‬

‫الرجكع عميو بالتعكيض بسبب خطأ‬


‫بالنسبة إلى الخمؼ الخاص‪،‬فاألصؿ ّأنو ال يجكز ّ‬
‫أما ّ‬‫ّ‬
‫السمؼ‪.‬‬
‫السمؼ‪،‬إال إذا اجتمعت فيو مف جديد أركاف المسؤكلية العقدية بسبب الماؿ الذم تمقّاه مف ّ‬
‫ّ‬

‫تعدد المسؤكليف عف الضرر الكاحد‪،‬اعتبركا جميعا مسؤكليف عمى كجو التضامف‬


‫كفي حالة ّ‬
‫تعدد المسؤكلكف عف عمؿ‬
‫المضركر‪،‬كنصت عمى ذلؾ المادة ‪ 169‬مف ؽ‪ .‬ـ بقكليا‪":‬إذا ّ‬
‫ّ‬ ‫بتعكيض‬
‫ساكم‪،‬إال إذا‬
‫ّ‬ ‫ضار كانكا متضامنيف في التزاميـ بتعكيض الضرر‪،‬كتككف المسؤكلية فيما بينيـ بالتّ‬
‫ّ‬
‫الرجكع عمى ّأييـ شاء‬
‫أف لذلؾ المضركر ّ‬
‫عيف القاضي نصيب ك ّؿ منيـ في التعكيض"‪.‬بمعنى ّ‬
‫ّ‬
‫بتعكيض ك ّؿ الضرر الذم لحقو‪،‬كعمى مف دفع كامؿ التعكيض الرجكع عمى الباقيف ك ّؿ بقدر‬
‫قسـ القاضي التعكيض بينيـ بالتساكم أـ بحسب جسامة خطأ ك ّؿ منيـ‪.‬‬
‫نصيبو‪،‬سكاء ّ‬

‫المدعي‬
‫طبيعيا‪،‬كذلؾ قد يككف ّ‬
‫ّ‬ ‫المدعي في دعكل المسؤكلية العقدية شخصا‬
‫ككما قد يككف ّ‬
‫بأف الخطأ كىك أساس المسؤكلية‬
‫الدعكل شخصا اعتباريا‪،‬كال يعترض عمى ذلؾ ّ‬
‫عميو في ىذه ّ‬
‫المعنكم‪،‬ألف ىذا الخطأ قد يقع مف أحد أعضاء ال ّشخص‬
‫ّ‬ ‫يتصكر كقكعو مف ال ّشخص‬
‫ّ‬ ‫المدنية ال‬
‫المعنكم أثناء مباشرتو لعممو فتتحقّؽ بذلؾ مسؤكلية ال ّشخص المعنكم ‪.1‬‬

‫أف المشرع الجزائرم قد اشترط لقبكؿ أم دعكل بكجو‬


‫تجب اإلشارة في األخير إلى ّ‬
‫عاـ‪،‬كدعكل المسؤكلية العقدية بكجو خاص تكفر مجمكعة مف الشركط كالتي تتمثؿ في الصفة‬
‫قرر القانكف ذلؾ ‪،‬أما بخصكص األىمية فمـ يعتبرىا المشرع شرطا لكجكد‬
‫‪،‬المصمحة كاإلذف متى ّ‬
‫الحؽ في التقاضي بؿ ىي شرط لممارسة الدعكل‪.‬‬

‫‪ -1‬أنكر سمطاف ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.345.‬‬


‫‪10‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫‪-‬الصفة ‪:‬‬
‫تعتبر الصفة صالحية الشخص في رفع الدعكل كمباشرة اإلجراءات القضائية مف أجؿ‬
‫حماية الحؽ المدعى بو ‪ ، 1‬كعميو نجد المادة ‪ 13‬ؼ ‪ 1‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ تنص عمى أنو ‪":‬ال يجكز ألم‬
‫شخص التقاضي ما لـ تكف لو صفة‪ ،‬كلو مصمحة قائمة أك محتممة يقرىا القانكف"‪ ،‬كيفيـ مف‬
‫أحكاـ ىذه المادة أف الدعكل ترفع مف ذم صفة عمى ذم صفة ‪ ،‬أم أف تنسب الدعكل إيجابا‬
‫لصاحب الحؽ كسمبا لمف اعتدل عمى ىذا الحؽ‪. 2‬‬
‫تكجد الصفة لدل المدعي بمباشرة الدعكل شخصيا أك أف يمنح لمغير قانكنا أك اتفاقا في‬
‫حالة كجكد عذر مشرع سمطة تمثيمو في اإلجراءات كأف يحضر المحامي نيابة عف المدعي أك‬
‫يحضر شخص آخر بمكجب ككالة خاصة كيقع عمى القاضي االلتزاـ بالتأكد مف التمثيؿ أكال ‪،‬ثـ‬
‫يبحث الحقا في مدل تكفر شرط الصفة لدل صاحب الحؽ ؛ فيمكف أف يككف التمثيؿ صحيحا‬
‫كالصفة فاسدة في الدعكل كالعكس صحيح ‪ ،‬كمثاؿ ذلؾ ‪ :‬أف يحضر األب جمسة المحاكمة تمقائيا‬
‫مف دكف ككالة مف ابنو البالغ الذم رفع دعكل قضائية يطالب فييا استعادة شقة يممكيا بسند ‪،‬‬
‫محتمة مف الغير دكف كجو حؽ‪ ،‬ظنا مف األب بأف الممكية كاحدة في ىذه الحالة الصفة صحيحة‬
‫كالتمثيؿ فاسد ‪.‬‬

‫كعكس ذلؾ أف يككف األب حامال لككالة صحيحة في أف االبف المدعي ال يممؾ أم سند‬
‫يثبت ممكيتو ‪،‬فالتمثيؿ ىنا صحيح كلكف ترفض الدعكل النعداـ الصفة لدل االبف ‪ ،‬كصحة التمثيؿ‬
‫يعتبر شرط لصحة إجراءات الخصكمة ‪ ،‬كليس شرط لقبكؿ الدعكل ‪.‬‬

‫‪ -1‬العيش فضيؿ ‪ ،‬شرح قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية الجديد (القانكف ‪ ، )09-08‬د‪.‬ط ‪،‬منشكرات أميف ‪،‬الجزائر ‪2009،‬‬
‫‪،‬ص‪.144.‬‬
‫‪ -2‬عمي أبك عطية ىيكؿ ‪،‬شرح قانكف المرافعات المدنية كالتجارية ‪،‬د‪.‬ط ‪،‬دار المطبكعات الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪2007،‬‬
‫‪،‬ص‪.187.‬‬
‫‪11‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫كما يشترط تكفر الصفة لدل المدعى عميو كاف تعدكا فمصحة الدعكل يجب أنت ترفع ضد‬
‫مف يككف معنيا بالخصكمة ‪ ،‬كدعكل العامؿ ضد رب العمؿ أك مؤجر ضد مستأجر كذلؾ مف‬
‫أجؿ عدـ تحميؿ الغير أعباء عف تصرفات ليس ليـ عالقة بيا ‪ ،‬باإلضافة إلى ذلؾ أف يككف‬
‫ممف يجكز مقاضاتيـ إذ ال يمكف قبكؿ أم دعكل ضد مف ليس لو أىمية لتعمؽ ذلؾ بحؽ الدفاع‬
‫أك ضد مؤسسة ال تمتمؾ الشخصية المعنكية ‪. 1‬‬

‫تجدر اإلشارة أف المشرع لـ يمنع أف تككف الدعاكل بصكرة جماعية كالدليؿ عمى ذلؾ ما جاء‬
‫‪13‬‬ ‫في نص المادة ‪ 38‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ التي تنص ‪" :‬في حالة تعدد المدعي عمييـ"‪ ،‬رغـ أف المادة‬
‫مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ جاءت بصيغة الفرد ‪ ،‬فمثال أف يتقاضى الكارث باقي الكرثة في دعكل قسمة عقار ‪،‬‬
‫فاألصؿ أف يتقاضى كؿ مدعي بصفة فردية لضماف حسف سير العدالة ‪ ،‬فالعبرة بكحدة المصمحة‬
‫كالمكضكع كليس بالعدد‪ .‬كاستثناء مف ذلؾ أف الدعكل تككف مقبكلة كمما كاف ارتباط ناتج عف كحدة‬
‫األطراؼ ككحدة المسائؿ التي أثيرت حماية لمصمحة جماعية ‪ ،‬أما إذا رفعت الدعكل مف عدة‬
‫أطراؼ مع اختالؼ مكضكع الخصكمة بالنسبة ليـ فيتعيف عمى القاضي رفض الدعكل ‪.2‬‬

‫‪-2‬المصمحة‪:‬‬
‫تعتبر الفائدة أك المنفعة التي يحصؿ عمييا المدعي كقت المجكء إلى القضاء ‪،‬فيي إذف‬
‫الدافع لرفع الدعكل كفي نفس الكقت الغاية المقصكدة مف رفعيا ‪،‬فالمصمحة شرط مستمر إلى‬
‫حيف الفصؿ في الدعكل‪ ،‬فإذا تكافرت لدل المدعى كقت إقامة الدعكل ثـ زالت عند الفصؿ فييا‬

‫‪ -1‬بربارة عبد الرحمف ‪،‬شرح قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية (قانكف رقـ ‪ 09-08‬مؤرخ في ‪ 23‬فيفرم ‪ ،)2008‬ط ‪03.‬‬
‫‪،‬منشكرات بغداكم ‪ ،‬الجزائر ‪، 2009،‬ص‪.‬ص‪.42-40.‬‬
‫‪-2‬بربارة عبد الرحمف ‪ ،‬نفس المرجع ‪،‬ص‪.‬ص‪.43-42.‬‬
‫‪12‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫فال تككف مقبكلة ذلؾ تماشيا مع كظيفة القضاء ‪،‬لذلؾ اشترط القانكف أف تككف المصمحة قائمة أك‬
‫محتممة ‪ ،‬كىذا كفقا لنص المادة ‪ 13‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.1‬‬
‫فالمصمحة القائمة ىي التي تستند إلى حؽ أك مركز قانكني كتككف قائمة عندما يككف‬
‫التعرض لمحؽ قد كقع ‪ ،‬كأف يمتنع المؤجر عف تسميـ المستأجر العيف المؤجرة أك يمتنع المديف‬
‫عف الكفاء لمدائف عند حمكؿ أجؿ الديف‪. 2‬‬

‫فيشترط في المصمحة أف تككف جدية كذلؾ لمنع إقامة الدعاكل دكف مقتضى أماـ‬
‫القضاء‪،‬لكف انعداميا ال يمكف لمقاضي أف يثيرىا مف تمقاء نفسو ألنو ليس مف النظاـ العاـ ‪ ،‬إنما‬
‫عميو أف ينظر في مدل تكفر المصمحة حيثما يثير الخصـ دفعو قبؿ أم مناقشة أك دفاع في‬
‫المكضكع‪. 3‬‬

‫إال أنو عدـ جكاز إثارة غياب المصمحة تمقائيا مف طرؼ القاضي ال يعني قبكؿ أم مصمحة‬
‫كلك كانت غير مشركعة ‪ ،‬إذ يجب أف تككف المصمحة مشركعة أم محمية قانكنا كال تخالؼ‬
‫النظاـ العاـ ك اآلداب العامة كالمطالبة بديف ناتج عف قمار أك تثبيت نسب فاسد ‪. 4‬‬

‫غير أنو ىناؾ بعض االستثناءات التي تسمح بالدعاكل الكقائية كالتي تقدـ بمكجب طمب‬
‫المدعى عميو بديف أك‬
‫ّ‬ ‫عمى عارضة أماـ قاضي االستعجاؿ كدعكل الحصكؿ عمى حكـ بإلزاـ‬
‫بالتزاـ لـ يح ّؿ أجمو ‪،‬أك دعكل الحكـ بطمب الحجز عمى السفيو أك المجنكف حفاظا عمى حقكؽ‬
‫فذلؾ يعني أنيا مصمحة محتممة‬ ‫الكرثة كفقا لممادة ‪ 101‬كما يمييا مف قانكف األسرة الجزائرم ‪،‬‬

‫‪ -1‬انظر المادة ‪ 13‬مف قانكف رقـ ‪ 09-08‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر ‪ 1429‬المكافؽ ؿ ‪ 25‬فيفرم ‪، 2008‬المتضمف قانكف‬
‫اإلجراءات المدنية كاإلدارية ‪،‬ج‪,‬ر ‪،‬عدد ‪ 21‬صادر في ‪ 23‬أفريؿ ‪.2008‬‬
‫‪-2‬ختاؿ ريمو؛حمداكم كىيبة ‪ ،‬نظرية الخصكمة في قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية ‪ ،‬مذكرة تخرج لنيؿ شيادة الماستر في‬
‫الحقكؽ ‪،‬فرع اؿقانكف اؿخاص ‪،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ‪،‬جامعة عبد الرحمف ميرة ‪ ،‬بجاية ‪، 2017،‬ص‪.08.‬‬
‫‪ -3‬سعد عبد العزيز ‪،‬أبحاث تطبيقية في قانكف اإلجراءات المدنية الجديد ‪،‬د‪.‬ط ‪،‬دار ىكمة ‪ ،‬الجزائر ‪، 2013،‬ص‪.60.‬‬
‫‪ -4‬بربارة عبد الرحمف ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.44.‬‬
‫‪13‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫كالتي يككف اليدؼ منيا منع كقكع ضرر محتمؿ‪ ،‬كىك الضرر الذم يمكف أف يقع في المستقبؿ‬
‫أف لو مصمحة في االطمئناف عميو‪.1‬‬
‫فالمدعي كاف لـ يتنازؿ في حقو ّإال ّ‬

‫يضاؼ إلى ىاتيف الصفتيف صفة ثالثة غير منصكص عمييا في المادة ‪13‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬‬
‫كىي أف تككف مصمحة المدعي شخصية كتخص حؽ شخصي متنازع عميو‪ ، 2‬حتى كاف لـ يدرج‬
‫في ىذه المادة إال أنو يستخمص مف صياغة المادة ذاتيا‪ ،‬إذ أف عبارة " لو مصمحة " دليؿ عمى‬
‫اشتراط مصمحة شخصية كمباشرة بمعنى يككف المدعي ىك صاحب الحؽ المراد حمايتو‪ ،‬إذ ال‬
‫يمكف التقاضي عندما تككف مصمحة الغير ىي التي تضررت ما عدا حالة التمثيؿ‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلذف‪:‬‬
‫ىك تككيؿ أك تفكيض شخص ليقكـ مقاـ صاحب الحؽ أماـ القضاء في رفع الدعكل‪ .‬فاإلذف‬
‫يعتبر مف شركط قبكؿ الدعكل الكاردة ذكرىا في المادة ‪ 13‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪ ،‬فيك مف الشركط الخاصة‬
‫إذ يقتصر عمى بعض الدعاكل‪ ،‬حيث يجب أف ينص القانكف عمى ضركرة استحضاره لرفع‬
‫الدعكل‪ ،‬كفي حالة اشتراطو يصبح مف النظاـ العاـ كيجكز لمقاضي في حالة انعدامو إثارتو تمقائيا‬
‫طبقا لممادة ‪ 03/13‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪، 3‬كمثاؿ الدعاكل التي تشترط الحصكؿ عمى اإلذف ما نصت‬
‫عميو المادة ‪ 88‬مف ؽ‪.‬أ‪.‬ج ‪ ":‬عمى الكلي أف يتصرؼ في أمكاؿ القاصر تصرؼ الرجؿ الحريص‬
‫كيككف مسؤكال طبقا لمقتضيات القانكف العاـ‪.‬‬
‫كعميو أف يستأذف القاضي في التصرفات التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬بيع العقار‪ ،‬كقسمتو‪ ،‬كرىنو‪ ،‬كاجراء المصالحة‪،‬‬

‫‪ -2‬بيع المنقكالت ذات األىمية الخاصة‪،‬‬

‫‪-1‬ختاؿ ريمة‪ ،‬حمداكم كىيبة ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.08.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- GUINCHARD serge ,Droit et Pratique de la Procédure civile ,Dalloz ,Paris,2002,P.06.‬‬
‫‪ -3‬ختاؿ ريمة‪ ،‬حمداكم كىيبة ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.09.‬‬
‫‪14‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫‪-2‬استثمار أمكاؿ القاصر باإلقراض‪ ،‬أك االقتراض أك المساىمة في الشركة‪،‬‬

‫‪-4‬إيجار عقار القاصر لمدة تزيد عمى ‪ 3‬سنكات أك تمتد ألكثر مف سنة بعد بمكغو سف‬

‫الرشد"‪.1‬‬

‫الدعكل كتقادميا‬
‫المطمب الثاني‪ :‬سبب ّ‬
‫رفع الدعكل ىك مصطمح يفيد قياـ الدعكل القضائية أك نشأة الخصكمة‪ ،‬بحيث ترفع إلى‬
‫الجية القضائية المختصة بناءا عمى طمب المدعي بعريضة افتتاح الدعكل‪ ،‬تكدع لدل أمانة ضبط‬
‫المحكمة كأداء الرسـ المستحؽ عمييا‪ ،‬ثـ تبمغ ىذه العريضة إلى المدعى عمييا‪.‬‬
‫كتستعمؿ الدعكل عف طريؽ كسائؿ شرعيا القانكف لحماية الحقكؽ‪ ،‬كالتي تتمثؿ في الطمبات‬
‫ك الدفكع‪ ،‬بحيث تعتبر كسائؿ قانكنية مخصصة لتبادؿ االدعاءات أماـ القضاء‪ ،‬فالطمب ىك‬
‫اإلجراء الذم يتقدـ بو المدعي إلى القضاء طالبا الحكـ لو بما يدعيو‪ ،‬أما الدفع فيك رد الخصـ‬
‫عمى ادعاء خصمو كذلؾ لتفادم الحكـ لو بما يدعيو‪.‬كفي نطاؽ المسؤكلية العقدية فإف الدعكل‬
‫التي يرفعيا الطرؼ المضركر يككف أساسيا طمبات ىذا األخير‪ ،‬لذلؾ فيي تعتبر بمثابة سبب لتمؾ‬
‫الدعكل‪.‬كيقكـ الطرؼ المسؤكؿ بالرد عمى تمؾ الطمبات عف طريؽ الدفكع كالتي تقتصر في ىذا‬
‫المجاؿ عمى تقادـ الدعكل‪.‬‬

‫كعميو سيتـ تقسيـ ىذا المطمب إلى فرعيف‪ ،‬نتناكؿ في الفرع األكؿ طمبات المدعي أك سبب‬
‫الدعكل‪ ،‬كفي الفرع الثاني دفكع المدعى عميو أك تقادـ الدعكل‪.‬‬

‫الدعكل)‬
‫المدعي (سبب ّ‬
‫الفرع األكؿ‪ :‬طمبات ّ‬

‫‪ -1‬قانكف رقـ ‪ 11-84‬مؤرخ في ‪ 09‬جكاف ‪ ، 1984‬يتضمف قانكف األسرة ‪،‬معدؿ كمتمـ باألمر رقـ ‪، 02-05‬المؤرخ في ‪27‬‬
‫فيفرم ‪، 2005‬ج‪.‬ر ‪،‬عدد ‪، 15‬لسنة ‪.2005‬‬
‫‪15‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫السبب لـ يرد في قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪ ،‬كلكف ىناؾ تعريفات فقيية‬
‫مفيكـ ّ‬
‫النظرية تسمح بتأسيس‬
‫السبب يش ّكؿ مفيكمان قانكنيا‪،‬كىذه ّ‬
‫فبالنسبة لمبعض مفيكـ ّ‬
‫مختمفة بشأنو‪ّ ،‬‬
‫‪ 343‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ التي‬ ‫المادة‬
‫نص ّ‬ ‫الطّمب عمى قاعدة قانكنية‪،‬كما يدعـ ىذه النظرية ما جاء في ّ‬
‫نصت عمى ما يمي‪":‬ال تعتبر طمبات جديدة‪ ،‬الطّمبات المرتبطة مباشرة بالطّمب األصمي كالتي ترمي‬
‫ّ‬
‫مغاير" ‪.1‬‬
‫نا‬ ‫إلى نفس الغرض حتّى كلك كاف أساسيا القانكني‬
‫يؤسس عمييا‬
‫بأنو مجمكع الكقائع التي ّ‬
‫السبب ّ‬
‫تعرؼ ّ‬
‫كعمى خالؼ ىذا نجد نظرّية أخرل ّ‬
‫التمسؾ بالكصؼ القانكني ليذه‬
‫ّ‬ ‫االدعاء بعرض الكقائع دكف‬
‫النادر أف يكتفي ّ‬
‫االدعاء‪ ،‬غير ّأنو مف ّ‬
‫ّ‬
‫االدعاء ىك مجمكعة مف الكقائع‬
‫أف ّ‬ ‫فإف ىناؾ نظرية أخرل اعتبرت ّ‬
‫الكقائع‪ ،‬كعمى ىذا األساس ّ‬
‫المدعى بو‪.‬‬
‫لمحؽ ّ‬
‫ّ‬ ‫المكلّدة‬

‫المدعي في إثبات الكقائع المكلّدة‬


‫كعميو يجب التّفرقة بيف السبب كالكسائؿ التي يتمسؾ بيا ّ‬
‫لمحؽ‪ ،‬فعندما يتعمّؽ األمر بالكسيمة القانكنية‪ ،‬يجكز لمقاضي إثارتيا مف تمقاء نفسو أك مف طرؼ‬
‫بالنظاـ العاـ‪.‬‬
‫خاصة إذا تعمقت ّ‬
‫ّ‬ ‫مرة أماـ المحكمة العميا‪،‬‬
‫الطّاعف ألكؿ ّ‬

‫أما إذا كانت الكسائؿ متعمّقة بالمكضكع أك مزيج بيف القانكف كالكقائع‪ ،‬فيجب عرضيا أكال‬
‫ّ‬
‫مرة أماـ المحكمة العميا ‪.2‬‬
‫تتـ إثارتيا ألكؿ ّ‬
‫عمى قضاة المكضكع‪ ،‬ثـ ّ‬

‫المدعي‬
‫يتقدـ بو ّ‬
‫المدعي أك سبب الدعكل ىك اإلجراء الذم ّ‬
‫أف طمب ّ‬
‫كبالتالي يمكف القكؿ ّ‬
‫يدعيو‪.‬كيتـ تحديد نطاؽ القضية بالطّمب األصمي كالطمبات‬
‫إلى القضاء طالبا الحكـ لو بما ّ‬
‫العارضة‪.‬‬

‫‪ -1‬قانكف رقـ ‪، 09-08‬المتضمف(ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ) ‪ ،‬مرجع سابؽ‪.‬‬


‫‪-2‬ختاؿ ريمة‪ ،‬حمداكم كىيبة ‪،‬المرجع السابؽ‪،‬ص‪.19.‬‬
‫‪16‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫يقدـ إلى المحكمة كالذم بو تبدأ الخصكمة‪ ،‬كىك‬


‫المحرر الذم ّ‬
‫ّ‬ ‫فالطمب األصمي ىك ذلؾ‬
‫يحدد نطاؽ الخصكمة مف حيث مكضكعيا كسببيا كأطرافيا‪ ،‬كتقدر قيمة الدعكل بقيمة‬
‫الذم ّ‬
‫الطمب األصمي‪.1‬‬

‫فاألصؿ أف تنشأ الخصكمة لمفصؿ في طمب قضائي كاحد‪ ،‬فال يجكز بعد بدء الخصكمة‬
‫تغيير عناصرىا أك تقديـ طمبات جديدة‪ ،‬كاليدؼ مف ذلؾ عدـ تعقيد الخصكمة بتقديـ طمبات بعد‬
‫يؤخر سيرىا‪ ،‬ككذلؾ الرغبة في عدـ مفاجأة الخصـ لخصمو بطمبات جديدة‪.2‬‬
‫مما ّ‬
‫بدئيا ّ‬

‫أما الطمبات العارضة فيقصد منيا الطمبات التي تبدل أثناء النظر في خصكمة قائمة‪،‬‬
‫ّ‬
‫‪3‬‬
‫كتقدـ الطمبات العارضة كأصؿ عاـ إلى‬
‫كيككف مف شأنيا تغيير نطاؽ الخصكمة األصمية ‪ّ .‬‬
‫المحكمة‪ ،‬إما باتّباع اإلجراءات المعتادة لرفع الدعكل‪ ،‬أك بإيداعيا شفاىة في الجمسة ك إثباتيا في‬
‫محضرىا ‪،‬بشرط حضكر الخصـ اآلخر‪.‬‬

‫بالنص عمى أنيا مجمكع‬


‫ّ‬ ‫يحدد أنكاع الطمبات العارضة بؿ اكتفى‬
‫المشرع الجزائرم لـ ّ‬
‫ك ّ‬
‫أف‬
‫الطمبات التي تأتى لتعديؿ الطمبات األصمية‪ ،‬كعميو يفيـ مف نص المادة ‪ 25‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ عمى ّ‬
‫الطمبات العارضة عمى نكعاف ىي‪ :‬الطمبات اإلضافية كالطمبات المقابمة‪.4‬‬

‫‪-‬الطمبات اإلضافية‪:‬‬
‫عرفيا المشرع الجزائرم في المادة ‪ 25‬ؼ ‪ 3‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ عمى أنيا‪":‬الطمب الذم يقدمو‬
‫فقد ّ‬
‫أحد أطراؼ النزاع بيدؼ تعديؿ طمباتو األصمية‪".‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-CHRISTOPHE Lefort, Procédure civile,troisième édition,Dalloz,Paris,2009,P.80.‬‬
‫‪ -2‬ختاؿ ريمة؛حمداكم كىيبة‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.56.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-VINCENT Jean,GUINCHARD Serge,Procédure civile,vingt septième‬‬
‫‪édition,Dalloz,Paris,2003,P.169.‬‬
‫‪ -4‬العيش فضيؿ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.56.‬‬
‫‪17‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫المدعى عميو الحؽ في‬


‫المدعي ك ّ‬
‫نستخمص مف خالؿ ىذه المادة أف المشرع أعطى لكؿ مف ّ‬
‫تقديـ طمبات إضافية باستخدامو لعبارة "ألحد أطراؼ النزاع" دكف تحديده‪ ،‬مع أف المستقر عميو فقيا‬
‫كقضاء أف ىذه الطمبات تككف مف حؽ المدعي لكحده ‪. 1‬‬
‫ن‬

‫المخكؿ لممدعي بجكاز إبدائو طمبات عارضة إضافية تمكنو مف تقديـ طمبات‬
‫ّ‬ ‫إذا كاف الحؽ‬
‫تتضمف تصحيح الطمب األصمي أك تكممتو‪ ،‬كذلؾ حتى يستدرؾ ما فاتو في صحيفة دعكاه‪. 2‬‬

‫إال أنو ال يجب ترؾ األمر لمحض إرادة المدعي بإبداء ما يريده مف طمبات فقد يؤدم إلى‬
‫عرقمة سير الخصكمة‪ ،‬لذلؾ يجب أف تككف ىناؾ ضكابط تحكـ تقديـ ىذه الطمبات كمنيا اشتراط‬
‫الجمع بيف الطمبات اإلضافية كالخصكمة األصمية‪.‬‬

‫‪-‬الطمبات المقابمة ‪:‬‬


‫ردا عمى طمب المدعي لمحصكؿ عمى حكـ‬
‫يقصد منيا الطمبات التي يقدميا المدعى عميو ّ‬
‫قيد المشرع ىذه الطمبات بضابط االرتباط كما ىك الحاؿ في الطمبات اإلضافية‬
‫في مكاجيتو‪ ،‬كلقد ّ‬
‫باستثناء حالة المقاصة القضائية‪.3‬‬
‫الدعكل ىك الحؽ الذم اعتدم عميو‪ ،‬أما فيما‬
‫تقدـ‪ ،‬يمكف القكؿ أف سبب ّ‬
‫كبناء عمى ما ّ‬
‫يتعمؽ بدعكل المسؤكلية العقدية فيك الضرر الذم أصاب المضركر‪ ،‬ك السبب عمى ىذا النحك ال‬
‫المدعي في الحصكؿ عمى حقو في التعكيض عف الضرر الذم‬
‫يختمؼ باختالؼ الكسيمة‪ ،‬ككسيمة ّ‬
‫المدعى عميو ػ كالخطأ قد يككف عقديان أك تقصيريان ‪،‬كالخطأ‬
‫لحقو ىي االدعاء بخطأ اقترفو ّ‬
‫التقصيرم قد يككف كاجب اإلثبات أك مفترض ‪ ،‬كالخطأ المفترض قد يقبؿ إثبات العكس كقد ال‬

‫‪1‬‬
‫حدادم رشيدة ‪،‬الطمبات العارضة كالدعاكل الفرعية في قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية الجزائرم(قانكف ‪ 09-08‬المؤرخ في‬
‫‪ّ -‬‬
‫‪ 25‬فيفرم ‪، )2008‬ط‪، 03.‬دار ىكمة ‪ ،‬الجزائر ‪، 2013،‬ص‪.46.‬‬
‫‪ -2‬ختاؿ ريمة؛حمداكم كىيبة ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.57.‬‬
‫‪3‬‬
‫حدادم رشيدة ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.69.‬‬
‫‪ّ -‬‬
‫‪18‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫لممدعي إذا استند إلى‬


‫يقبؿ ذلؾ ػ ككافة ىذه األنكاع لمخطأ تعتبر مف قبيؿ الكسيمة ‪ ،‬كلذا يككف ّ‬
‫كسيمة منيا أف يعدؿ عنيا إلى كسيمة أخرل‪،‬كلك ألكؿ مرة أماـ محكمة االستئناؼ دكف أف يعتبر‬
‫معيف مف الخطأ أف‬
‫المدعي في دعكاه إلى نكع ّ‬
‫ذلؾ طمبان جديدان ػ كذلؾ يجكز لمقاضي كاف استند ّ‬
‫يبني حكمو عمى نكع آخر دكف أف يعتبر بذلؾ قد قضى بشيء لـ يطمبو الخصكـ ‪ 1‬ػ‬

‫كأخي انر‪ ،‬يمكف القكؿ ّأنو إذا رفع المدعي دعكل المسؤكلية باالستناد إلى خطأ معيف كرفضت‬
‫الدعكل في الحالتيف كاحد ‪،‬‬
‫الدعكل فال يجكز رفعيا مف جديد باالستناد إلى خطأ آخر ػ ألف سبب ّ‬
‫ّ‬
‫الدعكل قكة الشيء المقضي فيو ػ ىذا ىك الرأم الراجح في‬
‫أك بعبارة أخرل أف لمحكـ الصادر في ّ‬
‫تحديد سبب دعكل المسؤكلية ‪ ،‬إال أف القضاء الفرنسي ال يأخذ بو ‪ ،‬بؿ يذىب إلى أف السبب في‬
‫المدعي ػ كعمى ذلؾ يعتبر سبب دعكل‬
‫دعكل المسؤكلية ىك النص القانكني الذم يستند إليو ّ‬
‫المسؤكلية العقدية مختمفان عف سبب دعكل المسؤكلية التقصيرية‪ ،‬كيختمؼ السبب باختالؼ نكع‬
‫المدعى بو ‪ ،‬بأف كاف ثابتان أك مفترضان ‪.‬كينبني عمى األخذ بيذا الرأم عكس النتائج التي‬
‫الخطأ ّ‬
‫رتبناىا عمى الرأم األكؿ ‪،‬فال يجكز لممدعي التمسؾ بنكع مف الخطأ ألكؿ مرة أماـ محكمة‬
‫االستئناؼ ‪،‬ألف ذلؾ يعتبر طمبان جديدان ػ كال يجكز لمقاضي أف يحكـ بالتعكيض بناءان عمى نكع مف‬
‫الخطأن لـ يتمسؾ بو المدعي ‪.‬‬

‫الدعكل عمى أساس نكع مف الخطأ ك رفضت ‪ ،‬فال يجكز الحكـ بقكة‬
‫كبالتالي إذا رفعت ّ‬
‫الدعكل مف جديد عمى أساس‬
‫الشيء المقضي فيو بالنسبة إلى باقي أنكاع الخطأ ‪،‬أم يجكز رفع ّ‬
‫نكع آخر مف الخطأ‪. 2‬‬

‫الدعكل)‬
‫المدعى عميو(تقادـ ّ‬
‫ّ‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬دفكع‬

‫‪ -1‬أنكر سمطاف ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.345.‬‬


‫‪ -2‬دراسات قانكنية كاقتصادية ‪،‬دعكل المسؤكلية ‪ ،‬مف مكقع ‪، sites.google.com/alkhlasa :‬آخر زيارة لممكقع بتاريخ‬
‫‪ 2021/06/02‬عمى الساعة ‪.20:35‬‬
‫‪19‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫بالدفكع الكسائؿ التي يستعيف بيا الخصـ ليجيب عمى الدعكل المرفكعة عميو‪ ،‬كذلؾ‬
‫يقصد ّ‬
‫لتفادم مؤقتا الحكـ بما طمبو خصمو‪ ،‬كيشترط في الدفع أف يككف لو صمة مباشرة بالدعكل األصمية‬
‫دكف أف يتعرض ألصؿ الحؽ الذم يزعمو خصمو‪.1‬‬
‫كعميو فإف الدفكع تنقسـ إلى ثالثة أنكاع‪:‬‬

‫أكال‪ -‬الدفكع المكضكعية ‪:‬‬


‫الدفكع المكضكعية ىي كسائؿ تكجو مباشرة إلى ذات الحؽ المدعى بو مف طرؼ المدعي‪،‬‬
‫لغرض الحكـ رفض طمباتو أك بعضيا كأف ينكر كجكد ىذا الحؽ أك يزعـ بسقكطو أك انقضائو‪. 2‬‬
‫الدفكع في أية مرحمة كانت عمييا الدعكل‪ ،‬كليس ىناؾ ترتيب خاص فيما بينيا‪،‬‬
‫يجكز تقديـ ىذه ّ‬
‫كال تعتبر تنازالن عف ىذا الدفع تقديـ دفع آخر عميو كىذا ما جاء في المادة ‪ 48‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪. 3‬‬

‫كما أف الحكـ بقبكلو ىك حكـ في مكضكع الدعكل كبيذا الحكـ ينتيي النزاع عمى أصؿ‬
‫الحؽ المدعى بو‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬الدفكع الشكمية ‪:‬‬


‫الدفكع الشكمية في المادة ‪ 49‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ بأنيا‪":‬كؿ كسيمة تيدؼ إلى‬
‫المشرع الجزائرم ّ‬
‫ّ‬ ‫عرؼ‬
‫ّ‬
‫التصريح بعدـ صحة اإلجراءات أك انقضائيا أك كقفيا‪".‬‬
‫يستخمص مف ىذه المادة أف الدفع الشكمي ىك الذم يكجو إلى إجراءات الخصكمة دكف‬
‫المساس بأصؿ الحؽ المدعى بو قصد تفادم الحكـ مؤقتا في المكضكع لذا يجب إثارتيا في آف‬
‫كاحد كقبؿ إبداء أم دفاع في المكضكع‪ ،‬أك الدفع بعدـ القبكؿ‪ ،‬كذلؾ تحت طائمة عدـ القبكؿ‪.‬‬

‫كتتمثؿ أنكاع الدفكع الشكمية فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬صادؽ حيدر ‪،‬شرح قانكف المرافعات المدنية(دراسة مقارنة) ‪،‬د‪.‬ط ‪،‬مكتبة السنيكرم ‪،‬بغداد ‪، 2011،‬ص‪.147.‬‬
‫‪ -2‬ختاؿ ريمة؛حمداكم كىيبة ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.58.‬‬
‫‪ - 3‬انظر المادة ‪ 48‬من قانون رقم ‪ 09-08‬المتضمن (ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫أ‪ -‬الدفع بعدـ االختصاص اإلقميمي ‪:‬‬


‫يقصد بو منع المحكمة مف الفصؿ في الدعكل المعركضة أماميا لخركجيا عف حدكد‬
‫كاليتيا طبقا لقكاعد االختصاص ‪ ،‬كيجب عمى الخصـ الذم يثير ىذا الدفع تسبيب طمبو‪ ،‬كتعييف‬
‫الجية القضائية التي يستكجب رفع الدعكل أماميا ‪.‬‬
‫يفصؿ القاضي طبقا لممادة مف ‪ 52‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ بحكـ مستقؿ في الدفع بعدـ االختصاص‬
‫اإلقميمي‪ ،‬كيمكنو عند االقتضاء‪ ،‬أف يفصؿ في نفس الحكـ مع مكضكع النزاع كذلؾ بعد إخطار‬
‫الخصكـ مسبقا لتقديـ طمباتيـ في المكضكع‪.1‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أف المشرع لـ يتطرؽ إلى مكضكع الدفع بعدـ االختصاص النكعي ضمف‬
‫الدفكع الشكمية‪ ،‬إال أنو اعتبره مف النظاـ العاـ كفقا لممادة ‪ 36‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪. 2‬‬

‫يتحقؽ عدـ االختصاص النكعي في حالة عدـ صالحية المحكمة بالنظر في الدعكل نظ ار‬
‫مدعى عميو‪ ،‬أك النيابة العامة‪،‬‬
‫مدعيا أك ّ‬
‫إلى نكعيا‪،‬كيمكف إثارتو مف كؿ ذم مصمحة سكاء كاف ّ‬
‫كما يمكف أف تقضي بو المحكمة مف تمقاء نفسيا‪. 3‬‬

‫ب‪ -‬الدفع باإلحالة ‪:‬‬


‫يقصد بيا منع المحكمة مف الفصؿ في الدعكل المطركحة عمييا ك إحالتيا إلى محكمة أخرل‬
‫لعرض النزاع أماـ ىذه المحكمة‪ ،‬أك لقياـ دعكل أخرل مرتبطة بو‪. 4‬‬
‫كيتـ الدفع باإلحالة في صكرتيف مختمفتيف كىما‪:‬‬

‫‪ -1‬ختاؿ ريمة؛حمداكم كىيبة ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.59.‬‬


‫‪ -2‬انظر المادة ‪ 36‬مف قانكف رقـ ‪، 09-08‬المتضمف(ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ) ‪،‬مرجع سابؽ‪.‬‬
‫‪ -3‬ختاؿ ريمة؛حمداكم كىيبة ‪،‬نفس المرجع ‪،‬ص‪59.‬‬
‫‪4‬‬
‫المدعي أثناء سير الخصكمة ‪ ،‬فيرفع الدعكل كرثتو أماـ محكمة أخرل لعدـ عمميـ بقياـ النزاع أماـ‬
‫‪ -‬مثاؿ ذلؾ‪:‬أف يتكفى ّ‬
‫المحكمة األكلى‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫‪ -1‬الدفع باإلحالة لكحدة المكضكع ‪:‬‬


‫ىك الحالة التي يتـ فييا طرح نفس النزاع إلى جيتيف قضائيتيف مف نفس الدرجة كفي كقت‬
‫كاحد كىذا ما نصت عميو المادة ‪ 53‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ ‪.‬كلقبكؿ ىذا الدفع يجب أف تشكؿ القضيتاف‬
‫دعكل كاحدة‪ ،‬ك أف تقاـ الدعكل فعميا أماـ محكمتيف مختمفتيف كفي نفس الكقت‪ ،‬فال مجاؿ لإلحالة‬
‫إذا كانت إحدل الخصكمتيف قد انقضت بالفصؿ في مكضكعيا أك انقضت بغير حكـ مثال‬
‫سقكطيا أك تركيا‪. 1‬‬
‫‪ -2‬الدفع باإلحالة لالرتباط ‪:‬‬
‫عرفتو المادة ‪ 05‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ عمى أنو‪":‬تقكـ حالة االرتباط عند كجكد عالقة بيف قضايا‬
‫ّ‬
‫مرفكعة أماـ تشكيالت مختمفة لنفس الجية القضائية‪ ،‬أك أماـ جيات قضائية مختمفة كالتي تستمزـ‬
‫حسف سير العدالة أف ينظر كيفصؿ فييا معا‪.‬‬
‫كمف شركط الدفع باإلحالة لالرتباط ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬أف تككف المحكمتيف تابعتيف لجية القضاء العادم‪.‬‬

‫‪ -‬أف تككف المحكمتيف مف درجة كاحدة‪.‬‬

‫‪ -‬أف المحكمة المطمكب اإلحالة إلييا مختصة بالدعكل المطمكب إحالتيا‪. 2‬‬

‫ج‪ -‬الدفع بإرجاء الفصؿ ‪:‬‬


‫يعد الدفع بإرجاء الفصؿ دفعا شكميا كييدؼ إلى كقؼ الخصكمة‪ ،‬لذلؾ خكؿ المشرع في‬
‫المادة ‪ 59‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ لمخصكـ حؽ طمب إرجاء الفصؿ في الخصكمة كيككف القاضي ممزما‬
‫باالستجابة ليذا الطمب‪ ،‬كما ىك الحاؿ إذا تعمؽ األمر بالفصؿ في القضية بقضية أخرل‪ ،‬أك كجد‬

‫‪ -1‬ختاؿ ريمة؛حمداكم كىيبة ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.60.‬‬


‫‪ -2‬قانكف رقـ ‪ ، 09-08‬المتضمف(ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ) ‪،‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫نزاع أماـ جية قضائية أخرل لو عالقة بنفس المكضكع المطركح أماـ القاضي‪ ،‬أك إلحضار كثائؽ‬
‫ليا تأثير عمى القضية ‪.‬‬
‫د‪ -‬الدفع بالبطالف ‪:‬‬

‫البطالف ىك الحالة التي تمحؽ بالكرقة المعيبة نتيجة عدـ استيفائيا لشركطيا كالقكاعد التي‬
‫قررىا القانكف‪.‬‬
‫يشترط القانكف طبقا لممادة ‪ 60‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ أف يككف بطالف األعماؿ اإلجرائية بنص قانكني‬
‫مع إثبات الخصـ الذم أثاره الضرر الذم لحقو كيقدمو قبؿ أم دفاع في المكضكع عمال بنص‬
‫المادة ‪ 61‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬‬

‫لقد حدد المشرع الجزائرم حاالت الدفع بالبطالف المقررة لمصمحة الخصكـ كالتي تتمثؿ في‪:‬‬
‫البطالف الناتج عف مخالفة البيانات الكاجب تكفرىا في محضر التكميؼ بالحضكر المنصكص عميو‬
‫في المادة ‪ 19‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪ ،‬أك مخالفة البيانات الكاجب تكفرىا في محضر التبميغ الرسمي‬
‫المنصكص عميو في المادة ‪ 407‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪ ،‬كفي ىذه الحالة يسمى ىذا البطالف بالبطالف‬
‫النسبي ككف أنو يمكف تصحيح ىذا اإلجراء‪. 1‬‬

‫أما الحاالت التي يككف فييا البطالف مطمؽ فمقد حددىا المشرع عمى سبيؿ الحصر في‬
‫المادة ‪ 64‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪ ،‬كىي انعداـ األىمية لمخصكـ‪ ،‬أك انعداـ األىمية أك التفكيض لممثؿ‬
‫الشخص الطبيعي أك المعنكم‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬الدفع بعدـ القبكؿ ‪:‬‬

‫‪ -1‬ختاؿ ريمة؛حمداكم كىيبة ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.‬ص‪.61-60.‬‬


‫‪23‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫الدفع بعدـ القبكؿ ىك الدفع الذم يرمي إلى إنكار طمب الخصـ بسبب عدـ تكافر الشركط‬
‫الالزمة لرفع الدعكل ‪.‬‬

‫يترتب عمى الحكـ بعدـ قبكؿ الدعكل زكاؿ إجراءات الخصكمة كزكاؿ كؿ اآلثار القانكنية‬
‫المترتبة عمى قياميا‪ ،‬فيعكد الخصكـ إلى الحالة التي كانكا عمييا قبؿ رفع الدعكل ككأنيا لـ تكف‬
‫بكؿ ما كاف ليا مف أثر ‪.‬‬

‫ىذا الدفع لو طبيعة خاصة تختمؼ عف طبيعة الدفكع المكضكعية كالدفكع الشكمية تجعؿ لو‬
‫مركز كسط بينيما‪ ،‬فيك في بعض الحاالت يتفؽ مع الدفكع المكضكعية فيما يختمؼ مع الدفكع‬
‫الشكمية‪ ،‬كفي حاالت أخرل يتفؽ مع ىذه األخيرة كيختمؼ مع الدفكع المكضكعية‪. 1‬‬

‫ىذا فيما يخص تعريؼ الدفكع ك تحديد أنكاعيا المنصكص عمييا في قانكف اإلجراءات‬
‫المدنية كاإلدارية‪.‬‬

‫المدعى عميو دعكل‬


‫أما في نطاؽ المسؤكلية المدنية كبالتحديد المسؤكلية العقدية‪ ،‬يدفع ّ‬
‫ّ‬
‫المسؤكلية بأحد أمريف‪:‬‬

‫‪ -‬إما أف ينكر قياـ المسؤكلية ذاتيا ‪ ،‬فيدعي أف ركنا مف أركانيا لـ يتكافر مف خطأ أك ضرر أك‬
‫عالقة السببية‪.‬‬

‫‪ -‬كاما أف يعترؼ بأف المسؤكلية قامت ‪،‬كلكف يرل أف االلتزاـ المترتب عمييا قد انقضى بالكفاء أك‬
‫المقاصة أك اإلبراء أك بالتقادـ أك بغير ذلؾ مف أسباب انقضاء االلتزاـ ‪. 2‬‬

‫‪ -1‬ختاؿ ريمة؛حمداكم كىيبة ‪،‬نفس المرجع ‪،‬ص‪.61.‬‬


‫‪ -2‬دراسات قانكنية كاقتصادية ‪،‬دعكل المسؤكلية ‪ ،‬مف مكقع ‪، sites.google.com/alkhlasa :‬آخر زيارة لممكقع بتاريخ‬
‫‪ 2021/06/02‬عمى الساعة ‪.22:15‬‬
‫‪24‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫كعمى ذلؾ مف الدفكع التي يمجأ إلييا المدعي عميو لمتخمص مف التزامو بالتعكيض الدفع‬
‫بتقادـ دعكل المسؤكلية ‪ .‬كقد استحدث المشرع في التقنيف المدني الحالي حكما ىاما في ىذا‬
‫المكضكع ‪،‬إذ بعد أف كانت ىذه الدعكل في القانكف المدني السابؽ تعتمد مف حيث مدة التقادـ‬
‫المبدأ العاـ في تقادـ الدعكل كالحقكؽ كىك خمسة عشر سنة ‪ ،‬أصبحت تتقادـ أيضان بثالث‬
‫سنكات‪ ،‬كفي ذلؾ نصت المادة ‪ 172‬مف ؽ‪.‬ـ عمى ّأنو‪ " :‬تسقط بالتقادـ دعكل التعكيض الناشئة‬
‫عف العمؿ غير المشركع بانقضاء ثالث سنكات مف اليكـ الذم عمـ فيو المضركر بحدكث الضرر‬
‫كبالشخص المسؤكؿ عنو ‪.‬‬

‫كتسقط ىذه الدعكل في كؿ حاؿ ‪ ،‬بانقضاء خمس عشرة سنة مف يكـ كقع العمؿ غير المشركع ‪.‬‬
‫عمى أنو إذا كانت ىذه الدعكل ناشئة عف جريمة‪ ،‬ككانت الدعكل الجنائية لـ تسقط بعد انقضاء‬
‫المكاعيد المذككرة في الفقرة السابقة ‪ ،‬فإف دعكل التعكيض ال تسقط إال بسقكط الدعكل الجنائية "‪.‬‬

‫كالظاىر مف ىذا النص أنو يجب التفرقة فيما يتعمؽ بتقادـ دعكل المسؤكلية بيف ما إذا كاف‬
‫العمؿ غير المشركع يعتبر خطأ مدنيا أـ خطأ جنائيا ‪.‬‬

‫فإذا كاف العمؿ غير المشركع يعتبر خطأ مدنيا فقط ‪ ،‬فإف دعكل المسؤكلية تتقادـ بأقصر‬
‫المدتيف ‪ ،‬ثالث سنكات أك خمسة عشر سنة ‪.‬فيي تتقادـ بمضي ثالث سنكات ال مف يكـ كقكع‬
‫الضرر بؿ مف يكـ عمـ المضركر بحدكث الضرر كبالشخص المسؤكؿ عنو ‪،‬كتتقادـ بمضي‬
‫خمسة عشر سنة إذا لـ يعمـ بياذيف األمريف معان ‪ ،‬مف يكـ كقكع الضرر ‪ .‬كقد يحدث كىذا فرض‬
‫نادر الحصكؿ أف تككف مدة الخمسة عشر سنة أقصر مف مدة ثالث سنكات ‪ ،‬كما لك لـ يعمـ‬
‫المضركر بكقكع الضرر كبالشخص المسؤكؿ إال بعد انقضاء ثالثة عشر سنة مف كقت كقكع العمؿ‬
‫غير المشركع ‪ ،‬إذ تككف مدة الخمسة عشر سنة كىي تسرم مف يكـ كقكع الضرر أقصر مف مدة‬
‫ثالث سنكات التي تسرم مف يكـ عمـ المضركر بحدكث الضرر ك بالشخص المسؤكؿ عنو ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫كاذا كاف العمؿ غير المشركع يعتبر خطأ جنائيان‪ ،‬كجريمة قتؿ مثالن فإنو ينشأ بجانب الدعكل‬
‫المدنية دعكل جنائية‪ .‬كاذا كانت الدعكل األكلى تتقادـ بأقصر المدتيف ثالث سنكات أك خمسة‬
‫عشر سنة فإف الدعكل الثانية ال تتقادـ إال بعد عشر سنكات ‪. 1‬‬

‫كتذىب النظرية التقميدية إلى أف االلتزاـ بتعكيض الضرر ينشأ مباشرة مف العمؿ غير‬
‫المشركع كيكتمؿ كجكده بمجرد اكتماؿ عناصر المسؤكلية مف خطأ كضرر كعالقة السببية‪.‬فإذا رفع‬
‫األمر إلى القضاء كصدر حكـ مف القاضي بإلزاـ المسؤكؿ بالتعكيض‪ ،‬فإف ىذا الحكـ ال ينشأ‬
‫الحكـ الحؽ في التعكيض كلكنو يكشؼ عنو فقط فيك كاشؼ غير منشئ‪.‬‬

‫كيترتب عمى اعتبار أف االلتزاـ بالتعكيض قد نشأ مف كقت اكتماؿ عناصر المسؤكلية‪ ،‬أف‬
‫حؽ المضركر يكجد مف ىذا الكقت ‪ .‬كبالتالي فإف دعكاه تبدأ بالتقادـ مف ىذا التاريخ‪ ،‬ككذلؾ‬
‫يجكز لو أف يتصرؼ في حقو بحكالتو إلى الغير منذ كقكع الضرر ‪. 2‬‬

‫‪ -1‬أنكر سمطاف ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.‬ص‪.347-346.‬‬


‫‪ -2‬دراسات قانكنية كاقتصادية ‪،‬دعكل المسؤكلية ‪ ،‬مف مكقع ‪، sites.google.com/alkhlasa :‬آخر زيارة لممكقع بتاريخ‬
‫‪ 2021/06/03‬عمى الساعة ‪.23:05‬‬
‫‪26‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التعكيض‬


‫يتـ تنفيذ العقد عينا بأداء االلتزاـ الذم اتفؽ عميو المتعاقداف‪ ،‬إذ يترتب‬
‫األصؿ ك المبدأ أف ّ‬
‫لمدائف بمكجب ىذا العقد حؽ مكتسب في حصكؿ التنفيذ العيني لاللتزاـ المتفؽ عميو‪ ،‬كىك ما‬
‫نصت عميو المادة ‪ 160‬مدني جزائرم بقكليا‪":‬المديف ممزـ بتنفيذ ما تعيد فيو‪."...‬كما نصت عميو‬
‫المادة ‪ 164‬مدني بقكليا‪":‬يجبر المديف بعد إعذاره طبقا لممادتيف ‪ 180‬ك ‪ 181‬عمى تنفيذ االلتزاـ‬
‫تنفيذا عينيا متى كاف ذلؾ ممكنا"‪.‬‬
‫ك لكف قد يحصؿ ّأال يتـ التنفيذ عينا لسبب مف األسباب‪ ،‬فيترتب عمى المديف تعكيض الدائف‬
‫جراء عدـ التنفيذ‪ ،‬كما قد يحصؿ تأخير في التنفيذ فيستحؽ الدائف‬
‫عف األضرار التي لحقت بو مف ّ‬
‫تعكيضا عف الضرر الناتج عف ىذا التأخير‪.‬‬

‫كالتعكيض قد يحدد بمكجب االتفاؽ أك بنص القانكف أك بحكـ مف القضاء في حالة عدـ‬
‫النص عميو اتفاقا أك قانكنا‪ ،‬كعميو لمتعكيض ثالثة مصادر‪:‬إما أف يككف اتفاقيا أك قانكنيا أك‬
‫قضائيا‪.1‬‬

‫كتبعا لما ذكرنا‪ ،‬سنقسـ ىذا المبحث إلى مطمبيف اثنيف‪ ،‬نخصص المطمب األكؿ لدراسة‬
‫ماىية التعكيض عف الضرر‪،‬أما المطمب الثاني فنخصصو لدراسة تقدير التعكيض‪.‬‬

‫‪ -1‬زىدكر ككثر ‪،‬الكجيز في األحكاـ العامة في المسؤكلية المدنية طبقا لمتشريع الجزائرم ‪،‬دار الغرب لمنشر كالتكزيع‬
‫‪،‬كىراف‪،‬الجزائر ‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ف ‪،‬ص‪.181.‬‬
‫‪27‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫المطمب األكؿ‪ :‬ماىية التعكيض عف الضرر‬


‫إف التعكيض يعتبر األثر األكؿ كاألىـ لثبكت مسؤكلية أم شخص‪،‬كالذم يتـ بو جبر ما‬
‫ّ‬
‫‪ 182‬مدني‬ ‫أصاب اآلخريف مف ضرر‪.‬كلقد حصر المشرع الجزائرم مف خالؿ نص المادة‬
‫التعكيض في الخسارة التي تمحؽ بالمضركر كالكسب الذم يفكتو باعتبارىما عنص ار التعكيض‪.‬‬
‫غير ّأنو حتى يمكف الحكـ بتعكيض المضركر كازالة ما أصابو مف ضرر بسبب تخمّؼ المسؤكؿ‬
‫عف تنفيذ التزامو عينا عمى الكجو المطمكب‪ ،‬أك بتأخره في القياـ بالتنفيذ‪ ،‬أك إخاللو بكاجب عاـ‬
‫مفركض عمى الكافة‪ ،‬ينبغي أف تتكافر شركط معينة‪ ،‬كمتى تكافرت ىذه الشركط تكلى القاضي‬
‫أف المشرع الجزائرم منح لمقاضي مف خالؿ المادة‬
‫تقدير التعكيض محددا طريقتو كمقداره‪.‬حيث ّ‬
‫‪ 132‬مدني سمطة كاممة في اختيار طريقة التعكيض األكثر مالءمة لطبيعة الضرر‪،‬كأجاز أف‬
‫يتخذ التعكيض شكؿ تعكيض عيني‪ ،‬أك تعكيض بمقابؿ سكاء كاف تعكيضا نقديا أك غير نقدم‪،‬‬
‫يقدر بمبمغ مف النقكد‪.‬‬
‫كاف كاف في الغالب ّ‬

‫سيقسـ ىذا المطمب إلى فرعيف‪ ،‬الفرع األكؿ يتـ فيو تعريؼ التعكيض كتحديد عناصره‪ ،‬أما‬
‫ّ‬ ‫كعميو‪،‬‬
‫الفرع الثاني فيتـ فيو تناكؿ كؿ مف األركاف المكضكعية العامة كالخاصة الكاجبة التكافر حتى يمكف‬
‫لممضركر المطالبة بالتعكيض‪ ،‬ثـ تحديد طرؽ كأنكاع ىذا األخير‪.‬‬

‫الفرع األكؿ‪:‬مفيكـ التعكيض عف الضرر ك عناصره‬


‫‪،‬ك إنما كانت‬ ‫إف التعكيض عف الضرر بمعناه الحديث لـ يكف ىك جزاء المسؤكلية المدنية‬
‫العقكبة ىي الجزاء الرادع في كؿ مف المسؤكلية المدنية كالجنائية ‪،‬فقد كاف تكقيع العقاب أمر متركؾ‬
‫لممجني عميو أك ذكيو ‪،‬كلـ يجد التعكيض بمعناه الحديث مكانو إال بانفصاؿ المسؤكلية المدنية عف‬
‫المسؤكلية الجنائية ‪،‬كبالتالي أصبحت الكظيفة الكحيدة لمتعكيض ىي جبر الضرر كحسب ‪.‬كتحددت‬
‫أحكامو كعناصره بما يتناسب مع ىذا اليدؼ كىذا في مجاؿ المسؤكلية المدنية ‪،‬ثـ ظير نقاش فقيي‬

‫‪28‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫حكؿ ازدكاجية المسؤكلية المدنية (مسؤكلية عقدية كمسؤكلية تقصيرية) أك كحدتيا ‪،‬كىنا تظير أىمية‬
‫التعرؼ في ق ذا المبحث عمى تعريؼ التعكيض ككذا العناصر‬
‫تحديد مفيكـ التعكيض ‪،‬كقد حاكلنا ّ‬
‫المككنة لو كذلؾ باعتباره جزاء لممسؤكلية العقدية بما يتناسب مع ىدفو األساسي كىك جبر الضرر ‪.‬‬
‫أكال‪ :‬مفيكـ التعكيض‬
‫إلعطاء تعريؼ لمتعكيض ‪،‬البد مف تحديد معناه لغة ‪،‬ككذا البد مف معرفة ما أكرده الفقو مف‬
‫تعاريؼ‪،‬ثـ تمييزه عما يتشابو معو مف أنظمة قانكنية ‪،‬كذلؾ بغية الكصكؿ إلى تحديد شامؿ ككامؿ‬
‫لكؿ عناصره‪.‬‬
‫أ‪-‬تعريؼ التعكيض‬
‫يتطّمب تعريؼ التعكيض تحديد معناه مف الناحية المغكية ‪،‬ثـ تبياف مجمكع التّعاريؼ الفقيية ‪.‬‬
‫‪-1‬التعكيض لغة‪:‬‬
‫التعكيض في المّغة ‪،‬بمعنى البدؿ كالخمؼ ‪،1‬أم العكض ‪،‬كجمعو أعراض‪،‬كعاضو بكذا عكضا‬
‫أخذ العكض ‪ ،‬كاعتاض فالنا س ألو‬ ‫أعطاه إياه بدؿ ما ذىب منو ‪،‬فيك عائض كاعتاض منو‬
‫العكض‪.2‬‬

‫كعكضو‬
‫ككمثاؿ آخر لمشرح يقاؿ أخذت الكتاب عكضا عف مالي ‪،‬أم بدال منو ك أعاضو ّ‬
‫تعكيضا‪،‬كعاكضو أم أعطاه العكض أم البدؿ ‪،‬أؼعاضو فالف مف كذا أم أعطاه عكضا أم بدال‬
‫كخمفا كاعتاضني فالف إذا جاء طالبا العكض‪.3‬‬

‫‪-2‬التعكيض فقينا‪:‬‬

‫‪ -1‬الفيركز األبادم ‪،‬القامكس المحيط ‪ ،‬الجزء الثاني ‪،‬مطبعة مصطفى البابي ‪ ،‬مصر ‪، 1952،‬ص‪.350.‬‬
‫‪ -2‬أشكاؽ الدىيمي ‪،‬أحكاـ التعكيض عف الضرر في المسؤكلية العقدية ‪،‬مذكرة مكممة لنيؿ شيادة الماجستير في العمكـ القانكنية‪،‬‬
‫قسـ القانكف الخاص‪،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ‪،‬جامعة الحاج لخضر ‪،‬باتنة ‪،2014/2013،‬ص‪.08.‬‬

‫‪ -3‬حسف حنتكش رشيد الحسناكم ‪،‬التعكيض القضائي في نطاؽ المسؤكلية العقدية (دراسة مقارنة) ‪،‬طبعة ‪،1999‬ص‪.37.‬‬
‫‪29‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫المشرع كما ىك معركؼ ليس مف كظيفتو إعطاء تعريؼ لممصطمحات ‪ ،‬كإ ّنما يعتبر ىذا‬
‫ّ‬ ‫إف‬
‫مف اختصاص فقياء القانكف‪.‬‬

‫فاقتصرت النصكص القانكنية عمى ا إلشارة لمتعكيض كجزاء لممسؤكلية المدنية ‪،‬ككذا بياف مداه‬
‫النظر في نص المادة ‪124‬‬
‫معنا ّ‬
‫كالكسائؿ التي يمكف لمدائف مف خالليا مطالبة المديف بو ‪ ،‬كإذا أ ّ‬
‫ضرر لمغير ‪،‬كىذا األثر‬
‫نا‬ ‫كيسبب‬
‫تب عف ارتكاب شخص لخط أ ّ‬
‫تنص عمى ا ألثر المتر ّ‬
‫مدني‪،‬نجد أنيا ّ‬
‫متعددة لمتعكيض ‪،‬كؿ تعريؼ‬
‫تعمؽ في إيراد تعاريؼ ّ‬
‫ىك االلتزاـ بالتعكيض ‪.‬كبالتالي نجد الفقو قد ّ‬
‫ىـ ىذه التّعاريؼ‪:‬‬
‫منيا ينظر لو مف جية ‪ ،‬كأ ّ‬

‫التعكيض مبمغ مف النقكد يساكم المنفعة التي كاف سيحصؿ عمييا الدائف لك نف ّذ المديف‬
‫النية كالثقة المتبادلة بيف الناس ‪.1‬‬
‫التزامو عمى النحك الذم يقضي بو مبدأ حسف ّ‬

‫ركز عمى جانب كاحد مف جكانب التعكيض كذلؾ عمى‬


‫كيتّضح مف خالؿ ىذا التعريؼ أنو ّ‬
‫اعتبار أف التعكيض ىك مبمغ مف النقكد ‪.‬غير أ ّف ىناؾ أكجو أخرل لمتعكيض ‪،‬فقد يككف ىذا األخير‬
‫عينا ك بمقابؿ غير نقدم ‪،‬فيك ليس بالضركرة أف يتخذ صكرة النقد‪.‬‬
‫ن‬

‫بالمتضرر بذمة المحككـ عميو ‪ ،‬كال يحكـ‬


‫ّ‬ ‫عرؼ التعكيض بأنو‪":‬حؽ مدني يتعمؽ‬
‫كىناؾ مف ّ‬
‫‪2‬‬
‫بناء عمى طمب مف صاحب الحؽ"‪.‬‬
‫بو إال ن‬

‫بنو"كسيمة إلصالح الضرر ‪ ،‬كعمى كجو التحديد يقصد بو اإلصالح كليس‬


‫عرفو أ‬
‫كىناؾ مف ّ‬
‫‪3‬‬
‫لمضرر الذم كقع"‪.‬‬
‫المحك التّاـ كالفعمي ّ‬

‫‪1‬‬
‫الذنكف ‪،‬النظرية العامة لاللتزامات‪-‬أحكاـ االلتزاـ‪، -‬طبعة ‪، 1976‬مطبعة الجامعة ‪،‬المستنصرية ‪،‬ص‪.348.‬‬
‫‪ -‬حسف عمي ّ‬
‫‪ -2‬حسف حنتكش رشيد الحسناكم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.39 .‬‬
‫‪ -3‬سعيد السيد قنديؿ ‪ ،‬آليات تعكيض األضرار البيئية ‪-‬دراسة في ضكء األنظمة القانكنية كاالتفاقات الدكلية ‪ ،-‬طبعة ‪ ،2004‬دار‬
‫الجامعة الجديدة لمنشر ‪ ،‬اإلسكندرية ‪،‬ص‪.15.‬‬
‫‪30‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫يالحظ أف كؿ التعاريؼ السابقة لـ تكف شاممة لمتعكيض مف كؿ جكانبو ‪،‬بحيث كؿ تعريؼ‬


‫رّكز عمى جانب دكف اآلخر ؛ كإذا أردنا أف نعطي تعريؼ كاضح لمتعكيض ؛ إؼنو البد أف نجمع بيف‬
‫إخالؿ المديف بتنفيذ‬ ‫حؽ لمدائف يثبت لو بمجرد‬
‫كؿ التعاريؼ السابقة ‪ ،‬فنقكؿ أف التعكيض ىك ‪ّ :‬‬
‫اما في جية‬
‫‪،‬فيك يش ّكؿ التز ن‬ ‫حؽ لمدائف‬
‫التزامو‪،‬كبالتالي فبصكرة مقابمة ؛ كباعتبار التعكيض ّ‬
‫أك أم بدؿ آخر معادؿ لممنفعة التي كاف سيحصؿ‬ ‫المديف‪،‬كىذا التعكيض قد يتّخذ صكرة النقد‬
‫عمييا الدائف لك نفذ المديف التزامو‪.‬‬

‫ذمتيما عند اإلخالؿ‬


‫؛ يثبتاف في ّ‬ ‫حؽ لمدائف كالتزاـ لممديف‬
‫ؼف التعكيض ىك ّ‬
‫كبالتالي إ‬
‫نقدا كإما في شكؿ ترضية أخرل مساكية لممنفعة التي كاف سيناليا‬
‫بااللتزاـ‪ ،‬كيككف ىذا األخير إما ن‬
‫الدائف لك لـ يتـ اإلخالؿ بااللتزاـ‪.‬‬

‫إ ّف تعريؼ التعكيض باعتباره حقّا ‪،‬يكجب مقارنتو ببعض الحقكؽ األخرل ‪،‬كبالتالي يستمزـ‬
‫األمر البحث في طبيعة التعكيض ‪.‬‬

‫‪-2‬تمييز التعكيض عف المفاىيـ المشابية لو‪:‬‬


‫إلى معاقبة المديف بؿ إلى‬ ‫إف التعكيض كجزاء لممسؤكلية العقدية ىك جزاء مدني ال ييدؼ‬
‫ؼنو‬
‫إصالح الضرر كمحكه قدر اإلمكاف ‪.‬كلغرض الكقكؼ بصكرة كاضحة عمى طبيعة التعكيض ‪ ،‬إ‬
‫أك تتقارب مع طبيعة‬ ‫مف المالئـ مقارنتو ببعض األكضاع القانكنية التي تحمؿ طبيعة قد تتشابو‬
‫التعكيض‪.‬‬
‫أ‪-‬تمييز التعكيض عف الغرامة المدنية ‪:‬‬
‫ذمتيـ مف التزامات مالية‬
‫"الغرامة المدنية تفرض عمى األفراد نتيجة مخالفتيـ لما يترتب في ّ‬
‫التخيرية‪ ،‬كيككف الغرض‬
‫تّجاه الدكلة‪،‬أك أحد أجيزتيا كااللتزاـ بدفع الرسكـ كالضرائب أك الغرامات أ‬
‫مف فرضيا ضماف حسف سير المرافؽ العامة ‪،‬كال يشترط لفرضيا إثبات الضرر مف قبؿ الجية التي‬

‫‪31‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫تتكلى فرضيا عمى األفراد ‪ ،‬لعدـ تنفيذىـ تمؾ االلتزامات المالية ‪،‬كيتـ استحصاليا دكف الحاجة‬
‫تؤدل لمخزينة العمكمية ‪،‬‬
‫تعكيضا عف ضرر "‪ .‬كما ك أف الغرامة المدنية ّ‬
‫ن‬ ‫تعد‬
‫إلصدار حكـ ‪،‬فيي ال ّ‬
‫لممتضرر كليس لمخزينة العامة ‪.1‬‬
‫ّ‬ ‫بينما التعكيض يككف‬
‫ب‪-‬تمييز التعكيض المدني عف الغرامة التّيديدية‪:‬‬
‫الغرامة التيديدية عبارة عف مبمغ مف النقكد يحكـ بو عمى المديف عف كؿ كحدة زمنية‬
‫(يكـ‪،‬أسبكع‪،‬شير‪ )...‬أك عف كؿ مرة يخ ّؿ فييا بالتنفيذ ‪ ،‬فيي ال تخرج عف ككنيا كسيمة غير مباشرة‬
‫‪2‬‬
‫فيي إذف طريقة مف طرؽ التنفيذ التي رسميا القانكف كحصر‬ ‫إلجبار المديف عمى التنفيذ عينا‪.‬‬
‫تعد‬
‫نطاقيا بالنسبة لاللتزامات التي يستمزـ الكفاء بيا تدخؿ المديف شخصيا‪.‬كالغرامة التيديدية ال ّ‬
‫تعكيضا عف الضرر ‪،‬لذا ال يشترط لمحكـ بيا إثبات ىذا الضرر"كاذا كانت الغرامة التيديدية تختمؼ‬
‫ن‬
‫عف التعكيض حيث أنيا ال ترتبط بكجكد أك عدـ كجكد ضرر ‪،‬فإف الحكـ فييا ال يجب فيو التّسبيب‬
‫يبيف األسباب التي‬
‫بخالؼ الحكـ بالتعكيض‪ ،‬فإنو حكـ كاجب التسبيب ‪،‬أم يمزـ القاضي فيو أف ّ‬
‫دفعتو إلى إصدار الحكـ"‪ 3.‬أم ذكر األسباب القانكنية كالكاقعية لمحكـ‪.‬‬
‫‪،‬يمكف القكؿ أف‬ ‫مف خالؿ تمييز التعكيض عف غيره مف األكضاع القانكنية المشابية لو‬
‫التعكيض نظاـ قانكني قائـ بذاتو ‪،‬فيك جزاء مدني محض ال ييدؼ إلى معاقبة المديف؛ بؿ إلى‬
‫‪.‬األمر‬ ‫إصالح الضرر ‪،‬كمناط الحكـ بو ىك مقدار الضرر الحاصؿ كال عالقة لو بجسامة الخطأ‬
‫الذم يستمزـ تمييزه عف الغرامة المدنية‪ ،‬كالتي تفرض عمى بعض األشخاص لغرض ضماف حسف‬
‫سير المرافؽ العامة ‪،‬ككذلؾ تمييزه عف الغرامة كالتي تفرض عمى المديف لغرض إكراىو كجبره عمى‬
‫تنفيذ التزامو كىي الغرامة التيديدية أك اإلكراه المالي‪.‬‬

‫‪ -1‬أشكاؽ الدىيمي ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.16.‬‬


‫‪ -2‬عبد الباقي البكرم‪ ،‬شرح القانكف المدني العراقي‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬أحكاـ االلتزاـ‪ ،‬مطبعة الزىراء ‪ ،‬بغداد‪ ،1970 ،‬ص‪.68 .‬‬
‫‪ -3‬عبد المجيد الحكيـ‪ ،‬الكجيز في شرح القانكف المدني‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬أحكاـ االلتزاـ‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬سنة ‪ ،1977‬ص‪.23 .‬‬
‫‪32‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬عناصر التعكيض عف الضرر‬


‫‪،‬كىي جبر‬ ‫إف التعكيض ال ضركرة لمحكـ بو ‪،‬إذا لـ يكف يحقّؽ الغاية المبتغاة مف فرضو‬
‫الضرر كمحكه قدر اإلمكاف ‪،‬كمف الطبيعي أف تمؾ الغاية ال تتحقّؽ إال إذا كاف التعكيض شامال‬
‫لكؿ ما أصاب الدائف مف خسارة أك ما فاتو مف كسب‪.‬‬
‫ك بالتالي فإف التعكيض عف الضرر يتحمّؿ إلى عنصريف ىما الخسارة الالحقة بالدائف‬
‫كالكسب الفائت‪.‬‬

‫أ‪-‬العنصر األكؿ‪:‬ما لحؽ الدائف مف خسارة‬


‫مبنيا عمى‬
‫يدخؿ في مفيكـ الخسارة ‪،‬تفكيت صفقة تجارية تكقّع الدائف أنيا رابحة ‪،‬ككاف تكقّعو ن‬
‫أسباب معقكلة ‪،‬فمك تعيّد ناقؿ بأف ينقؿ شخص إلى مكاف ما لالشتراؾ في مزايدة إلبراـ صفقة‬
‫تجارية‪،‬كنتيجة لعدـ تنفيذ الناقؿ لتعيده أك التأخر في تنفيذه ‪،‬ترتّب حرماف الراكب مف االشتراؾ في‬
‫تضرر بسبب ما لحقو مف خسارة نتيجة مصاريؼ النقؿ ؛ككذا ما أنفقو عمى‬
‫المزايدة فيككف بذلؾ قد ّ‬
‫إجراءات االشتراؾ في المزايدة‪،‬كما كاف يتكقعو مف ربح لك رست تمؾ المزايدة عميو‪.‬‬
‫‪ 182‬مف القانكف المدني الجزائرم كالتي جاء فييا‪":‬كيشمؿ‬ ‫كبالرجكع إلى نص المادة‬
‫التعكيض ما لحؽ الدائف مف خسارة كما فاتو مف كسب ‪،‬بشرط أف يككف ىذا نتيجة طبيعية لعدـ‬
‫الكفاء بالتزاـ أك لمتأخر في الكفاء بو ‪،‬كيعتبر الضرر نتيجة طبيعية إذا لـ يكف في استطاعة الدائف‬
‫أف يتكقّاه ببذؿ جيد معقكؿ‪.‬‬

‫جسيما‬ ‫غير أنو إذا كاف االلتزاـ مصدره العقد ‪ ،‬فال يمتزـ المديف الذم لـ يرتكب ًّ‬
‫غشا أك خطأ‬
‫ن‬
‫إال بتعكيض الضرر الذم كاف يمكف تكقعو عادة كقت التعاقد"‪.‬‬

‫مف خالؿ نص المادة ‪ ،‬فإنو لتحديد الخسارة التي لحقت الدائف كالتي يمتزـ المديف بتعكيضيا ‪،‬‬
‫البد مف التمييز بيف حالتيف‪:‬‬
‫ّ‬

‫‪33‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫‪-‬في مجاؿ المسؤكلية العقدية ‪،‬يمزـ المديف بتعكيض الدائف عما لحقو مف خسارة كما أصابو مف‬
‫ضرر متكقّع‪ ،‬بشرط أف يككف ىذا الضرر نتيجة طبيعية لعدـ كفاء المديف بالتزامو أك التأخر فيو ‪،‬‬
‫كيككف الضرر نتيجة طبيعية إذا لـ يكف في استطاعة المديف أف يتكقاه ببذؿ جيد معقكؿ‪.‬‬

‫‪،‬‬ ‫‪-‬في مجاؿ المسؤكلية التقصيرية كالمسؤكلية العقدية الناتجة عف غش المديف أك خطئو الجسيـ‬
‫يمزـ ىنا المديف بتعكيض الدائف عما لحقو مف خسارة كما أصابو مف ضرر متكقّع أك غير متكقّع‪،‬‬
‫بشرط أف يككف ىذا الضرر نتيجة طبيعية لعدـ قياـ المديف بتنفيذ التزامو أك التأخر فيو ‪.1‬‬

‫العنصر الثاني‪:‬ما فات الدائف مف كسب‬


‫يدخؿ في مفيكـ الكسب الفائت مجرد التأخر في استيفاء المنفعة ‪،‬فمثال لك عيد شخص يممؾ‬
‫أرضا إلى مقاكؿ لبناء فندؽ سياحي عمييا لغرض استثماره ‪،‬إالّ أف المقاكؿ لـ يقـ بتنفيذ العمؿ أك‬
‫تضرر صاحب األرض(رب العمؿ)‬
‫فأدل ذلؾ إلى ّ‬
‫التأخر في تسميـ البناء عف المكعد المتفؽ عميو ‪ّ ،‬‬
‫أتـ المقاكؿ العمؿ في مكعده‬
‫كضرره يتمثّؿ فيما فاتو مف ربح كاف مف الممكف أف يحصؿ عميو لك ّ‬
‫مف خالؿ استثماره لمفندؽ كاستقباؿ النزالء‪ .‬كبالتالي عمى القاضي أثناء تحديده لقيمة التعكيض عف‬
‫الضرر الذم لحؽ الدائف مراعاة ما فات ىذا األخير مف كسب مالي نتيجة عدـ قياـ المديف بتنفيذ‬
‫‪2‬‬
‫التزامو أك التأخر في تنفيذه‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬شركط استحقاؽ التعكيض كأنكاعو‬
‫التعرؼ عمى التعكيض مف حيث المّغة كالقانكف ككذا العناصر الالزـ مراعاتيا عند‬
‫بعد ّ‬
‫تقديره‪ ،‬نجد أنفسنا أماـ اإلشكاؿ القائؿ‪:‬ما ىي أنكاع التعكيض كما ىي شركط استحقاقو؟‬

‫‪ -1‬أشكاؽ الدىيمي ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.‬ص‪.21-19.‬‬


‫‪ -2‬حسف حنتكش رشيد الحسناكم ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.77.‬‬
‫‪34‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫ذلؾ أنو ال يحكـ بالتعكيض لمجرد حدكث الضرر فالبد مف تكافر جممة مف الشركط‬
‫المكضكعية كالشكمية‪،‬كما أف لمتعكيض أنكاع البد مف مراعاتيا عند إصدار الحكـ‪،‬كذلؾ مف أجؿ‬
‫لممتضرر في المسؤكلية العقدية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫جبر الضرر قدر اإلمكاف مف خالؿ اختيار التعكيض األنسب‬

‫أكال‪-‬شركط استحقاؽ التعكيض في المسؤكلية العقدية‪:‬‬


‫إف التعكيض كجزاء لتحقؽ مسؤكلية المديف المخ ّؿ بتنفيذ التزامو ال يحكـ بو لمجرد رفع‬
‫دعكل المطالبة بو مف قبؿ الدائف‪،‬فالبد أف يتأكد القاضي مف تكافر جممة مف الشركط كىك يتكلّى‬
‫النظر في تمؾ الدعكل‪.‬‬
‫عمكما‪،‬مف خطأ كضرر‬
‫ن‬ ‫كشركط استحقاؽ التعكيض منيا ما يتعمؽ بأركاف المسؤكلية العقدية‬
‫كعالقة سببية‪،‬كالتي تندرج ضمف الشركط المكضكعية لمتعكيض‪ ،‬كمنيا ما يتعمؽ بطبيعة القكاعد‬
‫التي تحكـ المسؤكلية العقدية بحيث يشترط تكافر اإلعذار‪ ،‬كعدـ كجكد اتفاؽ مسبؽ عمى اإلعفاء‬
‫مف المسؤكلية العقدية كنضمف ىذه األخيرة في الشركط الشكمية‪.‬‬

‫أ‪-‬الشركط المكضكعية الستحقاؽ التعكيض‪:‬‬


‫إف التعكيض عف الضرر في المسؤكلية‪ ،‬ال يككف مستحقّا كما سبقت اإلشارة إال إذا تكافرت‬
‫البدييي أف تككف ىذه الشركط ىي نفسيا أركاف المسؤكلية العقدية‪ ،‬ذلؾ أنو إذا لـ‬
‫ّ‬ ‫شركطو‪ ،‬كمف‬
‫تقـ المسؤكلية العقدية فال نككف أماـ مسالة التعكيض‪،‬كالمسؤكلية العقدية ال تقكـ إال بكقكع إخالؿ‬
‫مما يستكجب‬
‫ضرر لمدائف بكجكد عالقة سببية بينيما ّ‬
‫نا‬ ‫يسبب‬
‫بالتزاـ عقدم‪،‬ىذا األخير الذم ّ‬
‫التعكيض عف الضرر‪.‬‬
‫‪-1‬الخطأ العقدم ‪:‬‬
‫يعد الخطأ (اإلخالؿ بتنفيذ التزاـ عقدم)شرطان ضركريان الستحقاؽ التعكيض؛كاإلخالؿ‬
‫المقصكد ىنا ىك اإلخالؿ بمعناه الكاسع‪"،‬ذلؾ أف المتعاقد يسأؿ عف إخاللو الشخصي بالعقد‪ ،‬فتقكـ‬

‫‪35‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫المسؤكلية العقدية ىنا عف الخطأ الشخصي إذا ما تكافرت بقية األركاف‪ ،‬كما أنو قد يسأؿ عف خطأ‬
‫الغير أك عف األشياء التي تحت حراستو‪.‬كلغرض دراسة الخطأ العقدم؛ فإننا نتناكؿ العناصر‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪-1-1‬تعريؼ الخطأ العقدم‪:‬‬
‫ؾ أف ىناؾ بعض الصعكبات التي تكتنؼ تحديد المقصكد بالخطأ العقدم‪ ،‬نظ انر لما‬
‫ال ش ّ‬
‫أحاط فكرة الخطأ في حد ذاتو مف غمكض ‪ ،1‬كما أف ارتباط تمؾ الفكرة بفكرة األخالؽ جعميا غير‬
‫محددة‪،‬ألف فكرة األخالؽ يحكزكىا التحديد ك الضبط ‪،‬األمر الذم انعكس عمى فكرة الخطأ ‪،‬إال أف‬
‫ذلؾ ال يعني استحالة إعطاء تعريؼ لمخطأ خاصةن في نطاؽ المسؤكلية العقدية‪ ،‬ذلؾ أف تحديده‬
‫في المسؤكلية العقدية أيسر مف تحديده في المسؤكلية التقصيريةػ‬
‫عرفو جانب مف الفقو بأنو ‪":‬عدـ تنفيذ االلتزاـ أك‬
‫متعددة لمخطأ؛ فقد ّ‬
‫كقد طرحت تعاريؼ ّ‬
‫‪2‬‬
‫التأخر في تنفيذه"‪.‬‬

‫بينما اتجو جانب آخر مف الفقو إلى اعتبار الخطأ العقدم ىك اإلخالؿ بااللتزاـ ػ‬
‫عرؼ الخطأ بأنو إخالؿ بكاجب قانكني كاف في كسع المخ ّؿ أف‬
‫أما األستاذ سافاتييو ‪ ،‬فقد ّ‬
‫‪3‬‬
‫يتبينو ػ‬
‫ّ‬
‫كيتبيف مف خالؿ ما سبؽ‪ ،‬أف التعريؼ الذم أكرد عبارة اإلخالؿ ىك أشمؿ تعريؼ لمخطأ‬
‫ّ‬
‫العقدم‪ ،‬إذ أنو عند القكؿ أف الخطأ العقدم ىك اإلخالؿ بالتزاـ عقدم‪ ،‬فإنو بذلؾ يتـ إعطاء‬
‫اءا كاف لعدـ التنفيذ؛ أك التأخر فيو ؛ أك‬
‫تعريؼ كامؿ لمخطأ يشمؿ كؿ صكر الخطأ العقدم‪ ،‬سك ن‬
‫التنفيذ المعيب‪.‬‬

‫‪ -1‬شريؼ عمار ‪،‬التعكيض عف اإلخالؿ بالعقد ‪،‬التطبيؽ العممي لممسؤكلية المدنية ‪،‬طبعة ‪ ،2008‬دار الفكر كالقانكف ‪،‬المنصكرة‬
‫‪،‬ص‪.232.‬‬
‫‪ -2‬محمد حسفيف‪ ،‬مصادر االلتزاـ في القانكف المدني الجزائرم ‪،‬المؤسسة الكطنية لمكتاب ‪، 1983،‬ص‪.100.‬‬
‫‪ -3‬حسف حنتكش رشيد الحسناكم ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.100.‬‬
‫‪36‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫‪-2-1‬معيار الخطأ العقدم‪:‬‬


‫لقد نص المشرع الجزائرم في المادة ‪ 172‬مف القانكف المدني عمى أنو‪":‬في االلتزاـ بعمؿ‪،‬إذا‬
‫يتكخى الحيطة في‬
‫كاف المطمكب مف المديف أف يحافظ عمى الشيء‪ ،‬أك أف يقكـ بإرادتو أك أف ّ‬
‫تنفيذ التزامو‪ ،‬فإف المديف يككف قد كفّى بااللتزاـ إذا بذؿ في تنفيذه مف العناية كؿ ما يبذلو الشخص‬
‫ينص القانكف أك االتفاؽ عمى خالؼ ذلؾ‪.‬كعمى‬
‫العادم كلك لـ يتحقؽ الغرض المقصكد‪ ،‬ىذا ما لـ ّ‬
‫كؿ حاؿ يبقى المديف مسؤكالن عف غ ّشو أك خطئو الجسيـ"‪.‬‬
‫السالفة الذكر أف المشرع الجزائرم أخذ بنظرية الرجؿ المعتاد‬
‫كيتّضح مف خالؿ نص المادة ّ‬
‫تحدد مقدار العناية الكاجب عمى المديف بذليا بالنسبة لمحاالت التي‬
‫كىي النظرية الحديثة‪،‬التي ّ‬
‫‪1‬‬
‫أغفمت كضع معيار لمخطأ الذم تترتب عميو المسؤكلية العقدية ك بالتالي التعكيض‪.‬‬

‫تقدـ‪ ،‬يمكف القكؿ أنو إذا كاف التزاـ المديف ببذؿ عناية‪ ،‬فإنو يككف قد أخ ّؿ‬
‫كعمى ضكء ما ّ‬
‫بالتزامو إذا لـ يبذؿ العناية المطمكبة‪ ،‬أما إذا كاف التزامو بتحقيؽ نتيجة‪ ،‬فيككف أخ ّؿ بالتزامو إذا لـ‬
‫المرجكة‪ ،‬كال يسمح لممديف في ىذه الحالة األخيرة أف يثبت بذؿ العناية الالزمة‪ ،‬ألنو‬
‫ّ‬ ‫يحقؽ النتيجة‬
‫مطالب بتحقيؽ نتيجة ال بذؿ عناية‪.‬‬

‫فالخطأ(اإلخالؿ بتنفيذ االلتزاـ) يتحقؽ إذف كفقان لممعيار التالي‪ :‬عدـ تحقيؽ النتيجة في‬
‫االلتزاـ بتحقيؽ نتيجة‪ ،‬كعدـ بذؿ العناية الالزمة قي االلتزاـ ببذؿ عناية‪.‬‬

‫‪-2‬الضرر‪:‬‬
‫لما كانت الغاية مف التعكيض ىي جبر الضرر ك إزالتو‪ ،‬ليذا ال يكفي مجرد إخالؿ المديف‬
‫بتنفيذ التزامو مف أجؿ الحكـ عميو بالتعكيض‪ ،‬فالبد أف يترتب عف ىذا اإلخالؿ ضرر يصيب‬

‫‪ -1‬حسيف عامر ‪،‬القكة الممزمة لمعقد ‪ ،‬الطبعة األكلى ‪،‬القاىرة‪ ، 1949 ،‬ص‪.163.‬‬
‫‪37‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫الدائف ‪ ،‬فالضرر ىك ركف أساسي مف أركاف المسؤكلية ‪،‬كنظ انر ألىمية الضرر كشرط الستحقاؽ‬
‫التعكيض‪ ،‬فسيتـ تناكلو كفقان لمعناصر التالية‪:‬‬
‫‪-1-2‬تعريؼ الضرر‪:‬‬
‫الشدة كالضيؽ كسكء الحاؿ‪ ،‬ك النقص في األمكاؿ‬
‫الضرر لغةن معناه‪":‬عدـ النفع‪ ،‬ك ّ‬
‫‪1‬‬
‫كاألنفس"‪.‬‬
‫كيعرؼ قانكنان بأنو"عبارة عف أذل يصيب الشخص في حؽ مف حقكقو‪ ،‬أك في مصمحة‬
‫ّ‬
‫‪2‬‬
‫الحؽ أك تمؾ المصمحة ذات قيمة مالية أـ لـ تكف"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اء كاف ذلؾ‬
‫مشركعة لو ‪ ،‬سك ن‬

‫‪-2-2‬شركط الضرر القابؿ لمتعكيض‪:‬‬


‫السؤاؿ المطركح ىنا ‪ ،‬ىؿ كؿ ضرر يكجب التعكيض؟ كنقكؿ ىنا أنو في المسؤكلية العقدية‬
‫ال تستكجب تعكيض كؿ ضرر‪ ،‬ك إنما ليذا األخير شركطان محددة يجب تكافرىا حتى يتـ التعكيض‬
‫عنو‪ ،‬كتتمثؿ ىذه الشركط في‪:‬‬
‫‪-‬أف يككف الضرر مباش انر كمتكقعانػ‬

‫‪-‬أف يككف الضرر محققانػ‬

‫‪-‬أالّ يككف الضرر قد سبؽ تعكيضو ػ‬

‫‪3‬‬
‫شخصيانػ‬
‫ّ‬ ‫المتضرر‬
‫ّ‬ ‫‪-‬أف يككف الضرر قد أصاب‬

‫‪-3‬عالقة السببية بيف الخطأ العقدم كالضرر‪:‬‬

‫‪ -1‬الفيركز األبادم ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.77.‬‬


‫‪ -2‬حسف حنتكش رشيد الحسناكم ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.106.‬‬
‫‪ -3‬أشكاؽ الدىيمي ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.‬ص‪.53-47.‬‬
‫‪38‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫بالدائف حتى تقكـ المسؤكلية العقدية‬ ‫ال يكفي أف يقع خطأ مف المديف ك أف يمحؽ ضرر‬
‫الستحقاؽ التعكيض‪ ،‬بؿ البد أف يككف ىذا الخطأ ىك السبب في الضرر‪،‬كىذا ىك المقصكد بعالقة‬
‫السببية بيف الخطأ ك الضرر‪ ،‬باعتبارىا ركنا مف أركاف المسؤكلية العقدية‪ ،‬ك المشرع لـ يمؽ عمى‬
‫الدائف عبء إثبات كجكد عالقة السببية بيف الخطأ ك الضرر‪ ،‬بؿ افترض أف الضرر راجع إلى‬
‫يدعي عكس ذلؾ أف يقكـ بنفي عالقة السببية بيف الخطأ ك‬
‫الخطأ ك عمى المديف إذا كاف ّ‬
‫الضرر‪.1‬حيث جاء في نض المادة ‪ 176‬مف قانكف المدني‪ ":‬إذا استحاؿ عمى المديف أف ينفّذ‬
‫عينا حكـ عميو بتعكيض الضرر الناجـ عف عدـ التنفيذ التزامو‪ ،‬ما لـ يثبت أف استحالة‬
‫االلتزاـ ن‬
‫تأخر المديف في تنفيذ التزامو"ػ‬
‫التنفيذ نشأت عف سبب ال يد لو فيو‪ ،‬كيككف الحكـ كذلؾ إذا ّ‬

‫التأخر فيو نشأ عف سبب ال يد‬


‫أف استحالة التنفيذ أك ّ‬
‫فالمديف ينفي عالقة السببية إذا أثبت ّ‬
‫التأخر فيو‪.‬‬
‫لو فيو‪،‬أم راجع لسبب أجنبي أك ّ‬

‫ناتجا‬
‫كالسبب األجنبي‪ ،‬يتخذ ثالثة صكر‪ ،‬فقد يككف الضرر حاصال بسبب القكة القاىرة أك ن‬
‫عف فعؿ الدائف نفسو أك عف فعؿ الغير ‪.2‬فعالقة السببية ىي معيار التفرقة بيف الضرر المباشر‬
‫كالضرر غير المباشر‪.‬‬

‫ب‪-‬الشركط الشكمية الستحقاؽ التعكيض‪:‬‬


‫باإلضافة إلى الشركط السالفة الذكر‪،‬كالتي يجب تكافرىا مف أجؿ استحقاؽ التعكيض‪،‬كالتي‬
‫تتعمؽ بأركاف المسؤكلية العقدية‪،‬فإنو البد مف تكافر شركط خاصة أخرل حتى نقكؿ أف التعكيض‬
‫مستحؽ في المسؤكلية العقدية‪،‬كىذه الشركط متعمّقة بطبيعة القكاعد التي تحكـ المسؤكلية‬
‫ّ‬
‫العقدية‪،‬كىي شرطاف‪:‬أكليما اإلعذار‪،‬كالثاني ىك عدـ االتفاؽ عمى اإلعفاء مف المسؤكلية العقدية‪.‬‬

‫‪ -1‬شريؼ الطباخ ‪ ،‬التعكيض في المسؤكلية التقصيرية كالمسؤكلية العقدية في ضكء الفقو ك القضاء ‪ ،‬دار الفكر كالقانكف‬
‫‪،‬المنصكرة ‪، 2008،‬ص‪.631.‬‬
‫‪ -2‬زىدكر ككثر ‪،‬اؿمرجع السابؽ ‪،‬ص‪.177.‬‬
‫‪39‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫‪-1‬اإلعذار كشرط الستحقاؽ التعكيض(إعذار المديف)‪:‬‬


‫اإلعذار عمؿ إيجابي يصدر مف الدائف كيعبر فيو عف رغبتو بضركرة قياـ المديف بتنفيذ‬
‫‪1‬‬
‫التزامو كاال كاف مسؤكال عف ذلؾ‪،‬كيتخذ ىذا العمؿ شكال يبينو القانكف‪.‬‬

‫فاإلعذار كقاعدة عامة شرط لقياـ المسؤكلية كالمطالبة بالتعكيض‪،‬كىذا يعني أنو ال إلزاـ عمى‬
‫المديف في دفع التعكيض إلى الدائف المتضرر‪،‬ما لـ يقـ ىذا األخير بإعذار األكؿ بالكفاء بما ترتب‬
‫‪ 179‬مف‬ ‫نصت عميو المادة‬
‫في ذمتو مف تعكيض نجـ عف تحقؽ مسؤكليتو العقدية‪،‬كذلؾ ما ّ‬
‫‪2‬‬
‫القانكف المدني‪":‬ال يستحؽ التعكيض إال بعد إعذار المديف‪،‬ما لـ يكجد نص مخالؼ لذلؾ"‪.‬‬

‫فمف خالؿ ىذا النص‪،‬جعؿ المشرع الجزائرم التعكيض غير مستحؽ إال بعد قياـ الدائف‬
‫بإعذار المديف‪ ،‬كبالتالي فاإلعذار شرط أساسي الستحقاؽ التعكيض في المسؤكلية العقدية‪.‬‬

‫‪-2‬عدـ كجكد اتفاؽ مسبؽ عمى اإلعفاء مف المسؤكلية‪:‬‬


‫تقكـ المسؤكلية العقدية بمجرد اكتماؿ أركانيا مف خطأ كضرر كعالقة سببية‪،‬كبمجرد تكافر‬
‫بناء عمى اتفاؽ‬
‫ىذه األركاف يتـ الحكـ بالتعكيض‪،‬غير أنو قد يتـ إعفاء المديف مف المسؤكلية ن‬
‫الطرفيف‪،‬ذلؾ أف العقد كما ىك معركؼ ينشأ عف اإلرادة‪،‬فتككف اإلرادة ىي أساس المسؤكلية‪،‬كليذا‬
‫يككف ىناؾ في األصؿ حرية تعديؿ أحكاـ المسؤكلية العقدية إما بالتشديد أك التخفيؼ أك‬
‫اإلعفاء‪،‬غير أف ىذا التعديؿ ال يككف مطمقا بحيث يظؿ المديف مسؤكال عف غشو كخطئو‬
‫الجسيـ‪،‬إال أف المتعاقد قد يعفي نفسو مف الغش كالخطأ الجسيـ الذم يصدر مف الغير الذيف‬
‫يستخدميـ لتنفيذ التزامو‪،‬كىك ما جاء في المادة ‪ 178‬مف القانكف المدني‪.3‬‬

‫‪ -1‬حسف حنتكش رشيد الحسناكم ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.‬ص‪.94-93.‬‬


‫‪ -2‬شريؼ الطباخ ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.299.‬‬
‫‪ -3‬أشكاؽ الدىيمي ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.65.‬‬
‫‪40‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫كبالتالي كما سبقت اإلشارة كباعتبار أف العقد شريعة المتعاقديف‪ ،‬فيمكف لمطرفيف االتفاؽ‬
‫عمى إعفاء المديف أم مسؤكلية تترتب عف عدـ تنفيذه اللتزامو التعاق ػػدم‪ ،‬بشرط أف ال يككف ىذا‬
‫االتفاؽ مخالؼ لمنظاـ العاـ كاآلداب العامة‪ ،‬كبالتالي يصبح التعكيض غير مستحؽ في ىذه‬
‫الحالة‪.‬غير انو ال يمكف االتفاؽ عمى إعفاء المديف مف المسؤكلية الناتجة عف غشو أك خطئو‬
‫الجسيـ ‪ ،‬باستثناء إذا كاف ىذا الغش أك الخطأ الجسيـ يقع مف أشخاص يستخدميـ في تنفيذ‬
‫‪1‬‬
‫التزامو‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬أنكاع التعكيض‪:‬‬
‫إذا ما ثبتت المسؤكلية العقدية في حؽ مرتكب الخطأ يبقى الحكـ بالتعكيض الذم يأخذ‬
‫إحدل الصكرتيف‪:‬‬
‫يتـ تقرير اإلجراءات التي مف شانيا رد المضركر إلى‬
‫‪-‬الحكـ برد الحاؿ إلى ما كانت عميو‪،‬أم أف ّ‬
‫رد العيف المغصكبة‬
‫الحالة التي كاف عمييا قبؿ أف يقترؼ الخطأ أك اإلخالؿ بالتنفيذ‪،‬كبالتالي يتـ ّ‬
‫إلى صاحبيا‪،‬أك إبداؿ العيف التالفة أك المعيبة بأخرل سالمة كصحيحة‪،‬كىكذا ال يبقى مف اإلخالؿ‬
‫بالتنفيذ أك ارتكاب الخطأ سكل الذكرل‪،‬أما آثار ىذا اإلخالؿ فقد انمحت كاندثرت بالتعكيض‪ ،‬كىذا‬
‫ما يسمى بالتعكيض العيني أك كما يسميو بعض الفقياء بالتنفيذ العيني‪.‬‬

‫أحيانا‪،‬‬
‫ن‬ ‫غالبا كغير نقدم‬
‫‪-‬أف يتـ الحكـ بجبر الضرر كبتعكيض المضركر عنو بمقابؿ نقدم ن‬
‫بمعنى يتـ تكفير منفعة لممضركر تساكم مقدار ما لحؽ بو مف ضرر‪ ،‬فيتناقص ذلؾ الضرر مع‬
‫حكما ال حقيقةن إلى ما كانت عميو قبؿ كقكع الضرر‪ ،‬كىذا ىك‬
‫المنفعة كبذلؾ تعكد حالة المضركر ن‬
‫التعكيض بمقابؿ أك التنفيذ بمقابؿ‪.‬‬

‫كنتكلى فيما يمي بحث كؿ طريقة مف ىاتيف الطريقتيف‪:‬‬

‫‪ -1‬أشكاؽ الدىيمي ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.66.‬‬


‫‪41‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫أ‪-‬التعكيض العيني‪:‬‬
‫يعرؼ التعكيض العيني بأنو‪":‬الحكـ بإعادة الحالة إلى ما كانت عميو قبؿ أف يرتكب المسؤكؿ‬
‫ّ‬
‫أدل إلى كقكع الضرر"‪.1‬‬
‫الخطأ الذم ّ‬

‫تاما‪،‬بإجبار المسؤكؿ عمى‬


‫فالتعكيض العيني بذلؾ قد ييدؼ إلى إصالح الضرر إصالحا ًّ‬
‫الكفاء بما التزـ بو‪ .‬كقد ييدؼ كما يرل بعض الفقو إلى إزالة الضرر أك تخفيفو أك التخمي عف‬
‫الضار أك منع تحقّؽ الخطر‪.‬‬
‫الكضع ّ‬

‫لممتضرر ترضية أخرل مف جنس ما أصابو مف ضرر‪،‬كذلؾ بطريقة‬


‫ّ‬ ‫"بعبارة أخرل يحقؽ‬
‫مباشرة‪ ،‬أم الحكـ لو بمبمغ مف النقكد"‪ 2.‬كىذا مف أجؿ إزالة الضرر عينا‪.‬‬

‫حيث يمزـ القاضي المسؤكؿ عف الضرر بالتعكيض إذا اتّخذ اإلخالؿ صكرة القياـ بعمؿ يمكف‬
‫عاليا لغرض حجب النكر كاليكاء عف جاره‪،‬كاف خير‬
‫جدار ن‬
‫إزالتو كمحك أثره‪،‬فإذا أقاـ شخص نا‬
‫بناء مممك نكا لشخص آخر‪،‬فيمزـ‬
‫حؽ ن‬ ‫تعكيض عف ذلؾ ىدـ ىذا الجدار‪.‬أك أف يزيؿ أحدىـ دكف ّ‬
‫بإعادة بنائو‪.‬‬

‫كما يمكف إجبار المديف عمى التعكيض العيني‪،‬إذا تمثّؿ اإلخالؿ في االمتناع عف عمؿ‪،‬فإذا‬
‫التزـ مقاكؿ ببناء منزؿ كامتنع عف تنفيذ التزامو‪،‬أمكف إجباره عمى ذلؾ بأف يبني الدائف(رب العمؿ)‬
‫‪3‬‬
‫المنزؿ عمى حساب المديف(المقاكؿ)‪.‬‬

‫ب‪-‬التعكيض بمقابؿ‪:‬‬

‫‪ -1‬نصير صبار لفتو الجبكرم ‪ ،‬التعكيض العيني(دراسة مقارنة) ‪ ،‬دار قنديؿ لمنشر كالتكزيع ‪ ،‬عماف ‪،‬ط‪، 2010، 01‬ص‪.19.‬‬
‫‪ -2‬سميماف مرقس‪ ،‬المسؤكلية في تقنيات البالد العربية ‪،‬القسـ األكؿ ‪،‬مطبعة الجيالكم ‪،‬القاىرة‪، 1971،‬ص‪.602.‬‬
‫‪ -3‬بيطار صابرينة ‪،‬التعكيض في نطاؽ المسؤكلية المدنية في القانكف الجزائرم ‪،‬مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف‬
‫‪،‬فرع اؿقافكف اؿخاص األساسي ‪،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ‪،‬جامعة أحمد دراية ‪،‬أدرار ‪،‬سنة ‪، 2015‬ص‪.45.‬‬
‫‪42‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫يعتبر التنفيذ العيني الطريؽ األصمح كاألنجع مف طرؽ التعكيض لجبر الضرر الذم أصاب‬
‫الدائف‪،‬إال انو في حاالت عديدة ترتبط أشد االرتباط بنكع الضرر‪ ،‬فقد يرل القاضي أف التعكيض‬
‫العيني غير ممكف أك غير مالئـ لجبر الضرر‪ ،‬خاصة بالنسبة لمضرر المعنكم‪،‬فعنذئذ ال يبقى‬
‫نقديا‬
‫تعكيضا ن‬
‫ن‬ ‫أمامو سكل المجكء إلى التعكيض بمقابؿ‪،‬كليس مف الضركرم أف يككف ىذا األخير‬
‫سنبينو مف‬
‫كاف كاف ىك الغالب‪،‬إذ يجكز لمقاضي أف يحكـ بالتعكيض غير النقدم أيضا‪،‬كىذا ما ّ‬
‫خالؿ النقاط التالية‪:‬‬
‫‪-1‬التعكيض النقدم‪:‬‬
‫نقديا متى تضمف الحكـ الصادر بو إلزاـ المديف بدفع مبمغ مف النقكد‬
‫يككف التعكيض ن‬
‫‪1‬‬
‫لمدائف‪،‬كمقابؿ لمضرر الذم أصابو نتيجة إلخالؿ المديف بتنفيذ التزامو العقدم‪.‬‬
‫كفي الكقت الراىف يعتبر التعكيض النقدم أىـ أنكاع التعكيض كىك الطريؽ الطبيعي لمحك‬
‫الضرر كاصالحو‪،‬كلع ّؿ السبب في ذلؾ يعكد إلى أف النقكد تمثؿ إضافة إلى أنيا كسيمة لمتبادؿ‪،‬‬
‫عينا كلـ يكف ىناؾ سبيؿ لمحكـ‬
‫كسيمة لمتقكيـ أيضا لذا كفي كؿ حالة يتع ّذر فييا الحكـ بالتعكيض ن‬
‫‪2‬‬
‫نقدا‪.‬‬
‫تعيف عمى المحكمة أف تحكـ بالتعكيض ن‬
‫بالتعكيض غير النقدم‪ّ ،‬‬

‫كالحكـ بالتعكيض النقدم يعني إدخاؿ قيمة مالية جديدة مكازية لمقيمة المالية التي فقدىا‬
‫ذمتو نتيجةن إلخالؿ مدينو بتنفيذ التزامو‪.‬‬
‫المتضرر مف ّ‬
‫ّ‬

‫‪-2‬التعكيض غير النقدم‪:‬‬


‫قد يككف التعكيض الذم يحكـ بو القاضي جب ار لمضرر تعكيض غير نقدم‪ ،‬فيك ليس‬
‫بالتعكيض النقدم‪ ،‬ألنو ال يتضمف إلزاـ المديف المخؿ بتنفيذ التزامو أداء مبمغ مف النقكد لمدائف‪،‬‬

‫‪ -1‬حسف حنتكش رشيد الحسناكم ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.151.‬‬


‫‪ -2‬سميماف مرقس ‪،‬الكافي في شرح القانكف المدني ‪،‬الجزء الثاني ‪،‬الفعؿ الضار كالمسؤكلية المدنية ‪ ،‬الطبعة الخامسة ‪ ،‬دار‬
‫النيضة العربية ‪، 1957،‬ص‪.528.‬‬
‫‪43‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫كما أنو ليس بالتعكيض العيني عمى اعتبار أنو ال يتضمف أيضا إلزاـ المديف بأف يؤدم لمدائف ذات‬
‫ما التزـ بأدائق‪.‬‬
‫فالتعكيض غير النقدم يمكف أف يعتبر تعكيضا مف نكع خاص تقتضيو الظركؼ في بعض‬
‫الصكر كحسب نكع الضرر المحدث‪ ،‬فيغمب الحكـ بو في الضرر المعنكم دكف الضرر المالي‪،‬‬
‫كالمجكء إلى ىذا الطريؽ مف طرؽ التعكيض يعد مف األمكر التي تدخؿ في سمطة القاضي عند‬
‫نظر الدعكل‪.‬‬

‫أنو أخذ بو مثمو مثؿ‬ ‫كاذا بحثنا في مكقؼ المشرع الجزائرم مف التعكيض بمقابؿ‪ ،‬فنجد‬
‫التعكيض العيني‪ ،‬فالمشرع الجزائرم ترؾ لمقاضي السمطة التقديرية في اختيار نكع التعكيض كىذا‬
‫يعيف القاضي‬
‫حسب طبيعة االلتزاـ‪ ،‬كىذا ما أكدتو المادة ‪ 132‬مف القانكف المدني التي جاء فييا‪ّ ":‬‬
‫يصح أف يككف إير نادا مرتّنبا‪،‬‬
‫ّ‬ ‫لمظركؼ‪،‬كيصح أف يككف التعكيض مقسطنا‪ ،‬كما‬
‫ّ‬ ‫طريقة التعكيض تبعا‬
‫أنو يجكز‬ ‫كيقدر التعكيض بالنقد‪ ،‬عمى‬
‫تأمينا‪ّ ،‬‬
‫يقدر ن‬
‫كيجكز في ىاتيف الحالتيف إلزاـ المديف أف ّ‬
‫كبناء عمى طمب المضركر‪ ،‬أف يأمر بإعادة الحالة إلى ما كانت عميو‪،‬أك أف‬
‫ّ‬ ‫تبعا لمظركؼ‬
‫لمقاضي ن‬
‫يحكـ كذلؾ عمى سبيؿ التعكيض بأداء بعض اإلعانات تتصؿ بالفعؿ غير المشركع"‪.‬‬

‫المقرر أنو ال يجكز لمدائف أف يطمب التنفيذ بمقابؿ‬


‫كاذا كاف التنفيذ العيني ىك األصؿ‪ ،‬فمف ّ‬
‫إذا كاف المديف مستعدا لمتنفيذ العيني‪ ،‬كاذا طالب بالتنفيذ بمقابؿ‪ ،‬كلـ يكف التنفيذ العيني مرىقنا‬
‫لممديف‪ ،‬فممقاضي أف يحكـ بالتنفيذ العيني كيصرؼ النظر عف طمب الدائف‪ .‬أما إذا استحاؿ التنفيذ‬
‫‪1‬‬
‫العيني فينا تدعك الضركرة إلى المجكء إلى التعكيض بمقابؿ‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تقدير التعكيض في المسؤكلية العقدية‬

‫‪ -1‬عمي عمي سميماف ‪ ،‬دراسات في المسؤكلية المدنية في القانكف المدني الجزائرم ‪،‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‬
‫‪،‬بف عكنكف ‪،‬الجزائر ‪، 1994،‬ص‪.205.‬‬
‫‪44‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫بعد التعرض لمفيكـ التعكيض عف الضرر في المسؤكلية العقدية في اؿ مطمب األكؿ‪ ،‬مف‬
‫خالؿ تبياف تعريفو‪ ،‬كأيضا تحديد العناصر الالزـ مراعاتيا أثناء تحديده حتى يككف التعكيض كامال‬
‫شركط‬ ‫إضافة إلى تبياف أنكاعو ك‬ ‫ككذا يحقؽ اليدؼ الذم شرع مف أجمو كىك جبر الضرر‪،‬‬
‫استحقاقو في إطار المسؤكلية العقدية ‪،‬فػػإف اإلشكاؿ المطركح في ىذا اؿمطمب ىك‪ :‬كيؼ يتـ تحديد‬
‫ىي الجية المختصة بتحديده في إطار‬ ‫ىذا التعكيض؟ أك ما ىي طرؽ تحديد التعكيض ك ما‬
‫المسؤكلية العقدية؟ ىذا اإلشكاؿ سنحاكؿ اإلجابة عميو في ىذا اؿ مطمب‪ ،‬ذلؾ أف ىناؾ تقديراف‬
‫لمتعكيض أحدىما ممزـ لمقاضي كىك ما يمثؿ الشرط الجزائي ككذا ما كرد في القانكف مف نصكص‬
‫مجمكعة مف‬ ‫آخر يتكفؿ بو القاضي كيمقى فيو حرية مع مراعاة‬ ‫محددة لمتعكيض‪ ،‬كتحديد‬
‫القيكد‪.‬كك ّؿ ىذا سنكضحو مف خالؿ الفركع التالية‪:‬‬
‫اؿفرع األكؿ‪ :‬التقديػػر االتفاقي كالقانكنػ ػػي لمتعكيػ ػػض في المسؤكلية العقدية‬
‫االلتزاـ بالتعكيض يفرضو القانكف عمى كؿ مف أخؿ بتنفيذ التزامو‪ ،‬سكاء أخذ ىذا اإلخالؿ‬
‫ضررا ؿلدائف‪ ،‬فيمزـ اؿمديف بجبر الضرر‬
‫ن‬ ‫التأخر في تنفيذه‪ ،‬كسبب بذلؾ‬
‫صكرة عدـ تنفيذ االلتزاـ أك ّ‬
‫الذم لحؽ اؿدائف‪.‬كقد يقكـ طرفا العقد باالتفاؽ مسبقا عمػػى تقدير قيمة التعكيض بإرادتيـ المنفردة‪،‬‬
‫مف خالؿ إدراجو ضمف بنكد العقد كىذا ما يسمى بالشرط الجزائي‪ ،‬الذم يستحؽ عف كؿ إخالؿ‬
‫‪ .‬ك قد يقكـ القانكف بكضع‬ ‫بما تـ االتفاؽ عميو في حالة ما إذا سبب ىذا اإلخالؿ ضر ار بالدائف‬
‫قكاعد يتـ مف خالليا تحديد التعكيض بمبمغ جزافي‪ ،‬كما يككف أماـ القاضي سكل التقيد بيذه‬
‫‪ .‬كفي ىذا اؿ فرع نتعرؼ عمى الطريقتيف السابقتيف لتحديد‬ ‫القكاعد عند الحكـ بالتعكيض‬
‫التعكيض‪،‬عمى النحك التالي‪:‬‬
‫أكال‪ :‬التقدي ػػر االتفاقػ ػػي لمتعكي ػػض‬
‫في المجاؿ التعاقدم‪ ،‬يمكف لألطراؼ المتعاقدة االتفاؽ عمى تحديد مجاؿ المسؤكلية ‪،‬فالعديد‬
‫مف النصكص المنظمة لممسؤكلية التعاقدية ىي نصكص مكممة‪ " ،‬كما يمكف لألطراؼ االتفاؽ‬

‫‪45‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫مسبقا عمى تقدير قيمة التعكيض المستحؽ لمدائف في حالة عدـ تنفيذ المديف اللتزامو أك التأخير‬
‫في تنفيذه‪ ،‬فاألصؿ ىك أف القاضي ىك الذم يقكـ بتقدير التعكيض‪ ،‬غير انو يمكف االتفاؽ مسبقا‬
‫عمى قيمة ىذا التعكيض‪ ،‬كىذا ما يسمى بالشرط الجزائي ألنو يكضع عادة ضمف شركط العقد‬
‫‪1‬‬
‫األصمي كلكف قد يدرج في اتفاؽ الحؽ‪.‬‬
‫االتفاقي‪ ،‬فإننا نجده يحمؿ‬ ‫عند تتبعنا لمفقو ك القضاء كالقانكف‪ ،‬فيما يخص التعكيض‬
‫تسميات مختمفة‪ ،‬كترددت ىذه التسميات بيف عبارات ثالث ىي ‪ :‬الشرط الجزائي‪ ،‬البند الجزائي‪،‬‬
‫التعكيض أالتفاقي‪.‬‬

‫فعبارة الشرط الجزائي قد حظيت بتفصيؿ الفقو كالقانكف القضاء‪ ،‬ألنيا تشير بصفة عامة إلى‬
‫كؿ شرط مضاؼ إلى العقد أك إلى التصرؼ القانكني الصادر مف جانب كاحد‪.‬‬

‫استعماال مف طرؼ‬ ‫كميما اختمفت التسميات فالمعنى يبقى كاحد‪،‬كالتسمية األكثر شيكعان ك‬
‫الفقو ك القضاء ك القانكف ىي تسمية " الشرط الجزائي"‪.‬‬

‫كقد كردت تعريفات فقيية عديدة لمشرط الجزائي‪،‬نذكر منيا ‪:2‬‬

‫ىك اتفاؽ يتعيّد بو المديف بدفع مبمغ معيف مف الماؿ في حالة عدـ قيامو بتنفيذ ما تعيّد بو‪،‬‬
‫أك تأخر في تنفيذه كيككف ىذا التعييف تحديدا مقطكعا مسبقا بتعكيض ‪.‬‬

‫عرؼ بأنو‪:‬ضماف تنفيذ التزاـ معيف بإلزاـ المتعيّد بشيء ما يتعيف عميو أداؤه في حالة‬
‫كما ّ‬
‫عدـ التنفيذ‪.‬‬

‫كقضاء ‪ ،‬دار الكتب القانكنية المصرية ‪،2005،‬ص‪.‬ص‪.21.20.‬‬ ‫ن‬ ‫‪ -1‬إبراىيـ سيد أحمد ‪ ،‬التعكيض االتفاقي فقيا‬
‫‪ -2‬حسني محمد جاد الرب‪ ،‬التعكيض االتفاقي عف عدـ تنفيذ االلتزاـ أك التأخر فيو ‪ .‬دراسة مقارنة بيف الفقو اإلسالمي كالقانكف‬
‫الكضعي ‪،‬دار الفكر الجامعي ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ، 2007،‬ص‪.‬ص‪.26.25.‬‬
‫‪46‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫كما جاء في تعريؼ آخر‪ :‬الشرط الجزائي ىك اتفاؽ يقدر فيو المتعاقداف سمفا التعكيض الذم‬
‫يستحقو الدائف إذا لـ ينفذ المديف التزامو‪ ،‬أك إذا تأخر في تنفيذه ‪.‬‬

‫ؽ أف كؿ منيا يشكبيا قصكر معيف فتناست الطبيعة‬


‫كيتضح مف خالؿ التعاريؼ الساب ة‬
‫القانكنية لمشرط الجزائي‪ ،‬كال تعتبر إال تركيبا كظيفيا يؤدم بنا إلى الخمط بيف الشرط الجزائي‬
‫كأكضاع قانكنية أخرل‪.‬‬

‫لذلؾ نقػػكؿ أف أشمؿ تعريؼ لمشرط الج ازئػػي ىك القائػػؿ بأف الشرط الج ازئػػي ىك " ‪ :‬بند‬
‫عقدم ‪ ،‬يدرجو المتعاقداف في عقدىما أك في اتفاؽ الحؽ‪ ،‬لضماف احتراـ العقد ككفالة تنفيذه بحيث‬
‫انو إذا أخؿ المتعاقد بالتزامو أدل مبمغا معينا لممتعاقد األخر فيك في الحقيقة تقدير اتفاقي‬
‫‪1‬‬
‫لمتعكيض"‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة في األخير إلى أف أحكاـ التعكيض االتفاقي في التشريع الجزائرم ىي نفسيا‬
‫في التشريع المصرم في المكاد مف ‪ 223‬إلى ‪ 22‬مف القانكف المدني المصرم كتختمؼ عما ىي‬
‫‪ 1152‬مف القانكف‬ ‫في التشريع الفرنسي حيث أف المشرع الفرنسي كبالضبط في نص المادة‬
‫المدني اعتبر أف التعكيض االتفاقي جائز كال يمكف تعديمو ال بالنقصاف كال بالزيادة في ما عدا‬
‫حالتي الغش كالخطأ الجسيـ كحالة التنفيذ الجزئي ‪ ،‬كما ال يكمؼ الدائف بإثبات الضرر الذم لحقو‬
‫بؿ يكفيو إثبات عدـ التنفيذ ذاتو الستيفاء التعكيض كلك لـ يمحقو ضرر ‪،2‬كىنا يكمف الخالؼ بيف‬
‫التشريع الفرنسي كمثيميو الجزائرم كالمصرم ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التقدير القانكني لمتعكيض‬

‫‪ -1‬أشكاؽ الدىيمي ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.74.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Philippe malaurie, Laurent aynès, philippe Stoffel-Munck, les Obligations. Defrenois , Paris,‬‬
‫‪deuxième èdition, 2005, p.185 et s.‬‬
‫‪47‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫إف التعكيض كما سبقت اإلشارة قد يتـ تقديره باتفاؽ الطرفيف كذلؾ كما يعرؼ بالشرط‬
‫الجزائي‪ ،‬كما قد يتدخؿ المشرع ك قد يقكـ بتحديد قيمة ىذا التعكيض مسبقا ‪ ،‬كىذا ما يسمى‬
‫بالتحديد القانكني لمتعكيض‪ ،‬كسنحاكؿ أف نحدد تعريؼ التعكيض القانكني ككذا مجاالت تطبيقو في‬
‫المسؤكلية العقدية فيما يمي‪:‬‬
‫‪-1‬تعريؼ التقدير القانكني لمتعكيض‬
‫قد يعمد المشرع إلى كضع أحﻜاـ تتعمؽ بتحديد التعكيض تحديدا إجماليا‪،‬كعادة ما يربط‬
‫الفقو ىذا التحديد القانكني بالفكائد القانكنية‪،‬فغالبا ما تذىب بعض التشريعات عمى غرار المشرع‬
‫الفرنسي‪ ،1‬إلى تحديد نسب قانكنية تعرؼ بالفكائد القانكنية تﻜكف مستحقة الدفع عف مجرد التأخير‬
‫في الكفاء‪ ،‬بغير حاجة إلى أف يثبت كقكع ضرر لمدائف ألف الضرر مفترض في الديكف النقدية‬
‫نتيجة الحرماف مف استثمارىا اقتصاديا ‪ .‬كيجد التقدير القانكني لمتعكيض عف التأخير تطبيقو في‬
‫مجاؿ المسؤكلية العقدية دكف المسؤكلية التقصيرية ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لممشرع الج ازئرم فمـ ينص عمى الفكائد التأخيرية تأث ار منو بمبادئ الشريعة‬
‫اإلسالمية التي تنظر إلى تمؾ الفكائد عمى أنيا ربا كمحرمة شرعا ‪ .‬ك ىذا ما يتضح مف نص‬
‫المادة ‪ 454‬قانكف مدني بقكليا‪ ":‬القرض بيف األفراد يﻜكف دائما بدكف أجر‪ ،‬كيقع باطال كؿ نص‬
‫‪2‬‬
‫يخالؼ ذلؾ "‪.‬‬

‫‪-2‬مجاالت تطبيؽ التقدير القانكني لمتعكيض‬

‫‪ -1‬نص التقنيف المدني الفرنسي عمى الفائدة القانكنية طبقا لممادة ‪ ، 1153‬كما ينص عمييا التقنيف المدني المصرم مف خالؿ‬
‫المادة ‪ 226‬منو كجعميا ‪% 04‬في المسائؿ المدنية ك ‪ % 05‬في المسائؿ التجارية ‪.‬‬
‫‪ -2‬أشكاؽ الدىيمي ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.87.‬‬
‫‪48‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫يجد تقدير التعكيض كفقا لمتحديد القانكني لممسؤكلية مجاؿ تطبيقو في المسؤكلية العقدية‬
‫كيظير جميا في مسؤكلية الناقؿ‪ ،‬كما ىك عميو الحاؿ في كؿ مف قانكف الطيراف المدني ك القانكف‬
‫البحرم‪.‬‬
‫‪-1-2‬التحديد القانكني لمتعكيض في مجاؿ عقد النقؿ الجكم ‪:‬‬
‫لقد تناكؿ المشرع الجزائرم مسؤكلية الناقؿ الجكم مف خالؿ القانكف رقـ ‪ 06-98‬المؤرخ في‬
‫‪ 1998/06/27‬المحدد لمقكاعد العامة المتعمقة بالطيراف المدني‪.‬‬

‫متى أخؿ الناقؿ الجكم بالتزاماتو كأخفؽ في إقامة الدليؿ عمى انتفاء خطئو انعقدت‬
‫ؼ‬
‫مسؤكليتو‪ ،‬كالتزـ بتعكيض الضرر الذم يمحؽ بالركاب ‪.‬‬

‫كاألصؿ أف التعكيض يجب أف يككف عف كؿ الضرر‪ ،‬غير أف المشرع الجزائرم خرج عف‬
‫ىذا األصؿ ككضع لمتعكيض الذم يتحممو الناقؿ حدا أقصى ‪.‬‬

‫فقد نصت المادة ‪ 150‬مف قانكف الطيراف المدني عمى أنو "تمارس مسؤكلية الناقؿ الجكم‬
‫إزاء كؿ شخص منقكؿ طبقا لقكاعد اتفاقية كارسك المؤرخة في ‪ 12‬أكتكبر‪ 1999‬ك بركتككؿ الىام‬
‫في ‪ 28‬سبتمبر ‪ 1955‬كالمصادؽ عمييما مف طرؼ الجزائر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫كتحدد قيمتيا بمائتي كخمسيف ألؼ (‪ )250.000‬كحدة حسابية كحد أقصى عف كؿ مساؼر‪.‬‬

‫‪-2-2‬التحديد القانكني لمتعكيض في عقد النقؿ البحرم‪:‬‬


‫كقد تناكؿ المشرع الجزائرم مسؤكلية الناقؿ البحرم مف خالؿ األمر رقـ ‪ 80-76‬المؤرخ في‬
‫‪ 23‬أكتكبر ‪ 1976‬المعدؿ كالمتمـ بالقانكف رقـ ‪ 05-98‬المؤرخ في ‪ 25‬جكاف ‪ 1998‬كالمتعمؽ‬
‫بالقانكف البحرم‪.‬‬

‫‪ -1‬أشكاؽ الدىيمي ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.93.‬‬


‫‪49‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫كيرتب عقد النقؿ البحرم عمى عاتؽ الناقؿ التزامات تتمثؿ في أخذ الناقؿ البضاعة عمى‬
‫عاتقو كنقميا كتسميميا إلى المرسؿ إليو أك إلى ممثمو القانكني‪.‬كمتى تـ اإلخالؿ بيذه‬
‫االلتزامات‪،‬ترتبت مسؤكلية الناقؿ البحرم‪،‬كالتزـ بالتعكيض‪،‬كيككف ىذا التعكيض متناسبا مع الضرر‬
‫يتعد الحد األقصى الذم حدده المشرع‪.‬‬
‫الالحؽ‪،‬ماداـ أف ىذا الضرر لـ ّ‬

‫فمتى فاؽ الضرر ىذا الحد لـ يكف لممتضرر الحؽ في التعكيض إال بيذا الحد األقصى دكف‬
‫زيادة‪ ،‬ىذا ما لـ يتبيف أف الخسارة أك الضرر الذم لحؽ بالبضائع ناتج عف عمؿ أك إىماؿ مف‬
‫‪1‬‬
‫قبؿ الناقؿ كما بينتو المادة ‪ 809‬مف القانكف البحرم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬التقدير القضائي لمتعكيض في المسؤكلية العقدية‬


‫إف التعكيض كما سبقت اإلشارة‪ ،‬قد يتفؽ الطرفاف مسبقا عمى تحديده كذلؾ بتضمينو ضمف‬
‫بنكد العقد مف خالؿ ما يعرؼ بالشرط الجزائي‪ ،‬كما قد يحدده القانكف كذلؾ بالنص صراحة عمى‬
‫قيمتو أك عمى األسس التي تطبؽ أثناء تقديره‪ ،‬غير أ نو في حالة عدـ اتفاؽ الطرفيف مسبقا عمى‬
‫مف يتكلّى ميمة تحديد قيمة‬ ‫نص القانكف عمى قيمتو‪ ،‬فاف القاضي ىك‬
‫قيمة التعكيض‪ ،‬أك عدـ ّ‬
‫التعكيض‪ ،‬كىذا ما يسمى بالتقدير القضائي لمتعكيض ‪.‬‬
‫أكال‪:‬سمطة القاضي في تقدير التعكيض‬
‫إف التعكيض كما سبؽ بيانو تقدر قيمتو إما مف قبؿ األطراؼ المتعاقدة ضمف بنكد العقد أك‬
‫في اتفاؽ الحؽ كشرط جزائي عف اإلخالؿ بالعقد‪ ،‬أك يتـ تحديده مف طرؼ القانكف بحد أدنى أك‬
‫أقصى‪ ،‬لكف بالرغـ مف التقدير المسبؽ لمتعكيض إال أف القاضي يممؾ أيضا سمطة تقديرية في‬
‫تحديد قيمة التعكيض ‪ ،‬كىذا ما يسمى بالتقدير القضائي لمتعكيض ‪.‬‬

‫‪ -1‬أشكاؽ الدىيمي ‪ ،‬نفس المرجع ‪،‬ص‪.94.‬‬


‫‪50‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫ؼالتعكيض القضائي ىك التعكيض الذم يقكـ القاضي بتقديره كيحكـ بو لمدائف نتيجة عدـ قياـ‬
‫المديف بتنفيذ التزامو أك التأخر في تنفيذه‪ ،‬كيعتبر التعكيض القضائي ىك األصؿ في تحديد‬
‫التعكيض‪.‬‬

‫كاألصؿ في التعكيض ىك التعكيض الكامؿ كىك ذلؾ الذم يككف عمى خطأ المديف المباشر‬
‫كالذم يسبب ضر ار لؿدائف ‪ ،‬سكاء كاف ىذا الضرر متكقعا أك غير متكقع‪ ،‬غير أف ىذه القاعدة يرد‬
‫عمييا استثناء يتمثؿ في حالة الضرر المتكقع في مجاؿ المسئكلية العقدية إذا كاف الخطأ يسير أم‬
‫غير ناتج عف غش كخطأ المديف الجسيـ كىذا ما يسمى بالتعكيض العادؿ ‪.‬‬

‫أ‪-‬التعكيض الكامؿ‪:‬‬
‫القاعدة في التعكيض ىي التعكيض الكامؿ الذم يككف عف الضرر المباشر‪ ،‬أما الضرر‬
‫الغير مباشر فإنو ال يعكض عنو سكاء في المسؤكلية العقدية أك التقصيرية‪،‬غير أنو في المسؤكلية‬
‫العقدية فإنو ال يتـ التعكيض إال عف الضرر المباشر المتكقع كحده‪ ،‬خالؼ الضرر المباشر الغير‬
‫متكقع فال يعكض عنو إال في حالتي الغش كالخطأ الجسيـ ‪.‬‬
‫كقد اعتبر المشرع أف الضرر يككف مباش ار متى ما كاف نتيجة طبيعية لعدـ الكفاء أك التأخر‬
‫‪.‬‬ ‫فيو‪ ،‬كيككف الضرر نتيجة طبيعية إذا لـ يكف في استطاعة الدائف أف يتكقاه ببذؿ جيد معقكؿ‬
‫كبمراعاة ىذه الشركط المحددة فػ ػ ػ ػ ػػي المادة ‪ 182‬نككف بصدد التعكيض الكامؿ‪ ،‬ىذا األخير الذم‬
‫يشمؿ عنصراف كىما ما فات الدائف مف كسب كما لحقو مف خسارة ‪.‬‬

‫فالقاضي ممزـ فػ ػػي حالػ ػػة التعكيض القضائي بمنح المتضرر التعكيػ ػػض الكامؿ‪ ،‬كىك‬
‫التعكيض عف الضرر المباشر الذم يمثؿ ما لحؽ بالمضركر مف خسارة كما فاتو مف كسب فضال‬
‫عف الضرر األدبي‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫لكف إذا كانت القاعدة ىي التعكيض الكامؿ إال أف القضاء ال يتقيد بيا في حالة الضرر‬
‫‪1‬‬
‫المتكقع في مجاؿ المسؤكلية العقدية إذا كاف الخطأ يسي ار فينا نتحكؿ إلى نطاؽ التعكيض العادؿ ‪.‬‬

‫ب‪-‬التعكيض العادؿ‪:‬‬
‫إذا كاف مبدأ التعكيض الكامؿ قد كجد لو تطبيقا كاسع النطاؽ‪ ،‬فإنو أخذ ينحصر في الكقت‬
‫الحاضر كلـ يعد الشكؿ الضركرم لجبر الضرر‪ ،‬بؿ إف التعكيض في ذاتو لـ يعد معياره الكحيد‬
‫‪2‬‬
‫مدل الضرر الحاصؿ لمدائف كانما قد يرتبط تقديره باعتبارات اجتماعية أك متعمقة بالعدالة‪.‬‬
‫لذا نجد بعض التشريعات الحديثة قد أخذت تتجو إلى عدالة التعكيض‪ ،‬كليس بالضركرة أف‬
‫يككف كامال‪ ،‬كخاصة في المسؤكلية العقدية في حالة الضرر المتكقع إذا كاف الخطأ يسي ار ال في‬
‫حالة الغش أك الخطأ الجسيـ‪ ،‬حيث ىنا كفي ىذه الحالة تستند المسؤكلية إلػػى فكرة الذنب ك المكـ‬
‫األدبي‪ ،‬كيستبدؿ التعكيض العادؿ بالتعكيض الكامؿ‪ ،‬كبذلؾ يككف التعكيض قد جمع بيف الكظيفة‬
‫‪3‬‬
‫اإلصالحية كالكظيفة الرادعة‪.‬‬

‫كقد حاكؿ الفقياء تحديد أساس التزاـ المديف أك مبرر التزامو بتعكيض الضرر المتكقع في‬
‫حالة الخطأ اليسير‪ ،‬فذىب البعض إلى أف مبرر ذلؾ يكمف في احتراـ حسف نية المديف‪ ،‬كما‬
‫يقتضيو ذلؾ مف تكزيع الخسائر بيف الدائف كالمدمف‪ ،‬ألف عدـ تنفيذ االلتزاـ ال يعني بالضركرة تكافر‬
‫سكء النية في جانب المديف‪ ،‬فربما يستحيؿ عميو التنفيذ أك يتأخر فيو لسبب أجنبي ال يستطيع‬
‫إثباتو‪ ،‬فيككف مف األ نسب معاممتو كما لك كاف حسف النية‪ ،‬كعدـ إلزامو بغير تعكيض الضرر الذم‬
‫كاف يمكف تكقعو عادة كقت التعاقد‪.‬‬

‫‪ -1‬أشكاؽ الدىيمي ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.99.‬‬


‫‪ -2‬أشكاؽ الدىيمي ‪،‬نفس المرجع ‪،‬ص‪.100.‬‬
‫‪ -3‬سميماف مرقس ‪ ،‬الكافي في شرح القانكف المدني‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.550.‬‬
‫‪52‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫كذىب البعض اآلخر إلى أف مبرر التعكيض الكامؿ يكمف في أف المس ؤكلية العقدية تقكـ‬
‫عمى التكقع‪ ،‬لذا فاف المديف ال يجب إلزامو بتعكيض أضرار لـ يتكقعيا كقت التعاقد‪ ،‬فمزايا العقد‬
‫‪1‬‬
‫كمضارقيجب أف تدكر في فمؾ ىذا التكقع‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االعتبارات الكاجب مراعاتيا عند تقدير التعكيض‬
‫إف القاضي كقب ػػؿ حكمو بمبم ػػغ التعكي ػػض عميو أف ي ارع ػػي جممة مف االعتبارات‪ ،‬خاصة‬
‫ّ‬
‫‪ ،‬ىؿ ىك كقت‬ ‫مسألة الكقت فما ىك الكقت الذم يجب أف يراعيو القاضي عند إصدار حكمو‬
‫صدكر اإلخالؿ بااللتزاـ أـ كقت رفع الدعكل أـ كقت صدكر الحكـ ؟‪.‬‬
‫أف ىناؾ بعض الحاالت التي يككف فييا الضرر متغي ار منذ كقكعو إلى غاية صدكر‬
‫كما ّ‬
‫سنبينو عمى النحك التالي‪:‬‬
‫الحكـ فتبرز مسألة إعادة النظر في تقدير التعكيض ‪.‬كىذا ما ّ‬

‫أ‪-‬كقت تقدير التعكيض‪:‬‬


‫إف مسالة تحديد الزمف الذم يقدر فيو التعكيض تعد مف المسائؿ الميمة التي يجب عمى‬
‫القاضي أف يأخذىا في عيف االعتبار‪ ،‬كلعؿ السبب الذم أضفى عمييا تمؾ األىمية يعكد إلى أف‬
‫محاكـ المكضكع في اغمب األحياف ال تبت في الدعاك ل المعركضة عمييا عمى كجو السرعة ‪ ،‬بؿ‬
‫قد تستمر لمدة ليست بالقصيرة سكاء كاف السبب في ذلؾ يعكد لزحمة العمؿ القضائي اليكمي أك‬
‫‪2‬‬
‫لسبب يرجع لمخصكـ أنفسيـ كعدـ الحضكر كعدـ الحضكر في اليكـ المحدد لممرافعة‪....‬‬
‫كلك ّؿ ما تقدـ‪ ،‬كجدنا مف المالئـ أف نبحث في الكقت الذم يجب عمى القاضي مراعاتو عند‬
‫تقديره لمتعكيض‪ ،‬كقبؿ ذلؾ ال بد مف اإلشارة إلى التاريخ الذم ينشا فيو الحؽ في التعكيض مع‬
‫عدـ خمط ىذه المسالة بكقت التقدير‪.‬‬

‫‪ -1‬أشكاؽ الدىيمي ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.101.‬‬


‫‪ -2‬سعدكف العامرم ‪ ،‬تعكيض الضرر في المسؤكلية التقصيرية ‪ ،‬منشكرات مركز البحكث القانكنية ‪ ،‬بغداد ‪، 1981،‬ص‪.204.‬‬
‫‪53‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫إف معرفة كقت نشأة الحؽ في التعكيض يتكقؼ عمى طبيعة الحكـ بو ‪ ،‬ىؿ ىك منشئ لمحؽ‬
‫ّ‬
‫أـ كاشؼ لو‪ ،‬فمك كاف الحكـ منشئ لمحؽ فذلؾ يعني أف الحؽ في التعكيض ال م نشأ إال مف اليكـ‬
‫لمحؽ فذلؾ يعني أف الحكـ يكشؼ‬
‫ّ‬ ‫مقرر)‬
‫الذم يصبح فيو الحكـ نيائيا‪ ،‬أما لك كاف الحكـ كاشؼ ( ًّا‬
‫عف الحؽ في التعكيض‪ ،‬عمى اعتبار أف الحؽ مكجكد قبؿ صدكر الحكـ‪ ،‬كفي الحقيقة أف الحكـ‬
‫الصادر بالتعكيض ىك حكـ مقرر ككاشؼ كليس حكما منشئا لمحؽ ‪،‬ألف الذم ينشلء الحؽ في‬
‫التعكيض ىك الضرر كمف تاريخ كقكعو يثبت الحؽ في التعكيض عدا الحالة التي يككف فييا‬
‫‪1‬‬
‫اإلعذار كاجبا فيثبت الحؽ في التعكيض مف تاريخ اإلعذار ‪.‬‬

‫كإذا كاف الحكـ بالتعكيض مقر ار لمحؽ كليس منشئا لو‪ ،‬فما ىك الكقت الذم يجب مراعاتو‬
‫عند الحكـ بالتعكيض ‪،‬ىؿ ىك كقت اإلخالؿ بااللتزاـ‪ ،‬أـ كقت اإلعذار ‪ .‬كفي الحاالت التي يككف‬
‫فييا اإلعذار كاجبا‪ ،‬كقت رفع الدعكل أـ كقت إصدار الحكـ؟‬

‫ؿقد اتجو المشرع الجزائرم إلى جعؿ كقت إصدار الحكـ ىك الكقت المعكؿ عميو لتقدير‬
‫التعكيض‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 131‬مف القانكف المدني عؿ ل أنو ‪ " :‬يقدر القاضي التعكيض عف‬
‫‪ 182‬ك ‪ 182‬مكرر مع مراعاة الظركؼ‬ ‫الضرر الذم لحؽ المصاب طبقا ألحكاـ المادتيف‬
‫يتيسر لو كقت الحكـ أف يقدر مدل التعكيض بصفة نيائية‪ ،‬فمو أف يحتفظ‬
‫ؼف لـ ّ‬
‫المالبسة‪ ،‬إ‬
‫لممضركر بالحؽ في أف يطالب خالؿ مدة معينة بالنظر مف جديد في التقدير "‪.‬‬

‫‪،‬إؼف‬ ‫يفيـ مف نص المادة أف القاضي عند تقديره لمتعكيض عف الضرر الذم لحؽ الدائف‬
‫الكقت الذم يبني عميو حكمو ىك كقت صدكر الحكـ‪ ،‬ؼ إف لـ يتبيف لو كقت صدكر الحكـ مدل‬
‫‪2‬‬
‫الضرر‪ ،‬فإنو يحفظ لممضركر حقو في المطالبة بإعادة النظر في قيمة التعكيض المحككـ بو ‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد المنعـ البدراكم ‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات ‪ ،‬الجزء الثاني ‪ ،‬أحكاـ االلتزاـ ‪،‬مطبعة الجامعة ‪، 1976،‬ص‪.73.‬‬
‫‪ -2‬أشكاؽ الدىيمي ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.‬ص‪.117-116.‬‬
‫‪54‬‬
‫انفصم األول‪ :‬دعىي انمسؤونية انعقذية و انجزاء انمترتب عنها‪.‬‬

‫ب‪-‬إعادة النظر في تقدير التعكيض‬


‫مسلة إعادة النظر في تقدير قد ال تظير أىميتيا في الحالة التي يككف فييا الضرر الذم‬
‫إف أ‬
‫أصاب الدائف قد استقر بصكرة نيائية كاكتممت جميع عناصره التي تم ّكف القاضي مف تقدير‬
‫متغي ار‪.‬‬
‫التعكيض المقابؿ لو‪ ،‬بؿ في الحالة التي يككف فيو الضرر ّ‬
‫الضرر الذم يزداد أك ينقص بمركر الزمف كخالؿ‬
‫المتغير ىك ذلؾ ّ‬
‫ّ‬ ‫بالضرر‬
‫ّ‬ ‫ك المقصكد‬
‫الفترة التي تعقب كقكعو إلى حيف النطؽ بالحكـ ‪ .‬كقد عالجت المادة ‪ 131‬مف القانكف المدني حالة‬
‫يقدر مدل التعكيض بصفة‬
‫يتيسر لو كقت الحكـ أف ّ‬
‫فإف لـ ّ‬ ‫المتغير ‪ ،‬حيث نصت‪...":‬‬
‫ّ‬ ‫الضرر‬
‫نيائية‪ ،‬فمو أف يحتفظ لممضركر بالحؽ في أف يطالب خالؿ مدة معينة بالنظر مف جديد في‬
‫التقدير"‪.‬‬

‫متغي ار بحيث يتع ّذر عمى القاضي‬


‫نص ىذه المادة أنو في حالة ما إذا كاف الضرر ّ‬
‫يفيـ مف ّ‬
‫يؤجؿ نظر الدعكل حتى تتحقّؽ العناصر التي تم ّكنو‬
‫تحديد مقدار التعكيض المقابؿ لو‪ ،‬كاف لو أف ّ‬
‫المتضرر بتعكيض مؤقّت كيحتفظ لو بحقو في أف يطمب إعادة‬
‫ّ‬ ‫الضرر كأف يحكـ لمطرؼ‬
‫مف تقدير ّ‬
‫النظر في تقدير التعكيض ليحكـ لو بتعكيض تكميمي ‪.1‬‬

‫‪ -1‬أشكاؽ الدىيمي ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.118.‬‬


‫‪55‬‬
‫الفل اللحاي‪:‬‬
‫ا تفـح ـحا المتدّولق احكحم المسسولقق‬
‫التقديق‪.‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫تمييد كتقسيـ‪:‬‬
‫تقكـ المسؤكلية العقدية كجزاء عف اإلخالؿ بالعقد بقياـ شركطيا‪ ،‬كعدـ كجكد ما يدفع‬
‫الحرة لممتعاقديف‪ ،‬فيذه األخيرة‬
‫أف العقد ينشأ عف اإلرادة ّ‬
‫المسؤكلية مف سبب أجنبي ‪ ،‬كمف البدييي ّ‬
‫فإف‬
‫ىي إذف أساس المسؤكلية العقدية ‪،‬كاذا كانت ىذه اإلرادة ىي التي أنشأت قكاعد ىذه المسؤكلية ّ‬
‫‪ 178‬مف ؽ‪.‬ـ‪.‬ج عمى ّأنو ‪":‬يجكز االتفاؽ عمى أف‬ ‫المادة‬
‫تنص عميو ّ‬
‫تعدليا ‪،‬كىذا ما ّ‬
‫ليا أف ّ‬
‫يتحمؿ المديف تبعة الحادث المفاجئ أك القكة القاىرة ‪،‬ككذلؾ يجكز االتفاؽ عمى إعفاء المديف مف‬
‫ّأية مسؤكلية تترتّب عمى عدـ تنفيذ التزامو التعاقدم ّإال ما ينشأ عف غ ّشو أك خطئو الجسيـ ‪،‬غير‬
‫ّأنو يجكز لممديف أف يشترط إعفاءه مف المسؤكلية الناجمة عف الغش أك الخطأ الجسيـ الذم يقع‬
‫مف األشخاص الذيف يستخدميـ في تنفيذ التزامو"‪.‬‬
‫فاألصؿ إذف يجكز لممتعاقديف االتفاؽ عمى تعديؿ قكاعد المسؤكلية العقدية ‪،‬سكاء بالتشديد‬
‫أف شرط التخفيؼ يعتبر إعفاء جزئيا‬
‫في ىذه المسؤكلية أك باإلعفاء منيا أك بالتخفيؼ فييا‪ ،‬كبما ّ‬
‫يطبؽ عمى شرط اإلعفاء مف أحكاـ‪,‬كبالتالي سنقكـ‬
‫‪،‬فيطبؽ عميو ما ّ‬
‫ّ‬ ‫مف المسؤكلية العقدية‬
‫بدراستيما معا مف خالؿ ىذا الفصؿ‪.‬‬

‫فإنو سيتـ تقسيـ ىذا الفصؿ إلى مبحثيف‪،‬االتّفاؽ عمى اإلعفاء مف‬
‫تقدـ ّ‬
‫كعميو‪،‬كبناء عمى ما ّ‬
‫المسؤكلية العقدية أك التخفيؼ منيا (المبحث األكؿ) ‪،‬االتّفاؽ عمى التشديد في المسؤكلية العقدية‬
‫(المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫المبحث األكؿ‪:‬االتّفاؽ عمى اإلعفاء مف المسؤكلية العقدية أك التخفيؼ منيا‬


‫بعد بركز الثكرة الصناعية في القرف التاسع عشر‪ ،‬كقياـ المشاريع الكبرل كزيادة نشاط التجارة‬
‫الخارجية كالداخمية‪ ،‬أصبحت الشركات ىي التي تسيطر عمى المعامالت المالية بيف األشخاص‬
‫طا في عقكدىـ تقضي بعدـ‬
‫كخدماتيـ خصكصا ميداف النقؿ‪ ،‬ك كانت شركات النقؿ تدرج شرك ن‬
‫مساءلتيـ في حاؿ كقكع ضرر أك في حاؿ قياـ المسؤكلية ك ىك ما يعرؼ بالشرط المعفي‬
‫‪1‬‬
‫لممسؤكلية‪.‬‬
‫بصحة ىذا الشرط‪ ،‬كجعؿ لو قاعدة عامة في المادة ‪ 122‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج‬
‫ّ‬ ‫أقر‬
‫فالمشرع الجزائرم قد ّ‬
‫فتنص فقرتيا الثانية عمى ّأنو‪":‬ككذلؾ يجكز االتفاؽ عمى إعفاء المديف مف أية مسؤكلية تترتّب عمى‬
‫عدـ تنفيذ التزامو التعاقدم‪ ،‬إالّ ما ينشأ عف غ ّشو أك عف خطئو الجسيـ‪ .‬غير أنو يجكز لممديف أف‬
‫الغش أك الخطأ الجسيـ الذم يقع مف أشخاص يستخدميـ‬
‫يشترط إعفاءه مف المسؤكلية الناجمة عف ّ‬
‫الخاصة ببعض‬
‫ّ‬ ‫عما ىك كارد في األحكاـ‬
‫في تنفيذ التزامو"‪ .‬إالّ أف ىذه القاعدة العامة قد خرجت ّ‬
‫العقكد‪ ،‬كعقد النقؿ مثالن الذم يبطؿ كؿ شرط ييدؼ إلى إعفاء الناقؿ كميا أك جزئيا مف األضرار‬
‫البدنية التي تصيب المسافر‪.‬‬

‫إعفاء جز ّئيان مف المسؤكلية العقدية‪ ،‬فإنو ينطبؽ عميو ما ينطبؽ‬


‫ن‬ ‫كككف شرط التخفيؼ يعتبر‬
‫عمى اإلعفاء مف أحكاـ ك ال يختمفاف إالّ مف الناحية الشكمية‪،‬أم باختالؼ صكر ك أكجو ك ّؿ‬
‫معا خالؿ ىذا المبحث‪ .‬بحيث سيتـ التطرؽ إلى التعريؼ بالشرط المعفي‬
‫ستتـ دراستيما ن‬
‫منيما‪ ،‬لذا ّ‬
‫كالمخفؼ (مطمب أكؿ)‪ ،‬ثـ تناكؿ أىـ تطبيقات شرطي اإلعفاء كالتخفيؼ ككذا تبياف القيكد الكاردة‬
‫عمييما (مطمب ثاف) ‪.‬‬

‫المطمب األكؿ‪ :‬التعريؼ بالشرط المعفي كالمخفّؼ مف المسؤكلية العقدية‬

‫‪ -1‬محمد دمانة ‪ ،‬شرط اإلعفاء مف المسؤكلية بيف مقتضيات سمطاف اإلرادة كسمطاف القانكف ‪ ،‬مجمة دفاتر السياسة كالقانكف ‪،‬‬
‫جامعة قاصدم مرباح ‪،‬كرقمة ‪ ،‬عدد ‪ ، 5‬جكاف ‪، 2011‬ص‪.241.‬‬
‫‪57‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫القاعدة العامة تقضي بأف العقد شريعة المتعاقديف ك خاضع لمبدأ حرية التّعاقد‪ ،‬فيجكز‬
‫لمطرفيف إذف تنظيـ عالقاتيـ القانكنية كما يشاءاف‪ ،‬شرط مراعاة النظاـ العاـ ك اآلداب العامة ك‬
‫قانكنا مف إدراج بند ينفي كمّنيا أك جزئيا مف المسؤكلية‬
‫األحكاـ القانكنية اإللزامية‪ ،‬ك بالتالي ال مانع ن‬
‫العقدية إذا تخمؼ أحد الطرفيف عف تنفيذ التزامو‪ ،‬ك ليذا سنتناكؿ في ىذا المطمب تعريؼ شرطي‬
‫الصكر التي يتّخذانيا(فرع ثاف) ‪.‬‬
‫أىـ ّ‬
‫اإلعفاء ك التخفيؼ(فرع أكؿ) كتبياف ّ‬
‫الفرع األكؿ‪ :‬المقصكد بشرط اإلعفاء كالتخفيؼ مف المسؤكلية العقدية‬
‫المعدلة ليا‪ ،‬ك‬
‫ّ‬ ‫االتفاؽ عمى اإلعفاء كالتخفيؼ مف المسؤكلية العقدية ىي إحدل االتفاقات‬
‫يعد المديف‬
‫تؤدم إلى رفع المسؤكلية كمّيا أك جزئيا عف المديف بحسب درجة الشرط‪ ،‬حيث ال ّ‬
‫خصصت ىذا الفرع لتحديد تعريؼ‬
‫مسؤكالن‪ ،‬في حيف أنو يككف مسؤكالن بمكجب القكاعد العامة‪ ،‬ك قد ّ‬
‫شرط اإلعفاء كتعريؼ شرط التخفيؼ‪.‬‬
‫أكال‪:‬تعريؼ شرط اإلعفاء مف المسؤكلية العقدية‬
‫يعرؼ الشرط المعفي بأنو‪":‬ذلؾ الشرط الذم ترفع بمكجبو مسؤكلية المديف‪،‬أك ىك االتفاؽ‬
‫ّ‬
‫عمى إعفاء المديف مف التزاماتو بالتعكيض عف الفعؿ الضار ك منع مطالبتو بالتعكيض الذم‬
‫تقضي بو القكاعد العامة"‪،1‬ك ىذا التعريؼ يخمط بيف أمريف‪ :‬التعكيض االتفاقي مف جية‪ ،‬ك‬
‫التعديؿ في المسؤكلية العقدية مف جية ثانية‪ ،‬فاإلعفاء مف التعكيض يدخؿ في نظاـ التعكيض‬
‫االتفاقي‪ ،‬أما اإلعفاء مف المسؤكلية فيك مسألة سابقة عمى التعكيض‪،‬ذلؾ أف عدـ التعكيض ىك‬
‫أثر مف آثارىا‪ ،‬ك ليست مسألة اإلعفاء مف المسؤكلية ذاتيا‪.‬‬
‫بأنو‪":‬اتفاؽ بيف طرفيف عمى أنو إذا كقع ضرر بفعؿ أحدىما في ظركؼ معينة‬
‫يعرفو آخر ّ‬
‫ك ّ‬
‫فإنو ال يككف مسؤكال عنو‪ ،‬كبصيغة أخرل ىك االتفاؽ المبرـ مسبقا بيف الدائف كالمديف قبؿ حدكث‬

‫المعدلة لممسؤكلية العقدية في القانكف المدني الجزائرم ‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة اؿماستار في‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬حميدة يكس؛ ساعك كيينة ‪،‬االتفاقات‬
‫كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ‪ ،‬جامعة عبد الرحمف ميرة ‪،‬بجاية ‪ ، 2015/2014،‬ص‪.36.‬‬ ‫الحقكؽ ‪،‬قسـ اؿقانكف الخاص ‪ّ ،‬‬
‫‪58‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫‪1‬‬
‫الدقة‪،‬‬
‫الضرر كيقضي بعدـ مساءلة المديف في حالة تحقؽ الضرر" ‪،‬كىذا التعريؼ يتّسـ بالكجاىة ك ّ‬
‫ذلؾ أف شرط اإلعفاء يقصد بو رفع المسؤكلية‪ ،‬أم اعتبار المديف بمكجب ىذا الشرط غير‬
‫العامة يككف مسؤكالن لك لـ يرد مثؿ ىذا الشرط‪.‬‬
‫مسؤكؿ‪،‬رغـ أنو بمكجب القكاعد ّ‬

‫بأنو ذلؾ البند الذم يرد في العقد أك في اتفاؽ منفصؿ‪ ،‬يعفي بمكجبو الدائف‬
‫يعرؼ أيضا ّ‬
‫كما ّ‬
‫جراء عدـ تنفيذه‬
‫تاما ّ‬
‫إعفاء ّ‬
‫ن‬ ‫مدينو مسبقا مف المسؤكلية التي قد تترتّب في ذمة ىذا األخير‬
‫اللتزامو‪،‬فال تتحقّؽ المسؤكلية باالتفاؽ‪،‬رغـ تحقّؽ ىذه المسؤكلية بمكجب القكاعد العامة ‪.2‬‬

‫كإلعماؿ ىدا الشرط كتطبيقو‪ ،‬يستمزـ بالضركرة تحقؽ المسؤكلية العقدية بكافّة عناصرىا‪،‬كما‬
‫أف ىذا الشرط ال يعدـ المسؤكلية كانما يعفي المسؤكؿ مف تبعتيا‪،‬كبالتالي ال يدفع تعكيضان لجبر‬
‫ّ‬
‫الضرر الحاصؿ‪.3‬‬

‫‪ 02/178‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج يجيز تعديؿ‬ ‫المشرع الجزائرم مف خالؿ المادة‬


‫ّ‬ ‫أف‬
‫كتجدر اإلشارة إلى ّ‬
‫قكاعد المسؤكلية العقدية عف طريؽ االتفاؽ‪،‬باإلعفاء مف المسؤكلية العقدية أم عدـ قياـ الدائف‬
‫بالرجكع عمى المتعاقد المخطئ بطمب التعكيض‪.‬حيث يشترط لصحة ىذا الشرط أف يحصؿ االتفاؽ‬
‫عميو بيف المتعاقديف‪،‬أم بيف المديف المسؤكؿ كالدائف المتضرر أك مف ينكب عنيـ‪،‬كأف يككف‬
‫بالتقيد بيذا‬
‫ّ‬ ‫الرضا كالمحؿ كالسبب‪،‬كيمتزـ الطرفيف‬
‫مستكفيا لشركطو المكضكعية المتمثمة في ّ‬
‫النظاـ العاـ كاآلداب العامة ‪.4‬‬
‫أف ىذا األخير ال يخالؼ قكاعد ّ‬
‫االتفاؽ‪،‬ماداـ ّ‬

‫‪ -1‬محمد دمانة ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.241.‬‬


‫‪ -2‬أحمد سميـ ؼ‬
‫يرز نصرة ‪،‬الشرط المعدؿ لممسؤكلية العقدية في القانكف المدني المصرم ‪،‬رسالة الدكتك ارق‪،‬كمية الدراسات العميا‬
‫‪،‬جامعة النجاح الكطنية‪ ،‬نابمس ‪،2006،‬ص‪.35.‬‬
‫‪ -3‬أحمد مفمح خكالدة ‪ ،‬شرط اإلعفاء مف المسؤكلية العقدية ‪.‬دراسة مقارنة ‪ ،‬دار الثقافة لمنشر كالتكزيع ‪ ،‬األردف‬
‫‪،2011،‬ص‪.133.‬‬
‫‪ -4‬أحمد مفمح خكالدة ‪ ،‬نفس المرجع ‪،‬ص‪.‬ص‪.186، 135,‬‬
‫‪59‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫كاذا كقع شرط اإلعفاء باطال‪،‬فإف الشرط كحده ىك الذم ييطؿ كيبقى العقد قائما‪،‬إالّ إذا كاف‬
‫الدافع إلى التّعاقد‪،‬فيبطؿ العقد كمّو‪.1‬‬
‫ىذا الشرط ىك ّ‬

‫ثانيا‪:‬تعريؼ شرط التخفيؼ مف المسؤكلية العقدية‬


‫مف الجائز االتفاؽ عمى تحكيؿ االلتزاـ بتحقيؽ نتيجة إلى التزاـ ببذؿ عناية‪،‬أك ما يشترط‬
‫لتحديد المدة التي تقكـ فييا المسؤكلية‪،‬إالّ إذا نص القانكف عمى عدـ جكاز ذلؾ‪ ،‬كما ىك الشأف‬
‫فيما يكجبو المشرع في نص المادة ‪ 556‬ؽ ‪.‬ـ‪.‬ج كالتي تنص عمى ما يمي ‪":‬يككف باطالن كؿ شرط‬
‫المدة التي‬
‫الحد منو"‪،‬أك اإلنقاص مف ّ‬
‫م كالمقاكليف الضماف أك ّ‬
‫يقصد بو إعفاء الميندس المعمار ّ‬
‫يجكز خالليا رفع دعكل المسؤكلية"‪.‬‬
‫مما سبؽ أف الشرط المخفّؼ ىك اتفاؽ يرد في عقد أك في كثيقة منفصمة‬
‫يتضح ّ‬
‫كبالتالي ّ‬
‫‪2‬‬
‫تحصر بمكجبو مسؤكلية المديف في جزء منيا فقط‪.‬‬

‫مدة التعكيض"‪.‬كىذا التعريؼ يخمط بيف‬


‫كعرفو أحد الباحثيف بأنو‪":‬االتفاؽ عمى إنقاص ّ‬
‫كما ّ‬
‫التعكيض االتفاقي كبيف التخفيؼ مف المسؤكلية التي ىي مسألة سابقة عمى التعكيض‪،‬كيذىب‬
‫تعريؼ آخر إلى أنو‪:‬يقصد بالتخفيؼ"رفع جزء مف مسؤكلية المديف كقصر مساءلتو عمى الجزء‬
‫عالجيا‪،‬إال أنو غير جامع‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الباقي"‪.‬كىذا التعريؼ دقيؽ فيما يتعمّؽ بالجزئية التي‬

‫كعميو فإف تعريؼ الشرط المخفّؼ مف المسؤكلية العقدية ىك‪":‬عبارة عف بند يرد في العقد أك‬
‫في اتفاؽ منفصؿ‪،‬تخفّؼ بمكجبو مسؤكلية المديف كذلؾ بحصرىا في جزء مف المسؤكلية‪،‬كىي حالة‬
‫‪1‬‬
‫إعفاء جزئي مف المسؤكلية العقدية"‪.‬‬

‫‪ -1‬بمحاج العربي ‪ ،‬النظرية العامة لاللتزاـ في القانكف المدني الجزائرم ‪.‬التصرؼ القانكني ‪،‬الطبعة الخامسة ‪ ،‬ديكاف المطبكعات‬
‫الجامعية ‪ ،،‬الجزائر ‪ ، 2007،‬ص‪.283.‬‬
‫‪ -2‬بف عامر خير الديف ‪ ،‬الشركط المعدلة لممسؤكلية العقدية في التشريع الجزائرم ‪،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماستار في القانكف ‪،‬قسـ‬
‫محند أكلحاج ‪،‬البكيرة ‪، 2018 ،‬ص‪.9.‬‬
‫القانكف الخاص ‪،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ‪ ،‬جامعة أكمي ّ‬
‫‪60‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫ك مف المالحظ أف االختالؼ بيف الشرط المخفؼ لممسؤكلية العقدية ك بيف الشرط المعفي‬
‫منيا‪ ،‬يكمف في أف األكؿ يرد عمى جزء مف المسؤكلية العقدية ‪ ،‬في حيف يرد الثاني عمى مجمؿ‬
‫المسؤكلية‪ ،‬لكف ال يككف اإلعفاء مف المسؤكلية المترتبة عمى العقد كميا كانما عمى أحد أك بعض‬
‫أف ىذه‬
‫العقد‪،‬إال ّ‬
‫ّ‬ ‫آثاره عمى ّأال يمس االتفاؽ المعفي مف المسؤكلية العقدية االلتزامات الرئيسية في‬
‫المطبقة في كؿ مف صكرتي التعديؿ‬
‫ّ‬ ‫التفرقة في الحقيقة شكمية ك ال أثر ليا عمى األحكاـ‬
‫يطبؽ عمى اإلعفاء مف أحكاـ‪ ،‬ك يختمؼ التخفيؼ عف اإلعفاء‬
‫فيطبؽ عمى التخفيؼ ما ّ‬
‫السابقتيف‪ّ ،‬‬
‫مف ناحية كاحدة ك ىي الناحية الكمية‪ ،‬في حيف نجد أف الفرؽ بيف االتفاؽ عمى اإلعفاء ك باقي‬
‫‪2‬‬
‫صكر التخفيؼ األخرل يككف االختالؼ عنيا نكعيا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صكر شرطي اإلعفاء كالتخفيؼ مف المسؤكلية العقدية‬


‫يطبؽ عمى اإلعفاء مف أحكاـ يطبؽ كذلؾ عمى التّخفيؼ‪ ،‬فال يختمؼ شرط‬
‫أف ما ّ‬
‫بما ّ‬
‫التخفيؼ عف شرط اإلعفاء ّإال مف الناحية الشكمية‪ ،‬أم باختالؼ صكر ك أكجو ك ّؿ منيما‪ ،‬كمف‬
‫خالؿ ىذا الفرع سنالحظ أف صكر شرط اإلعفاء التي ترمي إلى رفع المسؤكلية نيائيا عف‬
‫تعددىا يبقى فييا المديف مسؤكالن جز ّئيا‬
‫المديف‪،‬أكبر مف حيث الكمية مف صكر التخفيؼ التي رغـ ّ‬
‫سيتـ تفصيؿ صكر شرط اإلعفاء كصكر شرط التخفيؼ‬
‫في حاؿ ما أخ ّؿ بالتزامو العقدم‪ ،‬كبالتالي ّ‬
‫عمى النحك التالي‪:‬‬
‫أكال‪:‬صكر شرط اإلعفاء‬
‫تتمثؿ صكر شرط اإلعفاء مف المسؤكلية العقدية كفقا لما جاء في القانكف في صكرتيف‪،‬‬
‫إحدل ىذه الصكر تشمؿ االتفاؽ عمى اإلعفاء مف المسؤكلية الناجمة عف الفعؿ الشخصي ‪،‬‬
‫كالصكرة الثانية تتجمّى في االتفاؽ عمى اإلعفاء مف المسؤكلية العقدية عف فعؿ الغير‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد سميـ ؼ‬
‫يرز نصرة ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.‬ص‪.36، 35‬‬
‫‪ -2‬محمد دمانة ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.242.‬‬
‫‪61‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫أ‪-‬االتفاقات المعفية مف المسؤكلية الشخصية‪:‬‬

‫تتّصؼ اتفاقات اإلعفاء مف المسؤكلية الشخصية بأنيا تجعؿ المديف الكاقع عمى عاتقو التزامان‬
‫تعاقديان في كضع كسط ما بيف ككنو ممتزما بتنفيذ التزامو العقدم‪ ،‬ك ما بيف عدـ مسؤكليتو عف‬
‫‪1‬‬
‫الناجمة عف عدـ تنفيذ ىذا االلتزاـ ك التي تمحؽ بالدائف‪.‬‬
‫األضرار ّ‬
‫المادة ‪ 02/178‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج ك التي تنص عمى أنو‪":‬ك كذلؾ يجكز االتفاؽ‬
‫ك بالرجكع إلى نص ّ‬
‫عمى إعفاء المديف مف ّأية مسؤكلية تترتب عمى عدـ تنفيذ التزامو التعاقدم‪ ،"...‬حيث جاءت عبارة‬
‫أف‬
‫النص حاسمة في ىذا الصدد‪ ،‬إذ استعمؿ المشرع عبارة "عدـ تنفيذ التزامو التعاقدم"‪ ،‬أم ّ‬
‫الضرر‪ ،‬ك‬
‫أف الخطأ العقدم يكلّد ّ‬
‫االتفاؽ عمى اإلعفاء يجب أف يرد عمى عدـ التنفيذ ‪،‬ك بالضركرة ّ‬
‫مف أمثمة االتفاؽ عمى اإلعفاء مف المسؤكلية العقدية عف الخطأ الشخصي‪ ،‬اشتراط البنؾ عدـ‬
‫ترتّب مسؤكليتو إذا لـ يقـ بتحصيؿ حقكؽ العميؿ مف الغير ككف القانكف ال يمنع مف االتفاؽ عمى‬
‫ألف اإلعفاء مف المسؤكلية عف الخطأ العقدم‬
‫إعفاء الككيؿ أك حتى المكدع لديو مف المسؤكلية‪ّ ،‬‬
‫‪2‬‬
‫جائز كيجب في ىذه الحالة احتراـ ىذا االتفاؽ‪.‬‬

‫ب‪-‬االتفاقات المعفية مف المسؤكلية العقدية عف فعؿ الغير‪:‬‬


‫التطرؽ إلى ىذه الصكرة المتمثّمة في إعفاء المديف مف المسؤكلية الناشئة عف‬
‫ّ‬ ‫البد لنا قبؿ‬
‫ّ‬
‫عدة تعريفات حكؿ المسؤكلية العقدية الناشئة‬
‫نكضح ىذه المسؤكلية ّأكال‪ ،‬فقد كردت ّ‬
‫فعؿ الغير‪ ،‬بأف ّ‬
‫أف أحسنيا ىك الذم‬
‫عف فعؿ الغير‪ّ ،‬إال أنيا في معظميا شابيا بعض القصكر‪ ،‬في حيف نجد ّ‬
‫ممف يقكمكف مقامو في‬
‫عرفيا بأنيا مسؤكلية المديف في التزاـ عقدم عف فعؿ شخص آخر غيره‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫ممف يساعدكنو في تنفيذه‪ ،‬أك عف فعؿ األشخاص الذيف يمارسكف باالشتراؾ مع‬
‫تنفيذ االلتزاـ‪ ،‬أك ّ‬

‫‪ -1‬محمد دمانة ‪،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.242.‬‬


‫‪ -2‬ناىد خشمكف ‪،‬االتفاؽ عمى تعديؿ أحكاـ المسؤكلية العقدية ‪،‬مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة الماجيستير في القانكف ‪،‬فرع عقكد‬
‫كمسؤكلية ‪،‬كمية الحقكؽ ك العمكـ السياسية ‪،‬جامعة اإلخكة منتكرم ‪ ،‬قسنطينة ‪، 2017/2016 ،‬ص‪.103.‬‬
‫‪62‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫المديف حقا اكتسبو ىذا األخير بكاسطة العقد‪ ،‬ك أدل سمكؾ كاحد مف ىؤالء إلى اإلخالؿ‬
‫‪1‬‬
‫فإف المسؤكلية العقدية عف‬
‫بااللتزامات التي يفرضيا العقد عمى المديف ‪،‬ك عميو حسب ىذا التعريؼ ّ‬
‫فعؿ الغير تقكـ إذا تكافر شرطاف‪:‬‬
‫‪-‬الشرط األكؿ‪ :‬كجكد عقد صحيح بيف المديف ك الدائف‪ ،‬فإذا كاف العقد باطالن ‪ ،‬فقكاعد المسؤكلية‬
‫التقصيرية ىي الكاجبة التطبيؽ‪.‬‬

‫‪-‬الشرط الثاني‪ :‬أف يككف المديف قد عيد إلى الغير تنفيذ العقد‪ ،‬أك أف يككف الغير مكمّفان بمكجب‬
‫االتفاؽ أك القانكف بتنفيذ العقد‪.2‬‬

‫أصر القضاء الفرنسي‬


‫ّ‬ ‫أما بخصكص اإلعفاء مف المسؤكلية العقدية عف فعؿ الغير‪ ،‬فقد‬
‫ّ‬
‫سابقان عمى مكقفو بعدـ االعتراؼ باتفاقات إعفاء المديف مف المسؤكلية العقدية الناشئة عف‬
‫األشخاص الذيف يستعيف بيـ في تنفيذ التزامو العقدم‪ ،‬حيث اعتبرىا باطمة ك غير صحيحة‪ ،‬غير‬
‫يتضح بعد الكقكؼ عمى ما يكجد مف‬
‫أف ىذا المكقؼ لمقضاء الفرنسي ك مف قبمو الفقو الفرنسي بدأ ّ‬
‫ّ‬
‫فرؽ ما بيف مسؤكلية المديف عف أفعاؿ مساعديو أك معاكنيو التي يجب أف تخضع ألحكاـ‬
‫الخاصة بالمسؤكلية‬
‫ّ‬ ‫المسؤكلية العقدية‪ ،‬ك ما بيف أحكاـ مسؤكلية المتبكع عف فعؿ التابع ك‬
‫أدل إلى االعتراؼ بصحة االتفاقات التي يدرجيا المديف عند عدـ‬
‫التقصيرية عف فعؿ الغير‪ ،‬مما ّ‬
‫الخاصة‬
‫ّ‬ ‫تنفيذ االلتزاـ العقدم ك الراجع إلى فعؿ معاكنيو أك مساعديو‪ ،‬حاليا حاؿ االتفاقات المعفية‬
‫بمسؤكلية المديف عف فعمو الشخصي أك خطئو الشخصي‪.3‬‬

‫‪ -1‬سامي عمر الفرجاني ‪ ،‬المسؤكلية العقدية عف فعؿ الغير ‪،‬مجمة العمكـ القانكنية كالشرعية ‪،‬كمية العمكـ السياسية ‪ ،‬جامعة الجبؿ‬
‫لي ‪ ، 2015‬ص‪.36.‬‬
‫الغربي ‪،‬عدد ‪ ،06‬جكم ة‬
‫‪ -2‬عباس الصراؼ ‪ ،‬المسؤكلية العقدية عف فعؿ الغير في القانكف المقارف ‪ ،‬أطركحة مقدمة لنيؿ درجة الدكتكراه ‪،‬جامعة القاىرة‪،‬‬
‫منشكر مف دار الكتاب العربي ‪،‬مصر ‪،‬د‪.‬س‪،‬ص‪.34.‬‬
‫‪ -3‬سامي عمر الفرجاني ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.37.‬‬
‫‪63‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫السنيكرم عدـ جكاز االتفاؽ المعفي كمّنيا مف خطأ الغير في‬


‫الرزاؽ ّ‬
‫ك يرل األستاذ عبد ّ‬
‫حالتي الغش ك الخطأ الجسيـ‪،1‬ففيما يتعمّؽ بمسؤكلية مدير الشركة مثالن فإنو ليس ككيالن عنيا بؿ‬
‫الغش الصادر‬
‫ىك مجرد أداة ليا‪ ،‬لذا ال تستطيع الشركة أف تعفي نفسيا مف األخطاء الجسيمة أك ّ‬
‫عماليا ك ىذا‬
‫السرقات التي يرتكبيا ّ‬
‫النقؿ تستطيع أف تعفي نفسيا مف ّ‬
‫عنو‪ ،‬كما اعتبر أف شركات ّ‬
‫إف مثؿ ىذا الشرط – حسب‬
‫إعفاء مف المسؤكلية عف خطأ الغير ك ىك غير صحيح‪ ،‬لكف ّ‬
‫ن‬ ‫يعتبر‬
‫‪2‬‬
‫رأيو‪ -‬إذا فرضتو الشركات الكبرل عمى عمالئيا يعتبر شرط إذعاف ك يجكز لمقاضي إبطالو‪.‬‬

‫أف نطاؽ اتفاقات اإلعفاء مف المسؤكلية العقدية عف فعؿ‬


‫فيما يرل جانب آخر مف الفقو ّ‬
‫تمتد إلى أكسع مف االتفاقات المعفية مف المسؤكلية الشخصية لممديف‪ ،‬بحيث تصؿ لتشمؿ‬
‫الغير ّ‬
‫جكاز االتفاؽ عمى اإلعفاء مف المسؤكلية عف الغش كالخطأ الجسيـ‪ ،‬ك ذلؾ لعدـ مخالفتيا لمنظاـ‬
‫‪3‬‬
‫العاـ‪.‬‬

‫ثانيان‪ :‬صكر شرط التخفيؼ‬


‫تمس‬
‫االتفاؽ عمى تعديؿ المسؤكلية العقدية بالتخفيؼ مف درجتيا يأخذ عدة صكر ككنيا قد ّ‬
‫تتدخؿ فييا اإلرادة لتخفيفيا‪،‬‬
‫أىـ الصكر التي ّ‬ ‫التعرض إلى‬
‫كمية االلتزاـ كنكعو‪ ،‬ك عميو سيتّـ ّ‬
‫ّ‬
‫بتحكيؿ االلتزاـ مف تحقيؽ نتيجة إلى بذؿ عناية‪ ،‬أك االتفاؽ عمى تخفيؼ درجة العناية المطمكبة أك‬
‫االتفاؽ عمى إنقاص مدة التقادـ‪.‬‬
‫تدرج االلتزاـ مف تحقيؽ نتيجة إلى بذؿ عناية‪:‬‬
‫أ‪-‬االتفاؽ عمى تخفيؼ ّ‬

‫‪ -1‬عبد الرزاؽ السنيكرم ‪،‬الكسيط في شرح القانكف المدني ‪،‬ج‪( 1‬نظرية االلتزاـ بكجو عاـ)‪،‬دار إحياء التراث العربي ‪،‬لبناف‬
‫‪،‬د‪.‬س‪،‬ص‪.674.‬‬
‫‪ -2‬عبد الرزاؽ السنيكرم ‪،‬الكسيط‪ ،‬ج‪،1‬نفس المرجع ‪،‬ص‪.677.‬‬
‫‪ -3‬أحمد مفمح خكالدة ‪،‬المرجع السابؽ‪،‬ص‪.96.‬‬
‫‪64‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫النتيجة التي يتعيّد‬


‫أف ّ‬‫باعتبار أف التّصنيؼ الذم استحدثو الفقيو الفرنسي ديمكج‪ ،‬ارتكز عمى ّ‬
‫بيا المديف في االلتزامات التعاقدية في مجمميا تدكر حكؿ نكعيف‪ّ ،‬أكليما التّعيد بتحقيؽ نتيجة أك‬
‫‪1‬‬
‫النكع‬
‫معينة‪ ،‬ك النكع الثاني التعيّد ببذؿ جيد أك عناية مطمكبة ‪،‬فيقع عمى عاتؽ المديف في ّ‬
‫غاية ّ‬
‫تبر ذمة المديف إالّ إذا‬
‫معينة تككف ىي محؿ التزامو‪ ،‬فال يتّـ تنفيذ العقد ك ال ّأ‬
‫األكؿ تحقيؽ نتيجة ّ‬
‫المحددة التي‬
‫ّ‬ ‫يتحدد فيو مضمكف األداء بالنتيجة‬
‫تحققّت الغاية المقصكدة‪ ،‬بمعنى أف االلتزاـ ىنا ّ‬
‫يرمي الدائف إلى تحقيقيا ك المتّفؽ عمييا مسبقنا‪ ،‬ك ىذا بحسب ما كرد في قرار المحكمة العميا ممؼ‬
‫رقـ ‪ 53010‬بتاريخ ‪ ،21988/05/25‬ك مثاؿ ذلؾ التزاـ البائع بنقؿ الممكية ك بتسميـ الشيء‬
‫المبيع لممشترم‪.‬‬
‫أما االلتزاـ ببذؿ عناية ‪،‬ففيو يقتصر التزاـ المديف عمى بذؿ العناية المطمكبة ك الالزمة‬
‫المعيف الذم قصد الدائف تحقيقو ‪ ،‬سكاء تحقّؽ اليدؼ المنشكد أك لـ يتحقّؽ‪ ،‬فيكفي‬
‫ّ‬ ‫لتحقيؽ اليدؼ‬
‫إذف أف يقكـ المديف ببذؿ العناية الكاجبة ك ىي بحسب المادة ‪ 172‬ؽ ‪.‬ـ‪.‬ج عناية الرجؿ‬
‫العادم‪،3‬ك مثاؿ ذلؾ التزاـ الطبيب بعالج المريض‪ ،‬فيك يبذؿ العناية ك الجيد المطمكب لتحقيؽ‬
‫شفائو‪ ،‬ك ال تقكـ مسؤكليتو إذا لـ يتـ شفاء المريض ما داـ لـ يكف ىناؾ تقصير منو‪.‬‬

‫المرجكة‬
‫ّ‬ ‫معيف يشترط فيو تحقيؽ النتيجة‬
‫ك عميو فإف اتجاه إرادة الطرفيف إلى تحكيؿ التزاـ ّ‬
‫مف التعاقد إلى التزاـ ببذؿ عناية يعد مف قبيؿ التخفيؼ مف المسؤكلية المترتبة عف إخالؿ المديف‬
‫المجرد مف الخطأ ك ال تتحقّؽ مسؤكلية المديف إالّ إذا‬
‫ّ‬ ‫بالتزاماتو‪ ،‬فال يككف إذف مسؤكال عف فعمو‬
‫أثبت الدائف ارتكابو خطأن ك لك كاف تافينا‪.4‬‬

‫‪ -1‬عمي فياللي ‪،‬االلتزامات‪-‬النظرية العامة لمعقد‪،-‬المؤسسة الكطنية لمفنكف المطبعية‪،‬الجزائر‪،‬د‪.‬س‪،‬ص‪.26.‬‬


‫‪ -2‬المجمة القضائية الصادرة عف قسـ الكثائؽ ‪،‬المحكمة العميا ‪،‬العدد ‪،02‬سنة‪، 1993‬ص‪.11.‬‬
‫‪ -3‬العربي بمحاج ‪،‬اؿمرجع السابؽ ‪،‬ص‪.54.‬‬
‫‪ -4‬عبد الرزاؽ السنيكرم ‪،‬الكسيط ‪،‬ج‪،1‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.67.‬‬
‫‪65‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫ب‪-‬االتفاؽ عمى تخفيؼ درجة العناية المطمكبة‪:‬‬


‫العامة تقضي أف العناية المطمكبة في التزاـ المديف ىي عناية الرجؿ العادم كىذا ما‬
‫ّ‬ ‫القاعدة‬
‫المادة ‪ 01/172‬ؽ ‪.‬ـ‪.‬ج‪" :‬في االلتزاـ بعمؿ‪ ،‬إذا كاف المطمكب مف المديف أف يحافظ‬
‫ّ‬ ‫جاءت بو‬
‫كفى‬
‫فإف المديف يككف قد ّ‬
‫يتكخى الحيطة في تنفيذ التزامو‪ّ ،‬‬
‫عمى الشيء‪ ،‬كأف يقكـ بإدارتو كأف ّ‬
‫بااللتزاـ إذا بذؿ في تنفيذه مف العناية ك ّؿ ما يبذلو الشخص العادم‪ ،‬ك لك لـ يتحقّؽ الغرض‬
‫ينص القانكف أك االتفاؽ عمى خالؼ ذلؾ"‪ .‬كمف بيف األمثمة القانكنية عمى‬
‫المقصكد‪ ،‬ىذا ما لـ ّ‬
‫دائما عمى الككيؿ أف‬
‫االلتزاـ ببذؿ عناية ما جاء في المادة ‪ 576‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج ك التي نصت عمى‪":‬يجب ن‬
‫يبذؿ في تنفيذه لمككالة عناية الرجؿ العادم"‪.‬‬
‫فمف الممكف االتفاؽ عمى جعؿ االلتزاـ بالعناية المطمكبة أق ّؿ حرصا مف عناية الرجؿ‬
‫العادم‪ ،‬فمك كاف ينبغي عميو أف يبذؿ في الحفاظ عمى األشياء المعارة العناية التي يبذليا في‬
‫الحفاظ عمى أمكالو الخاصة بما ال يق ّؿ عف عناية الرجؿ العادم في حفاظو عمى أشيائو‪ ،‬فيمكف‬
‫ىنا أيضا االتفاؽ عمى تخفيؼ درجة العناية‪ ،‬ك مثاؿ ذلؾ إذا استعارت شركة مف شركة أخرل‬
‫رافعة‪ ،‬كجب عمى الشركة المستعيرة أف تحافظ عمييا كما تحافظ عمى أمكاليا الخاصة‪ ،‬فإذا كانت‬
‫تدير رافعاتيا عف طريؽ خبراء ك ميندسيف فيجب أف تفعؿ نفس الشيء بالرافعات المستعارة‪ ،‬لكف‬
‫أف الشركة المستعيرة ال تكمّؼ بأكثر مف عناية الرجؿ العادم‪ ،‬فال تككف الشركة‬
‫يمكف االتفاؽ عمى ّ‬
‫فنييف عادييف‪.1‬‬
‫المستعيرة مخطئة إذا كانت إدارة ىذه الرافعة عف طريؽ عماؿ ّ‬

‫ج‪-‬االتفاؽ عمى إنقاص مدة التقادـ‪:‬‬

‫‪ -1‬أحمد مفمح خكالدة ‪،‬المرجع السابؽ ‪،،‬ص‪.128.‬‬


‫‪66‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫يحددىا‬
‫يعمؿ االتفاؽ عمى إنقاص مدة التقادـ عمى إسقاط االلتزاـ بالتعكيض في مدة ّ‬
‫‪1‬‬
‫المشرع عمى ذلؾ في المادة ‪ 386‬ؽ ‪.‬ـ‪.‬ج‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫ّ‬ ‫‪،‬فقد‬ ‫قانكنا‬
‫المقررة لذلؾ ن‬
‫المدة ّ‬
‫الطرفاف أقصر مف ّ‬
‫التي جاء فييا أنو‪":‬إذا ضمف البائع صالحية المبيع لمعمؿ مدة معمكمة ثـ ظير خمؿ فييا فعمى‬
‫المشترم أف يعمـ البائع في أجؿ شير مف ظيكره كأف يرفع دعكاه في مدة ستة أشير مف يكـ‬
‫اإلعالـ‪ ،‬كؿ ىذا ما لـ يتفؽ الطرفاف عمى خالؼ ذلؾ"‪.‬‬
‫ذمتو مف ىذا االلتزاـ فكر‬
‫فالغاية مف ىذا اإلنقاص في مدة التقادـ ىي إعفاء المديف كابراء ّ‬
‫عينيا لذلؾ‪ ،‬رغـ ّأنو كاف يجب أف يبقى ممتزما بو لكال كجكد ىذا االتفاؽ إلى‬
‫انقضاء المدة التي ّ‬
‫‪2‬‬
‫أمد أطكؿ‪ ،‬كعمى ىذا يعتبر االتفاؽ بمثابة شرط إعفاء مف التعكيض‪.‬‬

‫المشرع الجزائرم لـ يترؾ األمر مطمقا كانما جعمو كاستثناء‪ ،‬ففي المادة ‪ 322‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج‬
‫ّ‬ ‫أف‬
‫ّإال ّ‬
‫فتنص‬
‫ّ‬ ‫الالزمة لرفع دعكل المسؤكلية‪،‬‬
‫في فقرتيا األكلى كضع قاعدة آمرة بتحريـ إنقاص المدة ّ‬
‫يتـ‬
‫الحؽ فيو‪ ،‬كما ال يجكز االتفاؽ عمى أف ّ‬
‫ّ‬ ‫المادة عمى ّأنو‪":‬ال يجكز التّنازؿ عف التّقادـ قبؿ ثبكت‬
‫ّ‬
‫عينيا القانكف"‪.‬‬
‫مدة تختمؼ عف المدة التي ّ‬
‫التّقادـ في ّ‬

‫المطمب الثاني‪:‬تطبيقات شرطي اإلعفاء كالتخفيؼ كالقيكد الكاردة عمييما‬


‫أكرد المشرع في مكاطف متعددة نصكصا تجيز ك تحضر صراحة أك ضمنا شرط التشديد في‬
‫المسؤكلية العقدية ‪ ،‬لذلؾ سنقكـ بدراسة ما سبؽ بيانو في كؿ مف عقكد البيع ‪ ،‬المقاكلة ‪ ،‬النقؿ‬
‫كنماذج تطبيقية في ىذه الدراسة (فرع أكؿ) ‪ ،‬ثـ سنتطرؽ إلى القيكد الكاردة عمى شرط التشديد‬
‫سكاء تمؾ المستخمصة مف الدراسة التطبيقية السابقة الذكر أك مف اآلراء الفقيية (فرع ثاف) ‪.‬‬
‫الفرع األكؿ‪ :‬تطبيقات شرطي اإلعفاء كالتّخفيؼ‬

‫‪ -1‬مأمكف الكزبرم ‪،‬نظرية االلتزامات في ضكء قانكف االلتزامات كالعقكد المغربي‪،‬ج‪(2‬أكصاؼ االلتزاـ كانتقالو كانقضاؤه)‪،‬المغرب‪،‬‬
‫د‪.‬د‪.‬ف‪،‬د‪.‬س‪،‬ص‪.572.‬‬
‫‪ -2‬عبد الرزاؽ السنيكرم ‪،‬الكسيط‪،‬ج‪،1‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.915.‬‬
‫‪67‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫ندرس مف خالؿ ىذا الفرع صكر كأشكاؿ شرطي التخفيؼ كاإلعفاء مف المسؤكلية العقدية في‬
‫كؿ مف عقد البيع ‪ ،‬عقد المقاكلة ‪ ،‬عقد النقؿ ‪ ،‬مبرزيف الحاالت التي يجكز فييا ىذيف الشرطيف‬
‫النظاـ العاـ ‪.‬‬
‫كالحاالت التي يمنع فييا ذلؾ لتعارضيا مع فكرة ّ‬
‫أكال ‪ :‬تطبيقات في عقد البيع لشرطي اإلعفاء كالتخفيؼ‪:‬‬
‫عقد البيع مف أىـ العقكد عمى اإلطالؽ لككنو شرياف المعامالت المالية الدائرة بيف األفراد‬
‫نظـ أحكامو المشرع الجزائرم في الفصؿ األكؿ مف الباب السابع ضمف الكتاب الثاني المعنكف ب‪:‬‬
‫االلتزامات كالعقكد ‪،‬كمف بيف األحكاـ التي نظميا في عقد البيع ‪ ،‬االتفاؽ عمى التخفيؼ كاإلعفاء‬
‫مف ضماف االستحقاؽ ‪،‬كضماف العيكب الخفية ‪.‬‬
‫أ‪-‬االتفاؽ عمى التخفيؼ أك اإلعفاء مف ضماف االستحقاؽ ‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 377‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج عمى أنو ‪" :‬يجكز لممتعاقديف بمقتضى اتفاؽ خاص أف يزيدا في‬
‫ضماف نزع اليد‪ ،‬أك ينقصا منو ‪ ،‬أك يسقطاه ‪.‬‬
‫أف البائع قد اشترط عدـ الضماف إذا كاف ىذا حقان ظاى انر أك كاف‬
‫كيفترض في حؽ االرتفاؽ ّ‬
‫البائع قد أعمـ بو المشترم ‪.‬‬

‫كيككف باطالن كؿ شرط يسقط الضماف أك ينقصو إذا تعمد البائع إخفاء حؽ الغير "‪.‬‬

‫فطبقان ليذه المادة يستطيع المتعاقديف في عقد البيع االتفاؽ عمى اإلنقاص مف الضماف‬
‫كاإلنقاص مف حقكؽ كالتزامات بعضيما ‪ ،‬كحتى ينجز ىذا االتفاؽ البد مف تكافر شركط كىي ّأال‬
‫تعمد البائع إخفاء حؽ الغير عمى المبيع ‪،‬كما‬
‫يككف االستحقاؽ ناشئ عف فعؿ البائع ككذلؾ عدـ ّ‬
‫يستطيع المتعاقداف إسقاط الضماف في بعض األحياف ‪. 1‬‬

‫‪-1‬االتفاؽ عمى إنقاص ضماف االستحقاؽ‪:‬‬

‫‪ -1‬بف عامر خير الديف ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.27.‬‬


‫‪68‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫يمكف لمبائع ك المشترم االتفاؽ عمى إنقاص حقكؽ ىذا األخير عند استحقاؽ المبيع لمغير‬
‫برد‬
‫‪،‬كمثاؿ ىذا االتفاؽ التزاـ البائع برد ثمف المبيع لممشترم عند كقكع االستحقاؽ دكف االلتزاـ ّ‬
‫تعكيضات أخرل ‪ ،‬كقد يتفؽ عمى إعفاء البائع مف سبب معيف مف أسباب الضماف كاالتفاؽ عمى‬
‫إخفائو مف ضماف حقكؽ االرتفاؽ غير الظاىرة خالفان لما يقضي بو القانكف مف ضمانيا ‪ ،‬أك‬
‫االتفاؽ عمى إنقاص ما يستحؽ المشترم مف تعكيضات أك عمى حرماف المشترم في حالة‬
‫االستحقاؽ الجزئي مف أف يرد المبيع كلك كانت الخسارة جسيمة ‪.1‬‬
‫‪-2‬االتفاؽ عمى إسقاط ضماف االستحقاؽ ‪:‬‬
‫‪ 377‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج سابقة الذكر االتفاؽ بإسقاط الضماف عمى‬ ‫أجازت الفقرة األكلى مف المادة‬
‫البائع سكاء في حالة االستحقاؽ الكمي أك االستحقاؽ الجزئي ‪،‬كبالتالي ال يككف لممشترم الحؽ في‬
‫الرجكع عمى البائع إطالقا سكاء استحؽ المبيع أك جزء منو ‪ ،‬إال إذا كاف االستحقاؽ راجعا إلى فعؿ‬
‫‪2‬‬
‫تعمده إلخفاء سبب‬
‫البائع ‪ ،‬فإف االتفاؽ عمى إسقاط الضماف يعتبر باطال ‪ ،‬كيقصد بفعؿ البائع ّ‬
‫االستحقاؽ أك حؽ الغير كىك ما جاءت بو الفقرة الثالثة مف نص المادة ‪377‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج ‪،‬كقيد المشرع‬
‫ىذا الشرط بقيديف ىما‪:‬‬
‫*أف يبقى البائع مسؤكال عف كؿ نزع يد (أم استحقاؽ) قد ينشأ عف فعمو كلك كقع االتفاؽ عمى‬
‫عدـ الضماف ‪ ،‬كيقع باطال كؿ اتفاؽ يقضي بغير ذلؾ ‪.‬‬

‫رد قيمة المبيع كقت االستحقاؽ إذا كاف استحقاؽ المبيع قد نشأ مف فعؿ‬
‫*يككف البائع مسؤكال عف ّ‬
‫الغير‪ ،‬كعمى ىذا النحك يظؿ البائع ممتزما بأف يدفع لممشترم قيمة المبيع كقت االستحقاؽ‪،‬كيقتصر‬
‫أمر الشرط عمى إعفاء البائع مف عناصر التعكيض األخرل ‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد حسنيف ‪ ،‬عقد البيع في القانكف المدني الجزائرم ‪،‬الطبعة الخامسة ‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية ‪،‬الجزائر‬
‫‪،2006،‬ص‪.149.‬‬
‫‪ -2‬أحمد خميؿ حسف قدادة ‪ ،‬الكجيز في شرح القانكف المدني الجزائرم ‪ ،‬الجزء الرابع(عقد البيع) ‪،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‬
‫‪،‬الجزائر ‪، 2000،‬ص‪.170.‬‬
‫‪69‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫غير أف ىناؾ حالتيف أكردتيما المادة ‪ 2/378‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج يعفي فييما البائع مف الضماف كميا بمكجب‬
‫شرط عدـ الضماف فال يمتزـ برد قيمة المبيع كىما‪:‬‬

‫‪-‬أف يككف المشترم عالما بسبب االستحقاؽ كقت التعاقد كارتضى مع ذلؾ شرط عدـ الضماف ‪.‬‬

‫‪-‬أف يككف المشترم قد اشترل المبيع عالما كتحت مسؤكليتو بجميع األخطار محتممة الكقكع كبذلؾ‬
‫يككف مضاربا أم يحتمؿ الربح كالخسارة ‪.1‬‬

‫كبيذا الخصكص أقرت محكمة النقص المصرية بأنو ‪":‬إذا كاف يشترط لصحة االتفاؽ عمى‬
‫إنقاص الضماف أك إسقاطو تكافر شرطيف أكليما أال يككف االستحقاؽ ناشئا عف فعؿ البائع‪ ،‬إذ‬
‫يظ ّؿ في ىذه الحالة مسؤكال عف الضماف كلك تضمف العقد اإلعفاء منو ‪ ،‬كبذلؾ عمال بالفقرة‬
‫يتعمد البائع إخفاء حقا ألجنبي‪ ،‬ذلؾ أف عقد‬
‫األكلى مف المادة ‪ 446‬آنفة الذكر‪ ،‬كثانييما ‪ ،‬أال ّ‬
‫البيع يمزـ البائع بأف يم ّكف المشترم مف االنتفاع بالمبيع كحيازتو حيازة ىادئة‪ ،‬فإف لـ يقـ البائع‬
‫بتنفيذ التزامو أك لـ يتمكف مف القياـ بو أك استحؽ العيف المبيعة أك قضي بعدـ نفاذ عقده أك‬
‫رد الثمف مع التضمينات ‪ ،‬إال إذا اشترط البائع‬
‫يتعيف عمى البائع ّ‬
‫بطالنو أك انتزعت ممكيتيا ‪ ،‬فإنو ّ‬
‫عمى المشترم إسقاط ضماف االستحقاؽ إطالقا كاستحؽ المبيع كمو أك بعضو ك لـ يكف ىذا‬
‫التعرض ناشئا عف فعمو أك لـ يتعمد إخفاء حقا ألجنبي عمى المبيع فإف حؽ الضماف يسقط عف‬
‫البائع "‪.2‬‬

‫ب‪ -‬االتفاؽ عمى التخفيؼ أك اإلعفاء مف ضماف العيكب الخفية ‪:‬‬

‫‪ -1‬محمد حسنيف ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.151.‬‬


‫‪ -2‬بف عامر خير الديف ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.29.‬‬
‫‪70‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫كأحكاـ ضماف العيب الخفي ليست مف النظاـ العاـ فيجكز لممتعاقديف االتفاؽ عمى‬
‫‪378‬‬ ‫تعديميا‪،‬كالتعديؿ قد يككف بالزيادة كما سنرل الحقا‪،‬أك باإلسقاط كىك ما تقضي بو المادة‬
‫ؽ‪.‬ـ‪.‬ج‪ ،1‬كاإلسقاط قد يككف جزئي في شكؿ إنقاص الضماف ‪،‬أك كمي في شكؿ إعفاء تاـ ‪.‬‬
‫‪-1‬االتفاؽ عمى إنقاص الضماف ‪:‬‬
‫االتفاؽ عمى إنقاص الضماف قد يتعمؽ إما بأسباب الضماف كاما بدعكل التعكيض ‪ ،‬كمثاؿ‬
‫أسباب الضماف أف يشترط البائع عمى المشترم أال يضمف لو عيبا معينا يذكره بالذات ‪ ،‬أك أال‬
‫يضمف لو العيكب التي ال تظير إال بالفحص الفني المتخصص ‪ ،‬كمثاؿ إنقاص مدل التعكيض‬
‫أف يشترط البائع عمى المشترم إذا رد لو المبيع ّأال يرد لممشترم عمى أنو إال أقؿ القيمتيف ‪ ،‬قيمة‬
‫المبيع سميما أك قيمة التعكيض كقد يتفؽ بائع السيارة مع المشترم عمى أنو إذا ظير عيب في‬
‫بعض أجزاء السيارة انحصر الضماف في استبداؿ األجزاء المعيبة بأجزاء سميمة خالؿ مدة معينة ‪،‬‬
‫فكؿ ىذه الشركط جائزة كيجب العمؿ بيا ‪ّ ،‬إال أنو يشترط في صحتيا أالّ يككف البائع عالما بالعيب‬
‫فتعمد إخفاءه مف المشترم غشا منو ‪.2‬‬
‫الذم اشترط عدـ ضمانو ّ‬
‫‪-2‬االتفاؽ عمى إسقاط الضماف ‪:‬‬
‫االتفاؽ عمى إسقاط الضماف يككف باشتراط البائع عمى المشترم عدـ ضمانو ألم عيب‬
‫يظير في المبيع ‪،3‬فال يككف البائع ضامنا ألم عيب يظير في المبيع حتى لك كاف يعمـ بكجكد‬

‫‪1‬‬
‫تنص المادة ‪ 378‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج عمى ّأنو ‪ ":‬يبقى البائع مسؤكال عف كؿ نزع يد ينشأ عف فعمو كلك كقع االتفاؽ عمى عدـ الضماف‬
‫‪ّ -‬‬
‫‪،‬كيقع باطال كؿ اتفاؽ يقضي بغير ذلؾ‪.‬‬
‫أف‬
‫برد قيمة المبيع كقت نزع اليد ّإال إذا أثبت ّ‬
‫كاذا كاف نزع اليد عف المبيع مف فعؿ الغير فإف البائع يبقى مطالبا قبؿ المشترم ّ‬
‫المشترم كاف يعمـ كقت البيع سبب نزع اليد ‪،‬أك ّأنو اشترل تحت مسؤكليتو"‪.‬‬
‫‪ -2‬عبد الرزاؽ أحمد السنيكرم‪،‬الكسيط ‪،‬ج‪، 01‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.757.‬‬
‫‪ -3‬أحمد خميؿ حسف قدادة ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.182.‬‬
‫‪71‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫عيكب معينة كلكنو لـ يتعمد إخفاءىا عف المشترم ‪ ،‬كيككف المشترم في ىذه الحالة بمثابة مف‬
‫اشترل عالما كمضاربا كما سبؽ كرأينا في ضماف االستحقاؽ ‪.1‬‬
‫كأرل أف شرط إسقاط الضماف ال يصح إذا كاف البائع عالما بعيب في المبيع كتعمد إخفاءه‬
‫عف المشترم غشا منو ‪ ،‬ألنو يككف في ىذه الحالة قد اشترط عدـ مسؤكليتو عف الغش كىذا ال‬
‫يجكز ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تطبيقات في عقد المقاكلة لشرطي اإلعفاء كالتخفيؼ ‪:‬‬


‫‪ 556‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج عمى‬ ‫‪ ،2‬كفي ذلؾ تنص المادة‬ ‫تتعمؽ أحكاـ عقد المقاكلة بالنظاـ العاـ‬
‫أنو‪":‬يككف باطال كؿ شرط يقصد بو إعفاء الميندس المعمارم كالمقاكؿ مف الضماف أك الحد‬
‫منو"‪،‬كتنص المادة ‪ 18‬مف المرسكـ التشريعي ‪ 03-93‬المتعمؽ بالنشاط العقارم ‪ 3‬عمى أنو ‪":‬كؿ‬
‫بند في العقد يككف الغرض منو إلغاء أك تحديد المسؤكلية أك الضمانات المنصكص عمييا في‬
‫المادتيف ‪ 11‬ك ‪ 14‬كفي المكاد المنصكص عمييا في التشريع الجارم بو العمؿ أك تحديد مداىا إما‬
‫عف طريؽ إبعاد تضامف المقاكليف مف الباطف أك تحديده ‪،‬يعد باطال ككأنو لـ يكف ‪،"...‬إف ىذيف‬
‫النصيف يفيداف تعمؽ مسؤكلية المعمارييف المقررة في المادة ‪ 554‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج بالنظاـ العاـ لذلؾ يثكر‬
‫التساؤؿ عف أثر ىذه العالقة عمى االتفاقات المعدلة لممسؤكلية العقدية ‪.‬‬
‫أ‪-‬االتفاقات المخففة لممسؤكلية في عقد المقاكلة ‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 556‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج عمى ما يمي ‪":‬يككف باطال كؿ شرط يقصد بو إعفاء الميندس‬
‫المعمارم كالمقاكؿ مف الضماف أك الحد منو "‪ .‬فيخمص عف صريح عبارة ىذا النص أف البطالف‬

‫‪ -1‬عبد الرزاؽ أحمد السنيكرم ‪،‬الكسيط ‪،‬ج‪ ،01‬نفس المرجع ‪،‬ص‪.758.‬‬


‫‪ -2‬عبد الرزاؽ أحمد السنيكرم ‪،‬الكسيط في شرح القانكف المدني الجديد ‪،‬مج (العقكد الكاردة عمى عمؿ)‪،‬الطبعة ‪، 03‬منشكرات‬
‫الحمبي الحقكقية ‪ ،‬بيركت‪،‬لبناف ‪، 1998،‬ص‪.140.‬‬
‫‪ -3‬المرسكـ التشريعي رقـ ‪، 03-93‬المؤرخ في ‪ 07‬رمضاف ‪ 1413‬المكافؽ ألكؿ مارس ‪، 1993‬المتعمؽ بالنشاط العقارم‬
‫‪،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪، 14‬الصادر في ‪ 03‬مارس ‪.1993‬‬
‫‪72‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫يشمؿ اتفاقات الحد مف المسؤكلية أم التخفيؼ منيا ‪ ،‬كعمى ىذا يعتبر باطال كؿ اتفاؽ مف شأنو‬
‫إنقاص مدة الضماف أك يجعمو قاص ار عمى بعض األعماؿ أك بعض العيكب‪ ،‬ككذلؾ يبطؿ االتفاؽ‬
‫الذم يقصر الضماف عمى ميندس أك مقاكؿ دكف اآلخر ‪ ،‬أك يستبعد التضامف بيف الميندس‬
‫كالمقاكؿ ‪.‬‬
‫فكؿ ىذه االتفاقات أيا كانت صكرىا تعتبر باطمة كالبطالف ىنا محمو الشرط ال العقد ‪ ،‬كىك‬
‫بطالف مطمؽ لتعمقو بالنظاـ العاـ ‪ ،‬فيستطيع رب العمؿ أف يرجع بالضماف كامال عف جميع‬
‫العيكب لكؿ مدة الضماف بالرغـ مف أم اتفاؽ مخالؼ ‪.1‬‬

‫ب‪-‬االتفاقات المعفية لممسؤكلية في عقد المقاكلة ‪:‬‬


‫ال يجكز االتفاؽ في عقد المقاكلة عمى إعفاء الميندس المعمارم كالمقاكؿ مف ضماف شأنو‬
‫األعماؿ كسالمتيا لمدة عشر ( ‪ )10‬سنكات كاممة ‪،‬كمثاؿ ذلؾ أف يشترط المقاكؿ أك الميندس‬
‫المعمارم في عقد المقاكلة أنو بمجرد تسمـ رب العمؿ البناء تب أر ذمة المقاكؿ أك الميندس المعمارم‬
‫مف الضماف عف جميع العيكب الظاىرة ك الخفية عمى السكاء عمما أف التسمـ ال يعفي مف‬
‫الضماف إال عف العيكب الظاىرة ‪.2‬‬
‫ثالثا‪ :‬تطبيقات في عقد النقؿ لشرطي التخفيؼ كاإلعفاء‬
‫‪3‬‬
‫تمؾ المتعمقة بجكاز االتفاؽ‬ ‫مف بيف األحكاـ التي نضميا المشرع الجزائرم في عقد النقؿ‬
‫عمى اإلعفاء مف المسؤكلية مف عدميا‪،‬كبما أف عممية النقؿ تشمؿ حالتيف‪ ،‬فإننا سنقكـ بدراسة ىذه‬
‫األحكاـ في حالة نقؿ األشخاص ثـ في حالة نقؿ البضائع ‪.‬‬
‫أ‪-‬في حالة نقؿ األشخاص ‪:‬‬

‫‪ -1‬عبد الرزاؽ أحمد السنيكرم ‪،‬الكسيط‪،‬ج‪، 01‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.141.‬‬


‫‪ -2‬بف عامر خير الديف ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.33.‬‬
‫‪ -3‬الفصؿ الرابع مف الباب الرابع المعنكف ب‪:‬في العقكد التجارية مف الكتاب األكؿ المعنكف ب‪ :‬التجارة عمكما مف القانكف التجارم‬
‫المتمـ‪.‬‬
‫الجزائرم مف القانكف رقـ ‪ 59-75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ، 1975‬المتضمف القانكف التجارم ‪ ،‬المعدؿ ك ّ‬
‫‪73‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫فيما يتعمؽ بالنقؿ البرم لألشخاص ‪ ،‬فالمشرع الجزائرم كاف صريحا في مدل جكاز االتفاؽ‬
‫‪65‬‬ ‫عمى اإلعفاء مف المسؤكلية عف األضرار التي تمحؽ بكياف الراكب‪ ،‬حيث جاء في المادة‬
‫ؽ‪.‬ت‪.‬ج أنو‪ ":‬يككف باطال كؿ شرط بإعفاء الناقؿ كميان أك جزئيان مف مسؤكليتو المتسببة عف‬
‫األضرار البدنية الحاصمة لممسافريف "‪ ،‬يتضح مف نص المادة أنو قد يقكـ الناقؿ بكضع شركط في‬
‫العقد تعفيو كميا أك جزئيا مف المسؤكلية في حالة حدكث أضرار بدنية لممسافر ‪ ،‬فإف ىذه الشركط‬
‫تككف باطمة ألف الناقؿ ممزـ بضماف سالمة المسافر أثناء عممية النقؿ كايصاؿ المسافر سالما‬
‫معافى إلى المكاف المقصكد بمكجب عقد النقؿ المبرـ بيف الناقؿ كالمسافر‪ ،‬كاذا تعرض المسافر‬
‫لضرر أثناء تنفيذ العقد‪،‬ال يمكف لمناقؿ أف يتيرب مف المسؤكلية الممقاة عمى عاتقو‪ ،‬بحجة أنو تـ‬
‫االتفاؽ عمى اإلعفاء مف المسؤكلية الناشئة عف االلتزاـ بضماف سالمة المسافر كعمى الناقؿ في‬
‫ىذه الحالة أف يقكـ بالتعكيض عف األضرار التي سببيا المسافر‪ ،‬كىذا ما رمت إليو المحكمة العميا‬
‫‪ 27429‬حيث اعتبرت مسؤكلية ناقؿ‬ ‫في قرارىا الصادر بتاريخ ‪ 1993/03/30‬ممؼ رقـ‬
‫األشخاص عف ضماف سالمة المسافر كاجب قانكني حسب المادتيف ‪ 62‬ك‪ 63‬ؽ‪.‬ت‪.‬ج‪،‬حيث نص‬
‫القرار عمى أنو‪ ":‬إذا كاف مف السائد فقيا كقضاء أف العقد شريعة المتعاقديف فإف األمر ليس مطمقا‬
‫في عقد نقؿ األشخاص الذم أكجب فيو القانكف عمى الناقؿ ضماف سالمة المسافر كحممو‬
‫المسؤكلية المترتبة عف إخاللو بذلؾ االلتزاـ‪،‬كفي ىذا السياؽ اعتبر كؿ شرط يرمي إلى إعفاء‬
‫المسؤكلية مخالفا لمنظاـ العاـ‪ ،‬غير أنو جاز التخمص منو كميا أك جزئيا عف طريؽ إثبات خطأ‬
‫المسافر أك القكة القاىرة"‪.1‬‬

‫كقد استثنى المشرع مف الحاالت التي ال يجكز فييا شرط اإلعفاء فيما يتعمؽ بنقؿ األشخاص‬
‫الحالة التي تتعمؽ بشرط اإلعفاء مف المسؤكلية عف التأخير أك عف األضرار غير البدنية التي‬
‫تصيب الراكب كفي ذلؾ تنص المادة ‪ 66‬ؽ‪.‬ت‪.‬ج عمى أنو‪ ":‬يجكز لمناقؿ‪ ،‬استنادا الشتراط كتابي‬

‫‪ -1‬المجمة القضائية الصادرة عف قسـ الكثائؽ لممحكمة العميا ‪،‬عدد‪، 01‬سنة‪، 1986‬ص‪.192.‬‬
‫‪74‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫مدرج في سند النقؿ كمطابؽ لمقكانيف كاألنظمة الجرم بيا العمؿ كمبمغ لممسافر‪،‬كفيما عدا حالة‬
‫الخطأ العمدم أك الجسيـ المرتكب منو بنفسو أك مف مستخدمو إعفاءه كميا أك جزئيا مف مسؤكليتو‬
‫عف التأخير أك األضرار غير البدنية الحاصمة لممسافر" ‪.1‬‬

‫‪ 78‬مف القانكف رقـ ‪166/64‬‬ ‫أما بالنسبة لمنقؿ الجكم لألشخاص فيتبيف مف نص المادة‬
‫المتعمؽ بالخدمات الجكية ‪ 2‬كالتي تقضي بما يمي‪ ":‬باستثناء الشركط المتعمقة بالخسائر التي يمكف‬
‫أف تنتج عف طبيعة األشياء المنقكلة أك مف عيب خاص بيا يعد كؿ شرط يرمي إلى إبراء ذمة‬
‫الناقؿ مف المسؤكلية أك إلى إقامة حد أدنى مف الحدكد المضبكطة في ىذا القانكف ممغى كدكف‬
‫مفعكؿ ‪،‬إال أف إلغاء الشرط ال يقضي ببطالف عقد النقؿ الذم يظ ّؿ خاضعا ألحكاـ ىذا القانكف"‪.‬‬
‫يتبيف منيا أف المشرع الجزائرم أبطؿ كؿ شرط ييدؼ إلى إعفاء الناقؿ مف مسؤكليتو المترتبة عف‬
‫نقؿ الركاب‪،‬كبطالف االتفاؽ ال يؤدم إلى بطالف العقد الذم يظ ّؿ خاضعا ألحكاـ القانكف ‪.3‬‬

‫‪4‬‬
‫حكـ االتفاقات المعدلة لممسؤكلية العقدية في عقد النقؿ‬ ‫بينما لـ يحدد القانكف البحرم‬
‫البحرم لألشخاص‪،‬كاقتصرت المكاد مف ‪ 841‬إلى ‪ 850‬منو عمى إبعاد المسؤكلية أك تخفيفيا مف‬
‫طرؼ المحكمة بعد كقكع الضرر ‪.‬‬

‫ب‪-‬حالة نقؿ البضائع ‪:‬‬

‫‪ -1‬بف عامر خير الديف ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.35.‬‬


‫‪ -2‬قانكف رقـ ‪ ، 166/64‬مؤرخ في ‪ 27‬محرـ ‪ 1384‬المكافؽ ؿ ‪ 08‬جكاف ‪، 1964‬المتعمؽ بالمصالح الجكية ‪،‬ج‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪06‬‬
‫‪،‬المؤرخة في ‪ 16‬جكاف ‪.1964‬‬
‫‪ -3‬بف عامر خير الديف ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.35.‬‬
‫‪ -4‬أمر رقـ ‪، 80-76‬المؤرخ في ‪ 28‬أكتكبر ‪، 1976‬المتضمف القانكف البحرم ‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪، 29‬الصادرة بتاريخ ‪ 10‬أفريؿ‬
‫المتمـ ‪.‬‬
‫‪، 1977‬المعدؿ ك ّ‬
‫‪75‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫بالنسبة لمنقؿ البرم لمبضائع فقد نصت المادة ‪ 52‬ؽ‪.‬ت‪.‬ج بأنو ‪":‬فيما عدا حالة االشتراط‬
‫الكتابي المدرج بسند النقؿ كالمطابؽ لمقكانيف ك األنظمة الجارم بيا العمؿ كالمبمغ لعمـ المرسؿ‪،‬‬
‫يجكز لمناقؿ‪ ،‬عدا حالة الخطأ العمدم أك الجسيـ المرتكب منو أك مف مستخدمو‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد مسؤكليتو بسبب الضياع أك التمؼ بشرط أف ال يككف التعكيض المقرر أقؿ بكثير مف‬
‫قيمة الشيء نفسو بحيث يصبح في الحقيقة كىميا‪.‬‬

‫‪ -‬إعفاءه كميا أك جزئيا مف مسؤكلية التأخير ‪.‬‬

‫‪ -‬يككف باطال كؿ اشتراط مف شأنو أف يعفي الناقؿ كميا مف مسؤكليتو عف الفقداف الكمي أك‬
‫أقر جكاز اتفاؽ الناقؿ مع المرسؿ عمى‬
‫الجزئي أك التمؼ" ‪ ،‬حيث يتّضح مف ىذا النص أف المشرع ّ‬
‫إعفاءه مف المسؤكلية في حالة التأخير في تسميـ البضاعة لممرسؿ إليو ‪،‬كعدـ جكاز االتفاؽ عمى‬
‫إعفاء الناقؿ مف المسؤكلية في حالة ضياع أك تمؼ البضاعة المنقكلة‪.1‬‬

‫كيعد في حكـ اإلعفاء كؿ شرط مف شأنو تحميؿ المرسؿ أك المرسؿ إليو دفع كؿ أك بعض‬
‫ّ‬
‫نفقات التأميف عمى مسؤكلية الناقؿ كىذا ىذا ما نصت عميو المادة ‪ 75‬ؽ‪.‬ت‪.‬ج‪، 2‬ككذلؾ كؿ شرط‬
‫يقضي بتنازؿ المرسؿ أك المرسؿ إليو عف الحقكؽ التي تنشأ عف التأميف عمى البضاعة ضد‬
‫مخاطر النقؿ لصالح الناقؿ ‪.‬‬

‫تخصص قانكف‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬العياشي شكاح ‪،‬عقد النقؿ البرم لمبضائع ‪،‬مذكرة الستكماؿ مقتضيات الحصكؿ عمى شيادة ماجستير ‪،‬‬
‫األعماؿ ‪،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ‪،‬جامعة اإلخكة منتكرم ‪ ،‬قسنطينة ‪،‬الجزائر ‪، 2005/2004،‬ص‪.77.‬‬
‫‪2‬‬
‫يعد كاشتراط باإلعفاء بالنسبة لممكاد ‪ 52‬ك‪ 65‬ك‪ 66‬ك‪ 71‬ك‪ 72‬االشتراط الذم يضع‬ ‫المادة ‪ 75‬ؽ‪.‬ت‪.‬ج عمى ما يمي ‪ّ ":‬‬ ‫تنص ّ‬ ‫‪ّ -‬‬
‫الناقؿ أك الككيؿ بالعمكلة ‪ ،‬عمى عاتؽ المرسؿ أك المرسؿ إليو أك‬
‫بصفة مباشرة أك غير مباشرة التّأميف الكمّي أك الجزئي لمسؤكلية ّ‬
‫المسافر أك المككؿ"‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫كذلؾ الحاؿ بالنسبة لعقد النقؿ الجكم لمبضائع ‪ ،‬إذ يقع باطال كؿ شرط يقضي بإعفاء الناقؿ‬
‫الجكم مف المسؤكلية أك بتحديدىا بأقؿ مف الحدكد المنصكص عمييا في حالة ىالؾ البضاعة أك‬
‫ضياعيا أك حتى في حالة التأخير‪. 1‬‬

‫بينما في حالة النقؿ البحرم لمبضائع‪ ،‬فالمادة ‪ 811‬ؽ‪.‬ب‪.‬ج تمغي كؿ شرط تعاقدم يككف‬
‫مكضكعو أك ىدفو إبعاد المسؤكلية عف الناقؿ التي كضعيا القانكف عمى عاتقو‪ ،‬كفي ىذا تقضي‬
‫يعد باطال كعديـ المفعكؿ كؿ شرط تعاقدم يككف ىدفو أك أثره‬
‫المادة سالفة الذكر عمى ما يمي‪ّ ":‬‬
‫المباشر أك غير المباشر ما يمي ‪:‬‬

‫‪ 770‬ك ‪ 773‬ك ‪ 780‬ك ‪802‬‬ ‫أ‪/‬إبعاد أك تحديد المسؤكلية الخاصة بالناقؿ كالناجمة عف المكاد‬
‫ك‪ 803‬ك‪ 804‬مف ىذا الكتاب ‪.‬‬

‫‪ 805‬أعاله ‪ ،‬ماعدا في حالة ما‬ ‫ب‪/‬تحديد المسؤكلية بمبمغ يقؿ عف المبمغ الذم حدد في المادة‬
‫جاء في المادة ‪. 808‬‬

‫ج‪/‬منع الناقؿ مف االستفادة مف التأميف عمى البضائع "‪.‬‬

‫كبالتالي فكؿ شرط أك اتفاؽ في عقد النقؿ البحرم لمبضائع يتضمف إعفاء الناقؿ مف‬
‫الناشىء عف إىماؿ أك خطأ أك تقصير في الكاجبات أك االلتزامات‬
‫المسؤكلية عف اليالؾ أك التمؼ ّ‬

‫‪1‬‬
‫كمية الحقكؽ كالعمكـ‬
‫‪،‬تخصص قانكف األعماؿ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫تخرج لنيؿ شيادة الماستار في القانكف‬
‫الجكم ‪،‬مذكرة ّ‬
‫النقؿ ّ‬
‫‪ -‬سياـ سكيح ‪،‬عقد ّ‬
‫السياسية ‪،‬جامعة محمد بكضياؼ ‪ ،‬المسيمة ‪،‬الجزائر ‪، 2016/2015،‬ص‪.55.‬‬
‫‪77‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫المنصكص عمييا في ىذه المكاد أك يتضمف تخفيؼ ىذه المسؤكلية يعد باطال دكف أف يؤثر ذلؾ‬
‫عمى صحة عقد النقؿ أك باقي شركطو‪.1‬‬

‫كما يعد باطال كؿ شرط يعفي مف مسؤكلية الناقؿ البحرم عف ىالؾ البضاعة بسبب العكامؿ‬
‫الطبيعية المفاجئة خالؿ الرحمة البحرية ‪. 2‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬القيكد الكاردة عمى شرطي اإلعفاء كالتّخفيؼ‬


‫شرطي اإلعفاء كالتخفيؼ‬ ‫باإلضافة إلى حاالت عدـ الجكاز كالتي أكردناىا سابقا عمى‬
‫الغش كالخطأ الجسيـ ‪ ،‬ىناؾ العديد مف القيكد التي ترد عمى شرطي اإلعفاء‬
‫كالمتمثّمة في حالتي ّ‬
‫التعسفية في عقكد‬
‫ّ‬ ‫كالتخفيؼ‪ ،‬كتتعمّؽ ىذه القيكد باألضرار الجسدية‪ ،‬ك عقكد االستيالؾ‪ ،‬كالشركط‬
‫اإلذعاف‪.‬‬
‫أكال‪ :‬بطالف شرطي اإلعفاء ك التّخفيؼ عف األضرار الجسدية‬
‫أم‬
‫أف جسـ اإلنساف يخرج عف دائرة التّعامؿ المالي؛ ألنو ليس مف األشياء‪ ،‬ك ّ‬
‫المسمـ بو ّ‬
‫مف ّ‬
‫اتّفاؽ يككف محمّو جسـ اإلنساف أك سالمتو يككف باطالن ‪.3‬‬
‫بصحة شرطي اإلعفاء ك التّخفيؼ مف‬
‫ّ‬ ‫أف المشرع الجزائرم حتى كاف أقّر‬
‫كتجب اإلشارة إلى ّ‬
‫بالنسبة لألضرار الجسمانية المخالفة‬
‫فإف ذلؾ ال يسرم ّ‬
‫المسؤكلية العقدية عف األخطاء اليسيرة‪ّ ،‬‬
‫لفكرة النظاـ العاـ‪ ،‬كلعدـ جكاز أف يككف الجسـ اإلنساني مح ّؿ معاممة أك مساكمة‪ ،‬كمثاؿ ذلؾ‪ّ :‬أنو‬
‫ال يجكز لمناقؿ أف يعفي نفسو مف الحكادث التي تصيب المسافريف في أجساميـ‪ ،‬كال يستطيع‬

‫‪ -1‬أميف خميفي ‪ ،‬المسؤكلية المدنية لمناقؿ البحرم لمبضائع(دراسة مقارنة بيف التشريع الجزائرم كاتفاقية ىامبكرغ ‪، )1978‬مذكرة‬
‫‪،‬تخصص مسؤكلية مينية ‪،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ‪،‬جامعة مكلكد معمرم ‪ ،‬تيزم‬
‫ّ‬ ‫مقدمة لنيؿ درجة الماجستير في القانكف‬
‫ّ‬
‫كزك ‪ ،‬الجزائر ‪، 2009/2008،‬ص‪.133.‬‬
‫‪ -2‬المجمة القضائية الصادرة عف قسـ الكثائؽ‪ ،‬المحكمة العميا ‪،‬عدد ‪، 01‬سنة ‪، 2013‬ص ‪.190.‬‬
‫‪ -3‬بمقاسـ أعراب‪،‬شركط اإلعفاء مف المسؤكلية المدنية‪،‬مذكرة مكممة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف ‪،‬تخصص عقكد كمسؤكلية‪،‬‬
‫معيد العمكـ اإلدارية كالقانكنية‪ ،‬جامعة الجزائر‪،1984 ،‬ص‪.52.‬‬
‫‪78‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫جراء عممية‬
‫الطّبيب أف يشترط إعفاءه مف األضرار التي تصيب المريض أثناء العالج‪ ،‬أك مف ّ‬
‫جراحية إذا كقع ضرر بسبب خطئو أك إىمالو كاف كاف يسي انر‪. 1‬‬

‫نص المادة ‪ 47‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج تقضي بما يمي‪ " :‬لك ّؿ‬


‫أف ّ‬
‫ككأساس قانكني يمكف الرجكع إليو‪ ،‬نجد ّ‬
‫حؽ مف الحقكؽ المالزمة لشخصيتو أف يطمب كقؼ ىذا‬
‫مف كقع عميو اعتداء غير مشركع في ّ‬
‫الناجمة‬
‫المادة جاءت بصفة عامة لتشمؿ األضرار ّ‬
‫عما لحقو مف ضرر"‪.‬فيذه ّ‬
‫االعتداء كالتعكيض ّ‬
‫عف تنفيذ االلتزامات التعاقدية‪ ،‬كالتي قد يعفى المسؤكؿ منيا بمكجب االتفاؽ‪ ،‬فيككف ىذا االتفاؽ‬
‫باطال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬بطالف شرطي اإلعفاء كالتخفيؼ مف مسؤكلية التّاجر تّجاه المستيمؾ‬


‫أف الدائف بالحماية التي تضمنيا أحكامو ىك‬
‫الغش ّ‬
‫أقر قانكف حماية المستيمؾ كقمع ّ‬
‫ّ‬
‫المادة‬
‫المعنييف بيذه الحماية‪،‬كلقد ّ‬
‫ّ‬ ‫أىمية تعريؼ المستيمؾ لتحديد األشخاص‬
‫المستيمؾ‪ ،‬كىنا تظير ّ‬
‫بأنو‪ ":‬ك ّؿ شخص طبيعي أك معنكم‪،‬يقتني‬
‫الغش المستيمؾ ّ‬
‫‪ 03‬مف قانكف حماية المستيمؾ كقمع ّ‬
‫النيائي مف أجؿ تمبية حاجتو الشخصية أك‬
‫مكجية لالستعماؿ ّ‬
‫مجانان‪ ،‬سمعة أك خدمة ّ‬
‫بمقابؿ أك ّ‬
‫تمبية حاجة شخص آخر أك حيكاف متك ّفؿ بو" ‪.2‬‬
‫يعد العقد المبرـ بيف التّاجر‬
‫يتبيف لنا ّأنو مف الناحية التّجارية ّ‬
‫بعد تعريؼ المستيمؾ‪ّ ،‬‬
‫كبالنسبة لمتّاجر‬
‫مدنيا‪ّ ،‬‬
‫بالنسبة لممستيمؾ عمال ّ‬
‫كالمستيمؾ مف العقكد التجارية المختمطة التي تعتبر ّ‬

‫‪ -1‬فريحة كماؿ ‪،‬المسؤكلية المدنية لمطبيب‪،‬مذكرة لنيؿ شيادة ماجستير في القانكف ‪،‬تخصص عقكد كمسؤكلية ‪،‬كمية الحقكؽ‬
‫كالعمكـ السياسية ‪،‬جامعة مكلكد معمرم ‪،‬تيزم كزك ‪،2012/2011،‬ص‪.86.‬‬
‫‪ -2‬قانكف رقـ ‪، 03/09‬مؤرخ في ‪ 25‬فيفرم ‪،2009‬يتعمؽ بحماية المستيمؾ كقمع الغش ‪،‬الجريدة الرسمية ‪،‬عدد‪،15‬الصادرة في‬
‫‪ 08‬مارس ‪.2009‬‬
‫‪79‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫الضماف‬
‫عمال تجاريا‪،‬كفي ىذه الحالة يثكر التّساؤؿ التالي‪ :‬ىؿ يجكز إدراج شرط يعفي التاجر مف ّ‬
‫‪1‬‬
‫القانكني تّجاه المستيمؾ؟‬

‫الغش التي‬
‫المادة ‪ 13‬مف قانكف حماية المستيمؾ كقمع ّ‬
‫السؤاؿ نجده في ّ‬
‫كاإلجابة عمى ىذا ّ‬
‫عتادا أك مركبة أك‬
‫ألم منتكج سكاء كاف جيا انز أك أداة أك آلة أك ن‬
‫تنص عمى ّأنو‪":‬يستفيد ك ّؿ مقتف ّ‬
‫ّ‬
‫بقكة القانكف‪.‬‬
‫الضماف ّ‬
‫مادة تجييزية مف ّ‬
‫أم ّ‬‫ّ‬

‫الضماف أيضا إلى الخدمات‪.‬‬


‫كيمتد ىذا ّ‬
‫‪ّ -‬‬

‫المحددة‪،‬في حالة ظيكر العيب بالمنتكج‪ ،‬استبدالو أك‬


‫ّ‬ ‫الضماف‬
‫متدخؿ خالؿ فترة ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-‬يجب عمى ك ّؿ‬
‫إرجاع ثمنو‪ ،‬أك تصميح المنتكج أك تعديؿ الخدمة عمى نفقتو‪.‬‬

‫‪-‬يستفيد المستيمؾ مف تنفيذ الضماف المنصكص عميو أعاله دكف أعباء إضافية‪.‬‬

‫‪-‬يعتبر باطالن ك ّؿ شرط مخالؼ ألحكاـ ىذه المادة " ‪.2‬‬

‫الضماف القانكني أك اإلنقاص منو‪،‬فيذا‬


‫المادة ّأنو ال يمكف التّنازؿ عف ّ‬
‫نص ّ‬ ‫يتبيف مف خالؿ ّ‬
‫ّ‬
‫بقكة القانكف ‪،‬حيث يعتبر كؿ شرط مخالفان باطالن‪ .‬فيمتزـ التاجر بضماف العيكب التي قد‬
‫الضماف ّ‬
‫ّ‬
‫أم اتفّاؽ مخالؼ‪.‬‬
‫المحددة قانكنان رغـ ّ‬
‫ّ‬ ‫المدة‬
‫تظير في المنتكج خالؿ ّ‬

‫التعسفية في عقكد اإلذعاف‬


‫ّ‬ ‫ثالثا‪ :‬بطالف ال ّشركط‬
‫فعميا‬
‫عقد اإلذعاف ىك عقد ترتّب عمى احتكار بعض المرافؽ اليامة احتكا ار قانكنيا أك ّ‬
‫كخدمات المياه‪ ،‬الكيرباء‪ ،‬االتصاالت كغيرىا‪ ،...‬فالمشترؾ أك المستفيد مف ىذه المرافؽ يقبؿ‬

‫‪ -1‬أحمد مفمح خكالدة ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.169.‬‬


‫‪ -2‬قانكف رقـ ‪، 03/09‬المتعمؽ بحماية المستيمؾ كقمع الغش ‪،‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪80‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫بال ّشركط التي تفرضيا ىذه األخيرة عميو كما ىي دكف نقاش‪ ،‬كبالتالي فاإلرادتاف في ىذه العقكد‬
‫ليستا متساكيتيف‪ ،‬بؿ إحداىما تممي كاألخرل تذعف‪.1‬‬
‫كلقد أجاز المشرع الجزائرم لمقاضي رقابة عقكد اإلذعاف‪،‬كذلؾ بتعديؿ الشركط التعسفية بما‬
‫يتفؽ مع العدالة كالقانكف ‪،2‬بؿ لو أف يمغيو كيعفي الطرؼ المذعف منو‪،‬كال يجكز لممتعاقديف أف ينزعا‬
‫‪،‬فإف ىذا االتفاؽ يككف باطال لمخالفتو لمنظاـ العاـ ‪،3‬كىذا ما‬
‫خاص ّ‬‫ّ‬ ‫مف القاضي سمطتو ىذه باتفاؽ‬
‫تـ العقد بطريؽ اإلذعاف‪،‬ككاف قد‬
‫تنص عمى ّأنو‪":‬إذا ّ‬
‫قضت بو المادة ‪ 110‬مف ؽ‪.‬ـ‪.‬ج التي ّ‬
‫يعدؿ ىذه الشركط أك أف يعفي الطرؼ المذعف منيا‪،‬كذلؾ‬
‫تضمف شركطا تعسفية‪،‬جاز لمقاضي أف ّ‬
‫ّ‬
‫كفقا لما تقضي بو العدالة‪،‬كيقع باطال كؿ اتفاؽ عمى خالؼ ذلؾ" ‪.4‬‬

‫‪ -1‬عمي عمي سميماف ‪،‬النظرية العامة لاللتزاـ(مصادر االلتزاـ في القانكف المدني الجزائرم)‪،‬ط‪،5‬ديكاف المطبكعات‬
‫الجامعية‪،‬الجزائر ‪،2003،‬ص‪.26..‬‬
‫‪ -2‬بمحاج العربي‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.‬ص‪.94-92.‬‬
‫‪ -3‬عبد الرزاؽ السنيكرم‪،‬الكسيط ‪،‬ج ‪،01‬المرجع السابؽ‪،‬ص‪.250.‬‬
‫‪ -4‬األمر رقـ ‪، 58/75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪، 1975‬المتضمف القانكف المدني‪ ،‬ج‪.‬ر ‪ ،‬عدد ‪، 78‬صادرة بتاريخ ‪ 29‬سبتمبر‬
‫‪، 1975‬معدؿ كمتمـ‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫المبحث الثاني‪:‬االتفاؽ عمى التشديد في المسؤكلية العقدية‬

‫طرؽ في ىذا المبحث إلى تعديؿ المسؤكلية العقدية عف طريؽ تشديدىا‪ ،‬كلـ يكرد‬
‫سيتـ التّ ّ‬
‫ّ‬
‫القانكف المدني الجزائرم ّإال صكرة كاحدة مف ىذا التشديد‪ ،‬ك ىي تمؾ الكاردة في الفقرة األكلى مف‬
‫لمسبب األجنبي‪ ،‬بؿ ك حتّى ىذا األخير حصره المشرع‬
‫تحمؿ المديف ّ‬
‫المادة ك المتمثمة في شرط ّ‬
‫ينص عمى صكر‬
‫القكة القاىرة ك الحادث المفاجئ‪ ،‬بينما لـ ّ‬
‫نص المادة السالفة الذكر في ّ‬
‫‪ 178‬في ّ‬
‫السبب‬
‫مما يستدعي البحث في طبيعة ّ‬
‫لتحمؿ السبب األجنبي‪ ،‬كخطأ الدائف ك خطأ الغير‪ّ ،‬‬
‫أخرل ّ‬
‫األجنبي كشركطو كاآلثار المترتّبة عميو‪ ،‬ك مدل تكفيقو في استبعاد جكاز االتفاؽ عمى تحمؿ خطأ‬
‫الدائف ك خطأ الغير‪.‬‬
‫الدرجة المخالفة لشرطي اإلعفاء ك التّخفيؼ‪،‬‬
‫أف التشديد في المسؤكلية العقدية ىي ّ‬
‫كبما ّ‬
‫تـ االعتماد عميو في المبحث األكؿ‪ ،‬حيث سنتطرؽ إلى‬
‫فسيتـ االعتماد في ىذا المبحث عمى ما ّ‬
‫ّ‬
‫التّعريؼ بالتّشديد في المسؤكلية العقدية مف حيث تكضيح مقصكدىا ك أىـ صكرىا (المطمب األكؿ)‬
‫أىـ التطبيقات التشريعية ليذا الشرط ككذا القيكد التي ترد عميو (المطمب الثاني)‪.‬‬
‫ثـ تبياف ّ‬

‫المطمب األكؿ‪ :‬مفيكـ التشديد في المسؤكلية العقدية‬


‫يتحمؿ‬
‫تنص المادة ‪ 178‬ؽ ‪.‬ـ‪.‬ج في فقرتيا األكلى عمى ّأنو‪" :‬يجكز االتّفاؽ عمى أف ّ‬
‫لمقكة القاىرة ك الحادث‬
‫تحمؿ المديف ّ‬
‫يعد ّ‬
‫القكة القاىرة"‪ ،‬ك بالتالي ّ‬
‫المديف تبعية الحادث المفاجئ أك ّ‬
‫تكسع فييا الفقو‬
‫أف ىناؾ صك ار أخرل ّ‬
‫المشددة لممسؤكلية العقدية‪ّ ،‬إال ّ‬
‫ّ‬ ‫الصكر‬
‫ّ‬ ‫المفاجئ إحدل‬
‫كتحكيؿ نكع االلتزاـ مف بذؿ عناية إلى تحقيؽ نتيجة ك التشديد في درجة العناية المطمكبة ‪.‬‬
‫سنحدد المقصكد بال ّشرط المشدد لممسؤكلية العقدية (فرع أكؿ)‬
‫ّ‬ ‫لكف قبؿ التّطرؽ ليذه الصكر‬
‫نفصؿ في الصكر السالفة الذكر (فرع ثاف) ‪.‬‬
‫ثـ ّ‬

‫الفرع األكؿ‪ :‬المقصكد بشرط التشديد‬

‫‪82‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫ثـ تمييزه‬
‫يتكجب كضع تعريؼ شامؿ لو‪ّ ،‬‬
‫المشدد لممسؤكلية العقدية ّ‬
‫ّ‬ ‫لتحديد المقصكد بال ّشرط‬
‫عف الشرط الجزائي بتحديد أكجو التشابو ك أكجو االختالؼ بينيما‪.‬‬
‫أكال‪ :‬تعريؼ شرط التشديد‬
‫بأنو ذلؾ ال ّشرط الكارد في العقد أك في كثيقة‬
‫المشدد لممسؤكلية العقدية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫يعرؼ ال ّشرط‬
‫ّ‬
‫منفصمة‪ ،‬كالذم يقضي بمسؤكلية المديف في حاؿ أك في أحكاؿ تككف فييا مسؤكليتو غير قائمة‬
‫‪1‬‬
‫يتحمؿ المديف مسؤكلية عدـ التنفيذ أك‬
‫بمكجب القكاعد العامة ‪،‬كيككف ذلؾ باالتفاؽ عمى أف ّ‬
‫القكة‬
‫اإلخالؿ بالتنفيذ عمكمان‪،‬حتّى لك كاف ذلؾ يرجع إلى سبب أجنبي كالحادث المفاجئ أك ّ‬
‫القاىرة‪،‬كيعتبر ىذا االتفاؽ في العقد نكعان مف التّأميف كعادة يككف ذلؾ مقابؿ الزيادة التي يتقاضاىا‬
‫المادة ‪ 178‬في فقرتيا األكلى مف ؽ‪.‬ـ‪.‬ج بقكليا‪":‬يجكز‬
‫تنص عميو ّ‬
‫المديف في مقابؿ العقد‪،‬كىذا ما ّ‬
‫القكة القاىرة"‪.‬‬
‫يتحمؿ المديف تبعة الحادث المفاجئ أك ّ‬
‫االتفاؽ عمى أف ّ‬
‫المشدد لممسؤكلية العقدية عف الشرط الجزائي‬
‫ّ‬ ‫ثانيا‪ :‬تمييز الشرط‬
‫المادة ‪183‬‬
‫ّ‬ ‫لكنو اكتفى بتأكيد مشركعيتو في‬
‫المشرع الجزائرم الشرط الجزائي‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫يعرؼ‬
‫لـ ّ‬
‫ؽ‪.‬ـ‪.‬ج‪ ،‬كنظـ أحكامو في المكاد مف ‪ 184‬إلى ‪ 187‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج ‪.‬‬
‫كالشرط الجزائي عبارة عف اتّفاؽ تبعي‪ ،‬قد يرد في ذات العقد أك في عقد الحؽ‪ ،‬يمتزـ‬
‫بمقتضاه المديف بدفع مبمغ مف الماؿ أك القياـ بعمؿ أك االمتناع عف عمؿ‪ ،‬في حالة إخاللو بالتزاـ‬
‫تأخر في‬
‫ذمتو‪ ،‬سكاء ظير ىذا اإلخالؿ في شكؿ عدـ تنفيذ كمي أك عدـ تنفيذ جزئي‪ ،‬أك ّ‬
‫ترتّب في ّ‬
‫التنفيذ أك في حالة التنفيذ المعيب لاللتزاـ‪.2‬‬

‫‪ -1‬أحمد سميـ ؼ‬
‫يرز نصرة ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.36.‬‬
‫‪ -2‬بكبكر فارس ‪،‬الشرط الجزائي كسمطة القاضي في تعديمو عمى ضكء القانكف المدني الجزائرم ‪ ،‬مذكرة ماجستير في القانكف ‪،‬‬
‫تخصص عقكد كمسؤكلية ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ‪،‬جامعة الحاج لخضر ‪،‬باتنة ‪، 2014/2013،‬ص‪.20.‬‬
‫‪83‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫المشدد لممسؤكلية العقدية في أف كالىما يعتبر تعديالن اتّفاقيا‬


‫ّ‬ ‫كيتّفؽ ال ّشرط الجزائي مع الشرط‬
‫يعداف باطميف في حالتي‬
‫العامة‪ ،‬كما يتّفقاف أيضا في أنيما – كاتفاقيف‪ّ -‬‬
‫ّ‬ ‫عمى ما تقضي بو القكاعد‬
‫الغش كالخطأ الجسيـ‪. 1‬‬
‫ّ‬

‫يؤدياف في أحياف كثيرة إلى نفس النتيجة‪ ،‬كىي‬


‫النظاميف ّ‬
‫كيتشابياف كذلؾ‪ ،‬في أف كال ّ‬
‫تحميؿ المديف أكثر مف التعكيض الذم مف المفركض أف يحصؿ عميو الدائف‪.‬كمثاؿ ذلؾ أف يتّفؽ‬
‫األطراؼ عمى مبمغ مف النقكد كجزاء عف اإلخالؿ بالعقد ‪.‬‬

‫أف الشرط الجزائي يتناكؿ قيمة التّعكيض كال يتناكؿ مسؤكلية المديف‪ ،‬أم‬
‫بينما يختمفاف في ّ‬
‫الضرر الكاقع‪ .‬كذلؾ‬
‫أف ىذا األخير يظؿ مسؤكال مسؤكلية كاممة حتى كلك كاف التعكيض أق ّؿ مف ّ‬
‫ّ‬
‫المشدد لممسؤكلية العقدية‬
‫ّ‬ ‫يختمفاف مف حيث تعديؿ الشرط؛ فال يجكز لمقاضي التعديؿ في الشرط‬
‫أما الشرط الجزائي فقد أجاز المشرع لمقاضي تعديمو أك اإلعفاء‬
‫لمنظاـ العاـ‪ّ ،‬‬
‫ّإال إذا كاف مخالفا ّ‬
‫منو إذا ثبت ّأنو كاف مبالغا فيو لدرجة كبيرة‪ ،‬أك أف الدائف لـ يمحقو أم ضرر‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صكر شرط التّشديد ‪.‬‬

‫السبب األجنبي ك منيا ما أكرده‬


‫تحمؿ المديف ّ‬
‫تتجسد في ّ‬
‫ّ‬ ‫لشرط التشديد صكر مختمفة ‪،‬‬
‫القكة القاىرة‪ ،‬التّشديد في درجة االلتزاـ‬
‫تحمؿ تبعة الحادث المفاجئ ك ّ‬
‫المشرع الجزائرم مف ّ‬
‫ّ‬
‫المطمكب‪ ،‬تحكيؿ االلتزاـ مف بذؿ عناية إلى تحقيؽ نتيجة ‪.‬‬

‫تحمؿ المديف السبب األجنبي‬


‫أكال‪ّ :‬‬

‫‪ -1‬محمد أميف سي الطيب ‪،‬الشركط التعسفية في عقكد االستيالؾ ‪،‬مذكرة ماجستير في القانكف الخاص ‪،‬كمية الحقكؽ ‪ ،‬جامعة‬
‫تممساف ‪، 2008/2007،‬ص‪.67.‬‬
‫‪ -2‬أحمد سميـ ؼ‬
‫يرز نصرة ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.‬ص‪.40.39.‬‬
‫‪84‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫السببية‬
‫السبب المباشر لنفي العالقة ّ‬
‫السبب األجنبي ىك ّ‬
‫مف الثّابت في التقنيف المدني أف ّ‬
‫الناتج عف ذلؾ ؛ فيدفع مف خاللو المديف عنو قياـ المسؤكلية‬
‫بيف عدـ تنفيذ االلتزاـ كالضرر ّ‬
‫العقدية‪ ،‬فالمقصكد إذف بالسبب األجنبي أنو كاقعة غير متكقّعة مف قبؿ المديف تنشأ بسبب ال دخؿ‬
‫الصمة بيف الفعؿ الصادر مف قبؿ المديف ك الضرر‬
‫إلرادتو في حدكثيا‪ ،‬ك يترتّب عميو انقطاع ّ‬
‫ثـ انتفاء المسؤكلية المدنية ككؿ‪.1‬‬
‫الكاقع بالدائف‪ ،‬ك مف ّ‬
‫تنص عمى ّأنو‪ " :‬إذا استحاؿ عمى المديف أف‬
‫المادة ‪ 176‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج كالتي ّ‬
‫ك ىذا ما جاءت بو ّ‬
‫ينفّذ االلتزاـ عينا حكـ عميو بتعكيض الضرر الناجـ عف عدـ تنفيذ التزامو‪ ،‬ما لـ يثبت أف استحالة‬
‫تأخر المديف في تنفيذ التزامو"‪ ،‬كذلؾ‬
‫التنفيذ نشأت عف سبب ال يد لو فيو‪ ،‬ك يككف الحكـ كذلؾ إذا ّ‬
‫تنص عمى ّأنو "ينقضي االلتزاـ إذا أثبت المديف‬
‫األمر في نص المادة ‪ 307‬مف نفس القانكف كالتي ّ‬
‫أف الكفاء بو أصبح مستحيال عميو لسبب أجنبي عف إرادتو"‪.‬‬
‫ّ‬

‫السبب األجنبي الذم يجعؿ تنفيذ االلتزاـ مستحيال‪ ،‬في صكر جاءت في المادة‬
‫يتجسد ّ‬
‫ّ‬ ‫ك‬
‫‪ 127‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج‪ 2‬كىي كالتالي‪:‬‬

‫أ‪-‬القكة القاىرة‪:‬‬
‫القكة القاىرة بالحادث‬
‫أف ىناؾ خالؼ فقيي حكؿ عالقة ّ‬
‫البد مف التّذكير مف ّ‬
‫في بداية األمر ّ‬
‫‪3‬‬
‫ألف كمييما يرتّب نفس النتيجة أال ك ىي دفع‬
‫يفرؽ بينيما ّ‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫الفقو‬ ‫أغمب‬ ‫أف‬
‫ّ‬ ‫إال‬
‫ّ‬ ‫‪،‬‬ ‫الفجائي‬
‫المدعى عميو‪ ،‬ك ّأنيما يتّفقاف مف حيث ضركرة تحقّؽ شركطيما‪ ،‬ك ىذا أيضا رأم‬
‫ّ‬ ‫المسؤكلية عف‬
‫القضاء فيما جاءت بو المحكمة العميا في قرارىا في الممؼ رقـ ‪ 25752‬بتاريخ‬

‫‪ -1‬عمي عمي سميماف ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.156.‬‬


‫‪2‬‬
‫أف الضرر قد نشأ عف سبب ال يد لو فيو كحادث مفاجئ ‪ ،‬أك قكة قاىرة‬
‫‪ -‬تنص المادة ‪ 127‬عمى ما يمي ‪":‬إذا أثبت الشخص ّ‬
‫نص قانكني أك اتفاؽ يخالؼ‬
‫‪،‬أك خطأ صدر مف المضركر أك خطأ مف الغير ‪ ،‬كاف غير ممزـ بتعكيض ىذا الضرر ‪ ،‬ما لـ يكجد ّ‬
‫ذلؾ "‪.‬‬
‫‪ -3‬العربي بمحاج ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.867.‬‬
‫‪85‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫‪.11982/12/22‬‬

‫البد أف تتكافر لتتحقّؽ كتقكـ عمى معيار مكضكعي‬


‫ك بالتالي ففي القكة القاىرة ثالث شركط ّ‬
‫ك ىي‪:‬‬

‫خارجا عف إرادة الشخص‪:‬‬


‫ن‬ ‫‪-1‬أف يككف الحادث‬
‫بمعنى ّأنو يجب أف يككف منبثقا مف عامؿ خارجي عف المديف باعتبار ّأنو إذا نسب إليو‬
‫شخصيا أك بسبب إىمالو يككف مسؤكال عف نتائجو‪ ،‬كما يككف مسؤكال عف ىذه النتائج إذا حصمت‬
‫ّ‬
‫بفعؿ أحد تابعيو‪،‬أك األشياء أك اآلالت التي تحت يده أك حراستو‪.2‬‬
‫القكة القاىرة غير متكقّعة الحدكث عادة كقت تكقيع العقد‪:‬‬
‫‪-2‬يجب أف تككف ّ‬
‫أم ّأنو ليس ضمف ما يمكف حدكثو في الظركؼ العادية‪ ،‬ك يعد أمر التّكقع مف المسائؿ التي‬
‫حيز اىتماـ كبير‪ ،‬فيي الفارؽ بيف عدـ إمكانية ذلؾ في جميع الظّركؼ ك بيف إمكانية‬
‫أخذت ّ‬
‫التّكقع التي يككف فييا المديف قد أخذ عمى عاتقو المخاطرة في حاؿ حدكث ما يمنع مف تنفيذ العقد‬
‫الالزمة التي مف شأنيا أف تمنع حدكثو‪ ،‬ففي الحرب مثالن يدخؿ ضمف‬
‫أك أنو لـ يتّخذ اإلجراءات ّ‬
‫أف طبيعة‬
‫قكة قاىرة‪ ،‬كما ّ‬
‫التّكقع إمكانية االستيالء عمى البضاعة‪ ،‬فإذا حصؿ ذلؾ فال ي ّشكؿ ّ‬
‫لمسرقة أمر‬
‫تعرضيا ّ‬
‫فإف احتمالية ّ‬
‫االلتزاـ تجعؿ التّكقع ممكنا‪ ،‬ففي حالة نقؿ مبمغ كبير مف الماؿ ّ‬
‫ممكف الحدكث‪.‬‬
‫مما ال يمكف دفعو‪:‬‬
‫‪ -3‬يجب أف يككف الحادث ّ‬
‫فيجب أف تككف عدـ القدرة عمى دفع الحادث مف طرؼ المديف ميما بذؿ مف جيد في سبيؿ‬
‫بالنسبة‬
‫لممدعى عميو فقط‪ ،‬بؿ يجب أف تككف كذلؾ ّ‬
‫ّ‬ ‫بالنسبة‬
‫ذلؾ‪ ،‬فال يكفي أف تككف االستحالة ّ‬
‫ألم شخص كجد في نفس الظّركؼ التي كجد فييا ىك‪،‬فإذا حصؿ حريؽ في مصنع حاؿ دكف‬
‫ّ‬

‫‪ -1‬المجمة القضائية الصادرة عف قسـ الكثائؽ ‪،‬المحكمة العميا ‪،‬العدد ‪، 02‬سنة ‪، 1983‬ص‪.58.‬‬
‫‪ -2‬بف عامر خير الديف ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.44.‬‬
‫‪86‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫لمدفع‪،‬أما إذا‬
‫ّ‬ ‫السمطة‪ ،‬فإف الحادث يككف غير قابؿ‬
‫تـ مصادرة البضاعة مف طرؼ ّ‬
‫تنفيذ الطّمبية أك ّ‬
‫يتـ نفي المسؤكلية العقدية عف المديف‪.1‬‬
‫صعبا كلـ يصؿ لحد االستحالة‪ ،‬فال ّ‬
‫ن‬ ‫كاف االلتزاـ مرىقنا أك‬
‫ب‪ -‬خطأ المديف‪:‬‬
‫نص المشرع الجزائرم في المادة ‪ 177‬مف القانكف المدني عمى ّأنو‪ " :‬يجكز لمقاضي أف‬
‫لقد ّ‬
‫الضرر‬
‫ينقص مقدار التعكيض أك ال يحكـ بالتّعكيض‪ ،‬إذا كاف الدائف بخطئو قد اشترؾ في إحداث ّ‬
‫أك زاد فيو"‪.‬‬
‫إف خطأ المضركر بكصفو صكرة مف صكر السبب األجنبي ك عارض مف عكارض الرابطة‬
‫ّ‬
‫حيز اىتماـ ك ذلؾ باعتباره يدفع عف المديف مسؤكليتو‪ ،‬كذلؾ‬
‫السببية في المسؤكلية العقدية شغؿ ّ‬
‫بحسب طبيعة ىذا الخطأ كمكقعو ك درجتو‪ ،‬أك عمى األقؿ التّخفيؼ مف ىذه المسؤكلية أك جعؿ‬
‫الدائف مع خطأ المديف في‬
‫يتحمؿ جزءا مف ىذا التعكيض خاصة عند اشتراؾ خطأ ّ‬
‫ّ‬ ‫المتضرر‬
‫ّ‬
‫إحداث الضرر ‪.‬‬

‫فينبغي التّمييز بيف األثر المتّرتب عمى فعؿ الدائف غير الخاطئ ك فعمو الخاطئ‪ ،‬فإذا كاف‬
‫الالحؽ بو‪ ،‬أك كانت درجة فعمو‬
‫السبب الكحيد في إحداث الضرر ّ‬
‫فعؿ المتضرر غير الخاطئ يعد ّ‬
‫يستحؽ التعكيض‬
‫ّ‬ ‫فإف الدائف المتضرر ىنا ال‬
‫لمضرر الحاصؿ بو‪ّ ،‬‬
‫المجرد مف الخطأ مستغرقة ّ‬
‫ّ‬
‫لعدـ ترتّب الضماف عمى فعؿ المديف الستغراؽ فعمو لمضرر الكاقع‪ ،‬أما إذا كاف فعؿ الدائف خاطئان‬
‫السبب‬
‫ترتّب عميو إعفاء المديف مف المسؤكلية ك ذلؾ يككف في حالة كاحدة إذا كاف فعمو ىك ّ‬
‫الضرر‪،2‬أما في حالة اشتراؾ خطأ الدائف مع خطأ المديف‪ ،‬فممقاضي بحسب‬
‫الكحيد في إحداث ّ‬
‫المادة ‪ 177‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج السمطة التقديرية لمحكـ بنسبة كؿ خطأ‪.‬‬

‫ج‪ -‬فعؿ الغير‪:‬‬

‫‪ -1‬بف عامر خير الديف ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.45.‬‬


‫‪ -2‬سامي عمر الفرجاني ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.37.‬‬
‫‪87‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫يعرؼ الغير عمى ّأنو ال ّشخص األجنبي عف العقد الذم ال يككف المديف مسؤكال عنو ك ىك‬
‫ّ‬
‫القكة القاىرة‬
‫أجنبيا ك يترتّب عف فعمو نفس السببية إذا تكافرت فيو الشركط المتكفرة في ّ‬
‫ّ‬ ‫سببا‬
‫يعتبر ن‬
‫الدفع ك ىذا كفقنا لما قضت بو المحكمة العميا في قرارىا في الممؼ‬
‫مف عدـ التكقّع ك عدـ إمكانية ّ‬
‫رقـ ‪ 71728‬بتاريخ ‪.11990/09/24‬‬
‫ليس ضركرّيا أف يتّصؼ فعؿ الغير بالخطأ بؿ يكفي أف يككف قد ساىـ بصكرة مباشرة أك‬
‫غير مباشرة في الحمكؿ دكف قياـ المديف بتنفيذ التزامو‪ ،‬فإذا تعاقد صاحب أرض عمى البيع لجاره‬
‫فأدل إلى انسياب الماء مف بئر‬
‫كمية مف المياه مف البئر‪ ،‬كأقدـ جار آخر لو بحفر بئر في أرض ّ‬
‫ّ‬
‫كمية مف المياه مح ّؿ‬
‫مما حاؿ دكف تنفيذ الجار األكؿ اللتزامو بتكفير ّ‬
‫الجار األكؿ إلى الثاني‪ّ ،‬‬
‫األكؿ دكف قياـ مسؤكليتو ىك أيضا‪ ،‬ألنو ال يمكف‬
‫البيع‪ ،‬فيعتبر الجار الثاني مانعا لمسؤكلية الجار ّ‬
‫ضرر لمغير‪ ،‬لككنو ضرر مشركع‬
‫نا‬ ‫أف يسأؿ عف ممارسة حقّو الذم منحو لو القانكف كاف أحدث‬
‫فيتسـ عندىا فعمو‬
‫تـ بسكء ّنية ّ‬
‫أما إذا كاف ّ‬
‫بحكـ القانكف‪ ،‬كلكف يجب أف يككف ذلؾ بحسف ّنية‪ّ ،‬‬
‫بالخطأ المكلّد لممسؤكلية التقصيرية‪.2‬‬

‫القكة القاىرة كالحادث المفاجئ‪ ،‬كخطأ الدائف ك‬


‫السبب األجنبي المتمثّؿ في ّ‬
‫يترتّب عمى قياـ ّ‬
‫خطأ الغير‪ ،‬انقضاء االلتزاـ الممقى عمى عاتؽ المديف بمكجب العقد‪.3‬‬

‫نصا القانكف المدني الجزائرم ‪ 176‬ك ‪ 307‬يجب أف يقرآ إلى جانب نص المادة ‪121‬‬
‫ك ّ‬
‫مف نفس القانكف كالتي جاء فييا‪ ":‬في العقكد الممزمة لجانبيف‪ ،‬إذا انقضى التزاـ بسبب استحالة‬
‫يكضح حكـ‬
‫النص ّ‬
‫ّ‬ ‫تنفيذه انقضت معو االلتزامات المقابمة لو ك ينفسخ العقد بحكـ القانكف "‪ ،‬ك ىذا‬
‫يتحمؿ المديف تبعا ليذا‬
‫ّ‬ ‫االستحالة‪ ،‬ك كما ىك كارد فحكميا االنفساخ‪ ،‬ذلؾ أف العقد ينفسخ ك ال‬

‫‪ -1‬المجمة القضائية الصادرة عف قسـ الكثائؽ ‪،‬المحكمة العميا ‪،‬العدد ‪، 02‬سنة ‪، 1999‬ص‪.28.‬‬
‫‪ -2‬بف عامر خير الديف ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.47.‬‬
‫‪ -3‬عمي عمي سميماف ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.195.‬‬
‫‪88‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫االنفساخ أم مسؤكلية عقدية‪،1‬ك شركط االنفساخ ىي‪ :‬استحالة التنفيذ استحالة مطمقة‪ ،‬ك أف تككف‬
‫ىذه االستحالة في تاريخ الحؽ لقياـ العقد‪ ،‬ذلؾ أف كجكد االستحالة كقت العقد يعني أف العقد لـ‬
‫ينعقد فيك باطؿ‪ ،‬ك أف تككف االستحالة كاممة‪ ،‬أما إذا كانت جزئية‪ ،‬ففي ىذه الحالة ال ينفسخ العقد‬
‫بحكـ القانكف كمية‪ ،‬بؿ يجب عمى الدائف إذا أراد فسخ العقد أف يمجأ إلى القضاء‪،2‬ك ىذا ما لـ‬
‫المشرع الجزائرم في المادة ‪ 176‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج ك اكتفى بالقكؿ‪ ...":‬ك يككف الحكـ كذلؾ إذا‬
‫ّ‬ ‫ينص عميو‬
‫تأخر المديف في تنفيذ التزامو"‪،‬فاألجدر أف يقكؿ‪":‬ك يككف الحكـ كذلؾ إذا كانت االستحالة جزئية أك‬
‫ّ‬
‫تأخر المديف في تنفيذ التزامو أك نفّذه تنفيذا معيبا"‪.‬‬
‫ّ‬
‫ك يككف إعفاء المديف مف المسؤكلية العقدية الناتج عف سبب أجنبي مصدره خطأ الغير في‬
‫الضرر‪ ،‬أك يككف خطأ الغير مستغرقا لخطأ‬
‫المتسبب الكحيد في ّ‬
‫ّ‬ ‫حالة ما إذا كاف ىذا األخير ىك‬
‫المديف بدرجة أكبر‪.‬‬

‫عامة شاممة عما يترتّب عف استحالة التّنفيذ لسبب أجنبي‪ ،‬ىذه اآلثار‪-‬‬
‫ىذه كانت نظرة ّ‬
‫المشدد لممسؤكلية العقدية بحسب درجة التّشديد‬
‫ّ‬ ‫السالفة الذكر‪ -‬تمغى تماما أك جزئيا بكجكد الشرط‬
‫التي سنراىا فيما سيأتي الحقا‪.‬‬

‫يتجسد فييا‪ ،‬ك ككف أثره‬


‫ّ‬ ‫ك مما سبؽ بيانو عف المقصكد بالسبب األجنبي ك الصكر التي‬
‫عمى العالقة التّعاقدية بتكفر جميع شركطيا يصؿ لحد انقضاء االلتزاـ الممقى عمى عاتؽ المديف‬
‫مما ينفي المسؤكلية العقدية بالتبعية لنفي العالقة السببية‪ّ ،‬إال ّأننا نجد أف ألثر سمطاف اإلرادة ك‬
‫سطكتيا عمى ىذا العار ض المعفي مف المسؤكلية دكر ىاـ ك مؤثر‪ ،‬فقد سمح التشريع المدني‬

‫‪ -1‬أحمد سميـ ؼ‬
‫يرز نصرة ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.163.‬‬
‫‪ -2‬عبد الرزاؽ أحمد السنيكرم ‪،‬الكسيط ‪،‬ج‪ ، 01‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.702.‬‬
‫‪89‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫الجزائرم في الفقرة األكلى مف المادة ‪ 178‬مف القانكف المدني عمى ّأنو‪ ":‬يجكز االتّفاؽ عمى أف‬
‫يتحمؿ المديف تبعة الحادث المفاجئ أك القكة القاىرة"‪.1‬‬
‫ّ‬

‫المشرع اقتصر فكرة االتفاؽ‬


‫ّ‬ ‫بالنظر إلى الفقرة السابقة مف المادة ‪ 178‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج‪ ،‬نالحظ أف‬
‫ك ّ‬
‫القكة القاىرة‪ ،‬ك ذلؾ نابع بحسب ‪ ،‬االعتقاد‬
‫عمى التّشديد مف المسؤكلية عمى الحادث المفاجئ أك ّ‬
‫عممية تتعمؽ بصعكبة اإلثبات ك لما كانت ىذه الصعكبة مكجكدة في حالتي خطأ الغير‬
‫إلى ضركرة ّ‬
‫ك خطأ الدائف‪ ،‬فإف مثؿ ىذا االتفاؽ يككف غير سميـ قانكنيا‪.2‬‬

‫بتحمؿ‬
‫المشرع بإجازتو االتفاؽ عمى التّشديد مف المسؤكلية العقدية ّ‬
‫ّ‬ ‫أف‬
‫ك الجدير بالذكر أيضا ّ‬
‫عرضو لنكع مف االنتقاد ‪ ،‬حيث اعتبر بأنو‬
‫القكة القاىرة في نص المادة ‪ 178‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج‪ّ ،‬‬
‫المديف تبعة ّ‬
‫القكة القاىرة ك بيف الظركؼ الطارئة‪،3‬حيث أدخؿ ىذه األخيرة ضمف نطاؽ النظاـ‬
‫فاضؿ بيف ّ‬
‫العاـ‪،‬ك بالتالي لـ يجز مثؿ ىذا التّعديؿ باالتفاؽ عمى إمكانية تحميميا لممديف‪ ،‬رغـ أف الظّركؼ‬
‫النظاـ‬
‫بالقكة القاىرة لدرجة ّ‬
‫الطارئة عمى االلتزاـ ينحصر في كصفو باإلرىاؽ فقط‪ ،‬بينما لـ يرقى ّ‬
‫أف أثرىا عمى االلتزاـ ىك أشد كطأة‪ ،‬فيي تجعمو مستحيؿ التنفيذ‪ّ ،‬إال ّأنو ك‬
‫العاـ في حيف نجد ّ‬
‫‪4‬‬
‫أف ىناؾ انفراد لمظّركؼ الطارئة‬
‫القكة القاىرة ‪ ،‬نجد ّ‬
‫بالنظر لشركط تحقّؽ الظّركؼ الطارئة ك ّ‬
‫ّ‬
‫بصفة جعمت المشرع يضعيا ضمف نطاؽ النظاـ العاـ‪ ،‬فيي تتّسـ بصفة العمكمية التي تجعميا‬
‫القكة القاىرة أك‬
‫مؤثرة في استقرار المجتمع ككؿ أك حتّى جزء منو‪ ،‬لكف ىذه الصفة ال نجدىا في ّ‬

‫‪ -1‬بف عامر خير الديف ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.48.‬‬


‫‪ -2‬ناىد خشمكف ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.179.‬‬
‫‪3‬‬
‫عامة لـ يكف في الكسع تكقّعيا‬
‫تنص المادة ‪ 107‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج في فقرتيا الثالثة عمى ّأنو ‪":‬غير ّأنو إذا طرأت حكادث استثنائية ّ‬
‫‪ّ -‬‬
‫ييدده بخسارة فادحة ‪،‬جاز‬
‫أف تنفيذ االلتزاـ التعاقدم ‪ ،‬كاف لـ يصبح مستحيال ‪،‬صار مرىقا لممديف بحيث ّ‬‫كترتّب عمى حدكثيا ّ‬
‫الحد المعقكؿ ‪،‬كيقع باطال كؿ اتفاؽ عمى خالؼ‬
‫يرد االلتزاـ المرىؽ إلى ّ‬
‫لمقاضي تبعا لمظركؼ كبعد مراعاة مصمحة الطرفيف أف ّ‬
‫ذلؾ"‪.‬‬
‫‪ -4‬العربي بمحاج ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.255.‬‬
‫‪90‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫منصبا فقط عمى‬


‫ّ‬ ‫مما يجعؿ أثرىا‬
‫الحادث المفاجئ التي تثبت دكف تكافر ركف العمكمية ‪ّ ،‬‬
‫خاصة ‪.1‬‬
‫ّ‬ ‫المتعاقديف بصفة‬

‫ثانيا‪ -‬التّشديد في درجة االلتزاـ المطمكب‪:‬‬


‫النكع مف التّشديد في مسؤكلية المديف باشتراط الدائف عمى المديف بذؿ عناية أكبر‬
‫يككف ىذا ّ‬
‫مف العناية التي يفرضيا القانكف عميو كالمتمثّمة في عناية الرجؿ العادم‪ ،‬ك ذلؾ بأف يككف المديف‬
‫الصادر مف جانبو‪ ، 2‬بالرغـ مف أنو ما كاف ليسأؿ عنيا في‬
‫مسؤكال عف الخطأ التافو أك اليسير ّ‬
‫األحكاؿ العادية‪ ،‬كأف يتّفؽ عمى أف يبذؿ المديف عناية الرجؿ الحريص‪ ،‬في التزاـ يستمزـ تنفيذه‬
‫الرجؿ العادم‪ ،‬فيحاسب المديف إذف عف التأخير ك لك لدقائؽ معدكدة ك عف عدـ‬
‫مجرد عناية ّ‬
‫ّ‬
‫االحتياط الذم يقع فيو الرجؿ العادم‪ ،‬ك عف أم ىفكة مف المعتاد التجاكز عنيا ‪.3‬‬
‫ك يدخؿ ضمف التّشديد في مسؤكلية المديف العقدية أيضا أف يشمؿ التزاـ المديف بعض‬
‫جراء خطأ‬
‫األضرار غير المباشرة مثؿ التعكيض عف األضرار غير المألكفة التي تحدث عادة مف ّ‬
‫المتكقع ك لك كاف الخطأ المنسكب إليو لـ‬
‫المتكقع كغير ّ‬
‫الضرر ّ‬
‫المديف أك التزاـ المديف بتعكيض ّ‬
‫يصؿ إلى درجة الخطأ العمد أك الخطأ الجسيـ‪.4‬‬

‫ثالثا‪ -‬تحكيؿ االلتزاـ مف بذؿ عناية إلى تحقيؽ نتيجة‪:‬‬


‫يعتبر مف قبيؿ التّشديد في مسؤكلية المديف العقدية االتفاؽ عمى تحكيؿ التزاـ كاف في‬
‫أف تحكيؿ االلتزاـ بفعؿ ىذا االتفاؽ ال يمنع‬
‫األصؿ التزاما ببذؿ عناية إلى التزاـ بتحقيؽ نتيجة‪ّ ،‬إال ّ‬
‫أف األساس‬
‫بالسبب األجنبي كسبب النقضاء االلتزاـ‪ ،‬ك قد استند البعض إلى ّ‬
‫المديف مف التّمسؾ ّ‬

‫‪ -1‬قكقك بمعجات ‪،‬نظرية الظركؼ الطارئة في القانكف المدني الجزائرم ‪،‬مذكرة تخرج لنيؿ شيادة اؿماستار في القانكف ‪،‬تخصص‬
‫قانكف خاص شامؿ ‪،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ‪ ،‬جامعة عبد الرحماف ميرة ‪،‬بجاية ‪، 2015/2014،‬ص‪.37.‬‬
‫‪ -2‬حميدة يكس؛ ساعك كيينة ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.23.‬‬
‫‪ -3‬أحمد سميـ ؼ‬
‫يرز نصرة ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.157.‬‬
‫‪ -4‬حميدة يكس ؛ساعك كيينة ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.25.‬‬
‫‪91‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫تحمؿ المديف‬
‫في إجازة مثؿ ىذه االتفاقات يرجع لنتيجة منطقية مفادىا أنو إذا أجيز االتفاؽ عمى ّ‬
‫‪1‬‬
‫يعد‬
‫القكة القاىرة‪ ،‬فمف باب أكلى ّأنو يجكز كذلؾ االتفاؽ عمى تشديد طبيعة التزاـ المديف ‪ ،‬لكف ّ‬
‫ّ‬
‫المشددة لممسؤكلية العقدية في‬
‫ّ‬ ‫قكة إلجازة مثؿ ىذه الصكرة مف االتفاقات‬
‫السند القانكني األكثر ّ‬
‫ّ‬
‫المادة ‪ 172‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج‪.‬‬
‫أف التزاـ ال ّشركة التي‬
‫ك مف بيف األمثمة الدالّة عمى ىذا الكجو مف التّشديد‪ ،‬االتفاؽ عمى ّ‬
‫تتكلّى إدارة مصانع شركة أخرل أف تضمف تحقيؽ أرباح تصؿ إلى مئة ألؼ عمى األقؿ نياية‬
‫أف ىذه ال ّشركة التي تتكلّى اإلدارة ال تساؿ ّإال عف حسف‬
‫السنة األكلى لتنفيذ العقد‪ ،‬ففي األصؿ ّ‬
‫لكنيا في ظؿ التّشديد تسأؿ عف تحقيؽ النتيجة المتّفؽ عمييا‪ ،‬ك لك كانت قد بذلت‬
‫أدائيا لإلدارة ك ّ‬
‫بمجرد عدـ تحقيؽ األرباح المتّفؽ عمييا‪.2‬‬
‫ّ‬ ‫ك ّؿ ما في كسعيا لكف لـ تفمح‪ ،‬ك تمتزـ بالتّعكيض‬

‫المككؿ عمى ككيمو في العقد المبرـ معو عمى أف يمتزـ ىذا األخير‬
‫ك مثاؿ ذلؾ أيضا اشتراط ّ‬
‫أف أصؿ التزامو ىك‬
‫الرغـ مف ّ‬
‫في العمؿ المك ّكؿ إليو بتحقيؽ نتيجة‪ ،‬مقابؿ أجرة زائدة عادة ‪ ،‬عمى ّ‬
‫بمجرد بذلو‬
‫ّ‬ ‫بذؿ عناية ك ليس تحقيؽ نتيجة‪ ،‬ففي ىذه الحالة ال تنتفي مسؤكلية الككيؿ تّجاه مك ّكمو‬
‫العناية المطمكبة أك الالّزمة في تنفيذ االلتزاـ‪ ،‬كاّنما يمتزـ بتحقيؽ الغاية مف تككيمو في العقد‪.‬‬

‫يصح ىذا المثاؿ لك كاف الككيؿ محاميان كفقا لمقانكف المصرم الذم سمح بيذا الكجو مف‬
‫ّ‬ ‫ك‬
‫التّشديد في االلتزاـ في تنظيمو لمينة المحاماة في القانكف رقـ ‪ 197‬لسنة ‪ ،3 2008‬حيث جاء‬
‫الدعكل كالجيد الذم بذلو المحامي ك النتيجة‬
‫المادة ‪ 82‬منو عمى ّأنو‪":‬يدخؿ في تقدير أتعاب ّ‬
‫في ّ‬
‫التي حققيا‪ ،"...‬في حيف ال يجكز ىذا الكجو مف التّشديد في التزاـ المحامي الجزائرم كفقا لمقانكف‬

‫‪ -1‬أحمد سميـ ؼ‬
‫يرز نصرة ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.158-157.‬‬
‫‪ -2‬أحمد مفمح خكالدة ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.125.‬‬
‫‪،‬المعدؿ كالمتمـ بالقانكف رقـ ‪ 197‬لسنة ‪.2008‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬قانكف رقـ ‪ 17‬لسنة ‪، 1987‬المتضمف تنظيـ مينة المحاماة المصرم‬
‫‪92‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫المتضمف تنظيـ مينة المحاماة ‪،1‬ك ذلؾ كفقا لممادة ‪ 23‬منو‪ ":‬ال يمكف أف يككف مبمغ‬
‫ّ‬ ‫رقـ ‪07-13‬‬
‫يعد باطالن كؿ اتفاؽ يخالؼ ذلؾ"‪.‬‬
‫المتكصؿ إلييا ك ّ‬
‫ّ‬ ‫لمنتائج‬
‫خاضعا ّ‬
‫ن‬ ‫األتعاب‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تطبيقات لشرط التّشديد كالقيكد الكاردة عميو‬


‫تطرقنا لتطبيقات شرطي اإلعفاء كالتخفيؼ خالؿ المبحث األكؿ مف ىذا الفصؿ في كؿ‬
‫ككما ّ‬
‫قؿ‪،‬سنتطرؽ لتطبيقات شرط التشديد في نفس العقكد باعتبارىا مف أىـ‬
‫ّ‬ ‫الن‬
‫مف عقكد البيع ‪ ،‬المقاكلة ك ّ‬
‫أىـ القيكد الكاردة عمى شرط التشديد باعتباره‬
‫‪،‬ثـ سنبرز ّ‬
‫العقكد المتداكلة بيف األفراد(فرع أكؿ) ّ‬
‫مقيدا بضكابط تحكؿ دكف اعتباره شرطا تعسفيا أك شرطا مخالفا لمنظاـ العاـ كمبادئ‬
‫شرطا ّ‬
‫العدالة(فرع ثاف)‪.‬‬
‫الفرع األكؿ‪ :‬تطبيقات لشرط التشديد‬
‫ندرس مف خالؿ ىذا الفرع الصكرة المعاكسة لشرطي اإلعفاء كالتخفيؼ ‪،‬كىك شرط التشديد ‪،‬‬
‫كارتأينا دراسة صكر كأشكاؿ ىذا الشرط في نفس العقكد المدركسة في المبحث األكؿ‪،‬حتّى يككف‬
‫ىناؾ انسجاـ في األفكار كالتضاح الفكرة أكثر حكؿ ىذه الشركط‪،‬كعميو سنتسعرض تطبيقات لشرط‬
‫النقؿ‪.‬‬
‫التشديد في كؿ مف عقد البيع‪،‬عقد المقاكلة‪ ،‬عقد ّ‬
‫أكال‪:‬تطبيقات في عقد البيع لشرط التشديد‪.‬‬

‫رأينا فيما سبؽ أف الضماف القانكني مف أكبر الضمانات التي قدميا المشرع الجزائرم‬
‫لممشترم في عقد البيع ‪ ،‬فيي أكثر نفعا كمصمحة لو‪ ،‬عمى خالؼ البائع الذم يعتبرىا حمال ثقيال‬
‫عميو‪ ،‬كفي ىذا نصت المادة ‪ 384‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج عمى أنو‪" :‬يجكز لممتعاقديف بمقتضى اتفاؽ خاص أف‬
‫يزيدا في الضماف أك أف ينقصا منو أك أف يسقطا ىذا الضماف ‪ .‬غير أف كؿ شرط يسقط الضماف‬

‫‪ -1‬قانكف رقـ ‪ ، 07-13‬مؤرخ في ‪ 29‬أكتكبر ‪، 2013‬المتضمف تنظيـ مينة المحاماة الجزائرم ‪،‬ج‪.‬ر عدد ‪، 53‬لسنة ‪.2013‬‬
‫‪93‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫أك ينقصو يقع باطال إذا تعمد البائع إخفاء العيب في المبيع غشا منو"‪،‬فيتضح مف ىذا النص جكاز‬
‫االتفاؽ عمى الزيادة في الضماف مع تكفر عامؿ حسف النية ‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 12‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ، 266-90‬المتعمؽ بضماف المنتكجات‬
‫كالخدمات‪ ،‬عمى جكاز الزيادة في الضماف شريطة أف تككف ىذه الزيادة مجانية ‪،‬كأف تقدـ منفعة‬
‫‪1‬‬
‫؛كعميو ستتـ دراسة تطبيقات لشرط‬ ‫لممستيمؾ أكثر مف المنفعة التي يقدميا الضماف القانكني‬
‫التشديد في عقد البيع في حالة ضماف االستحقاؽ ‪،‬ثـ في حالة ضماف العيب الخفي في المبيع ‪.‬‬

‫أ‪-‬زيادة ضماف االستحقاؽ ‪:‬‬


‫مف خالؿ نص المادة ‪ 384‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج نالحظ أف المشرع أجاز التشديد في المسؤكلية عف‬
‫طريؽ االتفاؽ في ىذا الضماف‪ ،‬كمثاؿ ذلؾ‪ :‬اشتراط عدـ قياـ البائع بأعماؿ تتعارض كطبيعة‬
‫االنتفاع الخاص الذم يرمي إليو المشترم ‪ ،‬كأف يمتزـ بعدـ تعاطي تجارة مماثمة لنشاط المحؿ‬
‫مكضكع التعاقد ‪ ،2‬أك أف يضمف البائع التعرض المادم الصادر مف الغير كالذم أصال ال يكجبو‬
‫عميو القانكف‪.‬‬
‫كما قد يتفؽ المتعاقداف عمى جكاز الرجكع عمى البائع بضماف االستحقاؽ متى عمـ المشترم‬
‫بسبب االستحقاؽ ك لك قبؿ كقكع التعرض فعال‪ ،‬أك االتفاؽ عمى أف يضمف البائع نزع ممكية العقار‬
‫لممنفعة العامة بينما يعفيو القانكف مف ذلؾ ‪. 3‬‬

‫ب‪-‬زيادة ضماف العيب الخفي ‪:‬‬

‫‪ -1‬المرسكـ التنفيذم رقـ ‪، 266-90‬مؤرخ في ‪ 15‬سبتمبر ‪ ، 1990‬ج‪.‬ر عدد ‪، 40‬الصادرة بتاريخ ‪ 19‬سبتمبر‬
‫‪،1990‬ص‪.14.‬‬
‫‪ -2‬بف عامر خير الديف ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.61.‬‬
‫‪ -3‬عبد الرزاؽ أحمد السنيكرم ‪،‬الكسيط ‪،‬ج ‪،01‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.698.‬‬
‫‪94‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫أجاز القانكف اتفاؽ البائع كالمشترم عمى زيادة ضماف العيب الخفي كما لك اتفؽ الطرفاف‬
‫عمى أف يضمف البائع كؿ عيكب المبيع‪ ،‬كخاصة تمؾ التي لـ يتكصؿ إلى رؤيتيا كقت التسميـ‪ ،‬أك‬
‫التي جرل العرؼ عمى التسامح فييا ‪ ،‬أك أف يضمف العيب الذم لـ يعممو المشترم كقت العقد‬
‫حتى لك كاف بإمكانو أف يعممو إف فحص المبيع بعناية الرجؿ المعتاد ‪.1‬‬
‫إضافة ليذه الصكر نذكر صكرة شائعة كىي ضماف الصالحية لمدة معينة‪ .‬كلتحقيؽ ىذا‬
‫الضماف يجب أف يحدث الخمؿ أك العيب في فترة الضماف‪ ،‬الفقرة الالزمة لتجريب المبيع كالتأكد‬
‫‪386‬‬ ‫مف صالحيتو لمعمؿ ‪ ، 2‬كقد نظـ المشرع الجزائرم ضماف صالحية المبيع لمعمؿ في المادة‬
‫ؽ‪.‬ـ‪.‬ج ‪،‬كاعتبره يخضع التفاؽ المتعاقديف ‪.‬‬

‫كما يمكف لممتعاقديف كضع اتفاؽ في عقد بيع األشياء المستعممة بزيادة الضماف عمييا ‪3‬؛عمى‬
‫خالؼ مف ينادم بأنو قد يككف تعسفا في حؽ البائع ‪،‬ككف المشترم يعمـ غالبا أف الشيء‬
‫المستعمؿ بو عيكب أك قابالن لممعيب ‪ ،‬بخالؼ لك كاف جديدا ‪ ،‬فما يعتبر عيبا في الشيء الجديد‬
‫قد ال يعتبر كذلؾ في الشيء المستعمؿ ‪ ،‬كىذا مجرد تطبيؽ لما كرد في المادة ‪ 364‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج‪.4‬‬

‫ثانيا‪ :‬تطبيقات في عقد المقاكلة لشرط التشديد‬


‫رأينا أف أحكاـ الضماف ال تخضع لمنظاـ العاـ‪ ،‬كبالتالي يجكز االتفاؽ عمى ما يخالفيا‪،‬‬
‫كالتشديد فييا أك تخفيضيا أك محكىا باتفاؽ خاص‪ ،‬كعمى خالؼ ىذا فإف أحكاـ ضماف المقاكؿ ك‬

‫‪ -1‬أحمد خميؿ حسف قدادة ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.181.‬‬


‫‪2‬‬
‫كبيف ذلؾ‬
‫‪ -‬لقد حدد المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ 266-90‬مدة صالحية العمؿ في المادة ‪ 16‬منو بيف ‪ 06‬أشير ك‪ 18‬شي ار‪ّ .‬‬
‫بالتفصيؿ ‪ ،‬القرار الكزارم المؤرخ في ‪ 10‬مام ‪، 1994‬يتضمف كيفيات تطبيؽ المرسكـ التنفيذم ارقـ ‪ 266-90‬المؤرخ في ‪15‬‬
‫سبتمبر ‪، 1990‬المتعمؽ بضماف المنتجات كالخدمات ‪،‬ج‪.‬ر عدد ‪، 35‬الصادرة بتاريخ ‪ 05‬جكاف ‪.1994‬‬
‫حيز التنفيذ‬
‫المحدد لشركط ككيفيات كضع ضماف السمع كالخدمات ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬تنص المادة ‪ 01/17‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪327-13‬‬
‫عمى أنو ‪ ":‬ال يمكف أف تق ّؿ مدة الضماف عف ثالثة (‪ )03‬أشير بالنسبة لممنتجات المستعممة"‪،‬ج‪.‬ر عدد ‪، 49‬الصادرة بتاريخ ‪02‬‬
‫أكتكبر ‪.2013‬‬
‫‪ -4‬تنص المادة ‪ 364‬ؽ‪.‬ـ‪,‬ج عمى ّأنو ‪ ":‬يمتزـ البائع بتسميـ المبيع لممشترم في الحالة التي كاف عمييا كقت البيع"‪.‬‬
‫‪95‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫‪ 556‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج الذم جاء‬ ‫الميندس المعمارم تعتبر مف النظاـ العاـ‪ ،‬كىذا ما يؤكده نص المادة‬
‫فيو‪":‬يككف باطال كؿ شرط يقصد بو إعفاء الميندس المعمارم كالمقاكؿ مف الضماف أك الحد منو"‪.‬‬
‫مف خالؿ ىذا النص رأينا أنو ال يجكز االتفاؽ عمى إعفاء المقاكؿ أك الميندس المعمارم‬
‫مف المسؤكلية أك الحد منيا باتفاؽ خاص ‪ ،‬إال أنو يمكف تشديد ىذه المسؤكلية بمفيكـ المخالفة‬
‫لنص المادة السابقة‪ ،‬كبالتالي سنتطرؽ إلى جكاز تشديد مسؤكلية المقاكؿ كالميندس المعمارم ‪،‬ثـ‬
‫سنرل العالقة المكجكدة بيف ضماف العيب الخفي في المبيع كالمسؤكلية العشرية لممشيديف ‪.‬‬

‫أ‪-‬جكاز تشديد الضماف العشرم ‪:‬‬


‫مف خالؿ نص المادة ‪ 556‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج يظير أنو ال يكجد ما يمنع مف تشديد الضماف‪،‬فإذا قدر‬
‫األطراؼ أف مدة العشر سنكات غير كافية لفحص كاختبار البناء ‪،‬عمى اعتبار أنو مف نكعية‬
‫خاصة مثال ‪ ،‬سكاء مف حيث جسامتو أك دقة العمؿ فيو ‪،‬فيتفقكف عمى زيادة مدة الضماف إلى‬
‫أكثر مف المدة المحددة قانكنا‪.‬‬
‫إذا كاف ىذا ىك األصؿ بالنسبة لالتفاقيات المشددة لممسؤكلية‪ ،‬إال أنو ينبغي مع ذلؾ‬
‫التحفظ في حالة تعسؼ رب العمؿ ‪ ،‬حيف يضمف العقد شركطان يقصد بيا تشديد الضماف بإطالة‬
‫المدة رغـ أف العمؿ المطمكب ال يتطمب ىذا التشدد‪ ،‬إذ ىك في المستكل العادم مف األعماؿ ‪،‬‬
‫فمثؿ ىذا الشرط في ىذه الحالة يتنافى كقصد المشرع مف تحديده لمدة الضماف‪ ،‬الذم كما قصد بو‬
‫حماية رب العمؿ ‪ ،‬قصد أيضا إبراء ذمة المشيديف مف المسؤكلية بعد انقضاء المدة دكنما انتظار‬
‫لمدة التقادـ الطكيؿ‪. 1‬‬

‫ب‪-‬عالقة العيب الخفي في المبيع بالضماف العشرم ‪:‬‬

‫‪ -1‬بف عامر خير الديف ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.‬ص‪.63-62.‬‬


‫‪96‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫يقكـ الضماف العشرم بقكة بكجكد شرط التيدـ ‪،‬حيث يرتكز عميو كثي انر ؛لككنو الغاية مف‬
‫استحقاؽ الضماف ‪ ،‬إال أنو يمكف تكسيع نطاؽ الضماف العشرم ليشمؿ العيكب الخفية كاف لـ‬
‫تؤدم النييار البناء ‪ ،‬كلكف ىي عمى ٍّ‬
‫حد مف الخطكرة تتجمى في المس بصالبة البناء أك جعمو‬
‫البناء أف يعكد عمى البائع (رب العمؿ) بضماف العيب الخفي في المبيع‪ ،‬كىذا األخير يعكد عمى‬
‫المشيديف بالضماف العشرم المتفؽ عميو ‪ ،‬كىي صكرة مف صكر زيادة نطاؽ الضماف العشرم ‪. 1‬‬
‫ثالثا‪:‬تطبيقات في عقد النقؿ لشرط التشديد‬
‫لـ يكرد القانكف التجارم نصكصا خالصة في مجاؿ تشديد مسؤكلية الناقؿ ‪،‬إال أف ىذا ال‬
‫يعني أنو ال يجكز ذلؾ ‪،‬فبالعكس‪ ،‬مف خالؿ استقراء النصكص المنظمة لعقد النقؿ نستنتج أف‬
‫مشددة؛ لذلؾ سندرس ىذا باقتضاب في حالتيف ‪:‬حالة‬
‫مسؤكلية الناقؿ في طبيعتيا ىي مسؤكلية ّ‬
‫نقؿ األشخاص ‪،‬ثـ نقؿ البضائع‪.‬‬
‫أ‪-‬حالة نقؿ األشخاص‪:‬‬
‫ينص القانكف التجارم الجزائرم عمى جكاز تشديد مسؤكلية الناقؿ في عقد نقؿ األشخاص‬
‫لـ ّ‬
‫أف التزاـ الناقؿ ىك التزاـ‬
‫بر ‪،‬كما ّأنو لـ ينص أيضا عمى عدـ جكاز مثؿ ىذه الشركط ‪.‬كبما ّ‬
‫ّا‬
‫بتحقيؽ نتيجة‪ ،‬كىك ما جاء في المادتيف ‪ 62‬ك ‪ 64‬ؽ‪.‬ت‪.‬ج ‪،‬فال يمكف أف يثبت ّأنو بذؿ ما يبذلو‬
‫الناقؿ الحريص في المحافظة عمى سالمة المسافر ‪ ،‬ك ّأنو اتّخذ كافة االحتياطات لضماف سالمة‬
‫ألف اليدؼ‬
‫المشددة لمسؤكلية الناقؿ يمكف زيادة تشديدىا باتفاؽ األطراؼ؛ ّ‬
‫ّ‬ ‫المسافر‪.‬ىذه الطبيعة‬
‫كاحد كىك ضماف سالمة المسافر ‪،‬كمف صكر التشديد أف يتحمؿ الناقؿ السبب األجنبي خاصة فيما‬
‫يعفيو القانكف فيو كالقكة القاىرة‪.‬‬

‫‪ -1‬مقارنة بيف ضماف العيب الخفي في المبيع بالضماف العشرم لممقاكؿ كالميندس المعمارم ‪ ،‬مف مكقع ‪frssiwa . :‬‬
‫‪blogspot . com‬آخر زيارة لممكقع بتاريخ ‪ 2021/05/22‬عمى الساعة ‪. 19:05‬‬
‫‪97‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫كذلؾ الحاؿ بالنسبة لمناقؿ البحرم لألشخاص فيجكز تشديد مسؤكلية الناقؿ؛ ككف األمر‬
‫يتعمّؽ بسالمة جسـ اإلنساف ‪ .‬كالبعض يرل ّأنو كمما كاف ىناؾ تشديد في المسؤكلية ‪،‬زادت حيطة‬
‫كحرص الناقؿ ‪،‬كبالتالي تزداد احترافيتو في ممارسة عممية النقؿ‪.‬‬

‫نص صريح في القانكف عمى تشديد مسؤكلية‬


‫ككذلؾ األمر بالنسبة لمناقؿ الجكم ‪،‬ال يكجد ّ‬
‫الناقؿ الجكم‪ّ ،‬إال ّأنو ال يكجد ما يمنع ذلؾ أيضا‪.‬‬

‫ب‪-‬حالة نقؿ البضائع‪:‬‬


‫ينص القانكف التجارم الجزائرم كذلؾ عمى جكاز تشديد مسؤكلية الناقؿ البرم لمبضائع‬
‫لـ ّ‬
‫أف ذلؾ ال يعني عدـ جكاز مثؿ ىذا الشرط ‪،‬فيمكف لألطراؼ االتفاؽ عمى زيادة مسؤكلية‬
‫‪،‬إال ّ‬
‫ّ‬
‫الناقؿ ‪،‬كعميو يستطيع المرسؿ أف يشترط عمى الناقؿ ضماف ىذا األخير لمسبب األجنبي ‪ ،‬أك‬
‫اشتراط أف يبذؿ الناقؿ عناية خاصة في تنفيذ بعض التزاماتو ‪ ،‬كمف الشركط التي تشدد المسؤكلية‬
‫أف يتفؽ الشاحف مع الناقؿ عمى أف يككف التزاـ ىذا األخير قائما حتى في حالة الضركرة التي قد‬
‫تؤدم بو إلى المجكء إلى تغيير طريؽ النقؿ ‪،‬كىي نفس الصكر التي يمكف أف تطبؽ في حالتي‬
‫تقر بذلؾ ‪.1‬‬
‫النقؿ البحرم كالجكم رغـ غياب نصكص صريحة ّ‬
‫الفرع الثاني‪:‬القيكد الكاردة عمى شرط التّشديد‬
‫عدة قيكد مستخمصة مف أحكاـ القضاء كآراء الفقياء كبعض‬
‫يرد عمى شرط التّشديد ّ‬
‫المادة ‪ 66‬ؽ‪.‬ت‪.‬ج التي ترمي إلى كجكب كضكح كصراحة شرط‬
‫النصكص التّشريعية كنص ّ‬
‫ّ‬
‫لمنظاـ العاـ ك مبادئ العدالة‪ ،‬ك ّأال يرد‬
‫التشديد ‪ ،‬إضافة إلى قيكد أخرل كعدـ مخالفة ال ّشرط ّ‬
‫الشرط في شكؿ بند تعسفي في عقد إذعاف‪.‬‬
‫أكال‪ :‬كضكح ك صراحة شرط التشديد‪.‬‬

‫‪ -1‬بف عامر خير الديف ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.65.‬‬


‫‪98‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫كمحددة ككنيا تزيد األعباء‪،‬‬


‫ّ‬ ‫يشترط في اتّفاقات التّشديد ّأال تككف مبيمة‪ ،‬ك أف تككف كاضحة‬
‫ينص الشرط صراحة في العقد عمى‬
‫تعد خركجا عف القكاعد العامة فيجب أف ّ‬
‫عمى المديف‪ ،‬ك ّ‬
‫أف‬
‫تشددا‪ ،‬كأف يتّفؽ مثال عمى ّ‬
‫األمكر التي يضمنيا المديف ك التي تعد زيادة في االلتزاـ ك ّ‬
‫لممشترم الرجكع عمى البائع في حالة االستحقاؽ لجميع المصركفات حتى لك كانت كمالية ك حتى‬
‫لك كاف البيع حسف النية‪ ،‬كىناؾ العديد مف التطبيقات القانكنية لمبدأ الكضكح ك الكتابة فيما يتعمؽ‬
‫بشرط التشديد ك مف ذلؾ ما نصت عميو المادة ‪ 11‬ؽ‪.‬ت‪.‬ج ‪.‬‬

‫لمنظاـ العاـ ك مبادئ العدالة‬


‫ثانيا‪ :‬مخالفة ال ّشرط ّ‬
‫لمنظاـ العاـ‪ ،‬كمثاؿ‬
‫ال يجكز االتفاؽ عمى تشديد المسؤكلية العقدية بكضع شركط مخالفة ّ‬
‫خاص يجيز ذلؾ‪ ،‬ك مثؿ ىذا الشرط باطؿ ك‬
‫ّ‬ ‫مدة تقادـ أطكؿ ما لـ يكجد نص‬
‫ذلؾ االتفاؽ عمى ّ‬
‫المكحػد لمقػانكف المػػدني فػي المػادة ‪ 312‬منػػو عمػػى أنػػو‪ ":‬إذا تػ ّػـ االتفاؽ‬
‫جػاء فػي المشػركع العربػي ّ‬
‫القكة القػاىرة جػاز لممحكمػة إعفاء المػديف مػ ػػف‬
‫يتحمؿ المديف تبعة الحادث المفاجئ أك ّ‬
‫ّ‬ ‫عمى أف‬
‫ىػ ػػذه المسػ ػػؤكلية أك تعػ ػػديميا كفقػ ػػا لمػ ػػا تسػ ػػتكجبو العدالػ ػػة‪ ،‬ك يقػ ػػع بػ ػػاطال كػ ػػؿ شػ ػػرط مخػ ػػالؼ‬
‫لذلؾ"‪.1‬‬
‫لممشرع الجزائرم كحتى المصػرم قػد فػتح البػاب كاسػعا‬
‫ّ‬ ‫المكحد خالفا‬
‫ك بذلؾ يككف المشركع ّ‬
‫لمقاضي لمّتدخؿ في إجياض مغامرة أقدـ عمييا المديف مخالفا قكاعد العدالة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أالّ يتّخذ الشرط بندا في عقد إذعاف‬


‫تنص المػادة ‪ 110‬ؽ ‪.‬ـ‪.‬ج عمػى أنػو‪ ":‬إذا ت ّػـ العقػد بطريػؽ اإلذعػاف ك كػاف قػد تض ّػمف‬
‫ّ‬
‫يعدؿ ىذه الشػركط ك أف يعفػي الطػّرؼ المػذعف منيػا‪ ،‬ك ذلػؾ‬ ‫تعسفية‪ ،‬جاز لمقاضي أف ّ‬ ‫شػركطا ّ‬
‫كفقػا لمػا تقضػػي ب ػػو العدال ػػة‪ .‬ك يقػػع ب ػػاطال ك ػػؿ اتّفػػاؽ عم ػػى خ ػػالؼ ذلػػؾ"‪ ،‬فم ػػف خ ػػالؿ ىػػذه‬

‫‪ -1‬أحمد سميـ فيرز نصرة ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.168.‬‬


‫‪99‬‬
‫انفصم انثاني‪ :‬االتفاقات انمعذنة ألحكام انمسؤونية انعقذية‬

‫ػادة يج ػػكز لمقاضي استبعاد ال ّشركط القاضية بتشديد المسؤكلية‪ ،‬إذا ما كجد أنيا شركط كاردة في‬
‫الم ػ ّ‬
‫عقد إذعػاف ك يعفي الط ػػرؼ المػذعف في ىػذه الحالة مف التزامو بشػرط التشديد‪.1‬‬

‫‪ -1‬بف عامر خير الديف ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.67.‬‬


‫‪100‬‬
‫البـ ـ ــحتمق‬
‫انخاتمة‬

‫تقدـ تقديمو مف خالؿ ىذه الدراسة‪ ،‬حاكلنا تحميؿ مكضكع آثار المسؤكلية العقدية في‬
‫في ضكء ما ّ‬
‫التشريع الجزائرم‪ ،‬كذلؾ بتحديد ىذه اآلثار كتفصيؿ أحكاـ كؿ منيا‪ ،‬فقمنا أف األثر األكؿ كاألىـ‬
‫لممسؤكلية العقدية يتجسد في رفع دعكل المسؤكلية العقدية بعد تكافر أركاف ىذه األخيرة مف خطأ‬
‫أف ىذه الدعكل ترفع مف المضركر كأصؿ عاـ كقد‬
‫كتـ تبياف ّ‬
‫عقدم كضرر كعالقة سببية بينيما‪ّ ،‬‬
‫ترفع في أحكاؿ أخرل مف غير الشخص المضركر‪ ،‬ضد المديف أك الشخص المسؤكؿ بتقديمو‬
‫لطمبات قضائية في تمؾ الدعكل كالتي تعتبر بمثابة سبب ليا‪ ،‬كيتـ الرد عمى تمؾ الطمبات مف قبؿ‬
‫الشخص المسؤكؿ عف طريؽ الدفكع كالتي تنحصر في الدفع بتقادـ دعكل المسؤكلية العقدية‪.‬‬

‫أما األثر الثاني المترتب عف المسؤكلية العقدية فيتمثؿ في التعكيض ككنو يعد جزاء لدعكل‬
‫المسؤكلية التي يرفعيا المضركر‪ ،‬كىك يعتبر حؽ يثبت لمدائف في مكاجية المديف عند تحقؽ أركاف‬
‫المسؤكلية؛ كيراعى في تقديره ما لحؽ الدائف مف خسارة كما فاتو مف كسب‪ ،‬كقد يأخذ التعكيض‬
‫صكرة نقدية أك أم ترضية أخرل مساكية لممنفعة التي كاف سيناليا الدائف لك لـ يتـ اإلخالؿ‬
‫بااللتزاـ‪.‬‬

‫كيشترط الستحقاؽ التعكيض تكافر جممة مف الشركط المكضكعية المتعمقة بأركاف المسؤكلية‬
‫العقدية مف خطأ عقدم كضرر كعالقة سببية‪ ،‬ككذا البد مف تكافر الشركط الشكمية كىي اإلعذار‬
‫كعدـ كجكد اتفاؽ مسبؽ عمى اإلعفاء مف المسؤكلية العقدية‪.‬‬

‫كاألصؿ أف القاضي ىك الذم يقدر التعكيض بناء عمى سمطتو التقديرية‪ ،‬غير أف التعكيض‬
‫قد يككف محدد مسبقا إما بنص قانكني‪ ،‬أك باتفاؽ بيف األطراؼ في صكرة شرط جزائي‪ ،‬ىذا‬
‫األخير الذم يأتي إما في العقد األصمي أك في اتفاؽ الحؽ‪.‬‬

‫كالى جانب ذلؾ نجد أثر آخر لممسؤكلية العقدية كالمتمثؿ في االتفاقات المعدلة ألحكاـ‬
‫المسؤكلية العقدية كىي تتجسد في ثالث الشركط‪ ،‬كىي الشرط المعفي كالشرط المخفؼ كالشرط‬
‫‪101‬‬
‫انخاتمة‬

‫أف القانكف المدني الجزائرم قد أجاز ىذه الشركط في المادة ‪ 178‬منو‪،‬كىي‬


‫المشدد لممسؤكلية‪،‬حيث ّ‬
‫تصدر عف المتعاقديف أثناء إبراـ العقد ‪.‬‬

‫يترتب عمى شرط التخفيؼ أف المديف تحصر مسؤكليتو في جزء منيا‪ ،‬أما إذا كاف الشرط‬
‫يرمي إلى اإلعفاء الكمي فيعفى المديف كميا مف المسؤكلية المترتبة عف الخطأ العقدم‪ ،‬بالرغـ مف‬
‫أنو يككف مسؤكال طبقا لمقكاعد العامة‪ ،‬كقد قمنا بجمع شرط التخفيؼ مف المسؤكلية العقدية (اإلعفاء‬
‫الجزئي) مع شرط اإلعفاء الكمي في مبحث كاحد فيما يخص تطبيقاتيما التشريعية كذلؾ ألف‬
‫شرطي التخفيؼ كاإلعفاء ال يختمفاف ّإال مف الناحية الشكمية‪ ،‬فأحكاـ شرط التخفيؼ يسرم عمييا ما‬
‫يسرم عمى شرط اإلعفاء‪ ،‬كذلؾ التحاد العمة بينيما‪.‬‬

‫‪ 178‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج‪،‬‬ ‫أما شرط التشديد فقد أجازه المشرع الجزائرم بصريح العبارة في نص المادة‬
‫حيث أجاز تحمؿ المديف تبعة الحادث المفاجئ كالقكة القاىرة‪ ،‬كما يمكف أف يرد شرط التشديد في‬
‫عدة صكر أكردناىا عمى سبيؿ المثاؿ في العقكد المدركسة في المبحث الثاني مف الفصؿ الثاني‬
‫كأصؿ عاـ‪ ،‬كلكف ىناؾ قيكد ترد عمى ىذا الشرط ككضكح كصراحة الشرط كعدـ مخالفتو لمنظاـ‬
‫العاـ كاآلداب‪ ،‬ككذلؾ عدـ كجكد بند تعسفي في عقكد اإلذعاف‪.‬‬

‫كنخمص في دراستنا آلثار المسؤكلية العقدية في التشريع الجزائرم بعدة نتائج‪ ،‬نذكر منيا‪:‬‬

‫أف دعكل المسؤكلية العقدية ترفع مف قبؿ الدائف ضد مدينو باستعماؿ الكسائؿ التي شرعيا‬
‫‪ّ-‬‬
‫القانكف‪ ،‬أال كىي الطمبات كالدفكع‪.‬‬

‫أف التعكيض ىك حؽ لمدائف كالتزاـ لممديف‪ ،‬يثبت في ذمتيما عند اإلخالؿ بااللتزاـ‪ ،‬كيككف إما‬
‫‪ّ-‬‬
‫نقدا كاما في شكؿ ترضية أخرل مساكية لممنفعة التي كاف سيناليا الدائف لك لـ يتـ اإلخالؿ‬
‫بااللتزاـ‪ ،‬كالستحقاؽ التعكيض في المسؤكلية العقدية البد مف تكافر جممة مف الشركط منيا ما‬
‫يتعمؽ بأركاف المسؤكلية العقدية مف خطأ عقدم‪ ،‬كضرر‪ ،‬كعالقة سببية‪ ،‬كشركط أخرل تتعمؽ‬
‫‪102‬‬
‫انخاتمة‬

‫بطبيعة القكاعد التي تحكـ المسؤكلية العقدية تتمثؿ في اإلعذار ككذا عدـ االتفاؽ عمى اإلعفاء مف‬
‫المسؤكلية العقدية‪.‬‬

‫أف المشرع الجزائرم تناكؿ مسألة تقدير التعكيض كجزاء لقياـ المسؤكلية العقدية كأثر مف آثارىا‪،‬‬
‫‪ّ-‬‬
‫‪ 182‬مف التقنيف المدني كىي‬ ‫مف خالؿ ربطيا بثالث مصادر لمتقدير حسب المادة‬
‫القانكف‪،‬االتفاؽ‪ ،‬القضاء‪.‬‬

‫أف المشرع الجزائرم يجيز تعديؿ قكاعد المسؤكلية‬


‫‪ّ -‬أنو يالحظ مف خالؿ نص المادة ‪ 178‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج ّ‬
‫العقدية عف طريؽ االتفاؽ‪ ،‬باإلعفاء منيا أك تخفيفيا أك تشديدىا‪ ،‬كيستثنى مف ذلؾ حالتي الغش‬
‫كالخطأ الجسيـ لممديف أك معاكنيو‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫ـحامق المراجع‬
‫قائمة انمراجع‬

‫أكال‪ :‬بالمغة العربية‪:‬‬

‫أ‪-‬الكتب‪:‬‬

‫كقضاء‪ ،‬دار الكتب القانكنية المصرية‪،‬‬


‫ن‬ ‫‪- 1‬إبراىيـ سيد أحمد‪ ،‬التعكيض االتفاقي فقيا‬
‫‪.2005‬‬
‫‪- 2‬أحمد خميؿ حسف قدادة‪ ،‬الكجيز في شرح القانكف المدني الجزائرم‪ ،‬الجزء الرابع(عقد‬
‫البيع)‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪. 2000 ،‬‬
‫‪- 3‬أحمد مفمح خكالدة‪ ،‬شرط اإلعفاء مف المسؤكلية العقدية‪.‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الثقافة لمنشر‬
‫كالتكزيع‪ ،‬األردف‪. 2011 ،‬‬
‫‪- 4‬بمحاج العربي‪ ،‬النظرية العامة لاللتزاـ في القانكف المدني الجزائرم‪.‬التصرؼ القانكني‪،‬‬
‫الطبعة الخامسة‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪. 2007 ،‬‬
‫‪- 5‬العيش فضيؿ‪ ،‬شرح قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية الجديد(القانكف ‪ ،)09-08‬د‪ .‬ط ‪،‬‬
‫منشكرات أميف‪ ،‬الجزائر‪. 2009 ،‬‬
‫‪- 6‬الفيركز األبادم ‪،‬القامكس المحيط‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬مطبعة مصطفى البابي‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.1952‬‬
‫‪- 7‬أنكر سمطاف‪ ،‬مصادر االلتزاـ في القانكف المدني‪.‬دراسة مقارنة بالفقو اإلسالمي‪ ،‬دار‬
‫الثقافة لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،‬الطبعة الرابعة‪. 2010 ،‬‬
‫‪ 8‬ب‪-‬ربارة عبد الرحمف‪ ،‬شرح قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية(قانكف رقـ ‪ 09-08‬مؤرخ في‬
‫‪ 23‬فيفرم ‪ ،)2008‬ط‪ ، 03.‬منشكرات بغداكم‪ ،‬الجزائر‪. 2009 ،‬‬
‫حدادم رشيدة‪ ،‬الطمبات العارضة كالدعاكل الفرعية في قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‬
‫‪ّ- 9‬‬
‫الجزائرم(قانكف ‪ 09-08‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفرم ‪ ،)2008‬ط‪ ،03.‬دار ىكمة‪. 2013 ،‬‬

‫‪104‬‬
‫قائمة انمراجع‬

‫‪-10‬حسف حنتكش رشيد الحسناكم‪ ،‬التعكيض القضائي في نطاؽ المسؤكلية العقدية(دراسة‬


‫مقارنة)‪ ،‬طبعة ‪. 1999‬‬

‫‪ ،1976‬مطبعة‬ ‫‪-11‬حسف عمي الذنكف‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات‪.‬أحكاـ االلتزاـ‪ ،‬طبعة‬


‫الجامعة‪ ،‬المستنصرية ‪.‬‬

‫‪-12‬حسني محمد جاد الرب‪ ،‬التعكيض االتفاقي عف عدـ تنفيذ االلتزاـ أك التأخر فيو‪.‬دراسة‬
‫مقارنة بيف الفقو اإلسالمي كالقانكف الكضعي‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪. 2007 ،‬‬

‫‪-13‬حسيف عامر‪ ،‬القكة الممزمة لمعقد‪ ،‬الطبعة األكلى‪ ،‬القاىرة‪. 1949 ،‬‬

‫‪-14‬زىدكر ككثر ‪،‬الكجيز في األحكاـ العامة في المسؤكلية المدنية طبقا لمتشريع الجزائرم‪ ،‬دار‬
‫الغرب لمنشر كالتكزيع‪ ،‬كىراف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ف ‪.‬‬

‫‪-15‬سعد عبد العزيز‪ ،‬أبحاث تطبيقية في قانكف اإلجراءات المدنية الجديد‪ ،‬د‪.‬ط ‪ ،‬دار ىكمة‪،‬‬
‫الجزائر‪. 2013 ،‬‬

‫‪-16‬سعدكف العامرم‪ ،‬تعكيض الضرر في المسؤكلية التقصيرية‪ ،‬منشكرات مركز البحكث‬


‫القانكنية‪ ،‬بغداد‪. 1981 ،‬‬

‫‪-17‬سعيد السيد قنديؿ‪ ،‬آليات تعكيض األضرار البيئية‪ -‬دراسة في ضكء األنظمة القانكنية‬
‫كاالتفاقات الدكلية‪ ،-‬طبعة ‪ ،2004‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬اإلسكندرية ‪.‬‬

‫‪-18‬سميماف مرقس‪ ،‬الكافي في شرح القانكف المدني‪ .‬الفعؿ الضار كالمسؤكلية المدنية‪ ،‬الجزء‬
‫الثاني‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬دار النيضة العربية‪. 1957 ،‬‬

‫‪105‬‬
‫قائمة انمراجع‬

‫‪-19‬سميماف مرقس‪ ،‬المسؤكلية في تقنيات البالد العربية‪ ،‬القسـ األكؿ‪ ،‬مطبعة الجيالكم‪،‬‬
‫القاىرة‪. 1971 ،‬‬

‫‪-20‬شريؼ الطباخ‪ ،‬التعكيض في المسؤكلية التقصيرية كالمسؤكلية العقدية في ضكء الفقو‬


‫كالقضاء‪ ،‬دار الفكر كالقانكف‪ ،‬المنصكرة‪. 2008 ،‬‬

‫‪-21‬شريؼ عمار‪ ،‬التعكيض عف اإلخالؿ بالعقد‪.‬التطبيؽ العممي لممسؤكلية المدنية‪ ،‬طبعة‬


‫‪ ،2008‬دار الفكر كالقانكف‪ ،‬المنصكرة ‪.‬‬

‫‪-22‬صادؽ حيدر‪ ،‬شرح قانكف المرافعات المدنية(دراسة مقارنة)‪ ،‬د‪.‬ط ‪،‬مكتبة السنيكرم‪،‬‬
‫بغداد‪. 2011 ،‬‬

‫‪ -23‬عبد الباقي البكرم‪ ،‬شرح القانكف المدني العراقي‪.‬أحكاـ االلتزاـ‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬مطبعة‬
‫الزىراء‪ ،‬بغداد‪. 1970 ،‬‬

‫‪-24‬عبد الرزاؽ أحمد السنيكرم‪ ،‬الكسيط في شرح القانكف المدني‪ ،‬ج ‪(01‬نظرية االلتزاـ بكجو‬
‫عاـ)‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬لبناف‪ ،‬د‪.‬س ‪.‬‬

‫‪-25‬عبد الرزاؽ أحمد السنيكرم‪ ،‬الكسيط في شرح القانكف المدني الجديد‪ ،‬مج(العقكد الكاردة‬
‫عمى عمؿ)‪ ،‬الطبعة‪ ،03‬منشكرات الحمبي الحقكقية‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف‪. 1998 ،‬‬

‫‪-26‬عبد المنعـ البدراكم‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات‪.‬أحكاـ االلتزاـ‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬مطبعة‬
‫الجامعة‪. 1976 ،‬‬

‫‪-27‬عمي أبك عطية ىيكؿ‪ ،‬شرح قانكف المرافعات المدنية كالتجارية‪ ،‬د‪.‬ط ‪ ،‬دار المطبكعات‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪. 2007 ،‬‬

‫‪106‬‬
‫قائمة انمراجع‬

‫‪-28‬عمي عمي سميماف‪ ،‬النظرية العامة لاللتزاـ(مصادر االلتزاـ في القانكف المدني الجزائرم)‪،‬‬
‫ط ‪ ،05‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪. 2003 ،‬‬

‫‪-29‬عمي فياللي‪ ،‬االلتزامات‪.‬النظرية العامة لمعقد‪ ،‬المؤسسة الكطنية لمفنكف المطبعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫د‪.‬س ‪.‬‬

‫‪-30‬مأمكف الكزبرم‪ ،‬نظرية االلتزامات في ضكء قانكف االلتزامات كالعقكد المغربي‪،‬‬


‫ج‪(02‬أكصاؼ االلتزاـ كانتقالو كانقضاؤه)‪ ،‬المغرب‪ ،‬د‪.‬د‪.‬ف ‪،‬د‪.‬س‪.‬ف ‪.‬‬

‫‪-31‬محمد حسنيف‪ ،‬مصادر االلتزاـ في القانكف المدني الجزائرم‪ ،‬المؤسسة الكطنية لمكتاب‪،‬‬
‫‪. 1983‬‬

‫‪-32‬محمد حسنيف‪ ،‬عقد البيع في القانكف المدني الجزائرم‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬ديكاف المطبكعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪. 2006 ،‬‬

‫‪-33‬نصير صبار لفتو الجبكرم‪ ،‬التعكيض العيني(دراسة مقارنة)‪ ،‬دار قنديؿ لمنشر كالتكزيع‪،‬‬
‫عماف‪ ،‬ط‪. 2010 ، 01‬‬

‫ب‪-‬الرسائؿ كالمذكرات‪:‬‬

‫‪ -‬الرسائؿ‪:‬‬

‫‪-34‬أحمد سميـ فيرز نصرة‪ ،‬الشرط المعدؿ لممسؤكلية العقدية في القانكف المدني المصرم‪ ،‬رسالة‬
‫الدكتكراه‪ ،‬كمية الدراسات العميا‪ ،‬جامعة النجاح الكطنية‪ ،‬نابمس‪. 2006 ،‬‬

‫‪-35‬عباس الصراؼ‪ ،‬المسؤكلية العقدية عف فعؿ الغير في القانكف المقارف‪ ،‬أطركحة مقدمة‬
‫لنيؿ درجة الدكتكراه‪ ،‬جامعة القاىرة‪ ،‬منشكر مف دار الكتاب العربي‪ ،‬مصر‪ ،‬د‪.‬س ‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫قائمة انمراجع‬

‫‪ -‬المذكرات‪:‬‬

‫‪-36‬أشكاؽ الدىيمي‪ ،‬أحكاـ التعكيض عف الضرر في المسؤكلية العقدية‪ ،‬مذكرة مكممة لنيؿ‬
‫شيادة الماجستير في العمكـ القانكنية‪ ،‬قسـ القانكف الخاص‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪. 2014/2013 ،‬‬

‫‪-37‬العياشي شكاح‪ ،‬عقد النقؿ البرم لمبضائع‪ ،‬مذكرة الستكماؿ مقتضيات الحصكؿ عمى‬
‫شيادة الماجستير في القانكف‪ ،‬تخصص قانكف األعماؿ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫اإلخكة منتكرم‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪. 2005/2004 ،‬‬

‫‪-38‬أميف خميفي‪ ،‬المسؤكلية المدنية لمناقؿ البحرم لمبضائع(دراسة مقارنة بيف التشريع الجزائرم‬
‫كاتفاقية ىامبكرغ ‪ ،)1978‬مذكرة مقدمة لنيؿ درجة الماجستير في القانكف‪ ،‬تخصص مسؤكلية‬
‫مينية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة مكلكد معمرم‪ ،‬تيزم كزك‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪. 2009/2008‬‬

‫‪-39‬بمقاسـ أعراب‪ ،‬شركط اإلعفاء مف المسؤكلية المدنية‪ ،‬مذكرة مكممة لنيؿ شيادة الماجستير‬
‫في القانكف‪ ،‬تخصص عقكد كمسؤكلية‪ ،‬معيد العمكـ اإلدارية كالقانكنية‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪.1984‬‬

‫‪-40‬بف عامر خير الديف‪ ،‬الشركط المعدلة لممسؤكلية العقدية في التشريع الجزائرم‪ ،‬مذكرة لنيؿ‬
‫شيادة الماستار في القانكف‪ ،‬قسـ القانكف الخاص‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة أكمي‬
‫محند أكلحاج‪ ،‬البكيرة‪. 2018 ،‬‬
‫ّ‬

‫‪108‬‬
‫قائمة انمراجع‬

‫‪-41‬بكبكر فارس‪ ،‬الشرط الجزائي كسمطة القاضي في تعديمو عمى ضكء القانكف المدني‬
‫الجزائرم‪ ،‬مذكرة ماجستير في القانكف‪ ،‬تخصص عقكد كمسؤكلية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪. 2014/2013 ،‬‬

‫‪-42‬بيطار صابرينة‪ ،‬التعكيض في نطاؽ المسؤكلية المدنية في القانكف الجزائرم‪ ،‬مذكرة مقدمة‬
‫لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف‪ ،‬فرع القانكف الخاص األساسي‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬أدرار‪. 2015 ،‬‬

‫‪-43‬حميدة يكس؛ ساعك كيينة‪ ،‬االتفاقات المعدلة لممسؤكلية العقدية في القانكف المدني‬
‫الجزائرم‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماستار في الحقكؽ‪ ،‬شعبة القانكف الخاص‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ‬
‫السياسيةف جامعة عبد الرحمف ميرة‪ ،‬بجاية‪. 2015/2014 ،‬‬

‫‪-44‬ختاؿ ريمة؛ حمداكم كىيبة‪ ،‬نظرية الخصكمة في قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪،‬‬
‫مذكرة تخرج لنيؿ شيادة الماستار في الحقكؽ‪ ،‬فرع القانكف الخاص‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمف ميرة‪ ،‬بجاية‪. 2017 ،‬‬

‫‪-45‬سياـ سكيح‪ ،‬عقد النقؿ الجكم‪ ،‬مذكرة تخرج لنيؿ شيادة الماستار في القانكف‪ ،‬تخصص‬
‫قانكف األعماؿ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد بكضياؼ‪ ،‬المسيمة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪. 2016/2015‬‬

‫‪-46‬فريحة كماؿ‪ ،‬المسؤكلية المدنية لمطبيب‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف‪،‬‬
‫تخصص عقكد كمسؤكلية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة مكلكد معمرم‪ ،‬تيزم كزك‪،‬‬
‫‪. 2012/2011‬‬

‫‪109‬‬
‫قائمة انمراجع‬

‫‪-47‬قكقك بمعجات‪ ،‬نظرية الظركؼ الطارئة في القانكف المدني الجزائرم‪ ،‬مذكرة تخرج لنيؿ‬
‫شيادة الماستار في القانكف‪ ،‬تخصص قانكف خاص شامؿ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫عبد الرحمف ميرة‪ ،‬بجاية‪. 2015/2014 ،‬‬

‫‪-48‬محمد أميف سي الطيب‪ ،‬الشركط التعسفية في عقكد االستيالؾ‪ ،‬مذكرة ماجستير في‬
‫القانكف الخاص‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة تممساف‪. 2008/2007 ،‬‬

‫‪-49‬ناىد خشمكف‪ ،‬االتفاؽ عمى تعديؿ أحكاـ المسؤكلية العقدية‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة‬
‫الماجستير في القانكف‪ ،‬فرع عقكد كمسؤكلية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة اإلخكة منتكرم‪،‬‬
‫قسنطينة‪. 2017/2016 ،‬‬

‫ج‪-‬المقاالت‪:‬‬

‫‪-50‬سامي عمر الفرجاني‪ ،‬المسؤكلية العقدية عف فعؿ الغير‪ ،‬مجمة العمكـ القانكنية كالشرعية‪ ،‬كمية‬
‫العمكـ السياسية‪ ،‬جامعة الجبؿ الغربي‪،‬عدد ‪ ،06‬جكيمية ‪. 2015‬‬

‫‪-51‬محمد دمانة‪ ،‬شرط اإلعفاء مف المسؤكلية بيف مقتضيات سمطاف اإلرادة كسمطاف القانكف‪،‬‬
‫مجمة دفاتر السياسة كالقانكف ‪ ،‬جامعة قاصدم مرباح‪ ،‬كرقمة عدد ‪ ،05‬جكاف ‪. 2011‬‬

‫د‪-‬المجالت القضائية‪:‬‬

‫‪-52‬المجمة القضائية الصادرة عف قسـ الكثائؽ‪ ،‬المحكمة العميا‪ ،‬العدد ‪ ، 02‬سنة ‪. 1993‬‬

‫ق‪-‬النصكص القانكنية‪:‬‬

‫‪ -‬القكانيف كاألكامر‪:‬‬

‫‪110‬‬
‫قائمة انمراجع‬

‫‪-53‬قانكف رقـ ‪ ،166-64‬مؤرخ في ‪ 27‬محرـ ‪ 1384‬المكافؽ ل ػ ‪ 08‬جكاف ‪ ، 1964‬المتعمؽ‬


‫بالمصالح الجكية‪ ،‬ج‪.‬ر ‪،‬عدد ‪ ،06‬المؤرخة في ‪ 16‬جكاف‪. 1964‬‬

‫‪-54‬أمر رقـ ‪ ،58-75‬مؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،1975‬يتضمف القانكف المدني‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪،78‬‬
‫صادرة بتاريخ ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،1975‬معدؿ كمتمـ ‪.‬‬

‫‪-55‬أمر رقـ ‪ ،59-75‬مؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،1975‬المتضمف القانكف التجارم‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪،78‬‬
‫صادرة بتاريخ ‪29‬سبتمبر ‪ ، 1975‬المعدؿ كالمتمـ ‪.‬‬

‫‪-56‬أمر رقـ ‪ ،80-76‬المؤرخ في ‪ 28‬أكتكبر ‪ ،1976‬المتضمف القانكف البحرم‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪،29‬‬
‫صادرة بتاريخ ‪ 10‬أفريؿ ‪ ،1977‬المعدؿ كالمتمـ ‪.‬‬

‫‪-57‬قانكف رقـ ‪ ،11-84‬ألمؤرخ في ‪ 09‬جكاف ‪ ،1984‬يتضمف قانكف األسرة‪ ،‬معدؿ كمتمـ‬


‫باألمر رقـ ‪ ،02-05‬المؤرخ في ‪ 27‬فيفرم ‪ ،2005‬ج‪.‬ر عدد‪ ،15‬لسنة ‪. 2005‬‬

‫‪-58‬قانكف رقـ ‪ ،87-17‬المتضمف تنظيـ مينة المحاماة المصرم‪ ،‬المعدؿ كالمتمـ بالقانكف رقـ‬
‫‪ 197‬لسنة ‪. 2008‬‬

‫‪-59‬قانكف رقـ ‪ ،09-08‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر ‪ 1429‬المكافؽ ل ػ ‪ 25‬فيفرم ‪ ،2008‬المتضمف‬


‫قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪ ،21‬صادرة في ‪ 23‬أفريؿ ‪. 2008‬‬

‫‪ -60‬قانكف رقـ ‪ ،03-09‬مؤرخ في ‪ 25‬فيفرم ‪ ،2009‬يتعمؽ بحماية المستيمؾ كقمع الغش‪،‬‬


‫ج‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪ ،15‬صادرة في ‪ 008‬مارس ‪. 2009‬‬

‫‪-61‬قانكف رقـ ‪ ،07-13‬مؤرخ في ‪ 29‬أكتكبر ‪ ،2013‬المتضمف تنظيـ مينة المحاماة الجزائرم‪،‬‬


‫ج‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪ ،53‬لسنة ‪. 2013‬‬

‫‪111‬‬
‫قائمة انمراجع‬

: ‫المراسيـ التشريعية‬-

‫ المكافؽ ألكؿ مارس‬1413 ‫ رمضاف‬07 ‫ المؤرخ في‬،03-93 ‫المرسكـ التشريعي رقـ‬-62


. 1993 ‫ مارس‬03 ‫ الصادرة في‬14 ‫ العدد‬، ‫ر‬.‫ ج‬، ‫ المتعمؽ بالنشاط العقارم‬،1993

:‫المراسيـ التنفيذية‬-

‫ صادرة‬،40 ‫ عدد‬،‫ر‬.‫ ج‬،1990 ‫ سبتمبر‬15 ‫ مؤرخ في‬، 266-90 ‫المرسكـ التنفيذم رقـ‬-63
. 1990 ‫ سبتمبر‬19 ‫بتاريخ‬

:‫المكاقع اإللكتركنية‬-‫ك‬

64-sites google.com/alkhlasa
65-frssiwa.blogspot.com

:‫ بالمغة الفرنسية‬:‫ثانيا‬

66-CHRISTOPHE Lefort, Procédure Civile, troisième édition, Dalloz,


Paris, 2009 .
67-GUINCHARD serge, Droit et pratique de la procédure civile, Dalloz,
paris, 2002 .
68-PHILIPPE malaurie, Laurent Aynés, Philippe Stofflet-Munck, les
obligations Defrenois, Paris, deuxième édition, 2005 .
69-VINCENT Jean, GUINCHARD serge, Procédure civile, vingt septième
édition, Dalloz, Paris, 2003 .

112
‫فورس المبنعيحا‬
‫مقدمة‪01 ......................................................................................‬‬

‫الفصؿ األكؿ‪ :‬دعكل المسؤكلية العقدية كالجزاء المترتب عنيا‪05 .................................‬‬

‫المبحث األكؿ‪ :‬دعكل المسؤكلية العقدية‪07 .....................................................‬‬

‫المطمب األكؿ‪ :‬أطراؼ الدعكل‪07 ..............................................................‬‬

‫المدعي ( المضركر)‪07 ...........................................................‬‬


‫الفرع األكؿ‪ّ :‬‬

‫المدعى عميو (المسؤكؿ)‪09 ......................................................‬‬


‫الفرع الثاني‪ّ :‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬سبب الدعكل كتقادميا‪15 .......................................................‬‬

‫الدعكل)‪15 .................................................‬‬
‫المدعي (سبب ّ‬
‫الفرع األكؿ‪ :‬طمبات ّ‬

‫الدعكل)‪19 ..............................................‬‬
‫المدعى عميو (تقادـ ّ‬
‫الفرع الثاني‪ :‬دفكع ّ‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التعكيض‪27 ...................................................................‬‬

‫المطمب األكؿ‪ :‬ماىية التعكيض عف الضرر في المسؤكلية العقدية‪28 ............................‬‬

‫الفرع األكؿ‪ :‬مفيكـ التعكيض عف الضرر كعناصره‪28 ..........................................‬‬

‫أكال‪ :‬مفيكـ التعكيض عف الضرر‪29 ...........................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬عناصر التعكيض عف الضرر‪33 ........................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شركط استحقاؽ التعكيض كأنكاعو‪34 ..............................................‬‬

‫أكال‪ :‬شركط استحقاؽ التعكيض‪35 ..............................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنكاع التعكيض‪41 .......................................................................‬‬


‫المطمب الثاني‪ :‬تقدير التعكيض في المسؤكلية العقدية‪44 ........................................‬‬

‫الفرع األكؿ‪ :‬التقدير االتفاقي كالقانكني لمتعكيض‪45 .............................................‬‬

‫أكال‪ :‬التقدير االتفاقي لمتعكيض‪45 ..............................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬التقدير القانكني لمتعكيض‪47 .............................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬التقدير القضائي لمتعكيض‪50 ......................................................‬‬

‫أكال‪ :‬سمطة القاضي في تقدير التعكيض‪50 .....................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬االعتبارات الكاجب مراعاتيا عند تقدير التعكيض‪53 .......................................‬‬

‫الفصؿ الثاني‪ :‬االتفاقات المعدلة ألحكاـ المسؤكلية العقدية‪56 ....................................‬‬

‫المبحث األكؿ‪:‬االتفاؽ عمى اإلعفاء مف المسؤكلية العقدية أك التخفيؼ منيا‪57 ...................‬‬

‫المطمب األكؿ‪ :‬التعريؼ بالشرط المعفي ك الشرط المخفؼ مف المسؤكلية العقدية‪57 ..............‬‬

‫الفرع األكؿ‪ :‬المقصكد بشرطي اإلعفاء كالتخفيؼ مف المسؤكلية العقدية‪58 ........................‬‬

‫أكال‪ :‬تعريؼ شرط اإلعفاء مف المسؤكلية العقدية‪58 .............................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريؼ شرط التخفيؼ مف المسؤكلية العقدية‪60 ............................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صكر شرطي اإلعفاء كالتخفيؼ مف المسؤكلية العقدية‪61 ...........................‬‬

‫أكال‪ :‬صكر شرط اإلعفاء‪61 ....................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬صكر شرط التخفيؼ‪62 ..................................................................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تطبيقات شرطي اإلعفاء كالتخفيؼ كالقيكد الكاردة عمييما‪67 ......................‬‬
‫الفرع األكؿ‪:‬تطبيقات شرطي اإلعفاء كالتخفيؼ‪67 ...............................................‬‬

‫أكال‪ :‬تطبيقات في عقد البيع لشرطي اإلعفاء كالتخفيؼ‪68 .......................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬تطبيقات في عقد المقاكلة لشرطي اإلعفاء كالتخفيؼ‪72 ....................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬تطبيقات في عقد النقؿ لشرطي اإلعفاء كالتخفيؼ‪73 ......................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القيكد الكاردة عمى شرطي اإلعفاء كالتخفيؼ‪78 ....................................‬‬

‫أكال‪ :‬بطالف شرطي اإلعفاء كالتخفيؼ عف األضرار الجسدية‪78 .................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬بطالف شرطي اإلعفاء كالتخفيؼ مف مسؤكلية التاجر تجاه المستيمؾ‪79 ....................‬‬

‫ثالثا‪ :‬بطالف الشركط التعسفية في عقد اإلذعاف‪80 ..............................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬االتفاؽ عمى التشديد في المسؤكلية العقدية‪82 ...................................‬‬

‫المطمب األكؿ‪ :‬مفيكـ التشديد في المسؤكلية العقدية‪82 ..........................................‬‬

‫الفرع األكؿ‪ :‬المقصكد بشرط التشديد‪82 .........................................................‬‬

‫أكال‪ :‬تعريؼ شرط التشديد‪83 ...................................................................‬‬

‫المشدد لممسؤكلية العقدية عف الشرط الجزائي‪83 ..............................‬‬


‫ّ‬ ‫ثانيا‪ :‬تمييز الشرط‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صكر شرط التشديد‪84 ............................................................‬‬

‫تحمؿ المديف السبب األجنبي‪84 ...........................................................‬‬


‫أكال‪ّ :‬‬

‫ثانيا‪ :‬التشديد في درجة االلتزاـ المطمكب‪91 .....................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬تحكيؿ االلتزاـ مف بذؿ عناية إلى تحقيؽ نتيجة‪91 .........................................‬‬


‫المطمب الثاني‪ :‬تطبيقات لشرط التشديد كالقيكد الكاردة عميو‪93 ...................................‬‬

‫الفرع األكؿ‪ :‬تطبيقات لشرط التشديد‪93 .........................................................‬‬

‫أكال‪ :‬تطبيقات في عقد البيع لشرط التشديد‪93 ...................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬تطبيقات في عقد المقاكلة لشرط التشديد‪95 ................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬تطبيقات في عقد النقؿ لشرط التشديد‪97 ..................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القيكد الكاردة عمى شرط التشديد‪98 ................................................‬‬

‫أكال‪ :‬كضكح كصراحة شرط التشديد‪98 ..........................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬مخالفة الشرط لمنظاـ العاـ كمبادئ العدالة‪99 .............................................‬‬

‫ثالثا‪ّ :‬أال يتخذ الشرط بندا في عقد إذعاف‪99 ....................................................‬‬

‫الخاتمة‪101 ...................................................................................‬‬

‫قائمة المراجع‪104 .............................................................................‬‬

‫فيرس المحتكيات‪113 .........................................................................‬‬


‫مم ّخص مذكرة الماستار‬
‫إف آثار المسؤكلية العقدية ىي تمؾ اآلثار التي تترتب عمى قياـ المسؤكلية العقدية بعد‬
ّ
‫ كتتمثؿ ىذه اآلثار في‬،‫تكافر أركانيا مف خطأ عقدم كضرر بكجكد عالقة سببية بينيما‬
‫المدعي عمى الشخص المسؤكؿ أك‬
ّ ‫دعكل المسؤكلية العقدية التي يرفعيا المضركر أك‬
‫ إضافة إلى الجزاء المترتب عنيا كالمتمثؿ في التعكيض الذم يعتبر حقا مقر ار‬،‫المدعى عميو‬
ّ
‫ ىناؾ أثر آخر كالمتمثؿ في إعماؿ‬،‫ كالى جانب تمؾ اآلثار‬.‫لمدائف في مكاجية مدينو‬
178 ‫ إذ أف المشرع الجزائرم مف خالؿ المادة‬،‫االتفاقات المعدلة ألحكاـ المسؤكلية العقدية‬
‫ج أجاز لألطراؼ االتفاؽ عمى تعديؿ أحكاـ المسؤكلية العقدية إما باإلعفاء منيا أك‬.‫ـ‬.‫ؽ‬
.‫التخفيؼ فييا أك التشديد فييا‬
:‫الكممات المفتاحية‬
،‫دعكل المسؤكلية‬/5 ،‫االلتزاـ‬/4 ،‫التعكيض‬/3 ،‫آثار‬/2 ،‫المسؤكلية العقدية‬/1
.‫االتفاقات‬/6
Abstract of Master’s Thesis
The effects of contractual liability are those effects that result from
the establishment of contractual liability after the availability of its
elements of a contractual error and damage with the existence of a
causal relationship between them, these effects are represented in the
contractual liability lawsuit filed by the injured or the plaintiff against
the responsible person or the defendant, in addition to the resulting
penalty represented in compensation, which is considered a right
established for the creditor against his debtor. In addition to these
effects, there is another effect, which is the implementation of the
agreements amending the provisions of contractual liability, since the
Algerian legislator, through Article 178 A.C.L, allowed the parties to
agree to amend the provisions of contractual liability, either by
exempting them, mitigating them, or emphasizing them.
Key words:
1/Contractual liability, 2/effects, 3/compensation,
4/ commitment, 5/liability claim, 6/ agreements .

You might also like