You are on page 1of 149

‫الجوهىريت الجسائريت الديوقراطيت الشعبيت‬

‫وزارة التعلين العالي والبحث العلوي‪.‬‬


‫جاهعت اإلخىة هنتىري –قسنطينت ‪-1‬‬

‫قسن اآلداب واللغت العربيت‬ ‫كليت اآلداب واللغاث‬

‫هحاضراث في هقياش‪ :‬اللسانياث العاهت‬

‫هطبىعت بيداغىجيت هىجهت لطلبت السنت الثانيت ل‪.‬م ‪.‬د‬

‫إعداد الدكتىر‪:‬‬
‫عسالدين هبيرة‬

‫السنت الجاهعيت‪:‬‬
‫‪1441-1440‬هـ ‪2020-2019 /‬م‪.‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫مقياس اللسانيات العامة من اؼبقاييس اؽبامة يف اعبامعة اعبزائرية‪ ،‬لدل أقساـ اللغة العربية كآداهبا‪،‬‬
‫بفرعيو اللغوم كاألديب‪ ،‬ؼبا ققدمو للاال من آليات يبنن االقّناء عنها يف ربليلو للنصوص اؼبختلفة‪.‬‬

‫كما وباكؿ ىذا اؼبقياس دبفرداقو أف ينتقل بالاال اعبامعي من ؿباضرات سبهيدية للدرس اللساين‬
‫اغبديث‪ ،‬كالربط بينها كبُت اللسانيات العربية؛ أم إف الاال يف ىذه اؼبرحلة حباجة إذل االطّالع على‬
‫ما كت يف حقل الدرس اللغوم العريب اغبديث‪.‬‬

‫كبناء على ما ققدـ فإين أقدـ ؾبموعة من احملاضرات يف حقل اؿ اللسانيات العامة‪ ،‬قمت‬
‫جبمعها كقصنيفها كإعادة قبويبها‪ ،‬رغبة مٍت يف ققدًن مادة علمية سهلة كسلسة على ذىن الاال‬
‫اؼببتدئ‪ ،‬مبتعدا عن التعقيدات كاالختالفات اؼبصالحية‪ ،‬مراعيا يف ذلك اؼبفردات اؼبعتمدة من كزارة‬
‫التعليم العارل كالبحث العلمي‪.‬‬

‫كقد قوزعت مفردات ىذا اؼبقياس على النقاط اآلقية‪:‬‬

‫‪ -‬قاريخ الفنر اللساين‪.‬‬

‫_قاريخ الفنر اللساين عند العرب‬

‫_اللسانيات اغبديثة‪ :‬مفهومها‪-‬موضوعها‪ -‬ؾباالهتا‪.‬‬

‫_اللسانيات اغبديثة‪ :‬ثنائيات فرديناف دم سوسَت‪.‬‬

‫البشرم‪ :‬اػباّية كالتقايع اؼبزدكج‬


‫ّ‬ ‫_خصائص اللساف‬

‫_اللسانيات كالتواصل اللغوم‪ :‬دكر التخاط‬

‫الستة‬
‫_نظرية كظائف اللّغة ّ‬
‫_مستويات التحليل اللساين‬

‫_الدراسات اللسانية العربية اغبديثة ‪1‬‬

‫~أ~‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫_الدراسات اللسانية العربية اغبديثة‪2-‬‬

‫مبُت‪:‬‬
‫أما مفردات اؼبقياس فقد جاءت على النحو اآلٌب كفق ما ىو ّ‬
‫قناكلت يف قاريخ الفنر اللساين‪ ،‬األمم القديبة كاؽبنود كاليوناف كالفنر اللغوم عند العرب‪.‬‬

‫كيف اللسانيات اغبديثة قناكلت ثنائيات فرديناف سوسَت كخصائص اللساف البشرم‪ ،‬كاللسانيات‬
‫كالتواصل اللغوم ككظائف اللغة‪.‬‬

‫أما يف مستويات التحليل اللساين فقد ربات بُت لسانيات اعبملة كلسانيات النص‪ ،‬متناكال‬
‫مستويات التحليل كاؼبستول الفونولوجي كاؼبستول اؼبورفولوجي‪ ،‬كاؼبستول الًتكييب كاؼبستول الدالرل‪،‬‬
‫كأخَتا اؼبستول النصي‪.‬‬

‫أما يف الدرس اللساين العريب اغبديث فتناكلت فيو عبد الرضباف اغباج صاحل‪ ،‬كما ق ّدمو من‬
‫إضافات للسانيات العربية بصورة خاصة كاللغة اإلنسانية بصورة عامة‪ ،‬كما قناكلت اللسانيات العربية‬
‫عند بعض أعالـ اللسانيات يف الوطن العريب مشرقو كمغربو؛ فمن اؼبشرؽ العريب قناكلت ذبربة ابراىيم‬
‫أنيس‪ ،‬كسباـ حساف‪ ،‬كمن اؼبغرب العريب عرضت التجربة اللسانية عند عبد السالـ اؼبسدم من قونس‪،‬‬
‫كمن اؼبغرب عرضت التجربة اللسانية ألضبد اؼبتوكل‪.‬‬

‫كيف األخَت أشنر اهلل قعاذل الذم كفقٍت عبمع اؼبادة العلمية‪ ،‬كقبويبها كفق النحو الذم آمل من‬
‫خاللو أف وبقق األىداؼ اؼبرجوة‪ ،‬كىي إفادة الاال اعبامعي جبملة من اؼبعلومات اؼبختصرة كاؼبفيدة‪.‬‬

‫~ب~‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫اللغة اإلنسانية من أكثر اىتمامات اغبضارات القديبة‪ ،‬كمن مؤشرات ىذا االىتماـ رقي‬
‫الدراسات اللغوية كحرص الشعوب على قدكينها كحفظها‪ ،‬كما ىو اغباؿ عند األمم القديبة كعند العرب‬
‫كاؼبسلمُت على اختالؼ اؼبقاصد كاألغراض من فلسفي كديٍت كخرايف‪.‬‬

‫كقنتس اللغة من اجملتمع الذم نعيش فيو منذ السنوات األكذل من حياقنا دكف كعي مباشر؛ إذ‬
‫قبدك لنا ىذه اللغة جزءا منا‪ ،‬سباثل الوظائف اغبيوية كالتنفس كاؼبشي كاألكل كغَتىا‪ ،‬كرغم ىذا فهي‬
‫من الظواىر شديدة التعقيد‪ ،‬غَت أنو كعلى غرار صبيع العلوـ ىناؾ من اىتم باللغة منذ القدًن كحاكؿ‬
‫فهمها كظاىرة إنسانية‪ ،‬كالنشف عن القوانُت اليت ربنمها‪.‬‬

‫كيعترب أضبد مومن أف اغبديث عن اللغة بدأ يف عصور ضاربة يف التاريخ على شنل قأمالت‬
‫فلسفية حوؿ نشأة اللغة‪ ،‬كأسبقية اللغة أك الفنر كالعالقة بُت الداؿ كاؼبدلوؿ كأقساـ النالـ‪ ،‬كأف ىناؾ‬
‫عالقة كطيدة بُت القدماء كاؼبعاصرين‪ ،‬كمسائل عاعبها األكائل باريقة كصفية موضوعية‪ ،‬كاستفاد منها‬
‫ال ؿبالة علماء اللغة يف العصر اغبديث‪ ،‬كقد أكد أف اللسانيات كباقي العلوـ األخرل قنهل من منابع‬
‫الدراسات القديبة‪ ،‬كال يبنن أف قستغٍت عنها أبدا‪ ،‬كىذا ما نالحظو عند بعض الباحثُت احملدثُت الذين‬
‫كتبوا يف اللسانيات كطوركا مناىجها كقارقوا إذل النظريات اللغوية القدية‪ ،‬كحاكلوا إحياءىا كإعادة‬
‫صياغة بعض جوانبها(‪.)1‬‬

‫إف اؽبدؼ من ىذا البحث ىو الوقوؼ على أكجو التأثَت كالتأثر بُت الدراسات الغربية‬
‫كالدراسات العربية‪ ،‬قديبا كحديثا‪ ،‬إذ‪( :‬ليس من نبنا (‪ )...‬أف نعرض بالتفصيل للجهود اللغوية اليت قاـ‬
‫غَت العرب من اللغويُت‪ ،‬كإمبا نبنا أف نعرض صورة موجزة ألىم ىذه اعبهود‪ ،‬كذلك ليس من نبنا أف‬
‫نعرض كل اعبهود اللغوية األجنبية‪ ،‬كإمبا نبنا أف نعرض للجهود اليت سبقت أك عاصرت الدراسات‬
‫اللغوية عند العرب‪ ،‬كليس ىذا البحث مقصودا لذاقو‪ ،‬كإمبا ىدفو األساسي خدمة حبث يتناكؿ قضية‬

‫(‪_)1‬أضبد مومن‪ ،‬اللسانيات‪ :‬النشأة كالتاور‪ ،‬ط‪ ،02‬ديواف اؼبابوعات اعبامعية‪ ،‬اعبزائر‪2005 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.04‬‬
‫~‪~1‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫التأثَت كالتأثر‪ ،‬كيناقش احتماالت التأثَت األجنيب على الدراسات اللغوية العربية كالعنس)(‪.)1‬‬

‫إف اؼبمارسات اللغوية عند االمم القديبة أسهمت يف قاور الفنر اللغوم عرب العصور‪ ،‬كاغبضارة‬
‫الشرقية خَت دليل على ذلك؛ إذ قد اىتمت باللغة اىتماما ال نظَت لو يف البقاع اؼبختلفة من العادل‪،‬‬
‫ففي القرف العاشر قبل اؼبيالد (ؽ ‪ 10‬ؽ‪.‬ـ)‪ ،‬كذلك قبل بداية اغبضارة الغربية يف اليوناف كانت بعض‬
‫األمم الشرقية قد طوت من عمرىا آالؼ السنُت‪ ،‬ككاف نظاـ النتابة قد مر بعدة مراحل ـبتلفة(‪.)2‬‬

‫أما اغبديث عن اللسانيات يف العصر اغبديث فهي معرفة مستجدة قعٌت باؼبسألة اللغوية من‬
‫كقنوهنا‪ ،‬كىذا ما قصده جورج موناف ‪George‬‬ ‫حيث النية كاالستخداـ مركرا دبراحل نشأهتا ّ‬
‫‪ Mounin‬من أف ربديد قاريخ نشوء اللسانيات يرجع إذل نظرة الباحث إليها‪ ،‬فيمنن أف قنوف قد‬
‫نشأت يف ؽ ‪ 05‬ؽ ـ‪ ،‬كيبنن أف قنوف قد نشأت مع فرانس بوب ‪ Franz Bopp‬أك فرديناف دم‬
‫سوسَت‪ Ferdinand de saussure‬أك أفراـ نعوـ قشومسني ‪Avram Noam Chmsky‬‬
‫‪ ،‬كأف الذين اخًتعوا اللسانيات ىم من اخًتاع كطور النتابة‪ ،‬كيقصد هبم اللسانُت(‪.)3‬‬

‫كما قعترب اللسانيات دبفهومها اغبديث‪ ،‬علما جديد العهد‪ ،‬دل يعرؼ لو قاوره اغبارل إال يف‬
‫بداية ؽ ‪ ،20‬كىو يستمد ركحو من ىذا التجديد الذم ما انفك يارأ على الدراسات اللغوية بعد أف‬
‫أدل يف العصر اؼباضي إذل إحداث ما يسمى "بالنحو اؼبقارف"‪.‬‬

‫يف‬ ‫األسئلة اؼباركحة حوؿ الشنل اللغوم‪ ،‬كقنوع اللهجات اؼبستعملة للتخاط‬ ‫كدل قستقا‬
‫أكباء العادل‪ ،‬اىتماـ الدراسُت‪ ،‬بل لقد انن كثَت من الباحثُت على ذلك‪ ،‬كلنن يف كثَت من األحياف‬
‫من زاكية خاصة دل سبنحهم مشولية النظر اليت ىي أساس كل دراسة علمية(‪.)4‬‬

‫ىذا كال يبنن أف ننفي الدكر الذم قاـ بو القدامى‪ ،‬كما قدموه من خدمات جليلة للدرس اللغوم‬

‫(‪ _)1‬أضبد ـبتار عمر‪ ،‬البحث اللغوم عند العرب مع دراسة لقضية التأثَت كالتأثر‪ ،‬ط‪ ،06‬عادل النت ‪ ،‬القاىرة‪1988 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫(‪_)2‬أضبد مومن‪ ،‬اللسانيات‪ :‬النشأة كالتاور‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫(‪_)3‬جورج موناف‪ ،‬قاريخ علم اللغة‪ ،‬قر‪ :‬بدر الدين القاسم‪ ،‬جامعة دمشق ‪ ،1972‬ص ‪.40-36‬‬
‫كينظر‪ :‬نعماف عبد اغبميد بوقرة‪ ،‬اللسانيات العامة اؼبيسرة‪ :‬قابيقات من اللغة العربية‪ ،‬ط‪ ،01‬عادل النت اغبديث‪ ،‬اربد‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫‪ ،2015‬ص ‪.24‬‬
‫(‪ _)4‬زبَت دراقي‪ ،‬ؿباضرات يف اللسانيات التارىبية كالعامة‪ ،‬ديواف اؼبابوعات اعبامعية بن عننوف‪ ،‬اعبزائر‪.09 ،‬‬
‫~‪~2‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫اإلنساين‪ ،‬حيث إ ّهنم كضعوا اللبنات األكذل لعلم اللسانيات‪ ،‬كاستفاد منها كثَت فبن جاء بعدىم‪.‬‬

‫سوسَت‪ ،‬الذم اقفق‬ ‫فدت ىبها‬ ‫كمن األعالـ الذين استفادكا من الدرس اللغوم القدًن قبد‬
‫علماء اللساف على أف موضوع كمنهجية اللسانيات كدراسة عملية للساف دل وبدد بدقة إال بعد نشر‬
‫كتابو "دركس يف اللسانيات العامة" سنة ‪ ،1916‬أم بعد كفاقو بثالث سنوات‪ ،‬ككل دراسة زبص‬
‫اللساف ستنوف ؿبددة بفًتة ما قبل دم سوسَت أك بعده‪ ،‬كقبلو كجدت ؿباكالت للخركج بالبحث‬
‫اللساين من البحث التارىبي‪ ،‬ككل ما أحاط باللغة من خرافات كأساطَت كمناق كفلسفة كقصور ديٍت‪،‬‬
‫جعلت من اللغة معيارية ال كصفية‪.‬‬

‫مدخل‪ :‬تاريخ الفكر اللساني ‪( -1-‬الهنود واليونان)‪.‬‬

‫قتبعها غبظة بلحظة‪،‬‬ ‫إ ّف اؼبتأمل لتاريخ الفنر اللساين هبد أنو يبت ّد لفًتات زمنية طويلة يصع‬
‫كما ال يبنن ألم باحث عن األصوؿ كاألنظمة اللغوية إال أف يلحظ عظمة الًتاث اللساين اإلنساين‬
‫عرب اؼبراحل اؼبختلفة كاليت ًب قأرىبها أك قدكينها أك ركايتها‪.‬‬

‫كما ىو اغباؿ يف اغبضارات االنسانية القديبة اليت اىتمت باللغة كعملت على رقيّها يف‬
‫اجملتمعات‪ ،‬إيبانا منها بالدكر اؽباـ الذم قلعبو اللغة كالتفاىم اللغوم يف العالقات اإلجتماعية‪ ،‬كلعل أكذل‬
‫األسباب الدافعة لالىتماـ باللغة حرص الشعوب على قدكين قارىبها كنقلو إذل اآلخر فبن سيأٌب‬
‫بعدىم(‪.)1‬‬

‫كمن بُت ىذه اغبضارات االنسانية القديبة قبد اؽبنود كاليوناف؛ حيث سنتحدث عن نشأة‬
‫الدراسات اللغوية عندىم‪ ،‬كجهودىم يف ىذا اجملاؿ‪ ،‬لنختم ىذا احملور جبهود العرب كبفنرىم اللساين‪.‬‬

‫‪-1‬تاريخ الفكر اللساني عند الهنود‪:‬‬

‫اغبضارة اؽبندية من اغبضارات اليت يشهد ؽبا بعظمة اقبازاهتا يف ؾباالت عديدة كالا كالفلسفة‬

‫(‪_)1‬ينظر‪ :‬ر‪.‬ق ركبينز‪ ،‬موجز قاريخ علم اللغة يف الغرب‪ ،‬قر‪ :‬أضبد عوض‪ ،‬عادل اؼبعرفة‪ ،‬سلسلة كت ثقافية شهرية يصدرىا اجمللس‬
‫الوطٍت للثقافة كالفنوف كاآلداب‪ ،‬النويت‪ ،‬ع‪ ،227 :‬رج ‪1418‬ق‪-‬نوفمرب ‪/‬قشرين الثاين ‪ ،1997‬ص ‪ 20‬كما بعدىا‪.‬‬
‫كينظر‪ :‬ماريو بام‪ ،‬أسس علم اللغة‪ ،‬قر‪ :‬أضبد ـبتار عمر‪ ،‬ص ‪ ،08‬عادل النت ‪ ،‬القاىرة‪1419 ،‬ق‪1998-‬ـ‪ ،‬ص ‪.225‬‬
‫~‪~3‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫كالرياضيات كاؽبندسة‪ ،‬أما إقبازاهتا يف ؾباؿ الدراسات اللغوية فذات قيمة كبَتة خاصة ما كصل البشرية‬
‫من كتاب كبوم لصاحبو بانيٍت ‪ ،Panini‬كىو ال يبثل إال حلقة متقدمة من أجياؿ النحاة اؽبنود الذين‬
‫اىتموا بدراسة اللغة السنسنريتية (لغة النتاب اؼبقدس الفيدا) للحفاظ عليها من الضياع بسب انتشار‬
‫لغات أخرل مناهنا يف اؽبند‪.‬‬

‫‪-1-1‬تاريخ نشأة الدرس اللغوي الهندي‪:‬‬

‫إف ظهور الدرس اللغوم ليس جديد العهد‪ ،‬كإمبا يعود قاريخ نشأقو إذل قركف قبل اؼبيالد‪ ،‬كقتفق‬
‫الدرس اللّغوم بدأ ّأكؿ ما بدأ عند اؽبنود يف القرف اػبامس‬
‫جل آراء الباحثُت اللغويُت كاؼبؤرخُت على أ ّف ّ‬
‫ّ‬
‫أك الرابع قبل اؼبيالد‪ ،‬كيف بعض األحباث قرجع إذل ‪ 2000‬سنة قبل اؼبيالد حس اآلثار اؼبتوفرة على يد‬
‫بعض اللغويُت اؽبنود‪ ،‬كعلى رأسهم النحوم بانيٍت‪ ،‬فظهور السنسنريتية اليت ىي أساس أداة األدب‬
‫"الفيدم" النتاب اؼبقدس لديانة اؽبنود‪ ،‬كلعل اىتمامهم بدراسة لغتهم يف ىذا الوقت اؼببنر كاف ؽبدؼ‬
‫(‪.)1‬‬
‫ديٍت يف اؼبقاـ األكؿ من أجل قراءة نصوص الفيدم قراءة صحيحة‬

‫لقد نذر بانيٍت نفسو لتثبيت مباذج اللغة السنسنريتية القديبة‪ ،‬كىي اللغة اليت اشتهرت طويال بأهنا‬
‫كسيلة للتعبَت عن الثقافة اؽبندية يف ذركة عظمتها كثرائها(‪.)2‬‬

‫‪ -2-1‬اللغة السنسكريتية‪:‬‬

‫ظهر االىتماـ باللغة يف اجملتمع اؽبندم قبل عصرنا اغبارل بعدة قركف‪ ،‬مرقباا ارقباطا مباشرا‬
‫باؼبناخ االجتماعي كالثقايف‪ ،‬األمر الذم ساعد على ظهور لغة يف اؽبند قسمى باللغة السنسنريتية (لغة‬
‫اؽبند النالسينية)‪ ،‬كىي على مستول عاؿ من التنظيم كالدقة‪ ،‬كما قوصل اؽبنود إذل نتائج قشبو نتائج‬
‫اللسانيات اغبديثة خاصة يف ؾباؿ الصوقيات ككانوا أسبق من اليونانيُت يف اؼبسائل اللغوية حبقبة زمنية‬
‫(‪.)3‬‬
‫طويلة سواء من ناحية الزمن أك ناحية القيمة‬

‫(‪_)1‬خليفة بوجادم‪ ،‬اللسانيات النظرية‪ :‬دركس كقابيقات‪ ،‬ط‪ ،01‬بيت اغبنمة سايف‪ ،‬اعبزائر‪2012 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫(‪ _)2‬ميلنافيتش‪ ،‬اذباىات البحث اللساين‪ ،‬قر‪ :‬سعد عبد العزيز مصلوح‪-‬كفاء كامل فايد‪ ،‬ط‪ ،02‬اجمللس األعلى للثقافة‪ :‬اؼبشركع‬
‫القومي للًتصبة‪2000 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫(‪ _)3‬ميلنافيتش‪ ،‬اذباىات البحث اللساين‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫~‪~4‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫أما عن قارىبها الزمٍت فًتجع نصوصها األدبية إذل غضوف األلف األكؿ قبل اؼبيالد‪ ،‬كالسنسنريتية‬
‫نتيجة لذلك‬ ‫ىي (اللساف النامل اؼبتقن)‪ ،‬فهو متقن ألنو حفظ الًتاث اؽبندم زمنا طويال‪ ،‬كاكتس‬
‫قداستو‪ ،‬فأصبح بالتارل من الواج دينيا دراستو(‪.)1‬‬

‫إف الدراسات اللغوية اؽبندية قدكر حوؿ مواضيع ذات صبغة دينية‪ ،‬كيركف أف اللغة اؽبندية من‬
‫صنع اإللو (إندار)‪.‬‬

‫أمرا يسَتا‪ ،‬أما‬


‫ٍب قاورت إذل لغة أخرل ىي (براكريت)‪ ،‬ألف فهم النتاب اؼبقدس دل ينن ن‬
‫كتابتهم فتأخرت بعض الشيء‪ ،‬كقعرؼ بالربانبية ‪ 3000‬سنة ؽ‪.‬ـ (‪.)2‬‬

‫‪-3-1‬جهود الهنود في الدراسات اللغوية‪:‬‬

‫بٌت اؽبنود دراساهتم اللغوية على اؼبشاىدة كاالستقراء‪ ،‬فانالقوا من قصفح جزئيات اللغة‬
‫السنسنريتية كؾبارم كالمهم من مشافهة بعضهم لبعض‪ ،‬كبالنظر للنصوص القديبة‪ ،‬كسبيزت دراستهم‬
‫باؼبنهج الوصفي؛ حيث ينظر إذل حالة اللغة يف زماف معُت‪ ،‬كال ينظر إذل التحوالت اليت قارأ عليها على‬
‫مر األياـ‪ ،‬كىذا هبعل ربليلهم بنيويا كما يف الدراسات اللغوية اغبديثة أك ما كاف سائد عند العلماء‬
‫ّ‬
‫العرب قديبا‪.‬‬

‫كاستمر البحث اؽبندم عدة قركف‪ ،‬كيقاؿ إنو عاصر اغبضارة العربية كأثر يف الدراسات األكركبية‬
‫للغة السنسنريتية منذ عاـ شبامبائة كألف بعد اؼبيالد حُت اكتشف األكركبيوف العالقة بينهما كبُت لغاهتم‪،‬‬
‫االعتقاد يف بعض اعبوان‬ ‫كما يقوؿ ركبينز يف كتابو (موجز قاريخ علم اللغة يف الغرب) ‪‬كيصع‬
‫فدت‬ ‫اؼبهمة بأف علم اللغة األكريب كاف سيصبح يف الوضع الذم ىو عليو اآلف‪ ،‬دكف األفنار اليت‬
‫ىبها األعماؿ اللغوية من خارج أكركبا‪ ،‬خاصة مؤلفات اللغويُت اؽبنود القدماء عن قواعد اللغة‬

‫كينظر‪ :‬أضبد ـبتار عمر‪ ،‬البحث اللغوم عند العرب مع دراسة لقضية التأثَت كالتأثر‪ ،‬ص ‪ ،57‬كينظر‪ :‬أضبد مومن‪ ،‬اللسانيات‪ :‬النشأة‬
‫كالتاور‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ _)1‬حسن ظاظا‪ ،‬اللساف كاإلنساف‪ :‬مدخل إذل معرفة اللغة‪ ،‬ط‪ ،02‬دار العلم‪ ،‬دار القلم‪ ،‬الدار الشامية‪ ،‬دمشق‪ ،‬بَتكت‪،‬‬
‫‪1410‬ق‪1990-‬ـ‪ ،‬ص ‪137‬‬
‫كينظر‪ :‬أضبد موض‪ ،‬اللسانيات‪ :‬النشأة كالتاور‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ _)2‬خليفة بوجادم‪ ،‬اللسانيات النظرية‪ :‬دركس كقابيقات‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫~‪~5‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫السنسنريتية كنظامها الصوٌب) (‪.)1‬‬

‫لقد كاف من أىم اؼبرقنزات الفنرية للهنود االىتماـ باللغة من حيث ىي كسيلة للتفنَت كالتعبَت‪،‬‬
‫حيث سبيزت السنسنريتية دبوضوعتيها كصرامتها اؼبنهجية منذ اللحظة اليت قوصلت فيها طرائق البحث‪،‬‬
‫الوصفي القائمة على اؼبالحظة كالتصنيف كاالختيار‪ ،‬كقد قولّد ىذا االىتماـ عن شعور ديٍت أساسو‬
‫اغبفاظ على النصوص الدينية الشفهية اليت سبثل الفيدا‪ ،‬ذلك النتاب العقدم الذم ظهر حوارل‬
‫‪ 1000-1200‬ؽ‪.‬ـ فبثال لعقيدة كشريعة الربانبية(‪.)2‬‬

‫إف الدراسات اللغوية عند اؽبنود ليست ققليدية‪ ،‬بل سبتاز بقيمة علمية كبَتة ألهنا انتظمت يف‬
‫فركع مستقلة كاللسانيات العامة‪ ،‬كالنحو الوصفي كالداللة كالفونيتيك كالفونولوجيا كاؼبورفولوجيا‪ ،‬حيث‬
‫قفوؽ اؽبنود يف ؾباؿ الصوقيات كالصرؼ‪ ،‬كسنتناكؿ جهودىم يف ؾباؿ الدراسات النحوية كالصوقية‬
‫ّ‬
‫كاؼبعجمية‪.‬‬

‫‪ -1-3-1‬جهود الهنود في الدراسات النحوية‪:‬‬

‫لقد كاف يف اؽبند القديبة ما يقرب من اثنيت عشرة مدرسة كبوية ـبتلفة كأكثر من ثالشبائة مؤلّف‬
‫يف النحو‪ ،‬كيبثل بانيٍت فًتة النضج يف الدراسات النحوية عندىم‪ ،‬كلذا ناؿ كتابو اؼبسمى (األست‪-‬‬
‫أدىيام) كمعناه (األقساـ الثمانية) أك (النت الثمانية)‪ ،‬شهرة كبَتة‪ ،‬كجاء متضمنا ألربعة آالؼ قاعدة‬
‫كبوية‪ ،‬كىي عبارات يف غاية اإلهباز‪ ،‬احتيجت إذل شركح كثَتة‪ ،‬أنبها كأشهرىا الػ (مها هباسهيا) كمعناه‬
‫الشرح النبَت للنحوم( باقنجارل‪ 150 ،‬ؽ‪.‬ـ) كما كتبو بانيي يف شنل قواعد ـبتصرة‪ ،‬كحاكؿ من‬
‫خاللو التوفيق بُت اآلراء اؼبتعارضة اؼبوجودة آنذاؾ(‪.)3‬‬

‫كما قاـ النحو اؽبندم بتحليل كل مظاىر اللغة السنسنريتية‪ ،‬ككبو بانيٍت عمل ققٍت عظيم ال‬

‫(‪ _)1‬ركبينز‪ ،‬موجز قاريخ علم اللغة يف الغرب‪ ،‬ص ‪.23‬‬


‫(‪ _)2‬نعماف بوقرة‪ ،‬ؿباضرات يف اؼبدراس اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬منشورات جامعة باجي ـبتار‪ ،‬عنابة‪2006 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪ ،51-50‬كينظر‪:‬‬
‫نعماف عبد اغبميد بوقرة‪ ،‬اللسانيات العامة اؼبسَتة‪ :‬قابيقات من اللغة العربية‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫(‪ _)3‬أضبد ـبتار عمر‪ ،‬البحث اللغوم عند العرب مع دراسة لقضية التأثَت كالتأثر‪ ،‬ص ‪ ،61-58‬كينظر‪ :‬السعيد شنوقة‪ ،‬مدخل إذل‬
‫اؼبدراس اللسانية‪ ،‬ط‪ ،1‬اؼبنتبة األزىرية للًتاث‪ ،‬مصر‪ ،‬القاىرة‪2008 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.14-13‬‬
‫كينظر‪ :‬ركبينر‪ ،‬موجز قاريخ علم اللغة يف العرب‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫~‪~6‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫يشبو األكباء التقليدية‪ ،‬كيشبو قواعد اغبساب كاعبرب‪ ،‬كما أف عملو ضخم كمعقد ال يفهمو إال من كاف‬
‫متضلعا يف اللغة السنسنريتية‪ ،‬مستعينا بشركح قابعيو‪ ،‬كالبحوث اليت صدرت بعد بانيٍت دل قنن إال‬
‫شركحا(‪.)1‬‬

‫لقد اقسمت أعماؿ اؽبنود بقدر كبَت من الدقة كاإلهباز‪ ،‬كباريقة رياضية يف األعم الغال ‪.‬‬

‫كاؽبنود القدماء موضع ققدير اللسانيُت احملدثُت بدرجة كبَتة‪ ،‬كيبنن أف نتارؽ إذل عدد منهم‪،‬‬
‫حيث كصف ليونارد بلومفيلد ‪ Leonard Bloomfield‬كبو اللغة السنسنريتية إنو‪( :‬كاحد من‬
‫أعظم معادل الذكاء البشرم) (‪.)2‬‬

‫لقد كاف بانيٍت على كبو ال يتسٌت إال لعقلية منتملة مستنَتة قرقنز على أسس ثابتة من الدقة‬
‫يف مالحظة اغبقائق‪.‬‬

‫أما بلومفيلد فيقوؿ‪( :‬أف أىم من اكتشاؼ الشبو بُت السنسنريتية كاللغات األكركبية‪ ،‬ما حملو‬
‫األكركبيوف من البنية اللغوية‪ ،‬كذلك بفضل النحو اؽبندم الدقيق اؼبنتظم‪ ،‬فالنحو اؽبندم ىو الذم علّم‬
‫األكركبيُت كيف وبلّلوف أبنية كال مهم) (‪.)3‬‬

‫كيقوؿ أيضا‪( :‬إف كبو بانيٍت يع ّد من أعظم الشواىد القديبة على ققدـ العقل البشرم) (‪.)4‬‬

‫كيقوؿ ماكس مولر‪(:Friedrich Max Muller‬ال يوجد كبو يف أم لغة يعادؿ كبوه) (‪.)5‬‬

‫إف النحو اؽبندم يبتاز بدقة الوصف كعمق التحليل كغزارة االحتجاج‪ ،‬ككثرة ققلي اؼبسائل على‬
‫أكجهها اؼبختلفة ‪،‬كقرقي آراء العلماء كالنحاة ‪.‬‬

‫جل النحو اؽبندم ربليلي ككصفي‪ ،‬ككاف اؽبنود يولوف لو أنبية بالغة‪،‬‬
‫كأصبع الباحثوف على أف ّ‬

‫(‪_ )1‬أضبد مومن‪ ،‬اللسانيات‪ :‬النشأة كالتاور‪ ،‬ص ‪.13‬‬


‫(‪_ )2‬ميلنافيتش‪ ،‬اذباىات البحث اللساين‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫(‪_ )3‬ؿبمد أضبد السيد‪ ،‬اللغة العربية قدريسا كاكتسابا‪ ،‬ط ‪ ،01‬دار الفيصل‪ ،‬السعودية‪1988 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫(‪ _ )4‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫(‪ _ )5‬عبد القادر عبد اعبليل‪ ،‬علم اللسانيات اغبديثة‪ :‬نظم التحنم كقواعد البيانات‪ ،‬دار صفاء‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪2002 ،‬ـ‪ ،‬ص‬
‫‪.215‬‬
‫~‪~7‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫يقوؿ أضبد ـبتار عمر‪( :‬إف اؼباء ىو أقدس شيء على األرض كالنت اؼبقدسة أكثر قداسة من اؼباء‪،‬‬
‫كلنن النحو أكثر قداسة من النت اؼبقدسة) (‪.)1‬‬

‫كيرجح عبد الرضباف اغباج صاحل بأف بانيٍت دل ينن كحيدا يف ىندسة النظرية اللغوية‪ ،‬حىت كإف‬
‫كانت لو جهودا صبّة يف اؼبسائل النحوية‪ ،‬حيث يقوؿ‪ ....( :‬كال نعرؼ بالضبط من ىو الواضع أك‬
‫الواضعوف األكلوف‪ ،‬غَت أنو كصل إذل عهدنا كتاب جليل جدا من أحد كباهتم كىو كتاب (أست‬
‫الثمانية‪ ،‬ألّفو اللغوم النحوم اؼبشهور بانيٍت‪ ،‬كيظهر من كالمو أف أكثر ما‬ ‫أدىيايي)‪ ،‬كمعناه النت‬
‫يقولو كاف قد سبقو إليو عدد كبَت من النحاة اؽبنود‪ ،‬فهذا يدؿ على أف كبوىم أقدـ من ىذا العهد‪)...‬‬
‫(‪.)2‬‬

‫كأىم ما يبيز النحو اؽبندم(‪:)3‬‬

‫‪-1‬صبع اؼبادة اللغوية كقصنيفها كاستخالص اغبقائق منها‪.‬‬

‫‪-2‬سبق النحو اليوناين يف ربديد أقساـ النالـ (اسم‪-‬فعل‪-‬حركؼ إضافة‪-‬أدكات)‪.‬‬

‫‪-3‬التمييز بُت اعبذر أك األصل‪ ،‬كبُت الزيادة أك اغبركؼ التشنيلية‪.‬‬

‫‪-4‬عرؼ النحو اؽبندم األعداد الثالثة‪ :‬اؼبفرد كاؼبثٌت كاعبمع منذ عصر مبنر‪.‬‬

‫الزمن كىي ماض كحاضر‬ ‫‪-5‬قسم النحو اؽبندم الفعل السنسنرييت إذل ثالثة أقساـ حبس‬
‫كمستقبل‪.‬‬

‫‪-6‬ربديد العالقات العددية بُت النلمات اؼبتنوعة كاؼبقاطع يف النص‪.‬‬

‫كما يتميز النحو اؽبندم خبصائص كمعايَت علمية كىي(‪:)4‬‬

‫(‪_ )1‬أضبد ـبتار عمر‪ ،‬البحث اللغوم عند اؽبنود كأثره على اللغويُت العرب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬دار الثقافة‪1972 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫(‪ _)2‬عبد الرضبن اغباج صاحل‪ ،‬حبوث كدراسات يف علوـ اللساف‪ ،‬اجملمع اعبزائرم للغة العربية‪ ،‬اعبزائر‪ 2007.،‬ـ‪ ،‬ص ‪62‬‬
‫(‪ _)3‬أضبد ـبتار عمر‪ ،‬البحث اللغوم عند العرب مع دراسة لقضية التأثَت كالتأثر‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫كينظر‪ :‬السعيد شنوقة‪ ،‬مدخل إذل اؼبدراس اللسانية‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫كينظر‪ :‬ميلنافيتش‪ ،‬اذباىات البحث اللساين‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫(‪ _)4‬أضبد مومن‪ ،‬اللسانيات‪ :‬النشأة كالتاور‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫~‪~8‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪-1‬الشمولية‪ :‬الدراسة الشاملة لنل اعبوان اؼبتعلقة باللغة‪.‬‬

‫‪-2‬اإلنسجاـ‪ :‬عدـ التناقض يف دراسة الظاىرة اللغوية‪.‬‬

‫‪-3‬اإلقتصاد‪ :‬االقتصاد يف استخداـ النلمات كاالهباز يف التعبَت عن النتائج‪.‬‬

‫إف اؽبند بلد زاخر بالدراسات اللغوية كالنحوية اليت ظلت غَت معركفة للعادل خارج حدكدىم‪،‬‬
‫كمرت قركف قبل أف يدرؾ األكركبيوف صبيع قفاصيل العمل اللساين اؼبدىش الذم قاـ بو اؽبنود من زمن‬
‫ّ‬
‫بعيد‪.‬‬

‫‪ -2-3-1‬جهود الهنود في الدراسات الصوتية‪:‬‬

‫درس اؽبنود الصوت كذبلى ذلك يف أحباث "بانيٍت" اللغوية اليت أسهمت يف قاوير اؼبنهج العلمي‬
‫لدراسة األصوات يف الثقافة اللسانية اؼبعاصرة‪.‬‬

‫كبّينوا أنو إذا فتح ما بُت الوقرين الصوقيُت ينتج النفس كإذا ضيق ما بينهما ينتج الصوت‪ ،‬كبأف‬
‫كفصلوا فيو‬
‫النفس وبدث يف حالة األصوات الساكنة اؼبهموسة‪ ،‬كدل ينتفوا بذلك بل ربدثوا عن اؼبقاع ّ‬
‫ككضعوا قواعد النرب يف لغتهم القديبة كع ّدكه من خصائص العلل ال السواكن‪ ،‬كقسموه إذل ثالث‬
‫درجات(‪.)1‬‬

‫إف اعبهود الصوقية عند اؽبنود ىي أساس الدراسة الصوقية عند احملدثُت يقوؿ بركفسر ألن‪( :‬إف‬
‫اإلقصاؿ بُت اؽبنود القدماء كاؼبدراس الغربية اغبديثة يف دراسة اللغة أش ّد كأكثق يف ؾباؿ األصوات‪ ،‬عنو‬
‫يف ؾباؿ النحو) (‪.)2‬‬

‫كيقر فَتث بأف اؼبدرسة األصواقية اإلقبليزية دل قنشأ يف القرف التاسع عشر إالّ على أكتاؼ‬
‫ّ‬
‫اؼبعلومات اليت ق ّدمها كليم جونز‪ William Jones‬عن النحاة كاألصواقيُت اؽبنود(‪.)3‬‬

‫(‪_)1‬السعيد شنوقة‪ ،‬مدخل إذل اؼبدارس اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬ص ‪.13‬‬


‫كينظر‪ :‬أضبد ـبتار عمر‪ ،‬البحث اللغوم عند العرب مع دراسة لقضية التأثَت كالتأثر‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫(‪_ )2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫(‪ _)3‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫~‪~9‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫كيقوؿ أيضا‪( :‬لوال النحاة اؽبنود لصع علينا اآلف أف نتصور مدرستنا الصوقية يف القرف التاسع‬
‫عشر) (‪.)1‬‬

‫لقد درس اؽبنود اللغة بشنل عاـ كاألصوات بشنل خاص من أجل الفهم كالناق السليم للنت‬
‫كقفوؽ اؽبنود يف ؾباؿ الصوقيات‪ ،‬يقوؿ ليونز ‪( :lyons‬إف التصنيف اؽبندم لألصوات‬ ‫اؼبقدسة‪ّ ،‬‬
‫النالمية كاف قصنيفا مفصال كدقيقا مبنيا على اؼبالحظة كالتجربة كدل يبلغ أحد ما بلغو ىؤالء سواء يف‬
‫أكركبا أك غَتىا‪ ،‬قبل أكاخر القرف التاسع عشر ميالدم‪ ،‬بل إف كثَتا من الدراسات قؤكد أف أكركبا ىي‬
‫اليت قأثرت بالبحوث الصوقية اؽبندية القديبة اليت قاـ بًتصبتها بعض الباحثُت الغربُت) (‪.)2‬‬

‫كدل قتوقف اإلقبازات اؽبندية يف ؾباؿ البحث اللساين عند بانيٍت‪ ،‬بل لقد كاف العمل منصبا على‬
‫قاوير ىذه اإلقبازات‪ ،‬فبثلة يف اثنُت من كبار أعالـ النحاة كنبا‪ :‬باقاقبارل (‪[ )patahjali‬القرف الثاين‬
‫قبل اؼبيالد]‪ ،‬كهبار قرىارم (‪[)Bhartrhari‬القرف السابع اؼبيالدم]؛ حيث انص عملهما رغم البعد‬
‫الزمٍت بينهما على الدراسة الصوقية(‪.)3‬‬

‫كإضافة إذل جهودىم يف ؾباؿ الصوقيات فنجد ما يأٌب(‪:)4‬‬

‫‪-1‬للهنود مالحظات مهمة يف كصف نظاـ لغتهم الصوٌب باعتماد مبدأ السماع‪.‬‬

‫‪-2‬كصفهم للجهاز الناقي من خالؿ ققسيم أعضاء الناق إذل أعضاء فموية (أسناف‪ ،‬لساف‪،‬‬
‫شفتُت) كغَت فموية (مزمار‪ ،‬رئتُت‪ ،‬فراغ أنفي)‪ ،‬كأثر ىذه األعضاء يف ربديد صفة الصوت اللغوم‪.‬‬

‫‪-3‬ققسيم األصوات إذل أنفية كغَت أنفية‪.‬‬

‫‪-4‬ينالق منهجهم يف كصف األصوات من أقصى اغبلق إذل الشفتُت‪.‬‬

‫(‪ _)1‬ؿبمد أضبد السيد‪ ،‬اللغة العربية قدريسا كاكتسابا‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫(‪_)2‬أضبد ـبتار عمر‪ ،‬البحث اللغوم عند اؽبنود كأثره على اللغويُت العرب‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫(‪_)3‬ميلنافيش‪ ،‬اذباىات البحث اللساين‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫(‪ _)4‬نعماف عبد اغبميد بوقرة‪ ،‬اللسانيات العامة اؼبيسرة‪ :‬قابيقات يف اللغة العربية‪ ،‬ص ‪.26-25‬‬
‫كينظر‪ :‬عبد الرضبن اغباج صاحل‪ ،‬مدخل إذل علم اللساف اغبديث‪ :‬نشأقو كأطواره‪ ،‬ؾبلة اللسانيات‪ ،‬معهد العلوـ اللسانية كالصوقية‪،‬‬
‫مج‪ ،01‬ع ‪1971 ،02‬ـ‪.‬ص ‪.38-37‬‬
‫كينظر‪ :‬خليفة بوجادم‪ ،‬اللسانيات النظرية دركس كقابيقات‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫~ ‪~ 10‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪-5‬التمييز بُت األصوات الصوامت الوقفية كاألنفية كاالحتناكية كأشباه صوائت كصوامت‪.‬‬

‫‪-6‬ميزكا بُت اعبهر كاؽبمس بالرجوع إذل انغالؽ أك انفتاح اؼبزمار‪.‬‬

‫‪-7‬أشار اؽبنود إذل كجود ثالث نغمات يف السنسنريتية الفيدية ىي‪:‬‬

‫‪-‬النغمة العالية‪ -‬اؼبنخفضة‪ -‬اؽباباة‪.‬‬

‫‪-8‬ربدثوا عن اؼبقاع كطوؿ مدة الصوت أثناء الناق بو‪.‬‬

‫كعموما التوصل إذل قفسَت عملية انتاج الصوت كقصنيف األصوات ككصفها‪ ،‬كذكر ـبارجها‬
‫كالتمييز بُت الصوامت كالصوائت كالتمييز بُت االسم كالفعل كحرؼ اعبر كاألدكات اؼبتممة‪.‬‬

‫لقد كاف إلبداعات اؽبنود يف اجملاؿ الصوٌب غاية الدقة كاالققاف‪ ،‬كىذا يدؿ على أصالة حبوثهم يف‬
‫اعبوان الصوقية بصفة خاصة‪.‬‬

‫‪ -3-3-1‬جهود الهنود في الدراسات المعجمية ‪:‬‬

‫كانت للهنود جهود ال قننر‪ ،‬غَت أهنا أقل مستول من الدراسات النحوية كالصوقية‪.‬‬

‫فقد بدأت أعماؽبم اؼبعجمية يف شنل قوائم قضم األلفاظ الصعبة اؼبوجودة يف نصوصهم‬
‫اؼبقدسة‪ٍ ،‬ب قاور فأغبق بنل لفظ يف القائمة شرح ؼبعناه‪ ،‬كقد كصلنا معجم ظهر يف القرف السادس‬
‫اؼبيالدم أك قبلو ؼبؤلفو (آماراسنها) (‪ ،)Amara sinha‬كقد ضم كلمات اؼبًتادفات ككلمات اؼبشًتؾ‬
‫ىذا النتاب يف شنل‬ ‫اللفظي‪ ،‬كجزءا عن النلمات غَت اؼبتصرفة كالنلمات اؼبذكرة أك اؼبؤنثة‪ ،‬ككت‬
‫ييسر اللجوء إليو كالعثور على اؼبراد بسرعة‪ ،‬كىناؾ معجم‬
‫ّ‬ ‫منظوـ ليسهل حفظو‪ ،‬كدل يتبع أم قرقي‬
‫كت يف القرف اغبادم عشر اؼبيالدم‪ ،‬كىو معجم ضخم رقبت النلمات فيو حبس عدد مقاطعها ٍب‬
‫حبس اعبنس (مذكر كمؤنث) ٍب حبس اغبرؼ األكؿ(‪.)1‬‬

‫لقد كاف التفنَت اللغوم اؽبندم من أىم الركافد يف التفنَت اللغوم اغبديث‪ ،‬حيث قأثر هبم‬
‫علماء الغرب‪ ،‬حينما اكتشفوا يف القركف اؼبتأخرة اللغة السنسنريتية‪ ،‬كأفادكا من قلك الدراسات اليت‬

‫(‪_)1‬أضبد ـبتار عمر‪ ،‬البحث اللغوم عند العرب مع دراسة لقضية التأثَت كالتأثر‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫~ ‪~ 11‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫سجلها علماء اؽبنود يف دراستهم اللغوية‪.‬‬

‫أما النحو السنسنرييت فهو قعليمي قابيقي‪ ،‬احتول على مسلمات كحقائق علمية يف ؾباؿ‬
‫الصوقيات‪ ،‬كما ساىم يف قاور اللسانيات اؼبقارنة‪ ،‬كما كاف لو األثر االهبايب على اللسانيات اغبديثة يف‬
‫القرف العشرين‪.‬‬

‫كىناؾ إشارات قدؿ على كجود كعي لغوم يف اغبق اؼبتقدمة من التاريخ لننها ؾبرد كمضات‬
‫خاطفة ال قدؿ على قفنَت منظم‪.‬‬

‫كعليو فقد قوزعت الدراسة اللسانية الوصفية للسنسنريتية القديبة على اىتمامات قدخل يف‬
‫صميم النظرية اللسانية العامة‪ ،‬كاىتمامات كبوية كصوقية كأخرل معجمية‪.‬‬

‫‪-2‬تاريخ الفكر اللساني عند اليونان‪:‬‬

‫دل يعرؼ اإلغريق دراسة للغة مثل قلك اليت عرفها اؽبنود؛ فرغم عظمة كسعة الًتاث اغبضارم‬
‫اإلغريقي بدأ الفنر يتبلور عنده يف القرف السادس قبل اؼبيالد يف صبيع مناحي اغبياة كعلى األخص يف‬
‫ؾباؿ الفلسفة‪ ،‬يقوؿ أضبد مومن‪( :‬بدأ الفنر االغريقي يف القرف السادس قبل اؼبيالد يتبلور يف صبيع‬
‫اؼبيادين‪ ،‬ككاف ؽبم دكر بارز يف بناء اغبضارة اإلنسانية اغبديثة‪ ،‬كىذا نظَت درجة الوعي كحرية الفنر‪،‬‬
‫كإف اغبضارة الغربية اليوـ كانت قد بدأت على أيدم اؼبفنرين االغريق الذين كانوا ّركادا يف الفنر‬
‫الفلسفي كاللغوم كاالجتماعي كاألديب كالسياسي كاألخالقي(‪.)1‬‬

‫كدل ينن اليونانيوف ركاد لألكركبيُت يف علم اللساف كحده‪ ،‬فآثارىم يف صبيع مناحي التفنَت‬
‫اغبضارم كاضحة اؼبعادل‪ ،‬كانعناسات جهودىم بادية يف الفنر األكركيب الوسيط كاؼبعاصر على ح ّد‬
‫سواء‪ ،‬كيبدك أف اليونانيُت كىم ينتبهوف للظاىرة اللسانية بوصفها جانبا من جوان اغبياة اإلنسانية‬
‫كانوا يقفوف موقف اؼبندىش الذم يلح يف طرح األسئلة خبصوص القضايا اليت يراىا غَت بديهية(‪.)2‬‬

‫حيث قاـ اليوناف ببحوث لسانية يف اذباىات كثَتة‪ ،‬فقد كانوا أكؿ اؼبنظرين اللسانُت‪ ،‬كما قاموا‬

‫(‪ _ )1‬أضبد مومن‪ ،‬اللسانيات‪ :‬النشأة كالتاور‪ ،‬ص ‪.15‬‬


‫(‪ _ )2‬نعماف بوقرة‪ ،‬ؿباضرات يف اؼبدارس اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫~ ‪~ 12‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫بتثبيت اؼبعايَت اػباصة بلغة ثقافتهم‪ ،‬كدل ينونوا أكؿ اؼبؤسسُت لقواعد النحو األكركيب التقليدم فحس ‪،‬‬
‫بل إننا مدينوف ؽبم بتقاليد البحث النحوم اليت جرل اغبفاظ عليها بأمانة فيما قال ذلك من قركف‬
‫(‪.)1‬‬

‫لقد كاف للحضارة اليونانية رصيد معريف طالئعي يف ؾباؿ الدرس اللغوم‪ ،‬حيث سبيزت عااءاهتم‬
‫بالسمة النظرية اليت ال يبارس فيها‪ ،‬فقد أسهموا يف كشف حقيقة النظاـ اللغوم عند اإلنساف‪ ،‬نتج‬
‫فيو ّ‬
‫افدا مرجعيا يع ّوؿ عليو يف‬
‫عنو قراكم كثيف من اؼبفاىيم كالتصورات اليت قصلح إذل كقتنا ألف قنوف ر ن‬
‫البحث اللساين اؼبعاصر‪.‬‬

‫أما الدراسات اللغوية عندىم فقد هنضت على أسس فلسفية كمناقية حبثية‪ ،‬ال يبنن الفصل‬
‫بينها‪ ،‬كما أهنم دل يًتكوا أم كصف للغتهم يعادؿ كصف اؽبنود‪ ،‬كدل يًتكوا معلومات عن ؽبجات األقواـ‬
‫اليت احتنوا هبا(‪.)2‬‬

‫لقد كاف اليونانيوف أىل حضارة كسياسة كحنم عضود كقد جعلهم االستقرار السياسي‬
‫كاالقتصادم من أىم حضارات العادل القدًن‪ ،‬كال يبنن بأم حاؿ من األحواؿ اغبديث عن اليوناف إال‬
‫كرباناىا بالفلسفة‪.‬‬

‫‪-1-2‬عالقة الفلسفة بالفكر اإلغريقي‪:‬‬

‫اللغة اليونانية معركفة منذ حوارل األلف األكؿ قبل اؼبيالد‪ ،‬أم منذ عصر ىومَتكس(‪ ،)3‬كنبعت‬
‫دراساهتم يف نظرية اللغة من نبومهم الفلسفية‪ ،‬كبذلوا جهودا خاصة لتتتبع أصل اللغة(‪.)4‬‬

‫كما اصابغ الدرس اللساين عندىم بصبغة جدلية يف شنل ؿباكرات فلسفية بُت أعالـ الفنر‬
‫اإلغريقي القدًن‪ ،‬كليس من الغري أف قبد مالحظات عديدة حوؿ اللغة‪ ،‬فزيادة على قعليم النحو عند‬

‫(‪ _ )1‬ميلنافيتش‪ ،‬اذباىات البحث اللساين‪ ،‬ص ‪.90‬‬


‫(‪ _ )2‬نعماف عبد اغبميد بوقرة‪ ،‬اللسانيات العامة اؼبيسرة‪ :‬قابيقات من اللغة العربية‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫كينظر‪ :‬زبَت دراقي‪ ،‬ؿباضرات يف اللسانيات التارىبية كالعامة ‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫(‪_ )3‬حسن ظاظا‪ ،‬اللساف كاإلنساف‪ :‬مدخل إذل معرفة اللغة‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫(‪_ )4‬ميلنافيتش‪ ،‬اذباىات البحث اللساين‪ ،‬ص‪.09‬‬
‫~ ‪~ 13‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫النحاة اإلغريق كىدفهم قلقُت اؼبتعلم النالـ كالنتابة‪ ،‬كما كاف ىؤالء النحاة مولعوف بالنظر العقلي‬
‫كاؼبناقي يف اللغة كالنحو الذم اعتربكه جزءا من الفلسفة‪.‬‬

‫كيلتقي أضبد ـبتار عمر كؿبمود السعراف حينما يتناكالف الدرس اللغوم عند اليوناف‪ ،‬حيث‬
‫يؤكداف أف التفنَت اللغوم عند اليونانيُت بدأ مرقباا بالفلسفة‪ ،‬ككاف اللغويوف األكائل فالسفة‪ ،‬كالبداية‬
‫اغبقيقة لدراسة لغتهم كانت منذ رماف (أكربيدس ‪406-480‬ؽ‪.‬ـ) (‪.)1‬‬

‫‪ -2-2‬الجدال حول نشأة اللغة‪:‬‬

‫إ ّف أقدـ ما كصلنا من أحباث اليونانيُت يرجع إذل حوارل القرف السادس قبل اؼبيالد على أيدم‬
‫الفالسفة الذين كانت احملاكرات قدكر فميا بينهم حوؿ نشأة اللغة‪ ،‬كجعلوا من الدراسة اللغوية منربا من‬
‫اآلراء الفلسفية اليت جاءت يف بعض مناقشاهتم‪.‬‬

‫حيث عٍت ىؤالء الفالسفة بلغتهم من أمثاؿ سقراط الذم أدذل برأيو يف بعض مشنالت اللغة‪،‬‬
‫كيليو أفالطوف يف الفًتة اؼبمتدة بُت [‪ 428‬إذل ‪ 348‬ؽ‪.‬ـ)‪ ،‬كجاء بعده األقوريوف سنة [‪ 341‬إذل‬
‫‪ 270‬ؽ‪.‬ـ]‪ ،‬أما أرساو ففي الفًتة اؼبمتدة من سنة [ ‪ 384‬إذل ‪ 322‬ؽ‪.‬ـ] كبعده جاء الركاقيوف‬
‫سنة [‪ 380‬ؽ‪.‬ـ]‪ ،‬كمن أىم اؼبشاكل موضوع اللغة نفسها‪ ،‬ىل ىي أمر طبيعي أك عريف ناقج عن‬
‫اقفاؽ البشر؟ (‪.)2‬‬

‫كىذا على النحو اآلٌب (‪:)3‬‬

‫أ‪-‬الطبيعيون‪ :‬على رأسهم أفالطوف‪ ،‬يركف أف اللغة من صنع الابيعة‪ ،‬أم اكبدرت من أصل‬
‫ربنمو قوانُت خالدة غَت قابلة للتغيَت‪ ،‬كإذل ىذا الرأم ذىبت اؼبدرسة الشذكذية‪ ،‬كعلى رأسها قراطيس‪،‬‬
‫كمدرسة الركاقيُت كمؤسسها زينوف حوارل ‪ 380‬ؽ‪.‬ـ‪.‬‬

‫ب‪ -‬االصطالحيون‪ :‬كعلى رأسهم أرساو‪ ،‬يركف أف اللغة من قبيل االصاالح؛ أم أهنا كليدة‬

‫(‪_ )1‬ؿبمود السعراف‪ ،‬علم اللغة‪ :‬مقدمة للقارئ العريب‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪( ،‬دت)‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫كينظر‪ :‬أضبد ـبتار عمر‪ ،‬البحث اللغوم عند العرب مع دراسة لقضية التأثَت كالتأثر‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫(‪_ )2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬الصفحة نفسها‪ ،‬كينظر‪ :‬السعيد شنوقة‪ ،‬مدخل إذل اؼبدارس للسانية اؼبعاصرة‪ ،‬ص ‪.15-14‬‬
‫(‪_ )3‬أضبد مومن‪ ،‬اللسانيات‪ :‬النشأة كالتاور‪ ،‬ص ‪.16 ،15‬‬
‫~ ‪~ 14‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫القياسيوف كعلى رأسهم أرسًتاخوس كاألبيقريوف كعلى رأسهم‬ ‫العرؼ كالتقليد‪ ،‬كإذل ىذا الرأم ذى‬
‫أبيقور ناقش دعاة الابيعة كاالصاالح العالقة بُت أشناؿ النلمات كمعانيها‪ ،‬كأكد دعاة الابيعة‬
‫التاابق اؼبوجود بُت كل داؿ كمدلوؿ‪ ،‬كمن ىنا انبثق علم أصوؿ النلمات كالبحث عن أصلها كمعناىا‬
‫اغبقيقي‪.‬‬

‫كربوؿ اػبالؼ بُت الابعيُت كاالصاالحيُت يف (ؽ ‪ 02‬ؽ‪.‬ـ) إذل جداؿ حوؿ مدل انتظاـ‬
‫اللغة‪ ،‬فمن سبسك بفنرة القياس يف اللغة كانوا يسموف بالقياسيُت‪ ،‬كمن ناىضو ىذه الفنرة يسموف‬
‫بالشذكذين(‪.)1‬‬

‫مهدت الاريق أماـ مناقشات أخرل(‪:)2‬‬


‫إف اؼبناقشات اليت أثارىا الفالسفة اإلغريق ّ‬
‫‪-‬ىل اللغة شيء فوؽ الابيعة قلقاىا االنساف من ربو؟‪.‬‬

‫‪-‬ىل ىناؾ عالقة فارية بُت الداؿ كاؼبدلوؿ؟‬

‫‪-‬ىل اللغة قتوقف على العرؼ كاالقفاؽ بُت اؼبتنلمُت على أهنم سوؼ يستعملوف رمزا لغويا‬
‫معينا يف مقابل قيمة داللية معينة شائعة كمتماثلة بُت أطراؼ التفاىم؟‪.‬‬

‫‪-3-2‬اللغات واللهجات األخرى غير اإلغريقية‪:‬‬

‫أنبل اإلغريق اللغات األخرل إنباؽبم للشعوب الناطقة هبا‪ ،‬كفصلوا لغتهم على سائر لغات‬
‫البشر‪ ،‬معتقدين بأف لغتهم ىي الصورة اؼبثلى اليت ال قدانيها صورة‪ ،‬كأف كل ما يناق بغَتىا إمبا ىم‬
‫برابرة )*( أك مثرقركف‪ ،‬مع أف قفضيل لغة على لغة أخرل برفضو معظم العلماء احملدثُت كما عمد اإلغريق‬
‫إذل احتقار ىذه اللهجات كاللغات‪ ،‬كاالزدراء هبا‪ ،‬ألهنا لغات بربرية غَت مفهومة‪ ،‬كما دل وبتفظوا دبا‬
‫عرفوه كقرصبوه من لغات أخرل‪ ،‬كالنزر القليل فبا قرصبوه قبده مبعثرا يف العديد من اؼبؤلفات اؼبختلفة‪.‬‬

‫كحُت اقصل اليونانيوف بغَتىم‪ ،‬كقعلموا منهم بعض اللغات األجنبية استشعركا اختالؼ الشعوب‬

‫(‪ _ )1‬أضبد مومن‪ ،‬اللسانيات‪ :‬النشأة كالتاور‪ ،‬ص ‪.16-15‬‬


‫(‪ _ )2‬ماريو بام‪ ،‬أسس علم اللغة‪ ،‬ص ‪.226‬‬
‫)*(‪-‬برابرة‪ :‬كلمة بربرم قالق على اللغات األجنبية غَت اؼبفهومة لدل اإلغريق‪ ،‬ؽبذا ينظركف إليها بإزدراء كاحتقار‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬ركبينز‪ ،‬موجز قاريخ علم اللغة يف الغرب‪ ،‬ص ‪ 32‬كينظر زبَت داقي‪ ،‬ؿباضرات يف اللسانيات التارىبية كالعامة‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫~ ‪~ 15‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫يف التحدث بلغات ـبتلفة‪ ،‬كما أدركوا الفوارؽ اللهجية بُت أبناء اجملتمع الواحد‪ ،‬كىذا ما ؼبح إليو‬
‫"ىَتكدكت" من خالؿ إيراده لنلمات غَت قليلة أجنبية ناقشها كعلّل ألصلها‪ ،‬كأكد على دكر اللغة يف‬
‫الوحدة القومية يقوؿ‪« :‬إف اجملتمع اليوناين‪ ،‬بأكملو قرباو صلة الدـ الواحد كاللساف الواحد»(‪.)1‬‬

‫أما دراسة اإلغريق للغات األخرل فلم ينن إال عند االضارار كاغباجة اؼبلحة‪ ،‬ألهنم كانوا‬
‫متشبعُت حبضارهتم‪ ،‬متمسنُت بتقاليدىم كمؤمنُت بتفوقهم الثقايف العظيم‪.‬‬

‫‪-4-2‬جهود اإلغريق في الدراسات اللغوية‪.)2( :‬‬

‫‪ -1-4-2‬جهود اإلغريق في الدراسات النحوية‪:‬‬

‫قسم أفالطوف اعبملة إذل إظبية كفعلية‪ ،‬كميّز بُت األظباء كاألفعاؿ‪ ،‬كرأل أف األظباء ىي العبارات‬
‫اليت قدؿ عمن يقوـ باغبدث يف اعبملة‪ ،‬كأف األفعاؿ ىي العبارات اليت قدؿ على حدث أك صفة يف‬
‫اعبملة‪.‬‬

‫‪-‬قصنيف النلمة إذل شبانية أصناؼ كفق معايَت لغوية كفلسفية‪ :‬اإلسم‪ ،‬الفعل‪ ،‬اظبا الفاعل‬
‫كاؼبفعوؿ‪ ،‬الضمَت‪ ،‬أداة التعريف‪ ،‬اغبرؼ‪ ،‬أداة الربط كالظرؼ‪.‬‬

‫‪-‬كقفوا على اإلعراب كعالماقو‪ ،‬ككانت ؽبم جهود يف النشف عن موقع النلمة يف اعبملة‪.‬‬

‫‪-‬البحث يف قوانُت اللغة كعللها‪ ،‬ككاف ىذا مع أشهر كباهتم (أبولونيوس ديسنورل) (ت‬
‫‪150‬ـ)‪ ،‬الذم آخذ على سابقيو يف كتابو (الًتاكي )‪.‬‬

‫(‪ _)1‬ركبينز‪ ،‬موجز قاريخ علم اللغة يف الغرب‪ ،‬ص ‪ ،32‬كينظر‪ :‬نعماف بوقرة‪ ،‬ؿباضرات يف اؼبدارس اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫كينظر‪ :‬زبَت دراقي‪ ،‬ؿباضرات يف اللسانيات التارىبية كالعامة‪ ،‬ص ‪.17 ،16‬‬
‫(‪ )2‬ميلنافيتش‪ ،‬اذباىات البحث اللساين‪ ،‬ص ‪ ،12-9‬كينظر‪ :‬ماريو بام‪ ،‬أسس علم اللغة‪ ،‬ص ‪ ،227-226‬كينظر‪ :‬أضبد ـبتار‬
‫عمر‪ ،‬البحث اللغوم عند العرب مع دراسة لقضية التأثَت كالتأثر‪ ،‬ص ‪ ،61‬كينظر‪ :‬السعيد شنوقة‪ ،‬مدخل إذل اؼبدراس اللسانية‪،‬‬
‫ص‪.15‬‬
‫كينظر‪ :‬أضبد مومن‪ ،‬اللسانيات‪ :‬النشأة كالتاور‪ ،‬ص ‪ 15‬كينظر‪ :‬خليفة بوجادم‪ ،‬اللسانيات النظرية‪ :‬دركس كقابيقات‪ ،‬ص ‪-19‬‬
‫‪ ،20‬كينظر‪ :‬نعماف بوقرة‪ ،‬ؿباضرات يف اؼبدراس اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬ص ‪، 62-56‬كينظر‪ :‬نعماف عبد اغبميد بوقرة‪ ،‬اللسانيات العامة‬
‫اؼبيسرة‪ :‬قابيقات يف اللغة العربية‪ ،‬ص ‪.27-26‬‬
‫كينظر‪ :‬زبَت دراقي‪ ،‬ؿباضرات يف اللسانيات التارىبية كالعامة‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫~ ‪~ 16‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫_اقتصارىم على ذكر األمثلة‪ ،‬كعدـ التفافهم إذل علة الشواذ‪.‬‬

‫‪-‬فصل الشواىد النثرية على الشواىد الشعرية‪ ،‬ألف يف الشعر التقدًن كالتأخَت كاغبذؼ‪.‬‬

‫‪-‬حذر من اللجوء إذل اؼبعٌت اجملازم يف ربديد مدلوالت األلفاظ‪.‬‬

‫‪-‬عٍُت بالنلمة كبدكرىا يف اعبملة‪.‬‬

‫‪-‬عارض أرساو يف ربديد مفهوـ النلمة؛ إذ ال يلتفت إذل اؼبفهوـ اؼبناقي‪ ،‬كإمبا إذل اللغوم منو‬
‫فقط‪.‬‬

‫‪-‬ركز اليونانيوف جهودىم على اللغة اؼبنتوبة‪.‬‬

‫‪-‬ىدؼ النحو اإلغريقي ىو قلقُت اؼبتعلم فنوف النالـ كالنتابة‪ ،‬كما أهنم قد رباوه بالنظر‬
‫العقلي كاؼبناقي‪ ،‬يقوؿ ليونز‪« :‬إهنم ع ّدكا النّحو جزءا ال يتجزأ من الفلسفة»‪.‬‬

‫كالذم يبدك أف النحاة اليونانيُت قد ش ّقوا يف النهاية طريقهم عن اليهود‪ ،‬كقوصلوا إذل كضع نظاـ‬
‫لغتهم‪ ،‬كغَتىا من اللغات الشبيهة هبا يف الًتكي ‪.‬‬ ‫كبوم يناس‬

‫إف الوصف الدقيق للقواعد النحوية اليت كضعها اإلغريق قد استغرؽ قركنا حىت ًب كضعو‪ ،‬كقد بٍت‬
‫على فركض كنبية كمقدمات خاطئة كالسب ارقباط النحاة اإلغريق باؼبناق كالفلسفة‪.‬‬

‫‪-2-4-2‬جهود اإلغريق في الدراسات الصرفية‪:‬‬

‫‪-‬ميّز اإلغريق كمنهم بركقاغورارس بُت األجناس الثالثة‪ :‬اؼبذكر كاؼبؤنت كالوسط‪ ،‬كقسموا اعبمل‬
‫إذل أنواع حس الوظائف الداللية العامة للًتاكي النحوية اػباصة‪.‬‬

‫كبُت كجود أصل أجنيب لعدد كبَت من‬


‫‪-‬ربدث أفالطوف عن ظاىرة االفًتاض كالتداخل اللغوم‪ّ ،‬‬
‫اؼبفردات اللغوية االغريقية‪.‬‬

‫‪-‬دل يقم أرساو بصياغة أصوؿ النلمات كمعانيها‪ ،‬ألنو اعترب أف اؼبعٌت األصلي غَت مهم على‬
‫اإلطالؽ‪ ،‬ألف اللغة كليدة العرؼ كاالصاالح‪.‬‬

‫‪-‬اكتشف أرساو صيغ الفعل اؼبختلفة يف اللغة اإلغريقية‪ ،‬كأف التغيَتات الاارئة على الفعل‬
‫~ ‪~ 17‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫مرقباة بزمن حدكثو‪.‬‬

‫‪-‬ققسيم االسم كفق العدد إذل مفرد كصبع‪.‬‬

‫‪-‬عناية اإلغريق دبوضوع (اإليتمولوجيا أك االشتقاؽ)‪ ،‬كقارؼ بعضهم يف استخراج جذكر كأصوؿ‬
‫النلمات اإلغريقية إذل درجة قدفع إذل السخرية‪.‬‬

‫‪-‬عاعبوا بشيء يشبو الدقة العلمية اغبديثة الوحدات الفونولوجية كاؼبقاع كالفونيم كارقنز كصفهم‬
‫على أجبديتهم اػباصة‪.‬‬

‫‪-‬جهودىم الصرفية كانت قأسيسا للجهود النحوية‪.‬‬

‫‪-3-4-2‬جهود اإلغريق في الدراسات الصوتية‪:‬‬

‫‪-‬ربديد كحصر أصوات لغتهم دبنهج علمي ربليلي‪.‬‬

‫‪-‬كضعوا رموز ؼبا أخذكه عن النتابة السامية‪ ،‬فصارت كتابتهم معربة عن نظامهم الصوٌب‪.‬‬

‫‪-‬كضعوا رموز للحركات‪.‬‬

‫‪-‬قصنيف أصوات لغتهم إذل صامتة كصائتة‪.‬‬

‫‪-‬ميّزكا بُت الصوت الصامت يف اليونانية كالصوت الصائت يف اللغة نفسها كبُت الصوت الذم‬
‫فيو شبو هبذا أك قلك‪.‬‬

‫‪-‬درسوا اؼبقاع كالنربة كغَته من ظواىر األداء‪.‬‬

‫‪-‬استعار اليونانيوف من الفينيقيُت النتابة اؽبجائية‪ ،‬رغم االختالؼ يف الصوامت كالصوائت‪،‬‬


‫فنيفوىا دبا يناس لغتهم‪.‬‬

‫‪-‬قوصلوا إذل أ ّف الصامت ال يبنن الناق بو إال مع صائت أك مصوت‪.‬‬

‫‪-‬ظبوا اجملموعة اؼبنونة من الصوامت كالصوائت مقاعا‪.‬‬

‫‪-‬رأكا بأف الصامت يبنن الناق بو لوحده‪ ،‬فينوف بذلك دبنزلة مقاع كاحد‪.‬‬

‫~ ‪~ 18‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪-‬قعرفوا على الفركؽ الصوقية بُت أصوات لغتهم أك ما يعرؼ باأللوفونات‪.‬‬

‫‪-‬أشاركا إذل العالقات الصوقية اؼبؤلفة ألجزاء النالـ‪.‬‬

‫‪-‬كاف أفالطوف على كعي بالفركقات الداللية الناذبة عن اختالؼ النرب يف النملة الواحدة‪.‬‬

‫‪-‬عاجل اإلغريق الظاىرة اؼبقاعية كالنرب يف اللغة اليونانية‪ ،‬األمر الذم يب ّنن علماء الصوقيات‬
‫اغبديثة من إعادة بناء النظاـ الفنولوجي ؽبذه اللغة القديبة‪.‬‬

‫‪ّ -‬فرؽ (أكبيدس) [‪ 406-480‬ؽ‪.‬ـ] كىو من الفالسفة األكائل يف التفنَت اللغوم عند اليوناف‬
‫بُت حركؼ العلة كاغبركؼ الصحيحة‪.‬‬

‫‪-‬قناكؿ أرساو التحليل الصوٌب يف كتابو (فن الشعر)‪ ،‬كعرؼ الصوت "اغبرؼ" كحدكثو يف‬
‫اللساف كالشفتُت‪.‬‬

‫‪-‬قناكؿ اإلغريق العالقة اؼبباشرة بُت البنية الصوقية للغة‪ ،‬كما يقابلها من معٌت كإمناف استعماؿ‬
‫األسس اؼبناقية يف شرح األشناؿ النحوية‪ ،‬كال قزاؿ ىذه القضايا موضع اىتماـ اللسانيات اؼبعاصرة‪.‬‬

‫‪-‬اشتملت احملاكرات الفلسفية على مناقشات ذات صلة مباشرة بالقضايا اللسانية كالبحث كبُت‬
‫أشنالو الصوقية‪.‬‬

‫‪-‬يرل القياسيوف أف اللغة ىي ىبة الابيعة‪ ،‬كأهنا ال قعتمد على العرؼ اإلنساين كاللغة يف جوىرىا‬
‫نظامية كمناقية‪.‬‬

‫‪-‬أكؿ عمل لغوم يف اليوناف كاف قاوير النظاـ اؽبوائي للنتابة يف أكائل األلف قبل اؼبيالد‪ ،‬حيث‬
‫مثل اليونانيوف كل األصوات سواء السواكن منها كالعلل‪.‬‬

‫‪-‬أعاانا أفالطوف ققسيما ثالثيا لألصوات يبنن أف ينوف‪ :‬أصوات العلة‪ ،‬األصوات الساكنة‬
‫اجملهورة‪ ،‬األصوات الساكنة اؼبهموسة‪.‬‬

‫‪ -4-4-2‬جهود اإلغريق في الدراسات المعجمية‪:‬‬

‫‪-‬أنتجوا عدد ضخما من اؼبعاجم اللغوية‪.‬‬

‫~ ‪~ 19‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪-‬كضعوا قواميس قرق األلفاظ كفق صورهتا كموضوعاهتا‪.‬‬

‫‪-‬يعترب العلماء أف القركف األكذل بعد اؼبيالد ىي العصر الذىيب للمعاجم اليونانية‪.‬‬

‫كأشهر اؼبعاجم أبو قراط الذم ألف عاـ ‪ 180‬ؽ‪.‬ـ كىو معجم ألفبائي‪.‬‬

‫‪-4-3‬المدارس اإلغريقية(‪:)1‬‬

‫‪ -1-4-3‬الدراسات اللغوية عند الرواقيين واإلسكندريين‪:‬‬

‫كنبا مدرستاف يونانيتاف‪ ،‬كجاءت جهودنبا يف الدراسات اللغوية على النحو اآلٌب‪:‬‬

‫‪ -1-1-4-3‬المدرسة الرواقية‪ :‬كىي أىم مدرسة فلسفية يف أثينا بعد أرساو‪ ،‬كذلك‬
‫لعنايتها باؼبسائل اللغوية‪.‬‬

‫الركاقيوف ىم أكؿ من كضع النظاـ األرساي لتصنيف النلمات كالفئات النحوية اليت كضعها‬
‫أرساو قوضيحا أكرب يف اذباىُت‪:‬‬

‫األكؿ‪ :‬قوسيع األنواع‪ ،‬كالثاين ققدير التعريفات الدقيقة لفئات النحوية‪ ،‬حُت اعتربىم العلماء‬
‫احملدثوف اؼبؤسسُت الفعليُت للقواعد يف الفنر اإلغريقي القدًن كاألكريب اغبديث‪ ،‬كقد كصل إبداعهم إذل‬
‫درجة متقدمة فنس إليهم مصالح اغبالة النحوية دبدلولو اغبديث الذم يبثل األكضاع الصرفية لنلمات‬
‫يف اعبملة أك التغَت القواعدم لصيغة النملة‪ ،‬كما ناقش الركاقيوف العالقة بُت الداللة الزمنية للفعل‬
‫كفنرة سباـ اغبديث أك عدـ سبامو أك استمراريتو‪.‬‬

‫‪-‬فصل الركاقيوف الدراسات اللغوية عن الفلسفة‪ ،‬كقأسست اؼبدرسة الركاقية على يد (زينوف)‬

‫(‪ _)1‬ميلنافيتش‪ ،‬اذباىات البحث اللساين‪ ،‬ص ‪.15-13‬‬


‫كينظر‪ :‬أضبد ـبتار عمر‪ ،‬البحث اللغوم عند العرب مع دراسة لقضية التأثَت كالتأثر‪ ،‬ص ‪.63-62‬‬
‫كينظر‪ :‬السعيد شنوقة‪ ،‬مدخل إذل اؼبدراس اللسانية‪ :‬ص ‪.15-14‬‬
‫كينظر‪ :‬أضبد مومن‪ ،‬اللسانيات‪ :‬النشأة كالتاور‪ ،‬ص ‪.23-21‬‬
‫كينظر‪ :‬نعماف بوقرة‪ :‬ؿباضرات يف اؼبدراس اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬ص ‪.62-56‬‬
‫كينظر‪ :‬نعماف بوقرة‪ :‬اللسانيات العامة اؼبيسرة‪ :‬قابيقات من اللغة العربية‪ ،‬ص ‪.27-26‬‬
‫كينظر‪ :‬زبَت دراقي‪ ،‬ؿباضرات يف اللسانيات التارىبية كالعامة‪ ،‬ص ‪.19-18‬‬

‫~ ‪~ 20‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫حوارل (‪380‬ؽ‪.‬ـ)‪.‬‬

‫‪ -‬اىتموا بالنحو اىتماما خاصا كما درسوا األصوات كاالشتقاؽ‪.‬‬

‫‪-‬زادكا قسما رابعا كخامسا إذل أقساـ النلمة الثالثة عند أرساو‪.‬‬

‫‪-‬قدموا شركحا مستفيضة آلراء أرساو اللغوية‪.‬‬

‫‪-‬أكؿ من درس العدد كاؼباابقة بُت اإلسم كالفعل‪ ،‬كحاالت االسم االعرابية‪ ،‬كحاالت الفعل من‬
‫حيث الصيغة كالزمن‪.‬‬

‫‪-‬اؼبعرفة عند الركاقيُت قنمن يف انسجاـ األفنار مع األشياء اؼبوجودة يف الابيعة‪.‬‬

‫طبيعتها يف فركع منفصلة كمنتظمة كعلم النحو كالبالغة‬ ‫‪-‬عاجل الركاقيوف اؼبسائل اللغوية حس‬
‫كالداللة كاألسلوبيات كالصوقيات‪.‬‬

‫‪-‬اىتموا بالشنل كاؼبعٌت كميزكا بُت أربعة أقساـ للنالـ‪:‬‬

‫‪-2-‬الفعل ‪-3-‬اغبرؼ ‪ -4-‬الرابط‬ ‫اسم جنس‬ ‫‪-1‬االسم‬

‫اسم علم‬

‫‪-‬جاؤكا دبصالح اغبالة اإلعرابية‪.‬‬

‫‪-2-1-4-3‬المدرسة اإلسكندرية‪:‬‬

‫كاف للمدرسة اإلسنندرية القديبة بداية من سنة ‪ 300‬ؽ‪.‬ـ فضلها يف حفظ اآلثار األدبية‬
‫اليونانية القديبة اليت ربوم شركح أشعار الشعراء كدراسة مفرداهتا‪.‬‬

‫كيالق مصالح االسنندرية على حقبة مثمرة من العمل النحوم بوجو خاص يف مركز البحوث‬
‫سبرف فيها أجياؿ من النحاة اؼبوىوبُت‪ ،‬كقبل زمن‬‫اللسانية الذم أنشأه اإلغريق يف االسنندرية‪ ،‬حيث ّ‬
‫السنندريُت دل ينن النحو إال ؾبرد فرع من فركع الدراسات الفلسفية اليونانية‪ ،‬كمعهم صار ؾباال معرفيا‬
‫قائما بذاقو‪ ،‬لو فركعو اؼبتخصصة‪ ،‬كاىتموا باؼبعاجم كالبالغة‪ ،‬كازدىرت الدراسات الصرفية كالصوقية‬
‫بعدما اعتنقوا األفنار الفلسفية اليت كرثوىا عن أساقذهتم اليونانيُت‪.‬‬
‫~ ‪~ 21‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫أكجها‪ ،‬حيث ابتنرت النتابة‪ ،‬كأسس مدارس لغوية‬


‫كلقد بلغت الدراسات اللغوية يف ىذه الفًتة ّ‬
‫يف اإلسنندرية اليت كانت مستعمرة اغريقية‪.‬‬

‫‪-‬من علمائها‪:‬‬

‫‪-‬ثراكس الذم سبسك بالقياس‪-‬قراطس سبسك بالشذكذ يف اللغة كرفض القوانُت اؼبشتقة‪-‬ألف‬
‫ثراكس كتابو يف النحو اإلغريقي حيث قسم النالـ إذل شبانية أقساـ‪:‬‬

‫‪-‬اإلسم – الفعل‪ -‬اسم الفاعل كاؼبفعوؿ –أداة قعريف كقننَت‪ -‬الضمَت –حرؼ اعبر‪ -‬الرابط‪-‬‬
‫الظرؼ‪.‬‬

‫‪-‬كما اىتم علماؤىا دبؤلفات سابقيهم‪ ،‬كقاموا حبمايتها من التحريف‪ ،‬اعتمادا على مقارنة‬
‫النصوص لتمييز الصحيح كالزائف منها‪-‬ككضعوا ىوامش للنصوص كعلقوا عليها‪-‬كاىتموا بالتأليف يف‬
‫علم النحو‪.‬‬

‫‪-‬ناصركا النظرية القياسية كطبقوىا يف قنقيح النصوص‪ ،‬كربديد معايَت الصحة يف ضوء النصوص‬
‫اؽبومَتية‪ ،‬كقد قرجم ىذا العمل إذل السريانية كاألرمينية يف كقت مبنر‪ ،‬كيبنن أف قذكر أىم ما فيو‪:‬‬

‫أ‪-‬القواعد‪ :‬كقشتمل على‪:‬‬

‫‪-‬القراءة الصحيحة بصوت مرقفع مع مراعاة األكزاف العركضية‪.‬‬

‫‪-‬قفسَت التعابَت األدبية‪-‬ققدًن مالحظات حوؿ األسلوب كاكتشاؼ أصوؿ النلمات‪.‬‬

‫ب‪-‬الجملة ح‪-‬االسم د‪-‬الفعل ه–األداة و‪ -‬الضمير ز‪-‬حرف الجر ح‪-‬‬


‫الظرف ط‪-‬الرابطة‪.‬‬

‫‪ -5-3‬المآخذ على جهود اليونانيين في دراستهم للغة‪.)1( :‬‬

‫‪-‬غل على دراستهم اللغوية قأثرىا بالفنر الفلسفي كاؼبيتافيزيقي‪.‬‬

‫(‪ _)1‬ؿبمود السعراف‪ ،‬علم اللغة‪ :‬مقدمة للقارئ العريب‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫كينظر‪ :‬ماريو بام‪ ،‬أسس علم اللغة‪ ،‬ص ‪.228‬‬
‫~ ‪~ 22‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪-‬خضوعها للنظريات اؼبناقية‪.‬‬

‫‪-‬كاف الغرض من اعبهود اليونانية التعليم ككضع قواعد لتمييز الصواب كاػباأ من طرؽ الصياغة‬
‫اللغوية‪ ،‬كىو فبا ىبرجو من دائرة علم اللغة‪.‬‬

‫‪-‬خلو دراساهتم من اؼبنهج اؼبقارف؛ إذ ال قبد مقارنة بُت اليونانية كغَتىا‪.‬‬

‫‪-‬انباؿ الدراسة اؼبقارنة سببو قفضيل لغتهم على سائر لغات البشر‪.‬‬

‫‪-‬آراؤىم النحوية القديبة كانت معيارية أكثر منها كصفية؛ أم أف النحاة األقدمُت قناكلوا الًتكي‬
‫اللغوم كما ينبغي أف ينوف‪ ،‬ال كما ىو كائن بالفعل‪ ،‬كما أف قغَت اللغة قد صاحبو صبود يف القواعد‬
‫النحوية‪.‬‬

‫‪-6-3‬الخالصة‪:‬‬

‫‪-‬اصابغت قواعد اإلغريق بصبغة فلسفية عقالنية أثرت على الدراسات اللغوية األكركبية‪.‬‬

‫‪-‬دراسة اإلغريق للغة ارقنزت على بنية اللغة كنشأهتا‪ ،‬كدل هتتم بتاوير اللغة كقنوعها‪.‬‬

‫‪-‬اىتموا بوصف لغة أجدادىم‪ ،‬ككضعوا قواعد عامة للغتهم‪.‬‬

‫‪-‬طبق النحو اإلغريقي على كل لغات العادل‪ ،‬كاستعملت مصالحاقو يف الدرس اللساين اغبديث‪.‬‬

‫‪-‬أما عن التقارب بين الهنود واإلغريق فنجده‪:‬‬

‫‪-‬يف اعبداؿ حوؿ نشأة اللغة عن طريق الابيعة كاالصاالح‪.‬‬

‫‪-‬يف كضع قواميس كقعاليق حوؿ النصوص اؼبقدسة للمحافظة عليها بالنسبة للهنود كغبفظ الًتاث‬
‫اؽبلّيٍت من الضياع بالنسبة إذل اإلغريق‪.‬‬

‫‪-‬يف أقساـ النالـ مع اكتشاؼ االسم كالفعل لدل اؽبنود‪ ،‬كالفاعل كاػبرب لدل اإلغريق‪.‬‬

‫‪-‬أما االختالف بين الهنود واالغريق‪:‬‬

‫‪-‬سبتاز األعماؿ اؽبندية كقفوؽ االغريق يف ميدانُت رئيسُت‪:‬‬

‫~ ‪~ 23‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫أ‪-‬في ميدان الصوتيات‪ :‬صنفوا اغبركؼ ككصفوىا كصفا دقيقا باالعتماد على اؼبالحظة كالتجربة‬
‫فنشأت عندىم الصوقيات الناقية مقابل الصوقيات السمعية عند االغريق‪.‬‬

‫ب‪-‬في ميدان النحو‪ :‬اىتموا بالدراسة اؽبينلية للنلمات ككضعوا ؽبا قواعد كبوية‪.‬‬

‫‪-‬عٍت اليونانيوف بلغتهم‪ ،‬كمن القضايا اليت أثارت انتباىهم قضية "نشأة اللغة"‪ ،‬ككانت ؽبم جهود‬
‫يف درس لغتهم على اؼبستويات الصوقية كالصرفية كالنحوية كاؼبعجمية‪.‬‬

‫~ ‪~ 24‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫تاريخ الفكر اللساني عند العرب‪:‬‬

‫‪-1‬توطئة‪:‬‬

‫دل ينن التفنَت اللغوم العريب أقل شأنا من التفنَت الوارد يف اغبضارات اإلنسانية السابقة فنريا‬
‫كاف أـ لغويا‪ ،‬فجهود العرب المعة يف الدرس اللغوم كغات اؼبستويات الصوقية كالصرفية كالنحوية‬
‫(الًتكيبة) كالداللية‪.‬‬

‫كقد نشأ البحث اللغوم العريب يف ظل القرآف النرًن كعلومو كالقراءات كعلم التفسَت كعلم‬
‫البالغة كعلم النحو كعلم النالـ كالفقو كأصولو كأسباب النزكؿ كالناسخ كاؼبنسوخ‪ ،‬كاالشتقاؽ كعلم‬
‫اللغة كأضاؼ السيوطي علم اؼبوىبة‪( :‬كىو علم يورثو اهلل قعاذل ؼبن عمل دبا علم‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪:‬‬
‫«من عمل دبا علم كرثو اهلل علم ماال يعلم»(‪.)1‬‬

‫كيف ىذا الصدد يقوؿ السعيد شنوقة‪« :‬إف للدراسة اللغوية عند العرب منانة علمية يف الفنر‬
‫اللساين اؼبعاصر كوهنا إضافة علمية ؿبققة للتواصل اؼبعريف‪ ،‬حىت كإف سبحورت أسسها حوؿ القرآف النرًن‬
‫كالسنة النبوية الشريفة‪ ،‬فهي يف ىذا كغَتىا من األمم كاؽبنود كاليوناف كاؼبصريُت القدامى‪ ،‬كعليو فإف‬
‫التفنَت اللغوم العريب وبمل يف عمقو الفضوؿ العلمي كالتالع إذل إغناء الدراية اؼبعرفية كالعلم يف بعده‬
‫اإلنساين»(‪.)2‬‬

‫كيف ىذا دعوة إلعادة قراءة الًتاث اللغوم العريب‪ ،‬كفق النظريات اللسانيات اغبديثة للتوفيق بينها‬
‫كبُت نتائج الفنر اللغوم القدًن‪.‬‬

‫كما أ ّف يف ىذا قأكيد على السبق التارىبي كاغبضارم للعرب يف ؾباؿ الدراسات اللغوية‪ ،‬فبا‬
‫جعلها ؿبط اىتماـ اللسانيُت الغربيُت بالًتاث اللغوم اإلنساين كالًتاث اللغوم العريب القدًن(‪.)3‬‬

‫(‪_)1‬جالؿ الدين السيوطي‪ ،‬االققاف يف علوـ القرآف‪ ،‬عادل النت ‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.180‬‬
‫(‪_)2‬السعيد شنوقة‪ ،‬مدخل إذل اؼبدراس اللسانية‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫(‪_)3‬حافظ اظباعيلي علوم‪ ،‬اللسانيات يف الثقافة العربية اؼبعاصرة‪ :‬دراسة ربليلية نقدية يف قضايا التلقي كإشناالقو‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النتاب‬
‫اعبديد اؼبتحدة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪2009 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫~ ‪~ 25‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪-2‬نشأة اللغة العربية‪:‬‬

‫قنلم العرب باللغة العربية بالسليقة حىت قبل نزكؿ القرآف النرًن‪ ،‬كقد كاف للعزلة السياسية‬
‫كاالجتماعية دكر فعاؿ يف سالمة لغتهم‪ ،‬كاللغة عند العرب طبع وبصل بالنشأة كالدكاـ‪ ،‬كيبتد ىذا الابع‬
‫اللغوم حىت القرف الرابع اؽبجرم إذل عهد اؼبتنيب‪ ،‬كابن العالء كقدامة بن جعفر‪.‬‬

‫كرغم اختالط العرب بغَتىم من األمم‪ ،‬إال أف قأثَت ىذا االختالط على اللغة العربية دل ينن‬
‫باديا‪ ،‬كما أف اختالط األجناس ككثرهتم بعد ؾبيء االسالـ كاف لو أثره االهبايب يف االقباؿ على قعلم‬
‫اللغة العربية خاصة زمن اغبلفاء الراشدين من طرؼ الشعوب غَت العربية(‪.)1‬‬

‫أما عن نشأة اللغة العربية‪ ،‬فهي قنتمي إذل اللغات السامية العربية كاآلشورية كالسريانية كالننعانية‬
‫كاآلرامية كاغببشية‪ ،‬كاليت اقفق اؼبؤرخوف أف ىذه األسرة اللغوية كجدت ألكؿ مرة يف أرض بابل بالعراؽ‪،‬‬
‫ٍب انتشرت يف شبو اعبزيرة العربية كالبقاع اجملاكرة ؽبا ألهنا كانت قعيش معزكلة عن العادل يف شبو جزيزة‬
‫العرب‪ ،‬كال قستعملها إال القبائل العربية يف ىذه اؼبناطق الصحراكية(‪.)2‬‬

‫‪-3‬تطور اللغة العربية‪:‬‬

‫يرل قوفيق سفر آفا غياب اؼبراحل األكذل للغة العربية‪ ،‬حيث عرؼ العرب قديبا لغتُت‪:‬‬

‫‪-‬لغة اعبنوب أك اللغة القحاانية‪.‬‬

‫‪-‬لغة الشماؿ أك اللغة العدنانية‪.‬‬

‫كبينهما فركؽ لغوية كبَتة‪ ،‬كما كاف بينهما ققارب نتيجة للحركب كالتجارة كاألسواؽ األدبية‬
‫كسوؽ عناظ مثال‪.‬‬

‫كقغلبت اللغة العدنانية كىي اللغة الفصحى العربية اليت قبدىا يف القرآف كاؼبعاجم اللغوية كشعر‬
‫العرب كنثرىم(‪.)3‬‬

‫(‪_ )1‬خليفة بوجادم‪ ،‬اللسانيات النظرية‪ :‬دركس كقابيقات‪ ،‬ص ‪.106-105‬‬


‫(‪_ )2‬أضبد مومن‪ ،‬اللسانيات‪ :‬النشأة كالتاور‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫(‪ _ )3‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫~ ‪~ 26‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫كقد أثرت اغبياة اعباىلية على اللغة كاألدب‪ ،‬كمن نتائجو انقساـ العرب إذل قبائل متفرقة‪ ،‬فبا‬
‫أدل إذل قعدد اللهجات كقعدد مسميات الشيء الواحد أدل إذل قعدد ككثرة اؼبفردات كاعبموع كقعدد‬
‫األضداد(‪.)1‬‬

‫كبدأت الدراسات اللغوية قتاور بعد ظهور اإلسالـ يف القرف األكؿ للهجرة‪ ،‬اؼبوافق للقرف السابع‬
‫ميالدم‪ ،‬كما بدأت قظهر معها بعض اؼبسائل اللغوية اليت ناقشها علماء اليوناف كالركماف‪ ،‬فمنهم من‬

‫قاؿ بأهنا كضعية اصاالحية كابن جٍت كمنهم من قاؿ بأهنا قوفيقية‪ ،‬كحجتهم قولو قعاذل‪َ :‬وعَلَّمَ آَدَمَ‬
‫كلَّهَا‪[ ‬البقرة‪.)2( ]31:‬‬
‫َس َماءَ ُ‬
‫أاْل أ‬
‫كمن أىم الدراسات اؼببنرة كاليت أكلت عناية للغة العربية من حيث ىي كائن اجتماعي يتاور‬
‫قلك اليت قبناىا الغربيوف أكاخر القرف ‪ ،19‬كبداية القرف‪20‬؛ ىذه الدراسات قأٌب يف سياؽ االعًتاؼ‬
‫بفرادة البناء اللساين العريب‪ ،‬كقدرة ىذه اللغة على مواكبة مستجدات العصر‪ ،‬كاغبدث اغبضارم‪ ،‬فيذكر‬
‫مثال أرنست ريناف ‪ Joseph Ernest Renan‬يف كتابو‪" :‬قاريخ اللغات السامية" أف من أغرب‬
‫ما حدث يف قاريخ البشر انتشار اللغة العربية‪ ،‬فقد كانت غَت معركفة‪ٍ ،‬ب بدأت فجأة يف غاية‬
‫النماؿ‪-‬سبتاز بالسالسة كالغٌت‪-‬كاملة ليس ؽبا طفولة كال شيخوخة –ظهرت ألكؿ مرة مستحنمة –‬
‫قفوؽ ىذه اللغة‬
‫كاف رجاؿ الننيسة يف األندلس مضارين لًتصبة صلواهتم إذل العربية ليفهمها النصارل‪ّ -‬‬
‫الرحل على اللغات األخرل يف كثرة مفرداهتا كدقة معانيها كحسن‬
‫الناشئة يف الصحراء عند أمة من ّ‬
‫نظامها‪.‬‬

‫كيرل فرينباع األؼباين أف اللغة العربية من أغٌت لغات العادل كمن نبغ فيها ال ينادكف وبصوف(‪.)3‬‬

‫‪-4‬المصطلحات الدالة على دراسة اللغة العربية في التراث العربي‪:‬‬

‫قرددت يف الًتاث اللغوم العريب مصالحات قدؿ على دراسة اللغة العربية أك بعض جوانبها‪،‬‬

‫(‪ _ )1‬أضبد مومن‪ ،‬اللسانيات‪ :‬النشأة كالتاور‪ ،‬ص‪.35‬‬


‫(‪_ )2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫(‪ _ )3‬نعماف بوقرة‪ ،‬ؿباضرات يف اؼبدراس اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫كينظر‪ :‬أنور اعبندم‪ ،‬اللغة العربية بُت ضباهتا كخصومها‪ ،‬مابعة الرسالة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ص ‪.03‬‬
‫~ ‪~ 27‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫دراسة علمية منضباة‪ ،‬كىذه اؼبصالحات ىي‪ :‬العربية أك علم العربية كالنحو كعلم اللغة كعلم اللساف‪،‬‬
‫ىذه اؼبصالحات حس‬ ‫مع جود اختالفات يف قسمية اؼبصالح أحيانا عند الدراسُت‪ ،‬كأما قرقي‬
‫الظهور فينوف على النحو اآلٌب‪:‬‬

‫‪-1-4‬مصطلح العربية‪:‬‬

‫أسبق يف الظهور من (علم العربية) حيث ظهر مع مصالحات لغوية يف النصف الثاين من القرف‬
‫كقراء القرآف‬
‫األكؿ للهجرة‪ ،‬كىذا للداللة على من اشتغلوا بدرس اللغة العربية كأيب األسود الدؤرل ّ‬
‫استقر ىذا اؼبصالح مع طبقة من علماء العربية كعبد اهلل بن أيب اسحاؽ اغبضرمي (ت‬‫النرًن‪ٍ ،‬ب ّ‬
‫‪117‬ق) ‪،‬كعيسى بن عمر (ت ‪149‬ق)‪ ،‬كأبو عمرك بن العالء (ت ‪154‬ق)‪ ،‬كيونس بن اغببي‬
‫(ت ‪189‬ق)‪ ،‬كاػبليل بن أضبد الفراىيدم (ت ‪175‬ق) كسيبويو (ت‪180‬ق)‪ ،‬حيث درس ىؤالء‬
‫اللغة دراسة علمية منظمة ققوـ على صبع اؼبادة اللغوية كربليلها كاستقرائها‪ٍ ،‬ب استخالص النتائج‬
‫كصياغتها يف شنل قواعد‪ٍ ،‬ب أضيف مصالح (علم) إذل (عربية) ليصبح (علم العربية)‪ ،‬كىذا يف القرف‬
‫(‪.)1‬‬
‫الثاين للهجرة‬

‫كمصالحا (العربية) ك(علم العربية) شاع استخدامهما دبعٌت النحو يف كت اؼبتقدمُت(‪.)2‬‬

‫‪-2-4‬مصطلح النحو‪:‬‬
‫(‪.)3‬‬
‫ظهر مع طبقة من اؼبعلّمُت‪ ،‬كانت قعلم الناس قواعد اللغة العربية بعد قفشي اللحن‬

‫كقد عُرؼ ىذا اؼبصالح قسمية أخرل‪ ،‬كىي (مصالح علم اللغة) كىي قديبة يف التفنَت اللغوم‬
‫العريب كيرقبط بقدـ استخداـ لفظة اللغة نفسها‪ ،‬كيرجع قاريخ مفهومها العاـ إذل هناية القرف ‪ 02‬للهجرة‬
‫يسوم بينها كبُت اللساف يقوؿ عبد الرضباف اغباج صاحل‪ ....« :‬كلّما‬
‫مستندين إذل معناىا القرآين الذم ّ‬
‫استعملت كلمة لغة فيها فهو للداللة على النيفية اػباصة اليت يبتاز هبا قوـ عن قوـ‪-‬عربا كانوا أـ‬
‫عجما‪ -‬يف قأدية لفظ معُت‪ ،‬إما يف الناق بو أك صياغتو أك قركيبو‪ ،‬كىذا نراه كاضحا يف كتاب العُت‬

‫(‪ _ )1‬نعماف بوقرة‪ ،‬ؿباضرات يف اؼبدارس اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬ص‪.21‬‬


‫(‪)2‬‬
‫اؼبيسرة‪ :‬قابيقات من اللغة العربية‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫_نعماف عبد اغبميد بوقرة‪ ،‬اللسانيات العامة ّ‬
‫(‪ _ )3‬نعماف بوقرة‪ ،‬ؿباضرات يف اؼبدراس اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫~ ‪~ 28‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫ككتاب سيبويو‪ ،‬كدفاقر العلماء اؼبستقرين للغات العرب» (‪.)1‬‬

‫كيعرب ىذا اؼبصالح عند احملدثُت عن صبع األلفاظ اللغوية كقبويبها يف معاجم خاصة كالتعرض إذل‬
‫معانيها الوضعية األساسية كدالالهتا السياقية‪ ،‬كيف بعض النتابات اللسانية فقد كضع بإزاء اؼبصالح‬
‫األجنيب (‪ )linguistics‬للداللة عليو(‪.)2‬‬

‫كال يثَت ىذا اؼبصالح يف الفنر اللساين العريب أم نزعة منهجية كبو دراسة ظاىرة التبليغ لدل‬
‫اإلنساف‪.‬‬

‫‪-3-4‬مصطلح علم اللغة‪:‬‬

‫أك معاجم‪ ،‬كيدرس‬ ‫يدؿ على دراسة اؼبفردات كمعرفة الدالالت‪ ،‬كقنظيم ذلك يف صورة كت‬
‫اعبوان اآلقية‪:‬‬

‫‪-‬العالقة بُت اللفظ كاؼبعٌت‪-‬األصوات أك اغبركؼ اليت قتألف منها اؼبفردات‪.‬‬

‫‪-‬الصيغ الصرفية‪-‬الداللة الوضعية للمفردات(‪.)3‬‬

‫الصواب كاػباأ يف‬ ‫كأصبع اللّسانيوف أف ىذا اؼبصالح علم معيارم‪ ،‬ألنو يبحث يف جوان‬
‫استعماؿ اؼبفردات من حيث الداللة كالبنية كليس علما كصفيا‪ ،‬يصف اؼبادة اللغوية يف ذاهتا دكف‬
‫البحث عن الصواب كاػباأ يف االستعماؿ‪.‬‬

‫أما موضوعات ىذا اؼبصالح فهي‪:‬‬

‫‪-‬صبع اؼبادة اللغوية اؼبتمثلة يف اؼبفردات كقرقيبها‪-‬عمل اؼبعاجم يف قنظيم اؼبادة‪-‬دراسة اعبوان‬
‫الصوقية‪ ،‬الصرفية كاالشتقاقية‪.‬‬

‫‪-‬معرفة اللهجات العربية القديبة كالفركؽ بينها‪ -‬البحث يف نشأة اللغة(‪.)4‬‬

‫(‪ _ )1‬عبد الرضبن اغباج صاحل‪ ،‬حبوث كدراسات يف علوـ اللساف‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫(‪ _ )2‬نعماف عبد اغبميد بوقرة‪ ،‬اللسانيات العامة اؼبيسرة‪ :‬قابيقات من اللغة العربية‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫(‪ _ )3‬حلمي خليل‪ ،‬مقدمة لدراسة اللغة‪ ،‬دار اؼبعرفة اعبامعية‪ ،‬اإلسنندرية‪1996 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫(‪ _ )4‬نعماف بوقرة‪ ،‬ؿباضرات يف اؼبدراس اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫~ ‪~ 29‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫كقد قبد مصالح (علم اللغة) مستخدما دبصالح آخر (فقو اللغة) كاستعمل ألكؿ مرة حوارل‬
‫القرف اػبامس اؽبجرم‪ ،‬يف كتاب‪( :‬الصاحيب يف فقو اللغة كسنن العرب يف كالمها) البن فارس (ت‬
‫‪395‬ق)‪ ،‬ككتاب‪( :‬فقو اللغة) للثعاليب ( ت ‪430‬ق)‪ ،‬كالظاىر من خالؿ ىذين النتابُت أف ىذا‬
‫اؼبصالح غَت كاضح من حيث الداللة‪ ،‬كإمبا يتناكؿ اللغة بتمظهراهتا الصوقية كالصرفية كالًتكيبة كاؼبعجمية‬
‫كاألسلوبية كالتداكلية يقوؿ ابن خلدكف‪« :‬ؼبا كانت العرب قضع الشيء ؼبعٌت على العموـ‪ٍ ،‬ب قستعمل‬
‫يف األمور اػباصة ألفاظا أخرل خاصة هبا ّفرؽ ذلك عندنا بُت الوضع كاالستعماؿ كاحتاج الناس إذل‬
‫فقو يف اللغة عزيز اؼبأخذ»(‪.)1‬‬

‫‪-‬الفرق بين مصطلحي فقو اللغة وعلم اللغة‪:‬‬

‫من الباحثُت من سول بُت اؼبصالحُت كعلي عبد الواحد كايف‪ ،‬كيظهر ىذا يف قداخل اؼبباحث‬
‫اللغوية يف كتابيو (فقو اللغة) ك(علم اللغة)‪ ،‬كمنهم من ّفرؽ بينهما كعبد الصبور شاىُت كحسن ظاظا‬
‫(‪.)2‬‬
‫كعبده الراجحي كؿبمد مبارؾ‬

‫‪-4-4‬مصطلح علم اللسان‪:‬‬

‫من اؼبصالحات النادرة يف الداللة على دراسة اللغة يف الًتاث اللغوم العريب كيع ّد الفارايب (ت‬
‫‪339‬ق) أقدـ من استخدمو يف كتابو (إحصاء العلوـ) كالذم قسمو إذل طبسة فصوؿ ىي‪:‬‬

‫أ‪-‬يف علم اللساف كأجزائو‪.‬‬

‫ب‪-‬يف علم اؼبناق كأجزائو‪.‬‬

‫ج‪-‬يف علوـ التعاليم (العدد‪ ،‬اؽبندسة‪ ،‬علم اؼبناظر)‪.‬‬

‫د‪-‬يف العلم الابيعي كأجزائو‪.‬‬

‫ق‪-‬يف العلم اؼبدين كأجزائو كيف علم الفقو كعلم النالـ‪.‬‬

‫(‪_)1‬عبد الرضبن ؿبمد بن خلدكف‪ ،‬ط‪ ،1‬اؼبقدمة‪ ،‬دار النت العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،1993 ،‬ص ‪.546‬‬
‫كينظر‪ :‬نعماف عبد اغبميد بوقرة‪ ،‬اللسانيات العامة اؼبيسرة‪ :‬قابيقات من اللغة العربية‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫(‪ _)2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫~ ‪~ 30‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫كقد كضع الفارايب (علم اللساف) يف مقدمة ىذه العلوـ‪ ،‬ككأنو مفتاح للعلوـ األخرل‪ ،‬كيتفرع علم‬
‫اللساف عند الفارايب إذل فرعُت نبا‪:‬‬

‫أ‪-‬علم اللساف اإلجرائي ذم الغرض التعليمي الذم ينتمي اآلف إذل فرع اللسانيات التابيقية‪.‬‬

‫ب‪-‬علم اللساف النظرم الذم يعٍت بالقضايا العامة يف البنية اللغوية(‪.)1‬‬

‫كيرل نعماف عبد اغبميد بوقرة يف كتاب آخر أف ىذا اؼبصالح –علم اللساف‪ -‬قد ظهر ألكؿ مرة‬
‫عند الفارايب يف كتابو (اغبركؼ) للداللة على كل العلوـ اللغوية‪ ،‬متجها باؼبصالح كبو الداللة العامة‬
‫دكف زبصيص للغة أخرل‪ ،‬يقوؿ الفارايب‪...« :‬كعلم اللساف عند كل أمة ينقسم سبعة أجزاء عظمى‪:‬‬
‫علم األلفاظ اؼبفردة‪ ،‬كعلم األلفاظ اؼبركبة‪ ،‬كعلم قوانُت األلفاظ عندما قرك ‪ ،‬كقوانُت قصحيح النتابة‪،‬‬
‫كقوانُت قصحيح القراءة كقوانُت قصحيح األشعار‪.)2( »...‬‬

‫لقد أدخل الفارايب معارؼ أدبية شعرية كنثرية‪ ،‬كىذا اؼبصالح (علم اللساف) قري يف مفاىيمو‬
‫كمدلوالقو من‪ :‬اللسانيات كاأللسنية كاللسانية كااللسنيات كاللسانيات‪ ،‬كاستقر ىذا اؼبصالح يف‬
‫الدراسات العربية اغبديثة‪ ،‬بعد أف قررقو ندكة اللسانيات اؼبنعقدة بتونس سنة ‪1978‬ـ(‪.)3‬‬

‫أما أبو حياف فقد استخدـ مصالح (علوـ اللساف) قاصدا بو علم اؼبفردات كالصرؼ كالنحو‪،‬‬
‫كحذا حذكه ابن خلدكف مضيفا ؽبذه العلوـ البياف كاألدب(‪.)4‬‬

‫‪-5‬القضايا األساسية المتناولة في علوم العربية قديما‪:‬‬

‫البحث اللغوم قدًن يف الًتاث اللغوم العريب‪ ،‬بدأ منذ القرف ‪2‬ق كالذم نشأ يف أحضاف القرآف‬
‫النرًن‪ ،‬اناالقا من الشعور دبعجزة البناء اللغوم على اؼبستويُت الًتكييب كالدالرل(‪ ،)5‬أما أىم اؼبستويات‬
‫اللسانية اليت قناكؽبا اللغويوف العرب بالدراسة كىي على الًتقي ‪:‬‬

‫(‪_)1‬نعماف بوقرة‪ ،‬ؿباضرات يف اؼبدارس اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬ص ‪.24-23‬‬


‫(‪_ )2‬نعماف عبد اغبميد بوقرة‪ ،‬اللسانيات العامة اؼبيسرة‪ :‬قابيقات من اللغة العربية‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫(‪_)3‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫(‪ _)4‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫(‪ _)5‬أضبد حساين‪ ،‬مباحث يف اللسانيات‪ ،‬ديواف اؼبابوعات اعبامعية‪1994 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫~ ‪~ 31‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪-1-5‬المستوى الصوتي‪:‬‬

‫‪-‬حضي ىذا اؼبستول باىتماـ خاص من القراء كالنحاة كعلماء األصوؿ‪ ،‬كقصة أيب األسود‬
‫الدؤرل خَت مثاؿ على ذلك‪.‬‬

‫‪-‬ضمت أمهات النت العربية صفحات قيمة من الدراسة الصوقية‪ ،‬كنتاب (العُت) للخليل بن‬
‫أضبد الفراىيدم‪ ،‬ككتاب (سر صناعة اإلعراب) البن جٍت رّكز فيو على اؼبوضوعات اآلقية‪:‬‬

‫‪-‬عدد حركؼ اؽبجاء كقرقيبها ككصف ـبارجها‪.‬‬

‫‪-‬بياف الصفات العامة لألصوات‪.‬‬

‫‪-‬ما يعرض للصوت من قغَتات قؤدم إذل اإلعالؿ أك اإلبداؿ أك اإلدغاـ أك النقل أك اغبذؼ‪.‬‬

‫‪-‬نظرية الفصاحة يف اللفظ اؼبفرد كرجوعها إذل قأليفو من أصوات متباعدة اؼبخارج(‪.)1‬‬

‫ـبارجها من أقصى اغبلق إذل‬ ‫األصوات حس‬ ‫‪-‬كضع أجبدية صوقية للغة العربية كقرقي‬
‫الشفتُت‪.‬‬

‫‪-‬قسمية أعضاء الناق كققسيم اغبلق كاللساف إذل مستويات‪.‬‬

‫‪-‬ققسيم األصوات إذل شديدة كرخوة‪ ،‬مابقة كمفخمة كؾبهورة كمهموسة صحيحة كمعتلة‪.‬‬

‫‪-‬قسموا حركؼ العلة (أكل) إذل قصَتة كطويلة كأصوؿ‪.‬‬

‫‪-‬صنفوا األصوات حبس ـبارجها‪ :‬شبانية عند اػبليل كستة عشر أك سبعة عشرة عند سيبويو كابن‬
‫دريد كابن جٍت كعلماء التجويد‪.‬‬

‫‪-‬ربدثوا عن ائتالؼ اغبركؼ يف اللغة العربية(‪.)2‬‬

‫‪-‬فصلوا األصوات اؼبابقة عن غَتىا فهي‪ :‬الصاد كالضاد كالااء كالظاء‪.‬‬

‫‪-‬حاكؿ كارؿ فولرز ‪ Karl Vollers‬بياف أثر الدراسة الصوقية اؽبندية على الدراسات الصوقية‬

‫(‪ _)1‬نعماف بوقرة‪ ،‬ؿباضرات يف اؼبدراس اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬ص ‪.27‬‬


‫(‪ _)2‬أضبد ـبتار عمر‪ ،‬البحث اللغوم عند العرب مع دراسة لقضية التأثَت كالتأثر‪ ،‬ص ‪ 09‬كما بعدىا‪ ،‬ك ‪ 105‬كما بعدىا‪.‬‬
‫~ ‪~ 32‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫العربية‪ ،‬كأما كارؿ برككلماف‪ Carl Brokelmann‬فرفض فنرة قأثر العرب باؽبنود يف ؾباؿ‬
‫الدراسات الصوقية‪ ،‬كأف علم األصوات عند العرب ظاىرة قائمة بذاهتا(‪.)1‬‬

‫‪-‬اعتمد العرب قديبا يف الدراسات الصوقية على النقل باؼبشافهة كالركاية‪ ،‬فبا أسهم يف التاور‬
‫الصوٌب عندىم‪.‬‬

‫‪-‬ققدًن ابن سينا يف رسالتو (أسباب حدكث اغبرؼ) قشروبا للحنجرة كسبييزه بُت اجملهور‬
‫كاؼبهموس‪.‬‬

‫‪-‬جاءت آراء ابن سينا الصوقية على النحو اآلٌب‪:‬‬

‫أ‪-‬طبيعة الصوت –ب‪-‬ـبرج الصوت االنساين كصفاقو –ج‪-‬أصوات العربية‪.‬‬

‫‪-‬ققدًن ابن جٍت قعريفا شامال للصوت‪ ،‬إضافة إذل ذلك ظهور مصالحات صوقية جديدة كبو‬
‫َؼ‪ ...‬كىو الصوت اؼبتمايز (الفونيم) حديثا‪.‬‬
‫أص‪ ،‬أ ْ‬
‫(الصويت)‪ ،‬كىو آخر ناق الصوت مفردا‪ْ :‬‬
‫إضافة إذل أنو يفرؽ بُت اللغة كالنالـ كالقوؿ(‪.)2‬‬

‫‪-‬دل يعاجل العرب األصوات عالجا مستقال‪ ،‬كإمبا قناكلوىا دائما ـبتلاة بغَتىا من البحوث‬
‫النحوية كاؼبعجمية‪.‬‬

‫‪-‬شهادة الغربيُت بالبحوث الصوقية عند العرب‪ ،‬رغم ما شهده العصر اغبديث من إمنانات‬
‫علمية ىائلة من أجهزة للتصوير كالتسجيل كربليل األصوات كغَتىا‪ ،‬دل قتح للقدماء من العرب قديبا‪،‬‬
‫كىذاف العاؼباف نبا‪ :‬جوهتلف برجشًتاسر ‪Gotthelf Bergstraber‬األؼباين ‪،‬كجوف ركبرت فَتث‬
‫‪ John Rupert Firth‬االقبليزم‪ ،‬فيقوؿ برجشًتاسر‪« :‬دل يسبق األكركبيُت يف ىذا العلم إال‬
‫(‪)3‬‬
‫قوماف من أقواـ الشرؽ كنبا أىل اؽبند ‪ ....‬كالعرب) ‪ ،‬كيقوؿ فَتث‪( :‬إهنا علم األصوات قديبا كش ّ‬

‫(‪ _)1‬أضبد حساين‪ ،‬مباحث يف اللسانيات‪ :‬ص ‪.65‬‬


‫(‪ _)2‬خليفة بوجادم‪ ،‬اللسانيات النظرية‪ :‬دركس كقابيقات‪ ،‬ص ‪.110-109‬‬
‫(‪ _)3‬أضبد ـبتار عمر‪ ،‬البحث اللغوم عند العرب مع دراسة لقضية التأثَت كالتأثر‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫~ ‪~ 33‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫يف خدمة لغتُت مقدستُت نبا السنسنريتية كالعربية) (‪.)1‬‬

‫‪-‬أماـ دقة العرب يف الدراسات الصوقية‪ ،‬خاصة يف الوصف كالتقسيم‪ ،‬جعل بعض اؼبستشرقُت‬
‫يفًتضوف اقتباس العرب من حضارات سابقة كاإلغريق كاؽبنود‪ ،‬حيث أشار (فولرز) إذل بعض نقاط‬
‫التماس بُت (بانيٍت) اؽبندم‪ ،‬كبُت العلوـ الصوقية اليت أنشأىا أكائل النحاة العرب كاػبليل بن أضبد‬
‫الفراىيدم (ت ‪170‬ق)‪.‬‬

‫إف فنرة ىذا التأثر كاالقتباس قبقى ؾبرد فرضيات ال ثبت ؽبا كزبمينا ال يرقى إذل الصحة‪ ،‬كال‬
‫يتوفر على الدليل كالثبت اؼبادم‪.‬‬

‫كقد زبلى (برككلماف) عن ىذا الزعم‪ ،‬كرأل أف علم األصوات موجود عند العرب‪ ،‬كظاىرة ىامة‬
‫يف ح ّد ذاهتا‪ ،‬ألف علم التجويد كاف مقًتنا بعلم األصوات من حيث ضبط ـبارجها كطريقة ناقها ناقا‬
‫صحيحا‪ ،‬كما قبد أف علم األصوات قد ذكر يف مصنفات العرب كما ىو اغباؿ عند اعباحظ يف (البياف‬
‫كالتبُت)‪ ،‬كالبالقالين يف (إعجاز القرآف)‪ ،‬كابن سناف يف (سر الفصاحة)‪ ،‬كابن جٍت يف (سر صناعة‬
‫اإلعراب)‪ ،‬كما شابو ذلك من مؤلفات بلغ فيها العرب من الدقة كالعمق شأنا كبَتا(‪.)2‬‬

‫‪-2-5‬المستوى الصرفي(‪:)3‬‬

‫علم الصرؼ يبحث يف التغَتات اليت قلحق بنية النلمة لغرض معنوم أك لفظي كيراد ببنية النلمة‬
‫ىيئتها أك صورهتا اؼبلحوظة من حيث حركتها كسنوهنا كعدد حركفها‪.‬‬

‫ككانت اؼبباحث الصرفية متناكلة مع القضايا النحوية على عادة الدرس اللغوم العريب القدًن‪،‬‬
‫حيث كانت قندرج علوـ اللغة ضمن علم النحو كما قدمو سيبويو يف النتاب‪.‬‬

‫‪-3-5‬المستوى النحوي‪:‬‬

‫ال أحد يستايع أف يننر قيمة النحو العريب على الرغم فبا شابو من شوائ ‪ ،‬يقوؿ حسن عباس‪:‬‬

‫(‪_)1‬أضبد ـبتار عمر‪ ،‬البحث اللغوم عند العرب مع دراسة لقضية التأثَت كالتأثر‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫(‪ _ )2‬السعيد شنوقة‪ ،‬مدخل إذل اؼبدراس اللسانية‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫(‪ _ )3‬عبد العزيز عتيق‪ ،‬مدخل إذل علم الصرؼ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النهضة العربية‪ ،1974 ،‬ص ‪.07‬‬
‫كينظر‪ :‬خليفة بوجادم‪ ،‬اللسانيات النظرية‪ :‬دركس كقابيقات‪ ،‬ص ‪.08‬‬
‫~ ‪~ 34‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫«أيّنا ال قبهره قلك العناية اؼبعجزة اليت بذؽبا األكلوف يف صبع أصوؿ اللغة كدلّ شتاهتا كاستنباط أحنامها‬
‫العامة كالفرعية كحياطتها بسياج من اليقظة الواعية كاغبياة الواقية»(‪.)1‬‬

‫‪-1-3-5‬نشأة النحو العربي‪:‬‬

‫إف قفشي اللحن كاػبوؼ من انتشاره يف القرآف النرًن من أسباب كضع أسس كقواعد النحو‬
‫العريب‪ ،‬ككذلك فهم النص القرآين كالتعرؼ على أسراره كاف ىدؼ اؼبسلمُت آنذاؾ‪ ،‬ككذلك حاجة غَت‬
‫العرب إذل قعلم العربية بغية التعبد هبا‪ ،‬كانت دافعا إذل كضع القواعد اليت قضبط االستعماؿ اللساين للغة‬
‫(‪.)2‬‬
‫العربية الصحيحة‬

‫إف خوؼ اؼبسلمُت على القرآف النرًن من ـباطر اللحن كالتحريف يدفعنا إذل سرد الركاية اليت‬
‫مفادىا أف عثماف بن عفاف ‪ ‬قد قناىى إذل ظبعو أف ىناؾ أناسا يفاضلوف بُت القراءات‪ ،‬فجمع السور‬
‫القرآنية يف دار حفصة بنت عمر "رضي اهلل عنهما" ٍب حرقها‪ ،‬كاستنتبهم مصحفا صبع بو مشل‬
‫اؼبسلمُت‪ ،‬كظبي (مصحف عثماف) الذم كاف دكف شنل كقنقيط‪ ،‬فبا أدل إذل انتشار اللحن بُت أقواـ‬
‫من غَت العرب دخلت يف اإلسالـ(‪.)3‬‬

‫ككاف اغبل أف ربمل أبو األسود الدؤرل اؼبسؤكلية‪ ،‬كاعتربت البداية األكذل اليت ال جداؿ حوؽبا‬
‫للنحو كما رأل سباـ حساف(‪.)4‬‬

‫كجاء يف كتاب الفهرست البن الندًن قوؿ أيب األسود الدؤرل‪« :‬إذا رأيتٍت قد فتحت فمي باغبرؼ‬
‫فانقط نقاة فوقو على أعاله‪ ،‬كإف ضممت فمي فانقط نقاة بُت يدم اغبرؼ‪ ،‬كإف كسرت فانقط‬
‫النقاة نقاتُت»(‪.)5‬‬

‫‪ ‬كأبو األسود الدؤرل‬ ‫إذل علي بن أيب طال‬ ‫كاختلفت الركايات يف كضعو ككاضعو‪ ،‬فينس‬

‫(‪ _ )1‬أضبد ـبتار عمر‪ ،‬البحث اللغوم عند العرب مع دارسة لقضية التأثَت كالتأثر‪ ،‬ص ‪.160-159‬‬
‫(‪ _ )2‬نعماف بوقرة‪ ،‬ؿباضرات يف اؼبدارس اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫(‪ _ )3‬أضبد مومن‪ ،‬اللسانيات‪ :‬النشأة كالتاور‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫(‪ _ )4‬سباـ حساف‪ ،‬األصوؿ‪ :‬دراسة أبيستومولوجية للفنر اللغوم عند العرب‪ ،‬اؽبيئة اؼبصرية العامة للنتاب‪1982 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.23-22‬‬
‫(‪ _ )5‬ابن الندًن‪ ،‬الفهرست‪ ،‬قح‪ :‬رضا ذبدد‪ ،‬طهراف‪ ،‬مصر‪ ،1971 ،‬ص ‪.45‬‬
‫~ ‪~ 35‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫يف النحو أبو األسود‬ ‫كنصر بن عاصم كعبد الرضباف بن ىرمز‪ ،‬كيذكر ابن خلدكف أف أكؿ من كت‬
‫الدؤرل بإشارة من علي كرـ اهلل كجهو‪ٍ ،‬ب كت الناس من بعده إذل أف انتهت إذل اػبليل(‪.)1‬‬

‫لقد كضع النحو العريب ػبدمة أغراض قابيقية لتعليم اللغة العربية بوصفها الوسيلة الوحيدة لضبط‬
‫النص القرآين كفهمو‪.‬‬

‫‪ -2-3-5‬النحاة العرب والمدارس النحوية‪:‬‬

‫من النحاة العرب األكائل اػبليل بن أضبد الفراىيدم اؼبولود بالبصرة (‪100‬ق‪175-‬ق)‪ ،‬حيث‬
‫درس النحو كالصرؼ كالعركض كالقياس كاؼبعاجم كالصوقيات‪ ،‬كلو أكؿ معجم ذم قيمة كبَتة يف اللغة‬
‫العربية‪ ،‬كربتوم على شبانية كأربعُت جزءا‪ ،‬كما لو الفضل النبَت يف بناء نظرية عربية كاملة شاملة لنل‬
‫اؼبستويات اللغوية من صوقيات ككبو كداللة(‪.)2‬‬

‫كأصبع النحاة العرب أ ّف يف أكاخر القرف الثاين للهجرة بلغ النحو ذركقو على يد سيبويو‪ ،‬حيث‬
‫صبع يف دراستو للغة بُت الوصفية كاؼبعيارية‪ ،‬كما صبع (‪ )1050‬بيتا من الشعر‪ ،‬كعددا ىائال من اآليات‬
‫القرآنية(‪.)3‬‬

‫ػبص الرماين النحوم ؿبتول ىذا النتاب بقولو‪« :‬إف فيو كل ما يؤدم إذل سالمة اللغة يف‬
‫ألفاظها من حركة كبناء كيف قراكيبها من ققدًن كقأخَت كذكر كحذؼ‪ ،‬كيف معرفة حقائقها كأسلوب‬
‫النالـ على ظبتها‪ ،‬فناف يف النتاب كبو كصرؼ كبالغة كنصوص أدبية من قرآف كشعر كنثر‪ ،‬ككاف فيو‬
‫قراءات كأصوات كؽبجات»(‪.)4‬‬

‫أما ابن الندًن فقد أكرد يف الفهرست عن اؼبربد أنو إذا أراد أحدىم قراءة كتاب سيبويو يقوؿ لو‬
‫اؼبربد‪ :‬ىل ركبت البحر‪ ،‬قبل قراءة كتاب سيبويو؟ كىذا لصعوبة ما فيو‪ ،‬أما اؼبازين فَتل أنو من أراد أف‬

‫(‪ _ )1‬خليفة بوجادم‪ ،‬اللسانيات النظرية‪ :‬دركس كقابيقات‪ ،‬ص ‪.107‬‬


‫(‪_ )2‬أضبد مومن‪ ،‬اللسانيات‪ :‬النشأة كالتاور‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫(‪_ )3‬سباـ حساف‪ ،‬األصوؿ‪ :‬دراسة أبستومولوجية للفنر اللغوم عند العرب‪ ،‬ص ‪.257‬‬
‫(‪ _ )4‬أضبد مومن‪ ،‬اللسانيات‪ :‬النشأة كالتاور‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫~ ‪~ 36‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫يعمل كتابا كبَتا يف النحو بعد كتاب سيبويو فليستحي(‪.)1‬‬

‫كقد اعًتؼ النحاة بفضل سيبويو‪ ،‬كخاصة يف ؾباؿ الصوقيات‪ ،‬غَت أنو دل يصل إذل اؼبستول‬
‫الذم كصل إليو اؽبنود(‪.)2‬‬

‫كبعد انتشار اإلسالـ يف العراؽ أصبحت النوفة كالبصرة مدرستاف كبويتاف بينهما خالؼ يف‬
‫القضايا النحوية‪ ،‬كقنافس شديد يشبو الصراع بُت مدرسة اإلسنندرية كمدرسة برجاموف يف اؼبرحلة‬
‫اليونانية‪ ،‬كذلك يف القرف الثالث قبل اؼبيالد‪ ،‬كقد ازبذت البصرة اذباىا فنريا فلسفيا اعتمد فيو على‬
‫العقل كالقياس‪ ،‬متأثرة بأفنار أرساو‪ ،‬حيث قفوقت البصرة على النوفة يف اؼبسائل النحوية لدقة‬
‫مصالحاهتا كركاجها بُت الدارسُت كالباحثُت(‪.)3‬‬

‫كمع مركر الزمن ظهرت مدارس كبوية أخرل كالبغدادية كاألندلسية كالقاىرية (اؼبصرية)‪ ،‬فبا أدل‬
‫إذل اقّساع ىوة االختالؼ يف رؤية الظواىر اللغوية كاغبنم عليها‪ ،‬كما ظهرت منظومات كبوية كألفية بن‬
‫مالك اليت كثرت حوؽبا التعليقات كاغبواشي‪ ،‬كما ظهرت اؼبوسوعات النحوية كاؼبفصل للزـبشرم‪،‬‬
‫كمغٍت اللبي البن ىشاـ‪.)4( ...‬‬

‫‪ -3-3-5‬النحو العربي والمنطق األرسطي(‪:)5‬‬


‫كجو نقد للنحو العريب لتأثره باؼبناق األرساي‪ ،‬فانقسم الباحثوف إذل مؤيد ؽبذا الرأم كإذل م ٍ‬
‫ناؼ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫كحقيقة األمر أف العرب قد أحيوا الًتاث اإلغريقي بعد الركماف‪ ،‬كقرصبوه إذل العربية معتمدين على‬
‫مصادره األكذل‪ ،‬مبتعدين عن الًتصبات الالقينية‪ ،‬كىذا دكر عظيم وبس للعرب‪.‬‬

‫كأصبع الفالسفة كالنحاة العرب على نقاكة النحو العريب كعركبتو‪ ،‬كعدـ كجود أم اقصاؿ بينو‬
‫كبُت اؼبناق األرساي يف مرحلة النشأة كاكتماؿ اؼبنهج على يد اػبليل كسيبويو‪ ،‬حيث يقوؿ اللساين‬

‫(‪ _ )1‬ابن الندًن‪ ،‬الفهرست‪ ،‬ص ‪.57‬‬


‫(‪ _ )2‬أضبد مومن‪ ،‬اللسانيات‪ :‬النشأة كالتاور‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫(‪ _ )3‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫(‪_ )4‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.41-40‬‬
‫(‪_)5‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.44-41‬‬
‫~ ‪~ 37‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫طوركا نظرهتم اػباصة هبم فيما يتعلق بتنظيم لغتهم‬‫ركبينز‪« :‬إنو ؼبن اؼبؤّكد بأف اللغويُت العرب قد ّ‬
‫الالقُت‬
‫كققنينها‪ ،‬كدل يفرضوا باريقة أك بأخرل النماذج اإلغريقية على اللغة العربية‪ ،‬كما قاـ النحويوف ّ‬
‫بفرضها غصبا على لغتهم)(‪.)1‬‬

‫كأصبع مؤرخو العربية على أف عناية علماء العرب باؼبناق كاالستفادة منو يف الدراسات النحوية‪،‬‬
‫كانت منذ القرف الثالث اؽبجرم‪ ،‬بعد أف نشات حركة الًتصبة‪.‬‬

‫‪-4-5‬المستوى الداللي(‪:)2‬‬

‫من أمثلة اىتمامات العرب اليت غات جوان كثَتة من الدراسة الداللية قبد‪:‬‬

‫‪-‬اىتمامات اللغويُت‪- :‬كمحاكلة الزـبشرم يف معجمو أساس البالغة التفرقة بُت اؼبعاين اغبقيقية‬
‫كاؼبعاين اجملازية‪ ،‬كؿباكلة ابن جٍت ربط ققلبات اؼبادة اؼبمننة دبعٌت كاحد‪.‬‬

‫‪-‬اىتمامات األصوليُت كعلماء النالـ كالفالسفة‪ :‬كتناكؽبم داللة اللفظ‪ ،‬كاؼبناوؽ كاؼبفهوـ‪،‬‬
‫كالًتادؼ كالتضاد كاإلشًتاؾ‪.‬‬

‫‪-‬اىتمامات البالغيُت‪- :‬كدراسة اغبقيقة كاجملاز‪ ،‬كاألمر كالنهي كالسياؽ‪.‬‬

‫‪-‬ما ذكره اعباحظ يف (البياف كالتبُت) من أف الداللة على اؼبعٌت على طبسة أقساـ‪ :‬اللفظ‪،‬‬
‫اإلشارة‪ ،‬اػبط‪ ،‬العقد كاغباؿ‪ ،‬كىذا قأسيس ؼببادئ السيمياء يف الدرس العريب القدًن‪.‬‬

‫‪-‬قناكؿ العرب ما يعرؼ بالرسائل الداللية كمعاجم اؼبوضوعات‪ ،‬كىي موضوعات ال زبتلف كثَتا‬
‫عما ققدمة نظرية اغبقوؿ الداللية‪.‬‬

‫‪-‬نظرية النظم لعبد القاىر اعبرجاين‪ ،‬كمقاربتها للنظرية السياقية اغبديثة‪.‬‬

‫‪-‬دراسة العالقات الدكلية ضمن نظرية اغبقوؿ الداللية حديثا‪ ،‬كاؼبشًتؾ اللفظي كالتضاد‬
‫كاؼبًتادؼ كالتنافر‪....‬اخل‪.‬‬

‫(‪_)1‬أضبد مومن‪ ،‬اللسانيات‪ :‬النشأة كالتاور‪ ،‬ص ‪.42‬‬


‫(‪ _)2‬نعماف بوقرة‪ ،‬ؿباضرات يف اؼبدراس اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫كينظر‪ :‬خليفة بوجادم‪ ،‬اللسانيات النظرية‪ :‬دركس كقابيقات‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫~ ‪~ 38‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫لقد قناكؿ العرب يف اؼبستول الدالرل معظم مسائلو كموضوعاقو يف مباحث ـبتلفة للغويُت‬
‫كالبالغيُت كالفالسفة كعلماء التفسَت كاألصوليُت كعلماء النالـ‪.‬‬

‫‪-5-5‬المستوى المعجمي‪:‬‬

‫بدأت حركة التأليف يف اؼبعاجم يف النصف الثاين من القرف الثاين للهجرة يف شنل رسائل صغَتة‬
‫ذات موضوعات معينة‪ ،‬كأطلق عليها معاجم اؼبعاين أك اؼبعاجم اؼببوبة‪ ،‬كنذكر منها معجم العُت للخليل‬
‫بن أضبد الفراىيدم(‪.)1‬‬

‫كقتجلى كظائف اؼبعجم فيما يلي‪:‬‬

‫‪-‬شرح النلمة كبياف معناىا‪.‬‬

‫‪-‬بياف كيفية ناقها مع ضباها بالشنل‪.‬‬

‫‪-‬ربديد الوظيفة الصرفية للنلمة‪.‬‬

‫‪-‬ربديد مناف النرب يف النملة(‪.)2‬‬

‫كقسمت اؼبعاجم إذل ثالثة أقساـ ىي‪:‬‬

‫النلمات مثل‪ :‬العُت للخليل كهتذي‬ ‫يف قرقي‬ ‫‪-‬نوع اعتمد ـبارج األصوات كطريقة التقالي‬
‫اللغة لألزىرم‪ ،‬كاحملنم البن سيده‪.‬‬

‫األصل األكؿ كاألخَت للنلمة‪ ،‬مثل الصحاح للجوىرم‪،‬‬ ‫األجبدم حس‬ ‫‪-‬نوع اعتمد الًتقي‬
‫كلساف العرب البن منظور‪.‬‬

‫‪-‬نوع اعتمد قرقي النلمات حبس اؼبوضوعات مثل‪ :‬الغري اؼبصنف للقاسم بن سالـ‪ ،‬كفقو‬
‫اللغة للثعاليب‪ ،‬كاؼبخصص البن سيده(‪.)3‬‬

‫(‪ _)1‬ؿبمد أضبد أبو الفرج‪ ،‬اؼبعاجم اللغوية يف ضوء دراسات علم اللغة اغبديث‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النهضة العربية‪ ،1966 ،‬ص ‪.25‬‬
‫(‪ _)2‬نعماف بوقرة‪ ،‬ؿباضرات يف اؼبدارس اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫(‪_)3‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫~ ‪~ 39‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪-‬قناكؿ أصحاب اؼبعاجم بعض اؼبسائل الصوقية يف مقدمات معاصبهم كيف ثنايا اؼبادة اللغوية‬
‫اجملموعة‪.‬‬

‫كفميا يأٌب نورد رأم اؼبستشرقُت يف اؼبعجم العريب(‪:)1‬‬

‫إذ يقوؿ اؼبستشرؽ ( أكجست فيشر ‪« :)August Fischer‬كإذا استثنينا الصُت فال يوجد‬
‫علوـ اللغة كبشعوره اؼببنر حباجتو إذل قنسيق مفرداهتا حبس‬ ‫آخر وبق لو الفخار بوفرة كت‬ ‫شع‬
‫أصوؿ العرب»‪.‬‬

‫كقاؿ اؼبستشرؽ (قيودكر نولدكو ‪ )Theodor Nldeke‬معربا عن إعجابو أماـ كفرة مفردات‬
‫اؼبرء من كفرة مفردات العربية‪ ،‬عندما يعرؼ أف عالقات‬ ‫اللغة العربية‪« :‬إنو البد من أف يزداد قعج‬
‫اؼبعيشة لدل العرب بسياة جدا‪ ...‬كبلدىم ذك شنل كاحد كلننهم داخل ىذه الدائرة يرمزكف للفرؽ‬
‫الدقيق يف اؼبعٌت بنلمة خاصة»‬

‫ٍب قاؿ‪« :‬كالعربية النالسينية ليست غنية فقط باؼبفردات‪ ،‬كلننها غنية أيضا بالصيغ النحوية»‪.‬‬

‫‪-6-5‬المستوى البالغي‪:‬‬

‫نشأت البالغة العربية خدمة إلعجاز القرآف النرًن يف ظل اعبدؿ كاػبالفات القائمة يف صدر‬
‫الدكلة العباسية‪.‬‬

‫‪-‬بدأ قدكينها مع قلميذ اػبليل‪ :‬أيب عبيدة بن معمر بن اؼبثٌت (ت ‪211‬ق) يف كتابو (ؾباز‬
‫القرآف)‪ ،‬إضافة إذل ذلك كتاب اعباحظ يف (إعجاز القرآف) ك(البياف كالتبُت) ككتاب (البديع) البن‬
‫اؼبعتز(‪.)2‬‬

‫‪-7-5‬الخالصة‪:‬‬

‫إف الدراسات اللسانية العربية كاسعة جدا‪ ،‬كقد اقصفت دبا يأٌب‪:‬‬

‫(‪_)1‬السعيد شنوقة‪ ،‬مدخل إذل اؼبدارس اللسانية‪ ،‬ص ‪.17‬‬


‫(‪_)2‬خليفة بوجادم‪ ،‬اللسانيات النظرية‪ :‬دركس كقابيقات‪ ،‬ص ‪.113‬‬

‫~ ‪~ 40‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪-‬الغٌت كالتنوع يف الصوقيات العربية‪ ،‬كالدقة يف دراسة ـبارج اغبركؼ ككيفية حدكث األصوات‬
‫كالتفريق بينها‪.‬‬

‫‪-‬النظرة الشمولية اؼبتناملة يف اإلحاطة دبقومات علم اللساف‪.‬‬

‫‪-‬اقباع األسلوب العلمي يف استقراء اؼبادة اللغوية من القرآف النرًن كالسنة النبوية الشريفة‪ ،‬ككالـ‬
‫العرب‪.‬‬

‫‪-‬النظرة اؼبوضوعية للعالقة بُت الداؿ كاؼبدلوؿ‪ ،‬على أنو عالقة عرفية اصاالحية‪ ،‬كأف قيمة اللغة‬
‫يف عرفيتها كاستعماؽبا‪.‬‬

‫‪-‬اىتدل اللغويوف العرب إذل أدؽ جزئيات البحث اللساين‪.‬‬

‫السبق‬
‫‪ -‬فضل اللغويات العربية على اللسانيات كبَت‪ ،‬كبذلك ينوف للفنر اللغوم العريب فضل ّ‬
‫يف كثر من القضايا كاؼبباحث اللغوية اليت دل يتارؽ إليها علماء الغرب إال يف القرف العشرين‪،‬‬
‫كاؼبورفولوجيا كالًتكي كالداللة كالصوقيات‪ ،‬كصناعة اؼبعاجم‪.‬‬

‫‪-‬بلغت الدراسات اللغوية العربية مستول علمي رفيع‪ ،‬كنضج فنرم مستنَت‪.‬‬

‫~ ‪~ 41‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫_اللسانيات الحديثة‪ :‬مفهومها‪-‬موضوعها‪ -‬مجاالتها‪.‬‬

‫‪-1‬توطئة‪:‬‬

‫يقوؿ ليونز‪« :‬كم يصع علينا الوصوؿ إذل ققدًن اللغة بصفة موضوعية لنوهنا شيئا عادينا‬
‫جبارا‪ ،‬السيما إذا ما أقررنا‬
‫ؾبهودا ن‬
‫كعمليا! كلذا فإف إلقاء النظر على األشياء اؼبألوفة يتال منا دائما ن‬
‫ىذه اللغة بأحناـ مسبقة اجتماعية كانت أك دينية أك كطنية‪ ،‬كقد ال نستايع التخلص منها إال بشق‬
‫األنفس»(‪.)1‬‬

‫لقد قفاّن كثَت من اغبنماء كاألدباء إذل قيمة اللساف لدل اإلنساف‪ ،‬ال باعتباره أداة بلع‬
‫كقذكؽ‪ -‬أم كعضو فيزيولوجي‪ -‬كإمبا لنونو آلة ناق إذ يساىم مع سائر األعضاء اؼبنونة للجهاز‬
‫الناقي يف إحداث عدد ال وبصى من األصوات اللغوية اليت قستعمل جلّها لالقصاؿ بُت الناس أك‬
‫للتعبَت عن اػبواطر كاألفنار(‪.)2‬‬

‫أم أف قيمة اللساف كدكره ينمناف يف إحداث األصوات الالمتناىية اليت قستعمل لالقصاؿ بُت‬
‫الناس‪.‬‬

‫إف قيمة اللساف ىذه ىي اليت جعلت من اإلنساف اغبيواف الناطق يف نظر الفالسفة القدامى‪،‬‬
‫كىذا ال يعٍت أف اغبيوانات األخرل غَت قادرة على ذلك‪ ،‬فبعضها سبثل قردة البابوف كحوت الدلفُت‪،‬‬
‫قتصل فيما بينها بواساة بعض األصوات‪ ،‬كلنن اإلنساف ىو الوحيد الذم يبلك القدرة العجيبة على‬
‫ص هبا دكف اؼبخلوقات‪ ،‬كيوّكد ىذا قولو قعاذل‪:‬‬
‫التنلم كاإلفصاح كالتنويع يف استعماؿ آلة النالـ اليت ُخ ّ‬
‫كلَّ َها ‪[ ‬البقرة‪.)3( ]31 :‬‬
‫اء ُ‬ ‫‪َ ‬وعَلَّمَ آَدَمَ أاْل أ‬
‫َس َم َ‬
‫إف للساف قيمة يف سبييز الابيعة اإلنسانية عن اػباصة اغبيوانية‪ ،‬كقعلمنا اللسانيات كيف ندرس‬
‫اللغة‪ ،‬كؼباذا ندرسها‪ ،‬كماىي قيمتها لدل اجملتمعات البشرية‪ ،‬إهنا ذبعلنا ننتشف عالقتها بالعلوـ‬

‫(‪_ )1‬زيرب دراقي‪ ،‬ؿباضرات يف اللسانيات التارىبية كالعامة‪ ،‬ص ‪.05‬‬


‫(‪_ )2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫(‪_)3‬اؼبرجع نفسها‪ ،‬الصفحة نفسها‬
‫~ ‪~ 42‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫قوجهنا إذل‬
‫األخرل‪ ،‬ككيف ساعدت ىذه العلوـ على قاويرىا‪ ،‬كبالتارل التأثر هبا‪ ،‬كما أف دراستها ّ‬
‫اإلطّالع على اعبهود العلمية اليت بذؽبا القدامى كاحملدثوف فيها‪ ،‬كما قساعد على اعتماد الارؽ اؼبنهجية‬
‫يف قناكؿ الظاىرة العلمية(‪.)1‬‬

‫إف علم اللساف أك اللسانيات باؼبفهوـ اؼبتداكؿ علم حديث العهد‪ ،‬ظهر يف بداية ىذا القرف على‬
‫يد العادل السوسَتم فرديناف دم سوسَت مؤسس اللسانيات اغبديثة‪.‬‬

‫‪-2‬نشأة اللسانيات‪:‬‬

‫يرل بعض اؼبؤرخُت أف نشأة اللسانيات بدأت يف القرف الثامن مع كليم جونز ‪willium‬‬
‫‪ ،jones‬الذم الحظ شبها قويا بُت اللغة اإلقبليزية من جهة‪ ،‬كاللغات اآلسيوية كاألكركبية من جهة‬
‫أخرل‪ ،‬دبا يف ذلك اللغة السنسنريتية‪ ،‬كىذا ما دعاه إذل استنتاج كجود صلة قارىبية‪ ،‬كأصل مشًتؾ‬
‫بينهما(‪.)2‬‬

‫كيف بداية القرف العشرين (ؽ‪ ،)20‬أخذ البحث طابعا علميا على يد فرديناف دم سوسَت‬
‫بأىب اللسانيات اغبديثة‪ ،‬كعلى الرغم من اىتمامو طيلة حياقو العلمية‬ ‫(‪1913-1857‬ـ)‪ ،‬اؼبلق‬
‫باللسانيات التارىبية‪ ،‬فقد كاف للفصل الذم خصصو للدراسات التزامنية يف آخر حياقو أثر جذرم يف‬
‫اللسانيات اغبديثة(‪.)3‬‬

‫إف ظهور اللسانيات كعلم مستقل أسهمت فيو ثالثة أسباب(‪:)4‬‬

‫أ‪-‬اكتشاؼ اللغة السنسنريتية‪.‬‬

‫ب‪-‬ظهور القواعد اؼبقارنة بُت اللغات كنظمها‪ ،‬كمقارنة نظاـ التصريف يف اللغة السنسنريتية‬
‫باألنظمة الصرفية يف اللغات اليونانية كالالقينية كالفارسية كاعبرمانية‪.‬‬

‫ج‪-‬نشأة علم اللغة التارىبي الذم يعٍت بالتاورات التارىبية للغة ما‪.‬‬

‫(‪_)1‬السعيد شنوقة‪ ،‬مدخل إذل اؼبدراس اللسانية‪ ،‬ص ‪.07‬‬


‫(‪_ )2‬ؿبمد ؿبمد يونس علي‪ ،‬مدخل إذل اللسانيات‪ ،‬ط ‪ ،01‬دار النتاب اعبدية اؼبتحدة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،2004 ،‬ص ‪.10‬‬
‫(‪_)3‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫(‪_)4‬خليفة بوجادم‪ ،‬اللسانيات النظرية‪ :‬دركس كقابيقات‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫~ ‪~ 43‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪-3‬مفهوم اللسانيات‪:‬‬

‫‪-1-3‬االشتقاق اللغوي‪:‬‬

‫إف لفظة ‪ linguistique‬ىي حديثة العهد يف اللغة الفرنسية‪ ،‬ظهرت سنة ‪1826‬ـ‪ ،‬كلنن‬
‫أصلها قدًن‪ ،‬حبيث قرجع إذل كلمة ‪ lingua‬اليت أضيفت إليها الالحقة ‪ que‬للداللة على العلم‬
‫أساسا‪ ،‬كعلى الصفة أحيانا‪ ،‬كققابلها يف اإلقبليزية ‪ linguistics‬بصفة التأنيث‪ ،‬أما كلمة‬
‫‪ linguiste‬فتالق دكف سبييز على العارؼ كالعادل باللغات سباما كما اللساين العريب نسبة إذل‬
‫اللساف(‪.)1‬‬

‫بعض الباحثُت إذل أف مصالح اللسانيات ظهر أكؿ مرة يف أؼبانيا ‪ٍ ،linguistik‬ب‬ ‫كذى‬
‫انتقل إذل الدراسات اللغوية الفرنسية بدءا من سنة ‪1826‬ـ‪ٍ ،‬ب إذل برياانيا ابتداء من سنة‬
‫‪1855‬ـ(‪.)2‬‬

‫كاستخدـ القرآف النرًن لفظ (اللساف) دبعٌت (لغة)‪ ،‬كاغباؿ نفسو يف الشعر العريب كذلك يف(‪:)3‬‬

‫ين‪[‬النحل‪.]103 :‬‬
‫ي ُمبِ ٌ‬
‫ان عَ َربِ ٌّ‬ ‫ِ‬ ‫أَع َج ِم ٌّ‬
‫ي َو َهذَا ل َس ٌ‬ ‫ون إِلَ أي ِه أ‬
‫د َ‬
‫ِ‬
‫قولو قعاذل‪:‬ل َس ُ‬
‫ان الَّذي يُ ألِح ُ‬
‫ِ‬

‫ان قَ أوِم ِه لِيُبَيِّ َن لَ ُه أم‪[ ‬إبراىيم‪.]04 :‬‬


‫ول إََِّّل بِلِ َس ِ‬
‫أَر َسألنَا ِم أن َر ُس ٍ‬
‫‪-‬كقولو‪َ  :‬و َما أ‬
‫‪-‬كباؼبعٌت نفسو يف الشعر يف قوؿ طرؽ بن العبد‪:‬‬

‫ػوف َغ ِمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ْر‬


‫إن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػٍت لس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت دبوى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬
‫ُ‬ ‫ألس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػنُها‬
‫قلس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنٍُت ُ‬
‫كإذا ُ‬
‫أم‪ :‬أكلمها باللغة اليت قفهمها كاللساف الذم قريده‪.‬‬

‫كثَت‪:‬‬
‫كيف قوؿ ّ‬

‫(‪ _)1‬زبَت دراقي‪ ،‬ؿباضرات يف اللسانيات التارىبية كالعامة‪ ،‬ص ‪ ،06‬كينظر‪ :‬خليفة بوجادم‪ ،‬اللسانيات النظرية‪ :‬دركس كقابيقات‪،‬‬
‫ص ‪.09‬‬
‫(‪_)2‬السعيد شنوقة‪ ،‬مدخل إذل اؼبدراس اللسانية‪ ،‬ص ‪ ،38‬كينظر‪ :‬نعماف عبد اغبميد بوقرة‪ ،‬اللسانيات العامة اؼبيسرة‪ :‬قابيقات من‬
‫اللغة العربية‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫(‪_)3‬خليفة بوجادم‪ ،‬اللسانيات النظرية‪ :‬دركس كقابيقات‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫~ ‪~ 44‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫كعم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت‪.‬‬ ‫ٍ‬


‫فخص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت ّ‬
‫بعارف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة من ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ّ‬ ‫مب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت أليب بن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر لس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف قتابع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت‬

‫ففي ىذه الشواىد صبيعا استخدـ اللساف مرادفنا للغة‪.‬‬

‫‪-2-3‬إصطالحا‪:‬‬

‫اللسانيات ىي الدراسة العلمية اؼبوضوعية للساف البشرم‪ ،‬كالدراسة العلمية للغة بذاهتا كلذاهتا‪،‬‬
‫كقشمل ىذه الدراسة(‪:)1‬‬

‫أكال‪ :‬دكرىا كمنانتها يف اجملتمع اإلنساين‪.‬‬

‫كقنوع استعماالهتا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬كظيفتها ّ‬
‫ثالثا‪ :‬معرفة قاورىا من كل النواحي‪ ،‬أم من حيث‪:‬‬

‫‪-‬أصواهتا كىذا من اختصاص‪ :‬علم الصوقيات‪phonétique :‬‬

‫‪-‬ألفاظها كىذا من اختصاص‪ :‬علم كظائف األصوات ‪phonologie‬‬

‫‪-‬معانيها كىذا من اختصاص‪ :‬علم اؼبعاين‪.sémantique :‬‬

‫‪-‬قراكيبها كأساليبها كىذا من اختصاص‪Grammaire :‬‬

‫كمن خالؿ ما سبق قتميز اللسانيات بصفتُت أساسيتُت نبا (‪:)2‬‬

‫أ‪-‬العلمية‪ :‬نسبة إذل العلم‪ ،‬كىو بوجو عاـ إدراؾ الشيء كما ىو عليو يف الواقع‪ ،‬كبوجو خاص‬
‫اقباع الارؽ كالوسائل العلمية أثناء الدراسة كالبحث (اؼبالحظة كاالستقراء كالوصف كالتجربة)‪.‬‬

‫ب‪ -‬الموضوعية‪ :‬مشتقة من اؼبوضوع‪ ،‬كىي التجرد من األىواء كاؼبيوالت الشخصية اثناء‬
‫الدراسة كالبحث‪.‬‬

‫إف اللسانيات ىي الدراسة العلمية اؼبوضوعية للساف البشرم‪ ،‬أم دراسة قلك الظاىرة العامة‬

‫(‪_ )1‬زبَت دراقي‪ ،‬ؿباضرات يف اللسانيات التارىبية كالعامة‪ ،‬ص ‪.08‬‬


‫(‪ _ )2‬كزارة التعليم العارل كالبحث العلمي‪ ،‬اللغة العربية كآداهبا‪ ،‬اإلرساؿ األكؿ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.05‬‬
‫~ ‪~ 45‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫ثانوية للساف قتناكلو من‬ ‫كاؼبشًتكة بُت البشر‪ ،‬كاعبديرة باالىتماـ كالدراسة‪ ،‬بغض النظر عن جوان‬
‫زكايا عديدة اجتماعية نفسية فيزيولوجية كفيزيائية‪.‬‬

‫كاللسانيات علم يهتم بدراسة كل اللغات‪ ،‬سواء أكانت منتوبة ؽبا قراث أديب كاإلغريقية‬
‫كالسنسنريتية كالعربية‪ ،‬أـ شفوية مناوقة هبهل قارىبها كلغات افريقيا كأمرينا الشمالية‪.‬‬

‫كققوـ اللسانيات يف دراستها للغة على الوصف كمعانية الوقائع بعيدا عن النزعة التعليمية‬
‫كاألحناـ اؼبعيارية‪.‬‬

‫‪ -3-3‬موضوع اللسانيات‪:‬‬

‫موضوع اللسانيات ىو اللغة البشرية االنسانية كقعٌت بػ ػ ػ ػ ػ(‪:)1‬‬

‫‪-‬اللغات اؼبناوقة (ؽبجات أمرينا اؿ الشمالية) كاؼبنتوبة‪.‬‬

‫‪-‬اللغات اغبية (اؼبستعملة أداة للتخاط )‪ ،‬أك اؼبيتة اليت دل يعد االستعماؿ هبا جاريا كبو‬
‫الالقينية‪.‬‬

‫‪ -‬اللهجات أيضا دكف سبييز بينها كبُت الفصحى‪.‬‬

‫‪-‬اللغات البدائية كاللغات اؼبتحضرة دكف سبييز‪.‬‬

‫‪-‬دراسة اللغة من كل جوانبها دراسة شاملة‪ :‬الصوت‪ ،‬الصرؼ‪ ،‬النحو‪ ،‬الداللة كاؼبعجم‪.‬‬

‫‪-‬قسعى إذل بناء نظرية لسانية شاملة سب ّنننا من دراسة صبيع اللغات االنسانية‪.‬‬

‫كقوصل دم سوسَت إذل ربديد موضوع اللسانيات كمهمتها يف خاسبة ؿباضراقو قائال‪« :‬إف‬
‫موضوع اللسانيات الصحيح كالوحيد ىو اللغة يف ذاهتا كمن أجل ذاهتا»(‪.)2‬‬

‫إف موضوع اللسانيات ىو فهم اللغة بوصفها كسيلة للتعبَت عن الفنر اإلنساين‪ ،‬كدراسة قاورات‬

‫(‪_ )1‬خليفة بوجادم‪ ،‬اللسانيات النظرية‪ :‬دركس كقابيقات‪ ،‬ص ‪ ،10‬كينظر‪ :‬زبَت دراقي‪ ،‬ؿباضرات يف اللسانيات التارىبية كالعامة‪،‬‬
‫ص ‪.07 ،06‬‬
‫(‪_)2‬أضبد مومن‪ ،‬اللسانيات‪ :‬النشأة كالتاور‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫~ ‪~ 46‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫االنسانية اليت يبنن أف ننتشفها عن طريق كقائع اللغة‪ ،‬كعليو فإف موضوعها األساس ىو نظاـ اللغة‬
‫كما ىي يف الواقع كسيلة للتواصل االجتماعي‪.‬‬

‫‪-4-3‬منهاج اللسانيات‪:‬‬

‫قعتمد اللسانيات على ثالثة معايَت علمية‪ ،‬كىي موجودة كلها يف كتاب‪ :‬النحو السنسنرييت‬
‫لصاحبو بانيٍت «عاش يف القرف اػبامس أك الرابع قبل ميالد اؼبسيح»(‪.)1‬‬

‫أ‪-‬الشمولية‪ :‬كمعناه دراسة كل ما يتعلق بالظاىرة اللسانية‪ ،‬دكمبا نقص أك ققصَت‪.‬‬

‫ب‪ -‬االنسجام‪ :‬كمعناه عدـ كجود أم قناقض بُت األجزاء يف الدراسة النلية‪.‬‬

‫ج‪-‬االقتصاد‪ :‬كمعناه أف قتم الدراسة بأسلوب موجز كمرّكز مع التحليل الدقيق كاؼبيداين؛‬
‫فالنالـ يسمع كاألجهزة الصوقية قُرل‪ -‬مثل النتابة أيضا‪ -‬حبيث يبنن دراسة األصوات اللغوية دراسة‬
‫علمية بواساة اآلالت اؼبخًتعة حديثا‪.‬‬

‫‪ -5-3‬أقسام اللسانيات العامة‪:‬‬

‫قنقسم اللسانيات العامة إذل ثالثة أقساـ ىي(‪:)2‬‬

‫أ‪-‬اللسانيات التاريخية‪ :‬ىي دراسة قاور اللّغات عرب األزمنة‪ ،‬ككيفية كأسباب التغَتات اليت قد‬
‫ربدث‪:‬‬

‫‪ّ -‬إما داخل لغة معينة بواساة األفراد‪.‬‬

‫‪-‬كإما خارجها عن طريق االحتناؾ بلغات أخرل‪.‬‬

‫ب‪ -‬اللسانيات المقارنة‪ :‬ىي مقارنة كجهة نظر للغتُت أك أكثر‪ ،‬كالسيما دراسة النظريات‬
‫كالتقنية اؼبستعملة يف اؼبقارنة إلهباد العالقة التاابقية بينها أك للتوصل إذل اللغة األكذل اليت اكبدرت منها‬

‫(‪ _)1‬زبَت دراقي‪ ،‬ؿباضرات يف اللسانيات التارىبية كالعامة‪ ،‬ص ‪ ،7‬كينظر‪ :‬خليفة بوجادم‪ ،‬اللسانيات النظرية‪ :‬دركس كقابيقات‪ ،‬ص‬
‫‪.11‬‬
‫(‪ _)2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص ‪ ،08‬كينظر‪ :‬خليفة بوجادم‪ ،‬اللسانيات النظرية‪ :‬دركس كقابيقات‪ ،‬ص ‪ ،12‬كينظر‪ :‬ؿبمد ؿبمد يونس علي‪،‬‬
‫مدخل إذل اللسانيات‪ ،‬ص ‪.14-13‬‬
‫~ ‪~ 47‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫ىذه اللغات‪.‬‬

‫ج‪-‬اللسانيات الوصفية‪ :‬ىي أىم جزء كزبتص بدراسة كربليل كظيفة اللغة‪ ،‬ككذا استعماؿ ىذه‬
‫اللغة من طرؼ ؾبموعة من اؼبتنلمُت يف كقت ما‪:‬‬

‫‪-‬يف اغباضر حُت يتعلق األمر باللغات اليت ال قعتمد على النتابة‪.‬‬

‫‪-‬يف اؼباضي حُت يتعلق األمر باللغات اؼبنتوبة‪ ،‬ميتة كانت كالالقينية‪ ،‬أك حية مثل اإلغريقية‪،‬‬
‫كغَتىا‪.‬‬

‫‪ -6-3‬مادة اللسانيات ومهمتها‪:‬‬

‫ربدث دم سوسَت عن مادة اللسانيات قائال‪« :‬إف مادة اللسانيات قشمل كل مظاىر اللساف‬
‫البشرم سواء أقعلّق األمر بالشعوب البدائية أـ اغبضارية‪ ،‬أك بالعصور القديبة‪ ،‬كبعصور االكبااط»(‪.)1‬‬

‫ّأما مهمة اللسانيات فتنوف يف النقاط اآلقية‪.)2( :‬‬

‫‪-‬ققدًن كصف عبميع اللغات كقارىبها‪ ،‬كسرد لتاريخ األسر اللغوية‪ ،‬كإعادة بناء اللغة األـ‪.‬‬

‫‪ -‬ربديد نفسها‪ ،‬كالتعريف بنفسها ضمن حقل العلوـ االنسانية‪.‬‬

‫‪-‬قزكيد اؼبعلمُت باؼبعلومات الوصفية الالزمة عن اللغة لتسَت قعليمها يف إطار ما يعرؼ‬
‫بالتعليمية‪.‬‬

‫‪-7-3‬عالقة اللسانيات بالعلوم األخرى‪:‬‬

‫يرل دم سوسَت أهنا قرباها ركابط قوية ببعض العلوـ كاإلثنوغرافيا كما قبل التاريخ‬
‫كاألنثركبولوجيا‪ ،‬كالفيلولوجيا‪ ،‬كعلم االجتماع‪ ،‬كعلم النفس االجتماعي‪ ،‬ألف كل ىذه العلوـ قعتمد‬
‫كبَتا على اللغة‪ ،‬كقستفيد كثَتا من اللسانيات(‪.)3‬‬
‫اعتماد ن‬

‫(‪ _)1‬أضبد مومن‪ ،‬اللسانيات‪ :‬النشأة كالتاور‪ ،‬ص ‪.122‬‬


‫(‪ _)2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬الصفحة نفسها‪ ،‬كينظر‪ :‬نعماف عبد اغبميد بوقرة‪ ،‬اللسانيات العامة اؼبيسرة‪ :‬قابيقات من اللغة العربية‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫(‪ _)3‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫~ ‪~ 48‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪-8-3‬أىداف اللسانيات(‪:)1‬‬

‫‪-‬هتدؼ اللسانيات إذل كصف اللغات‪ ،‬كقبياف القوانُت اليت ربنمها يف صَتكرهتا كقنظيمها‬
‫الداخلي‪ ،‬ككظيفة عناصرىا اعبزئية يف ضوء مفهوـ النل أك البنية العامة‪.‬‬

‫‪-‬بناء نظرية كصفية شاملة للنظم اللغوية التواصلية‪.‬‬

‫‪-‬استنشاؼ اػبصائص غَت اللسانية (النفسية كاالجتماعية كالتارىبية كاالقتصادية كالثقافية‬


‫كالعصبية) اليت قؤطر عملية قوليد اللغة كاستعماؽبا كقاويرىا عرب الزماف كاؼبناف‪.‬‬

‫‪-‬حبثها عن القول الفاعلة بشنل دائم ككلي يف صبيع اللغات‪ ،‬كإبراز القوانُت العامة اليت يبنن أف‬
‫كمعرفة بنفسها‪.‬‬
‫قرجع إليها صبيع ظواىر التاريخ اػباصة‪ ،‬ؿبددة ؾباؽبا‪ّ ،‬‬
‫كما قسعى اللسانيات إذل ربقيق األىداؼ اآلقية(‪:)2‬‬

‫‪-‬معرفة أسرار اللساف باعتباره ظاىرة إنسانية عامة يف الوجود البشرم‪.‬‬

‫‪-‬كشف القوانُت اليت قتحنم يف بنيتو اعبوىرية‪.‬‬

‫‪-‬البحث عن السمات الصوقية كالًتكيبية كالداللية‪.‬‬

‫‪-‬ربديد خصائص عملية التلفظ كحصر العوائق العضوية كاالجتماعية اليت قعوؽ سبيلها‪.‬‬

‫‪ -9-3‬فضل اللسانيات‪:‬‬

‫‪-‬فضل اللسانيات على العلوـ االنسانية شبيو باغبديث عن أثر كأنبية الرياضيات يف العلوـ‬
‫الدقيقة‪ ،‬أك من يبتدح التحاليل العضوية‪ ،‬ككشوؼ األشعة يف حقل العلوـ الابية(‪.)3‬‬

‫‪-‬غدت اللسانيات مو نلدا لشىت اؼبعارؼ‪ ،‬فهي كلما التجأت إذل حقل من اؼبعارؼ اقتحمتو فغزت‬

‫(‪_)1‬نعماف عبد اغبميد بوقرة‪ ،‬اللسانيات العامة اؼبيسرة‪ :‬قابيقات من اللغة العربية‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫(‪ _)2‬السعيد شنوقة‪ ،‬مدخل إذل اؼبدراس اللسانية‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫(‪_)3‬عبد السالـ اؼبسدم‪ ،‬اللسانيات كأسسها اؼبعرفية‪ ،‬ط‪ ،2‬الدار التونسية للنشر كالشركة الوطنية للنتاب‪ ،‬اعبزائر‪1986 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫~ ‪~ 49‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫أسسو‪ ،‬حىت يُصبح ذلك العلم نفسو ساعيا إليها(‪.)1‬‬

‫‪-‬إف إعادة النظر يف اللسانيات ىو ثورة على اؼبفاىيم كاألسالي اؼبسلمة اليت ما كاف هبرؤ أحد‬
‫قديبا على جداؽبا كإنزاؽبا من مستول التقديس األعمى إذل مستول النظر كالتمحيص(‪.)2‬‬

‫إف اللسانيات ال قفاضل بُت لغة كأخرل‪ ،‬كال بُت لغة كؽبجة‪ ،‬كإمبا هتتم هبذه كقلك على ح ّد‬
‫سواء‪ ،‬ألف ىذه اللغات قؤدم كظيفة أساسية يف نظر العلماء احملدثُت‪ ،‬أال كىي كظيفية االقصاؿ بُت‬
‫الناس‪.‬‬

‫(‪ _)1‬أضبد يوسف‪ ،‬اللسانيات العامة ككاقع اللغة العربية‪ ،‬ؾبلة اجمللس األعلى للغة العربية‪ ،‬اعبزائر‪2000 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.249‬‬
‫(‪_)2‬نعماف عبد اغبميد بوقرة‪ ،‬اللسانيات العامة اؼبسَتة‪ :‬قابيقات من اللغة العربية‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫~ ‪~ 50‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫اللسانيات الحديثة‪ :‬ثنائيات فردينان دي سوسير‪.‬‬

‫‪-1‬تقديم‪:‬‬

‫ب اللسانيات اغبديثة‪ ،‬ألنو أثراىا بالنثَت من األفنار الرائدة‪ ،‬امتازت‬


‫يع ّد فريديناف دم سوسَت أ ّ‬
‫بالتنظَت العميق‪ ،‬ككضع أسس منهجية للتحليل اللغوم‪ ،‬كما قاـ بوصف اللغات االنسانية للوصوؿ إذل‬
‫النليات اؼبشًتكة بينها‪ ،‬كحبث عن العوامل اؼبؤثرة يف النشاط اللغوم كالعوامل النفسية كاالجتماعية‬
‫كاعبغرافية‪.‬‬

‫كمنهج فرديناف دم سوسَت يف دراستو للغة علمي‪ ،‬حبيث نبذ كل ما ىو دخيل عليها‪.‬‬

‫إف دم سوسَت ىو مؤسس اللسانيات البنيوية‪ ،‬كذلك ألنو ىو من أؽبم معاصريو بأفنار جديدة‬
‫يف اللسانيات‪ ،‬حىت أكلئك الذين دل ىبضعوا خضوعا مباشرا لتأثَته بدؤكا من األسس النظرية نفسها‬
‫اليت قضمنتها آراؤه‪.‬‬

‫‪ -2‬التعريف بفردينان دي سوسير (حياتو وآثاره) (‪:)1‬‬

‫أ‪-‬حياتو‪:‬‬

‫كلد يف جنيف بسويسرا يف ‪ 17‬نوفمرب ‪1857‬ـ من عائلة فرنسية‪ ،‬ككاف مولده بعد عاـ من‬
‫ميالد سيجموند فركيد مؤسس علم النفس اغبديث‪ ،‬كقبل عاـ من ميالد إميل دكركاًن مؤسس علم‬
‫االجتماع اغبديث‪.‬‬

‫التحق عاـ ‪1876‬ـ جبامعة ليبنزج بأؼبانيا لدراسة اللغات اؽبندك أكركبية ككانت أنداؾ مركزا للنحاة‬
‫الشباف‪ٍ ،‬ب انتقل إذل باريس‪ ،‬كأقاـ فيها من ‪1880‬ـ إذل ‪1891‬ـ‪ ،‬كقوذل خالؿ ىذه اؼبرحلة منص‬
‫مدير الدراسات باؼبدرسة التابيقية للدراسات العليا‪ ،‬كيف الوقت نفسو كاف وباضر للالبة يف مقياس‬
‫درس يف جامعة‬
‫اللسانيات التارىبية كاؼبقارنة‪ ،‬كيف سنة ‪1819‬ـ رجع إذل مسقط رأسو كاستقر ىناؾ يُ ّ‬

‫(‪ _)1‬أضبد مومن‪ ،‬اللسانيات‪ :‬اؼبنشأة كالتاور‪ ،‬ص ‪ ،118‬كينظر‪ :‬خليفة بوجادم‪ ،‬اللسانيات النظرية‪ :‬دركس كقابيقات‪ ،‬ص ‪،29‬‬
‫كينظر‪ :‬زبَت دراقي‪ ،‬ؿباضرات يف اللسانيات التارىبية كالعامة‪ ،‬ص ‪ ،59-58‬كينظر‪ :‬كزارة التعليم العارل كالبحث العلمي‪ ،‬اللغة العربية‬
‫كآداهبا‪ ،‬اإلرساؿ األكؿ‪،‬ج‪ ،2‬ص ‪.13-12‬‬
‫~ ‪~ 51‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫جنيف إذل أف قويف سنة ‪1913‬ـ عن عمر يناىز الستة كاػبمسُت عاما (‪ )56‬نتيجة سرطاف أصابو يف‬
‫حلقو‪.‬‬

‫كفرديناف دم سوسَت ىو أحد الثالثة (دم سوسَت‪ ،‬فركيد‪ ،‬دكركاًن) الذين أثّركا يف حركة الفنر‬
‫األكركيب اغبديث‪.‬‬

‫درس اللسانيات اآلنية اليت اشتهر هبا بعد‬


‫لقد قضى حياقو يف قدريس اللسانيات التارىبية كدل يُ ّ‬
‫أب اللسانيات اغبديثة‪ ،‬كمؤسس اؼبنهج‬ ‫موقو إال يف السنوات األخَتة من حياقو‪ ،‬حيث أصبح يدعى ّ‬
‫اآلين‪ ،‬ك ّأكؿ منظّر للبنيوية كالسيمياء‪.‬‬

‫ب‪-‬مؤلفاتو(‪:)1‬‬

‫يف الواحد كالعشرين (‪ )21‬من عمره‪ ،‬نشر دم سوسَت مؤلفو األكؿ الذم جل لو شهرة عاؼبية‬
‫عندما كاف طالبنا يف أؼبانيا بعنواف‪" :‬دراسة حوؿ النظاـ البدائي للصوائت يف اللغات اؽبندك أكربية"‪،‬‬
‫حيث يع ّد ىذا العمل من معادل اللسانيات التارىبية اليت ساعدت على إعادة بناء اللغة اؽبندية األكركبية‬
‫األكذل‪.‬‬

‫أما مؤلفو الثاين عبارة عن أطركحة الدكتوراه اليت قدمها‪ ،‬كاؼبوسومة‪" :‬حالة اعبر اؼبالق يف‬
‫السنسنريتية"‪.‬‬

‫كما كت ؾبموعة من اؼبقاالت حوؿ اللغة صبعت كلها بعد كفاقو‪ ،‬أما مؤلفو الشهَت فقد صدر‬
‫بعد موقو بثالثة سنوات‪ ،‬سنة ‪1916‬ـ بعنواف "ؿباضرات يف للسانيات العامة"‪ ،‬حيث قاـ بنشره اثناف‬
‫من قالميذه نبا "شارؿ بارل‪ ،‬كألبار سيشيهام"‪ ،‬حيث قاما جبمع ؿباضراقو اليت كاف يلقيها على طلبتو‬
‫يف جنيف بُت ‪1906‬ـ ك ‪1911‬ـ‪ٍ ،‬ب قصنيفها كقبويبها كنشرىا يف الشنل الذم نعرفو اليوـ‪.‬‬

‫‪-3‬محتوى الكتاب(‪:)2‬‬

‫(‪_)1‬أضبد مومن‪ ،‬اللسانيات‪ :‬النشأة كالتاور‪ ،‬ص ‪.119‬‬


‫كينظر‪ :‬زبَت دراقي‪ ،‬ؿباضرات يف اللسانيات التارىبية كالعامة‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫(‪_)2‬خليفة بوجادم‪ ،‬اللسانيات النظرية‪ :‬دركس كقابيقات‪ ،‬ص ‪.30-29‬‬
‫~ ‪~ 52‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫يقع النتاب يف مقدمة كطبسة أبواب أك أجزاء‪ ،‬كعدد صفحاقو ما بُت ‪ 270‬صفحة إذل ‪300‬‬
‫صفحة من اغبجم اؼبتوسط‪ ،‬كقد جاء ققسيمو على النحو اآلٌب‪:‬‬

‫‪-‬المقدمة‪ :‬قناكؿ فيها قضايا عامة قتعلق بتاريخ اللسانيات‪ ،‬كمادهتا كعناصر اللغة كمبادئ علم‬
‫األصوات كمفهوـ الفونيم‪.‬‬

‫‪ -‬الباب األول‪ :‬قناكؿ فيو طبيعة العالمة‪ ،‬كاللسانيات اآلنية‪ ،‬كاللسانيات التاورية‪.‬‬

‫‪-‬الباب الثاني‪ :‬قناكؿ فيو اللسانيات التزامنية (الوصفية) كالقواعد كفركعها‪.‬‬

‫الباب الثالث‪ :‬قناكؿ فيو اللسانيات التزمنية (التارىبية) كالتغَتات الصوقية‪.‬‬

‫‪-‬الباب الرابع‪ :‬قناكؿ فيو اللسانيات اعبغرافية كقنوع اللغات كباعث التنوع اعبغرايف‪.‬‬

‫‪-‬الباب الخامس‪ :‬قناكؿ فيو اللسانيات االستعدادية‪ ،‬كشهادة اللغة على األنثركبولوجيا كما قبل‬
‫التاريخ‪.‬‬

‫‪-4‬مفاىيم‪:‬اللغة ‪/‬البنية‪/‬النظام‪ ،‬عند فردينان دي سوسير‪:‬‬

‫‪-1-4‬اللغة‪.)1(:‬‬

‫‪-‬اللغة نظاـ‪ ،‬كهب أف قدرس كفق ىذا‪ ،‬كال ينبغي أف قؤخذ اغبقائق الفردية معزكلة عن بعضها‬
‫قنوف نسقا كليّا‪ ،‬ككل جزء قفصيلي يتحدد قبعا ؼبنانو من النظاـ‪.‬‬
‫البعض‪ ،‬بل على أساس أهنا ّ‬
‫‪-‬اللغة مؤسسة اجتماعية‪ ،‬كىي نظاـ قائم بذاقو‪ ،‬كأداة للتواصل‪.‬‬

‫‪-‬ليست اللغة ىي اللساف‪ ،‬إذ اللساف ملنية بشرية‪ ،‬أما ىي فتواضع‪.‬‬

‫‪-‬اللغة ظاىرة اجتماعية إنسانية‪ ،‬زبدـ غرض التفاىم اؼبتبادؿ‪ ،‬كىي أخص من اللساف‪.‬‬

‫‪ -2-4‬البنية(‪:)2‬‬

‫(‪_)1‬خليفة بوجادم‪ ،‬اللسانيات النظرية‪ :‬دركس كقابيقات ‪،‬ص ‪ ،30‬كينظر‪ :‬ميلنافيتش‪ ،‬اذباىات البحث اللساين‪ ،‬ص ‪.194‬‬
‫(‪_)2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص ‪ ،31‬كينظر‪ :‬السعيد شنوقة‪ ،‬مدخل إذل اؼبدراس اللسانية‪ ،‬ص ‪.40-39‬‬
‫~ ‪~ 53‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫رفض فرديناف دم سوسَت التصورات القائمة على ازباذ معايَت خارجة عن اللسانيات ذاهتا‪ ،‬كقد‬
‫أسس هبذا الرفض اللسانيات الداخلية أك مستويات بنية اللغة (الصوقية‪ ،‬الصرفية‪ ،‬النحوية كالداللية)‪.‬‬

‫قوانُت ربنمو‪ ،‬كال قنمو ىذه البنية إال‬ ‫كالبنية حبس فرديناف دم سوسَت جهاز يعمل حس‬
‫قنوهنا‪ ،‬كقتشنل من‬
‫هبذه القوانُت نفسها‪ ،‬كىي عادل منتف بذاقو كالبنية عبارة عن ؾبموعة من عناصر ّ‬
‫ظواىر متضامنة يرقبط كل منها ارقباطا عضويا ببقية الظواىر كال قيمة ؽبذا النل إال يف إطار العالقة اليت‬
‫سٌت ؽبا أف قدرس باعتبارىا ظواىر منعزلة ألهنا ربدد داخل‬
‫قرباو هبا كبواساتها‪ ،‬كىذا معناه أف اللغة اليت ّ‬
‫اعبهاز الذم ينظمها كىبضعها لقوانينو‪ ،‬كما أف البنية ال ربدد إال ضمن سلسلة من العالقات بُت‬
‫العناصر‪ ،‬كليست ىي العنصر‪ ،‬كال ىي ؾبموعة العناصر‪ ،‬كإمبا العالقات القائمة بُت ىذه العناصر‪.‬‬

‫إف البنية كحدة قبٌت على قاعدة أساسية قتمثل يف أهنا كل قبل أف قنوف أجزاء ىذا النل‪ ،‬كقنظيم‬
‫العناصر أك األجزاء اليت قنوف ىذا النل قنظيما شنليا ىبضع عبملة من اؼببادئ الثابتة‪ ،‬كإف ىذه‬
‫األجزاء أك العناصر قؤدم كظيفة معينة داخل ىذه البنية‪ ،‬كىذه الوظيفة ىي اليت سبنح أك قنس التنظيم‬
‫التشنيلي ألف ينوف بنية لغوية‪.‬‬

‫كيالق مصالح البنيوية على ؾبموعة من الدراسات اللسانية اليت قاـ هبا علماء اللغة يف بداية‬
‫القرف ‪ ،20‬جعلت من اللسانيات علما موضوعو اللساف كاللغات الابيعية الفارية(‪.)1‬‬

‫كالبنيوية سبثل ؾبموعة احملاكالت اليت ربلل الوثائق اؼبًتاكمة كالعالمات كاآلثار كاإلشارات اليت‬
‫قركتها اإلنسانية سابقا‪ ،‬كاليت قنوف يوميا يف ؾباالت متعددة كالرياضيات كاألنثركبولوجيا كالفيزياء‬
‫كالبيولوجيا‪ ،‬كعلم النفس كعلم االجتماع(‪.)2‬‬

‫ظهرت البنيوية يف القرف العشرين (‪ )20‬على يد فرديناف دم سوسَت أب اللسانيات البنيوية‪،‬‬


‫كيرل ركماف جاكسوف ‪ Roman Jackobson‬أ ّف اللسانيات البنيوية قعود إذل أصوؿ أقدـ من‬
‫ذلك‪ ،‬أم إذل األمريني (شارؿ بَتس‪ ،)1941-1839 Charles Peirce‬كيرل جوف ليونز‬

‫(‪_)1‬السعيد شنوقة‪ ،‬مدخل إذل اؼبدراس اللسانية‪ ،‬ص ‪ ،41-40‬كينظر‪ :‬بوقرة نعماف‪ ،‬ؿباضرات يف اؼبدراس اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬ص‬
‫‪.83-82‬‬
‫(‪_)2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬الصفحة نفسها‪ ،‬كينظر‪ :‬بوقرة نعماف‪ ،‬ؿباضرات يف اؼبدراس اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬ص ‪.83 ،82‬‬
‫~ ‪~ 54‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪ ،john lyons‬أف اؼبدارس اللغوية اغبديثة منذ دم سوسَت إذل نعوـ قشومسني قنتمي إذل النبوية‬
‫بنيفية أك بأخرل العتقادىا بأف اللغة نظاـ يتنوف من نظم‪ ،‬ألف األصوات يف كل لغة قأقلف باريقة‬
‫اصاالحية لتشنل كحدات صرفية كقراكي دالة على ٍ‬
‫معاف(‪.)1‬‬

‫‪-3-4‬النظام‪:‬‬

‫اللغة عند دم سوسَت منظومة كفق قرقي خاص‪ ،‬كإف مفهوـ النظاـ ىو ؾبموع القوانُت اليت ققوـ‬
‫عليها ىذه اؼبنظومة‪ ،‬كـبتلف العالقات القائمة بُت اؼبفردات كالًتاكي ‪ ،‬كعلى الذم ينظر يف اللغة أف‬
‫يعت ّد هبذه العالقات كقنامل الوحدات اللغوية فيما بينها(‪.)2‬‬

‫‪-5‬ثنائيات فردينان دي سوسير‪:‬‬

‫دبا أف اللغة ظاىرة إجتماعية مع ّقدة قتألف من حوادث ـبتلفة‪ :‬صوقية‪ ،‬نفسية‪ ،‬قارىبية‬
‫كجغرافية‪ ....‬اخل‪ ،‬كحىت يستايع السيارة على ىذا التعقيد كقفاديا ألم غموض فقد حاكؿ دم‬
‫سوسَت أف يستخرج من األحباث العلمية اليت قاـ هبا مقارنو القرف التاسع عشر (‪-)19‬كاليت برع فيها‬
‫النحاة اعبدد‪-‬قوانُت عامة‪ ،‬كمن األعماؿ ذات الدقة يف اعبزئيات قركيبا ذكي الصنعة ؿبنم البياف‪ ،‬كأىم‬
‫ما يبيز أسس دم سوسَت يف البحث اللساين‪ ،‬كاليت جاءت عبارة عن ؾبموعة من الثنائيات اؼبتعارضة‪.‬‬

‫كدل ينن كلع دم سوسَت بإبراز أكجو التناقض يف اللساف لرغبة أك إشباع نزكة أك ىوس‪ ،‬ألف‬
‫الثنائيات اؼبتناقضة ىي نتاج سبحيص لبٌت اللغة‪ ،‬كما أهنا ال سبثل قاابقا كاختالفا جذريا كما يتصورىا‬
‫البعض أف قنوف فهي متداخلة‪ ،‬كقبدأ حُت قنتهي سابقتها‪ ،‬كليس ألحدىا قيمة إالّ باألخرل‪ ،‬فالفصل‬
‫بُت الدراسة التارىبية كاآلنية ال وبدث على مستول األشياء اؼبدركسة لغويا‪ ،‬فهي يف الذىن كخاوط‬
‫الاوؿ كالعرض يف جغرافيا األرض‪ ،‬قسهيال للدراسة‪.‬‬

‫إف ثنائيات دم سوسَت قنشف عن قصوره اللساين ك أصبحت مبادئ أساسية للسانيات العامة‪،‬‬
‫كىي‪:‬‬

‫(‪_)1‬السعيد شنوقة‪ ،‬مدخل إذل اؼبدراس اللسانية ‪ ،‬ص ‪.41‬‬


‫(‪ _)2‬خليفة بوجادم‪ ،‬اللسانيات النظرية‪ :‬دركس كقابيقات‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫~ ‪~ 55‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪-1‬اللغة كالنالـ‪.‬‬

‫‪-2‬الشنل كاؼبادة‪.‬‬

‫‪-3‬الداؿ كاؼبدلوؿ‪.‬‬

‫‪-4‬اآلنية كالزمانية‪.‬‬

‫‪-5‬العالقة اعبدكلية كالعالقة األفقية (النااؽ الداخلي كالنااؽ اػبارجي للغة)‪.‬‬

‫أما قفصيل ىذه الثنائيات اؼبتعارضة فينوف على النحو اآلٌب‪:‬‬

‫‪-1‬اللغة والكالم‪:‬‬

‫منونة من ثالث مصالحات‪ ،‬كقد ّفرؽ بينها‪ ،‬كىذه‬


‫الظاىرة اللغوية عند دم سوسَت ّ‬
‫اؼبصالحات ىي(‪:)1‬‬

‫أ‪-‬اللغة‪ :(la langage) :‬ظاىرة إنسانية ؽبا أشناؿ متعددة قنتج من اؼبلنة اللغوية‪.‬‬

‫ب‪-‬اللسان‪ :(la langue) :‬ىو جزء معُت متح ّقق من اللغة دبعناىا اإلنساين الواسع كىو‬
‫كيشنل نظاما متعارفا عليو داخل صباعة إنسانية ؿبددة مثل ذلك‪ :‬اللساف‬ ‫إجتماعي عريف منتس‬
‫العريب‪ ،‬االقبليزم‪......‬‬

‫ج‪-‬الكالم‪ :(la parole) :‬مفهوـ فردم ينتمي إذل اللساف كيشمل ما يعًتم أداء الفرد للساف‬
‫من مالمح فردية كألف اللساف منظومة اجتماعية فإنو دعا إذل دراستو‪ ،‬كدل هبعل اللغة كال النالـ ضمن‬
‫موضوع اللسانيات‪.‬‬

‫إف اللغة عند دم سوسَت كاقعة إجتماعية‪ ،‬كمتواجدة يف عقوؿ الناس‪ ،‬كما شبهها دم سوسَت‬
‫بالقاموس الذم يبثل الذاكرة اعبماعية ؼبا وبتويو من عالمات ال يايق الفرد الواحد أف ىبتزهنا يف دماغو‪،‬‬

‫(‪ _ )1‬خليفة بوجادم‪ ،‬اللسانيات النظرية‪ :‬دركس كقابيقات‪ ،‬ص ‪.32‬كينظر‪ :‬كزارة التعليم العارل كالبحث العلمي‪ ،‬اللغة العربية كآداهبا‪،‬‬
‫اإلرساؿ األكؿ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪ . 15‬كينظر‪ :‬زبَت دراقي‪ ،‬ؿباضرات يف اللسانيات التارىبية كالعامة‪ ،‬ص ‪ ،71 ،77‬كينظر‪ :‬السعيد شنوقة‪،‬‬
‫مدخل إذل اؼبدارس اللسانية‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫~ ‪~ 56‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫فاللغة إذف كنز إجتماعي من الوحدات كالقوانُت‪ ،‬سبثل نظاما عاما ال يبنن للفرد أف وبيد عنو(‪.)1‬‬

‫كمنو فاللسانيات موضوعها ىو اللغة بنل جوانبها الصوقية كالنحوية كاؼبعجمية اؼبرظبة يف عقوؿ‬
‫الناس‪.‬‬

‫يبنن مالحظتو يف كالـ األفراد‬ ‫أما النالـ فهو فعل كالمي ملموس‪ ،‬كنشاط شخصي مراق‬
‫ككتاباهتم‪ ،‬كيشمل أنساقا فردية خاضعة إلرادة اؼبتنلمُت‪ ،‬كما أنو ليس كسيلة صبعية بل فردية‪ ،‬كال‬
‫ينتسي قيمة كبَتة يف عمل اللساين‪ ،‬ألف موضوع اللسانيات ىو اللغة كقفيد دراسة النالـ يف اغببسة‪،‬‬
‫كربليل األسلوب‪ ،‬كاألمراض العقلية كالنفسية (‪.)2‬‬

‫إف النالـ ىو التجسيد الفعلي كالواقعي للساف كىبتلف من شخص إذل آخر قبعا الختالؼ البيئة‬
‫كاؼبستول الدراسي كاالجتماعي كالثقايف كاالقتصادم‪.‬‬

‫كقفوقها على النالـ‪ ،‬أف ىذا األخَت يعترب ثانويا مقارنة باللغة‪ ،‬ككل إنساف‬
‫كمن امتيازات اللغة ّ‬
‫يفقد النالـ يف حاالت مرضية ما يبقى ؿبافظا على اللغة كاعبدكؿ اآلٌب يلخص أىم الفركؽ بُت اللغة‬
‫كالنالـ(‪:)3‬‬
‫الكالم‬ ‫اللغة‬
‫‪-‬فردم‬ ‫‪-‬اجتماعية‬
‫‪-‬ثانوم‬ ‫‪-‬ىامة‬
‫‪-‬فعل إرادم شخصي كذكي (اإلبداع)‬ ‫‪-‬مسجلة سلبيا من طرؼ الفرد (الذاكرة)‬
‫‪-‬دراسة سينولوجية فيزيائية‬ ‫‪-‬دراسة سينولوجية‬
‫‪-‬حصيلة ما يقولو اؼبتنلموف‬ ‫‪-‬حصيلة ما يسجل يف كل مخ‬
‫‪-‬مبوذج غَت صباعي‬ ‫‪-‬مبوذج إجتماعي‬

‫(‪ _ )1‬أضبد مومن‪ ،‬اللسانيات‪ :‬النشأة كالتاور‪ ،‬ص ‪.124 ،123‬‬


‫(‪ _ )2‬اؼبرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪.124‬‬
‫(‪ _ )3‬زبَت دراقي‪ ،‬ؿباضرات يف اللسانيات التارىبية كالعامة‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫~ ‪~ 57‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪-2‬الشكل والمادة (‪:)1‬‬

‫‪-‬الشنل‪ :‬ما يبثل اعبوىر‪ ،‬كلو معايَت ثابتة ربنمو قواعد مثل‪( :‬اللساف)‪.‬‬

‫اؼبتغَت اؼبعًتض للعوارض كالدينامية (النالـ)‪ ،‬كاؼبادة الصوقية‬


‫‪-‬اؼبادة‪ :‬ىي األداء الفعلي كالشيء ّ‬
‫ليست أكثر ثبوقا كصالبة‪ ،‬فاؼبستول الصوٌب مثال ليس فيو كحدات مضبوطة بل متغَتة‪ ،‬فهي (مادة)‬
‫ألف اؼبادة الصوقية ال ققاع بنفس الاريقة يف صبيع اللغات‪.‬‬

‫فاللغة إذف (شنل) ثابتة ؿبنومة بقواعد كمعايَت‪.‬‬

‫‪-3‬الدال والمدلول‪:‬‬

‫يستخدـ دم سوسَت مصالح عالمة )‪ (signe‬للداللة على النلمة لفظا كمعٌت‪ ،‬كالرمز اللغوم‬
‫لو كجهاف ال ينفصل أحدنبا عن اآلخر نبا‪ :‬الداؿ ‪ signifiant‬كىو الصورة الصوقية‪ ،‬كاؼبدلوؿ‬
‫‪signification‬‬ ‫‪ signfie‬كىو الصورة اؼبفهومية اليت قعرب عن التصور الذىٍت لذلك الداؿ كقتم الداللة‬
‫باقًتاف الصورقُت الصوقية كالذىنية‪ ،‬كحبصوؽبا يتم الفهم(‪ ،)2‬يقوؿ دم سوسَت‪« :‬إف العالمة اللسانية ال‬
‫قربط شيئا باسم بل قصورا بصورة ظبعية‪ ،‬كىذه األخَتة ليست الصوت اؼبادم الذم ىو شيء فيزيائي‬
‫صرؼ‪ ،‬بل ىي الدفع النفسي ؽبذا الصوت‪.)3( »...‬‬

‫إف العالمة عند دم سوسَت عنصر من عناصر اعبهاز اللغوم يسميها (الوحدة اللسانية) كىي‬
‫منونة من عنصرين يتصالف ببعضهما اقصاال كامال فهما كوجهي الورقة –الداؿ كاؼبدلوؿ‪-‬فالداؿ صورة‬
‫ظبعية يتضمنها الدليل أك العالمة‪ ،‬كاؼبدلوؿ متصور ذىٍت‪ ،‬كيسمى قديبا اؼبعٌت كليست العالمة ىي الداؿ‬
‫كحده‪ ،‬أك ىي اؼبدلوؿ كحده كإمبا نبا معا ال يبنن الفصل بينهما(‪.)4‬‬

‫كمثاؿ ذلك كلمة (صبل)‪ ،‬فهي عالمة لسانية‪ ،‬قتنوف من صورة ظبعية كىي اإلدراؾ السمعي‬
‫كالنفسي لتعاق األصوات كقتابعها (ج‪ ،‬ـ‪ ،‬ؿ)‪ ،‬كاؼبفهوـ ىو ؾبموع السمات الداللية اليت قوحي إليها‬

‫(‪ _ )1‬بوقرة نعماف‪ ،‬ؿباضرات يف اؼبدارس اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬ص ‪97-89‬‬


‫(‪ _ )2‬خليفة بوجادم‪ ،‬اللسانيات النظرية‪ :‬دركس كقابيقات‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫(‪ _ )3‬فرديناف دم سوسَت‪ ،‬ؿباضرات يف األلسنية العامة‪ ،‬قر‪ :‬يوسف غازم كغَته‪ ،‬اؼبؤسسة اعبزائرية للاباعة‪1989 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫(‪ _ )4‬السعيد شنوقة‪ ،‬مدخل إذل اؼبدارس اللسانية‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫~ ‪~ 58‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫ىذه النلمة (حيواف صحراكم ذك سناـ‪ ،‬ضخم اعبثة‪ ،‬صبور‪...‬اخل) (‪.)1‬‬

‫‪-‬قلم‪ :‬عالمة لغوية قتنوف من جانبُت‬

‫أ‪-‬جان مادم فيو شقاف‪:‬‬

‫‪-1‬مفهوـ أك صورة ذىنية للموجود الذم يشار إليو بلفظ قلم‪.‬‬

‫‪-2‬صورة ظبعية أم صورة للفظ نفسو اليت قتمثلها إذا نظرت إذل كلمة (قلم) منتوبة دكف أف‬
‫قناق هبا (‪.)2‬‬

‫كإف التتابع الصوٌب دبفرده ال ينوف عالمة‪ ،‬كإمبا ىو عبارة عن أصوات ؾبردة‪ ،‬كما أف السمات‬
‫الداللية إذا عزلناىا عن األلفاظ اليت قدؿ عليها ال قشنل عالمة لسانية؛ فالعالمة اللسانية إذف ىي‬
‫ذلك النل اؼبتنامل (الصورة السمعية‪ ،‬اؼبفهوـ) كأطلق دم سوسَت مصالح (العالمة اللسانية) على‬
‫ىذا النل اؼبتنامل كاستبدؿ مصالح (مفهوـ‪/‬صورة ظبعية) دبصالحي (داؿ كمدلوؿ) (‪.)3‬‬

‫كقد كاف االعتقاد سائدا عند معظم الدارسُت أف اللغة سول قائمة مناسبة لألشياء الابيعية كلو‬
‫كاف األمر كذلك لسهل علينا قعلّم أية لغة حبفظ قائمة األظباء اؼبناسبة من لغة إذل أخرل من جهة كؼبا‬
‫كجدنا الفركؽ يف قأليف النلمات بُت ـبتلف اللغات كبو )‪ (chevol-pferd-horse‬لدل الفصيلة‬
‫الواحدة ذات اؼبنتوجات الصوقية اؼبشًتكة من جهة أخرل (‪.)4‬‬

‫كعلى ىذا األساس فإف سوسَت ىبائ ىذه النظرية كذى إذل استعماؿ مصالح رمز أك عالمة‬
‫للداللة على النلمة لفظا كمعٌت كالرمز اللغوم لو كجهاف‪ :‬داؿ كمدلوؿ‪.‬‬

‫كما أقى دم سوسَت يف زبائة ىذه النظرية باغبجج اآلقية(‪:)5‬‬

‫‪-‬فهي ال قعٍت كجود األفنار جاىزة قبل النلمات أك الدكاؿ‪ ،‬كىذا ما ال يقبلو سوسَت الذم‬

‫(‪ _ )1‬كزارة التعليم العارل كالبحث العلمي‪ ،‬اللغة العربية كآداهبا‪ ،‬اإلرساؿ األكؿ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.15‬‬
‫(‪ _ )2‬سعيد شنوقة‪ ،‬مدخل إذل اؼبدارس اللسانية‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫(‪ _ )3‬كزارة التعليم العارل كالبحث العلمي‪ ،‬اللغة العربية كآداهبا‪ ،‬اإلرساؿ األكؿ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.16‬‬
‫(‪ _ )4‬زبَت دراقي‪ ،‬ؿباضرات يف اللسانيات التارىبية كالعامة‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫(‪ _ )5‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.66-63‬‬
‫~ ‪~ 59‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫يعاكس موقف القائلُت بأسبقية الفنر يف إشنالية العالقة القائمة بُت الفنر كاللغة ‪.‬‬

‫‪-‬ىي ال زبربنا إف كاف اإلسم ذا طبيعة صوقية كبو‪( :‬العواء‪ ،‬اؼبواء‪ )....‬أك سينولوجية كبو‪:‬‬
‫(اغب كاألمل‪.)...‬‬

‫‪-‬فهي قفًتض أف العالقة القائمة بُت اإلسم كاؼبسمى عملية سهلة للغاية‪ ،‬كىذا غَت حقيقي ألف‬
‫الدليل اللساين ال هبمع الشيء أك اؼبادة كاالسم كإمبا اؼبفهوـ أك اؼبعٌت اجملرد كالصورة السمعية كليست‬
‫ىذه األخَتة الصوت اؼبادم بعينو بقدر ما ىي األثر السينولوجي لو أك التمثيل اؼبؤدل من طرؼ‬
‫مدركاقنا اغبسية‪.‬‬

‫السمعية يظهر جليا عندما قنظر إذل كالمنا ‪،‬فدكف ربريك الشفتُت‬
‫للصورة ّ‬
‫السينولوجي ّ‬
‫فالعنصر ّ‬
‫كال اللساف نستايع أف نتنلم مع أنفسنا أك نعيد بواساة الذاكرة ؾبموعة معينة من األبيات الشعرية‪،‬‬
‫ألف النلمات ىي بالنسبة إلينا صور ظبعية ال غَت‪ ،‬كلو كانت مادية لعجزنا عن القياـ بذلك‪.‬‬

‫كعليو فإف الدليل اللساين ىو التأليف بُت التصور الذىٍت كالصورة السمعية أم أ ّف العالمة اللغوية‬
‫ال قرقبط شيئا باسم‪ ،‬بل قصور بصورة ظبعية كالصورة السمعية ليست ىي الصوت اؼبادم الفيزيائي‪ ،‬كإمبا‬
‫للصوت‪.‬‬
‫ىي البصمة النفسية ّ‬
‫‪-1-3‬اعتباطية الدليل اللساني‪:‬‬

‫العالقة بُت الداؿ كاؼبدلوؿ اعتباطية غَت معلّلة‪ ،‬أم أف الدليل اللساين من قبيل التواطؤ‬
‫كاالصاالح بُت الناس كإف طبيعة الدليل اللغوم بناملو ىي بدكرىا اعتباطية أك قعسفية عند سوسَت‪،‬‬
‫كيالق على الدليل اجملموع الناقج من اشًتاؾ‪:‬‬

‫‪-‬اللفظ أك الصورة السمعية‪.‬‬

‫‪-‬كاؼبعٌت أك التصور الذىٍت‪.‬‬

‫ككالنبا اعتباطي ألف األكؿ يفرضو اجملتمع على اؼبتنلمُت بصفة قعسفية أك باؼبواضعة كالثاين راجع‬

‫~ ‪~ 60‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫إذل التجربة اللغوية كإذل اإلدراؾ اغبسي(‪.)1‬‬

‫كيستدؿ دم سوسَت على ذلك بأف فنرة (أخت ‪ )sœur‬ال قرقبط بأم عالقة داخلية مع قعاق‬
‫األصوات [أ‪-‬خ‪-‬ت] اليت ققوـ مقاـ الداؿ لديها‪ ،‬حبيث يبنن سبثيلها كالتعبَت عنها بأم كلمة أخرل‬
‫(كرمز اغبداد مثال فهو أسود يف أكركبا كأبيض يف الصُت) كالدليل على ذلك كجود اختالفات يف ىذه‬
‫التسمية بُت اللغات ككل ىذا يدؿ داللة كاضحة على أف الرباط القائم بُت اللفظ كاؼبعٌت ماىو إال‬
‫اعتباطي(‪. )2‬‬

‫إذف فالعالمة اللغوية اعتباطية لنوهنا ليس لديها يف الواقع أم صلة طبيعية باؼبدلوؿ‪.‬‬

‫‪-2-3‬العملية التواصلية عند دي سوسير تتم وفق الطريق اآلتية‪:‬‬

‫ىناؾ مفهوـ يريد اؼبتنلم إيصالو إذل اؼبتلقي‪ ،‬فيقوـ اؼبتنلم باستثمار معلوماقو اؼبخزنة يف الذاكرة؛‬
‫أم يقوـ بتشغيل نظامو اللغوم الذاٌب ذم الاابع الداخلي ألجل اختيار اؼبفهوـ (اؼبدلوؿ) اؼباابق لذلك‬
‫اؼبرجع‪ ،‬فَتبط اؼبدلوؿ بالصورة الصوقية اؼبادية اجملانسة لو (أم اؼبفهوـ)‪ ،‬كىذه اؼبفاىيم قد كرثها مع‬
‫ؾبتمعو كؿبياو الثقايف أك اغبضارم اؼبخزكف يف ذاكرة اعبماعة الناطقة‪.‬‬

‫كعليو فإف الدليل اللغوم يربط بُت الصورة الذىنية للشيء اؼبادم (أم اؼبرجع)‪ ،‬كما يقابلو من‬
‫أصوات‪ ،‬كيقرف الدليل اللغوم الداؿ باؼبدلوؿ بنيفية اعتباطية‪ ،‬ال قتدخل فيها اإلرادة اعبماعية لألفراد‪،‬‬
‫حرة‪ ،‬ألف اؼبقصود باالعتباط ىو عدـ خضوع عالقة االرقباط بُت‬
‫كما ال يعٍت أف الدليل اللساين كحدة ّ‬
‫الداؿ كاؼبدلوؿ إذل التعليل كالتربير العقليُت‪.‬‬

‫‪-4‬اآلنية والزمانية‪:‬‬

‫كىي ثنائية بتسميات عديدة‪( :‬قزامن‪/‬قعاق )‪( ،‬الوصفي‪ ،‬التارىبي) (الساننركين‪ ،‬الدياكركين)‪.‬‬

‫اللسانيات السائدة يف القرف (‪ )19‬ىي اللسانيات التارىبية‪ ،‬كدل ينن ىناؾ سبييز كاضح بُت‬
‫إذل ذلك‬ ‫الدراسة اآلنية كالدراسة الزمانية أك بُت اللسانيات الوصفية كاللسانيات التارىبية‪ ،‬كما ذى‬

‫(‪ _ )1‬زبَت دراقي‪ ،‬ؿباضرات يف اللسانيات التارىبية كالعامة‪ ،‬ص ‪.66‬‬


‫(‪ _ )2‬أضبد مومن‪ ،‬اللسانيات‪ :‬النشأة كالتاور‪ ،‬ص ‪ 128‬كينظر‪ :‬زبَت دراقي‪ ،‬ؿباضرات يف اللسانيات التارىبية كالعامة‪ ،‬ص ‪.67-66‬‬
‫~ ‪~ 61‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫فرديناف دم سوسَت يف ؿباضراقو (‪.)1‬‬

‫‪-‬اللسانيات اآلنية‪ :‬قدرس أية لغة من اللغات على حدة دراسة كصفية يف حالة معينة‪ ،‬أم يف‬
‫نقاة زمنية معينة‪ ،‬كما أهنا ال ققتصر على دراسة اللغات اغبديثة أك اؼبعاصرة‪ ،‬بل يبننها أف قدرس‬
‫اللغات اؼبيتة‪ ،‬شرط أف قتوفر كل اؼبعايات اليت قنبٍت عليها الدراسة العلمية الوصفية (‪.)2‬‬

‫أما اللسانيات الزمانية فتدرس التغَتات كالتاورات اؼبختلفة اليت طرأت على لغة ما ‪،‬عرب فًتة من‬
‫الزمن أك خالؿ حق متتابعة يف الزمن اؼباضي‪.‬‬

‫ككالنبا –اآلنية‪ /‬الزمانية‪-‬مهم يف الدراسة اللغوية‪ ،‬كينبغي عدـ اػبلط بينهما عند البحث كما أف‬
‫لنل منهما مبادؤه اػباصة‪ ،‬فاآلين استقرائي ساكن‪ ،‬كالزماين حركي قاورم(‪. )3‬‬

‫كدل يرفض دم سوسَت اللسانيات التارىبية كدل يعتربىا شيئا ثانويا كإمبا أحل على ضركرة الفصل‬
‫بينهما لني ال قدحض النظرة التاورية الوصف اآلين ككي قثبت كل كاقعة يف مناهنا اػباص(‪. )4‬‬

‫إف اللسانيات اآلنية عند دم سوسَت قعٌت بالعالقات النفسية كاؼبناقية‪ ،‬اليت قربط اؼبفردات‬
‫كقشنل نظاما يف العقل اعبماعي للمتنلمُت‪ ،‬كعلى العنس من ىذا فالزمانية قدرس العالقات اليت‬
‫قربط اؼبفردات اؼبتعاقبة اليت ال يدركها العقل اعبماعي كاليت وبل بعضها ؿبل بعض دكف قشنيل أم نظاـ‬
‫يذكر (‪.)5‬‬

‫لقد عارض فرديناف دم سوسَت بشدة االذباه التارىبي يف الدراسات اللغوية كىذا الىتمامو‬
‫يلح على التمييز بُت اآلنية )‪ (synchronie‬كالزمانية‬ ‫بالدراسة اآلنية أك الوصفية للغات‪ ،‬كما أنو ّ‬
‫)‪ (diachronie‬يف كل دراسة لغوية‪ ،‬كيرمز إذل ىذين االذباىُت اؼبتميزين دبا يلي‪:‬‬

‫(‪ _ )1‬أضبد مومن‪ ،‬اللسانيات‪ :‬النشأة كالتاور‪ ،‬ص ‪.125‬‬


‫(‪ _ )2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬الصفحة نفسها ‪ ،‬كينظر‪ :‬السعيد شنوقة‪ ،‬مدخل إذل مدارس اللسانية‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫(‪ _ )3‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬الصفحة نفسها‪ ،‬كينظر‪ :‬السعيد شنوقة‪ ،‬مدخل إذل اؼبدارس اللسانية‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫(‪ _ )4‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫(‪ _ )5‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫~ ‪~ 62‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬
‫ج‬

‫ب‬ ‫أ‬

‫أب= ؿبور اآلنية‪ +‬أك الوصف "ساننركين" د‬


‫ج د= ؿبور التعاق أك التزامن "دياكركين"‬

‫ففي احملور األفقي (أب) يضع سوسَت اللسانيات الوصفية ذات اؼبنهاج الساكن كاؼبتعارض سباما‬
‫مع التاريخ‪ ،‬كمعٌت ىذا أف االذباه الوصفي ال يعٌت إال بدراسة ككصف اللغة يف حالة كزماف معينُت‪ ،‬أم‬
‫مثلما ىي مستعملة لدل اؼبتنلم كدكف الرجوع إذل حالتها السابقة‪.‬‬

‫أما احملور العمودم (ج د) فيخصصو للسانيات الزمانية ذات اؼبنهاج اغبركي أك التاورم كىو‬
‫اؼبنهاج الذم ًب بواساتو دراسة التحوالت اليت قارأ على اللغة عرب الزماف دباضيو كحاضره كيف كل‬
‫اغباالت اؼبتواقرة‪.‬‬

‫كعليو فإف دم سوسَت يعارض بشدة أكلوية ( ج د) على (أب) ألف اللسانيات قفضل الناحية‬
‫الوصفية على الناحية التارىبية ‪ ،‬كينفي كجود أم عالقة بُت (أب) ك( ج د) (‪.)1‬‬

‫إف الدراسة الوصفية للغة قعٍت فقط دراسة النظاـ كحده‪ ،‬كقرؾ العوامل التارىبية كاالجتماعية اليت‬
‫سانبت يف خلقو‪ ،‬أما اللسانيات التارىبية فهي اليت هتتم دبا يارأ من قغيَت على حاالت اللغة قصد‬
‫استخراج قوانُت التاور ‪.‬‬

‫أما عن العالقة بُت اللسانيات اآلنية كالزمانية‪ ،‬فقد كضحها دم سوسَت بلعبة الشارنج‪ ،‬اليت ال‬
‫يهمنا نشأهتا أك قاريخ انتقاؽبا من إيراف إذل دكؿ أخرل‪ ،‬كما ال يهمنا ربركات البيادؽ‪ ،‬كإف ما يهمنا ىو‬
‫كضع البيادؽ يف اللحظة اغبالية كعالقتها ببعضها‪ ،‬حيث قُربط قيمة البيدؽ دبوقعو على الرقعة‪ ،‬ككذلك‬
‫اللغة قستمد كل مفردة قيمتها من خالؿ عالقتها مع باقي األفراد (‪.)2‬‬

‫(‪ _ )1‬زبَت دراقي‪ ،‬ؿباضرات يف اللسانيات التارىبية كالعامة‪ ،‬ص ‪.76 ،75‬‬
‫(‪ _ )2‬أضبد مومن‪ ،‬اللسانيات‪ :‬النشأة كالتاور‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫~ ‪~ 63‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫كعليو فإف التغَت اللغوم يسَت يف اذباه معُت حس قوانُت ثابتة‪ ،‬كاللساين يهتم بالنظاـ الداخلي‬
‫للغة لينشف عن قوانينو كأصولو‪ ،‬أما اؼبعرفة بالعوامل السياسية كاغبضارية كاعبغرافية كالثقافية فثانوية ألهنا‬
‫ال قضيف جديدا للدرس اللساين البنيوم‪ ،‬كال قنقص شيئا من قيمة النظاـ اللغوم‪.‬‬

‫كإف قبٍت التحليالت التارىبية الزمانية ستؤكؿ اللغة من خالؽبا إذل نتائج كنبية غَت مؤكدة‪،‬‬
‫كالعنس صحيح مع التحليالت اآلنية‪.‬‬

‫‪-5‬العالقة الجدولية والعالقة األفقية (النطاق الداخلي والنطاق الخارجي للغة)‪:‬‬

‫كقسمى أيضا العالقات الًتكيبية كالًتاباية‪:‬‬

‫[فالعالقات اػباية األفقية=عالقات قركيبية] ك[العالقات اعبدكلية=عالقات استبدالية قراباية]‪.‬‬

‫إف اللغة قتابع من العالمات‪ ،‬ككل عالمة قضيف شيئا إذل اؼبعٌت النلي كقرقبط ىذه العالمات‬
‫ببعضها بعالقات وبددىا النظاـ اللغوم يف كل لغة (‪.)1‬‬

‫كسبثل العالقات الًتكيبية كالًتاباية ركنا أساسيا يف اللسانيات البنيوية يف شنل عالقات رأسية‬
‫يبت إليها من صلة لفظية أك معنوية من النلمات األخرل‪ ،‬كعالقات‬
‫قصريفية اليت ققع بُت النلمة كما ّ‬
‫نظمية قركيبية قتنوف بُت النلمة كغَتىا من النلمات يف اعبملة‪.‬‬

‫‪-1-5‬العالقات التركيبية‪:‬‬

‫قتمثل يف العالقات األفقية بُت الوحدات اللغوية ضمن السلسلة النالمية الواحدة‪ ،‬كذلك‬
‫كالعالقة بُت أصوات النلمة الواحدة ككلمات اعبملة الواحدة‪ ،‬فنل منها يضفي معٌت إضافيا على‬
‫النل‪ ،‬كقع ّد كل كحدة يف حالة ققابلية مع الوحدات اللغوية األخرل كال قنتس قيمتها إالّ بتقابلها من‬
‫الوحدات اليت قسبقها أك قعقبها كقسمى ىذه األنساؽ اػباية قراكي مثل‪:‬‬

‫صار الاقس باردا‪ :‬قوجد ثالث عالقات قركيبية من ثالث كحدات ىي‪ :‬صار‪ +‬الاقس‪ +‬باردا‪.‬‬

‫أما على مستول اؼبفردات فتتمثل العالقة يف إدماج بعض الصوامت يف أنساؽ قركيبية مثل‪:‬‬

‫(‪ _ )1‬شنرم عياد‪ ،‬اللغة كاإلبداع‪ :‬مبادئ علم األسلوب العريب‪ ،‬القاىرة‪ ،1988 ،‬ص ‪4‬‬
‫~ ‪~ 64‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫لػ‪+‬س‪+‬ا‪+‬ف‪+‬يػ‪+‬ا‪+‬ت‪ ،‬كقعٍت ؾبتمعة (لسانيات)‪.‬‬

‫يف اػبااب بعالقات مبنية على ضوء اللغة اػباية‬ ‫كيرل دم سوسَت بأف النلمات قنتس‬
‫بسب قراباها مع بعضها‪ ،‬األمر الذم يبتنع ناق عنصرين يف آف كاحد (‪.)1‬‬

‫‪-2-5‬العالقات الترابطية‪:‬‬

‫ؿبل بعضها البعض يف‬


‫ربل ّ‬
‫كقالق على العالقات االستبدالية العناصر اللغوية اليت يبنن أف ّ‬
‫سياؽ كاحد مثل‪:‬‬

‫أصبح اعبو صحوا‪-‬صار اؼبناخ رطبا‪-‬كاف االمن منعدما‪.‬‬

‫يبنن قعويض كلمة (أصبح) بػ (صار) ك (كاف)‪ ،‬كما يبنن قعويض كلمة (اؼبناخ) بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ (اعبو‪،‬‬
‫األمن‪ ،‬البحر‪ ،‬الافل‪ )...‬كيبنن قعويض كلمة (صحوا) بػ (رطبا‪ ،‬منعدما‪ )...‬ىذا يف النلمة على‬
‫مستول الًتكي ‪.‬‬

‫أما على مستول اؼبفردات فإف ربديد كل صوت (فونيم) يتم دبقابلتو باألصوات األخرل اليت‬
‫يبنن أف ربل ؿبلو يف سياقات متعددة من أجل قنوين النلمات ‪،‬كذلك كأف نستبدؿ الصوت األكؿ‬
‫(االستهالرل) ببعض األصوات على أف نبقي الصوقُت الثاين كالثالث كبو‪ :‬ناـ‪-‬قاـ‪-‬راـ‪-‬ىاـ‪-‬داـ‪.‬‬

‫أك نستبدؿ الصوت (اغبرؼ) الثاين من النلمة بصوت آخر‪ ،‬كنبقي اغبرؼ أك الصوت األكؿ‬
‫كاغبرؼ الثالث اػبتامي كبو‪ :‬عجن‪ ،‬عفن‪ ،‬عاف‪.‬‬

‫كىناؾ عند دم سوسَت عالقات قراباية أخرل قنتسبها النلمات اليت هبمعها شيء مشًتؾ‬
‫عالقات من نوع آخر‪ ،‬حيث قًتابط يف الذاكرة مشنلة ؾبموعات سبيزىا عالقات ـبتلفة؛ فنلمة‪ :‬قعليم‬
‫مثال قستدعي إذل الذىن ال شعوريا ؾبموعة من النلمات األخرل‪ :‬علّم‪-‬أعلم‪-‬قسليح‪-‬قربية‪-‬‬
‫اكتساب‪-‬قثقيف‪.)2( ...‬‬

‫لقد أحدث فرديناف دم سوسَت هبذه الثنائيات قغَتات يف ؾباؿ الدراسة اللسانية‪ ،‬كقظهر بشنل‬

‫(‪ _ )1‬أضبد مومن‪ ،‬اللسانيات‪ :‬النشأة كالتاور‪ ،‬ص ‪.137‬‬


‫(‪ _ )2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص ‪ ،132-131‬كينظر‪ :‬السعيد شنوقة‪ ،‬مدخل إذل اؼبدارس اللسانية‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫~ ‪~ 65‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫كاضح يف كوف ىذه الثنائيات قد شنلت أساس اؼبنهج الوصفي الذم سعى إذل قابيقو على اللغة‬
‫اإلنسانية‪.‬‬

‫كما سجل فرديناف دم سوسَت دبحاضراقو نظرية لغوية مًتاباة دل يتارؽ ؽبا أم كتاب قبلو‪.‬‬

‫كقد جاءت آراؤه على النحو اآلٌب‪:‬‬

‫‪-‬ال ينفي العلمية عن اؼبنهج التارىبي‪ ،‬كال عن اؼبنهج الوصفي‪ ،‬كإمبا العلمية قنمن يف دراسة اللغة‬
‫اإلنسانية مع قعميم النتائج كاغبقائق‪.‬‬

‫ما جاء يف اللسانيات التارىبية)‪ ،‬بل ىي أداة‬ ‫‪-‬اللغة ليست كائنا حيّا (أجساـ عضوية حبس‬
‫كنشاط قتعلق بالتواصل كحياهتا قنوف داخل حامليها‪.‬‬

‫‪-‬اعتماد منهج (إعادة الًتكي الداخلي) إلعادة بناء الصيغ األصلية‪.‬‬

‫‪-‬الفيصل ىو النظرة النفسية‪ ،‬كالقياس ىو العامل النفسي عند التاور‪.‬‬

‫‪-‬دل يستبعد العوامل االجتماعية‪.‬‬

‫‪-‬أنبية اللغة اغبية‪.‬‬

‫كعرؼ دبجاؿ حبثو بدقة حُت رب ّدث عن اللغة‬ ‫كما حدد دم سوسَت موضوع علم اللغة‪ّ ،‬‬
‫كاللساف كالنالـ‪ ،‬كإف النظرة الدياكركنية كالساننركنية قنوف بالنسبة للغة كال قنوف إال لبحث النظاـ‬
‫اللغوم كنالحظ أف سوسَت قد أغفل مايلي‪:‬‬

‫‪-‬اللساف ليس كحده نظاـ على حساب النالـ‪ ،‬ألف النالـ أيضا عمل يلتزـ النظاـ كيناد‬
‫يتساكل فيو اؼبتنلموف‪ ،‬لني ققوـ اللغة بوظيفة اإلفهاـ‪.‬‬

‫‪-‬اللساف ليس ىو الوحيد موضوع الدراسة كال يوجد لوحده بل النالـ ىو اؼبوجود احمل ّدد‪.‬‬

‫‪-‬اللساف عند دم سوسَت ـبزف للعالمات اليت قًتابط بعضها ببعض من خالؿ عالقات جدكلية‬
‫كبوية كأفقية‪.‬‬

‫~ ‪~ 66‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫خصائص اللسان البشري‪ :‬الخطية والتقطيع المزدوج‪:‬‬

‫‪-1‬اللسان البشري‪:‬‬

‫يهم اللسانيات ليس صفاقو الذاقية‪ ،‬بل صفاقو اؼبوضوعية‬


‫ىو موضوع الدراسة اللسانية‪ ،‬كالذم ّ‬
‫اليت قرقبط دبوضوع أحباثها‪ ،‬أك ما ندعوه اؼبظاىر اللسانية‪.‬‬

‫كيعرفو آندرم مارقيٍت ‪« :،André martinet‬إف اللساف ىو أداة قبليغ وبصل على مقياسها‬
‫ربليل ما ىبربه اإلنساف على خالؼ بُت صباعة كأخرل كينتهي ىذا التحليل إذل كحدات ذات مضموف‬
‫معنوم كصوت ملفوظ كىي العناصر الدالة على معٌت (مونيم) (‪ )...‬كيتقاع ىذا الصوت اؼبلفوظ إذل‬
‫كحدات فبيزة كمتعاقبة‪ ،‬ىي العناصر الصوقية (الوظيفية) أك الفونيم‪ ،‬كينوف عددىا ؿبصورا يف كل لساف‬
‫كزبتلف ىي أيضا من حيث ما ىيتها كالنس القائمة بينهما باختالؼ األلسنة» (‪.)1‬‬

‫كهبمع دم سوسَت البشرم اؼبختلفة يف مصالح (اللسانيات)‪ ،‬كيعٍت هبا أشناؿ التعبَت اؼبختلفة‬
‫بُت الشعوب‪ ،‬كيبنن اآلف أف نصور عملية الداللة على الاريقة السوسَتية على النحو اآلٌب(‪:)2‬‬

‫‪-‬ىناؾ مفهوـ يريد اإلنساف اغبديث عنو‪ ،‬كنسميو اؼبرجع أك اؼبدلوؿ عليو‪ ،‬فيبحث عنو يف ذىنو‪.‬‬

‫‪-‬يف التصور الذىٍت يوجد مفهوـ ينابق على ذلك اؼبرجع كقد قعلمو يف ؾبتمعو كنسميو اؼبدلوؿ‪.‬‬

‫يتفوه‬
‫‪-‬يربط اؼبدلوؿ بالصورة الصوقية اليت قناسبو‪ ،‬كىنا ينوف قد أكمل العملية كاستااع أف ّ‬
‫باألصوات احملسوسة‪ ،‬اليت قشنل اؼبظهر اػبارجي احملسوس للدليل اللغوم الذم قسميو النلمة يف‬
‫التعبَت اؼبتداكؿ على ألسنة العامة من الناس‪.‬‬

‫‪-2‬خصائص اللسان البشري‪:‬‬

‫يتميز اللساف البشرم دبجموعة من اػبصائص ذبعلو مقتصرا على اإلنساف دكف غَته‪ ،‬كمن أىم‬
‫ىذه اػبصائص‪:‬‬

‫(‪ _ )1‬عبد الرضبن اغباج صاحل‪ ،‬حبوث كدراسات يف علوـ اللساف‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫(‪ _ )2‬خولة طال اإلبراىيمي‪ ،‬مبادئ يف اللسانيات‪ ،‬دط‪ ،‬دار القصبة للنشر‪ ،‬اعبزائر‪2777 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫~ ‪~ 67‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪L’arbitraire du signe‬‬ ‫‪-1-‬اعتباطية الدليل اللغوي‬

‫الدليل اللساين ىو التأليف بُت التصور الذىٍت كالصورة السمعية كمن أىم ما ىبتص بو‬
‫االعتباطية‪ ،‬أم العالقة اليت قربط الداؿ باؼبدلوؿ عالقة كضعية غَت طبيعية حتمية‪ ،‬فال يوجد يف سلسلة‬
‫األصوات اليت سبثل الداؿ ما يدؿ على اؼبدلوؿ عليو ‪،‬إمبا ًب ذلك بالتواطؤ كاالصاالح (‪.)1‬‬

‫كىذا اؼبثاؿ قري من االستعماؿ اليومي‪:‬‬

‫يف اؼبغرب يالق على السيارة بالعامية‪ :‬طوموبيل أك طونوبيل أك طونوبيال )‪(auto mobile‬‬
‫كمنهم من يسميها اللوطو (غرب اعبزائر)‪ ،‬كالعامة ققوؿ‪ :‬الااكسي )‪ (taxi‬كنقصد سيارة األجرة كبَتة‬
‫كانت أك صغَتة‪.‬‬

‫‪-2‬الخطية ‪la linéarité du signe‬‬

‫كمعناه أف اللساف يتسلل يف ظهوره بتسلسل الزمن‪ ،‬أم لو بعد كاحد يتحرؾ بو يف أثناء إحداثو‪،‬‬
‫كىو خط أفقي نسميو يف االصاالح مدرج النالـ(‪.)2‬‬

‫كيعترب دم سوسَت ّأكؿ من كضع قسمية (اػباية) كمفهومها أف اؼبتنلم ال يبننو أف يتلفظ‬
‫بصوقُت يف آف كاحد‪ ،‬يف النقاة الزمانية نفسها‪ ،‬كما ال يبننو قنرار األصوات نفسها عند الناق هبا‪،‬‬
‫أم أف األصوات قأخذ قسلسال زمنيا أثناء حصوؽبا يف الناق‪ ،‬ككأف ىذا التسلسل خاي ال قتنرر فيو‬
‫األصوات نفسها يف النقاة نفسها‪ ،‬كال وبصل صوقاف يف آف يف قلك النقاة‪ ،‬بل قأخذ قرقيبا دالليا‬
‫كظيفيا كقدرؾ ضركريا بواساة السماع(‪.)3‬‬

‫مثاؿ‪ :‬كلمة (كلم) قأخذ ىذا الًتقي لداللة معينة‪ ،‬كقرقيبا آخر (لنم) لداللة أخرل‪ ،‬ك(ملك)‬
‫لداللة ثالثة‪ ،‬فمع أهنا صبيعا مركبة من اغبركؼ نفسها‪ ،‬إال أهنا زبتلف يف معانيها الختالؼ نظاـ قأليفها‬
‫كحدكثها يف الزمن‪ ،‬كما أنو ال يبنن أداء الناؼ كالالـ مثال يف كقت كاحد (‪.)4‬‬

‫(‪ _ )1‬خولة طال اإلبراىيمي‪ ،‬مبادئ يف اللسانيات‪ ،‬ص ‪.22‬‬


‫(‪ _ )2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫(‪ _ )3‬خليفة بوجادم‪ ،‬اللسانيات النظرية‪ :‬دركس كقابيقات‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫(‪ _ )4‬اؼبرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫~ ‪~ 68‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫خالصة ذلك أف اػباية ىي التسلسل الزمٍت اآلين الذم قأخذه أصوات اللغة أثناء الناق هبا‪،‬‬
‫كإمبا قعرب اللغة هبذه اػباية‪ ،‬ككذلك قبلغ مقاصدىا‪ ،‬كأخذت ىذه اػباية الزمانية للغة شنال آخر ؽبذا‬
‫التسلسل كىو اػبط اؼبناين العتمادىا على النتابة (العربية كالفارسية مثال‪ :‬من اليمُت إذل اليسار‬
‫كالالقينية العنس‪ ،‬كعموديا الصينية كاليابانية‪.)1( )...‬‬

‫كىنذا قأخذ اللغة شنال خايا زمانيا يف األصل‪ ،‬عنس أدكات قعبَتية أخرل كبو‪ :‬اػبط‪،‬‬
‫قعرب منانيا عن داللتها‬
‫الرسم‪ ،‬النحت‪ ،‬رسوـ اعبغرافيا‪ ،‬اإلشارات البحرية‪ ،‬كإشارات اؼبركر‪ ،‬كىي صبيعا ّ‬
‫كيبنن أف قتضافر صور قعبَتىا يف زمن كاحد(‪. )2‬‬

‫‪-3‬التقطيع الثنائي (المزدوج) للغة‪la double articulation :‬‬

‫كىو من اؼببادئ اليت قبٌت عليها أفنار آندرم مارقيٍت ‪ ،André martinet‬كىو اؼبيزة اليت قباين‬
‫األنظمة اللسانية البشرية عن التنظيمات االقصالية األخرل كلغة اغبيواف كالابيعة كاإلشارات(‪ ،)3‬كما أنو‬
‫ينص على أف ربليل الوحدات اللغوية يتم على مستوين‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪-1-3‬التقطيع األول‪la première articulation :‬‬

‫ىو ققايع معنوم حيث ققسم اؼبدلوالت إذل كحدات صغرل دالة‪ ،‬ككل صبلة يبنن ققسيمها إذل‬
‫كحدات صغَتة دالة قسمى النلمة )‪ (monèmes‬اؼبونيمات أك اللفاظم‪.‬‬

‫مثل‪ :‬أحضر الولد النتاب‪ :‬أحضر‪ /‬أؿ‪ /‬كلد‪ /‬أؿ‪ /‬كتاب‪.‬‬

‫وبتوم ىذا اؼبثاؿ على طبس (‪ )75‬مونيمات متتابعة كيسمى معٌت كل لفظة مدلوال كصيغتها‬
‫الصوقية داال‪ ،‬كيستحيل ربليل ىذه الوحدات إذل كحدات أصغر منها‪.‬‬

‫كيبنن استبداؽبا بوحدات أخرل ضمن قائمة مفتوحة مثل(‪:)1‬‬

‫(‪ _ )1‬خليفة بوجادم‪ ،‬اللسانيات النظرية‪ :‬دركس كقابيقات‪. 41،‬‬


‫(‪ _ )2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫(‪ _ )3‬شفيقة العلوم‪ ،‬ؿباضرات يف اؼبدارس اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬ط‪ ،1‬أحباث للًتصبة كالنشر‪ ،‬كالتوزيع‪2774 ،‬ـ‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص ‪19‬‬
‫كينظر‪ :‬نعماف بوقرة‪ ،‬ؿباضرات يف اؼبدارس اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫(‪ _ )4‬خليفة بوجادم‪ ،‬اللسانيات النظرية‪ ،‬دركس كقابيقات‪ ،‬ص ‪.42-41‬‬
‫~ ‪~ 69‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫من عاج وفضة‬ ‫قلمي‬

‫من عاج وفضة‬ ‫ساعتي‬

‫من عاج وفضة‬ ‫قرطي‬

‫(قلم‪ ،‬ساعة‪ ،‬قرط) كحدات معجمية‪ ،‬قنتمي إذل قائمة مفتوحة‪ ،‬أل ّف عدد كحداهتا متزايد كغَت‬
‫متناه‪.‬‬

‫كيبنن استبداؽبا ضمن قائمة مغلقة مثل(‪:)2‬‬

‫(‪ _ )1‬نعماف بوقرة‪ :‬ؿباضرات يف اؼبدارس اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬ص ‪.116‬‬


‫(‪ _ )2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫~ ‪~ 70‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫من عاج وفضة‬ ‫قلمي‬


‫من عاج وفضة‬ ‫قلمنا‬
‫من عاج وفضة‬ ‫قلمك‬

‫الوحدة (ي) وحدة نحوية تنتمي‬ ‫من عاج وفضة‬ ‫قلمك‬

‫إلى قائمة مغلقة ألن عدد‬ ‫من عاج وفضة‬ ‫قلمكما‬


‫وحداتها محدود‬ ‫من عاج وفضة‬ ‫قلمكما‬
‫من عاج وفضة‬ ‫قلمكم‬

‫من عاج وفضة‬ ‫قلمكن‬

‫من عاج وفضة‬ ‫قلمو‬

‫من عاج وفضة‬ ‫قلمو‬

‫من عاج وفضة‬ ‫قلمها‬

‫من عاج وفضة‬ ‫قلمهما‬


‫من عاج وفضة‬ ‫قلمهما‬
‫من عاج وفضة‬ ‫‪3‬قلمهم‬

‫من عاج وفضة‬ ‫قلمهن‬

‫~ ‪~ 71‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫(‪)1‬‬
‫‪-2-3‬التقطيع الثاني‪la deuxième articulation:‬‬

‫ققسم الوحدات الدالة السابقة (اللفاظم أك اؼبونيمات) إذل كحدات دنيا غَت دالة‪،‬‬
‫كيتم حُت ّ‬
‫كىي حركؼ اؼبباين يف العربية (حضر= ح‪+‬ض‪+‬ر) ألف أساسها بناء اؼبفردات كقسمى الفونيمات‬
‫(حضر=ح‪+‬ض‪+‬ر)‪ ،‬ألف أساسها بناء اؼبفردات كقسمى الفونيمات ‪ les phonèmes‬أم إذل أصغر‬
‫الوحدات الصوقية اجملردة من اؼبعٌت‪.‬‬

‫إف ؽبذا اؼببدأ قيمة لسانية‪ ،‬ذاؾ أنو يبنح اللغة القدرة على التعبَت عن الالمتناىي من األفنار‬
‫كاؼبعاين اجملردة بواساة ىذا احملصور من الفونيمات (أم األصوات اللغوية‪ /‬اغبركؼ)‪ ،‬كىذا ما يؤسس‬
‫مفهوـ االقتصاد اللغوم يف اللسانيات ‪.)2( l’économie linguistique‬‬

‫إف ازدكاجية الناق أك التقايع ىي خاصية من خصائص النالـ اإلنساين كحده ككل األنظمة‬
‫األخرل من العالمات (مثل عالمات اػبرائط‪ ،‬اػبط اؽبَتكغليفي‪ ،‬صيحات اغبيوانات‪ ،‬رقصات النحل‬
‫كالرموز على اختالؼ أنواعها) ال قستعمل إالّ النوع األكؿ من الناق أك التقايع‪ ،‬أم أف رسائلها قد‬
‫قفنك إذل كحدات دالة‪ ،‬ال إذل كحدات غَت دالة‪ٍ ،‬ب ناىيك من االقتصاد النبَت الذم يوفره التقايعاف‬
‫معا يف ؾباؿ االقصاؿ بُت الناس كيبذؿ أدىن جهد فبنن (‪.)3‬‬

‫(‪ _ )1‬خليفة بوجادم‪ ،‬اللسانيات النظرية‪ :‬دركس كقابيقات‪ ،‬ص ‪ ،42‬كينظر‪ :‬شفيقة العلوم‪ ،‬ؿباضرات يف اؼبدارس اللسانية اؼبعاصرة‪،‬‬
‫ص ‪.19‬‬
‫(‪ _ )2‬ميشاؿ زكرياء‪ ،‬األلسنية (علم اللغة اغبديث)‪ :‬قراءات سبهيدية‪ ،‬ط‪ ،2‬بَتكت‪ ،1983 ،‬ص ‪.257‬‬
‫(‪ _ )3‬زبَت دراقي‪ ،‬ؿباضرات يف اللسانيات التارىبية كالعامة‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫~ ‪~ 72‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫اللسانيات والتواصل اللغوي‪ :‬دور التخاطب‪:‬‬

‫‪-1‬تقديم‪:‬‬

‫قعترب اللغة كسيلة اقصاؿ كقفاىم زبدـ العملية االقصالية‪ ،‬كىذا للتعبَت عن اػبربات كاآلراء‬
‫كاؼبشاعر‪ ،‬ك قتجلى الوظيفة األساسية للغة يف االقصاؿ ‪ communication‬كمن ىنا كاف التواصل‬
‫عنصرا بالغ األنبية يف اغبياة اإلنسانية‪ ،‬فاغبياة ذاهتا قواصل مستمر‪ ،‬كالتواصل ىو‪« :‬فعل حضارم‬
‫ضركرم لدل الشعوب كاجملتمعات) (‪.)1‬‬

‫قوفر متخاطبُت اثنُت ؽبما نية التعبَت عن شيء ما‪،‬‬ ‫كحىت يصبح التواصل اللفظي فبننا كج‬
‫كالتأثَت كل على صاحبو حيث يرسل اؼبتنلم إذل اؼبخاط إشارات ـبتلفة األنواع‪:‬‬

‫‪-‬ذات طبيعة غَت لغوية عن طريق الوضعيات‪ ،‬النظرات‪ ،‬اغبركات‪...‬‬

‫‪-‬ذات طبيعة شبو لغوية عن طريق نربة‪ ،‬قنغيم‪ ،‬قدفق‪ ،‬سنتات‪.‬‬

‫‪-2‬مفهوم التواصل وأىميتو‪:‬‬

‫قتعدد قعاريف كمفاىيم التواصل كدالالقو كمعانيو قبعا للحقوؿ اؼبعرفية اليت قتجاذبو‪ ،‬كما يعًتيو‬
‫غناه اؼبعجمي‪ ،‬فيتقاطع يف الداللة مع ؾبموعة من‬ ‫بعض الغموض على اؼبستول اللغوم بسب‬
‫اؼبصالحات‪ :‬مثل‪ :‬الًتابط‪ ،‬االلتئاـ‪ ،‬اعبمع‪ ،‬اإلبالغ‪ ،‬اإلخبار‪ ،‬التخاط ‪ ،‬التحاكر‪ ،‬كاإلقًتاف‪...‬اخل‪.‬‬

‫كقبد يف اللغة العربية اإلشارة إذل ىذا اؼبفهوـ دبصالحُت نبا اؼبصدراف‪( :‬التواصل) على كزف‬
‫اع َل‪ ،‬كاالقصاؿ على كزف افتعاؿ‪ ،‬من الفعل اقّصل على‬
‫اص َل) على صيغة قَػ َف َ‬
‫(قَػ َفاعُل) من الفعل (قَػ َو َ‬
‫صيغة افْػتَػ َعل(‪.)2‬‬

‫كقد اشتهرت الصيغة األكذل يف أربعة معاف من بينها‪ :‬التشريك بُت اثنُت فأكثر‪ ،‬فينوف منهما‬

‫(‪ _ )1‬أضبد بن ؿبمد أضبد اغبمالكم‪ ،‬شذا العرؼ يف فن الصرؼ‪ ،‬قعليق‪ :‬ؿبمد بن عبد اؼبعاي دار النياف‪ ،‬الرياض‪ ،‬دت‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫(‪ _ )2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫~ ‪~ 73‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫فاعال يف اللفظ مفعوال يف اؼبعٌت‪ ،‬كمن أمثلتو اليت يتحقق خالؽبا‪ :‬التواصل‪ ،‬كالتعاكف‪ ،‬كالتشاكر‪ ،‬كمن‬
‫اؼبعاين األخرل‪ :‬التظاىر بالفعل دكف حقيقتو كتناكـ كقغافل (‪.)1‬‬

‫كاشتهرت الصيغة الثانية يف ستة معاف من بينها‪:‬‬

‫‪-‬االزباذ‪ ،‬االجتهاد‪....‬كالتواصل يف معناه يشَت إذل كل أنواع النقل اؼبتبادؿ للمعلومات‪ ،‬يف ما‬
‫بُت النائنات اغبية‪ ،‬كيف معناه الضيق اللساين ىو التفاىم الذم وبصل بُت البشر عن طريق الوسائل‬
‫اللغوية كغَت اللغوية‪ ،‬كحركات أعضاء اعبسم‪ ،‬كاإليباءات كنغمات الصوت‪ ،‬كىذا قواصل غَت لغوم(‪.)2‬‬

‫‪-3‬التواصل اللغوي عند دي سوسير‪:‬‬

‫اىتم اللّسانيوف احملدثوف بأشناؿ التواصل اللغوم على غرار فرديناف دم سوسَت يف كتابو‬
‫(ؿباضرات يف اللسانيات العامة) سنة ‪1916‬ـ‪ ،‬عندما ربدث عن كيفية حدكث اللساين‪ ،‬كرأل أف‬
‫اللغة نسق من العالمات كاإلشارات غرضها التواصل كربتاج العملية التواصلية التبليغية إذل باث كمتلقى‬
‫كقناة لتبليغ أك نقل اؼبرسلة اللغوية يف عملية عقلية‪ ،‬كما عرب عنها أثناء ارباد الداؿ باؼبدلوؿ‪ ،‬أك عند‬
‫ققاطع الصورة السمعية مع التصور أك اؼبفهوـ الذىٍت‪ ،‬كنزعة دم سوسَت اجتماعية ققوـ على كجود باث‬
‫كمتلقي لتحقيق ىذه العملية التبليغية (‪.)3‬‬

‫إف عملية التواصل اإلنساين قتم عرب ثالث مراحل(‪:)4‬‬

‫أ‪-‬مرحلة قنوين الرسالة يف الذىن كإطالقها أصوات بوظائف فيزيولوجية ىبتص هبا اؼبتنلم‪.‬‬

‫ب‪-‬قتجسد يف العملية الفيزيائية اليت قنتقل فيها األمواج الصوقية عرب اؽبواء إذل أف قدؽ طبلة‬
‫األذف عند اؼبستمع ٍب قنتقل إذل دماغو‪.‬‬

‫(‪ _ )1‬أضبد بن ؿبمد اغبمالكم‪ ،‬شذا العرؼ يف فن الصرؼ‪ ،‬ص ‪.81‬‬


‫(‪ _ )2‬فاطمة الزىراء صادؽ‪ ،‬التواصل اللغوم ككظائف عملية االقصاؿ يف ضوء اللسانيات اغبديثة‪ ،‬ؾبلة األثر‪ ،‬جامعة سيدم بلعباس‪،‬‬
‫اعبزائر‪ ،‬العدد ‪ ،28‬جواف ‪ ،2717‬ص ‪.52‬‬
‫(‪ _ )3‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص ‪ ،53‬كينظر‪ :‬خليفة بوجادم‪ ،‬اللسانيات النظرية‪ :‬دركس كقابيقات‪ ،‬ص ‪ .43‬كينظر‪ :‬ؿبمد الركيك‪ ،‬نظرية‬
‫التواصل يف ضوء اللسانيات اغبديثة‪ ،‬ؾبلة التواصل كاللسانيات‪ ،‬ص ‪.67-65‬‬
‫(‪ _ )4‬فاطمة الزىراء صادؽ‪ ،‬التواصل اللغوم ككظائف عملية االقصاؿ يف ضوء اللسانيات اغبديثة‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫~ ‪~ 74‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫ج‪-‬يقوـ فيها السامع حبل رموز قلك الرسالة الصوقية‪ ،‬كالتوصل إذل قركيبها الصوٌب كالصريف‬
‫كالنحوم‪ ،‬كيستخلص منها اؼبعٌت الذم يقصده اؼبتنلم يف ذىنو‪.‬‬

‫كقصح عملية التواصل ع ّدة عوامل(‪:)1‬‬

‫أ‪-‬النفسية‪ :‬قتعلق بنفسية اؼبتنلم كاغبافز الذم يدفعو إذل قبليغ الرسالة أك اؼبرسلة اللغوية‪.‬‬

‫ب‪-‬فيزيولوجية‪ :‬قنمن يف نقل اؼبتنلم اؼبرسلة النامنة يف ذىنو من العمليات اجملردة إذل‬
‫العمليات الفيزيولوجية بواساة أعضاء الناق‪.‬‬

‫ج‪-‬فيزيائية‪ :‬قتمثل يف ّ‬
‫قسرب اؼبوجات الصوقية عرب اؽبواء إذل أذف السامع‪.‬‬

‫‪-4‬عناصر التواصل عند رومان جاكبسون‪Roman Jakobson :‬‬

‫يرل جاكسوف أف اللغة كسيلة للتواصل اإلنساين الذم ال يتحقق إالّ بتوفر العناصر اآلقية(‪:)2‬‬

‫‪-‬اؼبرسل‪-‬اؼبتلقي‪-‬إقامة االقصاؿ بُت اؼبرسل كاؼبتلقي‪ ،‬لغة مشًتكة يتنلمها اؼبرسل كاؼبتلقي معا‪،‬‬
‫رسالة لغوية‪ ،‬ؿبتول لغوم قرمز إليو الرسالة كالعناصر الالزمة لتحقيق عملية التواصل‪:‬‬

‫متلقي‬ ‫سياق رسالة اتصال‬ ‫مرسل‬


‫الشفرة (السنن)‬

‫قصنف العملية التواصلية إذل ؾبموعة من العناصر أك العوامل اؼبرقباة فيما بينها(‪:)3‬‬

‫‪/1‬المرسل‪ :‬وبتل دكرا أساسيا ضمن عملية التواصل‪ ،‬فيبعث برسائل أك ؾبموعة معلومات ربمل‬
‫دالالت أك معاين هبدؼ إحداث أثر لدل اؼبرسل إليو‪ ،‬كيبنن أف ينوف اؼبرسل فردا أك أكثر أك جهازا‬
‫إلنًتكنيا يقوـ بوظيفة اإلرساؿ‪ ،‬كمراعيا العوامل اؼبتعلقة باؼبرسل إليو كمستواه الثقايف كاؼبعريف كاعبان‬

‫(‪ _ )1‬فاطمة الزىراء صادؽ‪ ،‬التواصل اللغوم ككظائف عملية االقصاؿ يف ضوء اللسانيات اغبديثة‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫(‪ _ )2‬نعماف بوقرة‪ ،‬ؿباضرات يف اؼبدارس اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬ص ‪.117-179‬‬
‫(‪ _ )3‬كزارة التعليم العارل كالبحث العلمي‪ ،‬اللغة العربية كآداهبا‪ ،‬اإلرساؿ األكؿ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪ .23-21‬كينظر‪ :‬أضبد حساين‪ ،‬دراسات‬
‫يف اللسانيات التابيقية‪ :‬حقل قعليمية اللغات‪ ،‬ديواف اؼبابوعات اعبامعية‪ ،‬اعبزائر‪2779 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫~ ‪~ 75‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫النفسي كاالجتماعي كاالقتصادم‪.‬‬

‫‪/2‬المرسل إليو أو المتلقي أو المستقبل‪ :‬ىو من يتلقى الرسالة كيتفاعل معها كيتأثر هبا‪ ،‬كىو‬
‫اؽبدؼ اؼبقصود يف عملية التواصل‪ ،‬كشأنو يف ذلك شأف اؼبرسل فقد ينوف فردا أك أكثر أك جهازا‬
‫إلنًتكنيا خاصا لالستقباؿ‪ ،‬كيبنن لو االستجابة أك الرفض ؼبا يرسل لو كيشًتط يف اؼبرسل إليو امتالؾ‬
‫القدرة على فك رموز اؼبعلومات اؼبشفرة‪.‬‬

‫كعليو فإف العنصرين السابقُت من العناصر األساس يف الفعل التواصلي‪ ،‬كبدكهنما ينوف من‬
‫معرفة ما هبرم داخل عقوؿ اآلخرين كيتحمالف معا كعلى قدر متساك قباح أك فشل العملية‬ ‫الصع‬
‫التواصلية‪.‬‬

‫‪/3‬الرسالة‪ :‬سبثل ؿبتول اإلرساؿ كاؼبعٌت أك الفنرة أك احملتول الذم ينقلو اؼبصدر إذل اؼبرسل إليو‪،‬‬
‫كقتضمن اؼبعاين كاألفنار كاآلراء اليت قتعلق دبوضوعات معينة كقنقلها إذل اؼبتلقي كفق القواعد كالقوانُت‬
‫اؼبتفق عليها‪ ،‬كما أهنا ذبسد أفنار اؼبرسل يف صور ظبعية يف اػبااب الشفوم‪ ،‬أك عالمات خاية يف‬
‫اػبااب اؼبنتوب أك إشارات كحركات عديدة إذا كانت الرسالة غَت لفظية‪ ،‬كيشًتط يف اؼبعلومات‬
‫اؼبرسلة أف قنوف مشًتكة بُت اؼبرسل كاؼبرسل إليو‪.‬‬

‫‪/4‬المرجع‪ :‬يبثل اؼبوضوع الذم قتمحور حولو الرسالة أم ما يتحدث عنو طرفا التوصيل‪.‬‬

‫‪/5‬الوسيلة أو قناة التواصل‪ :‬كىي األداة اليت من خالؽبا يتم نقل الرسالة من اؼبرسل إذل‬
‫اؼبستقبل‪ ،‬كزبتلف الوسيلة باختالؼ مستويات التواصل كالوسائل اؼبستعملة من قبل اؼبرسل كاؼبرسل إليو‪،‬‬
‫فالضوء مثال يبثل قناة التواصل البصرم‪ ،‬كاؽبواء يبثل قناة التواصل الشفوم كالنهرباء كالنيمياء فهما‬
‫قنوات للتواصل اآلرل ‪،‬كيف التواصل اعبماىَتم قنوف الصحيفة أك اجمللة أك اإلذاعة أك التلفزيوف‪ ،‬فنل‬
‫عملية قواصلية قناة مالئمة كؿبددة‪ ،‬كقد قتعرض القناة لبعض اؼبعيقات كالتشوىات نتيجة اػبلل الذم‬
‫قد يصيبها مثل النتابة غَت الواضحة كالظركؼ اؼبناخية غَت اؼبناسبة كاألصوات اػبارجية اليت ال يبنن‬
‫ألطراؼ التواصل السيارة عليها‪.‬‬

‫‪ /6‬السنن‪ :‬ىو ؾبموعة من العالمات كالقواعد اؼبؤلفة من ىذه العالمات اليت يبنن من خالؽبا‬

‫~ ‪~ 76‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫للمرسل قنوين رسالتو‪ ،‬كيعمل اؼبرسل إليو على التعرؼ على نسق العالمات‪ ،‬كيبنن للتواصل بُت‬
‫اؼبتخاطبُت أف ينحصر بسب التفاكت يف مستول اللغة كالثقافة‪.‬‬

‫إف عناصر التواصل ىذه ياابق كل عنصر منها كظيفة لسانية كالفضل يرجع إذل ركماف جاكبسوف‬
‫يف ربديد كظائف اللغة الست خالؿ كل فعل قواصلي‪.‬‬

‫‪-5‬الدورة التخاطبية(‪:)1‬‬

‫اللساف ظاىرة اجتماعية ىبتص هبا األفراد كالشعوب كاجملتمعات‪ ،‬لذا كاف التبليغ من أىم كظائف‬
‫كالتواصل كققتضي عملية التبليغ كجود‬ ‫اللساف؛ أم نقل األخبار كاؼبعلومات يف إطار التخاط‬
‫شخصُت يتبادالف اػبااب أك اؼبراسلة‪ ،‬كىذا يعرؼ يف اللسانيات بدكرة التخاط ‪.‬‬

‫كال قتم ىذه العملية إالّ إذا قوافرت صبيع عناصر اػبااب كىي‪:‬‬

‫‪/1‬المرسل‪ :‬ىو اؼبتنلم أك صاح الرسالة‪ ،‬أك الشخص الذم يريد قبليغ خرب ما أك فنرة معينة‬
‫إذل اؼبستمع بغرض إفادقو‪.‬‬

‫‪/2‬المرسل إليو‪ :‬ىو السامع أك اؼبتلقي أك اؼبخاط كىو الذم يوجو إليو اػبااب شفهيا كاف أـ‬
‫كتابيا‪.‬‬

‫‪/3‬جهاز اإلرسال‪ :‬كىو عند اإلنساف اعبهاز الصوٌب ؿبدث األصوات كىو الوسيلة اؼبستعملة يف‬
‫إرساؿ اػبااب إذل اؼبرسل إليو‪.‬‬

‫‪/4‬جهاز االلتقاط‪ :‬كىو عند اإلنساف اعبهاز السمعي األذف‪ ،‬كىو أداة التقاط اػبرب أك الفنرة أك‬
‫اؼبعلومة‪.‬‬

‫‪/5‬القناة‪ :‬كىي األداة اليت ينتقل عربىا اػبااب أك النالـ من اؼبرسل إذل اؼبرسل إليو‪ ،‬كىي يف‬
‫حاؿ اؼبخاطبة باؼبشافهة اؽبواء كيف حاالت أخرل كل مادة موصلة لألصوات‪.‬‬

‫(‪ _ )1‬خولة طال اإلبراىيمي‪ ،‬مبادئ يف اللسانيات ص ‪ 28-27‬كينظر‪ :‬كزارة التعليم العارل كالبحث العلمي‪ ،‬اللغة العربية كآداهبا‪،‬‬
‫اإلرساؿ األكؿ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.24-21‬‬
‫~ ‪~ 77‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫ِ‬
‫اؼبخاط كاؼبخاطَ ‪ ،‬كىو‬ ‫‪/6‬الخطاب‪ :‬ىو النالـ (أك ما ينوب عنو) الذم يتلفظ بو كل من‬
‫ؿبتول النالـ أك مضموف الرسالة اليت يريد اؼبتنلم قبليغها للمرسل إليو‪.‬‬

‫كالقواعد اؼبتفق عليها بُت أفراد اعبماعة اللغوية‬ ‫‪/7‬الوضع‪ :‬ىو ؾبموع النلمات كالًتاكي‬
‫الواحدة (اللغة اؼبشًتكة)‪.‬‬

‫كقتم عملية التواصل باحًتاـ الوضع‪ ،‬فعند صياغة النالـ يقوـ اؼبرسل أك اؼبتنلم بعملية خاصة‬
‫النالـ يف ذىنو (األفنار كاؼبعاين اؼبراد قبليغها) كفق‬ ‫قسمى اإلستيضاع كخالؽبا يقوـ اؼبتنلم بًتكي‬
‫الوضع اؼبتعارؼ عليو يف ؾبتمعو‪.‬‬

‫كعندما يصل النالـ إذل اؼبرسل إليو يقوـ بعملية عنسية قسمى بالتوضيع كيتم خالؽبا ربويل‬
‫األلفاظ كاألصوات اؼبرسلة إليو إذل معاف قستايع فهمها كيتم خالؽبا ربويل األلفاظ كاألصوات اؼبرسلة‬
‫إليو إذل معاف قستايع فهمها كال قتم ىذه العملية إال بالرجوع دائما إذل الوضع الذم استعملو اؼبتنلم‬
‫أك اؼبرسل‪.‬‬

‫كاؼبخاط اآلٌب يوضح العناصر األساسية لدكرة التخاط ‪:‬‬


‫المرسل‬ ‫جهاز اإللتقاط‬ ‫جهاز اإلرسال‬ ‫المرسل‬
‫إليو‬
‫ال يتم إالب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫الوضع‬

‫منتهى اإلرسال في‬ ‫مصدر اإلرسال في‬


‫التخاطب اللغوي ىو‬ ‫التخاطب اللغوي ىو‬
‫المخاطب‬ ‫المخاطب‬

‫عملية التوضيع‬ ‫عملية اإلستيضاع‬

‫تحويل األلفاظ إلى معاني باالعتماد‬ ‫~ ‪~ 78‬‬ ‫تحويل المعاني إلى ألفاظ باالعتماد‬
‫على الوضع‬ ‫على الوضع‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪-6‬معوقات التخاطب(‪:)1‬‬

‫كذبعلو صعابا كقسمى ىذه العوارض التشويش‬ ‫ىناؾ عوارض كطوارئ قعيق عملية التخاط‬
‫كمنها‪:‬‬

‫‪/1‬عندما قنوف القناة غَت صاغبة لتوصيل اػبااب‪.‬‬


‫ِ‬
‫باؼبخاط أك حالة نفسية ال قسمح لو باؼبخاطبة‪ ،‬أك النوـ‪.‬‬ ‫‪/2‬مرض أدل‬

‫‪/3‬عجز اؼبخاط على قلقي اػبااب كحالة الغض الشديد‪.‬‬

‫‪/4‬التخاط غَت فبنن إذا دل يعرض أحد اؼبتخاطبُت لغة اآلخر‪.‬‬

‫‪/5‬معوقات يف جهاز االستقباؿ عند اؼبرسل إليو كأف قصاب أذف اؼبستمع إليو خبلل يبنعها من‬
‫التقاط الصوت‪.‬‬

‫‪/6‬اؼبعوقات يف الوضع (اللغة)‪ :‬حُت ال يتفق الارفاف على لغة خااب كاحدة للتفاىم‪ ،‬فبا ال‬
‫وبقق التواصل اؼبرجو‪ ،‬فيتم اللجوء إذل الًتصبة‪ ،‬كأحيانا قسقط بعض النلمات أك اعبمل من خااب‬
‫اؼبرسل‪ ،‬فيؤدم إذل عدـ الفهم رغم أهنما يتنلماف لغة كاحدة‪.‬‬

‫‪-7‬معالجة معوقات الدور التخاطبية(‪:)2‬‬

‫يف حالة استحالة التخاط أك صعوبتو ىناؾ ؾبموعة من اغبلوؿ‪:‬‬

‫‪/1‬معاعبة اؼبرض أك الداء النفسي كاعبسدم‪.‬‬

‫‪/2‬اللجوء إذل مًتجم‪.‬‬

‫اؼبقاـ‪ ،‬كقتمثل يف التوكيد كالزيادة‬ ‫‪/2‬استعماؿ الوسائل اللغوية (القرائن اؼبقالية) اليت قناس‬
‫كالتنرار باستعماؿ اؼبرادؼ من النلمات‪ ،‬كاستعماؿ اإلشارات كاغبركات اؼبصاحبة للنالـ اليت قفتح‬

‫(‪ _ )1‬خولة طال اإلبراىيمي‪ ،‬مبادئ يف اللسانيات ص ‪ .29‬كينظر‪ :‬كزارة التعليم العارل كالبحث العلمي اللغة العربية كآداهبا‪ ،‬اإلرساؿ‬
‫األكؿ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.24‬‬
‫(‪ _ )2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص ‪ 37‬كينظر اللغة العربية كآداهبا‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.24‬‬
‫~ ‪~ 79‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫اؼبستغلقات من النالـ‪ ،‬كاستعماؿ القلم أك النتابة أك منرب الصوت‪.‬‬

‫دكرة التخاط اليت قنلمنا عنها ىي اليت قتم باؼبشافهة كجها لوجو كىناؾ من الدكرات ما ال يتم‬
‫هبذه الصفة فتنوف باؼبراسلة كتابة أك باؽباقف النقاؿ‪ ،‬أك رسالة نصية‪ ،‬أك التلفزة أك اؼبذياع‪ ،‬أك‬
‫اؼبعلوماقية‪....‬إذل غَت ذلك من كسائل االقصاؿ كالتواصل‪.‬‬

‫كىذه اغبالت فرع للحالة األكذل األصل كىي اؼبشافهة مباشرة ألهنا ىي الوظيفة الرئيسية للساف‬
‫أم التبليغ‪.‬‬

‫~ ‪~ 80‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫نظرية وظائف اللغة الستة‪:‬‬

‫من أىم ما جاء بو جاكبسوف "نظرية كظائف اللغة الستة‪ ،‬اليت استلهمها من نظرية االقصاؿ‬
‫‪ communicative theory‬اليت ظهرت ألكؿ مرة سنة ‪ ،1948‬كمفادىا أف عملية االقصاؿ قتال‬
‫ستة عناصر أساسية‪:‬‬

‫اؼبرسل كاؼبتلقي‪ ،‬كقناة االقصاؿ كالرسالة‪ ،‬كشفرة االقصاؿ كاؼبرجع(‪ ،)1‬كاستخلص أ ّف اللّغة ققوـ‬
‫بست كظائف ـبتلفة (‪:)2‬‬

‫‪-1‬الوظيفة التعبيرية االنفعالية‪:‬‬

‫قتعلق ىذه الوظيفة باؼبتنلم باعتباره الارؼ األكؿ (اؼبرسل) الذم يسعى إذل إيصاؿ اػبرب للارؼ‬
‫الثاين (اؼبرسل إليو)‪ ،‬كقد قتخذ الرسالة عدة صيغ‪ ،‬كيبنن التعبَت بأحاسيس متعددة كالفرح كالغض‬
‫كاالستياء كالتوسل كاالستعااؼ‪ ،‬كما قد قنوف على شنل آىات أك قعجبات‪ ،‬كقد قعرب عن سخط أك‬
‫غض كصمود أك استغراب كحَتة أك استخفاؼ كاستهزاء‪.‬‬

‫كقد ظبيت باالنفعالية ألهنا هتدؼ إذل قرصبة أحاسيس كانفعاالت نبوـ اؼبتنلم‪.‬‬

‫‪-2‬الوظيفة التأثيرية اإلنتباىية‪:‬‬

‫كىي اليت يريد فيها اؼبرسل التأثَت على اؼبتلقي‪ ،‬كاستشارقو للقياـ بردكد أفعاؿ معينة‪ ،‬ككذلك من‬
‫خالؿ التأثَت على مواقف أك سلوكات أك أفنار اؼبرسل إليو‪ ،‬كأف يستعمل اؼبدرس لغة الًتغي‬
‫كالًتىي كالًتشيد من أجل قغيَت سلوؾ اؼبتعلم كجعلو ينتبو ؼبا يبلغ لو اؼبرسل من مرسلة كالمية ‪.‬‬

‫‪-3‬الوظيفة االتصالية‪:‬‬

‫قعنس الظركؼ اليت يتم فيها اػبااب‪ ،‬كلفت انتباه السامع للتأكد من أ ّف اػبااب يصل إليو يف‬

‫(‪ _ )1‬أضبد مومن‪ ،‬اللسانيات‪ :‬النشأة كالتاور‪ ،‬ص ‪.148‬‬


‫(‪ _ )2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص ‪ ، 149 ،148‬كينظر‪ :‬فاطمة الزىراء صادؽ‪ ،‬التواصل اللغوم ككظائف عملية االقصاؿ يف ضوء اللسانيات‬
‫اغبديثة‪ ،‬ص ‪ ،67-56‬كينظر‪ :‬ؿبمد الركيك نظرية التواصل يف ضوء اللسانيات اغبديثة‪ ،‬ص ‪ 72 ،68‬كينظر خولة طال اإلبراىيمي‪،‬‬
‫مبادئ يف اللسانيات ‪ 31 ،37‬كينظر‪ :‬نعماف بوقرة‪ ،‬ؿباضرات يف اؼبدارس اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬ص ‪.111-117‬‬
‫~ ‪~ 81‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫أحسن الظركؼ‪ ،‬كمبثل ؽبذه األدكات بأدكات التنبيو كافتتاح النالـ كاختتامو‪ ،‬كبعض العبارات اليت‬
‫يستعملها كل من اؼبتنلم كالسامع لربط الصلة كاالقصاؿ‪.‬‬

‫كهتدؼ الوظيفة االقصالية إذل قثبيت التواصل كهتديده كقأمُت استمراره بُت اؼبرسل كاؼبرسل إليو‪،‬‬
‫كقبياف مدل قدرة اؼبرسل إليو على استيعاب مرسلة اؼبرسل‪.‬‬

‫كيرل جاكبسوف أف كظيفة االقصاؿ ىي أكؿ كظيفة ينتسبها األطفاؿ من العادل اػبارجي‪.‬‬

‫كىي كظيفة إفهامية كأف يستعمل اؼبدرس أك اؼبرسل خاابا شبو لغوم أك لغوم أك حركي من‬
‫التعبَتية اآلقية ‪(:‬أرجوكم أف قنتبهوا إذل‬ ‫أجل التواصل مع اآلخر‪ ،‬كىذا باستعماؿ بعض الًتاكي‬
‫الدرس) (انظركا ىل فهمتم؟) كعلى اؼبرسل أف يتقيد بتقنيات أثناء الًتكي كالصياغة‪:‬‬

‫‪-‬اختيار األلفاظ اؼبتداكلة‪- ،‬ذبن التعقيد‪ -‬ذبن االستاراد اؼبستنره‪.‬‬

‫‪-‬ذبن الرجع اؼبخل باؼبعٌت‪.‬‬

‫كقتجلى كظيفة التنبيو يف كل أشناؿ اإليصاؿ‪ :‬الشعائر‪ ،‬االحتفاالت الرظبية‪ ،‬النالـ‪،‬‬


‫اػباابات‪...‬اخل‪.‬‬

‫‪-4‬الوظيفة الشعرية‪:‬‬

‫كىنا يرقنز االىتماـ على اػبااب يف جانبو اعبمارل كالفٍت باستعماؿ احملسنات البديعية مثال‬
‫كالتصوير الفٍت‪ ،‬كقرقبط ىذه الوظيفة بالرسالة باعتبارىا حاملة للمعٌت‪ ،‬كقوظف الوظيفة الشعرية يف‬
‫اإلشهار كاػباابات السياسية (إشهار كوكا‪....‬اغبملة االنتخابية‪ ،‬الربامج السياسية‪،‬‬
‫االستقااب‪...‬كالتعبئة السياسية)‪.‬‬

‫‪-5‬الوظيفة المرجعية‪:‬‬

‫كىنا يتم الًتكيز على اؼبوضوع الذم يتضمنو اػبااب‪ ،‬كمثاؽبا أف يلجأ اؼبدرس ىنا إذل الواقع أك‬
‫اؼبرجع لينقل للتلميذ معلومات أك أخبار ربيل على الواقع معتمدا التربير األساسي لعملية التواصل‪،‬‬
‫كاؽبدؼ ىو اإلشارة إذل ؿبتول معُت رغبة يف إيصالو إذل اآلخرين كقبادؿ اآلراء معهم حولو‪.‬‬

‫~ ‪~ 82‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫كىذه الوظيفة ال قوجد إال يف إطار عالقتها دبرجع معُت أم الواقع الذم يتناكؿ اغبديث أك‬
‫اؼبرسلة بغض النظر عن االنفعاالت الشخصية الناصبة عن الباث‪ ،‬كنلقى ىذه الوظيفة يف الركايات‬
‫الواقعية كاؼبقاالت السياسية كاالجتماعية‪...‬اخل‪.‬‬

‫‪-5‬الوظيفية التحقيقية‪:‬‬

‫قظهر ىذه الوظيفة مدل كعي اؼبتنلم بالوضع الذم يستعملو للتخاط اليومي‪ ،‬كالتأكد من أف‬
‫النلمات كالعبارات مفهومة لدل السامع كأهنا صحيحة كىذا دكف اللجوء إذل الشرح كالًتصبة‪.‬‬

‫كيركز اؼبدرس يف ىذه الوظيفة على شرح اؼبصالحات كاؼبفاىيم الصعبة كشرح قواعد اللغة‬
‫كالنلمات الغامضة اؼبوجودة يف النص‪.‬‬

‫لقد كاف لنظرية كظائف اللغة الستة قأثَت عميق على علماء اللسانيات كبعض الفركع العلمية‬
‫األخرل‪ ،‬ألهنا أقيمت على مبادئ علمية دقيقة لوصف كافة استعماالت اللغة كضباها كشرحها باريقة‬
‫موضوعية كال ننسى أف أكذل كظائف اللغة كىي الوظيفة التواصلية كىي أساس العملية التواصلية‪.‬‬

‫~ ‪~ 83‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫مستويات التحليل اللساني ‪:-1-‬‬

‫‪-1‬المقدمة‪:‬‬

‫قندرج اللغة يف أربعة مستويات سواء أكاف اؼبنهج كصفيا أك قارىبيا‪ ،‬كإف كانت اغبدكد بُت ىذه‬
‫اؼبستويات غَت كاضحة سباما‪ ،‬كقنظر اللسانيات إذل اللغة على أهنا ؾبموعة من األنظمة قتنامل فيما‬
‫بينها‪ ،‬كال يبنن أف نفصل نظاما عن آخر أثناء التأدية الفعلية للنالـ‪ ،‬لنن ىذا ال يبنع من دراسة كل‬
‫نظاـ على حدة‪ ،‬كبناء على ىذا فسنعرض ألىم مستويات التحليل اللساين كىي‪:‬‬

‫‪-1‬اؼبستول الصوٌب‪.‬‬

‫‪-2‬اؼبستول الصريف‪.‬‬

‫‪-3‬اؼبستول الًتكييب "النحوم"‪.‬‬

‫‪-4‬اؼبستول الدالرل‪.‬‬

‫‪-2‬مستويات التحليل اللساني‪:‬‬

‫‪phonology‬‬ ‫أوال‪ :‬المستوى الصوتي‪:‬‬

‫إف اىتماـ البحث هبذا اؼبصالح يعود إذل اعتبارين(‪:)1‬‬

‫أ‪-‬إعااء التصور اللساين للصوت فهو اؼبادة اػباـ للنالـ أك للخااب مع الًتكيز على خصائصو‬
‫الفيزيائية كالناقية‪ ،‬فاألكذل ذبعلو مدركا حباسة السمع‪ ،‬كالثانية باعتباره صوقا مناوقا كمتلفظا بو‪.‬‬

‫ب‪-‬قيمة اعبهاز الناقي الذم يقوـ بوظيفة الناق كالقيمة العلمية يف قفنيك ىذا الصوت‪،‬‬
‫كعالقة إقبازه بتلك العمليات اؼبعقدة فبا هبعلو متداخال بُت الابيعة كاؼبادة الصرفية‪ ،‬كيبقى التحليل‬
‫الناقي كالفيزيائي من أىم صفات اؼبادة اؼبصاحبة لدراسة الصوت عموما‪.‬‬

‫كيدرس ىذا اؼبستول أصوات اللغة من ناحية طبيعتها الصوقية مادة خاما قدخل يف قشنيل أبنية‬

‫(‪ _ )1‬عبد الرزاؽ ىندام‪ ،‬آثار الدرس اللساين يف قفعيل الدرس اللغوم العريب‪ :‬دراسة ميدانية يف اعبامعة اعبزائرية‪ ،‬أطركحة دكتوراه‪،‬‬
‫إشراؼ األستاذ الدكتور‪ :‬صاحل بلعيد‪ ،‬جامعة اعبزائر‪2713 ،2712 ،2‬ـ‪ ،‬ص‪.36-35‬‬
‫~ ‪~ 84‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫لفظية‪ ،‬كيدرس كظيفة بعض األصوات يف األبنية كالًتاكي (‪.)1‬‬

‫كإف اللغة يف حقيقتها أصوات أك مقاطع صوقية‪ ،‬فالصوت ىو البنية األساسية ألم لغة من‬
‫اللغات‪ ،‬كما أهنا اؼبادة اػباـ إلنتاج النالـ كردبا يظهر مفهومو جليا يف قعريف ابن جٍت (ت ‪392‬ىػ)‬
‫لو‪« :‬اعلم أف الصوت عرض ىبرج من النفس مستايال متصال حىت يعرض لو يف اغبلق كالفم كالشفتُت‬
‫مقاطع قثنيو عن امتداده كاستاالتو»(‪. )2‬‬

‫كىذا يعٍت أف ابن جٍت قد قفان إذل كيفية حدكث الصوت اللغوم‪ ،‬كالذم يتم عن طريقة قظافر‬
‫أعضاء اعبهاز الصوٌب‪.‬‬

‫‪-1‬مفهوم الصوت‪:‬‬

‫‪-‬الصوت ظاىرة فيزيائية عامة الوجود يف الابيعة‪.‬‬

‫‪-‬الصوت اللغوم يتمثل يف األصوات اليت زبرج من اعبهاز الصوٌب البشرم كاليت يدركها السامع‬
‫بسماخو (أم أذنو)‪.‬‬

‫اؼبقوـ اؼبادم للساف‪ ،‬كىو ح ّد التحليل اللغوم كهنايتو كأصغر قاعة يف‬
‫كالصوت ىو الركيزة ك ّ‬
‫النظاـ اللغوم‪.‬‬

‫كعناصر الصوت اللغوم فهي‪:‬‬

‫‪ -‬فيزيائية دبا أنو صوت‪.‬‬

‫‪ -‬فيزيولوجية ألنو يصدر من اعبهاز الصوٌب البشرم‪.‬‬

‫‪ -‬نفسانية صوقية ألنو مدرؾ بنيفية خاصة(‪. )3‬‬

‫كقعًتؼ الدراسات اغبديثة بفضل الدراسة الصوقية كقعتربىا أكؿ خاوة يف أم دراسة لغوية كانت‪،‬‬

‫(‪ _ )1‬ؿبمود عناشة‪ ،‬التحليل اللغوم يف ضوء علم الداللة‪ :‬دراسة يف الداللة الصوقية كالصرفية كالنحوية كاؼبعجمية‪ ،‬ط‪ ،72‬دار النشر‬
‫للجامعات‪ ،‬القاىرة‪1432 ،‬ىػ‪2711-‬ـ‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫(‪ _ )2‬أبو الفتح عثماف ابن جٍت‪ ،‬سر صناعة اإلعراب‪ ،‬قح‪ :‬حسن ىنداكم‪ ،‬ط‪ ،1‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪1985 ،‬ـ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.76‬‬
‫(‪ _ )3‬خولة طال اإلبراىيمي‪ ،‬مبادئ يف اللسانيات‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫~ ‪~ 85‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫كىذا ألهنا قتناكؿ أصغر كحدات اللغة كىو الصوت‪ ،‬فبا يعٍت أف الدراسة الصوقية أصبحت علما قائما‬
‫بذاقو لو ضواباو كقوانُت معينة كىبضع ؼبنهج ؿبدد‪ ،‬كقد عرفو رمضاف عبد التّواب‪« :‬ىو الدراسة العلمية‬
‫للصوت اإلنساين من ناحية كصف ـبارجو ككيفية حدكثو‪ ،‬كصفاقو اؼبختلفة اليت يتميز هبا عن األصوات‬
‫األخرل‪ ،‬كما يدرس القوانُت الصوقية اليت زبضع األصوات يف قأثَتىا بعضها ببعض عن قركيبها يف‬
‫النلمات أك اعبمل»(‪.)1‬‬

‫‪-2‬أقسام علم األصوات‪:‬‬

‫ينقسم علم األصوات إذل قسمُت‪:‬‬

‫‪/1‬علم يهتم بالدراسة العلمية اؼبوضوعية للصوت اإلنساين‪ ،‬إذ وبدد ـبارج األصوات ككيفية‬
‫حدكثها كبياف صفاهتا اؼبميزة ؽبا عن غَتىا كىذا ما يالق عليو مصالح‪ :‬الفونتيك )‪(phonétique‬‬
‫‪ ،‬أم علم األصوات أك الصوقيات(‪ ،)2‬كينقسم الفونتيك إذل أربعة أقساـ‪:‬‬

‫‪phonétique articulatoire‬‬ ‫أ‪-‬علم األصوات الناقي‪:‬‬

‫ب‪-‬علم األصوات الفيزيائي‪phonétique acoustique :‬‬

‫السمعي‪phonétique auditif :‬‬ ‫ج‪-‬علم األصوات‬

‫د‪-‬علم األصوات التجرييب‪phonétique expérimentale :‬‬

‫فاألكؿ يدرس ـبارج األصوات النالمية كطريقة ناقها كالثاين يدرس اؼبوجات الصوقية الصادرة‬
‫عن جهاز الناق كانتقاؽبا إذل األذف كالثالث يدرس جهاز السمع عند اإلنساف كوبلل العملية السمعية‪،‬‬
‫أما الرابع فيدرس خصائص األصوات النالمية باستخداـ األجهزة كصور األشعة كما إذل ذلك من‬
‫أدكات ـبربية متعددة (‪. )3‬‬

‫(‪ _ )1‬رمضاف عبد التواب‪ ،‬مدخل إذل علم اللغة كمناىج البحث اللغوم‪ ،‬ط‪73‬ػ منتبة اػباقبي‪ ،‬القاىرة‪1997 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫(‪ _ )2‬قبية عبابو‪ ،‬التحليل الصوٌب كالدالرل للغة اػبااب يف شعر اؼبدح‪ :‬ابن سحنوف الراشدم مبوذجا‪ ،‬مذكرة ماجستَت يف اللغة العربية‪،‬‬
‫إشراؼ الدكتور‪ :‬عبد القادر قوزاف‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬اعبزائر‪2779-2778 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫(‪ _ )3‬يونس غازم‪ ،‬مدخل إذل األلسنة‪ ،‬ط‪ ،71‬منشورات العادل العريب اعبامعية‪ ،‬دمشق‪ ،1985 ،‬ص ‪.192-191‬‬
‫~ ‪~ 86‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫أم أف علم األصوات العاـ يدرس اعبان الفيزيولوجي كالفيزيائي لألصوات اللغوية‪:‬‬

‫كيبنن قلخيص مواضيع علم األصوات العاـ بفركعو فيما يأٌب(‪:)1‬‬

‫أ‪-‬أنو يصف اعبهاز الناقي عند اإلنساف كصفا قشروبيا‪.‬‬

‫ب‪-‬وبدد ـبارج األصوات كيضبط عملها يف التجويف الصوٌب‪.‬‬

‫ج‪-‬يبحث يف الصوت عند كصولو إذل جهاز االستقباؿ كيبُت كيف قتلقى األذف الصوت‪ ،‬كربولو‬
‫عرب األعصاب الناقلة إذل الدماغ‪.‬‬

‫د‪-‬يصف النشاط العصيب كالعضلي أثناء إنتاج األصوات اللغوية كاستقباؽبا‪.‬‬

‫‪/2‬علم يعٌت بدراسة كظيفة األصوات يف اؼبعٌت اللغوم أك الدكر الذم يلعبو الصوت داخل‬
‫اللغوم أك السياؽ كقد أطلق عليو مصالح (الفنولوجيا ‪ ،)la phonologie‬أم‪ :‬علم‬ ‫الًتكي‬
‫األصوات الوظيفي أك الصوقيات الوظيفية(‪. )2‬‬

‫إف علم األصوات الوظيفي الذم يعود كضعو إذل اللساف الركسي نينوالم قركبتسنوم‬
‫‪ ،Troubetskoï‬أح ّد أقااب مدرسة براغ‪ ،‬يقوؿ ؿبمود فهمي حجازم‪« :‬لقد ح ّدد ىذا العادل مهمة‬
‫الفونولوجيا ببحث العناصر الصوقية ضمن ؾبموعة العالقات اليت يفرضها نظاـ اللغة اؼبدركسة كصوال إذل‬
‫بياف الوظيفة اليت قؤديها العناصر ؾبتمعة‪ ،‬كىنذا ربوؿ الدرس من اعبزئيات اؼبعزكلة إذل النظاـ كالبنية‬
‫اليت منها ينبغي االناالؽ‪ٍ ،‬ب يبنن حبث اعبزئيات من خالؿ عالقتها اؼبختلفة كمن ىنا ع ّدت‬
‫الفنولوجيا كبسماهتا عند قركبتسنوم أحد أصوؿ البنوية الت شاعت يف الدراسات الغربية على‬
‫اختالفها» (‪.)3‬‬

‫كققسم الوحدات الصوقية إذل األقساـ اآلقية(‪:)4‬‬

‫(‪ _ )1‬نور اؽبدل لوشن‪ ،‬مباحث يف علم اللغة كمناىج البحث اللغوم‪ ،‬اؼبنتبة اعبامعية األزرياة‪ ،‬مصر‪ ،2777 ،‬ص ‪.93‬‬
‫(‪ _ )2‬قبية عبابو‪ ،‬التحليل الصوٌب كالدالرل للغة اػبااب يف شعر اؼبدح‪ :‬ابن سحنوف الراشدم‪ ،‬مبوذجا‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫(‪ _ )3‬ؿبمود فهمي حجازم‪ ،‬أصوؿ البنوية يف علم اللغة كالدراسات األنثركبولوجية‪ ،‬ؾبلة عادل الفنر‪ ،‬النويت‪ ،‬اجمللد الثالث‪ ،‬العدد‬
‫األكؿ‪ ،1972 ،‬ص ‪.167-166‬‬
‫(‪ _ )4‬عبد الرزاؽ ىندام‪ ،‬آثار الدرس اللساين يف قفعيل الدرس اللغوم العريب‪ :‬دراسة ميدانية يف اعبامعة اعبزائرية‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫~ ‪~ 87‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫أ‪-‬الفونيم )‪ :(phoneme‬كىو اجملموعة الصغرل يف ىذا التحليل‪.‬‬

‫ب‪-‬المقطع )‪ :(syllobe‬كىو ؾبموعة من الفونيمات اؼبركبة كفق نظاـ معُت يف لغة معينة‪.‬‬

‫ج‪-‬مجموعة النبر )‪ :(stress groupe‬كىي عدد من اؼبقاطع يتميز كاحد منها بوجود قدر‬
‫أكرب من الضغط فيو‪ ،‬كقدعى ىذه اجملموعة بالقدـ الصوٌب‪.‬‬

‫د‪-‬المجموعة النغمية )‪ (torée group‬كىي قتابع صوٌب ربدد بدايتو كهنايتو طاقة النفس‬
‫كحدىا األدىن ىو مقاع كاحد‪.‬‬

‫ىـ‪-‬الجملة الفونولوجية )‪ :(phorological sentence‬كىي قفوؽ اجملموعة النفسية كققابل‬


‫الفقرة اؼبوجودة يف اللغة اؼبنتوبة‪.‬‬

‫إف الفونتيك ىي الدراسة اؼبوضوعية للصوت البشرم بينما الفونولوجيا فهي الدراسة الوظيفية ؽبذا‬
‫الصوت كبياف مدل قأثَته يف اؼبعٌت اللغوم‪ ،‬فقد ش ّنل ىذا اؼبصالحاف اىتماما كبَتا يف حقل‬
‫الدراسات اللغوية اغبديثة‪.‬‬

‫‪-3‬عناصر الجهاز الصوتي عند اإلنسان‪:‬‬

‫يتألف اعبهاز الصوٌب من الناحية العضوية أك الفيزيولوجية من العناصر اآلقية(‪:)1‬‬

‫‪-1‬القصبة الهوائية‪:‬‬

‫يبر عربه اؽبواء الصاعد من الرئتُت يف اذباه اغبنجرة كؽبا دكر أساسي يف‬
‫كىي عبارة عن أنبوب ّ‬
‫قنويع درجة الصوت ‪.‬‬

‫‪-2‬الحنجرة‪:‬‬

‫كققع يف أقصى اعبهاز الصوٌب‪ :‬كسبثل اؼبصدر األساسي يف حدكث الصوت عند اإلنساف‬
‫كبواساتها يتحوؿ اؽبواء الصاعد من الرئتُت عرب القصبة اؽبوائية إذل صوت مسموع‪.‬‬

‫‪/3‬الحلق‪:‬‬

‫(‪ _ )1‬كزارة التعليم العارل كالبحث العلمي‪ ،‬اللغة العربية كآداهبا‪ ،‬اإلرساؿ األكؿ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.127-118‬‬
‫~ ‪~ 88‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫عبارة عن ذبويف يقع بُت اغبنجرة‪ ،‬كأقصى اللساف كظيفتو قضخيم األصوات الناذبة عن الذبذبة‬
‫اليت وبدثها الوقراف الصوقياف كاغبلق ثالثة أقساـ‪:‬‬

‫‪-‬أقصى اغبلق‪ :‬اعبزء القري من اغبنجرة‪.‬‬

‫‪-‬كسط اغبلق‪ :‬اعبان الواقع بُت اغبنجرة كأقصى اغبلق‬

‫‪-‬أقصى اغبلق‪ :‬اعبان العلوم على مقربة من اللهاة‪.‬‬

‫‪/4‬اللسان‪:‬‬

‫عضو لُت قابل للحركة يف كل االذباىات‪ ،‬كينقسم إذل ثالثة أقساـ‪:‬‬

‫اؼبستدؽ من اللساف‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-‬أسلة اللساف أك الذكلق كىو اعبزء‬

‫‪-‬كسط اللساف كىو اعبزء الواقع بُت األسلة كمنبت اللساف‪.‬‬

‫‪-‬أقصى اللساف كىو اعبزء القري من اللهاة كأقصى اغبنك‪.‬‬

‫‪/5‬الحنك‪:‬‬

‫ذبويف عضوم يتصل بو اللساف أثناء حركتو يف الفم كأثناء الناق باألصوات كينقسم بدكره إذل‬
‫ثالثة أقساـ‪:‬‬

‫‪-‬أدنى الحنك‪ :‬كىو اعبزء األمامي منو كفيو قوجد اللثة كاللساف‪.‬‬

‫‪-‬وسط الحنك‪ :‬كىو اعبزء الصل منو‪.‬‬

‫‪-‬أقصى الحنك‪ :‬كيبثل اعبزء الرخو منو كيقع بالقرب من اللهاة‪.‬‬

‫‪/6‬اللثة‪:‬‬

‫كققع بُت األسناف كاغبنك األعلى كشنلها ؿب ّدب‪ ،‬كقنتج اغبركؼ اللثوية‪.‬‬

‫‪/7‬الشفتان‪:‬‬

‫عضواف متحركاف يقعاف يف مقدمة الفم كللشفتُت ثالث خصائص عضوية‪:‬‬


‫~ ‪~ 89‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪-‬االناباؽ كالتصاؽ الشفتُت حبيث ال قسمحاف للهواء للمركر لفًتة زمنية ‪.‬‬

‫‪-‬االنفراج أك االنفتاح‪ :‬كىو ابتعاد الشفتُت عن بعضهما بعد اناباقهما كيتم إثر ذلك اندفاع‬
‫اؽبواء ؿبدثا صوقا انفجارية عند الناق ببعض األصوات االنفجارية كحرؼ "الباء" مثال‪.‬‬

‫‪-‬االستدارة‪ :‬كىو قشنل الشفتُت يف شنل دائرم‪ ،‬كوبدث ذلك عند الناق بالضمة مثال‪.‬‬

‫‪-4‬مخارج األصوات‪:‬‬

‫اؼبخرج يف اصاالح علماء اللساف ىو اؼبناف الذم وبدث فيو الصوت كيتم دبوجبو قصنيف‬
‫األصوات اللغوية‪ ،‬كقرقيبها يف اعبهاز الناقي لدل اإلنساف‪ ،‬أك ىو بعبارة أخرل اؼبوضع الذم يتم فيو‬
‫االعًتاض ؼبسار اؽبواء الصاعد من الرئتُت كيسمى عند علماء اللغة القدامى (اجملرل) أك احملبسي(‪ ،)1‬أما‬
‫علماء األصوات الغربيوف فيالقوف عليو موضع الناق ‪.)2( point d’articulation‬‬

‫‪-1-4‬مخارج األصوات عند علماء العرب القدماء‪:‬‬

‫ىناؾ اختالؼ بُت القدماء كاحملدثُت فيما يتعلق دبخارج األصوات أك صفاهتا أك قرقيبها أك‬
‫عددىا‪ ،‬فمن حيث العدد قبد أف اػبليل بن أضبد الفراىيدم قسمها إذل شبانية كعشرين ـبرجا‪ ،‬كقسمها‬
‫سيبويو كابن جٍت إذل ستة عشر ـبرجا يف حُت أهنا ال قتجاكز يف الدراسات اغبديثة عشرة ـبارج‪.‬‬

‫قبد أف علماءنا القدامى‪ ،‬قد رقبوا ـبارج األصوات قرقيبا قصاعديا أم من‬ ‫كمن حيث الًتقي‬
‫أقصى اغبلق إذل الشفتُت كذلك خالؼ للدراسات اغبديثة اليت قبدأ من الشفتُت كقنتهي عند‬
‫اغبنجرة(‪.)3‬‬

‫أما ـبارج اغبركؼ عند القدماء فعلى النحو اآلٌب(‪:)4‬‬

‫(‪ _ )1‬ابن سينا‪ ،‬أسباب حدكث اغبركؼ‪ ،‬ققدًن كمراجعة‪ :‬طو عبد الرؤكؼ سعيد‪ ،‬منت النليات االزىرية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬د ت‪ ،‬ص ‪-17‬‬
‫‪.11‬‬
‫(‪ _ )2‬نورل اؽبدل لوشن‪ ،‬مباحث يف علم اللغة كمناىج البحث اللغوم‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫(‪ _ )3‬حساـ البهنساكم‪ :‬علم األصوات‪ ،‬ط‪ ،1‬منتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،2774 ،‬ص ‪.86‬‬
‫(‪ _ )4‬ابن اعبزرم‪ ،‬النشر يف القراءات العشر‪ ،‬اؼبنتبة التجارية النربل‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دت‪ ،‬ص ‪ ،199‬كينظر‪ :‬نور اؽبدل لوشن‪ ،‬مباحث يف‬
‫علم اللغة كمناىج البحث اللغوم‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫~ ‪~ 90‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪-‬المخرج األول‪:‬‬

‫اعبوؼ كىو ـبصص لأللف كالواك الساكنة اؼبضموـ ما قبلها‪ ،‬كالياء الساكنة اؼبنسور ما قبلها‪،‬‬
‫كقسمى ىذه اغبركؼ حبركؼ اؼبد كاللُت أك اغبركؼ اؽبوائية أك اعبوفية‪.‬‬

‫‪-‬المخرج الثاني‪:‬‬

‫أقصى اغبلق للهمزة كاؽباء‪.‬‬

‫المخرج الثالث‪:‬‬

‫كسط اغبلق كىو للعُت كاغباء‪ ،‬كقد اقفق كل من مني مع سيبويو يف أف العُت قأٌب من حيث‬
‫اؼبرقبة بعد اغباء‪.‬‬

‫المخرج الرابع‪:‬‬

‫أدىن اغبلق كىو للغُت كاػباء كيسمى اغبركؼ اؼبتعلقة باؼبخارج الثالثة األخَتة باغبركؼ اغبلقية‪.‬‬

‫المخرج الخامس‪:‬‬

‫كىو اللهاة ـبرج القاؼ كالناؼ‪.‬‬

‫المخرج السادس‪:‬‬

‫ـبرج اعبيم كالشُت كالباء كىي حركؼ شجرية كمناف حدكثها كسط اللساف‪.‬‬

‫المخرج السابع‪:‬‬

‫كىو حافة اللساف كما وباذيو من األضراس من الناحية اليسرل‪.‬‬

‫المخرج الثامن‪:‬‬

‫حافة اللساف من أدناىا إذل منتهى طرفو‪ ،‬كما بينهما كبُت ما يليها من اغبنك األعلى فبا فوؽ‬
‫الضاحك كالناب كالرباعية كالثنية ‪،‬كىو ـبصص غبرؼ الالـ‪.‬‬

‫المخرج التاسع‪:‬‬
‫~ ‪~ 91‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫طرؼ اللساف بينو كبُت ما فوؽ الثنايا أسفل الالـ قليال كىو ـبرج النوف‪.‬‬

‫المخرج العاشر‪:‬‬

‫كىو ـبرج الراء كيقع بُت طرؼ اللساف‪ ،‬كبُت ما فوؽ الثنايا العليا كقسمى األحرؼ (ؿ‪ ،‬ف‪ ،‬ر)‬
‫األحرؼ الذلقية‪.‬‬

‫المخرج الحادي عشر‪:‬‬

‫طرؼ اللساف كأصوؿ الثنايا العليا ‪،‬كىو ـبرج (الااء‪ ،‬الداؿ‪ ،‬التاء) كىذه قسمى حركؼ ناعية‬
‫جملاكرة ـبرجها ناطع الفم‪ ،‬كىو غار اغبنك األعلى أم سقفو‪.‬‬

‫المخرج الثاني عشر‪:‬‬

‫كىي ـبرج الصاد كالسُت كالزام‪ ،‬كقسمى األحرؼ األسلية ػبركجها بُت أسلة اللساف كفوؽ‬
‫الثنايا السفلى ‪.‬‬

‫المخرج الثالث عشر‪:‬‬

‫اللثة كىي ـبرج (ظ‪ ،‬ذ‪ ،‬ث) كظبيت بذلك ػبركجها ما بُت طرؼ اللساف كأطراؼ الثنايا العليا‬
‫بالقرب من اللثة‪.‬‬

‫المخرج الرابع عشر‪:‬‬

‫باطن الشفة السفلى‪ ،‬كأطراؼ الثنايا العليا كىو ـبرج الفاء‪.‬‬

‫المخرج الخامس عشر‪:‬‬

‫ـبرج الواك غَت اؼبمدكدة كالباء كاؼبيم ما بُت الشفتُت‪.‬‬

‫المخرج السادس عشر‪:‬‬

‫اػبيشوـ كىو ـبرج اؼبيم كالنوف اؼبش ّددقُت حاؿ اإلدغاـ كاإلخفاء‪.‬‬

‫~ ‪~ 92‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪-2-4‬مخارج األصوات عند علماء األصوات المحدثين‪:‬‬

‫لقد استفادت الدراسات الصوقية من التاور اغباصل يف العلوـ‪ ،‬كخاصة قلك اليت ؽبا عالقة‬
‫باعبهاز الصوٌب لإلنساف كعلم الا ‪ ،‬كالبيولوجيا كاخًتاع اآلالت الناشفة‪ ،‬استفادة مننتها من إعااء‬
‫كصف دقيق ؼبخارج األصوات كقد أدل ذلك هبا إذل إعادة قوزيع األصوات اللغوية قوزيعا‬

‫مع ىذا التاور فبا جعل علماء األصوات احملدثُت ينادكف هبمعوف على التصنيف‬ ‫يتناس‬
‫اآلٌب(‪:)1‬‬

‫‪/1‬المخرج الشفوي )‪:(lalibale‬‬

‫كيتم ربقيق ىذا اؼبخرج باقًتاب الشفتُت من بعضهما‪ ،‬كينقسم بدكره إذل قسمُت‪:‬‬

‫أ‪-‬الشفوي المزدوج )‪:(bilabiale‬‬

‫كيتم ربقيق ىذا اؼبخرج عندما قنابق الشفتاف كليا‪ ،‬حبيث ال قسمحاف للهواء الصاعد من الرئتُت‬
‫باؼبركر‪.‬‬

‫ب‪-‬الشفوي األسناني )‪:(labiodentale‬‬

‫كيتحقق عندما يتصل طرؼ اللساف أك الذكلق باألسناف‪ ،‬كينقسم إذل‪:‬‬

‫أ‪-‬اإلسناني المنبسط )‪ :(apicales plate‬كوبدث ذلك عند البفاض اللساف كبو األسفل‪.‬‬

‫ب‪-‬بين األسنان )‪ :(inter dontale‬كذلك عندما يتوسط اللساف األسناف العليا كالسفلى‪.‬‬

‫ج‪-‬اإلسناني اللثوي )‪ :(apico-alvéolaire‬كيتم عند اقصاؿ طرؼ اللساف باألسناف العليا‪،‬‬


‫أك مقدمة اللساف باللثة أك أصوؿ الثنايا‪.‬‬

‫د‪-‬األسناني الرجعي )‪ :(polotale‬كيتم أثناء اقصاؿ ساح اللساف باغبنك كينقسم بدكره‬
‫إذل ثالثة أقساـ‪:‬‬

‫(‪ _ )1‬نور اؽبدل لوشن‪ ،‬مباحث يف علم اللغة كمناىج البحث اللغوم‪ ،‬ص ‪ ،114-112‬كينظر‪ :‬أضبد حساين‪ ،‬مباحث يف‬
‫اللسانيات‪ ،‬ص ‪ ،82-71‬كينظر‪ :‬ريبوف طحاف‪ ،‬األلسنة العربية‪ ،‬ط‪ ،2‬دار النتاب اللبناين‪ ،‬لبناف‪ ،1981 ،‬ص ‪.46-45‬‬
‫~ ‪~ 93‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪-‬الغارم األمامي )‪ :(pré polatole‬كوبدث ذلك عندما يتصل ساح اللساف باعبزء‬
‫األمامي من اغبنك األعلى ‪.‬‬

‫‪-‬الغاري الخلفي )‪ :(post polotale‬كينوف ذلك باقصاؿ ساح اللساف دبؤخرة اغبنك‪.‬‬

‫‪-‬الطبقي )‪ :(vélaire‬كيتحقق ذلك باقصاؿ ساح اللساف بالابق‪ ،‬كىو اعبزء الرخو من اغبنك‬
‫األعلى ‪.‬‬

‫‪-3‬مخرج الصافرات والشينات ‪ : sifflantes chuintantes‬كينوف ذلك بامتداد‬


‫اللساف يف قاع الفم‪ ،‬كيتخذ شنل ؾبرل‪ ،‬يب ّنن اؽبواء من اؼبركر كينقسم إذل قسمُت‪:‬‬

‫أ‪-‬الصافرات‪ :(sifflantes) :‬كربدث عندما قتصل مقدمة اللساف باغبنك األمامي‪.‬‬

‫ب‪-‬الشينات ‪ :(chuinyantes) :‬كربدث عند اقصاؿ مقدمة اللساف (األسلة) باغبنك‬


‫األكسط‪.‬‬

‫‪/4‬المخرج اللهوي‪:(uvalaire) :‬‬

‫كيتحقق ىذا اؼبخرج عندما يلتقي أقصى اللساف باللهاة‪.‬‬

‫‪-/5‬المخرج الحنجري)‪:(larynyale‬‬

‫كيتحقق ىذا اؼبخرج عندما قتوقف حركة الوقرين الصوقيُت‪ ،‬كيتقلص الغشاء الداخلي للحنجرة‪.‬‬

‫ىذه ىي باختصار أىم اؼبخارج الصوقية يف الدراسات اللسانية اغبديثة‪.‬‬

‫‪-5‬صفات األصوات اللغوية‪:‬‬

‫كيراد بصفات األصوات‪ :‬قلك اػبصائص كاؼبالمح الناقية اليت قتميز هبا األصوات‪ ،‬كزبتلف هبا‬
‫عن غَتىا كقتمثل ىذه الصفات فيما يأٌب‪:‬‬

‫اعبهر‪ ،‬اؽبمس‪ ،‬الشدة‪ ،‬الرخاكة‪ ،‬االستعالء‪ ،‬االستفاؿ‪ ،‬اإلطباؽ‪ ،‬االنفتاح(‪ ،)1‬كىذه باختصار‬

‫(‪ _ )1‬ؿبمد ؿبمد داكد‪ ،‬العربية كعلم اللغة اغبديث‪ ،‬دار غري للاباعة كالنشر‪2771 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.172‬‬
‫~ ‪~ 94‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫صفات اغبركؼ العربية‪:‬‬

‫‪-1-5‬الصفات المتضادة‪:‬‬

‫كىي الصفات اليت ؽبا أضدادىا (عنسها) كيف اللغة العربية أصوات كثَتة من ىذا النوع كىي كما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪-1-1-5‬الجهر والهمس‪:‬‬

‫صفتاف متضادقاف ؛فاعبهر صفة ناذبة عن قذبذب الوقرين الصوقيُت كاىتزازنبا أثناء إحداث‬
‫األصوات‪ ،‬أما اؽبمس فناقج عن عدـ اىتزاز الوقرين الصوقيُت عند الناق باألصوات اؼبتسمة هبذه‬
‫الصفة‪.‬‬

‫كاألصوات اؼبهموسة كاؼبهجورة يف اللساف العريب ىي‪:‬‬

‫(ء‪-‬ت‪-‬ث‪-‬ح‪-‬خ‪-‬س‪-‬ش‪-‬ص‪-‬ط‪-‬ؼ‪-‬ؾ‪-‬ىػ)‬

‫كاألصوات اجملهورة ىي‪:‬‬

‫(ب‪-‬ج‪-‬د‪-‬ذ‪-‬ر‪-‬ز‪-‬ض‪-‬ع‪-‬غ‪-‬ؿ‪-‬ـ‪-‬ف‪-‬ك‪-‬م)‬

‫‪ -2-1-5‬الشدة والرخاوة‪:‬‬

‫كقعرؼ صفة كل منهما بالرجوع إذل درجة االعًتاض ؼبسار اؽبواء الصاعد أك حدكث انفجار‬
‫صوٌب‪.‬‬

‫الًتكي ىو اؼبزج بُت صوقُت أثناء عملية الناق(‪. )1‬‬

‫كاألصوات الشديدة االنفجارية شبانية (ء‪-‬ب‪-‬ت‪-‬د‪-‬ض‪-‬ط‪-‬ؽ‪-‬ؾ)‬

‫أما األصوات الرخوية أك االحتناكية كىي األصوات اليت ينوف فيها االعًتاض دبسار اؽبواء‬
‫متوساا‪ ،‬كعددىا يف العربية ثالثة عشرة صوقا‪(:‬ث‪ ،‬ذ‪ ،‬ظ‪ ،‬ح‪ ،‬ع‪ ،‬ـ‪ ،‬ق ‪،‬خ‪ ،‬غ‪ ،‬ش‪ ،‬س‪ ،‬ز‪ ،‬ص )‪.‬‬

‫(‪ _ )1‬ؿبمد ؿبمد داكد‪ ،‬العربية كعلم اللغة اغبديث‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫~ ‪~ 95‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫كاألصوات اؼبتوساة ىي اليت قتميز بعدـ االنفجار كاالحتناؾ يف اغبركؼ اآلقية‪( :‬ر‪ ،‬ؿ‪ ،‬ـ‪ ،‬ف)‪.‬‬

‫‪-4-1-5‬اإلطباق واالنفتاح‪:‬‬

‫اإلطباق‪ :‬التصاؽ اللساف باغبنك األعلى كحركفو (ص‪ ،‬ض‪ ،‬ط‪ ،‬ظ)‪.‬‬

‫االنفتاح‪ :‬كضع اللساف عند الناق ببعض األصوات حيث ينفتح ما بُت اللساف كاغبنك األعلى‪،‬‬
‫كاألصوات االنفتاحية ىي صبيع اغبركؼ عدا حركؼ اإلطباؽ األربعة اليت سبق ذكرىا‪.‬‬

‫‪ :5-1-5‬االستعالء واالستفال‪:‬‬

‫االستعالء‪ :‬ارقفاع اللساف إذل أعلى لنن دكف اناباؽ على اغبنك األعلى خالفا لإلطباؽ كحركفو‬
‫(ؽ‪ ،‬ع‪ ،‬خ)‪.‬‬

‫االستفال‪ :‬كضع اللساف أسفل الفم عند الناق باألصوات العربية عدا حركؼ االستعالء‪.‬‬

‫‪ :6-1-5‬التفخيم والترقيق‪:‬‬

‫التفخيم‪ :‬صفة قالق على األصوات الغليظة‪ ،‬كىي صفة ناذبة عن االستعالء‪ ،‬كاإلطباؽ‪ ،‬كلذلك‬
‫فإف كل أصوات االستعالء أك اإلطباؽ مضخمة دائما يف العربية كىي‪( :‬خ‪-‬ص‪-‬ض‪-‬ط‪-‬ظ‪-‬غ‪-‬ؽ)‪.‬‬

‫أما الًتقيق فهو عنس التضخيم كىو صفة قتصف هبا كل أصوات العربية ‪،‬ما عدا أصوات‬
‫اإلطباؽ كاالستعالء‪.‬‬

‫‪ :7-1-5‬اإلذالق واإلصمات‪:‬‬

‫اإلذالق‪ :‬كلمة مشتقة من الذكلق كىو طرؼ اللساف كحركفو (ؿ‪ ،‬ف‪ ،‬ر) كاألحرؼ ارل زبرج من‬
‫طرؼ الشفة كىي (ب‪ ،‬ؼ‪ ،‬ـ) كمن فبيزات ىذه األصوات أهنا زبرج بسهولة كيسر‪.‬‬

‫اإلصمات‪ :‬فهو من الناحية اللغوية اؼبنع‪ ،‬كىو ثقل نسيب ناقج عن الناق ببعض األصوات‪.‬‬

‫‪-2-5‬الصفات التي ال ضد لها‪:‬‬

‫‪-1-2-5‬الصفير‪:‬‬

‫~ ‪~ 96‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫ىو شدة كضوح الصوت كظهوره نتيجة الحتناؾ اؽبواء الصاعد من الرئتُت باؼبخرج‪ ،‬فيخرج اؽبواء‬
‫مصحوبا بدرجة من الصفَت‪ ،‬كىناؾ يف اللغة العربية ثالثة أصوات قتميز هبذه الصفة كىي (ص‪ ،‬ز‪ ،‬س)‬
‫(‪.)1‬‬

‫‪-2-2-5‬التكرار‪:‬‬

‫صفة خاصة حبرؼ الراء كىو اإلحساس بتنرار ىذا اغبرؼ عند الناق بو كينوف بارقعاد طرؼ‬
‫اللساف (‪.)2‬‬

‫‪-3-2-5‬التفشي‪:‬‬

‫انتشار اؽبواء أك النفس أثناء الناق حبرؼ الشُت نظرا القساع ـبرجو‪.‬‬

‫‪ -4-2-5‬اللين‪:‬‬

‫صفة يتميز هبا حرفا الواك كالياء (ك‪ ،‬م) الساكناف ‪،‬اؼبفتوح ما قبلها مثل‪ :‬بنت‪ ،‬فوؽ‪،‬‬
‫ربت‪...‬اخل‪.‬‬

‫‪-5-2-5‬القلقلة‪:‬‬

‫اضاراب الصوت عند الناق بو كيؤقى هبذه األصوات متحركة عند الناق هبا‪ ،‬كىي ساكنة حىت‬
‫يسمع ؽبا نربة قوية كىناؾ نوعُت من القلقلة‪:‬‬

‫أ‪-‬القلقلة الصغرل‪ :‬كربدث عندما ينوف الصوت أك اغبرؼ أكؿ النلمة‪.‬‬

‫ب‪-‬القلقلة النربل‪ :‬كربدث عندما ينوف الصوت آخر النلمة (‪.)3‬‬

‫كىناؾ طبسة أصوات قتميز هبذه الصفة (ب‪ ،‬ج‪ ،‬د‪ ،‬ط‪ ،‬ؽ) كىذه الصفة خاصة بتالكة القرآف‬
‫النرًن‪.‬‬

‫(‪ _ )1‬ؿبمد ؿبمد داكد‪ ،‬العربية كعلم اللغة اغبديث‪ ،‬ص ‪.129-128‬‬
‫(‪ _ )2‬عصاـ حفر الدين‪ ،‬علم األصوات اللغوية (الفونيتينا)‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفنر اللبناين‪ ،1992 ،‬ص ‪.231‬‬
‫(‪ _ )3‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص ‪ ،236‬كينظر‪ :‬ؿبمد ؿبمد داكد‪ ،‬العربية كعلم اللغة اغبديث‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫~ ‪~ 97‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪-6-2-5‬االستطالة‪:‬‬

‫صفة يتميز هبا حرؼ الضاد الذم قنس إليو اللغة العربية‪ ،‬كقتمثل يف امتداد اؼبخرج الذم يتبعو‬
‫امتداد للصوت يف ح ّد ذاقو حيث يستغرؽ زمنا أكرب‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المستوى الصرفي ‪Morphology‬‬

‫كيتناكؿ بالدراسة البٌت اليت سبثلها الصيغة كاؼبقاطع كالعناصر الصوقية اليت ربمل دالالت كمعاف‬
‫صرفية أك كبوية كيالق الدارسوف احملدثوف على ىذا النوع من الدراسة مصالح اؼبورفولوجيا‪ ،‬كيعنوف بو‬
‫دراسة الوحدات الصرفية أك اؼبورفيمات )‪ (Morphèmes‬دكف أف يتارؽ إذل اؼبسائل اؼبتعلقة بالًتاكي‬
‫(‪.)1‬‬

‫كاؼبورفيم ىو أصغر كحدة صرفية ال ققبل التقسيم إذل كحدات دالة (‪.)2‬‬

‫قسم ؿبمود السعراف اؼبورفيمات إذل ثالثة أقساـ(‪:)3‬‬


‫كقد ّ‬
‫األول‪ :‬كىو األغل أف ينوف اؼبورفيم عنصرا صوقيا‪ ،‬كىذا العنصر الصوٌب قد ينوف صوقا كاحدا‬
‫أك مقاعا أك ع ّدة مقاطع‪.‬‬

‫التصور أك (اؼباىية) أك قرقيبها‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬أف ينوف اؼبورفيم من العناصر الصوقية ّ‬


‫اؼبعربة عن اؼبعٌت أك ّ‬
‫الثالث‪ :‬اؼبوضع الذم يبثلو يف اعبملة كل عنصر من العناصر الدالة على اؼبعٌت ‪.‬‬

‫إف ىذا النوع من الدراسة حديث العهد إذا ما قورف بتاريخ نشأة الدراسات اللغوية‪ ،‬إالّ أف معظم‬
‫اللغات قد عرفت منذ القدًن بعض اؼبفاىيم اؼبتعلقة باؼبورفيم كالصيغة الصرفية كالظرفية كاغبرفية كغَتىا‪،‬‬
‫كإف دل قنن قسميتها بأظبائها اغبديثة‪.‬‬

‫لنن ما ذبدر اإلشارة إليو أف ىذه اؼبباحث دل قنن مستقلة بذاهتا‪ ،‬كإمبا كانت قدرس ضمن‬
‫علم النحو الذم كاف يعتمد يف دراستو للغة على منهج معيارم قعليمي يقوـ على مبدأ اػباأ كالصواب‬

‫(‪ _ )1‬أضبد ؿبمد قدكر‪ ،‬مبادئ يف اللسانيات‪ ،‬دار الفنر اؼبعاصر‪ ،‬دمشق‪ ،1999 ،‬ص ‪.137‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫عم‪ ،‬دار النهضة العربية للاباعة كالنشر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.381 ،1981 ،‬‬
‫_ ؿبمود أضبد كبلة‪ ،‬لغة القرآف النرًن يف جزء ّ‬
‫(‪ _ )3‬ؿبمود السعراف‪ ،‬علم اللغة‪ :‬مقدمة للقارئ العريب‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫~ ‪~ 98‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫(‪.)1‬‬

‫كمن أدلة اختالط مباحث كل من العلمُت ببعضهما البعض أف اؼبؤلفات األكذل من كت النحو‬
‫دل قنن ربفل هبذا االنفصاؿ كلعل خَت مثاؿ على ذلك كتاب سيبويو (النتاب)‪ ،‬كىو أقدـ ما كصلنا‬
‫من ىذه الدراسات‪.‬‬

‫أما الدليل اآلخر على ارقباط العلمُت كقناملهما فنجده عند ابن جٍت (ت ‪392‬ىػ)‪ ،‬كىو كاحد‬
‫من أبرز اللغويُت العرب القدامى حيث يقوؿ يف ىذا الصدد‪« :‬فالتصريف إمبا ىو ؼبعرفة أنفس النلمة‬
‫الثابتة‪ ،‬كالنحو إمبا ىو ؼبعرفة أحوالو اؼبتنقلة‪...‬كإذا كاف ذلك كذلك فقد كاف من الواج على من أراد‬
‫معرفة النحو أف يبدأ دبعرفة التصريف‪ ،‬ألف معرفة ذات الشيء الثابت ينبغي أف ينوف أصال ؼبعرفة حالو‬
‫اؼبتنقلة» (‪.)2‬‬

‫لقد أدرؾ اللغويوف أف اؼبورفيمات زبتلف من حيث داللتها على اؼبعٌت كعلى الوظيفة النحوية‬
‫كالصرفية‪ :‬فقسمت بذلك إذل ثالثة أنواع رئيسية ىي(‪:)3‬‬

‫‪-‬المورفيم الحر‪ :‬كىو الذم يبنن استعمالو حبرية كبصفة انفرادية كمستقلة مثل‪ :‬رجل‪ ،‬كبَت‪،‬‬
‫صغَت‪ ،‬كغَتىا من األمثلة اؼبوجودة يف اللغة العربية‪.‬‬

‫‪-‬المورفيم المقيد‪ :‬أم الذم ال يبنن استخدامو إال متصال دبورفيم آخر كاآللف كالتاء للداللة‬
‫على صبع اؼبؤنث السادل كاأللف كالنوف يف صبع اؼبذكر السادل كقاء التأنيث اؼبربوطة‪...‬‬

‫‪-‬المورفيم الصفري‪ :‬فهو الذم يدؿ على عدـ كجوده على كجود مورفيم ؿبذكؼ كالضمائر‬
‫اؼبستًتة كحركات اإلعراب اؼبقدرة كغَت ذلك‪.‬‬

‫ىبتلف البناء الصريف من لغة إذل أخرل فهو ليس متشاهبا كمتماثال بُت كل اللغات‪ ،‬بل إف كل‬
‫لغة قنفرد ببنائها الصريف عن اللغة األخرل‪ ،‬يقوؿ ؿبمود فهمي حجازم‪« :‬من اغبقائق اليت أبرزىا علم‬

‫(‪ _ )1‬أضبد ؿبمد قدكر‪ ،‬مبادئ يف اللسانيات‪ ،‬ص ‪.138-137‬‬


‫(‪ _ )2‬كزارة التعليم العارل كالبحث العلمي‪ ،‬اللغة العربية كآداهبا‪ ،‬اإلرساؿ األكؿ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.175‬‬
‫(‪ _ )3‬حلمي خليل‪ ،‬مقدمة لدراسة علم اللغة‪ ،‬ص ‪.92-91‬‬
‫~ ‪~ 99‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫اللغة اغبديث أف لنل لغة كلنل ؽبجة مباها اػباص هبا‪ ،‬كزبتلف اللغات مفرداهتا كقابليتها للتغَت‬
‫الداخلي كالتغَت اإلعرايب اختالفا بيّنا ‪،‬كل لغة ككل ؽبجة قعرؼ النلمات‪ ،‬لنن أمباط ىذه النلمات‬
‫زبتلف من لغة ألخرل‪ ،‬كىنا يهتم علم اللغة اغبديث بدراسة األمباط اليت قتخذىا كل لغة دبفرداهتا دكف‬
‫أف ينظر إليها دبعيار اغبسن أك القبح‪ ،‬بل وباكؿ ربديد كسائل بناء النلمات يف كل لغة ىادفا إذل ققرير‬
‫اغبقائق دكف قبح أك مدح» (‪.)1‬‬

‫كاؼبيزاف الصريف يف اللغة العربية دبعرفة األحناـ كالضوابط اليت زبضع ؽبا بنية النلمة‪ ،‬حيث إنو‬
‫يتنوف من ثالثة أصوؿ (ؼ‪ ،‬ع‪ ،‬ؿ) نظرا ألف أكثر النلمات العربية قتنوف من ثالثة أحرؼ فجعلوا‬
‫الفاء ققابل اغبرؼ األكؿ‪ ،‬كالعُت ققابل اغبرؼ الثاين‪ ،‬كالالـ ققابل اغبرؼ الثالث‪ ،‬مثل‪ :‬فتح على كزف‬
‫فعل‪ ،‬ككرـ على كزف فعل (‪.)2‬‬

‫إف لعلم الصرؼ فائدة كبَتة كونو يصوف اللساف عن اػباأ يف اؼبفردات كيراعي قانوف اللغة يف‬
‫أجل علوـ العربية‪.‬‬
‫النتابة فهو من ّ‬
‫ثالثا‪ :‬المستوى النحوي‪grammaire syntaxe :‬‬

‫كيسمى اؼبستول الًتكييب‪ ،‬كىو موضوع علم الدراسات النحوية كإذا كاف علم األصوات يهتم‬
‫اؼبنونة للوحدات الصرفية كالنلمات‪ ،‬ككاف علم الصرؼ يهتم‬
‫بدراسة الصوت اللغوم باعتباره اؼبادة ّ‬
‫بدراسة الوحدات اللغوية اليت قتشنل منها الًتاكي ‪ ،‬فإف علم الًتاكي النحوية ىو دراسة العالقات‬
‫الداخلية اليت قربط الوحدات اللغوية كالارؽ اؼبعتمد عليها يف قأليف اعبمل كالًتاكي (‪ )3‬كيقوـ اؼبستول‬
‫الًتكييب على نوعُت من العالقات نبا‪:‬‬

‫‪-1‬المحور االستبدالي أو االختياري‪:‬‬

‫يتمثل يف قصنيف الوحدات اللغوية يف فصائل كأقساـ كبوية كالعدد كاعبنس‪ ،‬كالزمن‪...‬اخل‪،‬‬
‫كقسمى ىذه الفصائل عند احملدثُت باغبقوؿ الداللية كؽبا دكر أساسي يف بناء اعبمل كالًتاكي ‪.‬‬

‫(‪ _ )1‬ؿبمود فهمي حجازم‪ ،‬مدخل إذل علم اللغة‪ ،‬دار اؼبصرية السعودية‪ ،‬القاىرة‪2776 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.176‬‬
‫(‪ _ )2‬أضبد بن ؿبمد بن أضبد‪ ،‬شذا العرؼ يف فن الصرؼ‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫(‪ _ )3‬نور اؽبدل لوشن‪ ،‬مباحث يف علم اللغة كمناىج البحث اللغوم‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫~ ‪~ 100‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪-2‬المحور التوزيعي أو السياقي‪:‬‬

‫كيتمثل يف قوزيع الوحدات اللغوية كقنظيمها قنظيما يتوافق مع قانوف التجاكر الذم زبضع لو كل‬
‫اللغات‪.‬‬

‫كعلم الًتاكي ىو أساس الدراسات اللغوية ذلك ألنو «قل األنظمة اللغوية كؿبصلتها النهائية‪،‬‬
‫فهو الذم يصل بُت األصوات كالدالالت كلنن ينبغي أف نالحظ أف اللغات ال ذبرم على منواؿ كاحد‬
‫األلفاظ يف صورة صبل بسياة أك‬ ‫الفونيمات للتعبَت عن اؼبعٌت‪ ،‬أك بعبارة أخرل إف قركي‬ ‫يف قركي‬
‫معقدة ال هبرم على نظاـ كاحد يف كل اللغات‪ ،‬إذ لنل لغة طريقتها اػباصة يف نظم النالـ» (‪.)1‬‬

‫كذبدر اإلشارة إذل أف علماءنا القدامى قد ميزكا بُت كل من اعبملة كالنالـ‪ ،‬فاعبملة مصالح‬
‫يدؿ على كجود عالقة إسنادية بُت اظبُت أك اسم كفعل كدل يشًتط علما‪ ،‬النحو فيها أف قدؿ على معٌت‬
‫وبسن السنوف عليو‪ ،‬كبناء على ذلك فاعبملة أعم من النالـ كمن اعبمل اليت ال يتم هبا الفائدة يف‬
‫العربية صبل الشرطة كالصلة كغَتىا (‪.)2‬‬

‫والجمل في اللغة العربية نوعان‪ :‬اظبية كفعلية ‪ ،‬فاالظبية موضوعة لإلخبار بثبوت اؼبسند‬
‫للمسند إليو بال داللة على ذبدد أك استمرار‪ ،‬كإذا كاف خربىا اظبا فقد يقصد بو الدكاـ كاالستمرار‬
‫الثبوٌب دبعونة القرائن‪ ،‬كإذا كاف خربىا مضارعا (صبلة فعلية خربىا مضارع)‪ ،‬فقد يفيد استمرار ذبديديا‬
‫إذا دل يوجد داع إذل الدكاـ‪ ،‬فليس كل صبلة اظبية مفيدة للدكاـ‪ ،‬فإف زيد (قائم) يفيد ذبدد القياـ‬
‫(دكامو) (‪.)3‬‬

‫كاعبملة الفعلية موضوعة لبياف عالقة االسناد مع داللة زمنية على حدث يف اؼباضي أك اغباضر أك‬
‫اؼبستقبل كقشَت إذل ذبدد سابق أك حاضر كما قشَت إذل استمرار دكف ذب ّدد(‪.)4‬‬

‫كقنقسم اعبملة العربية حبس كظيفتها إذل قسمُت‪:‬‬

‫(‪ _ )1‬حلمي خليل‪ ،‬مقدمة لدراسة علم اللغة‪ ،‬ص ‪.178‬‬


‫(‪ _ )2‬أضبد ؿبمد قدكر‪ ،‬مبادئ يف اللسانيات‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫(‪ _ )3‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.217‬‬
‫(‪ _ )4‬كزارة التعليم العارل كالبحث العلمي‪ ،‬اللغة العربية كآداهبا‪ ،‬اإلرساؿ األكؿ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.135‬‬
‫~ ‪~ 101‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫خربية كإنشائية‪ ،‬فاػبربية قشمل االظبية كالفعلية اؼبضارعة يف حاالت االثبات كالنفي كالتوكيد‪،‬‬
‫كما يتضمنو من أمر كهني كاستفهاـ كدعاء كغرض كربضيض كسبٍت كرجاء‬ ‫كاإلنشائية قشمل الال‬
‫أك‬ ‫كقشمل الشرط ما كاف منو امتناعا‪ ،‬كما كاف منانيا كقشمل اإلفصاح كما يدخل فيو من قعج‬
‫مدح أك ذـ‪....‬اخل (‪.)1‬‬

‫إف اؼبستول النحوم ىو قمة الدرس اللغوم‪ ،‬كىو اؽبدؼ الذم يسعى اللغويوف إذل ربقيقو عند‬
‫النظر يف اللغة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬المستوى الداللي‪sémantique :‬‬

‫كيهتم ىذا اؼبستول بدراسة اؼبعاين اللغوية للمفردات كالًتاكي ‪ ،‬كإف كاف اؼبفهوـ السائد كاؼبهيمن‬
‫ىو اقتصار ىذا اعبان من الدراسة على اؼبفردات كما يتعلق هبا‪.‬‬

‫كعند ماريوبام ىو العلم الذم ىبتص بدراسة النلمات اؼبنفردة‪ ،‬كمعرفة أصوؽبا‪ ،‬كقاورىا‬
‫التارىبي كمعناىا اغباضر ككيفية استعماؽبا‪ ،‬كيدخل ربت دراسة اؼبفردات فرع يسمى باالشتقاؽ‪ ،‬كىو‬
‫ىبتص بدراسة قاريخ النلمات كفرع آخر يسمى الداللة‪ ،‬كىبتص بدراسة معاين النلمات كىناؾ فرع‬
‫يسمى اؼبعجم؛ كىو فن عمل اؼبعجمات اللغوية كيستمد كجوده من علم دراسة قاريخ النلمات كعلم‬
‫الداللة‪ ،‬يضاؼ إذل ذلك اىتمامو ببياف كيفية ناق النلمة‪ ،‬كمناف النرب فيها كطريقة ىجائها ككيفية‬
‫(‪)2‬‬
‫استعماؽبا يف لغة العصر اغبديث‬

‫كعليو فإف اإلشناؿ ال يزاؿ قائما يف ربديد ىذا العلم‪ ،‬فتارة وبدد مقصوده دبستول اؼبفردات أك‬
‫اؼبعجم أك الداللة‪.‬‬

‫كقرجع نشأة علم الداللة اغبديث إذل أكاخر القرف التاسع عشر (ؽ‪ ،)19‬مع أف االىتماـ‬
‫بالداللة من أىم اىتمامات اإلنساف الفنرية‪ ،‬فقد اىتم العلماء اؼبسلموف يف اغبضارة العربية جبملة من‬
‫القضايا الداللية نظريا كقابيقيا‪.‬‬

‫(‪ _ )1‬كزارة التعليم العارل كالبحث العلمي‪ ،‬اللغة العربية كآداهبا‪ ،‬اإلرساؿ األكؿ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.135‬‬
‫(‪ _ )2‬ماريو بام‪ ،‬أسس علم اللغة‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫~ ‪~ 102‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫إضافة إذل اىتماـ اؽبنود كبعض الشعوب القديبة دبوضوع الداللة كما يتفرع عنها(‪.)1‬‬

‫كيتضمن ؿبور الداللة دراسة الًتادؼ كاالشًتاؾ كاألضداد كؿبور قغَت اؼبعٌت‪ ،‬كيتضمن أسباب‬
‫التغَت الداخلية كاػبارجية كسبل التغَت كأشنالو(‪. )2‬‬

‫أما محاور عمل الداللة فهي على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪-1‬التركيب الداللي‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫فتغَت حركة إعرابية يف‬ ‫الدالرل‬
‫كينالق من نقاة التنظيم النحوم الذم يق ّدـ القرائن للًتكي‬
‫صبلة قد يقل معٌت اعبملة بل إف طريقة النرب كالتنغيم فيها ذبعلها كفق سياقات أرادىا اؼبتنلم كفهمها‬
‫اؼبستمع ‪.‬‬

‫‪-2‬الحقول الداللية‪:‬‬

‫كىي ؾبموعة كلمات قرقبط داللتها ضمن مفهوـ ؿبدد‪ ،‬من ذلك مثال‪:‬‬

‫«حقل النلمات اليت قدؿ على السنن‪ ،‬أك اليت قدؿ على األلواف كالقرابة‪...‬كأم قااع من اؼبادة‬
‫اللغوية يعرب عن ؾباؿ معُت من اػبربة كاالختصاص»(‪.)4‬‬

‫‪-3‬الوحدات الداللية‪:‬‬

‫كيسمى البحث يف ىذه الوحدات (ربليل دالرل)‪ ،‬كأيضا (ربليل قركييب) كيقوـ التحليل على‬
‫مقارنة النلمات‪ ،‬كأف نقارف الفعل (أمل) مع الفعل (خشي) ك (ق ّدر) كإنو يف النهاية ال يفعل سول‬
‫جعل األكثر قدما غبقوؿ الداللية كامال‪ ،‬كإف ىذه اؼبقارنة فعل عقلي آين يتم بعد زبمُت عند اؼبتنلم‬

‫(‪ _ )1‬فهمي حجازم‪ ،‬اؼبعجمات اغبديثة‪ ،‬دراسات يف اذباىات قأليفها كأسسها اللغوية‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة القاىرة‪ ،1978 ،‬ص‬
‫‪ ،41-47‬كينظر‪ :‬عبد الرزاؽ ىندام‪ ،‬آثار الدرس اللساين يف قفعيل الدرس اللساين يف قفعيل الدرس اللغوم العريب‪ ،‬ص ‪44‬‬

‫(‪ _ )2‬أضبد ؿبمود قدكر‪ ،‬مبادئ يف اللسانيات‪ ،‬ص ‪.286‬‬


‫(‪ _ )3‬أكزكالد دينرك كجاف مارم سشايفر‪ ،‬القاموس اعبديد لعلوـ اللساف‪ ،‬قر‪ :‬منذر عياشي‪ ،‬ط‪ ،1‬اؼبركز الثقايف العريب‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫‪2777‬ـ‪ ،‬ص ‪478-477‬‬
‫(‪ _ )4‬أضبد ـبتار عمر‪ ،‬علم الداللة‪ ،‬منتبة دار العركسة‪ :‬النويت‪ ،1988 ،‬ص ‪89‬‬
‫~ ‪~ 103‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫كذباكب عقلي عند اؼبتلقي معو(‪.)1‬‬

‫‪-4‬التغير الداللي‪:‬‬

‫كىو ؿبور رئيس من ؿباكر الدرس الدالرل كإف قركزت جهود الباحثُت فيو ضمن مادم بعلم‬
‫الداللة التارىبي‪ ،‬كألنو أىم ما شغل علماء اللغة موضوع قغَت اؼبعٌت كصور ىذا التغَت كأسباب حدكثو‪،‬‬
‫كالعوامل اليت قتدخل يف حياة األلفاظ أك موهتا‪ ،‬كزبضع ىذه التغَتات إذل اؼبالبسات التارىبية كالظركؼ‬
‫االجتماعية كالثقافية احملياة باعبماعة اللغوية (‪.)2‬‬

‫فالتعبَت الدالرل ظاىرة طبيعية قبدىا يف مباحث اجملاز‪ ،‬إذ قنقل العالمة اللغوية يف ؾباؿ دالرل‬
‫معُت إذل ؾباؿ دالرل آخر‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬المستوى النصي‪:‬التماسك النصي‬

‫إف موضوع التماسك النصي من أىم مستويات التحليل اللساين ‪ ،‬الذم يعتمد يف أساسو على‬
‫التماسك يف ربقيق النصية‪ ،‬كإذل ضركرة قوسيع نااؽ البحث اللغوم‪ ،‬ليتجاكز حدكد اعبملة إذل النص‪،‬‬
‫إضافة إذل أنو يهتم بالعالقات بُت أجزاء اعبملة‪ ،‬كبالعالقات بُت صبل النص كفقراقو‪ ،‬كقد عرؼ ىذا‬
‫العلم باسم لسانيات النص‪.‬‬
‫أوال_ النص ومشتقاتو‪:‬‬
‫‪-1‬النص‪/‬لغة‪:‬‬
‫للنص يف اللغة العربية عدة معاف ىي‪ :‬الرفع‪ ،‬اإلظهار‪ ،‬ضم الشيء إذل الشيء كأقصى الشيء‬
‫كمنتهاه كما كرد عند الزبيدم يف قاج العركس (‪.)3‬‬
‫ككرد يف لساف العرب البن منظور (ت ‪ 711‬ىػ) النص خبمس معاف ىي(‪:)4‬‬

‫(‪ _ )1‬أكزكالد دينرك كجاف مارم سشايفر‪ ،‬القاموس اعبديد لعلوـ اإلنساف‪ ،‬ص ‪.179-478‬‬
‫(‪ _ )2‬أضبد ـبتار عمر‪ ،‬علم الداللة‪ ،‬ص ‪.235‬‬
‫(‪_ )3‬السيد ؿبمد مرقضى اغبسيٍت الواساي الزبيدم اغبنفي‪ ،‬قاج العركس من جواىر القاموس‪ ،‬قح‪ :‬عبد النرًن العزباكم‪ ،‬مادة‬
‫(نصص)‪ ،‬مابعة حنومة النويت‪1399 ،‬ق_‪1979‬ـ‪ ،‬ج‪ ،18‬ص‪.180-178‬‬ ‫ّ‬
‫(‪_ )4‬ابن منظور صباؿ الدين ؿبمد بن منرـ‪ ،‬لساف العرب‪ ،‬قح ‪:‬عبد اهلل علي النبَت‪ ،‬ؿبمد أضبد حس اهلل‪ ،‬ىاشم ؿبمد الشاذرل‪،‬‬
‫مادة (نصص)‪،‬دار اؼبعارؼ‪ ،‬القاىرة‪،‬مصر‪،‬مج‪،01‬ج‪،49‬ص‪،4442-4441‬كينظر‪(:‬إبراىيم أنيس‪ ،‬شوقي ضيف‪ ،‬عبد اغبليم منتصر‬
‫~ ‪~ 104‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪ -‬الظهور كالبياف ‪ /‬الرفع كالتحريك‪ /‬الشدة كالوصوؿ بالشيء إذل أقصى غايتو‪ /‬االستقصاء‪،‬‬
‫كالبحث عما جهل ‪ /‬االستقامة كاالستواء‪.‬‬
‫إف اؼبتمعن يف التعاريف اللغوية للنص‪ ،‬يلحظ أف لنلمة نص دالالت كثَتة كمتعددة يف اؼبعاجم‬
‫اللغوية‪ ،‬كىذا فبا أدل إذل صعوبة ربديد مصالح بعينو للنص‪.‬‬
‫‪-2‬النص‪/‬اصطالحا‪:‬‬
‫معاين النص االصاالحية ليست بعيدة عن اؼبفاىيم اللغوية لو‪،‬إال أف كثرة كقعدد اؼبفاىيم‬
‫صع من ربديد مفهوـ بعينو للنص ‪ ،‬كذلك راجع إذل كجهات النظر اؼبختلفة ؾ‪1‬ما سنرل‪:‬‬
‫كقشعبها ّ‬
‫أ‪ -‬عند علماء النحو والبالغة ‪:‬‬
‫كردت لفظة (نص) عند علماء النحو كالبالغة بالداللة نفسها اليت كردت عند اللغويُت؛ (أم‬
‫البياف كالظهور‪ ،‬كالداللة على الشيء الثابت) كما ىو اغباؿ عند ابن جٍت (ت ‪392‬ىػ)(‪ )2‬يف كتابو‬
‫(اػبصائص) ‪،‬كيف مغٍت اللبي البن ىشاـ (‪761‬ق)(‪ ،)3‬كيف النتابات األدبية العربية القديبة كما يف‬
‫(‪)4‬‬
‫(أدب الناق ) البن قتيبة(ت‪276‬ق)‪.‬‬
‫ب‪-‬عند علماء اللغة الغرب والعرب والنقاد المحدثين‪:‬‬
‫ىناؾ قاسم مشًتؾ بُت ىذه الفئة من العلماء‪ ،‬كىو التأكيد على خاصية الًتابط‪ ،‬كىذه اػباصية‬
‫قبدىا يف الداللة اللغوية لنلمة ‪ texte‬فاألصل الالقيٍت لنلمة نص ‪ textus‬كمعناه النسيج ‪،tissu‬كمنو‬
‫قالق كلمة ‪ textile‬على مالو عالقة بإنتاج النسيج بدءا دبرحلة ربضَت اؼبواد‪ ،‬كانتهاء دبرحلة النسيج‬
‫(‪)5‬‬
‫النهائي كبيعو‪ ،‬من ىنا كاف النص عبارة عن نسيج من النلمات يًتابط بعضها ببعض‪.‬‬
‫كاحد كيسقط من حسابو جوان‬ ‫أما اؼبفهوـ اؼبختلف فيو فهو قركيز كل طرؼ على جان‬

‫(نص)‪ ،‬ط‪ ،04‬منتبة الشركؽ الدكلية‪ ،‬القاىرة‪ 1425،‬ىػ‪2004 ،‬ـ‪،‬‬


‫عاية الصواغبي‪ ،‬ؿبمد خلف اهلل أضبد‪ ،‬اؼبعجم الوسيط‪ ،‬مادة َّ‬
‫ص‪.926‬‬
‫‪1‬‬

‫(‪_ )2‬أبو الفتح عثماف بن جٍت‪ ،‬اػبصائص‪ :‬قح‪ :‬ؿبمد علي النجار‪ ،‬دار النت اؼبصرية‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.32‬‬
‫(‪_ )3‬ابن ىشاـ األنصارم‪ ،‬مغٍت اللبي عن كت األعاري ‪ ،‬قح كشرح‪ :‬عبد اللايف ؿبمد اػباي ‪ ،‬ط‪ ،1‬النويت‪1423 ،‬ىػ‪،‬‬
‫‪2000‬ـ‪ ،‬ج‪ ،01‬ص‪.202-201‬‬
‫(‪_ )4‬أبو ؿبمد عبد اهلل بن مسلم بن قتيبة‪ ،‬أدب الناق ‪ ،‬قح‪ :‬ؿبمد ال ّدارل‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف (د‪.‬ت)‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.60‬‬
‫(‪_ )5‬صبيل عبد اجمليد‪ ،‬البديع بُت البالغة العربية كاللسانيات النصية‪ ،‬اؽبيئة اؼبصرية للنتاب‪1998 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫~ ‪~ 105‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫أخرل‪ ،‬فبا هبعل من مفهوـ النص مفهوما إشناليا‪ ،‬كىو إشناؿ يعود إذل سببُت‪ :‬األكؿ عدـ استقرار‬
‫اؼبصالح دبفهوـ نقدم ‪،‬كالثاين ؿباكلة كل حقل من حقوؿ اؼبعرفة استغاللو ألىداؼ إجرائية منهجية(‪.)1‬‬
‫ثانيا_ لسانيات النص ‪:‬‬
‫‪-1‬لسانيات النص النشأة والتطور‪:‬‬
‫كيبنن ققسيم نشأة لسانيات النص إذل مرحلتُت‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪ -‬اإلرىاصات األولية‪:‬‬
‫كيرل دم بوجراند أف البدايات األكذل للدراسات النصية قرجع إذل العلوـ البالغية اليت سادت‬
‫العصور الوساى النالسينية (اليونانية‪ ،‬كالركمانية) (‪،)2‬كإذل مقاؿ زيليغ ىاريس عاـ ‪ :1952‬ربليل‬
‫اػبااب‪.‬‬
‫المرحلة الثانية‪-‬تطور المفاىيم‪:‬‬
‫يف ىذه اؼبرحلة التقت آراء ؾبموعة من اللغويُت حوؿ فنرة (لسانيات ما كراء اعبملة) منهم‪ :‬فاف‬
‫ديك‪ ،‬ىارفيج‪ ،‬رقية حسن‪ ..،‬كآخركف‪ ،‬كركزت دراساهتم على أف النص ؾبموعة من اعبمل اؼبتوالية‪ ،‬لذا‬
‫استعاركا قواعد اعبملة يف قابيقاهتم على النص‪ ،‬لننهم أدركوا فيما بعد أ ّف ىذا االذباه ال يبنن من رؤية‬
‫اؼبميزات اؼبهمة يف النص(‪.)3‬‬
‫‪-2‬المصطلحات المرادفة لعلم لسانيات النص‪:‬‬
‫عرب عنو بػ"لسانيات النص‬
‫استعمل العلماء النصيوف الغربيوف أكثر من مصالح‪ ،‬فمنهم من ّ‬
‫‪ ،"Text linguistics‬أك "كبو النص ‪ ،"Text Grammar‬كمنهم من أطلق عليو "علم النص‬
‫‪ ،"Science Text‬مثل ىارفج‪ ،‬يف حُت استعمل دريسلر "علم داللة النص ‪ ،"Semantics Text‬أما‬
‫سوينسني‪ ،‬فيستعمل "كبو النص‪ ،‬علم اللغة النص ‪ ،Text Linguistics‬كنظرية النص ‪Theory of‬‬

‫(‪_ )1‬حسُت طبرم‪ ،‬نظرية النص‪ :‬من بنية اؼبعٌت إذل سيميائية الداؿ‪ ،‬ط‪ ،1‬الدار العربية للعلوـ ناشركف‪ ،‬منشورات االختالؼ‪ ،‬اعبزائر‪،‬‬
‫‪1408‬ق_ ‪2007‬ـ‪ ،‬ص‪.46‬‬
‫(‪– )2‬ليندة قيّاس‪ ،‬لسانيات النص النظرية كالتابيق‪ :‬مقامات اؽبمذاين أمبوذجا‪ ،‬ط‪ ،1‬منتبة اآلداب‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪2009 ،‬ـ‪،‬‬
‫ص‪.50‬‬
‫(‪– )3‬ركبَتت دم بوجراند‪ ،‬النص كاػبااب كاإلجراء‪،‬قر‪ :‬سباـ حساف‪ ،‬ط‪ ،01‬دار عادل النت ‪ ،‬القاىرة‪1988 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.66-64‬‬
‫~ ‪~ 106‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪.)1("text‬‬
‫ككذلك ىو اغباؿ يف اللغة العربية‪ ،‬كاليت قرجع دائما إذل االختالؼ يف عملية الًتصبة‪ ،‬فمن‬
‫لسانيات النص ‪ ،Text Grammar‬إذل علم النص ‪ Text Science‬إذل ربليل اػبااب(‪.)2‬‬
‫أما الباحثوف العرب فاستعملوا (علم النص كعلم اللغة النصي كلسانيات النص ككبو النص)‪.‬‬
‫كقد لوحظ أف اؼبغاربة مثل‪ :‬ؿبمد خاايب‪ ،‬كبشَت إبرير‪ ،‬كنعماف بوقرة‪ ،‬فيستعملوف مصالح‬
‫لسانيات النص‪ ،‬كتعبَت منهم على الدراسة العلمية اللغوية للنصوص‪.‬‬
‫‪-3‬وظيفة لسانيات النص‪:‬‬
‫خاوات ىذا التحليل من اؼبستويات اللسانية على النحو‬ ‫حاكؿ صبحي إبراىيم الفقي قرقي‬
‫اآلٌب(‪:)3‬‬
‫‪-1‬إحصاء األدكات كالركابط اليت قسهم يف ىذا النوع من التحليل‪.‬‬
‫‪-2‬التحليل بإبراز دكر ىذه الركابط يف ربقيق التماسك النصي‪ ،‬مع العناية بالسياؽ كالتواصل‪.‬‬
‫ثالثا_ التماسك النصي ‪:Cohésion‬‬

‫‪_1‬مفهوم التماسك ‪:Cohésion‬‬

‫إف مفهوـ التماسك ‪ Cohésion‬يف ؾباؿ الدراسات اللغوية اؼبعاصرة يعٍت التالحم كالًتابط بُت‬
‫منوف من منونات النص‪ ،‬كبقية أجزائو فيصبح‬ ‫اؼبنونة للنص‪ ،‬حيث قوجد عالقة بُت كل ّ‬
‫الوحدات ّ‬
‫نسيجا كاحدا (‪.)4‬‬

‫(‪– )1‬نعماف بوقرة‪ ،‬كبو النص مبادئو كاذباىاقو األساسية يف ضوء النظرية اللسانية اغبديثة‪،‬ؾبلة عالمات ‪،‬صبادل األكذل‪1428 ،‬ق‬
‫مايو‪2007،‬ـ‪ ،‬مج‪ ،16‬ج‪ ،16‬ص‪.20‬‬
‫(‪– )2‬صبعاف بن عبد النرًن‪ ،‬إشناالت النص‪ :‬دراسة لسانية نصية‪،‬ط‪ ،1‬النادم األديب‪ ،‬الرياض‪ ،‬اؼبركز الثقايف العريب‪ ،‬بَتكت‪،‬‬
‫لبناف‪2009،‬ـ‪ ،‬ص‪ .22‬كينظر‪ :‬سعيد حسن حبَتم‪ ،‬علم لغة النص‪ :‬اؼبفاىيم كاالذباىات‪ ،‬ط‪ ،1‬منتبة لبناف ناشركف‪ ،‬الشركة اؼبصرية‬
‫العاؼبية للنشر‪ ،‬لوقبماف‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪1997 ،‬ـ‪ ،‬ص‪ .16-10‬كينظر‪ :‬ؿبمد الشاكش‪ ،‬أصوؿ ربليل اػبااب يف النظرية النحوية‬
‫العربية‪ :‬قأسيس كبو النص‪،‬ط‪ ،01‬اؼبؤسسة العربية للتوزيع‪،‬قونس‪1421 ،‬ق_‪2001‬ـ‪ ،‬ص‪.79-75‬‬
‫(‪– )3‬صبحي إبراىيم الفقي‪ ،‬علم اللغة النصي بُت النظرية كالتابيق‪ ،‬دراسة قابيقية على السور اؼبنية‪ ،‬ط‪ ،01‬دار قباء‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪2000 _÷1321‬ـ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.56‬‬
‫(‪_ )4‬شريفة بلحوت‪ ،‬اإلحالة دراسة نظرية مع قرصبة الفصلُت األكؿ كالثاين من كتاب (‪ )Cohésion in English‬لػ" ـ‪ .‬أ‪ .‬ؾ‬
‫‪.‬ىاليدام كرقية حسن)‪ ،‬رسالة ماجستَت‪ ،‬كلية اآلداب كاللغات ‪،‬جامعة اعبزائر‪2005 ،‬ـ_‪2006‬ـ‪ ،‬ص‪.83‬‬
‫~ ‪~ 107‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫كبشنل عاـ فإف التماسك النصي يتعلق خباصيتُت أساسيتُت نبا‪:‬‬


‫‪-1‬الًتكي ‪ :‬يتم على اؼبستول الشنلي للنص‪ ،‬كيربط بُت النلمات كاعبمل‪.‬‬
‫‪-2‬االقساؽ‪ :‬خيط معنوم ناظم يربط بُت النلمات كاعبمل دالليا‪.‬‬
‫‪-2‬العالقة بين أىم المصطلحات النصية (التماسك‪/‬االنسجام)‪:‬‬
‫اختلفت قرصبة ىذين اؼبصالحُت‪ ،‬فتارة يًتجم مصالح ‪cohérence‬باالنسجاـ‪ ،‬كقارة بالًتابط‬
‫الفنرم‪ ،‬كأخرل باالقًتاف‪ ،‬كما قبد مصالح‪ cohésion‬يًتجم باالنسجاـ‪ ،‬كقارة أخرل‬
‫بالتماسك‪،‬كىذا ما سنبينو من خالؿ اعبدكؿ اآلٌب‪:‬‬
‫ترجمة مصطلح ‪cohérence:‬‬ ‫ترجمةمصطلح‪cohésion:‬‬ ‫الباحث‬ ‫الرقم‬
‫االرقباط‬ ‫التماسك‬ ‫إبراىيم خليل‬ ‫‪1‬‬
‫االنسجاـ‬ ‫االقساؽ‬ ‫ؿبمد خاايب‬ ‫‪2‬‬
‫الًتابط الفنرم‬ ‫االنسجاـ‬ ‫أضبد مداس‬ ‫‪3‬‬
‫االنسجاـ‬ ‫التماسك‬ ‫حسُت طبرم‬ ‫‪4‬‬
‫التماسك اؼبعنوم‬ ‫الربط اللفظي‬ ‫عزة شبل ؿبمد‬ ‫‪5‬‬
‫االنسجاـ‬ ‫التماسك‬ ‫األزىر الزناد‬ ‫‪6‬‬
‫االقًتاف‬ ‫التماسك‬ ‫صالح فضل‬ ‫‪7‬‬
‫التماسك‬ ‫التماسك‬ ‫صبحي إبراىيم‬ ‫‪8‬‬
‫الفقي‬
‫اغببك‪/‬التماسك‪/‬االنسجاـ‪/‬االقساؽ‬ ‫السبك‪/‬الربط‪/‬التضاـ‬ ‫أضبد عفيفي‬ ‫‪9‬‬
‫االنسجاـ‬ ‫التماسك‬ ‫ؿبمد عبد‬ ‫‪17‬‬
‫الباسط عيد‬
‫اغببك‬ ‫السبك‬ ‫حساـ أضبد‬ ‫‪11‬‬
‫فرج‬

‫~ ‪~ 108‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫اغببك‬ ‫السبك‬ ‫خليل بن ياسر‬ ‫‪12‬‬


‫البااشي‬
‫االنسجاـ‬ ‫االقساؽ‬ ‫ؿبمد الشاكش‬ ‫‪13‬‬
‫رابعا‪ -‬آليات التماسك النحوي‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلحالة ‪:référence‬‬
‫إف اإلحالة ىي عالقة بُت عنصرين قد ينوف أحدنبا سابقا لخآخر أك الحقا بو‪ ،‬سواء بالقرب‬
‫البنيوم أك حىت بالبعد البنيوم‪ ،‬كبالتارل قربط بُت صبيع اعبمل السابقة كالالحقة‪ ،‬كؽبا كسائل قتحقق هبا‪،‬‬
‫كالضمائر بأنواعها‪ ،‬أظباء اإلشارة‪ ،‬اؼبقارنة‪ ،‬كاؼبواصالت‪.‬‬
‫‪-1-1‬أنواع اإلحالة‪:‬‬
‫واإلحالة نوعان‪:‬‬
‫ب‪-‬إحالة داخلية أك مقالية أك نصية‪.‬‬ ‫أ‪-‬إحالة خارجية أك مقامية‪.‬‬
‫كققسم اإلحاالت باعتبار ققدـ العنصر اإلحارل أك قأخره إذل‪:‬‬
‫ب‪-‬إحالة الحقة أك بعدية‪.‬‬ ‫أ‪-‬إحالة سابقة أك قبلية‪.‬‬
‫‪-2-1‬وسائل التماسك اإلحالية‪:‬‬
‫كىي قلك األدكات أك األلفاظ اليت نعتمد عليها‪ ،‬لتحديد احملاؿ إليو داخل النص أك خارجو‪،‬‬
‫كقنقسم إذل عناصر‪:‬‬
‫أ‪ -‬الضمائر‪:‬‬
‫ب‪ -‬أظباء اإلشارة(‪:)1‬‬
‫ج‪ -‬اؼبقارنة (‪:)2‬‬

‫(‪ _ )1‬عثماف أبو زنيد‪ ،‬كبو النص‪ :‬إطار نظرم كدراسات قابيقية‪ ،‬ط‪ ،01‬عادل النت اغبديث‪ ،‬اربد‪ ،‬األردف‪1431 ،‬ق_ ‪2010‬ـ‪،‬‬
‫ص ‪.108‬‬
‫(‪ _ )2‬اؼبرجع نفسو ‪،‬ص ف‪.‬‬
‫~ ‪~ 109‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫د‪-‬االسم اؼبوصوؿ(‪:)1‬‬
‫‪ -2‬الحذف ‪:Ellipsis‬‬
‫حدكث ىذا األمر‪،‬‬ ‫سبيل اللغات اإلنسانية بابيعتها إذل اغبذؼ‪ ،‬أل ّف اؼبواقف االقصالية قتال‬
‫حىت قصل الرسالة بوضوح من جهة‪ ،‬كحىت ال يشعر اؼبتلقي باؼبلل من جهة أخرل‪.‬‬
‫‪-1-2‬مستويات الحذف وأقسامو‪:‬‬
‫أ‪ -‬اغبذؼ االظبي‪.‬‬
‫ب‪ -‬اغبذؼ الفعلي‪.‬‬
‫جـ‪-‬اغبذؼ داخل شبو اعبملة‪.‬‬
‫‪ -3‬االستبدال ‪:Substitution‬‬
‫‪-1-3‬تعريف االستبدال‪:‬‬
‫االستبداؿ عملية قتم داخل النص‪ ،‬إنو قعويض عنصر يف النص بعنصر آخر‪.‬‬
‫‪-2-3‬أنواع االستبداؿ(‪:)2‬‬
‫أ‪-‬االستبداؿ االظبي‪.‬‬
‫ب‪-‬االستبداؿ الفعلي‪.‬‬
‫ج‪-‬االستبداؿ ‪.‬‬
‫‪ -4‬الوصل ‪:Conjunction‬‬
‫كيوجد الوصل دبصالحات أخرل دالة عليو‪ ،‬مثل‪ :‬العاف‪ ،‬الربط‪ ،‬الًتابط‪.‬‬
‫‪-1-4‬عناصر الوصل‪:‬‬

‫(‪ _ )1‬أضبد عفيفي‪ ،‬اإلحالة يف كبو النص‪،‬دط ‪ ،‬كلية دار العلوـ‪ ،‬جامعة القاىرة‪ ،‬دت ‪،‬ص‪.27‬‬
‫(‪ _ )2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص ف‪ .‬كينظر‪ :‬عزة شبل ؿبمد‪ ،‬علم لغة النص‪ :‬النظرية كالتابيق‪ ،‬ط ‪ ،02‬منتبة اآلداب‪ ،‬القاىرة‪1430 ،‬ق_‬
‫‪2009‬ـ‪ ،‬ص‪ .115-114‬كينظر‪ :‬ؿبمد خاايب‪ ،‬لسانيات النص‪ :‬مدخل إذل انسجاـ اػبااب‪،‬ط‪، 2‬اؼبركز الثقايف العريب‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء ‪،‬اؼبغرب‪2006 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.20-19‬‬
‫~ ‪~ 110‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫أ‪-‬عناصر ربط إضايف‪- :‬كمن ألفاظو مثال (الواك)‪.‬‬


‫ب‪-‬عناصر ربط عنسي‪ :‬كمن قعبَتات الربط العنسي‪ ،‬فيقصد بو ألفاظ قدؿ على السل‬
‫غالبا‪،‬مثل‪ :‬لنن على الرغم من ذلك‪ ،‬مع ىذا‪...‬اخل‪.‬‬
‫ج‪-‬عناصر ربط سبيب‪- :‬كمن قعبَتاقو أدكات قوضح العالقة اؼبناقية بُت اعبمل كبو‪ :‬ىنذا‪،‬‬
‫كلذلك‪ ،‬كالفاء‪ ،‬ألف‪...،‬اخل‪.‬‬
‫د‪-‬عناصر ربط زمٍت‪ :‬كيتنوف من جزأين من النص متتابعُت زمنيا مثل‪ٍ :‬ب‪ ،‬كأخَتا‪ ،‬كيف النهاية‪،‬‬
‫كيف اؼبساء‪...‬اخل‪.‬‬
‫خامسا‪-‬آليات التماسك المعجمي ‪:‬‬
‫كمن أبرز مظاىر التماسك اؼبعجمي اليت ربدث عنها علماء لسانيات النص ىي‪ :‬التنرار‬
‫كالتضاـ‪.‬‬
‫‪ -1‬التكرار ‪:Réitération‬‬
‫‪-2-1‬أنواع التكرار‪:‬‬
‫أ‪-‬التنرار التاـ أك احملض‪.‬‬
‫ب‪-‬التنرار اعبزئي‪:‬‬
‫جـ‪-‬قنرار اؼبعٌت كاللفظ ـبتلف‪.‬‬
‫د‪-‬التوازم‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫سبثلت يف قنرار اغبركؼ كالنلمات كالعبارات كاعبمل كالفقرات‬ ‫كذكر الفقي أنواعا أخرل‬
‫أحيانا‬
‫‪ -2‬التضام ‪:Collocation‬‬
‫كرد بعدة قسميات منها‪ :‬اؼبصاحبات اؼبعجمية‪ ،‬االقًتاف‪ ،‬اؼبقارنة كعناصر اغبقل الدالرل‪.‬‬

‫(‪ _ )1‬صبحي إبراىيم الفقي‪ ،‬علم اللغة النصي بُت النظرية كالتابيق‪ :‬دراسة قابيقية على السور اؼبنية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.21-20‬‬
‫~ ‪~ 111‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪-1-2‬عالقات التضام(‪:)1‬‬
‫أ‪-‬عالقة التضاد كالتقابل‪ :‬كىو اعبمع بُت الشيء كضده‪ ،‬كالبياض كالسواد‪( ،‬رجل‪ ،‬امرأة)‬
‫(يصمت‪ ،‬يتنلم)‪ ،‬كىو عند القدماء الاباؽ أك اؼبقابلة‪.‬‬
‫ب‪-‬عالقة اعبزء بالنل‪ :‬ققوـ على عرض قصور خاص بذكر بعض األجزاء اؼبنونة للمفهوـ‬
‫كصفاقو اؼبالزمة لو‪ ،‬فبا ينمل الصورة اؼبقصودة ؽبذا الشيء العاـ (صندكؽ‪ ،‬غااء الصندكؽ)‪( ،‬اغبجرة‪،‬‬
‫اؼبنزؿ)‪.‬‬
‫ج‪-‬عالقة اعبزء باعبزء‪ :‬كىي ذكر أكرب عدد من األجزاء‪ ،‬هبدؼ ققدًن صورة عامة ؼبا قشنلو‬
‫من كل كاحد (فم‪ ،‬ذقن)‪( ،‬أنف‪ ،‬عُت)‪.‬‬
‫د‪-‬عالقة االرقباط دبوضوع معُت‪ :‬حيث يتم الربط بُت العناصر اؼبعجمية نتيجة الظهور يف‬
‫سياقات متشاهبة‪ ،‬كىذه العالقات قنوف متالزمة (التالزـ الذكرم)‪ ،‬مثل‪( :‬اؼبرض‪/‬الابي )‪،‬‬
‫(الننتة‪/‬الضحك)‪( ،‬القط‪/‬الفأر)‬
‫ه‪-‬االشتماؿ اؼبشًتؾ‪ :‬مثل (كرسي‪ ،‬منضدة)‪ ،‬حيث ينتمي النرسي كاؼبنضدة إذل كلمة شاملة‬
‫ؽبما كىي (األثاث)‪.‬‬
‫و‪-‬النلمات اليت قنتمي إذل ؾبموعة منتظمة‪ :‬ك قشمل النلمات اؼبرقبة مثل‪( :‬مشاؿ‪ ،‬جنوب‪،‬‬
‫شرؽ‪ ،‬غرب)‪( ،‬سبت‪ ،‬أحد اثنُت‪ ..‬صبعة)‪( ،‬جانفي‪ ،‬فيفرم‪...،‬ديسمرب)‬
‫ز‪-‬النلمات اليت قنتمي إذل ؾبموعة غَت منتظمة‪ :‬مثل‪( :‬أضبر‪ ،‬أخضر‪)...‬‬
‫كقسم سباـ حساف عالقات التضاـ على النحو اآلٌب(‪:)2‬‬
‫ّ‬
‫أ‪-‬عالقة التالزـ‪ :‬كىو أف ينوف لفظ مالزـ للفظ‪.‬‬
‫ب‪-‬عالقة التوارد‪ :‬كىو مناسبة لفظ للفظ آخر؛ إذ ال يبتنع أف يصاحبو‪.‬‬
‫جـ‪-‬عالقة التنايف‪ :‬كىو قنافر لفظ مع لفظ آخر‪ ،‬كال يرداف معا متواليُت يف قركي كاحد‪.‬‬

‫(‪ _ )1‬ينظر‪ :‬عزة شبل ؿبمد‪ ،‬علم لغة النص‪ :‬النظرية كالتابيق‪ ،‬ص‪ .110-109‬كينظر‪ :‬حساـ أضبد فرج‪ :‬نظرية علم النص‪ :‬رؤية‬
‫منهجية يف بناء النص النثرم‪،‬ط‪، 1‬منتبة اآلداب‪ ،‬القاىرة‪1428 ،‬ق_ ‪2007‬ـ‪ ،‬ص‪.115-111‬‬
‫(‪ _ )2‬سباـ حساف‪ ،‬البياف يف ركائع القرآف‪ :‬دراسة لغوية كأسلوبية للنص القرآين‪ ،‬ط‪ ،03‬عادل النت ‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪2009 ،‬ـ‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫ص‪.250-249‬‬
‫~ ‪~ 112‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫كعليو‪ ،‬فإ ّف ىذه العالقات اؼبعجمية ىي مصدر للربط بُت النلمات‪ ،‬قؤدم كظيفة داللية‪،‬‬
‫كهتدؼ إذل ربقيق التماسك النصي بُت النلمات اؼبتضادة كاؼبتقابلة‪.‬‬

‫~ ‪~ 113‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫الدراسات اللسانية العربية الحديثة ‪:01‬‬

‫عبد الرحمن الحاج صالح‪:‬‬

‫أوال‪ :‬حياة عبد الرحمان الحاج صالح‪:‬‬

‫‪-1‬نشأتو(‪:)1‬‬

‫كلد الدكتور عبد الرضبن اغباج صاحل دبدينة كىراف يف ‪ 78‬جويلية ‪1927‬ـ‪ ،‬من عائلة معركفة‬
‫نزح أسالفها من قرية بٍت راشد اؼبشهورة يف كىراف يف بداية القرف ‪ ،19‬درس يف اؼبدارس اغبنومية‪ ،‬كيف‬
‫الوقت نفسو كاف يتلقى الدركس بالعربية مساء يف إحدل اؼبدارس اغبرة اليت أنشأهتا صبعية العلماء‬
‫اؼبسلمُت اعبزائريُت‪ ،‬كالتحق كىو ابن طبس عشرة سنة حبزب الشع اعبزائرم‪ ،‬كالتحق يف سنة ‪1947‬‬
‫بنلية اللغة العربية اعبامعة القاىرة‪ ،‬كاطلّع على الًتاث اللغوم العريب كنتاب سيبويو ‪،‬ككاف ىذا دافعا‬
‫مهما يف حياقو العلمية‪.‬‬

‫كدل يستاع إكماؿ دراستو يف مصر‪ ،‬كالتحق جبامعة بوردك ‪ Bourdeaux‬بفرنسا‪ ،‬بعد مسانبتو‬
‫كدرس كأستاذ بثانوية (موالم يوسف)‬‫يف ثورة أكؿ نوفمرب لسنوات ‪ٍ،‬ب قوجو إذل اؼبملنة اؼبغربية ّ‬
‫كدرس الرياضيات يف كلية العلوـ فبا جعلو يقًتب أكثر من فنر اػبليل بن أضبد الفراىيدم‪،‬‬
‫بالرباط‪ّ ،‬‬
‫كبعد حصولو على التربير يف اؼبغرب عمل على قدريس اللسانيات يف كلمة الرباط باللغة العربية ‪1967‬‬
‫ألكؿ مرة يف اؼبغرب العريب‪.‬‬

‫كؼباّ استقلت اعبزائر كاف من اؼبسانبُت يف النهوض باعبامعة اعبزائرية‪ ،‬قأطَتا‪ ،‬كقاويرا‪ ،‬كأسندت‬
‫إليو عمادة كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية‪ ،‬فنهض هبا خَت هنوض‪ ،‬كشارؾ يف كل الندكات اليت كانت‬

‫(‪ _ )1‬كردة سخرم‪ ،‬اعبهود اللسانية عند الدكتور عبد الرضباف اغباج صاحل من خالؿ (حبوث كدراسات يف علوـ اللساف) مذكرة‬
‫ماجستَت كلية اللغة كاألدب العريب كالفنوف‪ ،‬جامعة باقنة‪1436 ،1 ،‬ىػ‪1437-‬ىػ‪ ،2716-2715/‬ص ‪( 72‬ملحق آخر اؼبذكرة)‬
‫كينظر‪ :‬سعاد شرفاكم‪ ،‬التفنَت النحوم عند عبد الرضباف اغباج صاحل‪ ،‬مذكرة ماجستَت‪ ،‬قسم اللغة كاألدب العريب‪ ،‬جامعة قاصدم‬
‫مرباح‪ ،‬كرقلة‪2717 ،2779 ،‬ـ‪ /‬ص ‪ ، 7‬كينظر‪ :‬سعاد شرفاكم‪ ،‬اعبهود اللسانية عند عبد الرضباف اغباج صاحل (قراءة يف اآلثار‬
‫كاؼبنهج كمواطن االجتهاد)‪ ،‬أطركحة دكتوراه‪ ،‬قسم اللغة كاألدب العريب‪ ،‬جامعة كرقلة‪2716 ،‬ـ‪2717-‬ـ‪ ،‬ص ‪.12-11‬‬
‫~ ‪~ 114‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫ققاـ يف اعبامعة اعبزائرية (‪.)1‬‬

‫كيف سنة ‪1968‬ـ زار جامعة فلوريدا‪ ،‬كالتقى باللساين نعوـ قشومسني فجرت بينهما مناظرة‬
‫أفحمت ىذا األخَت‪.‬‬

‫أنشأ معهدا كبَتا للعلوـ اللسانية كالصوقية‪ ،‬كأخرج فيو نظريتو اػبليلية اغبديثة‪ ،‬كىي أطركحتو يف‬
‫الدكتوراه من جامعة السوربوف ( ‪1979‬ـ) كما أنشأ مركزا للبحوث العلمية‪.‬‬

‫عضوا عامال فيو‬ ‫عُت عضوا مراسال دبجمع اللغة العربية بالقاىرة ٍب انتخ‬
‫كيف سنة ‪1988‬ـ ّ‬
‫سنة ‪2773‬ـ‪ ،‬كقبلو كاف عضوا يف‪ :‬ؾبمع دمشق (‪1978‬ـ)‪ ،‬كؾبمع بغداد (‪1987‬ـ) كؾبمع عماف‬
‫(‪1984‬ـ)‪.‬‬

‫‪-2‬اإلنتاج العلمي والمنشورات‪:‬‬

‫إنتاجاقو العلمية عبارة عن حبوث كدراسات قيمة‪ ،‬كقد نشرت يف ـبتلف اجملالت العلمية‬
‫اؼبتخصصة منها‪:‬‬

‫‪-‬اؼبعجم اؼبوحد ؼبصالحات اللسانيات‪.‬‬

‫‪-‬علم اللساف العريب كعلم اللساف العاـ (يف ؾبلدين) اعبزائر‪.‬‬

‫‪-‬حبوث كدراسات يف علوـ اللساف يف جزأين‪.‬‬

‫‪-‬لو مقاالت عديدة‪.‬‬

‫‪ً-‬بّ قعينو رئيسا للمجمع اعبزائر للغة العربية‪ ،‬سنة ‪2777‬ـ ‪.‬‬

‫كما للدكتور العديد من اعبوائز كالتنريبات عرب ـبتلف دكؿ العادل‪.‬‬

‫وفاتو‪ :‬قويف عبد الرضباف اغباج صاحل يوم ‪05‬مارس ‪2717‬ـ دبستشفى عُت النعجة باعبزائر‬
‫العاصمة‪ ،‬عن عمر ناىز ‪ 97‬سنة رضبو اهلل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عبد الرحمان الحاج صالح وجهوده اللسانية والعلمية‪:‬‬

‫(‪ _ )1‬التواٌب بن التواٌب‪ ،‬اؼبدارس النحوية‪ ،‬دار الوعي‪ ،‬دط‪2778 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫~ ‪~ 115‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪-1‬الجهود اللسانية‪ :‬ىي جهود كثَتة‪ّ ،‬‬


‫عمت أرجاء العادل العريب بأسره منها‪:‬‬

‫‪-1-1‬في األصول(‪:)1‬‬

‫‪ -‬بذؿ جهدا من أجل اغبفاظ على اللغة العربية كإثرائها‪ ،‬كمتالعة على الدكاـ دبستجدات العصر‬
‫اغبديث‪.‬‬

‫‪ -‬إصراره على معرفة النماذج القديبة‪ ،‬ألهنا قنس اؼبنت اللغوم الصحيح ال العربية اليت يغل‬
‫عليها السجع‪ ،‬كالصفة اللفظية‪.‬‬

‫‪ -‬النحو عنده ليس إعرابا كقفيقها بل ىو آليات ذبلي اؼبعاين كبالتارل غرسو لالذباه العقلي‪.‬‬

‫‪ -‬ربط بُت الدراسات العربية القديبة كاغبديثة مع الدراسات الغربية‪.‬‬

‫‪ -‬إمعاف النظر يف النظريات الوافدة من الغرب‪ ،‬كسبحيصها سبحيصا دقيقا‪.‬‬

‫‪ -‬ثراء الًتاث العلمي اللغوم األصيل باألفنار األصيلة‪ ،‬كاؼبناىج النافعة كالتحليالت العميقة‪،‬‬
‫كمفاىيم الصوقيات العربية اليت قبُت لو باالختبار كبالتننولوجيا اغبديثة أ ّف أغلبها صحيح‪.‬‬

‫‪-‬عدـ فهمنا لًتاثنا سببو اعبهل جبهود القدماء‪ ،‬كاإلهبار بالنظريات الغربية‪.‬‬

‫‪-‬أصالة الفنر العريب كخاصة النحو العريب‪.‬‬

‫‪-2-1‬في اللسانيات‪:‬‬

‫‪-‬عبد الرضباف اغباج صاحل علم من أعالـ اللسانيات النبار على اؼبستول الفردم كعلى اؼبستول‬
‫العاؼبي(‪. )2‬‬

‫‪-‬يعترب من دعاة القراءة الواعية للًتاث كالدراسة العميقة لو دبفاىيم آنية‪.‬‬

‫(‪ _ )1‬صاحل بلعيد‪ ،‬مقاربات منهاجية‪ ،‬د ط‪ ،‬دار ىومة‪2774 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫كينظر‪ :‬عبد الرضباف اغباج صاحل‪ ،‬اللغة العربية كالبحث العلمي اؼبعاصر أماـ ربديات العصر‪ ،‬ؾبلة اجملتمع اعبزائرم للغة العربية‪ ،‬اؼبؤسسة‬
‫الوطنية للفنوف اؼبابعية‪ ،‬كحدة الرعاية‪ ،‬اعبزائر‪ ،‬ديسمرب‪ ،‬ع‪2775 ،4‬ـ‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫(‪ _ )2‬التواٌب بن التواٌب‪ ،‬اؼبدارس النحوية‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫~ ‪~ 116‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪-‬من الباحثُت اجملددين يف ؾباؿ اللسانيات اغبديثة‪ ،‬كما يبنن أف قستفيده العربية الفصحى من‬
‫النظريات السائدة اليوـ يف ؾباؿ البحث اللساين كما ينفرد بو اللساف العريب (‪.)1‬‬

‫‪-‬دعا إذل ضركرة أف ققرأ اللغة العربية من خالؿ اللسانيات اغبديثة باعتبار اللسانيات على‬
‫اؼبفاىيم اليت ال ربيد عن النمط القدًن لدرجة القداسة‪.‬‬

‫‪-‬استخلص الظواىر اللسانية اآلقية(‪:)2‬‬

‫أ‪-‬اللساف قبل كل شيء أداة قبليغ‪.‬‬

‫ب‪-‬اللساف ظاىرة اجتماعية‪.‬‬

‫ج‪-‬لنل لساف خصائص من حيث اؼبادة كالصورة‪.‬‬

‫د‪-‬اللساف يف ح ّد ذاقو نظاـ من األدلة‪.‬‬

‫ىػ‪-‬للساف مناقو اػباص بو‪.‬‬

‫ك‪-‬اللساف كضع كاستعماؿ‪ٍ ،‬ب لفظ كمعٌت يف كل من الوضع كاالستعماؿ‪.‬‬

‫ز‪-‬للبٌت اللغوية مستول من التحليل غَت مستول الوضع‪ ،‬كغَت مستول االستعماؿ‪.‬‬

‫‪-3-1‬في الرصيد الوظيفي المغاربي‪:‬‬

‫كىو عبارة عن مشركع أقبزه باالشًتاؾ مع أساقذة من قونس كاؼبغرب كموريتانيا‪ ،‬حيث يتناكؿ أىم‬
‫ما يستعملو الافل اؼبغاريب يف سنوات الاور األكؿ‪ ،‬كيعمل على ربديد القدر اؼبشًتكة من األلفاظ بُت‬
‫أطفاؿ اؼبغرب العريب كقفادم اغبشو الذم يثقل ذاكرة الافل دبا وبتاج إليو من األلفاظ كيستهدؼ ىذا‬
‫العمل اعبماعي ما يلي(‪:)3‬‬

‫(‪ _ )1‬صاحل بلعيد‪ ،‬مقاربات منهاجية‪ ،‬ص ‪.149‬‬


‫(‪ _ )2‬سعاد شرفاكم‪ ،‬التفنَت النحوم عند عبد الرضبن اغباج صاحل‪ ،‬ص ‪ 17‬كينظر‪ :‬صاحل بلعيد‪ ،‬مقاربات منهاجية‪ ،‬ص ‪-149‬‬
‫‪.157‬‬
‫(‪ _ )3‬صاحل بلعيد‪ ،‬مقاربات منهاجية ص ‪ ،151-157‬كينظر‪ :‬عبد الرضباف اغباج صاحل‪ ،‬حبوث كدراسات يف اللسانيات العربية‪،‬‬
‫موفم للنشر‪ ،2777 ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.127-119‬‬
‫~ ‪~ 117‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫أ‪-‬قوحيد اللغة يف نواهتا األساسية‪.‬‬

‫موحد‪.‬‬
‫ب‪-‬إعااء فنرة عن بناء معجم مدرسي ّ‬
‫ج‪ -‬مدل استفادة معلمينا من مصالحات مؤسساقنا العلمية‪.‬‬

‫د‪-‬الوصوؿ إذل إدراؾ عي النت اؼبدرسية من حيث اؼبضموف كطرائق قبليغو‪.‬‬

‫ىػ‪-‬اغب ّد من فوضى استخداـ الًتادؼ‪.‬‬

‫ك‪-‬احًتاـ التدرج يف استعماؿ األلفاظ‪.‬‬

‫ز‪-‬حذؼ األلفاظ غَت الوظيفية‪.‬‬

‫ح‪-‬قوظيف ظاىرة االقتصاد يف اػبااب كإصالح لغة االقصاؿ‪.‬‬

‫‪-4-1‬في الرصيد اللغوي العربي(‪:)1‬‬

‫كىو مشركع صباعي يعمل على ضبط ؾبموعة من اؼبفردات كالًتاكي العربية الفصيحة أك اعبارية‬
‫على قياس كالـ العرب‪ ،‬اليت وبتاج إليها التلميذ يف مرحلة التعليم األساسي كالثانوم‪ ،‬حىت يتسٌت بو‬
‫التعبَت عن األغراض كاؼبعاين العادية ‪،‬اليت ذبرم يف التخاط اليومي من ناحية كمن ناحية أخرل التعبَت‬
‫عن اؼبفاىيم اغبضارية كالعلمية األساسية ‪،‬اليت هب أف يتعلمها يف ىذه اؼبرحلة من التعليم كمن مزاياه‪:‬‬

‫‪-‬قوحيد لغة الافل العريب كالشباب العريب عامة‪ ،‬مع احملافظة على اػبصائص اؼبعيشية كالثقافية‬
‫لنل قوـ ‪.‬‬

‫‪-‬استجابتو ؼبا ققتضيو نواميس الًتبية السليمة كحضارة العصر اغبديث ألنو ال يشتمل على أكثر‬
‫فبا وبتاج الافل يف سن معينة من عمره ‪.‬‬

‫‪-5-1‬في التعليميات(‪:)2‬‬

‫(‪ _ )1‬صاحل بلعيد‪ ،‬مقاربات منهجية‪ ،‬ص ‪ ،151‬كينظر‪ :‬عبد الرضباف اغباج صاحل‪ :‬حبوث كدراسات يف اللسانيات العربية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‬
‫‪.271-277‬‬
‫(‪ _ )2‬صاحل بلعيد‪ ،‬مقاربات منهاجية ص‪ ،152-151‬كينظر‪ :‬حبوث كدراسات يف علوـ اللساف‪ ،‬ص ‪ ،247-228‬كينظر‪ :‬عبد‬
‫الرضباف اغباج صاحل‪ ،‬حبوث كدراسات يف اللسانيات العربية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.274-199‬‬
‫~ ‪~ 118‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪ -‬لو أثر كاضح يف ىذا اجملاؿ‪ ،‬فقد كاف ينتقد منهجية قلقُت الدركس‪.‬‬

‫‪ -‬يقدـ البدائل اللغوية النوعية اليت قرقى بالدرس ألف ينوف ؿببوبا كمفهوما‪.‬‬

‫‪ -‬ينت يف األسس العلمية كاللغوية لبناء مناىج اللغة العربية يف التعليم ما قبل اعبامعي ‪.‬‬

‫‪ -‬يسعى إذل قاوير قدريس اللغة العربية كعلم قدريس اللغات ‪.‬‬

‫‪ -‬يسعى إذل قاوير منهجية الدرس اللغوم‪.‬‬

‫‪ -‬كت يف حركة التعري يف النظاـ التعليمي يف اعبزائر‪.‬‬

‫‪ -‬أسس لفرؽ البحث يف ؾباؿ الديداكتيك مستخدما فيها طرائق قبليغ النحو العريب القدًن‪،‬‬
‫بتابيق مبادئ النظرية اػبليلية كخاواهتا اإلجرائية يف الدرس اللغوم‪.‬‬

‫سنهم‬ ‫‪ -‬أسهم يف بناء النهضة التعليمية للصغار كالنبار كاؼبوظفُت‪ ،‬ككضع طرؽ قناس‬
‫كأعماؽبم‪ ،‬كاليت أىلتو ألف ينوف على رأس اللجنة الوطنية إلصالح اؼبنظومة الًتبوية عاـ ‪2771‬ـ‪.‬‬

‫‪ -‬أسفو على ما أصاب الفصحى خالؿ القركف األخَتة من الضعف كاؽبزاؿ‪.‬‬

‫‪-6-1‬في الكتابة في الموسوعات والمجالت (‪:)1‬‬

‫لعبد الرضباف اغباج صاحل ما يفوؽ كاحد كسبعوف حبثا كدراسة ‪،‬نشرت يف ـبتلف اجملالت العلمية‬
‫يف اؼبوسوعة اإلسالمية ‪ ،‬الابعة اعبديدة لندف سنة‬ ‫اؼبختصة بالعربية كاالقبليزية كالفرنسية‪ ،‬فقد كت‬
‫‪1984‬ـ‪ ،‬كربدث فيها عن التعليم يف اعبزائر‪.‬‬

‫يف موسوعة أعالـ العرب كاؼبسلمُت اليت قصدر عن اؼبنظومة العربية للًتبية كالثقافة‬ ‫‪-‬كت‬
‫كالعلوـ‪ ،‬كعضويتو يف ؾبلسها العلمي‪.‬‬

‫‪-‬كت يف ؾبلة ؾبمع اللغة العربية دبصر كاألردف كسوريا كالعراؽ كؾبالت أكركبية كثَتة‪.‬‬

‫‪-‬كتابتو يف ؾبلة الثقافة كاألصالة كاللسانيات كاؼبربز للمدرسة العليا لألستاذة ببوزريعة باعبزائر‬
‫العاصمة‪ ،‬كؾبلة اللغة العربية للمجلس األعلى للغة العربية كؾبلة اللساف العريب اليت يصدرىا منت‬

‫(‪ _ )1‬صاحل بلعيد‪ ،‬مقاربات منهاجية ص‪ ،152‬كينظر اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.153-152‬‬
‫~ ‪~ 119‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫قنسيق التعري بالرباط ‪.‬‬

‫‪-7-1‬النظرية الخليلية الحديثة(‪: )1‬‬

‫‪ -‬نسبة إذل اػبليل بن أضبد الفراىيدم (ت ‪175‬ىػ)‪.‬‬

‫‪ -‬النظرية اػبليلية امتداد ؼبا جاء بو اػبليل بن أضبد‪.‬‬

‫‪ -‬ؿباكلة عبد الرضباف اغباج صاحل مواصلة ما ابتدأه اػبليل كسيبويو بناء على ما استج ّد من‬
‫نظريات لسانية حديثة‪ ،‬كما أنتج يف اإلعالـ اآلرل‪.‬‬

‫‪ -‬قابيق مواصفات النظرية اػبليلية على اغبوسبة اللغوية‪.‬‬

‫‪ -‬النظرية اػبليلية اغبديثة إعادة لقراءة الًتاث كإعادة لصياغة اؼبفاىيم األساسية كمقارنتها دبا‬
‫قوصل إليو البحث اللساين اغبديث‪.‬‬

‫‪ -‬ؿباكلة استثمار القراءة اعبديدة للًتاث يف الدراسات اللغوية العربية‪.‬‬

‫‪-2‬الجهود العلمية‪:‬‬

‫جهوده العلمية كثَتة كمتعددة يبنن حصرىا يف اآلٌب‪:‬‬

‫‪-1-2‬في المصطلحات(‪:)2‬‬

‫كثَتا ما نصادؼ يف دراساقنا اختالفا يف اؼبصالحات كقع ّددىا حىت بُت أبناء البلد الواحد‪ ،‬كعبد‬
‫الرضبن اغباج صاحل‪ ،‬لو شرعية كضع اؼبصالحات كالتعليق عليها‪ ،‬ألنو عضو يف اؼبنظمة العربية للًتبية‬
‫كالثقافة‪ ،‬إما عن طريق الًتصبة أك االشتقاؽ أك النحت‪...‬اخل كمن مسانباقو يف ىذا اجملاؿ‪:‬‬

‫‪-‬إعداده ؼبعجم مصالحات اإلعالميات (عريب فرنسي)‪.‬‬

‫(‪ _ )1‬عبد الرضباف اغباج صاحل‪ ،‬حبوث كدراسات يف اللسانيات العربية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،27‬صاحل بلعيد‪ ،‬مقاربات منهاجية ص‪،153‬‬
‫كينظر‪ :‬بشَت ابرير‪ ،‬أصالة اػبااب يف اللسانيات اػبليلية اغبديثة‪ ،‬ؾبلة العلوـ اللسانية‪ ،‬جامعة ؿبمد خيضر بسنرة‪ ،‬ع‪ ،77‬فيفرم‪،‬‬
‫‪2775‬ـ‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫(‪ _ )2‬عبد الرضباف اغباج صاحل‪ ،‬حبوث كدراسات يف اللسانيات العربية ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪ ،371‬كينظر‪ :‬صاحل بلعيد‪ ،‬مقاربات منهجية‪ ،‬ص‬
‫‪.155‬‬
‫~ ‪~ 120‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪ -‬معجم مصالحات علم اللساف‪.‬‬

‫‪-‬اؼبعجم اؼبوحد ؼبصالحات اللسانيات‪.‬‬

‫‪-‬مسائل يف مصالحات التجويد للشيخ جالؿ اغبنفي كاإلجابة عنها‪.‬‬

‫كما قبٌت عبد الرضباف اغباج صاحل اؼبصالحات اآلقية كظهر إعجابو هبا يف ع ّدة صور منها(‪:)1‬‬

‫‪-1‬قبٌت مصالح علم اللساف بدؿ فقو اللغة‪.‬‬

‫فضل كلمة اللساف على لفظة اللغة ‪.‬‬


‫‪ّ -2‬‬
‫‪-3‬علم اللساف ىو أفضل مصالح يؤدم ىذا اؼبعٌت يف العصر اغبديث‪.‬‬

‫فضل مصالح البنوية بدؿ البنيوية‪.‬‬


‫‪ّ -4‬‬
‫‪-5‬التمييز بُت اؼبعٌت كالفائدة‪.‬‬

‫‪-6‬يقارف بُت اغبرؼ الصوٌب كاغبرؼ اػباي‪.‬‬

‫‪ -7‬يقارف بُت ما قالو العرب قديبا كما ذى إليو الغربيوف يف العصر اغبديث‪.‬‬

‫‪-8‬يع ّق على ما قالو دم سوسَت عن اللساف كالنالـ‪.‬‬

‫‪-9‬يقارف عملية اكتساب الافل للمهارات عند احملدثُت كعند علماء العرب القدماء‪.‬‬

‫‪-17‬يدافع عن النحاة العرب‪.‬‬

‫‪-11‬فضل العرب على األكركبيُت‪.‬‬

‫‪-2-2‬في الترجمة(‪:)2‬‬

‫(‪ _ )1‬منصور ميلود‪ ،‬الفنر اللساين عند الدكتور عبد الرضباف اغباج صاحل من خالؿ ؾبلة اللسانيات‪ ،‬ؾبلة العلوـ اإلنسانية‪ ،‬جامعة‬
‫ؿبمد خيضر بسنرة‪ ،‬ع ‪ ،77‬جانفي ‪2775‬ـ‪ ،‬ص ‪ 15‬كما بعدىا‪.‬‬
‫(‪ _ )2‬ظبَت شريف الستبيتة‪ ،‬اجملاؿ كالوظيفة كاؼبنهج‪ ،‬ط‪،2‬جدارا للناق العاؼبي‪ ،‬عادل النت اغبديثة‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪2778 ،‬ـ‪ ،‬ص‬
‫‪ 387‬كينظر‪ :‬صاحل بلعيد مقاربات منهجية‪ ،‬ص ‪ 155‬كينظر‪ :‬عبد الرضباف اغباج صاحل‪ :‬حبوث كدراسات يف اللسانيات العربية ‪،‬‬
‫ج‪ ،1‬ص ‪.373‬‬
‫~ ‪~ 121‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪-‬الًتصبة عند عبد الرضباف اغباج صاحل من أقبع الارؽ الرئيسية لتحقيق الرقي العلمي‪.‬‬

‫‪-‬قعري شامل للمراجع كالنت كالدراسات‪.‬‬

‫‪-‬قأكيده على ضركرة إقامة ىيئات متعددة للًتصبة يف الوطن العريب شرط أف وبصل بينهما‬
‫التنسيق‪.‬‬

‫‪-3-2‬في الذخيرة اللغوية(‪:)1‬‬

‫ىي أنًتنت لغوية عربية أك جوجل ‪ Google‬العرب‪ ،‬أك ىي قاموس أك بنك آرل للغة العربية‬
‫اؼبستعملة بالفعل‪.‬‬

‫‪ -‬قتضمن كتبا قراثية أدبية كعلمية كققنية كغَتىا‪.‬‬

‫‪ -‬يشتمل على اإلنتاج الفنرم العريب اؼبعاصر من خاابات كؿباكرات‪.‬‬

‫‪ -‬أشناؿ اؼبعجم اآلرل ىبتص بًتقي معُت كىو‪:‬‬

‫أ‪-‬قرقي أجبدم عاـ (االناالؽ من األلفاظ)‪.‬‬

‫ب‪-‬قرقي أجبدم حبس ؾباالت اؼبفاىيم (االناالؽ من اؼبعاين)‪.‬‬

‫ج‪-‬قرقي حبس قردد النلمة يف النصوص‪.‬‬

‫د‪-‬قرقي حبس ذيوع النلمة يف الوطن العريب‪.‬‬

‫ىػ‪-‬قرقي حبس العلوـ كالفنوف‪.‬‬

‫‪-4-2‬في الحوسبة اللغوية(‪:)2‬‬

‫كالتحاكر مع اللغات‪،‬‬ ‫الفعاؿ لتقنيات اغبواسي‬


‫‪-‬يهتم عبد الرضباف اغباج صاحل باالستخداـ ّ‬
‫(‪ _ )1‬عبد الرضباف اغباج صاحل‪ ،‬مشركع الذخَتة اللغوية العربية كأبعاده العلمية كالتابيقية‪ ،‬ؾبلة اآلداب‪ ،‬جامعة قسناينة‪ ،‬ع‪،3‬‬
‫‪1996‬ـ‪ ،‬ص ‪ 15-77‬كينظر‪ :‬عبد الرضباف اغباج صاحل حبوث كدراسات يف اللسانيات العربية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪ ،422-395‬كينظر‪:‬‬
‫صفية ماهرم أنبية النظرية اػبليلية يف الدرس اللساين العريب اغبديث‪ ،‬ؾبلة الًتاث العريب‪ ،‬عدد ‪ ،116‬السنة التاسعة كالعشركف‪،‬‬
‫‪2779‬ـ‪ ،‬ص ‪97‬‬
‫(‪ _ )2‬صفية ماهرم‪ ،‬أنبية النظرية اػبليلية يف الدين اللساين العريب اغبديث‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫~ ‪~ 122‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫بوضع آليات رياضية للغات‪ ،‬كىذا أثناء التابيقات اليت هبريها الاالب يف ؾباؿ التوثيق اآلرل كالًتصبة‬
‫اآللية كقعليم اللغات باغبواسي ‪ ،‬كالًتقي اآلرل لنالـ‪....‬اخل‬

‫يلح عبد الرضباف اغباج صاحل على ضركرة التعاكف كاؼبسانبة يف اختصار الاريق كقوفَت اعبهود عن‬
‫ّ‬
‫طريق اغبوسبة اللغوية‪.‬‬

‫‪-5-2‬الباحث األكاديمي (‪:)1‬‬

‫‪-‬عبد الرضباف اغباج صاحل رئيس اجملمع اعبزائرم للغة العربية كعضو يف اجملامع العربية األربعة‪:‬‬
‫السورم‪ ،‬العراقي‪ ،‬األردين‪ ،‬كاؼبصرم‪.‬‬

‫‪-‬يدرل بآرائو يف ىذه اجملامع كيثرم ؾبالهتا دبقاالت العلمية كاؼبشاركة يف اؼبؤسبرات بأحباثو اؼبختلفة‪.‬‬

‫‪-‬حثو للمجمعيُت على ضركرة التفتح على اللغات‪ ،‬كاستعماؿ اؼبصالحات األجنبية كلما‬
‫قستدعيها الضركرة العلمية‪.‬‬

‫‪-‬يدعو إذل إعادة النظر يف قدكين اؼبسموع بتنييف اغبرؼ العريب ليليب اؼبتداكؿ يف احمليط‪.‬‬

‫‪-‬مسايرة العصر بتوظيف آلياقو‪ ،‬كاالستفادة منها يف قاوير اللغة العربية‪.‬‬

‫لقد استااع عبد الرضبن اغباج صاحل أف يقدـ قصوره اللساين اعبديد لقضايا اللغة العربية‪،‬‬
‫اناالقا من قراثها‪ ،‬كاالنفتاح على اؼبناىج كالعلوـ العصرية‪ ،‬كما اىتم بًتقية اللغة العربية من خالؿ‬
‫التعليمات كالًتصبة كاؼبصالح كاؼبعاجم ‪.‬‬

‫(‪ _ )1‬صاحل بلعيد‪ ،‬مقاربات منهاجية‪ ،‬ص ‪.167-154‬‬


‫~ ‪~ 123‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫الدراسات اللسانية العربية الحديثة‪:-2-‬‬

‫أوال‪ :‬بوادر نشأة اللسانيات العربية المعاصرة‪:‬‬

‫ربديد البدايات األكذل النتقاؿ الفنر اللساين العريب إذل ساحة التفنَت اللغوم‬ ‫من الصع‬
‫باابعو العريب‪ ،‬كلنن الشيء اؼبؤكد أهنا قعود إذل بداية االقصاؿ باغبضارات كالثقافات الغربية يف العصر‬
‫اغبديث‪.‬‬

‫كيبنن حصر بوادر اغبركة اللسانية األكذل عند العرب فيما يأٌب‪:‬‬

‫أ‪-‬النهضة الفكرية العربية‪ :‬والتي انبثقت عنها‪:‬‬

‫‪-‬المشكلة اللغوية في المرحلة العثمانية‪:‬‬

‫كسبيزت ىذه اؼبرحلة بتخلف فنرم كاكبااط ثقايف حيث عمل األقراؾ على إضعاؼ اللغة العربية‬
‫كقوسيع اؽبوة بُت العريب كلغتو كنتج عن ذلك غياب كسائل التعليم كندرة النت (‪.)1‬‬

‫‪-‬ارىاصات التغيير‪:‬‬

‫شنلت ضبلة نابليوف بونابرت على مصر سنة (‪1871-1798‬ـ) البداية الفعلية النفتاح‬
‫الثقافة العربية على الثقافة الغربية (‪.)2‬‬

‫‪-‬جوانب من تمظهرات اإلصالح اللغوي النهضوي‪:‬‬

‫دخوؿ معارؼ كعلوـ جديدة‬ ‫كسبثلت يف الًتصبة كقيسَت قعليم اللغة العربية ككبوىا إذل جان‬
‫كالا كالابيعيات كالرياضيات كالعلوـ االجتماعية كاالقتصادية كاغبقوقية كأنشأت اؼبعاىد اؼبتخصصة‬
‫كاؼباابع‪....‬اخل (‪.)3‬‬

‫(‪ _ )1‬كردة سخرم‪ ،‬اعبهود اللسانية عند عبد الرضبن اغباج صاحل من خالؿ(حبوث كدراسات يف علوـ اللساف)‪ ،‬ص ‪ .29‬كينظر‪:‬‬
‫حافظ اظباعيل علوم‪ ،‬اللسانيات يف الثقافة العربية اؼبعاصرة‪ :‬دراسة ربليلية نقدية يف قضايا التلقي كاشناالقو‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫(‪ _ )2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫(‪ _ )3‬مصافى غلفاف‪ ،‬اللسانيات يف الثقافة العربية‪-‬حفريات النشأة كالتنوين‪ ،‬ط‪ ،1‬اؼبدارس للنشر كالتوزيع‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬اؼبغرب‪،‬‬
‫‪2776‬ـ‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫~ ‪~ 124‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫ب‪-‬المرحلة اإلستشراقية‪:‬‬

‫لقد كاف لالنتدابات دكر كبَت يف اإلطالع على علم اللغة يف مفهومو اعبديد‪ ،‬كمثلتو كتابات‬
‫اؼبستشرقُت من أمثاؿ‪ :‬برجشًتايسر (‪1933-1887‬ـ) كجويدم (ت ‪1935‬ـ) لوسباف (‪-1875‬‬
‫‪1958‬ـ) كقد قاـ ىؤالء بالتدريس يف اعبامعة اؼبصرية(‪. )1‬‬

‫ج‪-‬ارىاصات تشكل الخطاب اللساني الحديث‪:‬‬

‫كيتجلى يف‪:‬‬

‫‪-‬الخطاب التاريخي المقارن‪ :‬كذبسد أعماؿ‪ :‬رفاعة الاهااكم‪ ،‬جرجي زيداف‪ ،‬إبراىيم‬
‫اليازجي‪ ،‬كغَتىم‪.‬‬

‫‪-‬االتجاه الوصفي‪ :‬لقد كانت سنة (‪1941‬ـ) السنة اؼبثَتة لالىتماـ بعد (ظهور أكؿ ؿباكلة‬
‫قأليف يف ؾباؿ الدراسات اللغوية اغبديثة فبثلة بنتاب علي عبد الواحد كايف‪ :‬علم اللغة ) (‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬أىم التجارب اللسانية العربية‪:‬‬

‫‪-1‬إبراىيم أنيس(‪:)3‬‬

‫قعترب عودة إبراىيم أنيس (‪1978-1976‬ـ)‪ ،‬البداية الفعلية ؽبذا اؼبنهج يف الدراسات اللغوية‬
‫العربية‪ ،‬كىذا بعد أف كاف يف (لندف) يدرس اللسانيات الوصفية‪ ،‬فقد قاـ بدكر بارز منذ البدء يف دراسة‬
‫العربية دبنظار اؼبفاىيم اللسانية األكركبية الوصفية منها كالتارىبية كالًتكيز على دراسة البنية الصرفية‬
‫كالًتكيبية كالداللية للغة العربية من خالؿ‪:‬‬

‫‪-‬ققوًن آراء القدماء يف قااعات اللغة من كجهة نظر اللسانيات يف بالد الغرب‪ ،‬كذلك من‬
‫خالؿ كتبو‪( :‬األصوات اللغوية‪ ،‬داللة األلفاظ‪ ،‬كيف اللهجات العربية)‪ ،‬أما أفناره فتتلخص يف اآلٌب‪:‬‬

‫(‪ _ )1‬حافظ إظباعيل عليوم‪ ،‬اللسانيات يف الثقافة العربية اؼبعاصرة‪ ،‬دراسة ربليلية نقدية يف قضايا التلقي كإشناالقو‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫(‪ _ )2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص ‪ 43‬كينظر‪ :‬كردة سخرم‪ ،‬اعبهود اللسانية عند عبد الرضبن اغباج صاحل من خالؿ (حبوث كدراسات يف علوـ‬
‫اللساف)‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫(‪ _ )3‬نعماف بوقرة‪ :‬ؿباضرات يف اؼبدراس اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫~ ‪~ 125‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪-‬اعتباره الدراسية اليت قاـ هبا يف اؼبستول الصوٌب للغة العربية منتمية إذل علم الفنولوجيا‪.‬‬

‫‪-‬غموض اؼبصالحات اليت استعملها يف دراستو العتماده على مصالحات قراثية ال قتوافق مع‬
‫اؼبصالح األجنيب‪ ،‬كاستعمالو مصالحات الساكن ‪ consones‬اؼبتحرؾ ‪. voweles‬‬

‫‪-‬دراسة اللهجات العربية من حيث مستوياهتا‪ ،‬كعالقاهتا باللهجات اغبديثة‪ ،‬كمقارنتها بعلم‬
‫القراءات القرآنية‪ ،‬من أجل معرفة قاور ىذه اللهجات‪.‬‬

‫‪-‬يف كتاب‪( :‬داللة األلفاظ) يرّكز على عرض النظريات الداللية اغبديثة سواء اؼبتقاربة أك اؼبتعارضة‬
‫كيقرف بينها كبُت آراء العرب من فالسفة كمتنلمُت كأصوليُت كلغويُت‪ ،‬معتمدا على كتاب بلومفيلد‬
‫(اللغة) ‪.‬‬

‫‪-2‬تجربة تمام حسان (‪:)1‬‬

‫جل كتبو‪ ،‬فعلى سبيل اؼبثاؿ قبده يف مقدمة كتابو‪( :‬مناىج البحث‬
‫كانت آراؤه اللسانية منبثة يف ّ‬
‫يف اللغة)‪ ،‬يقف اؼبوقف الوسط كوباكؿ التوفيق بُت ماىو قراثي كما ىو حداثي‪ ،‬أم إعادة قراءة الًتاث‬
‫اللغوم العريب كفق اؼبناىج اللسانية اؼبعاصرة‪.‬‬

‫األفنار اللسانية النالسينية اؼبوجودة يف‬ ‫‪-‬يف كتابو(اللغة العربية معناىا كمبناىا) أعاد قرقي‬
‫كتابات القدماء‪ ،‬يف ضوء اؼبنهج الوصفي‪.‬‬

‫‪-‬يف كتابو (اللغة بُت اؼبعيارية كالوصفية) قبٌت كجهة النظر الوصفية لنقد الًتاث النحوم كىذا ما‬
‫جعل آراءه ىذه قلقى الرفض من قبل الباحثُت ألهنا إىانة لإلرث اغبضارم العريب القدًن‪.‬‬

‫‪-3‬تجربة عبد السالم المسدي(‪:)2‬‬

‫يف كتابو‪( :‬التفنَت اللساين يف اغبضارة العربية) قعرض ؼبظاىر عديدة كاختصاص اإلنساف‬
‫بالظاىرة اللغوية‪ ،‬كاعتباطية اغبدث اللساين‪.‬‬

‫(‪ _ )1‬نعماف بوقرة‪ ،‬ؿباضرات يف اؼبدراس اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬ص ‪.46-44‬‬


‫(‪ _ )2‬كردة سخرم‪ ،‬اعبهود اللسانية عند عبد الرضباف اغباج صاحل من خالؿ حبوث كدراسات يف علوـ اللساف)‪ ،‬ص ‪.37-36‬‬
‫~ ‪~ 126‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪-‬يف كتابو‪( :‬اللسانيات كأسسها اؼبعرفية) يتناكؿ عقبات البحث اللساين العريب اللغة بُت اؼبعيار‬
‫كاالستعماؿ‪ ،‬األنساؽ الداللية‪ ،‬مراق الظاىرة اللغوية‪ ،‬اللسانيات الزمانية كاآلنية دكف أف يهمل اعبان‬
‫الًتبوم يف حديثو عن اللسانيات كقعليم اللغات‪.‬‬

‫‪-‬يف كتابو‪( :‬قاموس اللسانيات مع مقدمة يف علم اؼبصالح) يتناكؿ العلوـ كمصالحاهتا كاعبهود‬
‫العربية يف اؼبصالح اللساين‪.‬‬

‫‪-4‬تجربة أحمد المتوكل(‪:)1‬‬

‫اقسمت كتاباقو بوحدة الرؤية النظرية كاؼبنهجية احملددة بأصوؿ اللسانيات الوظيفية كقنييفها مع‬
‫معايات اللغة العربية‪.‬‬

‫‪-‬كتابات اؼبتوكل قعنس ركحا علمية ققوـ على اؼبناقشة كالنقد كالبناء كاألخذ باالفًتاضات‬
‫كاالقًتاحات‪.‬‬

‫‪-‬أحباث اؼبتوكل قنملة لألحباث اللسانية العربية‪ ،‬كأحباث الفاسي الفهرم التوليدية التحويلية‪.‬‬

‫‪-‬إف اعبهود اللسانية العربية اغبديثة ؽبا دكر إهبايب يف ققييم الدرس اللساين العريب اغبديث يف‬
‫عالقتو بالدراسات اللغوية الغربية‪ ،‬كما أهنا فرصة لإلطالع على ما بذلو القدماء يف ؾباؿ التفنَت‬
‫اللّغوم‪.‬‬

‫(‪ _ )1‬كردة سخرم‪ ،‬اعبهود اللسانية عند عبد الرضباف اغباج صاحل من خالؿ (حبوث كدراسات يف علوـ اللساف)‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫~ ‪~ 127‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫‪-‬ضركرة قوجيو أذىاف الالبة إذل أف اللسانيات العامة قد سبقها قفنَت لغوم عند االمم القديبة‪.‬‬

‫‪-‬العرب كغَتىم من األمم قأثركا باغبضارات اليت سبقتهم‪.‬‬

‫‪-‬فضل ارىاصات التفنَت اللغوم العريب على الدرس اللساين اغبديث‪.‬‬

‫‪-‬إطالع الاال على القضايا اللسانية عند فرديناف دم سوسَت ‪.‬‬

‫‪-‬الًتكيز على اعبان التابيقي من خالؿ االعتماد على نصوص ـبتلفة‪.‬‬

‫‪-‬اللسانيات العامة (لسانيات اعبملة) ىي سبهيد للسانيات النص‪.‬‬

‫~ ‪~ 128‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪-‬ضركرة التفنَت يف طرؽ قبسيط كقيسَت اللسانيات العامة يف اعبامعة اعبزائرية كذلك من خالؿ‬
‫معاعبة اؼبصالحات اؼبتشبعة كاؼبتداخلة‪ ،‬اليت من شأهنا أف قعيق الفهم لدل الاال ‪.‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫أوال‪ -‬المصادر‪:‬‬

‫الصرؼ‪ ،‬ققدًن كقعليق‪ :‬ؿبمد بن عبد اؼبعاي‪،‬‬


‫‪ .1‬أضبد بن ؿبمد أضبد اغبمالكم‪ ،‬شذا العرؼ يف فن ّ‬
‫دار النياف‪ ،‬اؼبملنة العربية السعودية‪ ،‬دت‪.‬‬

‫‪ .2‬ابن اعبزرم‪ ،‬النشر يف القراءات العشر‪ ،‬اؼبنتبة التجارية النربل‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دت‬
‫‪ .3‬جالؿ الدين السيوطي‪ ،‬االققاف يف علوـ القرآف‪ ،‬عادل النت ‪ ،‬بَتكت‪ ،‬دت‬
‫النليات‬ ‫‪ .4‬ابن سينا‪ ،‬أسباب حدكث اغبركؼ‪ ،‬ققدًن كمراجعة‪ :‬طو عبد الرؤكؼ سعيد‪ ،‬منت‬

‫~ ‪~ 129‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫األزىرية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دت‪.‬‬

‫‪ .5‬عبد الرضبن ؿبمد بن خلدكف‪ ،‬ط‪ ،1‬اؼبق ّدمة‪ ،‬دار النت العلمية‪ ،‬بَتكت‪.1993 ،‬‬

‫‪ .6‬أبو الفتح عثماف ابن جٍت‪ ،‬اػبصائص‪ ،‬قح‪ :‬ؿبمد علي النجار‪ ،‬دار النت اؼبصرية‪( ،‬دت)‪.‬‬

‫‪ .7‬أبو الفتح عثماف ابن جٍت‪ ،‬سر صناعة اإلعراب‪ ،‬قح‪ :‬حسن ىنداكم‪ ،‬ط‪ ،02‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫بَتكت‪1413 ،‬ق‪1993-‬ـ‪.‬‬

‫‪ .8‬ابن قتيبة‪ ،‬أدب الناق ‪ ،‬قح‪ :‬ؿبمد الدارل‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ :‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪( ،‬دت)‪.‬‬

‫‪ .9‬ابن الندًن‪ ،‬الفهرست‪ ،‬قح‪ :‬رضا ذب ّدد‪ ،‬طهراف‪ ،‬مصر‪1971 ،‬ـ‪.‬‬

‫األعاري ‪ ،‬قح‪ :‬عبد اللايف ؿبمد اػباي ‪ ،‬ط‬ ‫‪ .10‬ابن ىشاـ األنصارم‪ ،‬مغٍت اللبي عن كت‬
‫‪ ،01‬النويت‪1423 ،‬ق‪2000-‬ـ‬

‫ثانيا‪-‬المراجع‪:‬‬

‫‪ .11‬أضبد حساين‪ ،‬دراسات يف اللسانيات التابيقية‪ :‬حقل قعليمية اللغات‪ ،‬ط‪ ،01‬ديواف‬
‫اؼبابوعات اعبامعية‪ ،‬اعبزائر‪2009 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .12‬أضبد حساين‪ ،‬مباحث يف اللسانيات‪ ،‬ديواف اؼبابوعات اعبامعية‪ ،‬اعبزائر‪1994 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .13‬أضبد عفيفي‪ ،‬اإلحالة يف كبو النص‪( ،‬دط)‪ ،‬كلية دار العلوـ‪ ،‬جامعة القاىرة‪( ،‬دت)‪.‬‬

‫‪ .14‬أضبد ؿبمد قدكر‪ ،‬مبادئ يف اللسانيات‪ ،‬ط‪ ،1‬دار دمشق‪ ،‬سوريا‪1996 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .15‬أضبد ـبتار عمر‪ ،‬البحث اللغوم عند العرب مع دراسة لقضية التأثَت كالتأثر‪ ،‬ط‪ ،06‬عادل‬
‫النت ‪ ،‬القاىرة‪1988 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .16‬أضبد ـبتار عمر‪ ،‬البحث اللغوم عند اؽبنود كأثره على اللغويُت العرب‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬بَتكت‪،‬‬
‫‪1972‬ـ‪.‬‬

‫‪ .17‬أضبد ـبتار عمر‪ ،‬علم الداللة‪ ،‬عادل النت ‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دت‪.‬‬

‫~ ‪~ 130‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪ .18‬أضبد مومن‪ ،‬اللسانيات‪ :‬النشأة كالتاور‪ ،‬ط‪ ،02‬ديواف اؼبابوعات اعبامعية‪ ،‬بن عننوف‪،‬‬
‫اعبزائر‪2005 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .19‬أنو اعبندم‪ ،‬اللغة العربية بُت ضباهتا كخصومها‪ ،‬مابعة الرسالة‪ ،‬بَتكت‪( ،‬دت)‪.‬‬

‫‪ .20‬سباـ حساف‪ ،‬األصوؿ‪ :‬دراسة أبيستومولوجية للفنر اللغوم عند العرب ‪ ،‬اؽبيئة اؼبصرية العامة‬
‫للنتاب‪1982 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .21‬سباـ حساف‪ ،‬البياف يف ركائع القرآف‪ :‬دراسة لغوية كأسلوبية للنص القرآين‪ ،‬ط‪ ،03‬علم النت ‪،‬‬
‫القاىرة‪ ،‬مصر‪2009 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .22‬التواٌب بن التواٌب‪ ،‬اؼبدراس اؼبدراس النحوية‪ ،‬دار الوعي‪2008 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .23‬صبعاف بن عبد النرًن‪ ،‬إشناالت النص‪ :‬دراسة لسانية نصية‪ ،‬ط‪ ،01‬النادم األديب بالرياض‪،‬‬
‫كاؼبركز الثقايف العريب‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪2009 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .24‬صبيل عبد اجمليد‪ ،‬البديع بُت البالغة العربية كاللسانيات النصية‪ ،‬اؽبيئة اؼبصرية للنتاب‪،‬‬
‫‪1998‬ـ‪.‬‬

‫‪ .25‬حافظ اظباعيلي علوم‪ ،‬اللسانيات يف الثقافة العربية اؼبعاصرة‪ :‬دراسة ربليلية نقدية يف قضايا‬
‫التلقي كإشناالقو‪ ،‬ط‪ ،01‬دار النتاب اعبديد اؼبتحدة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪2009 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .26‬حساـ أضبد فرج‪ ،‬نظرية علم النص‪ :‬رؤية منهجية يف بناء النص النثرم‪ ،‬ط‪ ،01‬منتبة اآلداب‪،‬‬
‫القاىرة‪1428 ،‬ق‪2007-‬ـ‪.‬‬

‫‪ .27‬حساـ البهنساكم‪ ،‬علم األصوات‪ ،‬ط‪ ،01‬منتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪2004 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .28‬حسن ظاظا‪ ،‬اللساف كاإلنساف‪ :‬مدخل إذل معرفة اللغة‪ ،‬ط‪ ،02‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬الدرا‬
‫السامية‪ ،‬بَتكت‪1410 ،‬ق‪1990-‬ـ‪.‬‬

‫‪ .29‬حسُت طبرم‪ ،‬نظرية النص‪ :‬من بنية اؼبعٌت إذل سيميائية الداؿ‪ ،‬ط‪ ،01‬الدار العربية للعلوـ‬
‫ناشركف‪ ،‬منشورات االختالؼ‪ ،‬اعبزائر‪1408 ،‬ق‪2007-‬ـ‪.‬‬

‫~ ‪~ 131‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪ .30‬حلمي خليل‪ ،‬مقدمة لدراسة اللغة‪ ،‬دار اؼبعرفة اعبامعية‪ ،‬اإلسنندرية‪1996 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .31‬خليفة بوجادم‪ ،‬اللسانيات النظرية‪ :‬دركس كقابيقات‪ ،‬ط‪ ،01‬بيت اغبنمة‪ ،‬سايف‪ ،‬اعبزائر‪،‬‬
‫‪2012‬ـ‪.‬‬

‫‪ .32‬خولة طال اإلبراىيمي ‪ ،‬مبادئ يف اللسانيات‪ ،‬دط‪ ،‬دار القصبة للنشر‪ ،‬اعبزائر‪2000 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .33‬رمضاف عبد التواب‪ ،‬اؼبدخل إذل علم اللغة كمناىج البحث اللغوم‪ ،‬ط‪ ،03‬منتبة اػباقبي‪،‬‬
‫القاىرة‪1417 ،‬ق‪1997-‬ـ‪.‬‬

‫‪ .34‬ريبوف طحاف‪ ،‬األلسنة العربية‪ ،‬ط‪ ،2‬دار النتاب اللبناين‪ ،‬لبناف‪.1981 ،‬‬

‫‪ .35‬زبَت دراقي‪ ،‬ؿباضرات يف اللسانيات التارىبية كالعامة‪ ،‬ديواف اؼبابوعات اعبامعية‪ ،‬بن عننوف‪،‬‬
‫اعبزائر‪ ،‬دت‪.‬‬

‫‪ .36‬سعيد حسن جبَتم‪ ،‬علم لغة النص‪ :‬اؼبفاىيم كاالذباىات‪ ،‬ط‪ ،01‬منتبة لبناف ناشركف‪ ،‬الشركة‬
‫اؼبصرية العاؼبية للنشر‪ ،‬لوقبماف‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪1997 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .37‬السعيد شنوقة‪ ،‬مدخل إذل اؼبدراس اللسانية‪ ،‬ط‪ ،1‬اؼبنتبة األزىرية للًتاث‪ ،‬مصر‪2008 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .38‬ظبَت شريف استيتية‪ ،‬اللسانيات اجملاؿ‪ ،‬كالوظيفة‪ ،‬كاؼبنهج‪ ،‬ط‪ ،02‬جدار اؼبتاب العاؼبي‪ ،‬عادل‬
‫النت اغبديث‪ ،‬عماف‪ ،‬إربد‪ ،‬األردف‪2008 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .39‬شفيقة العلوم‪ ،‬ؿباضرات يف اؼبدراس اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬ط‪ ،1‬أحباث للًتصبة كالتوزيع‪ ،‬بَتكت‪،‬‬
‫لبناف‪2004 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .40‬شنرم عياد‪ ،‬اللغة كاإلبداع‪ :‬مبادئ علم األسلوب العريب‪ ،‬القاىرة‪.1988 ،‬‬

‫‪ .41‬صاحل بلعيد‪ ،‬مقاربات منهجية‪ ،‬دط‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬بوزريعة‪ ،‬اعبزائر‪2004 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .42‬صبحي ابراىيم الفقي‪ ،‬علم اللغة النصي بُت النظرية كالتابيق‪ :‬دراسة قابيقية على السور‬
‫اؼبنية‪ ،‬ط‪ ،01‬دار قباء‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪1421 ،‬ق‪2000-‬ـ‪.‬‬

‫‪ .43‬عبد الرضباف اغباج صاحل‪ ،‬حبوث كدراسات يف اللسانيات العربية‪ ،‬مابعة اؼبؤسسة الوطنية‬
‫~ ‪~ 132‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫للفنوف اؼبابعية‪ ،‬كحدة الرغاية‪ ،‬موفيم للنشر‪ ،‬اعبزائر‪2007 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .44‬عبد الرضبن اغباج صاحل‪ ،‬حبوث كدراسات يف علوـ اللساف‪ ،‬اجملمع اعبزائرم للغة العربية‪،‬‬
‫اعبزائر‪ 2007،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .45‬عبد السالـ اؼبسدل‪ ،‬اللسانيات كأسسها اؼبعرفية‪ ،‬الدار التونسية للنشر‪ ،‬قونس‪ ،‬اؼبؤسسة‬
‫الوطنية للنتاب‪ ،‬أكت ‪1986‬ـ‪.‬‬

‫‪ .46‬عبد العزيز عتيق‪ ،‬مدخل إذل علم الصرؼ‪ ،‬ط‪ ،01‬دار النهضة العربية‪1974 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .47‬عبد القادر عبد اعبليل‪ ،‬علم اللسانيات اغبديثة‪ :‬نظم التحنم كقواعد البيانات‪ ،‬دار صفاء‪،‬‬
‫عماف‪ ،‬األردف‪2002 ،‬ـ‪.‬‬

‫اغبديث‪،‬‬ ‫‪ .48‬عثماف أبو زنيد‪ ،‬كبو النص‪ :‬إطار نظرم كدراسات قابيقية‪ ،‬ط‪ ،01‬عادل النت‬
‫اربد‪ ،‬األردف‪1431 ،‬ق‪2010-‬ـ‪.‬‬

‫‪ .49‬عزة شبل ؿبمد‪ ،‬علم لغة النص‪ :‬النظرية كالتابيق‪ ،‬ط‪ ،02‬منتبة اآلداب‪ ،‬القاىرة‪1430 ،‬ق‪-‬‬
‫‪2009‬ـ‪.‬‬

‫‪ .50‬عصاـ حفر الدين‪ ،‬علم األصوات اللغوية‪ :‬الفونيتينا‪ ،‬ط‪ ،01‬دار الفنر اللبناين‪ ،‬بَتكت‪،‬‬
‫‪1992‬ـ‪.‬‬

‫‪ .51‬ليندة قياس‪ ،‬لسانيات النص النظرية كالتابيق‪ :‬مقامات اؽبمذاين أمبوذجا‪ ،‬ط‪ ،01‬منتبة‬
‫اآلداب‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪2009 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .52‬ؿبمد أضبد أبو الفرج‪ ،‬اؼبعاجم اللغوية يف ضوء دراسات علم اللغة اغبديث‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪1966 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .53‬ؿبمد أضبد السيد‪ :‬اللغة العربية قدريسا كاكتسابا‪ ،‬ط‪ ،01‬دار الفيصل‪ ،‬السعودية‪1988 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .54‬ؿبمد الشاكش‪ ،‬أصوؿ ربليل اػبااب يف النظرية النحوية العربية‪( ،‬قأسيس كبو النص)‪ ،‬ط‪،01‬‬
‫اؼبؤسسة العربية للتوزيع‪ ،‬قونس‪1421 ،‬ق‪2001-‬ـ‪.‬‬

‫~ ‪~ 133‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪ .55‬ؿبمد خاايب‪ ،‬لسانيات النص‪ :‬مدخل إذل انسجاـ اػبااب‪ ،‬ط‪ ،02‬اؼبركز الثقايف العريب‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬اؼبغرب‪2006 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .56‬ؿبمد ؿبمد داكد‪ ،‬العربية كعلم اللغة اغبديث‪ ،‬دار غري للاباعة كالنشر‪2001 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .57‬ؿبمد ؿبمد يونس علي‪ ،‬مدخل إذل اللسانيات‪ ،‬ط‪ ،01‬دار النتاب اعبديد اؼبتحدة‪ ،‬بَتكت‪،‬‬
‫لبناف‪2004 ،‬ـ‪.‬‬

‫عم‪ ،‬دار النهضة العربية للاباعة كالنشر‪ ،‬بَتكت‪،‬‬


‫‪ .58‬ؿبمود أضبد كبلة‪ ،‬لغة القرآف النرًن يف جزء ّ‬
‫لبناف‪1981 ،‬ـ‪.‬‬

‫السعراف‪ ،‬علم اللغة‪ :‬مقدمة للقارئ العريب‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬دت‪.‬‬
‫‪ .59‬ؿبمود ّ‬
‫‪ .60‬ؿبمود عناشة‪ ،‬التحليل اللغوم يف ضوء علم الداللة‪ :‬دراسة يف الداللة الصوقية كالصرفية‬
‫كالنحوية كاؼبعجمية‪ ،‬ط‪ ،02‬دار النشر للجامعات‪ ،‬القاىرة‪.2011 ،‬‬

‫‪ .61‬ؿبمود فهمي حجازم‪ ،‬اؼبعجمات اغبديثة‪ ،‬دراسات يف اذباىات قأليفها كأسسها اللغوية‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب جبامعة القاىرة‪.1978 ،‬‬

‫‪ .62‬ؿبمود فهمي حجازم‪ ،‬مدخل إذل علم اللغة‪ ،‬طبعة جديدة مزيدة كمنقحة‪ ،‬دار قباء‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫دت‪.‬‬

‫‪ .63‬مصافى غلفاف‪ ،‬اللسانيات يف الثقافة العربية‪-‬حفريات النشأة كالتنوين‪ ،‬ط‪ ،01‬اؼبدراس‬


‫للنشر كالتوزيع‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬اؼبغرب‪2006 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .64‬ميشاؿ زكرياء‪ ،‬األلسنية (علم اللغة اغبديث)‪ :‬قراءات سبهيدية‪.‬‬

‫‪ .65‬نعماف بوقرة‪ ،‬ؿباضرات يف اؼبدراس اللسانية اؼبعاصرة‪ ،‬منشورات جامعة باجي ـبتار‪ ،‬عنابة‪،‬‬
‫اعبزائر‪2006 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .66‬نعماف عبد اغبميد بوقرة‪ ،‬اللسانيات العامة اؼبي ّسرة‪ :‬قابيقات من اللغة العربية‪ ،‬ط‪ ،01‬عادل‬
‫النت اغبديث‪ ،‬اربد‪ ،‬األردف‪.2015 ،‬‬

‫~ ‪~ 134‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪ .67‬نور اؽبدل لوشن‪ ،‬مباحث يف علم اللغة كمناىج البحث اللغوم‪ ،‬ط‪ ،01‬اؼبنتبة اعبامعية‪،‬‬
‫‪2001‬ـ‪.‬‬

‫‪ .68‬كزارة التعليم العارل كالبحث العلمي‪ ،‬اللغة العربية كآداهبا‪ ،‬اؼبستول السنة األكذل‪ ،‬شعبة اللغة‬
‫كاألدب العريب‪ ،‬اإلرساؿ األكؿ‪ ،‬ج‪.2‬‬

‫‪ .69‬يونس غازم‪ ،‬مدخل إذل األلسنة‪ ،‬ط‪ ،01‬منشورات العادل العريب اعبامعية‪ ،‬دمشق‪.1985 ،‬‬

‫ثالثا‪ :‬المراجع المترجمة‪:‬‬

‫‪ .70‬جورج موناف‪ ،‬قاريخ علم اللغة‪ ،‬قر‪ :‬بدر الدين القاسم‪ ،‬جامعة دمشق‪1972 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .71‬ركبَتت دم بوجراند‪ ،‬النص كاػبااب كاإلجراء‪ ،‬قر‪ :‬سباـ حساف‪ ،‬ط‪ ،01‬عادل النت ‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫‪1998‬ـ‪.‬‬

‫‪ .72‬فرديناف دم سوسَت‪ ،‬ؿباضرات يف األلسنية العامة‪ ،‬قر‪ :‬يوسف غازم كغَته‪ ،‬اؼبؤسسة اعبزائرية‬
‫للاباعة‪1989 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .73‬ماريو بام‪ ،‬أسس علم اللغة‪ ،‬قر‪ :‬أضبد ـبتار عمر‪ ،‬ط‪ ،08‬عادل النت ‪ ،‬القاىرة‪1419 ،‬ق‪-‬‬
‫‪1998‬ـ‪.‬‬

‫‪ .74‬ميلنافيتش‪ ،‬اذباىات البحث اللساين‪ ،‬قر‪ :‬سعد عبد العزيز مصلوح‪ ،‬كفاء كامل فايد‪ ،‬ط‪،02‬‬
‫اجمللس األعلى للثقافة‪( ،‬اؼبشركع القومي للًتصبة)‪2000 ،‬ـ‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬المعاجم والقواميس والموسوعات‪:‬‬

‫‪ .75‬أكزكالد دينرك كجاف مارم سشايفر‪ ،‬القاموس اعبديد لعلوـ اللساف‪ ،‬قر‪ :‬منذر عياشي‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫اؼبركز الثقايف العريب‪ ،‬الدار البيضاء‪2777 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .76‬السيد ؿبمد مرقضي اغبسيٍت الواساي الزبيدم اغبنفي‪ ،‬قاج العركس من جواىر القاموس‪ ،‬قح‪:‬‬
‫عبد النرًن العزباكم‪ ،‬مابعة حنومة النويت‪1399 ،‬ق‪1979-‬ـ‪.‬‬

‫‪ .77‬ؾبموعة من علماء اللغة العربية (إبراىيم انيس‪ ،‬شوقي ضيف عبد اغبليم‪ ،‬منتصر عاية‬
‫~ ‪~ 135‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫الصواغبي‪ ،‬ؿبمد خلف اهلل أضبد)‪ ،‬اؼبعجم الوسيط‪ ،‬ط‪ ،04‬منتبة الشركؽ الدكلية‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫‪1425‬ق‪2004-‬ـ‪.‬‬

‫‪ .78‬ابن منظور صباؿ الدين ؿبمد بن منرـ‪ ،‬لساف اؽبرب‪ ،‬قح‪ :‬عبد اهلل علي النبَت‪ ،‬ؿبمد أضبد‬
‫حس اهلل‪ ،‬ىاشم ؿبمد الشاذرل‪ ،‬دار اؼبعارؼ‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫خامسا‪ -‬الدوريات‪:‬‬

‫‪ .79‬أضبد يوسف‪ ،‬اللسانيات العامة ككاقع اللغة العربية‪ ،‬ؾبلة اجمللس األعلى للغة العربية‪ ،‬اعبزائر‪،‬‬
‫‪2000‬ـ‪.‬‬

‫‪ .80‬بشَت ابرير‪ ،‬أصالة اػبااب يف اللسانيات اػبليلية اغبديثة‪ ،‬ؾبلة العلوـ اإلنسانية‪ ،‬جامعة ؿبمد‬
‫خيضر‪-‬بسنرة‪ ،‬ع‪ ،7‬فيفرم‪2005 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .81‬ر‪.‬ق ركبينز‪ ،‬موجز قاريخ علم اللغة يف الغرب‪ ،‬قر‪ :‬أضبد عوض‪ ،‬عادل اؼبعرفة‪ ،‬سلسلة كت‬
‫ثقافية شهرية يصدرىا اجمللس الوطٍت للثقافة كالفنوف كاآلداب‪ ،‬النويت‪ ،‬ع‪ ،227 :‬رج‬
‫‪1418‬ق‪-‬نوفمرب ‪/‬قشرين الثاين ‪.1997‬‬

‫‪ .82‬صفية ماهرم‪ ،‬أنبية النظرية اػبليلية يف الدرس اللساين العريب اغبديث‪ ،‬ؾبلة الًتاث العريب‪،‬‬
‫ع‪ ،116‬السنة ‪2009 ،29‬ـ‪.‬‬

‫‪ .83‬عبد الرضبن اغباج صاحل‪ ،‬اللغة العربية كالبحث العلمي اؼبعاصر أماـ ربديات العصر‪ ،‬ؾبلة اجملمع‬
‫اعبزائرم للغة العربية‪ ،‬اؼبؤسسة الوطنية للفنوف اؼبابعية كحدة الرغاية‪ ،‬اعبزائر‪ ،‬ديسمرب‪ ،‬ع‪،04‬‬
‫‪2005‬ـ‪.‬‬

‫‪ .84‬عبد الرضبن اغباج صاحل‪ ،‬مدخل إذل علم اللساف اغبديث‪ :‬نشأقو كأطواره‪ ،‬ؾبلة اللسانيات‪،‬‬
‫معهد العلوـ اللسانية كالصوقية‪ ،‬مج‪ ،01‬ع ‪1971 ،02‬ـ‪.‬‬

‫‪ .85‬عبد الرضبن اغباج صاحل‪ ،‬مشركع الذخَتة اللغوية العربية كأبعاده العلمية كالتابيقية‪ ،‬ؾبلة اآلداب‪،‬‬
‫جامعة قسنانية‪ ،‬ع‪1996 ،3‬ـ‪.‬‬

‫~ ‪~ 136‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪ .86‬فاطمة الزىراء صادؽ‪ ،‬التواصل اللغوم ككظائف عملية االقصاؿ يف ضوء اللسانيات اغبديثة‪،‬‬
‫ؾبلة األثر‪ ،‬العدد ‪ ،28‬جواف ‪2017‬ـ‪.‬‬

‫‪ .87‬ؿبمد فهمي حجازم‪ ،‬أصوؿ البنيوية يف علم اللغة كالدراسات األنثركبولوجية‪ ،‬ؾبلة عادل الفنر‬
‫النويت‪ ،‬اجمللد الثالث‪ ،‬ع‪.1972 ،1‬‬

‫‪ .88‬ؿبند الركيك‪ ،‬نظرية التواصل يف ضوء اللسانيات اغبديثة‪ ،‬ؾبلة التواصل كاللسانيات‪.‬‬

‫‪ .89‬منصور ميلود‪ ،‬الفنر اللساين عند الدكتور عبد الرضباف اغباج صاحل من خالؿ ؾبلة اللسانيات‪،‬‬
‫ؾبلة العلوـ اإلنسانية‪ ،‬جامعة ؿبمد خيضر بسنرة‪ ،‬ع ‪ ،77‬جانفي ‪2775‬ـ‪.‬‬

‫‪ .90‬نعماف بوقرة‪ ،‬كبو النص‪ :‬مبادؤه كاذباىاقو األساسية يف ضوء النظرية اللسانية اغبديثة‪ ،‬ؾبلة‬
‫عالمات‪ ،‬صبادل األكذل ‪1428‬ق_ مايو ‪2007‬ـ‪.‬‬

‫سادسا‪-‬الرسائل الجامعية‪:‬‬

‫‪ .91‬سعاد شرفاكم‪ ،‬التفنَت النحوم عند عبد الرضبن اغباج صاحل‪ ،‬مذكرة ماجستَت‪ ،‬كلية اآلداب‬
‫كاللغات‪ ،‬قسم اللغة كاألدب الغريب‪ ،‬جامعة قاصدم مرباح‪ ،‬كرقلة‪2010-2009 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .92‬سعاد شرفاكم‪ ،‬اعبهود اللسانية عند عبد الرضبن اغباج صاحل‪ :‬قراءة يف اآلثار كاؼبنهج كمواطن‬
‫االجتهاد)‪ ،‬أطركحة دكتوراه‪ ،‬كلية اآلداب كاللغات‪ ،‬قسم اللغة كاألدب الغريب‪ ،‬جامعة قاصدم‬
‫مرباح‪ ،‬كرقلة‪2016 ،‬ـ‪2017-‬ـ‪.‬‬

‫‪ .93‬شريفة بلحوت‪ ،‬اإلحالة دراسة نظرية‪ ،‬مع قرصبة الفصلُت األكؿ كالثاين من كتاب ‪cohésion‬‬
‫‪ in English‬ؽباليدام كرقية حسن‪ ،‬رسالة ماجستَت‪ ،‬كلية اآلداب كاللغات‪ ،‬جامعة اعبزائر‪،‬‬
‫‪2006-2005‬ـ‪.‬‬

‫‪ .94‬عبد الرزاؽ ىندام‪ ،‬آثار الدرس اللساين يف قفعيل الدرس اللغوم العريب‪-‬دراسة ميدانية يف‬
‫اعبامعة اعبزائرية‪ -‬أطركحة دكتوراه‪ ،‬كلية اآلداب كاللغات‪ ،‬قسم اللغة العربية كآداهبا‪ ،‬جامعة‬
‫اعبزائر‪2013-2012 ،2‬ـ‪.‬‬

‫~ ‪~ 137‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪ .95‬قبية عبابو‪ ،‬التحليل الصوٌب كالدالرل للغة اػبااب يف شعر اؼبدح‪ :‬ابن سنحوف الراشدم‪-‬‬
‫مبوذجا‪ ،‬مذكرة ماجستَت يف اللغة العربية كآداهبا‪ ،‬كلية اآلداب كاللغات‪ ،‬قسم اللغة العربية كآداهبا‪،‬‬
‫جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪2009-2008 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .96‬كردة سخرم‪ ،‬اعبهود اللسانية عند الدكتور عبد الرضبن اغباج صاحل من خالؿ "حبوث كدراسات‬
‫يف علوـ اللساف"‪ ،‬مذكرة ماجستَت‪ ،‬كلية اللغة كاألدب العريب كالفنوف‪ ،‬قسم اللغة العربية كآداهبا‪،‬‬
‫جامعة باقنة _‪1437-1436‬ق‪2016-2015/‬ـ‪.‬‬

‫~ ‪~ 138‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫فهرس الموضوعات‪.‬‬

‫~ ‪~ 139‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫أ‬ ‫_ اؼبقدمة‪.................................................................‬‬
‫_المدخل‪ :‬تاريخ الفكر اللساني‬
‫‪4‬‬ ‫_‪1‬قاريخ الفنر اللساين عند اؽبنود‪..........................................‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪-1-1‬قاريخ نشأة الدرس اللغوم اؽبندم‪...............................‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪ -2-1‬اللغة السنسنريتية‪............................................‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪-3-1‬جهود اؽبنود يف الدراسات اللغوية‪...............................‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪ -1-3-1‬جهود اؽبنود يف الدراسات النحوية‪..........................‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪ -2-3-1‬جهود اؽبنود يف الدراسات الصوقية‪..........................‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪ -3-3-1‬جهود اؽبنود يف الدراسات اؼبعجمية‪.........................‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪-2‬قاريخ الفنر اللساين عند اليوناف‪...................................‬‬

‫‪14‬‬ ‫‪-1-2‬عالقة الفلسفة بالفنر اإلغريقي‪................................‬‬

‫‪14‬‬ ‫‪ -2-2‬اعبداؿ حوؿ نشأة اللغة‪.......................................‬‬

‫‪16‬‬ ‫‪-3-2‬اللغات كاللهجات األخرل غَت اإلغريقية‪........................‬‬

‫‪17‬‬ ‫‪-4-2‬جهود اإلغريق يف الدراسات اللغوية‪.............................‬‬

‫‪17‬‬ ‫‪ -1-4-2‬جهود اإلغريق يف الدراسات النحوية‪....................‬‬


‫‪18‬‬ ‫‪-2-4-2‬جهود اإلغريق يف الدراسات الصرفية‪.....................‬‬

‫‪19‬‬ ‫‪-3-4-2‬جهود اإلغريق يف الدراسات الصوقية‪.....................‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪ -4-4-2‬جهود اإلغريق يف الدراسات اؼبعجمية‪..............‬‬

‫~ ‪~ 140‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪21‬‬ ‫‪-4-3‬اؼبدارس اإلغريقية‪................................................‬‬


‫‪21‬‬ ‫‪ -1-4-3‬الدراسات اللغوية عند الركاقيُت كاإلسنندريُت‪................‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪ -5-3‬اؼبآخذ على جهود اليونانيُت يف دراستهم للغة‪.......................‬‬


‫_تاريخ الفكر اللساني عند العرب‬
‫‪26‬‬ ‫‪-1‬قوطئة‪...........................................................‬‬

‫‪27‬‬ ‫‪-2‬نشأة اللغة العربية‪.................................................‬‬

‫‪27‬‬ ‫‪-3‬قاور اللغة العربية‪.................................................‬‬

‫‪29‬‬ ‫‪-4‬اؼبصالحات الدالة على دراسة اللغة العربية يف الًتاث العريب‪..........‬‬


‫‪29‬‬ ‫‪ -1-4‬مصالح العربية‬
‫‪29‬‬ ‫‪ -2-4‬مصالح النحو‬
‫‪30‬‬ ‫‪ -3-4‬مصالح علم اللغة‬
‫‪33‬‬ ‫‪-5‬القضايا األساسية اؼبتناكلة يف علوـ العربية قديبا‪.......................‬‬

‫‪33‬‬ ‫‪-1-5‬اؼبستول الصوٌب‪...............................................‬‬

‫‪36‬‬ ‫‪-2-5‬اؼبستول الصريف‪...............................................‬‬


‫‪36‬‬ ‫‪-3-5‬اؼبستول النحوم‪.............................................:‬‬

‫‪39‬‬ ‫‪-4-5‬اؼبستول الدالرل‪..............................................‬‬


‫‪40‬‬ ‫‪-5-5‬اؼبستول اؼبعجمي‪.............................................‬‬

‫‪42‬‬ ‫‪-6-5‬اؼبستول البالغي‪..............................................‬‬

‫_اللسانيات الحديثة‪ :‬مفهومها‪-‬موضوعها‪ -‬مجاالتها‪.‬‬


‫~ ‪~ 141‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪43‬‬ ‫‪-1‬قوطئة‪...........................................................‬‬

‫‪44‬‬ ‫‪-2‬نشأة اللسانيات‪..................................................‬‬

‫‪45‬‬ ‫‪-3‬مفهوـ اللسانيات‪................................................‬‬


‫‪45‬‬ ‫‪-1-3‬اإلشتقاؽ اللغوم‪.............................................‬‬

‫‪46‬‬ ‫‪ -2-3‬اصاالحا‪...................................................‬‬

‫‪47‬‬ ‫‪ -3-3‬موضوع اللسانيات‪...........................................‬‬

‫‪48‬‬ ‫‪-4-3‬منهاج اللسانيات‪.............................................‬‬

‫‪48‬‬ ‫‪ -5-3‬أقساـ اللسانيات العامة‪.......................................‬‬

‫‪49‬‬ ‫‪ -6-3‬مادة اللسانيات كمهمتها‪.....................................‬‬

‫‪50‬‬ ‫‪-7-3‬عالقة اللسانيات بالعلوـ األخرل‪...............................‬‬

‫‪50‬‬ ‫‪-8-3‬أىداؼ اللسانيات‪.......................................‬‬


‫‪51‬‬ ‫‪ -9-3‬فضل اللسانيات‪.............................................‬‬

‫اللسانيات الحديثة‪ :‬ثنائيات فردينان دي سوسير‪.‬‬


‫‪52‬‬ ‫‪-1‬ققدًن‪..............................................................‬‬
‫‪52‬‬ ‫‪ -2‬التعريف بفرديناف دم سوسَت (حياقو كآثاره)‪..........................‬‬
‫‪54‬‬ ‫‪-3‬ؿبتول النتاب‪......................................................‬‬
‫‪54‬‬ ‫‪-4‬مفاىيم‪:‬اللغة ‪/‬البنية‪/‬النظاـ‪ ،‬عند فرديناف دم سوسَت‪...................:‬‬

‫‪56‬‬ ‫‪-5‬ثنائيات فرديناف دم سوسَت‪.........................................‬‬

‫‪57‬‬ ‫‪- 1‬اللغة كالنالـ‪...............................................‬‬

‫~ ‪~ 142‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪57‬‬ ‫‪-2‬الشنل كاؼبادة‪...............................................‬‬


‫‪59‬‬ ‫‪-3‬الداؿ كاؼبدلوؿ‪...............................................‬‬

‫‪63‬‬ ‫‪-4‬اآلنية كالزمانية‪............................................. :‬‬

‫‪66‬‬ ‫‪-5‬العالقة اعبدكلية كالعالقة األفقية‪....................................‬‬

‫خصائص اللسان البشري‪ :‬الخطية والتقطيع المزدوج‬

‫‪69‬‬ ‫‪-1‬اللساف البشرم‪..................................................‬‬

‫‪70‬‬ ‫‪-2‬خصائص اللساف البشرم‪.........................................‬‬

‫‪70‬‬ ‫‪-1-‬اعتباطية الدليل اللغوم ‪...............L’arbitraire du signe‬‬

‫‪70‬‬ ‫‪-2‬اػباية ‪......................................la linéarité du signe‬‬

‫‪71‬‬ ‫‪-3‬التقايع الثنائي (اؼبزدكج) للغة‪..........la double articulation :‬‬

‫اللسانيات والتواصل اللغوي‪ :‬دور التخاطب‬


‫‪74‬‬ ‫‪-1‬ققدًن‪...........................................................‬‬

‫‪74‬‬ ‫‪-2‬مفهوـ التواصل كأنبيتو‪............................................‬‬

‫‪75‬‬ ‫‪-3‬التواصل اللغوم عند دم سوسَت‪...................................‬‬

‫‪76‬‬ ‫التواصل عند ركماف جاكبسوف‪.........Roman Jakobson :‬‬ ‫‪-4‬عناصر‬

‫‪78‬‬ ‫‪-5‬الدكرة التخاطبية‪..................................................‬‬


‫‪80‬‬ ‫‪-6‬معوقات التخاط ‪...............................................‬‬
‫‪80‬‬ ‫معوقات الدكر التخاطبية‪...................................‬‬
‫‪-7‬معاعبة ّ‬
‫نظرية وظائف اللغة الستة‬

‫~ ‪~ 143‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪82‬‬ ‫‪-1‬الوظيفة التعبَتية االنفعالية‪.........................................‬‬

‫‪82‬‬ ‫‪-2‬الوظيفة التأثَتية اإلنتباىية‪.........................................‬‬

‫‪82‬‬ ‫‪-3‬الوظيفة االقصالية‪................................................‬‬


‫‪82‬‬ ‫‪-4‬الوظيفة الشعرية‪..................................................‬‬

‫‪83‬‬ ‫‪-5‬الوظيفة اؼبرجعية‪..................................................‬‬

‫‪84‬‬ ‫‪-5‬الوظيفية التحقيقية‪...............................................‬‬

‫مستويات التحليل اللساني‬

‫‪85‬‬ ‫‪........................................phonology‬‬ ‫ّأكال‪ :‬اؼبستول الصوٌب‪:‬‬

‫‪98‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اؼبستول الصريف ‪.......................................Morphology‬‬

‫‪100‬‬ ‫النّحوم‪...........................grammaire syntaxe :‬‬ ‫ثالثا‪ :‬اؼبستول‬

‫‪102‬‬ ‫الدالرل‪......................................sémantique :‬‬ ‫رابعا‪ :‬اؼبستول‬

‫‪104‬‬ ‫خامسا‪ :‬اؼبستول النصي‪:‬التماسك النصي‪..............................‬‬

‫الدراسات اللسانية العربية الحديثة ‪1‬‬


‫‪113‬‬ ‫أكال‪ :‬حياة عبد الرضباف اغباج صاحل‪....................................‬‬

‫‪113‬‬ ‫‪-1‬نشأقو‪..............................................................‬‬
‫‪114‬‬ ‫‪-2‬اإلنتاج العلمي كاؼبنشورات‪...........................................‬‬
‫‪115‬‬ ‫ثانيا‪ :‬عبد الرضباف اغباج صاحل كجهوده اللّسانية كالعلمية‪.................‬‬

‫‪115‬‬ ‫‪-1‬اعبهود اللسانية‪.....................................................‬‬


‫‪115‬‬ ‫‪-1-1‬يف األصوؿ‪.....................................................‬‬

‫~ ‪~ 144‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪115‬‬ ‫‪-2-1‬يف اللسانيات‪...................................................‬‬


‫‪116‬‬ ‫‪-3-1‬يف الرصيد الوظيفي اؼبغاريب‪.......................................‬‬
‫‪117‬‬ ‫‪-4-1‬يف الرصيد اللغوم العريب‪..........................................‬‬
‫‪118‬‬ ‫‪-5-1‬يف التعليميات‪...................................................‬‬
‫‪119‬‬ ‫‪-6- 1‬يف النتابة يف اؼبوسوعات كاجملالت‪.................................‬‬
‫‪119‬‬ ‫‪-7-1‬النظرية اػبليلية اغبديثة‪............................................‬‬
‫‪119‬‬ ‫‪-2‬اعبهود العلمية‪...................................................‬‬

‫‪119‬‬ ‫‪-1-2‬يف اؼبصالحات‪.................................................‬‬


‫‪121‬‬ ‫‪-2-2‬يف الًتصبة‪......................................................‬‬
‫‪121‬‬ ‫‪-3-2‬يف الذخَتة اللغوية‪..............................................‬‬
‫‪112‬‬ ‫‪-4-2‬يف اغبوسبة اللغوية‪..............................................‬‬
‫‪122‬‬ ‫‪-5-2‬الباحث األكاديبي‪..............................................‬‬
‫الدراسات اللسانية العربية الحديثة‪2-‬‬
‫‪123‬‬ ‫أكال‪ :‬نشأة اللسانيات العربية اؼبعاصرة‪..................................‬‬

‫‪124‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أىم التجارب اللسانية العربية‪....................................‬‬

‫‪124‬‬ ‫‪-1‬ذبربة إبراىيم أنيس‬


‫‪125‬‬ ‫‪-2‬ذبربة سباـ حساف‬
‫‪125‬‬ ‫‪-3‬ذبربة عبد السالـ اؼبس ّدم‬
‫‪126‬‬ ‫‪-4‬ذبربة أضبد اؼبتوكل‬
‫‪127‬‬ ‫_اػباسبة ‪..................................................................‬‬

‫~ ‪~ 145‬‬
‫هحاضراث في اللسانياث العاهت‬

‫‪128‬‬ ‫_قائمة اؼبصادر كاؼبراجع ‪...................................................‬‬


‫‪138‬‬ ‫_فهرس اؼبوضوعات‪.......................................................‬‬

‫~ ‪~ 146‬‬

You might also like