Professional Documents
Culture Documents
Document
Document
مقدمة
كان وال يزال العالم مشتعًال بالحروب والمعارك حيث تستخدم األطراف المتحاربة شتى
.وسائل الدفاع والهجوم وتبذلِ قصار جهدها للفوز بالمعركة
سنتحدث في هذا المقال عن معركة مختلفة بعض الشيء عما قد يجول في ذهنك عن سماعك
.كلمة حرب أو معركة
.معركتنا التي سنتحدث عنها وسيلة دفاعها العلم وً سلحها الفتاك الكلمة
نعم ،الكلمةً سلح فتاك؛ ألن أثرها دائم ومن تعلو كلمته وينتصر في معركته تظل كلمته
.خالدة ومؤثرة إلى أبد اآلبدين
وَ من في التاريخ وصل لهذه الشهرة الواسعة في فن الجدال والخطابة كشهرة السفسطائيين؟
هيا بنا نتعرف عليهم في هذا المقال
مفهوم االسفسطائي
ا،
ً لً
مأخوذه من أن نعلم أن (سفسطائي( - sophisteحسن حتى نتوصل لمعنى الكلمة علينا أًو
تخدمت الكلمة في البداية لًلدللة على( ) Sophiaالمشتقة من( )sophistes
ولكن في القرن الخامس قبل الميالد وعند ظهور جماعة من األساتذة الذين يتلقون أًج را جراء(Hésiode ،
تعليم شباب أثينا فن الخطاب والجدال أصبح هذا اللقب مخصوص بهم .و هم السفسطائين الذين اعطو
اإلسم معنا آخر وهو معلمون باألجر حيث لم يكن كبار علماء السفسطائين يدرسون غير
األغنياء .أما الجيل الثاني فأصبح راض بأجر متوسط مما أثار الكثير من الحساد حولهم و
.صاحب ذالك نثورا عاما من ربط العلم بطلب الرزق و خير من يمثل هذا النثور هو سقراط
سقراط و الذي ذكر انه لن يتقاضى أجرا أبدا في صحبته لتالميذ .و علة هادا النثور هو أن
العالقة المالية بين المعلم و التلميذ تجعل األول في حالة العبودية بإيزاء الثاني أما سقراط فكان
يوفر لنفسه حريته بإيزاء الثاني بعدم إرتباطه بمالهم لذالك أصبح إلسم السفسطائي هذه
الرائحة التي كان مصدرها أفالطون وهو الذي شهر بالسفسطائين بأخده اإلسم العام وألقائه
على مجموعة خاصه باإلضافة إلى أنه ألصق به قصدا مجموعه من الصفات الغير مقبوله
.من عامة اليونانيين والتي لم يكن يحتويها مدلوله القصدي
،في النصف الثاني من القرن الخامس قبل الًم يلد
وبالتحديد في أثينا ،أصبحت تسمية «سفسطائي» تدل
سا في
ا
على طبقة من المثقفين الجوالين الذين أعطوا درو
مواضيع مختلفة ،ووضعوا فرضيات عن طبيعة اللغة
،والثقافة ،واستخدموا اًلبلغة للوصول إلى غاي اتهم
با إقناع اآلخرين ... .ادعى
وهي غاال
بعض السفسطائيين أنهم وجدوا إجابات كل األسئلة
سقراط
يعد كثيرون سقراط -الذي عاش بين عامي ( 399-469ق.م) -األب الُم ؤِّسس للفلسفة الغربية ،وأحد أفضل فالسفة اإلغريق
وأغربهم في نفس الوقت .ترعرع سقراط في أثينا في عصر بركليس الذهبي ،وكان جندًيا فًذ ا في شبابه ،لكن ذاع صيته بعد
.ذلك لتشكيكه في كل شيء
اتبع ُسقراط في التدريس أسلوًبا خلده التاريخ تحت اسم المنهج السقراطي ،اعتمد على طرح األسئلة وتوضيحها بأسئلة
أخرى حتى يكّو ن التالميذ فهمهم الخاص ،بداًل من نقل المعرفة إليهم مباشرًة .ولم يكتب شيًئا بنفسه ،فكل ما وصلنا عنه
.مأخوذ من كتابات معاصريه وأتباعه ،وعلى رأسهم أفالطون
اُّتِه م سقراط بإفساد شباب أثينا وُح كم عليه بالموت ،لكنه رفض الفرار لينجو بحياته وقضى آخر أيامه بصحبة رفاقه ،ثم ُأعدم
.بشراب الشوكران السام الذي تجَّرعه من كأس جالده
فإذا كانت المقدمات صادقة كانت النتيجة دائمًا يتوقف األمر على صحة المقدمات .و لهذا
صادقة .أما المقدمات الكاذبة فقد ُتنتج نتائج كاذبة كما تنتج نتائج صادقة ]] . 14لقد تقدم أن
السفسطة هي قياس مركب من الوهميات .بمعنى أن مقدمات هذا القياس تكون غير صادقة
أو غير واضحة المعّنى .
و مع أرسطو نتحول إلى الحديث عن السفسطة كظاهرة خطابّية ,أي كقول خطابي .
فقد عرف أرسطو الّ سفسطة بتعريف دقيق فقال أّنها " :استدالل صحيح في الظاهر معتل
في الحقيقة " .و أهداف السفسطة ,حسب أرسطو ,هي :
ـ الزام المخاطب أمرًا شنيعًا معلوم كذبه
ـ ايقاع المخاطب في الشك
ـ جعل المخاطب يدلي بكالم مستحيل المفهوم
.4السفسطة
السفسطة أو السفسطائية هي مذهب فكري فلسفي نشأ
في اليونان إبان نهاية القرن السادس وبداية القرن
الخامس ق .م فيً بلد اإلغريق ،بعد انحسار حكم
األقلية األوليغارشية وظهور طبقة حاكمة
جديدة ديموقراطية تمثل الشعب ،وقد ظهر
السفسطائيون كممثلين للشعب وحاملين لفكره وحرية
منطقه ومذهبه العقلي والتوجه المذكور هذا هو الذي
كلفهم كل ما تعرضوا له من هجوم حتى ليصدق القول
بأن السفسطائيين كانوا من أوائل المذاهب الفكرية التي
تعرضت للتنكيل والنفي والقتل لمجرد كونها تخدم
مصلحة الضعفاء والمساكين ،فقتل أغلب قادتهم وشرد
الباقون ،كمثل ما حصل مع هيبياسي ،الذي كان من
أشهر قادة الديمقراطيين ،والذي تعرض فيما بعد
إللعدام .وكذلك بروتاجوراس الذي أوكلت إليه مهمة
وضع دستور لًلبلد اإلغريقية إبان الحكم الديمقراطي
الجديد ،حيث أحرقت كتبه ونفي من أثينا .وغير ذلك
" بروديقوس " الذي عذب وحوكم باإلعدام ،فشرب
السم [1] .
السفسطة هي قياس مركب من الوهميات الغرض منه
إفحام الخصم أو إسكاته .والسفسطائيون ينكرون
الحسيات والبديهيات وغيرها مما أقره المنطق أو قبلته
][4أحوال المجتمع السليم.
التالعب باأللفاظ لطمس الحقائق واإلجابة على السؤال بسؤال
السفسطة هي أيضًا
خاتمة
مع أن السفسطائيين كانوا
محنة للفلسفة ألنهم تالعبوا بالمدارك
الفلسفية واستخدموا تعليم الفلسفة في
سبيل كسب المال لكنهم قد أفادوا
المجتمع في أنهم أثاروا في نفوس الشبان
ا من الرغبة في طلب العلم.