You are on page 1of 135

‫الجمهوريـة الجزائـرية الديمقـراطيـة الشعبيـة‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي‬
‫معهد تسيير التقنيات الحضرية‬
‫قسم تسيير التقنيات الحضرية‬
‫الرقم التسلسلي‪:‬‬

‫الرمز‪:‬‬

‫مذكرة تخرج مكملة لنيل شهادة ماستر في تسيير التقنيات الحضرية‬


‫تخصص‪ :‬تقنيات حضرية و تسيير إيكولوجي‬

‫الموضوع‪:‬‬

‫التحكم في استهالك المجال بالتوسعات الحضرية الجديدة من منظور بيئي‬


‫حالة حي "شوف لكداد" ‪ -‬مدينة سطيف ‪-‬‬
‫تحت إشراف األستاذ الدكتور‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبين ‪:‬‬
‫‪ -‬بن غضبان فؤاد‬ ‫❖ مصطفاوي عبدهللا‬
‫❖ شهبوب محمد نور االسالم‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‪:‬‬

‫رئيسا‬ ‫جامعة أم البواقي‬ ‫األستاذ‪ :‬قادري توفيق‬


‫مشرفا‬ ‫جامعة أم البواقي‬ ‫األستاذ‪ :‬بن غضبان فؤاد‬
‫ممتحنا‬ ‫جامعة أم البواقي‬ ‫األستاذة‪ :‬يحي أمينة‬

‫السنة الجامعية‪2020/2019:‬‬
‫" و أما بنعمة ربك فحدث "‬
‫نحمد هللا عز وجل الذي وفقنا على إتمام هذه المذكرة‪.‬‬
‫نتقدم بشكر الجزيل إلى كل الذين وجهونا بآرائهم وأفادونا بأفكارهم ونخص بالذكر‪:‬‬
‫األستاذ الدكتور الفاضل "بن غضبان فؤاد" الذي تكرم مشكورا باإلشراف على هذا البحث رغم كل‬
‫مشاغله و العوائق التي وقفت أمامنا في سير إتمام هذا البحث فكان نعم األب والمعلم و الصديق الموجه‬
‫والمرشد القيم عبر كامل مراحل هذا البحث ‪.‬‬
‫وخالص شكرنا ألعضاء لجنة المناقشة الذين تفضلوا علينا بقراءة ومناقشة وتصويب هذه المذكرة‪.‬‬
‫كما نتقدم بالشكر و االمتنان إلى كافة األساتذة معهد تسير التقنيات الحضرية وشكر أيضا إلى جميع‬
‫طلبة المعهد و نخص بالذكر زمالء و رفقاء الدرب طلبة سنة ثانية ماستر طيلة خمس سنوات‪.‬‬
‫الشكر إلى كل من ساهم من قريب أو من بعيد‬
‫في أن يصل هذا العمل إلى شكله النهائي‪.‬‬
‫شكرنا الخالص الى كل من علمونا حرفا من بحر العلم‪.‬‬

‫إن أصبنا فمن هللا و إن اخطأنا فمن أنفسنا ومن الشيطان وهلل الحمد والشكر أوال وأخيرا‪.‬‬

‫لكم منا جزيل الشكر و العرفان‬


‫بعون هللا كل شيء هين‪ ،‬اكتمل هذا العمل ألهديه‬

‫إلى أمي الحبيبة و أبي العزيز‪ ،‬الذين ساعداني على أن أكون ما أنا‬

‫عليه اليوم مع الكثير من االهتمام و الدعم‪.‬‬

‫إلى أختي الغاليتين‪ ،‬لمساعدتهما ودعمهما المعنوي‪.‬‬

‫إلى عائلتي و كل أصدقائي‪ .‬ولكل األعزاء ‪...‬‬

‫إلى أخي الذي شاركني هذا العمل صديقي ورفيق دراستي‪.‬‬


‫الحمد هلل رب العالمين و الصالة والسالم على خاتم االنبياء والمرسلين‬
‫أما بعد أهدي عملي هذا إلى من قال فيهم سبحانه وتعالى‬
‫ضى ربُك أن ال تعبدوا إال إياه وبالوالدين إحسانا }‬
‫{ وق َ‬
‫إلى التي ربتني وأنارت دربي أعانتني بالصلوات والدعوات ‪،‬إلى التي علمتني معنى‬
‫الكفاح وطريق الخير‪ ،‬إلى أغلى إنسان في هذا الوجود أمــي الحبيبة أدمها هللا لي‪.‬‬
‫إلى من علمني ان الحياة كفاح ‪،‬إلى من علمني أن الحياة عزة النفس ‪،‬إلى من عمل‬
‫بكد في سبيلي وأوصلني إلى ما أنا عليه أبـــــي الكريم حفظه هللا وأطال في عمره‪.‬‬
‫كما أهدي عملي أيضا لكل من‪:‬‬
‫األب واألم الثانية لي في الحياة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫إلى عائلتي الثانية ومن ربوني صغيرا "عمي وزوجته" نعم‬
‫اطال هللا في عمرهما وادعوا لهما أن يرزقا بالذرية الصالحة إن شاء هللا‪.‬‬
‫إلى فرحتي وسندي في هذه الحياة أخي وأختي وفقها هللا في نيل شهادة البكالوريا لهذا العام‪.‬‬
‫إلى كامل عائلــــة مصطفاوي كل باسمه ‪.‬‬
‫الى جميع أصدقائي وأخوتي ورفقاء دربي في مشواري الجامعي وأخص‬
‫بالذكر صديقي ورفيقي في اإلقامة الجامعية أحمد دنوب‪.‬‬
‫الى صديقتي ورفيقة دربي الى من سندتني من بعيد طيلة خمس سنوات‪.‬‬
‫طبيبتنا صغيرة وفقها هللا في تحقيق حلمها وارتدائها المآزر األبيض‪.‬‬
‫إلى كل من ساهم في إنجاز هذا العمل المتواضع‬
‫سواء من قريب او من بعيد ولو بكلمة تشجيعية ‪.‬‬
‫إلى كل من يحتويهم القلب ولم تحتويهم الورقة‪.‬‬
‫إلى كل من يتصفح هذه المذكرة‪.‬‬
‫المقدمة العامة‬

‫مقدمة عامة‬

‫ترتبط بدايات التحضر بالتطورات التاريخية المختلفة التي مرت بها المدن في القرنين الثامن عشر والتاسع‬

‫عشر‪ ،‬حيث كانت الموجة األولى للتحضر ما بين عامي ‪ 1750‬و‪ 1850‬في كل من أوروبا وأمريكا الشمالية‬

‫نتيجة الثورة الصناعية حينها ‪،‬أي أن الموجة األولى ارتبطت بالتصنيع الذي أدى الى تصاعد الهجرة من‬

‫الريف الى المدن أمال في الحصول على فرص العمل الجديدة مؤدية إلى زيادة عدد سكان الحضر‪ ،1‬وكانت‬

‫المراكز الحضرية الكبرى آنذاك محدودة في بعض الدول األوربية مثل انكلت ار وفرنسا إضافة الى الواليات‬

‫المتحدة األمريكية ‪ .‬أما موجة التحضر الثانية والهائلة الضخمة فيمكن اعتبارها منذ منتصف القرن العشرين‪.‬‬

‫وهي المرحلة التي شهد العالم خاللها نموا حضريا لم يعرف له مثيل من قبل ‪،‬إلى الحد الذي يمكن معه القول‬

‫أن القرن العشرين هو قرن التوسع الغير مسبوق في تضخم المدن وما يرتبط بها من خدمات ومشاكل مختلفة‬

‫فقد ظهرت المدن العمالقة التي يتجاوز عدد سكانها ‪ 10‬ماليين نسمة مثل "بوينس ايرس " ‪" ،‬مكسيكو ستي‪.‬‬

‫أما في الدول المتخلفة فإن الزيادة في نسب التضخم الحضري تعود إلى التحضر الهائل الذي انتاب هذه الدول‬

‫في مرحلة ما بعد االستقالل ‪،‬فضال عن نمو بعض المدن الممتدة من الحقبة االستعمارية ‪.‬فبينما كانت‬

‫المرحلة االولى المرتبطة بتوسع المدن وتضخم أعداد سكانها ‪،‬فإن المرحلة الثانية مرتبطة بالعديد من مدن‬

‫الدول النامية في كل من أسيا وإفريقيا وأمريكا الالتينية ‪،‬فقد شكل عدد السكان الذين يعيشون في مناطقها‬

‫الحضرية ما نسبته ‪ %77‬من عدد سكان الكلي‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬خلف حسين علي الدليمي ‪،‬تخطيط المدن نظريات‪.‬أساليب‪ .‬معايير‪ .‬تقنيات‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع عمان ‪ ،2015،‬ص‪.‬‬
‫‪152.139‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬علي سالم حميدان الشواوة‪ ،‬المدن‪ :‬تضخمها‪ ،‬سلبياتها وتخطيطها‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار صفاء للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2014،‬ص‪.12 .‬‬

‫‪1‬‬
‫المقدمة العامة‬

‫"يعتبر النمو الحضري ظاهرة عمرانية تطورت مع التطور التاريخي لحركة المدن فالزمت بدايته حركة فعلية‬

‫لجميع المجتمعات البشرية كما عكست رغبة اإلنسان وحبه الدائم الى تجديد والتوسع"‪، 3‬حيث شهدت المدن في‬

‫عصرنا نمو حضريا متزايدا نتيجة تكاثف مختلف العوامل منها االقتصادية و االجتماعية و خاصة الديمغرافية‬

‫جراء الزيادة الطبيعية و النزوح الريفي و البحث عن العمل ‪،‬مما أدى بالمدن الى نمو حضري و عمراني‬

‫باستهالك الكبير للمجال الناتج عن التدفقات السكانية لتلبية مختلف الحاجيات الضرورية من المسكن و‬

‫التجهيز‪.‬‬

‫إن التوسع الحضري أصبح ظاهرة تميز كل المدن باختالف أحجامها و أشكالها ‪،‬وذلك لتسارع وتيرة النمو‬

‫السكاني وما يترتب عنه من انعكاسات متعددة تمس بشكل أساسي األراضي الفالحية وهو ما شهدته المدن‬

‫الجزائرية خاصة بعد االستقالل بسب ب الزيادة الطبيعية والنزوح الريفي الذي يعود إلى الظروف األمنية التي‬

‫عشتها البالد‪ ،‬مما أدى إلى نمو وتوسع المدينة بوتيرة سريعة ومنه استهالك كبير و غير عقالني للمجال‬

‫خالل فترة زمنية قصيرة‪ ،‬مما نتج عنه توسعات حضرية جديدة على حساب أراضيها الزراعية الخصبة وعلى‬

‫حواف الطرق الرئيسية ‪،‬والتي من المتوقع أن تتحكم في الظروف االقتصادية و االجتماعية والسياسية للمدينة‬

‫ككل مستقبالً‪.‬‬

‫" لقد حازت البيئة على اهتمام العديد من المختصين في الوقت الراهن وأجمعت الدراسات البيئية على أن بيئة‬

‫المدن تعاني من التدهور بسبب استغالل االنسان ل محتوياتها بمعدالت أكبر من معدل تجددها ‪،‬وما تلفظه من‬

‫ملوثات ومشاكل التي تغير في طبيعة مكوناتها"‪ ،4‬حيث أن حدوث هذا التدهور تجاوز حدود المدن ونظ ار ألن‬

‫التوسعات الحضرية الجديدة أصبحت تمثل ميزة ومشكل الرئيسي التي تواجه المدن بسبب نموها المتسارع‪،‬‬

‫فإنها أدت إلى استهالك مفرط للمجال نتيجة الزحف العمراني األفقي من خالل تسيير ال مخطط و العقالني‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬زناتي جلول‪ ،‬أثر النمو الحضري وانعكاساته على محيط العمراني‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬دار المنهجية‪ 2015،‬عمان‪ ،‬ص‪.10 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬محمد ابرهيم محمد شرف ‪،‬المشكالت البيئية المعاصرة األسباب‪ .‬األثار والحلول ‪،‬الطبعة االولى ‪،‬دار المعرفة الجامعية اإلسكندرية ‪ ،2008،‬ص ‪8‬‬

‫‪2‬‬
‫المقدمة العامة‬

‫للموارد‪ ،‬والتي حدثت من خالله تعديات كبيرة على العديد من الموارد الطبيعية غير متجددة من األراضي‬

‫الفالحية‪ ،‬الغابات المياه و التي عرقلت تحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬باإلضافة إلى اهمال الجانب البيئي وما نجم‬

‫عنه من أضرار وخيمة من متلوثات صلبة كالنفايات المنزلية وملوثات سائلة كالتصريف المياه الصرف‬

‫الصحي ومخلفات الصناعية في مجاري المائية وجعلها المصب الرئيسي لذلك‪ ،‬وبالتالي من المستحيل تحقيق‬

‫تنمية مستدامة متكاملة إال باألخذ في االعتبار البعد البيئي كأحد أبعاد وأسس التنمية المستدامة‪.‬‬

‫اإلشكالـــية‪:‬‬

‫يرتبط االنسان عبر التاريخ بالحيز المكاني ويمكن ارتباطه بالمكان من خالل العالقات و العوامل المحيطة‬

‫‪،‬سواء طبيعة أو البيئية او االجتماعية أو االقتصادية ‪،‬ولقد مرت المدينة في الجزائر بمراحل تطور حضري‬

‫مت عدد األنماط والذي انعكس على التنمية االجتماعية و االقتصادية‪ ،‬بسبب الطلب على األراضي لمختلف‬

‫االستخدامات وذلك من أجل تلبية حاجيات السكان المتزايدة ‪،‬بسبب نمو عدد السكان وزيادة التوسع العمراني‪.5‬‬

‫حيث شهدت المدن الجزائرية وتيرة تحضر سريعة نتيجة النمو الديمغرافي والهجرة الريفية خاصة في عشرية‬

‫السبعينيات بسبب توجهها إلى االهتمام بالقطاع الصناعي و تركيزه في المراكز الحضرية الكبرى‪ ،‬والذي نتج‬

‫عنه نزوح ريفي من المناطق المجاورة لها طلبا للعمل‪ ،‬والسكن والخدمات (التعليم‪ ،‬الصحة‪ )...‬وأدى ذلك إلى‬

‫حدوث زيادة سريعة لعدد سكان‪ ،‬األمر الذي ترتب عنه وشكل كبير استهالك المجال بوتيرة متباينة من مرحلة‬

‫إلى أخرى وتحت تأثير العديد من العوامل االقتصادية و االجتماعية و العمرانية تبعا لتوجيهات أدوات التهيئة‬

‫والتعمير‪ ،‬األمر الذي كان له انعكاس مباشر على اختالل توازن النظام البيئي للمدينة‪.6‬‬

‫‪ - 5‬بوزيد شوقي‪ ،‬مدينة سطيف‪ :‬النمو الحضري وآليات تحضر األطراف‪ ،‬مذكرة ماجستير ‪ ،‬كلية علوم األرض والجغرافيا والتييئة العمرانية‪ ،‬جامعة‬
‫منتوري‪،‬قسنطينة‪ ،2002، ،‬ص ‪15 .‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Madani said , Mutations urbaines récentes des villes intermédiaires en Algérie:cas de Sétif ,thèse en vue de‬‬
‫‪l’obtention du doctorat d’état en architecture ,Sétif , 2012, p 101.‬‬

‫‪3‬‬
‫المقدمة العامة‬

‫وضوحا في مدينة سطيف إحدى أهم المدن الهضاب العليا التي اخترناه مجاال لدراستنا‬
‫ً‬ ‫وتزداد هذه الظاهرة‬

‫لهذا البحث‪ ،‬والتي أصبحت تتميز بتوسعات حضرية الكبرى ممتدة استهلكت خاللها مساحات واسعة من‬

‫اجعا واختالالت بيئية ‪،‬خاصة في ما يتعلق بتدهور‬


‫األراضي الزراعية ذات المردودية العالية‪ ،‬والتي سجلت تر ً‬

‫الغابات المحيطة وتلوث واد بوسالم في الجهة الغربية للمدينة نتيجة المد الحضري في هذه الجهة‪.‬‬

‫باإلضافة الى موقعها االستراتيجي من حيث الموقع الذي تتخلله مجموعة من محاور و شبكة طرق مهمة الذي‬

‫متعددة‪ ،‬أين تمركزت هذه‬


‫يعتبر من بين العوامل التي ساعدت على التوسع واستهالك للمجال في اتجاهات ّ‬

‫التجمعات الحضرية الجديدة لمدينة سطيف على حواف طرقها ومداخلها الرئيسية بوتيرة سريعة وعدم احترامها‬

‫لتوجيهات المخططات العمرانية للتهيئة والتعمير‪ ، 7‬مشكلة بذلك مظهر عمراني غير منتظم وذلك من خالل‬

‫انتشار العديد من األحياء الفوضوية و البنايات الهشة‪ ،‬وامتدادها على مساحات واسعة وتداخلها مع األحياء‬

‫المخططة‪ ،‬األمر الذي األثر على المظهر الخارجي للمدينة ككل‪ ،‬وأدى إلى عجز في التحكم و التسيير‬

‫العقالني الستهال ك المجال بمدينة سطيف خاصة على صعيد البيئي من خالل استهالك الثروات الطبيعية‬

‫الثمينة وخاصة المجال التي يجب االحتفاظ بها من أجل تلبية حاجيات السكان حاض ار ومستقبال ألنه مورد‬

‫تماشيا مع مبادئ وأبعاد التنمية المستدامة‪.‬‬


‫ً‬ ‫غير قابل للتجديد‪ ،‬وذلك‬

‫ولتسليط الضوء على ظاهرة تحكم في استهالك المجال من منظور بيئي في مدينة سطيف ‪،‬قمنا بطرح‬

‫التساؤل الرئيسي التالي ‪:‬‬

‫▪ كيف يمكن التحكم في استهالك المجال بالتوسعات الحضرية الجديدة من منظور بيئي في مدينة‬

‫سطيف ؟‬

‫ونظ ار التساع هذا التساؤل نحاول أن نصيغ بعض التساؤالت الفرعية عنه‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬عبد الحكيم كبيش‪ ،‬التمدد الحضري والحراك التنقلي في النطاق الحضري لمدينة سطيف‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه العلوم في تهيئة المجال‪،‬‬
‫جامعة منتوري – قسنطينة‪ ،2011 ،‬ص‪.83،67 64،‬‬

‫‪4‬‬
‫المقدمة العامة‬

‫‪ -‬ما هي المفاهيم األساسية المرتبطة بالتوسع الحضري و البعد البيئي ؟‬

‫‪ -‬ما هي األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع الحضري في مدينة سطيف ؟‬

‫‪ -‬كيف تتضح وتيرة استهالك المجال بالتوسعات الحضرية الجديدة بمدينة سطيف؟‬

‫‪ -‬كيف يمكن إدراج البعد البيئي في استهالك الم جال بالتوسعات الحضرية الجديدة بمدينة سطيف من خالل‬

‫مشروع حضري؟‬

‫الفرضيات‪:‬‬

‫طرح أعاله يمكن أن نقدم الفرضية الرئيسية التالية‪:‬‬


‫من خالل ما ُ‬

‫مهما ال بد من مراعاته في استهالك المجال بالتوسعات الحضرية الجديدة بمدينة‬


‫عنصر ً‬
‫ًا‬ ‫يشكل البعد البيئي‬

‫سطيف‪.‬‬

‫كما يمكن تقديم الفرضيات الجزئية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تتعدد العوامل المتحكمة في التوسع الحضري بمدينة سطيف‪.‬‬

‫‪ -‬ترتب عن التوسعات الحضرية الجديدة بمدينة سطيف انعكاسات متعددة مست جميع األصعدة خاصة‬

‫النظام البيئي‪.‬‬

‫‪ -‬لم يراع البعد البيئي في استهالك المجال خالل التوسعات الحضرية الجديدة بمدينة سطيف‪.‬‬

‫أهداف البحث‪:‬‬

‫نهدف من خالل هذا البحث إلى ‪:‬‬

‫✓ ابرز مختلف العوامل المؤدية إلى استهالك المجال ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المقدمة العامة‬

‫✓ توضيح االبعاد التاريخية و الطبيعية والسكانية واالقتصادية للتوسع الحضري لمدينة سطيف ‪.‬‬

‫✓ معرفة وتيرة استهالك المجال لمدينة سطيف اتجاهات التوسع الحضري‪.‬‬

‫✓ توضيح كيفية إدراج البعد البيئي في التوسعات الحضرية الجديدة‪.‬‬

‫أهمية البحث‪:‬‬

‫تكمن أهمية البحث في ‪:‬‬

‫✓ حداثة الموضوع المتعلق باستهالك المجال من منظور بيئي بالتوسعات الحضرية الجديدة‪.‬‬

‫✓ أهمية مدينة سطيف كمدينة كبرى بالهضاب العليا ‪.‬‬

‫✓ تسارع عملية النمو الحضري بمدينة سطيف وامتداد رقعتها العمرانية ‪.‬‬

‫✓ أهمية المشاريع السكنية والتجهيزات بمدينة سطيف والموجهة مباشرة لهذه التوسعات الجديدة ‪.‬‬

‫✓ دور البعد البيئي في إعادة التوازن البيئي والحفاظ على الموارد غير المتجددة بالتوسعات الحضرية‬

‫الجديدة‪.‬‬

‫منهجية البحث‪:‬‬

‫تنطلق المنهجية الم عتمد في بحثنا على تحديد المناهج التي سنحاول استخدامها‪ ،‬والتي يبرز فيها المنهج‬

‫الوصفي الذي يوظف في الدراسات الوصفية التي تتميز بالتغير وعدم الثبات بتغير األدوار وتطور الزمن ‪،‬‬

‫حيث قمنا بوصف ظاهرة النمو الحضري واستهالك المجال على مختلف المستويات من حيث خصائص‬

‫استهالك المجال و ابراز تأثيره على البعد البيئي مركزين على مدينة سطيف كحالة دراسة ‪ ،‬إلى جانب المنهج‬

‫التاريخي الذي تناولنا من خالله تحليل البعد التاريخي لنشأة مدينة سطيف وأهم العوامل التي مرت بها وذلك‬

‫‪6‬‬
‫المقدمة العامة‬

‫من أجل ربطها بالواقع العمراني للمدينة‪ ،‬وكذلك المنهج الكمي الذي اتضح دوره في تحليل البيانات اإلحصائية‬

‫المعبر عنها بجداول وخرائط واشكال بيانية خاصة فيما يتعلق بتطور السكان واستهالك المجال من خالل‬

‫توزيع المساحات بين السكن‪ ،‬التجهيزات ‪ ،‬الطرقات‪...‬‬

‫وعليه فقد مر بحثنا بثالث مراحل رئيسية‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫✓ المرحلة االستطالعية‪:‬‬

‫بعد تحديد موضوع البحث وضبطه بشكل دقيق‪ ،‬قمنا في أول مرحلة‪ ،‬بإجراء عملية استطالعية تم من خاللها‬

‫جمع المعلومات والمعطيات النظرية المتعلقة بموضوع البحث‪ ،‬ونخص بالذكر‪ :‬الكتب‪ ،‬المجالت العلمية‬

‫والدوريات‪ ،‬وثائق بيانية (كالصور والخرائط‪ ،)...‬مذكرات التخرج للماجستير ورسائل الدكتوراه والتي لها عالقة‬

‫بموضوع البحث ومجال الدراسة‪ ،‬إلى جانب االطالع على بعض مواقع االنترنت للحصول على بعض‬

‫المعلومات التي تخص استهالك المجال‪ ،‬التنمية المستدامة‪ ،‬البعد البيئي‪ ...‬وغيرها من المفاهيم األخرة ذات‬

‫العالقة‪ .‬والهدف من ذلك هو تكوين خلفية نظرية عن موضوع البحث ومجال الدراسة وتحديد المفاهيم‬

‫األساسية للبحث التي يمكن على أساسها ضبط محتوى البحث ورسم محاوره األساسية‪.‬‬

‫✓ المرحلة الميدانية‪:‬‬

‫وهي المرحلة الثانية والتي تميزت بخصوصية معينة خالل هذه السنة‪ ،‬وقد كان لها تأثير كبير ومباشر على‬

‫مجرى وسير البحث‪ ،‬بالرغم من أنها المرحلة التي سمحت لنا بالتحليل المتعلق بموضوع البحث ومجال‬

‫الدراسة‪ ،‬لذلك يمكن تجزئتها إلى فترتين رئيسيتين‪:‬‬

‫*‪ -‬الفترة األولى‪ :‬استمرت حتى تاريخ ‪ ، 2020/03/12‬وخالل هذه الفترة تم النزول إلى الميدان والتعرف‬

‫على مجال الدراسة بكل مكوناته الطبيعية والعمرانية والبشرية‪ ،‬وزيارة حي "شوف لكداد" الذي كان محل‬

‫‪7‬‬
‫المقدمة العامة‬

‫اهتمامنا في هذا البحث‪ ،‬وتم الحصول على بعض المعطيات والبيانات ذات طابع عام أي معطيات تغطي‬

‫مدينة سطيف ككل بشكل شامل غير مفصل والتي تم توظيفها في البحث‪.‬‬

‫*‪ -‬الفترة الثانية‪ :‬والتي كانت بداياتها ما بعد تاريخ ‪ 2020/03/12‬وهي تطبيق الحجر الصحي المنزلي بعد‬

‫تفشي جائحة كوفيد‪( 19-‬وباء كورونا)‪ ،‬وعلى إثر ذلك ركزنا في القراءات المتأنية للعديد من مذكرات التخرج‬

‫وكذا رسائل الدكتوراه للحصول على بعض المعلومات وخاصة اإلحصائية منها والتي بإمكانها أن تفيدنا في‬

‫البحث‪ ،‬لكن رغم قلتها إال أنها قد أسهمت في إثراء التحليل خاصة بعد التخلي عن إجراء التحقيقات الميدانية‬

‫من أجل توزيع االستمارة االستباينة وكذا تحديث المخططات العمرانية التي نحتاجها في البحث‪ ،‬كما اعتمدنا‬

‫في تغطية النقص المتعل ق ببعض البيانات باالعتماد على بعض صور األقمار الصناعية والصور الجوية التي‬

‫توفرها بعض مواقع االنترنت‪.‬‬

‫مرحلة التحرير والكتابة‪:‬‬

‫وهي المرحلة الثالثة من البحث والتي تم فيها توظيف كل البيانات والمعلومات المحصل عليها في التحليل‬

‫والمعالجة بتنظيمها في خرائط وأشكا ل بيانية والتعليق عليها من أجل توضيح عوامل واتجاهات التوسع‬

‫العمراني لمدينة سطيف‪ ،‬وتحليل أشكال استهالك المجال بالتوسعات الحضرية الجديدة التي تم تحديدها تماشيا‬

‫مع أهداف البحث‪ ،‬وإبراز أهمية البعد البيئي في استهالك المجال لما له من دور في المحافظة على الموارد‬

‫غير المتجددة‪.‬‬

‫والجدير بالذكر إلى أنه قد تم استخدام برمجيتي "‪ "Arc Gis 10.4‬و "‪ "Autocad 2017‬في رسم مختلف‬

‫خرائط البحث والتي ساهمت بشكل كبير في إثراء التحليل للوصول إلى نتائج دقيقة‪ ،‬باالعتماد على صور‬

‫األقمار الصناعية و الصور الجوية ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المقدمة العامة‬

‫مخطط البحث ‪:‬‬

‫لقد قمنا بتنظيم بحثننا وفق الخطة التالية ‪:‬‬

‫❖ المقدمة العامة‪:‬‬

‫‪ -‬مقدمة عامة‪.‬‬

‫‪ -‬اشكالية البحث‪.‬‬

‫‪ -‬أهداف البحث‪.‬‬

‫‪ -‬أهمية البحث‪.‬‬

‫‪ -‬منهجية البحث‪.‬‬

‫‪ -‬مخطط البحث‪.‬‬

‫❖ الفصل األول‪ :‬النمو الحضري واستهالك المجال مفاهيم نظرية ‪.‬‬

‫❖ الفصل الثاني‪ :‬األبعاد الطبيعية و العمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف ‪.‬‬

‫❖ الفصل الثالث‪ :‬استهالك المجال بالتوسعات الحضرية الجديدة بمدينة سطيف ‪.‬‬

‫❖ الفصل الرابع‪ :‬شوف لكداد مجال الحتضان التوسعات الحضرية الجديدة بمراعاة البعد البيئي ‪.‬‬

‫❖ خاتمة عامــــــة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫النمو الحضري واستهالك المجال‪ :‬مفاهيم نظرية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫من بين المشاكل التي تعاني منها جميع دول العالم مشكلة الزحف العمراني للتجمعات الحضرية‬
‫الحديثة على حساب األراضي الزراعية ‪ ،‬و خاصة تلك التي تمتاز بزيادات سكانية سريعة وذلك من خالل‬
‫ظاهرة الهجرة وزيادة عدد المدن الصناعية في العالم ونمو مساحتها‪ ،‬و هذا ما يؤدي إلى زيادة الطلب على‬
‫األراضي الزراعية مما يخلق خلل في التوازن البيئي‪ ،‬مما عجل في إيجاد السبل و الطرق الكفيلة للحيلولة دون‬
‫التدهور البيئي و محاولة الحد من مسبباته‪ ،‬و ذلك بوضع أسس و استراتيجيات فعالة للتسيير البيئي لهذه‬
‫التجمعات و استهالكها الكبير للمجال الحضري الذي أصبح حي از ثمينا البد من االستغالل األمثل له وفق‬
‫مبادئ التنمية المستدامة‪.‬‬

‫‪ -1‬النمو الحضري‪:‬‬

‫‪ -1-1‬تعريف النمو الحضري‪:‬‬


‫هو زيادة عدد السكان ذات األحجام المختلفة و ذلك عم طريق الهجرة الريفية إلى المدن‪ ،‬أو الزيادة‬
‫الطبيعية‪ ،‬أو بسبب التوطين الصناعي و يصاحب هذه الزيادة نمو و توسع المدينة سواء بطريقة منتظمة أو‬
‫‪1‬‬
‫غير منتظمة‪.‬‬
‫كما يشير إلى زيادة كثافة السكان بما يتعدى لـ ‪ 2000‬نسمة في الكيلو متر مربع و كبر حجم المدينة بما‬
‫يزداد عن ‪ 10000‬نسمة‪ ،‬و كذلك بالتجمعات المصنفة كمراكز حضرية‪ ،‬و ذلك حسب معايير تختلف من‬
‫‪2‬‬
‫دولة ألخرى‪.‬‬

‫‪ -2-1‬أشكال النمو الحضري‪:‬‬

‫ينقسم النمو الحضري في المدن إلى قسمين رئيسين هما‪:‬‬

‫‪ -‬النمو العمراني غير المخطط‪.‬‬

‫‪ -‬النمو العمراني المخطط‪.‬‬

‫يبيمون وليد‪ ،‬ظاهرة التالحم الحضري وإنعكاستها المجالية‪ ،‬شهادة ماجستر في الهندسة معمارية وعمران‪ ،‬جامعة باتنة ‪ 2012 ،‬ص‪.21،20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫زناتي جلول‪ ،‬النمو الحضري وانعكاساته على المحيط العمراني‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬الدار المنهجية‪ ،‬عمان‪ ،2015 ،‬ص‪.19,18‬‬

‫‪11‬‬
‫النمو الحضري واستهالك المجال‪ :‬مفاهيم نظرية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -1-2-1‬النمو العمراني غير المخطط‪:‬‬

‫و ينقسم بدوره إلى قسمين‪:‬‬

‫✓ النمو العمراني التراكمي‪:‬‬

‫من أبسط و أقدم أنواع النمو التي عرفته المدن‪ ،‬حيث يتم البناء على حدود و أطراف المدينة األصلية‪ .‬حيث‬
‫ال يراعي في توسعه الشكل رئيسي للمدينة‪.‬‬

‫الشكل(‪:)01‬التوسع العشوائي للمدن‪.‬‬

‫توسع لم يتم فيه مراعاة‬

‫تخطيط المدينة‬

‫مركز المدينة‬

‫المصدر‪ :‬معالجة شخصية للطالبين بناء على عدة مراجع‪.‬‬

‫✓ النمو المتعدد النوى‪:‬‬

‫يعتبر النمو المتعدد النوى شبيها بالنمو التراكمي‪ ،‬و يعتبر أيضا نقيضه في نفس الوقت‪ .‬بمعنى آخر تشيد أو‬
‫بناء مدينة جديدة بالقرب من المدينة القديمة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫النمو الحضري واستهالك المجال‪ :‬مفاهيم نظرية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫الشكل(‪:)02‬عالقة المدن التابعة بالمدينة األم‪.‬‬

‫مدينة‬
‫تابعة‬

‫المدينة األم‬
‫مدينة‬
‫تابعة‬

‫المصدر‪https://www.iasj.net/iasj?func=fulltext&aId=117270:‬‬

‫✓ الضواحي‪:‬‬

‫ظهرت في القرن ‪19‬م بعد الثورة الصناعية و ظهور السكك الحديدية و امتددت بجانبها‪ ،‬حيث تعتبر إمتداد‬
‫للمدينة األم‪،‬و تابعة لها و ليست مستقلة عنها‪ ،‬و فاقت الزيادة السكانية فيها معدل الزيادة في المدينة‬
‫‪3‬‬
‫األصلية‪.‬‬

‫الشكل(‪ :)03‬توسع المدن نحو الضواحي‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬م‪.‬عال عبد الرزاق غدا ‪ ،‬الضواحي السكنية‪ ،‬حل تخطيطي لمواجهة النمو السكاني‪ ،‬مجلة جامعة دمشق للعلوم الهندسية المجلد‬
‫التاسع و العشرون‪ ،‬العدد الثاني‪ ،2013 ،‬ص ‪.57‬‬

‫‪- 3‬علي سالم حميدان الشواوة‪ ،‬المدن تضخمها‪ ،‬سلبياتها و تخطيطها‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار صفاء للنشر و التوزيع عمان‪ ،2012 ،‬ص ‪.161‬‬

‫‪13‬‬
‫النمو الحضري واستهالك المجال‪ :‬مفاهيم نظرية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-2-2-1‬النمو المخطط ‪:‬‬

‫تقوم به الدولة وفق دراسة عن طريق التخطيط و التوجيه للنمو العمراني الحضري‪ ،‬وذلك وفق مخططات‬
‫معدة مسبقا حيث إن هذه المخططات خضعت للمشاركة ثم المصادقة‪ ،‬من خالل تجهيزه بمختلف المرافق‬
‫‪4‬‬
‫وذلك لمنع سوء التخطيط و البناء العشوائي لتوفير بيئة حضرية مالئمة‪.‬‬

‫‪ -3-1‬عوامل النمو الحضري‪:‬‬

‫من أهم العوامل التي أدت إلى زيادة النمو الحضري في المدن ‪:‬‬

‫‪ -1-3-1‬الزيادة الطبيعية‪:‬‬

‫تعتبر الزيادة الطبيعية أهم عامل للنمو الحضري بصفة عامة و لنمو المدن العربية بصفة خاصة‪ ،‬حيث نجد‬
‫معدل الزيادة الطبيعية المتوسطة للدول العربية يفوق ‪، 3.12%‬و يعد من أعلى المعدالت في العالم‪ .‬ويختلف‬
‫‪5‬‬
‫من بلد الى آخر‪.‬‬

‫إن معدل النمو الديمغرافي الطبيعي للسكان هو الفرق بين معدل الزيادة الطبيعية للسكان‪ ،‬أي الفرق بين معدل‬
‫‪6‬‬
‫المواليد و بين معدل الوفيات‪.‬‬

‫‪ -2-3-1‬الهجرة الريفية‪:‬‬

‫يعتبر عامل الهجرة نمو غير طبيعي أكثر من الزيادة الطبيعية‪ ،‬بحيث يسعى الفرد من خالل هجرته إلى‬
‫المدن إلى تحسين ظروفه المعيشية و توفير حياة أفضل‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن الهجرة الريفية يمكن ان ُنطلق‬
‫أيضا النزوح الريفي‪.7‬‬
‫عليها ً‬

‫‪4‬‬
‫‪-‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.237،236‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.43،44‬‬
‫‪- 6‬وسهام وناسي‪ ،‬النمو الحضري و اثره على البيئة الحضرية‪-‬اشكالية التسيير العمراني مدينة باتنة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستر في الهندسة المعمارية‪:‬‬
‫جامعة باتنة‪ ،‬ص ‪.19،18‬‬

‫‪ -7‬فؤاد بن غضبان‪ ،‬التحضر والحضرية في ظل عالم متغيّر‪ ،‬دار اليازوري العلمية‪ ،‬عمان‪ ،2015 ،‬ص‪.17 .‬‬

‫‪14‬‬
‫النمو الحضري واستهالك المجال‪ :‬مفاهيم نظرية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -3-3-1‬سياسة التصنيع وسيطرة قطاع الخدمات‪:‬‬

‫يعتبر عامل الصناعة و التجارة من عوامل النمو الحضري في المدن خاصة بعد الثورة الصناعية التي شهدها‬
‫العالم خاصة على مستوى ضواحي المدن‪ .‬العامل الذي أدى بالعديد من سكان األرياف إلى النزوح إليها‬
‫‪8‬‬
‫و تمركز حولها‪ ،‬لكن هذه السياسة المتبعة أدت إلى إهمال النشاط الفالحي و الزراعي من طرف أصحابه‪.‬‬

‫‪-2‬استهالك المجال‪:‬‬

‫إن استهالك المجال لها عالقة بالتغيرات و التحوالت التي تعرفها الحاجيات السكانية‪ ،‬حيث مع النمو السريع و‬
‫هجرة السكان إلى المدينة تؤدي إ لى زيادة الطلب على المساكن و التجهيزات و العمل هذا ما ينتج مجاال‬
‫‪9‬‬
‫حضريا أكثر اتساعا مما يؤدي إلى إستهالك المجال تلبية لهذه الحاجيات‪.‬‬

‫تنمو المدن و تتوسع في شكل أفقي و عمودي و بكثافات مختلفة و يحدث التوسع بطريقتين‪ :‬التوسع‬
‫المستمر و التوسع المتقطع‪ ،‬األول يتطور بالتمدد المستمر لألجزاء المبنية‪ ،‬أما الثاني فهو التوسع مع ترك‬
‫‪10‬‬
‫فراغات بسبب عوائق طبيعية أو بشرية‪.‬‬

‫‪ -1-2‬تعريف استهالك المجال‪:‬‬

‫يعرف استهالك المجال على أنه إ جراء تغيير على مساحة‪ ،‬ما ينتج عنه تغير في طبيعة االستخدام األولي‬
‫لألرض على سبيل المثال استهالك المساحات الزراعية و الغابية عن طريق التحضر‪.‬‬

‫حيث يمكن قياس المجال بحساب المساحة المستهلكة خالل فترة زمنية محددة‪ ،‬و يجب دائما استخدام مفهوم‬
‫‪11‬‬
‫استهالك المجال عند تحديد الطبيعة األولية و الطبيعة الجديدة الستخدام األراضي‪.‬‬

‫‪ -2-2‬أنواع استهالك المجال‪:‬‬

‫‪ -1-2-2‬استهالك المجال عن طريق السكن‪:‬‬

‫يعتبر السكن الوظيفة الرئيسية في التجمعات الحضرية‪ ،‬و هو ناتج من النمو الحضري‪ .‬و ذلك راجع لتلبية‬
‫إحتياجات السكان المستمرة‪ ،‬و الذي يتطلب مساحات كبيرة إلنجازه و ذلك على حساب األراضي الزراعية‪.‬‬

‫‪8‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.45،44‬‬


‫‪9‬‬
‫قوان محمد‪ ،‬الألثر البيئي للتوسع العشوائي على حساب المناطق الخضراء‪ ،‬شهادة ماجستر تخصص تسيير ايكولوجي‪ ،‬جامعة المسيلة‪ ،2015،‬ص‪.35‬‬
‫‪10‬‬
‫‪Pannerai Philipe, Depaule Jean-Charles, Demorgan Marcelle. analyse urbain, parenthèse, 1999, p46.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪glossaire pedagogique, compender la consomation des espaces agricoles et naturuls, juin2016, p59‬‬

‫‪15‬‬
‫النمو الحضري واستهالك المجال‪ :‬مفاهيم نظرية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2-2-2‬استهالك المجال عن طريق الصناعة‪:‬‬

‫بعد ظهور الثورة الصناعية و مصاحبها من التحوالت لمختلف النشاطات‪ ،‬حيث خلفت سياسة المناطق و‬
‫الحظائر الصناعية على أطراف المدن و بجانب المحاور الكبرى لها‪ .‬و التي بدورها احتلت مساحات كبيرة من‬
‫‪12‬‬
‫األراضي الزراعية ‪.‬‬

‫‪ -3-2-2‬استهالك المجال عن طريق التجهيزات‪:‬‬

‫تعتبر التجهيزات من األولويات الرئيسية و المكونة للمجال الحضري والتي تلبي حاجيات السكان ‪،‬حيث هذه‬
‫التجهيزات تبنى على حساب األراضي و التي بدورها ت تسبب في استهالك المجال خاصة إذا كان هذا المجال‬
‫يتوسع سكنيا و عمرانيا على ضواحي المدن ‪.‬‬

‫‪ -3-2‬عوامل استهالك المجال‪:‬‬

‫من بين عوامل استهالك المجال في الوسط الحضري‪:‬‬

‫‪ 1-3-2‬الزيادة الديمغرافية‪:‬‬

‫يؤدي زيادة معدل النمو الحضري السكاني ضغطا على الحاجيات الضرورية للسكان خاصة السكن‪،‬الذي بدوره‬
‫يؤدي استهالك للمجال بشكل كبير و غير عقالني ‪.‬‬

‫حيث يرتبط النمو الديمغرافي ارتباطا وثيقا بتوسع المدينة و ترتبط أحجام السكنات و المرافق و الخدمات‬
‫باألحجام السكنية التي تخدمها و هذا يعني استهالك المجال بصفة أكبر ‪.‬‬

‫‪ 2-3-2‬الزيادة الطبيعية‪:‬‬

‫يرجع سبب في تزايد في نسبة الزيادة الطبيعية إلى انخفاض معدل الوفيات بالموازاة مع ارتفاع في معدل‬
‫الوالدات و ارتفاع في متوسط األعمار ألفراد‪ ،‬وذلك راجع إلى تحسن ظروف المعيشية والصحية في المدن‬
‫مقارنة باألرياف ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫زاوي فاتح‪ ،‬التوسع العمراني على حساب االراضي الزراعية‪ ،‬حالة بلدية شلغوم العيد‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستر في التهيئة و العمران جامعة االخوة‬
‫منتوري‪ ،2008 ،‬ص‪.11‬‬

‫‪16‬‬
‫النمو الحضري واستهالك المجال‪ :‬مفاهيم نظرية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ 3-3-2‬الهجرة‪:‬‬

‫حيث من أهم مظاهر الهجرة المؤثرة في النمو و استهالك المجال للمدن ظاهرة النزوح الريفي التي عرفت‬
‫‪13‬‬
‫ذروتها مع الثورة الصناعية ‪ ،‬إذ يعتبر التباين في المستوى المعيشة السبب الرئيسي إلى الهجرة من األرياف‪.‬‬

‫‪ -4-2‬انعكاسات استهالك المجال‪:‬‬

‫يصاحب استهالك المجال عدة آثار لها انعكاسات سلبية منها‪ :‬البيئية ‪ ،‬اإلجتماعية ‪ ،‬اإلقتصادية‪.‬‬

‫‪ -1-4-2‬اآلثار البيئية‪:‬‬

‫‪ -‬تراجع المساحات الزراعية حول المدن وزيادة مساحات المناطق العمرانية‪.‬‬

‫‪ -‬القضاء على الغطاء النباتي و انتشار العمران يساعد بدرجة أو بأخرى‪.‬‬

‫‪ -‬النمو العشوائي للمساكن يساعد على التلوث و اإلخالل بالنظام البيئي‪.‬‬

‫‪ -‬انخفاض المنتوج الزراعي و الفالحي خاصة على مستوى األراضي الخصبة و ذات المرود العالي‪.‬‬

‫‪ -‬إزالة الغابات و مناطق المشجرة و استعمالها في مجاالت مختلفة كالصناعة‪.‬‬

‫‪ -‬انتشار الكبير للنفايات على مستوى األحياء الفوضوية و الغياب التام للوعي البيئي‪.‬‬

‫‪ -‬عدم احترام االرتفاقات كالبناء بالمحاذاة من األودية و جعل منها مصبات للصرف الصحي‪.‬‬

‫‪ -‬بناء المنشآت وفتح الطرق ومد األنابيب واستخراج المعادن يؤدي إ لى زيادة حساسية التربة للتعرية‬
‫واإلنجراف ‪.‬‬

‫‪ -2-4-2‬اآلثار االجتماعية‪:‬‬

‫من بين اآلثار االجتماعية التي تسبب في استهالك المجال هو المستوى المعيشي الذي يعتبر سببا رئيسيا‬
‫للمجال المستهلك ‪ ،‬فالطبقات االرستقراطية كانت تجلب إ ليها الخدم وأصحاب الخدمات مما يستدعي استهالكا‬

‫فارس علي‪ ،‬العقار الحضري و عالقته بالتوسع و التشكل العمراني حالة مدينة بئر العاتر كنموذج‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستر في الهندسة المعمارية‪،‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪ ،2014‬ص ‪.99،98‬‬

‫‪17‬‬
‫النمو الحضري واستهالك المجال‪ :‬مفاهيم نظرية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫ل لمجال سواء كان عموديا أو أفقيا ‪ ،‬ومع ظهور الثورة الصناعية و التحول الهائل في وسائل النقل والحاجة‬
‫الكبيرة التي كانت تحتاجها الثورة الصناعية من يد عاملة ظهرت حده في الفروقات االجتماعية ‪ ،‬وظهور‬
‫أحياء خاصة للفئات العاملة في مجال الصناعة على مستوى ضواحي المدن على حساب األراضي الزراعية‬
‫محيطة بها ‪.‬‬

‫‪ -3-4-2‬اآلثار االقتصادية‪:‬‬

‫انتشار ظاهرة المناطق الفوضوية وضياع أ جزاء كبيرة من األراضي الزراعية جراء االستهالك الالعقالني ‪،‬‬
‫و التي يتم تحويلها إلى أراضي للبناء اثر سلبا على االقتصاد الحضري و الناتج القومي للدولة‪ .‬باإلضافة إلى‬
‫األعباء المالية الضخمة التي تتحملها ميزاني ة الدولة نتيجة ق اررات الهدم و اإلازلة للسكنات الفوضوية ‪ ،‬وفي‬
‫الوقت التي كانت الجهود الدولة تبذل للمحافظة على األوعية العقارية و تنظيمها تتزايد البنايات الغير قانونية‬
‫‪14‬‬
‫والتي أتت على كثير من األراضي الموجهة للمشاريع التنموية ‪.‬‬

‫‪-3‬استهالك المجال و البيئة‪:‬‬

‫إن استهالك المجال أصبح من أكبر المشاكل التي تعاني منها البيئة الحضرية في اآلونة األخيرة بشكل كبير‬
‫و مع الطلب المتزايد على المساحات لتلبية احتياجات السكان ‪،‬اضطرت المدن إلى اإلمتداد و التوسع على‬
‫حساب األراضي المحيطة بها واستهالك مجالها وهذا ما يؤثر سلبا على مختلف العناصر المكونة للبيئة سواء‬
‫‪15‬‬
‫الطبيعية منها أو المصطنعة‪.‬‬

‫‪ -1-3‬تعريف البيئة و البيئة الحضرية‪:‬‬

‫‪-1-1-3‬تعريف البيئة‪:‬‬

‫"تتعدد و تتنوع تعاريف البيئة و ذلك للتعدد و تنوع أشكال البيئة و محتوياتها و ليس هناك تعريف جامع‬
‫للبيئة‪،‬فالبيئة لفظة تابعة االستخدام يرتبط مدلولها بنمط العالقة بينها و بين مستخدميها ومنه فإن‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫المصدر السابق‪ ،‬ص‪.101،100‬‬
‫‪15‬صبحي محمد قدوص‪ ،‬دراسات حضرية مدخل نظري‪ ،‬الدار الدولية للنشرو التوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1994،‬ص‪.122‬‬

‫‪18‬‬
‫النمو الحضري واستهالك المجال‪ :‬مفاهيم نظرية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫البيئة هي العالم الطبيعي الذي يتعايش فيه مختلف الكائنات الحية من البشر والحيوان و النبات وتعد معرضة‬
‫‪16‬‬
‫للخطر من طرف نشاط اإلنسان الصناعي ‪.‬‬

‫كما تعرف البيئة ''بأنها العوامل الخارجية التي يستجيب لها الفرد أو المجتمع بأسره استجابة فعلية احتمالية‬
‫كالعوامل الجغرافية و المناخية من سطح ونبات وموجودات وح اررة ورطوبة‪ ،‬والعوامل الثقافية واالجتماعية التي‬
‫‪17‬‬
‫تسود المجتمع والتي تؤثر في حياة الفرد والمجتمع وتشكلها وتطبعها بطابع معين‪''.‬‬

‫‪-2-1-3‬البيئة الحضرية‪:‬‬

‫هي البيئة القائمة داخل التجمعات العمرانية بتركيبتها المعقدة المكونة من العناصر الطبيعية (هواء‪ ،‬مياه‪ ،‬تربة‪،‬‬
‫مناخ‪ ،‬غطاء نباتي‪ )...‬والعناصر المصطنعة المتمثلة في البيئة المبنية أو المعدلة لخدمة معيشة اإلنسان‬
‫‪18‬‬
‫وأنشطته (المباني‪ ،‬البنية التحتية‪ ،‬المناطق المفتوحة‪.)...‬‬

‫‪ -2-3‬مشكالت البيئة و مسبباتها‪:‬‬

‫إن حدوث أي خلل أ و تدهور في العالقة المرتبطة بين عناصر النظام البيئي وما ينتج عنه من أخطار‬
‫مباشرة أو غير مباشرة ‪ ،‬تتأثر بقية المكونات و تتبدل العالقات القائمة بينها و تصبح غير قادرة على الحفاظ‬
‫على توازنها فمن بين األسباب و المشاكل المؤثرة على البيئة‪:‬‬

‫‪ 1-2-3‬األسباب البشرية‪:‬‬

‫✓ النمو السكاني‪ :‬إن النمو السكاني يزيد من الطلب على السلع والخدمات مما يؤدي إلى زيادة من‬
‫األضرار البيئية كما يزيد من استهالك المفرط على الموارد الطبيعية في الوقت الذي تتفاقم فيه‬
‫المشاكل االقتصادية و االجتماعية المترتبة عن الفقر وأثر النمو السكاني سلبا على كافة عناصر‬
‫التنمية‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫يسرى دعبس‪ ،‬السياحة و البيئة‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬شركة الجالل للطباعة‪ ،‬االسكندرية‪ ،2007 ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪17‬‬
‫رشاد احمد عبد اللطيف‪ ،‬البيئة واالنسان منظور اجتماعي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الوفاء للطباعة‪ ،‬االسكندرية‪ ،2007 ،‬ص‪.83‬‬
‫‪18‬‬
‫مسعودة عطال‪ ،‬النمو الحضري وعالقته بمشكلة البيئة الحضرية‪ ،‬شهادة ماجستر تخصص علم االجتماع الحضري بجامعة باتنة‪،2009 ،‬‬
‫ص‪.36،35‬‬

‫‪19‬‬
‫النمو الحضري واستهالك المجال‪ :‬مفاهيم نظرية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫✓ استنزاف موارد البيئية‪ :‬من خالل اإلستخدام الغير العقالني و المتزايد للموارد البيئية مثل النفط و‬
‫الغاز الطبيعي والحديد ‪ ،‬ومع تزايد عدد السكان فقد أدى ذلك الى تقلص الموارد المتجددة مثل‬
‫الغابات‪.‬‬
‫✓ اإلستغالل غير الراشد للتكنولوجيا في البيئة‪ :‬و الذي يترتب عليه االختالل بتوازن البيئة عن طريق‬
‫إستنزاف متزايد من الموارد الطبيعية في الصناعة و ما يرتبط بها من تلوث الهواء و الماء و التربة و‬
‫الغذاء‬
‫✓ اختالل القيم و االتجاهات‪ :‬إن اختالل القيم و االتجاهات إنعكاس لمشكالت البيئة‪ ،‬كما أن هذه القيم‬
‫تكسب الصفة االجتماعية من سلوك الناس تجاه بيئتهم ‪.‬‬

‫‪ 2-2-3‬األسباب الطبيعية‪:‬‬

‫فقد ينشأ اإلختالل في توازن النظم البيئية نتيجة لتغيير بعض الظروف الطبيعية كالح اررة أو األمطار أو‬
‫الجفاف مما يؤدي إ لى تبدل المناخ ‪ ،‬كما أن الفيضانات المدمرة أو الحرائق الغابات تؤدي إلى الهجرة العديد‬
‫من الكائنات الحية أو إ نقرضها أو قد ينشأ اختالل النظم البيئية بسبب إنشاء مصانع كيمياويات أو بسبب‬
‫‪19‬‬
‫الحروب‪.‬‬

‫‪ – 3-3‬أنواع المشكالت البيئية‪:‬‬

‫تتعدد وتتنوع المشكالت البيئية حيث تتلخص هذه االخيرة حسب مستوى تأثيرها كما هو موضح في شكل‬
‫اآلتي‪:‬‬

‫‪ 19‬نوال سامي‪ ،‬ابرهيم الشومالي‪ ،‬مستوى الثقافة البيئية و عالقته باالتجاهات نحو البيئة‪ ،‬رسالة ماجستر جامعة الفدس‪ ،2010 ،‬ص‪.15،14‬‬

‫‪20‬‬
‫النمو الحضري واستهالك المجال‪ :‬مفاهيم نظرية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫الشكل(‪ :)04‬أنواع المشكالت البيئية‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬نوال سامي‪ ،‬إبرهيم الشومالي مرجع سابق‪ ،‬ص‪.16‬‬

‫‪ -3-3‬أسباب التدهور البيئي‪:‬‬

‫يرجع التدهور البيئي إلى مجموعة من العوامل البشرية و الطبيعية التي تتداخل معظمها مع بعضه البعض‪،‬‬
‫فيزداد تأثيرها و تتسع دائرتها‪ .‬وتشكل األنشطة البشرية أكثر تلك العوامل حيث أدى تنامي النشاط اإلنساني‬
‫الذي يعد محصلة التفاعل بين اإل نسان و عناصر البيئة الطبيعية‪ ،‬فتحولت من حالتها الصالحة التي خلقت‬
‫عليها إلى حالة مشوهة‪ ،‬فانقلبت على اإلنسان و هددت سالمته و استق ارره ‪.‬‬

‫و ذلك راجع للزيادة المستمرة سواء من عدد السكان أو استغالل للموارد الطبيعية و الطاقوية و خاصة زيادة‬
‫في استهالك األراضي الطبيعية أو الزراعية ‪ ،‬ومن أهم أسباب هذا التدهور البيئي‪:‬‬

‫‪ -1-3-3‬زيادة عدد سكان العالم‪:‬‬

‫تضاعف عدد سكان العالم مرات بالتقريب في مدة تقدر بقرن من الزمن‪ ،‬حيث ينمو عدد السكان العالم بمعدل‬
‫‪ 1.7‬سنويا و منه زيادة الحاجة إلى السكن الصحة‪ ،‬الغذاء و غيرها من المتطلبات‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى‬
‫استهالك أراضي جديدة‪ ،‬كما يتسبب ذلك في زيادة الضغط على الموارد الحالية لتوفير الغذاء‪.‬‬

‫و كذا استعمال أساليب و تقنيات كاألسمدة و المبيدات الكيمائية في التربة والذي يؤدي بالضرورة خفض‬
‫القيمة اإلنتاجية لألراضي الزراعية ‪ .‬و أ يضا سيتم زيادة النشاط الصناعي و منها زيادة مختلف الملوثات من‬
‫غازات و نفايات الصلبة و السائلة التي تذهب معظمها إ لى األراضي الخصبة فتجعل منها أراضي غير منتجة‬
‫تتحول بعدها إلى توسع جديد‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫النمو الحضري واستهالك المجال‪ :‬مفاهيم نظرية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫الشكل(‪:)05‬الزيادة في عدد سكان العالم‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬محمد إب ارهيم محمد شرف‪ ،‬المشكالت البيئة المعاصرة أسباب‪ ،‬اآلثار و الحلول‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪،2008،‬‬
‫ص‪.14‬‬
‫‪ -2-2-3‬زيادة النمو الحضري‪:‬‬

‫التزايد المستمر في عدد سكان المدن ‪ ،‬و الذي كان نتيجة للثورة الصناعية و الهجرة من األرياف إلى‬
‫المدن‪ ،‬بحيث أ صبح حاليا نحو نصف سكان العالم تقريبا في المدن و المناطق الحضرية‪ .‬يعتبر التوسع‬
‫العمراني على حساب األراضي الزراعية من اخطر اآلثار الناتجة على النمو الحضري وذلك الرتباط النمو‬
‫‪20‬‬
‫الحضري بحركة التصنيع و نتيجة لما تحدثه الصناعة من آثار لعدم تناسق األنساق اإليكولوجية للمدن ‪.‬‬

‫‪ 4‬التحكم من منظور بيئي‪:‬‬


‫‪ -1-4‬الفاعلون في استهالك المجال‪:‬‬

‫‪-1-1-4‬رؤوس األموال‪:‬‬

‫األموال هي المحرك األساسي ألي مشروع أو عمل إستثماري يهدف إلى زيادة القدرة اإلنتاجية‪ ،‬وهي‬
‫المحرك الديناميكي للتنمية‪ ،‬هذه األموال تستخدم لبناء مختلف المرافق و التجهيزات الخاصة و كذا توسعة‬
‫مختلف المشاريع‪.‬‬

‫‪-2-1-4‬المقاولين‪:‬‬

‫أشخاص لديهم القدرة و الوسائل لتحويل فكرة جديدة إلى مشروع يجسد على أرض الواقع عن طريق ما‬
‫يسمى بالمقاولة مثال مقاولة للبناء‪ ،‬حيث تتحصل على المشاريع من السلطات و الجهات التقنية المختصة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫محمد إب ارهيم محمد شرف‪ ،‬المشكالت البيئة المعاصرة أسباب‪ ،‬اآلثار و الحلول‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،2008 ،‬ص ‪.16،15،14‬‬

‫‪22‬‬
‫النمو الحضري واستهالك المجال‪ :‬مفاهيم نظرية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫أرضي المدن مسببة بذلك إستهالكا في المجال‪.‬‬


‫هذه المشاريع تقام على حساب ا‬
‫‪ -3-1-4‬المستثمرين‪:‬‬

‫مجموعة من األشخاص ذو رأس مال كبير يقومون بتدعيم الشركات مثال و هذا يكون مقابل سندات أو‬
‫نسبة في المشاريع المنجزة‪ ،‬هذه الشركات قد تكون تسير في مصانع التي تبنى و تقام في ضواحي المدن‬
‫مسببين بذلك إستهالكا أكثر في المجال الخصب على حساب األراضي الزراعية و األراضي المحيطة بها‪.‬‬

‫‪ -4-1-4‬أصحاب النشاط الصناعي‪:‬‬

‫هم األشخاص الذين يمارسون النشاطات الصناعية المختلفة‪ ،‬حيث تقع هذه المصانع في ضواحي المدن‬
‫يتبعها دائما توسع سكاني جديد يصاحبه إرتفاع في الكثافة السكانية يدفع بالدولة إلى إنشاء مختلف التجهيزات‬
‫الضرورية لهته المناطق مسببين بذلك هدر للثروات الطبيعية و خاصة الزراعية منها ناهيك عن التلوث الناتج‬
‫عن النشاطات الممارسة‪.‬‬

‫‪ -2-4‬التنمية و استهالك المجال‪:‬‬

‫''تقوم التنمية على استغالل الموارد البيئية و اإلمكانيات البشرية بما فيها المنجزات العلمية و التكنولوجية وذلك‬

‫من اجل تحقيق عدد من األهداف أهمها تلبية اإلحتياجات البشرية وتحسين وتطوير نوعية حياه البشر‪،‬‬

‫ويقاس مستوى النهوض والتقدم التنموي في أي مجتمع وذلك فيما تحدثه من تغيرات في البنية اإلجتماعية‬

‫‪21‬‬
‫و اإلقتصادية تتجلى في تحسين الحياة المعيشية ألفراد المجتمع''‪.‬‬

‫‪ 1-2-4‬اإلستهالك المفرط و تبذير الموارد‪:‬‬

‫من مميزات التحضر و النمو الحضري التعمير و التوسع على حساب األراضي الخصبة و التي غالبا ما توجد‬
‫على الضواحي و أطراف المدينة‪ ،‬فتتغير وظيفة المجال الرئيسية من وظيفة فالحية إلى وظيفة سكنية من‬
‫حيث بناء مختلف السكنات سواء منظمة أو فوضوية باإلضافة إلى بناء تجهيزات إضافية و كذا توصيل‬
‫مختلف البنى التحتية‪.‬‬

‫‪ 21‬حسين وحيد عزيز الكعبي‪ ،‬التنمية والتلوث‪ ،‬مجلة كلية التربية االساسية للعلوم التربوية و االنسانية جامعة بابل‪ ،‬العدد‪ ،2015 ،19‬ص ‪.110‬‬

‫‪23‬‬
‫النمو الحضري واستهالك المجال‪ :‬مفاهيم نظرية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫هذا النمو المتسارع و المتواصل للمدن أدى إلى انعكاس سلبي في العديد من البلدان خاصة العربية منها إذ‬
‫أنه غير متحكم فيه‪ ،‬و قد أدى إلى تجاوز المحيط العمراني و الحضري و بالتالي أصبح يهدد البيئة المجاورة‬
‫للمدن مما نتج عنه عدة مشاكل ‪:‬‬

‫‪ " -‬نقص الموارد الغذائية و ذلك بسبب إستهالك األراضي الزراعية في المناطق شبه الحضرية و الضواحي‬
‫القريبة من محيط المدن‪.‬‬

‫‪ -‬ندرة المساحات و األراضي الموجهة للتعمير( العقار الحضري)‬

‫‪22‬‬
‫‪ -‬مشكل التلوث و تدهور المحيط الحضري و البيئي ‪".‬‬

‫‪ -2-2-4‬الصناعة‪:‬‬

‫"لسياسة التوطين الصناعي دورها الفاعل في تنمية و تطور المجال العمراني و الحضري و توسعه‪ ،‬فبعد‬
‫توطين الصناعة بالمدينة أصبحت تتمتع بحيوية و نشاط هام في جميع الميادين مع خلق مناصب شغال‬
‫مرافق خدمات منشات قاعدية ‪...‬و في نفس الوقت آثار سلبية على المدينة‪ ،‬و منها نقص المياه الصالحة‬
‫للشرب‪ ،‬المنافسة على األراضي المخصصة للبناء و األراضي الفالحية‪ ،‬ظهور أشكال عمرانية مختلفة خاصة‬
‫منها المتخلفة الذي يتجسد في البناء الفوضوي و الذي شكلت أحياؤه حزام بؤس محيط بالمدينة ليشوه مظهرها‬
‫‪23‬‬
‫المورفولوجي و التراجع في العقار الفالحي‪" .‬‬

‫‪ 3-4‬تبني أبعاد التنمية المستدامة في استهالك المجال‪:‬‬

‫‪ 1-3-4‬مفهوم التنمية‪:‬‬

‫"هي الجهود المنظمة التبذل و فق تخطيط مرسوم للتنسيق بين اإلمكانيات البشرية و المادية المتاحة في وسط‬
‫‪24‬‬
‫اجتماعي معين من أجل تحقيق مستويات معيشية و اجتماعية أفضل"‪.‬‬

‫حيث تشمل التنمية جميع مظاهر الحياة في المجتمع من كل الجوانب التقنية و االقتصادية و االجتماعية‬
‫والسياسية و الثقافية و البيئية‪.‬‬

‫بيبيمون وليد‪ ،‬ظاهرة التالحم و انعكاستها المجالية حالة مدينة باتنة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستر في الهندسة المعمارية و العمران‪ ،2012 ،‬ص ‪.26‬‬ ‫‪22‬‬

‫وسهام وناسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.119‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪24‬‬
‫صبري فارس الهيتي‪ ،‬التخطيط الحضري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر و التوزيع‪ ،2009 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪24‬‬
‫النمو الحضري واستهالك المجال‪ :‬مفاهيم نظرية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ 2-3-4‬التنمية المستدامة‪:‬‬

‫التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون المساومة على قدرة األجيال القادمة في تلبية إ حتياجاتهم الخاصة‪،‬‬
‫من خالل اإلستخدام األمثل للموارد الطبيعية مع النمو اإلقتصادي و اإلنسجام اإلجتماعي‪ .‬باإلضافة إلى‬
‫‪25‬‬
‫إدماج البعد البيئي في عملية صنع القرار‪.‬‬

‫‪-3-3-4‬تكامل أبعاد التنمية المستدامة‪:‬‬

‫تهدف التنمية المستدامة الى مقاربة استراتجية متكاملة الشكل(‪ ،)06‬يتناغم فيها استغالل الموارد من خالل‬
‫تحقيق التقدم االجتماعي و نوعية الحياة في ظل احترام حقوق األجيال المستقبلية والعوائق االقتصادية مع‬
‫مراعاة الجانب البيئي ‪.‬‬

‫الشكل(‪ :)06‬تكامل أبعاد التنمية المستدامة‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬بهاء شاهيدي‪ ،‬مبادئ التنمية المستدامة‪ ،2000 ،‬ص ‪.73‬‬

‫‪ 4-4‬التنمية المستدامة و عالقتها باستهالك المجال‪:‬‬

‫مع إنتشار فكرة التنمية المستدامة و عقد األمم المتحدة عدة مؤتمرات حول البيئة و التنمية منها مؤتمر‬
‫ستوكهولم عام ‪ 1976‬و نشر تقرير ‪ Brundtland‬عام ‪ ، 1987‬حيث ساهمت كلها في توضيح عالقة‬
‫فهي متعلقة بتوزيع مختلف المصادر والحفاظ على الموارد خاصة الغير متجددة‬ ‫‪26‬‬
‫التنمية باستهالك المجال‪،‬‬
‫من غابات وأراضي خصبة وغيرها و عدم إستنفاذها ألجل األجيال الحالية و المستقبلية‪.‬‬

‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.17،16‬‬ ‫‪25‬‬

‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪25‬‬
‫النمو الحضري واستهالك المجال‪ :‬مفاهيم نظرية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫تسعى التنمية المستدامة على المحافظة على النظام البيئي وتوازنه‪ ،‬وكذا تحسين البيئة عن طريق الحفاظ‬
‫على الطبيعة وترشيد استهالك مصادرها ومحاولة تحقيق أكبر قدر ممكن مـن العدالة اإلجتماعية و التقليل من‬
‫الكلفة والمخاطر التي تنتظر األجيال القادمة‪ .‬توجيه السياسات العمرانية المستقبلية الفاعلة إلى مبادئ التنمية‬
‫المستدامة ‪ ،‬بحيث تعمل علـى تحقيق مجموعة من األهداف وأهمها ‪:‬‬
‫✓ تحسين وتطوير البيئة المبنية ‪ ،‬فالمحافظة على المصادر الطبيعية والمصنعة تحتاج إلـى تقليل‬
‫إستهال ك الطاقة والمحافظة على إنتاجية األرض وتشجيع إعادة استخدام المباني‪ .‬ومنه ال بد من‬
‫تطوير تقنيات في الطاقـة والبناء والتصنيع والمواصالت ‪.‬‬
‫✓ تحسين نوعية البيئة‪ ،‬فالتنمية يجب أن تحترم البيئة بحيث تقلل من التلوث وتحمي النظام البيئي‬
‫‪27‬‬
‫وصحة اإلنسان‪.‬‬
‫✓ تحقيق التنمية المالئمة للبيئة‪ ،‬و أهمية التعامل مع مشكالتها المباشرة‪ ،‬مع معالجة مشكالت و حاجيات‬
‫اإلنسان بطرق تتماشى مع بيئته‪.‬‬
‫✓ تنشيط النمو و استهالك المجال و تغيير نوعيته و ذلك بالتحكم في ظاهرة النمو السكاني المصاحبة‬
‫‪28‬‬
‫لهذا اإلستهالك‪.‬‬

‫‪-5‬التسيير البيئي و استهالك المجال‪:‬‬

‫من أبرز مشكالت العالم المتحضر حاليا هي مشكلة البيئة و اندثار المصادر الطبيعية ‪ ،‬األمر الذي دفع‬

‫الخبراء والباحثين إليجاد حلول و سبل تحول دون تدهور البيئة‪ ،‬وحمايتها والحفاظ عل مختلف الموارد من‬

‫اإلختفاء و الزوال‪ .‬إذ يتطلب هذا تكوين منظومة مختصة بالتسيير البيئي‪ ،‬وهذا من األمور المنصوص عليها‬

‫‪29‬‬
‫في مختلف المؤتمرات الدولية المعنية بالبيئة‪ ،‬مثل مؤتمر األمم المتحدة للبيئة و التنمية (‪.)1972‬‬

‫وتعتبر المناطق الحضرية وطريقة نموها في العقود األخيرة سبب من أسباب التدهور البيئي الحاصل إذ أن‬

‫االستهالك المتزايد لألراضي الخصبة من طرف هذه األخيرة دون مراعاة الجوانب البيئية لها تداعيات كثيرة‪.‬‬

‫مداخلة بعنوان إشكالية التنمية المستدامة و أبعادھا كلية العلوم اإلقتصادية و التسيير ‪،‬بجامعة سطيف‪ ،2008 ،‬ص ‪.12‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪28‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬

‫قصير احمد‪ ،‬تاثير الثقفة التنظيمية في تبني نظام االدارة البيئية بالمؤسسة االقتصادية دراسة حالة شركة صناعة االنابيب البالستيكية بعين وسارة‬ ‫‪29‬‬

‫ص‪.38‬‬ ‫جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪،2017 ،‬‬ ‫الجلفة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستر في علوم التسيير‬

‫‪26‬‬
‫النمو الحضري واستهالك المجال‪ :‬مفاهيم نظرية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫حيث أن هدف هذه المدن هو تحقيق جودة الحياة لسكانها‪ ،‬وبالتالي وجب وضع إطار للجمع بين هذه‬

‫المكونات لتحقيق بيئة حضرية تراعي كل التطورات الحضري و الجانب البيئي من جهة أخرى‪ ،‬يعرف هذا‬

‫اإلطار بالتسيير البيئي‪.‬‬

‫‪ 1-5‬مفهوم التسيير البيئي‪:‬‬

‫يختلف هذا المفهوم حسب كل دولة وأيضا باختالف الباحثين‪ ،‬إذ يعد من القضايا الغير متفق عليها و من بين‬

‫هذه المفاهيم ‪:‬‬

‫التسيير البيئي يقوم على ضمان سيرورة النمو المستقبلي و تحسين جودة الحياة حيث يتم وضع مختلف‬

‫األهداف و السياسات المستقبلية‪ ،‬و معرفة مختلف المشكالت البيئية المترتبة عن إستهالك الموارد الطبيعية‬

‫‪30‬‬
‫و تحديد اآلثار السلبية ومحاولة تجنبها أو تخفيف وقعها‪.‬‬

‫✓ وفي تقرير األمم المتحدة حول البرامج البيئية‪ ،‬يقوم التسيير البيئي بوضع سياسات و خطط‬

‫مختلفة للبيئة من خالل تقييم اآلثار البيئية لمختلف المشاريع خاصة الصناعية منها من خالل‬

‫المتابعة‬

‫✓ و اإلجراءات الرقابية‪ ،‬و ذلك للحد من التلوث البيئي و االستهالك األمثل للموارد للموارد‬

‫‪31‬‬
‫الطبيعية‪.‬‬

‫✓ عرفت المواصفة الفرنسية ‪ NFX30200‬التسيير البيئي بأنه‪ " :‬مجموعة أنشطة اإلدارة التي تحدد‬

‫السياسة البيئية األهداف و المسؤوليات‪ .‬و التي تنفذ بوسائل مثل تخطيط البيئة‪ ،‬قياس النتائج و‬

‫‪32‬‬
‫التحكم في اآلثار على البيئة‪".‬‬

‫‪30‬عبدالمنعم احمد الفقي‪ ،‬اإلدارة البيئية للعمران الحضري‪ ،‬بحث لنيل درجة الماجيستر في التخطيط العمراني‪ ،‬كلية الهندسة جامعة عين شمس‪،2008 ،‬‬
‫ص‪.40‬‬
‫‪ 31‬عبد الصمد نجوى و محمد مفضي بطاينة‪ ،‬االدارة البيئية للمنشات الصناعية كمدخل حديث للتميز التنافسي‪ ،‬المؤتمر العلمي الدولي حول األداء‬
‫المتميز للمنظمات و الحكومات‪ ،‬كلية الحقوق االقتصادية‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ، 2005،‬ص‪.134‬‬
‫‪32‬‬
‫‪- Corinne Gendron,‬‬ ‫‪La gestion environnementale et la norme ISO 14001, les presses de l’université de‬‬
‫‪Montréal, Canada, 2004, p. 60‬‬

‫‪27‬‬
‫النمو الحضري واستهالك المجال‪ :‬مفاهيم نظرية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫✓ وقد عرفه دليل برنامج األمم المتحدة لإلدارة البيئية و التنمية المستدامة ‪ " :‬هو اإلستراتيجية التي‬

‫يتم فيها تنظيم األنشطة اإلنسانية التي تؤثر في البيئة بهدف زيادة الرخاء االجتماعي إلى الحد‬

‫‪33‬‬
‫األقصى ومنع المشاكل المحتملة أو تخفيضها بمعالجة أسبابها الجذرية "‪.‬‬

‫يمكن القول أن التسيير البيئي يقوم بتسيير مختلف األنشطة البشرية و محاولة الحد أو التقليل من آثارها‬

‫السلبية عل البيئة وكذا أخذ ا حتياطات مستقبلية مناسبة نظ ار للمتطلبات المستمرة و النمو الدائم للمجتمعات و‬

‫هذا ما لخصناه في الشكل ‪.2‬‬

‫الشكل(‪ :)07‬أهمية و أهداف التسيير البيئي‪.‬‬

‫يختص ب ‪:‬‬
‫‪ -‬تسيير األنشطة البشرية‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق أهداف التنميةالمستدامة‪.‬‬
‫‪ -‬تأمين الحاجيات المستقبلية‬
‫‪ -‬الحد من اإلستهالك غير عقالني‪.‬‬
‫‪ -‬المحافظة على الموارد الطبيعية‬
‫التسييرالبيئي‬
‫‪ -‬تحقيق التوازن‪.‬‬
‫‪ -‬وضع اإلستراتيجيات والسياسات‬
‫البيئية‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬معالجة شخصية للطالبين بناء على عدة مراجع‪.‬‬

‫‪33‬براهيمي شراف‪ ،‬أثر االدارة البيئية على كفاءة المشاريع الصناعية دراسة حالة مؤسسة االسمنت و مشتقاته بالشلف ‪ ،ECDE‬أطروحة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه في علوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،2017 ،‬ص‪39‬‬

‫‪28‬‬
‫النمو الحضري واستهالك المجال‪ :‬مفاهيم نظرية‪.‬‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة‪:‬‬

‫تناول هذا الفصل العديد من المفاهيم النظرية المتعلقة بعوامل النمو الحضري المتزايد والذي تشهده العديد‬
‫متعددة‪ ،‬األمر الذي ترتب عنه‬
‫من دول العالم‪ ،‬ودورها في تسارع عملية استهالك المجال الذي كان في أشكال ّ‬
‫متعددة مست جميع األصعدة‪ ،‬وال سيما البيئية منها‪ ،‬والتي من شأنها إعاقة تحقيق التنمية المستدامة‬
‫انعكاسات ّ‬
‫بأبعادها المختلفة (االجتماعية‪ ،‬االقتصادية والبيئية)‪.‬‬

‫األمر الذي يتطلب ضرورة وجود نظام للتسيير الحضري الرشيد الذي يراعي "المجال" كعنصر غير قابل‬
‫للتجدد وضروري لنمو المدينة خدمة لألجيال القادمة‪ ،‬وهنا تُطرح الضرورة في وجود التسيير البيئي كأحد‬
‫ّ‬
‫األساليب الرشيدة في المحافظة على المجال واستهالكه من منظور بيئي‪ ،‬وهذا ما سنحاول توضيحه في‬
‫الفصول القادمة بتسليط الضوء على مدينة سطيف‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫إن دراسة مدينة سطيف تعطينا نظرة شاملة على اإلمكانيات الطبيعية الحالية‪ ،‬كما أن تطور و توسع أي‬
‫منطقة مرتبط بالخلفية التاريخية لها‪ .‬حيث سنتناول في هذا المبحث أهم المقومات و العناصر الطبيعية لمدينة‬
‫سطيف من تطور تاريخي لوضعية المجال العمراني و مدى استهالكه من خالل استخدامات األرض ثم موقع‬
‫و موضع و الكيفية التي ساهما بها في نمو وازدهار المدينة‪ ،‬باإلضافة إلى الطبوغرافيا وخصائص التربة و‬
‫دورهما في تحديد استهالك األرض واستعماالتها المختلفة‪ ،‬باإلضافة إلى دورها اآلخر في استقرار السكان‬
‫وتثبيتهم بالمدينة‪ ،‬دون أن ننسى اإلشارة إلى الظروف المناخية السائدة بموضع المدينة‪.‬‬

‫‪ -1‬نبذة تاريخية عن نشأة مدينة سطيف‪:‬‬

‫تعتبر مدينة سطيف من بين المدن القديمة في الجزائر‪ ،‬حيث أثبتت االكتشافات األثرية الحديثة في عين حنش‬
‫بمدينة العلمة أنها من أهم مدن والية سطيف‪ ،‬والتي أثبتها تواجد حضارات لإلنسان البدائي‪.‬‬

‫تعود تسمية سطيف بـ ''سيتيفيس'' أو ''أزديف'' إلى كلمة تعني التربة السوداء أو الخصبة‪ ،‬وكذلك لخصوصية‬
‫موقعها الجغرافي الذي يبرز في منطقة السهول العليا الشاسعة وإنتاجها الغزير لمحصول القمح‪ ،‬فقط شهدت‬
‫تعاقب عدت حضارات بدءا من الفنيقيين‪ ،‬الرومان‪ ،‬الوندال‪ ،‬البيزنطيين‪ ،‬العرب والمسلمون‪ ،‬ثم العثمانيون و‬
‫الفرنسيون‪ ،‬هذه الحضارات تركت بصماتها المعمارية والعمرانية و االجتماعية واالقتصادية والتي ما تزال‬
‫قائمة إلى وقتنا الحاضر‪.1‬‬

‫و يمكن أن نوجز هذه اللمحة التاريخية في المراحل التالية‪:‬‬

‫‪ -1-1‬العهد الروماني‪:‬‬

‫كانت سطيف جزءا من مملكة ''ميساسيلية'' وفي سنة ‪225‬ق‪.‬م أصبحت عاصمة المملكة البربرية بقيادة‬
‫ماسينيسا‪ ،‬نظير مساندته لروما مع حروبها مع قرطاجة و من سنة ‪ 42‬ق‪.‬م أصبحت سطيف تابعة ''لموريتانيا‬
‫القيصرية''‪ ،‬وفي سنة ‪ 97‬ق‪.‬م قرر اإلمبراطور ''نيرفا'' إنشاء مستعمرة بها أطلق عليها ''كولونيا فترنتن''‬
‫''كولونيا نيرنينيا'' ‪'' ،‬كولونيا موتلسيس''‪ ،‬وفي سنة ‪ 277‬ق‪.‬م قرر االمبراطور ديوكرتين تقسيم موريتانيا‬
‫القيصرية الى قسمين ''موريتانيا القيصرية'' و ''موريتانيا سنيتان'' التي عاصمتها مدينة سطيف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Madani Saïd:Mutations urbaines récentes des villes intermédiaires en Algérie cas de Sétif, thèse du doctorat‬‬
‫‪département d’architecture, Sétif, 2012, p 94‬‬

‫‪31‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اتخذ الرومان من منطقة سطيف كمخزن للقمح‪ ،‬و كثر اهتمامهم بها نظ ار لموقعها الجغرافي الممتاز الذي‬
‫يسيطر على السهول الشاسعة و غناها بمحاصيل القمح و توفرها على حقول كبيرة للمياه الجوفية‪ ،‬وموقعها‬
‫اإلستراتيجي الذي كان مناسب للمقاومة و الثورات ‪.‬‬

‫‪ -2-1‬العهد البيزنطي‪:‬‬

‫نظ ار الستمرار الثورات و تدهور األوضاع االقتصادية جراء تعرض المنطقة إلى زلزال عنيف سنة ‪ 419‬م‬
‫دمر المدينة عن آخرها‪ ،‬األمر الذي سهل احتالل المدينة من طرف الوندال سنة ‪ 429‬م‪ ،‬و الذي دام إلى‬
‫غاية ‪ 539‬م ‪ ،‬أين احتلها العميد البيزنطي ''سالمون'' و قام بترميمها و جعلها عاصمة إلقليم موريتانيا األولى‬
‫و ال تزال أسوار القلعة البيزنطية بالمدينة شاهدة على ذلك ‪.‬‬

‫‪ -3-1‬العهد اإلسالمي‪:‬‬

‫نظ ار لعدم تحكم اإلمبراطورية البيزنطية بزمام الحكم و كذا تزايد عدد الثورات و ظهور حملة لنشر اإلسالم في‬
‫سنة ‪ 647‬م‪ ،‬فقد ضعفت هذه األخيرة وتم فتح مدينة سطيف في ‪705‬م ‪ .‬وقد ظلت تابعة للدولة األموية و‬
‫العباسية طيلة ثالث قرون‪ ،‬والتي نتج عن انقسامها ميالد عدة دول مستقلة منها الدولة الفاطمية‪ ،‬كما شهدت‬
‫المنطقة ظهور عدة دول و التي نجحت في شمال إفريقيا حتى مجيء العثمانيين ‪.‬‬

‫ولقد أجريت عدة حفريات من سنة ‪ 1977‬إلى سنة ‪ 1982‬بالقلعة البيزنطية المتواجدة بمركز بالمدينة‪ ،‬وكشف‬
‫ألول مرة عن وجود حي إسالمي يعود تاريخه إلى القرنين ‪ 9‬و ‪ 10‬ميالدي يعكس بداية العمارة اإلسالمية‬
‫ويؤكد ما وصفه الجغرافيون و المؤرخين العرب خالل القرون الوسطى‪ ،‬أن المدينة كانت منطقة عبور لنشاط‬
‫تجاري مكثف‪.2‬‬

‫‪ -4-1‬عهد االستعمار الفرنسي‪:‬‬

‫بعد دخول فرنسا للجزائر سنة ‪1830‬م بدأت باحتالل واليات الوطن‪ .‬حيث احتلت مدينة سطيف يوم ‪15‬‬
‫ديسمبر ‪ 1847‬م بقيادة جنرال ''غالبو'' وانتهج االستعمار سياسة ماكرة وحقيرة اتجاه األهالي فقد انتزعت منهم‬
‫أراضهم وتم تسليمها للمعمرين واألوروبيين‪ ،‬ولقد قام الفرنسيون بإعادة إحياء المدينة على أنقاض المدينة‬

‫‪ -2‬خنيش عبد الحق‪ ،‬حمودة اليزيد‪ :‬تأثير المنطقة الصناعية على توسع مدينة سطيف و بعدها اإليكولوجي‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة مهندس الدولة معهد تسيير‬
‫التقنيات الحضرية‪ ،‬تخصص تسير المدن‪،‬أم البواقي‪ ،2008،‬ص ‪.30‬‬

‫‪32‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الرومانية باستعمال الحجارة الرومانية ابتداء من ‪1847‬م‪ ،‬مما جعلها مرك از عمرانيا شد أنظار المعمرين‬
‫والمهاجرين القادمين من مختلف أنحاء أوروبا ‪.‬‬

‫‪ -5-1‬فترة ما بعد االستقالل‪:‬‬

‫استفادة مدينة سطيف في بداية ‪1970‬م من مشروع خاص تمثل في إنشاء المنطقة الصناعية بإضافة إلى‬
‫ورشات بناء ضخمة مثل الجامعة و العديد من المنشآت و المرافق الصحية ‪ ،‬حيث صاحب ذلك زيادة قدرت‬
‫بـ ‪ %3.30‬و بالتالي زيادة الطلب على السكن‪ ،‬و بعد سنة ‪ 1995‬تم إنشاء المنطقة السكنية الحضرية‬
‫الجديدة باإلضافة إلى مشاريع الترقية العقارية و بعض المشاريع االقتصادية كمصنع الصوناكوم‪ .‬وقد أدى هذا‬
‫الستهالك مفرط لألراضي الزراعية والمناطق الطبيعية‪ ،‬فأثار هذا مسألة الحفاظ على األراضي الزراعية من‬
‫‪3‬‬
‫أجل ضمان التنمية المستدامة للنظام البيئي وبشكل أكثر تحديدا التنمية المحلية للمدينة‪.‬‬

‫‪ -2‬خصائص الموقع لمدينة سطيف‪:‬‬

‫‪ -1-2‬الموقع الجغرافي‪:‬‬

‫الموقع هو مجموعة من المتغيرات التي تحدد الوضع العام للمدينة مقارنة مع المجموعات الجغرافية والفيزيائية‬
‫الكبرى أي أنه مفهوم جهوي ‪.4‬‬

‫تقع مدينة سطيف بالهضاب العليا جنوب سلسلة األطلسي التلي‪ ،‬فهي تربط بين مختلف األقاليم الجهوية‬
‫فمدينة سطيف تعتبر نقطة اتصال و مركز عبور بين مختلف هذه األقاليم خريطة رقم (‪ ،)01‬وهي منطقة‬
‫الهضاب العليا‪ ،‬منطقة القبائل الكبرى‪ ،‬منطقة الحضنة‪ ،‬هذا ما جعلها تحتل موقعا استراتيجيا مهما باإلضافة‬
‫إلى تموضعها على منطقة منبسطة سهلية ‪.5‬‬

‫‪ -3‬وداعي منير‪ ،‬بويبية عادل‪:‬التوسع العمراني في إطار مبادئ التنمية المستدامة مدينة سطيف‪ ،‬دراسة نقدية لمخطط شغل األراضي(‪)04‬لحي ثليجان‬
‫ومخطط شغل األراضي (‪ )09‬لحي ‪ ، Z.H.U.M‬مذكرة لنيل شهادة ماستر تسيير التقنيات الحضرية‪ ،‬تخصص تسيير المدن والتنمية المستدامة‪ ،‬أم‬
‫البواقي‪ ،‬ص ‪44‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- J. Pelletier & Ch. Delfante, Villes et Urbanismes Dans Le Mondes, Edition Armand Colin , Paris 4éme édition,‬‬
‫‪2000, P. 13‬‬
‫‪ - 5‬خنيش عبد الحق‪،‬حمودة اليزيد ‪ :‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.32‬‬

‫‪33‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الخريطة رقم (‪ : )01‬الموقع الجغرافي لمدينة سطيف‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الطلبة باإلعتماد على خريطة الشارع المفتوحة ‪ + OSM‬حدود المخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير لبلدية سطيف‪.‬‬

‫‪ -2-2‬الموقع االداري‪:‬‬

‫من الناحية اإلدارية فإن مدينة سطيف تمثل التجمع الرئيسي للبلدية‪ ،‬و قبل توضيح الموقع اإلداري‬
‫للمدينة‪،‬البد من توضيح موقع الوالية و البلدية المتواجدة بها ‪:‬‬

‫‪34‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -1-2-2‬موقع والية سطيف‪:‬‬

‫سطيف هي إحدى الواليات الجزائرية‪ ،‬تقع قي الشرق الجزائري تبعد عن العاصمة بـ ‪ 300‬كلم‪ ،‬وهي ثاني‬
‫والية بعد والية الجزائر من حيث حجم السكان و يطلق عليها عاصمة الهضاب العليا‪ .‬خريطة رقم (‪ )02‬تبلغ‬
‫مساحتها ‪ 6549‬م‪ 2‬يبلغ عدد سكانها ‪ 1699738‬نسمة أي بكثافة سكانية تقدر بـ ‪260‬ن‪/‬كم‪( 2‬حسب الديوان‬
‫الوطني لإلحصاء سنة ‪)2013‬‬

‫يحدها من‪:‬‬

‫‪ -‬الشمال ‪ :‬والية بجاية و والية جيجل‪.‬‬

‫‪ -‬الجنوب ‪ :‬والية باتنة و والية المسيلة‪.‬‬

‫‪ -‬الشرق ‪ :‬والية ميلـ ـ ـ ــة‪.‬‬

‫‪ -‬الغرب ‪ :‬والية برج بوعريريج‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الخريطــة رقم (‪ : )02‬الموقع اإلداري لوالية سطيف في الجزائر‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الطلبة باإلعتماد على خريطة الشارع المفتوحة ‪ + OSM‬الحدود اإلدارية لواليات الجزائر‪.‬‬

‫‪ -2-2-2‬موقع بلدية سطيف‪:‬‬

‫تقع مدينة سطيف في وسط مجال البلدية‪ ،‬وهي مقر للبلدية و الوالية في آن واحد ‪ ،‬تتوسط مجالها البلدي‬
‫الذي يضم ‪ 6‬تجمعات ثانوية ( فرماتو‪ ،‬عين طريق ‪ ،‬عبيد علي‪ ،‬الحاسي ‪ ،‬عين السفيهة و شوف‬
‫لكداد)‪،‬خريطة رقم (‪ )03‬حيث تتربع بلدية سطيف على مساحة تقدر ب ‪ 12700‬هكتار يحدها من ‪:‬‬

‫➢ الشمال كل من بلدية بني فودة و بلدية اوريسيا‪.‬‬


‫➢ الشرق بلدية اوالد صابر‪.‬‬
‫➢ الغرب عين ارنات‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫➢ الجنوب الشرقي بلدية قجال‪.‬‬


‫➢ الجنوب الغربي بلدية مزلوق‪.6‬‬

‫الخريطة رقم (‪ : )03‬الموقع اإلداري لبلدية سطيف‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الطلبة باإلعتماد على خريطة الشارع المفتوحة ‪ + OSM‬الحدود اإلدارية لبلديات والية سطيف‪.‬‬

‫‪ -3-2-2‬موقع مدينة سطيف‪:‬‬

‫تنتمي مدينة سطيف إلى والية سطيف‪ ،‬وهي تمثل التجمع الحضري الرئيسي في البلدية‪ ،‬هذه البلدية التي‬
‫تشكل في نفس الوقت دائرة سطيف التي تعتبر من أهم دوائر والية سطيف‪ ،‬يحدها من الشمال غابة الزنادية‬
‫وطريق الوطني رقم ‪ ،75‬و من الجنوب الطريق السيار شرق غرب‪ ،‬و من الشرق الطريق الوطني رقم ‪05‬‬
‫والمساحات الزراعية‪ ،‬و من الغرب واد بوسالم‪) ،‬خريطة رقم‪ )04:‬باإلضافة إلى مساحة من األراضي الزراعية‬

‫‪6‬‬
‫‪Urba Setif , 2010 , PDAU Intercommunal ( Setif , Ouled Saber , Beni Fouda , Guedjel , Ain Arnet , Ain ezlou‬‬
‫‪Abessa , Ouricia) , P. 06-07.‬‬

‫‪37‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الخصبة على طرفي الواد‪ ،‬تبلغ مساحتها ‪ 8424‬هكتار بعدد سكان قدر بـ ‪ 339419‬نسمة وبكثافة سكانية‬
‫تقدر بـ ‪ 2666‬ن‪/‬كم‪( 2‬حسب الديوان الوطني لإلحصاء سنة ‪.7 )2013‬‬

‫خريطة رقم (‪ :)04‬الموقع الجغرافي لمدينة سطيف‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الطلبة باإلعتماد على خريطة الشارع المفتوحة ‪ + OSM‬حدود المخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير لبلدية سطيف‪.‬‬

‫‪ -3‬األبعاد الطبيعية‪:‬‬
‫يعتبر الوسط الطبيعي من الثوابت التي تحدد هيكلة الفضاء العمراني واالقتصادي واالجتماعي وأنماط حياة‬
‫السكان وعنص ار هاما بالنسبة للدراسات العمرانية باعتباره المجال الذي يحتضن الكل وذلك كونه يساعد في‬
‫النمو والتوسع العمراني للمدينة من جهة‪ ،‬كما يمكن سببا في عرقلتها من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪Dhia eddine zakaria Lachehb ; Densités et qualités des lotissements d’habitat individuel : entre dispositif‬‬
‫‪réglementaire et aspect extérieur cas de la ville de Sétif, thèse de magistère, département d’architecture Sétif, 2012 p‬‬
‫‪138 ,139.‬‬

‫‪38‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -1-3‬خصائص موضع مدينة سطيف‪:‬‬

‫يمثل الموضع الصفات الطبيعية للمنطقة التي تحتلها المدينة‪ ،‬وتشمل السطح والتضاريس وطبوغرافية األرضية‬
‫ودرجة االنحدار التي تقوم عليها المدينة وتركيبها الجيولوجي والمناخ المحلي الذي يسود المدينة‪.8‬‬

‫‪ -1-1-3‬التضاريس‪:‬‬

‫تنقسم التضاريس في مدينة سطيف إلى ‪:‬‬

‫➢ الجبال‪ :‬و تتمثل في منطقة األطلس التلي للمدينة و التي تحدها من الجهة الشمالية الغربية‪ ،‬و أهم‬
‫القمم بها قمة بابور بارتفاع ‪ 2004‬متر‪.‬‬

‫صورة رقم (‪ :)01‬جبل بابور‪ 2004‬متر‪.‬‬

‫المصدر‪:‬‬
‫‪https://iresizer.devops.arabiaweather.com/resize?url=https://adminassets.devops.arabiaweather.com/sites/d‬‬
‫‪efault/files/field/image/1463607_594041670644913_40463067_n.jpg&size=650x450‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬عبدهللا العطوي‪ ،‬جغرافية المدن الجزء الثاني‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،2002،‬ص ‪.33‬‬

‫‪39‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫➢ الهضاب‪ :‬و تغطي الجهة الشمالية للمدينة و تتمثل في مجموعة متجانسة ذات ارتفاعات تقدر بـ‬
‫‪ 1300‬متر فوق سطح البحر‪.‬‬
‫صورة رقم(‪ :)02‬جبل مقرس‪.‬‬

‫المصدر‪https://gramho.com/media/2325040198693732675 :‬‬

‫➢ األودية‪ :‬وتتواجد بشكل رئيسي بالجهة الغربية للمدينة و تتمثل في واد بوسالم الذي يتفرع منه واد‬
‫فرماتو‪.‬‬

‫صورة رقم(‪ :)03‬واد بوسالم‬

‫المصدر‪https://mapio.net/pic/p-2154128/ :‬‬

‫‪40‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫األراضي الخصبة‪ :‬وتغطي الجهة الشرقية و الجهة الجنوبية للمدينة بمحاذاة واد بوسالم للمدينة وهي أراضي‬
‫زراعية خصبة و ذات مردودية عالية ذات ارتفاعات تقدر بـ ‪ 1020‬و‪ 1100‬متر فوق سطح البحر‪.9‬‬

‫صورة رقم (‪ :)03‬األراضي الزراعية الخصبة‬

‫مصدر‪https://setif.info/article10401.html :‬‬

‫‪ -2-1-3‬الطبوغرافيا ‪:‬‬

‫تعتبر الطبوغرافيا عامل طبيعي لموضع المدينة حيث يكون إما مساعد أو عائق في عملية التوسع و التعمير‬
‫واستهالك المجال‪ ،‬فالعالقة بين الطبوغرافيا و استهالك المجال عالقة طردية حيث انه كلما كان االنحدار‬
‫كبير تكون عملية البناء و استهالك المجال مرتفعة‪ ،‬ويمكن توضيح هذه الخاصية من خالل خريطة رقم (‪)05‬‬
‫ا‬
‫والمقاطع الطبوغرافيا المنجزة للموضع المدينة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬خنيش عبد الحق‪ ،‬حمودة اليزيد ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪33‬‬

‫‪41‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الخريطة رقم (‪ : )05‬طبوغرافيا مدينة سطيف‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬نموذج اإلرتفاعات الرقمية ‪ + (USGs 2020) SRTM‬معالجة الطلبة باستخدام برنامج ‪.Qgis‬‬

‫➢ المقطع أ‪ -‬أ ‪:‬‬

‫‪42‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫➢ المقطع ب‪ -‬ب ‪:‬‬

‫المصدر‪ :‬من انجاز طالبين‬

‫من خالل الخريطة رقم (‪ )05‬و المقاطع الطبوغرافيا للمدينة نالحظ أن مدينة سطيف تتموضع على أراضي‬
‫شبه منبسطة سهلة التعمير يتراوح ارتفاعها ما يبن ‪ 1000‬و ‪ 1120‬متر فوق سطح البحر ‪ ،‬باستثناء الجهة‬
‫الجنوبية للمدينة التي يتراوح ارتفاعها ‪ 900‬متر وذلك للوجود واد بوسالم الذي يقسم المدينة إلى ج أزين مع‬
‫التجمع الثانوي شوف لكداد و جامعة الباز ‪.‬‬

‫‪ -3-1-3‬االنحدارات‪:‬‬

‫تنقسم االنحدارات في مدينة سطيف إلى ثالثة فئات مقسمة كاألتي‪:‬‬


‫▪ االنحدارات الضعيفة‪ :‬مابين (‪ ) % 3 – 0‬هذه المنطقة تغطي مساحة ‪ 319164‬هكتار أي بنسبة‬
‫‪ % 48.73‬من مساحة المدينة‪ ،‬هذا االنحدار منتشر في كافة أنحاء المدينة ويمثل الفئة الغالبة بها ‪.‬‬
‫▪ االنحدارات المتوسطة‪ :‬مابين (‪ ) % 6 – 3‬تغطي مساحة ‪ 109052‬هكتار أي بنسبة ‪% 16.65‬‬
‫من مساحة المدينة‪ ،‬هذا االنحدار منتشر في كامل المجال الحضري خاصة في الجهة الغربية‬
‫والشمالية للمدينة ‪.‬‬
‫▪ االنحدارات الشديدة‪ :‬مابين (‪ )% 18– 6‬تغطي مساحة ‪ 115077‬هكتار أي بنسبة ‪ % 17.57‬من‬
‫إجمالي المدينة‪ ،‬تتركز هذه الفئة في الجهة الغربية بشكل بقعي التي تضم غابة الزنادية و عند أطراف‬
‫المدينة أي بين حدود المدينة و حدود البلدية بشكل كبير خاصة في الجهة الشمالية والشمالية الجنوبية‬
‫عند أقدام سفوح الجبال وتعتبر مناطق رعوية ‪.10‬‬

‫‪ - 10‬مخلوف عبد العالي‪ :‬التسيير المستدام للفضاءات العمومية في مدينة سطيف حالة حي ‪ 1006‬مسكن‪ ،‬مذكرة ماستر في تسيير التقنيات الحضرية‪،‬‬
‫تخصص تسيير المدن و التنمية المستدامة‪ ،‬أم البواقي‪ ،2016،‬ص ‪.46‬‬

‫‪43‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الخريطة رقم (‪ : )06‬انحدارات مدينة سطيف‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬نموذج اإلرتفاعات الرقمية ‪ + (USGs 2020) SRTM‬معالجة الطلبة باستخدام برنامج ‪.Qgis‬‬

‫‪ -4-1-3‬التكوينات الصخرية السطحية‪:‬‬


‫تعتبر الدراسة الجيولوجية ذات أهمية بالغة في الدراسات التخطيطية العمرانية وذلك بسبب ما تحدده من نوع‬
‫التكوينات الموجودة ونشأتها و كيفية تركيبها الصخري‪ ،‬حيث تتموضع المدينة على تكوينات الزمن الثالث‬
‫وهي عبارة عن رمل طيني وكلس بحري‪ ،‬ثم تكوينات الزمن الرابع التي تتشكل من طين وغرين‪،‬خريطة رقم‬
‫(‪ )07‬وعموما فإن التربة و التكوينات العلوية للقشرة األرضية بنواحي المدينة سطيف تتناوب بين الطبقات‬
‫الجيرية و الرملية وفي بعض األماكن الطبقات الكلسية‪.11‬‬

‫‪11‬‬
‫‪-‬عميرات هشام‪ ،‬بن جازية محمد‪ :‬دور الفضاءات الحضرية العمومية في تحقيق احياء مستدامة في مدينة سطيف حالة حديقة التسلية‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة ماستر في تسيير تقنيات الحضرية‪ ،‬تحصص مدن ومشروع حضري‪ ،‬جامعة أم البواقي‪ ،2015،‬ص ‪.74‬‬

‫‪44‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خريطة رقم (‪ :)07‬التكوينات الصخرية السطحية بموضع مدينة سطيف‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬الخريطة الجيولوجية لوالية سطيف ‪ +‬معالجة الطلبة باستخدام برنامج ‪.Qgis‬‬

‫‪ -5-1-3‬الشبكة الهيدروغرافية‪:‬‬
‫إن مدينة سطيف محاطة بشبكة هيدروغرافية هامة تتمثل في واد بوسالم في الجهة الجنوبية للمدينة الذي‬
‫يعتبر مجرى رئيسي في المجال الحضري باإلضافة إلى واد فرماتو الذي هو أحد روافد واد بوسالم في الجهة‬
‫الشمالية ‪ ،‬وهي وديان دائمة الجريان‪( ،‬خريطة رقم‪ )08:‬كما أن هذه الجهة في المدينة تتميز ببعض‬
‫التضاريس مما نتج عنها عدة روافد لواد فرماتو‪ ،‬كما نالحظ وجود وديان أخرى كواد الشقفة بالجهة الجنوبية‬
‫الشرقية للمدينة‪ ،‬و واد الحاسي في الجهة الشرقية و هو واد ذو جريان موسمي ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خريطة رقم (‪ :)08‬هيدروغرافيا موضع مدينة سطيف‬

‫المصدر‪ :‬نموذج اإلرتفاعات الرقمية ‪ + (USGs 2020) SRTM‬معالجة الطلبة باستخدام برنامج ‪.Qgis‬‬

‫‪ -6-1-3‬المناخ‪:‬‬

‫يؤثر المناخ بشكل كبير على البيئة الحضرية للمدينة كونه أهم المتغيرات البيئية التي تدعم بقية‬
‫المتغيرات األخرى السيما في توفير المياه وكذا تطور المساحات الخضراء ‪ ...‬من خالل عناصره‬
‫األساسية (الح اررة االمطار ‪،‬الرياح ) ‪.‬‬

‫وعليه فإن مدينة سطيف يسودها مناخ قاري ذو شتاء بارد شبه جاف وصيف جاف وحار ولمعرفة مدى‬
‫تأثير المناخ على الوسط الطبيعي يجب تعرف على نختلف عناصره ‪:‬‬

‫‪46‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫➢ التساقط ‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)01‬معدل التساقط الشهري بمحطة عين سفيهة للفترة ما بين (‪.)2014-2009‬‬

‫جوان جويلية أوت سبتمبر أكتوبر نوفمبر ديسمبر‬ ‫ماي‬ ‫جانفي فيفري مارس أفريل‬ ‫الشهر‬

‫كمية‬
‫‪32.4‬‬ ‫‪35.8‬‬ ‫‪33.3‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪4.8‬‬ ‫‪20.4‬‬ ‫‪38.3‬‬ ‫‪55.1‬‬ ‫‪41.9‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪47.3‬‬
‫التساقط‪/‬ملم‬

‫المصدر‪ :‬مصلحة االرصاد الجوية سطيف ‪.2014‬‬


‫انطالقا من الجدول رقم ‪ :01‬نستخلص ما يلي‪:‬‬
‫‪ o‬كمية التساقط السنوي بمدينة سطيف تقدر بـ ‪ 409.3‬ملم ‪/‬سنة ‪،‬وبمعدل شهري يقدر بـ ‪ 34.08‬في‬
‫شهر الواحد ‪.‬‬
‫‪ o‬أكبر كمية التساقط سجلت في شهر فيفري و التي تقدر بـ ‪ 55.1‬ملم وأدنى كمية التساقط سجلت‬
‫في شهر جويلية بقيمة ‪ 405‬ملم ‪.‬‬
‫➢ الحرارة ‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)02‬المعدل الشهري لدرجات الح اررة بمحطة سطيف(عين سفيهة) للفترة ما بين‬
‫(‪)2014/2009‬‬

‫سبتمبر أكتوبر نوفمبر ديسمبر‬ ‫أوت‬ ‫جويلية‬ ‫جوان‬ ‫ماي‬ ‫أفريل‬ ‫مارس‬ ‫فيفري‬ ‫جانفي‬ ‫الشهر‬

‫‪7.05‬‬ ‫‪11.3‬‬ ‫‪17.4‬‬ ‫‪21.95‬‬ ‫‪26.85‬‬ ‫‪27.2‬‬ ‫‪22.7‬‬ ‫‪16.8‬‬ ‫‪12.75‬‬ ‫‪9.35‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪6.3‬‬ ‫المعدل‬
‫الشهري‬
‫‪tmax‬‬

‫المصدر‪ :‬مصلحة االرصاد الجوية سطيف ‪2014‬‬

‫من خالل الجدول رقم ‪ :02‬نستخلص أن الح اررة في مدينة سطيف متغيرة حسب فصول السنة حيث نستنتج ما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫‪ o‬درجة معدل للح اررة القصوى سجلت في شهر جويلية بقيمة ‪ 27.2‬م‪°‬‬
‫‪ o‬أدنى معدل للح اررة سجلت في شهر فيفري بقيمة ‪ 5.5‬م‪°‬‬

‫‪47‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ o‬كما نميز وجود فترتين‪:‬‬


‫‪ -‬فترة حارة ‪ :‬تبدأ من شهر ماي إلى غاية أكتوبر‪.‬‬
‫‪ -‬فترة باردة ‪ :‬تبدأ من شهر نوفمبر إلى غاية أفريل ‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ : )08‬يوضح العالقة بين التساقط و الح اررة‬

‫المصدر‪ :‬بناءا على معطيات شكل رقم (‪ )01‬وشكل (‪)02‬‬

‫‪ .‬من خالل المنحنى نالحظ أن الح اررة منخفضة من شهر جانفي حتى شهر مارس ثم تبدأ ترتفع تدريجيا حتى‬
‫تصل إلى حوالي ‪ °30‬في شهري جويلية و أوت ‪،‬ثم تعود لتنخفض إلى أقل من ‪ °10‬في شهري نوفمبر و‬
‫ديسمبر‬

‫أما التساقط فهو مرتفع من شهر جانفي حتى شهر ماي ثم ينخفض في شهر جويلية ثم يعود ليرتفع تدريجيا‬
‫حتى شهر ديسمبر ‪.‬‬

‫إذن فالعالقة متعاكسة بين الح اررة والتساقط ‪ ،‬وتكون الح اررة متساوية مع التساقط في شهر جوان ومنتصف‬
‫شهر أوت ‪.‬‬

‫و منه تأثر التساقطات في شق الطرق وكذلك شبكة الصرف الصحي و المجاري المائية داخل المدينة ‪،‬اما‬
‫ارتفاع درجة الح اررة في المدينة خاصة في فصل الصيف يؤثر سلبا على المساحات الخضراء و المناطق‬
‫الطبيعية الخضراء التي هي جزء من البيئة الحضرية للمدينة‬

‫➢ الصقيع‪:‬‬

‫يتجلى الصقيع في بلورات الجليد التي تتشكل في السطح بفعل انخفاض درجات الح اررة أثناء الليل الى‬
‫مستويات دنيا حيث بلغ في سنة ‪ 2014‬عدد أيام الصقيع ‪ 31‬يوم ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فلصقيع تأثير كبير على النباتات وخصوصا في فصل الشتاء ‪ ،‬أما في منطقة سطيف فتأثير الصقيع يكون‬
‫بشكل الفت خاصة في فصل الربيع إذ يؤثر بشكل كبير على األراضي الزراعية المحيطة بالمدينة ‪.‬‬

‫➢ الثلوج‪:‬‬

‫تتميز مدينة سطيف بشتاء بارد وممطر كما تعرف المدينة هطول ثلوج كثيفة لمدة طويلة خالل فصل الشتاء‬
‫وذلك راجع إلى أن المدينة تقع على االرتفاعات كبيرة على سطح البحر‪ ،‬باإلضافة لكون المدينة تقع في‬
‫سلسلة الهضاب العليا ‪ ،‬بحيث يدوم مدة ذوبان هذه الثلوج فترة كبيرة الى غاية نهاية فصل الربيع كما هو‬
‫الحال في جبال البابور مثال ‪.‬‬

‫➢ الرياح‪:‬‬

‫تتأثر بالعوامل الطبوغرافية والغطاء النباتي وذلك من حيث الشدة واالتجاه ومدينة سطيف تتعرض طوال‬
‫السنة إلى عدة رياح مختلفة في الشدة واالتجاه والموسم حيث نجد ‪:‬‬

‫➢ ريـاح دائمـة‪ :‬وتتمثـل فـي الريـاح الشـمالية‪ ،‬الشـمالية الشـرقية‪ ،‬الريـاح الغربيـة والشـمالية الغربيـة‪ ،‬و هي‬
‫ريـاح تلعب دور كبي ار كونها تساهم وبدرجة كبيرة في تـوفير الميـاه و كـذا فـي نمو المساحات الخضراء‬
‫نظ ار لما تحمله من أمطار خالل هبوبها ال سيما في فصلي الشتاء و الربيع ‪.‬‬
‫➢ رياح موسمية‪ :‬نادرة وضعيفة السرعة تتمثل في الرياح الشرقية‪ ،‬الجنوبية الشرقية‪ ،‬الجنوبية‪ ،‬الجنوبية‬
‫الغربية ‪ ،‬و الريـاح الشـمالية ‪.‬‬
‫➢ رياح السيروكو‪ :‬من أهم الرياح الموسمية‪ ،‬وهي رياح جنوبية جافة وحارة تتردد على المدينة خالل‬
‫فصل الصيف وخصوصا في شـهر جويلية و شهر أوت خالل فترة زمنية قدرها ‪ 14‬يوم في السنة ‪،‬‬
‫وعموما فهي تعبر المدينة مـن الجهـة الجنوبيـة و الجنوبية الشرقية‪ ،‬فهذه األخيرة لها األثر الكبير على‬
‫البيئة الحضرية لمدينة كونها محملـة بكميـات كبيرة من الغبار والرمال وكذا دخان المصانع المنبعث‬
‫من المنطقة الصناعية الواقعة جنوب مدينة سطيف‪.12.‬‬

‫‪ - 12‬جعجو محفوظ‪ :‬تقييم جودة الحياة الحضرية في ظل التحوالت المجالية بالمدن الجزائرية الكبرى حالة مدينة سطيف‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستر في‬
‫تسيير التقنيات الحضرية‪ ،‬تخصص تهيئة عمران و تنمية محلية‪،‬أم البواقي‪،2015،‬ص ‪ + 69-67‬مصلحة االرصاد الجوية سطيف ‪.2014‬‬

‫‪49‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الشكل رقم (‪ : )09‬وردة الرياح لمحطة سطيف‬

‫المصدر‪ :‬مصلحة األرصاد الجوية ‪.2014‬‬

‫من كل ما سبق‪ ،‬فقد سمح تحليل مختلف عناصر الطبيعية للمدينة‪ ،‬بأن مدينة سطيف تحتل موقعا استراتجيا‬
‫بالنسبة لشرق البالد‪ ،‬والذي ساهم في نموها و تطورها باإلضافة إلى خصوصية الموضع و بساطة‬
‫نوعيا‪ ،‬األمر الذي ساعد على النمو‬
‫ً‬ ‫الطبوغرافيا ذات االنحدار الضعيف والتكوينات الصخرية المتباينة‬
‫الحضري للمدينة خاصة مع توفر موضعها على مصادر المياه (السطحية والجوفية) ومالئمة الظروف‬
‫المناخية السائدة‪ ،‬واللذان يعتبران عامالن مساعدان على االستقرار و التوسع الحضري‪.‬‬

‫‪ -4‬األبعاد العمرانية‪:‬‬

‫تكمن أهمية الدراسة العمرانية والديموغرافية في معرفة المراحل التي توسعت فيها مدينة سطيف‪ ،‬و ذلك من‬
‫خالل دراسة و تحليل التركيبة العمرانية و السكانية للمدينة ‪ ،‬و كذا معرفة وتيرة نمو المدينة و اتجاه توسعها‬
‫وطبيعة استهالك المجال وأنماطه من أجل تحقيق التوازن البيئي و حماية الموارد‪.‬‬

‫‪ -1-4‬مراحل التوسع العمراني للمدينة سطيف‪:‬‬

‫من أهداف دراسة مراحل التوسع العمراني و المجالي لمدينة سطيف إبراز مدى تأثير الزيادة السكانية على‬
‫استهالك المجال‪ ،‬كل هذا يأتي بعد معرفة تاريخ المدينة لما له من أهمية كبير في تفسير نمو و اتساع‬
‫المدينة‪ ،‬إذ يمكن تقسيم مراحل التوسع المجالي للمدينة إلى ثالث مراحل رئيسية و هي‪:‬‬

‫‪50‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫➢ مرحلة ما قبل االحتالل الفرنسي‪:‬‬


‫يعود تاريخ نشأة مدينة سطيف إلي عصر ما قبل الرومان‪ ،‬غير أن أول من حدد مجالها‬
‫الجغرافي وأحاط بها األسوار هم الرومان حيث تربعت على مساحة هكتار وشهدت حركة تنموية وتنظيما‬
‫إداريا واجتماعيا خاصا‪ ،‬كما أعطوا للمدينة صبغة جمالية وفنية مازالت اآلثار التي خلفتها شاهدا إلى يومنا‬
‫هذا كالحدائق و النافورات والحمامات األرضية مثل الذي عثر عليه أثناء االستعمار الفرنسي في حديقة رفاوي‬
‫تحولت اليوم إلى جوامع مثل جامع ابن باديس‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫ساعد‪ ،‬وصبغة دينية كالمعابد المسيحية التي ّ‬
‫حديقة األمير عبد القادر التي تحتوي على ‪ 200‬قطعة منقوشة‪ ،‬وأعمدة بها كتابات التينية تشهد كلها على‬
‫الحضارات التي مرت على مدينة سطيف‪.‬‬
‫أما في الفترة اإلسالمية فلم تحظ مدينة سطيف باألهمية التي عرفتها بعض المدن الجزائرية على‬
‫غرار مدينة بجاية و تلمسان‪ ،‬فلم يقم العثمانيين بأي توسيع في المدينة بل بقيت كما كانت عليه‪ ،‬حيث‬
‫اعتنوا أكثر بالمدن الساحلية وبقيت حتى االستعمار الفرنسي محاطة بسور تتخلله أربعة أبواب‪ ،‬وهي‪ :‬باب‬
‫بجاية‪ ،‬باب بسكرة‪ ،‬باب قسنطينة وباب الجزائر‪.13‬‬

‫‪13‬‬
‫‪URBASE-SETIF. Révision (Plan d’Urbanisme Directeur), Juin 1991, p. 68.‬‬

‫‪51‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الخريطة رقم(‪ :)09‬تمثل أول مخطط لمدينة سطيف سنة ‪.1847‬‬

‫المصدر‪ :‬مصلحة األرشيف لمدينة سطيف ‪. 2011‬‬

‫‪52‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الصورة رقم (‪ )04‬باب بجاية الموجود في الجهة الشمالية لمدينة سطيف‪.‬‬

‫الصورة رقم (‪ )06‬باب الجزائر الموجود في الجهة الغربية لمدينة سطيف‬ ‫الصورة رقم (‪ )05‬باب قسنطينة الموجود في الجهة الشرقية لمدينة سطيف‬

‫الصورة رقم (‪ )07‬باب بسكرة الموجود في الجهة الجنوبية لمدينة سطيف‬

‫المصدر‪:‬‬
‫‪https://www.marefa.org/%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A9_%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%81‬‬

‫‪53‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مرحلة االستعمار الفرنسي‪:‬‬ ‫➢‬

‫نوعا ما‪ ،‬لذلك نجزؤها إلى الفترتين التاليتين‪:‬‬


‫وهي مرحلة تعتبر طويلة ً‬
‫▪ الفترة األ ولى ‪:1954-1839‬‬
‫منذ دخول المستعمر الفرنسي منطقة سطيف عرفت المدينة عدة تغيرات هامة في التوسع ونمط‬
‫البناء‪ ،‬فبعد أن كانت أنقاضا لبنايات يرجع تاريخها إلى العهد الروماني تـم تحويلها إلى مدينة استعمارية‬
‫سنة ‪ ،1987‬حيث شهدت سنة ‪ 1843‬ظهور أول مخطط حضري لمدينة سطيف‪ ،‬والتي على إثره تـم إنشاء‬
‫مركز البريد والمسجد العتيق‪ ،‬ثم أنشأ البنك سنة ‪ 1855‬وتاله فندق المدينة وقاعة الحفالت سنة ‪ ،1856‬كما‬
‫تبعا لمرسوم ‪ 26‬أفريل ‪ 1863‬والتي‬
‫تم أيضا استغالل األراضي الخصبة ومنحت امتيازات لشركات أجنبية ً‬
‫عملت على تشكيل عدة قرى محيطة بالمدينة منها عين سفيهة عين الطريق فرماتو الحاسي الباز عين‬
‫موس‪.14‬‬
‫والمالحظ في هذه المرحلة أن المدينة عرفت نموا ملحوظا تخطى حدود أسوارها‪ ،‬كما عرفت إنشاء شبكة من‬
‫الشوارع كالطرق والتي الزالت معروفة إلى غاية اليوم ومنها ‪ Avenue Jean Jaurès‬الذي يعرف اليوم‬
‫بشارع أول نوفمبر ‪ .1954‬كما أنشأ تجمع سكاني يتميز ببنايات فخمة من نمط الفيال المتمثلة في حي ثليجان‬
‫‪ Beau marché‬المعروف في المدينة بحي بومرشي فرانسيس‪ ،‬وفي الجهة المقابلة لهذا الحي يوجد مساكن‬
‫بسيطة يشغلها الجزائريون‪ ،‬وهي أحياء تختلف من حيث النمط العمراني ومحاذية لخط السكك الحديدية‪ ،‬كما تم‬
‫السماح لبعض العائالت بالبناء في حي بيلير وهو مكان يبعد نسبيا عن األحياء التي‬
‫يسكنها المعمرون‪ ،‬وقد عرفت هذه المرحلة إنشاء بعض المؤسسات مثل الثانويات‪ :‬ثانوية قيرواني والكنائس‬
‫والمستشفي العسكري‪.15‬‬
‫▪ الفترة الثانية ‪:1962-1954‬‬
‫تميزت هذه المرحلة بظهور األحياء العشوائية نتيجة الظروف التي عايشها الجزائريون‪ ،‬حيث جلب القطاع‬
‫الزراعي أعداد هائلة من العمال‪ ،‬باإلضافة إلى انخفاض األجور وارتفاع نسبة البطالة نتيجة سلب أراضي‬
‫الجزائريين‪ ،‬كل هذه العوامل ساهمت في ارتفاع نسبة النازحين نحو المدينة بحثا عن حياة أفضل‪.‬‬
‫في هذه الفترة نسجل ظهور عدة أحياء وتجمعات سكانية للجزائريين‪ ،‬والتي كانت ميزتها أنها بعيدة‬
‫عن أحياء المعمرين‪ ،‬كما كانت تتميز بنمط بناء واحد يتمثل في الحارة‪ ،‬والتي كانت تمتاز باكتظاظها وبساطة‬
‫‪14‬‬
‫‪Urba Setif , 2010 , Pdau Intercommunal ( Setif , Ouled Saber , Beni Fouda , Guedjel , Ain Arnet , Ain ezlou Abessa‬‬
‫‪, Ouricia) , p119.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪CHORFI Khaled, Le fait urbain en Algérie, de l’urbanisme d’extension à l’urbanisme de maitrise. L’urbanisme en‬‬
‫‪discussion. Cas de Sétif -Algérie-1962-2014, Thèse en vue de l'obtention du Doctorat en sciences architecture,‬‬
‫‪Université FERHAT Abbas de Sétif, 2019, p180.‬‬

‫‪54‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫سنة‪1956‬‬ ‫البيرقاي‬ ‫وحي‬ ‫‪،1954‬‬ ‫سنة‬ ‫طنجة‬ ‫بحي‬ ‫المعروف‬ ‫يحياوي‬ ‫حي‬ ‫منها‬ ‫بنائها‬
‫وحي اندريولي سنة ‪ ،1959‬وتجدر اإلشارة إلى أن هذين األخيرين كانا عبارة عن حقول زراعية للقمح قام‬
‫بعض المعمرين بتجزئتها وبيعها للجزائريين‪ ،‬من جهته واصل المعمر الفرنسي في بناء المؤسسات التعليمية‬
‫مثل مدرسة الشيخ عبدو والمحكمة ومركز الشرطة‪.‬‬
‫وقد عرفت هذه الفترة أيضا استفادت مدينة سطيف من المخطط الحضري المنبثق عن مشروع قسنطينة‬
‫والذي يتمثل في إقامة العديد من المشاريع السكنية وذلك المتصاص حدة الثورة والتخفيف من غضب‬
‫الجزائريين‪ ،‬وتمثلت هذه األحياء في حي المستقبل الذي بني عام ‪ ،1960‬حي السيلوك يحتوي على ‪180‬‬
‫مسكن كحي بلير‪ ،‬الهواء الجميل‪ 103 ،‬مسكن‪ ،‬وقد منحت هذه التجمعات مساحة أكبر للمدينة والتي أصبحت‬
‫تقدر ب ‪ 285.15‬هكتار‪.‬‬
‫كما عرفت سنة ‪ 1960‬وضع المخطط الحضري الموجه والذي جاء لتنظيم المجال الحضري وتصحيح‬
‫نماذج التحضر الموجودة خاصة السكن والتطرق لمشاكل التهيئة‪ ،‬ووضع سياسة عامة للحركة الحضرية‬
‫وتهيئة المجال باإلضافة إلى ذلك فقد استفادت المدينة من عدة مشاريع سكنية‪.16‬‬
‫➢ مرحلة االستقالل‪:‬‬
‫بعد ‪ 132‬سنة عاشها الجزائريون في فترة فقر وتهميش وإبادة من طرف المستعمر الفرنسي‪ ،‬جاء‬
‫االستقالل الوطني بعد كفاح وثورة دامت سبع سنوات ونصف جاء ليحقق أحالم الجزائريين في حياة‬
‫أفضل وفي نفس الوقت فقد كانت السنوات الموالية لالستقالل أصعب مرحلة من ناحية التخطيط والتحكم‬
‫في الزيادة الكبيرة في عدد السكان‪ ،‬وأيضا موجات الهجرة الريفية‪ ،‬ويمكن تقسيم هذه المرحلة إلى الفترات‬
‫التالية‪:‬‬
‫▪ الفترة األولى‪ :‬مرحلة المخططات التنموية‬
‫تميزت فترة ما بعد االستقالل بوضع مخططات تنموية شاملة‪ ،‬كان أولها المخطط الثالثي ‪ 1967‬إلى‬
‫غاية ‪ ،1970‬إال أن غاية هذه المخططات كانت بالدرجة األولى تنمية القطاع الصناعين حيث تمركزت‬
‫األنشطة الصناعية بالمدن فزادت من عدم التوازن بين المدينة والريف‪ ،‬مما شجع النزوح الريفي وقد عرفت هذه‬
‫الفترة إتمام المشاريع السكنية التي كانت مبرمجة في إطار مخطط قسنطينة‪ ،‬والمتمثلة في‪:‬‬
‫‪-‬حي الهواء الجميل‪ 130‬مسكن سنة ‪.1962‬‬
‫‪ -‬حي السور الجديد‪ 121‬مسكن سنة ‪.1966‬‬

‫‪Urba Setif , 2010 , Pdau Intercommunal ( Setif , Ouled Saber , Beni Fouda , Guedjel , Ain Arnet , Ain ezlou Abessa 16‬‬
‫‪, Ouricia) , p120-123.‬‬

‫‪55‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬حي سينستال ‪ 230‬مسكن سنة ‪.1966‬‬


‫‪ -‬حي بيزار ‪ 80+120‬مسكن سنة ‪.1970‬‬
‫وبهذا أصبحت مساحة المدينة في أخر هذه المرحلة ‪ 490.20‬هكتار أي بزيادة تقدر بـ ‪18.82‬‬
‫هكتار في السنة‪.17‬‬
‫▪ الفترة الثانية ‪ :1985-1970‬مرحلة التجمعات السكنية الكبرى‪.‬‬
‫تميزت هذه الفترة بظهور نمط أخر من السكن وهي التجمعات السكنية الكبرى والتي جاءت لتلبية‬
‫حاجات المواطنين من السكن‪ ،‬علما بأن هذه الفترة عرفت أزمة سكنية حادة‪ ،‬كما تميزت هذه المرحلة باتجاه‬
‫المخططات التنموية نحو االهتمام أكثر بقطاع السكن وإنجاز أحياء سكنية ذات حجم كبير مقارنة‬
‫بسابقتها والتي لم يكن يتعدى عدد سكناتها ‪ 300‬مسكن ومن هذه التجمعات الجديدة نجد‪:‬‬
‫حي‪ 600‬مسكن‪ ،‬حي‪ 750‬مسكن‪ ،‬حي‪ 1000‬مسكن‪ ،‬حي‪ 400‬مسكن‪ ،‬حي‪ 1014‬مسكن‬
‫وحي‪1006‬مسكن‪.‬‬
‫كما عرفت هذه الفترة إنجاز بعض المؤسسات التعليمة والخدماتية وذلك استجابة للنمو الذي عرفته المدينة‬
‫وتزايد الطلب على هذه المؤسسات و المرافق‪.18‬‬

‫‪17‬‬
‫‪La ville de Sétif à travers l’histoire, publier sur le site web: http://www.setif.com/Histoire_ville_Setif.html.‬‬
‫‪18‬‬
‫بوزيد شوقي‪ ،‬مدينة سطيف‪ :‬النمو الحضري وآليات تحضر األطراف‪ ،‬مذكرة ماجستير ‪ ،‬كلية علوم األرض والجغرافيا والتييئة العمرانية‪ ،‬جامعة‬
‫منتوري‪ ،‬قسنطينة‪2002، ،‬ص‪.49‬‬

‫‪56‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الخريطة (‪ :)10‬تبين مخطط مدينة سطيف سنة ‪1970‬‬

‫المصدر‪ :‬مصلحة األرشيف لمدينة سطيف‪. 2011‬‬

‫▪ الفترة الثالثة ‪ :1998-1985‬دور مهم للوكاالت العقارية‬


‫تميزت هذه الفترة بظهور نمط عمراني جديد تمثل في السكنات الفردية حيث تم تجزئة بعض‬
‫األراضي وبيعها للسكان‪ ،‬وفي هذا اإلطار استفادة الطبقة المتوسطة والعاملة من تخفيضات على القطع‬
‫األرضية‪.‬‬
‫و ظهر حي داالس وقد أطلقت عليه هذه التسمية ألنه بالمقارنة مع أنماط األبنية التي‬
‫كانت سائدة في ذلك الوقت تميز هذا الحي بطراز أبنية راقي حيث كانت معظم سكناته مبنية على شكل‬
‫فيال باإلضافة إلى تجزئة أوالد براهيم وتجزئة حشمي وتجزئة الشادلي و مرواني‪.‬‬
‫وتميزت هذه الفترة باستغالل الجيوب والمجاالت الحضرية الفارغة داخل األحياء القديمة مثل‬
‫حي يحياوي وذلك إلنشاء مشاريع سكنية جديدة أو إلقامة مرافق ضرورية للسكان وقد سجلت سنة ‪1990‬‬
‫اكبر توسع للمدينة حيث أصبحت مساحتها تقدر بـ ‪ 2073‬هكتار باإلضافة إلى ‪ 1009‬هكتار تتربع‬
‫عليها مشاريع الوكاالت العقارية‪.‬‬
‫كما توسعت خالل هذه الفترة منطقة النشاطات االقتصادية وقد شهدت سنوات التسعينات إقباال كبي ار‬
‫للسكان من جميع أنحاء الوطن بسبب األزمة األمنية التي عرفتها البالد في حين تميزت مدينة سطيف‬

‫‪57‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المدينة‪.‬‬ ‫شهدته‬ ‫الذي‬ ‫السكاني‬ ‫الضغط‬ ‫من‬ ‫زاد‬ ‫الذي‬ ‫األمر‬ ‫األمني‬ ‫باالستقرار‬
‫وتجدر اإلشارة إلى الذكر الذي لعبته الوكاالت العقارية في عملية المضاربة ورفع األسعار داخل المدينة‬
‫وألن المدينة على حد قول أحد المهندسين المعماريين هي كائن حي البد له أن ينمو فقد اتجه عدد كبير‬
‫من سكان المدينة للتوسع في أطرافها كحي عين طريق وفرماتو والتي استفادت من تحصيصات سكنية‬
‫كالحاسي ونحو بلديات أخرى مثل مزلوق وعيفن أرنات‪.‬‬
‫كما عرفت سنة ‪1995‬تخصيص قطع أرضية أخرى في كل من عين طريق وفرماتو والحاسي والسفيهة‬
‫وذلك نتيجة الستيالء الوكاالت العقارية على معظم القطع األرضية في المدينة وخالل هذه المرحلة أيضا‬
‫تزودت المدينة بعديد من المرافق مثل الفنادق واألسواق والمؤسسات التعليمية ‪.19...‬‬
‫الخريطة رقم (‪:)11‬مخطط توسع مدينة سطيف سنة ‪.1991‬‬

‫المصدر‪ :‬مصلحة األرشيف لمدينة سطيف‪2011‬‬

‫لعروق م‪ ،‬السكن التطوري آلية للقضاء على السكن الهش‪ :‬المشروع‪ ،‬الفاعلون و الحوكمة‪ ،‬مجلة التهيئة‪ ،‬العدد ‪ 6‬فيفري ‪ ،2006‬ص ‪.40‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪58‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫▪ الفترة الرابعة‪ :‬من‪ 1998‬إلى يومنا هذا‪.‬‬


‫عرفت هذه الفترة ظهور نمط أخر للسكن وهو السكن التساهمي والذي كان نتيجة للقرار الوزاري‬
‫الصادر في ‪15‬مارس ‪ .1998‬يتمثل هذا النمط من السكن في عملية مساهمة بين الدولة والمواطن في‬
‫عملية البناء وامتالك مسكن وهو موجه للطبقات التي ال تستطيع شراء مسكن حيث يقدم الصندوق‬
‫الوطني للسكن مساهمة مالية لكل مستفيد من هذا السكن‪.‬‬
‫لم تتغير مالمح أزمة السكن في المدينة إال في هذه المرحلة أين أحدثت نمط السكن التساهمي تحت‬
‫من‬ ‫األول‬ ‫الشطر‬ ‫انطالق‬ ‫إشارة‬ ‫أعطى‬ ‫والذي‬ ‫آنذاك‬ ‫سطيف‬ ‫والية‬ ‫والي‬ ‫إشراف‬
‫البرنامج الموجه للسكن التساهمي بحصة ‪ 7000‬وحدة تنجزها ‪ 60‬مؤسسة بناء اختارتها السلطات الوالئية‪.‬‬
‫وقد عرفت مدينة سطيف عدة مشاريع للسكن التساهمي تمركزت اغلبها في حي الهضاب الموسع وحي‬
‫‪ 500‬مسكن الفيراي وقد أحدث هذا النمط من السكن فرقا حقيقيا في عدد المساكن المنجزة في العشرية‬
‫األخيرة وهي المرحلة التي عرفت أكبر إنجاز لمشاريع سكنية فباإلضافة إلى صيغة السكن التساهمي‬
‫عرفت المدينة عدة مشاريع سكنية في إطار القضاء على السكنات الهشة حيث وصل عدد المساكن في‬
‫سنة ‪ 2005‬إلى ‪ 209311‬مسكن بما فيها المساكن الفردية والسكن الجماعي بمعدل شغل المسكن قدر ب‬
‫‪7.14‬حيث عرفت سنة ‪ 2004‬إنجاز ‪ 5683‬سكن مابين سكن تساهمي و سكن اجتماعي‪.20‬‬
‫قدرت المساحة اإلجمالية للمدينة في نهاية هذه الفترة بـ ‪ 3000‬هكتار‪ ،‬كما قدرت الزيادة في استهالك‬
‫المجال ب ـ ‪ 790‬هكتار‪ ،‬حيث استمر التوسع في الجهة الغربية (حي ‪ 900‬مسكن)‪ ،‬وفي الجهة‬
‫الشمالية( توسع حي الهضاب)‪ ،‬كما شهدت بعض األحياء عمليات إعادة التجديد وإعادة الهيكلة مثل حي‬
‫لندريولي و أجزاء من حي كعبوب‪ ،‬ولقد تم إنجاز بعض التجهيزات العمومية على مستوى األحياء السكنية‬
‫كمتقنة حي ‪ 1006‬مسكن‪ ،‬مركز التكوين المهني بكعبوب‪.‬‬
‫لقد شهد هذا التوسع في هذه الفترة على حساب األراضي الزراعية وهذا لنفاذ االحتياطات العقارية المبرمجة في‬
‫‪21‬‬
‫المخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪Wilaya de Sétif, Cellule de communication et de l’information, 2008.‬‬
‫‪21‬‬
‫‪Urba Setif , 2010 , Pdau Intercommunal ( Setif , Ouled Saber , Beni Fouda , Guedjel , Ain Arnet , Ain ezlou Abessa‬‬
‫‪, Ouricia) , p126-127.‬‬

‫‪59‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الخريطة رقم ( ‪ )12‬مخطط التوسع العمراني لمدينة سطيف‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬مخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير‪ + 2009‬معالجة شخصية ‪.2020‬‬

‫‪ -2-4‬حالة النسيج العمراني ‪:‬‬

‫مالحظة النسيج الحالي لمدينة سطيف تسمح برؤية نسيج شطرنجي منتظم الذي يظهر في المدينة االستعمارية‬
‫وكذلك في األحياء‪ :‬يحياوي‪ ،‬كعبوب‪ ،‬بونشادة‪ ،‬بيزار‪ ،‬وعين تبينت و نسيج غير منتظم في أحياء أخرى مثل‬
‫شوف لكداد ‪.‬‬

‫دراسة حالة هذه األنسجة اعتمدت على المعايير التالية‪:‬‬

‫‪60‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬درجة هيكلة المجال‪.‬‬


‫‪ -‬درجات وظائف المجال‪.‬‬
‫‪ -‬النوعية المعمارية (الهندسية)‪.‬‬
‫‪ -‬حالة شبكة الطرق التي تبين لنا حالة األنسجة‪.‬‬

‫➢ نسيج عمراني في حالة جيدة‪:‬‬

‫مجاليا في مركز المدينة الحالي وهو محاطة بشوارع واسعة‪ ،‬ذات تخطيط شطرنجي تخضع لقواعد‬‫ً‬ ‫يظهر‬
‫تقطيع الجزيرات والقطع األرضية ولها تخطيط جيد وعمودي على الطرق التي تحيط بها‪ ،‬وهذا النسيج يبين‬
‫اإلرث التاريخي ذو فائدة معمارية حضرية‪.‬‬

‫➢ نسيج عمراني في حالة متدهورة‪:‬‬

‫يخص حي عباشة (األندريولي) وقد بني بطريقة عشوائية في سنوات الخمسينيات وهو نسيج ذو كثافة‬
‫عالية مع وجود بناءات معظمها دون شروط الراحة ودون النوعية المعمارية وغير صحية‪ ،‬وترسبات مجالية‬
‫غير متجانسة‪ ،‬األسقف مغطاة بالزنك والترنيت‪ ...،‬وأنواع أخرى من األسقف‪ ،‬وهي بالتالي تكون نسيج‬
‫حضاري غير معقول بسبب مشاكل المظهر‪ ،‬المدخل‪ ،‬التنقل‪ ،‬هيكلة الطرق‪ ،‬التنظيم‪...‬‬

‫➢ نسيج كثيف‪:‬‬

‫و الذي يضم الكثير من البنايات في مساحة صغيرة مع وجود طرق قليلة أيضا يظهر ً‬
‫ف حي يحياوي الذي‬
‫بتواجد‪:‬‬ ‫ويترجم‬ ‫العام‬ ‫تنظيمه‬ ‫في‬ ‫فوضى‬ ‫ويظهر‬ ‫يبين‬ ‫جدا‪،‬‬ ‫كثيف‬ ‫نسيج‬ ‫من‬ ‫يتكون‬
‫قطع أرضية غير متجانسة في حجمها‪ ،‬في شكلها‪ ،‬في تخطيطها‪ ،‬في مداخلها‪... ،‬‬

‫➢ نسيج مهدم‪:‬‬

‫تظهر هذه األنسجة في حي فرماتو‪ ،‬شوف لكداد‪ ،‬عين السفيهة‪ ،‬عين الطريق‪ ،‬الحاسي وهي تتميز بشبكة‬
‫متغيرة(متنوعة)‪،‬غير منتظمة‪ ،‬نسيج عشوائي‪ ،‬توزيع الشوارع الضيقة‪ ،‬واألزقة أو الطرق الملتوية‪.‬‬
‫وجود سكنات دون معالجة معمارية خاصة (ماعدا بعض المنازل الجديدة المبنية بعين السفيهة)و تعتبر احياء‬
‫فوضوية ‪ .‬كما أن منطقة المستودعات والنشاطات هي أيضا معنية بهذا النوع من التموضع الفوضوي‬
‫للنشاطات و السكنات‪ ،‬مع وجود فضاءات للسكن غير مهيأة ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫➢ نسيج مهدم حديثا‪:‬‬

‫يضم الوحدات التالية‪ :‬تكون أحياء ‪ 20‬أوت التي تحتوي على سكنات فردية وجماعية يشكلون التجمع األكبر‬
‫على جميع الفراغات والتصنيفات أصبحت مشغولة‬ ‫للسكنات المهدمة و المشكل األكبر حيث أثر‬
‫بالسكنات الفردية أو بواسطة الترقية العقارية التي لها بنايات جماعية بطوابق أرضية مخصصة للتجارة وهي‬
‫تضع و تبرز بداية بناء السكنات االجتماعية‪.‬‬

‫➢ نسيج في طور اإلنجاز‪:‬‬


‫وهي تتموقع في القسم الشمالي الشرقي للمدينة‪ ،‬التي تكون تحصيصات ‪.‬‬
‫➢ نسيج غير مجهز‪:‬‬
‫وهي تخص نسيج حي ‪ 1014‬مسكن‪،‬حي الهاشمي‪ ،‬الهضاب‪ ،‬بكثافة سكانية كبيرة‪ ،‬غياب الفضاءات‬
‫الضرورة لمتطلبات السكان‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫العامة‪،‬غياب أو إهمال توقيع التجهيزات‬
‫عرفت مدينة سطيف عدة توسعات عمرانية مست جميع الجوانب المتعلقة بالبنية المعمارية وكذا‬
‫الحضرية نتيجة النزوح الريفي مما أدى إلى ارتفاع في عدد السكان وهذه الزيادة نتج عنها الزيادة في‬
‫‪22‬‬
‫مختلف الهياكل والشبكات المكونة للمدينة وعاقبت هذه التطورات الزيادة في االستهالك المفرط في المجال‪.‬‬
‫‪ -3-4‬توزيع التجهيزات‪:‬‬
‫تمثل التجهيزات المحور الوظيفي الذي عن طريقه يتم تقييم الوضعية االجتماعية للمدينة من خالل نوعية‬
‫الخدمات التي تقدمها سواء اجتماعيا أو ثقافية أو اقتصادية أو عمرانية ‪،‬كما تشكل جانبا مهما في مختلف‬
‫الدراسات الحضرية و العمرانية ‪،‬حيث تعد مدينة سطيف من بين المدن األحسن تجهي از في الوالية أو حتى‬
‫على نطاق اقليم الهضاب العليا و الشرق الجزائري ‪،‬بحيث توجد العديد من التجهيزات بالمدينة تختلف عن‬
‫بعضها البعض من حيث الصنف‪ ،‬والنوعية والتوزيع المجالي‪ ،‬ويمكن تقديمها كما يلي‪:‬‬

‫‪ 22‬عبد الحكيم كبيش‪ ،‬التمدد الحضري والحراك التنقلي في النطاق الحضري لمدينة سطيف‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه العلوم في‬
‫تهيئة المجال‪ ،‬جامعة منتوري – قسنطينة‪ ،2011 ،‬ص‪.73-72‬‬

‫‪62‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -1-3-4‬التجهيزات تعليمية‪:‬‬
‫➢ الطور االبتدائي‪ ،‬المتوسط و الثانوي‪:‬‬

‫تتوزع هذه التجهيزات بشكل نقطي على مستوى المدينة بحيث نجد ‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)03‬التجهيزات لمختلف االطوار التعليمية الثالثة‪.‬‬

‫المجموع‬ ‫عدد التالميذ‬ ‫عدد‬ ‫العدد‬


‫الكلي للتالميذ‬ ‫االن ـ ـ ــاث‬ ‫الذكـ ـ ـ ـ ــور‬ ‫المؤسسات‬ ‫األطوار‬
‫‪33879‬‬ ‫‪16528‬‬ ‫‪17351‬‬ ‫‪88‬‬ ‫الطور االبتدائي‬
‫‪23878‬‬ ‫‪11594‬‬ ‫‪12284‬‬ ‫‪33‬‬ ‫الطور المتوسط‬
‫‪14833‬‬ ‫‪8569‬‬ ‫‪6264‬‬ ‫‪17‬‬ ‫الطور الثانوي‬
‫المصدر‪ :‬مديرية البرمجة ومتابعة الميزانية ‪،‬مصلحة قطاع التعليم العالي‪-‬والية سطيف‪+ 2016 ،‬معالجة الطالبين‪.‬‬

‫➢ التكوين المهني ‪:‬‬

‫التكوين هو المدخل الرئيسى للتطور العلمى وإنتاج الكفـاءات باسـتقطاب الشـباب المتسـربين مـن المـدارس‬
‫التعليمية بأطوارها المختلفة وإعطائهم الفرصـة الكتسـاب المهـارات والخبـرات المهنيـة والحرفيـة امـا بـالتعليم‬
‫والتكوين أو التمهين ولكل مفهومه الخاص ‪،‬حيث نجد ‪:‬‬

‫أن مدينة سطيف بها تجهيزين للتكوين المهني بعدد التالميذ بلغ ‪ 2287‬تلميذ ‪،‬منهم ‪ 1614‬تلميذ و ‪673‬‬
‫تلميذة مقسمين حسب التخصصات الموجودة (وذلك حسب مديرية البرمجة ومتابعة الميزانية ‪،‬مصلحة‬
‫قطاع التكوين المهني)‬

‫➢ التعليم العالي ‪:‬‬

‫لم يعد قطاع التعليم العالي مجرد خدمة عمومية تسهر السلطات على تلبيتها و حسب ‪ ،‬بل أصبح يمثل اليوم‬
‫استثما ار قوميا تتسابق السلطات المحلية لجذبه وهذا لما له من أثر اقتصادي على المدينة وعلى المجال بما‬
‫يولده من حركة وحيوية عبر مختلف الفعاليات االقتصادية واالجتماعية بالمدينة ‪.‬‬

‫وتتوفر مدينة سطيف على ثالث جامعات بعدد الطلبة يقدر بـ ‪ 46041‬طالب موزعة في جامعة ‪ :‬فرحات‬
‫عباس الباز والهضاب ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2-3-4‬التجهيزات الصحية‪:‬‬

‫تعد التجهيزات صحية من التجهيزات المهمة في المدينة ويتعدى تأثير تواجدها حدود المدينة مثل المستشفى‬
‫الجامعي ‪ ،‬حيث توجد في المدينة العديد من التجهيزات الضرورية لخدمة المواطن حيث تم تقسيمها حسب‬
‫وظيفتها و دورها كاألتي ‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ : )04‬المؤسسات العمومية الصحية لمدينة سطيف ‪.‬‬

‫قاعـ ـ ــة الوالدة‬ ‫قاعـ ــات العالج‬ ‫عيادات متعددة‬ ‫المؤسسات االستشفائية‬
‫الخدمات‬ ‫العمومية‬
‫عدد االسرة‬ ‫العدد‬ ‫عدد االسرة‬ ‫العدد‬ ‫عدد االسرة‬ ‫العدد‬ ‫عدد االسرة‬ ‫العدد‬

‫‪/‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪1122‬‬ ‫‪02‬‬


‫المصدر‪ :‬مديرية البرمجة ومتابعة الميزانية قطاع التربية و التعليم‪-‬والية سطيف ‪+ 2016‬معالجة الطالبين‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ : ) 05‬الموارد البشرية العاملة في قطاع الصحة لمدينة سطيف ‪.‬‬

‫شبه طبي‬ ‫جراحة األسنان‬ ‫الصيدليات‬ ‫الطب الخاص‬ ‫الطب العام‬

‫خاص‬ ‫عام‬ ‫خاص‬ ‫عام‬ ‫خاص‬ ‫عام‬ ‫خاص‬ ‫عام‬ ‫خاص‬ ‫عام‬
‫‪33‬‬ ‫‪292‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪160‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪82‬‬
‫‪325‬‬ ‫‪142‬‬ ‫‪104‬‬ ‫‪183‬‬ ‫‪162‬‬
‫المصدر‪ :‬مديرية البرمجة ومتابعة الميزانية ‪،‬قطاع الصحة العمومية ‪-‬والية سطيف ‪+ 2016‬معالجة الطالبين‪.‬‬

‫ويعد المركز االستشفائي الجامعي الذي يقع بمحاذاة حظيرة التسلية بمدينة األكثر أهمية وهذا لكونه يحتوي‬
‫على أزيد من ‪ 28‬مصلحة ‪ ،‬حيث نجد أن التغطية و المتابعة الصحية في المدينة هلى نحو التالي ‪:‬‬

‫✓ طبيب لكل ‪ 885‬ساكن‬


‫✓ صيدلي لكل ‪ 3264‬ساكن‬
‫✓ جراح أسنان لكل ‪ 2390‬ساكن‬
‫✓ شبه طبي لكل من ‪ 1044‬ساكن‬
‫✓ سرير لكل من ‪ 303‬ساكن‬

‫‪64‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -3-3-4‬التجهيزات اإلدارية والمالية‪:‬‬

‫هذه التجهيزات مرتبطة بالخدمات االقتصادية واالجتماعية ومن أهمها مقر الوالية و الدائرة ومختلف المديريات‬
‫والبنوك لها تأثير على المستوى الوالئي و الجهوي‪ ،‬كما توجد تجهيزات أخرى مدى تأثيرها ال يتعدى حدود‬
‫وأغلبها ترتكز على طول الطرق الرئيسية خاصة بالجهة الشمالية و الشمالية الشرقية كمقر البلدية والخزينة‬
‫العمومية‪ ،‬والبريد والمواصالت ‪.‬‬

‫‪ -4-3-4‬التجهيزات الدينية‪:‬‬

‫تعتبر التجهيزات دينية واحدة من أهم متطلبات المجتمع االسالمي ريفيا كان أو حضاريا حيث تتميز بازدواجية‬
‫في الوظيفة التي تؤديها فهي أماكن للصالة والعبادة باإلضافة الى كونها اماكن للتالقي والتواصل فهي من‬
‫ضروريات المدينة‪ .‬وتضم مدينة سطيف ‪ 62‬مسجدا موزعة على كامل ترابها ‪ 11،‬مكتبة دينية و‪ 4‬مدارس‬
‫قرآنية بطاقة استيعاب تقدر بـ ‪ 600‬طالب من داخل المدينة و خارجها ‪ ،‬كما يتواجد بمدينة مركز ثقافي‬
‫اسالمي ومقبرتان مقبرة اسالمية وأخرى مسيحية تعود للحقبة االستعمارية ‪ ،‬باإلضافة إلى وجود ‪ 30‬جمعية‬
‫دينية‪.‬‬

‫‪ -5-3-4‬التجهيزات الثقافية‪:‬‬

‫تضم مدينة سطيف مجموعة من التجهيزات موضحة في الجدول الآلتي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)06‬التجهيزات الثقافية في المدينة‪.‬‬

‫سينما‬ ‫مكتبة‬ ‫مسرح‬ ‫متحف‬ ‫دار‬ ‫نزل‬ ‫قاعة متعددة‬ ‫دار‬ ‫التجهيز‬
‫الثقافة‬ ‫الشباب‬ ‫االختصاصات‬ ‫الشباب‬
‫‪02‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪05‬‬ ‫العدد‬
‫المصدر‪ :‬مديرية البرمجة ومتابعة الميزانية ‪،‬قطاع الثقافة‪-‬والية سطيف ‪+ 2016‬معالجة الطالبين‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -6-3-4‬التجهيزات الرياضية‪:‬‬

‫ونلمس تنوع في الهياكل رياضية على مستوى مدينة سطيف وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على اهتمام‬
‫‪23‬‬
‫سلطات على مستوى مدينة سطيف بالفئة الشبانية والتي تمثل الفئة الغالبة في المجتمع سطايفي ‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)07‬التجهيزات الرياضية في المدينة‪.‬‬

‫ملعب‬ ‫مسابح‬ ‫قاعة‬ ‫قاعة‬ ‫ساحات‬ ‫ساحات‬ ‫ملعب‬ ‫مركب‬ ‫التجهيز‬


‫تنس‬ ‫متخصصة‬ ‫متعددة‬ ‫متعددة‬ ‫كرة القدم‬ ‫كرة القدم‬ ‫رياضي‬
‫الرياضات‬ ‫رياضات‬
‫‪02‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪01‬‬ ‫العدد‬
‫المصدر‪ :‬مديرية البرمجة ومتابعة الميزانية ‪،‬قطاع الشبيبة الرياضة‪-‬والية سطيف ‪+ 2016‬معالجة الطالبين‪.‬‬

‫مخطط رقم(‪ : )13‬التجهيزات لمدينة سطيف‬

‫المصدر ‪ :‬مخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير‪+2014‬معالجة شخصية ‪2020‬‬

‫‪ - 23‬بوسبنه ابتسام و بادي نوال‪ ،‬المشروع العمراني وأثره التنموي على المدينة دراسة حالة جامعة الهضاب سطيف‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر في تسيير‬
‫التقنيات الحضرية‪ ،‬معهد تسيير التقنيات الحضرية‪ ،‬جامعة أم البواقي‪،2015،‬ص ‪ + 55 - 51‬مديرية البرمجة ومتابعة الميزانية‪-‬والية سطيف ‪.2016‬‬

‫‪66‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -4-4‬األنشطة الصناعية والتجارية في المدينة‪:‬‬

‫➢ الصناعة‪ :‬تشتمل مدينة سطيف على منطقة صناعية ومنطقة النشاطات والتخزين وهوما يؤديان‬
‫دو ار هاما في االقتصاد الجهوي الوطني حيث أن أزيد من ‪ %43‬من عمال القطاع الصناعي‬
‫على مستوى الوالية يتركزون بمدينة سطيف ‪.‬‬

‫✓ المنطقة الصناعية‪:‬‬

‫تتربع على مساحة ‪ 282.63‬هكتار ‪،‬وتحتوي على مختلف الوحدات الصناعية كالصناعة البيتروكيمياوية‬
‫اإللكترونية الغذائية ‪،‬وصناعة مواد البناء‪.‬‬

‫✓ منطقة النشاطات و التخزين‪:‬‬

‫تقع في الجنوب الشرقي للمدين ‪،‬وهي تغطي مساحة تقدر بـ ‪ 130‬هكتار و ‪ 70%‬منها مشغولة ‪ ،‬طبيعة‬
‫النشاطات خاصة بجزء كبير لقطاع األشغال العمومية و العمارات ‪،‬كما يوجد بها مكان لتحويل المواد الزراعية‬
‫الغذائية باإلضافة الى مجموعة أخرى من النشاطات المختلفة لكن هذه األخيرة تشهد تنظيم غير منظم في‬
‫توقيع ما بين هده النشاطات ‪.‬‬

‫➢ التجارة‪:‬‬

‫للتجارة دور هام حيث أنها تتحكم في الديناميكية المجالية ألنها عامل مستقطب للسكان وفي مدينة سطيف بلغ‬
‫عدد التجار ‪ 20485‬تاجر منهم ‪ 23433‬تاجر تجزئة و‪ 2948‬تاجر جملة ‪( ،‬وهذا خالل سنة ‪ )2016‬حيث‬
‫يتوزعون على مختلف في أنحاء المدينة خاصة في مركزها و يناولون مختلف األنشطة التجارية خاصة لكل‬
‫‪24‬‬
‫تاجر ‪.‬‬

‫‪ -5‬المساحات الخضراء والفضاءات العمومية‪:‬‬

‫تعتبر المساحات الخضراء العنصر الحيوي والهام للمدينة و داخل التجمعات السكنية ‪،‬حيث يشعر الساكن‬
‫بالراحة مع وجود االخضرار كما أنه يعطي منظر جميل للمحيط‪ .‬حيث توجد هذه المساحات موزعة عبر‬
‫مختلف أنحاء المدينة وتقدر مساحتها اإلجمالية بـ ‪ 12‬هكتار بنصيب الفرد يقدر بـ ‪ 6.8‬متر مربع ‪/‬فرد‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -‬خنيش عبد الحق ‪ ،‬مصدر سابق ص ‪79‬‬

‫‪67‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أما الفضاءات الحضرية العمومية تعتبر من مميزات المدن الكبرى ومن العناصر المهيكلة للمجال الحضري‬
‫ككل فهي تشكل فضاءات لاللتقاء التواصل الراحة واالسترخاء و توفر لنا تنقل السيارات بأنواعها والمشاة‬
‫داخل المجال الحضري كما يؤدي الفضاء العمومي عدة وظائف تختلف حسب المبنى المحيط به والهدف‬
‫الذي صمم من أجله و طبيع ة المستخدمين لهذا ‪ ،‬و مدينة سطيف يوجد بها عدد معتبر من الفضاءات‬
‫الحضرية العمومية بمختلف أنواعها (ساحات ‪ ،‬مساحات خضراء ‪ ،‬غابات ‪ )...‬وهي موزعة على مدينة نذكر‬
‫منها ‪:‬‬

‫‪ -1-5‬الساحات‪ :‬لعل من أهمها‪ ،‬يمكن أن نذكر‪:‬‬

‫‪ -‬ساحة فلسطين‪ :‬هي عبارة عن ساحة عمومية توجد بشارع الشيخ العيفة مساحتها اإلجمالية ‪ 900‬متر مربع‬
‫مكوناتها عبارة عن نافورة ‪ ،‬وهي في حالة جيدة ‪.‬‬

‫‪ -‬ساحة االستقالل‪ :‬مساحتها ‪ 150‬م‪ 2‬تقع في نقطة التقاء شارع ‪ 8‬ماي ‪ 1945‬ونهج عبان رمضان ‪،‬وبهذه‬
‫الساحة معلم عين فوارة الشاهد والمناصب لحضارة وثقافات مجتمعات سالفة ‪.‬‬

‫‪ -‬ساحة الشهداء‪ :‬توجد في وسط الجزء الجنوبي للمركز االوروبي مقابل مسجد بن باديس بمساحة تقدر بـ‬
‫‪ 1845‬م ذات شكل مربع ‪.‬‬

‫‪ -‬ساحة الشرطة‪ :‬هي عبارة تالقي طريقين كبيرين الشيخ العيفة وجيش التحرير توجد في جنوب المركز‬
‫مساحتها بـ ‪250‬م تحتوي على نافورة للمياه وهي ذات شكل دائري ‪.‬‬

‫‪ -‬ساحة عمومية‪ :‬توجد بالجهة الغربية تحت القلعة وهي ذات شكل مثلث بها أشجار وكراسي مساحتها تقدر بـ‬
‫‪ 254‬م باإلضافة الى اخري بين الثانويتين ‪.‬‬

‫‪ -‬الساحات الداخلية المغلقة‪ :‬وهي ناتجة عن وضع مجموعة من النباتات المتماسكة داخل الجزيرة مشكلة‬
‫بذلك ساحات داخلية ذات أشكال مختلفة‪ ،‬ساحات أمام البناية أو تجهيز‪.‬‬

‫‪ -2-5‬الحدائق العامة‪:‬‬

‫حديقة األمير عبد القادر‪ :‬هي عبارة عن حديقة عمومية موقعها يوجد بمركز المدينة بالضبط في حي القاهرة‬
‫مساحتها ‪ 3‬هكتار مكونات الحديقة عبارة عن آثار رومانية ‪ ،‬مساكن وظيفية ‪ ،‬مراحيض ‪ ،‬مكتب إداري ‪،‬‬
‫نافورة مياه ‪ ،‬وال تعاني من أي مشاكل خاصة فيم يخص وظيفية بالتسيير والصيانة‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حديقة التسلية‪ :‬هي عبارة عن حظيرة وطنية توجد بوسط المدينة مقابل المستشفى الجامعي ‪،‬مساحتها االجمالية‬
‫‪ 16,02‬هكتار‪،‬مكوناتها عبارة عن مسبح ‪،‬إدارات ‪،‬فضاءات لعب ‪،‬أكشاك ‪،‬محالت تجارية ‪،‬حظيرة حيوانات‬
‫‪25‬‬
‫مركز شرطة ‪،‬أثار رومانية ‪،‬مشتلة ‪،‬مراحيض ‪،‬نفورات ‪،‬أحواض مائية‪.‬‬

‫باإلضافة لهذا تحتوي مدينة سطيف على العديد من الحدائق و التي نلخصها في الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول ( ‪ :)08‬الحدائق الموجودة بمدينة سطيف‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المكونات‬ ‫المساحة م‬ ‫الموقع‬ ‫اسم الحديقة‬
‫نافورة ـ أكشاك‬ ‫‪7000‬‬ ‫شارع ابن سينا‬ ‫حديقة ابن سينا‬
‫انواع نباتية‬ ‫‪5000‬‬ ‫مقر بلدية سطيف‬ ‫حديقة مقر البلدية‬
‫كراسي‪ ،‬مساحات خضراء‬ ‫‪17500‬‬ ‫حي ‪ 600‬مسكن‬ ‫حديقة حي ‪ 600‬مسكن‬
‫نصب تذكاري‪ ،‬كراسي‬ ‫‪2000‬‬ ‫وسط المدينة‬ ‫حديقة ساحة الشهداء‬
‫نافورة‪ ،‬أكشاك‪ ،‬كراسي‬ ‫‪16000‬‬ ‫حي ثليجان‬ ‫حديقة حي ثليجان‬
‫أكشاك‪،‬كراسي‪،‬شبكة انارة‬ ‫‪17000‬‬ ‫حي بلحوكي‬ ‫حديقة لبنان‬
‫شبكة انارة‪،‬كراسي‬ ‫‪3892‬‬ ‫حي الشيمينو‬ ‫حديقة اإلخوة جميلي‬
‫نافورة‪،‬فضاء لعب االطفال‬ ‫‪5130‬‬ ‫مستشفى األم و الطفل‬ ‫حديقة األم و الطفل‬
‫كراسي‬ ‫‪2419‬‬ ‫محطة نقل المسافرين‬ ‫حديقة محطة المسافرين‬
‫كراسي‪ ،‬آثار رومانية‬ ‫‪3045‬‬ ‫مركز المدينة‬ ‫حديقة رفاوي ساعد‬
‫المصدر‪ :‬من انجاز الطالبين باإلعتماد على المعلومات أعاله‪.‬‬

‫‪ -‬مخلوفي عبد العالي مصدر سابق ص ‪ 82‬إلى ‪85‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪69‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مخطط رقم (‪ :)14‬مساحات الخضراء لمدينة سطيف‬

‫المصدر ‪ :‬مخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير‪+2014‬معالجة شخصية ‪.2020‬‬

‫‪ -6‬شبكة الطرق‪:‬‬

‫تحتوي مدينة سطيف شبكة طرق حضرية في حالة جيدة تتكون من مخطط إشعاعي حلقي يضمن سهولة‬

‫الوصول إلى كل أحياء المدينة ‪ ،‬لكن و لكبر حجم تدفق حركة المرور المحلية و الجهوية التي تبقى في تزايد‬

‫مستمر‪ ،‬فإن بعض مفترقات الطرق تعاني من االزدحام مما يستوجب إعادة تأهيلها‪ ،‬ونخص بالذكر مفترق‬

‫طرق (باب بسكرة‪ ،‬بوعروة و القطاع الجديد )‪ ،‬وهي مقسمة كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -1-1-6‬الطرق األولية ‪ :‬بالنسبة للطرق األولية لمدينة سطيف يوجد من منها في حالة جيدة مثل شارع‬
‫ابن سينا بحيث ال يعاني من أي مشاكل تتعلق بحالة الطريق ‪ ،‬ومن جهة أخرى توجد طرق أولية بمدينة‬

‫‪70‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫سطيف تعاني من مشاكل نتيجة مشروع ترامواي مدينة سطيف مثل شارع تبينت في المدخل الشرقي لمدينة‬
‫سطيف‪.‬‬

‫‪ -2-1-6‬الطرق الثانوية‪ :‬بالنسبة للطرق الثانوية في مدينة سطيف يوجد منها ما هو في حالة جيدة ومنه‬
‫ما هو في حالة غير جيدة‬

‫‪ 3-1-6‬الطرق الثالثية‪ :‬بالنسبة للطرق الثالثية لمدينة سطيف منها ما هو في حالة جيدة خاصة في أحياء‬
‫السكنات الفردية مثل حي تبينت ‪ ،‬أما أحياء السكن الجماعي فمعظم طرقها الثالثية بحالة سيئة ‪.‬‬

‫‪ -2-6‬األرصفة‪ :‬حالة األرصفة بمدينة سطيف ترتبط بحالة الطريق ‪ ،‬فمعظم الطرق الرئيسية أرصفتها في‬
‫حالة جيدة وأرصفة الطرق الثالثية في حالة سيئة ‪.‬‬

‫‪ -3-6‬هيكلة الطرق في المدينة‪:‬‬

‫تحتوي مدينة سطيف على شبكة من الطرق المهيكلة للنسيج الحضري ‪،‬حيث تتكون من مخطط شعاعي حلقي‬
‫يضمن سهولة الوصول إلى كل االحياء المدينة كما هو موضح في مخطط رقم (‪: )15‬‬

‫‪71‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مخطط رقم (‪ :)15‬يمثل شبكة الطرق المهيكلة للمدينة‬

‫المصدر ‪ :‬مخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير‪+2014‬معالجة شخصية ‪2020‬‬

‫‪ -4-6‬شبكة السكة الحديدية‪:‬‬

‫يمر بمدينة سطيف خط السكة الحديدية عنصر هام في حركة االقتصادية للمدينة حيث يربط العاصمة بشرق‬
‫البالد والذي يلعب دو ار هاما في ميدان نقل المسافرين والبضائع غير أنه يشكل حاج از فيزيائيا بين الجهة‬
‫الجنوبية والشرقية للمدينة وباقي الجهات‪،‬كما يوجد خط ثانوي يربط المنطقة الصناعية بمحطة السكة الحديدية‪.‬‬

‫‪ -5-6‬خط الترامواي‪:‬‬

‫وهو من أهم مشاريع للمدينة والذي يعد من البرامج التنموية المستدامة‪ ،‬الذي بدأت أشغال به نهاية سنة‬
‫‪ 2015‬بطول ‪ 22.4‬كلم و بعدد ‪ 41‬محطة موزعة على طول مساره‪ ،‬و قد تم اختيار مساره علي النحو‬
‫التالي‪ ،‬المسار األول يبلغ طوله ‪ 15.2‬كلم والذي يربط األحياء الشرقية للمدينة وتحديدا المدخل القديم للطريق‬

‫‪72‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الوطني رقم ‪ 5‬نحو جامعة الباز فيما ينطلق المسار الثاني من مفترق الطرق للوالية الى محطة نقل المسافرين‬
‫‪26‬‬
‫جنوب المدينة بطول ‪ 7.2‬كلم‪.‬‬

‫‪ 7‬الشبكات المختلفة‪:‬‬

‫‪ -1-7‬شبكة الكهربائية‪:‬‬

‫سطيف ومناطقها الصناعية والنشاطات تغذى بالطاقة الكهربائية انطالقا من مركز توزيع ‪60 -10‬‬
‫كيلوفولط من بوعروة و ‪ 10/6‬كيلوفولط للمنطقة الصناعية وكالهما يزود من مركز التوزيع و التحويل‬
‫بالحاسي ‪ ،‬هذا التزويد بالطاقة الكهربائية هو كاف ولكن يطرح مشكل االرتفاقات بالنسبة لشبكة الضغط‬
‫المتوسط داخل المحيط العمراني ‪ ،‬تأثير االرتفاقات القانونية هم األكثر احتراما ونالحظهما في الخطوط‬
‫المتوسطة الضغط الموجودة فوق البنايات‪ ،‬و االرتفاقات تحترم رواق المرور وتتطلب استهالك كبير لألرضية‬
‫المعمرة ‪.‬‬

‫‪ -2-7‬شبكة بالغاز الطبيعي‪:‬‬

‫يتم تزويد المدينة والمنطقة الصناعية بالغاز الطبيعي انطالقا من مركز التخزين بعين الطريق كما سيتم إنجاز‬
‫مركز تخزين للتزويج المستقبلي لشوف لكداد والباز وذلك على المدى القريب ‪.‬‬

‫‪ -3-7‬شبكة الصرف الصحي‪:‬‬

‫يتم صرف المياه المستعملة لمدينة سطيف عن طريق شبكة القنوات بنظام موحد وهذا باستثناء المنطقة‬
‫الصناعية وحي تحصيصات الهاشمي حيث توجد بها شبكة بنظام معزول‪ ،‬و تتجمع المياه المستعملة للمدينة‬
‫عن طريق ثالث قنوات رئيسية ومقسمة كما يلي‪:‬‬

‫لقناة الرئيسية الشرقية‪ :‬تجمع المياه المستعملة للمنطقة الشرقية من الشمال إلى الجنوب‪.‬‬

‫القناة الرئيسية الغربية‪ :‬تجمع المياه المستعملة للمنطقة الغربية من الشمال إلى الجنوب‬

‫القناة المركزية‪ :‬تجمع‪ :‬المياه المستعملة لمركز المدينة والجهة الجنوبية لها‪.‬‬

‫‪ - 26‬بن سليمان سارة‪ :‬هيكلة مديمة سطيف بالفضاءات العمومية الحضرية في إطار المشروع الحضري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر تخصص مدن ومشروع‬
‫حضري‪ ،‬قسم تسيير التقنيات الحضرية‪ ،‬جامعة أم البواقي‪،2016،‬ص ‪80،81‬‬

‫‪73‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أما المنطقة الصناعية فهي تطرح مياهها المستعملة في واد بوعروة‪ ،‬وكل هذه المياه توجه نحو محطة التطهير‬
‫(‪ )STEP‬التي توجد بالجهة الجنوبية للمدينة بضواحي عين السفيهة والتي تعمل على تطهير مياه صرف‬
‫صحي و التي توجه لسقي حوالي ‪ 2000‬هكتار من األراضي الزراعية‪.‬‬

‫‪ -4-7‬شبكة المياه الصالحة للشرب‪:‬‬

‫شبكة توزيع المياه لمدينة سطيف تتكون من قنوات ذات أنواع ومواد مختلفة ‪،‬وهي في حالة سيئة خاصة في‬
‫األحياء القديمة للمدينة وبعض األحياء السكنية الجماعية‪.‬‬

‫نجد أحيانا أن هذه الشبكة تصل إلى التشبع وبالمقابل فهي ال تلبي احتياجات المشتركين وخاصة بعد النمو‬
‫المهم والسريع الذي عرفه النسيج الحضري الذي يعطي للمكان التوسع الخطي لشبكة التوزيع بدون األخذ بعين‬
‫االعتبار حالة وقدرة الشبكة‪.‬‬

‫وبالتالي فان التغطية بمختلف الشبكات جيدة على العموم لجميع أنحاء المدينة (الطرق الكهرباء‪ ،‬الغاز‪ ،‬المياه‬
‫‪27‬‬
‫الصالحة للشرب ‪.)...‬‬

‫‪ -8‬األبعاد السكانية‪:‬‬

‫‪ -1-8‬مراحل تطور السكان بمدينة سطيف‪:‬‬

‫تعتبر الدراسة السكانية و السكنية أساس أي دراسة عمرانية بحيث يتم من خاللها إبراز وتيرة النمو‬
‫السكاني‪ ،‬وما يصاحبه من زيادة في عدد المساكن و بالتالي الزيادة في استهالك المجال والجدول الموالي‬
‫يوضح لنا تطور السكان و السكن لمدينة سطيف ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ - -‬خنيش عبد الحق مصدر سابق ص ‪68،69‬‬

‫‪74‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الجدول رقم (‪ :)09‬تطور السكان و السكن لمدينة سطيف‪2015 - 1962‬م‬

‫معدل النمو‬ ‫معدل شغل‬ ‫الزيادة في‬ ‫عدد المساكن‬ ‫عدد السكان‬
‫المرحلة (م)‬
‫السكاني (‪)%‬‬ ‫المسكن‬ ‫عدد المساكن‬ ‫في آخر‬ ‫في آخر‬
‫(فرد في‬ ‫"مسكن"‬ ‫المرحلة‬ ‫المرحلة‬
‫المسكن)‬ ‫(مسكن)‬ ‫(نسمة)‬
‫‪1.42‬‬ ‫‪11.59‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪7588‬‬ ‫‪88000‬‬ ‫‪1966- 1962‬‬
‫‪3.30‬‬ ‫‪7.15‬‬ ‫‪10019‬‬ ‫‪17607‬‬ ‫‪126020‬‬ ‫‪1977- 1966‬‬
‫‪3.75‬‬ ‫‪6.07‬‬ ‫‪10160‬‬ ‫‪27767‬‬ ‫‪179384‬‬ ‫‪1987- 1977‬‬
‫‪2.16‬‬ ‫‪5.49‬‬ ‫‪10787‬‬ ‫‪38554‬‬ ‫‪232992‬‬ ‫‪1998- 1987‬‬
‫‪2.69‬‬ ‫‪6.02‬‬ ‫‪02746‬‬ ‫‪41300‬‬ ‫‪272456‬‬ ‫‪2004- 1998‬‬
‫‪2.34‬‬ ‫‪4.66‬‬ ‫‪20544‬‬ ‫‪61844‬‬ ‫‪288461‬‬ ‫‪2009- 2004‬‬
‫‪2.04‬‬ ‫‪3.71‬‬ ‫‪33916‬‬ ‫‪95760‬‬ ‫‪354801‬‬ ‫‪2015- 2009‬‬
‫المصدر‪ :‬مكتب اإلحصاء لمدينة سطيف ‪+ 2016‬معالجة الطالبين‪. 2020‬‬

‫من خالل معطيات الجدول السابق يتضح لنا أن سكان مدينة سطيف في تزايد مستمر صاحبه تطور مستمر‬
‫في الحظيرة السكنية ‪.‬‬

‫‪ -2-8‬مراحل تطور حجم السكان و معدل النمو السكاني‪:‬‬

‫اعتمدنا في تناول مراحل النمو السكاني في مدينة سطيف والتجمعات السكانية المحيطة بها على نتائج‬
‫اإلحصاءات العامة للسكن و السكان منذ االستقالل وحيث عرفت المدينة تطو ار ملحوظا في عدد السكان‬
‫والذي نبرزه في مراحل كما يلي ‪:‬‬

‫➢ المرحلة األولى ‪ :1966-1954‬قدر عدد السكان في مدينة سطيف في هذه المرحلة بـ‬
‫‪ 882‬ساكن باإلضافة إلى ‪ 1090‬ساكن بتجمع فرماتو أما معدل النمو السنوي فقد قدر بـ‬
‫‪.%1.42‬‬
‫➢ المرحلة الثانية ‪ :1977-1966‬عرفت هذه المرحلة ظهور عدة تجمعات ثانوية محيطة بالمدينة‬
‫➢ و تزايد عدد سكانها بنسبة كبيرة ‪ ،‬حيث قدر عدد سكان المدينة ب ‪ 126020‬ساكن و الحاسي بـ‬
‫‪ 452‬و شوف لكداد ب ‪ 886‬و تزايد عدد سكان فرماتو إلى ‪ 1906‬ساكن و تجمع عبيد علي بـ‬
‫‪ 317‬و عين الطريق ب ‪ 575‬فيما قدر معدل النمو الطبيعي ب ‪.%3.3‬‬

‫‪75‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫➢ المرحلة الثانية ‪ :1987-7977‬شهدت هذه المرحلة ظهور تجمع سكاني عشوائي هو قاوة ونمو‬
‫تجمع السفيهة بشكل كبير حيث قدر عدد سكان المدينة في منتصف هذه المرحلة بـ ‪167498‬‬
‫ساكن ‪،‬أما تجمع قاوة فقد بلغ عدد سكانه ب ‪443‬ساكن ‪.‬و عدد سكان السفيهة ‪ 649‬ساكن‬
‫➢ و قدر عدد سكان المدينة في نهاية المرحلة ب ‪ 179384‬ساكن أي بمعدل نمو قدر بـ ‪3.57‬‬
‫‪28‬‬
‫‪.%‬‬
‫➢ المرحلة الرابعة ‪ :1998-1987‬عرفت هذه المرحلة تزايد كبير في عدد السكان و الذي كان‬
‫نتيجة لتوافد أعداد كبيرة من األفراد إلى المدن طلبا للعمل و السكن و قد قدر عدد سكان المدينة‬
‫في نهاية هذه المرحلة بـ ‪ 211859‬ساكن و الحاسي بـ ‪ ،1339‬و شوف لكداد بـ ‪ 5623‬وفرماتو‬
‫بـ ‪ 4883‬و عبيد علي ‪ ،1002‬قاوة ‪ 1006‬السفيهة ‪ 977‬و عين الطريق بأ ‪ 6303‬ليصبح‬
‫عدد سكان المدينة باإلضافة إلى التجمعات الثانوية ‪ 232992‬بمعدل نمو قدر بـ ‪.%2.16‬‬
‫➢ المرحلة الخامسة ‪-1998‬اليوم الحالي‪ :‬أما في سنة ‪ 2005‬قدر عدد السكان المدينة بـ‬
‫‪ 272371‬ساكن و معدل نمو ‪ .%2.69‬و في سنة ‪ 2008‬فقد قدر عدد السكان بـ ‪288461‬‬
‫‪29‬‬
‫ساكن و معدل نمو ‪ .%2.34‬و في سنة ‪ 2015‬بـ ‪ 354801‬ساكن بمعدل نمو ‪.% 2.04‬‬

‫‪ -3-8‬الكثافة السكانية و السكنية ‪:‬‬

‫تعتبر الكثافة السكانية و السكنية من العناصر الرئيسية للتحليل العمراني كونها تشكل عامل تأثير‬
‫وتفسير للتخطيط العمراني ‪ ،‬وقد جاء توزيع السكنات تبعا للنمو العمراني لمدينة سطيف‪ ،‬إذ نجد السكنات التي‬
‫يغلب عليها الطابع الفردي تتواجد بمركز المدينة و المناطق المجاورة له‪ ،‬و بالجهة الشمالية الشرقية للمدينة‪،‬‬
‫ثم تليها السكنات ذات الطابع الجماعي والتي أنجزت في شكل مشاريع للسكنات الجماعية و الترقيات العقارية‬
‫في كل من الجهة الشرقية والجنوبية الغربية للمدينة‪ ،‬أما الكثافة السكانية فتختلف من حي آلخر وهذا لعدة‬
‫أسباب حسب ظروف وتاريخ نشأة الحي‪ ،‬المساحة و النمط السكن‪ ،‬كما تم تقسيم مدينة سطيف إلى ‪ 18‬قطاع‬
‫حضري متباين‪ ،‬موضحين في الجدول رقم (‪.)10‬‬

‫‪28‬‬
‫لطرش سارة‪ ،‬تأثير النمو السكاني في تغيير مورفولوجية المدينة‪ :‬دراسة ميدانية بمدينة سطيف‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬قسم العلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،2015 ،‬ص‪.101-100‬‬
‫‪29‬‬
‫‪Monographie Wilaya de Setif. P6‬‬

‫‪76‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الجدول رقم (‪ :)10‬توزيع الكثافة السكانية و السكنية عبر القطاعات السكنية لمدينة سطيف‪.‬‬

‫الكثافة‬ ‫الكثافة‬ ‫المساحة‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫القطعة السكنية‬ ‫رقم القطاع‬


‫(هكتار) السكانية السكانية‬ ‫المساكن‬ ‫السكان‬
‫(م‪/‬ها)‬ ‫(ن‪/‬ها)‬ ‫(مسكن)‬ ‫(نسمة)‬
‫‪19.07‬‬ ‫‪124.12‬‬ ‫‪62.05‬‬ ‫‪1183‬‬ ‫‪07702‬‬ ‫مركز المدينة‬ ‫‪1‬‬
‫‪21.40‬‬ ‫‪120.92‬‬ ‫‪82.34‬‬ ‫‪1762‬‬ ‫‪09957‬‬ ‫حي ‪ 600‬مسكن ‪ +‬كعبوب‬ ‫‪2‬‬
‫‪64.54‬‬ ‫‪306.70 142.50‬‬ ‫‪9198‬‬ ‫‪43706‬‬ ‫حي يحياوي‬ ‫‪3‬‬
‫‪30.51‬‬ ‫‪231.11‬‬ ‫‪76.10‬‬ ‫‪2322‬‬ ‫‪17588‬‬ ‫حي بالخير‬ ‫‪4‬‬
‫‪33.22‬‬ ‫‪124.01‬‬ ‫‪32.81‬‬ ‫‪1090‬‬ ‫‪04069‬‬ ‫حي محطة القطار‬ ‫‪5‬‬
‫‪24.41‬‬ ‫‪108.52‬‬ ‫‪82.81‬‬ ‫‪2022‬‬ ‫‪08987‬‬ ‫حي ثليجان‬ ‫‪6‬‬
‫‪28.47‬‬ ‫‪267.78 117.18‬‬ ‫‪3337‬‬ ‫‪31370‬‬ ‫حي ‪ 100‬مسكن ‪+‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪ 400‬مسكن ‪ +‬حي لندريولي‬
‫‪24.63‬‬ ‫‪165.53 199.84‬‬ ‫‪3445‬‬ ‫‪23149‬‬ ‫حي المعدومين الخمس‬ ‫‪8‬‬
‫‪08.61‬‬ ‫‪074.97 134.37‬‬ ‫‪1157‬‬ ‫‪10075‬‬ ‫حي المعبودة‬ ‫‪9‬‬
‫‪19.80‬‬ ‫‪096.17 137.01‬‬ ‫‪2714‬‬ ‫‪13177‬‬ ‫حي ‪ 100‬مسكن ‪ +‬القيصرية‬ ‫‪10‬‬
‫حي بلير‬
‫‪27.86‬‬ ‫‪199.51 059.68‬‬ ‫‪1663‬‬ ‫‪11907‬‬ ‫حي السكني الجديد ‪B+C‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪63.32‬‬ ‫‪156.71 059.68‬‬ ‫‪3779‬‬ ‫‪09353‬‬ ‫حي حشمي‬ ‫‪12‬‬
‫‪17.40‬‬ ‫‪134.52 087.81‬‬ ‫‪1528‬‬ ‫‪11819‬‬ ‫حي ‪ 1‬نوفمبر‬ ‫‪13‬‬
‫‪34.10‬‬ ‫‪254.75 632.10‬‬ ‫‪0603‬‬ ‫‪04504‬‬ ‫شوف لكداد‬ ‫‪14‬‬
‫‪58.33‬‬ ‫‪340.21 098.43‬‬ ‫‪5742‬‬ ‫‪33487‬‬ ‫حي ‪ 1014‬مسكن ‪SNTR‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪28.92‬‬ ‫‪173.72 143.75‬‬ ‫‪4158‬‬ ‫‪24973‬‬ ‫حي الهاشمي موسع‬ ‫‪16‬‬
‫‪47.83‬‬ ‫‪246.42 186.85‬‬ ‫‪4876‬‬ ‫‪22418‬‬ ‫حي الهضاب‬ ‫‪17‬‬
‫‪49.76‬‬ ‫‪284.60 187.75‬‬ ‫‪3846‬‬ ‫‪24973‬‬ ‫حي ‪ 1006‬مسكن‬ ‫‪18‬‬
‫المصدر‪ :‬مديرية البرمجة و متابعة الميزانية مصلحة اإلحصائيات‪ +2016‬معالجة الطالبين‪.‬‬

‫‪-1-3-8‬الكثافة السكانية‪:‬‬

‫‪95.54‬‬ ‫بالمدينة‬ ‫المتعلق‬ ‫السكانية‬ ‫الكثافة‬ ‫متوسط‬ ‫بلغ‬ ‫الجدول‬ ‫معطيات‬ ‫خالل‬ ‫من‬
‫نسمة‪/‬هكتار‪ ،‬أقصى حد لهذه الكثافة سجل بالقطعة رقم (‪ )15‬التي بلغت‪340.21 :‬نسمة‪/‬هكتار‪ ،‬وأدنى كثافة‬
‫سجلت في القطعة العمرانية رقم (‪ )9‬التي وصلت إلى ‪74.97‬نسمة‪/‬هكتار‪ .‬ويمكن حصر‬
‫الكثافة السكانية في ثالث فئات رئيسية‪:‬‬

‫‪77‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫➢ كثافة سكانية عالية (‪254.75‬ن‪/‬هآ‪340.24-‬ن‪/‬هآ)‪:‬‬

‫وهي تتمثل في القطاعات العمرانية رقم(‪ )15-14-7-4-3‬و هي أكبر الكثافات على اإلطالق على‬
‫مستوى المدينة‪ ،‬حيث تتجاوز الكثافة المتوسطة للمدينة‪ ،‬ارتفاعها بهذه القطاعات يعود إلى طبيعة‬
‫المساكن قديمة النشأة والفوضوية (القطعة رقم ‪ )3‬أو كونيا جماعية (القطعة رقم ‪1‬و‪.)7‬‬

‫➢ كثافة سكانية متوسطة (‪124.01‬ه‪/‬هآ‪199.51-‬ن‪/‬هآ)‪:‬‬

‫تنتشر هذه الكثافة السكانية في القطاعات رقم (‪)16-13-12-11-5-2-1‬‬

‫➢ كثافة سكانية منخفضة (‪74.97‬ن‪/‬هآ‪108.52-‬ن‪/‬هآ)‪:‬‬

‫تتواجد بكل من القطاعات رقم (‪ )10-9-6‬وهي أخفض الكثافات على اإلطالق على مستوى المدينة‬
‫و لعل سبب انخفاضها يعود إلى أن هذه األحياء منظمة‪ ،‬يغلب عليها طابع السكن الفردي‪ ،‬أما المساكن‬
‫الجماعية فارتفاعها ال يتعدى ‪ )R+5(،‬إضافة إلى مساحة هذه األحياء الكبيرة‪.‬‬

‫‪-2-3-8‬الكثافة السكنية‪:‬‬

‫إن متوسط الكثافة السكنية الصافية على مستوى المدينة هو‪20.47 :‬مسكن‪/‬هكتار‪ .‬سجل أقصى حد‬
‫للكثافة السكنية بالقطعة العمرانية رقم (‪ )3‬بـ ‪64.54‬مسكن‪/‬هكتار‪ ،‬وسجل أدناها بالقطعة العمرانية رقم‬
‫)‪ (9‬والتي وصلت إلى ‪08.61‬مسكن‪/‬هكتار وعموما يمكن تصنيف الكثافة السكنية إلى ثالثة أقسام‬
‫كالتالي‪:‬‬

‫➢ كثافة سكنية عالية (‪58.33‬م‪/‬هآ‪64.54-‬م‪/‬هآ)‪:‬‬

‫وهي تفـوق متوسط الكثـافة السكنية بالمدينة وتتمثـل في القطاعات العمـرانية رقم (‪.)15-12-3‬‬
‫فالقطعة األولى عبارة عن سكنات فوضوية متراصة‪ ،‬وهي مرتفعة رغم شساعة القطعة والبالغة ‪142.50‬‬
‫هكتار ‪ ،‬أما الثانية فأغلب المساكن بها ذات طابع جماعي يتراوح ارتفاعها ما بين (‪ R+3‬و ‪.)R+5‬‬

‫‪78‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫➢ كثافة سكنية متوسطة (‪20.47‬م‪/‬هآ‪34.10-‬م‪/‬هآ)‪:‬‬

‫تتمثل في القطاعات العمرانية رقم (‪ )16-14-11-8-7-6-5-4-2‬تتميز هذه القطاعات بتنوع‬


‫أنمــاط الســكن ه ــا م ــع غالبي ــة الســكن الفــردي ف ــي بعضــها مثــل القطاع ــات رق ــم ( ‪ ) 14-5‬أم ــا بــاقي‬
‫القطاعات العمرانية فهي عبارة عن مساكن جماعية ال يتعدى ارتفاعها (‪.)R+4‬‬

‫➢ كثافة سكنية منخفضة (‪8.61‬م‪/‬هآ‪20.74-‬م‪/‬هآ)‪:‬‬

‫تتمثل في القطاعات العمرانية رقم (‪ ) 13-10-9-1‬يعود سبب انخفاض الكثافـة السـكنية بالقطعـة رقـم‬
‫(‪ )1‬لكونها مركـز المدينـة فهي تحتـوي علـى مختلف التجهيزات والمسـاحات الخضـراء‪ ،‬كمـا أن سـكناتها‬
‫فرديـة‪ ،‬أمـا القطاعـات األخـرى فيغلـب عليها أيضـا طـابع السـكن الفـردي‪ ،‬إضـافة إلـى كبـر مسـاحة هذه‬
‫‪30‬‬
‫القطاعات‪.‬‬

‫‪-9‬التركيب االقتصادي واالجتماعي للسكان‪:‬‬

‫تختلف القطاعات الحضرية بمدينة سطيف اختالفا ملحوظا من حيث تركيبها االقتصادي و االجتماعي‪ ،‬وذلك‬
‫راجع للعديد من العوامل أهمها الظروف المعيشية و الصحية ‪ ، ...‬ولدراسة التركيب االقتصادي واالجتماعي‬
‫لسكان هذه المدينة و ذلك بمعرفة التباين بين قطاعات المدينة ‪.‬‬

‫‪ -1-9‬الفئة النشطة حسب القطاعات‪:‬‬

‫سجلت القطاعات الحضرية لمدينة سطيف فارقا واسعا وعدم توازن واضح في توزيع الفئات العمرية ‪ ،‬ويرجع‬
‫سبب هذا الفارق الواضح من قطاع إلى آخر إلى عوامل عديدة أهمها معدل النمو‪ ،‬معدل الخصوبة‪ ،‬معدل‬
‫الوالدات‪ ،‬معدل الوفيات‪ ،...‬هىذه العوامل لها تأثير كبير على التركيب االقتصادي للسكان‪ ،‬فهي تساعد على‬
‫فهم التركيبة اإلقتصادية للسكان‪ ،‬من خالل تحديد فئة السكان النشطة و فئة السكان غير النشطة‪ ،‬األمر الذي‬
‫يعكس مستوى المعيشة لدى السكان ‪.‬‬
‫➢ الفئة أقل من ‪ 18‬سنة ‪:‬‬
‫تمثل هذه الفئة ‪ % 43,39‬من اجمالي سكان المدينة ب ‪ 107108‬نسمة‪ ،‬أما فيما يخص توزيعها عبر‬
‫القطاعات الحضرية فهناك تباين واضح‪ ،‬حيث يبقى تأثيرها على جودة الحياة متباين ‪ ،‬فالقطاع الحضري الذي‬

‫مديرية البرمجة و متابعة الميزانية‪ ،‬مصلحة اإلحصائيات‪.2016 ،‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪79‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ترتفع به هذه الفئة يكون أقل جودة من القطاع الحضري الذي يشهد انخفاض‪ ،‬و يرجع كل هذا لكون هذه الفئة‬
‫تضم الجزء السكاني غير المنتج ‪ ،‬إذ أن أكبر نسبة لهذه الفئة ميزت كل من قطاع "حي ‪ 1014‬مسكن" ب‬
‫‪.%18,62‬‬
‫و قطاع "يحياوي" ب ‪ % 16,36‬هذه النسب مرتفعة جدا مقارنة بباقي القطاعات الحضرية األخرى‪ ،‬ويأتي كل‬
‫من قطاع "كعبوب" و قطاع "حي ‪ 1000‬مسكن" بنسبة ‪ %13,04‬و ‪ .%10 ;36‬ويمكن القول أنها نسب‬
‫مرتفعة‪ ،‬ليأتي كل من قطاع "ثليجان" و "حشمي" بنسب متوسطة بلغت‪ 8,85‬و ‪ ،% 8,89‬ويبقى كل من‬
‫قطاع "القصرية" ب ‪" ،% 5,21‬شوف الكداد" ب ‪" ،% 3,04‬الهضاب "ب ‪" ،% 2,81‬قاوة" ‪ % 2,43‬وهي‬
‫نسب منخفضة إذا ما قارنا بالنسب المسجلة في القطاعات الحضرية األخرى‪ ،‬و يأتي في األخير كل من‬
‫قطاع "منطقة النشاطات"‪" ،‬مركز المدينة"‪" ،‬المنطقة الصناعية" و قطاع "عين السفيهة" بنسب جد منخفضة‬
‫تمثلت في ‪%1,27‬‬
‫‪ %0,59 ، %0,79 ،%1,22‬على التوالي ‪.‬‬
‫➢ الفئة من ‪ 18‬سنة الى ‪ 60‬سنة‪:‬‬
‫هذه الفئة تمثل ‪ % 51,81‬من إجمالي عدد سكان مدينة سطيف‪ ،‬أي ما يقارب ‪ 127881‬نسمة‪ .‬هذه الفئة‬
‫بمثابة المحرك الدافع للحركة االقتصادية و الجزء السكاني الناشط بالمدينة‪ ،‬فهي الفئة القادرة على تحسين‬
‫أوضاعها المعيشية‪ ،‬و عليه ارتفاع هذه الفئة يعني زيادة في الرفاهية االقتصادية بالمجتمع الحضري‪.‬‬
‫بينما يبقى توزيع هذه الفئة عبر القطاعات الحضرية متفاوت من قطاع الى آخر‪ ،‬حيث نسجل أكبر نسبة‬
‫بقطاع يحياوي ‪ ،%20,83‬وهي نسبة مرتفعة جدا‪ ،‬ليأتي كل من قطاع ‪ 1014‬مسكن وقطاع‬
‫"حي‪1000‬مسكن" بنسبة ‪ %16,36‬و ‪ %12,24‬عمى التوالي‪ ،‬بينما تبقى النسب المتوسطة يمثلها كل من‬
‫قطاع كعبوب‪ ،‬ثليجان و المعدومين الخمس ب ‪ %9,43، 9,97‬و ‪ ،%8,71‬ليأتي كل من قطاع حشمي‪،‬‬
‫القصرية و قطاع شوف الكداد بنسبة ‪ %3,05 ،%4,51، %6,86‬على التوالي‪ ،‬و هي نسب منخفضة‬
‫مقارنة بباقي القطاعات الحضرية األخرى‪ ،‬و في األخير يبقى كل من قطاع منطقة النشاطات‪ ،‬عين السفيهة‪،‬‬
‫و قطاع المنطقة الصناعية بنسب جد منخفضة تمثلت في ‪.%0,59 ،%0,61 ،%0,98‬‬
‫➢ الفئة األكبر من ‪ 60‬سنة‪:‬‬
‫هذه الفئة من كبار السن غير قادرة عن العمل‪ ،‬أي فئة مستهلكة في المجتمع كلما ارتفعت قابلها انخفاض في‬
‫درجة رفاهية المجتمع‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تشكل هذه الفئة نسبة ضعيفة جدا من إجمالي سكان مدينة سطيف ب ‪ ،% 4,8‬هناك اختالف في توزيع هذه‬
‫الفئة بين مختلف القطاعات الحضرية ففي قطاع يحياوي أكبر نسبة ب ‪ ،%35,57‬و أقل نسبة ب ‪%0,39‬‬
‫‪31‬‬
‫في كل من قطاع منطقة النشاطات و عين السفيهة‪.‬‬
‫‪ -2-9‬توزيع اليد العاملة على مختلف القطاعات االقتصادية‪:‬‬
‫إن معرفة توزيع اليد العاملة حسب القطاعات االقتصادية تعكس وضعية العمل بالبلدية كما تسمح بالتعرف‬
‫على أكبر قطاع يحظى بأكبر نسبة من اليد العاملة من إجمالي العمالة‪.‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)11‬توزيع المشتغلين حسب القطاعات االقتصادية‪.‬‬

‫نسبة كل قطاع ‪%‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬ ‫عدد المشتغلين‬


‫‪1,93‬‬ ‫‪1,93‬‬ ‫‪1885‬‬ ‫الزراعة‬ ‫القطاع‬
‫األول‬
‫‪34,08‬‬ ‫‪26,45‬‬ ‫‪25744‬‬ ‫الصناعة‬ ‫القطاع‬
‫‪7,63‬‬ ‫‪7427‬‬ ‫البناء واألشغال العمومية‬ ‫الثاني‬
‫‪12,31‬‬ ‫‪11988‬‬ ‫الخدمات‬ ‫القطاع‬
‫‪63,96‬‬ ‫‪10,66‬‬ ‫‪9794‬‬ ‫االدارة‬ ‫الثالث‬
‫‪41,59‬‬ ‫‪40477‬‬ ‫التجارة‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪97315‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬من انجاز الطالبين باالعتماد على معطيات مديرية البرمجة ومتابعة الميزانية لسنة ‪2016‬‬
‫انطالقا من الجدول رقم (‪ )11‬يمكن أن نسجل ما يلي‪:‬‬
‫قطاع الزراعة يشكل أضعف نسبة تشغيل اذ يوظف هذا القطاع ما مقدراه ‪ 1885‬شخص فقط أي ما يعادل‬
‫‪ %1,93‬من مجموع السكان المشتغلين والذين يمثلون سكان التجمعات الثانوية على غرار كل من "فرماتو"‬
‫و"عين الطريق" ‪ ، ...‬اذ تعتمد بلدية سطيف في تزودها بالمنتوجات الزراعية على ما ينتج على مستوى‬
‫تجمعات الثانوية والبلديات المجاورة لها‪.‬‬
‫أما قطاع الصناعة فنجد أنه يشغل ما مقداره ¼ ممن مجموع السكان المشتغلين اي ما يعادل ‪ 25744‬نسمة‬
‫وهذا ما يدل على أهمية هذه المنطقة في ميدان التشغيل حيث تشمل مدينة سطيف على قطب صناعي يتربع‬
‫على مساحة قدرها ‪ 282.63‬هكتار وتضم مختلف الوحدات الصناعية التي تنشط في العديد من الصناعات‬
‫(االلكترونية ‪ ،‬البتروكيماوية ‪ ،‬الغذائية‪.) ..‬‬

‫جعجو محفوظ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.139،138،137‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪81‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فيما يخص قطاع البناء واألشغال العمومية فان هذا القطاع يشغل شريحة سكانية قدرها ‪ 7427‬نسمة أي ما‬
‫يعادل ‪ %7,63‬من مجموع المشتغلين فعال‪.‬‬
‫وبالنسبة للقطاع الخدمات فانه يوظف ‪ 11988‬شخص بنسبة ‪ %12,31‬وهي نسبة معتبرة تفوق تلك المسجلة‬
‫في قطاع البناء واألشغال العمومية وبالتالي فان هذا القطاع ساعد وبشكل كبير في امتصاص كم هائل من‬
‫البطالين والباحثين عن العمل‪.‬‬
‫االدارة هي األخرى تساهم وبشكل كبير في توفير مقدار مهم من مناصب العمل اذ يقدر عدد المشتغلين بهذا‬
‫القطاع ‪ 9794‬شخص بنسبة ‪ % 10,66‬من مجموع المشتغلين فعال‪ ،‬حيث يضم هذا القطاع العديد من‬
‫االدارات والمديريات المحلية منها والجهوية ( مثل المديرية الجهوية للضرائب ‪ ،‬المديرية الجهوية للجمارك ‪،‬‬
‫للتجارة ‪ )...‬والتي وفرت عدد ال بأس به من مناصب العمل‪.‬‬
‫وفي األخير قطاع التجارة والذي يضم أكبر شريحة من المشتغلين وخاصة مع ظهور االزدواجية في وظيفة‬
‫المسكن )سكن‪ ،‬تجارة( وكذا بناء مباني ذات طوابق مخصصة للتجارة فقط مما سمح بانتشار نشاط التجارة‬
‫على نطاق واسع األمر الذي ساهم في توفير عدد مهم من مناصب العمل اذ يقدر عدد المشتغلين بهذا‬
‫القطاع ‪ 40477‬شخص بنسبة ‪ %41,59‬من مجموع العاملين فعال ‪ ،‬األمر الذي جعل من مدينة سطيف‬
‫مدينة تجارية مستقطبة للسكان من داخل الوالية وخارجها‪.‬‬
‫قلة اليد العاملة في القطاع األول حيث قدرت نسبة المشتغلين فيه ب‪ %1,93 :‬وذلك لقلة االستثمارات في هذا‬
‫القطاع ‪ ،‬وكذا توجه اليد العاملة الى القطاعات األخرى بحثا عن مناصب عمل مستقرة ودائمة وتضمن لهم‬
‫التأمين االجتماعي‪.‬‬
‫أما بالنسبة لليد العاملة في القطاع الثاني ) قطاع الصناعة‪ ،‬البناء واألشغال العمومية ( فان هذا القطاع يشغل‬
‫ما نسبته ‪ % 34,08‬من اجمالي السكان المشتغلين فعال ‪ ،‬اال ان القطاع السائد و الذي يحوز بأكبر شريحة‬
‫من بنسبة ‪ % 63,96‬من مجموع المشتغلين فعال األمر الذي جعل من مدينة سطيف مدينة خدماتية‬
‫تجارية‪.32‬‬

‫‪32‬‬
‫وداعي منير‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.83‬‬

‫‪82‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الشكل رقم (‪ :) 10‬التركيب االقتصادي للسكان بلدية سطيف لسنة ‪.2015‬‬

‫إجمالي عدد السكان ‪ 354801‬نسمة‬

‫الفئة النشطة ‪ 128628‬نسمة (‪ %37,01‬من عدد السكان)‬

‫معيلين أسر ‪ 25849‬نسمة‬ ‫فئة البطالبين ‪ 5464‬نسمة‬


‫(‪ %20,09‬من الفئة النشطة)‬ ‫(‪ %4,24‬من الفئة النشطة)‬

‫المشتغلين فعال ‪ 97315‬نسمة (‪ %75,65‬من الفئة النشطة )‬

‫الصناعة ‪ 25744‬نسمة‪،‬‬ ‫الزراعة ‪ 1885‬نسمة‪،‬‬


‫‪ %26,45‬من المشتغلين‪.‬‬ ‫‪ %1,93‬من المشتغلين‪.‬‬

‫قطاع البناء و األشغال‬


‫العمومية ‪ 7427‬نسمة‪،‬‬
‫‪ %7,63‬من المشتغلين‪.‬‬
‫الخدمات ‪ 11988‬نسمة‬ ‫اإلدارة ‪ 9749‬نسمة‪،‬‬
‫‪ %12,31،‬من المشغلين‪.‬‬ ‫‪ %10,66‬من المشتغلين‪.‬‬

‫قطاع التجارة ‪ 40477‬نسمة‪ ،‬ما يعادل ‪ %41,59‬من المشتغلين‪.‬‬

‫بناء على عدة مصادر سابقة‪.‬‬


‫المصدر‪ :‬معالجة الطالبين ً‬

‫‪83‬‬
‫األبعاد الطبيعية والعمرانية والسكانية للتوسع العمراني في مدينة سطيف‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة ‪:‬‬
‫من خالل ماسبق نستنتج أن الموقع الذي تحتله مدينة سطيف و الذي أسهم بشكل كبير في جذب عدد كبير‬
‫من األفراد إليها مما أدى إلى نمو سكانها و تزايد عدد األحياء السكنية بها و ظهور مناطق حضرية جديدة‬
‫خالل مختلف المراحل الزمنية‪.‬‬
‫كما كان للنمو السكاني الذي عرفته المدينة تأثير كبير عليها من خالل تغير أنماط البناء و تعددها األمر‬
‫الذي أدى إلى االستهالك الكبير جدا في األراضي الزراعية المحيطة بالمدينة‪.‬‬

‫من خالل تحليلنا لمختلف مجاالت العمرانية لمدينة سطيف نجد أن المدينة تضم العديد من التجهيزات‬
‫الضرورية والمهمة العامل الذي جعل منها تستقطب السكان من داخل و الخارج المدينة كالجامعة والمستشفى‬
‫الجامعي وكذا المنطقة الصناعية التي جعلت منها مركز جهوي ووطني مهم ‪،‬باإلضافة إلى الفضاءات‬
‫العمومية و المعالم األثرية والمساحات الخضراء‪ ،‬كما أن المدينة تتوفر على شبكة طرق مهمة‪ ،‬مما جعل منها‬
‫موقع استراتيجي مهم و همزة وصل بين شرق و شمال البالد ‪.‬‬

‫وسوف نحاول تحليل ظاهرة استهالك المجال بالتوسعات الحضرية الجديدة بمدينة سطيف في الفصل الموالي‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫استهالك المجال بالتوسعات الحضرية الجديدة بمدينة سطيف‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫مع النمو الديمغرافي السريع و استهالك الكبير لألراضي الحضرية والزراعية المحيطة بمدينة سطيف‬
‫شهدت‪ ،‬هذه األخيرة تشبعا في مجالها العمراني ‪ ،‬مما استدعى التوسع و استهالك في االراضي الزراعية نحو‬
‫ضواحي المدينة وعلى حواف المداخل الرئيسة لها‪.‬‬

‫ونشير هنا إلى أن دراستنا التحليلية ال تقتصر فقط على مدينة سطيف‪ ،‬بل تتعداها لتشمل كامل البلدية‬
‫نتيجة التالحمات الحضرية مع المدينة األم‪ ،‬والتي حدثت بين التجمع الرئيسي (مدينة سطيف) والتجمعات‬
‫الثانوية ا لمحيطة بالمدينة والتي اصبحت تمثل التوسعات الحضرية الجديدة بالمدينة بعد استقبالها للعديد من‬
‫المشاريع السكنية والخدمية وتوقيعها بها‪.‬‬

‫‪ -1‬تحديد التوسعات الحضرية الجديدة لمدينة سطيف‪:‬‬

‫تضم مدينة سطيف خمس تجمعات ثانوية حضرية‪ ،‬باإلضافة إلى التجمع الرئيسي (مدينة سطيف)‪ ،‬حيث‬
‫تعتبر هذه التجمعات السكانية بمثابة مناطق توسع الحضري الحديث لمدينة سطيف‪.‬‬

‫ونظر ألهمية هذه التوسعات سواء من ناحية حجم المشاريع وكذا المساحة التي تستحوذ عليها‪ ،‬إرتانا من‬
‫ًا‬
‫األفضل تقسيمها إلى قطاعات حضرية للتمكن من تحليلها المعمق‪ ،‬وذلك حسب ظروف وأسباب النشأة‬
‫وخصائص البيئة الحضرية المتواجدة بها‪ ،‬والتي تم توضيحها في الخريطة رقم (‪: )16‬‬

‫‪86‬‬
‫استهالك المجال بالتوسعات الحضرية الجديدة بمدينة سطيف‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫خريطة رقم (‪:)16‬التوسعات الحضرية الجديدة لمدينة سطيف‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬معالجة الطلبة باستخدام برنامج ‪ Qgis‬باإلعتماد على المخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير لبلدية سطيف‪.‬‬

‫‪ -2‬ظروف و أسباب نشأة التوسعات الحضرية الجديدة بمدينة سطيف ‪:‬‬

‫لقد ساهمت مجموعة من العوامل في نمو و تطور مدينة سطيف‪ ،‬و التي كانت عامل أساسي في توسع‬
‫المدينة داخل مجالها الحضري و حدوث تنمية االجتماعية االقتصادية بالمدينة ‪ ،‬مما أدى الى ضغوط‬
‫حقيقية من حيث استهالك المجال في جميع القطاعات (سكنية ‪ ،‬خدمية ‪ ،‬صناعية ‪ ،‬تجارية ‪ )...‬وظهور‬
‫عدة تجمعات ثانوية محيطة بمجالها الحضري في جميع الجهات و على حواف الطرق الرئيسة لمداخل‬
‫المدينة‪ ،‬ويمكن سبب ذلك في ما يلي‪:‬‬

‫▪ بعد االستقالل (بعد ‪:)1962‬‬

‫اتسمت هذه الفترة بتطور واضح لنمو المدينة و ظهور عدة مشاريع تنموية كإنشاء المنطقة الصناعية‬
‫ومنطقة النشاطات و التخزين ‪ ،‬والتي كانت السبب األول في بداية ظهور تجمعات الثانوية خاصة في الجهة‬

‫‪87‬‬
‫استهالك المجال بالتوسعات الحضرية الجديدة بمدينة سطيف‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الجنوبية الغربية‪ ،‬حيث ظهر أول تجمع ثانوي للمدينة و الذي يعرف بالتجمع ''عين السفيهة'' ‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫التجمع ''عين طريق'' في الجهة الجنوبية بجوار المنطقة الصناعية‪ ،‬كما ساعد ذلك بعض من سكان المدينة‬
‫والبلديات والقرى المجاورة في االستقرار حول المنطقة الصناعية بحثا عن العمل‪ ،‬كما تم ظهور إلى جانب‬
‫هذين التجمعين بعض التجمعات األخرى الصغيرة و المبعثرة كتجمع "الحاسي"‪.‬‬

‫▪ فترة ‪:1998 – 1990‬‬

‫شهدت مدينة سطيف خالل هده الفترة تسارًعا في معدل التحضر‪ ،‬رافقه زيادة كبيرة في عدد السكان نتيجة‬
‫للزيادة الطبيعية للسكان وكذلك إلى عامل الهجرة الذي كان محركها هو تدهور الوضع االمني خالل هذه‬
‫الفترة‪ ،‬نتج عنها نزوح ريفي حاد‪ ،‬وترتب على إثره توسع ممتد و استهالك واسع للمجال‪ ،‬والذي كان على‬
‫حساب األراضي الز ارعية‪ ،‬فظهرت عدة تجمعات ثانوية محيطة بالمدينة كالتجمع "فرماتو" و "شوف لكداد"‪.‬‬

‫▪ فترة ما بعد ‪ 1998‬إلى غاية يومنا‪:‬‬

‫كانت هذه تجمعات‪ :‬الحاسي‪ ،‬عين السفيهة‪ ،‬فرماتو‪ ،‬شوف لكداد‪ ...‬عبارة عن تجمعات ثانوية صغيرة مع‬
‫بداية التسعينات‪ ،‬ثم سرعان ما أصبحت هذه التجمعات األخيرة تُمثل توسعات حضرية جديدة لمدينة سطيف‬
‫نتيجة عودة األمن والطلب المتزايد على السكن نتيجة المد الحضري الواسع وكذا االستهالك المفرط للمجال‬
‫المدينة‪ ،‬األمر الذي جعل من هذه األخيرة أن تلتحم مع هذه التوسعات الحضرية الجديدة‪ ،‬حيث أن أغلب‬
‫المشاريع التنموية الكبرى والمنشات الرئيسية مثل المركزان الجامعيان الجديدان و المركز الرياضي الطبي‬
‫يتواجدون في الجهة الغربية بمحاذاة التجمع الحضري "شوف لكداد"‪ ،‬باإلضافة إلى عدة مشاريع للسكنات‬
‫الجماعية التي استفاد منها هذا التجمع وكذا تجمع "عين السفيهة" ‪ ،‬وكذا دورالوكاالت العقارية التي خصصت‬
‫قطع أرضية في كل من "عين طريق" و "فرماتو" و "الحاسي" بغية القضاء على السكنات القصديرية و الهشة‬
‫في هذه التوسعات‪.1‬‬

‫‪ -3‬مفهوم التوسعات الحضرية الجديدة في مدينة سطيف ‪:‬‬

‫نقصد بالتوسعات الحضرية الجديدة هي تلك األنسجة الحديثة من حيث تاريخ انشائها ومواد البناء المستخدمة‬
‫في بناءها وهندستها المعمارية التي تختلف كلها عن األنسجة القديمة او تتشابه معها في بعض العناصر‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عبد الحكيم كبيش‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪.75،74 .‬‬

‫‪88‬‬
‫استهالك المجال بالتوسعات الحضرية الجديدة بمدينة سطيف‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المهيكلة‪ ،‬والتي تقع في أطراف المدينة أو على حوافها ‪،‬والتي سنحاول تحديدها في مدينة سطيف تبعا للعديد‬
‫من العوامل و نوليها اهتماما بالدراسة في هذا الفصل ‪.‬‬

‫‪ -4‬المساحات التي تستحوذ عليها هذه التجمعات مقارنة بمساحة المدينة ‪:‬‬

‫تستحوذ التجمعات مدينة سطيف على مساحة تقدر بـ ‪ 543‬هكتار‪ ،‬تتوزع في خمس توسعات جديدة ‪،‬كما هو‬
‫موضح في الجدول رقم (‪. )12‬‬

‫جدول (‪ :)12‬توزيع المساحات على التجمعات الثانوية بمدينة سطيف‪.‬‬

‫المساحة (هكتار)‬ ‫التجمعات‬


‫‪3242‬‬ ‫مدينة سطيف‬
‫‪62‬‬ ‫فرماتو‬
‫‪45‬‬ ‫الحاسي‬
‫‪151‬‬ ‫عين طريق‬
‫‪126‬‬ ‫عين السفيهة‬
‫‪165‬‬ ‫شوف لكداد‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الطالبين باستخدام برمجية ‪Arc Gis‬‬

‫‪ -5‬تطور المساحات للتوسعات الحضرية الجديدة‪:‬‬

‫نتيجة الستقبالها للعديد من المشاريع السكنية والخدمية‪ ،...‬عرفت مدينة سطيف نموا متزايدا في مساحة‬
‫تجمعاتها الثانوية التي تمثل في ذات الوقت مناطق لتوسعاتها الحديثة عبر فترات متالحقة‪.‬‬

‫وحسب ما توفر لدينا من بيانات حاولنا رصد تطور هذه المساحات عبر فترتين رئيستين والموضحتين‬
‫بالجدول رقم (‪ )13‬الموالي‪:‬‬

‫‪89‬‬
‫استهالك المجال بالتوسعات الحضرية الجديدة بمدينة سطيف‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫جدول (‪ :)13‬تطور مساحات التوسعات الحضرية الجديدة بمدينة سطيف‪.‬‬

‫المساحة ‪( 2020‬هكتار)‬ ‫المساحة ‪( 1998‬هكتار)‬ ‫التجمعات‬


‫‪62‬‬ ‫‪51.2‬‬ ‫فرماتو‬
‫‪45‬‬ ‫‪22.77‬‬ ‫الحاسي‬
‫‪151‬‬ ‫‪73.4‬‬ ‫عين طريق‬
‫‪126‬‬ ‫‪37.67‬‬ ‫عين السفيهة‬
‫‪165‬‬ ‫‪71‬‬ ‫شوف لكداد‬
‫المصدر‪ :‬التعداد العام للسكن والسكان ‪ +1998‬معالجة شخصية باستخدام برمجية ‪Arc Gis‬‬

‫‪ -6‬تقسيم التوسعات الحضرية الجديدة ‪:‬‬

‫بناءا على عدة المعايير تم تقسيم التوسعات الحضرية الجديدة لمدينة سطيف كاألتي ‪:‬‬

‫‪ -‬فترة االنشاء‬

‫‪ -‬نمط السكن‬

‫‪ -‬شبكة الطرق و هيكلتها‬

‫‪ -‬توزيع التجهيزات‬

‫أمكن تحديد خمس قطاعات حضرية تتضمن التوسعات الحضرية الجديدة المعنية بالدراسة ‪.‬‬

‫‪ -7‬استهالك المجال بالتوسعات الحضرية لمدينة سطيف حسب نوع االستخدامات‪:‬‬

‫تميز استهالك المجال بهذه التوسعات بامتدادها األفقي‪ ،‬حيث تم اتسعت حدود المدينة على حساب‬
‫األراضي الزراعية و حواف الطرق الرئيسية لمداخلها‪ ،‬وظهر هذا استهالك في ‪ 05‬توسعات جديدة‪ ،‬حيث كان‬
‫لها تأثير كبير للمحيط و البيئة الحضرية‪ ،‬وتتمثل في‪:‬‬

‫‪90‬‬
‫استهالك المجال بالتوسعات الحضرية الجديدة بمدينة سطيف‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -1-7‬التوسع الحضري "فرماتو" رقم (‪:)01‬‬

‫يقع هذا التجمع في الجهة الشمالية لمدينة سطيف على حافتي طريق الوطني رقم (‪ )9‬بطول ‪ 2.1‬كلم ‪،‬‬
‫بمساحة ‪ 62‬هكتار تنقسم هذه المساحة حسب االستخدام الى ‪:‬‬

‫‪ -‬مساحة السكنية‪ 45.5 :‬هكتار‪.‬‬

‫‪ -‬مساحة التجهيزات‪ 12.1 :‬هكتار ‪.‬‬

‫‪ -‬مساحة الطرق‪ 7.3 :‬هكتار ‪.‬‬

‫خريطة رقم (‪ :)17‬التوسع الحضري في "فرماتو"‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الطلبة باإلعتماد على خريطة الشارع المفتوحة ‪ + OSM‬معالجة باستخدام برنامج ‪.Qgis‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬نشير الى أن كل المساحات المتعلقة بقطاعات التوسعات الحضرية الجديدة لمدينة سطيف قد تم حسابها من قبل الطلبة باالستخدام‬
‫برمجية ‪.Arc Gis‬‬

‫‪91‬‬
‫استهالك المجال بالتوسعات الحضرية الجديدة بمدينة سطيف‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -2-7‬التوسع الحضري "الحاسي" رقم (‪: )02‬‬

‫يقع هذا التوسع في الجهة الشرقية للمدينة على حافة طريق الوطني رقم (‪ )05‬بطول ‪ 1.2‬كلم و بمساحة‬
‫إجمالية تقدر بـ ‪ 45‬هكتار تنقسم هذه المساحة حسب االستخدام إلى ‪:‬‬

‫‪ -‬مساحة السكنية‪ 45.5 :‬هكتار‪.‬‬

‫‪ -‬مساحة التجهيزات‪ 9.2 :‬هكتار ‪.‬‬

‫‪ -‬مساحة الطرق‪ 4.3 :‬هكتار ‪.‬‬

‫خريطة رقم (‪ :)18‬التوسع الحضري في "الحاسي"‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الطلبة باإلعتماد على خريطة الشارع المفتوحة ‪ + OSM‬معالجة باستخدام برنامج ‪.Qgis‬‬

‫‪92‬‬
‫استهالك المجال بالتوسعات الحضرية الجديدة بمدينة سطيف‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -3-7‬التوسع الحضري "عين طريق" رقم (‪: )03‬‬

‫يقع هذا التوسع في الجهة الشرقية الجنوبية للمدينة على بمحاذاة طريق الوطني رقم (‪ )75‬بطول ‪ 2‬كلم و‬
‫بمساحة اجمالية تقدر بـ ‪ 151‬هكتار‪ ،‬تنقسم هذه المساحة حسب االستخدام إلى ‪:‬‬

‫‪ -‬مساحة السكنية‪ 121 :‬هكتار‪.‬‬

‫‪ -‬مساحة التجهيزات‪ 16.7 :‬هكتار ‪.‬‬

‫‪ -‬مساحة الطرق‪ 13.2 :‬هكتار ‪.‬‬

‫خريطة رقم (‪ :)19‬التوسع الحضري في "عين طريق"‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الطلبة باإلعتماد على خريطة الشارع المفتوحة ‪ + OSM‬معالجة باستخدام برنامج ‪.Qgis‬‬

‫‪93‬‬
‫استهالك المجال بالتوسعات الحضرية الجديدة بمدينة سطيف‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -4-7‬التوسع الحضري "عين السفيهة" رقم (‪: )04‬‬

‫يقع هذا التوسع في الجهة الجنوبية الغربية للمدينة على بمحاذاة طريق الوطني رقم (‪ )28‬بطول ‪ 2.6‬كلم و‬
‫بمساحة إجمالية تقدر بـ ‪ 126‬هكتار‪ ،‬تنقسم هذه المساحة حسب االستخدام إلى ‪:‬‬

‫‪ -‬مساحة السكنية‪ 121 :‬هكتار‪.‬‬

‫‪ -‬مساحة التجهيزات‪ 16.7 :‬هكتار‪.‬‬

‫‪ -‬مساحة الطرق‪ 13.2 :‬هكتار ‪.‬‬

‫خريطة رقم (‪ :)20‬التوسع الحضري في "عين السفيهة"‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الطلبة باإلعتماد على خريطة الشارع المفتوحة ‪ + OSM‬معالجة باستخدام برنامج ‪.Qgis‬‬

‫‪94‬‬
‫استهالك المجال بالتوسعات الحضرية الجديدة بمدينة سطيف‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -5-7‬التوسع الحضري "شوف لكداد" رقم (‪: )05‬‬

‫و هو التوسع الحضري الخاص بدراستنا للتوسعات الحضرية الجديدة لمدينة سطيف ‪،‬الذي سوف نقوم بدراسته‬
‫بشكل مفصل ودقيق لتوضيح استهالك المجال من منظور بيئي وذلك في الفصل الخامس ‪.‬‬

‫‪ -8‬تأثير استهالك المجال بالتوسعات الحضرية الجديدة على مدينة سطيف ‪:‬‬

‫يمكن اعتبار األراضي كالطاقة الغير متجددة ثروة نادرة‪ ،‬معرضة للزوال بسبب استهالك المجال ‪ ،‬وعليه‬
‫فقد وجب حمايته خاصة إذا كان يحوي أراضي زراعية عالية الجودة وأوساطا بيئية هامة‪ ،‬ومناطق غابية‬
‫تساهم في التوازن االيكولوجي للمدينة كما هو الحال بالنسبة لمدينة سطيف و توسعاتها الحضرية الجديدة‪ 3،‬و‬
‫قد سجلت المدينة استهالكا مفرطا للمجال في السنوات األخيرة بلغ في المتوسط ‪ 196‬هكتار سنويا‪ .‬تمتد بلدية‬
‫سطيف على مساحة ‪ 12730‬هكتار‪ ،‬منها ‪ 2092‬هكتار مساحة عمرانية وتشكل المساحة الزراعية ‪9098‬‬
‫‪4‬‬
‫هكتار ‪ ،‬أي ما نسبته ‪ %75‬من المساحة اإلجمالية للبلدية وأغلب هذه المساحات ذات قيمة زراعية عالية‪.‬‬
‫بالنسبة لمدينة سطيف‪ ،‬التوسع في الجهة الغربية اخترق وتجاوز منطقة واد بوسالم وما تتميز به من تنوع‬
‫بيئى‪ ،‬وأصبحت النشاطات الفالحية الممارسة‪ ،‬كالزراعة وتربية المواشي و تربية النحل مهددة بالزوال‪ ،‬كما‬
‫أصبح التوازن البيئي للمدينة ككل في خطر‪ ،‬وهي نفس الوضعية بالنسبة للتوسع في الجهة الشرقية و الجنوبية‬
‫‪،‬حيث األراضي الخصبة ذات الجودة العالية‪ ،‬حيث كان لالستهالك الالعقالني للمجال بالتوسعات الحضرية‬
‫الجديدة تأثيرات مباشرة على المجال العمراني و البيئي منها ‪:‬‬

‫✓ تشوه كبير للنسيج العمراني خاصة في مداخل المدينة ‪،‬نتيجة وتيرة النزوح الريفي ‪.‬‬
‫✓ التطور العمراني سريع لمدينة سطيف على حساب األراضي الزراعية ‪،‬مما أدى إلى كثرة البناء‬
‫الفوضوي و تشوه المنظر الخارجي للمدينة ‪.‬‬
‫✓ عدم المحافظة على اتجاهات التوسع المقترحة من طرف المخطط التوجهي للتهيئة و التعمير ‪.‬‬
‫✓ عدم التحكم في اتجاه التوسع العمراني المنتظم للمدينة مما أدى الى اختالل في التنظيم المجالي‬
‫للمدينة ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪FOUCHIER V, La densité urbaine est-elle un indicateur pour le développement urbain durable ? Le rapport entre mobilité‬‬
‫‪et densité ! Les densités urbaines et le développement durable, Le cas de l’Ile de France et des villes nouvelles, Editions du‬‬
‫‪Secrétariat Général des Villes Nouvelles, Décembre 1997, p 62.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪BOUDJENOUIA A, L’agriculture dans l’agglomération de Sétif : multifonctionnalité et rôle dans le projet urbain, Thèse‬‬
‫‪de Doctorat d’Etat en Biologie (végétale), Université Ferhat Abbas, Sétif, 2006, Page 87.‬‬

‫‪95‬‬
‫استهالك المجال بالتوسعات الحضرية الجديدة بمدينة سطيف‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫✓ ظهور فوارق بين مناطق التوسع الجديدة و مركز المدينة خاصة من ناحية الخدمات و التجهيزات‪.‬‬
‫✓ القضاء على الغطاء النباتي و الغابي في األراضي المحيطة بالمدينة‪ ،‬التي تمهد الطريق أمام ظاهرة‬
‫التصحر‪.‬‬
‫✓ كما أن النمو العشوائي كان له تأثير كبير و مساعد على التلوث و االخالل بالنظام البيئي‪.‬‬
‫✓ الرمي العشوائي للنفايات الصلبة و تراكمها و انعدام أماكن الرمي المخصصة لها‪ ،‬مسببة إنتشار‬
‫الروائح و تلوث في الهواء‪.‬‬
‫✓ تراجع النشاط الفالحي وتقلص دور الزراعة نتيجة هدر للموارد الطبيعية والفالحية‪.‬‬
‫✓ زيادة خطر الفيضانات نتيجة لتقليص نفاذية التربة‪.‬‬
‫✓ آثار التلوث في واد بوسالم ‪ :‬البيولوجي بانتشار الجراثيم‪ ،‬والتلوث الكيميائي من خالل تحلل المواد‬
‫الضارة‪ ،‬والتلوث الفيزيائي باعتباره تحول إلى قمامة لرمي النفايات و مياه الصرف الصحي و كذا‬
‫استغالل هذا األخير في سقي األراضي الزراعية المحيطة به‪.‬‬

‫خالصة ‪:‬‬

‫نتيجة لتظافر العديد من العوامل المؤثرة في النمو الحضري المتزايد لمدينة سطيف خاصة من خالل الزيادة‬
‫الطبيعية والهجرة الوافدة إليها‪ ،‬فقد عرفت المدينة توسعات حضرية ممتدة بتوقيعها للعديد من المشاريع السكنية‬
‫والخدمية والصناعية‪ ،‬ترتب عنه خروج التوسع عن حدود المجال الحضري للمدينة باتجاه التجمعات الثانوية‬
‫المجاورة (الحاسي‪ ،‬فرماتو‪ ،‬السفيهة‪ ،)...‬هذه األخيرة استقبلت العديد من المشاريع التنموية ذات البعد‬
‫الحضري (كالسكن الجماعي‪ ،‬جامعة‪ ،‬خدمات‪ )...‬خالل العشريات األخيرة واتسعت رقعتها الحضرية‪ ،‬مما‬
‫ئيسيا في البلدية‪ ،‬وأصبحت هذه التجمعات الثانوية تمثل‬
‫تجمعا ر ً‬
‫ً‬ ‫جعلها تتالحم مع مدينة سطيف التي تشكل‬
‫توسعات حضرية الحديثة بمدينة سطيف‪.‬‬

‫تباينت التوسعات الحضرية الحديثة بمدينة سطيف فيما بينها من حيث مساحات المشاريع الموقعة بها من‬
‫حيث السكن‪ ،‬الطرقات‪ ،‬الخدمات‪ ...‬وهذا ما يعكس تباين وتيرة استهالك المجال و اآلثار المترتبة عنه عبر‬
‫هذه التوسعات الحضرية الجديدة‪ ،‬األمر الذي يدفعنا إلى تحليل واقع هذه التوسعات وعالقتها مع البيئة من‬
‫خالل تركيزها على التوسعات الحضرية "شوف لكداد"‪ .‬وهذا ما سنتناوله في الفصل القادم‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫المشروع الحضري‪ :‬شوف لكداد" مجال الحتضان التوسعات الحضرية بمراعاة البعد البيئي في استهالك المجال"‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫مقدمـــــــة‬

‫يعتبر البعد البيئي من أهم األبعاد التي يجب مراعاتها عند القيام بتوسع عمراني‪ ،‬وذلك لمكانته المحورية‬
‫كأحد أبعاد التنمية الحضرية المستدامة ‪،‬حيث تزداد أهميته عندما يتعلق األمر بالمدينة سطيف التي شهدت‬
‫توسعات حضرية كبيرة‪ ،‬استهلكت من خاللها على مساحات واسعة و كان لها تأثير ومشاكل على البيئة‪ ،‬وهذا‬
‫ما سنحاول تناوله بالتركيز على حي "شوف لكداد"‪.‬‬

‫‪ -1‬دوافع اختيار حي شوف لكداد‪:‬‬

‫وقع اختيارنا لحي "شوف لكداد" باعتباره يمثل إحدى التوسعات الحضرية الجديدة نتيجة لمجموعة من‬
‫الدوافع‪ ،‬والمتمثلة في ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الموقع الجغرافي الهام الذي يحتله "شوف لكداد" بالنسبة لمدينة سطيف و التوسعات الجديدة األخرى‪.‬‬

‫‪ -‬أهمية المشاريع التنموية الكبرى الموجهة اليه كالقطب الجامعي "الباز" و المركب الرياضي‪ ،‬والتي تعتبر من‬
‫نقاط القوة التي تسمح باالرتقاء بهذا التوسع الحضري من جوانب مختلفة ال سيما جوانه البيئية‪.‬‬

‫‪ -‬مشكل التمدد الحضري ‪ ،‬و التوسع العشوائي غير المنتظم على حساب األراضي الزراعية الخصبة القريبة‬
‫من واد بوسالم‪.‬‬

‫‪ -‬مجاورته للمساحات الخضراء الشاسعة و أماكن الترفيه و التسلية‪ ،‬وكذا تواجدها بجانب واد بوسالم ‪ ،‬والتي‬
‫تعتبر مقصد ألغلب سكان المدينة في نهاية األسبوع قصد الترفيه و ممارسة الرياضة‪.‬‬

‫‪ -‬عدم احترام االرتفاقات و التعدي عليها كما يحصل واد بوسالم ‪ ،‬باإلضافة إلى رمي النفايات حتى أصبح‬
‫مصب لقنوات شبكة الصرف الصحي ‪.‬‬

‫‪ -‬سيطرة الطابع الفوضوي وتشوه خطته‪.‬‬

‫‪ -‬عدم وجود طرق منتظمة تهيكل هذا المجال الحضري وتضمن ديناميكيته‪.‬‬

‫‪ -‬رغم استقباله للعديد من المشاريع سكنية الجماعية التي تم توجيهها إليه‪ ،‬وبناءها به للقضاء على السكنات‬
‫القصديرية و الهشة‪ ،‬إال أن الجزء األكبر لهذا التوسع الحضري يفتقر ألدنى مستويات المعيشية من شبكة‬
‫المياه والغاز و التصريف الصحي ‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫المشروع الحضري‪ :‬شوف لكداد" مجال الحتضان التوسعات الحضرية بمراعاة البعد البيئي في استهالك المجال"‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ -2‬أهمية مكانة حي "شوف لكداد" من التوسعات الحضرية الحديثة بمدينة سطيف‪:‬‬

‫وموضعا فر ًيدا ضمن التوسعات الحضرية الجديدة‬


‫ً‬ ‫اتجيا هام بمدينة سطيف‪،‬‬
‫يحتل حي "شوف لكداد" موقع إستر ً‬
‫نظر إلى‪:‬‬
‫للمدينة‪ ،‬و ذلك ًا‬

‫‪ -‬إحاطته بشبكة مهمة من الطرق‪.‬‬

‫‪ -‬قربه من قطاع "الباز" الذي يضم مجموعة من التجهيزات المهيكلة كالمركز الصحي‬

‫‪ -‬مرور خط التراموي بمحاذاة لهذا التوسع الحضري‪.‬‬

‫‪ -‬تموضع هذا التوسع الحضري في بيئة حضرية مناسبة ‪،‬من خالل تموضعه بالقرب من غابة الزنادية التي‬
‫توفر بيئية صحية مناسبة ‪.‬‬

‫‪ -‬تواجده بمحاذاة واد بوسالم الذي بدوره سيستفيد من عملية التهيئة‪.‬‬

‫‪ -‬قرب من الغابة الزنادية التي تعتبر متنفس و متنزه للمدينة ككل ‪.‬‬

‫‪ -3‬الخصائص الموقعية والموضعية لحي شوف لكداد‪:‬‬

‫‪ -1-3‬خصائص الموقعية لحي "شوف لكداد"‪:‬‬

‫يقع هذا التوسع الحضري "شوف لكداد" في الجهة الغربية من مدينة سطيف بمحاذاة واد بوسالم و األراضي‬
‫الزراعية‪ ،‬كما يحده قطاع "الباز" في الجهة الجنوبية الغربية ‪،‬و يبعد عن مركز المدينة بـ ‪ 5‬كلم و ال يفصل‬
‫بينهما سوى واد بوسالم و جزء من غابة الزنادية (خريطة رقم ‪ )21‬و يتميز هذا التوسع على أنه يتواجد في‬
‫مجال ريفي أكثر منه حضريا و ذلك راجع لعدة أسباب منها ‪:‬‬

‫‪ -‬أن غالبية المساكن الحالية فردية وال يوجد بها أي انتظام وانسجام فيما بينها‪ ،‬مما جعلها ال تأخذ صفة‬
‫النسيج العمراني المهيكل والمنتظم‪.‬‬

‫‪ -‬أن غالبية المساكن الحالية في حالة ورشة فوضوية و في حالة تشيد‪.‬‬

‫‪ -‬أن التجمع ال يحتوي على نواة رئيسية أو محور نشاط ينظمان نشاطه و حركته‪.‬‬

‫‪ -‬أن مستوى المرافق و نوعيتها ال يشمل سوى الخدمات التجارية ذات االحتياجات اليومية للساكن‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫المشروع الحضري‪ :‬شوف لكداد" مجال الحتضان التوسعات الحضرية بمراعاة البعد البيئي في استهالك المجال"‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ -‬انعدام شبكة الطرق المعبدة داخل التجمعات السكنية‪.‬‬

‫و من جهة أخرى نشير الى عدد السكان بتجمع شوف لكداد يقدر بـ ‪ 7668‬ساكن وذلك حسب نتائج اإلحصاء‬
‫العام للسكان والسكن لسنة ‪ )2008‬و بمساحة قدرها ‪ 165‬هكتار‪ ،‬وعليه فإن الكثافة السكانية تقدر بـ ‪4.72‬‬
‫نسمة‪/‬هكتار ‪،‬وهذا ما يعكس بأن هذا المجال الحضري توجد به جيوب فارغة يمكن اعتبارها مناطق توسع‬
‫داخل هذا التجمع الحضري ‪. 1‬‬

‫خريطة رقم (‪ : )21‬الموقع الجغرافي للتوسع الحضري "شوف لكداد"‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الطلبة باإلعتماد على خريطة الشارع المفتوحة ‪ + OSM‬المخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير لبلدية سطيف‪.‬‬

‫‪ -2-3‬الخصائص الموضعية "لشوف لكداد"‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مالحظة ‪ :‬نشير الى أن كل المساحات و األرقام المتعلقة بقطاعات التوسعات الحضرية الجديدة لمدينة سطيف قد تم حسابها من قبل الطلبة‬
‫باالستخدام برمجية ‪Arc Gis‬‬

‫‪100‬‬
‫المشروع الحضري‪ :‬شوف لكداد" مجال الحتضان التوسعات الحضرية بمراعاة البعد البيئي في استهالك المجال"‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫يعتبر الموضع أهم العوامل المتحكمة في شكل النسيج الحضري‪ ،‬وهو المحدد التجاه التوسع واختيار نمط‬
‫البناء‪، ...‬حيث سنتعرف على مختلف عناصر الموضعية المشكلة لهذا التوسع الحضري "شوف لكداد‪:‬‬

‫‪ -1-2-3‬طبوغرافيا‪:‬‬

‫للطبوغرافيا تأثير كبير على المباني و المنشآت العمرانية المختلفة باعتبارها المحدد الرئيسي التجاه التوسع‬
‫والتعمير(خريطة رقم ‪ ،)22‬فاالنبساط و التضرس يلعبان دو ار أساسيا في تجانس النسيج العمراني و تحديد‬
‫شكله و يمكننا توضيح هذه الخاصية في خريطة االتية‪.‬‬

‫خريطة رقم (‪ : )22‬طبوغرافيا التوسع الحضري "شوف لكداد"‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬نموذج اإلرتفاعات الرقمية ‪ + (USGs 2020) SRTM‬معالجة الطلبة باستخدام برنامج ‪.Qgis‬‬

‫كما تقدم المقاطع الطبوغرافية اآلتية مزيدا من التوضيح حول الخصائص الطبوغرافية للتوسع الحضري "شوف‬
‫لكداد"‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫المشروع الحضري‪ :‬شوف لكداد" مجال الحتضان التوسعات الحضرية بمراعاة البعد البيئي في استهالك المجال"‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫مقطع أ‪-‬أ‪:‬‬

‫مقطع ب‪-‬ب‪:‬‬

‫المصدر‪ :‬من انجاز الطالبين‬

‫من خالل الخريطة و مقطعي طبوغرافيا نالحظ أن التوسع الحضري "شوف لكداد" يقع فوق هضبة ‪ ،‬كما‬
‫تتراوح ارتفاعات هذا التوسع ما بين ‪ 1000‬و ‪ 1100‬متر فوق سطح البحر‪.‬‬

‫‪ -2-2-3‬االنحدارت ‪:‬‬

‫تكتسي دراسة االنحدارات أهمية بالغة على سهولة التوسع واستهالك المجال العمراني للمدينة‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫النشاط الزراعي (خريطة رقم ‪، )23‬و منه فإن االنحدارات في "شوف لكداد" تنقسم إلى ثالث فئات كاألتي ‪:‬‬

‫‪ -‬االنحدار الضعيف مابين (‪ : ) %3-0‬هذه الفئة من االنحدار تتواجد بشكل محدود ‪ ،‬على حواف حدود‬
‫وتحديدا بمحاذاة واد بوسالم و األراضي الزراعية ‪.‬‬
‫ً‬ ‫مجال التوسع‬

‫‪ -‬االنحدار المتوسط مابين (‪ : )%6-3‬هذه الفئة من االنحدار تتوسط مجال التوسع‬

‫‪ -‬االنحدار الشديد مابين (‪ : )%18-6‬هذه الفئة التي تمثل قمة الهضبة المتواجد بها التوسع شوف لكداد‬

‫خريطة رقم (‪ : )23‬توزيع االنحدارات بموضع التوسع الحضري "شوف لكداد"‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫المشروع الحضري‪ :‬شوف لكداد" مجال الحتضان التوسعات الحضرية بمراعاة البعد البيئي في استهالك المجال"‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫المصدر‪ :‬نموذج اإلرتفاعات الرقمية ‪ + (USGs 2020) SRTM‬معالجة الطلبة باستخدام برنامج ‪.Qgis‬‬

‫‪ -3-2-3‬التركيب الصخري للموضع‪:‬‬

‫إن تحليل جيولوجي يعتمد على التركيبة الصخرية لتحديد قوة تحمل التربة و مد المنشآت العمرانية ‪ ،‬ومنه فإن‬
‫موضع التوسع الحضري "شوف لكداد" تغطيه تكوينات الزمن الرابع التي تتشكل من طبقات كلسية‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى بعض طبقات من غرين ‪ .‬كما هو موضح في الخريطة االتية ‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫المشروع الحضري‪ :‬شوف لكداد" مجال الحتضان التوسعات الحضرية بمراعاة البعد البيئي في استهالك المجال"‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫خريطة رقم (‪ : )24‬التركيب الصخري لموضع التوسع الحضري "شوف لكداد"‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬الخريطة الجيولوجية لوالية سطيف ‪ +‬معالجة الطلبة باستخدام برنامج ‪.Qgis‬‬

‫‪ -4-2-3‬الشبكة الهيدروغرافية ‪:‬‬

‫دراسة شبكة هيدروغرافية مهمة قصد معرفة أماكن تواجدها‪ ،‬ومصدرها ضروري في التنمية و التخطيط‬
‫للتوسعات العمرانية ‪ ،‬ومنه فإن التوسع الحضري "شوف لكداد" يمر بجانبه واد بوسالم الذي يعتبر المجرى‬
‫الرئيسي للمدينة ككل‪ ،‬كما يتفرع منه عدة روافد كواد فرماتو في الجهة الشمالية (خريطة رقم ‪ )25‬باإلضافة‬
‫إلى تفرع عدة شعاب في الجهة الشمالية و الجنوبية لهذا التوسع ‪،‬كما هو موضح في الخريطة التالية ‪:‬‬

‫‪104‬‬
‫المشروع الحضري‪ :‬شوف لكداد" مجال الحتضان التوسعات الحضرية بمراعاة البعد البيئي في استهالك المجال"‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫خريطة رقم (‪ : )25‬الشبكة الهيدروغرافية بموضع التوسع الحضري "شوف لكداد"‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬نموذج اإلرتفاعات الرقمية ‪ + (USGs 2020) SRTM‬معالجة الطلبة باستخدام برنامج ‪.Qgis‬‬

‫‪ -3-3‬خصائص العمرانية للتوسع الحضري "شوف لكداد" ‪:‬‬

‫‪ -1-3-3‬التطور العمراني لشوف لكداد ‪:‬‬

‫بعد االستقالل‪ ،‬عرفت مدينة سطيف ظهور عدة تجمعات بالقرب من المشاتي و المزارع المحيطة بالمدينة‬
‫ومن هذه التجمعات شوف لكداد الذي كان تجمع صغير بالقرب من مشتله تابعة للمزارع واد بوسالم ‪،‬و بعد‬
‫ظهور الثورة الزراعية سمحت هذه األخيرة للتمركز المزارعين و السكان المهاجرة للعمل في مجال الفالحي و‬
‫مع مرور الوقت بدأ هذا التجمع بالتوسع على حساب األراضي المحيطة بواد بوسالم (خريطة رقم ‪ )26‬حيث‬
‫قدر استهالك المجال في هذه المرحلة بـ ‪ 54‬هكتار‪ .‬في بداية التسعينات‪ ،‬شهد هذا التجمع نمو السكاني كبير‬
‫وذلك راجع للعدة اسباب منها الهجرة الريفية التي كانت سببها نقص األمن و العمل جراء العشرية السوداء‪،‬‬
‫ونتيجة لهذا التوسع بدأت تظهر تجمعات سكانية بشكل فوضوي نتيجة غياب تخطيط العمراني ‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫المشروع الحضري‪ :‬شوف لكداد" مجال الحتضان التوسعات الحضرية بمراعاة البعد البيئي في استهالك المجال"‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫وفي سنة ‪ 1995‬استفد هذا التجمع من مشروع للسكنات الجماعية و بعض التجهيزات الضرورية كالمدرسة‬
‫ابتدائية و مركز للعالج و مركز للبريد ‪ ،‬و مع ظهور الوكاالت العقارية ودور المخطط التوجيهه للتهيئة‬
‫والتعمير استفاد تجمع شوف لكداد من مشاريع كبرى كالتحصيصات للسكنات الفردية للقضاء على سكنات‬
‫الهشة و باإلضافة إلى مشروع المركز الجامعي فرحات عباس في قطاع الباز في الجهة الجنوبية لهذا التوسع‬
‫وقدر استهالك المجال لهذه المرحلة بـ ‪ 69‬هكتار‪.‬‬

‫في سنة ‪ 2005‬تم بناء ‪ 930‬وحدة سكنية اجتماعية مع مدرسة ابتدائية و متوسطة و ثانوية و توزيع بعض‬
‫التحصيصات للسكنات الفردية لتخفيف ضغط على سكن في المدينة ‪،‬باإلضافة إلى بناء بعض التجهيزات‬
‫األخرى ‪ ،‬حيث بلغ استهالك المجال في هذه المرحلة بـ ‪ 42‬هكتار‪.2‬‬

‫الخريطة رقم (‪ : )26‬التطور العمراني للتوسع الحضري "شوف لكداد"‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬معالجة الطلبة باستخدام برنامج ‪ Qgis‬باإلعتماد على المخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير لبلدية سطيف‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Madani said ,Mutations urbaines récentes des villes intermédiaires en Algérie:cas de Sétif ,thèse en vue de‬‬
‫‪l’obtention du doctorat d’état en architecture ,Sétif , 2012, p 111.112‬‬

‫‪106‬‬
‫المشروع الحضري‪ :‬شوف لكداد" مجال الحتضان التوسعات الحضرية بمراعاة البعد البيئي في استهالك المجال"‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ -2-3-3‬دراسة سكنية ومختلف التجهيزات لشوف لكداد ‪:‬‬

‫يعتبر التوسع شوف لكداد توسع فوضوي و غير منتظم وذلك من خالل تموضع سكناته بطريقة غير منتظمة‬
‫و بدون تخطيط عمراني ‪،‬حيث بلغ عدد سكنات بهذا التوسع ‪ 2492‬سكن فردي باالضافة الى ‪ 1400‬سكن‬
‫نظر لموقعها المحيطي لم تتمكن هذا التوسع من االستفادة من برنامج للتجهيزات‬
‫جماعي (خريطة رقم ‪ )27‬و ًا‬
‫الرئيسية ‪،‬حيث يحتوي فقط على عدد قليل من التجهيزات األساسية التي ال يتعدى مجال خدمتها احتياجات‬
‫مواطن حيث نذكر من هذه التجهيزات ‪:‬‬

‫‪ 3 -‬ابتدائيات ‪.‬‬
‫‪ -‬متوسطتان‪.‬‬
‫‪ -‬مكتب بريد‪.‬‬
‫‪ -‬قاعة عالج‪.‬‬
‫‪ -‬ثانوية‪.‬‬
‫خريطة رقم (‪ : )27‬توزيع السكنات و التجهيزات بالتوسع الحضري شوف لكداد‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬معالجة الطلبة باستخدام برنامج ‪ Qgis‬باإلعتماد على المخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير لبلدية سطيف‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫المشروع الحضري‪ :‬شوف لكداد" مجال الحتضان التوسعات الحضرية بمراعاة البعد البيئي في استهالك المجال"‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ -3-3-3‬تطور السكاني لشوف لكداد ‪:‬‬

‫عرف عدد السكان توسع شوف لكداد نمو وارتفاع كبير في الكثافة السكانية ‪،‬حيث بلغ عدد السكان لهذا‬
‫التوسع لسنة ‪ 1998‬بـ ‪ 5623‬نسمة (حسب الديوان الوطني لالحصاء لسنة ‪، )1998‬هذا االرتفاع راجع لعدة‬
‫أسباب أهمها الهجرة الريفية بسبب العشرية السوداء و نقص األمن و البحث عن العمل ‪،‬ومع اهتمام السلطات‬
‫بهذا التوسع من خالل مشاريع الموجهة له كالسكنات الجماعية و توزيع التحصيصات الفردية لفك الضغط‬
‫على مدينة سطيف ‪،‬وباالعتماد على صورة جوية لسنة ‪ 2020‬تمكنا من حساب عدد سكان بالضرب عدد‬
‫سكنات في متوسط عدد افراد المسكن الواحد "ستة أشخاص" والذي قدر بـ ‪ 10892‬ساكن لهذه السنة ‪.‬‬

‫‪ -4-3‬دراسة شبكة الطرق المهيكلة للتوسع الحضري شوف لكداد‪:‬‬

‫تتكون شبكة الطرق المهيكلة للتوسع الحضري "شوف لكداد" من‪:‬‬

‫✓ طرق األولية ‪ :‬هي طرق مهمة ومهيكلة للمجال الحضري كما تلعبه من دور فعال في دينامكية‬
‫المجال حيث نجد في التوسع شوف لكداد طريق أولي واحد في الجهة الجنوبية (خريطة رقم ‪)28‬‬
‫حيث يربط هذا التوسع بالمدينة ييلغ طول هذا الطريق في مجال شوف لكداد بـ ‪ 1.6‬كلم ‪.‬‬
‫✓ طرق ثانوية ‪ :‬هي كل طرق المهيكلة للمجال الحضري حيث نجدها تصب في الطرق األولية و‬
‫الرئيسية للمجال و التي تربط بين األحياء السكنية ‪،‬حيث نجد في شوف لكداد ثالث طرق الثانوية‬
‫تتفرع كلها من الطريق األولي الوحيد لهذا التوسع يقدر طولها بـ ‪ 4.7‬كلم ‪.‬‬
‫✓ طرق ثالثية ‪ :‬وهي عبارة عن طرق خدنة نجدها داخل التحصيصات و المساكن الفردية ‪،‬حيث نجد‬
‫بالتوسع شوف لكداد شبكة من طرق الثالثية غير المنتظمة وحالتها سيئة ألنها عبارة عن طرق ترابية‬
‫(غير معبدة) يبلغ طول هذه الطرق بـ ‪ 7.24‬كلم ‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫المشروع الحضري‪ :‬شوف لكداد" مجال الحتضان التوسعات الحضرية بمراعاة البعد البيئي في استهالك المجال"‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫خريطة رقم (‪ : )28‬تصنيف الطرقات بالتوسع الحضري شوف لكداد‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬معالجة الطلبة باستخدام برنامج ‪ Qgis‬باإلعتماد على المخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير لبلدية سطيف‪.‬‬

‫‪ -4‬واقع البعد البيئي للتوسع شوف لكداد ‪:‬‬

‫إن التوسع العمراني غير متحكم فيه أدى إلى انتشار العديد من المساكن الفوضوية غير المرتبطة بشبكة‬
‫الصرف الصحي ‪،‬مما شكل مصدر خطير للتلوث خاصة بالنسبة للمياه الجوفية‪ ،‬باإلضافة لجعل من واد‬
‫بوسالم مصب لشبكة الصرف الصحي الذي يعتبر المصدر الرئيسي لتزويد بالمياه خاصة الموجهة للسقي‬
‫محاصيل األراضي الزراعية ‪.‬‬

‫كما أن البناء العشوائي للمساكن كان له دور كبير على تلوث و االختالل بالنظام البيئي من خالل التوسع‬
‫واستهالك لألراضي الزراعية الخاصة التي لها مرودية عالية من اإلنتاج المتواجدة على ضفة واد بوسالم‬
‫األمر الذي يهدد باألمن والثروة الزراعية غير المتجددة ‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫المشروع الحضري‪ :‬شوف لكداد" مجال الحتضان التوسعات الحضرية بمراعاة البعد البيئي في استهالك المجال"‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫صورة رقم (‪ : )08‬استهالك لألراضي الزراعية بالتوسع الحضري "شوف لكداد"‪.‬‬

‫المصدر‪Madani said, 2012, p.112 :‬‬

‫‪ -5‬المشروع الحضري بالتوسع الحضري''شوف لكداد'' ‪:‬‬

‫اعتمادا على ما سبق فقد تمكنا من استخالص النتائج المتمثلة في أهم النقائص و المشاكل التي يعاني‬
‫منها التوسع الحضري "شوف لكداد"‪ ،‬و منه توصلنا إلى وضع مجموعة من االقتراحات ‪.‬حيث ركزنا من‬
‫خاللها خاصة على الحفاظ على األراضي الزراعية و اقتراح حلول بديلة للتوسع مع مراعاة البعد البيئي‬
‫االيكولوجي‪.‬‬

‫‪ -1-5‬مبادئ المشروع‪:‬‬

‫✓ مبدأ االستدامة الحضرية‪.‬‬


‫✓ المحافظة على البيئة‪.‬‬
‫✓ التسيير العقالني للموارد الطبيعية الغير متجددة كاألراضي الزراعية و الغابات‪.‬‬
‫✓ التكامل و التنظيم المجالي‪.‬‬

‫‪ -2-5‬أبعاد المشروع‪:‬‬

‫االقتراحات المقدمة في مشروعنا تندرج ضمن إطار التنمية المستدامة و ذلك من خالل‪:‬‬

‫✓ البعد البيئي‪:‬‬

‫‪110‬‬
‫المشروع الحضري‪ :‬شوف لكداد" مجال الحتضان التوسعات الحضرية بمراعاة البعد البيئي في استهالك المجال"‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫حيث ركزنا في هذا المشروع على الحفاظ على البيئة الحضرية داخل هذا التوسع و كذا المحافظة على‬
‫األراضي الزراعية و الغابية المحيطة به‪ ،‬باإلضافة إلى خفض مستوى التلوث خاصة لواد بوسالم‪.‬‬

‫التشجيع على استخدام وسائل النقل المستدامة‪ ،‬للتقليل من الحركة المرورية و التلوث الهوائي و السمعي‪.‬‬

‫✓ البعد االجتماعي‪:‬‬

‫المشروع له بعد اجتماعي مهم و ذلك عن طريق خلق فضاءات تساعد على الترابط االجتماعي وااللتقاء بين‬
‫السكان و تبادل المعارف‪ ،‬مع مراعات العادات و التقاليد‪.‬‬

‫✓ البعد االقتصادي‪:‬‬

‫يتمثل البعد االقتصادي لمشروعنا في‪:‬‬

‫‪ -‬استعمال مواد بناء محلية متجددة في تجسيد المشروع‪.‬‬

‫‪ -‬االعتماد على الطاقات المتجددة كالطاقة الشمسية من أجل إنارة واد بوسالم‪.‬‬

‫‪ -‬التنويع في األنشطة االقتصادية و الخدماتية في الحي‪.‬‬

‫✓ البعد العمراني (الجمالي) ‪:‬‬

‫‪-‬اعطاء قيمة جمالية للنسيج الحضري من خالل ربطه مع بعضه البعض بمحار رئيسية تسهل الحركة‪.‬‬

‫‪-‬االرتقاء بنمط البناء القديم إلى النمط المعماري العمراني الحديث‪.‬‬

‫‪-‬تهيئة الطرق و األرصفة و تحسين الواجهات‪.‬‬

‫‪-‬تنظيم مجال الحي باالعتماد على التناسق و التكامل في توزيع المساحات الخضراء و مساحات اللعب‬
‫وألثاث الحضري‪.‬‬

‫‪ -3-5‬أهداف المشروع‪:‬‬

‫من خالل هذه األهداف سنحاول الوصول إلى ما يلي‪:‬‬

‫السهر على تطبيق القوانين التي تمنع استهالك األراضي الزراعية‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫المشروع الحضري‪ :‬شوف لكداد" مجال الحتضان التوسعات الحضرية بمراعاة البعد البيئي في استهالك المجال"‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫االهتمام بالجانب البيئي من أجل حماية الثروة الطبيعية من االستهالك المزايد للمجال و التقليل من التلوث‪.‬‬

‫حماية الغطاء النباتي و التنوع البيولوجي على ضفاف واد بوسالم و األراضي المحيطة بالحي‪.‬‬

‫الربط بين التوسع الحضري الجديد و مركز المدينة من أجل التنظيم المجالي‪.‬‬

‫جعل من التوسع الحضري "شوف لكداد" نسيج يتوفر على شروط الحياة الحضرية و خلق ديناميكية حركية به‪.‬‬

‫خلق تجانس و تكامل بين اإلطار المبني و الغير مبني‪.‬‬

‫‪ -4-5‬إقتراحات التدخل على مستوى التوسع الحضري "شوف لكداد" ‪:‬‬

‫مخطط رقم (‪ :)29‬تحيين التوسع الحضري "شوف لكداد"‪:‬‬

‫المصدر‪ :‬معالجة الطلبة باستخدام برنامج ‪ Qgis‬باإلعتماد على المخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير لبلدية سطيف‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫المشروع الحضري‪ :‬شوف لكداد" مجال الحتضان التوسعات الحضرية بمراعاة البعد البيئي في استهالك المجال"‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫مخطط رقم(‪ :)30‬مخطط المبدأ للتدخالت‪:‬‬

‫إعادة هيكلة النسيج‬ ‫تهيئة واد بوسالم‬

‫العمراني ‪ +‬تكثيف‬ ‫والشريط الجانبي‬

‫خلق محاور ديناميكية‬


‫رئيسية بالمجال‬
‫إعادة تهيئة المجال‬

‫تكثيف المجال‬

‫المصدر‪ :‬إنجاز الطالبين ‪.2020‬‬

‫سنقوم من خالل مشروعنا بتدخالت تمس مختلف المجاالت و المستويات‪ ،‬من أجل التحكم في استهالك‬
‫المجال و توجيهه و التقليل من انعكاساته السلبية داخل و خارج مجال التوسع الحضري ‪ ،‬و بالتالي ركزنا‬
‫على المحاور التالية‪:‬‬
‫✓ اعادة تهيئة الحي وفق المبادئ االيكولوجية‪.‬‬
‫✓ إعادة هيكلة لشبكة الصرف الصحي مع تجديد محطات المعالجة للمياه القذرة و إضافة أخرى تتماشى‬
‫و النمو الحالي للمدينة‪.‬‬
‫✓ تشمل إعادة هيكلة شبكة تصريف مياه االمطار وفصلها عن شبكة الصرف الصحي بما يتناسب مع‬
‫كمية التساقط‪.‬‬
‫✓ تهيئة الواد واالرتفاق الخاص به للحفاظ على المياه وتجميعها و ضمان نظافتها‪.‬‬
‫✓ تهيئة الفضاءات العمومية الخضراء لخلق تواصل بين السكان والطبيعة‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫المشروع الحضري‪ :‬شوف لكداد" مجال الحتضان التوسعات الحضرية بمراعاة البعد البيئي في استهالك المجال"‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫✓ انشاء حي اداري لتلبية الطلب على األنشطة الخدماتية واإلدارية سواء الخاصة او العامة و لتوفير‬
‫العقار‪.‬‬
‫✓ تغيير نمط السكن من فردي إلى جماعي و القضاء على السكنات الفوضوية التي مألت مجال التوسع‬
‫الحضري‪.‬‬
‫✓ تنظيم النسيج الحضري عن طريق تعديل شبكة الطرقات لربط و هيكلة المجال‪.‬‬
‫✓ إمكانية استغالل الجيوب الفارغة للرفع من طاقة االستيعاب في الحي‪.‬‬
‫✓ استعمال تقنية الفرز على مستوى المنازل لتسهيل جمعها و إعادة تدويرها‪.‬‬
‫✓ تحديد مناطق الجمع و تحديد أوقاته لتسهيل العملية و تفادي حدوث اإلزدحام المروري‪.‬‬
‫✓ اقتراح توفير الطاقة عن طريق األلواح الشمسية بالنسبة للسكنات و التجهيزات و كذا جانبي "واد‬
‫بوسالم"‪.‬‬
‫✓ اقتراح مجموعة من التجهيزات الضرورية الواجب إدماجها في التوسع الحضري‪.‬‬
‫✓ تفعيل الديناميكية العامة للتوسع الحضري لتخفيف الضغط عن مركز المدينة‪.‬‬
‫✓ اقتراح خط للنقل الحضري يمر بمختلف التجهيزات و يوفر الوصولية لمختلف األماكن داخل منطقة‬
‫التوسع‪ ،‬كما يربطها بالمدينة‪.‬‬
‫✓ اقتراح مخطط مروري يقلل من استعمال المركبات خاصة على مستوى الطرق الثالثية‪ ،‬و ذلك من‬
‫خالل الطرقات ذات المسلك الواحد‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫المشروع الحضري‪ :‬شوف لكداد" مجال الحتضان التوسعات الحضرية بمراعاة البعد البيئي في استهالك المجال"‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫مالئما لتركز أغلب المشاريع‬


‫ً‬ ‫ُيشكل التجمع الحضري "شوف لكداد" نتيجة خصائصه الموضعية المحفزة مجاالً‬
‫الحضرية الكبرى به ‪ ،‬والتي أدت إلى تحول نمطه من ريفي إلى حضري بشكل متسارع استجابة لوتيرة التوسع‬
‫التي تشهدها مدينة سطيف‪ ،‬والتي أدت إلى التعدي على األراضي الزراعية‪ ،‬وإلحاق الضرر على النظام البيئي‬
‫لواد بوسالم نتيجة تراكم النفايات الحضرية على حوافه وكذا ألقاء المياه المستعملة المجمعة عبر شبكة الصرف‬
‫الصحي به‪ ،‬دون أن ننسى التدهور الذي لحق بغابات الزنادية وغيرها من المظاهر التي تطرح ضرورة التفكير‬
‫في التحكم في التوسع الحضري وإعادة التوازن البيئي‪ ،‬األمر الذي دفعنا إلى تقديم مشروع حضري يغطى‬
‫ِ‬
‫التوسع الحضري لـ "شوف لكداد" من أجل التحكم في استهالك المجال به من منظور بيئي ً‬
‫تبعا ألبعاد التنمية‬
‫الحضرية المستدامة من خالل مجموعة من المشاريع المقترحة‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫الخاتمة العامة‬

‫الخاتمة العامة‪:‬‬
‫أصبح استهالك المجال بالتوسعات الحضرية الجديدة الجزائرية من أهم الهواجس التي تعترض نمو المدن‬
‫وتوسعها خاصة الكبرى منها‪ ،‬وتبرز هذه الظاهرة بشكل جلي بمدينة سطيف إحدى أهم مدن الشرق الجزائري‬
‫ايدا‪ ،‬تشاركت فيه العديد من العوامل الموقعية‪ ،‬واالجتماعية‬
‫نموا متز ً‬
‫بالهضاب العليا الشرقية‪ ،‬والتي عرفت ً‬
‫واالقتصادية‪.‬‬
‫نتج عنها توسعات حضرية ممتدة في جميع اتجاهات المدينة‪ ،‬والتي احتضنت توطن العديد من المشاريع‬
‫الحضرية‪ :‬السكنية‪ ،‬الخدمية‪ ،‬الترفيهية‪ ،‬الصناعية‪ ،...‬استهلكت فيها مجاالت واسعة ساعدها في ذلك‬
‫خصوصية موضعها تحت ضغط النمو الديموغرافي‪ ،‬فظهرت بها أنماط سكنية متعددة رافقها توطن العديد من‬
‫التجهيزات الخدمية‪ ،‬وأدى ذلك إ لى حدوث تحوالت جذرية بهذه المناطق التي كانت في األصل تجمعات ثانوية‬
‫ببلدية سطيف ذات طابع ريفي‪ ،‬والتي اندمجت وتالحمت مع التجمع الرئيسي المتمثل في مدينة سطيف‬
‫طابعا حضرًيا م تباين فيما بينهما من حيث المساحات المستهلكة حسب حجم ونوع المشاريع‬
‫ً‬ ‫واكتسبت‬
‫الحضرية‪.‬‬
‫ترتب عن ذلك استهالك مفرط للمجال انعكست مظاهره على عناصر النظام البيئي‪ :‬األراضي الزراعية بشكل‬
‫أساسي وكذا المياه والغابات‪ ،‬األمر الذي أدى بنا إلى تحليل ظاهرة استهالك المجال بالتوسعات الحضرية‬
‫الجديدة بمدينة سطيف‪ ،‬مركزين في ذلك على حي "شوف لكداد" باعتباره التوسع الحضري الذي تم تسليط‬
‫الضوء عليه لتقديم المشروع الحضري من خالل العديد من اإلقتراحات التي تراعي البعد البيئي في استعماالت‬
‫األرض المختلفة لضمان تنمية حضرية مستدامة بمدينة سطيف‪.‬‬
‫فاتحا مجال التفكير في‬
‫ويبقى هذا البحث مجرد محاولة بسيطة للتحكم في استهالك المجال من منظور بيئي‪ً ،‬‬
‫للتجدد وضروري لنمو‬
‫ّ‬ ‫ضرورة وجود نظام للتسيير الحضري الرشيد الذي يراعي "المجال" كعنصر غير قابل‬
‫المدينة خدمة لألجيال القادمة‪ ،‬باثراءها بمزيد من األساليب والطرق والمناهج العلمية المناسبة لتقديم أفضل‬
‫الحلول والبدائل‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫المصادر و المراجع‬

‫المصادر و المراجع‪:‬‬

‫المصادر باللغة العربية‪:‬‬

‫كتب‪:‬‬

‫▪ خلف حسين علي الدليمي ‪،‬تخطيط المدن (نظريات‪.‬أساليب‪.‬معايير‪.‬تقنيات) ‪،‬الطبعة األولى ‪،‬دار‬
‫صفاء للنشر والتوزيع عمان ‪. 2015،‬‬
‫▪ رشاد احمد عبد اللطيف ‪،‬البيئة و اإلنسان منظور اجتماعي‪-‬الطبعة األولى‪-‬دار الوفاء‬
‫للطباعة‪،‬االسكندرية ‪. 2007‬‬

‫▪ زناتي جلول ‪،‬أثر النمو الحضري وانعكاساته على محيط العمراني‪،‬الطبعة األولى‪،‬دار‬
‫المنهجية‪.2015،‬‬
‫▪ صبحي محمد قدوص ‪،‬دراسات حضرية مدخل نظري‪،‬الطبعة األولى ‪،‬الدار الدولية للنشر والتوزيع ‪،‬‬
‫‪. 1994‬‬
‫▪ صبري فارس الهيتي ‪،‬التخطيط الحضري الطبعة األولى ‪،‬دار اليازوري العلمية للنشر و التوزيع‬
‫‪. 2009،‬‬
‫▪ عبدهللا العطوي‪ ،‬جغرافية المدن الجزء الثاني‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪. 2002،‬‬
‫▪ علي سالم حميدان الشواوة ‪ ،‬المدن( تضخمها‪-‬سلبياتها وتخطيطها)‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار صفاء‬
‫للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان ‪. 2014‬‬
‫متغير‪ ،‬دار اليازوري العلمي‪ ،‬عمان ‪.2015‬‬
‫▪ فؤاد بن غضبان‪ ،‬التحضر والحضرية في ظل عالم ّ‬
‫▪ محمد ابرهيم محمد شرف ‪،‬المشكالت البيئية المعاصرة (األسباب‪.‬األثار والحلول)‪،‬الطبعة األولى ‪،‬دار‬
‫المعرفة الجامعية اإلسكندرية ‪. 2008،‬‬
‫▪ يسرى دعبس ‪،‬السياحة و البيئة ‪،‬الطبعة األولى ‪،‬شركة الجالل للطباعة ‪،‬االسكندرية ‪. 2007 ،‬‬

‫مجالت‪:‬‬

‫▪ حسين وحيد عزيز الكعبي ‪ ،‬التنمية والتلوث‪-‬مجلة كلية التربية االساسية للعلوم التربوية و االنسانية‬
‫جامعة بابل‪-‬العدد‪. 2015-19‬‬

‫‪118‬‬
‫المصادر و المراجع‬

‫▪ لعروق م‪ ،‬السكن التطوري آلية للقضاء على السكن الهش‪ :‬المشروع‪ ،‬الفاعلون و الحوكمة‪ ،‬مجلة‬
‫التهيئة‪ ،‬العدد ‪ 6‬فيفري ‪ ،2006‬ص ‪.40‬‬

‫رسائل جامعية‪:‬‬

‫▪ براهيمي شراف ‪ ،‬أثر اإلدارة البيئية على كفاءة المشاريع الصناعية دراسة حالة مؤسسة االسمنت و‬
‫مشتقاته بالشلف‪ ، ECDE‬اطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في علوم التسيير‪،‬جامعة محمد لخضر‬
‫بسكرة‪. 2017،‬‬

‫▪ بن سليمان سارة ‪ ،‬هيكلة مدينة سطيف بالفضاءات العمومية الحضرية في إطار المشروع‬
‫الحضري‪،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر تخصص مدن ومشروع حضري‪،‬قسم تسيير التقنيات الحضرية‪،‬‬
‫جامعة أم البواقي‪. 2016،‬‬
‫▪ بوسبنه ابتسام وبادي نوال‪ ،‬المشروع العمراني وأثره التنموي على المدينة دراسة حالة جامعة الهضاب‬
‫سطيف‪،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر في التسيير التقنيات الحضرية‪،‬معهد تسيير التسير التقنيات‬
‫الحضرية‪،‬جامعة أم البواقي‪. 2015،‬‬
‫▪ بوزيد شوقي ‪ ،‬مدينة سطيف‪ :‬النمو الحضري وآليات تحضر األطراف‪ ،‬مذكرة ماجستير ‪ ،‬كلية علوم‬
‫األرض والجغرافيا والتييئة العمرانية‪ ،‬جامعة منتوري‪،‬قسنطينة‪. 2002 ، ،‬‬
‫▪ بيبيمون وليد ‪ ،‬ظاهرة التالحم الحضري وانعكاساتها المجالية ‪ ،‬شهادة ماجستر في الهندسة معمارية‬
‫وعمران‪ ،‬جامعة باتنة‪. 2012 ،‬‬
‫▪ جعجو محفوظ ‪ ،‬تقييم جودة الحياة الحضرية في ظل التحوالت المجالية بالمدن الجزائرية الكبرى حالة‬
‫مدينة سطيف‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستر في تسيير التقنيات الحضرية‪ ،‬تخصص تهيئة عمران و‬
‫تنمية محلية‪،‬أم البواقي‪. 2015،‬‬

‫▪ خنيش عبد الحق‪ ،‬حمودة اليزيد ‪ ،‬تأثير المنطقة الصناعية على توسع مدينة سطيف و بعدها‬
‫اإليكولوجي مذكرة لنيل شهادة مهندس الدولة معهد تسيير التقنيات الحضرية‪ ،‬تخصص تسير المدن‪،‬أم‬
‫البواقي‪. 2008،‬‬

‫‪119‬‬
‫المصادر و المراجع‬

‫▪ زاوي فاتح ‪،‬التوسع العمراني على حساب األراضي الزراعية‪،‬حالة بلدية شلغوم العيد ‪،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجستر في التهيئة و العمران جامعة االخوة المنتوري ‪،‬قسنطينة ‪.2015،‬‬
‫▪ عميرات هشام ‪ ،‬بن جازية محمد ‪ ،‬دور الفضاءات الحضرية العمومية في تحقيق احياء مستدامة‬
‫في مدينة سطيف حالة حديقة التسلية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر في تسيير تقنيات الحضرية‪،‬‬
‫تخصص مدن ومشروع حضري‪،‬أم البواقي‪. 2015،‬‬
‫▪ عبد الحكيم كبيش ‪ ،‬التمدد الحضري والحراك التنقلي في النطاق الحضري لمدينة سطيف‪،‬‬
‫أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه العلوم في تهيئة المجال‪ ،‬جامعة منتوري – قسنطينة‪. 2011 ،‬‬
‫▪ عبد الصمد نجوى و محمد مفضي بطاينة ‪ ،‬االدارة البيئية للمنشآت الصناعية كمدخل حديث‬
‫للتميز التنافسي‪،‬المؤتمر العلمي الدولي حول االداء المتميز للمنظمات و الحكومات‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫االقتصادية‪،‬جامعة ورقلة‪. 2005،‬‬
‫▪ عبد المنعم احمد الفقي ‪،‬اإلدارة البيئية للعمران الحضري ‪،‬بحث لنيل درجة الماجيستر في‬
‫التخطيط العمراني ‪،‬كلية الهندسة جامعة عين شمس‪. 2008،‬‬
‫▪ فارس علي ‪ ،‬العقار الحضري و عالقته بالتوسع و التشكل العمراني حالة مدينة بئر العاتر‬
‫كنموذج‪ -‬مذكرة لنيل شهادة الماجستر في الهندسة المعمارية ‪. 2014 ،‬‬
‫▪ قوان محمد ‪ ،‬األثر البيئي للتوسع العشوائي على حساب المناطق الخضراء ‪،‬شهادة ماجستر‬
‫تخصص تسيير ايكولوجي ‪ ،‬جامعة المسيلة‪. 2015،‬‬
‫▪ لطرش سارة ‪ ،‬تأثير النمو السكاني في تغيير مورفولوجية المدينة ‪،‬دراسة ميدانية بمدينة سطيف ‪،‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية‪ ،‬قسم العلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة‬
‫فرحات عباس سطيف ‪. 2015‬‬
‫▪ مخلوف عبد العالي ‪،‬التسيير المستدام للفضاءات العمومية في مدينة سطيف حالة حي ‪1006‬‬
‫مسكن‬
‫مذكرة ماستر في تسيير التقنيات الحضرية‪ ،‬تخصص تسيير المدن و التنمية المستدامة‪ ،‬أم‬
‫البواقي‪.2016،‬‬
‫▪ مسعودة عطال ‪،‬النمو الحضري وعالقته بمشكلة البيئة الحضرية ‪،‬شهادة ماجستر تخصص علم‬
‫االجتماع الحضري ‪،‬جامعة باتنة ‪. 2009‬‬

‫‪120‬‬
‫المصادر و المراجع‬

‫ تأثير الثقافة التنظيمية في تبني نظام االدارة البيئية بالمؤسسة االقتصادية دراسة‬، ‫▪ قصير احمد‬
‫ مذكرة لنيل شهادة الماجيستر في‬، ‫حالة شركة صناعة األنابيب البالستيكية بعين وسارة الجلفة‬
. 2017، ‫ المسيلة‬،‫جامعة محمد بوضياف‬،‫علوم التسيير‬
‫ رسالة‬، ‫مستوى الثقافة البيئية و عالقته باالتجاهات نحو البيئة‬، ‫ ابرهيم الشومالي‬، ‫▪ نوال سامي‬
. 2010،‫ماجستر جامعة القدس‬
،‫ التوسع العمراني في إطار مبادئ التنمية المستدامة مدينة سطيف‬، ‫ بويبية عادل‬،‫▪ وداعي منير‬
‫) لحي‬09( ‫ ) لحي ثليجان ومخطط شغل األراضي‬04( ‫دراسة نقدية لمخطط شغل األراضي‬
‫ تخصص تسيير المدن والتنمية‬،‫ مذكرة لنيل شهادة ماستر تسيير التقنيات الحضرية‬، Z.H.U.M
. 2015، ‫ أم البواقي‬،‫المستدامة‬
:‫مدخالت‬

‫▪ مداخلة بعنوان إشكالية التنمية المستدامة و ابعادھا كلية العلوم االﻗتصادية و التسيير بجامعة‬
. 2008 ‫سطيف‬

:‫المصادر بالغة الفرنسية‬

▪ Livres:
▪ J. Pelletier & Ch. Delfante, Villes et Urbanismes Dans Le Mondes, Edition
Armand Colin , Paris 4éme édition, - 2000 .
▪ Thèses:
▪ BOUDJENOUIA A, L’agriculture dans l’agglomération de Sétif :
multifonctionnalité et rôle dans le projet
urbain, Thèse de Doctorat d’Etat en Biologie (végétale), Université Ferhat
Abbas, Sétif, 2006, Page 87.
▪ CHORFI Khaled, Le fait urbain en Algérie, de l’urbanisme d’extension à
l’urbanisme de maitrise. L’urbanisme en discussion. Cas de Sétif -Algérie-
1962-2014, Thèse en vue de l'obtention du Doctorat en sciences architecture,
Université FERHAT Abbas de Sétif, 2019
▪ Corinne Gendron, La gestion environnementale et la norme ISO 14001, les
presses de l’université de Montréal, Canada, 2004
▪ Dhia eddine zakaria Lachehb , Densités et qualités des lotissements
d’habitat individuel : entre dispositif réglementaire et aspect extérieur cas de
la ville de Sétif, thèse de magistere, département d’architecture Sétif, 2012 .

121
‫المصادر و المراجع‬

▪ FOUCHIER V, La densité urbaine est-elle un indicateur pour le


développement urbain durable ? Le rapport entre mobilité et densité ! Les
densités urbaines et le développement durable, Le cas de l’Ile de France et
des villes nouvelles, Editions du Secrétariat Général des Villes Nouvelles,
Décembre 1997, p 62.
▪ Madani said , Mutations urbaines récentes des villes intermédiaires en
Algérie:- cas de Sétif ,thèse en vue de l’obtention du doctorat d’état en
architecture ,Sétif , 2012 .

:‫المواقع اإللكترونية‬

▪ https://iresizer.devops.arabiaweather.com/resize?url=https://adminassets.devo
ps.arabiaweather.com/sites/default/files/field/image/1463607_594041670644
913_40463067_n.jpg&size=650x450.
▪ https://gramho.com/media/2325040198693732675
▪ https://mapio.net/pic/p-2154128/
▪ https://setif.info/article10401.html
▪ https://www.marefa.org/%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A9_
%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%81
▪ La ville de Sétif à travers l’histoire, publier sur le site web:
http://www.setif.com/Histoire_ville_Setif.html.

: ‫مخططات وتقارير‬

2009‫▪ مخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير‬


▪ Urba Setif , 2010 , Pdau Intercommunal ( Setif , Ouled Saber , Beni Fouda ,
Guedjel Ain Arnet , Ain ezlou Abessa , Ouricia) .
▪ URBASE-SETIF. Révision (Plan d’Urbanisme Directeur), Juin 1991, p. 68.
▪ Monographie Wilaya de Setif. P6.

122
‫المصادر و المراجع‬

‫إدارات ‪:‬‬
‫مصلحة األرصاد الجوية لمدينة سطيف ‪.‬‬ ‫▪‬
‫مصلحة البرمجة ومتابعة الميزانية لمدينة سطيف ‪.‬‬ ‫▪‬
‫مصلحة األرشيف لمدينة سطيف ‪.‬‬ ‫▪‬
‫ديوان الوطني إلحصاء سطيف ‪.‬‬ ‫▪‬
‫‪▪ Wilaya de Sétif, Cellule de communication et de l’information, 2008.‬‬

‫‪123‬‬
‫الفهارس‬

‫فهرس الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪47‬‬ ‫معدل التساقط الشهري بمحطة عين سفيهة للفترة ما بين (‪.)2014-2009‬‬ ‫‪01‬‬
‫‪47‬‬ ‫لمعدل الشهري لدرجات الح اررة بمحطة سطيف(عين سفيهة) للفترة‬ ‫‪02‬‬
‫ما بين (‪)2014/2009‬‬
‫‪63‬‬ ‫التجهيزات لمختلف االطوار التعليمية الثالثة لمدينة سطيف‬ ‫‪03‬‬
‫‪64‬‬ ‫المؤسسات العمومية الصحية لمدينة سطيف‬ ‫‪04‬‬
‫‪64‬‬ ‫الموارد البشرية العاملة في قطاع الصحة لمدينة سطيف‬ ‫‪05‬‬
‫‪65‬‬ ‫التجهيزات الثقافية في المدينة‬ ‫‪06‬‬
‫‪66‬‬ ‫التجهيزات الرياضية في المدينة‬ ‫‪07‬‬
‫‪69‬‬ ‫الحدائق الموجودة بمدينة سطيف‬ ‫‪08‬‬
‫‪75‬‬ ‫تطور السكان و السكن لمدينة سطيف‪2015 - 1962‬م‬ ‫‪09‬‬
‫‪77‬‬ ‫توزيع الكثافة السكانية و السكنية عبر القطاعات السكنية لمدينة سطيف‬ ‫‪10‬‬
‫‪81‬‬ ‫توزيع المشتغلين حسب القطاعات االقتصادية‪.‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪89‬‬ ‫توزيع المساحات على التجمعات الثانوية بمدينة سطيف‬ ‫‪12‬‬
‫‪90‬‬ ‫تطور مساحات التوسعات الحضرية الجديدة بمدينة سطيف‬ ‫‪13‬‬

‫‪125‬‬
‫الفهارس‬

‫فهرس الخرائط و المخططات‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪34‬‬ ‫الموقع الجغرافي لمدينة سطيف‬ ‫‪01‬‬
‫‪36‬‬ ‫الموقع اإلداري لوالية سطيف في الجزائر‬ ‫‪02‬‬
‫‪37‬‬ ‫الموقع اإلداري لبلدية سطيف‬ ‫‪03‬‬
‫‪38‬‬ ‫الموقع الجغرافي لمدينة سطيف‬ ‫‪04‬‬
‫‪42‬‬ ‫طبوغرافيا مدينة سطيف‬ ‫‪05‬‬
‫‪44‬‬ ‫انحدارات مدينة سطيف‬ ‫‪06‬‬
‫‪45‬‬ ‫التكوينات الصخرية السطحية بموضع مدينة سطيف‬ ‫‪07‬‬
‫‪46‬‬ ‫هيدروغرافيا موضع مدينة سطيف‬ ‫‪08‬‬
‫‪52‬‬ ‫مخطط لمدينة سطيف سنة ‪1847‬‬ ‫‪09‬‬
‫‪57‬‬ ‫مخطط مدينة سطيف سنة ‪1970‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪58‬‬ ‫مخطط توسع مدينة سطيف سنة ‪1991‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪60‬‬ ‫مخطط التوسع العمراني لمدينة سطيف ‪2009‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪66‬‬ ‫التجهيزات لمدينة سطيف‬ ‫‪13‬‬
‫‪70‬‬ ‫مساحات الخضراء لمدينة سطيف‬ ‫‪14‬‬
‫‪72‬‬ ‫شبكة الطرق المهيكلة للمدينة‬ ‫‪15‬‬
‫‪87‬‬ ‫التوسعات الحضرية الجديدة لمدينة سطيف‬ ‫‪16‬‬
‫‪91‬‬ ‫التوسع الحضري في "فرماتو"‬ ‫‪17‬‬
‫‪92‬‬ ‫التوسع الحضري في "الحاسي"‬ ‫‪18‬‬
‫‪93‬‬ ‫التوسع الحضري في "عين طريق"‬ ‫‪19‬‬
‫‪94‬‬ ‫التوسع الحضري في "عين السفيهة"‬ ‫‪20‬‬
‫‪100‬‬ ‫الموقع الجغرافي التوسع الحضري "شوف لكداد"‬ ‫‪21‬‬
‫‪101‬‬ ‫طبوغرافيا التوسع الحضري "شوف لكداد"‬ ‫‪22‬‬
‫‪103‬‬ ‫توزيع االنحدارات بموضع التوسع الحضري "شوف لكداد"‪.‬‬ ‫‪23‬‬
‫‪104‬‬ ‫التركيب الصخري لموضع التوسع الحضري "شوف لكداد"‬ ‫‪24‬‬
‫‪105‬‬ ‫الشبكة الهيدروغرافية بموضع التوسع الحضري "شوف لكداد"‬ ‫‪25‬‬
‫‪106‬‬ ‫التطور العمراني للتوسع الحضري "شوف لكداد"‬ ‫‪26‬‬

‫‪126‬‬
‫الفهارس‬

‫‪107‬‬ ‫توزيع السكنات و التجهيزات بالتوسع الحضري شوف لكداد‬ ‫‪27‬‬


‫‪109‬‬ ‫تصنيف الطرقات بالتوسع الحضري شوف لكداد‬ ‫‪28‬‬
‫‪112‬‬ ‫مخطط رقم (‪ :)29‬تحيين التوسع الحضري "شوف لكداد"‪:‬‬ ‫‪29‬‬
‫‪113‬‬ ‫مخطط رقم(‪ :)30‬مخطط المبدأ للتدخالت‪:‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪127‬‬
‫الفهارس‬

‫فهرس الصور‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪39‬‬ ‫جبل بابور‪ 2004‬متر‬ ‫‪01‬‬
‫‪40‬‬ ‫جبل مقرس‬ ‫‪02‬‬
‫‪40‬‬ ‫واد بوسالم‬ ‫‪03‬‬
‫‪53‬‬ ‫باب بجاية الموجود في الجهة الشمالية لمدينة سطيف‬ ‫‪04‬‬
‫‪53‬‬ ‫باب قسنطينة الموجود في الجهة الشرقية لمدينة سطيف‬ ‫‪05‬‬
‫‪53‬‬ ‫باب الجزائر الموجود في الجهة الغربية لمدينة سطيف‬ ‫‪06‬‬
‫‪53‬‬ ‫باب بسكرة الموجود في الجهة الجنوبية لمدينة سطيف‬ ‫‪07‬‬
‫‪110‬‬ ‫استهالك لألراضي الزراعية بالتوسع الحضري "شوف لكداد"‬ ‫‪08‬‬

‫‪128‬‬
‫الفهارس‬

‫فهرس األشكال‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪12‬‬ ‫التوسع العشوائي للمدن‬ ‫‪01‬‬
‫‪13‬‬ ‫عالقة المدن التابعة بالمدينة األم‬ ‫‪02‬‬
‫‪13‬‬ ‫توسع المدن نحو الضواحي‬ ‫‪03‬‬
‫‪21‬‬ ‫أنواع المشكالت البيئية‬ ‫‪04‬‬
‫‪22‬‬ ‫الزيادة في عدد سكان العالم‬ ‫‪05‬‬
‫‪25‬‬ ‫تكامل أبعاد التنمية المستدامة‬ ‫‪06‬‬
‫‪28‬‬ ‫أهمية و أهداف التسيير البيئي‬ ‫‪07‬‬
‫‪48‬‬ ‫يوضح العالقة بين التساقط و الح اررة‬ ‫‪08‬‬
‫‪50‬‬ ‫وردة الرياح لمحطة سطيف‬ ‫‪09‬‬
‫‪83‬‬ ‫التركيب االقتصادي للسكان بلدية سطيف‬ ‫‪10‬‬

‫‪129‬‬
:‫ملخص‬

‫ والذي زادت حدته بعد‬،‫ايدا للمجال‬


ً ‫استهالكا متز‬
ً ‫عرفت مدينة سطيف منذ بداية توسعها الحضري‬
.‫ والممتدة على مساحات واسعة‬...‫ الصناعية‬،‫ الخدمية‬،‫ السكنية‬:‫إنجازها للمشاريع الحضرية الكبرى‬

‫ركزنا في هذا البحث على توضيح وتيرة استهالك المجال بالتوسعات الحضرية الجديدة بمدينة‬
‫مناسبا‬
ً ً‫ متخذين من حي "شوف لكداد" مجاال‬،‫ محاولين إبراز انعكاساته من منظور بيئي‬،‫سطيف‬
‫الحتضان المشروع الحضري المقترح الذي يضمن توزيع متوازن الستعماالت األرض وفق أسلوب‬
.‫رشيد للم حافظة على المجال وضمان عقالنية استهالكه من منظور بيئي‬

- ‫ شوف لكداد‬- ‫ منظور بيئي‬-‫ توسعات حضرية جديدة‬-‫ استهالك المجال‬:‫الكلمات المفتاحية‬
.‫مدينة سطيف‬

Abstract :
Since the start of its urban expansion, the city of Sétif has experienced increasing
consumption of space, which has increased in intensity after the completion of large
urban projects: residential, tertiary, industrial ... and extending over large areas.
In this research, we focused on clarifying the rate of space consumption in the new
urban extensions of the city of Sétif, trying to highlight its implications from an
environmental point of view, using the neighborhood "Chouf Lakdad" as a suitable area
to embrace the proposed urban project which ensures a balanced distribution of land
uses in a rational way to preserve the space and ensure the rationality of its consumption
From an environmental point of view.

Keywords: space consumption - new urban expansion - an environmental


vision - Chouf Lakdad - City of Sétif.

You might also like