Professional Documents
Culture Documents
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب-فضاء المعرفة القانونية- تطوان
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب-فضاء المعرفة القانونية- تطوان
لجنة المناقشة:
رئيسا عبد الجبار عراش الدكتور
عضوا أحمد مالكي الدكتور
عضوا محمد طالب الدكتور
عضوا عبد الواحد اإلدريسي س الدكتور
السنة الجامعية3102-3102:
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
الئحة فك الرموز:
أوال :باللغة العربية
ج.ر :جريدة رسمية
ص :صفحة
ظ.ت.ع :ظهير التحفيظ العقاري
ق.ل.ع :قانون اإللتزامات و العقود
ق.م.م :قانون المسطرة المدنية
م.ح.ع :مدونة الحقوق العينية
م.س :مرجع سابق
م :ميالدية
ه :هجرية
1
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
مقدمة
يعد التعمري مبثابة سياسة عمومية تسهر الدولة على إعدادها وتشارك يف تنفيذها جمموعة من
اهليئات اإلدارية الوطنية منها واحمللية ،1فهو يكتسي أمهية بالغة تتجلى يف إشباع حاجيات السكان
وتنظيم اجملال .
وقد تعددت التعاريف اليت أعطيت له فقد عرفه لويس جاكنيون بكونه "فن هتيئة املدن أو
علم املدن أو علم التجمعات العمرانية اليت تظهر تكامال و استمرارية واملعدة إما للسكين أو
2
العمل أو التبادل االجتماعي".
كما عرفه جون بول لكاز "بأنه كل ما ميكن القيام به من إجراءات قصد مالءمة أحسن
للمدن والفضاءات اإلقليمية مع حاجيات وأفضليات الذين يسكنون أو يرتددون على هذه
3
األماكن".
واىل جانب هذين التعريفني ،جند تعريف أستاذنا أمحد مالكي الذي عرفه بكونه "جمموعة
الضوابط املفروضة على األشخاص العامة واخلواص اليت تعىن مبجاالت استقرار التجمعات البشرية
4
اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا ،غايته حتقيق التوازن بني الرغبات الفردية واملتطلبات اجلماعية".
والواضح من خالل هذه التعاريف السابق ذكرها على أهنا تككد يميعها على كون قانون
التعمري هو مبثابة جمموعة من القواعد القانونية والتقنية واالقتصادية واالجتماعية اليت تتغيا تنظيم
5
اجملال عرب توظيفه آلليات التخطيط والتدبري العمرانيني.
-1حممد حمجويب ":قراءة عملية يف قوانني التعمري املغربية"،دار النشر املغربية،الطبعة الثانية1122بداية التقدمي لألستاذ عبد الرمحان البكريوي .
2
- louis jacquignon: « le droit du l’urbanisme »édition Eyrolles; paris.1978 ;p :2.
3
- J.P lacaz: « Amenager sa ville »Edition de moniteur collectivités ;paris ; 1987 ;p :21
-4أمحد مالكي ":التدخل العمومي يف ميدان التعمري باملغرب"،أطروحة لنيل الدكتوراه يف احلقوق وحدة التكوين والبحث اإلدارة العامة،جامعة حممد
األول ،كلية العلوم القانونية واالقتصاديةواالجتماعية ،وجدة السنة اجلامعية 1112-1112ص.21:
2
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
هذا ويعترب التخطيط العمراين مبثابة نظام للتدخل اإلداري بأدوات منهجية ووثائق مرجعية
لتنظيم استعمال اجملال وتقنني هذا االستعمال لكل منطقة من مناطق املدينة وختصيص وظيفة
6
لكل منها ،قصد حتقيق تكامل بني أجزائها وانسجام أطرافها وبالتايل حسن تنظيمها وتعمريها.
فالتخطيط العمراين كما أشار إىل ذلك بعض الباحثني 7مبثابة علم يهدف إىل وضع برامج
اقتصادية حتدد يف نفس الوقت األهداف اليت يتوخى حتقيقها وتعطي تصورا ملختلف مراحل ومويل
الربامج التنموية باإلضافة إىل حتديد بنيات اهليئات واألجهزة املمكن إنشاؤها عند االقتضاء
لتحقيق أهداف املخطط.
وهبذا تظهر أمهية التخطيط العمراين ،سواء من الناحية االجتماعية حبيث يهدف إىل احلفاظ
على سالمة بيئة عيش املواطنني و ضمان سهولة تنقالهتم وختصيص أماكن للتجهيزات العمومية
ومناطق لألنشطة املوفرة للتشغيل مع توفري أسباب راحتهم بصفة عامة.أو من الناحية االقتصادية
حبيث يعمل على خلق مناطق صناعية الستقطاب أصحاب رؤوس األموال وتنمية وتشجيع
االستثمارات ،كما يساهم يف إنعاش جمموعة من القطاعات كقطاع السياحة مثال .
أما من الناحية القانونية فتظهر من خالل الرتسانة القانونية املكطرة له ،حيث عرف عدة
مراحل وتطورات يف هذا الصدد ،حبيث أن القانون املغريب مل يعرف أي تشريع يتعلق بالتخطيط
العمراين إال مع بداية احلماية الفرنسية ،لكن هذا ال ينفي وجود تنظيم للمجال احلضري يف العديد
=
-5يقصد بالتدبري العمراين"جمموع اآل ليات اليت هتدف إىل تنفيذ املخططات العمرانية وجتسيدها ميدانيا وتتمثل أساسا يف التجزئات العقارية
واجملموعات السكنية وتقسيم العقارات باإلضافة إىل األبنية .
-احلاج شكرة ":الوجيز يف قانون التعمري املغريب"،الطبعة الثانية ،1112ص.231:
-6عبد الرمحان البكريوي":التعمري بني املركزية والالمركزية"،الشركة املغربية للطباعة والنشر الطبعة األوىل ،الرباط،2113 ،ص.33:
-7اهلادي مقداد ":السياسة العقارية يف ميدان التعمري والسكىن"،مطبعة النجاح اجلديدة ،الطبعة األوىل الدارالبيضاء،1111ص.12
3
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
من املدن التارخيية حيث اتسم باحلكمة والوظيفة و البحث العميق عن اجلمالية إذ يف جممل املدن
يالحظ أن تصاميمها تنم عن وجود قواعد اجتماعية حتكم كل بناء.8
وهكذا مع دخول املغرب عهد احلماية بدأت بوادر املشاكل احلضرية تظهر شيئا فشيئا
حيث شرعت سلطات احلماية آنذاك يف اختاذ العديد من القرارات مشلت جمموعة من امليادين
االقتصادية و االجتماعية مبا فيها ميدان التعمري والعقار ،وكيفية التعامل مع اجملال الرتايب املغريب
اخلاضع هلا.
ويف هذا الصدد مت إصدار أول تشريع عصري يعىن بالتهيئة احلضرية ومثل يف ظهري 61أبريل
96161املتعلق بالتصفيفات و بتصاميم التهيئة و توسيع املدن واملرافق ورسوم التطهري ،الذي
عرف تعديال مبقتضى ظهري 03يوليوز .106191ومع حصول املغرب على االستقالل سيقوم
املشرع بتعديل ظهري 6191مبقتضى قانون 1161.13هذا وجتدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أنه
كانت هناك عدة حماوالت لتعديل هذا القانون عرب جمموعة مشاريع قوانني مت اقبارها أمهها مشروع
31.31الذي يقضي بسن أحكام تتعلق بالسكىن والتعمري،ومشروع 11.33املتعلق بتأهيل
العمران،ومشروع مدونة التعمري. 03.30
وبالرجوع إىل قانون 61.13املتعلق بالتعمري جند أن املشرع قد عمل على حتديد وثائق
التخطيط العمراين حبيث ميكن تقسيمها إىل نوعني ،النوع األول يتمثل يف وثائق توجيهية ويتعلق
4
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
األمر باملخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية ،12أما النوع الثاين فيتعلق بوثائق تنظيمية وتنفيذية
وتتجلى باألساس يف كل من وثيقة تصميم التهيئة 13وكذا تصميم التنطيق14وتصميم التنمية.
وإذا كان التخطيط العمراين -كما أشرنا إىل ذلك – يرمي إىل تنظيم عقالين للمجال ،فإنه
البد له من عقار ينطلق منه بغرض حتقيق تنمية عمرانية منسجمة فهو يرتبط أشد االرتباط بالعقار
فبدون هذا األخري ال ميكن أن نتحدث عن ختطيط عمراين فعال .وهبذا تظهر أمهية ومكانة املسألة
العقارية يف مسار التخطيط العمراين واليت نعين هبا يف موضوعنا كل من األنظمة العقارية و النظام
القانوين للعقار.
كما هو معلوم ،يعرف النظام العقاري باملغرب عدة أنظمة عقارية منها امللك العام واخلاص
للدولة وأراضي اجلموع واجليش وامللك الغابوي واألحباس ،15إضافة إىل ازدواجية النظام القانوين
للعقار حيث جند عقارات حمفظة وأخرى غري حمفظة ،فسياسة التخطيط العمراين هلا ارتباط واضح
باملسألة العقارية مادام أن هذا التخطيط ال ميكن أن تقوم له قائمة دون أخذه بعني االعتبار
ملكونات هذه األخرية.
وهذا االرتباط يدفعنا إىل طرح اإلشكالية املركزية اليت يعاجلها املوضوع و هي كالتايل:
-12هو عبارة عن وثيقة تقديرية توجيهية تتضمن رسوم بيانية وتوجيهات تتعلق بالتنمية احلضرية،حتدد بوجه عام االختيارات األساسية لتهيئة اجملال
احلضري على مدى أقصاه 11سنة.
-13هو عبارة عن وثيقة تنظيمية تنفيذية تقوم برتيمة خمتلف التوجهات اليت نص عليها املخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية وحتويلها إىل تدابري قانونية
ملزمة لكل من اإلدارة والغري ملدة 21سنوات بالنسبة للمناطق املشمولة باملنفعة العامة.
-14هو عبارة عن وثيقة تنظيمية تنفيذية يتم اللجوء إليها لسد الفراغ الذي يتطلبه إعداد تصميم التهيئة حيث يساعد على منو املناطق احلضرية
بشكل منسجم ملدة أقصاها سنتني.
-15جتدر اإلشارة يف هذا الصدد أننا اقتصرنا فقط على دراسة كل من امللك العام واخلاص للدولة و أراضي اجلموع و األحباس املعقبة وأراضي
امللك اخلاص دون التطرق لباقي األنظمة األخرى مبا فيها أراضي اجليش و أراضي امللك الغابوي على اعتبار أهنا تشرتك يف كثري من اجلوانب
مع باقي األنظمة العقارية املدروسة من حيث درجة تأثريها على مسار التخطيط العمراين.
5
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
تتفرع عن هذه اإلشكالية املركزية جمموعة من األسئلة الفرعية ،من بينها :
هل يميع مكونات املسألة العقارية هلا نفس التأثري على ميدان التخطيط العمراين ؟
هل تعدد األنظمة العقارية و كذا ازدواجية النظام القانوين للعقار مسألة صحية ختدم ميدان
التخطيط العمراين ؟
هل هناك من آليات و حلول لتجاوز التأثري السليب للمسألة العقارية أو بعض مكوناهتا على
ميدان التخطيط العمراين ؟
ويف انتظار اإلجابة عن األسئلة املطروحة أعاله سنعمد إىل طرح الفرضية التالية :
يتضح من خالل دراستنا هلذا املوضوع على أن العالقة اليت جتمع املسألة العقارية
بالتخطيط العمراين هي عالقة تأثري و تأثر ،فمجرد التخطيط دون استحضار جمموعة من األبعاد
من بينها أساسا املسألة العقارية سيبقى فقط جمرد خيال هندسي و بيانات ال أقل وال أكثر
وبالتايل كان لزاما ضرورة استحضار الواقع العقاري و املشاكل اليت يطرحها العقار من أجل
تصفيتها و إجياد احللول الالزمة حىت ال تقف حجرة عثرة يف وجه التخطيط العمراين .
ولعل مسار التحقق من صحة هذه الفرضية املطروحة وكذا اإلجابة عن األسئلة السالف
ذكرها يستوجب الرتكيز على جوانب منهجية من خالل اعتمادنا على املنهج الوصفي تارة واملنهج
التحليلي تارة أخرى،كل ذلك من خالل تصميم موزع إىل فصلني ،نتطرق على مستوى الفصل
األول لتأثري املسألة العقارية على مسار التخطيط العمراين أما الفصل الثاين فنخصصه لألليات
املتطلبة لتطويع املسألة العقارية خلدمة التخطيط العمراين.
6
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
الفصل األول
أصبحت املسألة العقارية حتتل مكانة هامة يف أي مشروع للتهيئة سواء كان قرويا أو
حضريا ،باعتبارها تشكل حجر الزاوية يف جمال تنزيل وتنفيذ برامج ومقتضيات وثائق التخطيط
16
العمراين.
لذلك ،فقد أضحى العقار مثار اهتمام أساسي للسلطات العامة أو على األقل إحدى أهم
تدخالهتا ،فهو أساس كل الدراسات التعمريية ،وحمل ومركز الوحدات الصناعية والسياحية ...بل
17
وكل األنشطة البشرية.
-16تكدي عملية النمو الدميغرايف إىل تزايد حاجيات اجلماعة ،وإىل التوسع يف استعمال األراضي ،مما ينتج معه تزايد يف االنشغاالت واالهتمامات
املتعلقة باملسألة العقارية وبالتخطيط ألعمال التهيئة احلضرية.
-اهلادي مقداد":السياسة العقارية يف ميدان التعمري والسكىن" ،مرجع سابق ،ص.21:
-17حممد الوكاري":العقار والتنمية احلضرية" ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا يف القانون اخلاص ،جامعة حممد اخلامس ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية ،السنة اجلامعية ،2121ص.12:
-18جتدر اإلشارة كذلك أنه إىل جانب العقارات احملفظة والعقارات غري احملفظة ،توجد عقارات يف طور التحفيظ وتتميز بوضعية خاصة حبيث
ختضع من الناحية املوضوعية إىل القواعد القانونية املطبقة على العقارات غري احملفظة.أما فيما خيص الناحية اإلجرائية أو الشكلية ،فهي ختضع
للقواعد املطبقة على العقارات احملفظة واملتمثلة يف ظهري 1رمضان 2332هـ املعدل واملتمم بقانون 12.26الصادر بتاريخ 11نونرب
1122م.
7
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
وإذا كانت غاية التخطيط العمراين هي تنظيم استعمال اجملال وتدبريه وفق نظرة تكاملية
ومشولية من شأهنا حتقيق سياسة عمرانية فعالة تتالءم مع متطلبات التنمية العمرانية وحاجيات
النمو الدميغرايف ،19فإن املسألة العقارية قد تقف عائقا أمام كل ذلك ،نتيجة التعارض القائم بني
ما هو منصوص عليه يف وثائق التخطيط العمراين املصادق عليها بواسطة مرسوم ،من جتهيزات
ومرافق عمومية ،وبني طبيعة األراضي اليت مت فتحها يف وجه التعمري ،مما حيول دون تنفيذها على
أرض الواقع ،20مادام أن هذا التخطيط ال ميكن أن تقوم له قائمة بدون التوفر على األراضي
املخصصة الحتضانه.
وسنحاول من خالل هذا الفصل ،إبراز تأثري املسألة العقارية على ميدان التخطيط
العمراين ،سواء من حيث تعدد األنظمة العقارية (املبحث األول) أو من حيث أثر ازدواجية النظام
القانوين للعقار (املبحث الثاين).
-19عادل بورقية":التخطيط احلضري واملسألة العقارية" ،حبث لنبل دبلوم الدراسات العليا املعمقة يف القانون االداري والعلوم االدارية ،جامعة
احلسن الثاين،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية عني الشق الدار البيضاء،السنة اجلامعية،1111-1112ص.11:
-20أمحد مالكي":التدخل العمومي يف ميدان التعمري باملغرب" ،مرجع سابق ،ص.212-211:
8
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
المبحث األول
اشكالية تعدد األنظمة العقارية على ميدان التخطيط العمراني
تتصف املنظومة العقارية املغربية بوجود العديد من الصعوبات القانونية املرتتبة عن عدم
جتانس أنظمة امللكية العقارية املتعددة ،21وذلك ناتج عن كثرة النصوص املنظمة هلا ،فبعضها
مستمد من التشريع الوضعي العصري ،والبعض اآلخر يستمد قواعده من الفقه اإلسالمي ،وهناك
من يستمد أحكامه من القواعد العرفية.
وقد طرح ذلك عدة صعوبات وعراقيل يف وجه التخطيط العمراين خاصة عند تنزيل
مقتضيات ومضامني وثائق التعمري ،حبيث يكون هناك تناقض صارخ بني أراضي مت فتحها يف وجه
التعمري ،مبوجب وثائق التخطيط العمراين مصادق عليها من جهة ،وقواعد قانونية متعلقة بالعقار
من جهة أخرى ،مما حيول دون تنفيذها ويشكل يف نفس الوقت أرضية مناسبة لظهور وانتشار
البناء غري القانوين وغريه من املشاكل املتعلقة بالتنمية احلضرية 22،يف ظل النمو الدميغرايف واهلجرة
القروية اليت يشهدها املغرب وما ينجم عنهما من حاجة لتوفري السكن واألراضي الصاحلة للبناء
من أجل توسيع املدن وحتقيق التنمية احلضرية بكل مكوناهتا الثقافية واالقتصادية واالجتماعية
والعمرانية.
-21تضاربت آراء الباحثني خبصوص حتديد عددها ،فقد حصرها األستاذ اهلادي مقداد يف 1أنواع كالتايل :نظام امللكية اخلاصة نظام امللك العام
وامللك اخلاص للدولة ،نظام أراضي األحباس ،نظام أراضي اجلموع ،نظام أراضي اجليش.
للمزيد من التفصيل يراجع:
-اهلادي مقداد":السياسة العقارية يف ميدان التعمري والسكىن" ،مرجع سابق ،ص 21:وما بعدها.
وكذلك:
-حممد حمجويب،مرجع سابق ،ص 216:وما بعدها.
-حلسن خضريي":الوظيفة االجتماعية للملكية العقارية اخلاصة يف التشريع املغريب" ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا يف القانون اخلاص،جامعة
حممد اخلامس كلية العلوم القانونية واالقتصادية و االجتماعية –الرباط،السنة اجلامعية غري مذكورة ،ص.26:
-22موالي عبد السالم شيكري ":صالبة األنظمة العقارية اخلاصة وتأثريها على مسار التنمية العمرانية" ،أعمال الندوة الوطنية اليت نظمها مركز
الدراسات القانونية املدنية والعقارية بكلية احلقوق-جامعة القاضي عياض-مبراكش يومي1و1ابريل1111ص.111
9
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
وعليه سنحاول يف هذا املبحث إبراز الصعوبات اليت تطرحها كل من أراضي اجلموع
وأراضي األحباس (املطلب األول) ،وكذا أمالك الدولة واألمالك اخلاصة على ميدان التخطيط
العمراين (املطلب الثاين).
المطلب األول
أدى تواجد كل من أراضي اجلموع وأراضي األحباس باجملال احلضري يف العديد من املدن
املغربية ،23إىل طرح عدة صعوبات واقعية وقانونية يف وجه التخطيط العمراين ،وذلك بسبب
تغطيتها بوثائق التعمري .إذ يتطلب إخضاعها لتلك الوثائق سلوك إجراءات قانونية وتنظيمية
تفرضها القوانني املنظمة لتلك األراضي ،تتسم غالبيتها بالصالبة والتعقد ،مما يعرقل يميع املبادرات
الرامية إىل إعادة هتيئتها وتأهيلها وعقلنة استغالهلا.
وهبذا ،سنعمل على توضيح آثار أراضي اجلموع على ميدان التخطيط العمراين يف الفقرة
األوىل ،وكذا تداعيات أراضي األحباس على ميدان التخطيط العمراين يف الفقرة الثانية.
حتتل امللكية اجلماعية 24مساحة هامة يف الوعاء العقاري املغريب حيث تبلغ مساحتها 21
مليون هكتار ،25ولقد أصبحت اليوم حماذية جملموعة من املدن واألوساط احلضرية ،وهناك إحصاء
10
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
قامت به الوكالة الوطنية العقارية يف 32دجنرب 2111قدرهتا حبوايل نسبة %31من جمموع
العقارات احلضرية للدولة.26
وسنعمل على توضيح تداعيات أراضي اجلموع على ميدان التخطيط العمراين من خالل
التطرق إىل التأطري القانوين هلذه األراضي (أوال) وكذا طرق تدبريها (ثانيا).
تعترب امللكية اجلماعية لألرض أقدم نظام عقاري عرفه املغرب ،وكان هذا الطابع اجلماعي
مرتبطا بالتملك اجلماعي لوسائل اإلنتاج داخل القبيلة ولفكرة التضامن القبائلي والعشائري اليت
27
كانت تسود اجملتمع املغريب قبل جميء عهد احلماية.
مل تعرف أراضي اجلموع أي تنظيم قانوين إال بعد جميء عهد احلماية ،حيث قامت السلطة
املستعمرة آنذاك بإصدار بعض القرارات قبل أن تضع نصوص قانونية آمرة من أجل إجياد صيغة
28
عملية لضبط طرق استغالل األراضي اجلماعية.
وقد كان أول تنظيم قانوين ألراضي اجلموع بواسطة منشور للصدر األعظم بتاريخ فاتح
نونرب 2121ينص على إبقاء األراضي اليت تشغلها القبائل بكيفية يماعية على حاهلا واستمرارها
يف اخلضوع لألعراف املعمول هبا دون أي تفويت أو تقسيم،مث توالت بعده جمموعة من املناشري
=
-سلمت لنا هذه اإلحصائية من طرف الوزارة الوصية على أراضي اجلموع. 25
11
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
وبعد حصول املغرب على االستقالل ،عمل على وضع جمموعة من القوانني إلضفاء طابع
املغربة على اإلطار التنظيمي هلذا الرصيد العقاري ،وإلغاء نصوص أخرى وضعت من قبل سلطات
احلماية.31
-29املنشور الصادر يف 1مارس 2126الذي مينع على القضاة حترير رسوم ومليك األراضي اجلماعية كما ينص على عدم قابلية هذه األراضي
للبيع.
-ظهري 2يوليوز 2126الذي نظم مبقتضاه القضاء املدين ونقل امللكية العقارية ،ومن أهم املميزات اليت أتى هبا هذا الظهري ما يسمى بنظام
"الب طاقة والذي ألزم القضاة قبل منح اإلذن بتحرير عقد امللكية بتوجيه البطاقة للقائد ليقوم بالبحث هل األرض موضوع اإلذن ليست يماعية
أو حبسية أو خمزنية ومسى ذلك بـ"التسليم".
-القرار الوزاري الصادر يف 13يناير 2121الذي يقر وصاية السلطات العمومية على األراضي اجلماعية؛
-ظهري 12نوفمرب 2121ينص على وجوب تعيني نواب عن اجلماعة لإلشراف على هذا النوع من امللكيات؛
-ظهري 22فرباير 2116املتعلق بتحديد األراضي اجلماعية؛
ظهري 23دجنرب 2162الذي أجاز الكراء الطويل األمد ألراضي اجلموع وتفويت حق االنتفاع الدائم؛
ظهري 21مارس 2112الذي أقر إمكانية تفويت أراضي اجلموع الواقعة باملراكز احلضرية وضواحيها ودوائرها لفائدة األفراد وللدولة واجلماعات
القروية؛
-29وحبسب رأي األستاذ عبد الوهاب رفيع أن هذا الظهري مل يكن اهلدف منه محاية األراضي اجلماعية بقدر ما كان اهلدف منه هو تسهيل
استغالل هذه األراضي من طرف رعايا الدولة احلامية ،وهذا ما أكده كذلك كل من األستاذين عبد الكرمي بالزاغ والصغري الوكيلي.
-عبد الكرمي بالزاغ":أراضياجلموع:حماولة لدراسة بنيتها السياسية و االجتماعية ودورها يف التنمية"مطبعة النجاح اجلديدة الدارالبيضاء،2112 ،
الطبعة األوىل ،ص.61:
-الصغري الوكيلي":وضعية أراضي اجلموع "،مقال منشور مبجلة القسطاس ،العدد،1ص.211:
-31القوانني اليت صدرت بعد االستقالل:
ظهري 1ماي 2111الذي فسخ عقود املمنوعة مبوجبها حقوق االنتفاع الدائم من العقارات اجلماعية؛
ظهري 31يونيو 2111الذي فسخ التفويتات اجملراة بشأن األراضي اجلماعية اعتمادا على ظهري 21مارس 2112؛
ظهري 11فرباير 2113الذي غري بعض فصول ظهري 12أبريل 2121ونظم مسطرة للتقاضي بشأن أراضي اجلموع؛
ظهري 11يوليوز 2113املتعلق باسرتجاع األراضي اليت كانت ملكا للمعمرين؛
ظهري 11يوليوز 2111اخلاص باألراضي اجلماعية داخل دوائر الري؛
12
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
وبالرغم من أمهية هذه النصوص القانونية ،فإن الواقع العملي أثبت قصور هذا النظام
القانوين ،32بشكل جيعله ال يكيت كل الفوائد املرجوة منه ،مما يكثر سلبا على االستثمار يف هذه
األراضي ،33خاصة تلك املوجودة منها بداخل املدارات احلضرية.
وما يككد هذا القصور ،عدم قابلية هذه األراضي للتفويت مبوجب الفصلني األول والرابع
من ظهري 12أبريل ،342121إال استثناء لفائدة الدولة واجلماعات أو املكسسات العمومية أو
اجلماعات األصلية ،وذلك إما باملراضاة إذا كانت اجلماعة املالكة وجملس الوصاية متفقني على
مبدإ وشروط التفويت ،وإما بواسطة نزع امللكية يف حالة عدم االتفاق كما أكد على ذلك الفصل
22من نفس الظهري.
وقد ترتب عن ذلك جتميد العديد من وثائق التعمري ،مبجموعة من املدن املغربية اليت ومت
توسعتها على تلك األراضي ،نتيجة عدم استحضار الطبيعة القانونية املعتمدة هلذه األراضي أثناء
مرحلة إجناز وثائق التعمري ،فعلى سبيل املثال ،ما عرفته مدينة فاس ونواحيها يف العقدين األخريين
من خالل خمطط توجيه التهيئة العمرانية وتصاميم التهيئة ،بفتح مناطق جديدة للتعمري على
مساحة تقدر بـ 2111هكتار من أراضي اجلماعات الساللية ( ،)%26,11حيث اصطدم
تنفيذ مقتضيات هذه الوثائق بالوضعية القانونية هلذا النوع من امللكية العقارية الذي ال خيول
أصحابه (ذوي احلقوق) سوى حق التمتع.35
-32حممد مومن":معيقات االستثمار يف أراضي اجلموع" ،جملة احلقوق املغربية ،العدد األول ،السنة ،1121ص.222:
-33حبيث يتضح أن هذه النصوص القانونية قد عملت فقط على توفري احلماية هلذا الرصيد العقاري يف مقابل ابتعادها عن النظرة التنموية هلذه
األراضي ،خاصة التنمية العمرانية وتكريسها للطابع الفالحي والرعوي.
-34ينص الفصل الرابع من ظهري 12أبريل ":2121إن األراضي اجلماعية غري قابلة للتقادم وال للتفويت وال للحجز".
-35عبد الواحد اإلدريسي وأمحد مالكي":العقار غري احملفظ وآثاره على تنفيذ وثائق التعمري" ،مداخلة مبناسبة الندوة الوطنية اليت نظمها مركز
الدراسات القانونية املدنية والعقارية بكلية احلقوق مبراكش يومي 12-12فرباير ،1116الطبعة األوىل ،املطبعة والوراقة الوطنية ،مراكش،
،1116ص.22:
13
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
بالرجوع إىل ظهري 12أبريل 2121املتعلق بتدبري الوصاية اإلدارية على األراضي
اجلماعية واملنظم لتسيريها وكيفية تفويتها ،جنده يسند مهمة تدبري هذه األراضي جملموعة من
اهليئات تتمثل يف كل من يمعية املندوبني ،36والسلطة احمللية ،37وكذا جملس الوصاية.38
وإذا كان األصل يف تدبري أراضي اجلموع يتم من خالل النصوص القانونية الناظمة هلا ،فإنه
يالحظ أن األعراف والتقاليد 39مل تفقد مكانتها بالرغم من وجود تلك الرتسانة القانونية.
غري أن اعتماد األعراف والتقاليد يف تدبري وتسيري أراضي اجلموع نتجت عنه جمموعة من
املشاكل خنص بالذكر املشاكل املرتبطة باملعايري اليت على أساسها ومنح صفة ذي احلق ،خاصة إذا
علمنا أن النصوص القانونية املتعلقة بأراضي اجلموع مل تعرف مفهوم ذوي احلقوق ومل حتدد املعايري
اليت ومكن من حتديد هذه الصفة إلزالة اللبس والغموض.
إن ترك احلرية لكل يماعة يف حتديد صفة ذي احلق نتج عنه حرمان املرأة من اإلرث،
وحرمان الذكور غري املتزوجني من حق امللكية ،الشيء الذي أدى إىل العديد من املنازعات يف هذا
الشأن ،حيث قد يكون هلذه املمارسات انعكاس سليب على صياغة وثائق التعمري بسبب العراقيل
اليت تصادف اإلدارة أثناء التشاور بصدد وضع هذه الوثائق.
كما أن اإلحساس من طرف ذوي احلقوق بعدم أحقيتهم يف امللكية العقارية لألراضي
اجلماعية يدفع العديد منهم إىل جتزيء أنصبتهم وتفويتها خوفا من استالهبا منهم من طرف سلطة
-36الفصل الثاين من ظهري 12أبريل .2121
-37الفصلني الثاين والرابع من ظهري 12أبريل .2121
-38الفصل الثالث من ظهري 12أبريل .2121
-39يبقى ذلك طبيعيا مادام أن هذه العقارات باملغرب حسب رأي بعض الفقه كان هلا ارتباط وثيق بالتقاليد واألعراف.
-Paul DECROUX : « Droit Foncier », Edition La Porteé, imprimé les presses des éditions
marocains et internationales, Tanger, 1977, p :463.
14
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
الوصاية بقصد اجناز مشاريع عمرانية ،مقابل تعويضات هزيلة كما سبق أن وقع لذويهم يف
عمليات سالفة.
وهكذا ،وبدال من أن تشكل هذه األراضي احتياطيا عقاريا يستغل يف إجناز برامج سكنية
هامة ،خضعت للعديد من املعامالت غري املشروعة .ويعد منوذج مدينة القنيطرة وأحوازها (يماعة
سيدي الطييب) حبق مثاال صارخا يربز جبالء املضاعفات الوخيمة النايمة عن تطور حضري
40
مضطرب وكذا عن سوء استغالل هلذه األراضي.
ويف ظل هذا الوضع ،فإن السلطة املتدخلة غالبا ما تعجز عن تصحيح هذه الوضعية،
ويصبح ذلك مبثابة ارتفاق على األرض يلزم املدبر أو املتدخل أخذه بعني االعتبار أثناء تطبيق
41
توجهات وثائق التعمري.
وإذا كان هذا عن الصعوبات اليت تطرحها أراضي اجلموع ،فأراضي األحباس بدورها مل
تسلم من العديد من املشاكل اليت أثرت سلبا على ميدان التخطيط العمراين وهذا ما سنناقشه يف
الفقرة املوالية.
-40موالي عبد السالم شيكري":صالبة األنظمة العقارية اخلاصة وتأثريها على مسار التنمية العمرانية" ،مرجع سابق ،ص.112:
-41اهلادي مقداد":تدبري األراضي احلضرية " ،مداخلة مبناسبة اليوم الدراسي املنظم من قبل الوكالة احلضرية لسطات بتنسيق مع جامعة احلسن
األول بشأن املشاورات حول مدونة التعمري يوم األربعاء 11أبريل 1111بكلية احلقوق بسطات ،غري منشورة.
-42الوقف كل مال حبس أصله بصفة مكبدة أو مكقتة وخصصت منفعته لفائدة جهة بر وإحسان عامة أو خاصة (املادة األوىل من مدونة
األوقاف).
=
15
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
وسنحاول يف هذه الفقرة الرتكيز على الوقف املعقب دون غريه من األنواع األخرى46،من
خالل إبراز تداعياته على التخطيط العمراين سواء من حيث تصلب النص القانوين املنظم له(أوال)
أو من حيث التدبري اإلداري هلذا النوع من الوقف (ثانيا).
شرع املغرب يف األخذ بنظام الوقف منذ جميء اإلسالم ،حبيث ظل خيضع ألحكام الفقه
اإلسالمي وخصوصا الفقه املالكي ،إضافة إىل األعراف اخلاصة بكل منطقة.
ومبجيء احلماية تعهدت احلكومة الفرنسية يف معاهدة فاس املكرخة بتاريخ 31مارس
47
2121يف فصلها األول باحرتام املكسسات الدينية واألحباس اإلسالمية.
وبناء على تعهدات احلكومة الفرنسية وكذا اإلسبانية أصدر املشرع املغريب عدة ظهائر
شريفة وقوانني جعلت من تسيري األوقاف ومراقبتها أمرا من اختصاص السلطان وإدارة
48
األحباس.
=
ويتطلب قيام الوقف توفر األركان الالزمة املنصوص عليها يف املادة 3من مدونة األوقاف وهي :الواقف واملوقوف عليه واملال املوقوف والصيغة،
إضافة إىل شروطه األساسية املتمثلة يف اإلشهاد واحلوز.
-43الوقف العام :هو كل وقف خصصت منفعته ابتداء أو مآال لوجوه الرب واإلحسان وحتقيق منفعة عامة (املادة 11من مدونة األوقاف).
-44الوقف املعقب :كل ما وقف على ولد أو عقب أو نسل أو ذرية احملبس أو غريه (املادة 212من مدونة األوقاف).
-45الوقف املشرتك :كل ما وقف ابتداء على جهة عامة وعلى شخص بذاته أو عليه وعلى عقبه (املادة212من مدونة األوقاف).
-46على اعتبار أن الوقف العام والوقف املشرتك ال يكثران بشكل كبري على مسار التخطيط العمراين باملقارنة مع الوقف املعقب الذي يزيد يف
معضلة إخراج العقار من دائرة التنمية العمرانية.
-47للمزيد من اإليضاح على إبقاء املستعمرين على مكسسة الوقف أنظر:
- La Revue Marocaine du droit.
أوردته :لبىن بويزرل":إعادة هيكلة األحباس-الوقف املعقب منوذجا ، "-رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة ،شعبة القانون اخلاص ،وحدة
التكوين والبحث يف القانون املدين ،كلية احلقوق ،جامعة القاضي عياض ،مراكش ،السنة اجلامعية ،1111-1112ص.1:
16
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
وبعد االستقالل حافظ املغرب على مكسسة األوقاف املعقبة ،ومل يبادر إىل إلغائها كما
فعلت تشريعات بعض الدول العربية ،49وعضد ذلك مبجموعة من الظهائر ،50توجت بصدور
51
مدونة األوقاف الصادرة بتاريخ 13فرباير .1121
فبالرغم من هذا التطور القانوين الذي عرفه جمال تنظيم الوقف عموما ،والوقف املعقب
خاصة ،فإن واقع املمارسة أثبت أن هذا األخري أصبح ال يساير التطورات االقتصادية واالجتماعية
اليت تعرفها البالد اليوم ،السيما متطلبات التنمية العمرانية ،حيث يتسم بالتصلب واجلمود.
فكما هو معلوم أن الوقف املعقب ال ميكن تفويته وإمنا خيضع فقط للتصفية واملعاوضة يف
احلاالت اليت تتطلب ذلك ،52الشيء الذي يطرح عدة صعوبات أمام التخطيط العمراين ،أثناء
مرحلة وضع وثائق التعمري ،حيث يتم التشاور يف هذه املرحلة عن مدى إمكانية تغطية هذا النوع
من العقارات بوثائق التخطيط العمراين بسبب العراقيل اليت يطرحها أمام تنفيذ تلك الوثائق؟
=
-من أهم هذه الظهائر نذكر ما يلي:
48
17
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
وانطالقا من ذلك ،فإنه من الصعب أن نتصور حبسا معقبا -مبواصفاته وحيثياته املتحكمة
فيه واملقتضيات املنظمة له -يصمد أمام التحوالت اليت يشهدها إنتاج وهيكلة اجملال وامليكانيزمات
53
اليت تكطره.
ويظل الرسم العقاري عدد 23111س ،احملبس حتبيسا معقبا جبماعة سيدي رحال
الشاطئ التابعة إلقليم سطات خري شاهد على هذا الشرخ احلاصل بني إرادة احملبس وسلطة الرقابة
من جهة ،وبني متطلبات التعمري والتهيئة العمرانية من جهة ثانية ،إذا أن العقار وقع بني مطرقة
54
الرغبة يف اإلبقاء على طابعه الفالحي ،وسندان دينامية فتح اجملال يف وجه التعمري.
وجتدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أن هذا العقار الذي تبلغ مساحته 612هكتارا تقريبا
يوجد على شريط ساحلي متاخم ملدينة الدار البيضاء الكربى ،ويتميز خبصائص تكهله ليكون قطبا
عمرانيا وسياحيا بامتياز ،وأن تغطيته بتصميم هتيئة مصادق عليه 55بقي حبيس األوراق بسبب
56
املشاكل اليت يعرفها ذلك العقار.
18
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
وقد ترتب عن هذا الوضع اختالالت عمرانية عميقة عكست عجزا حضريا صارخا بالنظر
إىل األوضاع االجتماعية والسياسية اليت كانت وراء انتشار أشكال مرتدية تتنافر مع مرامي
57
التخطيط العمراين عموما ومضامني تصميم التهيئة على وجه اخلصوص.
أمام هذا الوضع املرتدي للوقف املعقب ،فإن التساؤل الذي ميكن أن نطرحه يف هذا
الصدد ،يتعلق مبدى جناعة التدخل اإلداري للوزارة الوصية يف تدبري هذا النوع من الوقف مبا يتالءم
مع حاجيات التخطيط العمراين؟.
يعهد تدبري الوقف املعقب إىل اإلدارة الوصية واملتمثلة يف وزارة األوقاف والشكون
اإلسالمية ،طبقا للظهري الشريف رقم 2.13.211الصادر يف 6دجنرب 1113املوافق 1
58
شوال 2616هـ يف شأن اختصاصات وتنظيم وزارة األوقاف والشكون اإلسالمية.
وبالرجوع إىل مقتضيات هذا الظهري ،جند املادة 1منه جتعل من بني اختصاصات مديرية
األوقاف ،احلفاظ على األوقاف املعقبة وصيانتها وفق النصوص املنظمة هلا ،كما أن املادة 222
من مدونة األوقاف وضعت األوقاف املعقبة حتت مراقبة إدارة األوقاف.
هذا وتعهد الوزارة الوصية مهمة تسيري الوقف املعقب إىل ناظر األوقاف ،59هذا األخري
الذي يبقى ملزما بتقدمي حساب سنوي عن تسيريه لذلك الوقف إىل املستفيدين منه ،وإىل إدارة
60
األوقاف مدعم بالوثائق املثبتة له.
19
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
ويف إطار تدبري األوقاف املعقبة ،جند عملية التصفية يف احلاالت اليت يوجبها القانون 61تتم
إما مببادرة من إدارة األوقاف ،أو بطلب من أغلبية املستفيدين ،ويف كلتا احلالتني حتيل السلطة
احلكومية املكلفة باألوقاف مبوجب مقرر ملف التصفية 62على جلنة خاصة حتدث هلذا الغرض
تسمى"جلنة التصفية".
=
-59يعني ناظر األوقاف من طرف الوزير الوصي على هذا القطاع.
وقد أيمع الفقهاء بضرورة توفر الشروط التالية يف من يتوىل النظارة:
أن يكون مسلما؛
أن يكون عادال؛
أن يكون كفأ؛
أن يكون عاقال؛
أن يكون بالغا؛
للمزيد من التوسع أنظر:
-فاطمة بنشالل":األمالك احلبسية بني صالبة القانون وحركية االقتصاد" ،رسالة لنيل دبلوم املاسرت يف قانون العقود والعقار ،جامعة حممد األول
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،وجدة ،السنة اجلامعية ،1112ص 32:وما بعدها.
-سعيد البكوري":دور الناظر يف القيام بشكون األمالك املوقوفة" ،مقال منشور مبجلة األمالك احلبسية ،مرجع سابق ،ص.211:
-60املادة 221من مدونة األوقاف.
-61تصفى األوقاف املعقبة حسب املادة 211من املدونة يف احلاالت اآلتية:
إذا انقطع نفع املال املوقوف أو قل نفعه إىل حد كبري؛
إذا أصبح املال املوقوف يف حالة يتعذر معها االنتفاع به؛
إذا صار عائده ال يغطي نفقاته والواجبات املفروضة عليه؛
إذا كثر املستفيدون وقل نصيب كل واحد منهم؛
-62يتكون ملف التصفية من:
مقرر إحالة املذكور يف املادة 213؛
نسخ من الوثائق املثبتة للوقف ،وما طرأ عليه من تغيريات عند االقتضاء؛
قائمة تتضمن األمساء الشخصية والعائلية للمستفيدين ومهنهم ومواطنهم أو حمالت إقامتهم مصحوبة بنسخ مصادق عليها من بطائق تعريفهم
الوطنية أو بأي وثيقة رمسية تقوم مقامه؛
نسخ من الوثائق املثبتة لصفة املستفيدين من الوقف؛
تقرير عن احلالة املوجبة للتصفية مرفق عند االقتضاء بالوثائق املثبتة لذلك؛
تقرير خبري خمتص يتضمن وصفا دقيقا للمال املوقوف وتقديرا لقيمته الشرائية؛
20
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
وبناء على تقرير جلنة التصفيةتتخذ السلطة احلكومية املكلفة باألوقاف مقررا بالتصفية أو
بعدمها ويشهر وينشر وفق الكيفية املنصوص عليها يف املادة 211من املدونة.63
وتستحق األوقاف العامة نسبة 3/2من الوقف املعقب الذي وقعت تصفيته ،ويقسم
3/1الباقيان بني الورثة ذكورا أو إناثا طبقا للفريضة الشرعية حسب ما نصت عليه املادة 212
من مدونة األوقاف.
وإذا كان األصل يف اختاذ قرار التصفية للوقف املعقب يرجع إىل السلطة املكلفة باألوقاف،
فإن التساؤل الذي يطرح هبذا الصدد ،هل ميلك القضاء سلطة البت يف هذا النوع من النزاعات؟
وما هي حدود صالحيته يف ذلك؟ خاصة يف احلالة اليت ومتنع فيها الوزارة الوصية عن املوافقة على
طلب التصفية الذي تقدم به املستفيدون من الوقف املعقب؟
وجوابا على التساؤل املطروح أعاله ،ذهبت احملكمة االبتدائية بالرباط يف حكمها،64
الصادر بتاريخ 2116/3/32الذي جاء فيه":إنه بإحداث جلنة خاصة يرتأسها وزير األوقاف
والشكون اإلسالمية مكلفة بتصفية احلبس املعقب وإعطائها سلطة األمر بإجراء القسمة والبيع
باملزاد العلين.يكون املشرع قد انتزع من القضاء االختصاص املتعلق بتصفية احلبس املعقب وأسنده
للجنة املذكورة ،مما يتعني معه التصريح بعدم االختصاص".
يتضح من خالل هذا احلكم ،أنه سحب عن القضاء سلطة النظر يف تصفية الوقف
املعقب ،مما يكون معه قد جانب الصواب ،ألن سكوت النص ال جيب تفسريه مبنع املستفيدين
-63يشهر مقرر اإلحالة على جلنة التصفية بتعليقه مبقر نظارة األوقاف اليت يوجد بدائرة نفوذها الرتايب الوقف املعقب املراد تصفيته وينشر يف
جريدتني على األقل توزعان وطنيا ومأذون هلما بنشر اإلعالنات القانونية والقضائية.
-64حكم عدد 211ملف عدد 13/213بتاريخ 2116/3/32منشور مبجلة رسالة احملاماة ،العدد املزدوج 22و 21السنة ،2111
ص .312:أورده:
-سفيان العسري":خصوصيات مسطرة تصفية الوقف املعقب" ،جملة األمالك احلبسية ،أعمال الندوة الوطنية اليت نظمها مركز الدراسات القانونية
املدنية والعقارية بكلية احلقوق مبراكش ،يومي 22-21فربايرص.222-221:
21
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
من اللجوء إىل القضاء وأن هذا األخري ال ميلك حق النظر يف ذلك الطلب ،بل على العكس من
ذلك فاحلق يف اللجوء إىل القضاء حق مضمون دستوريا 65يف يميع األحوال ،خاصة يف احلالة اليت
يتضرر فيها املستفيدون من القرار املطعون فيه ،وهذا ما أكده اجمللس األعلى سابقا (حمكمة
النقض حاليا) يف قراره 66الذي جاء فيه":إن تقدير املصلحة العامة أو مصلحة املستفيدين خيضع
لرقابة القضاء ،وعلى اإلدارة املعنية يف حالة املنازعة اجلدية أن تثبت قيام املصلحة اليت أملت
تصفية احلبس ،وإال كان مقررها متسما بالشطط يف استعمال السلطة".
هذا ،وجتدر اإلشارة إىل أن فحص شرعية هذه القرارات يبقى من اختصاص احملاكم
67
اإلدارية.
فمن خالل قراءة مضمون هذه الصالحيات اليت تتمتع هبا الوزارة الوصية يتضح جليا
املركزية املفرطة يف تدبري هذا القطاع ،حبيث أن نظارات األوقاف ال تعدو أن تكون سوى مكاتب
68
أو بتفويض الضبط ليس إال ،جمردة من كل تفويض ،سواء تعلق األمر بتفويض اإلمضاء
69
االختصاص.
إن هذا الواقع يتناقض مع اجتاه سياسية الالمركزية وعدم الرتكيز اليت ختول صالحيات
للبنيات اإلدارية اجلهوية واإلقليمية ،الشيء الذي ينعكس بالسلب على تدبري األحباس املعقبة
-65ينص الدستور يف فصله 222على":حق التقاضي مضمون لكل شخص للدفاع عن حقوقه وعن مصاحله اليت حيميها القانون".
-66قرار اجمللس األعلى عدد 211ملف عدد 13/213بتاريخ 1دجنرب ،2111منشور مبجلة قضاء اجمللس األعلى ،العدد ،66السنة
،2111ص.211:
-67املادة 2من قانون 62.11احملدث للمحاكم اإلدارية.
-68يقصد بتفويض اإلمضاء :هو ذلك التفويض الذي يقتصر دوره على جمرد توقيع املفوض إليه أو إمضائه على بعض القرارات الداخلة يف
اختصاص األصيل وحلسابه وحتت رقابته .
-69تفويض االختصاص :يقصد به أن يعهد صاحب االختصاص مبمارسة جانب من اختصاصه يف مسألة معينة إىل فرد أخر أو سلطة أخرى
طبقا ملا تقتضيه األوضاع القانونية .
راجع هبذا الصدد مليكة الصروخ":القانون اإلداري دراسة مقارنة"،مطبعة النجاح اجلديدة –الدار البيضاء،الطبعة السابعة ،1121ص 12وما
يليها.
22
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
وجيعلها ال تتماشى مع متطلبات التنمية العمرانية ،ويف ذلك ضرر للصاحل العام واملعقب عليهم
70
سيان.
كما أن هذه الصعوبات ال تتوقف عند حدود أراضي اجلموع وأراضي األحباس ،بل ومتمد
كذلك لتشمل أمالك الدولة و األمالك اخلاصة.
المطلب الثاني
تعترب أمالك الدولة واألمالك اخلاصة إىل جانب أراضي اجلموع وأراضي األحباس وباقي
األنظمة العقارية األخرى ،من أهم مكونات النظام العقاري باملغرب الذي يتميز بالتنوع والتعدد
كما ذكرنا سابقا.
هذا ،وعلى الرغم من كون أمالك الدولة تشكل احتياطا عقاريا يف يد السلطات العمومية
ميكن تسخريه إلجناح سياسة التخطيط العمراين ،إال أن هذه األمالك-خاصة العامة منها -تطرح
جمموعة من الصعوبات القانونية يف وجه التخطيط العمراين (الفقرة األوىل) و نفس األمر يقال
بالنسبة لألمالك اخلاصة بالرغم من سهولة تداوهلا (الفقرة الثانية).
تتوفر الدولة على نوعني من امللك ،ومها امللك العام وامللك اخلاص ،.حبيث أن هذا األخري
ال يطرح صعوبات كثرية أمام التخطيط العمراين بل على العكس من ذلك فهو يساعد على تنزيل
وثائق التخطيط العمراين(أوال) وذلك خبالف امللك العام(ثانيا).
23
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
تعترب األمالك اخلاصة للدولة71هي تلك العقارات واملنقوالت اململوكة للدولة واليت تكون
خمصصة للمنفعة العامة ،وتتكون هذه األمالك من:
-العقارات الفالحية واحلضرية املنقولة ملكيتها للدولة بسبب أحكام قضائية باملصادرة.
-الرتكات الشاغرة.
-املرجات اجملففة.
-العقارات الفالحية املهملة واليت صدر بشأهنا حكم قضائي بنقل ملكيتها للدولة.
-71يشتمل امللك اخلاص للدولة على مساحة تقارب 2111111موزعة على الشكل اآليت:
من حيث النوع'/'21-:عبارة عن أراضي عارية.و'/'22عبارة عن بنايات.
من حيث املوقع'/'12-:تقع يف مناطق قروية.و'/'11شبه حضري.و'/'2حضري.
-العريب حممد مياد :الدليل العلمي للملك اخلاص للدولة على ضوء القانون والعمل القضائي ،الطبعة األوىل1123التصفيف
واإلخراج:بروموبا،ص.1:
24
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
-أراضي املوات.
72
مبقتضى املرسوم رقم -22-131 ويعود تدبري هذه األمالك إىل مديرية أمالك الدولة
1بتاريخ11نوفمرب 2123املتعلق بتحديد اختصاصات وتنظيم وزارة املالية ،والذي ينص يف فصله
الربع عشر بأنه":يعهد إىل هذه املديرية مبا يلي:
-تكوين وتسيري ملك الدولة اخلاص ،غري امللك الغابوي وكذا النزاعات املتعلقة به واقتناء
العقارات وختصيصها باملرافق العمومية"....
واملالحظ عموما على أن امللك اخلاص للدولة يساهم بشكل كبري يف أجرأة وتفعيل
املخططات التعمريية وذلك راجع باألساس إىل عدم ارتباطه بقواعد قانونية تقييد من إمكانية
تداوله والتعامل بشأنه حيث ميكن تفويته سواء للخواص أو األشخاص العموميني.
غري أنه باملقابل فإن عقارات ملك الدولة اخلاص تعرف جمموعة من اإلكراهات ترجع
باألساس يف كون أن العديد من هذه العقارات تبقى غري حمفظة73أو يف طور التحفيظ 74حيث أن
هذه األخرية حتوطها عدة عراقيل ناجتة أساسا عن تقاعس اإلدارة املسكولة عن هذه األمالك عن
متابعة اإلجراءات املسطرية للتحفيظ كغياب ممثل اإلدارة املذكورة عن أشغال عملية التحديد أو
عدم إحضاره ملا يلزم إلجراء هذه العملية(عدم توفري األنصاب )
25
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
باإلضافة إىل هذا كله ،جند كذلك مشكل االعتداء والرتامي على هذه األمالك من طرف
الغري حيث قدرت نسبة األراضي املنزوعة حبوايل311هكتار.75كما أن تفويت هذه العقارات ال
خيضع ملراقبة فعالة سواء من طرف السلطة التشريعية أو احملاكم املالية مادامت مسطرة تثمينه ال
ختضع ملعايري موضوعية تأخذ بعني االعتبار أمهية هذا امللك.
يتم تعريف نظام امللك العام ،76عادة من خالل رجوع ملكيته أساسا إىل الدولة ومن
خالل الوظيفة اليت يقوم هبا أال وهي املنفعة العامة اليت تسهر على حتقيقها السلطات
العمومية.77فرياد به إذن ،تلك األمالك اليت ومتلكها الدولة أساسا أو اجلماعات الرتابية ملكية
عامة وهبذه الصفة ال ميكن أن تكون موضوع ملكية خاصة.
وتتمثل أهم النصوص القانونية املنظمة للملك العام يف ظهري فاتح يوليوز 782126الصادر
إبان عهد احلماية الفرنسية ،79وقد حدد الفصل األول من هذا الظهري األمالك اليت تعترب عامة-
رغم عدم حصرها -يف ما يلي:
-75االستجواب الذي قامت به جريدة الصباح مع مدير أمالك الدولة منشور 6163بتاريخ 21أبريل 1123ص،21:أورده العريب حممد مياد،
الدليل العملي للملك اخلاص للدولة على ضوء القانون والعمل القضائي ،مرجع سابق،ص.22:
-76جتدر اإلشارة إىل أن تعريف امللك العام ،أثار جمموعة من النقاشات واخلالفات بني الفقهاء للمزيد من التوسع يف هذه النقطة ،أنظر:
-حممد عامري":امللك العمومي باملغرب" ،أطروحة دكتوراه للدولة يف القانون العام ،كلية احلقوق الرباط ،السنة ،2116ص 21:وما بعدها.
-نعيمة بنلمليح ،مرجع سابق ،ص 33:وما بعدها.
-بوعزاويبويمعة":القانون اإلداري لألمالك" ،الطبعة األوىل ،1123 ،ص 62 :وما بعدها.
-77اهلادي مقداد":السياسة العقارية يف ميدان التعمري والسكىن" ،مرجع سابق ،ص.21:
-78ظهري 2يوليوز 2126املوافق 2شعبان 2331هـ اخلاص باألمالك العمومية ،اجلريدة الرمسية عدد 11بتاريخ 21يوليوز .2126
-79كما جتدر اإلشارة إىل أنه فيما خيص األمالك العامة املتواجدة باملناطق اخلاضعة لنفوذ السلطات األسبانية كانت منظمة مبقتضى ظهري 16
أكتوبر .2131
26
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
وختضع األمالك العامة للدولة من حيث سلطة تدبريها لوزارة التجهيز اليت تعمل على
صيانتها واحلفاظ عليها ،غري أن هناك أمالكا عامة تسهر عليها اجلماعات الرتابية اليت تضم
80
اجلهات و جمالس العماالت واألقاليم واجلماعات.
-80حممد اجلم":التحفيظ العقاري يف املغرب" ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،الدارالبيضاء ،الطبعة الثالثة ،2121 ،ص.221:
وتنقسم هذه األمالك بدورها إىل أمالك يماعية عامة وأمالك يماعية خاصة على غرار تقسيم أمالك الدولة ،وتكطرها جمموعة من القوانني:
ظهري 2112/21/21املتعلق باألمالك البلدية؛
ظهري 2116/1/12املنظم لطريقة تدبري األمالك العامة العقارية للجماعات القروية؛
ظهري 2111/1/13املنظم للجماعات احمللية؛
ظهري 2113/1/21املنظم للممتلكات العائدة لألقاليم والعماالت؛
باإلضافة إىل مرسوم 2116/1/6احملدد لكيفية تسيري ممتلكات اجلماعات القروية.
للمزيد من التوسع أنظر:
-عبد الواحد شعري":املمتلكات العقارية للجماعات احمللية باملغرب" ،مطبعة فضالة ،احملمدية.2112 ،
-حممد بونبات":امللكية العقارية اجلماعية وطرق محايتها" ،تدبري األمالك اجلماعية وتنمية الرصيد العقاري للجماعات احمللي" ،منشورات مركز
الدراسات القانونية املدنية والعقارية بكلية احلقوق مبراكش ،أعمال اليوم الدراسي ،السبت 1فرباير ،1112املطبعة دار وليلي للطباعة
والنشر ،الطبعة األوىل ،1113 ،ص 16:وما بعدها.
27
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
ولعل أهم ما ميكن تسجيله بصدد احلديث عن نظام امللك العام للدولة ،الصعوبات
القانونية اليت يطرحها يف وجه التخطيط العمراين ،والراجعة أساسا إىل مبدإ عدم قابلية هذا امللك
للتفويت حبسب ما نص عليه الفصل الرابع من ظهري فاتح يوليوز ،812126إال استثناء يف حالة
عدم صالحية هذا امللك لتلبية احلاجيات العمومية ،حيث ميكن حتويله إىل ملك خصوصي للدولة
مبوجب مرسوم صادر عن الوزير األول 82باقرتاح من وزير األشغال العمومية 83كما أكد على ذلك
الفصل اخلامس من نفس الظهري.
إن إقرار مبدإ عدم تفويت امللك العمومي من شأنه أن يعرقل تنفيذ وثائق التخطيط
العمراين مبا يتعارض مع متطلبات التعمري والتنمية العمرانية ،خاصة يف احلالة اليت ال تقدر فيها
الدولة على إجناز تلك املشاريع العمرانية املخصصة هلا تلك العقارات مبوجب تصميم التهيئة ،مما
84
جيعلها تكون عرضة للرتامي من طرف الغري ومرتعا للسكن العشوائي واألحياء الصفيحية.
إىل جانب ذلك ،فهي تكون موضوع تصرفات قانونية غري مشروعة حبيث تباع وتشرتى
بواسطة عقود عرفية استنادا إىل وثائق مزورة والسبب يف ذلك يرجع إىل غياب املراقبة الصارمة من
لدن الدولة حلماية هذه األمالك كما أكد على ذلك بعض الباحثني ،85نتيجة عدم قيامها
بعمليات التحديد واجلرد هلذه األمالك .وهذا يطرح يف نظرهم ،صعوبة التعرف وضبط االحتياطات
-81ينص الفصل الرابع من ظهري فاتح يوليوز 2126على ما يلي":ال يقبل التفويت لألمالك العمومية وال تسقط حقوق امللكية فيها مبضي
الزمان"
-82رئيس احلكومة حاليا.
-83وزير النقل والتجهيز واللوجستيك حاليا.
-84عماد التمسماين":التعمري واملشكل العقاري" حبث لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة ،جامعة حممد اخلامس –أكدال -كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية –الرباط -السنة اجلامعية ،1113-1111ص.11:
-85املرجع نفسه.
-منصف كنرييو":السكن احلضري ومشكل العقار باملغرب" ،حبث لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة ،جامعة حممد اخلامس ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية ،أكدال ،الرباط ،السنة اجلامعية ،1111-1116ص.11-16:
28
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
العقارية لدى السلطات العمومية خاصة تلك املتواجدة باملدار احلضري ،وحيول دون قيامها
باألدوار املرتبطة بتحقيق املنفعة العامة.
تعرف األمالك اخلاصة ،بأهنا تلك األراضي اليت ميلكها األفراد النتفاعهم اخلاص ،ويتمتعون
فيها حبقوق االستعمال واالستغالل والتصرف ،كما أكدت على ذلك املادة 26من مدونة
احلقوق العينية 86اليت تنص على أنه":خيول حق امللكية مالك العقار دون غريه سلطة استعماله
واستغالله والتصرف فيه ،وال يقيده يف ذلك إال القانون أو االتفاق"
يظهر من خالل هذه املادة بأن حق امللكة ليس حقا مطلقا بل يبقى مقيدا مبا يتالءم
ومتطلبات التنمية االقتصادية واالجتماعية للبالد ،وذلك باسم املصلحة العامة اليت تغلبها الدولة
87
على املصلحة اخلاصة كما نص على ذلك الفصل 31من الدستور املغريب.
وقد تعامل املشرع املغريب مع امللكية اخلاصة لألرض حبسب الصنف الذي تنتمي إليه،
حبيث ميكن التمييز بني األراضي الفالحية واألراضي احلضرية مث بني األراضي احملفظة واألراضي غري
احملفظة.
كما ميكن التمييز أيضا يف إطار امللكية العقارية اخلاصة ،بني صنفني ومها :امللكية الفردية
وامللكية الشائعة ،88حبيث خيتلف تأثري كل منهما على التخطيط العمراين.
-86نسخ قانون رقم 31.12املتعلق مبدونة احلقوق العينية ،ظهري 1يونيو 2121وذلك مبقتضى الظهري الشريف رقم 2.22.222الصادر يف
11من ذي احلجة 2631املوافق لـ 11نوفمرب .1122
-87ينص الفصل 31من الدستور على أنه ":يضمن القانون حق امللكية.
وميكن احلد من نطاقها وممارستها مبوجب القانون ،إذا اقتضت ذلك التنمية االقتصادية واالجتماعية للبالد.
"...
29
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
فبالنسبة للملكية الفردية ميكن إرجاع املشاكل اليت تطرحها على ميدان التخطيط العمراين
عموما ،يف تلك العمليات اليت يقوم هبا بعض املالك العقاريني خبصوص عقاراهتم خاصة تلك اليت
تتواجد باملناطق احمليطة باملدن أو باجملاالت احلضرية ،ونعين بذلك التصرفات املخالفة للقوانني
واألنظمة اجلاري هبا العمل .حيث يقوم املالك بتقسيم ملكه املوجود بضواحي املدينة إىل بقع
صغرية ما بني 61إىل 211مرت مربع ،قصد بيعها لينشئ املشرتي فوقها بنايات ،حيث تكون يف
هذه احلالة كل من عملييت التقسيم والبناء خمالفة للقانون ،وكذلك للمقتضيات املنصوص عليها يف
89
وثائق التخطيط العمراين.
ولقد أدى ذلك إىل عدة آثار سلبية على اجملال احلضري ،حبيث تتكون على تلك األراضي
اليت مت تقسيمها بشكل خمالف للقانون جمموعة من األحياء العشوائية والتجزئات غري القانونية أو
السرية نتيجة عدم قدرة مالكيها احلصول على رخص إدارية من أجل البناء فوقها من جهة،
ولغياب املراقبة اإلدارية من جهة أخرى.90
وبالتايل ،تقف امللكية الفردية هنا،كعائق حقيقي أمام تطبيق وتنفيذ املقتضيات اليت جاءت
هبا وثائق التخطيط العمراين السيما منها تصميم التهيئة ،نتيجة عدم االرتكاز على حبوث عقارية
=
-هي ملكية مشرتكة بني عدة أشخاص على شيء يكون فيها لكل واحد من الشركاء حصة معلومة القدر يف كل جزء من أجزاء الشيء 88
30
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
دقيقة أثناء مرحلة الدراسة ،91حيث يتم استحضاره بشكل عرضي فقط .وهذا ما عايناه من
خالل الدراسة اليت قمنا هبا ملشروع تصميم هتيئة يماعة ملباركيني بنواحي مدينة برشيد.
أما فيما خيص تأثري امللكية الشائعة على ميدان التخطيط العمراين ،فريجع باألساس إىل
عدة اعتبارات ،منها ما يتعلق بتصلب التنظيم القانوين هلذا النوع من امللكية ،حبيث ال يسمح
ألي من املشتاعني أو املالكني على الشياع التصرف يف حق امللكية ،بل حىت ولو تعلق األمر
بنصيبه ما مل يوافق على ذلك باقي الشركاء اآلخرين ،وهذا ما أكده الفصل 121من ق.ل.ع
92
االلتزامات والعقود.
إىل جانب ذلك ،هناك أيضا صعوبة يف االتفاق بني املالكني على الشياع بشأن أعمال
اإلدارة ،فباألحرى التصرف يف املال الشائع ،إذ غالبا ما يتمسك كل من املالكني حبقه يف امللك
املشاع ولو أنه غري مفرز بشكل جيعله يعرتض على التصرف يف الشيء املشاع.
هذا مع العلم أن هناك إمكانية إجراء عملية القسمة من أجل إهناء حالة الشياع إال أن
إجراءاهتا املعقدة والطويلة السيما إذا كانت قضائية ،قد تستغرق سنوات ما حيول دون استثمار
هذا العقار ألنه طاملا مل تتم القسمة بشكل هنائي فإن امللك يبقى شائعا ،93ومن مت يقف عائقا
أمام برجمة املقتضيات املنصوص عليها يف وثائق التخطيط العمراين.
-91كما هو معلوم ،أن وضع تصميم التهيئة تسبقه مرحلة الدراسة اليت يتم التعرف من خالهلا مثال على عدد السكان بتلك املنطقة املشمولة به
وكذا طبيعة األشغال اليت يزاولوهنا ،وعدد املرافق العمومية املوجودة بتلك املنطقة إىل غري ذلك من األمور.
-92ينص الفصل 121منق.ل.ععلى ما يلي":قرارات األغلبية ال تلزم األقلية:
أ -فيما يتعلق بأعمال التصرف وحىت أعمال اإلدارة اليت ومس امللكية مباشرة؛
ب-فيما يتعلق بإجراء تغيري يف االشرتاك أو يف الشيء املشاع نفسه؛
ج-يف حالة التعاقد على إنشاء التزامات جديدة؛
-93عبد الكرمي الطالب":الشياع واالستثمار:الواقع واآلفاق" أشغال اليوم الدراسي":العقار واالستثمار" املنظم من طرف عمالة إقليم احلوز
واملكتب اجلهوي لالستثم ار الفالحي للحوز بتعاون مع مركز الدراسات القانونية املدنية والعقارية بكلية احلقوق مبراكش بتاريخ 21يونيو
،1113املطبعة الوراقة الوطنية ،مراكش ،الطبعة األوىل ،1111 ،ص 222:وما يليها.
31
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
كما جتدر اإلشارة يف هذا السياق ،إىل أنه حىت ولو ومت عملية القسمة من طرف القضاء،
فإهنا تكون يف بعض األحيان متناقضة مع األحكام القانونية املنظمة للتعمري ،مما يرتتب عليه إجناز
تقسيمات غري قانونية -لكنها مرخصة -تعمل على تشويه املشهد العمراين من جهة وتضرب
94
فلسفة املشرع عرض احلائط من جهة أخرى.
وإذا كان هذا عن تعدد األنظمة العقارية باملغرب ،فإن ازدواجية النظام القانوين للعقار
كذلك هلا آثار جد هامة وارتباط وثيق بالتخطيط العمراين.
32
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
المبحث الثاني
أثر ازدواجية النظام القانوني للعقار على تنزيل التخطيط العمراني
ال تتميز املسألة العقارية باملغرب بتعدد األنظمة من أراضي اجلموع وأراضي األحباس
وأراضي ملك الدولة وأراضي امللك اخلاص ...فحسب ،بل كذلك بازدواجية النظام القانوين
للعقار 95حيث مثة أراضي حمفظة وأخرى غري حمفظة.
ومما الشك فيه أن وضوح وشفافية النظام القانوين للعقار تعد الركيزة األساسية يف ميدان
التخطيط العمراين وحمور يميع الدراسات التعمريية ،وتساعد على إجناز وثائق تعمريية مضبوطة،
فال يكفي أن تكون الوضعية املادية الطبيعية للعقار املشمول هبذه الوثائق مناسبة ،بل البد كذلك
من أن تكون الوضعية القانونية للعقار سليمة وتسم بالوضوح لتحقيق ذلك.
غري أنه بالرجوع إىل املقتضيات القانونية الواردة يف قانون 21/11املتعلق بالتعمري ،96جند
أن املشرع مل يشرتط طبيعة قانونية معينة للعقارات اليت تشكل أرضية للتخطيط العمراين سواء تعلق
األمر مبخطط توجيه التهيئة العمرانية أو بتصميم التهيئة ،أو تصميم التنطيق.
-95كما هو معلوم أن هذه االزدواجية اليت آل إليها النظام القانوين للعقار يف املغرب كانت مرتبطة بعوامل تارخيية حمضة ،منذ بسط احلماية عليه
تطبيقا لالتفاقية املربمة بني سلطان املغرب واجلمهورية الفرنسية مبدينة فاس يوم 31مارس ،2121حيث أذنت هذه املعاهدة بدخول القوانني
الوضعية إىل املغرب بعدما ظل الف قه اإلسالمي وخاصة املالكي وحده املطبق ،وهكذا فقد نصت الفقرة األوىل من الفصل األول من معاهدة
احلماية على أن " جاللة السلطان ودولة اجلمهورية الفر نسوية قد اتفقا على تأسيس نظام جديد باملغرب يشتمل على اإلصالحات اإلدارية
والعدلية (القضائية) والتعليمية واالقتصادي ة واملالية والعسكرية اليت ترى الدولة الفرنسوية إدخاهلا نافعا باإليالة املغربية" وهبذا صدر ظهري
التحفيظ العقاري يف تاريخ 1رمضان 2332املرافق ل 21غشت .2123
للمزيد من التفصيل يف التطور التارخيي لنظام التحفيظ أنظر:
-أمحد أدريوش ":أصول نظام التحفيظ العقاري ،حبث يف مصادره املادية و الرمسية ويف توجيه الفقهاء لنظر الشرع اإلسالمي عليه" ،منشورات
سلسلة املعرفة القانونية –مطبعة األمنية -الرباط ،الطبعة األوىل 2616هـ1113/م.
-حممد الكشبور" :بيع العقار بني الرضائية والشكل" ،مطبعة النجاح اجلديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة األوىل .2112
-96الصادر بتنفيذه الظهري الشريف رقم 2.11.32املكرخ يف 21من ذي احلجة 2621املوافق ل 22يونيو .2111
33
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
وهبذا سنعمل يف هذا املبحث على توضيح أثر ازدواجية النظام القانوين للعقار على ميدان
التخطيط العمراين ،من خالل مطلبني أساسيني خنصص األول منه للعقار احملفظ واملطلب الثاين
للعقار غري احملفظ.
المطلب األول
يعد نظام التحفيظ العقاري من أهم األنظمة القانونية األكثر تطورا نظرا للمبادئ اليت
يرتكز عليها من جهة ،97وكذا املزايا والفوائد اليت يعمل على حتقيقها على يميع املستويات من
جهة أخرى.98كما حيتل مكانة هامة أيضا يف يميع مراحل التخطيط العمراين ،سواء أثناء مرحلة
34
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
إعداد وثائق التعمري ،99أو خالل مرحلة تنفيذ هذه الوثائق ،100لكن يعرف تطبيق هذا النظام
جمموعة من املشاكل واإلكراهات ،سواء كان ذلك قبل تأسيس الرسم العقاري أي خالل مرحلة
العقار يف طور التحفيظ (الفقرة األوىل) أو بعد تأسيسه( ،الفقرة الثانية) الشيء الذي يكثر سلبا
على جمرى التخطيط العمراين.
الفقرة األوىل :املشاكل املرتبطة بالعقار يف طور التحفيظ وأثرها على وثائق التخطيط
العمراني
101
هو ذلك العقار الذي يتقدم صاحبه مبطلب إن العقار الذي يوجد يف طور التحفيظ
لتحفيظه لدى احملافظة املعنية وال تزال مسطرة التحفيظ جارية بشأنه ،وهي مسطرة إدارية تتخللها
مراحل عدة ،فبعدما يتوصل احملافظ مبطلب التحفيظ املستويف جلميع البيانات املطلوبة،102
خيصص ملفا هلذا املطلب ويعطي له رقما ترتيبيا ليدرج ضمن مطالب التحفيظ فيصبح هذا الرقم
هو املميز هلذا املطلب يف يميع العمليات اليت ستنجز بشأنه ،وبعد ذلك يقوم بإجناز ملخص
ملطلب التحفيظ يتضمن موجز للبيانات األساسية املضمنة باملطلب ،103مث تأيت بعد ذلك مرحلة
نشر امللخص باجلريدة الرمسية ،والتعليق لنسخة من امللخص واإلعالن عن تاريخ التحديد باجلهات
املنصوص عليها يف الفصل 22من ظ.ت.ع104كما مت تعديله ووميمه بقانون26-12
-99نظرا الرتكازه على سجل هندسي وتصاميم تبني بدقة موقع العقار ومساحته وحدوده مما يساعد املخططني على وضع تصاميم مدققة.
-100حبيث تسهل تعبئته نظرا الستقرار وثبات ملكيته وخلوها من النزاعات اليت قد تعرقل تنفيذ هذه الوثائق بالشكل األمثل .نذكر على سبيل
املثال مقتضيات املادة 1من قانون ،11-11القانون املتعلق بالتجزئات العقارية واجملموعات السكنية وتقسيم العقارات.
-101للمزيد من التفصيل حول موضوع العقار يف طور التحفيظ راجع:
-احلسن توغزاوي ":العقار يف طور التحفيظ" ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا يف القانون اخلاص جامعة حممد اخلامس كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية الرباط أكدال ،السنة اجلامعية .1111-2111
-102الفصل 21من ظهري التحفيظ العقاري.
-103الفصل 22من ظهري التحفيظ العقاري.
-104تتمثل هذه اجلهات يف كل من :رئيس احملكمة وممثل السلطة احمللية ورئيس اجمللس اجلماعي.
35
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
105
حيث يقوم وتلي عملية النشر هاته أهم عملية يف املسطرة وهي عملية التحديد،
احملافظ بتنسيق مع رئيس مصلحة املسح العقاري التابعة للمحافظة العقارية ،بانتداب مهندس
مساح طبوغرايف حملف ،كما يستدعي احملافظ أيضا حلضور هذه العملية كل من طالب التحفيظ
واجملاورين وأصحاب احلقوق العينية املبينني يف مطلب التحفيظ.106
وبعد االنتهاء من هذه العملية يقوم املهندس بتحرير حمضر بذلك طبقا لإلجراءات
املنصوص عليها يف الفصلني 11و 12من ظ.ت.ع ،حيث يعمل احملافظ بعد توصله هبذا
احملضر بنشر وتعليق إعالن يتضمن أن التعرضات على مطلب التحفيظ تقدم لدى احملافظة
العقارية خالل أجل شهرين ابتداء من يوم نشره باجلريدة الرمسية.107
فإذا انتهت هذه املسطرة دون ظهور متعرضني ،فإن احملافظ يعمل على اختاذ قرار تأسيس
الرسم العقاري ،108ويتحول العقار بعد ذلك من وضعية عقار يف طور التحفيظ إىل عقار حمفظ
-105عملية التحديد :هي عملية تقنية يقوم هبا مهندس مساح طبوغرايف حملف هبدف ضبط احلالة املادية للعقار.
-106الفصل 21من ظهري التحفيظ العقاري.
-107الفصل 13من ظهري التحفيظ العقاري.
-للمزيد من التفصيل راجع هبذا اخلصوص:
-حممد خريي :قضايا التحفيظ العقاري يف التشريع املغريب ،مرجع سابق من الصفحة 221إىل الصفحة .222
-مامون الكزبري :التحفيظ العقاري واحلقوق العينية األصلية والتبعية يف ضوء التشريع املغريب ،اجلزء األول،مرجع سابق.
-حممد مهدي اجلم،التحفيظ العقاري يف املغرب،مطبوعات دار املغرب للتأليف والرتيمة والنشر الدار البيضاء .2121/2311
-إدريس الفاخوري ودنيا مباركة":نظام التحفيظ العقاري وفق القانون رقم ،"26-12مطبعة اجلسور ش.م.م،الطبعة األويل .1121
-108حبسب الفصل 11من قانون التحفيظ العقاري فإن كل حتفيظ يقتضي من احملافظ على األمالك العقارية إقامة رسم عقاري يتضمن لزوما:
-2وصفا مفصال للعقار مع حدوده وبيان األمالك اجملاورة واملالحقة له ونوعه مساحته؛
-1االسم الشخصي والعائلي للمالك وحمل سكناه وحالته املدنية وجنسيته وإن اقتضى احلال اسم الزوج والنظام املايل للزواج أو كل اتفاق مت طبقا
ملقتضيات املادة 61من مدونة األسرة؛
ويتضمن يف حالة الشياع نفس البيانات املذكورة أعاله بالنسبة لكل شريك مع التنصيص على نصيب كل واحد منهم .وإذا كان املالك شخصا
اعتباريا فيجب بيان تسميته وشكله القانوين ومقره االجتماعي وكذا ممثله القانوين؛
-3احلقوق العينية العقارية املرتتبة على العقار؛
حيمل هذا الرسم العقاري رقما ترتيبيا وامسا خاصا به ،ويبقى تصميم العقار ملحقا به.
36
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
أما إذا ظهرت تعرضات ،فيضطر احملافظ إىل توقيف مسطرة التحفيظ إىل أن تتم تسوية التعرضات
إما وديا أو قضائيا.
ومن خالل ما تقدم ،خنلص إىل تسجيل جمموعة املالحظات حول املسطرة اليت مير منها
العقار يف طور التحفيظ واليت توضح بامللموس على أن هذه املسطرةال تتماشى بتاتا مع متطلبات
التخطيط العمراين ،هذا األخري الذي يرتبط بنظام التحفيظ العقاري ،ارتباطا وثيقا حيث يتطلب
وجود أرضية قانونية صلبة وحمفظة قابلة ألجرأة يميع التوجهات املنصوص عليها يف وثائق التعمري.
تتجلى هذه املالحظات خصوصا يف تلك املعوقات واإلكراهات اليت حتد من تعميم نظام
التحفيظ العقاري ،وتتحدد باألساس يف جمموعة من النقط:
-1ارتفاع تكاليف التحفيظ إضافة إىل ضعف الوسائل املادية والبشرية على صعيد
احملافظات العقارية ،حبيث ال ميكنها أن تستجيب لكل طلبات التحفيظ وفحصها يف احلني،
-109ينص الفصل السادس من ظهري التحفيظ العقاري على أن " التحفيظ أمر اختياري ،غري أنه إذا قدم مطلب التحفيظ فإنه ال ميكن سحبه
مطلقا".
-110وهذا ما أكده مشروع مدونة التعمري يف فصله الرابع املتعلق بتحفيظ العقارات الواقعة داخل حدود مناطق الضم احلضري.
-111أضيف هذا الفرع مبقتضى قانون 12-26ويتضمن 21مادة من املواد 2-12إىل 21-12من ظهري التحفيظ العقاري.
37
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
فتحفيظ العقار يتطلب مدة طويلة حىت ولو بالرغم من عدم وجود تعرضات ال ميكن أن تقل عن
سنة.112
-3إلغاء مطلب التحفيظ الذي يتعذر فيه على احملافظ على األمالك العقارية ،ونائبه
إجناز عملية التحديد ملرتني متتاليتني بسبب نزاع حول امللك كما نصت على ذلك الفقرة الثانية
من الفصل 13من ظهري التحفيظ العقاري ،حبيث يتناقض هذا املقتضي كليا مع مبدإ تعميم
نظام التحفيظ من جهة ،وكذلك مع ما مت التنصيص عليه يف الفقرة األوىل من الفصل 11من
نفس القانون حول إمكانية تسخري القوة العمومية من طرف وكيل امللك من أجل توفري الظروف
املالئمة إلجراء عملية التحديد.113
-6تعطيل هذه املسطرة والدخول إىل باب القضاء بسبب كثرة التعرضات–خاصة
التعرضات الكيدية ،114-حيث يتطلب األمر مدة طويلة من أجل الفصل فيها ،وهذا هو حال
هكتار جبماعيت مساحة111 واملسمى "أرض الشعيبية" املمتد على عدد6126 مطلب التحفيظ
2136 السوامل الطريفية والساحل أوالد حريز بإقليم برشيد ،والذي يعود تاريخ إيداعه إىل سنة
سنة مشكال أحد أكرب املشاكل العقارية جبهة الشاوية 21 حيث ظل حبيس وضعية معقدة زهاء
ورديغة املطروحة يف وجه تنفيذ وثيقة التعمري ،115كذلك الشأن بالنسبة ملطلب التحفيظ عدد
أمام احملافظة العقارية 2112/21/21 ،1221/11الذي قدم من طرف "ما حيول بلقاسم" بتاريخ
-112هذا بالرغم من التعديل الذي جاء به قانون 12-26حيث يسعى املشرع إال تسريع هذه املسطرة وذلك من خالل التنصيص يف
الفصل31منه على أنه " خالل الثالثة أشهر املوالية النصرام أجل التعرض يقوم احملافظ على األمالك العقارية بتحفيظ العقار بعد التحقق من
إجناز يميع اإلجراءات املقررة يف هذا القانون ،ومن شرعية الطلب وكفاية احلجج املدىل هبا ،وعدم وقوع أي تعرض".
-113تنص الفقرة األوىل من الفصل 11من ظ.ت.ع.على ما يلي :ينجز التحديد يف التاريخ والوقت املعني له ،وتوفري الظروف املالئمة إلجراء
عملية التحديد ،جيب على وكيل امللك تسخري القوة العمومية ،عند االقتضاء ،بطلب من احملافظ على األمالك العقارية أو من كل من له
مصلحة"...
-114للمزيد من املعلومات أنظر :عمر موسى ":الدعاوى الكيدية أثناء مسطرة التحفيظ العقاري" ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة يف
القانون اخلاص ،جامعة حممد األول ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية –وجدة -السنة اجلامعية .1112-1111
-115عبد الواحد اإلدريسي وأمحد مالكي :العقار غري احملفظ وأثاره على تنفيذ وثائق التعمري ،مرجع سابق ،ص .21-21
38
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
بتزنيت ،الذي يهدف إىل حتفيظ أزيد من نصف مساحة مدينة " كلميم" ،حيث مت جتميد
مسطرة حتفيظه بسبب التعرضات الواردة عليه.116
-1فشل نظام التحفيظ العقاري يف اقتحام املنطقة اليت كانت خاضعة للحماية اإلسبانية
بسبب النظام اخلاص الذي كان سائدا يف تلك املنطقة والذي خيتلف يف كثري من اجلوانب عن
النظام الذي أدخلته احلماية الفرنسية ذلك أنه وبالرغم من تعميم نظام التحفيظ على هذه املنطقة
منذ 2111فإن اإلقبال عليه يكاد يكون منعدما.117
الفقرة الثانية :إشكالية حتيني الرسوم العقارية وأثرها على التخطيط العمراني
يقصد مبسألة حتيني الرسوم العقارية جعل الوضعية القانونية للعقار مطابقة للحالة الواقعية
له ،بشكل يعكس احلياة احلقيقية للعقاري ،118وجتد هذه القاعدة مصدرها التشريعي يف الفصول
-116حممد بومريام" :إشكالية العقار غري احملفظ باملغرب-إقليم كلميم منوذجا" ،رسالة لنيل دبلوم املاسرت املتخصص يف املهن القضائية والقانونية،
جامعة حممد اخلامس السويسي الرباط ،السنة اجلامعية ،1111-1112ص 21:ومايليها.
-117بناصر مصطفاوي":التعمري بني التخطيط والعشوائية ،حالة مدينة الناظور "أطروحة لنيل الدكتوراه يف القانون العام وحدة العقار والتعمري
والسكين،كلية العلوم القانونية واإلقتصادية واإلجتماعية ،جامعة حممد اخلامس أكدال الرباط،السنة اجلامعية،5002-5002ص.161:
-118طارق دخيسي" :حتيني الرسوم العقارية وأثره على التنمية" ،رسالة لنيل دبلوم املاسرت يف القانون العقود والعقار ،جامعة حممد األول ،كلية
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة ،السنة اجلامعية ،1112-1112ص.11:
39
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
من مدونة احلقوق العينية،121 1 من ظهري التحفيظ العقاري ،وكذا يف املادة 120
و12
119
11
-أهنا تعطي االستقرار الالزم للعقار وتوضح معامله ،الشيء الذي جيعل منه أداة فعالة
لضمان استقرار امللكية العقارية.122
-سهولة حتديد املالك احلقيقي ،وذلك عن طريق اإلطالع بكيفية ميسرة ودقيقة ومرنة
وبسيطة على وضعية هذه العقارات بإدارة احملافظة العقارية عن طريق سجالهتا وكنانيشها وملفاهتا
مما يولد ثقة املتعاملني حول هذه العقارات ،وهو ما يعترب دافعا لتحقيق التنمية االقتصادية.123
وهبذا فإن ظاهرة عدم تيومي الرسوم العقارية ومس من جهة جبوهر نظام التحفيظ العقاري
الذي يقوم على العالنية ،حيث ميكن األغيار من إدراك الوضع املادي والقانوين للعقار مبجرد
اإلطالع على السجل العقاري ،كما يكدي إىل اإلضرار باستقرار املعامالت العقارية وما ينبغي أن
يسودها من ثقة ومصداقية من جهة أخرى ،األمر الذي ينعكس سلبا على تعبئة العقار من أجل
املسامهة يف حتريك دواليب االقتصاد.124
-119ينص الفصل 11على أن " كل حق عيين متعلق بعقار حمفظ يعترب غري موجود بالنسبة للغري إال بتقييده ،وابتداء من يوم التقييد يف الرسم
للعقار من طرف احملافظ على األمالك العقارية."...
-120ينص الفصل 12على ما يلي "إن األفعال اإلرادية واالتفاقات التعاقدية الرامية إىل تأسيس حق عيين أو نقله إىل الغري أو اإلقرار به أو تغيريه
أو إسقاطه ال تنتج أي اثر بني األطراف إال من تاريخ التقييد بالرسم العقاري."...
-121تنص املادة 1من م.ح.ع على ما يلي "إن الرسوم العقارية وما تتضمنه من تقييدات تابعة إلنشائها حتفظ احلق الذي تنص عليه وتكون
حجة يف مواجهة الغري على أن الشخص املعني هبا هو فعال صاحب احلقوق املبينة فيها."...
-122عبد اهلل محداوي ":اإلشكاالت املرتبطة مبسطرة التحفيظ وتأثريها على االستثمار" ،ندوة العقار واالستثمار ،أشغال الندوة الوطنية املنظمة
من طرف وحديت التكوين والبحث لنيل الدكتوراه ودبلوم الدراسات العليا املعمقة يف قانون العقود والعقار بكلية احلقوق ،جامعة حممد األول،
وجدة 11-21ماي ،1111ص.16 :
-123حممد احلياين :دور التحفيظ العقاري يف حتقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية ،اجمللة املغربية لالقتصاد والقانون ،عدد 1ماي ،1111ص:
.211
-124عبد اإلله الفقري" :آليات تدبري الرصيد العقاري يف املغرب على ضوء مشروع مدونة التعمري" ،رسالة لنيل دبلوم املاسرت يف قانون العقود
والعقار ،جامعة حممد األول كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة ،السنة اجلامعية ،1121-1111ص.22 :
=
40
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
والشيء الذي يكثر بالتبعية أيضا على ميدان التخطيط العمراين ،حبيث أن االعتماد على
الرسوم العقارية وما تتضمنه من بيانات جيب أن تتطابق مع الواقع الفعلي للعقار احملفظ حىت تتم
تريمة يميع املقتضيات املنصوص عليها يف وثائق التخطيط العمراين ،وإال فما الفائدة من االعتماد
على هذه الرسوم إذا تبني يف الواقع أهنا متناقضة وماما.125
وعلى كل حال ،ميكن إرجاع أسباب ظاهرة عدم حتيني الرسوم العقارية ،إىل عدة
اعتبارات ،فمنها ما هو قانوين بسبب الثغرات املوجودة بالقانون العقاري وكذا القوانني احمليطة به،
ومنها ما هو واقعي بسبب تقاعس املتعاملني وعدم وعيهم باملخاطر اليت قد تلحقهم من جراء
عدم حتيني رسومهم العقارية.126
كما جتدر اإلشارة أيضا يف هذا الصدد إىل أن الواقع أبان عن وجود عدد هائل من الرسوم
العقارية اجملمدة اليت غاب عنها مالكوها أو أقدموا على بيع بعض أو كل أجزائها كبعض العقارات
املقيدة يف سجالت احملافظة العقارية باسم مالكها األصليني املعمرين ،حيث أضحت تثري أكثر
من إشكال أمام التنمية العمرانية نظرا للصعوبات الواقعية والقانونية اليت تطرحها مثل هذه الرسوم
على اعتبار أن التقادم ال يكسب العقار احملفظ ،127مهما طال أمده ،128وبالتايل فإن هذه
=
وللمزيد من التفصيل يراجع :احلسن الفيداح ":ظاهرة عدم حتيني الرسوم العقارية :آثارها وسبل مواجهتها "دراسة مقارنة" ،رسالة لنيل دبلوم
الدراسات العليا املعمقة يف وحدة قانون العقود والعقار ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة ،السنة اجلامعية -1113
.1116
-125فقد كشفت املعاجلة املعلوماتية ملعطيات السجل العقاري أن ما بني %31و %61من الرسوم العقارية غري حمينية وال تعكس احلالة
احلقيقية للعقار.
- Inscription sur les livres fonciers marocains, l’immatriculation foncière en 311 questions
– réponses administration de la conservation foncier, du cadastre et de la
cartographie, 1999, P : 152.
-126طارق دخيسي،مرجع سابق ،ص 11وما بعدها.
-127ينص على هذا املبدأ الفصل 13من ظهري التحفيظ العقاري بقوله " إن التقادم ال يكسب أي حق عيين على العقار احملفظ ،يف مواجهة
مالك املقيد ،وال يسقط أي حق من احلقوق العينية املقيدة بالرسم العقاري".
كذلك نصت املادة 112من مدونة احلقوق العينية على أن" :ال تكسب باحليازة:
=
41
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
الوضعية تكشف بامللموس عن تناقض صارخ بني أراضي مت فتحها للتعمري مبوجب وثائق التخطيط
العمراين من جهة وقواعد قانونية متعلقة بالعقار من جهة أخرى ،األمر الذي يعرقل تنفيذ
مقتضيات هذه الوثائق ويشكل يف نفس الوقت أرضية مناسبة لظهور وانتشار البناء غري القانوين
وغريه من املشاكل.129
هذا بالنسبة لتأثري كل من العقار يف طور التحفيظ والعقار احملفظ فماذا عن العقار غري
احملفظ ؟هل له نفس التأثري على ميدان التخطيط؟
المطلب الثاني
يعرف العقار غري احملفظ عادة بأنه ذلك العقار الذي ال ميت بأي صلة لنظام التحفيظ
العقاري ويتداول انتقال امللكية فيه بالبيع واهلبة واإلرث وغريها ،فهو يغطي نسبة كبرية من
األراضي اخلاضعة لنظام امللكية اخلاصة باملغرب .وقد أصبح خيضع يف تنظيمه القانوين ألحكام
مدونة احلقوق العينية ،130بعدما كان خيضع لقواعد الفقه املالكي وق.ل.ع وبعض األعراف.131
=
-أمالك اجلماعات احمللية -أمالك الدولة العامة واخلاصة
-العقارات احملفظة -األمالك احملبسة
-األمالك األخرى املنصوص عليها صراحة يف القانون". -أمالك اجلماعات الساللية
-128أمحد مالكي :التدخل العمومي يف ميدان التعمري ،مرجع سابق ،ص .116
-129موالي عبد السالم شكريي :صالبة األنظمة العقارية اخلاصة وتأثريها على مسار التنمية العمرانية ،مرجع سابق ،ص .3
-130تنص الفقرة األوىل من املادة األوىل من مدونة احلقوق العينية على أنه " تسري مقتضيات هذا القانون على امللكية واحلقوق العينية ما مل
تتعارض مع تشريعات خاصة بالعقار".
-131جتدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أنه قبل صدور مدونة احلقوق العينية كان يثار نقاش فقهي وقضائي خبصوص حتديد القانون الواجب
التطبيق فيما يتعلق بنزاعات العقار غري احملفظ ،وللمزيد من املعلومات خبصوص هذه النقطة يراجع:
-حممد بوحسوي ":وضعية العقار بني النصوص الشرعية والقوانني املدنية" ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة يف القانون املدين ،جامعة
القاضي عياض ،كلية العلوم القانونية و االقتصادية واالجتماعية –مراكش -السنة اجلامعية .1111-2111
-عزالدين املاحي :السياسة التشريعية يف جمال العقار غري احملفظ ،مقال منشور مبجلة القصر ،العدد 1شتنرب ،1116ص 31وما بعدها.
=
42
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
وعلى عكس العقار احملفظ الذي يساهم إىل حد ما ،132يف تسهيل عمليات التخطيط
العمراين ،فإن العقار غري احملفظ وبالنظر إىل املشاكل املرتبطة به من كل جانب ،يطرح العديد من
العراقيل والصعوبات يف وجه التخطيط العمراين سواء أثناء مرحلة إعداد الوثائق (وثائق التخطيط
العمراين)( ،الفقرة األوىل) ،أو عند مرحلة تنفيذها (الفقرة الثانية).
الفقرة األوىل :أثر العقار غري احملفظ على مستوى إعداد وثائق التخطيط العمراني
يعترب العقار نقطة البداية اليت ينطلق منها املخطط واملصمم والدارس ،فبدونه ال ميكن
احلديث عن التخطيط العمراين ،وباعتبار هذا األخري جمموعة من اإلجراءات القانونية والتقنية ،فهو
يتطلب وجود وعاء عقاري ثابت يتوفر على نظام قانوين مرن ومتطور يستجيب لكل حاجياته.
وبالنظر إىل وضعية العقار غري احملفظ جنده ال يتوافق مع املتطلبات اليت حيتاجها التخطيط
العمراين ،فهو يطرح عدة عراقيل وإكراهات يف وجه هذا األخري ،خاصة أثناء مرحلة إجناز الوثائق
التعمريية ،حبيث يصبح من الصعب معه جدا إجراء أحباث ودراسات عقارية دقيقة على هذا
الوعاء العقاري ختدم إجناز تلك الوثائق ،فاملخططون جيدون صعوبة يف التعامل مع هذا النوع من
العقارات.
والسبب يف ذلك كله ،يرجع إىل نوعية املشاكل اليت يثريها هذا العقار ،فبالنسبة لتوثيق
املعامالت العقارية اخلاصة به جند الوثيقة العدلية 133اليت يتم حتريرها من طرف العدول واملخاطب
=
-يونس رياض ":العقار غري احملفظ بني النظام القانوين والواقع العملي" ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة يف القانون املدين ،جامعة
القاضي عياض ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،الفقرة األوىل ،مراكش ،السنة اجلامعية .1111-1112
-132بالنظر إىل املشاكل اليت يعرفها تطبيق هذا النظام واليت سبق أن تطرقنا إليها يف املطلب األول من املبحث الثاين من هذا الفصل.
-133تنقسم الشهادة العدلية إىل قسمني ،األول :من حيث موضوعها حيث جند شهادة أصلية وأخرى اسرتعائية ،والثاين :من حيث طبيعتها
حيث جند شهادة عدلية وأخرى لفيفية.
-حممد الربيعي ":األحكام اخلاصة باملوثقني واحملررات الصادرة عنهم" ،دراسة على ضوء التوثيق العديل والتوثيق العصري ،املطبعة والوراقة الوطنية –
الدوديات -مراكش ،الطبعة األوىل ،1112ص 111 :وما بعدها.
43
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
عليها من طرف قاضي التوثيق ،مل تكن كافية لتوحي الثقة بني املتعاملني هبا ،بالرغم من
التنظيمات العديدة اليت أدخلت على كيفية حترير هذه الرسوم وضبطها وتنظيمها ،134إذ كثريا ما
تثار الشكوك حول صحتها نتيجة التواطك الذي يكون بني املالك غري الشرعي والشهود الزور.135
باإلضافة إىل ذلك ،جند أن هذه الرسوم كثريا ما يعرتيها النقص واإلمهال حبيث أن العديد
منها ال يتوفر على اإليضاحات الالزمة واملعلومات الدقيقة للعقار ،سواء من حيث الوجهة
القانونية فيما خيص حتديد املالك وأصحاب احلقوق العينية ،أو من حيث الوجهة الطبوغرافية فيما
خيص حتديد موقع العقار ومساحته وحدوده إذ غالبا ما يتم االعتماد على الطريقة التقليدية
حلساب مساحة العقار غري احملفظ.
كما أن السجالت العقارية اخلاصة هبذا العقار ليست مضبوطة بشكل كاف من شأنه أن
يسهل على املخططني إمكانية الرجوع إليها واعتمادها نظرا لعدم وجود خرائط مفصلة تبني بدقة
موقع العقار ومساحته وحدوده ،فالعقار غري احملفظ كما هو معلوم يقوم على نظام الشهر
الشخصي الذي يعتمد على أمساء أشخاص املالكني ،هذا على خالف العقار احملفظ الذي يقوم
على نظام الشهر العيين ،حبيث جند لكل عقار سجل خاص به يتمثل يف الرسم العقاري ،يتضمن
كل البيانات املتعلقة به ،سواء من الناحية القانونية أو املادية.136
فبالنسبة للسجل املوجود بقسم التوثيق لدى كتابة الضبط احملكمة االبتدائية الذي تضمن
فيه يميع التصرفات العقارية اليت يوثقها العدول ،جنده ال يتسم بالوضوح الكايف وال يساعد كذلك
-134فقد أقدم املشرع مكخرا على إصدار قانون رقم 13.21الذي نفذ بواسطة ظهري 26فرباير 1111منشور باجلريدة الرمسية عدد 1611
بتاريخ 1مارس ،1111ص ،111وامللغي لقانون 22.22املنفذ بظهري 1ماي 2121وللقانون املعدل له 16.13املنفذ بظهري 11
يونيو .2111وحاليا يوجد مشروع قانون ينظم الشهادة اللفيفية.
-135منصف كنرييو" :السكن احلضري ومشكل العقار باملغرب" ،مرجع سابق ،ص.12-12 :
-136حممد خريي ،قضايا التحفيظ العقاري يف التشريع املغريب.مرجع سابق ،ص 32 :وما بعدها.
44
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
على إعطاء معلومات دقيقة عن العقار ،فكيف يعقل أن نفس العقار خيضع لعدة تصرفات
وتسجل بنفس السجل ويف أماكن خمتلفة ودون وجود روابط جتمعهما.137
وبالرجوع أيضا للمادة 11من قانون 21.11املتعلق بالتعمري ،جند على أن هذا النظام
يضع كذلك عراقيل يف وجه التخطيط العمراين ،حيث أشارت املادة على أن تصميم التهيئة ميكن
أن يكون مبثابة قرار تعني فيه األراضي املراد نزع ملكيتها لكوهنا الزمة إلجناز التجهيزات املنصوص
عليها يف البنود 1 ،1 ،6 ،3من املادة .13821
ففي هذه احلالة جيب أن ينص فيه على العقارات املراد نزع ملكيتها مع بيان مشموالهتا
ومساحتها وأمساء من حيتمل أن يكونوا مالكني هلا ،وهذا ما يتعذر إجنازه بالنسبة للعقارات غري
احملفظة بسبب املشاكل السابق ذكرها ،على عكس العقارات احملفظة اليت ال تطرح مثل هذه
الصعوبة.
-137حممد خريي :مقارنة بني نظام العقارات احملفظة والعقارات غري احملفظة.العقار غري احملفظ ...إىل أين؟ أشغال الندوة الوطنية اليت نظمها مركز
الدراسات القانونية املدنية والعقارية بكلية احلقوق مراكش يومي 12و 12فرباير ،1116املطبعة والوراقة الوطنية –مراكش -الطبعة األوىل
،1116ص.13 :
-138تنص املادة 21من قانون 21.11على أنه "يهدف تصميم التهيئة إىل حتديد يميع أو بعض العناصر التالية:
........ -2
....... -1
-3حدود الطرق (املسالك والساحات مواقف السيارات) الواجب احلفاظ عليها أو تغيريها أو إحداثها؛
-6حدود املساحات اخلضراء العامة (األماكن املشجرة واحلدائق والبساتني) وميادين األلعاب واملساحات املباحة املختلفة كاملساحات املخصصة
للتظاهرات الثقافية والفلكلورية الواجب احلفاظ عليها أو إحداثها؛
-1حدود املساحات املخصصة للنشاطات الرياضية الواجب إحداثها وفق أحكام املادة 12من القانون رقم 1.22املتعلق بالرتبية البدنية
والرياضة الصادر بتنفيذه للظهري الشريف رقم ،2.22.221بتاريخ 23من شوال 21( 26 11ماي )2121وحدود املساحات
املخصصة للنشاطات الرياضية الواجب احلفاظ عليها أو تغيريها؛
-1املواقع املخصصة للتجهيزات العامة كتجهيزات السكك احلديدية وتوابعها والتجهيزات الصحية والثقافية والتعليمية واملباين اإلدارية واملساجد
واملقابر؛
45
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
ويف األخري البد من اإلشارة إىل أن تأثري العقار غري احملفظ ال يقف عند مستوى إعداد
وثائق التخطيط العمراين بل ميتد ليشمل مرحلة التنفيذ كذلك وهذا ما سنعمل على توضيحه يف
الفقرة املوالية.
الفقرة الثانية :أثر منازعات العقار غري احملفظ على تنفيذ وثائق التخطيط العمراني
ال ميكن أن تظهر أمهية وفعالية وثائق التخطيط العمراين من خالل التصورات الطموحة
اليت تقرر يف حمتوياهتا فقط ،بل جيب جتسيد خمتلف األهداف والتوجهات اليت حتتوي عليها،
فبدون ذلك ستبقى تلك الوثائق جمرد دراسات وبيانات ال ينتج عنها أي أثر.
فمهما بدل من جهد وعناية أثناء مرحلة إعداد هذه الوثائق إلجنازها جبودة عالية ووفق
تصور حمكم ومضبوط ،فإن ذلك ال ميكن أن تكون له قيمة حقيقية إذا مل يتم إخراج حمتوياهتا إىل
حيز الوجود على اعتبار أن تطبيقها هو الذي يكدي إىل الوقوف على دور وأمهية الوثيقة يف تنظيم
وتأطري اجملال الذي تغطيه.139
وبالرجوع إىل التطبيق الفعلي لوثائق التخطيط العمراين جندها تصطدم مبجموعة من
العراقيل ،140كانت أبرزها تلك اإلكراهات اليت تطرحها نزاعات العقار غري احملفظ ،حيث أن
العديد من هذه الوثائق اليت يكون موضوعها عقارات غري حمفظة يطاهلا التقادم مما حيول دون تنفيذ
التجهيزات املربجمة فوقها.
-139حممد بنيعيش ":وثائق التعمري واملمارسة منوذج طنجة" ،حبث لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة ،جامعة حممد اخلامس –أكدال -كلية
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية –الرباط -السنة اجلامعية ،1113-1111ص.11 :
-140تتجلى هذه العراقيل يف اإلكراهات اليت يطرحها اجلانب التمويلي يف جمال التعمري باإلضافة إىل اإلكراهات العقارية اليت تناولناها بتفصيل يف
هذا البحث.
46
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
وبالتايل فالتساؤل الذي يبقى مطروحا يف هذا الباب حول ما هي الفائدة من إعداد هذه
الوثائق اليت تتطلب موارد بشرية ومادية إلعدادها إذا مل يكن باإلمكان تنفيذها على أرض
الواقع؟!
فقد أكدت اإلحصائيات أن ثالثة أرباع ¾ من القضايا واملنازعات املرفوعة أمام احملاكم
تدور حول ملكية أو حيازة أو استغالل عقار سواء تعلق األمر بقضايا مدنية أو جنائية ،141وهبذا
فإن جل نزاعات العقار غري احملفظ اليت يكون هلا أثر واضح على تنفيذ وثائق التخطيط العمراين
تدور حول هذه الدعاوى ،واملتمثلة يف كل من دعوى احليازة ودعوى االستحقاق باإلضافة إىل
دعوى القسمة ودعوى الشفعة.142
فبالنسبة لدعوى احليازة ،143فهي هتدف إىل صيانة احلق الظاهر حفاظا على االستقرار يف
استغالل العقار غري احملفظ و االستفادة منه ،144أو بعبارة أخرى فهي تلك الدعوى اليت يرفعها
من توفرت له حيازة علنية خالية من كل التباس ملدة سنة كاملة يظهر فيها مبظهر صاحب احلق،
ودون منازعة قضائية أو غري قضائية ،وكانت حيازته متصلة غري منقطعة لسبب من األسباب.
-141حممد سالم :مقارنة بني التوثيق العصري والعديل وبني طموحات وآمال التوحيد ،وعوامل اخلصوصية والتمييز وآفاق التكامل ،ندوة توثيق
التصرفات العقارية ،أشغال يومي 22و 21فرباير 1111الندوة العلمية الوطنية اليت نظمها مركز الدراسات القانونية املدنية والعقارية بكلية
احلقوق مبراكش ،املطبعة والوراقة الوطنية مراكش ،طبعة ،1111ص.22 :
-142لن نغوص يف يميع اجلوانب املتعلقة هبذه الدعاوى من شروط شكلية وموضوعية وإمنا سنحاول فقط إبراز مفهوم هذه الدعاوى و توضيح
تأثريها على تنفيذ وثائق التخطيط العمراين.
-143مت تنظيم أحكام احليازة من الناحية املوضوعية عن طريق مدونة احلقوق العينية باعتبارها كسبب من أسباب كسب ملكية العقار غري احملفظ
ضمن الفصل الثالث من الكتاب الثاين يف املواد من املادة 131إىل املادة .113
أما من الناحية الشكلية فهي ختضع لق.م.م يف الفصول من الفصل 211إىل .221
-144للمزيد من التفصيل يراجع- :عبد اللطيف الودناسي ":وملك العقار باحليازة يف التشريع املغريب" ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة،
جامعة القاضي عياض ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية –مراكش -السنة اجلامعية .2116-2113
-عبد العايل العبودي" :احليازة فقها وقضاء" ،املركز الثقايف العريب الدار البيضاء ،الطبعة األوىل ،السنة .2111
-حممد القدوري :حيازة العقار وحيازة املنافع "حيازة الضرر" وأحكام املياه ودعاوي محاية احليازة يف ضوء الفقه املالكي والتشريع والقضاء املغريب،
دار األمان للنشر والتوزيع الرباط.1111 ،
47
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
هذا وتكمن خطورة دعوى احليازة يف كوهنا تقوم على الوضع الظاهر ،وبالتايل فهي حتمي
من كان الواقع يف صفه ال من كان احلق يف صفه ،هذا األخري الذي جيب عليه رفع دعوى أخرى
145
اليت تعترب أكثر تشعبا ودقة من دعوى احليازة على اعتبار أهنا تروم هي دعوى االستحقاق
للبت يف أصل امللك واحلكم باالستحقاق من عدمه ،بناء على احلجة املثبتة للملك وليس على
الوضع الظاهر.146
أما فيما خيص دعوى القسمة ،147فهي شرعت من أجل رفع الضرر الناتج عن حالة
الشياع ،148وترمي هذه الدعوى إىل تعيني نصيب كل شريك يف العقار املشاع مبعىن فرز حصص
الشركاء حبيث تتحول امللكية الشائعة إىل ملكية فردية.149
-145مل حتظ دعوى االستحقاق بتنظيم تشريعي يف مدونة احلقوق العينية على خالف دعوى احليازة وإمنا بقيت ختضع ألحكام الفقه املالكي.
عموما تسري عليها من الناحية اإلجرائية القواعد العامة املنصوص عليها يف ق.م .م ،حيث حدد املشرع يف الفصل األول منه شروط الدعوى فال
تقبل إال ممن له الصفة واألهلية واملصلحة إلثبات حقوقه.
كما أن الفصول من 32إىل 31من ق.م.م ،بينت كيفية رفع الدعوى ،حيث يشرتط لصحة املقال:
-2تعيني أطراف الدعوى (األمساء الشخصية والعائلية ،حمل سكناهم)...؛
-1بسط موضوع الدعوى وتصويرها للمحكمة بوضوح؛
-3تعيني املدعى فيه تعيينا كافيا؛
-6اإلشارة يف املقال إىل احلجج اليت ينوي املدعي استعماهلا إلثبات حقه؛
-1تعليل وقائع الدعوى؛
-1حصر املطالب اليت يريد املدعي الفصل فيها؛
-2توقيع املقال والذي يضفي عليه الصبغة الشرعية والقانونية؛
-عبد اللطيف الودناسي" :إثبات ملكية العقار يف القانون املغريب" ،أطروحة لنيل الدكتوراه يف القانون اخلاص ،جامعة القاضي عياض كلية العلوم
القانونية واالقتصادية واالجتماعية مبراكش ،السنة اجلامعية ،1112-1111ص 212 :وما يليها.
-146حممد زعاج ":أثر تعدد التنظيمات العقارية والتوثيقية على الوضعية العقارية باملغرب" ،رسالة لنيل دبلوم املاسرت يف قانون العقود والعقار،
جامعة حممد األول كلية العلوم القانونية االقتصادية واالجتماعية وجدة ،السنة اجلامعية ،1112-1112ص.11 :
-147مت تنظيم األحكام اخلاصة بالقسمة يف القسم الثاين من الكتاب الثاين من مدونة احلقوق العينية يف املواد من املادة 323إىل املادة .331
-148خاصة الشياع املرتتب عن اإلرث الذي يعترب معضلة حقيقية ،حيث يضفي على العقار غري احملفظ يمودا قانونيا.
-149للمزيد من التفصيل يراجع - :الدليل العملي للعقار غري احملفظ ،منشورات يمعية نشر املعلومة القانونية والقضائية ،سلسلة الدراسات
واألحباث ،العدد ،1الطبعة الثانية أبريل ،1112ص 233 :وما بعدها.
-حممد الكشبور ":القسمة القضائية يف القانون املغريب" ،دراسة شرعية وتشريعية ،الطبعة الثانية -.1122بثينة العلوط ":القسمة القضائية
للعقار"،دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع الرباط الطبعة األوىل .1111
=
48
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
هذا وجتدر اإلشارة يف هذا الصدد على أن املادة 322من مدونة احلقوق العينية قد أقرت
على أنه يف حالة ما إذا كانت قسمة العقار املشاع خمالفة للقوانني والضوابط اجلاري هبا العمل،
فإن احملكمة حتكم ببيعه باملزاد العلين ،وهذا من شأنه أن حيد من تلك املخالفات اليت كانت تنص
عليها األحكام سابقا حيث كانت تتعارض مع أحكام قانون التعمري.150
أما فيما يتعلق بدعوى الشفعة ،151فهي تلك الدعوى اليت يتقدم هبا الشريك يف امللك
املشاع أو احلق العيين املشاع من أجل احلكم له بأخذ حصة شريكه املبيعة بثمنها بعد أداء الثمن
ومصروفات العقد الالزمة واملصروفات الضرورية عند االقتضاء.152
حيث جيب على من يرغب يف الشفعة كما نصت املادة 311من مدونة احلقوق العينية أن
يقدم طلبا لرئيس احملكمة االبتدائية املختصة يعرب فيه عن رغبته يف األخذ بالشفعة ويطلب فيه
اإلذن له بعرض الثمن واملصروفات الظاهرة للعقد عرضا حقيقيا ،مث بإيداعهما يف صندوق احملكمة
=
-بثينة العلوط":القسمة القضائية للعقار"،دار السالم للطباعة والنشر و التوزيع الرباط،الطبعة األوىل.1111
-عادل محيدي " :التصرفات الواردة على العقار غري احملفظ بني الفقه اإلسالمي والفراغ القانوين" ،املنارة كتب مراكش ،الطبعة األوىل أكتوبر
،1111ص 12 :وما بعدها.
-150حيث كانت تصدر العديد من األحكام اليت تقر القسمة بالرغم من أهن ا تتخالف مع األحكام املتعلقة بتقسيم العقارات استنادا على الفصل
122من ق.ل.ع الذي ينص على أنه" ال جيرب أحد على البقاء يف الشياع".
للمزيد من التفصيل يف هذه النقطة يراجع:
-أمحد مالكي" :السياسة التشريعية لتقسيم العقارات يف ضوء قوانني التعمري" ،مرجع سابق.
-151مت تنظيم األحكام اخلاصة بالشفعة باعتبارها سبب من أسباب كسب امللكية ضمن الباب الثاين من الكتاب الثاين ملدونة احلقوق العينية يف
املواد من املادة 111إىل املادة .322
-152ويشرتط لصحة طلب الشفعة حسب املادة 113من مدونة احلقوق العينية أن يكون طالبها:
-شريكا يف امللك املشاع وقت بيع حصة شريكه يف العقار أو احلق العيين؛
-أن يكون تاريخ وملكه للجزء املشاع سابقا على تاريخ وملك املشفوع من يده للحصة حمل الشفعة؛
-أن يكون حائزا حلصته يف امللك املشاع حيازة قانونية أو فعلية؛
-أن يكون املشفوع منه قد وملك احلصة املبيعة بعوض؛
49
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
عند رفض املشفوع منه للعرض العيين احلقيقي وذلك داخل األجل القانوين وإال سقط حقه يف
الشفعة.
وهكذا فمن خالل قراءة التنظيم التشريعي هلذه الدعاوى املنصبة على العقار غري احملفظ
يتضح جبالء على أهنا تطرح بالفعل عدة إكراهات على ميدان التخطيط العمراين وتكثر سلبا على
تنفيذ التوجهات املربجمة يف وثائقه ،نظرا لعدة اعتبارات وهي كالتايل:
-1كثرة أحكام عدم القبول :حيث أن أغلبية األحكام الصادرة يف خمتلف هذه
الدعاوي يكون منطوقها احلكم بعدم القبول ،153حىت ولو كان ذلك ألتفه األمور فمثال هناك
بعض الدعاوي تتطلب تصحيح بسيط للمسطرة ،كإدخال أحد الورثة يف دعوى القسمة مثال أو
إثبات منازعة املدعى للمدعى فيه يف دعوى االستحقاق.
-2تأخير الفصل في هذه الدعاوى :حيث يتطلب األمر مدة طويلة من أجل البت
فيها نظرا للمشاكل اليت يطرحها كل من إجراء التبليغ يف هذه الدعاوي وكذا إشكالية اخلربة اليت
تعترب كذلك نقطة سوداء يف النزاعات العقارية ،فمن جهة هناك نقص كبري يف عدد اخلرباء ،حبيث
أن العديد من احملاكم ال تتوفر على خبري عقاري حملف وكمثال على ذلك احملكمة االبتدائية
بكلميم حيث تقوم هذه األخرية باستدعاء خبري عقاري إما من مدينة أكادير أو تيزنيت ،الشيء
الذي يرتتب عليه تعطيل إجراء اخلربة العقارية من خالل تأجيلها لعدة مرات ،154وكذلك يف
-153مثال فهناك حوايل %11من األحكام الصادرة عن احملكمة االبتدائية بكلميم يف جمال العقار غري احملفظ يكون منطوقها بعدم القبول ،أشار
إىل ذلك حممد بومريام ،إشكالية العقار غري احملفظ باملغرب ،إقليم كلميم منوذجا ،مرجع سابق ،ص .12
-154حممد بومريام :مرجع سابق ،ص .13
50
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
األسس اليت تعتمد عليها اخلربة يف شروط اختيار اخلبري وعدم التنسيق بني القوانني العامة واخلاصة
من جهة أخرى.155
-155للمزيد من التفصيل أنظر :أمحد مالكي وعبد الواحد اإلدريسي :تداعيات املنازعات العقارية على التدبري العمراين باملغرب .مداخلة مبناسبة
الندوة اجلهوية املنظمة من طرف حمكمة االستئناف بسطات ختليدا للذكرى اخلمسينية لتأسيس اجمللس األعلى (غري منشورة) ص 3 :وما
بعدها.
-أمحد مالكي :التدخل العمومي يف ميدان التعمري باملغرب ،مرجع سابق ،ص .131
51
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
حاولنا من خالل هذا الفصل توضيح جتليات تأثري املسألة العقارية على ميدان التخطيط
العمراين وذلك بالوقوف على خمتلف اإلكراهات والعوائق اليت تطرحها على مستوى هذا األخري،
سواء تلك املرتبطة باألنظمة العقارية من خالل الرتكيز على بعضها وأخص بالذكر كل من أراضي
اجلموع وأراضي األحباس إضافة إىل أمالك الدولة العامة واخلاصة وأراضي امللك اخلاص ،واملالحظ
على هذه األنظمة أهنا تتميز بالتعدد والتصلب وال تتماشى مع متطلبات التخطيط العمراين وإن
اختلفت درجة تأثريها من نظام إىل آخر ،أو تلك املتعلقة بازدواجية النظام القانوين للعقار وأثرها
على ميدان التخطيط مسلطني الضوء على أبرز اإلشكاالت اليت يطرحها كل من العقار احملفظ
والعقار غري احملفظ باإلضافة إىل العقار يف طور التحفيظ.
لدى بات من الضروري يف ظل هذه الوضعية اليت تعرفها املسألة العقارية من إعادة النظر
يف احليثيات املتحكمة فيها مبا خيدم ميدان التخطيط العمراين عرب اتباع آليات قانونية واقرتاح
جملموعة من احللول وهذا ما سنركز عليه يف الفصل الثاين من هذا البحث.
52
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
الفصل الثاني
ال خيفى على أحد مدى أمهية العقار من كافة النواحي القانونية أو االقتصادية أو
االجتماعية ،فالرصيد العقاري ميكنه أن يسهل أو يعقد كل املبادرات ،سواء يف القطاع الفالحي
أو السياحي أو الصناعي أو السكين ،156فهو العامل األساسي يف برجمة كل تصاميم التعمري
وتنفيذ يميع توجهاته.
غري أن املشاكل احمليطة به من كل جانب ،سواء منها تلك املرتبطة بتعدد األنظمة العقارية أو
تلك املتعلقة بازدواجية النظام القانوين -ال تساعد على حتقيق ختطيط عمراين منسجم وحمكم-
جعلته مبثابة عرقلة يف وجه التخطيط العمراين ،هذا األخري الذي يتطلب وعاء عقاريا خال من
املشاكل من أجل احتواء حركة املد العمراين السريع اليت يعرفها اجملتمع املغريب.الشيء الذي
يستدعي معه ضرورة تدخل الدولة واجلماعات الرتابية ،157من أجل التغلب على تلك اإلكراهات
والعراقيل اليت تطرحها املسألة العقارية أمام التخطيط العمراين عن طريق هنج سياسة عقارية حمكمة
ومتوازنة ،وذلك من خالل العمل على تنويع أدوات التحكم يف املسألة العقارية من جهة ،مث
العمل كذلك على إجياد حلول قانونية ملواجهة مشكل التعدد واالزدواجية يف املسألة العقارية من
جهة ثانية ،وذلك كله هبدف إجناح سياسة التخطيط العمراين اليت تروم تنظيم استعمال اجملال
بشكل عقالين وحمكم.
وعليه سنحاول يف هذا الفصل معاجلة اآلليات املتطلبة لتطويع املسألة العقارية خلدمة
التخطيط العمراين ،من خالل مبحثني ،خنصص األول منه للحديث عن ضرورة تنويع أدوات
-156عبد اإلله املكينسي :السكن ،التعمري واملشكل العقاري باملغرب ،السياسات احلضرية املغاربية ،ندوة مغاربية ،الشركة املغربية للطباعة ،الرباط،
،4991ص.51 :
-157يقصد باجلماعات الرتابية حسب الفصل 432من الدستور املغريب"اجلهات والعماالت واألقاليم واجلماعات"...
53
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
التحكم يف املسألة العقارية ،واملبحث الثاين للحديث عن اآلليات املتطلبة ملواجهة مشكل التعدد
واالزدواجية يف املسألة العقارية مبا ميكن أن خيدم ميدان التخطيط العمراين ،وذلك مع األخذ بعني
االعتبار التوجهات اليت جاء هبا مشروع مدونة التعمري 158يف هذا الصدد.
54
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
المبحث األول:
ضرورة تنويع أدوات التحكم في المسألة العقارية ألغراض التخطيط العمراني
تنتصب املسألة العقارية كرهان حقيقي حيدد بشكل كبري مستقبل التخطيط العمراين ،ما دام
أن هذا األخري ال ميكن أن تقوم له قائمة بدون التوفر على األراضي الالزمة اليت سيتبلور
عليها ،159فهو يتطلب مساحات وافرة من األراضي لرتيمة مشاريع التهيئة اجملالية املرتقبة يف وثائقه
من جهة ،ولتلبية حاجيات خمتلف املتدخلني سواء من القطاع العام أو القطاع اخلاص من جهة
أخرى.
ونظرا للمشاكل اليت تثريها املسألة العقارية يف وجه التخطيط العمراين ،سواء بسبب تعدد
األنظمة العقارية ،أو بسبب ازدواجية النظام القانوين للعقار ،فقد فرضت على السلطات العمومية
ضرورة التدخل من أجل احلد منها مبا يتالءم مع أغراض التخطيط العمراين ،من خالل العمل على
توفري احتياطات عقارية للحد من املضاربة العقارية (المطلب األول) ،مث عن طريق تفعيل آلية
االقتناء بالرتاضي ومسطرة نزع امللكية من أجل املنفعة العامة (المطلب الثاني).
المطلب األول
تبقى من أهم السلط املخولة للدولة يف ظل املشاكل اليت تطرحها املسألة العقارية ،سلطة
التوجيه وتعين حق التدخل باستعمال جمموعة من اآلليات القانونية هبدف خدمة التخطيط
العمراين وعدم عرقلته بسبب تلك املشاكل.
ويتم ذلك عن طريق العمل على توفري احتياطات عقارية ومكنها من التخطيط الستعماهلا يف
إجناز الربامج املنصوص عليها يف وثائق التخطيط العمراين (الفقرة األولى) ،مث بواسطة العمل على
-159عادلة بورقية" :التخطيط احلضري واملسألة العقارية بالدار البيضاء" ،مرجع سابق ،ص.5 :
55
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
احلد من املضاربة العقارية عن طريق مراقبة السوق العقارية (الفقرة الثانية) مما سينعكس إجيابا على
عملية التخطيط العمراين.
الفقرة األوىل :توفري االحتياطات العقارية كوسيلة للحد من تأثري املسألة العقارية على ميدان
التخطيط العمراني
يعترب العقار يف اجملال احلضري حمل للتنمية احلضرية ويف إطاره حتدد التدابري اهلادفة إىل تنظيم
استعمال السطح ،فالعالقة اليت تربط املسألة العقارية بالتخطيط العمراين مزدوجة ومتداخلة فيما
بينها الشيء الذي يستدعي حتديث مفهوم امللكية العقارية لتمكينها من القيام بوظيفتها
االجتماعية والتوفيق بني امللكية العقارية اخلاصة واملصلحة العامة ،اليت تستدعي توفري العقارات
الضرورية لتوسع املدن وبناء التجهيزات والبنايات الضرورية للسكن واحلياة االجتماعية ،160على
اعتبار أن التحكم يف املسألة العقارية يتطلب تدخل فعال للهيئات املكلفة بالتعمري من أجل
تشكيل احتياطات عقارية .
فالوعي إذن باملشكل العقاري الذي ال تأيت وثائق التعمري جبواب حقيقي له ،دفع العديد من
الدول 161إىل التدخل يف السوق العقارية ،لكن هذا التدخل مل ينحصر على األمد القصري
باللجوء إىل االقتناء يف آخر حلظة تقرر فيها إنشاء مشروع معني مع ما يتبع ذلك من مشاكل
56
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
وصعوبات ،بل اجته حنو تكوين احتياطات عقارية اليت تعين التدخل بإجراء اقتناءات واسعة سابقة
الستعمال األراضي الالزمة للتمدن هبدف التحكم يف التنمية احلضرية.162
ويقصد هبا كذلك جمموع األراضي اليت تعمل الدولة على اقتنائها من أجل استعماهلا عند
احلاجة إلجناز املرافق والتجهيزات األساسية وعمليات التعمري عموما ،وتعترب احتياطية ألهنا ال
تربمج استعماهلا يف املدى القريب كما ال تعرف كيفية استعماهلا يف املستقبل ،وهبذا ختتلف عن
األراضي اليت ختصص إلجناز مشروع ما أو األراضي املخصصة إلجناز التجهيزات العمومية.163
فعبارة االحتياطات تفيد حسب ما أكد على ذلك بعض الباحثني 164تلك النظرة
املستقبلية للتطور احلضري ،فهي مبثابة عملية توقعية تقديرية توفر للدولة جمموعة من املزايا منها
التحكم يف السوق العقارية من خالل التوفر على أكرب رصيد عقاري يف املناطق املفتوحة للتعمري
وومكنها من التخطيط باستعمال هذه األراضي إلجناز برامج استثمارية بسهولة وعدم تأثرها
باملشاكل العقارية اليت ينتج عنها تضخم القيمة العقارية وندرة األراضي.
هذا ،وجتدر اإلشارة إىل أن توفري االحتياطات العقارية من طرف الدولة واجلماعات الرتابية،
يتطلب حتما توفر جمموعة من الشروط أو الوسائل الكفيلة بتجسيدها على أرض الواقع ،وعموما
ميكن رصد هذه الوسائل يف وسيلتني اثنتني :تتجلى األوىل يف تلك الوسائل القانونية املتمثلة يف
مسطرة االقتناء بالرتاضي ومسطرة نزع امللكية من أجل املنفعة العامة 165إىل جانب حق
الشفعة ،166أما الوسيلة الثانية ،فتتجلى يف تلك الوسائل املالية ،حبيث ال يكفي التوفر فقط على
-162عبد الرحيم رشيد " ،االحتياطات العقارية للجماعات احلضرية باملغرب" ،م.س ،ص.10 :
-163اهلادي مقداد" :توجهات السياسة العقارية يف جمال التخطيط العمراين" ،جملة مسامهة يف دراسة السياسة العامة يف املغرب ،مطبعة النجاح
اجلديدة ،العدد األول ،ص.42 :
-164الوكاري حممد " :العراقيل اليت يطرحها العقار أمام التنمية احلضرية وحماولة التغلب عليها" ،اجمللة املغربية لقانون واقتصاد التنمية ،العدد ،45
السنة ،4992ص.429 :
-165سنتطرق إىل هذه اآللية بتفصيل يف املطلب الثاين من هذا املبحث.
-166يقصد حيق الشفعة أو حق األولوية :حق يسمح بأسبق ية السلطات العمومية يف اقتناء العقارات املعروضة للبيع من قبل مالكيها ،وتستعمل
هذه الوسيلة ملقاومة املضاربة العقارية من جهة ولتكوين احتياطات عقارية من جهة أخرى.
57
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
نصوص قانونية تبيح أو تنظم اللجوء إىل عمليات تكوين االحتياطات العقارية ،بل البد من
تدعيمها بوسائل وإمكانيات مادية من أجل حتقيق تلك اإلقتناءات العقارية.167
إن أمهية التوفر على الرصيد العقاري الكايف إلجناز املشاريع االستثمارية بالنسبة للدولة
واجلماعات الرتابية تكمن يف وضع حد للمشاكل العقارية اليت حتول دون تطبيق سليم للربامج
املنصوص عليها يف وثائق التخطيط العمراين ،وكذا االستفادة من الربح الناتج عن جتهيز هذه
األراضي يف موقع ما ،والذي من املمكن أن يعود لفائدة املالك ،فهي وسيلة ملنع األفراد من اإلثراء
بال سبب ،كما أن التوفر على هذه األراضي يف منطقة معينة سيجعل الدولة واجلماعات احمللية
تقتصد إمكانيات مالية مهمة عند شرائها لألراضي قبل ارتفاع مثنها.168
مث إن التحكم يف السطح عن طريق وملك األراضي يف منطقة ما تشكل وسيلة ناجعة ملقاومة
االستعمال العشوائي هلذا األخري ،كما تتيح إمكانية مراقبة استعمال اخلواص لألراضي القابلة
للتعمري ،169الشيء الذي يسهل ويساعد على إجياد ختطيط عمراين منسجم وحمكم.
كذلك تبقى من أهم مميزات سياسة االحتياطات العقارية كوهنا وسيلة غري معلنة وبعيدة
املدى حملاربة املضاربة العقارية ،فهي اليت تدفع السلطات العمومية إىل تتبع تطورات السوق
العقارية واحلاجيات اليت ينبغي االستجابة هلا يف هاته السوق ،وهبذا جتعل السلطات العمومية
تعمل يف إطار تقديري يعتمد التخطيط والتدخل املبكر ملواجهة املشاكل اليت ميكن أن يطرحها
استعمال امللكية العقارية يف جمال التعمري مستقبال.170
-167عبد الرحيم رشيد " ،االحتياطات العقارية للجماعات احلضرية باملغرب" ،مرجع سابق ،ص.11-13 :
-للمزيد من املعلومات حول ومويل االقتناءات العقارية ،يراجع:
-إبراهيم سهري" :اجلبائية واملضاربة العقارية يف املغرب" ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا يف القانون العام ،جامعة احلسن الثاين ،كلية العلوم
القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،الدار البيضاء ،السنة اجلامعية ،4990 :ص 530 :ما بعدها.
-168عبد اإلله الفقري" ،آليات تدبري الرصيد العقاري يف املغرب على ضوء مشروع مدونة التعمري" ،مرجع سابق ،ص.34 :
-169الوكاري حممد" ،العقار والتنمية احلضرية" ،مرجع سابق ،ص.301 :
-170اهلادي مقداد" ،السياسة العقارية يف ميدان التعمري والسكىن" ،مرجع سابق ،ص.530 :
58
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
ويف ختام احلديث عن سياسة االحتياطات العقارية ،نشري إىل أن مشروع مدونة التعمري،171
قد أشار إليها يف املادة ،172316وهبذا فإن االعتماد على هذه السياسة ضمن مشروع املدونة
لدليل على أمهية وجناعة هذه الوسيلة يف ميدان التخطيط العمراين فهي تسمح للدولة وللهيئات
العمومية األخرى بالتحكم يف األراضي احلضرية الالزمة للتنمية العمرانية بل والتحكم يف األراضي
اليت مل تشملها بعد وثائق التعمري.173
الفقرة الثانية :احلد من املضاربة العقارية لتطويع املسألة العقارية خلدمة التخطيط العمراني
إذا كان التعمري املنظم بواسطة وثائق التخطيط العمراين يتيح التحكم يف اجملال من حيث
حتديد التوجهات والتصورات العامة للتنمية احلضرية ،فهو على العكس من ذلك ال يتيح التحكم
يف السطح واستعماالته بل غالبا ما يتسبب وضع هذه الوثائق يف عدم استقرار السوق العقارية
بإعالهنا عن املناطق اخلاضعة للتعمري ،مما يتسبب يف ارتفاع األمثنة اليت غالبا ما تكثر على املشاريع
175
واملنجزات املزمع القيام هبا من طرف السلطات العامة نفسها 174يف إطار ما يعرف باملضاربة
العقارية ،هذه األخرية اليت تستند على توقع عقالين لتقلب األسعار بعيدا عن القوانني واألعراف
السائدة يف البلد ،حبيث يكون مهها الوحيد هو الرفع من مثن األراضي املخصصة للبناء بشكل
يتناىف مع مرامي وثائق التخطيط العمراين.
59
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
إن لعملية املضاربة العقارية جمموعة من اآلثار السلبية على املستوى االقتصادي أو
االجتماعي كما أكد على ذلك جل الباحثني ،حبيث تكثر بشكل سليب على اجملتمع بكامله فهي
تكدي إىل انزالق االستثمارات حنو قطاع غري منتج باملعىن االقتصادي الدقيق ،قطاع يعرف ارتفاعا
يف األسعار بوثرية تفوق ما حيدث يف السوق االقتصادية بشكل عام ،إذ تعرف خمتلف القطاعات
االقتصادية تضخما ملحوظا بفعل ما جيري يف اجملال العقاري.176
هلذا فإنه يصري من الالزم على هذه السلطات العامة أن تتدخل من أجل حتديد القواعد
الكفيلة لضبط السوق العقارية وتأمني الرقابة عليها ،من خالل وضع إطار قانوين للمعامالت
العقارية داخل السوق العقاري بناء على قواعد واضحة ،دقيقة وصارمة يف هذا اجملال ،177من
أجل إضفاء نوع من التوازن بني العرض والطلب من جهة ،مث العمل على توجيهها إىل الوجهة اليت
ستخدم سياسة التخطيط العمراين أخذا بعني االعتبار املشاكل اليت تطرحها املسألة العقارية يف
هذا الصدد من جهة أخرى.
غري أنه ال ميكن احلديث عن مراقبة السوق العقارية واحلد من املضاربة العقارية وضبطها يف
غياب الوسائل القانونية الكفيلة بتمكني السلطات العمومية من حسن املتابعة وفعالية التدخل،
فعدم التنصيص على هذه اإلجراءات ضمن وثائق التخطيط العمراين يعترب جتاهال للمشكل
العقاري.178
وعموما ميكن حصر هذه الوسائل اليت تتطلبها الدولة من أجل التدخل للحد من املضاربة
العقارية يف ثالثة وسائل أساسية ،تتجلى األوىل يف ضرورة يمع املعلومات املتعلقة بالسوق العقارية،
حبيث أنه ال ميكن مناقشة التحكم يف جمال حضري ال تتوفر فيه املعلومات الكافية ،سيما ما
يتعلق بامليكانيزمات السيوسيو اقتصادية ،179اليت تعترب مبثابة احملددات الرئيسية للسوق العقارية.
60
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
ولعل أهم ما مييز هذه األخرية يف جمموع الرتاب الوطين هو غياب املعلومات الدقيقة املتعلقة
بالسطح ،وذلك على الرغم من حماوالت السلطات العمومية لسد هذه الثغرة من خالل إنشاء
وكالة عقارية وطنية سنة ،1804995أوكل إليها من ضمن اختصاصاهتا مهمة يمع وحفظ ونشر
املعلومات املتعلقة باألراضي غري املبنية داخل املدارات احلضرية اليت هي يف ملك الدولة أو أراضي
األحباس وأراضي اجليش واجلماعات احمللية.181
وبالتايل ،فإن التحكم يف السوق العقارية والتدبري العقالين للمجال احلضري يستلزمان
كمرحلة أوىل يمع كل املعلومات املتعلقة بالعقارات سواء كانت عمومية أو خصوصية.
أما الوسيلة الثانية فتتجلى يف ضرورة اعتماد السياسة اجلبائية للتحكم يف السوق العقارية،182
اليت تعترب مبثابة أداة غري مباشرة تسمح للدولة من التدخل يف السوق العقارية من أجل التخفيف
من مشكل جتميد األراضي احلضرية ،183الذي يعرقل سياسة التخطيط العمراين حبرماهنا من
األراضي الالزمة للنمو العمراين ،ويساهم كذلك بشكل مباشر يف التسريع من وترية ومدد النسيج
احلضري وتفككه إىل درجة يصعب معها التحكم يف صريورة املدينة وتوسعها وفق توجهات وثائق
التخطيط العمراين.184
كما يهدف املشرع أيضا من خالل هذه الوسيلة اسرتجاع فائض القيمة العقارية الناتج عن
الزيادات اليت تعرفها العقارات بفضل التجهيزات العمومية والتنظيم العمراين ،إضافة إىل دفع
61
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
املالكني العقاريني إىل استعمال األراضي احلضرية أو تفويتها بدل جتميدها حبثا عن جين ربح
أكرب.185
أما فيما خيص الوسيلة الثالثة ،اليت ال تقل أمهية عن الوسيلتني السابقتني يف احلد من مشكل
املضاربة العقارية ،فتتجلى يف سياسة تكوين االحتياطات العقارية وقد سبق أن تطرقنا إليها
بتفصيل يف الفقرة األوىل من هذا املطلب.
ونشري يف األخري على أن مسألة توفري اإلحتياطات العقارية واحلد من املضاربة العقارية تبقى
رهينة بتفعيل آلية االقتناء بالرتاضي ،ونزع امللكية من أجل املنفعة العامة(املطلب الثاين)
المطلب الثاني
تتطلب السلطات العمومية ألجل بلورة الربامج املنصوص عليها يف وثائق التخطيط العمراين،
وبعيدا عن اإلكراهات اليت تطرحها املسألة العقارية ،ضرورة التوفر على مساحات شاسعة من
األراضي وذلك عن طريق اللجوء إىل سياسة االقتناءات.
وتتنوع طرق االقتناءات اليت تلجأ إليها السلطات العمومية ،بني طرق رضائية تتم وفق قواعد
القانون اخلاص (الفقرة األولى) ،وأخرى جربية بواسطة مسطرة نزع امللكية من أجل املنفعة العامة
(الفقرة الثانية).
تعترب مسطرة االقتناء بالرتاضي أجنع إجراء تلجأ إليه السلطات العمومية القتناء ما حتتاجه من
العقارات ،لكوهنا جتعل الدولة تتصرف كشخص طبيعي بعيدا عن التعقيدات اإلدارية واملالية،
62
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
حيث يظهر من خالل تسميتها على أهنا ترتكز على عنصر الرضا 186بني املتعاقدين الذي يعترب
أهم ركن يف البيع ،مما جيعل اللجوء إىل هذه التقنية من طرف أشخاص القانون العام يشكل نوعا
من االحرتام حلق امللكية اخلاصة ،وضمانا حلق األفراد يف تفويت ملكياهتم عن طواعية ورضا
كاملني ،187وبعيدا عن حتريك امتيازات السلطة العامة.
فمسطرة االقتناء بالرتاضي هاته تسهل على الدولة واجلماعات الرتابية مأمورية وملك األراضي
الالزمة لرتيمة مشاريع التخطيط العمراين على أرض الواقع ،خاصة وأهنا ال تتميز بالتعقيد ،كما أهنا
حتمي حقوق اخلواص وتتعامل معهم يف إطار ودي ،األمر الذي يساعد على خلق مناخ
بسيكولوجي بعيدا عن التوترات االجتماعية اليت ميكن أن تنجم يف حالة سلوك املسلك اجلربي
للتملك.
وبذلك استطاعت هذه اآللية أن تثبت جناعتها وفعاليتها يف بعض التجارب املقارنة كوسيلة
أساسية لرصد ما حتتاجه السلطات العمومية من مساحات شاغرة وتسخريها خلدمة سياسة
التخطيط العمراين ،سواء على املدى القريب أو على املدى املتوسط والبعيد ،ففي السويد مثال
استطاعت السلطات العمومية بفضل االقتناءات الرضائية تكوين احتياطات عقارية ،ستمكنها من
مواجهة متطلبات النمو العمراين على مدى يقارب العقدين من الزمن ،188حيث تقتين هبذه
الوسيلة كل سنة ما يقارب 500هكتار.189
52 هذا وختضع مسطرة االقتناء بالرتاضي جملموعة من اإلجراءات املسطرية ،حصرها منشور
ماي 4902يف مخسة مراحل عملية ،190سنعمل على تقسيمها إىل مرحلتني أساسيتني ،تتجلى
63
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
األوىل يف مرحلة إعداد االقتناء ،ألنه قبل التعرف على العقار واقتناؤه البد من املرور مبرحلة طلب
االقتناء ،إذ جيب على كل قطاع وزاري يرغب يف اقتناء عقارات إلجناز مشاريع معينة أن يضع
برناجما جملموع املشاريع املقررة يوجهه إىل مديرية امليزانية بوزارة املالية قصد املصادقة عليه ،حيث
تعمل هذه األخرية بعد املصادقة عليه إىل توجيهه إىل مديرية أمالك الدولة ،191مع اإلشارة إىل
االعتمادات املالية املخصصة له وعنوان امليزانية املفتوحة فيه للقيام بالتدابري الالزمة لتسليم هذه
املبالغ.192
مث تأيت بعد ذلك مرحلة البحث والتعرف على العقار مبجرد املوافقة املسبقة ملديرية امليزانية،
وقد خول منشور الوزير األول سنة 4902مهمة البحث عن هذه األراضي إىل جلنة حملية 193تضم
خمتلف األعضاء الذين هلم دراية بالوضعية العقارية للمنطقة اليت يتم هبا االقتناء .واجلدير بالذكر أنه
يتحتم على هذه اللجنة اإلقليمية أن تتحرى الدقة ما أمكن خالل عملية البحث عن العقارات
املرشحة إلجناز املشروع ،سواء من حيث املوقع أو املالك أو من حيث وضعيتها القانونية ،194دون
إغفال دور مصلحة مديرية أمالك الدولة يف التحديد ،إذ يتعني عليها التأكد من مدى قدرة
الرصيد العقاري اخلاص للدولة على توفري ما يلزم من املساحات إلجناز املشاريع االقتصادية
واالجتماعية ،وعليه فإن هذه املصلحة تتلقى االقرتاحات واملعلومات من اإلدارة املعنية واملصاحل
=
-الثالثة :مرحلة تقييم العقارات.
-الرابعة :معاوضة املالك للحصول على اتفاق خبصوص سعر التفويت.
-اخلامس :مرحلة تسديد الثمن.
-191كانت تسمى مبديرية األمالك املخزنية.
-192عبد اإلله الفقري ،مرجع سابق ،ص.10-12 :
-193تتألف هذه اللجة من مخسة أعضاء هم:
.4السلطة احمللية أو من ميثلها بصفته رئيس اللجنة.
.5مندوب الوزارة بالسكن والتعمري أو من ينوب عنه.
.3رئيس دائرة أمالك الدولة أو ممثله بصفته كمقرر.
.1احملافظ على األمالك العقارية أو من ميثله.
.2ممثل اإلدارة املعنية باالقتناء.
-194العريب مياد":تكوين الرصيد العقاري للدولة ،االقتناء بالرتاضي" ،مطبعة األمنية الرباط ،سنة ،5002ص.42 :
64
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
األخرى ،هبدف تكوين ملف كامل يساعدها على التعرف على امللكية اليت ستتكفل املديرية
بالعمل على طلب اقتنائها من مالكيها.195
مث تأيت مرحلة حتديد قيمة األرض املراد اقتناؤها من اللجنة اإلقليمية للخربة اإلدارية.196
حيث تقوم هذه األخرية بتحديد الثمن وتعيني أفضل األراضي يف حالة تعددها وذلك من حيث
القيمة واملوقع واملالءمة ،وبعد توصل اللجنة إىل تقييم امللكية تقوم بإعداد حمضر هبذا اخلصوص
يعرض على مديرية أمالك الدولة أو على اجمللس اجلماعي يف حالة كونه املستفيد ،كما تعرض
نسخة منه على اإلدارة املعنية باالقتناء قصد اإلخبار.197
أما فيما خيص املرحلة الثانية من مراحل مسطرة االقتناء بالرتاضي ،تتمثل يف مرحلة إجناز
االقتناء ،وذلك على إثر تقييم األراضي اليت تقرتح اإلدارة اقتناءها وبعد موافقة مديرية أمالك الدولة
على حمضر اللجنة اجلهوية املكلفة بالتقييم ،حيث يتم الشروع يف التفاوض مع املالكني مباشرة
سواء كان ذلك بطريقة شفوية أو كتابية هبدف احلصول على وعد بالبيع بالسعر الذي اقرتحته
اللجنة احمللية للتقييم ،وتوكل لإلدارة مهمة املفاوضات إىل رئيس دائرة أمالك الدولة.198
وفور حصول االتفاق مع أصحاب امللكيات املراد اقتناؤها وكتابة وعد بالبيع وفقا لقواعد
القانون اخلاص ،حيال امللف على اإلدارة املركزية للحصول على موافقة الوايل أو العامل ،199ومبجرد
هذه املوافقة يتم حترير العقد النهائي وأداء االلتزامات املالية املخصصة هلذا الغرض.200
-195عز الدين املاحي" :اقتناء األراضي بالرتاضي كأداة إلجناز املشاريع االقتصادية واالجتماعية" ،أعمال اليوم الدراسي حول تدبري األمالك
اجلماعية وتنمية الرصيد العقاري للجماعات احمللية ،كلية احلقوق مراكش ،يوم 2فرباير ،5003مطبعة دار وليلي للطباعة والنشر ،الطبعة
األوىل ،5003 ،ص.402 :
-196لقد تكفل منشور الوزير األول رقم 509بتحديد أعضاء اللجنة ،حيث ميز بني نوعني من األعضاء ،أعضاء دائمون وهم السلطة احمللية،
ممثل مديرية أمالك الدولة ،ممثل اجلهة املختصة بالتعمري ،وممثل عن اإلدارة طالبة االقتناء ،وأعضاء غري دائمون يتم حتديدهم حبسب طبيعة
العقار (حضري أو قروي).
-197اهلادي مقداد" :السياسة العقارية يف ميدان التعمري والسكىن" ،مرجع سابق ،ص.499 :
-198عبد اإلله الفقري ،مرجع سابق ،ص.19 :
-199عز الدين املاحي ،مرجع سابق ،ص.400 :
-200عبد اإلله الفقري ،مرجع سابق ،ص.19 :
65
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
هذا ونشري يف األخري إىل أنه رغم فعالية هذه املسطرة ،فهي ال زالت تعاين من جمموعة من
العراقيل والصعوبات ،ترجع باألساس إىل عدم تعميم نظام التحفيظ العقاري من جهة ،الشيء
الذي جيعل فرتة البحث والتعرف على العقار تأخذ مدة طويلة ،نظرا لصعوبة ضبط وضعيته
القانونية والتعرف على املالكني ذوي احلقوق ،وكذلك إىل مشكل تعدد األنظمة القانونية اليت
حتكم العقار من جهة أخرى –كما سبق أن وضحنا ذلك يف الفصل األول من هذا البحث-
وانفراد كل شكل منها بقواعد قانونية خاصة ،الشيء الذي يفرض تنوع األشكال اليت تتخذها
مسطرة االقتناء بالرتاضي لكي تتالءم مع طبيعة كل نظام.201
وهبذا فإن تقنية االقتناء بالرتاضي تتطلب برجمة واضحة تساعد على تفادي كل العراقيل
السابقة ،كما تتطلب حرصا دائما لضمان تنسيق متواصل بني خمتلف املصاحل املعنية ،وتوفري
االعتمادات املالية الالزمة ألجل رصد األراضي املخصصة للمشاريع املقرر إجنازها حسب ما جاء
يف خمططات التعمري.202
كما تقتضي هذه اآللية كذلك ضرورة إقناع املالك جبدوى االقتناء ،لكن رفض املالك أو
مغالتهم يف مثن البيع قد يدفع الدولة إىل إعمال آلية نزع امللكية من أجل املنفعة العامة(الفقرة
الثانية).
تعترب مسطرة نزع امللكية من أجل املنفعة العامة ،203مبثابة مسطرة مكملة للمسطرة السابقة
(مسطرة االقتناء بالرتاضي) ،يف حالة رفض املالك هلذه األخرية ،حيث ال سبيل لتملك هذا العقار
إال عن طريق اللجوء إىل هذه الوسيلة إللزام اخلواص على التخلي عن ممتلكاهتم ألجل املصلحة
العامة مقابل تعويض مادي مناسب.
66
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
إن مسطرة نزع امللكية من أجل املنفعة العامة ال تأخذ بعني االعتبار موقف أرباب األراضي
وال ختوهلم حىت التمسك بأراضيهم ،وهو ما جيعلها بالغة األمهية بالنسبة لسياسة التخطيط
العمراين ،إذ من شأهنا أن تساهم يف توفري األراضي الصاحلة للتعمري اليت تعترب مبثابة العمود الفقري
لنمو وتوسع اجملال احلضري بشكل منسجم بعيدا عن اإلكراهات اليت تطرحها املسألة العقارية يف
هذا الصدد ،واألداة الناجعة إلعادة توزيع السطح بني خمتلف الفئات االجتماعية وجعل الرصيد
العقاري املتوفر يف منأى عن إكراهات السوق العقارية.204
ومن أجل ضمان حقوق املالكني لألراضي املراد نزع ملكيتها ،فقد أوجب املشرع على اجلهة
نازعة امللكية ،205ضرورة املرور من مرحلتني أساسيتني ،206مرحلة أوىل هتدف إىل تسهيل مهمة
نازع امللكية تعرف باملرحلة اإلدارية ،حيث تقوم اجلهة املعنية باإلعالن عن املنفعة العامة بواسطة
مقرر إداري حتدد فيه املنطقة بصفة عامة اليت سيتم فيها نزع امللكية ،وكذا عدد العقارات اليت
يستوجبها املشروع املزمع القيام به ،كما تشري يف نفس اإلعالن إىل األراضي اجملاورة إذ استلزمت
املنفعة العامة ضرورة مشوهلا بنفس املسطرة ،207كما جتدر اإلشارة يف هذا الصدد على أن نشر هذا
املقرر يتم وفق طرق اإلشهار املنصوص عليها يف الفصل 9من قانون نزع امللكية من أجل املنفعة
العامة.208
67
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
ويف إطار املرحلة اإلدارية كذلك ،وبعد إصدار قرار إعالن املنفعة العامة يتم إصدار قرار آخر
يتمثل يف قرار التخلي ،209هذا ما مل يصدر معه يف آن واحد كما أكدت على ذلك املادة 9من
نفس القانون ،غري أنه سواء صدر بصفة مستقلة عن مقرر إعالن املنفعة العامة ،أو مدمج معه،
فإنه يتعني سلوك جمموعة من اإلجراءات اإلدارية وفق الفصول 40و 44و 45من قانون 0-94
تبتدئ هذه اإلجراءات بنشر مقرر التخلي باجلريدة الرمسية (اجلزء الثاين) وكذلك يف جريدة أو عدة
جرائد مأذون هلا بنشر اإلعالنات القانونية.
كما يتم إيداع هذا املقرر لدى مكتب اجلماعة املعنية احمللية مصحوبا بتصميم حىت يتأتى لكل
األشخاص املعنيني االطالع وإبداء مالحظاهتم بشأنه خالل أجل شهرين ابتداء من تاريخ نشره
باجلريدة الرمسية ،كما يتعني على أصحاب العقارات موضوع نزع امللكية خالل األجل املذكور
التعريف مبستأجري األراضي الزراعية واملكرتين ومن هلم حقوق عينية على تلك العقارات وإال ظلوا
وحدهم مدينني هلكالء األشخاص بالتعويضات اليت ميكنهم املطالبة هبا.210
كما يتعني على نازع امللكية أن يأخذ شهادة من احملافظ على األمالك العقارية باحملافظة
تتضمن أمساء األشخاص الذين يتوفرون على حقوق عينية مقيدة يف الرسم العقاري ،كما يعمل
أيضا على إيداع مشروع مقرر التخلي لدى نفس احملافظة من أجل احلصول على شهادة تفيد
تقييد املشروع املذكور بالرسوم العقارية املعينة أو بسجل التعرضات إن كانت يف طور التحفيظ،
حيث تتضمن الشهادة يف هذه احلالة يميع أمساء املتعرضني املوجودين.
أما إذا كانت العقارات غري حمفظة وال يف طور التحفيظ ،فإن مشروع مقرر التخلي يودعه
نازع امللكية بكتابة الضبط لدى احملكمة اإلدارية التابع هلما موقع العقارات ويسلمه كاتب الضبط
=
-5تعليق نصه الكامل مبكاتب اجلماعة اليت تقع فيها املنطقة املقرر نزع ملكيتها.
وميكن أن تتم التدابري املذكورة جبميع وسائل اإلشهار األخرى املالئمة.
-209جتدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أن قرار التخلي يعمل على حتديد األمالك اليت سيتم نزع ملكيتها مباشرة وبصفة مدققة على خالف قرار
إعالن املنفعة العامة ،كذلك البد أن يتم إصداره داخل مدة سنتني من تاريخ اإلعالن عن املنفعة العامة كما أكد على ذلك الفصل 0من
نفس القانون.
-210مصطفى الرتاب" :نزع امللكية من أجل املنفعة العامة" ،جملة البحوث ،العدد الثالث ،يونيو ،5001ص.54 :
68
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
من 122 شهادة تثبت تقييد املشروع املذكور يف السجل اخلاص املنصوص عليه يف الفصل
ق.م.م.211
وبعد املرحلة اإلدارية تأيت املرحلة القضائية اليت تعترب أهم مرحلة يف مسطرة نزع امللكية ،حبيث
تضفي على هذه املسطرة اجلدوى والفعالية ،إذ ال ميكن إعمال هذه التقنية دون صدور حكم
قضائي ،212على اعتبار أن القضاء هو الضامن الوحيد حلق امللكية وهو الذي يسهر على تقييده
أو انتزاعه وفقا ملا هو منصوص عليه قانونا.213
وجتري املسطرة القضائية مببادرة من نازع امللكية وذلك مبجرد استيفائه لإلجراءات اإلدارية
املتحدث عنها آنفا ،حيث يقدم طلبا إىل احملكمة اإلدارية الواقع العقار املنزوعة ملكيته بدائرة
نفوذها ،214يرمي من خالله إىل احلكم بنقل امللكية وحتديد التعويضات ،215كما يقدم مقاال
استعجاليا إىل رئيس احملكمة اإلدارية بصفته قاضيا للمستعجالت يطلب فيه اإلذن له يف حيازة
العقار املنزوعة ملكيته مقابل دفع أو إيداع التعويض املقرتح من قبل جلنة التقومي ،وذلك تفاديا
لبطء املسطرة من أجل الشروع يف استغالله خدمة للمنفعة العامة.216
هذا وجتدر اإلشارة إىل أن مشروع مدونة التعمري قد اقرتح على غرار املشرع الفرنسي،217
جواز إمكانية استعمال مسطرة نزع املنفعة العامة كوسيلة خلدمة سياسة االحتياطات العقارية
-211هذا السجل تضمن فيه يميع التقييدات املتعلقة بالعقار غري احملفظ ومن ضمنها احلجوز التحفظية واحلجوز التنفيذية.
-212حيث ينص الفصل 5من قانون 0-94على أنه" :يتم نزع امللكية من أجل املنفعة العامة حبكم قضائي".
-213عادل بورقية ،مرجع سابق ،ص.24 :
-214تعترب احملكمة اإلدارية هي اجلهة املختصة ن وعيا للبت يف قضايا نزع امللكية من أجل املنفعة العامة حسب ما تنص على ذلك املادة 9من
قانون إحداث احملاكم اإلدارية.
-215جتدر اإلشارة إىل أنه جيب أن يقدم هذا الطلب داخل أجل سنتني ابتداء من تاريخ نشر مقرر التخلي باجلريدة الرمسية كما أكد على ذلك
الفصل 40من نفس القانون.
-216للمزيد من التوسع يف املرحلة القضائية ملسطرة نزع امللكية من أجل املنفعة العامة ،يراجع:
-حممد الكشبور" :نزع امللكية ألجل املنفعة العامة قراءة يف النصوص ويف موقف القضاء" ،الطبعة الثانية ،5000 ،ص 422 :وما بعدها.
-217للمزيد من التوسع يف هذه النقطة يراجع:
-La politique foncière Brochure conçue et réalisée par la société française d’éditions et
d’information de la direction de l’urbanisme et des paysages du ministère de
l’environnement et du cadre de vie. France P : 15.
69
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
وتوفري األراضي الالزمة الستقبال خمتلف عمليات التعمري وفقا لتوجهات خمطط توجيه التجمع
العمراين وتصميم التهيئة،كما نصت على ذلك املادة .218342
إن التنصيص على هذه اآللية يف مشروع املدونة من شأنه أن جيعلها أداة ناجعة لتطوير
ميدان التخطيط العمراين واحلد من العراقيل اليت تطرحها املسألة العقارية على هذا األخري ،السيما
مشكل تعدد األنظمة العقارية من خالل العمل على نزع ملكية هذه العقارات وحتويل حق
أصحاب احلقوق فيها إىل احلق يف التعويض فقط.
غري أن ذلك سيتطلب بطبيعة احلال ضرورة رصد إمكانيات مالية مهمة لتعويض أصحاب
احلقوق املنزوعة ملكيتهم يف هذه األنظمة اخلاصة ،كما سيتطلب كذلك تنسيقا متكامال بني يميع
املتدخلني يف هذه املسطرة يف إطار مقاربة تشاركية ومشولية هدفها الوحيد خدمة التنمية العمرانية.
كما سيتطلب األمر كذلك ضرورة إعادة النظر يف إجراءات هذه املسطرة ،عن طريق إجراء
املسطرة اإلدارية والقضائية بطريقة متوازنة هبدف تسريع اإلجراءات واحللول دون تأطري أو تعطيل
املقتضيات املنصوص عليها يف وثائق التخطيط العمراين ،كما هو الشأن بالنسبة للمشرع الفرنسي،
حيث ينص يف الفصل العاشر من األمر الصادر بتاريخ 53أكتوبر 4929بأنه" :ميكن أن حيدد
التعويض قبل إعالن املنفعة العامة" .مبعىن آخر أن تسبق املسطرة القضائية األخرى اإلدارية.219
وإذا كان هذا عن أدوات التحكم يف املسألة العقارية .فماذا عن اآلليات املتطلبة ملواجهة
مشكل التعدد واالزدواجية؟
-218تنص املادة 342من مشروع مدونة التعمري على أنه" :خيول للدولة واجلماعات احمللية أو جمموعاهتا حق وملك العقارات باستثناء األمالك
الوقفية وفقا للقانون العام أو عن طريق نزع امللكية من أجل املنفعة العامة ...بقصد إحداث احتياطات عقارية .وذلك عندما تكون هذه
االحتياطات مقررة يف خمطط توجيه التجمع العمراين أو يف تصميم التهيئة".
-219منصف كنرييو ،مرجع سابق ،ص.405 :
70
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
المبحث الثاني
التخطيط والمسألة العقارية أمام التعدد واالزدواجية:مساهمة في الحل
ال جيادل أحد اليوم يف أن طبيعة التنوع الذي تعرفه املسألة العقارية باملغرب أصبح يثري أكثر
من إشكال أمام متطلبات التنمية العمرانية والتخطيط العمراين على وجه اخلصوص ،حبيث تقف
حجر عثرة أمام جمموعة من املشاريع التنموية .مما يفرض حتمية إزاحة تلك العوائق واإلكراهات
اليت تطرحها هذه األخرية بشكل جيعلها مالئمة آلليات ومتطلبات هذا التخطيط ،عن طريق
التفكري يف إجياد حلول قانونية للحد من مشكل تعدد األنظمة العقارية (املطلب األول) ومشكل
ازدواجية النظام القانوين للعقار (املطلب الثاين).
المطلب األول:
أدى تعدد وتنوع األنظمة العقارية الذي تعرفه املسألة العقارية باملغرب إىل طرح عدة
صعوبات وعراقيل يف وجه ميدان التخطيط العمراين ،220حبيث أصبحت مبثابة العائق األساسي
الذي حيول دون حتقيق إعداد وثائق التعمري وتنفيذها على أرض الواقع.
الشيء الذي يستدعي معه وبشكل عاجل ضرورة إجياد حلول للحد من هذا التأثري وجعلها
مالئمة للظروف واملعطيات الراهنة ومسايرة متطلبات التخطيط العمراين ،وذلك من خالل العمل
على تطوير طرق تدبريها والقوانني املنظمة هلا.
-220سواء تعلق األمر مبرحلة إعداد وثائق التعمري أو بالنسبة ملرحلة تنفيذها على أرض الواقع كما هو مفصل يف الفصل األول من هذا البحث.
71
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
الفقرة األوىل :التدابري املقرتحة لتسخري أراضي اجلموع وأراضي األحباس خلدمة ميدان
التخطيط العمراني
يتطلب إجناح ميدان التخطيط العمراين ،ضرورة إدخال جمموعة من اإلصالحات سواء
بالنسبة ألراضي اجلموع (أوال) أو بالنسبة ألراضي األحباس (ثانيا).
حتتل األراضي اجلماعية مكانة مهمة داخل النظام العقاري املغريب وبالتبعية يف التطور
االقتصادي واالجتماعي ،كما أهنا تستقطب عدة تيارات لدى الباحثني إلدخال إصالحات
هليكلتها واستعماهلا وكذا إدماجها يف االختيار التنموي للبالد.221
ويبقى ميدان التخطيط العمراين كذلك ،من أحوج امليادين اليت تستدعي ضرورة إدخال
إصالحات على تلك األراضي ألجل خدمته ،وميكن إيمال اإلصالحات اليت تتطلبها هذه
األراضي يف النقط التالية:
إدخال تعديالت على القوانني املكطرة هلا السيما وأن غالبيتها تتسم بالقدم ،مع استحضار
البعد التنموي وخاصة متطلبات التنمية العمرانية ،وكذا حاجيات التخطيط العمراين على
وجه اخلصوص؛
إعادة النظر يف مبدإ عدم قابلية األراضي اجلماعية للتفويت ،وخاصة منها تلك املوجودة
داخل مدارات اجلماعات احلضرية واملناطق احمليطة هبا وذلك بإقرار قابليتها للتفويت حىت
بالنسبة للخواص ،222وذلك مع إعادة تفعيل مقتضيات ظهري 42مارس ،2234924
-221رشيد األجمد":أراضي اجلموع والتعمري"،رسالة لنيل دبلوم املاسرت يف القانون اخلاص ،جامعة احلسن األول ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية ،سطات ،السنة اجلامعية ،5043-5045ص .40:
-222حممد مومن":معيقات االستثمار يف أراضي اجلموع" ،م.س ،ص.444:
-223الذي أقر إمكانية تفويت أراضي اجلموع الواقعة باملراكز احلضرية وضواحيها ودوائرها لفائدة األفراد وللدولة واجلماعات القروية حسب الفصل
الثاين من الظهري املذكور.
72
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
وكذا تنظيم مسطرة التفويت واتباع مسطرة السمسرة وحتديد شروط البيع مع حتديد الثمن
االفتتاحي للبيع وتتبع عملية إجناز املشاريع من طرف جلنة حيددها القانون؛
تفعيل مبدإ الشراكة املنصوص عليه يف إطار الدورية 403الصادرة عن وزير الداخلية
بتاريخ 52يوليوز 4991بني اجلماعات األصلية املالكة واجلماعات أو املكسسات
العمومية كلما تعلق األمر مبشروع اقتناء عقار يماعي هبدف إجناز مشروع سكىن أو عملية
جتارية أخرى ،وهذه الشراكة شبيهة باملبادلة العقارية إذ ومنح اجلماعة الساللية مبقتضاها
مقابل تنازهلا عن األراضي حصة من منتوج املشروع وذلك يف شكل قطعة أرضية أو تعهد
بإجناز جتزئة سكنية مثال224؛
خلق إطار للحوار والتواصل بني السلطات الوصية على أراضي اجلموع من جهة ،واملنعشني
العقاريني والعموميني من جهة أخرى ،يكون امتدادا للمناظرة املنعقدة يف دجنرب 4992
وذلك قصد بلورة سياسة جديدة هبذه األراضي وخاصة منها املوجودة داخل احمليطات
احلضرية أو املمتد إليها العمران225؛
اإلسراع يف حتفيظ أراضي اجلموع ،وذلك تبعا التفاقية الشراكة املربمة ين الوزارة الوصية
والوكالة الوطنية للمحافظة العقارية واملسح العقاري واخلرائطية ،حيث مت حتفيظ حوايل
-224غري أن التساؤل الذي يبقى مطروحا يف هذا الصدد ،هو مدى قدرة الدولة واجلماعات الرتابية على اقتناء تلك العقارات ،السيما وأهنا عاجزة
حىت عن اقتناء العقارات اليت يتطلبها إجناز التجهيزات واملرافق العمومية املختلفة الالزمة إلضفاء صبغة التحضر على جتمعاتنا العمرانية
املنصوص عليها يف تصاميم التهيئة ،الشيء الذي جيعلنا ننادي مع األستاذ موالي عبد السالم شيكري ،بإمكانية إخضاع هذه العقارات لنظام
شراكة مرن بني يملة من األطراف حسب األحوال ووفقا لنظام استغالل دقيق وواضح ،ضمن ضوابط مرنة ومتشاور حوهلا.
-225جتدر اإلشارة يف هذا الصدد أنه مت تنظيم عدة لقاءات جهوية يف شكل أعمال حتضريية يف انتظار انعقاد مناظرة وطنية واليت كشفت على أن
مساحة أراضي اجلموع اليت توجد باجملاالت احلضرية تصل إىل 300.000هكتار ،ومثل نسبة %5من األراضي اجلماعية ،هذا وتقدر
املساحة اجلماعية املشمولة بوثائق التعمري 311.111هكتار أي نسبة ،%40األمر الذي يربز الدور الكبري الذي تلعبه هذه األراضي يف
وجه التخطيط العمراين.
-اململكة املغربية ،وزارة الداخلية ،مديرية الشكون القروية ،احلوار الوطين حول األراضي اجلماعية ،الرباط 5041 ،ص .2-2
73
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
مليوين هكتار ومائيت ألف يف إطار االتفاقية املربمة بتاريخ 55شتنرب 5040واليت انتهى
العمل هبا يف تاريخ 55شتنرب .2265045
نظرا لالنعكاسات السلبية اليت خلفها تدبري أراضي األحباس املعقبة على مسار التنمية
العمرانية عموما ،وميدان التخطيط العمراين على وجه اخلصوص،وما ترتب عن ذلك مفسدة
للمنفعة العامة من جهة وملصلحة املعقب عليهم من جهة أخرى ،فإن ذلك يدفع إىل طرح بعض
االقرتاحات اليت من شأهنا أن تعمل على تطويع تلك العقارات خلدمة التخطيط العمراين:
إعمال أسلوب عدم الرتكيز اإلداري يف عالقة الوزارة املكلفة باألوقاف مبصاحلها
اخلارجية ،وذلك بتمكني نظار األوقاف من صالحيات تنسجم مع مبدإ سياسة
القرب وحتسني األداء اإلداري ،وملا ال التفكري يف تبين الالمركزية املرفقية كأسلوب
لتدبري وإدارة مكسسة الوقف227؛
إخضاع األحباس املعقبة إلمكانية نظام الشراكة ،إلجناز مشاريع شراكة تعود بالنفع
على كل األطراف ،وتتماشى مع متطلبات التخطيط العمراين على غرار أراضي
اجلموع228؛
اعتبار املصادقة على تصاميم التعمري مبثابة قرار تصفية للحبس املعقب الذي تشمله
وثيقة التعمري ومكينا لذوي احلقوق من وملك حصصهم وتيسريا لتنفيذ متطلبات
التخطيط العمراين ،مع العلم أن احلصة اليت تكول مبوجب القانون لقطاع األوقاف
-226كما جتدر اإلشارة يف هذا الصدد ،إىل أنه مت إبرام اتفاقية شراكة أخرى يف شهر مارس 5043وذلك اعتبارا ألمهية الرصيد العقاري
للجماعات الساللية ،ورغبة الوزارة الوصية يف محاية وتصفية وضعيته القانونية كما جاء يف مضامني االتفاقية ،املذكرة رقم2209الصادرة عن
احملافظة العقارية بتاريخ 51ماي.5043
-227أمحد مالكي وعبد الواحد اإلدريسي":األحباس املعقبة بني متطلبات التعمري والتدبري اإلداري" ،م.س ،ص.99:
-228أمحد مالكي وعبد الواحد اإلدريسي":األحباس املعقبة بني متطلبات التعمري والتدبري اإلداري" ،م.س ،ص.499:
74
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
فتعميم التحفيظ على هذه العقارات سيخدم ال حمالة عملية التخطيط العمراين سواء أثناء
مرحلة إعداد الوثائق أو خالل مرحلة تنفيذها.
فضال عن هذه االقرتاحات توجد تدابري جد هامة جيب أن تشمل أمالك الدولة واألمالك
اخلاصة وهي التدابري اليت من شأهنا أن تسمح بتعبئة هذه األراضي يف وجه التعمري(الفقرة الثانية).
-229وجتدر اإلشارة يف هذا الصدد ،إىل أن املادة 10من مشروع مدونة التعمري يف فقرهتا األخرية اليت تقرتح أولوية قانون التعمري يف حالة تعارضه
مع األنظمةالعقارية اخلاصةمل تشر إىل أراضي األحباس ،إال أن صيغة املادة جاءت على سبيل املثال ال احلصر على اعتبار أن أراضي األحباس
75
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
الفقرة الثانية :التدابري املقرتحة لتسخري أمالك الدولة وامللك اخلاص خلدمة التخطيط العمراني
خالل هذه الفقرة ،سنعاجل بعض التدابري املقرتحة على مستوى أمالك الدولة (أوال) على أن
نعاجل بعض التدابري املقرتحة أيضا على مستوى األمالك اخلاصة (ثانيا).
بالرغم من أن امللك اخلاص للدولة يتميز باملرونة و ال يطرح عراقيل كثرية يف وجه التخطيط
العمراين فإنه البد لتعزيز ذلك من العمل على:
تنمية الرصيد العقاري للملك اخلاص للدولة وجتديده عرب آلية االقتناء بالرتاضي ومسطرة
نزع امللكية من أجل املنفعة العامة .
حتفيظ يميع العقارات غري احملفظة هلذا النوع من األمالك مع إجياد حلول لتصفية املشاكل
اليت تعرفها العقارات اليت يف طور التحفيظ.
اسرتجاع العقارات احملتلة من طرف الغري على اعتبار أن أمالك الدولة ال تكتسب باحليازة
مهما طال أمدها كما نصت على ذلك املادة 524من م.ح.ع.
تنظيم هذه األمالك بنص خاص شأهنا يف ذلك شأن امللك العمومي ألجل املسامهة يف
تلبية احلاجيات األساسية للمجتمع.
بالنسبة للملك العام للدولة
إن امللك العام للدولة حبد ذاته ،ال يطرح إشكاالت كربى يف وجه التخطيط العمراين وإمنا
تعود هذه املشاكل إىل بعض املبادئ اليت يرتكز عليها-امللك العام-وكذا النظام القانوين املطبق
عليها ،الشيء الذي يتعني معه إعادة النظر فيهما بشكل خيدم سياسة التخطيط العمراين.
76
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
وسنشري إىل بعض االقرتاحات اليت نعتقد أهنا كفيلة بإدراج األمالك يف صلب معادلة التنمية
اليت تعد إحدى غايات التخطيط العمراين ،وهي كالتايل:
إعادة النظر يف مبدإ عدم القابلية للتفويت يف احلالة اليت يغطى فيها امللك العام
بوثيقة التعمري شأنه يف ذلك شأن باقي األنظمة األخرى ،كما نصت على ذلك
املادة 10من مشروع مدونة التعمري ،232وذلك إلزالة التخصيص للعموم واعتبار
ذلك امللك ملكا خاصا مبوجب املرسوم املصادق به على وثيقة التعمري.
إن هذا االقرتاح تربره السرعة املطلوبة يف تنفيذ وثيقة التعمري على اعتبار أن املسطرة احملددة
قانونا إلزالة التخصيص 233عن امللك العام ،قد تتطلب مدة طويلة مما قد يفوت جمموعة من
املشاريع االستثمارية بسبب عدم تنفيذ وثائق التخطيط العمراين على أرض الواقع؛
ضرورة توفري احلماية للملك العام الذي ستزول عنه صفة العمومية عن طريق
ختصيص الثمن الذي مت بيعه به لشراء عقار آخر أو االستفادة من ذلك الثمن يف
بناء املرافق العامة ،وذلك من أجل استمرار امللك العام يف خدمة الصاحل العام.
إعادة النظر يف اإلطار القانوين املنظم للملك العام الذي مر على صدوره قرابة قرن
من الزمن من أجل مواكبته للعديد من التغريات ،السيما متطلبات التخطيط
العمراين.
جرد امللك العام للدولة والوقوف على وضعيته القانونية ألجل حتصينه من كل
أشكال الرتامي اليت قد يتعرض هلا من طرف الغري كما سبقت اإلشارة إليه يف الفصل
األول ،وذلك باللجوء إىل عملية التحديد املنصوص عليها يف الفصل السابع من
-232املادة 10من مشروع مدونة التعمري ....":تصبح األراضي الواقعة يف اجملال الذي يشمله تصميم التهيئة ،واخلاضعة ألنظمة قانونية خاصة
كاألراضي اجلماعية واألراضي الزراعية ،غري خاضعة للموانع املقررة يف النصوص التشريعية املنظمة هلا".
-233نظم هذه املسطرة الفصل اخلامس من ظهري فاتح يوليوز4941املتعلق باألمالك العامة حيث جاء فيه":ميكن إخراج بعض األمالك العمومية
من حيز التقييد إذا ظهر أهنا ليست ذات منفعة عامة’ ودلك بقرار وزيري من الصدر األعظم يصدر بناءا علي طلب املدير العام لألشغال
العمومية وتصري حينئذ ملكا خاصا باملخزن الشريف"
77
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
ظهري ،2344941واليت تعد من أهم العمليات اليت تلجأ إليها اإلدارة اليت يعنيها
العقار موضوع التحديد بقصد تثبيت حدوده بصفة مضبوطة وتصفية حالته القانونية
بصفة هنائية لتفادي كل النزاعات اليت قد يعرفها هذا العقار فيما بعد.
على الرغم من أن امللك اخلاص يعترب مبثابة اجملال األكرب الذي تتمحور حوله دراسات
التخطيط العمراين ،إذ يبقى امللك الوحيد القابل ألجرأة توجهاته باملقارنة مع باقي األنظمة األخرى
على اعتبار قابليته للتداول ،فإن هذا األخري مل يسلم هو اآلخر من بعض املشاكل اليت تكثر سلبا
على ميدان التخطيط العمراين كما مت الوقوف على ذلك سابقا ،الشيء الذي يدفعنا إىل حماولة
اقرتاح بعض احللول اليت من شأهنا أن حتد من تأثري امللك اخلاص على ميدان التخطيط العمراين
وتسخريه خلدمته وهي كالتايل:
تفعيل آليات مراقبة العمليات العقارية 235من أجل احلد من تقزمي امللكية وتفتيتها.
وجتدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أن مسألة املراقبة تزداد صعوبة حينما يتعلق األمر بامللكية
العقارية غري احملفظة 236باملقارنة مع نظريهتا احملفظة؛
-234الذي جاء فيه " تعني حدود األمالك العمومية إذا اقتضى األمر بقرار وزيري يصدر بعد حبث عمومي بناءا علي طلب املدير العام لألشغال
العمومية "......
-235إن مفهوم املراقبة من املادة العقارية له مفهوم شاسع ،ذلك أن املعين املباشر ملفهوم املراقبة يتعلق بتلك اليت ومارس على خمتلف الوثائق اليت
يطلب تقييدها على السجل العقاري سواء من حيث الشكل أو اجلوهر إذ املراقبة الشكلية ختتلف حسب نوع العقود املطلوب تقييدها عرفية
أو رمسية ،عدلية أو توثيقية ،حيث إن هذا النوع من املراقبة ينصب بشكل خاص على شكلية حترير العقد ،أما الرقابة من حيث اجلوهر فهي
تتخذ شكالن كما يستفاد ذلك من مفهوم الفصلني 01و 91من ظ.ت.ع ،إذ تراقب العقود بالنظر إىل بيانات السجل العقاري ومدى
إمكانية تقييدها بالنظر إىل هذه البيانات مث تراقب بالنظر إىل التشريعات العقارية األخرى.
-عبد العايل دقوقي":التشريعات املنظمة ملراقبة العمليات العقاري وتأثريها على االستثمار" ،مقال منشور مبجلة العقار واالستثمار ،أشغال الندوة
الوطنية املنظمة من طرف وحديت التكوين والبحث لنيل الدكتوراه ودبلوم الدراسات العليا املعمقة يف قانون العقود والعقار بكلية احلقوق،
جامعة حممد األول بوجدة ،يومي 21و 11ماي ،1111الطبعة األول ،1112ص.221:
-236جتدر اإلشارة إىل أن املادة 1من مدونة احلقوق العينية حاولت احلد من هذه الصعوبة من خالل التنصيص على مبدإ رمسية العقود.
=
78
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
تفعيل مقتضيات الضم احلضري اليت مت التنصيص عليها يف مشروع مدونة التعمري،237
والذي يراد به كل عملية هتيئة عقارية إجبارية كانت أم اتفاقية هبدف جتميع قطعة
أرضية وتوزيعها من جديد بعد استخالص املواقع املخصصة للتجهيزات ذات املصلحة
اجلماعية واملساحات املخصصة للمرافق العمومية حيث تصبح كل ملكية عقارية
جديدة قابلة للبناء مبقتضى الضوابط القانونية ووثائق التعمري املراد تنفيذها
238
وأجرأهتا.
هذا ،وختضع عملية الضم احلضري جملموعة من اإلجراءات منها إخضاع مشروع الضم
لبحث علين ملدة 30يوما ،ولرأي اجمللس اجلماعي املعين ،مث املصادقة عليه بواسطة قرار العامل
239
الذي يكون مبثابة اإلعالن عن املنفعة العامة لألشغال الالزمة إلجناز العملة.
وهذا التسخري لألمالك العامة للدولة وباقي األنظمة األخرى يستتبعه إجراء آخر ال يقل
أمهية وهو مبدأ تطويع النظام القانوين هلذه األراضي وذلك باالعتماد على آلية التحفيظ
العقاري(املطلب الثاين).
=
تنص املادة 1على أنه":جيب أن حترر حتت طائلة البطالن ،يميع التصرفات املتعلقة بنقل امللكية أو بإنشاء احلقوق العينية األخرى أو نقلها أو
تعديلها أو إسقاطها مبوجب حمرر رمسي أو حمرر ثابت التاريخ يتم حتريره من طرف حمام مقبول للرتافع أمام حمكمة النقض ما مل ينص قانون
خاص على خالف ذلك."...
-237انطالقا من املادة 529وما بعدها.
-238عبد الواحد اإلدريسي وأمحد مالكي":التحفيظ العقاري يف سياسة التعمري على ضوء التوجهات الراهنة" ،مقال منشور باجمللة املغربية
لالقتصاد والقانون املقارن ،سياسة التحفيظ العقاري باملغرب ،أعمال الندوة الوطنية اليت نظمها خمترب الدراسات القانونية واملدنية والعقارية بكلية
مراكش ،يومي 21-22أبريل ،1112العدد ،11ص.226:
-239املادة 525من مشروع مدونة التعمري ":يتم حتديد منطقة عملية الضم احلضري اإلجباري بقرار لعامل العمالة أو اإلقليم املعين ،باقرتاح من
اهليئة العمومية اليت اختذت مبادرة القيام بالعملية ،وبعد استطالع رأي وكالة التعمري واجمللس اجلماعي املعين ،وينشر هذا القرار باجلريدة
الرمسية".
79
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
المطلب الثاني:
نسعى يف هذا املطلب إىل حماولة إجياد عناصر اإلصالح للنظام القانوين للعقار مبا من شأنه
أن خيدم ميدان التخطيط العمراين ،هذا األخري الذي ليس له بد سوى العمل على توحيد النظام
القانوين وذلك عرب تعميم نظام التحفيظ العقاري ،من خالل تبسيط مساطره من جهة (الفقرة
األوىل) مث االستفادة من مسطرة التحفيظ اإلجباري اليت تعترب حبق كوسيلة لتعميم هذا النظام من
جهة أخرى (الفقرة الثانية).
يتطلب حتفيظ العقار املرور مبجموعة من املراحل واإلجراءات ابتداء من وضع مطلب
240
التحفيظ وما يتبعه من إجراءات كاإلشهار والتحديد وما يتخلل ذلك من إشهار للحقوق
وتقدمي للتعرضات وصوال إىل تأسيس الرسم العقاري.
غري أن املالحظ على هذه املسطرة وكما سبق أن وضحنا ذلك جليا ،يف الفصل األول من
هذا البحث ،أهنا تعرف نوعا من البطء بسبب العراقيل اليت تواجهها مما حيول دون بلوغ الغاية
املرجوة أال وهي الرغبة يف تعميم نظام التحفيظ ،مما ينعكس سلبا بالتبعية ،على ميدان التخطيط
العمراين.
وهذا ما يدفعنا إىل طرح بعض االقرتاحات ،اليت من شأهنا أن تعمل على جتاوز هذه
العراقيل:
-240يتعلق األمر باحلقوق املكتسبة على عقار يف طور التحفيظ حيث ختضع ملسطرة إيداع من أجل ترتيبها وللتمسك هبا يف مواجهة الغري حبسب
ما نص عليه الفصل 91من ظهري التحفيظ العقاري.
80
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
-إجناز عملية التحديد واملسح يف وقت وجيز وذلك باالستفادة من التقنيات املستجدة يف
هذا اجملال خاصة نظام التموضع الشمويل GPS؛
-االستفادة من التقدم املعلومايت وكذا تطوير أنظمة املسح العقاري وترقيم كل املعطيات يف
أفق إدماج األنظمة ضمن نظام املعلومات اجلغرافية ،SIGدون ومييز بني السجالت العقارية
والعمليات املساحية؛
-تسخري القوة العمومية ملساندة املهندس املساح الطبوغرايف وتوفري الظروف املالئمة له حىت
يقوم بإجناز عملية التحديد دون أية عرقلة؛
-الزيادة يف عدد املهندسني املساحني الطبوغرافني املكلفني بعملية التحديد ،إذ نالحظ يف
الواقع العملي أن قلة املكلفني بعملية التحديد تكدي إىل تأجيل عملية التحديد أكثر من مرة
242
الشيء الذي يكدي حتما إىل طول عمر مسطرة التحفيظ.
-241يقصد بالتحديد تلك العملية التقنية اليت يقوم هبا مهندس طبوغرايف تتم يف عني املكان هبدف ضبط احلالة املادية للعقار وبيان حدوده
ومعامله ومشتمالته ومساحته ويف نفس الوقت تلقي التعرضات اليت ميكن أن تثار أثناء هذه العملية.
-حممد خريي":قضايا التحفيظ العقاري يف التشريع املغريب" م.س ،ص.432:
-242وهذا ما تفطن إليه املشرع املغريب من خالل إدخال تعديالت على الفصل 49عرب مساحه للمحافظ على األمالك العقارية أن يكلف إىل
جانب املهندس املساح الطبوغرايف ...أحد العاملني املكهلني التابعني ملصلحة احملافظة العقارية أو مهندسامساحا ينتمي إىل القطاع اخلاص
مسجال جبدول اهليئة الوطنية للمهندسني املساحني الطبوغرافيني.
-مذكرة السيد احملافظ العام عدد4141الصادرة بتاريخ 5041-05-02يف شأن القانون رقم 20-45املتمم ملقتضيات الفصول -50-49
21-13-31-52-54من قانون.41-00
81
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
التنسيق بني مصاحل احملافظة العقارية واحملاكم عرب إدخال احملافظ كطرف يف الدعوى من
أجل جتاوز مشكل صعوبة تنفيذ األحكام القضائية الذي يعرقل سري مسطرة التحفيظ ،وبالتايل
243
اختصار الوقت واجلهد من جهة ،وتسريع املسطرة من جهة أخرى؛
ضرورة تقيد احملكمة حبرفية نص الفصل 19من ظهري التحفيظ العقاري فيما خيص
244
الغرامة امللقاة على عاتق املتعرض الكيدي؛
السرعة يف البت يف امللفات بعد رجوعها من احملكمة؛
تفعيل مسطرة التحفيظ اجلماعي نظرا ملزاياه املتعددة ،245عن طريق هنج سياسة مرحلية
تتوخى حتفيظ يميع العقارات الواقعة يف املدار احلضري ،مع ما يتطلب ذلك من رصد إلمكانيات
مالية وبشرية مهمة ألجل القيام هبذه العملية؛
ضرورة تقيد احملافظ باآلجال املنصوص عليها يف الفصل 24630من ظ.ت.ع بعد
انتهاء أجل التعرضات الختاذ قرار التحفيظ ،أو إسناد هذه املهمة ،إىل اجلهاز القضائي ،كما هو
الشأن بالنسبة لنظام التحفيظ بتونس وسوريا؛
ربط التعمري بنظام التحفيظ حىت يكون متماشيا مع متطلبات التخطيط العمراين ،وهذا
ما تبناه مشروع مدونة التعمري فيما خيص جمال التهيئة العقارية حيث سطر واضعوه ضم األراضي
احلضرية بشكل إجباري أو تشاركي حيث يرتتب عن حتديد القطع موضوع ضم األراضي احلضرية
مباشرة مسطرة التحفيظ العقارات الواقعة يف القطاع املعين ،247ونفس األمر يقال بالنسبة
-243للمزيد من اإليضاح الرجوع إيل-:حسن الزرداين":دور احملافظ علي األمالك العقارية يف تقييد األحكام القضائية من زاوية إكراهات
الواقع"،اجمللة املغربة لالقتصاد والقانون املقارن ،مرجع سابق ،ص.262:
-244ينص الفصل 19من ظ.ت.ع .على ما يلي":كل طلب للتحفيظ أو تعرض عليه ثبت للمحكمة صدوره من تعسف أو كيد أو سوء نية،
يوجب ضد صاحبه غرامة لفائدة الوكالة الوط نية للمحافظة العقارية واملسح العقاري واخلرائطية ال يقل مبلغها عن %40من قيمة العقار أو
احلق املدعى به"...
-245للمزيد من التوسع انظر :نعيمة سوين ":فعالية املساطر اجلماعية يف تعميم نظام التحفيظ العقاري "،رسالة لنيل دبلوم املاسرت يف قانون العقود
والعقار شعبة قانون خاص ،جامعة حممد األول كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة ،السنة اجلامعية،1112-1112ص1
وما بعدها.
-246ينص الفصل 30من ظ.ت.ع .على ما يلي ":خالل الثالثة أشهر املوالية النصرام أجل التعرض يقوم احملافظ على األمالك العقارية بتحفيظ
العقار بعد التح قق من إجناز يميع اإلجراءات املقررة يف هذا القانون ومن شرعية الطلب وكفاية احلجج املدىل هبا وعدم وقوع أي تعرض".
-247املادة 344وما بعدها من مشروع مدونة التعمري.
82
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
لعمليات التهيئة التشاورية اليت تباشر تبعا ملتطلبات املصلحة العامة بدافع تصفية وضعية األنظمة
العقارية وتوزيع تكلفة املدن وجتهيز األراضي وغريها.248
كما جتدر اإلشارة يف نفس السياق ،أن تبسيط هذه اإلجراءات قد ال يكون كافيا لوحده
لتطويع النظام القانوين هلذه األراضي.ومن مت وجوب تعزيزه بالتحفيظ اإلجباري باعتباره الوسيلة
املثلى لتجاوز اإلشكاليات اليت يطرحها مبدأ االختيارية وتقاعس املالك (الفقرة الثانية).
لقد مت تنظيم املقتضيات املتعلقة بالتحفيظ اإلجباري ،249يف الفرع السادس من ظهري
التحفيظ العقاري يف الفصول من 4-24إىل 49-24وقد كانت هذه اإلجبارية استجابات
لالنتقادات املوجهة ملبدأ االختيارية ،الذي يعد من األسباب اليت كانت وراء عدم تعميم نظام
250
التحفيظ العقاري.
فالتحفيظ اإلجباري سيساهم بال شك يف تعميم نظام التحفيظ العقاري وبالتايل تسهيل
عمليات التخطيط العمراين.
يتمتع التحفيظ اإلجباري الذي أتى به القانون 41.00مبجموعة من اخلصائص وميزه عن
إضافة إىل خاصية اجلماعية والشمولية.
مبدأ االختيارية بدأ خباصية اإلجبارية واجملانيةَ ،
-248املادة 411من مشروع مدونة التعمري.
-249جتد اإلشارة إىل أن هناك حاالت خاصة يف التحفيظ اإلجباري منصوص عليها يف جمموعة من الظهائر والنصوص القانونية كما هو الشأن
بالنسبة حلالة التحفيظ اإلجباري تضم األراضي املنصوص عليها يف ظهري 30يونيو 4925مث التحفيظ اإلجباري للتجزئات العقارية
واجملموعات السكنية ،حسب املادة 02من قانون 90.52مت التحفيظ اإلجباري ألمالك الدولة اخلاصة يف حالة التعرض على حتديدها.
-250للمزيد من اإليضاح يف هذه النقطة يراجع:
-خالد اليزيدي":نظام التحفيظ العقاري 21سنة من التجربة" ،تريمة عبد السالم زيدون ،جملة التحفيظ العقاري ،العدد السابع ،يناير ،1111
ص.11:
83
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
خاصية اإلجبارية:
إذا كان املبدأ يف تقدمي مطالب التحفيظ هو االختيارية حسب ما ينص عليه الفصل 02
من ظ.ت.ع ،251فإنه على العكس من ذلك يف التحفيظ اإلجباري حيث جند خاصية اإلجبارية
اليت ومتاز هبا هذه املسطرة انطالقا من تسميتها ،إذ مبجرد صدور القرار من وزير الفالحة يكون
أصحاب العقارات املعنية ملزمني بتحفيظ عقاراهتم وليس هلم احلق يف إبداء أي معارضة عن تلك
العملية وال طلب تأجيلها،حبيث ال ينفع تقاعس هكالء املالك أثناء مرحلة البحث التجزيئي
والقانوين ،إذ حترر يف هذه احلالة مطالب التحفيظ بناء على البحث القانوين الذي جتريه مصاحل
الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية مبكازرة جلنة التحفيظ اإلجباري وتدرج يف اسم مالكها بالرغم من
هذا الغياب والتقاعس حبسب ما نص عليه الفصل 0-24من ظ.ت.ع.
خاصية المجانية:
على خالف مطالب التحفيظ االختيارية اليت تستوجب أداء رسوم حسب تعريفات
حمددة ،252فإن مطالب التحفيظ اليت هتم املناطق املفتوحة للتحفيظ اإلجباري تدرج جمانا دون أداء
أي مصاريف ،كما أكدت على ذلك الفقرة األخرية من الفصل 00من ظ.ت.ع ...":تدرج
املطالب يف املناطق اليت سيتم فتحها للتحفيظ اإلجباري جمانا".
ومما ال شك فيه ،أن اجملانية تلعب دورا مهما يف اخنراط أصحاب العقارات وذوي احلقوق
253
العينية العقارية يف عملية التحفيظ اإلجباري وجتاوهبم مع هذا القرار.
إذ أن اإلعفاء من تكاليف التحفيظ يبقى سببا من األسباب اليت تشجع على حتفيظ
العقارات ،فال معىن خلاصية اإلجبارية إذا مل تعفي جيوب املالك من أداء واجبات الرسوم اليت
254
تفرض يف إطار إجراءات التحفيظ وفق املسطرة العادية.
84
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
خاصية الشمولية:
مفاد هذه اخلاصية كون مسطرة التحفيظ اإلجباري ال تستهدف عقارات بعينها وذاهتا كما
هو الشأن بالنسبة للتحفيظ اإلجباري لألراضي اخلاضعة للضم حيث يتعلق بعقارات فالحية أو
التحفيظ اإلجباري لعقارات اجلمعيات النقابية للمالكني أو التجزئات العقارية اليت تعىن بالعقارات
احلضرية ...وإمنا على العكس من ذلك فاملشروع مل حيدد يف هذه املسطرة طبيعة العقارات املعنية
255
بقرار التحفيظ اإلجباري ،فهو منصب على يميع العقارات سواء كانت قروية أو حضرية.
كما أن مشولية املسطرة تزداد أمهيتها يف عدم ترك أي عقار مشمول بقرار التحفيظ اإلجباري
إال ومت حتفيظه حىت ولو يف احلالة اليت مل يقع التعرف فيها على مالكه حيث يدرج تلقائيا يف اسم
امللك اخلاص للدولة كما نص على ذلك الفصل 0-24من ظ.ت.ع.
خاصية الجماعية:
جتري مسطرة التحفيظ اإلجباري املنصوص عليها يف الفرع السادس من ظ.ت.ع بشكل
يماعي ،حيث تتم عملية هتيئ العقارات وإعداد املالكني وذوي احلقوق بشكل يماعي كما أن
تنفيذ أشغال البحث التجزيئي والقانوين تتم بشكل يماعي ،كما يتم إدراج مطالب التحفيظ من
طرف احملافظ وإيداع الالئحة والتصميم التجزيئي لذي السلطة احمللية دفعة واحدة.
كما أن أعمال املراقبة اليت تضطلع هبا جلنة التحفيظ اإلجباري هتم ملفات العقارات املفتوحة
للتحفيظ اإلجباري بأكملها ،وتتم عملية اإلشهار واستدعاء طاليب التحفيظ واملتدخلني إلجناز
عملية التحديد يف وقت متزامن لتنتهي املسطرة بشكل يماعي حيث يتم تأسيس الرسوم العقارية
256
جلميع املطالب غري املثقلة بالتعرضات.
=
254
-خالد العظيمي":التحفيظ اإلجباري وفقا لقانون رقم -41.00دراسة مقارنة ، "-رسالة لنيل دبلوم املاسرت يف القانون اخلاص ،جامعة احلسن
األول ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،سطات ،السنة اجلامعية ،5043-5045ص.30:
-255خالد العظيمي ،املرجع نفسه ،ص.39:
-256خالد العظيمي":التحفيظ اإلجباري وفقا لقانون رقم -41.00دراسة مقارنة ،"-مرجع سابق ،ص.39:
85
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
تنطلق مسطرة التحفيظ اإلجباري باختيار اإلدارة للمنطقة املراد إخضاعها له تليها جمموعة
من اإلجراءات القانونية والتقنية.
وخبصوص اختيار املنطقة ،فهو يتم عرب إجناز اإلدارة 257لتصميم أويل هلا يشمل حدودها
ومساحتها ،لتعمل بعد ذلك على حتضري مشروع القرار القاضي بفتح وحتديد منطقة التحفيظ
اإلجباري لتحيله بدورها على السلطة احلكومية الوصية ليتم توقيعه ونشره يف اجلريدة الرمسية ،وما
258
يرتتب عن ذلك من نشر لدى باقي اجلهات األخرى.
ومن أهم نتائج نشر القرار القاضي بالتحفيظ اإلجباري ،تكوين جلنة تدعى جلنة التحفيظ
اإلجباري ،259من أجل إعداد املعنيني باألمر لعمليات التحفيظ اإلجباري وضمان حسن تنفيذ
أشغال البحث التجزيئي والقانوين ومراقبتها ،وكذا اختاذ كافة التدابري اليت ومكن من إدراج وحتديد
260
مطالب التحفيظ.
وبعد ذلك ،يتم الشروع يف تنفيذ أشغال البحث التجزيئي 261والقانوين من طرف مصاحل
الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية واملسح العقاري واخلرائطية مبكازرة جلنة التحفيظ اإلجباري ،وذلك
هبدف حترير مطالب التحفيظ يف اسم املالكني الذين أدلوا بالعقود والوثائق املثبتة حلقوقهم.
86
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
هذا ،وتنتهي أشغال البحث التجزيئي والقانوين بإعداد اإلدارة املكلفة مللف يتكون من
جمموعة من العناصر أشار إليها الفصل 26240-24من ظ.ت.ع ،ليحال بعد ذلك على جلنة
التحفيظ اإلجباري هذه األخرية اليت تقوم مبراقبته وإرساله إىل احملافظ على األمالك العقارية املعين
داخل أجل شهرين ابتداء من تاريخ توصلها به حسب ما نص على ذلك الفصل 44-24من
ظ.ت.ع ،ليعمل هذا األخري داخل أجل شهر على إدراج مطالب التحفيظ وإيداع الالئحة
والتصميم التجزيئيني مبقر السلطة احمللية ،263الذي على إثره ينشر إعالنا باجلريدة الرمسية عن
اإلعالن املذكور 264يعلق إىل غاية انتهاء أجل التعرض مبقر السلطة احمللية واحملافظة العقارية
واجلماعة أو اجلماعات املعنية واحملكمة االبتدائية.
وبعد القيام هبذا اإلجراء ،يضع احملافظ بتنسيق مع رئيس جهاز املسح العقاري برناجما
لتحديد وعاء مطالب التحفيظ املدرجة ،يبلغه إىل ممثل السلطة احمللية ورئيس اجلماعة من أجل
تعليقه مبقراهتم قبل التاريخ املعني الفتتاح العمليات بشهر واحد ،كما يعلق هذا اإلعالن باجلريدة
الرمسية،و يستدعي احملافظ بواسطة عون للتبليغ من مصلحة احملافظة العقارية أو بواسطة السلطة
265
احمللية طالب التحفيظ وكل متدخل يف مسطرة التحفيظ للحضور شخصيا لعملية التحديد.
=
-شكيب حيمود":التحفيظ اإلجباري وفق مقتضيات القانون رقم 41.00منشورات املنرب القانوين" ،قانون التحفيظ العقاري بني روح ظهري
4943م ومستجدات قانون رقم ، "41.00أعمال الندوة العلمية اليت نظمتها جملة املنرب القانوين بشراكة مع الفضاء املدين يوم 02مايو
5045بتزنيت العدد ،4ص.20:
-262يتكون هذا امللف من:
تصميم حيدد حميط املنطقة ،مرتبط بنظام إحداثيات المبري منجز وفق سلم معمول به؛
مطالب احلفيظ احملررة؛
العقود والوثائق اليت أدىل هبا املالكون ،وعند االقتضاء الشهادات اإلدارية للملكية املسلمة من طرف للسلطة احمللية؛
الالئحة والتصميم التجزيئيان اللذان يعينان القطع الواقعة داخل منطقة التحفيظ اإلجباري ومساحتها املضبوطة وكذا هويات وعناوين املالكني؛
تصميم عقاري منجز وفق الضوابط اجلاري هبا العمل لكل عقار؛
-263الفصل 44-24ن ظهري التحفيظ العقاري.
-264يتضمن هذا اإلعالن حسب الفصل 45-24من ظ.ت .ع ،موقع املنطقة اخلاضعة للتحفيظ اإلجباري وتاريخ اإليداع املذكور وأجل
التعرض.
-265الفصل 41-24من ظ.ت.ع.
87
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
هذا وجتدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أنه جيب أن ينجز التحديد قبل انتهاء أجل
التعرض ،266سواء حضر طالب التحفيظ أم تغيبوا على ذلك كما أكد على ذلك الفصل -24
42من ظ.ت.ع.
وتنتهي هذه املراحل بإنشاء الرسوم العقارية مبجرد انتهاء أجل التعرض ،كما سلف
الذكر،وبعد التأكد من عدم وجود أي تعرض ،حبيث ينجز احملافظ بطاقة التموقع لكل مطلب
على حدة يرسلها إىل مصلحة املسح العقاري للتأكد من خلو وعاء املطلب من كل تعرض أو
تعرض متبادل 267مع مطلب آخر أو مع حتديد إداري.
-266أجل التعرض على مسطرة التحفيظ اإلجباري حمدد يف أربعة أشهر ابتداء من تاريخ النشر يف اجلريدة الرمسية لإلعالن عن إيداع الالئحة
والتصميم التجزيئيني مبقر السلطة احمللية (الفصل .)42-24
-267التعرض املتبادل :هوالذي يكون فيه كل من الطرفني طالب للتحفيظ ومتعرض يف نفس الوقت.
88
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
بعد تشخيص لواقع تأثري املسألة العقارية على ميدان التخطيط العمراين يف الفصل األول
من هذا البحث حاولنا من خالل هذا الفصل الثاين التطرق إىل اآلليات املتطلبة لتطويع املسألة
العقارية خلدمة ميدان التخطيط العمراين وكيفية التغلب على خمتلف اإلكراهات والعوائق اليت
تطرحها على هذا األخري .
وترجع هذه اآلليات إىل آليات متطلبة على مستوى تدخل الدولة من أجل التحكم يف
املسألة العقارية وتسخريها خلدمة ميدان التخطيط من خالل هنج سياسة عقارية حمكمة ومتوازنة
وذلك عن طريق توفري احتياطات عقارية للحد من املضاربة العقارية مث بتفعيل آلية االقتناء
بالرتاضي واللجوء ملسطرة نزع امللكية من أجل املنفعة العامة ،وإعادة النظر يف الفلسفة املتحكمة
على امللك اخلاص للدولة.
وإىل جانب هذه اآلليات ،تطرقنا كذلك إىل اآلليات املتطلبة ملواجهة مشكل التعدد
واالزدواجية يف املسألة العقارية ،من خالل اقرتاح جمموعة من احللول ترمي يف جمملها إىل إجناح
سياسة التخطيط العمراين عن طريق إدخال تعديالت على النصوص القانونية املنظمة لألنظمة
العقارية من جهة ،مث العمل على ضرورة السعي حنو توحيد النظام القانوين للعقار عرب تعميم نظام
التحفيظ العقاري من خالل تبسيط مساطره وكذا تفعيل مسطرة التحفيظ اإلجباري من جهة
ثانية.
89
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
خامتة عامة:
ويف ختام هذه الدراسة البد من التأكيد على أن املشاكل اليت تطرحها املسألة العقارية يف
ارتباطها بالتخطيط العمراين ،تكمن أساسا يف تعدد األنظمة العقارية وتعقد املقتضيات القانونية
املنظمة هلا ،باإلضافة إىل ازدواجية النظام القانوين للعقار يف مقابل عدم استحضار توقعات وثائق
التخطيط العمراين لذلك.
وبناء عليه ونظرا ألمهية املسألة العقارية يف مسار التخطيط العمراين ،خاصة من الزاوية اليت
يتموقع فيها العقار كعامل مساعد أو كعائق أمام بلورة توجهات التخطيط العمراين ،سنعمد إىل
طرح بعض االقرتاحات اليت من شأهنا التخفيف من حدة التأثري السليب للمسألة العقارية على هذا
األخري ،وهي كالتايل:
-البد من إرادة سياسية قوية وحتديد ملسكوليات كافة الفاعلني املتدخلني يف املسألة العقارية
والتخطيط العمراين وضبط آليات التنسيق والتشاور بينهم.
-العمل على تعميم التحفيظ ووضع اسرتاتيجية معينة من أجل حتفيظ األمالك املوجودة
داخل الوسط احلضري جتاوبا مع متطلبات التخطيط العمراين وذلك جبعله إلزاميا على مستوى
البلديات واملناطق احمليطة هبا كمرحلة أوىل.
-العمل على إحداث خرائط عقارية تشمل خمتلف أصناف أمناط امللكية العقارية وذلك عرب
إنشاء جملس أعلى للمعلومات العقارية واجلغرافية.
-إحداث فاعل جديد يف امليدان العقاري يتمثل يف الوكالة الوطنية لإلنعاش العقاري،يف
شكل مكسسة عمومية ختضع لوصاية رئيس احلكومة تتمتع بالشخصية املعنوية واالستقالل
املايل،هبدف تكوين احتياطات عقارية وتصفية املشاكل اليت تطرحها األنظمة العقارية باملغرب مع
وضعها رهن يد املنعشني العقاريني واجملزئيني العموميني واخلواص على حد سواء .
-توفري الرتكيبة املالية واملكسساتية من أجل التحكم يف املسألة العقارية مبا يتالءم مع توجهات
التخطيط العمراين
90
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
-وضع اسرتاتيجية واضحة يف ميدان تضريب العقار تتغيا حماربة ظاهرة جتميد األراضي من
طرف أصحاهبا حىت نتمكن من خلق سوق عقارية تتميز بالوضوح و الشفافية،ترتبط باالختيارات
السياسية واالقتصادية اليت تنهجها الدولة لتحفيز االستثمارات من جهة ،واالستجابة ملتطلبات
التخطيط العمراين من جهة أخرى.
-إلزام مكاتب الدراسات بإعداد دراسة عقارية موازية لوثائق التعمري حىت ال يتحول العقار
من املنسجم وامليسر إىل املعرقل ،ويسهل باملقابل التحكم يف الوضعية العقارية وتطويعها خلدمة
التخطيط العمراين .
-إحداث حماكم عقارية خمتصة إسوة باحملاكم التجارية واإلدارية مع ما يتطلب ذلك من توفري
وتأهيل لألطر البشرية مع ضرورة استحضار قانون التعمري أثناء مرحلة التكوين.
-التعجيل بإخراج مشروع مدونة التعمري30-00إىل حيز الوجود على اعتباره جاء مبجموعة
من املستجدات اليت ختدم ميدان التخطيط العمراين يف عالقته باملسألة العقارية.
91
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
الئحة املراجع
أوال :الكتب:
أحمد أدريوش " :أصول نظام التحفيظ العقاري ،بحث في مصادره المادية و
الرسمية وفي توجيه الفقهاء لنظر الشرع اإلسالمي عليه"،
منشورات سلسلة المعرفة القانونية –مطبعة األمنية -الرباط،
الطبعة األولى 2616هـ1113/م.
إدريس الفاخوري ودنيا مباركة" :نظام التحفيظ العقاري وفق القانون رقم -12
،"26مطبعة الجسور ش.م.م،الطبعة األولي .1121
بوعزاوي بوجمعة":القانون اإلداري لألمالك" ،الطبعة األولى.1123 ،
الحاج شكرة ":الوجيز في قانون التعمير المغربي"،الطبعة الثانية .1112
عادل حميدي " :التصرفات الواردة على العقار غير المحفظ بين الفقه اإلسالمي
والفراغ القانوني" ،المنارة كتب مراكش ،الطبعة األولى أكتوبر
.1111
عبد الرحمان البكريوي":التعمير بين المركزية والالمركزية"،الشركة المغربية
للطباعة والنشر الطبعة األولي الرباط .2113
عبد العالي العبودي" :الحيازة فقها وقضاء" المركز الثقافي العربي الدار البيضاء،
الطبعة األولى ،السنة .2111
عبد الكريم بالزاغ":أراضي الجموع:محاولة لدراسة بنيتها السياسية و االجتماعية
ودورها في التنمية"مطبعة النجاح الجديدة الدارالبيضاء،2112،الطبعة األولى.
عبد الواحد شعير":الممتلكات العقارية للجماعات المحلية بالمغرب" ،مطبعة
فضالة ،المحمدية.2112 ،
العربي مياد" :تكوين الرصيد العقاري للدولة ،االقتناء بالتراضي" ،مطبعة األمنية
الرباط ،سنة .5002
الهادي مقداد ":السياسة العقارية في ميدان التعمير والسكنى"،مطبعة النجاح
الجديدة-الدارالبيضاء،الطبعة األولى.1111
مأمون الكزبري":التحفيظ العقاري والحقوق العينية األصلية والتبعية في ضوء
التشريع المغربي" ،الجزء الثاني،الطبعة الثانية .2122
92
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
93
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
بناصر المصطفاوي " :التعمير بين التخطيط والعشوائية ،حالة مدينة الناظور"،
أطروحة لنيل الدكتورة في القانون العام ،كلية الحقوق أكدال ،السنة
الجامعية .. 1111-1111
رشيدة الماموني":التطور الحديث لنظرية االعتداء المادي في االجتهاد القضائي
المغربي" ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،جامعة محمد
الخامس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية السويسي،
الرباط ،السنة الجامعية.1113-1111 :
سيدي حفظ هللا البودناني" :تعدد المتدخلين في ميدان التعمير وإشكالية التنسيق"،
أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،جامعة محمد الخامس
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،أكدال ،الرباط،
السنة الجامعية.1122-1121 :
عبد اللطيف الودناسي" :إثبات ملكية العقار في القانون المغربي" ،أطروحة لنيل
الدكتوراه في القانون الخاص ،جامعة القاضي عياض كلية العلوم
القانونية واالقتصادية واالجتماعية بمراكش ،السنة الجامعية
.1112-1111
محمد عامري":الملك العمومي بالمغرب" ،أطروحة دكتوراه للدولة في القانون
العام ،كلية الحقوق الرباط ،السنة .2116
الرسائل:
94
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
الحسن توغزاوي":العقار في طور التحفيظ" ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في
القانون الخاص جامعة محمد الخامس كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية الرباط أكدال ،السنة الجامعية -2111
.1111
خالدالعظيمي":التحفيظ اإلجباري وفقا لقانون رقم -41.00دراسة مقارنة ،"-رسالة
لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،جامعة الحسن األول ،كلية
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،سطات ،السنة الجامعية
.5043-5045
رشيد األمجد":أراضي الجموع والتعمير" ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون
الخاص ،جامعة الحسن األول ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية ،سطات ،السنة الجامعية .1123-1121
شكيري محمد ":الجبائية العقارية وباقي تدخالت الدولة في الميدان العقاري
الحضري" ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون العام،
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،الرباط ،السنة
الجامعية.2126-2123 :
طارق دخيسي ":تحيين الرسوم العقارية وأثره على التنمية" ،رسالة لنيل دبلوم
الماستر في القانون العقود والعقار ،جامعة محمد األول ،كلية
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة ،السنة الجامعية
.1112-1112
عادل بورقية":التخطيط الحضري والمسألة العقارية" ،بحث لنبل دبلوم الدراسات
العليا المعمقة في القانون االداري والعلوم االدارية ،جامعة الحسن
الثاني،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية عين الشق
الدار البيضاء،السنة الجامعية.1111-1112
عبد اإلله الفقير ":آليات تدبير الرصيد العقاري في المغرب على ضوء مشروع
مدونة التعمير" ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون العقود
والعقار ،جامعة محمد األول كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية وجدة ،السنة الجامعية .1121-1111
عبد الرحيم رشيد":االحتياطات العقارية للجماعات الحضرية بالمغرب" ،بحث
لنيل دبلوم السلك العالي ،المدرسة الوطنية لإلدارة ،الرباط ،السنة
الجامعية.2116-2113 :
95
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
عبد اللطيف الودناسي ":تملك العقار بالحيازة في التشريع المغربي" ،رسالة لنيل
دبلوم الدراسات العليا المعمقة ،جامعة القاضي عياض ،كلية العلوم
القانونية واالقتصادية واالجتماعية –مراكش -السنة الجامعية
.2116-2113
عزيز بودالي ":اشكاليات تصميم التهيئة على ضوء العمل اإلداري والتطبيق
القضائي بالمغرب"،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا،جامعة
محمد الخامس-السويسي،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية ،السنة الجامعية .1121/1122
عماد التمسماني ":التعمير والمشكل العقاري بالمغرب"بحث لنيل دبلوم الدراسات
العليا المعمقة ،جامعة محمد الخامس –أكدال -كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية –الرباط -السنة الجامعية .1113-1111
عمر موسى ":الدعاوى الكيدية أثناء مسطرة التحفيظ العقاري" ،رسالة لنيل دبلوم
الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص ،جامعة محمد األول
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية –وجدة -السنة
الجامعية .1112-1111
فاطمة بنشالل":األمالك الحبسية بين صالبة القانون وحركية االقتصاد" ،رسالة
لنيل دبلوم الماستر في قانون العقود والعقار ،جامعة محمد األول
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،وجدة ،السنة
الجامعية .1112
لبنى بويزرل":إعادة هيكلة األحباس-الوقف المعقب نموذجا ،"-رسالة لنيل دبلوم
الدراسات العليا المعمقة ،شعبة القانون الخاص ،وحدة التكوين
والبحث في القانون المدني ،كلية الحقوق ،جامعة القاضي عياض،
مراكش ،السنة الجامعية .1111-1112
لحسن خضيري":الوظيفة االجتماعية للملكية العقارية الخاصة في التشريع
المغربي" ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون
الخاص،جامعة محمد الخامس كلية العلوم القانونية وإال قتصادية و
االجتماعية –الرباط،السنة الجامعية غير مذكورة.
محمد أكدر":اقتناء الدولة لألمالك العقارية بالتراضي" ،رسالة لنيل دبلوم السلك
العالي ،المدرسة الوطنية لإلدارة العمومية ،السنة الدراسية:
.4990-4909
96
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
محمد الوكاري":العقار والتنمية الحضرية" ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا فيي
القانون الخاص ،جامعة محمد الخامس ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية ،السنة الجامعية.
محمد بنيعيش ":وثائق التعمير والممارسة نموذج طنجة" ،بحث لنيل دبلوم
الدراسات العليا المعمقة ،جامعة محمد الخامس –أكدال -كلية
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية –الرباط -السنة الجامعية
.1113-1111
محمد بوحسوي ":وضعية العقار بين النصوص الشرعية والقوانين المدنية"،
رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون المدني،
جامعة القاضي عياض ،كلية العلوم القانونية و االقتصادية
واالجتماعية –مراكش -السنة الجامعية .1111-2111
محمد بومريام":إشكالية العقار غير المحفظ بالمغرب-إقليم كلميم نموذجا" ،رسالة
لنيل دبلوم الماستر المتخصص في المهن القضائية والقانونية،
جامعة محمد الخامس السويسي الرباط ،السنة الجامعية -1112
.1111
محمد زعاج":أثر تعدد التنظيمات العقارية والتوثيقية على الوضعية العقارية
بالمغرب" ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون العقود والعقار،
جامعة محمد األول كلية العلوم القانونية االقتصادية واالجتماعية
وجدة ،السنة الجامعية .1112-1112
منصف كنيريو":السكن الحضري ومشكل العقار بالمغرب" ،بحث لنيل دبلوم
الدراسات العليا المعمقة ،جامعة محمد الخامس ،كلية العلوم
القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،أكدال ،الرباط ،السنة الجامعية
.1111-1116
نعيمة سوني ":فعالية المساطر الجماعية في تعميم نظام التحفيظ العقاري" ،رسالة
لنيل دبلوم الماستر في قانون العقود والعقار شعبة قانون
خاص،جامعة محمد األول كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية وجدة ،السنة الجامعية.1112-1112
يونس رياض ":العقار غير المحفظ بين النظام القانوني والواقع العملي" ،رسالة
لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون المدني ،جامعة
القاضي عياض ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية،
الفقرة األولى ،مراكش ،السنة الجامعية .1111-1112
97
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
ثالثا :المجالت
حسن الزرداني":دور المحافظ علي األمالك العقارية في تقييد األحكام القضائية
من زاوية إكراهات الواقع"،المجلة المغربية لإلقتصاد والقانون
المقارن،العدد،11السنة.1112
خالد اليزيدي":نظام التحفيظ العقاري 21سنة من التجربة" ،ترجمة عبد السالم
زيدون ،مجلة التحفيظ العقاري ،العدد السابع ،يناير .1111
سعيد البكوري":دور الناظر في القيام بشؤون األمالك الموقوفة" ،مقال منشور
بمجلة األمالك الحبسية.
سفيان العسري":خصوصيات مسطرة تصفية الوقف المعقب ،مجلة األمالك
الحبسية ،أعمال الندوة الوطنية التي نظمها مركز الدراسات
القانونية المدنية والعقارية بكلية الحقوق بمراكش ،يومي 22-21
فبراير .1111
شكيب حيمود":التحفيظ اإلجباري وفق مقتضيات القانون رقم 26.12منشورات
المنبر القانوني" ،قانون التحفيظ العقاري بين روح ظهير 2123م
ومستجدات قانون رقم ،"26.12أعمال الندوة العلمية التي نظمتها
مجلة المنبر القانوني بشراكة مع الفضاء المدني يوم 11مايو
1121بتزنيت العدد .2
الصغير الوكيلي":وضعية أراضي الجموع "،مقال منشور بمجلة القسطاس
،العدد.1
عبد اإلله المكينسي" :السكن ،التعمير والمشكل العقاري بالمغرب" ،السياسات
الحضرية المغاربية ،ندوة مغاربية ،الشركة المغربية للطباعة،
الرباط.2116 ،
عبد العالي دقوقي ":التشريعات المنظمة لمراقبة العمليات العقاري وتأثيرها على
االستثمار" ،مقال منشور بمجلة العقار واالستثمار ،أشغال الندوة
الوطنية المنظمة من طرف وحدتي التكوين والبحث لنيل الدكتوراه
ودبلوم الدراسات العليا المعمقة في قانون العقود والعقار بكلية
الحقوق ،جامعة محمد األول بوجدة ،يومي 21و 11ماي ،1111
الطبعة األول .1112
عبد الكريم الطالب":الشياع واالستثمار:الواقع واآلفاق" أشغال اليوم
الدراسي":العقار واالستثمار" المنظم من طرف عمالة إقليم الحوز
والمكتب الجهوي لالستثمار الفالحي للحوز بتعاون مع مركز
الدراسات القانونية المدنية والعقارية بكلية الحقوق بمراكش بتاريخ
99
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
100
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
الوكاري محمد" :العراقيل التي يطرحها العقار أمام التنمية الحضرية ومحاولة
التغلب عليها" ،المجلة المغربية لقانون واقتصاد التنمية ،العدد ،21
السنة.2121
عز الدين الماحي " :اقتناء األراضي بالتراضي كأداة إلنجاز المشاريع االقتصادية
واالجتماعية" ،أعمال اليوم الدراسي حول تدبير األمالك الجماعية
وتنمية الرصيد العقاري للجماعات المحلية ،كلية الحقوق مراكش،
يوم 1فبراير ،1113مطبعة دار وليلي للطباعة والنشر ،الطبعة
األولى.1113 ،
عزالدين الماحي ":السياسة التشريعية في مجال العقار غير المحفظ" ،مجلة
القصر ،العدد 1شتنبر.1116
محمد الحياني " :دور التحفيظ العقاري في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية،
المجلة المغربية لالقتصاد والقانون ،عدد 1ماي.
محمد بونبات ":التحفيظ العقاري بين العمل اإلداري واالختصاص القضائي"،
أعمال للندوة الوطنية التي نظمها مركز الدراسات القانونية المدنية
والعقارية بكلية الحقوق جامعة القاضي عياض –مراكش -يومي 1
و 1أبريل ،1111تحت موضوع األنظمة العقارية في المغرب.
محمد بونبات":الملكية العقارية الجماعية وطرق حمايتها" ،تدبير األمالك
الجماعية وتنمية الرصيد العقاري للجماعات المحلي" ،منشورات
مركز الدراسات القانونية المدنية والعقارية بكلية الحقوق بمراكش،
أعمال اليوم الدراسي ،السبت 1فبراير ،1112المطبعة دار وليلي
للطباعة والنشر ،الطبعة األولى.1113 ،
محمد سالم ":مقارنة بين التوثيق العصري والعدلي وبين طموحات وآمال التوحيد،
وعوامل الخصوصية والتمييز وآفاق التكامل" ،ندوة توثيق
التصرفات العقارية ،أشغال يومي 22و 21فبراير 1111الندوة
العلمية الوطنية التي نظمها مركز الدراسات القانونية المدنية
والعقارية بكلية الحقوق بمراكش ،المطبعة والوراقة الوطنية
مراكش ،طبعة .1111
محمد مومن":معيقات االستثمار في أراضي الجموع" ،مجلة الحقوق المغربية،
العدد األول ،السنة .1121
مصطفى التراب" :نزع الملكية من أجل المنفعة العامة" ،مجلة البحوث ،العدد
الثالث ،يونيو .1116
101
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
موالي عبد السالم شيكري":صالبة األنظمة العقارية الخاصة وتأثيرها على مسار
التنمية العمرانية" ،أعمال الندوة الوطنية التي نظمها مركز
الدراسات القانونية المدنية والعقارية بكلية الحقوق-جامعة القاضي
عياض-بمراكش يومي1و1ابريل.1111
نعيمة بنلمليح":قانون األمالك العمومية بالمغرب" ،منشورات المجلة المغربية
لإلدارة المحلية والتنمية العدد ،22السنة .1111
خامسا :الدالئل
الدليل العملي للعقار غير المحفظ ،منشورات جمعية نشر المعلومة القانونية
والقضائية ،سلسلة الدراسات واألبحاث ،العدد ،1الطبعة الثانية
أبريل .1112
103
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
104
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
105
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
الفهرس
مقدمة 1 ..........................................................................................................
الفصل األول :تأثير المسألة العقارية على مسار التخطيط العمراني 2 ..................................
المبحث األول :اشكالية تعدد األنظمة العقارية على ميدان التخطيط العمراني 1 .......................
المطلب األول:الصعوبات التي تطرحها أراضي الجموع واألحباس على ميدان التخطيط العمراني
21 ...............................................................................................................
الفقرة األولى :تداعيات أراضي الجموع على التخطيط العمراني 21 ................................
أوال :التطور القانوني ألراضي الجموع ومتطلبات التخطيط العمراني 22 .......................
ثانيا :تأثير تدبير أراضي الجموع على ميدان التخطيط العمراني 26 .............................
الفقرة الثانية :تداعيات أراضي األحباس على التخطيط العمراني 21 ................................
أوال :الوقف المعقب بين تصلب القانون ومتطلبات التخطيط العمراني 21 .......................
ثانيا :التدبير اإلداري للحبس المعقب وحاجيات التخطيط العمراني 21 ...........................
المطلب الثاني:انعكاسات أمالك الدولة واألمالك الخاصة على تنزيل التخطيط العمراني 13 ........
الفقرة األولى :تداعيات أمالك الدولة على التخطيط العمراني 13 ....................................
أوال :دور الملك الخاص للدولة في تنزيل وثائق التخطيط العمراني 16 ..........................
ثانيا:موقع الملك العام للدولة في تنزيل وثائق التخطيط العمراني11 ..............................
الفقرة الثانية :تداعيات األمالك الخاصة على التخطيط العمراني 11 .................................
المبحث الثاني:أثر ازدواجية النظام القانوني للعقار على تنزيل التخطيط العمراني 33 ..................
المطلب األول:التخطيط العمراني بين العقار في طور التحفيظ والعقار المحفظ 36 ...................
الفقرة األولى :المشاكل المرتبطة بالعقار في طور التحفيظ وأثرها على وثائق التخطيط
العمراني 31 .................................................................................................
الفقرة الثانية :إشكاليةتحيين الرسوم العقارية وأثرها على التخطيط العمراني31 ...................
المطلب الثاني:تأثير العقار غير المحفظ على ميدان التخطيط العمراني 61 ............................
الفقرة األولى :أثر العقار غير المحفظ على مستوى إعداد وثائق التخطيط العمراني 63 ..........
الفقرة الثانية :أثر منازعات العقار غير المحفظ على تنفيذ وثائق التخطيط العمراني 61 ..........
خاتمة الفصل األول 11 ..............................................................................................
الفصل الثاني:اآلليات المتطلبة لتطويع المسألة العقارية لخدمة التخطيط العمراني 13 ......................
106
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
المبحث األول:ضرورة تنويع أدوات التحكم في المسألة العقارية ألغراض التخطيط العمراني 11 ....
المطلب األول:التخطيط العمراني بين توفير االحتياطات العقارية والحد من المضاربة العقارية11
الفقرة األولى :توفير االحتياطات العقارية كوسيلة للحد من تأثير المسألة العقارية على ميدان
التخطيط العمراني 11 ......................................................................................
الفقرة الثانية :الحد من المضاربة العقارية لتطويع المسألة العقارية لخدمة التخطيط العمراني11
المطلب الثاني:التخطيط العمراني بين مسطرة االقتناء بالتراضي ومسطرة نزع الملكية من أجل
المنفعة العامة 11 ...............................................................................................
الفقرة األولى :مسطرة االقتناء بالتراضي 11 ............................................................
الفقرة الثانية :مسطرة نزع الملكية من أجل المنفعة العامة11 .........................................
المبحث الثاني:التخطيط والمسألة العقارية أمام التعدد واالزدواجية:مساهمة في الحل 22 ..............
المطلب األول:تطويع األنظمة العقارية لخدمة ميدان التخطيط العمراني 22 ...........................
الفقرة األولى :التدابير المقترحة لتسخير أراضي الجموع وأراضي األحباس لخدمة ميدان
التخطيط العمراني 21 ......................................................................................
أوال:على مستوى أراضي الجموع21 ............................................................... :
ثانيا :على مستوى أراضي األحباس 26 ..............................................................
الفقرة الثانية :التدابير المقترحة لتسخير أمالك الدولة والملك الخاص لخدمة التخطيط العمراني
21 ............................................................................................................
أوال :على مستوى أمالك الدولة 21 ....................................................................
ثانيا :على مستوى األمالك الخاصة 22 ...............................................................
المطلب الثاني:من أجل نظام قانوني للعقار في خدمة التخطيط العمراني 21 ...........................
الفقرة األولى :تبسيط مسطرة التحفيظ العقاري 21 .....................................................
الفقرة الثانية :التحفيظ اإلجباري كوسيلة لتعميم نظام التحفيظ العقاري 23 ..........................
أوال :خصائص التحفيظ اإلجباري 23 .................................................................
ثانيا :مسطرة التحفيظ اإلجباري 21 ...................................................................
خاتمة الفصل الثاني 21 ..............................................................................................
الئحة المراجع 11 ....................................................................................................
الفهرس 211 ..........................................................................................................
107
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
108
التخطيط العمراني والمسألة العقارية بالمغرب
شكر وتقدير
الحمد هلل الذي مهد طريق العلم والجنة للمتعلم ،والصالة والسالم على
نبينا محمد خير هاد وأفضل معلم ،الحمد هلل الذي وفقني إلنهاء هذا
البحث ،وأسأله تعالى أن ينفع به األمة.
تتلمذت على يدي أستاذ قدير كريم ،تفضل باإلشراف على هذه
الرسالة فجزيل الشكر وعظيم االمتنان ألستاذي الدكتور أحمد مالكي،
علم ومعرفة من خالل توجيهاته الذي أتاح لي ان أكون طالب ٍ
المباشرة فله مني ألف امتنان وشكر لما قدمه لي من المعرفة العلمية
والتوجيه والتواصل الدائم .
وشكري وتقديري موصول إلى كافة األساتذة الذين تفضلوا بتأطيري
بكلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية ،جامعة الحسن
األول سطات ،و أخص بالذكر األساتذة اللذين شرفوني بقبولهم
مناقشة هذا البحث:
الدكتور عبد الجبار عراش.
الدكتور محمد طالب.
الدكتور عبد الواحد اإلدريسي.
فلهم جميعا مني كبير امتنان و جميل عرفان
( و هللا الموفق)
109