You are on page 1of 412

‫ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻨﻭﻋﻴﺔ‬

‫ﻗـﺴﻡ ﺍﻹﻋـﻼﻡ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻯ‬

‫ﳏﺎﺿﺮﺍﺕ‬

‫ﻓﻰ‬
‫ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﻔﻰ‬
‫ﻣﻘﺎﻝ‪ -‬ﺗﻘﺮﻳﺮ‬

‫ﺇﻋــﺪﺍﺩ‬
‫ﺩﻛﺘﻮﺭﺓ‪ /‬ﺷﻴﻤﺎء ﳏﻤﺪ ﻣﺘﻮﱃ‬
‫ﺭ‪‬ﺏ‪ ‬ﺃَﻭ‪‬ﺯِﻋ‪‬ﻨ‪‬ﻲ ﺃَﻥ‪ ‬ﺃَﺷ‪‬ﻜُﺮ‪ ‬ﻧ‪‬ﻌ‪‬ﻤ‪‬ﺘَﻚ‪ ‬ﺍﻟﱠﺘ‪‬ﻲ ﺃَﻧْﻌ‪‬ﻤ‪‬ﺖ‪ ‬ﻋ‪‬ﻠَﻲ‪‬‬

‫ﻭ‪‬ﻋ‪‬ﻠَﻰ ﻭ‪‬ﺍﻟ‪‬ﺪ‪‬ﻱ‪ ‬ﻭ‪‬ﺃَﻥ‪ ‬ﺃَﻋ‪‬ﻤ‪‬ﻞَ ﺻ‪‬ﺎﻟ‪‬ﺤﺎً ﺗَﺮ‪‬ﺿَﺎﻩ‪ ‬ﻭ‪‬ﺃَﺩ‪‬ﺧ‪‬ﻠْﻨ‪‬ﻲ‬

‫ﺑِﺮ‪‬ﺣ‪‬ﻤ‪‬ﺘ‪‬ﻚ‪ ‬ﻓ‪‬ﻲ ﻋ‪‬ﺒ‪‬ﺎﺩ‪‬ﻙَ ﺍﻟﺼ‪‬ﺎﻟ‪‬ﺤ‪‬ﲔ‪‬‬


‫ﺻﺪﻕ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ‬
‫) ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﻤل – ﺍﻵﻴﺔ ‪(١٩‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫كيف ندرس ىذا المقرر؟‬

‫عزيزي الدارس‪:‬‬

‫يعتمد تدريس ىذا الكتاب عمي استخداـ الكتاب الذي بيف يديؾ‪ ,‬وبعض‬

‫المراجع المرتبطة بمحتويات ىذا المقرر‪ ,‬ومشاىدة التطبيقات العممية لفنوف‬

‫التحرير الصحفي وخاصة المقاالت والتقارير بأنواعيا المختمفة‪ ,‬وحتي يكوف‬

‫التعمـ أكثر فعالية وايجابية‪ ...‬عميؾ إتباع ما يمي‪:‬‬

‫*قراءة الموضوع قراءة متأنية ووضع عالمات مرشدة لما يصعب عميؾ‬

‫فيمو‪ ,‬لتناقش مدرس المادة حوليا‪.‬‬

‫*ربط موضوعات كؿ فصؿ بما سبقو وبما يميو مف فصوؿ ليكوف المقرر كؿ‬

‫متكامؿ‪ ,‬مما يسيؿ الفيـ ويزيد االستيعاب‪.‬‬

‫*حاوؿ جاىدا أف تربط بيف محتويات المقرر وتطبيقاتو العممية في الصحؼ‬

‫واإلذاعات الورقية وااللكترونية ليكوف التعمـ أكثر فاعمية‪.‬‬

‫*أجب عمي األسئمة في نياية كؿ فصؿ‪ ,‬مستعينا بما فيمتو مف محتوياتو‬

‫واضافة ما تراه مف إبداعؾ وبحثؾ حوليا‪ ,‬وتأكد مف صحتيا مع مدرس‬

‫المادة لمعرفة اإلجابة النموذجية عف تمؾ األسئمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫*عميؾ التأكد مف فيـ كؿ ما يدور حوؿ المقرر‪ ,‬وال تجعؿ مف نفسؾ مستقبال‬

‫سمبيا بؿ تفاعؿ بشكؿ ايجابي مع مصادر التعمـ المتنوعة في ىذا المقرر‪.‬‬

‫واهلل الموفق إلي اليدي والرشاد‬

‫‪2‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫توصيف مقرر التحرير الصحفي ( المقال والتقرير)‬

‫‪ -1‬بيانات المقرر‬

‫الفرقة‪ :‬الرابعة‬ ‫التحرير الصحفي (المقال‬ ‫اسم المقرر ‪:‬‬ ‫الرمز الكودى ‪:‬‬

‫والتقرير)‬

‫عممي‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫عدد الوحدات الدراسية ‪ :‬نظرى‬ ‫التخصص‪:‬صحافة‬

‫ٔ‪-‬التعرؼ عمي مفيوـ التحرير الصحفي وأىدافو ووظائفو‬ ‫‪ -2‬ىدف المقرر‬

‫ٕ‪-‬التعرؼ عمي طبيعة المغة الصحفية واألسموب الصحفي‬

‫ومجموعة األشكاؿ الصحفية التحريرية‬

‫ٖ‪-‬التعرؼ عمي مفيوـ المقاؿ الصحفي وأنواعو وخصائص‬

‫ووظائؼ كؿ نوع وخطوات تحريره والقوالب الفنية لصياغتو‬

‫ٗ‪ -‬التعرؼ عمي التقرير الصحفي مفيومو وأنواعو والفرؽ بينو وبيف‬

‫الفنوف الصحفية األخرى وكيفية كتابتو وقوالب صياغتو‬

‫‪ -3‬المستيدف من تدريس المقرر ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫أ‪ -‬المعمومات والمفاىيم‬

‫‪-1‬أف يعرؼ الدارس مفيوـ التحرير الصحفي وأىدافو ووظائفو‬

‫ومياـ المحرر الصحفي‬

‫ٕ‪-‬أف يتعرؼ الدارس عمي المقاؿ الصحفي وأنواعو المختمفة‬

‫وكيفية كتابتو‬

‫ٖ‪-‬أف يتعرؼ الدارس عمي التقرير الصحفي وأنواعو وكيفية‬

‫كتابتو‬

‫ب‪ -‬الميارات الذىنية‬

‫قدرة الدارس عمي التفرقة بيف أشكاؿ الفنوف الصحفية‬ ‫ٔ‪-‬‬

‫المختمفة‬

‫قدرة الدارس عمي التفرقة بيف أنواع المقاالت الصحفية‬ ‫ٕ‪-‬‬

‫المختمفة وكذلؾ أنواع التقرير الصحفي‬

‫‪4‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ -1‬أف يكوف الدارس قاد ار عمي استخراج أنواع المقاالت‬ ‫جـ‪ -‬الميارات المينية الخاصة‬

‫الصحفية والتقارير الصحفية المختمفة مف الصحؼ‬ ‫بالمقرر‬

‫ٕ‪ -‬أف يكوف الدارس قاد ار عمي صياغة مقاالت وتقارير صحفية‬

‫بأسموب ولغة صحفية جيدة وقوالب صحفية مناسبة ليا‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬أف يكوف الدارس ممما بمفيوـ التحرير الصحفي واألشكاؿ‬ ‫د ‪ -‬الميارات العامـة‬

‫الصحفية المختمفة‬

‫ٕ‪-‬أف يكوف الدارس ماى ار في كتابة وصياغة مقاالت وتقارير‬

‫صحفية وقاد ار عمي التفرقة بيف أنواعيا المختمفة‬

‫‪5‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٔ‪ -‬مفيوـ التحرير الصحفي وأىداؼ عممية التحرير الصحفي‬ ‫ٗ‪ -‬محتوى المقـرر‬

‫ومياـ المحرر الصحفي‬

‫ٕ‪ -‬المغة الصحفية واألسموب الصحفي‬

‫ٖ‪-‬مجموعة األشكاؿ الصحفية التحريرية‬

‫ٗ‪ -‬المقاؿ الصحفي مفيومو وتقسيماتو( المقاؿ األدبي – المقاؿ‬

‫العممي‪ -‬المقاؿ الصحفي)‬

‫٘‪ -‬المقاؿ الصحفي مفيومو وأنواعو وخصائص ووظائؼ كؿ‬

‫نوع‪ ,‬وقوالب صياغتيا‪.‬‬

‫‪ -ٙ‬التقرير الصحفي مفيومو والفرؽ بينو وبيف الفنوف األخرى‬

‫وأنواعو( التقرير اإلخباري‪ -‬التقرير الحي‪ -‬تقرير عرض‬

‫الشخصيات) وكيفية كتابتو‬

‫‪6‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ -5‬أساليب التعميم والتعمم‬

‫‪ -1‬المحاضرة‬

‫‪- 2‬المناقشة‬

‫‪ -3‬التدريب العممي‬

‫ال يوجد‬ ‫‪ -ٙ‬أساليب التعميم والتعمم لمطالب‬

‫ذوى االحتياجات الخاصة‬

‫‪ -7‬تقويم الطـالب ‪:‬‬

‫‪ -1‬أعمال الترم‬ ‫أ‪ -‬األساليب المستخدمة‪:‬‬

‫‪ -2‬امتحان منتصف الفصل الدراسي‬

‫‪ -3‬االمتحان العممي‬

‫‪ -4‬االمتحان التحريري‬

‫‪7‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ -1‬أعمال الترم األسبوع الثالث والسادس والتاسع والثاني عشر‬ ‫ب‪ -‬التوقيت‪:‬‬

‫‪ -2‬امتحان منتصف الفصل الدراسي األسبوع الثامن‬

‫‪-3‬االمتحان العممي األسبوع الثاني عشر‬

‫‪ -4‬االمتحان التحريري امتحانات الفصل الدراسي الثاني‬

‫‪ -1‬أعمال الترم ‪%5‬‬ ‫جـ‪ -‬توزيع الدرجات‪:‬‬

‫‪ -2‬امتحان منتصف الفصل الدراسي ‪%5‬‬

‫‪-3‬االمتحان العممي ‪%11‬‬

‫‪ -4‬االمتحان التحريري ‪%81‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪ -8‬قائمة الكتب الدراسية والمراجع ‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫محاضرات في فن التحرير الصحفي‬


‫كتب ممزمة‬

‫( المقال والتقرير)‬

‫‪ .1‬إسماعيل إبراىيم‪ :‬فن التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق‪ ,‬القاىرة‪ ,‬دار‬

‫الفجر لمنشر والتوزيع‪ ,‬ط‪.1998 ,1‬‬


‫مراجع‬

‫‪ .2‬عبد العزيز شرف‪ :‬األساليب الفنية في فن التحرير الصحفي‪ ,‬القاىرة‪ ,‬دار قباء‬

‫لمطباعة والنشر‪.2111 ,‬‬

‫‪ .3‬عبد العزيز شرف‪ :‬فن المقال الصحفي‪ ,‬القاىرة‪ ,‬دارقباء لمطباعة والنشر‪,‬‬

‫‪.2111‬‬

‫‪ .4‬فاروق أبو زيد ‪ :‬فن الكتابة الصحفية‪ ,‬القاىرة‪ ,‬عالم الكتب‪ ,‬ط‪.1991 ,4‬‬

‫‪ .5‬محمد عبد الحكيم محمد‪ :‬فنون المقال بين النظرية والتطبيق‪ ,‬المنصورة‪ ,‬دار‬

‫أم القري لمخدمات التعميمية‪.1999,‬‬

‫‪ .6‬محمد فريد محمود عزت‪ :‬المقاالت والتقاري الصحفية أصول إعدادىا وكتابتيا‪,‬‬

‫القاىرة‪.1998 ,‬‬

‫‪ .7‬محمد منير حجاب ‪ :‬المقال االفتتاحي‪ ,‬طنطا‪ ,‬مؤسسة سعيد لمطباعة‪,‬‬

‫‪.1987‬‬

‫‪ .8‬محمود عمم الدين‪ :‬مدخل إلي الفن الصحفي‪ ,‬القاىرة‪.2114,‬‬

‫‪9‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫المحتويات‬

‫توصيؼ المقرر‪ٗ......................................................‬‬

‫المحتويات‪ٜ...........................................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬الفن الصحفي‪ٕٔٔ -ٕٔ.................................‬‬

‫الفكرة الصحفية ‪ٖٔ....................................................‬‬

‫المصادر الصحفية‪ٔٙ.................................................‬‬

‫األسموب الصحفي ‪ٕٕ.................................................‬‬

‫الشكؿ الصحفي‪ٕ٘....................................................‬‬

‫فف التحرير الصحفي‪ٕٚ...............................................‬‬

‫مجموعة األشكاؿ الصحفية‪ٖٗ.........................................‬‬

‫التحرير الصحفي االلكتروني‪ٚٓ.......................................‬‬

‫دور الحاسبات االلكترونية في تطور عمميات التحرير الصحفي‪ٜ٘ .....‬‬

‫تطبيقات الفصؿ األوؿ‪ٕٔٔ...............................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬فن التقرير الصحفي‪ٕٖٜ-ٕٕٔ...........................‬‬

‫مفيوـ التقرير الصحفي‪ٕٖٔ.............................................‬‬

‫‪9‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫كتابة التقرير الصحفي‪ٕٔٛ..............................................‬‬

‫أنواع التقرير الصحفي‪ٔٗٚ..............................................‬‬

‫التقرير اإلخباري‪ٔٗٚ...................................................‬‬

‫التقرير الحي‪ٔ٘ٛ .....................................................‬‬

‫تقرير عرض الشخصيات‪ٔٙٛ..........................................‬‬

‫التغطية اإلخبارية لمتقرير الصحفي‪ٔٛٗ...................................‬‬

‫التيارات واالتجاىات الحديثة في التغطية االخبارية‪ٕٕ٘....................‬‬

‫تطبيقات الفصؿ الثاني‪ٕٖٜ..............................................‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬فن المقال الصحفي‪ٕٔٛ-ٕٗٓ.........................‬‬

‫أنواع المقالة‪ٕٕٗ....................................................‬‬

‫مفيوـ المقاؿ الصحفي‪ٕٖٗ...........................................‬‬

‫وظائؼ المقاؿ الصحفي‪ٕٗ٘.........................................‬‬

‫لغة المقاؿ الصحفي‪ٕٗٚ.............................................‬‬

‫البناء الفني لممقاؿ الصحفي‪ٕٜٗ......................................‬‬

‫أنواع المقاؿ الصحفي‪ٕٕ٘...........................................‬‬

‫‪11‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫المقاؿ االفتتاحي‪ٕٕ٘..................................................‬‬

‫العمود الصحفي‪ٕٕٙ...................................................‬‬

‫المقاؿ النقدي‪ٕٛٛ....................................................‬‬

‫المقاؿ التحميمي‪ٖٓٗ.................................................‬‬

‫التعبير عف الرأي في وسائؿ اإلعالـ بيف الحرية والمسؤلية‪ٖٕٛ...........‬‬

‫تطبيقات الفصؿ الثالث‪ٖ٘ٛ............................................‬‬

‫المراجع‪ٖٜ٘........................................................‬‬

‫نماذج تطبيقية‪ٖٙٔ.................................................‬‬

‫‪11‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫الفصل األول‬

‫الفن الصحفي‬

‫‪12‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫الفصل األول‬

‫الفن الصحفي‬

‫الفف الصحفي ىو المرتكز األساسي والعمود الفقري لصناعة الصحافة‪,‬‬

‫وجانبيا اإلبداعي الذي يستطيع مف خاللو المبدع الصحفي محر ار أو رساما‬

‫أو مصو ار أو كاتبا أو مخرجا أف ينقؿ لمقارئ األحداث والوقائع واآلراء‬

‫والظواىر والمشكالت والقضايا بمغة سيمة بسيطة وفي شكؿ مرئي جذاب قابؿ‬

‫لالستيعاب‪ ,‬مف خالؿ اتسامو دائما بالجدة واألصالة والطالقة والمرونة‪,‬‬

‫واستفادتو مف تكنولوجيات الصحافة المتطورة‪ ,‬ومراعاتو لطبيعة صناعة‬

‫الصحافة وخصائصيا وسماتيا المختمفة‪ ,‬وىو أداة الصحيفة جريدة كانت أو‬

‫مجمة في االنفراد والتميز وتكويف شخصية ليا طابعيا المستقؿ عف باقي‬

‫الصحؼ األخرى‪.‬‬

‫ولمفن الصحفي أساسيات ىي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬الفكرة الصحفية‪:‬‬

‫الفكرة الصحفية ىي أساس العمؿ التحريري الصحفي اليومي ‪,‬وتظير مدى‬

‫قدرة المحرر الصحفي اإلبداعية‪ ,‬إضافة إلى مدى متابعتو لألحداث ‪ ,‬ويستمد‬

‫‪13‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫المحرر الصحفي أفكار مادتو الصحفية التي يقوـ بعد ذلؾ بتغطيتيا‬

‫واستكماؿ معموماتيا ثـ تحريرىا ‪ ,‬مف خالؿ المكونات األساسية التي تشكؿ‬

‫المواد الخاـ لمعمؿ اإلعالمي ولممحتوى الصحفي واألشكاؿ الصحفية ‪ ,‬وىذه‬

‫المكونات ىي‪:‬‬

‫ٔ‪-‬األحداث ‪ Events‬وىي مجموعة الوقائع أو العمميات أو السموكيات‬

‫الفردية أو الجماعية أو المؤسسية ‪ ,‬المتوقع حدوثيا أو التي وقعت بالفعؿ أو‬

‫متوقع حدوثيا مستقبال ‪ ,‬وتشكؿ األحداث اليدؼ الرئيس واألساسي التي‬

‫تسعى الجرائد والمجالت إلى الحصوؿ عمى تفاصيمو وجوانبو‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬األفكار ‪ Ideas‬وىي الرؤى الفكرية أو االقتراحات التي عادة ما تتسـ‬

‫بالجدة واألصالة واالبتكار والتقدمية وتتعمؽ بقيـ المجتمع وتقاليده وسموؾ‬

‫أفراده ‪ ,‬أو أداء مؤسساتو أو عالقاتو اإلقميمية والدولية ‪ ,‬وقد تتسـ بالنمطية‬

‫والتقميدية والرجعية والعودة بالمجتمع لموراء ‪ ,‬وواجب الصحيفة عرض ىذه‬

‫األفكار ومناقشتيا والتعميؽ عمييا ودعميا أو رفضيا‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٖ‪-‬القضايا ‪ Issues‬وىي المحتويات الفكرية والرؤى التي تحوي داخميا‬

‫جوانب الخالؼ والتضاد والتبايف في وجيات النظر وتحتاج إلى مناقشة‬

‫وعرض وجيات النظر المؤيدة والمعارضة ليا‪.‬‬

‫ٗ‪ -‬المشكالت ‪ Problems‬وىي الظواىر والوقائع التي ليا أثر سمبي عمى‬

‫جميور القراء والمجتمع ‪ ,‬ويكوف دور المحرر الصحفي فييا دراسة أسبابيا‬

‫ومحاولة طرح حموؿ عممية لمواجيتيا‪.‬‬

‫٘‪ -‬اآلراء ‪ Opinions‬وىي االتجاىات المعمنة والمعبر عنيا تجاه بعض‬

‫الظواىر أو القضايا‪ ,‬أو المشكالت لألفراد أو لممؤسسات وواجب الصحيفة‬

‫عرضيا بشرط أف تكوف دقيقة وصحيحة‪ ,‬حتى لو كانت تختمؼ مع سياستيا‬

‫التحريرية‪.‬‬

‫‪ -ٙ‬الشخصيات المعروفة ‪ Celebrities‬والتي تقوـ بدور أساسي في صناعة‬

‫األحداث ‪ ,‬أو ليا صمة بيا وتكوف محؿ عناية الجماىير‪.‬‬

‫وتنقسـ الفكرة الصحفية إلى قسميف رئيسيف ىما‪:‬‬

‫ٔ‪-‬الفكرة اإلخبارية التي ترتبط بحدث يتوقع حدوثو أو حدث وقع ولو نتائج‬

‫البد مف متابعتيا‪ ,‬وتعالج مف خالؿ األشكاؿ اإلخبارية المختمفة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٕ‪ -‬الفكرة غير اإلخبارية والتي ترتبط بفكرة أو رؤية جديدة أو قضية خالفية‬

‫أو مجتمعية أو فردية ‪ ,‬أو رأي جديد يطرح مف خالؿ مقاؿ ‪ ,‬وتعالج في غير‬

‫األشكاؿ اإلخبارية كاألحاديث والتحقيقات والمقاالت والصور الفوتوغرافية ‪,‬‬

‫والرسوـ اليدوية‪.‬‬

‫وبعد االنتياء مف تحديد الفكرة الصحفية يكوف عمى المحرر ميمة تقييميا‬

‫لتحديد مدى صالحيتيا لمنشر في الصحيفة ‪ ,‬وكذلؾ تحديد ما إذا كانت‬

‫متكاممة الجوانب أو أنيا في حاجة إلى استكماؿ لعناصرىا وتفاصيميا ‪ ,‬ويتـ‬

‫تقييـ الفكرة الصحفية مف خالؿ معياريف ىما القيـ الخبرية‪ ,‬والسياسية‬

‫التحريرية لمجريدة ‪ ,‬كما سبقت اإلشارة لو في الجزء الخاص بمراحؿ التغطية‬

‫الصحفية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المصادر الصحفية ‪:‬‬

‫ىي تمؾ األدوات التي تحصؿ الجريدة مف خالليا عمى مادتيا اإلخبارية ‪,‬‬

‫وىذه المصادر قد تكوف شخصيات وقد تكوف جيات ومنيا ما ىو خاص‬

‫بالمندوبيف الصحفييف ‪ ,‬ومنيا ما ىو خاص بدور الصحؼ‪.‬‬

‫ويمكف تقسيـ ىذه المصادر إلى مصادر ذاتية ‪ ,‬ومصادر خارجية كاآلتي‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫أ‪-‬المصادر الذاتية ‪ :‬والتي تعتمد فييا الصحيفة عمى ىيئة تحريرىا في‬

‫الحصوؿ عمى المادة اإلخبارية وىذه المصادر ىي‪:‬‬

‫ٔ‪-‬المندوب الصحفي‪ :‬وىو مف أىـ مصادر األخبار بالنسبة لمصحيفة ‪ ,‬وىو‬

‫المصدر القادر عمى تحقيؽ االنفراد والسبؽ الصحفي بما قد ينفرد بو مف‬

‫أخبار‪ ,‬وىو الشخص الذي توفده الصحيفة إلى جية أو قطاع ما مف‬

‫قطاعات عناية الصحيفة ليكونوا ممثميف ليا في ىذه الجية أو القطاع لتغطية‬

‫أخبارىا‪.‬‬

‫وقد يكوف ىذا المندوب مندوب مبتدئا ‪ ,‬أو مندوبا خبي ار متخصصا في تغطية‬

‫أخبار مكاف ما ‪ ,‬أو مندوبا متخصصا في تغطية نوعية معينة مف األخبار‪.‬‬

‫ٕ‪-‬المراسؿ الصحفي وىو مندوب الصحيفة خارج اإلقميـ الذي تصدر فيو ‪,‬‬

‫حيث تحرص الصحيفة عمى إرساؿ العديد مف الصحفييف إلى أماكف األحداث‬

‫الميمة في العالـ لتغطية ىذه األحداث ‪ ,‬وىناؾ نوعاف مف المراسميف ىما‪,‬‬

‫مراسؿ دائـ في إحدى عواصـ العالـ ‪ ,‬ومراسؿ متحرؾ تبعث بو الجريدة‬

‫لتغطية حدث ميـ في أي مكاف في العالـ لفترة قصيرة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وىناؾ عدة صفات البد مف توفرىا في كؿ مف المندوب الصحفي والمراسؿ‬

‫الخارجي تتمثؿ فيما يمي‪:‬‬

‫ٔ‪-‬الحس الصحفي العالي الذي يجعمو يعرؼ مكاف الخبر ويسعى إليو‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬حب االستطالع ومعرفة كؿ شيء في مجاؿ تخصصو‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬الثقافة الواسعة وأف يكوف متمرساً في فنوف التحرير المختمفة مف خبر‬

‫وتحقيؽ وحديث ومقاؿ‪.‬‬

‫ٗ‪ -‬القدرة عمى إقامة عالقات وتوطيد صداقات مع المصادر المختمفة‪.‬‬

‫٘‪ -‬سرعة الحركة والتصرؼ السريع والقدرة عمى العمؿ في كافة المجاالت‬

‫سياسية وثقافية واجتماعية ‪ ,‬وعممية واقتصادية وغيرىا‪.‬‬

‫‪ -ٙ‬قوة المالحظة وسرعة البديية‪.‬‬

‫‪ -ٚ‬الصياغة الدقيقة لمخبر في أقؿ عدد مف الكممات‪.‬‬

‫‪ -ٛ‬اإللماـ التاـ بالمغات األجنبية خاصة لممراسؿ لمبمد المختمفة المغة عف‬

‫لغتو األـ‪.‬‬

‫‪ -ٜ‬قدرة المراسؿ عمى التعامؿ مع مختمؼ المستويات في الدولة التي يعمؿ‬

‫بيا ‪ ,‬سواء القادة مف السياسييف وغيرىـ ‪ ,‬أو رجؿ الشارع العادي‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ب‪ -‬المصادر الخارجية لمصحيفة ‪ :‬وىي المصادر التي تعمؿ خارج موقع‬

‫الصحيفة ‪ ,‬حيث تعتمد الصحيفة عمى غير ىيئة تحريرىا في الحصوؿ عمى‬

‫المادة اإلخبارية‪ ,‬وتعتبر أنشطتيا خارجة عف أنشطة الصحيفة ولوائحيا ‪,‬‬

‫وكؿ ما يربط ىذه المصادر بالصحيفة ىو عممية تعاوف تتـ في صورة بث أو‬

‫إرساؿ أو إيصاؿ األخبار مف تمؾ المصادر إلى الصحيفة ‪ ,‬وىذه المصادر‬

‫ىي‪:‬‬

‫ٔ‪-‬وكاالت األنباء ‪ ,‬ويقصد بيا الوكيؿ أو الممثؿ لمصحؼ وغيرىا مف‬

‫وسائؿ اإلعالـ التي تشترؾ معظميا فييا ‪ ,‬وتممؾ إمكانية فنية تسمح ليا‬

‫بجمع األخبار ونقميا ‪ ,‬حيث تقوـ بتغطية األخبار ثـ بيعيا لمصحؼ مقابؿ‬

‫اشتراكات محددة‪.‬‬

‫وتضـ وكاالت األنباء شبكة واسعة مف المراسميف في معظـ أنحاء العالـ‬

‫يقوموف بإمدادىا بجميع المواد الصحفية مف أخبار وتحقيقات وتحميالت في‬

‫مختمؼ التخصصات ‪ ,‬وىناؾ بعض الوكاالت التي تتخصص في تقديـ‬

‫خدمات خاصة كوكاالت الصور‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ومف أىـ وكاالت األنباء العالمية ( إلىونايتد برس واألسوشيتدبرس األمريكتياف‬

‫(ي ‪.‬ب و أ‪ .‬ب) ووكالة رويتر البريطانية ‪ ,‬ووكالة األنباء الفرنسية(أ‪.‬ؼ‪.‬ب)‬

‫ووكالة انترتاس السوفيتية ‪ ,‬ومف أىـ وكاالت األنباء اإلقميمية وكالة أنباء‬

‫الدوؿ اإلسالمية ووكالة أنباء دوؿ عدـ االنحياز‪ ,‬ومف أىـ وكاالت األنباء‬

‫الوطنية (وكالة أنباء الشرؽ األوسط(أ‪.‬ش‪.‬أ) ووكالة األنباء السعودية ‪ ,‬ووكالة‬

‫األنباء اإلماراتية ‪ ,‬ووكالة األنباء العمانية ووكالة األنباء القطرية ‪ ,‬ووكالة‬

‫األنباء الفمسطينية ‪ ,‬ووكالة أنباء الخميج ‪ ,‬وغيرىا‪.‬‬

‫ٕ‪-‬قسـ االستماع ( اإلذاعات المحمية واألجنبية ) ويعد مف مصادر األخبار‬

‫الميمة التي يمكف أف تحقؽ سبقا صحفيا ميما ومتابعات إخبارية جيدة‬

‫لألحداث‪ ,‬وتزداد أىمية االعتماد عمى اإلذاعات حينما تقع بعض الظروؼ‬

‫الطارئة في دولة كانقالب أو حرب أو كارثة طبيعية تغمؽ ىذه الدولة أماـ‬

‫استقباؿ الصحفييف واإلعالمييف ‪ ,‬فتصبح إذاعتيا ربما المصدر الوحيد‬

‫ألخبارىا في تمؾ الظروؼ الطارئة‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬الصحؼ المحمية واألجنبية ‪ ,‬ففي كثير مف األحياف تنفرد بعض‬

‫الصحؼ أو المجالت المحمية أو األجنبية بنشر خبر ميـ أو وثيقة خطيرة قد‬

‫‪21‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫تنقميا عنيا الصحؼ األخرى ‪ ,‬أو تتوسع فييا ‪ ,‬وتضيؼ إلييا مف مصادرىا‬

‫الخاصة أو تتابعيا‪,‬أو تستكمميا أو تصححيا إف كانت غير دقيقة‪.‬‬

‫ٗ‪ -‬المصاحفوف ‪ ,‬والمتطوعوف‪ ,‬والمصاحؼ ىو الشخص الذي يعمؿ بعض‬

‫الوقت لمصحيفة مقابؿ أجر وىو ليس عضوا في جيازىا التحريري ‪ ,‬أما‬

‫المتطوع فيو شخص مف الجميور العادي يتطوع بإبالغ صحيفتو دوف أي‬

‫التزاـ مسبؽ بأي أحداث جديدة تصؿ إليو ‪ ,‬وفي ىذه الحالة توفد الصحيفة‬

‫مندوبيا الخاص لتغطية ىذا الحدث تغطية كاممة ومفصمة‪.‬‬

‫٘‪ -‬النشرات الصحفية والوثائؽ التي تصدرىا الو ازرات والييئات والمراكز‬

‫العممية والبحثية ‪ ,‬والتي تحتوي عمى معمومات ميمة ومفيدة ‪ ,‬يمكف تكويف‬

‫أخبار منيا تقدـ الجديد والمفيد لمقارئ‪.‬‬

‫‪ -ٙ‬نشرات األخبار في القنوات التميفزيونية‪.‬‬

‫‪ -ٚ‬المواقع اإلخبارية عمى شبكة االنترنت‪.‬‬

‫‪ -ٛ‬المؤتمرات الصحفية‪.‬‬

‫‪ -‬وأيا كاف المصدر الذي تستقي منو الصحيفة أخبارىا ‪ ,‬فإنو البد مف‬

‫البحث والتحري لمتحقؽ مف صحة الحدث وأف تسعى الستكماؿ تفاصيمو‬

‫‪21‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وتتحرى عناصر الدقة والموضوعية ‪ ,‬واالعتماد عمى أكثر مف مصدر‬

‫لمحصوؿ عمى تفاصيؿ الحدث‪.‬‬

‫فكمما زادت نسبة المصادر عند صحيفة معينة زادت فرصتيا في تقديـ خدمة‬

‫إخبارية جيدة لمقارئ‪ ,‬وىو األمر الذي يفرؽ اليوـ بيف صحيفة ناجحة وأخرى‬

‫فاشمة‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬األسموب الصحفي‪:‬‬

‫تحرص الصحؼ الكبرى في العالـ أف يكوف ليا دليؿ يطمؽ عميو "كتاب‬

‫األسموب" يتضمف مجموعة القواعد والتعميمات التي تضعيا الصحيفة‬

‫لمحررييا ‪ ,‬وىي تشمؿ تييئة النص‪ ,‬ومراجعتو ‪ ,‬وتصميمو ومطابقتو‬

‫لألسموب الصحفي والدقة في المغة والمعمومات وتحاشي التعبيرات الجارحة ‪,‬‬

‫وما إلى ذلؾ مف األمور التي تحقؽ التناغـ في أسموب الصحيفة كمو‪ ,‬ويحفظ‬

‫ليا شخصيتيا بيف الصحؼ األخرى‪ ,‬ويحافظ عمى سالمة المغة ودقتيا في‬

‫التعبير‪.‬‬

‫والواقع الصحفي يقوؿ إف ىناؾ أسموبا صحفيا أو أسموبا معينا لو سماتو يتبع‬

‫في عممية التحرير الصحفي‪,‬وينبع ىذا األسموب مف عدة محددات تتعمؽ‬

‫‪22‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫بطبيعة الصحافة كوسيمة اتصاؿ مف حيث (حجـ الصحيفة ‪ ,‬والمساحة‬

‫المحددة ‪ ,‬والجانب التقني ‪ ,‬وطبيعة دوريتيا ‪ ,‬أو توقيت صدورىا الذي‬

‫يقتضي اإلنجاز واالقتصار والتركيز ‪ ,‬ووظيفتيا العامة)‪.‬‬

‫وىذه المحددات تفرض عمى األسموب الصحفي أف يتخذ شكال سيال يقترب‬

‫مف األسموب الدارج ‪ ,‬وأف تقدـ الصحافة األحداث اليومية ببساطة ووضوح‬

‫وواقعية مبتعدة في ذلؾ عف االستعارات والكنايات والتشبييات واأللفاظ الزائدة‪,‬‬

‫وعف كؿ تعقيد حتى يسيؿ عمى الجميع فيـ محتواىا بالرغـ مف تفاوت‬

‫مستوياتيـ الثقافية ‪.‬‬

‫وعمى وسائؿ الفف الصحفي أف تعرض مواد مبسطة يسيؿ عمى الجماىير‬

‫استيعابيا وفيميا ‪ ,‬وأف تتمشى مع قيـ المجتمع وعاداتو وتقاليده ‪ ,‬وينتج عف‬

‫ذلؾ أف ما يعرض عمى الناس ليس ىو الحقيقة الكاممة وانما ىو الحقيقة‬

‫المبسطة ‪ ,‬والبد مف أف تكوف المادة المعروضة متفقة مع الثقافة الشائعة‬

‫والمعتقدات الدينية ‪ ,‬والمعايير األخالقية ‪ ,‬ألف الفناف الصحفي مرتبط بيذه‬

‫المعايير‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ويتمثؿ الطابع المميز لمغة التعبير الصحفي في الدقة والوضوح والمسئولية‬

‫والبعد التاـ عف طابع التحرير األدبي‪ ,‬والتعميمات التي ال معنى ليا‪ ,‬والجمؿ‬

‫الطويمة ‪ ,‬والمترادفات والمستوى الجمالي في التعبير ‪.‬‬

‫ويجب عمى الكاتب الصحفي أف يستعمؿ الكممة المناسبة ‪ ,‬التي تصيب‬

‫اليدؼ وأف يستعمؿ الكممة المناسبة في المكاف الذي يناسب الغرض منيا ‪,‬‬

‫وأف يركز جممو بحيث تأتي محكمة ومنطقية ‪.‬‬

‫ويمكف حصر األسموب الصحفي في أربع مكونات أساسية ىي‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬مكونات تتصؿ بالصحة النحوية والصرفية‪ ,‬وىي تحديد أبنية الكممات مف‬

‫حيث ما ط أر عمييا مف تغيير أو تبديؿ ‪ ,‬وضبط العالقات التي تربط بينيا‬

‫مف خالؿ حركات اإلعراب وعالمات البناء ‪ ,‬وأصوؿ النطؽ أو اليجاء‬

‫السميـ‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬مكونات تتعمؽ بالصحة المنطقية ‪ ,‬وىي ترتبط بالبناء الفكري لمنص‬

‫الصحفي بعامة والجممة بخاصة‪ ,‬بحيث تأتي النتائج واألحكاـ متفقة مع‬

‫المقدمات ‪ ,‬وأف تنتظـ الفكرة الواحدة مع الفكر المرتبطة بيا أو المكممة ليا‬

‫مف خالؿ السياؽ أو المضموف الواحد‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٖ‪ -‬مكونات تتصؿ بالصحة األسموبية العامة ‪ ,‬بمعنى أف يحقؽ األسموب‬

‫شروط البالغة ‪ ,‬دوف تناقض مع طابع البساطة واليسر والوضوح في لغة‬

‫اإلعالـ‪.‬‬

‫ٗ‪ -‬مكونات تتصؿ بالصحة األسموبية الخاصة‪ ,‬وتتصؿ بطبيعة الصحيفة‬

‫كوسيمة اتصاؿ جماىيرية ‪ ,‬تعتمد عمى الكممة المطبوعة ‪ ,‬وليا وظائفيا‬

‫وأىدافيا وسياستيا وجميورىا ومضمونيا الخاص ‪ ,‬بمعنى أف تحافظ عمى‬

‫خصائص البساطة واإليجاز والتأكيد واألصالة واالختصار والصحة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬الشكل الصحفي ‪:‬‬

‫أيا كاف أسموب التحرؾ الصحفي أو منيجو أو طريقتو أو أسموبو في جمع‬

‫المعمومات أو إعادة الصحيفة مف المصادر المختمفة ووفقا لخطة معينة ‪,‬‬

‫فإنو عمى الصحفي بنفسو ثـ بواسطة المحرر المسئوؿ تقييـ ما تـ تنفيذه أو‬

‫الحصوؿ عميو في ضوء الخطة الموضوعة ‪ ,‬ومراجعة ما يمكف أف يراجع‬

‫واستكماؿ الجوانب غير الكاممة‪.‬‬

‫وبعد ذلؾ تأتي الخطوة التي تتعمؽ بالجوانب التعبيرية أو التنفيذية في العمؿ‬

‫الصحفي ‪ ,‬وىذه الخطوة تتمثؿ في تحرير أو صياغة المادة الصحفية بما‬

‫‪25‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫تتضمنو مف معمومات وبيانات وأرقاـ وصور ورسوـ ‪ ,‬في لغة صحفية بسيطة‬

‫سيمة ‪ ,‬مفيومة ‪ ,‬محددة ‪ ,‬دقيقة‪ ,‬مقروءة ‪ ,‬ومناسبة لمستوى قراء الجريدة‬

‫ولسماتيا كوسيمة اتصاؿ مطبوعة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫فن التـــحريـــر الصحفي‬

‫التحرير الصحفي ىو عبارة عف المصفاة التي يتـ مف خالليا تنقية جميع‬

‫الشوائب الموجودة في الخبر ‪ ,‬وىذه الشوائب تتمثؿ في‪:‬‬

‫‪ -‬األخطاء المغوية ‪,‬‬

‫‪-‬األخطاء اإلمالئية والنحوية ‪,‬‬

‫‪-‬أخطاء في التراكيب ‪,‬‬

‫‪-‬أخطاء في التسمسؿ والترتيب ‪,‬‬

‫‪-‬عدـ وضوح المعاني ‪,‬التشويش ‪,‬وعدـ مالئمة العنواف لمموضوع"‪.‬‬

‫* من تعريفات التحرير الصحفي‪:‬‬

‫" ىو فف تحويؿ األحداث و األفكار و القضايا اإلنسانية المختمفة إلى مادة‬

‫صحفية مطبوعة و مفيومة في قوالب فنية مختمفة تحقؽ وظائؼ الصحافة‬

‫مف إخبار و تثقيؼ و توجيو و ترفيو "‪.‬‬

‫"ىي العممية التي يتـ بمقتضاىا وضع المادة اإلعالمية في صورتيا النيائية‬

‫التي يقرأىا أو يسمعيا أو يشاىدىا الجميور "‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫*أىمية التحرير الصحفي‪:‬‬

‫ٔ – زيادة عدد القراء ‪.‬‬

‫ٕ – حسف عرض الموضوعات بما يحقؽ التميز في األداء‪.‬‬

‫ٖ – تغطية جوانب الحياة المختمفة بأسموب شيؽ و بسيط لكافة الفئات‪.‬‬

‫ٗ – جذب أنظار المعمنيف و دفعيـ إلى اإلعالف عف سمعيـ‪.‬‬

‫وتمثؿ أقساـ التحرير الصحفي في الصحؼ ووسائؿ اإلعالـ عمودىا العمود‬

‫الفقري ‪ ,‬حيث ال توجد صحيفة دوف أف يقوـ عمى إعدادىا مجموعة مف‬

‫المحرريف الصحفييف الذيف يتولوف جمع المادة الصحفية مف مصادرىا‬

‫المختمفة ثـ تسميميا إلى رئيس القسـ التابعيف لو ‪ ,‬وبعد ذلؾ يختار منيا ما‬

‫يشاء‪ ,‬ويؤجؿ منيا ما يشاء أيضاً‪ ,‬وبعض الموضوعات قد يتـ استبعادىا‬

‫لعدـ صالحيتيا لمنشر‪ ,‬أو أف مضمونيا ال يتفؽ وسياسة تحرير الصحيفة‪,‬‬

‫أو خبر أو موضوع ال يرتقى إلى النشر حيث يوجد لمنشر ما ىو أفضؿ‬

‫وأحسف‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وعمى ىذا فإف عمـ التحرير الصحفى يقوـ أساساً عمى فف صناعة الكممة‬

‫والقدرة عمى صياغتيا واختيار أفضؿ الكممات واأللفاظ األقرب إلى التعبير‬

‫الصحيح عف الحدث أو الواقعة التي يرصدىا المحرر الصحفى ‪.‬‬

‫وبالتالي فإف الكممة التي تنقؿ وقائع مباراة لكرة القدـ مف ممعب رياضي ‪,‬‬

‫غير الكممة التي تنقؿ وقائع حريؽ قطار ‪ ,‬أو انييار عمارة سكنية ‪ ,‬أو غرؽ‬

‫سفينة ركاب في البحر ‪ ,‬أو سقوط طائرة بكؿ مف فييا في المحيط ‪.‬‬

‫ورغـ أف الخبر ىو الخبر‪ ,‬والمعمومة بكؿ تفاصيميا تتناوليا كؿ الصحؼ‬

‫وتضعيا ضمف أولويات النشر لدييا ‪ ,‬إال أف صياغة المعمومة ذاتيا قد‬

‫يختمؼ مف صحيفة ألخرى‪ ,‬كما يختمؼ مف محرر آلخر وفى الصحيفة‬

‫الواحدة ؛ وبالتالي فالقيـ التي يحمميا الخبر أو المعمومة الجديدة يعاد ترتيب‬

‫ألفاظيا ومضمونيا لتتفؽ مع سياسة تحرير كؿ صحيفة مف الصحؼ المعنية‬

‫بنشر الحدث أو الواقعة أو المعمومة ‪.‬‬

‫كما أف قيـ الخبر ذاتو قد يختمؼ مف وسيمة ألخرى ‪ ,‬فاإلذاعة مثالً البد أف‬

‫يرتكز تفوقيا في عمميا ونقميا لألحداث والوقائع عمى دقة تحرير مادتيا‬

‫اإلعالمية قبؿ إذاعتيا‪ ,‬حيث يقوـ المذيع قبؿ الحديث أماـ الميكرفوف بإعداد‬

‫‪29‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫النص وتجييزه والتأكد مف مخارج الحروؼ واأللفاظ لديو حتى يتأكد مف‬

‫سالمة النطؽ الجيد قبؿ إذاعتيا عمى الجميور بال أخطاء‪.‬‬

‫أما تحرير الخبر التميفزيوني فيكاد يختمؼ فعمى الرغـ مف قيمة الحدث أو‬

‫المعمومة وسرعة نقميا لمجميور في التو والمحظة ‪ ,‬إال أف الجانب المصور‬

‫يصبح ىو الميـ مع المادة التحريرية المعبرة عف الحدث أو الواقعة‪ ,‬حيث‬

‫يغمب الجانب المصور عمى الجانب التحريري ‪ ,‬وبالتالي فالمذيع التميفزيوني‬

‫يميؿ إلى اختيار الكممات التي تعطى المضموف بسرعة ‪ ,‬حيث يتـ اختصار‬

‫كممات الحدث ليكوف دور الكامي ار ىو الميـ‪ ,‬فالجميور الذي عرؼ بغرؽ‬

‫العبارة المصرية بالبحر األحمر ال يحتاج إلى كممات تعبي اًر عف الحدث بأكثر‬

‫ما ىو بحاجة إلى رؤية ما يتـ مف عمميات إنقاذ لركاب العبارة الذيف تـ‬

‫انتشاليـ قبؿ أف تمتيميـ األسماؾ المتوحشة بالبحر‪ ,‬وذلؾ وفؽ الرؤية التي‬

‫تؤكد أف "الصورة قد تعوض القارئ عف الكثير مف الكممات والمعاني"‪.‬‬

‫ولذا فإف تحرير المادة الصحفية تكاد تكوف مختمفة مف وسيمة إعالمية‬

‫ألخرى‪ ,‬وذلؾ وفؽ ما تتسـ بو كؿ وسيمة عف أخرياتيا مف إمكانيات‬

‫وخصائص حيث تقوـ كؿ وسيمة بإبراز أفضؿ عناصرىا لنقؿ األحداث‬

‫‪31‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫والوقائع لمجميور الذي ينتظر الجديد عف الحدث‪ ,‬واف كاف الكؿ قد يتفؽ‬

‫عمى أف الحدث نفسو البد وأف يكوف ميماً ومثي اًر ويستحوذ عمى اىتماـ‬

‫الجميور عند نشره ‪,‬أو إذاعتو‪ ,‬أو رؤيتو تمفزيونياً‪.‬‬

‫*أىم العوامل التي تؤثر في عممية التحرير‪:‬‬

‫دورية الصدور‬ ‫ٔ‪-‬‬

‫سياسة الصحفية التحريرية‬ ‫ٕ‪-‬‬

‫طبيعة الموضوعات فكتابة قصة شييد مثال تختمؼ عف الكتابة في‬ ‫ٖ‪-‬‬

‫م وضوع اقتصادي وحيث أف األوؿ يحتاج إلي قدر مف العاطفة واإلنسانية أما‬

‫الثاني فالكتابة فيو تكوف جامدة‪.‬‬

‫الظروؼ المحيطة بالعمؿ الصحفي ‪.‬‬ ‫ٗ‪-‬‬

‫طبيعة الجميور المستيدؼ‪.‬‬ ‫٘‪-‬‬

‫ثقافة المحرر " الصحفي " ولغتو و الثروة المغوية التي يتمتع بيا‪.‬‬ ‫‪-ٙ‬‬

‫*ىل نحن مخبرون صحفيون أم محررون؟‬

‫‪31‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫في العمؿ الصحفي عميؾ أف تبدأ مشوارؾ أوال كونؾ مخبر صحفي تتعمـ‬

‫أسس جمع المعمومات مف مصادرىا المختمفة و القدرة عمى تغطية األحداث‬

‫والتعامؿ مع الميداف بظروفو و مواقفو المختمفة‪.‬‬

‫وخالؿ ىذه الرحمة (رحمة صناعة الخبر مف مصدره األصمي) يمارس‬

‫الصحفي دوره بوضوح كمخبر صحفي ‪ ,‬ولكف حتى تكتمؿ الصورة و يؤدي‬

‫رسالتو و ميمتو عمى أكمؿ وجو ال بد مف ميارات تحريرية تميزه وتمكنو مف‬

‫ترجمة ما سمعو و شاىده ورآه إلى كممات واضحة ومفيومة بأسموب صحفي‬

‫يفيمو كؿ الناس‪.‬‬

‫لذا فإن الدور المنوط بالصحفيين ىو أن يكون‪:‬‬

‫الصحفي المخبر‪ :‬وتتمثؿ ميمتو في ميداف العمؿ كمراسؿ و جامع معمومات‬

‫وغيرىا‪.‬‬

‫الصحفي المحرر‪ :‬وتتمثؿ ميمتو في تيذيب المادة الصحفية و المعمومات‬

‫وصقميا بعد جمعيا مف أجؿ نشرىا بصورتيا النيائية‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ألف أقدر شخص عمى التعبير عف الحدث و القضية ىو الصحفي نفسو الذي‬

‫تابع الحدث مف بدايتو و جمع المعمومات الخاصة بو و أجرى الحوارات‬

‫الالزمة حولو‪.‬‬

‫ميام الصحفي المحرر‪:‬‬

‫ٔ ‪ -‬تقييـ المادة الصحفية و الحكـ عمى صالحيتيا لمنشر‪.‬‬

‫ٕ ‪ -‬تحرير األخبار و التقارير المستقاة مف أكثر مف مصدر‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬تحسيف جودة المادة الصحفية مف خالؿ تحريرىا واختصارىا و صقميا‪.‬‬

‫ٗ‪ -‬متابعة استكماؿ المعمومات الناقصة في بعض الموضوعات الصحفية‪.‬‬

‫٘‪ -‬تصحيح األخطاء المعموماتية والمغوية و النحوية و األسموبية‪.‬‬

‫‪ -ٙ‬مراعاة دقة المعمومات المستقاة مف المصادر مع الربط بيف المعمومات و‬

‫الموضوعات ذات العالقة‪.‬‬

‫‪ -ٚ‬تجنيب الصحيفة المشكالت القانونية مف خالؿ التأكد مف خموىا مما يعد‬

‫جرائـ نشر مثؿ السب و القذؼ‪.‬‬

‫‪ -ٛ‬الحفاظ عمى شخصية الصحيفة و متابعة تنفيذ سياساتيا التحريرية‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ -ٜ‬االىتماـ بتحرير العناويف بما يحقؽ عوامؿ جذب االنتباه و اإلثارة و‬

‫األىمية‪.‬‬

‫ٓٔ‪ -‬اختيار الصور والرسوـ المالئمة المصاحبة لمموضوعات‪.‬‬

‫*صفات ال بد من توافرىا في المحرر الصحفي‪:‬‬

‫الثقة بالنفس‪.‬‬ ‫ٔ‪-‬‬

‫الموضوعية‪.‬‬ ‫ٕ‪-‬‬

‫الثقافة العالية‪.‬‬ ‫ٖ‪-‬‬

‫متابعة اىتمامات القراء لتمبيتيا قدر اإلمكاف‪.‬‬ ‫ٗ‪-‬‬

‫القدرة عمى الكتابة بأنواعيا‪.‬‬ ‫٘‪-‬‬

‫القدرة عمى التكيؼ مع ظروؼ العمؿ المختمفة و مع ضغوط العمؿ‪.‬‬ ‫‪-ٙ‬‬

‫القدرة عمى تكويف العالقات مع الشرائح المختمفة‪.‬‬ ‫‪-ٚ‬‬

‫القدرة عمى التعامؿ مع التكنولوجيا الحديثة‬ ‫‪-ٛ‬‬

‫اإللماـ بالسياسة التحريرية بتفصيالتيا المختمفة‪.‬‬ ‫‪-ٜ‬‬

‫‪34‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫*خصال تميـز الكـاتـب الجيـد‪:‬‬

‫ىذه خالصة رأي أحد أبرز الذيف عمموا في التدريب عمى الكتابة الصحفية‬

‫في الواليات المتحدة وىو بيتر كالرؾ ‪:Peter Clark‬‬

‫إف العالـ الخارجي ىو حقؿ التجربة ومنبع الوحي لمكاتب الجيد‪ ,‬فمف‬ ‫ٔ‪.‬‬

‫خالؿ العالـ يبتكر الكاتب قصصاً وأفكا اًر متنوعة‪ .‬أنظر جيداً مف حولؾ‬

‫وسوؼ تجد أفكا اًر رائعة لكتابة مبتكرة‪.‬‬

‫الكاتب الجيد ال يتقيد بالرسميات والتقاليد فدائماً ما يسعى إلى ابتكار‬ ‫ٕ‪.‬‬

‫ما ىو جديد وخاص‪.‬‬

‫الكاتب الجيد يجمع المعمومات بكثافة وشراىة ودائماً ما يكوف تركيزه‬ ‫ٖ‪.‬‬

‫عمى قيمة ومحتوى المعمومة ذاتيا أكثر مما يكوف عمى األسموب الذي يعرض‬

‫بو المعمومة‪.‬‬

‫فيو في أكثر األحياف يرى نفسو محققاً وليس كاتباً‪.‬‬

‫الكاتب الجيد يركز مجيوده األساسي عمى المقدمة فيو يعمـ أنيا أىـ‬ ‫ٗ‪.‬‬

‫جزء في عممو لما ليا مف تأثير في جذب انتباه القارئ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫الكاتب الجيد دائماً ما يكوف ىو نفسو منغمساً في القصة التي يكتبيا‬ ‫٘‪.‬‬

‫فتكوف غالباً مسيطرة عمى وجدانو وتفكيره‪ .‬فيو يخطط ليا طواؿ اليوـ‬

‫ويناقشيا في ذىنو ومع أشخاص آخريف باحثاً عف أفكار واقتراحات جديدة‪.‬‬

‫الكاتب الجيد غير متسرع في كتاباتو ولكنو يمتاز بجرأة خارقة في‬ ‫‪.ٙ‬‬

‫طرح األفكار وكتابتيا والتعبير عنيا‪.‬‬

‫الكاتب الجيد متفيـ جيدا لمدى أىمية األساليب الميكانيكية لترتيب‬ ‫‪.ٚ‬‬

‫األفكار والمصادر المتاحة وتييئة الجو‪ ,‬فيو يحاوؿ أف تتخمؿ أوقات الكتابة‬

‫واإلبداع بعض األفعاؿ التي تبعث و تجدد نشاطو مثؿ المشي والسرحاف‬

‫وأكؿ الوجبات السريعة ‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫الكاتب الجيد يستخدـ المسودات‪ ,‬فيو يكتب ثـ يعيد الكتابة فيصمح‬ ‫‪.ٛ‬‬

‫ما يريد وأحياناً ما يبدأ مف جديد؛ إلحساسو دائماً أف ىناؾ خطأ ما وأنو غير‬

‫راض عف العمؿ ويطمح إلى الكماؿ‪.‬‬

‫الكاتب الجيد يعتمد عمى حاستو السمعية ومشاعره أكثر مف رؤيتو‬ ‫‪.ٜ‬‬

‫في تقييمو ألعمالو‪ ,‬فيو دائماً ما يبحث عف األخطاء التي تثير وجدانو‬

‫وشعوره في حيف أف المراجع مثالً يبحث عف ما يثير نظره مف أخطاء لغوية‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫الكاتب الجيد يحب سرد القصص ويبحث مجدداً عف الجانب‬ ‫ٓٔ‪.‬‬

‫اإلنساني ألي خبر‪ ,‬ويبحث أيضاً عف األصوات التي تضفي الحياة عمى‬

‫الكتابة‪ ,‬والمغة التي يكتب بيا تعكس اىتمامو بالسرد القصصي أو الحكي‪.‬‬

‫الكاتب الجيد يكتب دائماً وأساساً إلرضاء نفسو ومعاييره الذاتية‪,‬‬ ‫ٔٔ‪.‬‬

‫ولكنو يتفيـ جيداً الصمة الوطيدة بيف الكاتب والقارئ‪ .‬فعمى عكس كثير مف‬

‫الصحفييف‪ ,‬يكوف الكاتب لديو ثقة عالية أف أعمالو ستصؿ إلى قرائو متحمالُ‬

‫مسؤولية ما سيصؿ إلييـ مف أفكار وأحاسيس‪.‬‬

‫الكاتب الجيد جرئ وغير تقميدي في كتاباتو‪ .‬فيو يحب عنصر‬ ‫ٕٔ‪.‬‬

‫المفاجأة والتجديد في بداية أي قصة‪ ,‬ودائماً ما يتمنى أف ما يكتبو في‬

‫الجريدة اليومية يكوف ىو األفضؿ واألدؽ واألكثر مصداقية‪.‬‬

‫الكاتب الجيد قارئ لمروايات ومحب لألعماؿ الفنية المتميزة فيو‬ ‫ٖٔ‪.‬‬

‫يجمع األفكار مف مصادر متنوعة‪.‬‬

‫الكاتب الجيد مسيب في كتاباتو إلى آخر كممة وفكرة تماماً عمى‬ ‫ٗٔ‪.‬‬

‫عكس الصحفي الذي ال يعبأ بالقارئ وييتـ فقط بكتابة مقدمة مثيرة وييمؿ‬

‫‪37‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫البقية‪ .‬فذلؾ النوع مف الكتاب ال يمكف فصؿ نياية عممو عف مقدمتو فكؿ‬

‫كممة عنده في انسياب وتجانس مع األخرى مما يجعؿ القارئ يق أر كؿ كممة‪.‬‬

‫*األسس العشرة لمكتـابـة الواضحـة‪:‬‬

‫وثمة أسس ال بد أف يحرص الكاتب الصحفي عمى تحقيقيا خالؿ كتابتو و‬

‫تحريره لمموضوعات الصحفية‪.‬‬

‫وىذه األسس العشرة مقتبسة مف كتاب " أساليب الكتابة الواضحة "‬

‫لمؤلفو ‪ Robert Gunning‬الذي‬ ‫‪Techniques of clear writing‬‬

‫عمؿ مستشا اًر لنحو ٓٓٔ صحيفة يومية ‪ ,‬وىي عمى النحو التالي‪:‬‬

‫يجب أف تكوف الجمؿ قصيرة نسبياً (والتركيز ىنا عمى كممة نسبياً)‪.‬‬ ‫ٔ‪.‬‬

‫فيجب أف يكوف ىناؾ نسبة وتناسب بيف الجمؿ القصيرة والطويمة لكي ال‬

‫يتسمؿ الممؿ إلى القارئ وتتسـ الكتابة بالحيوية‪.‬‬

‫الجمؿ إما بسيطة أو مركبة‪ .‬والجمؿ البسيطة أكثر حيوية وأىمية‬ ‫ٕ‪.‬‬

‫ولكف ذلؾ ال يعني استبعاد الجمؿ المركبة‪ .‬التعبير الواضح يحتاج إلى‬

‫النوعيف معا دوف طغياف الجمؿ المركبة‪ .‬والميـ أف تكوف الجممة معبرة عف‬

‫األفكار المراد طرحيا‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫"كانت الساعة فوؽ رأس أنتوني تشير إلى الثامنة واحدى عشرة دقيقة‪ .‬كاف‬

‫ذلؾ صباحاً‪ .‬لـ يكف أنتوني قد أكؿ أو شرب شيئاً منذ منتصؼ الميمة‬

‫البارحة‪ ,‬كاف قد ربط إلى سرير غطتو مالءة زرقاء وتحركو أربع عجالت‪.‬‬

‫وقؼ بالقرب منو اثناف مف األطباء النفسانييف وممرضتاف واثناف مف الفنييف‪,‬‬

‫قالت الممرضة وىى تنظر إلى جياز ضغط الدـ‪ .‬وضعت أصابعيا عمى يده‬

‫لمعرفة النبض‪ .‬قالت الممرضة" ٗ‪ , ٙ‬في آخر مرة عولج فييا كاف يعانى‬

‫شيئاً مف الح اررة ‪ .‬البد مف متابعتو‪.‬‬

‫كاف أنتوني يرتدى قميصاً أفريقياً ‪ ,‬كانت عيناه نصؼ مفتوحة ‪ ,‬وكاف جسده‬

‫الضخـ يمأل السرير‪ .‬لقد جاءت بو الممرضة مف جناح االستقباؿ الذي‬

‫قضى بو قرابة أربعة أشير إلى حجرة صغيرة ونظيفة‪.‬‬

‫بعد نحو سبع عشرة دقيقة سوؼ يتعرض المخ لشحنة كيربائية قدرىا ٓٗٔ‬

‫فولت‪.‬‬

‫ىذا ىو العالج السابع ألنتوني وال يزاؿ أمامو عالج آخر قبؿ أف يخرج مف‬

‫المستشفى"‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ىذه مقدمة سمسمة موضوعات صحفية حوؿ الحياة في مستشفى لألمراض‬

‫العقمية فازت ىذه السمسمة بجائزة الكتابة الصحفية‪.‬‬

‫راجع جيداً المزاوجة بيف الجمؿ البسيطة واألخرى المركبة‪ .‬واإليقاع العاـ‬

‫لمكتابة ‪.‬‬

‫يجب تفضيؿ الكممات المألوفة فيي دائماً األقرب إلى قمب القارئ‬ ‫ٖ‪.‬‬

‫لتوصيؿ المراد توصيمو‪.‬‬

‫فحص أحد النصوص الصحفية لدراسة الكممات غير المألوفة والشاذة‬

‫و الغريبة‪.‬‬

‫يجب تحاشي الكممات الزائدة غير الميمة وغير المؤثرة‪ .‬في معظـ‬ ‫ٗ‪.‬‬

‫الحاالت يمكف اختصار األخبار والمقاالت والمواد الصحفية دوف أف يؤثر‬

‫ذلؾ في المعنى‪.‬‬

‫٘‪ .‬يجب إضفاء روح الحركة عمى األفعاؿ المستخدمة مثالً عف طريؽ إبراز‬

‫الفاعؿ في الجممة‪ .‬ال تستخدـ صيغ المبنى لممجيوؿ و المبنى لممعموـ أقوى‬

‫تأثي اًر وأكثر حيوية‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫عند الكتابة يجب التعبير بنفس المغة المستخدمة في الكالـ والبعد‬ ‫‪.ٙ‬‬

‫عف التعبيرات الرسمية المعقدة خصوصاً في المقدمة‪ .‬أكتب كما لو كنت‬

‫تتحدث‪ .‬أجعؿ لمغتؾ جرسا وموسيقى‪.‬‬

‫مف داالس مورنينج نيوز في وصؼ انفجار اوكالىوما كاف الدمار يفوؽ‬

‫الخياؿ‪.‬‬

‫غطت سحب الدخاف ناطحات السحاب‪ .‬تسعة طوابؽ مف الطوب والزجاج‬

‫والمواد األخرى تياوت في الشارع الخامس لتقتؿ عدداً مف المارة خارج المبنى‬

‫وتصيب عشرات آخريف بجراح‪ .‬احترقت السيارات في الشوارع ‪.‬‬

‫يجب استخداـ مصطمحات غير مبيمة يمكف لمقارئ تخيميا‬ ‫‪.ٚ‬‬

‫وتصورىا‪ ,‬ولو تـ استخداـ مصطمح غامض يجب عمى الكاتب شرح معناه‬

‫ومغزاه لمقارئ‪ .‬وفى كؿ الحاالت حاوؿ أف تكتب لغة يسيؿ عمى القارئ‬

‫تصورىا‪.‬‬

‫يجب التجانس مع تجربة القارئ وموقفو وواقعو فال تمطره بحقائؽ‬ ‫‪.ٛ‬‬

‫مبيمة بدوف إعطاء بعض األمثمة التي تتماشى مع واقعو الممموس‪ .‬األمثمة‬

‫‪41‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫مطموبة لتقريب الواقع إلى فيـ القراء‪ .‬كيؼ تصؼ بركانا لقراء ال يعرفونو ولـ‬

‫يشاىدونو مف قبؿ‪.‬‬

‫يجب استخداـ التنويع إلى أقصى الحدود الممكنة‪ ,‬فطريقة الكاتب في‬ ‫‪.ٜ‬‬

‫استخداـ المغة توضح شيئاً عف روحو وعاداتو وقدراتو وميولو‪ ...‬إلخ‪ .‬وىذا‬

‫في الواقع ممتعاً لمقارئ ألف الكتابة الخالقة ىي نوع مف التواصؿ اإلنساني‬

‫بيف الكاتب والقارئ‪.‬‬

‫يجب أف تكوف الكتابة تعبيرية (عما ىو في الداخؿ) وليس تأثيرية‬ ‫ٓٔ‪.‬‬

‫عمى ما ىو في الخارج‪.‬‬

‫أما التعريف الشامل لمتحرير الصحفي فيو " العممية اليومية أو األسبوعية‬

‫حسب دورية الصدور – والتي يقوـ فييا المحرر الصحفي بالصياغة الفنية‬

‫والكتابة الصحفية أو المعالجة لمضموف المادة الصحفية أو المعمومات التي‬

‫جمعيا مف المصادر المختمفة في األشكاؿ أو القوالب الصحفية المناسبة‬

‫والمتعارؼ عمييا كقوالب فنية تحريرية لمجريدة ‪ ,‬ثـ المراجعة الدقيقة واعادة‬

‫الصياغة ليا ‪ ,‬ويقوـ الصحفي مف خالليا بالتعبير عما يدور في المجتمع‬

‫مف وقائع وأحداث في شكؿ قالب صحفي مناسب قد يكوف خب ار أو مقاال أو‬

‫‪42‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫تحقيقا ‪...‬إلخ ‪ ,‬يتبع قواعد معينة البد أف يعييا الصحفي جيدا‪ ,‬لتحقيؽ‬

‫األىداؼ التي تسعى الصحيفة لتحقيقيا"‪.‬‬

‫وتصنؼ األشكاؿ الصحفية إلى ثماف مجموعات رئيسة ىي‪:‬‬

‫مجموعة األشكاؿ الصحفية اإلخبارية ‪ ,‬ومجموعة األشكاؿ الصحفية‬

‫التفسيرية واالستقصائية ‪ ,‬ومجموعة األشكاؿ الخاصة بالرؤى ‪ ,‬ومجموعة‬

‫األشكاؿ الخاصة بالخدمات ‪ ,‬ومجموعة األشكاؿ المتخصصة المجمعة ‪,‬‬

‫ومجموعة المواد الخاصة بالتسمية ‪ ,‬ومجموعة المواد اإلعالنية ‪,‬ومجموعة‬

‫األشكاؿ المصورة والمرسومة‪.‬‬

‫وفيما يمي عرض موجز ليذه المجموعات ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مجموعة األشكال الصحفية اإلخبارية‪:‬‬

‫وىي األخبار والموضوعات التي ليا تقارير حالية عف أحداث تيـ قطاعات‬

‫عريضة مف جميور قراء الجريدة ألسباب عديدة ومتنوعة مف وجية نظر‬

‫رئيس التحرير أو المحرر المسئوؿ عف األخبار ‪ ,‬وىي اتصاؿ يعكس بشكؿ‬

‫واضح المتغيرات الثقافية واالجتماعية والسيكولوجية والميكانيكية ومتغيرات‬

‫أخرى في المجتمع‪ ,‬وىي كما يمي‪:‬‬

‫‪43‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٔ‪-‬األخبار القصيرة السريعة ‪ News Short‬وتعني " تقديـ معمومات مفيدة‬

‫وجديدة عف واقعة أو حدث أو موضوع مفيد ييـ أكبر عدد مف القراء وترى‬

‫الجريدة أو المسئوؿ عف التحرير نشره ‪ ,‬وتختمؼ مصادر نشر الخبر مف‬

‫مجتمع آلخر وفقا لنظامو السياسي ‪ ,‬والقيـ والعادات والمبادئ التي تحكـ‬

‫الناس فيو ‪ ,‬ومع السياسية التحريرية لمصحيفة عمى أف تكوف صياغة الخبر‬

‫بطريقة سميمة وأسموب واضح يفيمو جميع األفراد‪.‬‬

‫وينشر ىذا النوع مف األخبار القصيرة عادة في الصفحات األولى كنوع مف‬

‫اإلبراز ‪ ,‬وتحتوي ىذه األخبار عمى العناصر السياسية لمحدث في تركيز ‪,‬‬

‫دوف العناية باإلجابة عمى كؿ أسئمتو‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬القصة اإلخبارية ‪News Story‬وقالب القصة الخبرية مف أىـ القوالب‬

‫التي تقدـ األخبار والمعمومات ‪ ,‬وفييا يأتي الصحفي بالفكرة األساسية ثـ‬

‫يأتي بالتفاصيؿ والجسـ بعد ذلؾ "‪.‬‬

‫وتقدـ القصة اإلخبارية تقارير سريعة عف األحداث الميمة وتشتمؿ تفاصيمو‬

‫وجوانبو مف خالؿ اإلجابة عف األسئمة المفسرة لو‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٖ‪ -‬التقارير اإلخبارية ‪ "News Report‬والتقرير اإلخباري شكؿ صحفي‬

‫يقع في مرحمة وسطى بيف الخبر السريع أو القصير والتحقيؽ الصحفي‬

‫(االستقصاء) ‪ ,‬ويقوـ عمى عرض الوقائع مع خمفياتيا وتفصيالتيا ‪ ,‬وىو‬

‫القالب المناسب لمتغطية التفسيرية"‬

‫وال يقتصر التقرير اإلخباري عمى الوصؼ المنطقي والموضوعي لألحداث‬

‫وانما يسمح في الوقت نفسو بإبراز اآلراء الشخصية والتجاوب الذاتية لكاتب‬

‫التقرير‪.‬‬

‫ويعنى التقرير اإلخباري بعرض وشرح وتفسير بعض جوانب األخبار أو‬

‫األحداث ‪ ,‬وتقديـ الخمفية التاريخية والوثائقية لو ‪ ,‬والقياـ بتقييـ موضوعي‬

‫لمبيانات والمعمومات المتعمقة بيذا الخبر أو الحدث‪.‬‬

‫ويحتاج ىذا الشكؿ الصحفي إلى تعاوف بيف محرر األخبار ومحرر‬

‫المعمومات لموصوؿ إلى معمومات وتفاصيؿ متعمقة حوؿ الخبر أو الحدث‪.‬‬

‫ٗ‪ -‬القصة اإلخبارية الشاممة ‪ :‬القصة الخبرية ىي التي تروي األنباء المتعمقة‬

‫بعمؿ أو حركة‪ ,‬وتشتمؿ عمى الوقائع واألحداث ووصؼ األشخاص وشيادة‬

‫الشيود وما إلى ذلؾ مما يتصؼ بالحركة والحيوية في واقع الحياة اليومية"‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫والقصة الصحفية تنشر الفكرة األساسية أوال ثـ جسـ الخبر أو التفاصيؿ بعد‬

‫ذلؾ ‪ ,‬بمعنى أنيا تورد أحداث تطورات الخبر في المقدمة ‪ ,‬ثـ تتبعو بسرد‬

‫بسيط يمتزـ فيو المحرر جانب التتابع الزمني بعد ذلؾ‪.‬‬

‫‪-‬وتقدـ القصة اإلخبارية الشاممة تغطية شاممة ألحداث متعددة ومتشابية ‪,‬‬

‫وتعتمد عمى أسموب المقدمة الشاممة الممخصة‪ ,‬ثـ تفاصيؿ الحدث حسب‬

‫تسمسؿ ورودىا في المقدمة‪.‬‬

‫٘‪ -‬القصة اإلخبارية الجانبية " وىي تقرير إخباري مختصر ومكثؼ ‪ ,‬يتصؿ‬

‫مباشرة بقصة إخبارية ميمة أو تقرير إخباري مفصؿ ‪ ,‬عمى الصفحة نفسيا‬

‫أو العدد نفسو مف الجريدة ‪ ,‬وتركز المادة عمى جوانب إنسانية أو ردود فعؿ‬

‫مختمفة لحدث ما"‪.‬‬

‫وتعمؿ القصة اإلخبارية الجانبية عمى إبراز تأثير األخبار الجادة المنشورة ‪,‬‬

‫واضافة بعد إنساني‪ ,‬ومعمومات حيوية وخمفيات ليذه األخبار ‪ ,‬وقد تتعمؽ‬

‫ىذه القصص بشخصيات بعينيا تقوـ برسـ صورتيا ‪ ,‬أو تيدؼ إلى تحقيؽ‬

‫تأثير عاطفي بتقديـ نموذج إنساني يحمؿ رؤية إنسانية تدعو لمتعاطؼ ‪ ,‬وقد‬

‫تتضمف تعميؽ بعض األشخاص عمى الحدث وردود الفعؿ المعمنة أو المترتبة‬

‫‪46‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫عمى الحدث‪ ,‬وقد تتعمؽ القصص الجانبية بالحالة النفسية والعاطفية لألفراد‪,‬‬

‫وقد تكوف قصصا ذات ليجة باسمة أو مضيئة تدعو لألمؿ والتفاؤؿ ‪ ,‬وقد‬

‫تكوف قصصا تعرض معمومات وتفاصيؿ وخمفيات عف تفاصيؿ داخؿ القصة‬

‫أو التقرير اإلخباري‪.‬‬

‫وعند كتابة القصة الخبرية الجانبية ينبغي عمى المحرر مراعاة االختصار‬

‫إلى طبيعة الحدث والتركيز عمى الجو النفسي أو‬ ‫واإلشارة بشكؿ عاـ‬

‫الجوانب اإلنسانية ‪ ,‬وابراز نقاط تعطي لمقارئ فرصة التوحد مع األشخاص‬

‫المرتبطيف بالقصص أو التقارير اإلخبارية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األشكال الصحفية التفسيرية واالستقصائية‪:‬‬

‫إف وظيفة الشرح والتفسير ال تقؿ أىمية عف الوظيفة اإلخبارية ‪ ,‬وتعمؿ ىذه‬

‫الوظيفة عمى تحميؿ األحداث وتفسيرىا بشكؿ يضفي عمييا معنى وداللة ‪,‬‬

‫ويقدـ تفاصيؿ ومعمومات حوؿ الحدث ويبيف أسبابو ونتائجو‪.‬‬

‫كما أف الوظيفة االستقصائية تقوـ بدور ميـ في الكشؼ والبحث والتحقيؽ في‬

‫نواحي االنحراؼ والقصور والفساد واإلىماؿ في المجتمع‪.‬‬

‫وىناؾ أشكاؿ صحفية تعمؿ عمى تحقيؽ ىذه الوظائؼ وىذه األشكاؿ ىي‪:‬‬

‫‪47‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٔ‪-‬الموضوع الصحفي ‪ :‬يرى الدكتور محمود عمـ الديف أف ىناؾ ثالثة‬

‫اتجاىات لتعريؼ الموضوع الصحفي وأف االتجاه األكثر عممية ومنطقية ىو‬

‫الذي يرى أف الموضوع الصحفي ىو "مادة صحفية إخبارية فييا نوع مف‬

‫اإلبداع واالبتكار وعدـ التقيد بأصوؿ أسس األسموب اإلخباري الكالسيكية مف‬

‫حيث الموضوعية والتحديد والتحرير لمتعبير وليس لمتأثير ‪ ,‬ويتضمف حدثا أو‬

‫موقفا جانبيا أو موقفا مف الحياة قابال لالستم اررية ‪ ,‬ويمكف الحصوؿ عمى‬

‫مادتو وتحريرىا ثـ نشرىا في أي وقت حيث أنو ال يرتبط باآلنية‪ ,‬ألنو ال‬

‫يتقيد بتفاصيؿ الحدث الحالية‪ ,‬بؿ يتجاوزىا إلى التفسير والتحميؿ ويضعيا في‬

‫اإلطار اإلنساني"‪.‬‬

‫ومف ىذا التعريؼ نجد أف الموضوع الصحفي يختمؼ عف باقي األشكاؿ‬

‫الصحفية األخرى وخاصة الخبر ‪ ,‬مف حيث األسموب فيو ال يتقيد بأصوؿ‬

‫التحرير اإلخباري ويتجاوزىا لمذاتية‪ ,‬ومف حيث التوقيت فيو ال يرتبط بتوقيت‬

‫معيف لمنشر ‪ ,‬ومف حيث الوظيفة فيو يميؿ إلى الشرح والتفسير إضافة إلى‬

‫التسمية والتوحد مع مشاعر القارئ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٕ‪ -‬الحديث الصحفي‪ " :‬ىو فف يقوـ عمى الحوار بيف الصحفي وشخصية‬

‫مف الشخصيات ‪ ,‬وىو حوار قد يستيدؼ الحصوؿ عمى أخبار ومعمومات‬

‫جديدة أو شرح وجية نظر معينة ‪ ,‬أو تصوير جوانب غريبة أو طريفة أو‬

‫مسمية في حياة ىذه الشخصية‪.‬‬

‫وىو تقرير يكتبو محرر بمغة واضحة وجذابة لينشر في الوقت المناسب في‬

‫أو توزعو وكالة أنباء عف مضموف مقابمة حديثة أجراىا‬ ‫صحيفة أو مجمة ‪,‬‬

‫وحده أو مع غيره نيابة عف القراء أو مكالمة ىاتفية طويمة أو باالتصاؿ‬

‫أو أىؿ الثقة أو‬ ‫بالبريد في أحياف قميمة مع فرد أو أفراد مف المسئوليف ‪,‬‬

‫صناع األخبار لمحصوؿ بالتساؤؿ أو المناقشة عمى المعمومات واآلراء‬

‫والمواقؼ الخاصة بيـ أو المتصمة باألحداث واألفكار الجديدة ‪ ,‬التي تيـ‬

‫القراء والمجتمع بيدؼ إعالميـ وتوعيتيـ وتوجيييـ وتثقيفيـ وتعميميـ وتنمية‬

‫مجتمعيـ وتسميتيـ وتحقيؽ الربح المادي لوسيمة النشر"‪.‬‬

‫والحديث الصحفي يأخذ أشكاال متعددة أبرزىا الحديث المباشر والحديث‬

‫التميفوني ‪ ,‬والمؤتمر الصحفي ‪ ,‬ويكتب الحديث الصحفي إما بأسموب السؤاؿ‬

‫واإلجابة التقميدي ‪ ,‬أو السرد العادي أو القصة اإلخبارية أو التقرير اإلخباري‪,‬‬

‫‪49‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وعادة ما يضـ العنواف الرئيسي وبعض العناويف الفرعية ومقدمة ومتف وخاتمة‬

‫وصور مصاحبة أو رسوـ‪.‬‬

‫كما ينقسـ مف حيث أنواعو إلى ثالثة أنواع رئيسة ‪ :‬حديث المعمومة‪ ,‬وحديث‬

‫الرأي‪ ,‬وحديث الشخصية‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬التحقيؽ الصحفي ‪" :‬يقوـ التحقيؽ الصحفي عمى خبر أو فكرة أو مشكمة‬

‫أو قضية يمتقطيا الصحفي مف المجتمع الذي يعيش فيو ‪ ,‬ثـ يقوـ بجمع مادة‬

‫أو معمومات أو آراء تتعمؽ بالموضوع ‪,‬‬ ‫الموضوع بما يتضمنو مف بيانات‬

‫ثـ يزاوج بينيا لموصوؿ إلى الحؿ الذي يراه صالحا لعالج المشكمة أو القضية‬

‫أو الفكرة التي يطرحيا التحقيؽ الصحفي"‪.‬‬

‫فالتحقيؽ الصحفي يشرح ويفسر ويبحث في األسباب التي تكمف وراء الخبر‬

‫أو القصة أو المشكمة أو الفكرة ‪ ,‬ويحاوؿ اإلجابة عمى التساؤالت التي تحتاج‬

‫إلجابة ‪ ,‬والمشكالت التي تحتاج لحموؿ ‪ ,‬مف خالؿ االستعانة بالمصادر‬

‫سعيا وراء الوصوؿ إلى حموؿ واجابات ليا‪.‬‬


‫المتصمة بيا واجراء لقاءات معيا ً‬

‫وىناؾ نوعاف رئيساف لمتحقيؽ الصحفي ىما‪:‬‬

‫‪51‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫أ‪-‬التحقيؽ الصحفي المفصؿ وفي ىذا النوع تكوف الكممة المكتوبة ىي‬

‫األساس وتعاونيا المواد المصورة ‪ ,‬ويعتمد المحرر في تحقيقو عمى المصادر‬

‫الحية مف خالؿ لقاءات شخصية مع المرتبطيف مباشرة بالقضية أو الفكرة ‪,‬‬

‫وكذلؾ المصادر غير الحية كالوثائؽ والبيانات واإلحصاءات المتعمقة‬

‫بالموضوع‪.‬‬

‫ويتناوؿ ىذا النوع الموضوع مف مختمؼ جوانبو ‪,‬ويغطي كؿ عناصره ‪ ,‬فيو‬

‫يقدـ خمفية عف الموضوع أو القضية ‪ ,‬ثـ يطرح كؿ األسئمة المتعمقة بو‪,‬‬

‫ويحاوؿ الحصوؿ عمى إجابات عنيا بغية الوصوؿ إلى الموضوع ‪,‬ويتصؼ‬

‫بالموضوعية‪.‬‬

‫ب‪ -‬التحقيؽ الصحفي المصور‪ :‬ويعتمد عمى المواد المصورة كعنصر‬

‫أساسي ‪ ,‬والكممة عامؿ مساعد ‪ ,‬وتخصص بعض الجرائد صفحات يومية‬

‫ليذا النوع مف التحقيقات ‪ ,‬وىناؾ وكاالت صحفية متخصصة في ىذا الشكؿ‬

‫الصحفي‪.‬‬

‫ويقسـ الدكتور فاروؽ أبو زيد التحقيؽ الصحفي إلى عدة أنواع أخرى ىي‪:‬‬

‫أ‪-‬تحقيؽ الخمفية وىو تحقيؽ يبحث عما وراء الخبر‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ب‪ -‬تحقيؽ االستعالـ ويعنى بجمع المعمومات المتعمقة بمسألة مف المسائؿ‬

‫التي تيـ الرأي العاـ‪.‬‬

‫جػ‪ -‬تحقيؽ البحث أو التحقيؽ ويستيدؼ الكشؼ عما ال يعرفو أحد‪.‬‬

‫د‪ -‬تحقيؽ التوقع وييتـ بمعرفة تطورات الحدث‪.‬‬

‫ىػ‪ -‬تحقيؽ اليروب ويستيدؼ تسمية القارئ وامتاعو واليروب مف مشاكمو‬

‫اليومية‪.‬‬

‫والفكرة التي تصمح تحقيقا صحفيا ‪ ,‬البد أف تكوف ميمة ألكبر قطاع ممكف‬

‫مف الجماىير الذيف تستيدفيـ ‪ ,‬وأف تكوف جديدة ومبتكرة وقادرة عمى جذب‬

‫عناية الجميور‪.‬‬

‫ويتكوف التحقيؽ الصحفي مثؿ بقية الفنوف الصحفية مف عنواف رئيسي‬

‫وعناويف فرعية ومقدمة وجسـ وخاتمة‪ ,‬وتتـ صياغتو في عدة أنواع مف‬

‫القوالب ‪ ,‬وىي قالب العرض ‪ ,‬وقالب القصة وقالب الوصؼ ‪ ,‬وقالب‬

‫االعتراؼ وقالب الحديث ‪ ,‬حسب نوعية التحقيؽ‪.‬‬

‫ٗ‪ -‬الحممة الصحفية ‪ :‬والحممة الصحفية ليست فنا مف فنوف التحرير‬

‫الصحفي ‪ ,‬وانما ىي استخداـ فنوف التحرير الصحفي المختمفة في تحقيؽ‬

‫‪52‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫اليدؼ الذي أعدت الحممة مف أجمو ‪ ,‬فقد تبدأ الحممة بخبر ثـ تتطور إلى‬

‫تقرير‪ ,‬ثـ إلى تحقيؽ صحفي ‪,‬وقد يجذب الموضوع عددا مف كتاب المقاالت‬

‫في الصحيفة حتى يتحوؿ الموضوع إلى حممة صحفية"‪.‬‬

‫وتأخذ الحممة الصحفية عدة أشكاؿ ‪ ,‬فقد تأخذ شكؿ األخبار الصحفية ‪ ,‬أو‬

‫األحاديث الصحفية أو التحقيقات أو المقاالت أو التقارير‪ ,‬وقد تأخذ ىذه‬

‫األشكاؿ كميا معا ‪ ,‬إضافة إلى الصور والرسوـ والكاريكاتير والفنوف الصحفية‬

‫األخرى‪.‬‬

‫ويقسـ الدكتور فاروؽ أبو زيد الحممة الصحفية إلى نوعيف ىما‪:‬‬

‫أ‪-‬الحممة الصحفية المخططة وىي التي يخطط ليا جياز التحرير في‬

‫الجريدة‪ ,‬ويشترؾ فييا أكبر عدد مف كتابيا ومحررييا ‪ ,‬وتجيز ليا الوثائؽ‬

‫واألدلة والدراسات ‪,‬ويتـ استكماليا ونشرىا بعد أف تصبح صالحة لمنشر‪.‬‬

‫ب‪ -‬الحممة الصحفية المفاجئة ‪:‬وتتـ دوف إعداد مسبؽ بحيث يفرضيا تطور‬

‫األحداث ‪ ,‬فقد ينشأ خبر صغير تمسؾ الجريدة بأحد خيوطو وتتابعو في‬

‫مجموعة مف األخبار المتتالية حتى يكوف حممة صحفية‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وعادة ما يستغرؽ نشر الحممة عدة أعداد بشكؿ مسمسؿ وتختتميا الجريدة‬

‫بمقاؿ افتتاحي‪ ,‬أو سمسمة مف مادة الرأي تقدـ فييا الجريدة خالصتيا‬

‫وتوصياتيا واستنتاجاتيا بالنسبة لمقضية موضوع الحممة‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬األشكال الصحفية الخاصة بالرأي‪:‬‬

‫ىي إحدى وسائؿ الجريدة في التأثير عمى قرائيا وفي التعبير عف وجية‬

‫نظرىا تجاه القضايا المختمفة ‪ ,‬وفي إتاحة الفرصة لمقراء العادييف وكبار‬

‫الكتاب والمحرريف ‪ ,‬والمتخصصيف لعرض آرائيـ العامة أو التي تتعمؽ‬

‫بقضايا عالجتيا الجريدة ‪ ,‬وىذه األشكاؿ ىي‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬المقاؿ الصحفي‪:‬‬

‫وىو ما يقدمو الصحفي إلى قرائو في لغة بسيطة يستوعبيا كؿ قارئ ميما‬

‫اختمؼ مستواه االجتماعي والثقافي ويعرض فيو كؿ ما ييـ جميور القراء‪.‬‬

‫والمقاؿ الصحفي وسط بيف المقاؿ األدبي والمقاؿ العممي ‪ ,‬ففيو شيء مف‬

‫ذاتية الكاتب األدبي‪ ,‬وفيو شيء مف موضوعية العالـ ‪ ,‬وىو أيضا عمى‬

‫المستوى العممي ‪ ,‬الذي يقؼ فيو الصحفي ‪ ,‬ليفسر لمقراء أخبار البيئة التي‬

‫‪54‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫يعيشوف فييا‪ ,‬والبيئات التي يتصموف بيا أثناء نقميا ‪ ,‬وبعد نقميا والتعميؽ‬

‫عمييا ‪ ,‬والصحفي في سبيؿ ىذه الغاية يستخدـ لغة عممية يفيميا القراء‪.‬‬

‫إذف يستخدـ المقاؿ الصحفي لمتعبير عف رأي أو قضية أو فكرة ‪ ,‬ويقوـ كاتبو‬

‫بإبداء الرأي حوليا بيدؼ تشكيؿ اتجاىات الرأي العاـ نحو القضايا التي‬

‫تطرحيا الصحيفة‪.‬‬

‫كما ييدؼ المقاؿ الصحفي إلى تحقيؽ عدة وظائؼ ىي اإلعالـ والشرح‬

‫والتفسير‪ ,‬والتوجيو واإلرشاد‪ ,‬والتثقيؼ‪ ,‬والدعاية السياسية‪ ,‬وتعبئة الجماىير‬

‫وتكويف الرأي العاـ‪ ,‬إضافة إلى التسمية واإلمتاع‪.‬‬

‫وقد أصبح المقاؿ اآلف مف حيث المضموف وأسموب المعالجة شكال صحفيا‬

‫أقرب إلى البحث أو الدراسة العممية التي تحمؿ حدثا أو ظاىرة أو قضية أو‬

‫فكرة بيدؼ عرضيا أو تفسيرىا أو اإلقناع بيا أو تحميميا إلى أبعادىا المختمفة‬

‫أو النقد المتكامؿ ألركانيا أو البحث في خمفياتيا وجذورىا ودوافعيا وكذلؾ‬

‫استشراؽ المستقبؿ ‪ ,‬والبحث أو الدراسة العممية التي تعتمد عمى المعمومات‬

‫الدقيقة الموثقة والتفكير العممي في وضع خطة البحث وجمع المعمومات‬

‫‪55‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وتحميميا والوصوؿ إلى خالصات منيا‪ ,‬وينقسـ المقاؿ الصحفي إلى عدة‬

‫أنواع يمكف إجماليا فيما يمي‪:‬‬

‫أ‪-‬المقاؿ االفتتاحي ‪ :‬ويقوـ المقاؿ االفتتاحي عمى شرح وتفسير األخبار‬

‫واألحداث اليومية والتعميؽ عمييا بما يكشؼ عف سياسة الصحيفة تجاه‬

‫األحداث والقضايا الجارية في المجتمع‪,‬‬

‫وىو يربط بيف القراء والصحيفة مف ناحية ويربط القراء باألحداث اليومية‬

‫الجارية مف ناحية أخرى‪.‬‬

‫وقد يكوف المقاؿ االفتتاحي مقاال شارحا يفسر األخبار أو األحداث ‪ ,‬وقد‬

‫يكوف نزاليا ينطمؽ مف آراء سابقة يعمؿ الكاتب عمى توجيو القراء عمى‬

‫اعتناقيا ‪ ,‬وقد يكوف مقاال متنبئا يحاوؿ استكشاؼ النتائج المتوقع حدوثيا‬

‫مستقبال‪.‬‬

‫ويتميز المقاؿ االفتتاحي بأنو يحمؿ توقيع الجريدة ‪,‬ويكوف لو عنواف ثابت ‪,‬‬

‫وموقع ثابت ‪ ,‬ومساحة شبو ثابتة عمى إحدى صفحات الجريدة‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ب‪ -‬المقاؿ القائد الموقع ‪ :‬وىو نوعية مف المقاالت التي يكتبيا عادة كبار‬

‫الكتاب وخاصة رؤساء التحرير وكبار محرري الجريدة ‪ ,‬وبعضيا لو عنواف‬

‫ثابت وموعد ثابت ‪ ,‬أو ينشر لمواجية حدث معيف مف األحداث"‬

‫وىو يقود أفكار القراء ويدفع بيـ إلى الفيـ الكامؿ لما تناولو‪ ,‬أو يقودىـ نحو‬

‫اتجاه فكري أو سياسي معيف ‪ ,‬ويكوف موقعا باسـ كاتبو الذي مف المفترض‬

‫أف يكوف مف قادة الفكر الصحفي في الجريدة التي تنشر مقالو‪.‬‬

‫جػ‪-‬مقاؿ التعميؽ الصحفي ‪ :‬ويرتكز ىذا النوع مف المقاالت عمى تقديـ إجابة‬

‫شافية عف سبب وقوع حدث ما ‪ ,‬تخرج تساؤالتو إلى ذىف القارئ عند قراءتو‬

‫خب ار ما لعدـ وضوح الخبر ‪ ,‬وأحد جوانبو ‪ ,‬أو ارتباطو بشخصية غير‬

‫معروفة لدى القراء ‪ ,‬أو يعرؼ عنيا القميؿ مف المعمومات ‪ ,‬وأدت بعض‬

‫احتماالتيا الراىنة إلى تسميط الضوء عمييا"‬

‫فيو ييدؼ إلى إبداء الرأي في وقائع الخبر وتفاصيمو ونتائجو وتطوراتو ‪.‬‬

‫د‪ -‬المقاؿ التحميمي "ىو مقاؿ يقوـ عمى التحميؿ العميؽ ألبعاد األحداث أو‬

‫القضايا أو الظواىر التي تشغؿ الرأي العاـ ‪ ,‬وذلؾ بالربط بيف الوقائع وبيف‬

‫ما يرتبط بيا بشكؿ مباشر أو غير مباشر ‪ ,‬والخروج مف ذلؾ باتجاىات وآراء‬

‫‪57‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫معينة‪ ,‬ويكتبو عادة أحد محرري الجريدة أو أحد المتخصصيف مف غير‬

‫محررييا"‪.‬‬

‫وىو ال يقتصر عمى تفسير أحداث الماضي أو شرح الوقائع الحاضرة ‪ ,‬وانما‬

‫يربط بيف االثنيف ليستنتج أحداث المستقبؿ ‪ ,‬وغالبا ما ينشر أسبوعيا ‪ ,‬وليس‬

‫لو حجـ معيف ‪ ,‬فقد يشغؿ صفحة كاممة أو عدة صفحات مف الجريدة‪.‬‬

‫ز‪ -‬مقاؿ اليوميات ‪ :‬ويطمؽ عمييا اليوميات الصحفية وىي عبارة عف "‬

‫مجموعة األعمدة الصحفية " يكتبيا كاتب واحد مرة واحدة في األسبوع ‪,‬‬

‫وتستوعب الموضوعات السياسية واالقتصادية واالجتماعية وقضايا الفكر‬

‫والثقافة والفف واألدب ‪ ,‬وكذلؾ مشكالت الناس وىموميـ ‪ ,‬وتجمع لغتيا بيف‬

‫بساطة المغة الصحفية وجماؿ المغة األدبية ‪ ,‬وتقوـ عمى التجربة الذاتية‬

‫لمكاتب"‪ ,‬وتنشر ىذه اليوميات في مكاف ثابت وتحت عنواف ثابت وفي موعد‬

‫ثابت‪.‬‬

‫ىػ‪-‬العمود الصحفي " ىو مساحة محدودة مف الصحيفة ال تزيد عف (نير) أو‬

‫(عمود) تضعو الصحيفة تحت تصرؼ أحد كبار الكتاب بيا ‪ ,‬يعبر مف‬

‫أو خواطر أو انطباعات فيما يراه مف‬ ‫خاللو عمى ما يراه مف آراء وأفكار‬

‫‪58‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫قضايا ‪ ,‬وموضوعات ‪ ,‬ومشكالت باألسموب الذي يرتضيو‪ ,‬ويتسـ بطابع‬

‫صاحبو أو كاتبو"‪.‬‬

‫ويتناوؿ العمود الصحفي مدى متسعا مف الموضوعات ‪ ,‬وعادة ما يحتؿ‬

‫مكانا ثابتا ‪ ,‬وينشر تحت عنواف ثابت ويظير في موعد ثابت ‪,‬ويحمؿ توقيع‬

‫كاتبو ‪ ,‬الذي قد يكوف معارضا لسياسة الصحيفة ‪.‬‬

‫جػ‪ -‬مقاؿ العرض أو المتابعة " وىو مجرد تقرير وصفي أو إخباري عف‬

‫العمؿ الفني أو األدبي ‪ ,‬يقدـ عرضا لمعمؿ في إطار يعطي خمفية عنو وعف‬

‫صناعتو ‪ ,‬دوف التدخؿ لتقويـ ىذا العمؿ ‪ ,‬ويقوـ بإعداده كاتب متخصص‬

‫في الشئوف األدبية أو الفنية ‪ ,‬وتزداد أىميتو في المجاالت األدبية والفنية‬

‫والثقافية‪.‬‬

‫د‪ -‬المقاؿ النقدي‪ ":‬ىو الذي يقوـ عمى عرض وتفسير وتحميؿ وتقييـ اإلنتاج‬

‫األدبي والفني والعممي وذلؾ مف أجؿ توعية القارئ بأىمية ىذا اإلنتاج‬

‫ومساعدتو عمى اختيار ما يقرأه أو يشاىده أو يسمعو مف ىذا الكـ اليائؿ مف‬

‫اإلنتاج األدبي والفني والعممي الذي يتدفؽ كؿ يوـ سواء عمى المستوى‬

‫المحمي أو الدولي"‬

‫‪59‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫فيو يقوـ عمى شرح وتفسير وتحميؿ ىذه األعماؿ وتقييميا شكال ومضمونا‬

‫عمى اختيار أفضميا ‪ ,‬وكذلؾ الكشؼ عف نتائج ىذه‬ ‫ومساعدة القارئ‬

‫األعماؿ عمى الجميور‪ ,‬والبد أف تجمع لغتو بيف موضوعية المغة العممية‬

‫ودقتيا‪ ,‬وجماؿ المغة األدبية وتذوقيا‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬الكاريكاتير ‪ :‬وىو أحد أشكاؿ الرسوـ الساخرة ويشكؿ مكونا ىاما مف‬

‫ويمثؿ قدرة عمى إعطاء تأثيرات جمالية و فكاىية‬ ‫مادة الرأي في الجريدة‪,‬‬

‫لألخبار والموضوعات التي تصاحبيا أو تعبر عنيا ومف أىـ وظائفو تقديـ‬

‫خدمة النقد ‪ ,‬والسخرية مف الجميور ‪ ,‬وتصوير الواقع والتعبير عف ىمومو ‪,‬‬

‫ويرتبط بظاىرتي الضحؾ والفكاىة ‪,‬ويقدر نجاح رساـ الكاريكاتير في قدرتو‬

‫عمى جعؿ الناس يفكروف في قضايا ميمة ‪ ,‬وينقسـ إلى نوعيف‪ :‬كاريكاتير‬

‫سياسي ‪ ,‬وكاريكاتير إنساني‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬رسائؿ القراء‪ :‬وىي الرسائؿ التي تتمقاىا الجريدة يوميا مف قرائيا بالبريد‬

‫أو باليد أو مف خالؿ الفاكسيميؿ (أو اإليميؿ) وتتضمف تعميقات أو شكاوى‬

‫أو مشكالت ‪ ,‬أو أخبار جديدة ‪ ,‬أو آراء ‪ ,‬وتنشر في ركف ثابت يحتؿ‬

‫‪61‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫عف رأي‬ ‫مساحة داخؿ صفحة الرأي أو خارجيا ‪ ,‬وىي أداة ميمة لمتعبير‬

‫الجميور‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬األشكال الصحفية الخاصة بالخدمات‪:‬‬

‫وىي مجموعة األشكاؿ الصحفية التي تعرض المواد الخاصة بالخدمات ‪,‬‬

‫وىي أشكاؿ مستحدثة تعتمد عمى التنويو في الموضوع الصحفي ‪ ,‬وىذه‬

‫األشكاؿ ىي‪:‬‬

‫ٔ‪-‬موضوع كيؼ تصنعيا المباشر ‪ ,‬ويقدـ لمقارئ كيؼ يصنع شيئا ما بمغة‬

‫بسيطة ‪ ,‬سيمة ‪ ,‬مباشرة سواء في العناويف أو المتف‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬موضوع لقد صنعوىا وأنت تستطيع ‪ ,‬ويعرض نشاطا لشخص أو‬

‫جماعة‪ ,‬مع اإليحاء لمقارئ بأنو يستطيع ممارسة ىذا النشاط وتطبيقو‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬قصة إخبارية مباشرة ‪ ,‬وتحتوي عمى معمومات تفيد القارئ ‪ ,‬وتقدـ لو‬

‫نصائح أو نماذج تصمح سموكاً مستقبميا ‪,‬وذلؾ بشكؿ مباشر‪.‬‬

‫ٗ‪ -‬الموضوع الصحفي ‪ ,‬ويركز عمى زاوية كيؼ تـ أداء ىذا الشيء تستطيع‬

‫أف تؤدي أشياء معينة في ظروؼ مشابية لمتي تـ خالليا أداء ىذا الشيء‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫٘‪ -‬القوائـ ‪:‬وتشمؿ قوائـ ترشد الناس إلى الذىاب ألماكف معينة كعروض‬

‫المسرح ‪ ,‬أو قوائـ تطرح أفكارىا أحداثا إخبارية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬األشكال الصحفية المتخصصة المجمعة ‪:‬‬

‫وىي األشكاؿ التي تعمؿ عمى تمبية رغبات الجميور الذي يعنى بمضاميف‬

‫معينة ‪ ,‬لذا خصصت الصحؼ أقساما متخصصة عمى صفحاتيا لتمبية‬

‫رغبات الجميور المتخصص مف القراء‪.‬‬

‫حيث تقوـ الصحافة المتخصصة عمى ركنيف أساسييف ىما " المادة الصحفية‬

‫المتخصصة والجميور المتخصص مف القراء ‪ ,‬وىذا النوع الثاني يقصد بو‬

‫الصحؼ التي تقدـ مادة متخصصة لجميور عاـ مف القراء ‪ ,‬كالصحيفة‬

‫الرياضية أو الصحيفة الفنية ‪ ,‬وتقدـ مادة صحفية متخصصة لجميور عاـ‬

‫غير متخصص"‪.‬‬

‫وتقدـ األشكاؿ الصحفية المتخصصة المجمعة مف خالؿ خمس دوائر‬

‫متداخمة ىي‪:‬‬

‫‪62‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫أ‪-‬الممحؽ‪ :‬والذي يضـ مجموعة مف األقساـ المتشابية أو المتقاربة في‬

‫المضموف ‪ ,‬أي مواد متخصصة ومنوعة مثؿ الممحؽ الرياضي‪ ,‬وممحؽ‬

‫الحوادث وغيرىا‪.‬‬

‫ب‪ -‬القسـ ‪ :‬والذي يضـ مجموعة مف الصفحات المتخصصة التي تعالج‬

‫مواد متشابية في تخصصيا أو أركانيا متخصصة أو أبواب متخصصة‪.‬‬

‫جػ‪ -‬الصفحة المتخصصة ‪ :‬والتي تعالج مواد متشابية في المضموف‬

‫‪,‬كاألدب والفف والرياضة‪.‬‬

‫د‪ -‬الركف الثابت المتخصص‪ :‬والذي يمثؿ جزءا أقؿ مف الصفحة ويعالج‬

‫مضمونا واحدا مستخدما أشكاال صحفية مختمفة‪.‬‬

‫ىػ‪ -‬الباب الثابت المتخصص ‪ :‬الذي يعالج مضمونا متخصصا مف خالؿ‬

‫أو عدة أشكاؿ صحفية مثؿ باب رسائؿ القراء ‪ ,‬أو‬ ‫شكؿ صحفي واحد‬

‫عمود أخبار رياضية لو عنواف ثابت‪.‬‬

‫وتتسـ الموضوعات التي تقدـ مف خالؿ تمؾ األقساـ المتخصصة باألسموب‬

‫التفسيري المصاحب بمواد مصورة مثيرة‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫سادسا ‪ :‬األشكال الصحفية الخاصة بالتسمية‪.‬‬

‫وميمتيا تسمية وامتاع القارئ ‪ ,‬ومساعدتو عمى مؿء أوقات فراغو ‪ ,‬وىذه‬

‫األشكاؿ ىي‪:‬‬

‫أ‪-‬الكممات المتقاطعة ‪.‬‬

‫ب‪ -‬األبراج وحظؾ اليوـ‪.‬‬

‫جػ‪ -‬المسابقات واأللغاز‪.‬‬

‫د‪ -‬األلعاب والقصص الكوميدية والتراجيدية المرسومة‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬األشكال الصحفية المصورة ‪:‬‬

‫وىي األشكاؿ التي تقدـ مجموعة المواد المصورة كالصور الفوتوغرافية‬

‫والرسوـ اليدوية بأنواعيا ‪ ,‬والتي تنبع أىميتيا مف جذب انتباه القارئ والتأثير‬

‫عمى سموكو ‪ ,‬إضافة إلى قدرتيا التعبيرية واحتوائيا عمى كثير مف المعاني‬

‫والمضاميف الفكرية والصحفية ‪ ,‬وقدرتيا عمى الشرح والتبسيط والوصؼ‬

‫لممضاميف المصاحبة ليا‪.‬‬

‫وتصنؼ ىذه األشكاؿ إلى نوعيف ىما ‪:‬‬

‫‪64‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫أ‪-‬الصور الفوتوغرافية مثؿ (الصور اإلخبارية ‪ ,‬صور الموضوعات ‪ ,‬الصور‬

‫الشخصية ‪ ,‬الصور الجمالية والتعبيرية) ‪ ,‬وقد تكوف صورا(مفردة‪ ,‬أو سمسمة‬

‫صور ‪ ,‬أو مشاىد متعاقبة)‬

‫ب‪ -‬الرسوـ اليدوية مثؿ الرسوـ الساخرة والرسوـ التعبيرية والرسوـ التوضيحية‬

‫كالجداوؿ والخرائط والرسوـ البيانية وغيرىا‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األشكال الصحفية اإلعالنية ‪:‬‬

‫وىي مجموعة األشكاؿ الصحفية التي تعرض المواد اإلعالنية ‪ ,‬ويشكؿ‬

‫اإلعالف نسبة كبيرة مف مساحة الصحيفة تصؿ إلى حوالي ٓ‪ %ٙ‬أو يشكؿ‬

‫حوالي ٓ‪ %ٚ‬مف دخميا ‪ ,‬ويقوـ بثالثة أدوار ميمة ‪( ,‬دور إعالمي بتوفير‬

‫معمومات عف السمع والخدمات ‪ ,‬ودور تمويمي بتوفير دخؿ يشارؾ في تمويؿ‬

‫الجريدة‪ ,‬ودور تسويقي يسيـ في زيادة الطمب عمى السمعة أو الخدمة المعمف‬

‫عنيا) وتأخذ المواد اإلعالنية في الجريدة عدة أشكاؿ ىي ‪:‬‬

‫ٔ‪-‬إعالف المساحة ‪ :‬والذي ينشر عمى ىيئة تصميـ محدد الشكؿ أو داخؿ‬

‫إطار أو برواز يميزه‪ ,‬ويضـ صو ار أو رسوما أو كمييما ‪ ,‬إلى جانب عنواف‬

‫رئيس وبعض العناويف الفرعية والمتف القميؿ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٕ‪ -‬اإلعالنات المبوبة ‪ :‬وتكوف في صفحات متخصصة وثابتة ‪ ,‬وفي أماكف‬

‫مخصصة ‪ ,‬وتحت عنواف ثابت‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬اإلعالف التحريري ‪ :‬ويتخذ مضمونا تحريريا كالخبر أو التحقيؽ ‪ ,‬أو‬

‫أو الصور أو الرسوـ وتحاط بإطار مميز ‪ ,‬وعادة ما‬ ‫الحديث أو المقاؿ‬

‫توضع إلى جانب المادة التحريرية لمتغمب عمى شؾ القراء بشأنيا‪.‬‬

‫ٗ‪ -‬قسـ اإلعالنات ‪ :‬ويتكوف مف صفحة أو اثنتيف أو أكثر بيا مضموف‬

‫إعالني معيف حوؿ دولة أو صناعة أو مؤسسة ويستخدـ كافة األشكاؿ‬

‫اإلعالنية في إطار الحمالت اإلعالنية الكبرى‪.‬‬

‫٘‪ -‬الممحؽ اإلعالني ‪ :‬ويضـ عددا مف الصفحات التي تعالج موضوعا‬

‫إعالنيا ممي از ‪ ,‬ويستخدـ كافة األشكاؿ اإلعالنية ‪ ,‬وعادة ما يكوف معدا‬

‫لمتوزيع المجاني مع الجريدة‪.‬‬

‫ومجموعة األشكاؿ الصحفية السابؽ ذكرىا تؤدي كؿ منيا وظيفة صحفية‬

‫ميمة مف وظائؼ الصحيفة ‪ ,‬كاإلخبار والتفسير واالستقصاء والتسمية والترفيو‬

‫واإلعالف وغيرىا ‪ ,‬وىي تشكؿ في مجمميا مضموف المادة الصحفية ‪ ,‬أو‬

‫القوالب الصحفية ‪ ,‬والتي يطمؽ عمييا (التحرير الصحفي)‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وىذا المضموف الصحفي الذي تحممو المادة التحريرية بعد كتابتو وتحريره‬

‫يحتاج إلى عرض في شكؿ مناسب ‪ ,‬يجذب قارئ الصحيفة إليو ‪.‬‬

‫وىذه الخطوة األخيرة يطمؽ عمييا (اإلخراج الصحفي ) ‪ ,‬والتي بيا يكتمؿ‬

‫الشكؿ الصحفي لممادة التحريرية‪.‬‬

‫حيث يعتبر اإلخراج الصحفي مف أىـ خطوات إصدار الصحيفة ‪ ,‬وىي‬

‫الخطوة المتصمة بالمظير الخارجي لممطبوعة الصحفية وشكميا الفني ‪ ,‬أي‬

‫تمؾ الجوانب المرتبطة بالمضموف والمؤثرة فيو والمعبرة عنو‪.‬‬

‫ويعني أيضا " تحويؿ المادة المكتوبة إلى مادة مقروءة ويأتي ذلؾ بترتيب‬

‫وضع المادة الصحفية وتوزيعيا عمى الصفحات ‪ ,‬وكذلؾ داخؿ الصفحة‬

‫الواحدة بصورة تحقؽ اليدؼ األوؿ مف اإلخراج وىو جعؿ المادة الصحفية‬

‫مادة مقروءة ومعبرة"‬

‫وىو فف "يعني بجانبيف ميميف في شكؿ الصحيفة أوليا ما يتضمف جسـ‬

‫الصحيفة مف عناصر كالحروؼ والصور والفواصؿ وغيرىا مف حيث‬

‫تصميميا واختيار أحجاميا وأثقاليا ‪ ,‬وثانييا يتصؿ بتحريؾ ىذه العناصر‬

‫عمى الصفحة وتوزيعيا توزيعا محددا يحقؽ وظائؼ فنية ومحددة"‬

‫‪67‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫والجانب األوؿ الذي يتضمف عممية التصميـ األساسي " ىو الذي يعطي‬

‫لمجريدة ىوية مميزة عف باقي الجرائد المنافسة فيو المظير العاـ لمجريدة"‪.‬‬

‫أما الجانب الثاني فيتضمف عممية " تجييز ىذه الصفحات ‪ ,‬وتوزيع المادة‬

‫الصحفية عمييا شاممة العناويف والصور والرسوـ والمتف التحريري‪,‬‬

‫واإلعالني‪ ,‬كما يتضمف تحديد موقع كؿ مف ىذه العناصر التيبوغرافية‬

‫المختمفة والتي تشمؿ عناصر بعضيا ثابت وبعضيا متغير وىي(الترويسة‪,‬‬

‫واألذنيف ‪ ,‬عناويف األبواب ‪ ,‬واألركاف والصفحات واألجزاء الثابتة‬

‫المتخصصة ورسوماتيا المميزة‪ ,‬واإلشارات ‪ ,‬والفيارس‪ ,‬والبواقي ‪ ,‬وكالـ‬

‫الصور ‪ ,‬والعناويف بأنواعيا ‪ ,‬والمتف والصور‪ ,‬والرسوـ اليدوية بأنواعيا ‪,‬‬

‫والجداوؿ واإلطارات ‪ ,‬والفراغ ‪ ,‬والموف)‬

‫‪ -‬ولإلخراج الصحفي أربعة أغراض واضحة ىي ما يمي‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬تيسير قراءة مادة الصحيفة عمى القارئ بحيث يستوعبيا في أقصر وقت‬

‫ممكف‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٕ‪ -‬عرض األنباء مقومة بحسب أىميتيا ‪ ,‬فالقارئ يتوقع إبراز الموضوعات‬

‫الميمة ‪ ,‬سواء مف حيث مكاف عرضيا عمى الصفحة أو الوحدات التيبوغرافية‬

‫المستخدمة فييا‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬العمؿ عمى أف تبدو الصحيفة جذابة مشوقة ترتاح العيف إلى شكميا ‪,‬‬

‫ويرضي الذىف عما فييا مف تنويع وتمويف‪.‬‬

‫ٗ‪ -‬عقد صمة تعارؼ بيف الصحيفة والقارئ بحيث يستطيع أف يميزىا مف‬

‫غيرىا في يسر ‪ ,‬ويسعى إلييا في رغبة‪.‬‬

‫ويقوـ بعممية اإلخراج الصحفي ‪ ,‬أو تصميـ الصحيفة وتجييزىا تحت إشراؼ‬

‫رئيس التحرير أو أحد مساعديو ‪ ,‬محرر مسئوؿ قد يسمى محرر اإلخراج ‪,‬‬

‫أو محرر التوضيب ‪ ,‬أو المدير الفني ‪ ,‬أو المحرر الجرافيكي ‪ ,‬أو سكرتير‬

‫التحرير الفني ‪ ,‬في إطار سياسة إخراجية لمصحيفة متفؽ عمييا ‪ ,‬يستعاف في‬

‫تنفيذىا بدليؿ طباعي يحدد إمكانات الدار الطباعية وأنماط توظيؼ العناصر‬

‫التيبوغرافية‪.‬‬

‫وتجرى عممية اإلخراج ىذه وفقا لمفاىيـ أو تصورات حوؿ الشكؿ األمثؿ‬

‫لمصفحة الذي يتوافؽ مع عادات القارئ واىتماماتو وحركة عينو‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫التحرير الصحفي االلكتروني‬

‫مقدمة‬

‫قد ال يختمؼ اثناف عمى أف الصحافة اإللكترونية فرضت وجودىا عمى‬

‫الساحة اإلعالمية العربية بؿ وأصبحت مصد ار رئيسيا لممعمومات واألخبار‬

‫بال منافس‪ ,‬والمثير أف ىذه الوسيمة لـ يكف ليا وجود قبؿ عقديف مف الزماف‪,‬‬

‫ولكنيا استطاعت أف تحقؽ نمو مطردا عمى الساحة وتجتذب شرائح متنوعة‬

‫مف الجميور‪ ,‬الذي ارتبط بيا مباشرة وذلؾ بعدما تحوؿ المستخدـ العادي إلى‬

‫صانع ومحرؾ ليذا التقدـ‪ ,‬وألوؿ مرة يستطيع القارئ التأثير في الوسيمة‬

‫اإلعالمية والتأثر بيا في ذات الوقت‪ ,‬لتقمب نظريات اإلعالـ التقميدية رأسا‬

‫عمى عقب عندما يتحوؿ المرسؿ إلى متمقي والعكس‪ ,‬وفي وقت قصير أصبح‬

‫لمصحافة اإللكترونية أىمية بالغة في الحياة السياسية واالجتماعية‬

‫واالقتصادية وفي شتى نواحي الحياة‪.‬‬

‫وبسرعة التكنولوجيا الحديثة‪ ,‬استطاعت الصحافة اإللكترونية أف تعبر‬

‫بالمعمومة القارات والمحيطات والحدود ليتحوؿ العالـ إلى “كمبيوتر صغير”‪,‬‬

‫وليس إلى “قرية صغيرة” كما تقوؿ العبارة اإلعالمية الشييرة‪ ,‬وأصبح ىذا‬

‫‪71‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫الكياف السحري بمقدوره أف يشكؿ ويغير ويؤثر في الرأي العاـ العالمي‪ ,‬وحوؿ‬

‫القضايا المحمية إلى قضايا دولية‪ ,‬ونقؿ الفكر والمعمومة والحدث والصورة في‬

‫نفس ذات المحظة‪ .‬وساىمت الصحافة اإللكترونية في وضع معايير جديدة‬

‫لممارسة مينة الصحافة‪ ,‬وخمقت مساحات واسعة مف الحريات بشكؿ غير‬

‫مسبوؽ‪ ,‬بعدما تخطت فكرة المحمية واتجيت بسيولة إلى العالمية‪ ,‬ليصبح‬

‫المشيد اإلعالمي أكثر انفتاحاً‪ ,‬ويصبح بمقدور اإلعالمي إيصاؿ صوتو‬

‫لجميور غير محدود مف القراء في شتى بقاع األرض‪.‬‬

‫وكانت الصحافة العربية حتى العاـ ٕٓٓٓ قاصرة في استخداـ أساليب‬

‫وتكنولوجيات ومميزات النشر االلكتروني ولـ يتبمور إدراؾ كامؿ لطبيعة‬

‫الصحيفة االلكترونية وأنيا في الحقيقة تمثؿ بداية مشروع في أطواره األولى‬

‫‪ ,To go online‬كما أف ذىنية النشر الورقي مازالت ىي السائدة في معظـ‬

‫ىذه الصحؼ وأف غالبية ىذه الصحؼ ال يتـ تحديثيا عمى مدار الساعة بؿ‬

‫ىي نسخة كربونية لمصحيفة الورقية‪ ,‬وتفتقر معظـ الصحؼ االلكترونية‬

‫العربية إلى خدمة البحث عف المعمومات وال يوجد في الكثير منيا أرشيؼ‬

‫لممواد التي سبؽ نشرىا” ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫بدايات الصحافة العربية االلكترونية‬

‫توافرت الصحيفة اليومية العربية لممرة األولى عبر شبكة انترنت في ‪ ٜ‬أيموؿ‬

‫(سبتمبر) ٘‪ .ٜٜٔ‬ونشرت صحيفة الشرؽ األوسط في عددىا الصادر في ‪ٙ‬‬

‫أيموؿ مف ذلؾ العاـ‪ ,‬خب اًر عمى صفحتيا األولى أعمنت فيو انو بدءاً مف ‪ٜ‬‬

‫أيموؿ ٘‪ ٜٜٔ‬ستكوف موادىا الصحافية اليومية متوافرة إلكترونياً لمقراء عمى‬

‫شكؿ صور عبر شبكة انترنت‪ .‬الصحيفة العربية الثانية التي توافرت عمى‬

‫انترنت كانت صحيفة النيار البيروتية التي أصدرت طبعة إلكترونية يومية‬

‫خاصة بالشبكة بدءاً مف األوؿ مف كانوف الثاني – يناير – عاـ ‪ .ٜٜٔٙ‬ثـ‬

‫تمتيا الحياة في األوؿ مف حزيراف مف العاـ نفسو والسفير المبنانية في نياية‬

‫العاـ أيضا‪.‬‬

‫ىذه الصحؼ تعتمد في بثيا لممادة الصحافية عمى تقنيات عدة متفاوتة‬

‫ومختمفة ولكف أياً مف ىذه التقنيات المستخدمة لـ يرتؽ بالصحافة العربية إلى‬

‫مستوى الصحيفة اإللكترونية المتكاممة‪.‬‬

‫ومف خالؿ عرضنا ليذا التأريخ‪ ,‬يمكننا القوؿ أف الصحؼ العربية القديمة‬

‫المتوافرة عمى إنترنت ال تتوافر فييا شروط الصحيفة اإللكترونية‪ .‬ولكف ىي‬

‫‪72‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫في مجمميا عبارة عف توأـ لمصحؼ المطبوعة‪ .‬لذلؾ فيي صحؼ عربية‬

‫متوافرة الكترونياً وليست صحفاً إلكترونية فالصحيفة اإللكترونية أداة إعالمية‬

‫مختمفة عف الصحيفة المطبوعة وتجمع مزايا العديد مف وسائؿ اإلعالـ‬

‫الحديثة غير الموجودة في الصحيفة المطبوعة مف ىذه المزايا نذكر التفاعمية‬

‫والتحديث المتواصؿ لممعمومات وامكانية البحث واالسترجاع والتخزيف عمى‬

‫وسائؿ إلكترونية مختمفة إضافة إلى الربط اإللكتروني بيف المواد المتعمقة‬

‫ببعضيا‪.‬‬

‫تطور الصحافة االلكترونية العربية‬

‫نسبيا‪ ,‬يجد أنيا جاءت‬


‫إف المتتبع لتاريخ الصحافة االلكترونية العربية القصير ً‬

‫في البداية كنقؿ لمحتوى الصحافة الورقية إلى شبكة اإلنترنت‪ ,‬وىكذا سنجد‬

‫أف بدايات تواجد ىذه الصحافة عمى اإلنترنت‪ ,‬كانت عبارة عف مواقع‬

‫لمصحؼ الورقية ذاتيا‪ ,‬وكانت ىذه الصحؼ تنشر جزًءا مف محتواىا الورقي‬

‫عمى موقعيا اإللكتروني‪ ,‬وظمت ىذه المواقع ميممة لفترة طويمة‪ ,‬ولـ تكف ىذه‬

‫الصحؼ تنظر بجدية إلى مواقعيا‪ .‬ولـ يكف ىناؾ وعي لخصائص النشر‬

‫اإللكتروني عمى أنو ذو طبيعة مغايرة لمنشر الورقي‪ ,‬لذلؾ كانت ىذه‬

‫‪73‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫الصحافة تشكؿ نافذة لجزء مف محتوى الصحيفة الورقي لمف يصعب عميو‬

‫الحصوؿ عمى ” الطبعة ” الورقية‪ .‬وحينما بدأت الصحافة تيتـ بمواقعيا‬

‫منصبا عمى إتاحة المحتوى الورقي ذاتو والحفاظ‬


‫ً‬ ‫االلكترونية فإف التطور كاف‬

‫عمى شكمو في الصحيفة‪ ,‬ومف ىنا ولدت نسخ الػ ‪ pdf‬لمصحيفة ذاتيا‪ ,‬تمؾ‬

‫النسخ التي أتاحت توفير الصحيفة بشكميا واخراجيا الورقي عمى موقع‬

‫الصحيفة‪.‬‬

‫إال أف والدة وسائؿ نشر أخرى عبر شبكة اإلنترنت (مجموعات بريدية‪,‬‬

‫منتديات ) وتخففيا مف الرسمية التي حكمت مواقع الصحؼ‪ ,‬وكذلؾ فتح باب‬

‫التفاعؿ عمى أوسع أبوابو‪ ,‬واتاحتيا إلمكانية أف يكوف كؿ مشارؾ ناشر‪ ,‬ولّ َد‬

‫خصائص نشرية ليذه الوسائؿ‪ ,‬وكذلؾ ولد معيا قارئ جديد قد ال يكوف قارًئا‬

‫لمصحافة الورقية بالضرورة‪ .‬ىذا القارئ االلكتروني ولد ضمف سياقات‬

‫إلكترونيا أف‬
‫ً‬ ‫وشروط قرائية مختمفة‪ ,‬لـ تستطع الصحافة الورقية المتواجدة‬

‫تممسيا في البداية‪ ,‬إال أف والدة المواقع اإللكترونية لموسائؿ اإلعالمية األخرى‬

‫(القنوات الفضائية اإلخبارية بشكؿ خاص) والذي كاف شبو مستقؿ عف وسيمة‬

‫مقصور عمى جزء‬


‫ًا‬ ‫اإلعالـ نفسيا‪ ,‬وتنوع محتواه بحيث لـ يعد ما ينشر فيو‬

‫‪74‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫كبير مف‬
‫قدر ًا‬
‫مما تبثو وسيمة اإلعالـ‪ ,‬بؿ إف محتوى الموقع كاف يحمؿ ًا‬

‫المواد اإلعالمية التي ال تبثيا وسيمة اإلعالـ نتيجة تحكـ وقت البث‪ .‬فجاءت‬

‫ىذه المواقع لتشكؿ حالً ليذا العامؿ الذي ال يمكف تجاوزه‪ ,‬وبالتالي أصبح‬

‫الموقع أوسع مف وسيمة اإلعالـ األـ‪ .‬كؿ ىذا أجبر الصحافة عمى التعامؿ‬

‫بجدية أكبر مع ” طبعتيا ” اإللكترونية‪ ,‬التي لـ يكف ليا حتى كادر مستقؿ‬

‫عف طبعتيا الورقية‪ ,‬وكاف التقنيوف ىـ المسئوليف عف الموقع اإللكتروني‬

‫لمصحيفة‪.‬‬

‫في ىذا السياؽ‪ ,‬ولدت جريدة “إيالؼ” وانطمقت في ٕٔ أيار (مايو) مف العاـ‬

‫ٕٔٓٓ لتعمف عف نفسيا كأوؿ جريدة إلكترونية عربية‪ ,‬ليست مدعومة بوسيمة‬

‫إعالـ سابقة ليا مثؿ الصحؼ الورقية والقنوات الفضائية‪.‬‬

‫الصحافة االلكترونية العربية في العصر الحالي‬

‫في العالـ العربي كشفت دراسة عممية عربية متخصصة أف الصحافة‬

‫اإللكترونية ال تتماثؿ مع النمو اليائؿ لممنشورات اإللكترونية عالميا‪,‬‬

‫وخصوصاً في ما يتعمؽ بتناسب ىذه األرقاـ مع أعداد الصحؼ العربية وعدد‬

‫سكاف الوطف العربي‪ .‬وأشارت الدراسة إلى تواضع نسبة عدد مستخدمي‬

‫‪75‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫اإلنترنت العرب قياسا إلى العدد اإلجمالي لمسكاف في الوطف العربي‪ ,‬لوجود‬

‫ضعؼ في البنية األساسية لشبكات االتصاالت‪ ,‬إضافة إلى بعض العوائؽ‬

‫االجتماعية والثقافية واالقتصادية وربما السياسية‪ ,‬مما أدى إلى تأخر في‬

‫االستفادة مف خدمات شبكة اإلنترنت‪ ,‬وأثر بشكؿ رئيسي عمى سوؽ الصحافة‬

‫اإللكترونية‪ .‬وتعتبر صحيفة “الشرؽ األوسط” أوؿ صحيفة عربية ظيرت عمى‬

‫االنترنت وذلؾ في كانوف األوؿ ٘‪ ٜٜٔ‬في حيف تعتبر صحيفة “الجزيرة” أوؿ‬

‫صحيفة سعودية تطمؽ نسختيا االلكترونية عمى االنترنت وذلؾ في نيساف‬

‫‪.ٜٜٔٚ‬‬

‫أنواع الصحف االلكترونية‬

‫ىناؾ نوعاف مف الصحؼ عمى شبكة األنترنت منيا‪:‬‬

‫ٔػ الصحؼ اإللكترونية الكاممة ‪ On-Line Newspaper‬وىي صحؼ‬

‫قائمة بذاتيا واف كانت تحمؿ اسـ الصحيفة الورقية‪ .‬ويمتاز ىذا النوع مف‬

‫الصحؼ االلكترونية أنو ‪:‬‬

‫‪ -‬يقدـ نفس الخدمات اإلعالمية والصحفية التي تقدميا الصحيفة الورقية مف‬

‫أخبار وتقارير وأحداث وصور وغيرىا‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ -‬يقدـ خدمات صحفية واعالمية إضافية ال تستطيع الصحيفة الورقية‬

‫تقديميا‪ ,‬وتتيحيا الطبيعة الخاصة بشبكة األنترنت وتكنولوجيا النص الفائؽ‬

‫‪ Hypertext‬مثؿ خدمات البحث داخؿ الصحيفة أو في شبكة الويب‬

‫باإلضافة إلى خدمات الربط بالمواقع األخرى وخدمات الرد الفوري واالرشيؼ‪.‬‬

‫‪ -‬تقديـ خدمات الوسائط المتعددة ‪ Multimedia‬النصية والصوتية‪.‬‬

‫ٕ ػ النسخ االلكترونية مف الصحؼ الورقية ونعني بيا مواقع الصحؼ الورقية‬

‫عمى الشبكة والتي تقصر خدماتيا عمى تقديـ كؿ أو بعض مضموف‬

‫الصحيفة الورقية مع بعض الخدمات المتصمة بالصحيفة الورقية مثؿ خدمة‬

‫االشتراؾ في الصحيفة الورقية وخدمة تقديـ االعالنات والربط بالمواقع‬

‫األخرى‪.‬‬

‫ويقسـ بعض الباحثيف الصحؼ اإللكترونية تبعا "لمدى استقالليتيا أو تبعيتيا‬

‫لمؤسسات إعالمية قائمة" والتي أسماىا (المواقع اإلعالمية التكميمية) إلى ‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬النشر الصحفي الموازي‪ :‬وفيو يكوف النشر اإللكتروني موازيا لمنشر‬

‫المطبوع بحيث تكوف الصحيفة اإللكترونية عبارة عف نسخة كاممة مف‬

‫الصحيفة المطبوعة باستثناء المواد اإلعالنية‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٕ‪ .‬النشر الصحفي الجزئي‪ :‬وفيو تقوـ الصحؼ المطبوعة بنشر أجزاء مف‬

‫موادىا الصحفية عبر الشبكة اإللكترونية ويعمد إلى ىذا النوع بعض الناشريف‬

‫بيدؼ ترويج النسخ المطبوعة مف إصداراتيـ‪.‬‬

‫ويتصؿ بيذيف النوعيف مف الصحؼ المواقع اإلخبارية التي تممكيا المؤسسات‬

‫اإلعالمية اإلذاعية والتمفزيونية كالفضائيات اإلخبارية "العربية" و"الجزيرة"‬

‫والػ”‪ ”BBC‬والػ”‪ ..”CNN‬ونحوىا‪.‬‬

‫وتتسـ مثؿ ىذه المواقع عادة بعدد مف المواصفات منيا الترويج لممؤسسة‬

‫اإلعالمية التي تتكامؿ معيا وتدعـ دورىا ورسالتيا‪ ,‬واعادة إنتاج المحتوى‬

‫الذي تقدمو المؤسسة األـ بشكؿ آخر لتحقيؽ الغاية المنشودة مف الرسالة‪.‬‬

‫وغالبا فإف “ىذا الشكؿ مف الصحؼ ال ينتج أو ينشر مادة إعالمية أو‬

‫صحفية غير منتجة في مؤسساتيا األصمية إال في نطاؽ ضيؽ وغير رئيسي‬

‫ٖ‪ .‬النشر الصحفي اإللكتروني الخاص‪ :‬وفي ىذا النوع ال يكوف لممادة‬

‫الصحفية المنشورة اإللكترونية أصؿ مطبوع‪ ,‬حيث تظير الصحيفة بشكؿ‬

‫مباشر مف خالؿ النشر عبر اإلنترنت فقط‪ ,‬وىو ما يصدؽ عمى الصحؼ‬

‫‪78‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫اإللكترونية التي تصدر مستقمة عمى الشبكة في إدارتيا‪ ,‬وطرؽ تنفيذىا‪,‬‬

‫ومثاؿ ذلؾ ‪ :‬صحؼ إيالؼ‪ ,‬الجريدة وغيرىا"‪.‬‬

‫الصحفية اإللكترونية ىل تمغي نظيرتيا الورقية‬

‫عندما تظير وسيمة إعالمية جديدة يقوـ روادىا عادة بتقميد النمط الشائع في‬

‫وسائؿ اإلعالـ التي سبقتيـ قبؿ أف يقوموا بتطوير أنماطيـ الخاصة التي‬

‫يستغموف فييا القدرات الجديدة التي تضيفيا ليـ الوسيمة اإلعالمية الجديدة‪.‬‬

‫حدث ىذا عندما ظير التمفزيوف‪ ,‬فقد كانت أخباره في البداية تقميدا ألخبار‬

‫الراديو الذي كاف الوسيمة اإلعالمية السابقة لو‪ ,‬ولـ يكف ىناؾ فرؽ بيف أف‬

‫تستمع إلى األخبار في الراديو أو التمفزيوف سوى في أنؾ ترى المذيع وىو يق أر‬

‫وبعد فترة بدأ رواد العمؿ التمفزيوني تدريجيا في االلتفات إلى أىمية تفعيؿ‬

‫وتطوير اإلمكانات الفريدة والمميزة لمتمفزيوف كوسيمة إعالـ‪ ,‬فبدأ استخداـ‬

‫الصورة عمى نطاؽ واسع لتوصيؿ المعمومة ونقؿ المشاىد إلى جو الحدث‪,‬‬

‫وتـ تطوير تحرير الخبر ليناسب الكتابة لمصورة المتحركة‪.‬‬

‫نفس األمر حدث مع الصحافة اإللكترونية والسيما في العالـ العربي‪ ,‬فقد‬

‫كانت بواكيرىا األولى مجرد نسخ إلكترونية مف الصحؼ الورقية‪ ,‬فيي تنشر‬

‫‪79‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫في نفس وقت نشر الصحيفة الورقية‪ ,‬وتحرر بنفس صياغتيا‪ ,‬وتتحكـ فييا‬

‫نفس السياسة التحريرية‪ ,‬وتيدؼ في األغمب إلى مخاطبة ذات الجميور‪ .‬و‬

‫"مع مرور سنوات قميمة تطورت الصحافة اإللكترونية فأصبح ليا دورية‬

‫صدور مختمفة في األغمب عف الصحؼ الورقية‪ ,‬وطورت جميورىا الخاص‬

‫الذي يحمؿ بالضرورة أجندة مختمفة‪ ,‬وطورت سياستيا التحريرية تبعا لتغير‬

‫الجميور وطبيعتو وعاداتو‪ ,‬وطورت تقنياتيا الخاصة مستفيدة مف إمكانات‬

‫الكمبيوتر وشبكة اإلنترنت التي تجمع بيف مميزات الصحيفة والراديو والكتاب‬

‫والتمفزيوف المحمي والفضائيات"‪.‬‬

‫وصارت الصحافة اإللكترونية بذلؾ تستخدـ كؿ تقنيات وسائؿ اإلعالـ‬

‫السابقة بشكؿ متكامؿ‪ ,‬وأضافت إلى ذلؾ كمو ميزة “التفاعمية” التي تجعؿ‬

‫القارئ شريكا إيجابيا في العممية اإلعالمية إذ يمكنو دائما أف يعمؽ مباشرة‬

‫عمى ما يق أر “ليتحوؿ اإلعالـ بحؽ إلى إعالـ ذي اتجاىيف (فالصحفي يعمـ‬

‫القارئ بالمعمومة وىو يعممو برأيو)”‪ ,‬كما بدأت بعض الصحؼ األجنبية‬

‫الشييرة تجربة جديدة تتيح لمقارئ أف” يعيد تحرير الخبر عمى طريقتو وينشره‬

‫عبر صفحات موقعيا اإللكتروني ليق أر الجميور ذات الخبر بأكثر مف‬

‫‪81‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫صيغة”‪ .‬ورغـ العمر القصير لمصحافة اإللكترونية مقارنة بالصحافة التقميدية‬

‫إال أف ىذا العمر القصير شيد الكثير مف الدراسات العممية والمالحظات التي‬

‫أبرزت سمات متعددة مرتبطة بيذا النوع مف الصحافة‪,‬‬

‫ويقوؿ الدكتور محمود عمـ الديف‪ ":‬إف الصحافة اإللكترونية تمتمؾ مجموعة‬

‫مف المميزات يأتي في مقدمتيا التغطية الخبرية لألحداث‪ ,‬واجراء المقابالت‬

‫مع الشخصيات ذات الصمة بيا‪ .‬بجانب التغطية اآلنية لألحداث بالصوت‬

‫والصورة مف موقع الحدث‪ ,‬وىناؾ مميزات أخرى غير موجودة بالصحافة‬

‫الورقية مثؿ سرعة تحديث األخبار‪ ,‬وغرؼ الدردشة‪ ,‬وساحات الحوار‬

‫والمنتديات"‪.‬‬

‫سمات الصحافة االلكترونية‬

‫ٔ‪ -‬النقؿ الفوري لألخبار ومتابعة التطورات التي تط أر عمييا مع قابمية تعديؿ‬

‫النصوص في أي وقت‪ ,‬مما جعميا تنافس الوسائؿ اإلعالمية األخرى‬

‫كاإلذاعة والتمفزيوف بؿ أف الصحؼ االلكترونية باتت” تنافس ىاتيف الوسيمتيف‬

‫في عنصر الفورية الذي احتكرتو‪ ,‬وبدأت تسبؽ حتى القنوات الفضائية التي‬

‫‪81‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫تبث االخبار في مواعيد ثابتة‪ ,‬فيما يجري نشر بعض االخبار في الصحؼ‬

‫االلكترونية بعد أقؿ مف ٖٓ ثانية مف وقوع الحدث"‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬قدرة الصحؼ االلكترونية عمى اختراؽ الحدود والقارات والدوؿ دوف‬

‫رقابة أو موانع أو رسوـ‪ ,‬بؿ وبشكؿ فوري‪ ,‬ورخيص التكاليؼ‪ ,‬وذلؾ عبر‬

‫االنترنت‪ ,‬وبذلؾ فإف صحفاً ورقية مغمورة بات بمقدورىا أف تنافس مف خالؿ‬

‫نسختيا اإللكترونية صحفاً دولية كبيرة إذا تمكنت مف تقديـ أشكاؿ تقنية‬

‫متقدمة وميارات ارساؿ‪ ,‬ونوعية جيدة مف المضاميف وخدمات متميزة‪ .‬و ”إلف‬

‫االرساؿ عبر االنترنت سيعني بالضرورة منح الصحؼ االلكترونية صبغة‬

‫عالمية بغض النظر عف امكانياتيا والف المضاميف ىنا يجب أف تكوف‬

‫متوافقة مع ىذه الصبغة العالمية‪ ,‬فأف البعض بات يتساءؿ بجدية عما إذا‬

‫كاف يصح اطالؽ صفة (الصحيفة المحمية) عمى الصحؼ التقميدية التي‬

‫تصدر ليا طبعات الكترونية‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬التكاليؼ المالية لمبث االلكتروني لمصحؼ عبر شبكة االنترنت أقؿ بكثير‬

‫مما ىو مطموب إلصدار صحيفة ورقية‪ ,‬فيي ال تحتاج إلى توفير المباني‬

‫‪82‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫والمطابع والورؽ ومستمزمات الطباعة‪ ,‬ناىيؾ عف متطمبات التوزيع والتسويؽ‪,‬‬

‫والعدد الكبير مف الموظفيف والمحرريف والعماؿ‪.‬‬

‫ٗ‪ -‬لجوء معظـ الصحؼ اإللكترونية إلى التمويؿ مف خالؿ االعالنات‪ ,‬وقد‬

‫أصبح االعالف المتكرر عمى كؿ صفحة في الصحيفة االلكترونية المسمى‬

‫بإعالف اليافطة (‪ )Banner‬ىو مصدر الدخؿ الرئيس ليذه الصحؼ‪.‬‬

‫"وكشؼ المختصوف المشاركوف في مؤتمر (أيف ار الشرؽ األوسط) الثاني لمنشر‬

‫الصحفي الذي استضافتو مؤسسة اإلمارات لإلعالـ في أبوظبي‪ ,‬أف حصة‬

‫الصحؼ مف اإلعالنات عمى مستوى العالـ أكثر بأربعة أضعاؼ حصة‬

‫التمفزيوف واألنترنت"‪.‬‬

‫٘‪ -‬توفر تقنية الصحافة االلكترونية أمكانية الحصوؿ عمى احصاءات دقيقة‬

‫عف زوار مواقع الصحيفة االلكترونية‪ ,‬وتوفر لمصحيفة مؤشرات عف اعداد‬

‫قراءىا وبعض المعمومات عنيـ كما تمكنيا مف التواصؿ معيـ بشكؿ مستمر‪.‬‬

‫‪ -ٙ‬منحت تقنيات الصحافة االلكترونية عممية رجع الصدى (‪)Feed Back‬‬

‫أمكانيات حقيقية لـ تكف متوفرة مف قبؿ بوسائؿ االعالـ‪ ,‬وخصوصاً بالنسبة‬

‫لمصحافة‪ ,‬وبات الحديث ممكنا عف تفاعؿ بيف الصحؼ والقراء بعد أف ظمت‬

‫‪83‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫العالقة محدودة وىامشية طيمة عمر الصحافة الورقية‪ .‬ويمكف أف يجد‬

‫متصفح مواقع الصحؼ االلكترونية حقوؿ خاصة في شتى الصفحات تتضمف‬

‫الطمب مف القارئ أف يبدي رأياً حوؿ الموضوع المنشور أو يكتب تعميقاً عميو‬

‫وفي حالة قياـ المستخدـ بذلؾ سيظير تعميقو فو اًر عمى موقع الصحيفة حيث‬

‫يصبح بإمكاف المستخدميف في أي مكاف االطالع عميو‪ ,‬وتشمؿ ىذه‬

‫االمكانية بطبيعة الحاؿ رسائؿ القراء التي تنشر فورياً عمى صفحات الصحيفة‬

‫االلكترونية‪.‬‬

‫‪ -ٚ‬توفر الصحافة االلكترونية فرصة حفظ أرشيؼ الكتروني سيؿ االسترجاع‬

‫غزير المادة‪ ,‬حيث يستطيع الزائر أو المستخدـ أف ينقب عف تفاصيؿ حدث‬

‫ما أو يعود إلى مقاالت قديمة بسرعة قياسية بمجرد أف يذكر اسـ الموضوع‬

‫الذي يريد ليقوـ باحث الكتروني بتزويده خالؿ ثواني بقائمة تتضمف كؿ ما‬

‫نشر حوؿ ىػذا الموضوع في الموقع المعيف‪ ,‬في فترة معينة‪.‬‬

‫‪ -ٛ‬فرضت الصحافة االلكترونية واقعاً مينياً جديداً فيما يتعمؽ بالصحفييف‬

‫وامكانياتيـ وشروط عمميـ‪ ,‬فقد أصبح المطموب مف الصحفي المعاصر أف‬

‫يكوف ممماً باإلمكانيات التقنية وبشروط الكتابة لإلنترنت ولمصحافة‬

‫‪84‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫االلكترونية كوسيمة تجمع بيف نمط الصحافة ونمط التمفزيوف المرئي ونمط‬

‫الحاسوب‪ ,‬وأف يضع في اعتباره أيضاً عالمية ىذه الوسيمة وسعة انتشارىا‬

‫وما يرافؽ ذلؾ مف اعتبارات تتجاوز الميني إلى االخالقي في تحديد‬

‫المضاميف وطريقة عرضيا‪ .‬ويعتبر محمود سامي عطا اهلل اف الصحافة‬

‫اإللكترونية وسيمة مف وسائؿ اإلعالـ فيي وسيمة نشر كالصحافة المطبوعة‪,‬‬

‫والعالقة بينيما ىي عالقة" تكامؿ وليست صراع‪ ,‬فتاريخ ظيور الوسائؿ‬

‫اإلعالمية المختمفة ال يشيد بظيور وسيمة تمغي األخرى أو تقضي عمييا‬

‫ولكف توجد منافسة في أحياف أو تكامؿ في أحياف أخرى وتحاوؿ كؿ وسيمة‬

‫تطوير نفسيا فتستطيع القوؿ أف الصحافة اإللكترونية والورقية ال تطرد‬

‫إحداىما األخرى‪ ,‬ولكف يبقى المنافس الوحيد لمصحافة اإللكترونية ىو‬

‫التمفزيوف بمواده المختمفة"‪.‬‬

‫صفات وميام المحرر الصحفي في ظل التطور التكنولوجي‬

‫المحرر الصحفي في القرف الحالي مختمفاً إلى حد كبير مف نظيره في القرف‬

‫الماضي الذي كاف يحرر لوسيمة إعالمية واحدة ويفكر بطريقة واحدة‪ ,‬إذ‬

‫ستولي تحرير األصوؿ الصحفية وكتابة العناويف وتصميـ واخراج الصفحات‬

‫‪85‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫واعدادىا ألكثر مف وسيمة إعالمية في نفس الوقت‪ ,‬سيكوف عمى المحرر أف‬

‫يحرر نسخة مف الموضوع لمصحيفة الورقية‪ ,‬ثـ يعيد تكييفيا في صورة نسخة‬

‫الكترونية بإضافة لقطات الفيديو والمقاطع السمعية إلييا لتكوف جاىزة لإلذاعة‬

‫في شبكات التميفزيوف ومحطات الراديو‪ ,‬ثـ ينتج منيا نسخة رقمية أخرى‬

‫تصمح لمموقع االلكتروني‪ ,‬وىذا بالضبط ما يقوـ بو المحرروف حالياً في شبكة‬

‫‪ NBC‬التميفزيونية‪ ,‬وفي مجمة تايـ ‪ TIMO‬التي اندمجت مع شركة أمريكا‬

‫أوف اليف وشركة وارنر التميفزيونية والسينمائية‪ ,‬وفي صحيفة الحياة التي‬

‫دخمت في شراكة مع قناة ‪ LBC‬المبنانية‪.‬‬

‫وينتج أيضاً عف التحوؿ إلى نظاـ التحرير االلكتروني المعتمد عمى شبكات‬

‫محمية داخؿ الصحؼ تعديؿ العالقة بيف المحرريف بالصحيفة والكتاب مف‬

‫خارجيا مف ناحية ومراسمييا مف ناحية أخرى‪ ,‬حيث أصبح المحرروف اليوـ‬

‫يستخدموف األدوات التكنولوجية الحديثة في التعامؿ مع الكتاب ويطالبونيـ‬

‫باإللماـ بالطرؽ المختمفة لمتعامؿ مع ىذه التكنولوجيا الجديدة‪ ,‬فبعد أف كاف‬

‫الفاكس ىو األداة التكنولوجية األساسية التي يستخدميا الكتاب في إرساؿ‬

‫موادىـ المكتوبة إلى الصحيفة‪ ,‬أصبح ىؤالء الكتاب اليوـ مطالبيف باستخداـ‬

‫‪86‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ما تتيحو تكنولوجيا الحاسبات مف أدوات أنظمة الفاكس الممحقة بالحاسبات‬

‫في حالة الشبكات المحمية‪ ,‬واستخداـ أنظمة البريد االلكتروني في حالة‬

‫الشبكات المتسعة‪ ,‬وينطبؽ األمر عمى نفسو عمى مراسمي الصحيفة الذيف‬

‫يعمموف في مكاتبيا المحمية أو مكاتبيا بالعواصـ العالمية‪.‬‬

‫صالة التحرير الحديثة‪:‬‬

‫كانت صالة التحرير التقميدية قبؿ استخداـ أجيزة الكمبيوتر في تحرير‬

‫الصحؼ تأخذ شكؿ حدوة حصاف‪ ,‬حيث كاف يجمس كبير المحرريف أو رئيس‬

‫الديسؾ المركزي كما يسمى في الصحؼ العربية في منتصؼ المنحنى مف‬

‫الداخؿ وكاف يطمؽ عميو المحرر المركزي ‪ Solt Editors‬ويجمس المحرروف‬

‫خارج ىذا المنحنى ويطمؽ عمييـ محرري األطراؼ ‪ Rim editors‬وقد تغير‬

‫شكؿ صالة التحرير في الصحؼ نتيجة استخداـ الكمبيوتر في التحرير حيث‬

‫أصبحت تأخذ شكؿ المستطيؿ الذي يجمس حولو المحرروف وأماـ كؿ واحد‬

‫شاشة الكمبيوتر المتصمة بنظاـ التحرير المركزي في الصحيفة‪ ,‬وتتبع‬

‫الصحؼ أساليب مختمفة في توزيع المسئوليات عمى المحرريف في صالة‬

‫التحرير عمى النحو التالي‪:‬‬

‫‪87‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ -‬تميؿ الصحؼ الصغيرة والمتوسطة الحجـ إلى إسناد كؿ مياـ التحرير‬

‫(مواد كؿ أقساـ الصحيفة إلى قسـ التحرير المركزي باستخداـ نظاـ ربط‬

‫شبكي ألجيزة الحاسب الخاصة بالمحرريف لتسييؿ انتقاؿ المواد مف القسـ‬

‫المعني إلى صالة التحرير ومف المحرر إلى رئيس الديسؾ ثـ منو إلى‬

‫سكرتير التحرير الفني‪.‬‬

‫‪ -‬تميؿ الصحؼ األكبر إلى تخصيص وحدة تحرير لكؿ قسـ عمى حدة ثـ‬

‫تصب أعماؿ وحدات التحرير الفرعية في قسـ التحرير المركزي عبر شبكة‬

‫الحاسب اآللي إلجراء المراجعة والنيائية‪.‬‬

‫ويحدد حجـ الصحيفة وعدد المحرريف المتوفريف ليا أي األسموبيف يمكف‬

‫إتباعو‪ ,‬وحتى في حالة ثقؿ مياـ التحرير إلى األقساـ المتخصصة يجب أف‬

‫يكوف لدى الصحيفة ديسؾ مركزي يقوـ بمراجعة جميع مواد الصحيفة لمتحقؽ‬

‫مف التناغـ التحريري فييا‪.‬‬

‫والى جانب األسموبيف السابقيف اتجيت بعض الصحؼ في تسعينيات القرف‬

‫العشريف إلى استخداـ ما يسمى بفرؽ العمؿ في إعداد المواد الصحفية‬

‫وتحريرىا واخراجيا فنياً‪ ,‬ويضـ فريؽ العمؿ مجموعة صغيرة مف الصحفييف‬

‫‪88‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫مف جامعي المعمومات والمحرريف والمخرجيف الذيف يعمموف معاً لتوليد فكرة‬

‫الموضوع وجمع البيانات وتحريره واخراجو‪ ,‬ويتضمف فريؽ العمؿ في الغالب‬

‫رئيساً مف قسـ الديسؾ المركزي باإلضافة إلى محرر وصحفي أو أكثر مف‬

‫جامعي المعمومات ومصور ومخرج فني‪.‬‬

‫أسباب إدخال التكنولوجيا الحديثة في صناعة الصحف‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬مواجية االحتياجات الحالية والمستقبمية في مجاؿ االعالـ‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬مواكبة عصر ثورة المعمومات واالتصاالت‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬تطوير العممية اإلنتاجية لمصحؼ وغيرىا مف المطبوعات لتحقيؽ الفائدة‬

‫المثمى لصناعة الصحافة والطبع والنشر‪.‬‬

‫ٗ‪ .‬الموازنة االقتصادية بيف تكمفة اإلنتاج والعائد المحقؽ‪.‬‬

‫٘‪ .‬اعادة تخطيط المياـ والمسئوليات في الحقؿ الصحفي بما يناسب روح‬

‫العصر‪.‬‬

‫‪ .ٙ‬مواجية المنافسة بيف التمفاز والصحافة‪ ,‬فإذا األجيزة السمعية والبصرية‬

‫بدأت تغزو العالـ اإلعالمي ولكي ال تيزـ أماـ ىذا الغزو‪ .‬تمؾ الكممة‬

‫‪89‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫المطبوعة‪ ,‬ألنو بات عمينا أف ننتبو إلى استعماؿ التكنولوجيا لتحقيؽ الغرض‬

‫في الزمف‪.‬‬

‫وظائف تكنولوجيا االتصال الحديثة في المجال الصحفي‪ ,‬يمكن تقسيميا‬

‫كالتالي‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬وظيفة إنتاج وجمع المادة الصحفية الكترونياً ومف بيف وسائميا الكمبيوتر‬

‫وقواعد المعمومات‪ ,‬واالنترنت والتصوير االلكتروني والتصوير الرقمي‬

‫االلكتروني‪ ,‬واألقمار الصناعية‪ ,‬والماسحات الضوئية‪ ,‬واالتصاالت السمكية‬

‫والالسمكية‪ ,‬واأللياؼ البصرية‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬وظيفة معالجة المعمومات الصحفية رقمياً ومف بينيا الكمبيوتر والنشر‬

‫االلكتروني‪ ,Digital Darkroom ,‬وساء كانت تمؾ المعمومات مادة مكتوبة‬

‫أو مصورة أو مرسومة‪ ,‬فإف ىناؾ العديد مف البرامج التي تتعامؿ وتعالج مثؿ‬

‫ىذه المعمومات‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬وظيفة تخزيف المعمومات الصحفية واسترجاعيا‪ ,‬وتقوـ بنوؾ المعمومات‬

‫وشبكاتيا ومراكز المعمومات الصحفية باستخداـ األقراص المدمجة في توثيؽ‬

‫‪91‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫أرشيفاتيا ووثائقيا‪ ,‬وىي تساعد في البحث عف المعمومات واسترجاعيا بشكؿ‬

‫سريع ومالئـ‪.‬‬

‫ٗ‪ .‬وظيفة نقؿ ونشر وتوزيع المعمومات الصحفية مثؿ الفاكس‪ ,‬األقمار‬

‫الصناعية‪ ,‬والماسحات الضوئية‪ ,‬واالتصاالت السمكية والالسمكية‪ ,‬والشبكات‬

‫الرقمية‪ ,‬وشبكات األلياؼ‪ ,‬والكابؿ‪.‬‬

‫٘‪ .‬وظيفة عرض المواد الصحفية ومف بينيا أجيزة الكمبيوتر واألجيزة الرقمية‬

‫الشخصية‪.‬‬

‫‪ .ٙ‬وظيفة التحرير االلكتروني‪ ,‬وتتمثؿ في تنوع البرامج المساعدة في عممية‬

‫الكتابة والمعالجة والتحرير االليكتروني‪ ,‬وبرامج يخص األسموب واإلعراب‬

‫واإلمالء‪ ,‬بؿ وتوجد برامج لكتابة القصص اإلخبارية بشكؿ آلي باستخداـ‬

‫طرؽ التغذية االليكترونية لمبيانات ‪ ,E-data feeds‬وذلؾ في مجاالت‬

‫عديدة مثؿ االقتصاد والرياضة‪ ,‬وفي المواد الصحفية التي تتضمف‬

‫اإلحصائيات مثؿ أسعار األسيـ والحصص والعمالت‪ ,‬وىو ما جعؿ‬

‫الصحؼ تتخمص مف الصحفييف الذيف ال يجدوف استخداـ ىذه البرامج‪ ,‬حتى‬

‫قاؿ البعض أف الصحافة نفسيا يعاد كتابتيا ببرامج كمبيوتر جديدة‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ .ٚ‬وظيفة توضيب واخراج المادة الصحفية‪ ,‬وىناؾ ثورة كبيرة في مجاؿ‬

‫الرامج الخاصة بالتصميـ واإلخراج الصحفي ومعالجة الصور والجرافيكس‪.‬‬

‫تأثير وسائل االتصال الحديثة عمى الصحافة‬

‫لقد كاف لوسائؿ االتصاؿ الحديثة بالغ األثر عمى الصحافة‪ ,‬وبالرغـ مف‬

‫الحضور المميز لتمؾ الوسائؿ في الصحافة عموماً‪ ,‬إال أنيا برزت اآلثار‬

‫السمبية ليذه التقنيات عمى الصحافة‪ ,‬وال نغفؿ في نفس اإلطار اآلثار‬

‫اإليجابية التي طرأت عمى الصحافة في ظؿ التطور التكنولوجي‪ ,‬فكما ىناؾ‬

‫سمبيات‪ ,‬ىناؾ االيجابيات التي ساىمت في تطور العمؿ الصحفي كما‬

‫سيتضح فيما يمي‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬التأثير السمبي لوسائؿ االتصاؿ الحديثة عمى الصحافة‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬تراجع عنصر اإلبداع الفردي في العمؿ الصحفي بفعؿ تزايد االعتماد‬

‫عمى التقنية كوسيمة لتنفيذ الكثير مف المياـ‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬عدـ التميز بيف الصحفييف المتحرفيف وبيف الدخالء عمى المينة‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬تراجع دور الصحافة كحارس بوابة تقميدي وكمفسر لألحداث والمعمومات‪,‬‬

‫حيث تؤدي التقنيات الحديثة إلى ربط الجميور بالمصادر اإلخبارية األساسية‬

‫‪92‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وىو ما يزيد مف ناحية أخرى دور القوى التجارية في تحديد توجيات المادة‬

‫الصحفية ومضامينيا‪.‬‬

‫ٗ‪ .‬التعارض بيف اإلبداعية الموروثة في عممية التصوير وبيف التدخالت‬

‫الرقمية في معالجة الصورة وامكانية استغالليا بشكؿ غير أخالقي‪.‬‬

‫٘‪ .‬تضيؼ وسائؿ االتصاؿ الحديثة عمى كاىؿ الصحفي مسؤوليات جديدة‬

‫تتمثؿ في الفحص والتدقيؽ وحسف االختيار عمى إشكاليات التالعب والتحميؿ‬

‫والتحريؼ والمصادر غير الموثوؽ بيا‪.‬‬

‫‪ .ٙ‬استيالؾ وقت كبير في البحث عف المعمومات دوف معرفة وقت ومكاف‬

‫التوقؼ عف البحث‪.‬‬

‫‪ .ٚ‬عدـ إمكانية حصوؿ نسبة كبيرة مف الجميور عمى االبتكارات التكنولوجية‬

‫الحديثة وبالتالي عدـ إمكانية التواصؿ مع اآلخريف‪.‬‬

‫‪ .ٛ‬يفرض استخداـ وسائؿ االتصاؿ الحديثة لتقنيات متعددة لجمع األخبار‬

‫ومواجية أنواع جديدة مف مشكالت أخالقيات العمؿ الصحفي المفخخة‪,‬‬

‫فضال عف القضايا التقميدية المتعمقة بتوفر الدقة والعدالة والخصوصية‬

‫والصحة والموضوعية‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ثانياً‪ :‬التأثير االيجابي لوسائؿ االتصاؿ الحديثة عمى الصحافة‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬تطور العممية اإلنتاجية لمصحؼ وتحقيؽ الفائدة المثمى لصناعة الصحافة‬

‫والطباعة والنشر‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬تعتبر وسائؿ االتصاؿ الحديثة كوسيمة لمنشر الصحفي‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬االتصاؿ بالقراء وتعميؽ العالقة معيـ عبر الوسائؿ التفاعمية التي توفرىا‬

‫وسائؿ االتصاؿ الحديثة‪.‬‬

‫ٗ‪ .‬تعتبر وسائؿ االتصاؿ الحديثة مصدر ميـ مف مصادر األخبار‬

‫والمعمومات والعمـ والمعرفة‪ ,‬ومصد اًر أساسيا لألخبار العاجمة‪.‬‬

‫٘‪ .‬االتصاؿ المباشر مف قبؿ الجميور بالصحيفة ومحاورة الصحفييف‬

‫والدخوؿ في نقاش معيـ بمختمؼ الموضوعات واآلراء‪.‬‬

‫‪ .ٙ‬إرساؿ واستقباؿ المواد الصحفية مف والى الجريدة وتخطي حواجز‬

‫الجغرافية والزمنية‪.‬‬

‫‪ .ٚ‬تعتبر وسائؿ االتصاؿ الحديثة كأداة لتسويؽ الخدمات التي تقدميا‬

‫المؤسسة الصحفية‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ .ٛ‬الحصوؿ عمى كـ كبير مف المعمومات والبيانات واألرقاـ واإلحصائيات‬

‫المتوفرة عمى االنترنت باعتباره وسيمة مف وسائؿ االتصاؿ الحديثة‪.‬‬

‫‪ .ٜ‬االنضماـ إلى جماعات صحفية واخبارية مف خالؿ وسيمة االنترنت يتـ‬

‫تبادؿ الخبرات الصحفية فيما بينيا‪.‬‬

‫ٓٔ‪ .‬توفر وسائؿ االتصاؿ الحديثة خدمة االتصاؿ بالمصادر الصحفية‬

‫الكبرى مف منظمات وشخصيات دولية ومشاىير ومسئوليف‪.‬‬

‫ٔٔ‪ .‬إمكانية عقد االجتماعات التحريرية مع المراسميف والمندوبيف‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دور الحاسبات االلكترونية في تطور عمميات التحرير الصحفي‬

‫ينظر إلى الحاسبات اليوـ عمى أنيا تكنولوجيا العصر الذي تقؼ وراء العديد‬

‫مف التحوالت التي تقع فيو‪ ,‬وقد أحدث دخوؿ ىذا النمط مف التكنولوجيا إلى‬

‫مجاؿ العمؿ الصحفي عدة تحوالت‪ ,‬ارتبط بعضيا بالوسيمة الصحفية ذاتيا‬

‫والعمميات المتعمقة بإنتاجيا عمى المستوييف التحريري واإلخراجي‪ ,‬وارتبط‬

‫بعضيا اآلخر بالصحيفة المطبوعة ككؿ كوسيمة تنتمي إلى مجموعة وسائؿ‬

‫اإلعالـ التقميدية والتي تتعرض لمنافسة مف األنظمة االتصالية الجديدة‬

‫المرتكزة عمى الحاسبات‪ ,‬ويرجع استخداـ الحاسب اآللي في العمؿ الصحفي‬

‫‪95‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫إلى الستينيات مف ىذا القرف‪ ,‬وقد وظفت الحاسبات االلكترونية في كؿ‬

‫خطوات إنتاج الصحيفة أو مراحؿ النشر الصحفي بحيث شممت‪ :‬صؼ‬

‫الحروؼ لممادة التحريرية واإلعالمية‪ ,‬المراجعة والتصحيح‪ ,‬إخراج الصفحات‪,‬‬

‫التوضيب‪ ,‬التجييز‪ ,‬الطباعة‪.‬‬

‫وتطورت صناعة النشر المطبوع خالؿ عقدي السبعينيات والثمانينيات‬

‫تطورات تزيد في درجتيا وعمؽ تأثيراتيا عف التطورات التي حدثت في‬

‫صناعة النشر منذ اختراع الطباعة وحتى بداية السبعينيات‪ ,‬بحث مثمت بحؽ‬

‫الثورة االتصالية الثالثة في تاريخ البشرية عمى حد تعبير عالـ االتصاؿ‬

‫البريطاني الشيير انتوني سمث ‪ ,Anthony Smith‬فقد كانت الثورة األولى‬

‫في تاريخ االتصاؿ البشري ىي اختراع الكتابة‪ ,‬والثانية ىي اختراع الطباعة‪,‬‬

‫وجاءت تكنولوجيا المعمومات وبمحورىا األساسي وىو الحاسبات االلكترونية‬

‫لتحدث الثورة الثالثة في االتصاؿ‬

‫أوالً‪ :‬استخدامات الحاسب االلكتروني في صناعة الصحافة‪:‬‬

‫منذ أف أصبح الكمبيوتر عنص اًر أساسياً في جميع مناحي الحياة فإف‬

‫الصحافة كانت أوؿ مف أخذ بو‪ ,‬وكاف الصحافيوف ىـ مف أوائؿ الفئات التي‬

‫‪96‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫استفادت مف ميزاتو في األطر المختمفة التي تعمؿ مف خالليا صناعة‬

‫الصحافة ‪ ,‬حيث استخدـ في تطبيقات عديدة وذلؾ عمى النحو التالي‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬معالجة الكممات‪Word Processing :‬‬

‫لقد أمكف استخداـ الكمبيوتر في نظـ الكممات ألغراض الكتابة‪ ,‬وتحرير‬

‫النصوص في مكاتب العمؿ ‪ ,‬وتتيح معالجة الكممات طباعة أكثر تقدماً‬

‫وسرعة مف الطباعة باآللة الكاتبة ‪ ,Typewriter‬فحيف نطبع النصوص‬

‫باستخداـ "لوحة معالجة الكممات" نشاىد النص المطبوع عمى شاشة مراقبة‪,‬‬

‫ويتـ تخزيف ىذا النص في ذاكرة الحاسب االلكتروني‪ ,‬ومف الممكف إحداث‬

‫أية تعديالت عمى النص المطبوع بسيولة كبيرة مف خالؿ إعادة الطبع أو‬

‫تصحيح األخطاء قبؿ إصدار التعميمات لمحاسب بنقؿ النص المطبوع –‬

‫خالؿ الطابعة – عمى األوراؽ ‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬النشر المكتبي‪Desktop Publishing :‬‬

‫إف مصطمح النشر المكتبي ‪ DTP Desktop Publishing‬يشير‪ ,‬بصفة‬

‫أساسية‪ ,‬إلى تكنولوجيا الحاسب اآللي ‪ ,Computer Technology‬والتي‬

‫تسمح لمفرد المستخدـ بأف تصبح لديو ممفات تضـ النصوص واإلطارات‬

‫‪97‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫والصور والرسوـ في مستند واحد يتميز بجودة عالية‪ ,‬وقد عمؿ ىذا المدخؿ‬

‫الذي يتضمف فرداً واحداً‪ /‬مستنداً واحداً عمى تطوير صناعة الطباعة والنشر‬

‫بصورة غير مسبوقة‪ ,‬فيما يشبو الطفرة أو المستندات وطباعتيا‪ ,‬وىو األمر‬

‫الذي كاف يتكمؼ فيما مضى أمواالً طائمة تدفع لشركات الكرافيؾ‪ ,‬وتعد‬

‫األجزاء األساسية في نظاـ النشر المكتبي‪ :‬الحاسوب‪ ,‬وطابعة الميزر‪,‬‬

‫وبرنامج النشر المكتبي‪ .‬واليوـ‪ ,‬تتضمف أنظمة النشر المكتبي ذات التقنية‬

‫العالية جيا اًز لممسح الضوئي ‪ ,Scabber‬ومودـ ‪ Modem‬لتعديؿ‬

‫اإلشارات‪ ,‬وبرنامجاً لمفاكس ميمي ‪ Fax Software Program‬يسمح‬

‫بإرساؿ المستندات مف خالؿ طريقة الفاكسميمي عبر جياز المودـ‪ .‬كما‬

‫تتضمف األنظمة الحديثة‪ ,‬في الغالب نظاماً صوتياً ‪ Sound System‬يتيح‬

‫الوصوؿ إلى العديد مف مصادر المعمومات المسموعة ‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬تصميـ الرسوـ‪:‬‬

‫غيرت الحاسبات االلكترونية مف طريقة أداء الناس لمرسوـ التقنية‪ ,‬فمف خالؿ‬

‫استخداـ نظـ تصميـ الرسوـ ‪ CAD‬يتـ ابتكار الرسوـ وتخزينيا وتغييرىا‬

‫بشكؿ أسيؿ مف السابؽ‪ ,‬وتستخدـ ىذه الرسوـ في وسائؿ االتصاؿ مف خالؿ‬

‫‪98‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫عرض خرائط الطقس والرياح ورسـ الخرائط وتحديد المناطؽ الجغرافية وغيرىا‬

‫مف الرسوـ التي تستخدـ في األخبار‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬البريد االلكتروني ‪Electronic Mail‬‬

‫يمكف استخداـ الحاسب اإللكتروني في توزيع الرسائؿ بدالً مف استخداـ البريد‬

‫العادي‪ ,‬وأصبحت وسيمة البريد االلكتروني‪ ,‬ويتيح ىذا النظاـ توجيو رسائؿ‬

‫متعددة إلى أشخاص مختمفيف عبر مسافات بعيدة‪ ,‬أو توزيع نسخ مف نفس‬

‫الرسالة إلى أشخاص عديديف‪ ,‬وكذلؾ استقباؿ الرسائؿ مف جيات أخرى بعيدة‬

‫عبر صناديؽ البريد االلكتروني‪.‬‬

‫ٗ‪ .‬االتصاؿ المباشر بقواعد البيانات‪:‬‬

‫تشكؿ قواعد البيانات ذات الوصوؿ المباشر ‪ On-Line‬جزءاً ميماً مف برامج‬

‫تطبيقات الكمبيوتر ونقميا‪ ,‬حيث مف الممكف اليوـ‪ ,‬البحث في قواعد البيانات‬

‫االلكترونية بطريقة تفاعؿ تحاورية عف طريؽ منفذ ‪ Terminal‬لالتصاؿ‬

‫بالحاسب االلكتروني‪ ,‬وأحياناً يكوف ىذا المنفذ عمى مسافة آالؼ األمياؿ مف‬

‫الحاسب االلكتروني المركزي‪ ,‬ولالستفادة مف ىذا البرنامج‪ ,‬يجمس المستفيد‬

‫إلى منفذ متصؿ بالحاسب االلكتروني المركزي عف طريؽ خط ىاتفي عبر‬

‫‪99‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫شركة االتصاؿ عف بعد‪ ,‬وبإمكاف المستفيد (عمى الخط) مع برنامج استرجاع‬

‫المعمومات بالطريقة نفسيا التي يكوف فييا أي إنساف (عمى الخط) عندما‬

‫يتحدث مع إنساف آخر ىاتفياً‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬عمميات التحرير الصحفي‪:‬‬

‫إذا خصصنا الحديث عف الدور الذي تمعبو تكنولوجيا الحاسبات في مجاؿ‬

‫اإلنتاج اإلعالمي عمى الجانب الصحفي‪ ,‬فإننا يمكف أف نقوؿ أنيا أصبحت‬

‫تدخؿ في ىذه العممية اإلنتاجية بشتى مراحميا‪ ,‬بدءاً بعممية جمع المواد‬

‫الصحفية مف مصادرىا المختمفة‪ ,‬بعضيا داخمي وبعضيا خارجي‪ ,‬وتوصيميا‬

‫إلى مقر الصحيفة‪ ,‬ومعالجة المادة الصحفية التي تنطوي عمى عمميات‬

‫متداخمة‪ ,‬كاختيار المادة التي تتالءـ وسياسة الصحيفة وتصنيفيا ضمف فئات‬

‫رئيسية بما يخدـ عممية التبويب أو خمؽ عبوات إخبارية‪ ,‬والعمميات التي تط أر‬

‫عمى المادة الصحفية مف تحرير (إعادة كتابة) تشمؿ عمميات اإلضافة أو‬

‫الحذؼ لبعض الفقرات أو تعديؿ بعض األرقاـ أو تصويب بعض األسماء أو‬

‫الصفات‪ ,‬واختيار العناويف المناسبة والصور المالئمة لطبيعة الحدث‪ ,‬فضالً‬

‫‪111‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫عف عمميات المراجعة والتصحيح بأنواعو (خطاب‪ ,)ٙٚ ,ٕٓٔٓ ,‬ولتوضيح‬

‫ذلؾ سنتناوؿ عمميات التحرير الصحفي بشكؿ أوسع‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬عممية جمع المادة الصحفية‪:‬‬

‫تطورت عممية جمع المعمومات بالنسبة لمصحفي مف االتصاؿ المفظي إلى‬

‫البريد والحماـ الزاجؿ حتى أنظمة التمغراؼ وأنظمة الياتؼ والفاكسميؿ حتى‬

‫وصمنا اآلف إلى توظيؼ أنظمة اتصاؿ الحاسب اإللكتروني‪ :‬المتمثمة في‬

‫نياية طرفية لمحاسب اإللكتروني يحمميا المحرر في ميداف العمؿ مكاف‬

‫التغطية اإلخبارية ويرسؿ منيا عف طريؽ ربطيا بخط ىاتفي ومعدؿ‬

‫(‪ )Modern‬إلى مقر الصحيفة (عمـ الديف‪ ,)ٕٕٔ – ٜٖ ,ٜٜٔٓ ,‬وأحدثيا‬

‫ظير عاـ ٓ‪ ٜٜٔ‬وىي عبارة عف حاسب إلكتروني صغير متنقؿ‬

‫‪ Computer portable Micro‬يصمح خصيصا لصحفييف لمساعدتيـ في‬

‫مياميـ السريعة‪ ,‬وزنو أقؿ مف ‪ ٙ‬كيمو جراـ ويبمغ قطر شاشتو ٕٔ بوصة‪,‬‬

‫ويعمؿ ببطارية تغنيو عف الحاجة إلى التيار الكيربي ومف أىـ مميزات ىذا‬

‫الجياز قدرة عمى إرساؿ المواد الصحفية المطبوعة مف الصحفي ؼ يموقع‬

‫الحدث إلى المركز الرئيسي لجريدتو عف طريؽ االتصاؿ التميفوني بعد ربطة‬

‫‪111‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫بالجياز عف طريؽ جياز التعديؿ أو الػ ‪ Modern‬متخطيا بذلؾ كفاءة جياز‬

‫الفاكسميمي مف حيث السرعة والتفاعؿ مع المستقبؿ حيث تدخؿ المادة في‬

‫ذاكرة الحاسب اإللكتروني الرئيسي لجياز التحرير في الجريدة وبذلؾ يقدـ‬

‫لمصحافة أسرع وسيمة اتصاؿ فوري سواء بيف الصحفي وجريدتو أو بيف‬

‫الجريدة ومكاتبيا ومراسمييا ومطابعيا ومراكز توزيعيا واعالناتيا‪.‬‬

‫وفي مايو عاـ (ٖ‪ )ٜٜٔ‬طرح جياز جديد في األسواؽ وصفتو الدوائر العممية‬

‫بأنو أىـ ابتكار تكنولوجي منذ اختراع الياتؼ‪ ,‬فيو يجمع في جياز واحد بيف‬

‫وظائؼ القمـ‪ ,‬الدفتر‪ ,‬المفكرة اإللكترونية‪ ,‬الياتؼ النقاؿ‪ ,‬الحاسب‬

‫االليكتروني النقاؿ‪ ,‬الالسمكي ويطمؽ عميو "جياز االتصاالت الشخصية" أو‬

‫"المساعد الشخصي اإللكتروني" ويزف ىذا الجياز أقؿ مف كيمو جراـ وال يزيد‬

‫حجمو عف حجـ كتاب متوسط‪ ,‬وثمنو حوالي آلفيف دوالر‪ ,‬ويحتوي داخمو‬

‫عمى حاسب إلكتروني صغير مف طراز ثيوتف‪ ,‬ويمكف الكتابة عمى حيز مف‬

‫شاشتو‪ ,‬فيقوـ بترجمة الرسائؿ الخطية إلى الكتابية ويخزف المعمومات في‬

‫ذاكرتو ويمكف استدعاء ىذه المعمومات عند الحاجة التقميدية‪ ,‬وبذلؾ تنتقي‬

‫الحاجة التقميدية إلى لوحة المفاتيح الموجودة في داخؿ أي جياز حاسب‬

‫‪112‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫إلكتروني والى جانب ذلؾ يحتوي الجياز عمى جياز ىاتؼ نقاؿ مدمج حيث‬

‫يمكف كتابة رسالة خطية وارساليا إلى شخص أخر عبر الخطوط الياتفية‬

‫بأسموب يشبو أسموب الفاكسميؿ وىناؾ طراز آخر مف ىذه األجيزة يمكف‬

‫بواسطة إرساؿ الرسائؿ اإللكترونية واستقبميا‪.‬‬

‫ترد المواد المقروءة إلى الصحيفة مف مصادر متعددة‪ ,‬سواء اعتمدت عمى‬

‫جيود المحرريف أنفسيـ أو استعانت بوسائؿ االتصاؿ األخرى‪ ,‬فعف طريؽ‬

‫االتصاؿ المفظي‪ ,‬والمحادثات الياتفية‪ ,‬ورسائؿ البريد‪ ,‬والتمغرافات‬

‫واالتصاالت السمكية والالسمكية‪ ,‬ونظـ اإلرساؿ عف بعد (الفاكسيممي) وأخي اًر‬

‫نظـ اإلرساؿ والنسخ المرتبطة بالحاسبات اآللية والحاسبات المحمولة في‬

‫مواقع األحداث عف طريؽ ىذه المصادر تتجمع المواد والنصوص المقروءة‬

‫وتصب في صالة التحرير‪ ,‬حيث تبدأ رحمتيا الفنية والتحريرية واإلنتاجية ليا‪,‬‬

‫إلى أف تأخذ طريقيا لمطبع ‪.‬‬

‫ويمكف رصد التحوالت التي تشيدىا طرؽ جمع المواد الصحفية مف المصادر‬

‫المتعددة بفضؿ استخداـ تكنولوجيا االتصاؿ الحديثة في التالي‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬الحصوؿ عمى المعمومات الصحفية مف وكاالت األنباء‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٕ‪ .‬الصحؼ والمجالت الوطنية واألجنبية‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬األرشيؼ (قسـ المعمومات)‪ :‬ىو بنؾ كبير لممعمومات يضـ سجال كامال‬

‫لمموضوعات التي سبؽ نشرىا في الصحيفة‪ ,‬والشخصيات العامة مرتبة ترتيباً‬

‫قد يكوف أبجدياً لتسييؿ عممية البحث عف المعمومات بالسرعة المناسبة‪ ,‬كما‬

‫يضـ سجالً ضخماً لمصور مرتبة بطريقة تتيح سيولة استرجاع المطموب‬

‫منيا‪.‬‬

‫ٗ‪ .‬أجيزة االستماع السياسي (اإلذاعات – محطات التمفزيوف المحمية‬

‫واإلقميمية والعالمية)‪.‬‬

‫٘‪ .‬المصادر االلكترونية (التمتكست – الفيديو تكس – االنترنت)‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬عممية نقؿ المادة الصحفية وتوصيميا إلى مقر الصحيفة‪:‬‬

‫استفادت الصحافة مف االنجازات التكنولوجية في المرحمة االلكترونية في‬

‫توصيؿ المادة إلى مقر الصحيفة‪ ,‬وىناؾ العديد مف المعدات التكنولوجية التي‬

‫أفرزتيا ثورة االتصاالت واستفادت منيا الوسائؿ اإلعالمية عامة‪ ,‬والصحافة‬

‫بصفة خاصة‪ ,‬في تطوير نقؿ المعمومات والبيانات‪ ,‬وقد تـ الحديث عنيا في‬

‫الفصؿ الثاني مف الدراسة‪ ,‬ومف أبرزىا‪:‬‬

‫‪114‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫أ‪ .‬الياتؼ‪.‬‬

‫ب‪ .‬التمكس‪.‬‬

‫ت‪ .‬التميتكست‪.‬‬

‫ث‪ .‬الفاكسميمي‪.‬‬

‫ج‪ .‬التمي فوتو‪.‬‬

‫ح‪ .‬الحاسبات اآللية المحمولة‪.‬‬

‫ويستطيع الصحفي إرساؿ مادتو الصحفية إلى مقر صحيفتو باستخداـ‬

‫الحاسب المحموؿ عف طريؽ عدة طرؽ‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬نقؿ المادة الصحفية مف حاسبة المحموؿ إلى الحاسب المركزي في مقر‬

‫الصحيفة‪ ,‬والذي تتجمع فيو المادة الصحفية باستخداـ المودـ في حالة ما إذا‬

‫كانت ىذه األجيزة متصمة بشبكة متسعة ‪ WAN‬تمتد إلى خارج الصحيفة‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬نقؿ المادة الصحفية باستخداـ البريد االلكتروني ‪ E-mail‬عبر الشبكة‬

‫العالمية عف طريؽ خطوط الياتؼ‪ ,‬ويتـ ذلؾ بسرعات عالية‪ ,‬خاصة إذا تـ‬

‫استخداـ خطوط ‪ DSL‬التي يمكف بواسطتيا ضغط البيانات ونقميا بمعدؿ‬

‫يصؿ إلى ‪ ٚ‬ميجابايت في الثانية‪ ,‬حيث يتـ استقباليا عمى الفور بطريقة‬

‫‪115‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫تزامنية‪ ,‬أي في نفس لحظة اإلرساؿ‪ ,‬في حالة ما إذا كاف كؿ مف المرسؿ‬

‫والمستقبؿ يستخدماف شبكة االتصاؿ في الوقت نفسو‪ ,‬وعندما يتـ استقباؿ‬

‫البيانات المصورة أو النصية أو الصوتية مف قبؿ المحرر الموجود في مقر‬

‫الصحيفة يتـ قراءتيا ويمكف طباعتيا أو تخزينيا في ممفات خاصة أو الرد‬

‫عمييا لطمب المزيد مف المعمومات التفصيمية عف الحدث‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬عممية معالجة المادة الصحفية‪:‬‬

‫عممية معالجة المادة الصحفية أو تحرير المادة الصحفية ىي العممية التي‬

‫تبدأ فور جمع المادة وكتابتيا‪ ,‬فالمحرر يكتب المادة في الشكؿ الذي اختاره‬

‫بنفسو‪ ,‬وقد يكتب المحرر ويراجعو المحرر المسئوؿ أو يعيد عممية تحرير‬

‫جديدة تتضمف المراجعة واعادة الصياغة‪ ,‬سواء بالحذؼ أو باإلضافة أو‬

‫تغيير األسموب أو البناء الفني لمنص ‪.‬‬

‫وكانت عممية التحرير الصحفي تتـ بشكؿ يدوي في الماضي باستخداـ الورقة‬

‫والقمـ الذي تجري بو يد المحرر لتصويب األخطاء التحريرية (لغوية –‬

‫أسموبية – معموماتية) داخؿ النص‪ ,‬ومع اتجاه العمؿ الصحفي بشكؿ سريع‬

‫ومتزايد نحو االعتماد عمى تكنولوجيا االتصاؿ أصبحت ىذه العممية تتـ آلياً‬

‫‪116‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫عمى إحدى شاشات الحاسب اآللي‪ ,‬ضمف أنظمة النشر المكتبي داخؿ مقر‬

‫الصحيفة‪ ,‬فيما يعرؼ بالتحرير االلكتروني والذي يتـ في إطار أنظمة شبكية‬

‫‪.‬‬

‫يمكف افتراض وجود ثالثة رؤى أساسية الستخداـ الحاسبات في مجاؿ تحرير‬

‫الصحؼ المطبوعة‪ ,‬تعالج كؿ رؤية فييا أحد الجوانب أو الوظائؼ األساسية‬

‫في مجاؿ التحرير‪ ,‬وتتمثؿ ىذه الرؤى الثالث في‪:‬‬

‫أ‪ .‬رؤية تنظر إلى الحاسب كجياز ‪ Hardware‬يستخدـ في إدارة العممية‬

‫التحريرية داخؿ الصحيفة‪ ,‬ويتعمؽ بيذه الرؤية استخداـ الحاسب في مجاؿ‬

‫التحرير االلكتروني ‪.Electronic Editing‬‬

‫ب‪ .‬رؤية تنظر إلى الحاسب كوسيمة اتصاؿ شبكة ‪Telecommunication‬‬

‫‪ Network‬قادرة عمى الوصوؿ إلى مصادر معمومات شديدة التنوع عمى‬

‫المستوييف الكمي والكيفي‪ ,‬ويتعمؽ بيذه الرؤية استخداـ الحاسب في دعـ‬

‫التغطية الصحفية لممادة عند القياـ بتحريرىا‪.‬‬

‫ت‪ .‬رؤية تنظر إلى الحاسب كبرامج ‪ Software‬جاىزة ‪ Packages‬وخبيرة‬

‫‪ Expert System‬قادرة عمى أداء العديد مف الوظائؼ التحريرية الذىنية‬

‫‪117‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫التي يقوـ بيا المحرر‪ ,‬ويتعمؽ بيذه الرؤية استخداـ برامج الحاسب في تحرير‬

‫المادة الصحفية المطبوعة بالنيابة عف المحرر ذاتو‪.‬‬

‫وسنناقش جوانب استخداـ الحاسب اآللي في عممية التحرير الصحفي وفقاً‬

‫لكؿ رؤية مف الرؤى السابقة‪:‬‬

‫أ‪ .‬استخداـ الحاسب اآللي في التحرير الصحفي االلكتروني‪:‬‬

‫عممية التحرير الذي كانت تتـ بشكؿ يدوي في الماضي باستخداـ الورقة والقمـ‬

‫الذي تجري بو يد المحرر لتصويب األخطاء التحريرية (لغوية – أسموبية –‬

‫معموماتية) داخؿ النص‪ ,‬أصبحت تتـ اليوـ عمى إحدى شاشات الحاسب‬

‫اآللي التي يجمس أماميا المحرر ليقوـ بتصويب وتعديؿ المادة الصحفية‬

‫المعروضة عمييا والمخزنة عمى الممؼ داخؿ جياز الحاسب‪.‬‬

‫قد أعاد العصر االلكتروني ‪ Electronic Era‬إلى األذىاف فكرة المحرر‬

‫الطابع – ‪ ,Editor Printer‬فعمى شاشات العرض الضوئي اليوـ ‪Video‬‬

‫‪ ).Display Terminal (V.D.T‬أصبح المحرر قاد اًر عمى تحديد حجـ‬

‫وكثافة الحروؼ‪ ,‬كما يمكنو تحديد اتساع الجمع‪ ,‬وتحديد موضوع الصورة‬

‫المرفقة بالموضوع‪ ,‬ورغـ أف ىذا الوضع يوفر لممحرر المزيد مف الحرية فإنو‬

‫‪118‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫يفرض عميو نوعاً جديداً مف المسئولية‪ ,‬فمحرر اليوـ لـ يعد لديو مصحح‬

‫‪Proof Reader‬يقوـ بمراجعة األخطاء المطبعية التي يقع فييا جامع المادة‬

‫ويصححيا‪ ,‬فقد أصبحت ىذه الميمة اليوـ منوطة بالمحرر ‪.‬‬

‫وفي حالة رغبة المحرر في إجراء أية تعديالت عمى المادة الصحفية فمف‬

‫الممكف أف يقوـ بذلؾ بسيولة ويسر مف خالؿ استخداـ لوحة المفاتيح الممحقة‬

‫بشاشة العرض المرئي وبالتالي فإف عممية التحرير ىنا تعني القياـ بواحداً أو‬

‫أكثر مف اإلجراءات التالية‪:‬‬

‫خ‪ .‬إضافة معمومات جديدة عمى المادة الموجودة بالممؼ‪.‬‬

‫د‪ .‬حذؼ بعض المعمومات الموجودة بالممؼ‪.‬‬

‫ذ‪ .‬نقؿ بعض المعمومات مف مكاف إلى آخر بالممؼ‪.‬‬

‫ب‪ .‬استخداـ الحاسب اآللي في دعـ التغطية الصحفية أثناء تحرير المادة‬

‫الصحفية‪:‬‬

‫أدت التطورات التكنولوجية الحديثة‪ ,‬والثورة االتصالية التي يشيدىا العالـ‬

‫اآلف‪ ,‬إلى ظيور ما يسمى بالتغطية االلكترونية لألخبار والتي أسيمت إلى‬

‫حد كبير‪ ,‬في تغطية األخبار فور وقوعيا وتجاوز العديد مف العوائؽ المكانية‬

‫‪119‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫والزمنية بالشكؿ الذي ساعد كثي اًر‪ ,‬عمى اختصار المسافة الزمنية بيف الحدث‬

‫وانتشاره كخبر‪ ,‬والغاء الفواصؿ الدقيقة بيف مراحؿ نشر الخبر الثالثة وىي‪:‬‬

‫مرحمة اندالع الخبر ‪ ,News Break‬ومرحمة نقؿ الخبر لمجريدة ‪News‬‬

‫‪ ,Transmission‬ومرحمة نشر األخبار ‪ ,News Publishing‬مف خالؿ‬

‫توظيؼ التقنيات الحديثة‪ ,‬األمر الذي أدى إلى توسيع نطاؽ التغطية‬

‫اإلخبارية جغرافياً‪ ,‬وتوسيع نطاؽ التغطية كمياً‪ ,‬إضافة إلى تحسيف عممية‬

‫التغطية الصحفية عمى المستوى الكيفي‪ ,‬حيث أتاحت التكنولوجيا الحديثة‬

‫لمصحؼ إمكانية الحصوؿ عمى كـ ىائؿ مف األخبار‪ ,‬أتاح ليا حرية اختيار‬

‫أوسع‪ ,‬وتقديـ تغطيات شاممة لألحداث‪ ,‬وتعميؽ ىذه التغطيات واثرائيا مف‬

‫خالؿ الحصوؿ عمى خمفيات األحداث وتفاصيميا مف قواعد البيانات‬

‫والمعمومات المتاحة عمى شبكة االنترنت ‪.‬‬

‫كما أف المحرر الصحفي يمكف أف يمجأ إلى أرشيؼ الصحيفة بشكؿ مباشر‬

‫في حالة االعتماد عمى أنظمة الحاسبات المرتبطة بشبكة محمية‪ ,‬عمى أف‬

‫تكوف مواد األرشيؼ مخزنة عمى أنظمة حاسبات‪ ,‬أو بعبارة أدؽ أف تكوف‬

‫الجريدة قد اتجيت إلى إنشاء ما يعرؼ بالمكتبة االلكترونية ‪Electronic‬‬

‫‪111‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ Library‬فمف التقاليد األساسية التي يجب أف يراعييا المحرر أثناء إعداد‬

‫المادة الصحفية ضرورة أف يعود إلى ىذه المكتبة ليستعرض المعمومات‬

‫والقصاصات الصحفية المتعمقة بموضوع معيف بغرض استكماؿ بعض‬

‫المعمومات أو لمتأكد مف صحة بعضيا اآلخر أو لمتعرض عمى ما سبؽ‬

‫ونشرتو الصحؼ حوؿ موضوع معيف ‪.‬‬

‫وعمى عكس الوضع السابؽ فقد يمجأ المحرر الصحفي إلى االستعانة ببعض‬

‫المعمومات الخاصة بمادة صحفية معينة يقوـ بتحريرىا بعيداً عف أرشيؼ‬

‫الصحيفة وذلؾ بأف يستعيف بمعمومات متوفرة لدى مؤسسات خارج الصحيفة‪,‬‬

‫وخصوصاً المؤسسات الحكومية‪ .‬فقد اتجو العديد منيا إلى برمجة وتخزيف‬

‫البيانات والمعمومات الخاصة بيا عمى أجيزة الحاسب بحيث يسيؿ الوصوؿ‬

‫إلييا مف خالؿ أنظمة الحاسب الشبكية‪.‬‬

‫ويعني ذلؾ أف المحرر الصحفي يمكنو أف يتصؿ مف خالؿ الجياز الخاص‬

‫بو في الصحيفة بأي جياز آخر داخؿ مؤسسة حكومية مف خالؿ خط‬

‫التميفوف‪ ,‬وفي حالة ما إذا كانت المؤسسة الحكومية تتيح فرصة الوصوؿ‬

‫واستعراض المعمومات والتقارير والبيانات الصادرة عنيا فإف المحرر يمكنو‬

‫‪111‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫االستفادة مف ىذه المادة المعموماتية في استكماؿ المادة الصحفية أو االستفادة‬

‫منيا في كتابة وتحرير قصص خبرية أو موضوعات صحفية جديدة‪.‬‬

‫ج‪ .‬استخداـ برامج المعالجة التحريرية لمنصوص الصحفية المطبوعة‪:‬‬

‫إذا كاف التصحيح الطباعي واليجائي والمغوي أحد الجوانب الرئيسة في عممية‬

‫التحرير الصحفي‪ ,‬خصوصاً في ظؿ ارتفاع المستوى التعميمي لقراء الصحؼ‬

‫اليوـ ورغبتيـ في قراءة نصوص صحفية أكثر صحة ووضوحاً مف الناحية‬

‫المغوية‪ ,‬فقد أصبحت برامج الحاسب اآللي طرفاً في إدارة وتنفيذ ىذه‬

‫العمميات‪ ,‬األمر الذي يمكف في ظمو توفير وقت وجيد كبيريف كاف يستنفذىما‬

‫المحرروف في القياـ بيذه العمميات بشكؿ يدوي‪ ,‬والتي كانت تتطمب‬

‫باإلضافة إلى الجيد والوقت محر اًر متخصصاً يتقف قواعد المغة ولديو خبرة‬

‫بمفرداتيا‪ ,‬بما يمكنو مف أداء ميمتو عمى الوجو األكمؿ ‪.‬‬

‫وقد أحدثت برامج معالجة الكممات ثورة كبيرة في التحرير والنشر وخاصة بعد‬

‫انتشار استخداـ الحاسبات اآللية والحاسبات الشخصية ‪.P.C‬‬

‫ومف أبرز البرامج التي تقوـ بدور في ذلؾ‪ ,‬ويمكف أف تستفيد منيا الصحؼ‬

‫في المعالجة التحريرية لمنصوص الصحفية برنامج "سيبويو"‪ ,‬ويقوـ ىذا‬

‫‪112‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫البرنامج بأداء عدة وظائؼ تشمؿ تصحيح األخطاء النحوية وتدقيؽ اإلمالء‪,‬‬

‫وفحص عالمات الترقيـ واإلعراب والتشكيؿ ويقوـ المدقؽ النحوي داخؿ‬

‫البرنامج بتصحيح األخطاء النحوية في الكتابة العربية‪ ,‬فعند االستدالؿ عمى‬

‫خطأ نحوي في النص تظير شاشة بيا شرح مبسط لمخطأ وكيفية إصالحو‪,‬‬

‫كما يحتوي البرنامج أيضاً عمى مدقؽ إمالئي ‪ ,Spell Checker‬يكشؼ‬

‫الخطأ في كتابة الكممة ويقترح بدائؿ تصحيحيا‪ ,‬أما الوظيفة الثالثة فيي‬

‫متعمقة بعالمات الترقيـ‪ ,‬كما أف البرنامج أيضاً قادر عمى إعراب الكممات‬

‫العربية حسب موقعيا في الجممة ثـ يقوـ بوضع عالمات الضبط "التشكيؿ"‬

‫طبقاً لقواعد المغة العربية المعروفة ‪.‬‬

‫ومف المتصور أف يستطيع برنامج عمى ىذا النحو القياـ بالعمميات التحريرية‬

‫اآلتية عند إعطاء الحاسب أوامر بذلؾ‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬اختيار العناويف الصحفية المناسبة لمنص الصحفي أياً كاف تصنيفو (خبر‬

‫– تحقيؽ – حوار مقاؿ)‪ ,‬فمف الممكف مف خالؿ إعداد برنامج لتحميؿ‬

‫النصوص بناء عمى تخطيط منيجي واضح ودقيؽ أف يتـ اختيار أو بعبارة‬

‫أدؽ اقتراح عدة بدائؿ لمعناويف الصحفية التي تناسب النص‪ ,‬ليقوـ المحرر‬

‫‪113‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫بدوره باختيار األكثر مالئمة لمسياسة التحريرية لصحيفتو وكذا المالئـ‬

‫لممدرسة الصحفية التي تنتمي إلييا الصحيفة‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬إجراء االختصارات المناسبة عمى كافة وحدات النص الصحفي المغوية‬

‫والتي تشمؿ‪:‬‬

‫أ‪ .‬اختصار الكممات‪ ,‬وبصفة خاصة داخؿ العناويف‪.‬‬

‫ب‪ .‬اختصار الجمؿ‪ ,‬وخصوصاً داخؿ المقدمة‪.‬‬

‫ت‪ .‬اختصار الفقرات‪ ,‬وذلؾ عمى مستوى النص الصحفي ككؿ‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬التصحيح المغوي واألسموبي لمنص الصحفي‪ ,‬بما يتناسب مع القواعد التي‬

‫تحكـ األداء المغوي والعربي مف ناحية والخصائص لممدرسة الصحفية التي‬

‫تنتمي الييا الصحيفة والمتطمبات األسموبية الخاصة بالفف الصحفي مف ناحية‬

‫أخرى‪.‬‬

‫ٗ‪ .‬إجراء بعض الترتيبات الشكمية عمى النص الصحفي‪ ,‬ومف أبرزىا‪:‬‬

‫أ‪ .‬تقسيـ النص إلى فقرات‪.‬‬

‫ب‪ .‬التحقؽ مف مدى مراعاة استخداـ عالمات الترقيـ واستخداميا في تحرير‬

‫النص‪ ,‬كمما ظيرت الحاجة إلى ذلؾ‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫٘‪ .‬اقتراح الصور المناسبة لممادة الصحفية‪.‬‬

‫وتعتمد البرامج التي تخدـ أىداؼ المحرر في صياغة المادة الصحفية في‬

‫أغمب األحياف عمى مداخؿ لغوية‪ .‬فالبرامج الخاصة بالتصحيح لمكممات التي‬

‫تتكوف منيا المادة تعتمد عمى قاموس لغوي ثابت ممحؽ بيا وعند تشغيؿ‬

‫البرنامج فإنو يقوـ بنوع مف المضاىاة بيف المفردات بالمادة والمفردات التي‬

‫يتضمنيا القاموس فإذا وجد نوع مف التضارب بيف مفردة معينة بالمادة‬

‫الصحفية وبيف أقرب المفردات ليا داخؿ القاموس (طبقاً لقواعد االشتقاؽ في‬

‫المغة العربية) فإنو يقوـ بإعطاء تعميمات بوجود خطأ في ىذه الكممة‪ ,‬ويعطي‬

‫قائمة تحتوي عمى أقرب ىذه المفردات لممفردة الخاطئة كاقتراحات لمتصويب‬

‫يختار مف بينيا المستخدـ الكممة الصائبة والمعبرة داخؿ النص‪ .‬فالعديد مف‬

‫الوظائؼ التحريرية التي يؤدييا المحرر الصحفي عمى المادة الصحفية ىي‬

‫وظائؼ لغوية في األساس‪ ,‬وبالتالي فإف المرتكز األولي أف يستند إليو خبراء‬

‫التحرير الصحفي في خمؽ األنظمة الخبيرة ‪ Expert System‬في عمميـ‬

‫ىو مرتكز لغوي في األساس ‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫خطوات تدفؽ المادة التحريرية داخؿ الصحيفة في حالة االعتماد عمى‬

‫وصالت طرفية مرتبطة فيما بينيا بشبكة محمية‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬أف يقوـ المحرر بكتابة مادتو الصحفية عمى شاشة متصمة بجياز مركزي‬

‫آخر مف خالؿ شبكة محمية‪ ,‬ويمكف أف تكوف الشاشة عبارة عف شاشة‬

‫عرض مرئي ‪ VDT‬أو مجرد شاشة ممحؽ بيا لوحة مفاتيح‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬يتـ تجميع المواد الصحفية التي تأتي مف أطراؼ عدة لدى الجياز‬

‫المركزي ‪ Central Computer‬لتراجع وعند اقتراح أية تصويبات عمى‬

‫موضوع صحفي معيف يتـ إعادتو مباشرة ‪ Online‬مشفوعاً بالتعديالت‬

‫المطموبة ليجربيا المحرر‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬في حالة التصويب يتـ إعادة النسخة النيائية إلى الجياز المركزي مرة‬

‫ثانية ليتـ وضعو في الشكؿ اإلخراجي المناسب ليوضع في ممؼ عاـ يسيؿ‬

‫الوصوؿ إليو مف جانب كافة األقساـ الصحفية التي تريد الوصوؿ إليو لمقياـ‬

‫بعمميا المتعمؽ بو‪.‬‬

‫وادارة العممية التحريرية بيذه الطريقة يحقؽ درجة أكبر مف المرونة والسرعة‬

‫والكفاءة في العمؿ مف خالؿ تحسيف أداء عدد مف اآلليات‪:‬‬

‫‪116‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٔ‪ .‬آلية التعديؿ‪ :‬وذلؾ بإعادة نسخة المادة الصحفية مف الجياز المركزي‬

‫المسئوؿ بعد مراجعتيا إلى المحرر المسئوؿ عنيا مشفوعة بالتعديالت‬

‫المطموبة ليتولى القياـ بيا‪ ,‬ثـ إعادتيا مباشرة إلى المركز الرئيس (الجياز‬

‫الرئيسي) حيث يتـ تجميع المادة الصحفية لمعدد وتتـ عمميات التعديؿ ىنا‬

‫بسيولة وبسرعة كبيرة باالستفادة مف اإلمكانيات التي توفرىا برامج معالجة‬

‫الكممات‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬آلية االستفادة المباشرة مف األرشيؼ‪ :‬حيث يمكف لممحرر مف خالؿ‬

‫الوصمة الطرفية الموجودة أمامو أف يفتح خطأ مع األرشيؼ لمحصوؿ عمى‬

‫بعض المعمومات التي تساىـ في إعداد وتحرير المادة الصحفية بدرجة أكبر‬

‫مف الكفاءة‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬آلية المراجعة النيائية لمموضوع عمى الصفحة‪ :‬فمف الممكف أف يفتح‬

‫المحرر مف الوصمة الطرفية الموجودة أمامو خطأ مف قسـ السكرتارية الفنية‬

‫ليرى مادتو الصحفية في شكميا النيائي عمى الصفحة‪ ,‬واقتراح ما يراه مف‬

‫تعديالت عمييا ليتـ إجراؤىا‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٗ‪ .‬آلية األرشفة المباشرة لمموضوع‪ :‬فبمجرد أف توضع المادة الصحفية في‬

‫شكميا النيائي يمكف أف ترسؿ نسخة مف الممؼ الخاص بيا بشكؿ مباشر إلى‬

‫أرشيؼ الصفحة‪.‬‬

‫٘‪ .‬آلية النشر االلكتروني‪ :‬حيث يمكف إذا أرادت الصحيفة أف تصدر نسخة‬

‫الكترونية مف كؿ أو بعض المواد الصحفية الخاصة بيا أف تقوـ ببثيا بشكؿ‬

‫مباشر مف خالؿ الجياز المركزي الذي تتجمع فيو مادة الصحيفة‪ ,‬وذلؾ في‬

‫حالة ما إذا كاف ىذا جياز متصالً بشبكة متسعة ( ‪WAN) Wide Area‬‬

‫‪ Network‬تمتد إلى خارج الصحيفة مف خالؿ شبكة االتصاؿ‪.‬‬

‫‪ .ٙ‬آلية التكامؿ بيف المحرر وكافة عناصر اإلنتاج الصحفي‪ :‬فاألسموب‬

‫التقميدي لعمؿ المحرر مف خالؿ األدوات الورقية كاف يعرقؿ رؤيتو لممسالؾ‬

‫األخرى التي تسير فييا مادتو الصحفية‪ ,‬وبالتالي فقد كانت رؤيتو التحريرية‬

‫جزئية إلى حد كبير‪ ,‬أما في حالة التحرير االلكتروني الذي يتـ في إطار‬

‫أنظمة شبكية فإف المسألة تختمؼ حيث تصبح رؤية المحرر أكثر شموالً‪,‬‬

‫ومف المؤكد أف ما ينطبؽ عمى المحرر في ىذا الصدد ينطبؽ عمى غيره مف‬

‫أطراؼ العممية اإلنتاجية داخؿ الصحيفة‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ومف خالؿ ما تـ عرضو سابقاً يتضح مدى تأثير تكنولوجيا الحاسبات‬

‫االلكترونية مستعينة بوسائؿ التكنولوجيا األخرى مثؿ الفاكسميمي والتميفوتو‬

‫والياتؼ والتميتكست وغيرىا‪ ,‬عمى تطور عمميات التحرير الصحفي بدءاً مف‬

‫جمع المادة اإلعالمية مف ميداف العمؿ مكاف التغطية اإلخبارية‪ ,‬ومرو اًر‬

‫بنقميا وتوصيميا إلى مقر الصحيفة وانتياء بمعالجتيا‪ ,‬حيث أصبحت عممية‬

‫معالجة المادة اإلعالمية تتـ آلياً عمى إحدى شاشات الحاسب اآللي ضمف‬

‫أنظمة النشر المكتبي داخؿ مقر الصحيفة بدالً مف استخداـ الورقة والقمـ كما‬

‫كاف في الماضي‪ ,‬حيث كاف لمحرر يقوـ بتصويب األخطاء التحريرية داخؿ‬

‫النص‪ ,‬إال أنو في ظؿ التطور التكنولوجي ظيرت برامج جاىزة أصبحت‬

‫تتولى القياـ بأدوار ووظائؼ كمف يقوـ بيا المحرر الصحفي مثؿ البرامج التي‬

‫تقوـ بعمميات التصحيح ومراجعة المادة الصحفية لغوياً وىجائياً‪.‬‬

‫كما أدت التطورات التكنولوجية إلى ظيور التغطية االلكترونية لألحداث والتي‬

‫ساىمت في تغطية األخبار فور وقوعيا ونقميا لمصحيفة متجاوز العديد مف‬

‫العوائؽ الزمانية والمكانية‪ .‬كما اتجيت الصحؼ إلى انشاء المكتبة‬

‫‪119‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫االلكترونية مما ساعد المحرر بالرجوع إلى المعمومات والبيانات المتعمقة‬

‫بالموضوع بغرض استكمالو‪.‬‬

‫ولمتطور التكنولوجي أثر في تدفؽ المادة التحريرية داخؿ الصحيفة نفسيا‬

‫باستخداـ الشبكة المحمية التي تربط جميع أجيزة الحاسب االلكتروني بجياز‬

‫مركزي تسيؿ عممية تجميع المواد الصحفية بيف المحرريف في قسـ التحرير‬

‫مما يسيؿ عممية مراجعة وتصويب المواضيع الصحفية‪ ,‬وقد أدت إدارة‬

‫العممية التحريرية بيذه الطريقة إلى تحسيف عدد مف اآلليات منيا آلية التعديؿ‬

‫لممادة الصحفية واالستعانة المباشرة مف األرشيؼ والمراجعة النيائية‬

‫لمموضوع‪ ,‬وأيضاً النشر االلكتروني في حاؿ رغبت الصحيفة أف تصدر‬

‫نسخة الكترونية ليا‪ ,‬وكذلؾ آلية التكامؿ بيف المحرر وكافة عناصر اإلنتاج‬

‫الصحفي‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫تطبيقات الفصل األول‬

‫س‪ -1‬التحرير الصحفي ىو "العممية التي يتم بمقتضاىا وضع المادة‬

‫اإلعالمية في صورتيا النيائية التي يقرأىا أو يسمعيا أو يشاىدىا‬

‫الجميور" في ضوء ىذه العبارة تحدث بإيجاز عن ما يمي‪:‬‬

‫أ‪ -‬أىمية عممية التحرير الصحفي‬

‫ب‪ -‬صفات المحرر الصحفي الجيد‬

‫ج‪ -‬مجموعة األشكال الصحفية‬

‫‪121‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫الفصل الثاني‬

‫فن التقرير الصحفي‬

‫‪122‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫الفصل الثاني‬

‫فن التقرير الصحفي‬

‫مفيوم التقرير الصحفي‬

‫التقرير الصحفي فف يقع ما بيف الخبر والتحقيؽ الصحفى ٓ‬

‫ويقدـ التقرير الصحفي مجموعة مف المعارؼ والمعمومات حوؿ الوقائع فى‬

‫سيرىا وحركتيا الديناميكية فيو اذف يتميز بالحرآة والحيوية ٓ‬

‫والتقرير الصحفى اليستوعب الجوانب الجوىرية او الرئيسية فى الحدث فقط‬

‫كما ىو الشأف فى الخبر وانما يمكف اف يستوعب وصؼ الزماف والمكاف‬

‫واالشخاص والظروؼ التى ترتبط بالحدث‪.‬‬

‫والتقرير الصحفى ال يقتصر عمى الوصؼ المنطقى والموضوعى لألحداث‬

‫وانما يسمح فى نفس الوقت بابراز اآلراء الشخصية والتجارب الذاتية لممحرر‬

‫الذى يكتب التقرير ٓ فكمما كاف المحرر‬

‫شاىد عياف عمى الحدث كمما زادت فرصة النجاح اماـ التقرير الصحفى ٓ‬

‫وتعريؼ التقرير الصحفى يمكف أف يزداد وضوحا مف خالؿ المقارنة بينو‬

‫وبيف كؿ مف الخبرالصحفى والتحقيؽ الصحؼ‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫أوال ‪ :‬الفرق بين الخبر الصحفى والتقرير الصحفى ‪:‬‬

‫إف الخبر الصحفى يصؼ بدقة وموضوعية أى واقعة أو حادثة أو فكرة جديدة‬

‫وصحيحة تمس مصالح أكبر عدد مف القراء وتثير اىتماميـ بما تتضمنو مف‬

‫عناصر وقيـ إخبارية قد تكوف المحمية أو العالمية أوالتوقيت او الضخامة او‬

‫التشويؽ او الصراع او التوقع او الغرابة او الشيرة او االنسانية او الجنس او‬

‫الجريمة او غير ذلؾ مف العناصر التى يختمؼ النظر الييا مف مجتمع الى‬

‫مجتمع ومف عصر الى عصر آخر ٓ‬

‫فاذا ما قارنا بيف ىذا التعريؼ لمخبر وتعريفنا لمتقرير الصحفى ألمكننا اف‬

‫نضع أيدينا عمى الفروؽ التالية ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬مف الضرورى اف يختفى كاتب الخبر‪ ,‬بحيث يفقد الخبر موضوعيتو بؿ‬

‫صفتو كخبر اذا برز مف ثناياه شخصية المحرر الذى كتبو ٓٓ اما فى‬

‫التقرير الصحفى فيفضؿ اف يظير شخصية المحرر حيث يكوف مف حقو أف‬

‫يعرض الى جانب الوقائع المموسة انطباعاتو الشخصية وآرائو واحكامو‬

‫واستنتاجاتو ويمكنو ايضا اف يقدـ معمومات ذات طابع وثائقى ٓ‬

‫‪124‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٕ‪ -‬يركز الخبر عمى نقؿ الحدث فقط‪ ,‬فى حيف نرى التقرير يتوسع فى سرد‬

‫التفاصيؿ وذلؾ مف خالؿ مالحظات المحرر بحيث يستوعب الجوانب التالية‪:‬‬

‫‪ -‬الظروؼ التى أدت الى وقوع ىذا الحدث ٓ‬

‫‪ -‬األشخاص الذيف لعبوا دو ار فى ىذا الحدث ٓ‬

‫‪ -‬تقديـ مزيد مف التفاصيؿ الجانبية عف الحدث‪ ,‬وىى تفاصيؿ قد ال تكوف‬

‫ضرورية اذا اقتصرت عمى نشر الحدث كخبر صحفى فقط ‪.‬‬

‫وعمى سبيؿ المثاؿ‪ ,‬فعندما ألمح مناحـ بيجيف رئيس الوزراء االسرائيمى عقب‬

‫توقيع اتفاقية كامب ديفيد بأف االسرائيميف قد شاركوا المصرييف وساعدوىـ فى‬

‫بناء األىراـ‪ ,‬فاف الصحؼ نشرت خبر توقيع االتفاقية وتصريح مناحـ بيجيف‬

‫كما ىو‪ ,‬ولكف بعض الصحؼ العالمية والعربية سارعت بنشر تقارير صحفية‬

‫حاولت اف تجيب مف خالليا عمى سؤاؿ ‪ :‬مف بنى األىراـ؟‬

‫ثانيا ‪ :‬الفرق بين التقرير الصحفى والتحقيق الصحفى ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬يتميز التحقيؽ الصحفى بالتعميؽ فى بحث ودراسة االبعاد المختمفة فى‬

‫حيف يكتفى التقرير بتقديـ صورة سريعة لمحدث أو يقوـ بالتركيز عمى جانب‬

‫‪125‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫منو دوف اف يفرؽ فى التفاصيؿ المدعمة بالبحث والدراسة ٓٓ فالتقرير‬

‫الصحفى يقدـ تفاصيؿ أكثر مف الخبر وأقؿ مف التحقيؽ ٓ‬

‫ٕ‪ -‬كذلؾ يختمؼ ىدؼ التقرير الصحفى وغرضو عف ىدؼ التحقيؽ‬

‫الصحفى وغرضو‪ ,‬فالتحقيؽ الصحفى ‪ :‬يستيدؼ اقناع القارئ بأىمية‬

‫وخطورة القضية او المشكمة او الفكرة التي يطرحيا كاتب التحقيؽ ٓٓ وذلؾ‬

‫بيدؼ كسب الرأى العاـ لصالح القضية التى يطرحيا او الحؿ الذى يقدمو‬

‫ليذه القضية ( مشكمة الدروس الخصوصية – ارتفاع اسعار الكتب الجامعية‬

‫مغاالة اصحاب المساآف فى تقاضى الخمو ومقدـ االيجار) ٓ‬

‫أما التقرير الصحفى ‪ :‬فينحصر ىدؼ كاتبو فى إثارة اىتماـ القارئ‬

‫بالموضوع وذلؾ بتقديـ معارؼ ومعمومات جديدة او ظريفة او غريبة او‬

‫مسمية عف حدث مف االحداث الجارية وقد ال يزيد ىدؼ التقرير عف مجرد‬

‫تسمية القارئ وامتاعو بالمعمومات الغريبةٓ‬

‫ٖ‪ -‬ويختمؼ أسموب التقرير الصحفى عف ذلؾ االسموب الذى يكتب بو‬

‫التحقيؽ الصحفى ‪,‬فالتقرير الصحفى ‪ :‬ال يصمح لو اال األسموب البسيط‬

‫الواضح والجمؿ القصيرة التمغرافية وجمع أكبر كمية مف الحقائؽ والمعمومات‬

‫‪126‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫فى اقؿ قدر ممكف مف الكممات وىو فى ذلؾ ال يعتنى بما كتب فى الموضوع‬

‫مف ابحاث ودراسات وال تقارير وال يعنيو اف يسجؿ كؿ الحقائؽ باألرقاـ او‬

‫يدعميا بالبيانات واالحصائيات والرسوـ‪,‬‬

‫أما التحقيؽ الصحفى فيو عمى العكس مف ذلؾ يحتاج الى اسموب بسيط‬

‫ولكف عميؽ وىو يحتاج لكى يقنع القارئ بالقضية او المشكمة التى يطرحيا‬

‫أف يعتمد فى احياف كثيرة عمى الدراسات واألبحاث وأف يستعيف باألرقاـ‬

‫واالحصائيات والرسوـ االيضاحيو وغير ذلؾ مما يحتاجو التحقيؽ الصحفي‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬واذا كاف التحقيؽ الصحفى يحاوؿ اف يشرح ويفسر ويعمؽ ويبحث‬

‫فى االسباب والعوامؿ االجتماعية او االقتصادية او السياسية او‬

‫الفكرية التى تمكف وراء الخبر او القضية او المشكمة التي يدور‬

‫حوليا التحقيؽ الصحفي‪ ,‬اال اف التقرير الصحفى غالبا ما يكتفى‬

‫بزاوية واحدة او اثنيف مف زوايا الخبر او الفكرة او القضية ‪ ,‬قد تكوف‬

‫الزواية االنسانية او السياسية او الفكرية او االجتماعية او‬

‫االقتصادية دوف اف يتطرؽ لباقى الجوانب التى ىى ميمة التحقيؽ‬

‫الصحفي‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫بينما يتفؽ التقرير الصحفى مع التحقيؽ الصحفى فى ‪:‬‬

‫‪ -‬أنو قد يشتمؿ عمى بقية الفنوف الصحفية االخرى كالخبر والتعميؽ والصور‬

‫والرسوـ ٓ‬

‫‪ -‬أنو يكتفى باالجابة عمى السؤاؿ السادس مف االسئمة الستة وىو ‪ :‬لماذا ؟‬

‫‪ -‬أنو يظير ويكتشؼ عف شخصية كاتبو ٓ‬

‫‪ -‬أنو ليس مطالبا بالتعبير عف سياسة الجريدة واف كاف مطالبا بأال يتناقض‬

‫معيا ٓ‬

‫‪ -‬أنو يرسـ صورة واقعية لمحياة وال يقوـ عمى الخياؿ كما ىو الشأف فى‬

‫القصة األدبية ٓ‬

‫كتابة التقرير الصحفى‬

‫تختمؼ طرؽ كتابة التقرير الصحفى عف طرؽ كتابة الخبر الصحفي‪ ,‬فاذا‬

‫كاف الخبر الصحفي يكتب بطريقة اليرـ المقموب ‪ ,‬اى اف توضع في المقدمة‬

‫أىـ الحقائؽ واالحداث او المعمومات ثـ يوضع فى جسـ الخبر المعمومات او‬

‫االحداث او الحقائؽ االقؿ اىمية ‪ ,‬اال أف التقرير الصحفي يكتب بطريقة‬

‫معاكسة لمخبر الصحفى حيث يكتب بطريقة اليرـ المعتدؿ ‪ ,‬فتضـ مقدمة‬

‫‪128‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫التقرير الصحفى مدخؿ او مطمع يميد لموضوع التقرير باف يتناوؿ زاوية‬

‫معينة مف زوايا الموضوع يختارىا الكاتب بعناية‪ ,‬وىذا المدخؿ او التمييد‬

‫اليضـ خالصة الموضوع او اىـ حقائقو وانما يضـ فقط مطمع او مدخؿ‬

‫منطقى يتوسؿ بو الكاتب الى شرح موضوع التقرير بحيث يضـ جسـ التقرير‬

‫التفاصيؿ والشواىد والصور الحية لمموضوع ليصؿ بنا الكاتب فى النياية الى‬

‫خاتمة التقرير الصحفى وىى التى يكشؼ فييا عف نتائج او خالصة ماتوصؿ‬

‫اليو او يقدـ لنا اىـ نتيجة او حقيقة وصؿ الييا فى موضوع التقرير ٓ‬

‫وىذا التسمسؿ المنطقى فى بناء التقرير الصحفى يجعمو يختمؼ عف بناء‬

‫الخبر الصحفى فى جانبيف ىامييف ‪:‬‬

‫االوؿ ‪ :‬انو فى حيف يحتوى الخبر الصحفى عمى جزئيف فقط وىما ‪ :‬مقدمة‬

‫الخبر وجسـ الخبر نجد التقرير الصحفى يحتوى عمى ثالثة اجزاء ىى مقدمة‬

‫التقرير ٓٓ وجسـ التقرير ٓٓ وخاتمة التقرير ٓ‬

‫الثانى ‪ :‬اف بناء الخبر مف مقدمة وجسـ فقط واحتواء ىذا الجسـ عمى‬

‫الحقائؽ االقؿ اىمية يتيح لكاتبو او لمصحيفة التى تنشره اف تحذؼ مف جسـ‬

‫الخبر أية اجزاء تراىا دوف اف يؤثر ذلؾ فى سياؽ الخبر فى حيف اف بناء‬

‫‪129‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫التقرير الصحفى مف مقدمة وجسـ وخاتمة وقياـ ىذا البناء عمى تسمسؿ‬

‫منطقى يجعؿ مف أجزاء التقرير وحدة عضوية مترابطة ليس مف السيؿ قطع‬

‫او حذؼ أى جزء منيا دوف اف يتاثر بذلؾ بناء التقرير نفسو وغالبا ما يؤدى‬

‫حذؼ اى جزء ولو صغير منو إلي صعوبة فيـ ىدؼ التقرير ونتيجتو واىتزاز‬

‫فكرتو األساسية وتسمسمو المنطقى ٓ‬

‫ورغـ اختالؼ انواع التقرير الصحفى وتعدد مجاالتو فال بد اف يحتوى عمى‬

‫االجزاء الثالثة التالية‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬مقدمة التقرير الصحفى ‪ :‬وىذه المقدمة ليا عدة وظائؼ أىميا‪:‬‬

‫‪ -‬اف تميد لمموضوع‬

‫‪ -‬اف تيئ القارئ لو‬

‫ومقدمة التقرير الصحفى قد تحتوى عمى العناصر التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬واقعة ممموسة ٓ‬

‫‪ -‬موقؼ معيف ٓ‬

‫‪ -‬صورة منطقية ٓ‬

‫‪ -‬زواية جديدة لموضوع غير جديد ٓ‬

‫‪131‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وتتحدد قيمة المقدمة عمى ضوء االعتبارات التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬مقدرة عمى جذب انتباه القارئ الى الموضوع الذى يعالجو التقرير الصحفى‬

‫‪ -‬قدرة المقدمة عمى دفع القارئ الى متابعة قراءة بقية التقرير الصحفى وحتى‬

‫نيايتو ٓ‬

‫ثانيا ‪ :‬جسـ التقرير الصحفى ‪ :‬وىو الجزء الذى يضـ المعمومات والبيانات‬

‫الجوىرية فى موضوع التقرير‪ ,‬كذلؾ يضـ االدلة والشواىد او الحجج المنطقية‬

‫التى تدعـ الموضوع الذى يتناولو التقرير ٓ‬

‫ومف الضرورى اف يحرص كاتب التقرير عمى اف يضمف جسـ التقرير جانبيف‬

‫ىاميف ىما ‪:‬‬

‫‪ -‬مسار الحدث او الواقعة التى يتناوليا التقرير‪ ,‬وتطور ىذا المسار منذ‬

‫بدايتو حتى نيايتو ٓ‬

‫‪ -‬الربط بيف الوقائع التى يضميا التقرير واف يكشؼ عف العالقات بينيا حتى‬

‫يكشؼ ما وراءىا او ما يكتنفيا مف غموض ٓ‬

‫ثالثا‪ :‬خاتمة التقرير الصحفى ‪ :‬وىى آخر جزء فى التقرير واىـ ما فيو والبد‬

‫أف تتضمف ‪:‬‬

‫‪131‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ -‬تقييـ المحرر لموضوع التقرير الصحفى ٓ‬

‫‪ -‬عرض لمنتائج التى وصؿ الييا المحرر خالؿ بحثو فى موضوع التقرير ٓ‬

‫‪ -‬التعميـ لحقائؽ معينة او آراء خاصة او لبعض النتائج التى حصؿ عمييا‬

‫المحرر واف كاف يفضؿ أال يمجأ المحرر الى التعميـ اال اذا كاف مستندا الى‬

‫وثائؽ او حقائؽ التقبؿ الجدؿ او النقاش ٓ‬

‫ومف الضرورى اف يراعى كاتب التقرير توفر صفتيف ىامتيف فى خاتمة‬

‫التقرير الصحفى وىما ‪:‬‬

‫‪ -‬اف تحرص بقدر االمكاف اف تثير فى ذىف القارئ حوا ار حوؿ موضوع‬

‫التقرير واف تدفعو لمتفكير فى الموضوع ومتابعتو فيما بعد اف كاف الموضوع‬

‫يستحؽ المتابعة ٓ‬

‫‪ -‬اف تترؾ خاتمة التقرير صدى عف موضوع التقرير لدى القارئ واف تدفعو‬

‫فى بعض االحياف إلى اتخاذ موقؼ او تكويف رأى معيف تجاه الموضوع او‬

‫المشكمة التى يثيرىا التقرير الصحفى ٓ‬

‫وىناؾ عدة محاذير يجب اف يتنبو ليا كاتب التقرير الصحفى وىو يكتب‬

‫خاتمة التقرير اىميا ‪:‬‬

‫‪132‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ -‬أف يحذر الوقوع فى براثف الخاتمة الخطابية التى ال معنى ليا والتى ال‬

‫تضيؼ شيئا الى موضوع التقرير فاف مف شأف ىذه الخاتمة اف تضعؼ مف‬

‫تأثير التقرير وتفسد اى جيد يكوف المحرر قد بذلو فى كتابة التقرير وجمع‬

‫مواده ٓ‬

‫‪ -‬اف يحذر الوقوع فى خطأ عدـ االتساؽ بيف المعمومات التى يحتوييا جسـ‬

‫التقرير وبيف النتائج التى يصؿ الييا فى خاتمتو‪ ,‬فاف مف شأف ذلؾ اف يفقد‬

‫التقرير وضوحو الفكرى ويقع بو فى براثف الغموض الذى يؤدى الى عدـ فيـ‬

‫القارئ لمعنى التقرير ومضمونو‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫البناء الفني لمتقرير الصحفى المبنى عمى قالب اليرم المعتدل‪:‬‬

‫‪134‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫نموذج لمتقرير الصحفى المبنى عمى قالب اليرم المعتدل‬

‫فى اتنظار النياية‬

‫منظمات تستعد لميوم الذى يدمر فيو العالم واخرى تيئ الظروف لبناء‬

‫الحضارة الجديدة‬

‫‪135‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫لقد بدأ المحرر تقريره حاوؿ اف يجعؿ منيا تمييدا لمموضوع واختار لموضوع‬

‫المقدمة زواية جديدة لموضوع قديـ ىو كيفية الوقاية مف الحرب النووية – اما‬

‫الزواية الجديدة فكانت االشارة ألقواؿ بعض المتطرفيف فى خوفيـ مف الحرب‬

‫النووية القادمة واالشارة الستعداد البعض منيـ بالفعؿ لمحرب القادمة ‪:‬‬

‫‪ -‬المورد بيمستد المسئوؿ عف استعدادات الدفاع فى بريطانيا يقوؿ اف ما‬

‫اليزيد عف ٘ٔ مميوف نسمة فقط يمكف اف ينجوا فى حالة تعرض‬

‫بريطانيا ليجوـ نووى‪ ,‬وقاؿ اف عدد الباقيف عمى قيد الحياة يمكف اف‬

‫يزداد اذا طبؽ افراد الشعب البريطانى التعميمات التي ستنشرىا‬

‫الحكومة البريطانية عما قريب ضمف كتيب ييدؼ الى ارشاد الناس‬

‫الى ما يجب عممو فى حالة تعرض البالد ليجوـ نووى ‪ ,‬وقبؿ‬

‫تصريح المورد بيمستد بشير قدـ التمفزيوف التجارى فى لندف مقابمة مع‬

‫عقيد سابؽ فى الجيش البريطانى آاف نجمة لمع أباف الحرب العالمية‬

‫الثانية ٓ ولكف موضوع المقابمة لـ يكف عف الحرب العالمية الثانية‬

‫بؿ عف الثالثة ٓ‬

‫‪136‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ -‬موضوع المقابمة اقتصر عمى ىذا الضابط وعمى قريتو الصغيرة‬

‫التابعة فى جزء جميؿ مف الريؼ االنجميزى ٓ فمنذ مدة وىذا الضابط‬

‫ييئ قريتو لمواجية ىجوـ نووى ‪ ,‬وكؿ فرد فى تمؾ القرية يعرؼ‬

‫الدور الذى سيمعبو والميمة الممقاه عمى عاتقو فى حالةة تعرض‬

‫بريطانيا ليجوـ نووى‪ ,‬كما اف القرية مجيزة بمالىى تحت االرض‬

‫لمنع تسرب االشعاع النووى الييا ‪ ,‬والغرض مف تمؾ المالجئ اف‬

‫يبقى فييا أىؿ القرية مدة اؿ ٗٔ يوما التى تعقب التفجير النووى‬

‫والتى مف المفروض أف يظؿ مفعوؿ االشعاع النووى فتاكا خالليا‬

‫لذلؾ فيى مجيزة بمخازف الطعاـ وخزانات المياه العذبة التى تكفى‬

‫الطعاـ أىؿ القرية وارواء ظمئيـ خالؿ المدة المذكورة ٓ‬

‫لو إذا ظف القارئ أف ىذا الضابط البريطانى فيو مس مف الجنوف فاننا نشير‬

‫عميو بمتابعة القراءة اذ سيجد أف المجانيف كثر ٓ‬

‫أما جسـ التقرير فقد حشد المحرر فيو النقاط اليامة التالية ‪:‬‬

‫أ‪ -‬المعمومات والبيانات الجوىرية فى الموضوع والتى تكشؼ عف وجود‬

‫جماعات متطرفة بالفعؿ تستعد مف اليوـ لما ستفسر عنو الحرب النووية مف‬

‫‪137‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫دمار ‪ ,‬وىى بذلؾ تشكؿ بالنسبة لممحرر األدلة والشواىد والحجج المنطقية‬

‫التى تؤكد ما سبؽ ذكره مف اشارات مثيرة فى المقدمة عف ىذه الجماعات‬

‫المتطرفة ‪:‬‬

‫‪ -‬ففى الواليات المتحدة تسيطر فكرة انتياء الحضارة الغربية عمى عقوؿ‬

‫عدد كبير مف الناس الذيف ينتموف الى مدف وقرى مختمفة‪ ,‬واذا كانت‬

‫نسبة كبيرة مف ىؤالء المتشائميف تعتقد اعتقادا راسخا اف نياية‬

‫الحضارة الغربية ‪ ,‬بؿ ونياية العالـ عمى حد تعبير المتناىيف فى‬

‫التشاؤـ منيـ ‪ ,‬ستأتى نتيجة الندالع حرب نووية ‪ ,‬فإف نسبة ال بأس‬

‫بيا تعتقد أنو حتى لو امتنع زعماء العالـ عف ضغط أزرار اطالؽ‬

‫الصواريخ وقرع اجراس اليوؿ والدمار فاف سمسمة متعاقبة مف‬

‫االمراض والكوارث الطبيعية تقؼ بالمرصاد لمفتؾ بالحضارة الغربية‪,‬‬

‫وفى مدينة كارسوف فى والية كاليفورنيا االمريكية توجد مؤسسة‬

‫تجارية ضخمة تنحصر نشاطاتيا التجارية فى تمبية طمبات الباقيف‬

‫عمى قيد الحياة الذيف ينفقوف مئات اآلالؼ مف الدوالرات فى شراء‬

‫كميات ضخمة مف المواد الغذائية لخزنيا بانتظار الموعد المشئوـ ‪,‬‬

‫‪138‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وفى العاـ الماضى بمغت مبيعات تمؾ المؤسسة أكثر مف مميوف‬

‫دوالر ٓ‬

‫‪ -‬ومف الشخصيات المعروفة عمى شاشة التمفزيوف االمريكى شخصية‬

‫اآلف رؼ الذى يرشد الناس إلى الطرؽ السميمة لمبقاء عمى قيد الحياة‬

‫بعد انتياء الحضارة الغربية ‪ ,‬وباالضافة الى برنامجو االسبوعى فانو‬

‫يصدر نشرة شيرية فى نفس الموضوع نرسؿ بالبريد الى ٕٓٓٓ٘ٔ‬

‫مشترؾ يدفع كؿ منيـ ٘ٗٔ دوال ار مقابؿ اشتراؾ سنوى‪ ,‬ومف‬

‫النصائح التى يسدييا لقرائو التخمص مف الودائع النقدية واقتناء‬

‫الذىب واالحجار الكريمة ٓ‬

‫‪ -‬ويبدو اف والية كاليفورنيا بالذات تئوى نسبة كبيرة مف "الباقيف عمى‬

‫قيد الحياة " فمف رواد ىذه الحركة ىناؾ شخص اسمو بوب سموف ‪,‬‬

‫وىو رب عائمة فى‬

‫اؿ ٔ٘ مف عمره مينتو ميندس ميكانيكى‪ ,‬ويرى بوب أف كؿ‬

‫شخص عاقؿ يجب اف يخزف طعامو وما يمزمو مف مياه الشرب واف‬

‫يكيؼ نفسو عمى العيش بدوف كيرباء وال بنزيف واف يدافع عف نفسو‬

‫‪139‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ضد االشخاص الذيف لـ يتخذوا ىذه االستعدادات فاخذوا عمى حيف‬

‫غرة يوـ النياية المحترمة‪ ,‬وفى ىذا المجاؿ فاف بوب يسير فى‬

‫استعداداتو دوف ىوادة منزلو يمتمئ بالمأكوالت المعمبة اما بركة‬

‫السباحة التى تحتؿ جزءا جميال مف حديقة منزلو الخمفية فقد حوليا‬

‫الى خزاف ماء يتسع لكمية مف مياه الشرب تصؿ الى ٓٓٓ‪ٔٛ‬‬

‫جالوف‪ ,‬وكاف بوب قد ضحى بمستقبؿ مينتو وبالحياة الرغدة التى‬

‫كاف يتنعـ بيا فى بمدة ريتشموند االرستقراطية فى قمب كاليفورنيا‬

‫لينتقؿ باسرتو الى قرية نائية تقبع بيف جباؿ وعرة تعزليا عف مباىج‬

‫الحياة فى معظـ مدف والية كالفورنيا الجذابة ٓ‬

‫‪ -‬واذا كانت القرية االنكميزية تستعد لمدفاع عف نفسيا فاف قرية بوب‬

‫سموف االمريكية تستعد لميجوـ اذ رسـ بوب خطة منذ اآلف لمتصرؼ‬

‫واالخذ بزماـ المبادرة فى المحظة التى تموح فييا عند االفؽ بوادر‬

‫انييار المجتمع االمريكى‪ ,‬وتقضى الخطة باف ييب ىو ورجالو ممف‬

‫تحت امرتو لإلنقضاض عمى مستودعات الحرس القومى واالستيالء‬

‫عمى عرباتو المصفحة ودباباتو وأسمحتو الثقيمة ٓ ولكف ضد مف‬

‫‪141‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ستستخدـ ىذه الترسانة مف األسمحة ؟ وىؿ تضـ قوات االحتالؿ‬

‫السوفياتية المتصورة االستيالء عمى قرية بوب سموف حتى قبؿ سقوط‬

‫واشنطف ؟ إال أف ىذه االسمحة لف تستعمؿ اليقاؼ الزحؼ السوفيتى‬

‫عند ابواب قريتو بؿ لمقضاء عمى مواطنية االمريكييف‪ ,‬إذ يعتقد بوب‬

‫سموف انو فى حالة انييار المجتمع االمريكى سيحاوؿ الكثيروف‬

‫النزوح الى قريتو " الفاضمة " واالستفادة مف االستعدادات الكبيرة التى‬

‫قاـ بيا اىؿ قريتو ثـ ستدب الفوضى ويسود الذعر والقمؽ وتنتيى‬

‫احالمو وتتحطـ اماؿ الكثيريف الذيف وضعوا كؿ ثقتيـ فى منقذىـ‪,‬‬

‫اذف البد مف حماية القرية والدفاع عف ثرواتيا المخزونة وبالتالى البد‬

‫مف اطالؽ قذائؼ دبابات الحرس القومى عمى المواطنيف االمريكييف‬

‫واذا ظف المرء اف تمؾ مجرد افكار لف يتـ تنفيذىا ابدا فاف ما يقوـ بو بوب‬

‫سموف ورجالو كفيؿ باثبات عكس ذلؾ اذ استأجروا ساحة واسعة وحولوىا الى‬

‫ميداف تدريب عمى اطالؽ النيراف ٓ‬

‫‪ -‬وعمى عكس نظرة بوب سموف المتشائمة فاف زعيما لمجموعة اخرى‬

‫مف " الباقيف عمى قيد الحياة" ينتظر بفارغ الصبر سقوط المجتع‬

‫‪141‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫الغربى وانييار حضارتو ويعتقد الشخص ىذا الذى يدعى كيرت‬

‫ساكسوف اف انتياء الحضارة الغربية المعاصرة امر البد منو ولكف‬

‫ىذه الفكرة بالنسبة لو تدعو لإلثارة وحب المغامرة‪ ,‬فانتياء الحضارة‬

‫يعنى فرصة أخرى لمبناء مف جديد وسيقتنص ىو وامثالو ىذه الفرصة‬

‫لدخوؿ التاريخ باقامتيـ مجتمعا جديدا يعتمد نجاحو عمى جيود‬

‫الباقيف عمى قيد الحياة ٓ‬

‫‪ -‬وعمى خالؼ بوب سموف فاف كيرت ساكسوف كاتب وناشر وكيميائى‬

‫وىوايتو جمع المعدات الثقيمة واقتناء االسمحة ٓ ومف بيف مؤلفاتو‬

‫كتاب فى اربعة اجزاء بعنواف " البقاء عمى قيد الحياة" وفيو يرسـ‬

‫صورة لحياة المجتع الناىض مف بيف االنقاض كما يراىا ويخطط‬

‫ليا‪ ,‬واذا ما تجولت فى منزلة تشعر وكأنؾ فى مستودع لمخردة ‪,‬‬

‫فمعظـ المعدات التى يقتنييا قديمة يعود بعضيا الى عاـ ٖٗ‪ ٜٔ‬كما‬

‫حوؿ ركنا مف منزلو الى مختبر صغير الجراء التجارب عمى انواع‬

‫المواد المتفجرة التى يقوـ بانتاجيا وفى احدى تمؾ التجارب انفجرت‬

‫شحنة مما ادى الى جرح يده اليسرى بحيث ال يقدر عمى استعماليا‬

‫‪142‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫مطمقا‪ ,‬وىو فى فكرتو عف االستعدادات التى يجب عمى المرء اف‬

‫يتخذىا آى يبقى حيا يخالؼ افكار أالف رؼ الذى يناشد أتباعو‬

‫اقتناء الذىب واالحجار الكريمة الف كؿ ىمو انحصر فى اقتناء‬

‫االسمحة‪.‬‬

‫‪ -‬ويشرح ىذا المخموؽ نظريتو قائال ‪ " :‬سيكوف ىنالؾ شخصاف واحد‬

‫يممؾ الذىب واالخر يممؾ السالح" ‪ ,‬وقد يحاوؿ االوؿ تطبيؽ نظاـ‬

‫المقايضة فيعرض ذىبو عمى الثانى مقابؿ بندقيتو ولكف صاحب‬

‫البندقية يكوف فى وضع قوى يسمح لو باستخداـ القوة النتزاع الذىب‬

‫مف االخر واذا كاف الكرـ والعفو مف شيـ اجداده فقد يسمح لو‬

‫بمغادرة المكاف حيا ؟ الرابط بيف ىذه الوقائع والمعمومات فى نسيج‬

‫واحد والخروج مف ذلؾ بمقولة اف ىناؾ مف الناس األسوياء مف‬

‫ينظروف بجدية الى مثؿ ىذه االمور ويضرب المحرر لذلؾ بمثؿ‬

‫يؤكد اف ىذه القضية أثيرت فى اسئمة بعض االمتحانات المدرسية‬

‫فى كاليفورنيا‪ ,‬بؿ اف الموضوع كاف مادة الستفتاء عممى فى‬

‫المجتمع االمريكى‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ -‬ىذه ىى الحياة الجديدة التى يستعد أالف رؼ ‪ ,‬بؿ عشرات اآلالؼ‬

‫مف االمريكييف الستقباليا بعد انتياء الحضارة المعاصرة ٓ واذا ظف‬

‫المرء أف فكرة استخداـ القوة واالسمحة الثقيمة لمقضاء عمى الذيف لـ‬

‫يستعدوا لذلؾ العصر االسود تسيطر فقط عمى عقوؿ أناس مثؿ بوب‬

‫سموف ‪ ,‬فما عميو إال أف يحاوؿ االجابة عمى ىذا السؤاؿ الذى كاف‬

‫جزءا مف امتحانات احدى المدارس الثانوية فى كاليفورنيا ‪.‬‬

‫‪ -‬يقوؿ السؤاؿ " اندلعت الحرب النووية ففتكت اشعاعاتيا الذرية بكؿ‬

‫حى ولـ ينج سوى ٘ٔ شخصا فروا الى مخبأ محصف ضد االشعاع‬

‫ولكف لسوء الحظ فاف فاف كمية االغذية المخزونة التى يجب اف‬

‫تستيمؾ عمى مدى المدة التىى يظؿ فييا االشعاع فتاكا فى البيئة ال‬

‫تكفى اال لعشرة اشخاص فقط لذا يجب إخراج خمسة اشخاص ليالقوا‬

‫حتفيـ وعمى الطالب اف يقرر اى االشخاص الخمسة يجب اف يساقوا‬

‫الى المذبح ؟ واذا كاف االستغراب مف توجيو مثؿ ىذا السؤاؿ الى‬

‫طمبة المدارس ىو رد الفعؿ الطبيعى المتوقع فاف استطالعا لمرأى‬

‫عمى عينات مختمفة مف طبقات المجتمع االمريكى أثارالدىشة‬

‫‪144‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫الممزوجة بالقمؽ اذ كاف السؤاؿ الذى وجو الييـ ‪ " :‬ىؿ تعتقد اف‬

‫مصير الحضارة المعاصرة االنييار والدمار فى المستقبؿ القريب " ؟‬

‫وتفاوتت االجوبة ألف ثالثة مف عشرة يعتقدوف بنياية الحضارة‬

‫المعاصرة نتيجة لسمسمة مف الكوارث قد تستغرؽ أسابيع فقط ‪ ,‬وستو‬

‫مف عشرة يروف اف الحضارة بدأت عممية االنحالؿ منذ مدة وبتطبيؽ‬

‫قانوف التسارع فاف النياية تقترب يوما بعد يوـ وسنة بعد سنة وقد‬

‫فات االواف عمى إيقاؼ العجمة‪ ,‬ولكف الشئ الذى أثار الدىشة والقمؽ‬

‫أف شخصا واحدا مف الذيف وجو الييـ ىذا السؤاؿ لـ يكف ليعتقد أنو‬

‫سؤاؿ سخيؼ وصرفو عمى انو آكاـ فارغ بؿ انحصرت االختالفات‬

‫بيف وجيات النظر فى الطريقة التى ستنيار فييا الحضارة الغربية‪.‬‬

‫أما خاتمة التقرير فقد اختار ليا المحرر جانبا طريفا يخفؼ مف الكآبة التى‬

‫يمكف اف تصيب القارئ عندما يفكر فى الحرب النووية القادمة ٓٓ فقد طمب‬

‫المحرر مف القارئ بأف يقوـ بأداء احد االختبارات التى وضعيا دعاة مقاومة‬

‫الحرب النووية ! ومع اف االختبار مستحيؿ اف ينفذ وخاصة مف جانب قراء‬

‫‪145‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫الصحيفة اال انو حقؽ احد وظائؼ الخاتمة وىى اف تترؾ صدى لدى القارئ‬

‫عف الموضوع‪ ,‬حتى لو كاف ىذا االنطباع مجرد االبتساـ لطرافو الموضوع !‬

‫‪ -‬بدوف اى انذار مسبؽ انيض مف فراشؾ فى الصباح واقطع جميع‬

‫امدادات الكيرباء والغاز والماء عف أىؿ البيت وأصدر األوامر الييـ‬

‫بالبقاء فى المنزؿ ثالثة اياـ كاممة ‪ ,‬ال مدارس ‪ ,‬ال عمؿ ‪ ,‬ال تسوؽ‬

‫‪ ,‬وال تسمح الى فرد باستعماؿ الياتؼ‪ ,‬الطبخ يجب اف يتـ باستعماؿ‬

‫الشموع او بحرؽ أوراؽ الصحؼ القديمة ‪ ,‬واذا شعرت بالبرد فاياؾ‬

‫والمجوء الى التدفئة المركزية بؿ تمحؼ بكؿ ما تقع عميو يدؾ مف‬

‫مالبس قديمة‪ ,‬ىذا ىو االختبار الذى يطمب أحد دعاة البقاء عمى‬

‫قيد الحياة اجراءه لمعرفة مدى استعداد االفراد لمواجية نياية الحضارة‬

‫الغربية ؟‬

‫‪146‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫أنواع التقرير الصحفي‬

‫أوال‪ :‬التقرير االخبارى‬

‫ىو التقرير الذى ييتـ – فى المقاـ االوؿ – بعرض وشرح وتفسير بعض زوايا‬

‫او جوانب مف األخبار او األحداث او الوقائع اليومية الجارية‪ ,‬وىو لذلؾ‬

‫واحيانا اخرى يسمى ‪-‬‬ ‫يسمى فى بعض االحياف بتقريرالمعمومات‬

‫التقريرالموضوعى‪-‬‬

‫*ويقوـ ىذا النوع مف التقرير بأداء الوظائف التالية ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬تقديـ بيانات ومعمومات جديدة عف خبر او حدث ال يستطيع الخبر‬

‫الصحفى اف يوفيو حقو فى النشر‬

‫ٕ‪ -‬ابراز زوايا او جوانب جديدة عف حدث معروؼ ٓ‬

‫ٖ‪ -‬تقديـ الخمفية التاريخية او الوثائقية لمخبر او الحدث الذى يتناولو‬

‫التقريرٓفمف شأف ىذه الخمفية اف توضح الجوانب الغامضة او غير المفيومة‬

‫فى الحدث‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٗ‪ -‬تقديـ تقييـ موضوعى ليذه البيانات سواء كاف ذلؾ عف طريؽ االحكاـ‬

‫واالستنتاجات والتعميمات التى تدلى بيا الشخصيات التى يستشيد بيا كاتب‬

‫التقرير او تمؾ التى يتوصؿ الييا بنفسو ٓ‬

‫والتقرير االخبارى البد اف يتصؼ بصفتيف بارزتيف ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬االلتزاـ باألسموب الموضوعى فى عرض المعمومات والبيانات‬

‫واآلراء‪ ,‬ويقصد باألسموب الموضوعى ىو عدـ تحيز الكاتب اثناء سرده‬

‫لممعمومات او اثناء تقييمو ليا او تعميمو لنتائجيا‪ ,‬لذلؾ يفضؿ اف يميز‬

‫كاتب التقرير تميي از واضحا اثناء كتابة التقرير بيف ما ىو اخبار او معمومات‬

‫او بيانات بحتو‪ ,‬وبيف ماىو رأى لكاتب التقرير نفسو او الى مف الشخصيات‬

‫التي يستشيد بيا فى التقرير‪.‬‬

‫الثانى ‪ :‬انو بنفس القدر الذى يجب اف ييتـ فيو كاتب التقرير بتقديـ‬

‫المعمومات والبيانات الجديدة البد اف ييتـ ايضا بتقديـ الخمفية التاريخية‬

‫لموضوع التقرير خاصة تمؾ الخمفية ذات الطابع الوثائقىٓ‬

‫والتقرير االخبارى ىو الذى يمبى اليوـ االحتياجات االعالمية لمقارئ المعاصر‬

‫وخاصة فيما يتعمؽ بالقضايا الحيوية فى المجتمع الحديث ٓٓ لذلؾ يندرج‬

‫‪148‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫تحت ىذا النوع العديد مف التقارير مثؿ التقرير السياسى والتقرير االقتصادى‬

‫والتقارير التى تعرض لمحروب واالزمات والكوارث والزالزؿ‪ ,‬كذلؾ يندرج تحت‬

‫ىذا النوع التقارير المعينة بشئوف التعميـ والصحة والعموـ ٓ‬

‫ونحف نعتقد اف الجزء االكبر مف مجاالت التقرير االخبارى تنصرؼ الى‬

‫تغطية " االخبار الجادة" وىى االخبار التى تحيط القراء عمما باالحواؿ‬

‫والمواقؼ اليامة التى مف شأنيا التاأير فى حياتيـ ومستقبميـ إف اجال أو‬

‫عاجال مثؿ أخبار الشئوف العامة والعموـ والمشاكؿ االجتماعية والشئوف‬

‫االقتصادية وما يشبو ذلؾ والصحة ورجاؿ الماؿ والتعميـ مف الشئوف‪.‬‬

‫اما الجانب القميؿ مف التقارير االخبارية فيو الذى ينصرؼ الى تغطيو‬

‫األخبار وىى األخبار التى تثير اىتماـ القراء وتسمييـ مثؿ أخبار الطرائؼ‬

‫واألخبار الخفيفة والرياضة واخبار المجتمع وحوادث التصادـ والجرائـ‬

‫والنكبات والجنس والتقرير االخبارى شأنو شأف بقية االنواع مف التقارير يكتب‬

‫بقالب اليرـ المعتدؿ‬

‫‪149‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫نموذج لمتقرير االخبارى‬

‫بولونيا‬

‫افغانستان اميركية فى بولونيا‬

‫دفع ثمنيا العمال والحكومة‬

‫‪151‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫بدأ المحرر تقريره االخبارى عف االضطرابات العمالية فى بولندا بمقدمة حاوؿ‬

‫فييا اف يمخص أبرز وقائع الحدث البولونى ونتائجو فالمقدمة ىنا تقوـ حوؿ‬

‫واقعة ممموسة يحاوؿ المحرر تفسير بعض زواياىا ‪:‬‬

‫‪ -‬تعيش بولونيا منذ مطمع شير تموز (يوليو) الماضى نقمة شعبية‬

‫متصاعدة وصمت الى ذروتيا فى اواسط ىذا الشير مع امتداد‬

‫االضرابات العمالية الى عدد كبير مف المصانع فى مناطؽ عديدة‬

‫مما اجبر السمطة عمى القبوؿ ‪ ,‬بعد رفض استمر اسابيع ‪ ,‬بمحاورة‬

‫ممثمى العماؿ المضربيف اذ تنكر ىؤالء لتمثيؿ النقابات العمالية‬

‫الرسمية ليـ ىذه النقابات الواقعة تحت التأثير المباشر لمحزب‬

‫الشيوعى الحاكـٓ‬

‫بعد المقدمة دخؿ المحرر فى جسـ التقرير االخبارى حيث وضع فى مرآز‬

‫الصدارة فقرة مف المعمومات الخمفية التاريخية عف االحداث المثيمة ليذه‬

‫االضرابات العمالية فى التاريخ البولندى القريب ‪:‬‬

‫وفى الفقرة التالية مف جسـ التقرير اخذ المحرر يقدـ بعض مالحظاتو حوؿ‬

‫طبيعة ىذا الحدث ‪:‬‬

‫‪151‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ -‬عمى اف اوؿ ما يمفت النظر فى ما تشيده بولونيا اليوـ ىو عدـ لجوء‬

‫السمطة الى العنؼ لمواجية حركة االضراب التى تشؿ جزءا كبي ار مف‬

‫االقتصاد الوطنى منذ اسابيع ‪ ,‬بؿ فاف وسائؿ االعالـ الرسمية‬

‫تتدواؿ أخبار االضراب وتعقد عمى التميفزيوف والراديو الرسمييف‬

‫ندوات مناقشة حوؿ الموضوع ‪ ,‬بعد اف مارست وسائؿ االعالـ ىذه‬

‫تعتيما كامال حوؿ ما يجرى استمر حتى اوائؿ ىذا الشير عندما‬

‫ظير اف ىذا التعتيـ لـ يمنع امتداد االضرابات وتزايدىا ٓ‬

‫‪ -‬ذلؾ اف النقمة الشعبية ىى تحرؾ عفوى جاء بمثابة الرد عمى وضع‬

‫اقتصادى متأزـ لـ تشيده بولونيا فى تارخيا الحديث ‪ ,‬لدرجة اف ثمة‬

‫شبح مجاعة يخيـ عمى البالد ويدفع السكاف الى تفريغ مخازف‬

‫التمويف مف محتوياتيا كؿ يوـ تحسبا لفقداف المواد الغذائية الضرورية‬

‫ٓ‬

‫اما بقية فقرات جسـ التقرير فقد استيدفت عرض وشرح وتفسير بعض زوايا‬

‫او جوانب الحدث البولونى ودالالتو ‪:‬‬

‫‪152‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ -‬ومف الطبيعى اف يسود ىذا القمؽ البالد ‪ ,‬فالمأزؽ االقتصادى الذى‬

‫تجتازه بولونيا ىو االصعب مف بيف كؿ الدوؿ االشتراكية فبولونيا‬

‫وحدىا مدينة لمعالـ الغربى ب ٕٓ مميار دوالر ( العالـ االشتراكى)‬

‫كمو بما فيو بولونيا مديف بمبمغ ٓ‪ ٛ‬مميار لمعالـ الغربى ) عمييا‬

‫تسديدىا مع فائدتيا مما يشكؿ مبمغ ‪ٙ‬مميارات دوالر سنويا ‪ ,‬وىو‬

‫عمميا ما تستطيع تأمينو البالد مف العمالت الصعبة بفضؿ صادراتيا‬

‫مف الفحـ الحجرى ويفرض عمييا االستدانو الستيراد كؿ ما تحتاج‬

‫اليو مف الخارج ٓ‬

‫‪ -‬وباالضافة الى الديوف المتراكمة عمى االقتصاد البولونى فاف ىذا‬

‫االقتصاد يعيش ازمة داخمية قوي‪ ٓ,‬فمقد انخفض الناتج الوطنى عاـ‬

‫‪ ٜٜٔٚ‬بنسبة ٔ‪ % ٕ.‬ولـ تتوصؿ الصناعة اال الى تحقيؽ‬

‫حوالى٘٘ ‪ %‬مف النمو المطموب فى االنتاج‪ ,‬كذلؾ يعانى االقتصاد‬

‫البولونى مف االرتفاع المضطرد فى أسعار المواد التى يستوردىا مف‬

‫البمداف الغربية ومف تضخـ االقتصاد العالمى ٓ زيادة عمى ذلؾ تبدو‬

‫‪153‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫العممة الوطنية " زلوتى " وكأنيا ال تساوى شيئا يذكر بالمقارنة مع‬

‫العمالت الصعبة ٓ‬

‫‪ -‬يضاؼ الى ىذه الموحة القاتمة المحصوؿ الزراعى السئ لمسنوات‬

‫االخيرة واضطرار بولونيا بعد تخفيؼ االتحاد السوفيتى مف صادراتو‬

‫النفطية الييا ‪ ,‬إلى شراء النفط مف السوؽ السوداء بأسعار عالية جدا‬

‫( حوالى ٖ٘ دوال ار لمبرميؿ الواحد ) وطبعا الى دفعة بالعمالت‬

‫الصعبة ٓ‬

‫‪ -‬وىكذا يتعمؽ مأزؽ االقتصاد البولونى تحت ىاجس اساسى ‪ :‬مف‬

‫أيف وكيؼ الحصوؿ عمى العمالت الصعبة ؟ والجواب كاف وال يزاؿ‬

‫نفسو ‪ :‬االستدانة وزيادة االنتاج داخميا لمتمكف مف زيادة الصادرات‬

‫وزيادة االسعار داخميا لمواجية ىذه الحرآة التضخمية ٓ ففى ‪ٜٜٔٚ‬‬

‫راوحت زيادة االسعار بيف ٗٔ و ‪ % ٔٙ‬بينما بقيت الرواتب عمى‬

‫حاليا تقريبا ٓ‬

‫‪ -‬غير أف القشة التى قصمت ظير البعير جاءت فى مطمع ىذا‬

‫الصيؼ مع زيادة اسعار المحـ وتخفيؼ مصاريؼ الدولة لمتمكف مف‬

‫‪154‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ايقاؼ تفاقـ العجز ٓ فاذا بكؿ شئ فى البالد ييتز ‪ :‬مئات االالؼ‬

‫مف العماؿ يتوقفوف عف العمؿ ويحتموف المصانع ويعمنوف اضرابا‬

‫مفتوحا مشكميف لجانا تمثميـ ويطالبوف اضافة الى زيادة الرواتب‬

‫وتخفيض اسعار المحـ بمطالب سياسية اىميا تشكيؿ نقابات حرة‬

‫وجعؿ النقابات القائمة عمالية فعال وليس مجرد نقابات صورية ‪,‬‬

‫اطالؽ سراح المعتقميف السياسييف والتعيد بعدـ مالحقة المضربيف‬

‫ومنظمى االضراب ‪ ,‬السماح لمكنيسة باستعماؿ وسائؿ االعالـ ‪,‬‬

‫والغاء المعاممة الخاصة لرجاؿ الشرطة ‪ ,‬بناء نصب تذكارى لشيداء‬

‫اضرابات ٓ‪ , ٜٔٚ‬نشر كامؿ المطالب فى كؿ وسائؿ االعالـ‪,‬‬

‫وأماـ اص ارر المضربيف عمى ىذه الالئحة الطويمة مف المطالب (‬

‫التى تضمنت حوالى ٖ‪ ٚ‬مطمبا ) وافقت الدولة عمى زيادة الرواتب‬

‫وتخفيض بعض االسعار وتوجو رئيس الحكومة ادوارد بابيوش الى‬

‫الشعب عبر وسائؿ االعالـ ثـ تبعو الرجؿ االوؿ فى البالد أدوارد‬

‫غيريؾ فى محاولة لمفصؿ بيف المطالب السياسية والمطالب‬

‫‪155‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫االقتصادية‪ ,‬لكف المضرييف أصروا عمى عدـ التنازؿ عف اى‬

‫مطمب‪.‬‬

‫‪ -‬وظير لفترة اف السمطة قررت التصمب اذ اعتقمت بعض قادة‬

‫االضرابات‪ ,‬لكف الحزب عقد فجأة مطمع ىذا االسبوع اجتماعات‬

‫طارئة عمى أعمى المستويات وظيرغيريؾ عمى شاشة التميفزيوف‬

‫مساء االحد ليعمف‪ ,‬وألوؿ مرة فى التاريخ الحديث ألوروبا الشرقية‪,‬‬

‫تجاوب القيادة مع أىـ مطالب القاعدة واعفاء رئيس الحكومة وعدد‬

‫مف الوزراء مف مناصبيـ واالعتراؼ عمنا بوجود اخطاء وبضرورة‬

‫مراجعة السياسة االقتصادية التى تتبعيا الحكومة‪.‬‬

‫وفى خاتمة التقرير نجد المحرر يحاوؿ تمخيص تقييمو لمحدث البولونى‬

‫معتمدا فى ىذا التقييـ عمى ما سبؽ وقدمة فى جسـ التقرير مف معمومات‬

‫وشواىد ومعمومات خمفية – وىو فى الخاتمة ايضا يحاوؿ اف يطرح‬

‫استنتاجاتو الخاصة حوؿ تطور الحدث البولونى وما سوؼ يسفر عنو فى‬

‫المستقبؿ ‪:‬‬

‫‪156‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ -‬وارتاح الوضع فى بولونيا ٓ لكف شيئا لـ يحسـ بعد فكؿ مرة يتحرؾ‬

‫فييا العماؿ فى بولونيا يتغير وبعد اشير كانت تعود االزمة فو ار‬

‫رئيس الوزراء ‪ :‬ىكذا حصؿ عاـ ‪ ٜٔ٘ٙ‬وعاـ ٓ‪ ٜٔٚ‬الى ما كانت‬

‫عميو ٓىذه المرة تنازلت السمطة جديا اماـ شمولية النقمة الشعبية ٓ‬

‫لكف يجب االنتظار لمعرفة ما اذا كاف ىذا التنازؿ يعبر عف تغير‬

‫جدى فى السياسة الداخمية او تدبير ميدئ ٓ‬

‫‪ -‬وبدييى اف االىـ اليوـ ىو معرفة رأى موسكو بالتوجو الجديد لمنظاـ‬

‫البولونى الذى فاجأ العالـ وخاصة االعالـ الغربى الذى صوره‬

‫"بعبعا" يميد لتحويؿ بولونيا الى افغانستاف جديدة‪ ,‬لكف ىذا لـ يحدث ٓ‬

‫ويالحظ بشكؿ عاـ ىذا التقرير اف المحرر التزـ بالموضوعية فيما يتعمؽ‬

‫بسرد االحداث ولكنو فى نفس الوقت استخدـ ىذه االحداث لتقديـ تفسيرات‬

‫تخدـ وجية نظرة ‪ ,‬آذلؾ يالحظ اىتماـ المحرر بتقديـ اكبر كمية مف‬

‫المعمومات الخمفية عف الحدث سواء فى فقرات مستقمة او بيف السطور ٓ‬

‫‪157‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ثانيا‪ :‬التقرير الحى‬

‫ىو التقرير الذى يركز عمى التصويرالحى لموقائع واالحداث‪ ,‬فيو ييتـ برسـ‬

‫صورة الوقائع او األحداث اكثر مما ييتـ بشرحيا او تحميميا أو تفسيرىا ٓ‬

‫فالتقرير الحى يشترؾ مع التقريراالخبارى فى انيما يتناوالف الوقائع واالحداث‬

‫الجارية‪ ,‬ولكف فى حيف يركز التقرير االخبارى عمى سرد البيانات والمعمومات‬

‫حوؿ ىذه الواقعة وتحميميا وتقييميا نجد التقرير الحى يركز عمى وصؼ‬

‫الحدث نفسو او الواقعة ذاتيا ٓ‬

‫وظائف التقرير الحي‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬وصؼ الحدث والظروؼ المحيطة بو والمناخ الذى تـ فيو والناس الذيف‬

‫ارتبطوا بو ٓ‬

‫ٕ‪ -‬عرض وتصوير وتسجيؿ التجارب الذاتية سواء تجارب المحرر كاتب‬

‫التقرير نفسو مع الحدث او تجارب االشخاص الذيف يمسيـ الحدث او الذيف‬

‫ليـ عالقة بو وىو كثي ار ما يدع الناس يتكمموف بأنفسيـ ويرسموف بتعبيراتيـ‬

‫الخاصة صورة الحدث كما وقع او كما تصوره وىو يقع ٓ‬

‫‪158‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٖ‪ -‬التعبير عف االفكار والمشاعر الشخصية لكاتب التقرير او االشخاص‬

‫الذيف يدور حوليـ الحدث ويعكس رؤيتيـ الخاصة لمحدث ٓ‬

‫ٗ‪ -‬اف يجعؿ القارئ يعيش فى الحدث نفسو وكأنو شارؾ فى رؤية الحدث ٓ‬

‫والتقرير الحى قد يستعيف فى كثير مف االحواؿ بالعديد مف االدوات واالشكاؿ‬

‫التى يستعيف بيا التحقيؽ الصحفى دائما اف الفرؽ الجوىرى بيف التحقيؽ‬

‫الصحفى والتقريرالحى ىو اف التقرير يكتفى بالتركيز عمى زواية واحدة فقط‬

‫مف زوايا الموضوع او القضية او الحدث فى حيف ييتـ التحقيؽ الصحفى‬

‫بموضوع القضية آكؿ او بالعناصر الجوىرية فى القضية ال بعنصر واحد‬

‫منيا فقط كما يفعؿ التقرير الصحفى ثـ اف التقرير الحى يقوـ عمى التركيز‬

‫الشديد فى حيف ينفسح المجاؿ اماـ التحقيؽ الصحفى لإلسياب فى عرض‬

‫القضية او المشكمة بجميع جوانبيا واشتراؾ كؿ أطرافيا ٓ‬

‫ولكف فى نفس الوقت ينصرؼ الجزء االكبرمف التقارير الحية الى تغطية‬

‫االخبار الخفيفة‪ ,‬وىناؾ جانب غير قميؿ مف التقارير الحية تغطى االخبار‬

‫الثقيمة التى تغطى الجمسات البرلمانية واالجتماعية الحزبية والمعارؾ‬

‫‪159‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫االنتخابية والمؤتمرات السياسية واالحتفاالت القومية والعروض العسكرية وغير‬

‫ذلؾ مف المجاالت ٓ‬

‫والتقرير الحى يكتب ايضا بطريقة قالب اليرـ المعتدؿ ‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫نموذج لمتقرير الحي‬

‫عن تغطية مباراة رياضية بين فريقي األىمي والمصري في جريدة األىرام‬

‫‪161‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫بدأ المحرر الرياضى لألىراـ تقريره عف المباراة بيف فريؽ االىمى لكرة القدـ‬

‫مع فريؽ المصرى فى احدى مباريات مسابقة الدورى العاـ فى مصر بمقدمة‬

‫حاوؿ فييا يرسـ صورة لمروح العامة لممباراة‪ ,‬حيث ركز عمى وصؼ الحدث‬

‫نفسو‪ ,‬وىو ىنا المباراة‪ ,‬أكثر مما ركز عمى سرد وقائعو وتفاصيمو ‪:‬‬

‫‪ -‬اجتاح االىمى المصرى بأربعة أىداؼ لال شئ سجمت كميا عمى‬

‫مدى ربع الساعة االخيرة مف الشوط االوؿ‪ ,‬يمكف االف القوؿ باف‬

‫الفرساف الحمر قد ضمنوا استعادة بطولتيـ التى فقدوىا فى الموسـ‬

‫الماضى بغرابة بالغة ووراء الفوز الثقيؿ حدث مميز اال وىو عودة‬

‫الخطيب فى توقيت بالغ الحساسية وبعد غيبة ٔٔ مباراة لقيادة‬

‫فرسانو وبكؿ ما تعنيو العودة مف حالوة فى االداء وثقة فى النفوس ‪,‬‬

‫وفاعمية بال حدود لميجمات ‪ ,‬وعمى مدى الشوط االوؿ الذى سجؿ‬

‫خاللو االىمى االىداؼ األربعة – وىى أعمى نسبة يسجميا منذ بداية‬

‫الدور الثانى لممسابقة – تمكف النجـ العائد برغـ عدـ اكتماؿ لياقتو ‪,‬‬

‫مف تسجيؿ ىدؼ والمشارآة فى آخر عالوة عمى التمريرات البينية‬

‫‪162‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫القاتمة لزمالئو وكـ تأثرت الفاعمية اثر خروجو بعد ربع الساعة مف‬

‫بداية الشوط الثانى التى لـ تيتز الشباؾ خاللو ولو لمرة واحدة ٓ‬

‫أما جسـ التقرير فقد وضع المحرر فى مطمعة تشكيؿ كؿ مف الفريقيف‬

‫المتبارييف ‪:‬‬

‫‪ -‬التشكيؿ ‪ :‬مثًؿ االىمى – ثابت البطؿ – احمد عبدالباقى ومصطفى‬

‫يونس وماىرىماـ وفتحى مبروؾ – جماؿ عبدالحميد وخالد جاداهلل‬

‫ومختار مختار – مصطفى عبده ومحمود الخطيب وشريؼ‬

‫عبدالمنعـ‪.‬‬

‫‪ -‬وفى بداية الشوط الثانى اشترؾ طاىر الشيخ بدال مف شريؼ‬

‫الحساسو بشد عضمى خفيؼ ‪ ,‬ثـ اشترؾ مجدى عبدالغنى بدال مف‬

‫الخطيب بعد مرور ٘ٔ دقيقة ٓ‬

‫‪ -‬كما مثًؿ المصرى ‪ :‬فاروؽ رضواف – صالح سميـ والخضرى‬

‫والزىار وعميوة محمد طو واحمد متولى والصفتى – مسعد السقا‬

‫ومسعد نور وجماؿ فؤاد وفى بداية الشوط الثانى اشترؾ الحارس‬

‫حسيف صالح بدال مف زميمو رضواف ٓ‬

‫‪163‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫اما الفقرات التالية مف جسـ التقرير فقد خصصيا المحرر لوصؼ احداث‬

‫المباراة‪ ,‬ويالحظ حرص المحرر فى أف يجعؿ القارئ يعيش الحدث نفسو –‬

‫أى مباراة – بحيث اف القارئ الذى لـ يشاىد المباراة يمكنو اف يأخذ صورة‬

‫حية لما حدث فييا وكأنو كاف يشيدىا بالفعؿ !‬

‫‪ -‬بداية عصيبة ‪ :‬ظير المصرى كمنافس مشاكس منذ بداية الشوط‬

‫االوؿ بينما اتسـ اداء االىمى بالعصبية نظ ار الىمية المباراة‪ ,‬وتموح‬

‫فرصة مبكرة لشريؼ الذى احتؿ مرك از طيبا فى الساعد االيمف ‪,‬‬

‫ولكف الكرة ارتطمت بساقو ‪ ,‬ويمجأ ثالثى ىجوـ المصرى الى البقاء‬

‫فى االماـ كحركة ذكية لمنع خط ظير االىمى مف التقديـ والذى قؿ‬

‫مف افراده االشتراؾ فى الكرات مع المياجميف المنافسيف فتعرض‬

‫مرمى ثابت لبعض الحرج ‪ ,‬وبداية مف الدقيقة التاسعة يبدأ الخطيب‬

‫سمسمة مف األلعاب المثيرة التى تبدأ بتسديدة قوية تسقط مف يدى‬

‫الحارس رضواف وترتد الكرة بالغة الخطر لمسعد نور ولكنو يتردد فى‬

‫التسديد فيفوتو القطار ويعود الخطيب فيراوغ آالثعمب ويرسؿ اولى‬

‫ثـ يترفؽ‬ ‫ىداياه الثمينة الى خالد الذى يسدد فى يدى الحارس‬

‫‪164‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫القدربعبد الباقى الذى فقد الكرة فى مراوغة خاطئة وكاد يدفع الثمف‬

‫غاليا ولكف مسعد سدد فوؽ العارضة‪ ,‬وكأنما رأى يونس اف االمر قد‬

‫زاد حدة فرفع عمـ االجادة وساىـ بقدر وافر فى القضاء عمى أى‬

‫بادرة خطوة حتى نياية المباراة وينشط مصطفى عبده فجأة وبقوة‬

‫ويطيح بالدفاع االيسر لممصرى‪ ,‬ولكنو يضيع فرصتيف ىائمتيف‬

‫بالتسديد أعمى العارضة‪ ,‬ومف تمريرة رائعة اخرى لمخطيب ‪ ,‬يسدد‬

‫عبده فترتد الى شريؼ ولكنو يسدد بعيدا مف المرمى‪.‬‬

‫‪ -‬ىدؼ لمبروؾ ‪ :‬فى الدقيقة ٖٔ يتبادؿ خالد ومختار الكرة التى تصؿ‬

‫الى عبدالباقى ومنو الى شريؼ الذى احتؿ مكانا فى اقصى الجناح‬

‫االيمف ‪ ,‬ويرفع الكرة عالية لتتخطى الكؿ وتصؿ الى فتحى مبروؾ‬

‫المتابع – كما يجب – وينقض عمييا بقوة برأسو لتسكف الشباؾ‬

‫وتسجؿ ىدفا طاؿ انتظاره وتصبح نقطة تحوؿ لسير المباراة ٓ‬

‫‪ -‬ىدؼ لمختار‪ :‬أثارىدؼ مبروؾ ىياجا ىائال فى اداء الزى االحمر‬

‫الذى ضغط بشدة بالغة‪ ,‬وفى الدقيقة ‪ ٖٙ‬يتحكـ الكابتف العائد فى‬

‫الكرة ويسدد فى المرمى فترتد اليو الكرة ثانية فى مكاف منحرؼ جية‬

‫‪165‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫اليميف فيعيد تسديدىا فتممس يدى الحارس وتصؿ الى مختار فال‬

‫يجد صعوبة فى ايداعيا المرمى مسجال ىدفا ثانيا معز از ٓ‬

‫‪ -‬ىدؼ لمخطيب ‪ :‬وفى الدقيقة ٓٗ يأتى دور الخطيب لمتسجيؿ وأثر‬

‫كرة عرضية مف عبدالباقى يوقؼ الخطيب الكرة صدره ويسددىا‬

‫ارضية بالقدـ اليمنى ببراعة خبير لتسكف الزواية اليمنى لممرمى‬

‫كالسيـ الزاحؼ ٓ‬

‫‪ -‬ىدؼ لشريؼ ‪ :‬فى الدقيقة ٗٗ يمرر خالد الكرة الى عبده الذى‬

‫ينطمؽ متخطيا الظييرسميـ ويرسميا عرضية بارتفاع نصؼ متر واذا‬

‫باألرض تنشؽ عف شريؼ عبدالمنعـ الذى يسددىا برأسو مف الوضع‬

‫طائ ار ‪ ,‬ببراعة ومرونة فائقة لتسكف الزواية اليسرى مف المرمى‬

‫مسجمة رابع وآخر األىداؼ ٓ‬

‫‪ -‬شوط عقيـ ‪ :‬عمى مدى الربع الساعة االوؿ مف بداية الشوط الثانى‬

‫أى فترة وجود الخطيب‪ ,‬سنحت لالىمى ثالث فرص مؤكدة لمتسجيؿ‪,‬‬

‫االولى تمثمت فى تمريرة عرضية سريعة لمخطيب‪ ,‬قابميا جماؿ‬

‫عبدالحميد وعف قرب مف الوضع راقدا فأضاعيا ‪ ,‬والثانية واثر‬

‫‪166‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫تمريرة اخرى بينية مف الخطيب لمختار الذى سدد بجوار القائـ‬

‫االيسر تماما ‪ ,‬ومف ضربة رآنية لعبده سدد الشيخ الكرة بالرأس فى‬

‫العارضة ثـ يشترؾ مجدى عبدالغنى بدال مف الخطيب ويتقدـ جماؿ‬

‫كرأس حربة‪ ,‬ورويدا ييدأ اداء االىمى ويقؿ مستواه فى الوقت الذى‬

‫ينشط فيو المصرى ويزداد تحكمو فى الكرة يساعده فى ذلؾ عدة‬

‫اخطاء فى اداء االىمى تمثمت فى انضماـ مختار لمداخؿ بدال مف‬

‫الفتح فى الجناح والتمرير غير المتقف مف الوسط خاصة مف مجدى‬

‫عبدالغنى ويتعرض ثابت لبعض اليجمات الخطيرة واف كانت قميمة‬

‫واليخمو األمر مف خطورة لالىمى احداىا تمثمت فى ضربة رأس مف‬

‫الشيخ فى يدى الحارس ٓ‬

‫وفى النياية وضع المحرر فى خاتمة التقرير تقييمو لممباراة ورأيو فى بعض‬

‫الالعبيف وكذلؾ رأيو فى التحكيـ ‪:‬‬

‫‪ -‬وبجانب االختالؼ البيف فى أداء االىمى ما بيف جدية فائقة واىداؼ‬

‫متتالية فى الشوط االوؿ ثـ ىدوء وارتباؾ وعقـ فى الثانى فمقد بذؿ‬

‫المصرى اقصى ما فى الوسع وكاف خصما شريفا فمـ يمجأ فى اى‬

‫‪167‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وقت برغـ ثقؿ اليزيمة لعنؼ او خشونة وفى مقاـ االجادة المميزة‬

‫فيناؾ الحكـ عبداهلل فكرى ثـ الخطيب ويونس وماىر وعبدالباقى‬

‫ومبروؾ بجانب مسعد نور والسقا والصفتى ٓ‬

‫ثالثا‪ :‬تقرير عرض الشخصيات‬

‫ىو التقرير الذى ييتـ بعرض شخصية ما مف الشخصيات المرتبطة باألحداث‬

‫او التى تمعب دو ار بار از فى المجتمع المحمى او المجتمع الدولى ٓ‬

‫فعندما تنجح اندي ار غاندى رئيسة الوزراء السابقة لميند فى انتخابات فرعية‬

‫لمبرلماف اليندى رغـ تكتؿ الحكومة ضدىا‪ ,‬فاف ذلؾ قد يدفع الصحفى الى‬

‫عدـ االكتفاء بكتابة تقرير اخبارى عف ىذه االنتخابات ودالالتيا ونتائجيا‬

‫واثرىا عمى الحياة السياسية فى اليند ‪ ,‬وانما ألف يكتب تقري ار صحفيا يعرض‬

‫فيو ويحمؿ شخصية اندي ارغاندى وتاريخيا السياسى ومالمح شخصيتيا ومدى‬

‫طموحيا السياسى وفكرىا السياسى واالجتماعى وطموحاتيا لممستقبؿ ٓ‬

‫وعندئذ قد يبرز سؤاؿ ‪ :‬ماىو الفرؽ بيف تقرير عرض األشخاص وبيف‬

‫الحديث الصحفى ؟‬

‫‪168‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫لنعد أوال الى تعريؼ الحديث الصحفى وبعدىا يمكف أف ندرؾ الفرؽ بينو وبيف‬

‫التقرير الصحفي وخاصة تقرير عرض االشخاص ٓ‬

‫إف الحديث الصحفى يقوـ عمى الحوار بيف الصحفى وبيف شخصية عامة فى‬

‫المجتمع المحمى او العالمى‪ ,‬وىو حوار قد يستيدؼ الحصوؿ عمى اخبار‬

‫ومعمومات وحقائؽ جديدة او شرح وجيات نظر معينة او تصوير جوانب‬

‫طريفة او مسمية فى حياة ىذه الشخصية‪ ,‬والحديث الصحفى قد يجرى مع‬

‫شخص واحد او لعدة اشخاص كما ىو االمر فى االستفتاء الصحفى ‪ ,‬وقد‬

‫يجريو محرر واحد او عدة محرريف كما ىو الشأف فى المؤتمر الصحفى ٓ‬

‫والحديث الصحفى اليستيدؼ االجابة عمى السؤاؿ (ماذا) ولكنو يستيدؼ‬

‫بالدرجة االولى االجابةعمى سؤاؿ لماذا ؟‬

‫والحديث الصحفى فف مستقؿ بذاتو ولكف ىذا اليمنع مف اف يكوف (أداه)‬

‫لمحصوؿ عمى خبر صحفى‪ ,‬او اف يكوف جزءا مف تحقيؽ صحفى ٓ‬

‫وفى ىاتيف الحالتيف " اى عندما يكوف اداه لمحصوؿ عمى خبر اى عندما‬

‫يكوف جزءا مف تحقيؽ صحفى " يقؼ فقط عند حد " المقابمة الصحفية " أى‬

‫يقؼ عند عممية االجراءات التى تنتيى باجراء الحديث‪ ,‬اما بعد ذلؾ فيختمؼ‬

‫‪169‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫الحديث الصحفى كفف مف فنوف التحرير الصحفى ‪,‬عف المقابالت الصحفية‬

‫التى تدخؿ فى فف الخبر الصحفى او فى فف التحقيؽ الصحفي‪ ,‬اى اف الفرؽ‬

‫يبدأ عند بدء مرحمة الكتابة الصحفية او التحرير الصحفى ٓ‬

‫أما التقرير الصحفى الذى يعرض االشخاص فيو الييتـ –بالدرجة االولى‬

‫باجراء حوار مع الشخصية موضوع التقرير كما ىو الشأف فى الحديث‬

‫الصحفى – وانما ييتـ بالدرجة االولى بالرسـ المتقف لمالمح ىذه الشخصية‪.‬‬

‫وقد يجرى كاتب ىذا الموف مف التقارير حوا ار مع الشخصية موضوع التقرير‬

‫ولكف الحوار يأتي فى المرتبة الثانية او الثالثة فى االىمية وقد اليستفيد‬

‫المحرر مف ىذه المقابمة فى الحصوؿ عمى أخبار أو آراء او تصرحات وانما‬

‫قد يركز استفادتو فى اخذ فكرة عف مالمح ىذه الشخصية وطريقة تفكيرىا‬

‫واسموب حياتيا‪ ,‬واف كاف ىذا اليمنع المحرر مف االستفادة بأقواؿ او‬

‫تصريحات ليذه الشخصية اذا كاف مضمونيا يخدـ موضوع التقرير ٓ‬

‫‪171‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وظائف تقرير عرض الشخصيات‬

‫ٔ‪ -‬الرسـ المتقف لمشخصيات المشترآة فى االحداث اليومية الجارية‬

‫‪-‬تصوير عممية الصراع بيف االنساف والطبيعة او االنساف والمجتمع او‬

‫االنساف والمرض او االنساف مف اجؿ الشيرة او المجد او الماؿ مثؿ صراع‬

‫اندي ار غاندى مف اجؿ المجد‪ ,‬وصراع جاآليف آيندى مف اجؿ الشيرة وصراع‬

‫الرئيس بومديف مع المرض وصراع شاه ايراف مع شعبو‪ ,‬وصراع االماـ‬

‫الخمينى مع الشاه وغير ذلؾ مف الواف الصراع ٓ‬

‫وكاتب ىذا الموف مف التقارير الذى يعرض االشخاص البد اف يحرص كى‬

‫اليقع فى المحاذيرالتالية ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬أف يحرص عمى الرسـ المتقف لمشخصية التى يعرضيا والتعبير الصادؽ‬

‫عف افكارىا واسموب حياتيا‪ ,‬فال يضع عمى لساف الشخصية آراء او اقواؿ لـ‬

‫تقميا ٓ‬

‫ٕ‪ -‬أف يحرص كاتب التقرير عمى اف يميز تميي از واضحا بيف آراء الشخصية‬

‫وانطباعاتيا عف الشخص موضوع التقرير وبيف آراء ىذا الشخص نفسو ٓ‬

‫‪171‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٖ‪ -‬اف يحذر كاتب التقرير مف الوقوع فى خطأ االيحاء بأف افكار الشخصية‬

‫موضوع التقرير تتوافؽ مع االفكار التى يطرحيا المحرر نفسو عف ىذه‬

‫الشخصية ٓ فاف ىذا يجعؿ التقرير اقرب الى الدعاية الشخصية عف‬

‫الشخص موضوع التقرير وىو االمر الذى يفقد التقرير الصحفي موضوعيتو‬

‫ويفقد القارئ ثقتو فى كاتب التقرير نفسو ‪.‬‬

‫وتقريرعرض االشخاص مثمو مثؿ التقرير االخبارى والتقرير الحى يكتب‬

‫بقالب اليرـ المعتدؿ ٓ‬

‫‪172‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫نموذج لتقرير عرض الشخصيات‬

‫ماسكى ‪ :‬بكى وأيد اسرائيل‬

‫العاطفى ذو الطبع الحاد ماسكى يعترف بالتدخل االمريكى‬

‫فى شئون ايران‬

‫‪173‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫اختار المحرر أف يبدأ تقريره عف ادموند ماسكى وزير الخارجية الجديد‬

‫لمواليات المتحدة األمريكية بأف يكشؼ عف داللة ىذا التعييف ومبرراتو بالنسبة‬

‫لمرئيس االمريكى جيمى كارتر ‪:‬‬

‫‪ -‬يعتبر اختيار الرئيس كارتر السناتور ادموند ماسكى كوزير جديد‬

‫لمخارجية خمفا لموزير المستقيؿ سايروس فانس ‪ ,‬إشارة إلى عدـ‬

‫االستسالـ لألحداث التى أوقعت ادارة كارتر فى مأزؽ كبير فى‬

‫اعقاب العممية الفاشمة النقاذ الرىائف فى ايراف ٓ والسناتور ماسكى‬

‫يحظى باحتراـ كبير فى واشنطف والواليات المتحدة ومعروؼ جيدا‬

‫فى الخارج ٓ‬

‫وفى جسـ التقرير أخذ المحرر فى رسـ صورة دقيقة لشخصية وزير الخارجية‬

‫االمريكى الجديد حيث بدأ باستعراض آرائو السياسية وخاصة فيما يتعمؽ‬

‫بالسياسة الخارجية االمريكية ‪:‬‬

‫‪ -‬ومف المعموـ اف الوزير الجديد عمى اطالع عمى القضايا والشئوف‬

‫الخارجية طواؿ السنوات اؿ ٕٕ الماضية‪ ,‬كما يعتبر انو ينتمى الى‬

‫‪174‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫المدرسة ذاتيا التى انتمى الييا معظـ االمريكييف الذيف كانت ليـ‬

‫طموحات فى الوصوؿ الى كرسى الرئاسة االمريكية ٓ‬

‫‪ -‬فموقؼ ماسكى مف موسكو اقرب الى مواقؼ فانس منيا مف مواقؼ‬

‫بريجنسكى اال اف الرجؿ الذى ايد الحد مف التسمح النووى واشراؾ‬

‫الكرمميف فى ايجاد الحموؿ لممشاآؿ الدولية التى تيـ البمديف‪ ,‬انحاز‬

‫عف ىذا الخط ليعمف اثر التدخؿ العسكرى السوفيتى فى افغانستاف‬

‫عف موقؼ يقربو مف بريجنسكى اكثر ٓ ثـ جاء التدخؿ العسكرى‬

‫االمريكى الفاشؿ فى ايراف فأعمف ماسكى عف تأييده لو وىذا ما قربو‬

‫الى بريجنسكى ايضا ٓ‬

‫‪ -‬القراءات االولية لممؤشرات السياسية المستجدة فى العاصمة االمريكية‬

‫تدؿ عمى اف الرئيس جيمى كارتر اراد مف خالؿ تعيينو السيد ماسكى‬

‫اف يطمئف الحمفاء االوروبييف الذيف التبيرىـ عنتريات بريجنسكى الى‬

‫انو سيعتمد سياسة مكممة لمسياسة التى كاف ينفذىا سايروس فانس‬

‫وىى التي تتضمف المزيد مف التعاوف مع اوروبا وتخفيؼ حدة‬

‫‪175‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫التيديدات العسكرية اليراف وافساح المجاؿ اماـ االجراءات التى‬

‫اتخذىا الحمفاء النياء االزمة ٓ‬

‫ثـ تعرض المحرر لموقؼ ماسكى مف النزاع العربى االسرائيمى وافرد ليذه‬

‫الموقؼ مساحة كبيرة مف الموضوع ‪ ,‬وىو امر ال يالـ عميو المحرر النو‬

‫يكتب التقرير فى مجمة عربية ليقراء عرب ييميـ بالطبع موقؼ وزير‬

‫الخارجية االمريكى الجديد مف قضية فمسطيف ومف مجمؿ النزاع العربى‬

‫االسرائيمى‪.‬‬

‫‪ -‬لقد انتيج لنفسو خطا سياسيا مواليا السرائيؿ خالؿ كافة عمميات‬

‫التصويت التى رافقت حياتو السياسية‪ ,‬وىذه ظاىرة نموذجية لمعظـ‬

‫اف لـ يكف لكافة اولئؾ الذيف تراودىـ طموحات فى الوصوؿ الى‬

‫منصب رئاسة الجميورية ٓ‬

‫‪ -‬وسجؿ ماسكى حافؿ بالتأييد السرائيؿ فى كؿ القضايا المتعمقة‬

‫بالشرؽ االوسط ٓ اال انو عاـ‪ ٜٔٚٛ‬صوت الى جانب صفقة‬

‫طائرات " إؼ‪ " ٔ٘ -‬لممممكة العربية السعودية ‪ ,‬لكنو فى العاـ‬

‫التالى صوت الى جانب مشروع لتعديؿ القانوف الذى عرضو سناتور‬

‫‪176‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫نيويورؾ الييودى جاكوب جافيتس والذى دعا الى فرض قيود عمى‬

‫سمة الدخوؿ الممنوحة لممثمى منظمة التحرير الفمسطينية الراغبيف‬

‫فى زيارة الواليات المتحدة‪ ,‬كذلؾ صوت ماسكى ضد التعديؿ المقدـ‬

‫مف قبؿ سناتور والية كارولينا الشمالية الجميورى جيسى ىيممز الذى‬

‫دعا الى تجميد مبمغ ‪ ٗ.ٛ‬مالييف دوالر السرائيؿ مالـ تقـ بالتوقيع‬

‫عمى معاىدة عدـ تزايد السكاف ٓ لكف مناقشة التعديؿ توقفت فى‬

‫مابعد نظ ار الى انعداـ التأييد والمساندة لو‪ ,‬ثـ عاد ماسكى فى وقت‬

‫الحؽ الى تأييد المشروع دوف قيد او شرط ٓ‬

‫ثـ عرض المحرر لبعض الجوانب الشخصية فى صورة ادموند ماسكى ‪:‬‬

‫‪ -‬والمعروؼ عف ماسكى انو شخص عاطفى حاد الطباع وفظ فخالؿ‬

‫سعيو الى ترشيح نفسو لمرئاسة عاـ ٕ‪ ٜٔٚ‬لـ يتمكف مف اف يتحمؿ‬

‫الضغط الذى مارسو تجاىو رئيس تحرير جريدة محافظة فى‬

‫نيوىمشاير‪ ,‬وعندما كتب ىذا االخير مقالو ىاجـ فييا زوجة السناتور‬

‫ماسكى وتعرض ليا بالنقد والتجريح‪ ,‬بكى ماسكى اماـ الجميور‬

‫وانسحب عمى اثر ذلؾ مف المعركة ٓ‬

‫‪177‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ثـ اشار المحرر فى مجاؿ عرضو لمالمح شخصية ماسكى الى ماتردد عف‬

‫صراع محتمؿ بينو وبيف زبيغنيو بريجنسكى مستشار الرئيس كارتر لشئوف‬

‫االمف القومى ‪:‬‬

‫‪ -‬نصح احد الشيوخ االمريكييف زميمة السابؽ وزير الخارجية الجديد‬

‫ادموف ماسكى بشراء قفازات لممالكمة تحضي ار لمجولة االولى التى‬

‫سيقوـ بيا مع مستشار الرئيس كارتر لشئوف االمف القومى البولونى‬

‫الكاثوليكى مثمو زبيغنيو بريجنسكى ‪ ,‬فرد الوزير الجديد الواثؽ جدا‬

‫مف كالمو‪:‬‬

‫‪ -‬لقد وعد الرئيس كارتر عند عرضو عمى ىذه الوظيفة بأف أكوف انا‬

‫الناطؽ الرسمى باسـ خارجية ىذه البالد وليس سواى‪ ,‬وكاف يعنى‬

‫بالطبع بريجنسكى الذى تسبو الى حد آبير فى استقالة سايروس‬

‫فانس وزير الخارجية السابؽ ٓ‬

‫ثـ ينيى المحرر تقريره عف ماسكى بخاتمة قصيرة ولكنيا تحمؿ خالصة رايو‬

‫فى وزير خارجية امريكا الجديد ‪:‬‬

‫‪178‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ -‬واذا كاف الرئيس آارتر يعانى مف عدـ الخبرة فى شئوف وشجوف‬

‫واشنطف السياسية فادموف ماسكى يعرؼ ىذه المدينة جيدا وسيقدـ‬

‫كؿ العوف لكارتر ٓ‬

‫اما اىـ ما يؤخذ عمى ىذا التقرير فيو خموه مف المعمومات الخمفية التاريخية‬

‫االمريكى الجديد مثؿ سنوات عمره وتاريخو العممى‬ ‫عف وزير الخارجية‬

‫والسياسى‪ ,‬وكذلؾ لـ يقدـ أية تفاصيؿ عف أسرتو ‪ ,‬وىى اشياء ضرورية فى‬

‫مثؿ ىذه التقارير ٓ‬

‫بعض المالحظات العامة حول فن التقرير الصحفى ‪:‬‬

‫أ وال ‪ :‬مف الضرورى ادراؾ انو ال يوجد فصؿ تاـ بيف انواع التقرير الصحفى‬

‫الثالثة فيناؾ تقارير كثيرة قد تجمع بيف صفات التقرير االخبارى‪ ,‬وفى نفس‬

‫الوقت تحمؿ ايضا بعضا مف صفات التقرير الحى‪ ,‬فالصحافة مينة التعرؼ‬

‫الحدود الصارمة القاطعة بيف الفنوف الصحفية ٓ‬

‫ثانيا ‪ :‬مف الضرورى اف يحرص كاتب التقرير الصحفى عمى اختيار الوقائع‬

‫والبيانات التى يضميا التقرير بدقة وعناية بحيث ال ينتقى منيا سوى تمؾ‬

‫المعمومات او البيانات او الوقائع التى تساعد‬

‫‪179‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫عمى اقناع القارئ بموضوع التقرير‪ ,‬فكثير ما يجد المحرر كاتب التقرير بيف‬

‫يديو كـ كبير مف المعمومات بحيث ال يغريو بكتابة اية معمومة او واقعة تقع‬

‫بيف يديو وانما يكتفى بنشر تمؾ المعمومات والبيانات االساسية والضرورية فى‬

‫الموضوع والكافية القناع القارئ بموضوع التقرير والتى ترد عمى تساؤالتو‬

‫حوؿ الموضوع‪.‬‬

‫كذلؾ فاذا وجد المحرر اف المعمومات او البيانات او الوقائع التى بيف يديو‬

‫غير كافية لتغطية جوانب موضوع التقرير عميو اف يكتفى بتقديـ اىـ ىذه‬

‫الوقائع او البيانات فى شكؿ خبر صحفى فقط والداعى الى تحويميا الى‬

‫تقرير صحفى‪ ,‬فكثي ار ما يشارؾ الصحفى فى حضور ندوة او اجتماع او‬

‫ميرجاف وال يجد فييا ما يستحؽ اف يكوف مادة لتقرير صحفى ‪ ,‬وفى ىذه‬

‫الحالة اليحتاج تغطية مثؿ ىذه الندوات او الميرجانات لسوى خبر صحفى‬

‫فقط‪ ,‬فاف اسوأ التقارير ىى التى تعتمد عمى مادة غير كافية الشباع حاجة‬

‫القارئ الى المعمومات حوؿ موضوع التقرير ٓ‬

‫‪181‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ثالثا ‪ :‬البد اف يكوف لكؿ تقرير صحفى ىدؼ واضح وخطة معينة وعمى‬

‫ضوء ىذا اليدؼ وعمى اساس مف ىذه الخطة يجب اف يختار الصحفى‬

‫المعمومات والبيانات التى تخدـ ىذا اليدؼ ٓ‬

‫رابعا‪ :‬يجب اف يحرص كاتب التقرير عمى االلتزاـ بالموضوعية ويرتبط بذلؾ‬

‫عدـ تشوية الحقائؽ أو اإلقالؿ مف أىميتيا او تضخيـ ىذه االىمية فاف منح‬

‫كاتب التقرير حؽ التعبيرعف أرية فى اثناء كتابتو لمتقرير اليعنى اننا نعطيو‬

‫الحؽ فى تشوية الحقائؽ وانما فى اف يذكر الحقائؽ وبجانبيا يمكنو اف يذكر‬

‫وجية نظره الخاصة ٓ‬

‫التقارير اإلخبارية لمراديو ‪:‬‬

‫التختمؼ قوالب كتابة التقرير اإلخباري لمراديو عف كتابة التقارير اإلخبارية‬

‫في الصحؼ‪ .‬إذ أف كمييما يقوـ عمى قالب اليرـ المعتدؿ‪ .‬إال أف طبيعة‬

‫اقعا مختمفا‪ .‬إذ أننا عندما نكتب لمراديو فإننا‬


‫االستماع إلى الراديو يفرض و ً‬

‫نكتب لألذف اإلنسانية ‪ ,‬واالستماع مرتبط في حياة اإلنساف بخيالو مما يمكنو‬

‫مف أف يجعؿ االستماع خمفية ألعماؿ أخرى يؤدييا‪ .‬عميو يحسف بنا أف‬

‫نسعى جيدنا لجعميـ قريبيف منا‪,‬‬

‫‪181‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وذلؾ بأف ‪:‬‬

‫* نستخدـ جمال قصيرة‪.‬‬

‫* نكتب بمغة بسيطة وواضحة‪.‬‬

‫* نستخدـ أفعاؿ المضارع إلكساب الجدة واالنية‬

‫* نستند إلى المصادر إلكساب الصدقية‪.‬‬

‫* نتجنب التكرار‪.‬‬

‫* نبسط األرقاـ ‪.‬‬

‫* نبتعد عف استخداـ االختصارات‪.‬‬

‫* نمتزـ بنيج واحد في استخداـ األلقاب والرتب‪.‬‬

‫* نسعى لإلجابة عمى كؿ األسئمة التي تدور بأذىاف المستمعيف‪.‬‬

‫* نتصور شخصية خيالية تستمع إليؾ وأنت تكتب ليا‪.‬‬

‫كيفية كتابة التقرير اإلخباري لمراديو ‪:‬‬

‫تقرير الراديو يعادؿ المقالة الخاصة في الصحؼ ويكوف ما بيف دقيقة وثماف‬

‫دقائؽ ‪ ,‬ويجمع بيف ما كتبو المحرر وجرعات الحوار ‪ ,‬المؤثرات الطبيعية مف‬

‫‪182‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫موقع الحدث‪ .‬وقد تضاؼ إلى التقرير مادة أرشيفية مف المكتبة أو بعض‬

‫المؤثرات الموسيقية – وىنا عمينا مراعاة الجوانب اآلتية ‪:‬‬

‫* اختر نقطة جوىرية في مادة التقرير وركز عمييا‪.‬‬

‫احدا فقط مف الموضوع‪.‬‬


‫جانبا و ً‬
‫* ال تقدـ ً‬

‫* استخدـ بعض المؤثرات وأصوات الجميور والحوارات‪.‬‬

‫* كمما قمت كممات التقارير كمما كاف ذلؾ أفضؿ‪.‬‬

‫دائما بموسيقى وأصوات أخرى لخمؽ‬


‫ً‬ ‫* التقارير المتكاممة تبدأ‬

‫األجواءالمطموبو‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫التغطية اإلخبارية لمتقرير الصحفي‬

‫يقصد بالتغطية اإلخبارية عممية الحصوؿ عمى البيانات والتفاصيؿ لحدث‬

‫معيف والمعمومات المتعمقة بو‪ ,‬واإلحاطة بأسبابو ومكاف وقوعو‪ ,‬وأسماء‬

‫المشتركيف فيو وكيؼ وقع‪ ,‬وغير ذلؾ مف المعمومات التى تجعؿ الحدث‬

‫مالكاً لممقومات والعناصر التى تجعمو صالحاً لمنشر‪.‬‬

‫ويرى أساتذة اإلعالـ أف مفيوـ التغطية اإلخبارية يشتمؿ أيضا عمى تقويـ‬

‫المادة اإلخبارية وتحريرىا بأسموب صحفى مناسب وشكؿ صحفى إخبارى‬

‫مناسب‪.‬‬

‫فالتغطية اإلخبارية إذف ىى العممية التى يقوـ مف خالليا المحرر الصحفى‬

‫بالحصوؿ عمى المعمومات عف التفاصيؿ والتطورات والجوانب المختمفة لحدث‬

‫أو واقعة أو تصريح ما‪ ,‬إنيا إجابة عمى كؿ األسئمة التى قد تتبادر إلى ذىف‬

‫القارئ بشأف ىذه الواقعة أو الحدث أو التصريح أو تقييـ ليذه المعمومات ثـ‬

‫كتابتيا بأسموب صحفى مناسب‪.‬‬

‫وقدمت األدبيات الغربية محاولة لصياغة المعمومات التى يحاوؿ الصحفى‬

‫الحصوؿ عمييا فى تغطيتو ألى حدث فى شكؿ ستة تساؤالت يحاوؿ اإلجابة‬

‫‪184‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫عمييا‪ ,‬واعتبرت ىذه األدبيات أف اإلجابة عمى ىذه التساؤالت الستة تشكؿ‬

‫تغطية متكاممة لمحدث‪ ,‬تكفى إلشباع حاجة القارئ مف المعمومات حوؿ‬

‫الحدث ويطمؽ عمى ىذه التساؤالت ‪.5W’S+How‬‬

‫وىذه التساؤالت الستة ىى ماذا؟‪ ,‬مف؟‪ ,‬متى؟‪ ,‬أيف؟‪ ,‬لماذا؟‪ ,‬وكيؼ؟ وىذه‬

‫التساؤالت تختص كؿ منيا بجمع معمومات معينة‪.‬‬

‫وتنقسـ التغطية اإلخبارية مف حيث توقيت حدوثيا إلى ثالثة أنواع ىى‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬التغطية اإلخبارية التمييدية وىى التى تيتـ بالحصوؿ عمى التفاصيؿ‬

‫والمعمومات المتعمقة بحدث متوقع‪ ,‬أى حدث لـ يتـ بعد ولكف ىناؾ مؤشرات‬

‫تشير إلى احتماؿ وقوعو‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬التغطية اإلخبارية التقريرية (التسجيمية) وىى التغطية التى تتـ بعد‬

‫وقوع الحدث فعالً‪ ,‬وىى تتـ لألحداث المتوقعة حيث يظير فييا مدى االتفاؽ‬

‫بيف ما كاف متوقعاً حدوثو وما حدث فعالً‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬تغطية المتابعة‪ ,‬وىى التغطية التى تعالج نتائج أو تطورات جديدة فى‬

‫أحداث أو وقائع سابقة‪.‬‬

‫وتنقسـ التغطية اإلخبارية مف حيث اتجاه المضموف إلى األنواع التالية‪:‬‬

‫‪185‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٔ‪-‬التغطية المحايدة ويقدـ الصحفى فييا الحقائؽ فقط بدوف تعميؽ أبعاد‬

‫جديدة‪.‬‬

‫ٕ‪-‬التغطية التفسيرية ويقوـ الصحفى فييا بجمع المعمومات التفسيرية إلى‬

‫جانب الحقائؽ األساسية لمقصص اإلخبارية‪.‬‬

‫ٖ‪-‬التغطية المتحيزة أو الممونة ويركز الصحفى فييا عمى جانب معيف مف‬

‫الخبر‪ ,‬وقد يحذؼ بعض الوقائع‪ ,‬أو يبالغ فى بعضيا أو يشوه بعضيا وقد‬

‫يخمط وقائع الخبر برأيو الشخصى‪.‬‬

‫مراحل التغطية اإلخبارية‪:‬‬

‫فى إطار مفيوـ التغطية اإلخبارية بوصفيا تشتمؿ عمى جمع المادة اإلخبارية‬

‫وتقويميا وتحريرىا‪ ,‬فإف التغطية اإلخبارية عمى ىذا النحو تمر بعدة مراحؿ‬

‫يمكف تحديدىا فى اآلتى‪:‬‬

‫المرحمة األولى‪ :‬الحصول عمى المادة اإلخبارية‪.‬‬

‫المرحمة الثانية‪ :‬تقويم المادة الخبرية‪.‬‬

‫المرحمة الثالثة‪ :‬تحرير المادة اإلخبارية‪.‬‬

‫المرحمة الرابعة‪ :‬مراجعة المادة اإلخبارية‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وفيما يمى عرض ألبرز الجوانب المتصمة بكؿ مرحمة مف المراحؿ األربعة‪:‬‬

‫المرحمة األولى‪ :‬الحصول عمى المادة اإلخبارية (جمعيا)‬

‫يجب عمى الصحفييف أف يعرفوا أيف يذىبوف ليتحصموا عمى األخبار‪ ,‬فيـ ال‬

‫يستطيعوف الجموس فى مكاتبيـ واالتكاؿ عمى الخدمة المكتبية لكى يمسكوا‬

‫بأيدييـ بالقصص اإلخبارية‪ ,‬ويجب عمييـ الذىاب إلى المصدر وحرث‬

‫األرض إف كاف ذلؾ ضرورياً‪.‬‬

‫ولكؿ صحيفة يومية فى الوقت الحاضر مصدراف لجمع المادة اإلخبارية‪.‬‬

‫األوؿ المصادر الذاتية لمصحيفة وىى تمؾ المصادر التى تعتمد فييا الجريدة‬

‫عمى ىيئة تحريرىا فى الحصوؿ عمى المادة اإلخبارية‪ ,‬مثؿ المندوب‬

‫الصحفى والمراسؿ الخارجى‪ .‬والثانى المصادر الخارجية وىى تمؾ المصادر‬

‫التى تعتمد عمييا الصحيفة مف غير ىيئة تحريرىا مثؿ وكاالت األنباء‬

‫واإلذاعات المحمية واألجنبية والصحؼ والمجالت المحمية واألجنبية‬

‫والمؤتمرات والنشرات والوثائؽ وغير ذلؾ مف المصادر المماثمة‪.‬‬

‫أوالً المصادر الذاتية لمصحيفة‪:‬‬

‫ٔ‪-‬المندوب الصحفى‪:‬‬

‫‪187‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫المندوب الصحفى أىـ المصادر الذاتية لمصحيفة‪ ,‬وبالتالى فإف تميز‬

‫الصحيفة وقدرتيا عمى تكويف شخصية إخبارية متميزة يكمف فى وجود فريؽ‬

‫مف المندوبيف المؤىميف لتغطية كؿ قطاعات الدولة وىيئاتيا وو ازراتيا ولكى‬

‫تستطيع الصحيفة أف تقوـ بوظيفتيا فى الوفاء بحؽ الجماىير فى المعرفة‬

‫فإنو ال بد أف يكوف ليا فريؽ إخبارى خاص تتوزع عميو األدوار فى عممية‬

‫استقاء األخبار الداخمية ونشرىا عمى صفحات الجريدة‪.‬‬

‫ويمكف تصنيؼ المندوبيف الصحفييف إلى مندوب مبتدئ ومندوب خبير‬

‫متخصص فى تغطية أخبار مكاف ما‪ ,‬ومندوب صحفى متخصص فى تغطية‬

‫نوعية معينة مف األخبار (مندوب عممى‪ ,‬أو سياسى‪ ,‬أو اقتصادى‪ ,‬أو‬

‫برلمانى‪ . . . ,‬إلخ)‪.‬‬

‫وباإلضافة إلى المندوب المبتدئ والمندوب المتخصص والمندوب الخبير‬

‫ىناؾ مندوب الصحيفة فى األقاليـ (المراسؿ الداخمى) وىو يقوـ بإمداد‬

‫الصحيفة بأنباء المحافظة أو المدينة التى يقوـ بتغطيتيا‪ ,‬وعمى الرغـ مف‬

‫ذلؾ فإنو عادة ما يعامؿ باعتباره أقؿ مف المندوبيف والمحرريف العامميف فى‬

‫الصحيفة فى مقرىا الرئيسى‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٕ‪-‬المراسؿ الخارجى‪:‬‬

‫المراسؿ الخارجى لمصحيفة ىو المسئوؿ عف بياف قيمة األحداث التى ينقميا‬

‫إلى صحيفتو‪ ,‬وعف تفسير ىذه األحداث‪ ,‬واعطاء صورة دقيقة لمشخصيات‬

‫الكبيرة التى تقترف بكؿ حادثة منيا‪ ,‬ومف ثْـ أصبح ليذا المراسؿ الخارجى‬

‫أىمية عظيمة ُيعرؼ بيا فى المسرح الدولى‪.‬‬

‫وىناؾ ثالثة أنواع مف المراسميف الخارجييف‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬المراسؿ الدائـ وىو الذى يمثؿ الجريدة فى إحدى العواصـ العالمية‬

‫الميمة لمدة طويمة‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬المراسؿ المتحرؾ وىو الذى تبعث بو الجريدة لتغطية حدث ميـ يقع فى‬

‫أى مكاف بالعالـ‪ ,‬وذلؾ لمدة قصيرة ثـ يعود إلى المقر الرئيسى لمجريدة‬

‫ليكتب عف ىذا الحدث‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬المراسؿ المتجوؿ حيث تقوـ الصحيفة بتخصيص مراسؿ واحد لتغطية‬

‫منطقة جغرافية محددة قد تشمؿ عدد مف الدوؿ فى الوقت نفسو ويتخذ ىذا‬

‫المراسؿ لنفسو مق اًر رئيسياً فى مكاف يتوسط ىذه المنطقة الجغرافية‪ .‬ولكف‬

‫‪189‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫يعيب ىذا النوع مف المراسميف أنو قد ال يستطيع فى كثير مف األحياف تغطية‬

‫األحداث المفاجئة فى الدوؿ التى يقوـ بتغطيتيا‪.‬‬

‫ويبقى أف نشير إلى أف الصحؼ الكبرى فى العالـ وادراكاً منيا بأىمية‬

‫المراسميف الخارجييف فإنيا ال تسمح لمحررييا بالعمؿ كمراسميف مقيميف أو‬

‫متجوليف إال بعد قضاء فترة معينة فى العمؿ بمقر الصحيفة‪ ,‬فالمحرر‬

‫الخارجى فى الصحؼ األمريكية مثالً ال يرسؿ فى ميمات خارجية إال بعد‬

‫قضاء فترة خمس سنوات كاممة فى العمؿ بالقسـ الخارجى‪.‬‬

‫وتقييـ المراسؿ الخارجى كمصدر لألخبار أمر ميـ ألف المجاؿ اإلخبارى مف‬

‫الممكف أف يستخدـ ببراعة شديدة فى خدمة المصدر‪ ,‬وفائدة المراسؿ تكوف‬

‫ضئيمة جداً بالنسبة لممكاف الذى يعمؿ فيو ولجميوره‪ ,‬إذا اعتمد عمى مصدر‬

‫أخبار غير دقيؽ‪ ,‬أو مغرض أو مضمؿ‪ ,‬أو غير موضوعى‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬المصادر الخارجية لمصحيفة‪:‬‬

‫المصادر الخارجية لمصحيفة ىى المصادر التى تعمؿ خارج موقع الصحيفة‪,‬‬

‫أو يقع مكانيا خارج البناء الخاص بيا‪ ,‬وال يعتبر العامموف بيا مف أعضاء‬

‫أسرتيا الكبيرة أو الصغيرة‪ ,‬وانما تعتبر أنشطتيا خارجة عف أنظمة الصحيفة‬

‫‪191‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ولوائحيا‪ ,‬وكؿ ما يربط ىذه المصادر بالصحيفة ىو عممية تعاوف تتـ فى‬

‫صورة بث أو إرساؿ أو إيصاؿ األخبار مف تمؾ المصادر إلى الصحيفة‪.‬‬

‫وىناؾ عدة مصادر خارجية تعتمد عمييا الصحيفة وىى‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬وكاالت األنباء ‪News Agencies‬‬

‫يقصد بوكالة األنباء الوكيؿ أو الممثؿ لمصحؼ وغيرىا مف وسائؿ اإلعالـ‪,‬‬

‫التى تشترؾ معظميا فييا‪ ,‬وىى تمتمؾ إمكانيات فنية تسمح ليا بجمع‬

‫األخبار ونقميا إلى المؤسسات اإلعالمية وغير اإلعالمية أحياناً مقابؿ‬

‫اشتراكات محددة‪.‬‬

‫وتنفرد بالسيطرة عمى حركة نقؿ األخبار العالمية أربع وكاالت كبرى ىى‪:‬‬

‫ٔ‪-‬االسوشيتد برس‪-‬األمريكية(‪)Associated Press (A P )ٔٛٗٛ‬‬

‫ٕ‪-‬اليونايتد برس انترناشيوناؿ‪-‬األمريكية (‪United Press )ٜٔ٘ٛ‬‬

‫‪International‬‬

‫ٖ‪-‬رويترز البريطانية (ٔ٘‪)Reuters (R )ٔٛ‬‬

‫ٗ‪-‬وكالة األنباء الفرنسية (ٗٗ‪)Agence France Press (A F P )ٜٔ‬‬

‫‪191‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وقد ظيرت بعد الحرب العالمية الثانية العديد مف وكاالت األنباء الوطنية‬

‫بحيث يكاد يكوف لكؿ دولة وكالة أنباء وطنية خاصة بيا‪ ,‬ولكف ما زالت ىذه‬

‫الوكاالت الوطنية ضعيفة اإلمكانيات وال يمكف مقارنتيا بوكاالت األنباء‬

‫العالمية‪.‬‬

‫ومف بيف ىذه الوكاالت الوطنية وكالة أنباء الشرؽ األوسط المصرية التى ىى‬

‫مف أقدـ وكاالت األنباء الحكومية فى أفريقيا والشرؽ األوسط‪ ,‬ومصر ال‬

‫تستخدـ ىذه الوكالة كفمتر لنقية األخبار األجنبية‪ ,‬وانما الصحؼ المصرية‬

‫تتعاقد مع وكاالت األنباء العالمية لمحصوؿ عمى األخبار بمفردىا‪.‬‬

‫ومف بيف الوكاالت الوطنية ىناؾ أيضا وكالة األنباء الكويتية(كونا) ووكالة‬

‫األنباء السورية(سانا) وليذه الوكاالت مكاتبيا ومراسموىا فى الخارج لجمع‬

‫األخبار ونشرىا‪.‬‬

‫ويمكف حصر بعض الرموز الخاصة بوكاالت األنباء العالمية والوطنية عمى‬

‫النحو التالى‪:‬‬

‫• رويترز (ر)‬

‫• وكالة األنباء الفرنسية (أ‪.‬ؼ‪.‬ب)‬

‫‪192‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫• اليونايتد برس (ى‪.‬ب‪.‬أ)‬

‫• أسوشياتد برس (أ‪.‬ب)‬

‫• وكالة أنباء الشرؽ األوسط (أ‪.‬ش‪.‬أ)‬

‫• وكالة أنباء اإلمارات (و‪.‬أ‪.‬ـ)‬

‫• وكالة األنباء السعودية (و‪.‬أ‪.‬س)‬

‫• وكالة األنباء العمانية (ـ‪.‬أ‪.‬ع)‬

‫• وكالة األنباء الكويتية (كونا)‬

‫• وكالة أنباء الخميج (و‪.‬أ‪.‬خ)‬

‫• وكالة أنباء فمسطيف (وفا)‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أف معظـ وكاالت األنباء الوطنية تنشر خدماتيا الصحفية‬

‫بطريقة تكمؿ بيا األنباء العالمية التى تتمقاىا مف الوكاالت الكبرى‪ ,‬والحقيقة‬

‫أف كثي اًر مف الوكاالت العالمية تستغؿ الوكاالت المحمية لصالحيا وتحتوييا‬

‫لمقياـ بالرعاية لنشراتيا‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٕ‪-‬اإلذاعات المحمية واألجنبية‬

‫ال غنى لوسائؿ نقؿ األخبار عف التعاوف الوثيؽ واإليجابى مع بعضيا‬

‫البعض‪ ,‬ولعؿ أبرز أمثمة ىذا التعاوف‪ ,‬ما يتـ فى حقؿ األخبار‪ ,‬فكما أف‬

‫الطبيعى أف تذكر اإلذاعة والتميفزيوف نقالً عف الصحؼ بعض األخبار‬

‫الميمة‪ ,‬فكذلؾ يكوف مف الطبيعى أف تستعيف الصحؼ بشكؿ يومى بيذيف‬

‫المصدريف الميميف‪.‬‬

‫وتزداد أىمية االعتماد عمى اإلذاعات حينما تقع بعض الظروؼ الطارئة فى‬

‫دولة ما كاالنقالبات أو الحرب‪ ,‬أو كارثة طبيعية تغمؽ ىذه الدولة أماـ‬

‫استقباؿ الصحفييف‪.‬‬

‫وقد تجمى ذلؾ بوضوح خالؿ الحرب األمريكية عمى حكومة طالباف فى‬

‫أفغانستاف حيث منعت طالباف جميع الصحفييف مف دخوؿ أفغانستاف‬

‫وسمحت لمراسؿ قناة الجزيرة القطرية بتغطية الحرب‪ ,‬وكاف مف نتيجة ذلؾ‬

‫أف اعتمدت كؿ الصحؼ والمحطات اإلذاعية والتميفزيونية فى العالـ عمى ما‬

‫تبثو قناة الجزيرة مف أنباء‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬الصحؼ المحمية واألجنبية‬

‫‪194‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫فى بعض األحياف تصبح الصحؼ مصد اًر ميماً لألخبار تنقؿ عنيا الجرائد‬

‫أو غيرىا مف وسائؿ اإلعالـ أو تتابعيا أو تستكمميا أو تصححيا إف كانت‬

‫غير دقيقة‪.‬‬

‫ويحدد الدكتور فاروؽ أبوزيد مستوييف لالستفادة مف الصحؼ والمجالت‬

‫كمصادر لألخبار وىما المستوى األوؿ‪ :‬ويتمثؿ فى نقؿ األخبار والتصريحات‬

‫الميمة ونسبتيا إلى الصحيفة التى انفردت بيا الثانى‪ :‬يتمثؿ فى متابعة أو‬

‫استكماؿ الخبر الذى انفردت بو إحدى الصحؼ لتقديـ معمومات جديدة‬

‫تضاؼ إلى الخبر األوؿ‪.‬‬

‫وباإلضافة إلى المصادر الثالثة السابقة ىناؾ أيضا المؤتمرات الصحفية‬

‫والنشرات والوثائؽ وأجيزة الدش وشبكة اإلنترنت وىى مف المصادر الحديثة‬

‫بالغة الخطورة واألىمية‪.‬‬

‫المرحمة الثانية‪ :‬تقويم المواد اإلخبارية‬

‫بعد االنتياء مف المرحمة األولى والتى يتـ فييا جمع المادة اإلخبارية‪ ,‬تأتى‬

‫المرحمة الثانية مف مراحؿ التغطية اإلخبارية وىى مرحمة التقويـ‪ ,‬وذلؾ لتقرير‬

‫ما إذا كانت المعمومات التى حصؿ عمييا الصحفى تستحؽ النشر فى‬

‫‪195‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫صحيفتو أـ ال‪ ,‬واذا كانت تستحؽ النشر فيؿ تنشر كما ىى أـ أنيا تحتاج‬

‫إلى استكماؿ‪.‬‬

‫ويتـ تقييـ المادة اإلخبارية مف خالؿ معايير تشمؿ القيـ اإلخبارية والسياسة‬

‫التحريرية لمصحيفة وفيما يمى عرض ألبرز المعايير التى يتـ مف خالليا‬

‫تقويـ المادة اإلخبارية‪.‬‬

‫أوالً‪:‬القيـ اإلخبارية‬

‫انتقاء ونشر المادة اإلخبارية يتـ فى جميع الصحؼ ووسائؿ اإلعالـ فى‬

‫العالـ طبقاً لمعايير أطمؽ عمييا القيـ اإلخبارية ‪ News Values‬وتمثؿ ىذه‬

‫القيـ جزء ميـ مف األيديولوجية الغربية‪ ,‬ويتـ استخداـ ىذه القيـ أو المعايير‬

‫فى الحكـ عمى صالحية المادة اإلخبارية لمنشر بواسطة حراس البوابات‪ ,‬كما‬

‫يتـ استخداميا فى الحكـ عمى صالحية تفاصيؿ معينة فى الخبر لمنشر‪.‬‬

‫وتعريؼ القيـ اإلخبارية يمثؿ أىمية شخصية كبرى بالنسبة لمصحفييف‪ ,‬وذلؾ‬

‫ألف عمى الصحفييف يومياً أف يقرروا ما ىى األخبار بدءاً مف االقتراحات‬

‫الخاصة بمياـ التحقيقات طويمة األمد إلى التقارير الحية مف موقع األحداث‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وكما اختمفت اآلراء والمدارس الصحفية فى تعريؼ الخبر‪ ,‬اختمفت أيضا فى‬

‫تحديد القيـ اإلخبارية مف حيث األىمية والترتيب‪ ,‬إال أف ىناؾ إجماع عمى‬

‫أف ىذه القيـ ضرورية لكى يستحؽ الخبر النشر‪.‬‬

‫ويمكف تعريؼ القيـ اإلخبارية بأنيا مجموعة العناصر والمعايير التى تقوـ‬

‫عمى أساسيا األخبار الصحفية‪ ,‬وتتداخؿ فى عممية انتقاء أو رفض المحرر‬

‫الصحفى لألحداث أو الوقائع المقبولة لمنشر‪.‬‬

‫والقيـ اإلخبارية ىى معايير لممالئمة ترشد المندوبيف فى اختياراتيـ لمقصص‬

‫ذات الجدارة اإلخبارية وطريقة بنائيا‪ ,‬كما أف القيـ اإلخبارية تساعد عمى أداء‬

‫العمؿ الصحفى بشكؿ منتظـ‪ ,‬فيى تحدد المواد التى ستنتقى وستنشر‪ ,‬وكيفية‬

‫معالجتيا وىو ما يسيؿ بالتالى عمى المندوب والصحيفة عمميات التعامؿ مع‬

‫األحداث وفرزىا واختيارىا ومعالجتيا‪.‬‬

‫وأف عممية االختيار واالنتقاء تتكوف مف ثالث خطوات فرعية عمى النحو‬

‫التالى‪:‬‬

‫ٔ‪-‬العػرض‪ :‬ويعنى عرض الصحفى لموضوعو‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٕ‪-‬المناقشة‪ :‬وتعنى تناوؿ الفكرة مف قبؿ الزمالء والرؤساء بشكؿ فردى أو‬

‫فى إطار االجتماعات اليومية‪.‬‬

‫ٖ‪-‬البػػت‪ :‬ويعنى اكتماؿ الموقؼ بشأف المادة اإلخبارية والحكـ عمى‬

‫صالحيتيا إذا كانت جديرة أو غير جديرة بالنشر‪.‬‬

‫ويحدد الدكتور فاروؽ أبوزيد ٗٔ قيمة إخبارية يتـ مف خالليا انتقاء واختيار‬

‫الخبر لمنشر ويطمؽ عمى ىذه القيـ "العناصر األساسية لمخبر" وىى‪ :‬الجدة‪,‬‬

‫أو الحالية‪ ,‬والفائدة‪ ,‬والتوقيت‪ ,‬والضخامة‪ ,‬والتشويؽ‪ ,‬والصراع‪ ,‬والمنافسة‪,‬‬

‫والتوقع‪ ,‬والغرابة‪ ,‬والشيرة‪ ,‬واالىتمامات اإلنسانية‪ ,‬واألىمية‪ ,‬واإلثارة‪.‬‬

‫ويقسـ الدكتور محمود أدىـ القيـ اإلخبارية إلى قيـ أو معايير زمانية وتشمؿ‪:‬‬

‫الجدة‪ ,‬واألثر الزمنى المستمر‪ ,‬ومعايير صحفية وفنية وتشمؿ األىمية والقرب‬

‫والتشويؽ‪ ,‬ومعايير إنسانية وتشمؿ الشيرة والعنصر الدرامى والصراع‬

‫والجنس‪ ,‬ومعايير أخالقية وتشمؿ الصدؽ‪ ,‬والدقة والموضوعية‪.‬‬

‫عمى أف ىناؾ مف يقتصر عمى تسعة معايير ويعتبرىا مف أىـ المعايير والقيـ‬

‫اإلخبارية وىى التوقيت‪ ,‬والنخبويو‪ ,‬والشخصانيو‪ ,‬والسمبية‪ ,‬والصراع‪ ,‬واإلثارة‪,‬‬

‫الضخامة‪ ,‬والعواطؼ اإلنسانية‪ ,‬الثقافة السائدة فى المجتمع‪.‬‬

‫‪198‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ثانياً‪ :‬السياسة التحريرية‬

‫السياسة التحريرية معيار ميـ فى تحديد مدى صالحية المادة اإلخبارية لمنشر‬

‫فإذا توافرت كؿ القيـ اإلخبارية فى خبر ما ولكنو لـ يتفؽ مع السياسة‬

‫التحريرية لمصحيفة فإنو بالتأكيد يكوف غير قابؿ لمنشر‪.‬‬

‫ويمكف تعريؼ السياسة التحريرية لمجريدة بأنيا مجموعة المبادئ والقواعد‬

‫والخطوط العريضة التى تتحكـ فى األسموب أو الطريقة التى يقدـ بيا‬

‫المضموف الصحفى وتكوف فى الغالب غير مكتوبة‪ ,‬بؿ مفيومة ضمناً مف‬

‫جانب أفراد الجياز التحريرى وتظير فى سموكيـ وممارستيـ لمعمؿ الصحفى‬

‫اليومى‪ ,‬وىى تخضع لقدر مف المرونة تختمؼ درجتيا مف صحيفة ألخرى‪.‬‬

‫وفى العادة يتـ تقرير السياسة التحريرية عند تأسيس الجريدة‪ ,‬ثـ يجرى الحفاظ‬

‫عمييا أو تغييرىا بمرور الزمف‪ ,‬نتيجة لتغير الظروؼ االجتماعية والحياة‬

‫السياسية التى تعد الصحيفة جزءاً منيا‪.‬‬

‫وتنتيى عممية تقويـ المادة اإلخبارية بأف نطمؽ عمييا حكماً مف األحكاـ‬

‫التالية‪:‬‬

‫ٔ‪-‬المادة اإلخبارية صالحة لمنشر بشكميا الحالى‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٕ‪-‬المادة اإلخبارية غير صالحة لمنشر‪.‬‬

‫ٖ‪-‬المادة اإلخبارية صالحة لمنشر ولكف بعد استكماليا‪.‬‬

‫المرحمة الثالثة‪ :‬تحرير المادة اإلخبارية‬

‫الغاية الوحيدة مف التحرير ىى تيسير عممية اإلقناع عف طريؽ عرض‬

‫المعمومات والحقائؽ واالحصاءات واألرقاـ‪.‬‬

‫والتحرير الصحفى بوجو عاـ ىو العممية التى بواسطتيا يتـ تيذيب أو ثقؿ‬

‫المادة الصحفية‪ ,‬فاألخطاء اإلمالئية والنحوية يجب تصويبيا‪ ,‬والبناء غير‬

‫المتقف الصنع يجب تقويمو‪ ,‬واحتماالت الوقوع فى السب والقذؼ تقؿ إلى حد‬

‫كبير‪ ,‬وأحياناً يتـ استبعاد عمؿ فنى متكامؿ‪ ,‬ويحدث ىذا إلنقاذ الصحيفة‬

‫والمندوب مف المشكالت القانونية‪.‬‬

‫ويقصد بتحرير المادة اإلخبارية بوجو خاص صياغتيا فى شكؿ قالب صحفى‬

‫مناسب لمصحيفة كوسيمة اتصاؿ مطبوعة ليا عدة سمات‪ ,‬منيا السرعة‪,‬‬

‫والمساحة المحدودة‪ ,‬والوظيفية أى التعبير عف مناحى الحياة المختمفة‪ ,‬وأنيا‬

‫الصمة بيف القارئ العادى والمتخصص‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ويقوـ عمى العممية التحريرية محرروف متمرسوف داخؿ المؤسسة الصحفية‪,‬‬

‫وىـ مسئولوف عف اختيار واعداد المادة اإلخبارية لمنشر‪ ,‬فالمحرر معنى‬

‫بصفة مبدئية بالمحتوى بشكؿ عاـ‪ ,‬وىو يتحمؿ مسئولية مساعدة المراسميف‬

‫اإلقميمييف والصحفييف داخؿ الصحيفة فى الصياغة وجعؿ المادة الصحفية‬

‫أكثر إمكانية لمنشر‪.‬‬

‫ونظ اًر ألىمية المادة اإلخبارية فى الصحؼ اليومية انكب الميتموف عمى‬

‫دراستيا وبياف الشروط التى ينبغى أف تتوافر فييا وطبيعة المغة التى تكتب‬

‫بيا‪ .‬وقد حددوا عدة خصائص فنية أوصوا بالتمسؾ بيا عمى النحو التالى‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬إيثار الجمؿ القصيرة عمى الطويمة‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬إيثار الفقرات القصيرة عمى الطويمة‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬استعماؿ األلفاظ المألوفة لمقارئ‪.‬‬

‫ٗ‪ -‬اصطناع ألفاظ وتراكيب يألفيا القارئ‪.‬‬

‫خطوات تحرير المادة اإلخبارية‬

‫لتحرير النص األخبارى خطوات تتبعيا الصحيفة ويمكف تحديدىا فى اآلتى‪:‬‬

‫ٔ‪-‬مراجعة المادة الصحفية المكتوبة أو المصورة واستكماليا‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٕ‪-‬اختيار البناء الفنى لمنص األخبارى‪ ,‬أو تحديد شكؿ المادة األخبارية‬

‫المخطط لنشرىا‪.‬‬

‫ٖ‪-‬التحرير النيائى لمنص األخبارى‪.‬‬

‫وسوؼ نعرض فيما يمى لتحرير األشكاؿ األخبارية التالية‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬األخبار الصحفية‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬القصص األخبارية‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬التقارير األخبارية‪.‬‬

‫ٗ‪ -‬الصور األخبارية‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬تحرير (صياغة) األخبار الصحفية‬

‫ال يكفى أف يحتوى الخبر عمى أىـ عناصر تكوينو ليصبح خب اًر مقروءاً‪ ,‬بؿ‬

‫البد مف صياغتو صياغة جديدة حتى يستحؽ الطبع والنشر‪.‬ويقصد بصياغة‬

‫الخبر‪ ,‬الصور أو الطرؽ التى تتبع عند كتابة األخبار‪ ,‬أى أنيا الشكؿ أو‬

‫الييكؿ الذى توضع فيو المعمومات التى يتضمنيا الخبر‪.‬‬

‫وتنقسـ األخبار الصحفية مف الناحية التحريرية إلى نوعيف رئيسييف ىما الخبر‬

‫البسيط الذى يقوـ عمى وصؼ واقعة واحدة والخبر المركب الذى يقوـ عمى‬

‫‪212‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وصؼ عدد مف الوقائع والربط بينيما‪ ,‬وأف كؿ نوع مف النوعيف السابقيف‬

‫ينقسـ إلى ثالث أشكاؿ فنية ىى الخبر القائـ عمى سرد األحداث والخبر‬

‫القائـ عمى سرد التصريحات والخبر القائـ عمى سرد المعمومات‪.‬‬

‫القوالب الفنية لكتابة الخبر الصحفى‬

‫ىناؾ اختالفات قميمة جداً حوؿ عممية تصنيؼ القوالب الفنية لكتابة الخبر‬

‫الصحفى بحيث يمكف تصنيفيا إلى قالب اليرـ المقموب‪ ,‬وقالب اليرـ‬

‫المقموب المتدرج‪ ,‬وقالب اليرـ المعتدؿ‪.‬‬

‫ٔ‪-‬قالب اليرـ المقموب‬

‫وىذا القالب الفنى يقوـ عمى تشبيو البناء الفنى لمخبر بالبناء المعمارى لميرـ‬

‫مقموباً حيث تأتى قاعدة اليرـ وىى أىـ مكوناتو المعمارية فى البداية‪,‬‬

‫وتتضمف أىـ حقائؽ الخبر‪ ,‬وتتوالى الحقائؽ طبقاً ألىميتيا حتى نصؿ إلى‬

‫أقؿ الحقائؽ أىمية فى قمة اليرـ‪.‬‬

‫وفى قالب اليرـ المقموب تمخص الفقرة األولى كؿ شئ‪ ,‬بينما فى األشكاؿ‬

‫األخرى تكتفى الفقرة األولى بتقديـ الشخوص‪ ,‬أو التركيز الشديد عمى بعض‬

‫التفاصيؿ الغريبة‪ ,‬وينبغى كتابة الفقرة األولى دائماً بنعومة وثقة ليشعر القارئ‬

‫‪213‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫أف ىناؾ كاتباً محترفاً ‪ ..‬وأفضؿ الفقرات األولى ىى التى تجعؿ القارئ يحس‬

‫وكأنو يرى‪ .‬وبالتفاصيؿ السميمة والتصورات يمكف الوصوؿ إلى اليرـ‬

‫المقموب‪.‬‬

‫ٕ‪-‬قالب اليرـ المقموب المتدرج‬

‫ويقوـ ىذا القالب الفنى عمى أساس تشبيو البناء الفنى لمخبر بالبناء المعمارى‬

‫لميرـ المقموب المتدرج وىو بذلؾ يأخذ شكؿ المستطيالت المتدرجة عمى شكؿ‬

‫ىرـ مقموب‪ .‬بحيث يكوف لمخبر مقدمو تتضمف أىـ تصريح فى الخبر ثـ‬

‫يأتى بعدىا جسـ الخبر فى شكؿ فقرات متعددة يشرح ويمخص كؿ منيا جانباً‬

‫مف جوانب الخبر‪.‬‬

‫وىذا القالب ىو مجرد تطوير لمقالب السابؽ (قالب اليرـ المقموب) ليناسب‬

‫األخبار المركبة الطويمة التى تحتوى عمى وقائع متعددة والكثير مف‬

‫التصريحات التى أدلى بيا مصدر واحد أو عدة مصادر لذلؾ فإنو يتـ إدخاؿ‬

‫عدد مف المربعات التى توضح وقائع الحدث‪ ,‬وعدد مف المستطيالت التى‬

‫تقدـ التصريحات التى أدلت بيا المصادر‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٖ‪ -‬قالب اليرـ المعتدؿ‬

‫يعد ىذا القالب مف أقدـ القوالب الفنية لبناء الخبر‪ ,‬وذلؾ مف خالؿ رواية‬

‫الخبر وفؽ تسمسؿ زمنى معدوؿ –أى يتـ عرض الوقائع فى تسمسؿ تاريخى‬

‫وفى بنياف يشبو بنياف القصة التقميدية الذى يتزايد فى األىمية إلى أف يصؿ‬

‫إلى الذروة‪ ,‬ثـ يقدـ الحؿ ويمكف أف يتوقؼ المحرر عند مرحمة الذروة وال‬

‫يقدـ حالً لممشكمة‪.‬‬

‫وىذا القالب ال يستخدـ إال فى األخبار المتعمقة بالقصص اإلنسانية أو‬

‫األحداث العاطفية أو الحوادث أو الجرائـ المثيرة‪ . .‬حيث يطيب لبعض‬

‫المحرريف أف يستخدموا فى كتابة ىذه األخبار أسموب الكتابة القصصية أو‬

‫الروايات أى أسموب اليرـ المعتدؿ‪.‬‬

‫أقساـ بناء الخبر الصحفى‬

‫ينقسـ بناء الخبر الصحفى عادة إلى ثالثة أقساـ ىى‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬عنواف الخبر‬

‫ٕ‪ -‬مقدمة الخبر‬

‫ٖ‪ -‬متف الخبر‬

‫‪215‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ونظ اًر ألف عنواف الخبر يكتب بعد االنتياء مف كتابة المقدمة وجسـ الخبر‬

‫فسوؼ نبدأ بعرض لمقدمة الخبر ثـ نتناوؿ بالتفصيؿ متف الخبر وأخي اًر‬

‫نعرض لعنواف الخبر‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬كتابة مقدمة الخبر الصحفى‬

‫المقدمة ىى المدخؿ الذى يحاوؿ مف خاللو الصحفى أف يجذب انتباه القارئ‬

‫لقراءة الخبر‪ ,‬ثـ دفعو لقراءة جسـ الخبر‪ .‬وىو عندما ينجح فى ذلؾ فإنو‬

‫يحقؽ أوؿ خطوة نحو تحقيؽ ىدفو‪ .‬والمقدمة عبارة عف فقرة مركزه‪ ,‬أو عدد‬

‫قميؿ مف الفقرات التى يمكف أف تقدـ تمخيصاً ألىـ جوانب الحدث‪ ,‬أو أىـ‬

‫التصريحات التى يتناوليا‪ ,‬أو أىـ جانب مف جوانب الحدث‪.‬‬

‫ويجمع خبراء التحرير الصحفى عمى أف ىناؾ مجموعة مف السمات الخاصة‬

‫لممقدمة الخبرية الناجحة منيا‪ :‬أف تجذب المقدمة اىتماـ القارئ وتشده لمخبر‬

‫وتدفعو إلى متابعة قراءتو حتى النياية‪ ,‬وأف ال تزدحـ بالمعمومات حتى ال‬

‫تشتت ذىف القارئ‪ ,‬وأف تركز عمى الوقائع والمعمومات والبيانات‪ ,‬وتتجنب‬

‫الوقوع فى إبداء الرأى‪ ,‬كما ينبغى أف تكوف المقدمة متناسبة مع حجـ الخبر‬

‫نفسو‪ ,‬وأف تكوف مالئمة لمضموف الخبر‪ ,‬وأف تكوف نابضة بالحركة مميئة‬

‫‪216‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫بالصراع‪ ,‬وتجيب بإيجاز عمى كؿ أو بعض االستفيامات الستة‪ :‬مف‪ ,‬ماذا‪,‬‬

‫متى‪ ,‬أيف‪ ,‬كيؼ‪ ,‬لماذا‪ ,‬ممتزمة فى ذلؾ بإيراد أكبر كـ مف المعمومات فى‬

‫أقؿ عدد مف الكممات‪.‬‬

‫وىناؾ عدة أنواع مف المقدمات منيا‪ :‬مقدمة التمخيص التى تمخص أىـ ما‬

‫فى الخبر‪ ,‬ومقدمة االقتباس وىى تركز عمى أىـ تصريح لممصدر‪ ,‬والمقدمة‬

‫القنبمة التى تحدث صدمة لمقارئ‪ ,‬ومقدمة المجاز وىى التى تستخدـ كممات‬

‫مجازية‪ ,‬ومقدمة المثؿ أو الحكمة وىى التى تعتمد عمى حكمة أو مثؿ يعبر‬

‫عف مضموف الخبر‪ ,‬ومقدمة الغرابة أو الطرافة وىى التى تعتمد عمى إب ارز‬

‫الطريؼ أو الغريب فى الخبر‪ ,‬وىناؾ أيضاً مقدمة الوصؼ وتعنى ىذه‬

‫المقدمة بالمنظر الذى وقع فيو الحدث‪ ,‬وأيضاً مقدمة التساؤالت التى يقوـ‬

‫فييا الصحفى بطرح تساؤؿ أو مجموعة مف التساؤالت الميمة التى يشكؿ‬

‫حجـ الخبر إجابتيا التفصيمية‪ ,‬وىناؾ أيضاً مقدمة المخاطبة وىى المقدمة‬

‫التى تخاطب القارئ‪ ,‬وتتحدث إليو عف قرب‪ ,‬ومقدمة التناقض وىى المقدمة‬

‫التى تقوـ عمى تصادـ الحقائؽ المتناقضة‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬كتابة متف الخبر‬

‫‪217‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫يتكوف المتف أو جسـ الخبر مف عدد مف الفقرات طبقاً لطولو‪ ,‬باإلضافة إلى‬

‫أىميتو –والبد أف تكوف ىذه الفقرات مرتبطة طبقاً ألىميتيا وطبقاً لمقالب الفنى‬

‫أو الشكؿ الفنى الذى اختاره المحرر لكتابة الخبر‪ .‬والبد أف يراعى ضرورة‬

‫التسمسؿ المنطقى فى كؿ الحاالت بمعنى أف تؤدى كؿ فقرة إلى التى تمييا‪,‬‬

‫كما يجب مراعاة الترابط بيف الفقرات‪.‬‬

‫وىناؾ عدة شروط يجب عمى المحرر مراعاتيا عند كتابة متف الخبر يمكف‬

‫تمخيصيا عمى النحو التالى‪:‬‬

‫ٔ‪-‬أف تتـ صياغة مقدمة وجسـ الخبر باستخداـ الجمؿ القصيرة الواضحة‪.‬‬

‫ٕ‪-‬االلتزاـ بوحدة الفقرة‪ ,‬بمعنى أف يتناوؿ كؿ مقطع فى جسـ الخبر فكرة‬

‫واحدة متكاممة‪.‬‬

‫ٖ‪-‬دقة الترابط بيف الفقرات المختمفة فى الخبر وبيف الجمؿ الواردة فى كؿ‬

‫فقرة‪.‬‬

‫ٗ‪-‬أف تنفرد كؿ فقرة الحقة مف الخبر بمعالجة وتوضيح فكرة ثانوية أو‬

‫موضوعاً فرعياً لفكرة رئيسية وردت فى المقدمة بدالً مف أف تتضمف الفقرة‬

‫خميطاً مف األفكار والتفاصيؿ الثانوية‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫٘‪-‬االلتزاـ بتتابع السياؽ فى جسـ الخبر بادئاً باألىـ متدرجاً إلى األقؿ‬

‫أىمية‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬كتابة عنواف الخبر‬

‫عنواف الخبر ىو أوؿ شئ تقع عميو عيف القارئ والبد مف االىتماـ بو واتقاف‬

‫كتابتو وىو آخر شئ يكتب فى الخبر‪.‬‬

‫ٍ‬
‫مرض يحدد "كاماز" بعض الشروط التى‬ ‫ولكى يكوف العنواف مكتوباً بشكؿ‬

‫يجب أف تتوافر فيو ومف أىميا‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬أف يكوف مالئماً لمخبر‬

‫ٕ‪ -‬أف يدؿ عمى معنى الخبر أو أىـ حقيقة فيو‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬أف يتطابؽ مع معايير الصحيفة‬

‫ٗ‪ -‬أال يضـ إضافات غير دقيقة‬

‫٘‪ -‬أف ال يكوف منقوصاً‬

‫‪ -ٙ‬أف ال يحرؼ الحقائؽ أو يقدميا ممونة برأى المحرر‬

‫والعنواف الجيد يحقؽ الوظائؼ التالية‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬جذب انتباه القارئ‬

‫‪219‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٕ‪ -‬تمخيص القصة اإلخبارية‬

‫ٖ‪ -‬يساعد القارئ عمى معرفة محتويات الصفحة‬

‫ٗ‪ -‬يصور جو القصة اإلخبارية‪.‬‬

‫أنواع العناويف‬

‫ىناؾ ثالثة تصنيفات لمعنواف ىى‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬التصنيؼ الشكمى‬

‫ٕ‪ -‬التصنيؼ الوظيفى‬

‫ٖ‪ -‬التصنيؼ التحريرى‬

‫وفيما يمى توضيح مفصؿ ليذه التصنيفات‪.‬‬

‫‪ -‬التصنيؼ الشكمى لمعناويف‪:‬‬

‫تنقسـ عناويف األخبار مف ناحية الشكؿ إلى‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬المنشيت‪ :‬وىو عنواف كبير يمتد بعرض قمة الصفحة األولى ويشير إلى‬

‫الخبر الرئيسى فى الجريدة ويمكف أف يتكوف مف سطر واحد أو أكثر مف‬

‫سطر فى حالة األخبار الميمة‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وقد شاع استخداـ ىذا النوع مف العناويف خالؿ الحرب العالمية األولى‪,‬‬

‫واستقر بعد ذلؾ كعنصر تيبوغرافى أساسى مف عناصر الصفحة األولى‪,‬‬

‫يظير فى المناسبات القميمة التى يكوف ليا مف األىمية ما يتطمب إب ار اًز‬

‫خاصاً‪ .‬وقد عرفت الصحافة المصرية العنواف العريض (المانشيت) فى ٔٔ‬

‫فبراير سنة‪ ٜٔٓٛ‬حيث نشرتو صحيفة المواء عند وفاة الزعيـ مصطفى كامؿ‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬العنواف الممتد‪ :‬وىو يحتؿ اتساعاً أقؿ مف العنواف العريض فيو ينشر‬

‫باتساع يتراوح بيف عموديف وسبعة أعمدة وكمما زاد اتجاه الصحيفة نحو‬

‫اإلخراج األفقى كمما أعطت أولوية أكبر ليذا النوع مف العناويف‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬العنواف العمودى‪ :‬وىو يمتد عمى عمود واحد فقط ويستخدـ فى األخبار‬

‫القصيرة التى تنشر عمى عمود واحد‪ ,‬ويتكوف مف سطر واحد أو أكثر‪ ,‬لكف‬

‫ذلؾ يعتمد عمى حجـ الخبر‪ ,‬فال يجب أف تكوف المساحة التى يحتميا العنواف‬

‫العمودى أكبر مف مساحة الخبر نفسو‪ ,‬كما أف ىذا العنواف يجب أف يتكوف‬

‫مف عدد محدود مف الكممات والبد أف يكوف مختص اًر ومرك اًز‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ثانياً‪ :‬التصنيؼ الوظيفى لمعنواف‬

‫يركز ىذا التصنيؼ عمى الوظيفة التى يقوـ بيا العنواف مف الناحية التحريرية‬

‫واإلخراجية وتنقسـ عناويف األخبار طبقاً ليذا التصنيؼ إلى‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬العنواف التمييدى‪ :‬وىو عدة كممات قميمة تأتى قبؿ العنواف الرئيسى وتميد‬

‫لو‪ ,‬وفى أغمب األحياف يشير إلى مكاف أو زماف الحدث ومف الضرورى عدـ‬

‫تكرار الكممات المستخدمة فيو فى العنواف الرئيسى‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬العنواف الرئيسى‪ :‬وىو أىـ العناويف وأبرزىا‪ ,‬ويحمؿ أىـ ما يتصؿ‬

‫بالمضموف التحريرى لمخبر وأبرز جوانبو‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬العنواف الثانوى‪ :‬وىو سطر أو بضعة سطور تمحؽ بالعنواف الرئيسى‬

‫وتحتوى عمى تفاصيؿ أكثر لمخبر أو تشير إلى عنصر آخر مف عناصره‪,‬‬

‫ويطمؽ عمى ىذه العناويف الثانوية الفقرات ‪ ,decks‬ويرتبط استخداميا‬

‫باألخبار الكبيرة والصحؼ تخالؼ بيف العنواف الرئيسى والعنواف الثانوى فى‬

‫حجـ الحروؼ‪ ,‬فنجد العنواف الثانوى يكتب بحروؼ أقؿ سمكاً وكثافة عف‬

‫العنواف الرئيسى‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٗ‪ -‬العناويف الفرعية‪ :‬ينظر إلى العناويف الفرعية بوصفيا فواصؿ بيف أجزاء‬

‫الموضع الواحد‪ ,‬وعمى ذلؾ فإف الصحؼ تعمد كثي اًر إلى تقسيـ الخبر الطويؿ‬

‫إلى أجزاء لمتغمب عمى ممؿ القارئ‪ ,‬أو الستخداميا بوصفيا معالـ فى طريؽ‬

‫الكتابة تجذب إلييا نظر القارئ‪.‬‬

‫ويؤدى العنواف الفرعى دور العنواف الرئيسى بالنسبة لمفقرة التى يرتفع فوقيا‬

‫فضالً عف وظيفتو اإلخراجية بتوفير بعض جوانب "الفراغ" أو"البياض" الذى‬

‫يريح العيف ويساعد عمى متابعة القراءة‪.‬‬

‫٘‪ -‬عنواف البواقى‪ :‬ويقوـ ىذا العنواف بإرشاد القارئ إلى بقية الخبر الموجود‬

‫فى الصفحة األولى ويمكف أف يأخذ عبارة أو كممة أو عدة كممات مف العنواف‬

‫الرئيسى لمخبر‪ ,‬وال يصاغ بشكؿ جديد حتى ال يضمؿ القارئ ويجعمو يفشؿ‬

‫فى التعرؼ عمى بقية الخبر‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التصنيؼ التحريرى لمعنواف‬

‫يمكف تصنيؼ عنواف الخبر الصحفى تحريرياً إلى األنواع التالية‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬العنواف الممخص‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬عنواف الجممة المقتبسة‬

‫‪213‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٖ‪ -‬العنواف االستفيامى‬

‫ٗ‪ -‬العنواف االستنكارى‬

‫٘‪ -‬العنواف االستفيامى االستنكارى‬

‫‪ -ٙ‬العنواف التقريرى‬

‫‪ -ٚ‬العنواف التعجبى‬

‫‪ -ٛ‬عنواف مخاطبة القارئ‬

‫ثانياً‪ :‬تحرير (صياغة) القصة اإلخبارية‬

‫حيف تستعمؿ الصحيفة كممة "قصة" كمفظ عاـ يشمؿ المواد الخبرية‪ ,‬فإنيا‬

‫تستعمميا بمعنى مختمؼ عف المعنى األدبى لمقصة‪ ,‬حيث تمتزـ الصحيفة‬

‫بالوقائع الحية التى تحدث بالفعؿ‪ .‬والقصة األخبارية عمى ىذا النحو ىى التى‬

‫تروى األنباء المتعمقة "بعمؿ" أو "حركة"‪ ,‬أى أف طبيعتيا تشتمؿ فى الغالب‬

‫عمى الوقائع واألحداث ووصؼ األشخاص وشيادة الشيود والمذكرات وما إلى‬

‫ذلؾ مما يتصؼ بالحركة والحيوية فى واقع الحياة اليومية‪.‬‬

‫والقصص األخبارية التى تكتب بطريقة ممتازة عف الموضوعات المتعمقة‬

‫بالمصمحة العامة تكوف ليا قيمة تثقيفية وخاصة فى دوؿ العالـ الثالث‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫واذا كانت القصة اإلخبارية ىى التى يكتبيا المحرر بإسياب جامعاً بيف‬

‫دفتييا كؿ ما يمكنو جمعو‪ ,‬ويتناوؿ األحداث الميمة والكبرى فمف حقيا ىنا‬

‫أف تكوف ليا طابعيا الخاص فى التحرير‪.‬‬

‫ففى بناء ىذا النمط األخبارى ال ينبغى عمى المحرر أف يصوغيا عمى أساس‬

‫النمط السابؽ (األخبار) ولكف يجب عميو أف يقوـ بسرد ممخص كامؿ لمقصة‬

‫فى المقدمة‪ ,‬أى يضع فييا كؿ النقاط الميمة‪ ,‬ثـ يتبع ذلؾ بممخص أوسع‬

‫وفى النياية يعرض التفاصيؿ‪ .‬وكؿ جزء مف ىذا التصميـ الثالثى يمكف‬

‫تشبييو بمثمث ذى أربعة أضالع يضيؽ مف أسفؿ تدريجياً ولكف فى نطاؽ‬

‫األسموب اليرمى الذى يميز تحرير األخبار‪.‬‬

‫ويمخص الدكتور محمد سيد محمد طرؽ صياغة القصة األخبارية عمى النحو‬

‫التالى‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬طريقة الترتيب الزمنى المعدوؿ ويقوـ عمى سرد القصة األخبارية وفؽ‬

‫تسمسؿ حدوثيا‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬طريقة الترتيب الزمنى المعكوس ويبدأ بنياية الحدث‪ ,‬ثـ يعود بترتيب‬

‫زمنى معكوس لشرح تفاصيؿ الحدث‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٖ‪ -‬طريقة التشويؽ المسرحى وذلؾ يجذب انتباه القارئ‪.‬‬

‫ويقوؿ الدكتور عبد المطيؼ حمزة أف طريقة التشويؽ فى كتابة القصة‬

‫األخبارية ىى أفضؿ الطرؽ جميعاً ألنيا تتغمب عمى فتور القارئ‪ ,‬وذلؾ بأف‬

‫توفر لو العنصر الدرامى وفييا كذلؾ اىتماـ تاـ بالعنصر الزمنى‪.‬‬

‫ويرى "ميخائيؿ سكودسوف" أف القصة األخبارية مف المفترض عند كتابتيا أف‬

‫تجيب عمى األسئمة مف؟ ماذا؟ متى؟ أيف؟ ولماذا؟ وأف اإلجابة عمى السؤاؿ‬

‫مف؟ تحدد فئات األشخاص الذيف يعتد بيـ فى القصة األخبارية‪ ,‬واإلجابة‬

‫عمى السؤاؿ ماذا؟ تتضمف الكشؼ عف األشياء والحقائؽ التى شممتيا القصة‬

‫أما اإلجابة عف متى؟ وأيف؟ فتوضحاف الجغرافية والزمف فى القصة‪ ,‬واإلجابة‬

‫عمى السؤاؿ لماذا؟ لمشرح والتفسير‪.‬‬

‫وتشمؿ الميارات الالزمة لكتابة عنواف ناجح لمقصة اإلخبارية الجوانب التالية‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬فيماً دقيقاً لمقصة األخبارية المراد وضع عنواف ليا‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬حصيمة وافرة وعميقة مف المفردات المغوية‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬إحساساً قوياً بتركيب الجمؿ‪.‬‬

‫ٗ‪ -‬عيناً فاحصة تتجنب الغموض‪.‬‬

‫‪216‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ثالثاً‪ :‬تحرير (صياغة) التقرير األخبارى‬

‫بناء التقرير األخبارى يختمؼ عف بناء الخبر‪ ,‬فالتقرير يظؿ متمي اًز عف الخبر‬

‫حتى ولو كاف أقصر منو‪ ,‬وأف االختالؼ يتضح فى التركيب نفسو‪ .‬فالتقرير‬

‫يتبع فى كتابتو اليرـ المعتدؿ‪ ,‬ويضـ فى مطمعو مدخالً إلى الموضوع قد‬

‫يكوف وصفياً‪ ,‬ويعتبر مف ناحية التركيب كؿ ال يتجزأ‪.‬‬

‫فمقدمة التقرير تميد لمموضوع وجسـ التقرير يضـ المعمومات والبيانات‬

‫الجوىرية‪ ,‬كذلؾ يضـ األدلة والشواىد والحجج المنطقية التى تدعـ الموضوع‬

‫الذى يتناولو التقرير‪ .‬ومف الضرورى أف يحرص كاتب التقرير عمى أف‬

‫يضمف جسـ التقرير جانبيف ىاميف أوليما‪ :‬مسار الحدث وتطور ىذا المسار‬

‫منذ بدايتو حتى نيايتو‪ ,‬وثانييما‪ :‬الربط بيف الوقائع التى يتضمنيا التقرير وأف‬

‫يكشؼ عف العالقات بينيا وما يكتنفيا مف غموض‪.‬‬

‫وخاتمة التقرير األخبارى ىى أىـ جزء بو والبد أف تتضمف اآلتى‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬تقييـ المحرر لموضوع التقرير األخبارى‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬عرض لمنتائج التى وصؿ إلييا المحرر خالؿ بحثو فى موضوع التقرير‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٖ‪ -‬التعميـ لحقائؽ معينة أو آراء خاصة أو لبعض النتائج التى حصؿ عمييا‬

‫المحرر‪.‬‬

‫ويعتمد نجاح التقرير األخبارى ‪-‬فى جانب كبير منو‪ -‬عمى مدى استفادة‬

‫محررة مف قسـ المعمومات فى الصحيفة‪ ,‬حيث يحتاج إلى خمفية بحثية‬

‫وتعمؽ فى التفاصيؿ واألسباب والدوافع والخمفيات التاريخية‪ ,‬وكذلؾ يستفيد‬

‫مف الصور الفوتوغرافية والرسوـ اليدوية التعبيرية والتوضيحية‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬تحرير الصورة األخبارية‬

‫القوؿ القديـ المأثور "أف الصورة ال تكذب" يستخدـ اآلف إلثارة السخرية بيف‬

‫المصوريف الفوتوغرافييف والفنانيف األمريكييف‪ ,‬ولكف عمى أى حاؿ‪ ,‬تحاوؿ‬

‫الجرائد األمريكية أف تؤكد لقرائيا أف ذلؾ القوؿ المأثور لـ يزؿ حقيقة واقعة‪,‬‬

‫وتعد إحدى الوسائؿ المستخدمة فى ىذا االتجاه نحو تدعيـ المصداقية فى‬

‫الصورة الفوتوغرافية‪ ,‬نشر السطر الخاص باسـ المصور ‪Credit Line‬‬

‫والذى يحدد المصور أو المصادر األخرى لمصورة المنشورة‪ .‬إف أسماء‬

‫المصوريف تعمؿ بال شؾ عمى إضفاء المصداقية عمى الصورة المنشورة وىذا‬

‫يجب أف تحرص عميو الصحيفة‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وكالـ الصور أو التعميؽ عمى الصور يعرؼ باألماكف واألشخاص ويفسر‬

‫العالقات‪ ,‬ويحدد وقت وقوع الحدث الذى جمدتو الصورة‪ ,‬ويخبر القارئ عما‬

‫يحدث‪ ,‬ويستطيع أف يشير إلى تفاصيؿ دقيقة‪ ,‬ويحاوؿ أف يستخرج مف‬

‫الصورة نفسيا معاف مختمفة‪ ,‬لذلؾ يجب عمى محرر كالـ الصورة أف ينظر‬

‫إلييا بعناية ليرى ما يحتاج القارئ لمعرفتو‪.‬‬

‫وكتابة الكالـ أو التعميؽ أو الشرح المصاحب لمصورة األخبارية ىى ما يطمؽ‬

‫عميو عممية"تحرير الصورة الصحفية" أو ‪ Picture editing‬ويعبر عنو فى‬

‫الصحافة األوربية واألمريكية بأكثر مف مصطمح تؤدى نفس المعنى ومنيا الػ‬

‫‪ Cutlines‬وىو المادة الشارحة لمصورة والموجودة تحتيا‪ ,‬والػ ‪ Caption‬وىو‬

‫العنواف الشارح أو المفسر الذى يوجد فوؽ الصورة‪ ,‬ثـ الػ ‪ Legend‬وتشير‬

‫إلى متف الصورة أو عنوانيا الموجود تحتيا‪.‬‬

‫وىناؾ أربعة أنواع وأشكاؿ رئيسية لمكالـ أو التعميؽ المصاحب لمصورة ىى‬

‫عمى النحو التالى‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬كالـ أو تعميؽ يصؼ صورة ىى جزء مف قصة إخبارية تجرى أحداثيا‬

‫داخؿ الصورة‪ ,‬وىنا ينبغى أف يكوف مختص اًر‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٕ‪ -‬كالـ يصؼ صورة تنشر فى صفحة‪ ,‬وتنشر قصتيا األخبارية أو‬

‫موضوعيا الصحفى فى مكاف آخر مف الجريدة أو ىنا ينبغى أف يكوف‬

‫مفصالً وموسعاً وأف يشار بشكؿ تذكيرى إلى القصة الخبرية أو الموضوع أو‬

‫الصور األخرى إف كانت موجودة‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬كالـ يصؼ صورة ال ينشر معيا موضوع أى يكوف ىو التعميؽ الوحيد‬

‫المصاحب ليا لذلؾ ينبغى أف يكوف شامالً كامالً يضـ كؿ الحقائؽ التى تعبر‬

‫عنيا الصورة‪.‬‬

‫ٗ‪ -‬كالـ يصاحب صورة تصؼ قصة إخبارية وليس ىناؾ حقائؽ كافية‬

‫بداخميا تجعميا تقؼ بمفردىا –بدوف صورة‪ -‬وتصمح لمنشر‪ ,‬لذلؾ ينبغى‬

‫التوسع والتفضيؿ فى كالـ الصورة بحيث يعرؼ القارئ كؿ أبعادىا‪.‬‬

‫وتتعدد مواضع كالـ الصور ومف اكثر ىذه المواضع شيوعاً فى الصحؼ‬

‫العالمية ىى أف يوضع كالـ الصورة أسفميا وال شؾ أف ىذا ىو الشكؿ‬

‫المناسب خاصة أف عيف القارئ قد اعتادت أف ترى كالـ الصورة أسفميا‪,‬‬

‫فالعيف تشاىد الصورة أوالً وبعد أف تفرغ منيا تنظر إلى أسفؿ‪ ,‬وىذا ما يتفؽ‬

‫مع مسرى العيف الطبيعى وحركة البصر مف أعمى إلى أسفؿ‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وأحياناً يوضع كالـ الصورة إلى جوارىا سواء إلى يميف الصورة أو يسارىا‬

‫ومحرر الصورة يكوف متخصص فى اختيار الصور وتحديد حجميا وىيئتيا‬

‫لمنشر كما أف المصور عادة ما يكوف ذو خبرة كبيرة وخمفية قوية فى التصوير‬

‫نتيجة لتكرار العمؿ المستمر‪ .‬وأف أفضؿ محررى الصور مف يمتمؾ الكتابة‬

‫الجيدة والميارة فى التحرير وقدره أكثر إلعطاء العمؿ التصويرى حيوية‬

‫ويعمؿ محررو الصورة األخبارية تحت رئاسة مساعد مدير التحرير‪.‬‬

‫وينبغى أف نشير إلى أف المساىمة بيف المحرر والمصور فى كتابة كالـ‬

‫الصورة والتعميؽ عمييا أمر وارد‪ ,‬وقد يتيح المحرر لممصور عف طيب خاطر‬

‫ولصالح العمؿ المشترؾ كتابة التعميؽ عمى الصورة التى التقطيا‪.‬‬

‫وفى جميع األحواؿ ينبغى أف يتسـ أسموب تحرير الصورة اإلخبارية بتوافر‬

‫عوامؿ الجذب‪ ,‬والتشويؽ‪ ,‬وحسف اختيار المفظ المناسب المشتمؿ عمى أكبر‬

‫قدر ممكف مف التعبير‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫المرحمة الرابعة‪ :‬مراجعة المادة األخبارية‬

‫بعد كتابة المادة األخبارية وقبؿ طبعيا يمر النص المكتوب عمى أشخاص‬

‫كثيريف متخذاً طريقة الذى قد يصؿ بو إلى إعادة كتابة النص الخبرى‬

‫الضعيؼ‪.‬‬

‫وقد يعيد المحرر المراجع صياغة رواية خبرية ألنيا قد ال تالئـ أسموب‬

‫الصحيفة‪ ,‬أو ألنيا تكوف أطوؿ مما يجب‪ ,‬أو ألنيا نشرات دعائية‪ .‬وعندما‬

‫يعالج المحرر المراجع مثؿ ىذه المواد فبوسعو أف يحقؽ غايتو بالتشذيب‬

‫والتغير واعادة كتابة الموضوع مف جديد‪.‬‬

‫وقد يضطر المحرر المراجع إلى دمج أكثر مف خبر معاً‪ ,‬وذلؾ فى حالة ما‬

‫إذا كانت تمؾ األخبار تدور حوؿ موضوع واحد‪ ,‬أو شخصية واحدة‪ ,‬وقد‬

‫يضطر المحرر أيضاً إلى ترحيؿ بعض األخبار (البواقى) وذلؾ بنشر جزء‬

‫مف الخبر فى صفحة ونشر بقيتو فى صفحة أخرى‪.‬‬

‫ولممراجع أف يحذؼ كؿ رأى مقحـ فى المادة األخبارية حفاظاً عمى‬

‫الموضوعية اإلعالمية‪ ,‬غير أنو إذا كاف الموضوع منشو اًر بإمضاء كاتب‬

‫معيف فمو أف يعبر عف رأيو فى حدود مرسومة‪ .‬كما يراجع جميع القصص‬

‫‪222‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫األخبارية ليطمئف إلى وفائيا بالقصد‪ ,‬فإذا اتضح أف المندوب حذؼ بعض‬

‫مف الحقائؽ الجوىرية‪ ,‬أعاد المراجع إلى الخبر نصو المكتوب ليضيؼ إليو‬

‫تمؾ الحقائؽ الميمة‪.‬‬

‫ويطمؽ اآلف لقب –محرر إعادة الكتابة‪ -‬فى قاعات تحرير أخبار الصحؼ‬

‫الحديثة عمى ذلؾ الشخص الذى يقضى وقتو فى مكتبو يتمقى األخبار عبر‬

‫الياتؼ مف مخبرى الصحيفة‪ ,‬وىنا توجد كمية كبيرة مف األخبار التى يجب‬

‫إعادة تحريرىا بالمعنى القديـ لممصطمح‪.‬‬

‫ويجب أف يتبع المحرر المكمؼ بإعادة الصياغة القواعد الجيدة المعروفة فى‬

‫تحرير األخبار‪ ,‬والتى تتضمف مف بيف أشياء أخرى‪ ,‬أف مقدمة قصة إخبارية‬

‫يجب أف تتضمف النقطة أو العنصر األخبارى الميـ فى القصة‪ .‬وكمما كانت‬

‫القصة األخبارية األولى أفقر كمما كانت ميمة المحرر المكمؼ بالصياغة‬

‫أسيؿ فى إعادة صياغتيا‪ ,‬ألنو فى ىذه الحالة يفعؿ أكثر مف مجرد ترتيب‬

‫أو تغيير كممات المقدمة‪.‬‬

‫ويمخص "واريف‪.‬ؾ‪.‬آجى" المياـ التى يقوـ بيا المحرر المراجع فيما يمى‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬البحث عف األخطاء وتصحيحيا‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٕ‪ -‬البحث عف أية تناقضات فى القصة األخبارية واعادة تحريرىا‬

‫لتصحيحيا‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬تصحيح أخطاء الترقيـ (استعماؿ النقاط والفواصؿ لتوضح المعنى)‬

‫وتصحيح األخطاء المغوية واإلمالئية واألخطاء فى األرقاـ واألسماء‬

‫والعناويف‪.‬‬

‫ٗ‪ -‬جعؿ أسموب الخبر متمشياً مع أسموب الجريدة‪.‬‬

‫٘‪ -‬اختصار القصة األخبارية‪ ,‬وجعميا مالئمة لممساحة المتاحة‪.‬‬

‫‪ -ٙ‬االحتراس مف القذؼ والتشيير وما يتنافى مع الذوؽ السميـ‪.‬‬

‫‪ -ٚ‬تزييف القصة األخبارية بالعناويف الفرعية حسب الضرورة‪.‬‬

‫‪ -ٛ‬كتابة عنواف لمقصة األخبارية‪.‬‬

‫‪ -ٜ‬التدقيؽ فى كتابة كالـ الصور اإلخبارية‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫"التيارات واالتجاىات الجديدة في التغطية اإلخبارية"‬

‫الصحافة كغيرىا مف العموـ األخرى تتابع النمو المضطر لمعالـ وتتماىى معو‬

‫في دعة وانسجاـ ليذا فال غرابو في ىذا لعنواف فيناؾ العديد مف المجدديف‬

‫في الصحافة الذيف يعترضوف عمى نمطي األساليب والقوالب وينادوف بالتغير‬

‫والتطوير ‪,‬إال أف ىذا التغيير البد أف يكوف وفؽ أسس عممية وموضوعية‬

‫بحثو بعيداً عف العشوائية وعف التجديد مف أجؿ التجديد ‪,‬كما أف الضغوطات‬

‫التي تعرضت ليا الصحافة خالؿ العقود الماضية مف داخؿ المؤسسات‬

‫الصحافية‪ ,‬ومف خارجيا ويذكر د‪.‬عمي شويؿ بف القرني في دراستو "‬

‫االتجاىات الحديثة في الصحافة الدولية"مجموعة مف التحديات تواجو‬

‫الصحافة منذ السنوات األخيرة مف نياية القرف العشريف مثؿ المنافسة مع‬

‫الوسائؿ الجماىيرية األخرى وخاصة ظيور وانتشار اإلنترنت في العالـ كما‬

‫تواجو الصحافة التقميدية تحديات مف المدارس الحديثة في الصحافة‪ ,‬أثرت‬

‫عمى مضموف وشكؿ الصحافة التقميدية مما استدعى إعادة ىيكمة وبناء‬

‫وتفكير في النمط التقميدي لمصحافة التي تآلؼ معيا القراء عمى مر العقود‬

‫السابقة‪ ,‬وفي التقرير السنوي عف الصحافة األمريكية لعاـ ٕٗٓٓـ‪ ,‬في إطار‬

‫‪225‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫مشروع التميز في الصحافة (اإلعالـ) الذي أعده معيد تابع لجامعة كولومبيا‬

‫بنيويورؾ‪ ,‬ومولتو مؤسسة بيو ‪ , PEW‬تـ تحديد ثمانية مجاالت تحوؿ في‬

‫اإلعالـ‪:‬‬

‫مف المالحظ تنامي المنافذ اإلعالمية اإلخبارية بشكؿ كبير خالؿ‬ ‫ٔ‪.‬‬

‫السنوات الماضية‪ ,‬يقابمو ثبات أو انكماش في حجـ الجميور اإلعالمي‬

‫المتابع لمقنوات اإلعالمية‪ ,‬ويترتب عمى ىذا الوضع تنامي الفقد مف جميور‬

‫ىذه الوسائؿ اإلعالمية اإلخبارية‪ .‬وىذا يؤدي إلى تقمص اإليرادات المادية‬

‫مف اإلعالنات ليذه القنوات ويمكف استثناء حاالت معينة تنامى فييا جميور‬

‫وسائؿ اإلعالـ وىي "وسائؿ اإلعالـ اإللكترونية‪ ,‬ووسائؿ اإلعالـ ذات‬

‫التوجيات العرقية‪ ,‬ووسائؿ اإلعالـ غير التقميدية"‪.‬‬

‫معظـ االستثمارات اإلعالمية تقع في الجانب التوزيعي والترويجي‪,‬‬ ‫ٕ‪.‬‬

‫وليس في الجانب الميني المعني بجمع المعمومات وتقارير األخبار‬

‫واألحداث‪ ,‬مما ترتب عمى ذلؾ تقميص االىتماـ بغرؼ األخبار والنشاطات‬

‫الميدانية لإلعالـ‪ ,‬حيث تقمصت أعداد الصحافييف وانخفضت المخصصات‬

‫المادية الموجية لمثؿ ىذا الغرض وال شؾ أف النتيجة الميمة التي أفرزتيا‬

‫‪226‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ىذه األوضاع ىي انخفاض مستوى النوعية الجيدة والمينية المطموبة في أداء‬

‫اإلعالـ‪.‬‬

‫معظـ وسائؿ اإلعالـ – الخبرية بشكؿ خاص – تركز عمى المادة‬ ‫ٖ‪.‬‬

‫الخاـ في نقميا لإلحداث المحمية والدولية بدوف أي معالجات مينية تذكر‪.‬‬

‫وتحولت ىذه المواد الخاـ مف مما كانت عميو كمرحمة في دورة مينية‬

‫متكاممة‪ ,‬إلى مرحمة نيائية بذاتيا بدوف جيود لتحسيف أو معالجة أو إعادة‬

‫بناء إعالمي ليا‪.‬‬

‫اختمفت المعايير اإلعالمية بيف المؤسسات اإلعالمية‪ ,‬وداخؿ‬ ‫ٗ‪.‬‬

‫المؤسسة اإلعالمية الواحدة‪ ,‬فمـ تعد ىناؾ قيـ واحدة توجو كؿ البرامج‬

‫والمحتويات اإلعالمية في المؤسسة الواحدة‪ .‬وأصبح اليدؼ الذي تسعى إليو‬

‫المؤسسات اإلعالمية ىو تقديـ أكبر شريحة مف القراء أو المستمعيف أو‬

‫المشاىديف إلى المعمف بأي طريقة ممكنة‪ ,‬مف خالؿ مختمؼ برامجيا‬

‫فقد تغض النظر عف القيـ األخالقية والمينية في‬ ‫وأقساميا اإلعالمية‪.‬‬

‫برامج وترفعيا في برامج أخرى مف أجؿ الحصوؿ عمى ىذا التنوع الشرائحي‬

‫‪227‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫لمجميور‪ ,‬وىذا ما يمغي وجود اليوية الواحدة التي تميز كافة برامج القناة‬

‫الواحدة‪ ,‬وتصبح ىذه القناة بيويات وتوجيات متباينة‪.‬‬

‫تتسـ المرحمة الحالية بالتوجو نحو االندماج بيف وسائؿ اإلعالـ‪ ,‬وىذه‬ ‫٘‪.‬‬

‫حقيقة تصبح شبو حتمية في المستقبؿ‪ ,‬وتحديدا فإف المعركة األساسية ىي‬

‫مجاؿ اإلعالـ اإللكتروني‪ ,‬حيث بدأت وسائؿ اإلعالـ تتصادـ في ىذا‬

‫الموقع‪ ,‬وأصبحت ىي منطقة جذب لوسائؿ اإلعالـ التقميدية‪ ,‬وبالتالي فإف‬

‫الحدود التي كانت تفصؿ بيف وسائؿ اإلعالـ – المقروءة والمسموعة والمرئية‬

‫– بدأت تتقمص إلى درجة االنتفاء تقريبا في المستقبؿ المنظور‪ ,‬وجميعيا بدأ‬

‫يتوجو لساحة معركة واحدة ىي المنطقة اإللكترونية الجديدة‪ ,‬التي ستبدأ في‬

‫بناء مفيوـ الجميور اإلعالمي الجديد‪.‬‬

‫مف المسائؿ المتعمقة بنفوذ القوى المؤثرة في وسائؿ اإلعالـ‪ ,‬يمكف‬ ‫‪.ٙ‬‬

‫مالحظة أف ىذه القوى المؤثرة في الصحافة والجميور العاـ تستمر في تأثيرىا‬

‫عمى مندوبي ومحرري اإلعالـ ‪ ,‬مما يتيح فرصة أف تصبح ىذه المصادر‬

‫اإلعالمية قوة مؤثرة عمى مضاميف اإلعالـ‪,‬وقد أشارت عدد مف الدراسات‬

‫لتحميؿ مضموف قنوات األربع وعشريف ساعة إلى محدودية المصادر‬

‫‪228‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫اإلخبارية التي تعتمد عمييا‪ ,‬مما يجعؿ التشابو واضحا بيف ىذه القنوات‪,‬‬

‫وتكوف ىذه القنوات معرضة لتأثير مصادر معينة دوف أخرى‪.‬‬

‫مما سبؽ يتضح لنا األسباب الحقيقية لمتوجيات الصحافية الجديدة ففي ظؿ‬

‫المنافسة والتحدي والتطورات الفكرية واالقتصادية الكبرى وفي ظؿ الجدؿ‬

‫الدائر حوؿ موت الصحافة الورقية ونيايتيا واختالؼ المتخصصوف مف‬

‫مفكروف ورجاؿ أعماؿ وصحفيوف حوؿ مصير الصحافة كاف البد لمصحافة‬

‫أف تمتطي أسمحة التغيير والتطوير لتواجو كؿ ىذه التحديات المتزايدة ‪.‬‬

‫و البد مف الػتأكيد عمى أف ظيور الصحافة اإللكترونية ال تعني انقراض‬

‫الصحافة الورقية بؿ أنيا خيار آخر لممستيمؾ وليس بدالً عف الصحافة‬

‫المطبوعة ويؤكد الكثير مف المتخصصيف في الصحافة أنيا فتحت أبواباً‬

‫كبيرة لمربح لممؤسسات الصحفية عمييا أف تستغميا بتعديؿ األساليب اإلنتاجية‬

‫والتحريرية بما يتالءـ مع التغيرات في التكنولوجيا ورغبات القراء‪.‬‬

‫التوجييات الجديدة في المضامين التحريرية‪:‬‬

‫وجود قصص إخبارية مطولة بدال مف التوجو لقصص قصيرة‬ ‫ٔ‪.‬‬

‫خاصة في الموضوعات اليامة‪ ,‬وتطوير القصص اليامة إلى تقارير معمقة‬

‫‪229‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫عف ىذه الموضوعات ‪ ,‬حيث أثبتت الدراسات التسويقية رغبة القراء في‬

‫متابعة القصص اليامة بشكؿ مطوؿ وعميؽ وأشار بعض رؤساء التحرير في‬

‫الصحؼ األمريكية أف أرقاـ التوزيع تزيد كمما كاف ىناؾ قصص إخبارية‬

‫تستحؽ القراءة وذات طابع إنساني وتكوف شيقة ومكتوبة بمغة جاذبة ‪.‬‬

‫زيادة المقاالت التحميمية لألحداث الرئيسية فبينما تقدـ اإلذاعة‬ ‫ٕ‪.‬‬

‫والتمفزيوف األحداث العاجمة وعمى شكؿ وقائع متفرقة تقوـ الصحيفة بتقديـ‬

‫ىذه األحداث في صورة كاممة وفي إطار أعـ‪.‬‬

‫توظيؼ قالب الرواية ( قالب اليرـ المقموب ) بدال مف القالب‬ ‫ٖ‪.‬‬

‫التقميدي في صياغة األخبار ‪ ,‬والموضوعات وخاصة ذات الطابع المسمي‬

‫والترفييي وبالتالي يدخؿ الممسة اإلنسانية لممحرر ويغير مف رتابة األخبار‬

‫والعروض التحميمية ‪.‬‬

‫تنامي التركيز عمى القصص الخفيفة‪ ,‬وتقميص االىتمامات بالقصص‬ ‫ٗ‪.‬‬

‫الجادة وذلؾ مرتبط برغبات القراء واىتماماتيـ بمثؿ ىذه الموضوعات‬

‫والقضايا غير الجادة مثؿ الرياضة والفف والقصص اإلنسانية والترفيو‬

‫والتسمية‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫التوجييات باندماج بيف الوسائؿ اإلعالمية المتنوعة كالصحيفة‬ ‫٘‪.‬‬

‫والتمفزيوف مثال ‪ ,‬كما ىو الحاؿ مثال في صحيفة الحياة المندنية ومحطة‬

‫‪ ,Lbc‬التمفزيونية المبنانية ‪ ,‬بحيث يتـ توظيؼ غرؼ أخبار مشتركة لخدمة‬

‫الوسيمتيف ‪ ,‬وذلؾ موجود في كثير مف الشركات اإلعالـ الكبرى في الواليات‬

‫المتحدة وأوروبا ‪.‬‬

‫تتوجو الصحافة الحديثة إلى طبعات المناطؽ بما تشممو مف أخبار‬ ‫‪.ٙ‬‬

‫محمية وموضوعات ذات طابع مناطقي وموضوعات ذات طابع مناطقي‬

‫وكذلؾ تحمؿ ىذه الطبعات واعالنات محمية تيـ شرائح القراء في تمؾ‬

‫المناطؽ ‪.‬‬

‫التوجييات الجديدة في التصميمات الفنية ‪:‬‬

‫أشارت بعض الدراسات عف التصاميـ الصحافية أف فترة ما بيف الحربيف‬

‫العالميتيف شيدت العديد مف التجارب لتطوير مفاىيـ إخراجية في الصحافة‬

‫األمريكية وحدث تحوؿ ميـ في تطور اإلخراج الصحافي‪ ,‬حيث انتقمت‬

‫مدرسة التصميـ مف خالؿ التقميد أي أف معظـ الصحؼ تقمد بعضيا البعض‪,‬‬

‫إلى مدرسة الخصوصية اإلخراجية أي أف كؿ صحيفة تحاوؿ أف تبني ليا‬

‫‪231‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫شخصيتيا اإلخراجية بما يميزىا عف غيرىا مف الصحؼ وكاف التحوؿ‬

‫األساسي في المدرسة اإلخراجية ىو مف النمط التقميدي الذي تمثؿ خالؿ‬

‫العقود األولى مف القرف العشريف في صورة أو صورة صغيرة بالموف األبيض‬

‫واألسود‪ ,‬واالعتماد النظاـ اإلخراجي الرأسي ‪ vertical design‬والذي‬

‫يتحدد مف خالؿ الخطوط الطولية التي تفصؿ بيف الثمانية األعمدة التي‬

‫تتكوف منيا الصفحة وبطبيعة الحاؿ تزخر الصفحة األولى بشكؿ خاص‬

‫بعشرات األخبار القصيرة التي تتوزع عمى مجمؿ أعمدة الصفحة ومنذ‬

‫السبعينيات الميالدية مف القرف العشريف بدأت األلواف تأخذ مكانيا عمى‬

‫الصفحة أألولى وبالتالي فقد تحوؿ االىتماـ مف اإلخراج الذي كاف يعتمد‬

‫عمى النص‪ ,‬إلى اإلخراج الذي بدأ يعتمد عمى أشكاؿ جديدة في المادة‬

‫الصحافية‪ ,‬أي أف الجديد في المدرسة اإلخراجية بدأ يزاوج بيف الكممة والفف‬

‫أو المضموف والشكؿ كما تحولت الطريقة اإلخراجية مف االعتماد عمى القمـ‬

‫والورقة‪ ,‬إلى استخداـ الكمبيوتر وبرامج التصاميـ الصحافية ‪.‬‬

‫‪232‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وجاء التنافس بيف صحؼ البرودشيت وصحؼ التابمويد منصب في محور‬

‫أساسي بينيما عمى الشكؿ اإلخراجي ليذه الصحؼ وكما ىو معروؼ‪ ,‬فإف‬

‫وضع الصحيفة في استاندات البيع لو تأثيره عمى حجـ مبيعات أي صحيفة‪.‬‬

‫وليذا عمدت صحؼ البرودشيت إلى إعادة بناء الصفحة األولى وىيكمتيا‬

‫إخراجيا‪ ,‬بحيث يكوف النصؼ األعمى يصبح عمى شكؿ شاشة تمفزيونية‬

‫متكاممة‪ .‬ومف ىنا‪ ,‬روعي في ذلؾ وجود عناويف جاذبة‪ ,‬وصور معبرة‪,‬‬

‫وبألواف مختمفة الستقطاب اىتمامات الجميور المست المدرسة الحديثة في‬

‫الصحافة الدولية سمات متميزة في الشكؿ والتصميـ واالتجاه نحو األلواف‪,‬‬

‫وفيما بعض اإلشارات عف ىذا التطوير‪:‬‬

‫االتجاه إلى أحجاـ صغيرة مف الصحؼ‪ ,‬وعمى سبيؿ المثاؿ فقد‬ ‫ٔ‪.‬‬

‫اعتمدت صحيفة ‪ USA Today‬نظاـ السبعة أعمدة بدؿ الثمانية المعموؿ‬

‫بو في الصحؼ بالحجـ التقميدي‪ .‬كما أف صحفًا عالمية بإحجاـ كاممة أخذت‬

‫تتجو إلى مقاس التابمويد‪ ,‬مثؿ التايمز المندنية وقد جاء ىذا التحوؿ مواكبة‬

‫لمتطمبات القراء‪ ,‬عمى الرغـ مف كوف صحؼ التابمويد تتصؼ عادة باإلثارة‬

‫والمبالغة الصحافية‪.‬‬

‫‪233‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫تكبير المانشتات الرئيسة في الصحيفة‪ ,‬وتقميؿ عدد كممات العناويف‬ ‫ٕ‪.‬‬

‫قدر اإلمكاف‪ ,‬وذلؾ بالنسبة لمقصص اإلخبارية اليامة والمثيرة في الصفحة‬

‫األولى تحديدا‪.‬‬

‫استخداـ األلواف في الصحؼ استجابة لتوجيات القراء ومحاكاة‬ ‫ٖ‪.‬‬

‫لمتمفزيوف‪ ,‬وكانت صحيفة ‪ USA Today‬تسمى بصحيفة تمفزيونية‪ ,‬وخاصة‬

‫عندما يتمت صميـ النصؼ األعمى مف الصفحة األولى‪ .‬وتوضع في‬

‫استاندات بيع الصحؼ‪.‬‬

‫توظيؼ الجرافيكس بشكؿ متنامي‪ ,‬وزيادة استخداـ الصور‬ ‫ٗ‪.‬‬

‫الفوتوغرافية‪ .‬وال شؾ أف الجرافكس المموف والصور الممونة تعكس تأثي ار كبي ار‬

‫عمى القراء‪ ,‬وتعطي جاذبية عالية لمصحيفة‪ .‬وتتمثؿ أىـ العمميات الجرافيكية‬

‫في ثالث أشكاؿ ىي المخطط اإلحصائي وخارطة الموقع‪ ,‬ورسـ لوقوع‬

‫حدث معيف‪.‬‬

‫مف المالحظ أف تبويب الصحؼ اليومية تغير كثي ار في السنوات‬ ‫٘‪.‬‬

‫الماضية‪ ,‬فبدؿ الصحيفة ذات الجسـ الواحد‪ ,‬تعدد الصحيفة إلى أقساـ‬

‫‪234‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫عديدة‪ ,‬ومف األقساـ الرئيسة التي تتكرر كثي ار في معظـ الصحؼ الحديثة‪,‬‬

‫قسـ األخبار (الرئيسي) وقسـ االقتصاد‪ ,‬وقسـ الرياضة‪ ,‬وأحيانا قسـ الترفيو‪.‬‬

‫المداخؿ والتيارات واالتجاىات الجديدة في التغطية اإلخبارية ‪.‬‬

‫لقد أدت الضغوط التي تعرضت ليا الموضوعية والتطور التكنولوجي اليائؿ‬

‫الذي رافؽ ثورة االتصاؿ والمعموماتية بجانب منافسة الوسائؿ االتصاؿ‬

‫االلكترونية مف شبكات إخبارية ومحطات اإلذاعة والتمفزيوف والمجالت‬

‫لمجريدة مما أصبح في متناوؿ الجميور الحصوؿ عمى األخبار مف مصادر‬

‫مختمفة تمكنو مف أف يوازف ويفاضؿ ويختار إلى تغيير عاداتو وبالتالي إلى‬

‫ضعؼ المقروئية كؿ ىذه العوامؿ أدت مجتمعة إلى ظيور بدائؿ جديدة‬

‫واتجاىات مغايرة في التغطية اإلخبارية ‪.‬‬

‫واف تطور عممية التغطية اإلخبارية تعدد أساليبيا أدى إلى بروز مصطمح‬

‫(تكويف األخبار) وما يطمؽ عميو في أدبيات اإلعالـ (صناعة األخبار) وىو‬

‫مصطمح يشير إلى حجـ التغطية اإلخبارية اليائؿ ‪,‬إف تشابؾ العوامؿ الداخمة‬

‫في صناعة األخبار وتعدد أساليب إعداد الخبر ونشره قد أدى بدوره إلى تعدد‬

‫أنواع الصحافة فمـ تعد ىناؾ صحافة واحدة تقميدية تتولى معالجة األحداث‬

‫‪235‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫والظواىر وبالمواقؼ بالشكؿ التقميدي الذي لفناه منذ زمف ‪ ,‬بؿ ىناؾ اليوـ‬

‫صحافات متنوعة تسعى كؿ واحدة منيا إلى التخصص والتميز في ميداف‬

‫المنافسة عمى تقديـ المعمومات إلى المتمقي ‪ ,‬ويمكف االشارة إلى أبرز ىذه‬

‫الصحافة السائدة في عالـ اليوـ‬

‫الصحافة البديمة ‪ :alterative journalism‬وينيض بيا‬ ‫ٔ‪.‬‬

‫الصحافيوف المحترفوف الذيف يقاوموف سيطرة الشركات اإلعالمية الكبرى التي‬

‫تسعى لفرض أسموبيا في التعامؿ مع األحداث وطريقة معالجتيا الخاصة‬

‫التي نبع مف سياستيا اإلخبارية ‪.‬‬

‫صحافة الثقافة المقابمة ‪ : counter culture journalism‬ومف‬ ‫ٕ‪.‬‬

‫رعاتيا والقائميف بيا الشباب الذي يرفض أساليب الصحافة التقميدية وتتوؽ‬

‫إلى بديؿ يمبي أذواؽ الشباب وحاجاتيـ‬

‫صحافة الدقة ‪ : precision journalism‬ويتبنى ىذا النوع‬ ‫ٖ‪.‬‬

‫الصحفيوف األكاديميوف الذيف يسعوف إلى ترسيخ مفيوـ " عمـ التحقيؽ‬

‫الصحفي " فف التغطية االستقصائية فضال عف اعتمادىـ الفف والتجديد‬

‫وىؤالء يعرفوف الصحافة بأنيا الدقة ثـ الدقة ثـ الدقة‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫صحافة الرأي والصحافة المعادية‪ :Advocacy journalism‬وىي‬ ‫ٗ‪.‬‬

‫الصحافة التي تكرس أقالـ كتابيا وصحفييا لوجيات نظر معينة وقضايا‬

‫خاصة تناسب اتجاىاتيـ ‪.‬‬

‫الصحافة الجديدة ‪ : new journalism‬وقد أطمؽ ىذا النوع عمى‬ ‫٘‪.‬‬

‫ذلؾ الصحافة التي أدخميا في الستينات عدد مف الكتاب والصحفييف وبعض‬

‫الروائييف الذيف أخذوا يعالجوف األحداث بدقة أكثر معتمديف التدويف البالغي‬

‫في صياغة تقاريرىـ وأخبارىـ ‪,‬وقد شجع ىذا النوع مف الصحافة عمى ظيور‬

‫تجارب جديدة في الكتابة الصحفية تتسـ بالميارة األدبية ‪.‬‬

‫صحافة المحترفيف‪ : journalism reviews‬وتعبر ىذه الصحافة‬ ‫‪.ٙ‬‬

‫عف عدـ رضا المحترفيف مف الصحفييف والكتاب عف أداء وسائؿ اإلعالـ‬

‫وتدعوكـ إلى االرتقاء بالمعالجات الصحفية بما ينسجـ مع أخالقيات المينة‬

‫ومستوى االحتراؼ الصحفي ‪.‬‬

‫صحافة دفتر الصكوؾ ‪ : cheque-book journalism‬وتمثؿ ىذه‬ ‫‪.ٚ‬‬

‫الصحافة اتجاىا حديثة يقوـ عمى شراء موضوعات وقصص ومغامرات مف‬

‫القائميف بيا ونشرىا عمى حمقات مثيرة ‪.‬‬

‫‪237‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫صحافة القفز بالمظالت ‪ :parachute journalism‬ىذا النوع مف‬ ‫‪.ٛ‬‬

‫الصحافة يالحؽ األحداث الساخنة أوال بأوؿ بغية إطالع الجميور عمى‬

‫طبيعتيا وتطوراتيا وىذه الصحافة انتقائية تالحؽ األحداث التي تثير اىتماـ‬

‫الجميور وتصمح أف تكوف حديث مائدة اإلفطار ‪.‬‬

‫صحافة وكاالت األنباء ‪ : agencies journalism‬وتتميز ىذه‬ ‫‪.ٜ‬‬

‫الصحافة بإعداد أخبار موسعة تمبي حاجة وسائؿ اإلعالـ المختمفة وتعتمد‬

‫السرعة والجري وراء السبؽ الصحفي والمقدمات الموجزة التي تيدؼ الى‬

‫اطالع الجميور عمى جوىر الحدث حاؿ وقوعو ثـ بثو كامال في مرحمة‬

‫الحقة ‪.‬‬

‫صحافة اإلثارة ‪ :sensational journalism‬ويتعامؿ ىذا النوع مف‬ ‫ٓٔ‪.‬‬

‫الصحافة مع األحداث بأسموب مثير يضخـ األحداث ويمّوف الموضوعات‬

‫والحقائؽ ويرى في الفضائح مادة تستيوي قطاعات واسعة مف الجميور العاـ‪.‬‬

‫‪238‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫تطبيقات الفصل الثاني‬

‫س‪ -1‬ما ىي الفروق الجوىرية بين كال من فن التقرير الصحفي وفنون‬

‫الخبر الصحفي والتحقيق الصحفي والحديث الصحفي؟‬

‫س‪ -2‬ما أىم الوظائف األساسية التي يقوم بيا التقرير الحي؟‬

‫‪239‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫الفصل الثالث‬

‫فن المقال الصحفي‬

‫‪241‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫الفصل الثالث‬

‫فن المقال الصحفى‬

‫مف أشير قواعد العمؿ الصحفي أف " الخبر مقدس و التعميؽ حر " حيث‬

‫يدخؿ المقاؿ في إطار ىذا التعميؽ بما يميزه عف غيره مف الفنوف الصحفية‬

‫بحيث يعد العنصر الشخصي ركنا أساسيا مف أركانو‪.‬‬

‫ويختمؼ المقاؿ الصحفي عف باقي الفنوف الصحفية األخري مف حيث أنو‬

‫تعبير ذاتي وشخصي عف األفكار والخبرات واالتجاىات‪ ,‬حتى لو كاف ىذا‬

‫التعبير معارضاً في مضمونو ألفكار وخبرات واتجاىات أخرى‪.‬‬

‫وكممة " مقاؿ " تعني ‪ :‬محاولة أو خبرة أو تجربة أولية ‪.‬‬

‫ورغـ أف بداية الصحافة األولى في العالـ كانت صحافة مقاؿ وتحولت إلى‬

‫صحافة خبر إال أف المقاؿ لـ يفقد أىميتو وحيويتو ‪ ,‬بؿ يعتبر مؤش اًر مف‬

‫مؤشرات الديمقراطية والحريات التي يتمتع بيا بمد دوف اآلخر خاصة المقاالت‬

‫النقدية التي تياجـ مظاىر الفساد والسياسات غير السوية في المجتمع أيا‬

‫كاف مصدرىا ‪ ,‬كما يدؿ المقاؿ عمى نضوج المجتمع واتجاىات الرأي العاـ‬

‫فيو ‪.‬‬

‫‪241‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ويعبر أحد الخبراء عف المقاؿ بكممات فيقوؿ عنو‪ :‬المقاؿ رسالة مف العقؿ‬

‫إلى العقؿ والقمب ‪.‬‬

‫أنواع المقالة ‪:‬‬

‫‪ .1‬المقالة العممية ‪:‬‬

‫موضوعاتيا عممية ‪ ,‬وأىدافيا تبسيط الحقائؽ العممية ‪ ,‬وتيسير نقميا إلى‬

‫الجميور ‪ ,‬يقوؿ قدري طوقاف " الشمس أقرب نجـ إلينا ‪ ,‬وتقدر المسافة‬

‫بثالثة وتسعيف مميوناً مف األمياؿ ‪ ,‬فمو سار قطار إلييا بسرعة خمسيف ميالً‬

‫في الساعة لوصميا في مائتيف وعشريف سنة ‪ ,‬واألمواج الالسمكية ‪ ,‬التي‬

‫تدور حوؿ األرض سبع مرات في ثانية واحدة ‪ ,‬ىذه األمواج لو أرسمت إلى‬

‫الشمس لوصميا في ثماني دقائؽ وربع ‪ ,‬ولو أرسمت إلى أقرب نجـ إلينا بعد‬

‫الشمس لوصمتو في أربع سنيف ونصؼ " ‪.‬‬

‫لعمكـ الحظتـ أسموب المقالة العممية المباشر الذي يعتمد عمى الدقة في‬

‫استخداـ األلفاظ ‪ ,‬والسيولة في صوغ العبارات ‪ ,‬والبعد عف التأنؽ والزينة وال‬

‫تمبس المقالة العممية مف األدب إال أرؽ ثوب ‪.‬‬

‫‪242‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ .2‬المقالة األدبية ‪:‬‬

‫وىي قطعة مف الشعر المنثور ‪ ,‬تشؼ عف ذات األديب ‪ ,‬وتعبر عف مشاعره‬

‫‪ ,‬وتنطمؽ مع خيالو ‪ ,‬وترسـ مالمح شخصيتو ‪ ,‬أسموبيا أدبي محض ‪ ,‬ففييا‬

‫ماشئت مف عواطؼ جياشة ‪ ,‬وخياؿ عريض ‪ ,‬وصور مترفة وأسموب ‪.‬‬

‫‪ .3‬الخاطرة ‪:‬‬

‫مقالة قصيرة جداً تحتؿ بعض الزوايا في الصحؼ ‪ ,‬والمجالت وتعتمد عمى‬

‫أسموب الخطؼ في معالجة الموضوعات ‪ ,‬وتتميز بالطابع الذاتي وتشيع فييا‬

‫السخرية ‪ ,‬وليا مذاؽ عذب في نفس القارئ ‪ ,‬وىي أشبو شيء بالرسـ‬

‫الكاريكاتوري‪.‬‬

‫‪ -4‬المقال الصحفي‬

‫مفيوم المقال الصحفى‬

‫‪ -‬المقاؿ كما عرفو د‪.‬محمود أدىـ ىو ‪ " :‬فكرة يقتنصيا الكاتب خالؿ‬

‫معايشتو الكاممة لألنباء واآلراء والقضايا واالتجاىات والمشكالت المؤثرة عمى‬

‫القراء والمجتمع بحيث يعرضيا ويشرحيا بالتأييد أو المعارضة بمغة واضحة‬

‫وأسموب مبسط يعكس شخصيتو وفكره " ‪.‬‬

‫‪243‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ -‬و تعرفو دائرة المعارؼ البريطانية عمى أنو‪ " :‬إنشاء متوسط الطوؿ يكتب‬

‫لمنشر في الصحؼ و يعالج موضوعا معينا بطريقة مبسطة و موجزة عمى أف‬

‫يمتزـ الكاتب حدود الموضوع"‪.‬‬

‫غير أف ىذا التعريؼ ال يشمؿ المقاؿ التحميمي الذي يحتاج كاتبو إلى تناوؿ‬

‫القضية بأبعادىا المخمفة لذا عادة ما تكوف مساحتو كبيرة‪.‬‬

‫‪ -‬والمقاؿ الصحفى ىو األداة الصحفية التى تعبر بشكؿ مباشرعف سياسة‬

‫الصحيفة وعف آراء بعض كتابيا فى األحداث اليومية الجارية وفى القضايا‬

‫التى تشغؿ الرأى العاـ المحمى او الدولى ٓ ويقوـ المقاؿ الصحفى بيذه‬

‫الوظيفة مف خالؿ شرح وتفسير االحداث الجارية والتعميؽ عمييا بما يكشؼ‬

‫عف ابعادىا ودالالتيا المختمفة ٓ‬

‫واذا كاف الجانب االكبر مف المقاالت الصحفية يعبر عف سياسة الصحفية‬

‫كما ىو الشأف فى المقاؿ االفتتاحى او يعبر عف اراء كبار كتابيا كما ىو‬

‫الشأف فى العمود الصحفى او المقاؿ التحميمى‪ ,‬إال أف ىناؾ جانب آخر مف‬

‫المقاالت الصحفية قد يعبر عف رأى الكتاب والمفكريف الذيف اليعمموف فى‬

‫الصحيفة واليشترط اف يكتب ىؤالء بما يؤيد سياسة الصحيفة بؿ كثي ار ما‬

‫‪244‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫تنشر ليـ الصحؼ مقاالت تخالؼ سياساتيا وذلؾ عمال بحرية الرأى وخاصة‬

‫فى المجتمعات الديمقراطية ٓ‬

‫كذلؾ فاف المقاؿ الصحفى اليقتصرعمى شرح األحداث الجارية وتفسيرىا‬

‫والتعميؽ عمييا وانما يمكف فى بعض الحاالت أف يطرح كاتب المقاؿ فكرة‬

‫جديدة او تصو ار مبتك ار او رؤية خاصة يمكف اف تشكؿ فى حد ذاتيا قضية‬

‫تشغؿ الرأى العاـ وخاصة اذا آانت تمس مصالح القراء او تثير اىتماميـ‬

‫ألى سبب مف االسباب ٓ‬

‫وظائف المقال الصحفى ‪:‬‬

‫المقاؿ الصحفي ال يكتب فقط لمتعرؼ عمى اآلراء بصورة مجردة أو لتبادؿ‬

‫األفكار فقط وانما يؤدي العديد مف الوظائؼ أىميا‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬اإلعالـ‪ :‬وذلؾ بتقديـ المعمومات واالفكار الجديدة عف االحداث او‬

‫القضايا او المشاآؿ التى تشغؿ الرأى العاـ‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬شرح وتفسير االخبار اليومية الجارية والتعميؽ عمييا بما يوضح ابعادىا‬

‫او جوانبيا المختمفة ٓ‬

‫ٖ‪ -‬التثقيؼ‪ :‬وذلؾ عف طريؽ نشر المعارؼ االنسانية المختمفة ٓ‬

‫‪245‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٗ‪ -‬الدعاية السياسية ‪ :‬وذلؾ بنشر سياسة الحكومات واالحزاب ومواقفيا‬

‫المختمفة مف قضايا المجتمعٓ‬

‫٘‪ -‬الدعاية االيديولوجية ‪ :‬وذلؾ عف طريؽ نشر االفكار والفمسفات والدفاع‬

‫عنيا ضد خصوميا او منافسييا ٓ‬

‫‪ -ٙ‬تعبئة الجماىير ‪ :‬وذلؾ لخدمة نظاـ سياسى او اجتماعى معيف او‬

‫لممساىمة فى التنمية الوطنية ٓ‬

‫‪ -ٚ‬تكويف الرأى العاـ‪ :‬فى المجتمع والتأثير عمى اتجاىاتو سواء بالسمب او‬

‫االيجاب ٓ‬

‫‪ -ٛ‬التسمية واالمتاع‪ :‬وىو االمر الذى تحققو المقاالت الترفييية او الضاحكة‬

‫او الساخرة او المقاالت المسمية او الظريفة ٓ‬

‫‪ -ٜ‬تنمية المجتمع في المجاالت المختمفة‪.‬‬

‫الدفاع عف المباديء السامية و العقيدة اإلسالمية في مواجية‬ ‫ٓٔ‪-‬‬

‫االدعاءات الزائفة بحقو‪.‬‬

‫ٔٔ‪ -‬الدفاع عف الحريات التي ال تتناقض مع المباديء و األخالقيات‪.‬‬

‫‪246‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫لغة المقال الصحفى ‪:‬‬

‫المقاؿ الصحفى يختمؼ عف المقاؿ االدبى او المقاؿ العممى‪:‬‬

‫فالمقاؿ االدبى ىو الذى يعبر عف عواطؼ كاتبو وتجربتو الذاتية ومشاعره‬

‫الوجدانية تجاه موقؼ خاص أو موقؼ عاـ‪.‬‬

‫أما المقاؿ العممى فيو أداة العالـ لوصؼ الحقائؽ العممية مف خالؿ منيج‬

‫عممى يقوـ عمى الموضوعية المطمقة ٓ‬

‫بينما المقاؿ الصحفى فيو وسط بيف االثنيف ففيو شئ مف ذاتية الكاتب‬

‫االدبى وفىو شئ مف موضوعية العالـ‪ ,‬لذلؾ فمغة المقاؿ الصحفى ىى لغة‬

‫الحياة العامة أى لغة المواطف العادى التي يفيميا جميع القراء ميما اختمفت‬

‫مستوياتيـ التعميمية او الثقافية او االجتماعية ٓ‬

‫فاذا كانت لغة المقاؿ االدبى تقوـ عمى الصور البيانية او المحسنات المفظية‪,‬‬

‫واذا كانت لغة المقاؿ العممى تقوـ عمى النظريات واالرقاـ واالحصائيات‬

‫والمصطمحات العممية التى اليفيميا سوى المتخصص فى كؿ عمـ مف‬

‫العموـ‪ ,‬فإف لغة المقاؿ الصحفى تقوـ عمى السيولة والبساطة والوضوح وىى‬

‫قد تستفيد بشئ مف جماؿ األسموب االدبى وقد تستفيد بكثير مف دقة االسموب‬

‫‪247‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫العممى‪ ,‬ولكف يبقى اف ما يميز المقاؿ الصحفى ىو اسموبو البسيط الواضح‬

‫السيؿ‪.‬‬

‫ومف الضرورى اف نؤكد اف كوف لغة المقاؿ الصحفى يجب اف تكوف لغة‬

‫الحياة العامة اليجب اف يعنى اف تكوف لغة المقاؿ الصحفى ىى العامية‪,‬‬

‫وانما يجب اف تكوف لغة المقاؿ الصحفى لغة عربية فصحى ولكنيا ليست‬

‫فصحى العصر الجاىمى او العصر العثمانى او العصر الممموكى وانما‬

‫فصحى عصر الصحافة اى العصر الحديث‪ ,‬ثـ ىى مف ناحية اخرى ليست‬

‫الفصحى االدبية القائمة عمى الصور البيانية والمحسنات المفظية والتركيبات‬

‫المغوية وانما ىى الفصحى الصحفية القائمة عمى البساطة والوضوح والسيولة‬

‫اى فصحى الحياة العامة‪ ,‬فصحى التعامؿ اليومى بيف الناس ميما اختمفت‬

‫مستوياتيـ الثقافية‪ ,‬اى تمؾ المغة العربية الفصحى التى وضحت وسيمت‬

‫بحيث صارت مفيومو لممواطف العربى العادى ميما اختمؼ مستوى تعميمو‬

‫وميما اختمؼ القطر العربى الذى ينتمى اليو ٓ‬

‫‪248‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫البناء الفني لممقال الصحفي‪:‬‬

‫يتكوف البناء الفني األساسي لممقاؿ مف ثالثة أجزاء ىي‪ :‬المقدمة و الجسـ و‬

‫الخاتمة‪ .‬ويكتب بقالب اليرـ المعتدؿ عمى عكس كتابة الخبر الصحفي‪,‬‬

‫بحيث ال يمكف االستغناء عف أي جزء منيـ ألف ذلؾ يقمؿ مف شأف المقاؿ‬

‫ويحد مف فاعميتو‪ ,‬واف كانت الخاتمة ىي األقؿ حظا بيف كتاب المقاؿ وىو‬

‫ما يقتضي االنتباه إليو‪ ,‬و تضـ ىذه األجزاء‪:‬‬

‫المقدمة ‪ :‬كؿ موضوع صحفي يبدأ بمقدمة وفي المقاؿ نبدأ بمدخؿ تمييدي‬

‫لمفكرة إلثارة انتباه القارئ وشده لمتابعة بقية المقاؿ ‪ ,‬كما يمكف أف تتضمف‬

‫فكرة جديدة مثيرة أو قضية تشغؿ باؿ الرأي العاـ‪ ,‬أو تعميقا عمى خبر ىاـ‬

‫يتداولو الناس أو وصفا لمشكمة خطيرة وحساسة في المجتمع ‪.‬‬

‫الجسـ ‪ :‬وىو الجزء الذي يحتوي عمى المادة الحيوية والجوىرية في المقاؿ‪,‬‬

‫ويضـ البيانات والمعمومات والحقائؽ المرتبطة بالموضوع‪ ,‬أو األدلة واألسانيد‬

‫المؤيدة لوجية نظر الكاتب‪ ,‬أو أبعاد الموضوع ودالالتو المختمفة والخمفية‬

‫التاريخية لمموضوع ‪.‬‬

‫‪249‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫الخاتمة‪ :‬وىي أىـ أجزاء المقاؿ التي يتوقؼ عمييا مدى اقتناع القارئ أو عدـ‬

‫اقتناعو بفكرة الموضوع وبآراء الكاتب وغالبا ما تضـ واحدا مف النقاط التالية‪:‬‬

‫خالصة ما توصؿ إليو الكاتب مف آراء‪ ,‬دعوة القارئ لممشاركة في إيجاد‬

‫حموؿ لمقضية أو المشكمة المطروحة لتفعيؿ دوره أو دفع القارئ التخاذ موقؼ‬

‫معيف اتجاه موضوع مطروح أو النصيحة التي يقدميا الكاتب لمقراء عامة‬

‫ولممرتبطيف بالموضوع خاصة‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫البناء الفني لممقال الصحفي‬

‫‪251‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫أنواع المقال الصحفى ‪:‬‬

‫ولممقاؿ الصحفى انواع مختمفة اخذت تتطور حتى صار كؿ منيا يشكؿ فنا‬

‫صحفيا مستقال بذاتو وىى ‪:‬‬

‫‪ -‬المقاؿ االفتتاحى ٓ‬

‫‪ -‬العمود الصحفى ٓ‬

‫‪ -‬المقاؿ النقدى ٓ‬

‫‪ -‬المقاؿ التحميمى ‪.‬‬

‫‪ -‬اليوميات الصحفيةٓ‬

‫أوال‪ :‬المقال االفتتاحى" ‪" Editoria lor Leading Article‬‬

‫يقوـ عمى شرح وتفسير االخبار واالحداث اليومية والتعميؽ بما يكشؼ عف‬

‫سياسة الصحيفة تجاه األحداث والقضايا الجارية فى المجتمع ٓ‬

‫والمقاؿ االفتتاحى يربط القراء بالصحيفة مف ناحية‪ ,‬وباالحداث اليومية‬

‫الجارية مف ناحية ثانية‪.‬‬

‫كذلؾ فالمقاؿ االفتتاحى يخمؽ مشاركة وجدانية بيف الصحيفة والقراء ويدفع‬

‫القارئ الى المشاركة فى مواجية القضايا والمشاكؿ التى تيـ المجتمع ٓ‬

‫‪252‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫والمقاؿ االفتتاحى يتميز بالخصائص التالية ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬التعبير عف سياسة الصحفية سواء آانت ىذه الصحيفة مستقمة او تابعة‬

‫لحزب مف االحزاب او معبرة عف اتجاه سياسى او اجتماعى او فكرى فى‬

‫البمد الذى تصدر فيو ٓ‬

‫ٕ‪ -‬متابعة االحداث اليومية سواء تمؾ التى تقع فى النطاؽ المحمى او تمؾ‬

‫التى تقع عمى النطاؽ ىالدولى ٓ‬

‫ٖ‪ -‬اىتماـ بالقضايا التى تيـ الرأى العاـ وتشغؿ اذىاف القراء ٓ‬

‫ٗ‪ -‬ضرورة ابراز الخميفة التاريخية لألحداث والقضايا التى يتناوليا المقاؿ‬

‫االفتتاحى بالشرح والتحميؿ ٓ‬

‫٘‪ -‬استخداـ لغة سيمة بسيطة واسموب واضح محدد يتالءـ وطبيعة قراء‬

‫الصحيفة الذيف تختمؼ مستوياتيـ الثقافية ٓ‬

‫‪ -ٙ‬القدرة عمى اقناع القارئ بالقضية او الرأى الذى تنادى بو الصحيفة بما‬

‫يقدمو الكاتب مف حجج منطقية وادلة كافيةٓ‬

‫وتختمؼ وظيفة المقاؿ االفتتاحى حسب طبيعة المجتمع الذى تصدر فيو‬

‫فالمقاؿ االفتتاحى فى المجتمعات الميبرالية يعبر عف مالؾ‬ ‫الصحيفة‬

‫‪253‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫الصحيفة سواء كاف ىذا المالؾ فردا مف االفراد او جماعة مف الجماعات‬

‫السياسية او االجتماعية او الثقافية او حزبا مف االحزاب‪.‬‬

‫اما فى الدوؿ االشتراكية او الدوؿ الشمولية فالمقاؿ االفتتاحى يعبر عف‬

‫سياسة الدولة او الحزب الحاكـ فييا‪ ,‬حيث يمعب المقاؿ ىنا دور الداعية‬

‫لمنظاـ السياسى واالجتماعى القائـ ولأليديولوجية الفمسفية التى يديف بيا ىذا‬

‫النظاـ ٓ‬

‫فميس صحيحا اذف ما يقاؿ عف اف المقاؿ االفتتاحى يعبرعف رأى ىيئة تحرير‬

‫الصحيفة سواء فى المجتمعات الميبرالية او المجتمعات الشموليةز‪ ,‬ولنتصور‬

‫مثال وقوع خالؼ فى الرأى بيف مف‬

‫يممكيا فى قضية او مشكمة معينة‪ ,‬فالحؿ الذى يحدث فعال فى مثؿ ىذه‬

‫المواقؼ اف تستبعد ىيئة تحرير الصحيفة ويستقدـ غيرىـ ممف تتوافؽ أفكارىـ‬

‫مع مالؾ الصحيفة ٓ‬

‫والمقاؿ االفتتاحى يكتبو رئيس التحرير او كبار الكتاب فى الصحيفة مف‬

‫الذيف يثؽ بيـ رئيس التحرير او اصحاب الصحيفة ٓ‬

‫‪254‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫والمقاؿ االفتتاحى ال يوقع اليوـ باعتبار انو يمثؿ رأى الصحيفة ال رأى كاتبو‬

‫حتى ولو كاف رئيس التحرير ومف المعروؼ اف المقاؿ االفتتاحى ظؿ يوقع‬

‫باسـ كاتبو حتي نشوب الحرب العالمية الثانية‬

‫وتحوؿ الصحافة الى صحافة خبر بعد اف كانت صحافة رأى ٓ‬

‫اما بالنسبة لممساحة التىى يجب اف يحتميا المقاؿ االفتتاحى والمكاف الذى‬

‫ينشر فيو‪ ,‬فغالبا ال تزيد مساحتو عف عمود او نصؼ عمود بعد اف كاف‬

‫يحتؿ قبؿ الحرب العالمية الثانية مساحة صفحة كاممة واحيانا اكثرعندما‬

‫كانت الصحافة ما تزاؿ صحافة رأى ٓ‬

‫اما مكاف المقاؿ االفتتاحى فبعد اف كاف يحتؿ فى الماضى الصفحة األولى‪,‬‬

‫تراجع فى الصحافة المعاصرة الى الصفحات الداخمية وغالبا ما يوضع فى‬

‫أحد زوايا صفحة الرأى بالصحيفة ٓ‬

‫أما موضوعات المقاؿ االفتتاحى فيى شاممة لكؿ االخبار والحوادث والقضايا‬

‫والمشاكؿ التى تشغؿ الرأى العاـ‪ ,‬فالمقاؿ االفتتاحى ال يقتصر فقط عمى‬

‫مناقشة القضايا واالخبار السياسية وانما يمكف اف يتعرض ايضا لألخبار‬

‫والقضايا االقتصادية بؿ واالجتماعية والثقافية ولكف غالبا ما ييتـ المقاؿ‬

‫‪255‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫االفتتاحى بالقضايا الجادة تاركا القضايا الخفيفة لغيره مف الفنوف الصحفية‬

‫التى تصمح لتغطية الموضوعات الخفيفة ٓ‬

‫أما المعادلة التى يقوـ عمييا المقاؿ االفتتاحى فيى محاولة الربط بيف سياسة‬

‫الصحيفة مف ناحية وبيف طبيعة النظاـ السياسى واالجتماعى فى البمد الذى‬

‫تصدر فيو الصحيفة مف ناحية ثانية ثـ مراعاة نوع قراء الصحيفة مف ناحية‬

‫ثالثة‪.‬‬

‫والمقاؿ االفتتاحى الجيد ىو الذى يختار موضوعو بعناية فائقة مف ناحية‪,‬‬

‫وىو الذى يكثر مف الحجج والبراىيف واالسانيد المنطقية الكفيمة باقناع القارئ‬

‫مف ناحية ثانية‪ ,‬وىو الذى يتميز بنسؽ فكرى موحد ومتجانس يشمؿ المقاؿ‬

‫مف أولو الخره مف ناحية ثالثة ٓ وىناؾ مف يقمؿ مف اىمية المقاؿ االفتتاحى‬

‫فى الصحافة المعاصرة بحجة اف غالبية القراء يعرضوف عنو واليقبموف عمى‬

‫قراءتو !‬

‫وقد يكوف ذلؾ صحيحا بالنسبة لكثير مف الصحؼ عديمة االىمية او قميمة‬

‫التأثير‪ ,‬ولكف المقاؿ االفتتاحى يق أر بعناية مف جانب غالبية القراء بالنسبة‬

‫لمصحؼ المؤثرة فى الرأى العاـٓ‬

‫‪256‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫اف افتتاحيات صحؼ مثؿ التايمز المندنية والنيويورؾ تايمز االمريكية‬

‫والواشنطف بوسط االمريكية والموموند والفيجارو الفرنسيتيف يقبؿ عمييا القراء‬

‫ألنيـ يعرفوف مدى تأثيرىا عمى الحكومة وعمى الرأى العاـ فى نفس الوقت‬

‫وكثي ار ما استطاعت افتتاحيات ىذه الصحؼ اف تفرض عمى الحكومة تغيير‬

‫سياسيات او ق اررات معينة او تفرض عمييا تبنى مواقؼ معينة سواء فى‬

‫السياسة الداخمية او السياسة الخارجية ٓ‬

‫ومف ناحية أخرى فاف افتتاحيات بعض الصحؼ قد تؤخذ كدليؿ عمى اتجاه‬

‫الحكومات فى الدوؿ التى تصدرفييا ىذا الصحؼ كما ىو الشأف فى‬

‫افتتاحيات صحفية ( البرافدا) السوفيتية وصحيفة (الشعب ) الصينية ٓ‬

‫كتابة المقال االفتتاحى ‪:‬‬

‫يكتب المقاؿ االفتتاحى بطريقة مخالفة لكتابة الخبر الصحفى ومماثمة لطريقة‬

‫كتابة التقرير الصحفي‪ ,‬اى انو يكتب بطريقة اليرـ المعتدؿ اى مف ثالثة‬

‫اجزاء ‪ :‬المقدمة ‪ -‬الجسـ – الخاتمة‪.‬‬

‫‪257‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫أوال ‪ :‬مقدمة المقاؿ االفتتاحى ‪:‬‬

‫وىى تحتوى عمى مدخؿ ينير االنتباه الى اىمية الخبر او القضية او المشكمة‬

‫او الفكرة التى يدور حوليا المقاؿ وىذه المقدمة يمكف اف تضـ النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬عرض فكرة مثيرة الىتماـ القراء‬

‫‪ -‬طرح قضية ىامة تمس مصالح القراء‬

‫‪ -‬ابراز خبر ىاـ يشغؿ الرأى العاـ‬

‫‪ -‬وصؼ مشكمة خطيرة صارت حديث الناس فى المجتمع‬

‫والمقدمة تقوـ بعدد مف الوظائؼ ىى ‪:‬‬

‫‪ -‬تييئة ذىف القارئ لموضوع المقاؿ ٓ‬

‫‪ -‬اعادة تذكرة القارئ بالخبر او الحادثة او القضية موضوع المقاؿ ‪ ,‬وىنا‬

‫البد مف التفرقة بيف تذكير القارئ بالخبر وبيف االغراؽ فى ذكر تفاصيؿ‬

‫الخبر‪ ,‬فالمفروض اف المقاؿ يناقش خب ار جاريا اى نشر فى يوـ نشر المقاؿ‬

‫او قبمو بقميؿ بحيث يمكف لمقارئ اف يتذكر تفاصيمو ال سيما اف االفتتاحية ال‬

‫تناقش غالبا سوى االخبار اليامة ٓ‬

‫‪258‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ -‬جذب انتباه القارئ ودفعو الى قراءة المقاؿ عف طريؽ الطرح الجيد والشيؽ‬

‫لمموضوع ٓ‬

‫ثـ يبقى اف نعرؼ اف مقدمة كؿ مقاؿ قد تختمؼ عف غيره مف المقاالت وذلؾ‬

‫حسب طبيعة الموضوع الذى يعرضو المقاؿ ٓ‬

‫ثانيا ‪ :‬جسـ المقاؿ االفتتاحى ‪:‬‬

‫وىو الجزء الذى يحتوى عمى المادة الجوىرية فى المقاؿ‪ ,‬والجسـ قد يحتوى‬

‫عمى النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬البيانات والمعمومات والحقائؽ الكافية عف الموضوع ٓ‬

‫‪ -‬االدلة والحجج واألسانيد التى تؤيد وجية نظر كاتب المقاؿ‪.‬‬

‫‪ -‬الخمفية التاريخية لمموضوع ٓ‬

‫‪ -‬أبعاد الموضوع ودالالتو السياسية او االقتصادية او االجتماعية او الفكرية‪.‬‬

‫ووظيفة جسـ المقاؿ االفتتاحى تنحصر فى النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬تقديـ البيانات الكافية الشباع رغبة القارئ فى الموضوع‪.‬‬

‫‪ -‬تقديـ الحجج المنطقية التى تدعـ وجية نظر الصحيفة فى الموضوع ٓ‬

‫‪ -‬اقناع القارئ بموقؼ الصحيفة او سياستيا تجاه موضوع المقاؿ ٓ‬

‫‪259‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ثالثا ‪ :‬خاتمة المقاؿ االفتتاحى ‪:‬‬

‫وىى أىـ اجزاء المقاؿ وعمييا يتوقؼ مدى اقتناع القارئ او عدـ اقتناعو‬

‫بسياسة الصحيفة‪ ,‬وغالبا ما تضـ الخاتمة النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬خالصة االراء واالفكار التى تصؿ الييا الصحيفة فى موضوع المقاؿ ٓ‬

‫‪ -‬دعوة القارئ لممشارآة فى ايجاد الحموؿ لمقضية او المشكمة المطروحة اف‬

‫آاف االمر يفترض مشاركة القارئ او تعبئتو لتحقيؽ ىدؼ معيف او لتنفيذ‬

‫خطة معينة ٓ‬

‫‪ -‬دفع القارئ الى اتخاذ موقؼ معيف تجاه موضوع مآ‬

‫‪261‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫نموذج لممقال االفتتاحى المبنى عمى قالب اليرم المعتدل‬

‫اذا طبقنا مفاىيمنا النظرية عمى ىذا المقاؿ االفتتاحى لوجدنا انفسنا اماـ‬

‫الحقائؽ التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬أف المقاؿ شرح وتفسير لخبر ىاـ نشر فى اليوـ السابؽ لنشر المقاؿ وىو‬

‫عبارة عف مؤتمر صحفى أعمف فيو رئيس الجياز المركزى لمتعبئة واالحصاء‬

‫اف عدد سكاف البالد‬

‫‪ -‬أف مقدمة ىذا المقاؿ قامت عمى إبراز خبر ىاـ يشغؿ الرأى العاـ وطرح‬

‫لقضية ىامة تمس مصالح القراء‪,‬وعمى وصؼ مشكمة خطيرة صارت حديث‬

‫المجتمع ٓ‬

‫‪ -‬اف جسـ المقاؿ قد تضمف العديد مف البيانات والحقائؽ واالرقاـ التى تؤيد‬

‫وجية نظر الصحيفة فى خطورة مشكمة تزايد السكاف فى مصر ‪ ,‬كذلؾ فقد‬

‫قدـ المقاؿ عددا مف الحجج التى تؤكد األثر السمبى لتزايد السكاف عمى‬

‫‪261‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫مستقبؿ البالد حيف ذكر " اف كؿ تقدـ نحققو سوؼ يبتمع القادموف الجدد مف‬

‫السكاف " وحيف ذكر أيضا " أف كؿ الجيود التى ستبذؿ قد ال تحقؽ غير‬

‫الحفاظ عمى المستوى الذى نعيش عميو اآلف "‬

‫‪ -‬أما خاتمة المقاؿ فقد حوت خالصة الرأى الذى انتيت اليو الصحيفة فى‬

‫الموضوع وىو " أف أجيزة الدولة مطالبة بأف تتوقؼ طويال أماـ اتجاىات‬

‫الزيادة السكانية الكبيرة التى تحدث فى مصر وأف تواجو ىذه الزيادة بحزـ ال‬

‫يجب التيويف منو وبخطو ميما تكمفت فانيا سوؼ تحقؽ عائدا اكبركثي ار مما‬

‫لو تركنا االمور تسير كما ىى ليزيد تعدادنا بمعدؿ فرد واحد كؿ ‪ ٕٜ‬ثانية "‬

‫ثانيا‪ :‬العمود الصحفى‬

‫العمود الصحفى ىو مساحة محدودة مف الصحيفة ال تزيد عف "نير" أو‬

‫"عمود " تضعو الصحيفة تحت تصرؼ احد كبار الكتاب بيا يعبر مف خاللو‬

‫عما يراه مف آراء او افكار او خواطر اوانطباعات فيما يراه مف قضايا‬

‫وموضوعات ومشاكؿ‪ ,‬وباألسموب الذى يرتضيو ٓ‬

‫‪262‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وغالبا ما يحتؿ العمود الصحفى مكانا ثابتا ال يتغير عمى احدى صفحات‬

‫الجريدة‪ ,‬وينشر تحت عنواف ثابت ويظير فى موعد ثابت قد يكوف كؿ يوـ او‬

‫كؿ اسبوع‪ ,‬والبد اف يحمؿ العمود الصحفى توقيع كاتبو ٓ‬

‫وليس مف الضرورى اف يمتزـ كاتب العمود الصحفى بسياسة الصحيفة‪ ,‬واف‬

‫كاف مف المتعارؼ عميو أال يكوف معارضا ليذه السياسة ٓ‬

‫موضوعات العمود الصحفى ‪:‬‬

‫وليست ىناؾ حدود او قيود عمى المجاالت والموضوعات التى يطرقيا كاتب‬

‫العمود الصحفي‪ ,‬فمف حقو اف يكتب فى السياسة او االقتصاد او فى مشاآؿ‬

‫الحياة االجتماعية او فى قضايا الفكر أو الثقافة او فى الفف او االدب‪ ,‬ولكف‬

‫الزواية التى يتناوؿ بيا كاتب العمود الصحفى مثؿ ىذه القضايا تختمؼ عف‬

‫الزواية التى يتناوليا بو كتاب المقاؿ االفتتاحى او كتاب االخبار او التحقيقات‬

‫الصحفية او التقارير الصحفية ٓ‬

‫فكاتب العمود الصحفى مف الضرورى اف ييتـ اثناء تناولو لمثؿ ىذه القضايا‬

‫بالتركيز عمى كؿ ما ييـ القراء وأف يخاطب قموبيـ ومشاعرىـ وأحاسيسيـ‬

‫بحيث يخرج مف تناوؿ لمثؿ ىذه الموضوعات بالحكمة وبالعبرة والموعظة ٓ‬

‫‪263‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وعمى سبيؿ المثاؿ عندما يكتب مصطفى اميف فى عموده اليومى " فكرة "‬

‫بصحيفة االخبار عف مرور خمس سنوات عمى خروجو مف السجف فينتيى‬

‫الى القوؿ ‪:‬‬

‫إف طعـ الحرية لذيذ ! إنيا تاج عمى رؤوس األحرار ال يراه اال المقيدوف‬

‫بالسالسؿ واألغالؿ ‪ ,‬اف الفرؽ بيف الجنة والجحيـ أف الجنة مفتوحة االبواب‬

‫والجحيـ مغمؽ االبواب ممئ بالسالسؿ والقيود واالغالؿ‪ ,‬الحمدهلل عمى نعيـ‬

‫الحرية‪.‬‬

‫وعندما يتعرض أنيس منصور فى عموده اليومى باألىراـ‬

‫"مواقؼ" ألحداث ايراف‪ ,‬ال يعنيو أف يحمؿ ىذه االحداث وال يكشؼ عما‬

‫وراءىا وال ابعادىا او دالالتيا المختمفة كما ىو االمر فى التقرير الصحفى أو‬

‫التحقيؽ الصحفى او المقاؿ االفتتاحى وانما ىو فقط يقارف بيف ما رآه بنفسو‬

‫منذ سنوات قميمة فى طيراف حيف كاف يحوط بالشاه مموؾ وامراء ورؤساء‬

‫الدوؿ يحتفموف معو بأقدـ عرش فى التاريخ‪ ,‬ثـ منظر الشاه وىو يترؾ بالده‬

‫وحيدا اال مف زوجتو وعدد مف حاشيتو‪.‬‬

‫‪264‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫الفرق بين العمود الصحفي والمقال االفتتاحى ‪:‬‬

‫يالحظ أف العمود الصحفى يتفؽ مع المقاؿ االفتتاحى فى النواحى التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬أف لو مكانا ثابتا فى الصحيفة ٓ‬

‫‪ -‬أف لو عنواف ثابت فى الصحيفة ٓ‬

‫‪ -‬أنو ينشر بانتظاـ ٓ‬

‫ويختمؼ العمود الصحفى مع المقاؿ االفتتاحى فى النواحى التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬إف كاتب العمود ليس ممزما بالتعبير الحرفى عف سياسة الصحيفة بينما‬

‫كاتب المقاؿ االفتتاحى ممزـ بذلؾ ٓ‬

‫‪ -‬إف العمود الصحفى يوقع باسـ كاتبو فى حيف ال يقع المقاؿ االفتتاحى‬

‫باعتبار انو يمثؿ آراء ىيئة تحرير الصحيفة كميا وليس محرر بعينو ٓ‬

‫أسموب العمود الصحفى ‪:‬‬

‫اف العمود الصحفى ييتـ اكثر ما ييتـ بكؿ ما يمس مشاعر القراء وعواطفيـ‪,‬‬

‫لذلؾ البد اف يتوفر فيو شئ مف جماؿ االسموب الذى يتميز بو االسموب‬

‫االدبى‪ ,‬فال يعيب العمود الصحفي اف يعتنى كاتبو بالفاظو واف يختار اوقعيا‬

‫عمى العيف واقربيا الى القمب‪ ,‬وذلؾ عف طريؽ استخداـ بعض الصور‬

‫‪265‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫البيانية والموسيقى المفظية او االخيمة االدبية‪ ,‬ولكف بشرط اال يغرؽ كاتب‬

‫العمود فى ذلؾ بحيث يفقد العمود صفتو الصحفية ويصبح ادبا خالصا‪ ,‬فينا‬

‫يتخطى العمود الصحفى لغة الصحافة التى تتالئـ وطبيعة الق ارء جميعا‪ ,‬الى‬

‫لغة االدب التى ىى لغة نسبة ضئيمة مف القراء‪ ,‬وفنوف الصحافة لـ توجد‬

‫لمخاطبة فئة محدودة مف القراء وانما وجدت لتخاطب القراء جميعا ميما‬

‫اختمفت مستوياتيـ الثقافية ٓ‬

‫خصائص العمود الصحفى ‪:‬‬

‫والعمود الصحفى يتميز بالخصائص التالية ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬الجمع بيف بساطة المغة الصحفية وسيولتيا ووضوحيا وبيف جماؿ المغة‬

‫االدبية ٓ‬

‫ٕ‪ -‬انو يعبر عف التجربة الذاتية لمكاتب ٓ‬

‫ٖ‪ -‬انو يقوـ عمى اساس وجود عالقة حميمة بيف الكاتب والقراء ٓ‬

‫ٗ‪ -‬انو يقوـ عمى تطبيؽ القاعدة الذىبية فى الصحافة والتى تقوؿ ‪ :‬اكبر‬

‫كمية مف المعانى والمعمومات فى اقؿ قدر ممكف االلفاظ ٓ‬

‫‪266‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫كتابة العمود الصحفى ‪:‬‬

‫يكتب العمود الصحفى كما يكتب المقاؿ االفتتاحى‪ ,‬اى مف ثالثة اجزاء ‪:‬‬

‫مقدمة – وجسـ – وخاتمة ٓ‬

‫أوال ‪ :‬مقدمة العمود الصحفى ‪:‬‬

‫مقدمة العمود الصحفى تشمؿ مدخؿ او زواية يميد بيا الكاتب لموضوع‬

‫العمود‪ ,‬وىذا المدخؿ او الزواية يمكف اف يشمؿ النقاط التالية ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬خب ار مف االخبار او حدثا مف االحداث اليامة الجارية بشرط اف يركز‬

‫الكاتب عمى زواية معينة اثارت انتباىو ويرى انيا تيـ القراء فى نفس الوقت‬

‫وعمى سبيؿ المثاؿ يكتب محمد زكى عبدالقادر فى عموده اليومى بصحيفة‬

‫االخبار " نحو النور " يعمف عمى النتائج المتوقعة لمباحثات كامب ديفيد قبؿ‬

‫اعالف االتفاؽ بيوـ واحد فيقوؿ ‪:‬‬

‫"اكتب ىذا قبؿ اف يذاع البياف الختامى لمؤتمر كامب ديفيد وايا كاف البياف‬

‫وما يمكف اف يتضمنو فانو طبقا لكؿ البيانات والمعمومات والتوقعات لف يكوف‬

‫اال اذا وقعت معجزة – محققا لمشرعية الدولية وحؽ الشعب الفمسطينى فى‬

‫تقرير مصيره واالنسحاب مف االراضى العربية المحتمة "‬

‫‪267‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٕ‪ -‬فكرة او خاطرة أو لمحة او انطباع يرى الكاتب انو يحتاج الى شرح‬

‫وتوضيح او الى تفسير وتعميؽ او الى استخالص العبرة منو وعمى سبيؿ‬

‫المثاؿ يكتب انيس منصور فى " مواقؼ" يعبر عف خاطرة شخصية فيقوؿ ‪:‬‬

‫"اصبح االنساف يخجؿ عندما يسمع قصة حب او اغنية عشؽ او عندما يرى‬

‫وجوىا نضرة تتموف بالنظر وتتوجع باليمس ىؿ اصيبت قموبنا بالتصمب ؟‬

‫ىؿ جفت عقولنا ؟ ىؿ تطاير ريش اجنحتنا؟ ىؿ تحولنا مف طيور عالية‬

‫الحركة الى طيور داجنة الصقة باالرض ؟ ال اظف ذلؾ ولكنى ارى اف الدنيا‬

‫شغمتنا عف جوىرنا " ٓ‬

‫ٖ‪ -‬قضية او مشكمة او حدث يرى الكاتب انو يمس مصالح القراء او يثير‬

‫اىتماميـ‪ ,‬ولمكاتب فى الحدث او القضية وجية نظر يريد االفصاح عنيا ٓ‬

‫ولكف يشترط اف تكوف الزواية التى يتناوؿ الكاتب مف خالليا ىذه القضية‬

‫اقرب الى اىتماـ الناس وتفكيرىـ‪ ,‬او قد تكوف الزواية ىى تجربة الكاتب‬

‫الذاتية مع الحدث او القضية نفسيا ٓ‬

‫ولنضرب مثال بانيس منصور ايضا حيث كتب يعمؽ عمى ميرجاف القاىرة‬

‫السينمائى الدولى الثالث ( سبتمبر سنة ‪ ) ٜٔٚٛ‬فبدأ عموده ( مواقؼ) قائال‪:‬‬

‫‪268‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫"لـ ادخؿ السينما فى حياتى اال بعد اف تخرجت مف الجامعة ودخمتيا س ار فقد‬

‫تعممت اف السينما والمسرح والجموس عمى المقاىى عبث اليصح ‪ ,‬ثـ انى ال‬

‫اقدر عميو"‪.‬‬

‫ٗ‪ -‬حكمة مأثورة او مثؿ شعبى معروؼ او قوؿ لمفكر او كاتب او فيمسوؼ‬

‫واحيانا يبدأ العمود الصحفى بتصريح ىاـ لشخصية مف الشخصيات التى‬

‫تمعب دو ار فى االخبار اليومية‪ ,‬فيستند اليو كاتب العمود فى ابراز الفكرة التى‬

‫يريد قوليا ٓ‬

‫ونموذج لذلؾ ما كتبو كامؿ زىيرى فى عموده اليومى ( مف ثقب الباب) الذى‬

‫ينشر يوميا فى الصفحة االخيرة بالجميورية‪ ,‬حيث بدأ العمود قائال ‪:‬‬

‫"توقفت عند خطاب االستاذ خالد الحسف رئيس وفد فمسطيف فى المؤتمر‬

‫البرلمانى العربى حيف قاؿ ‪ :‬انو ولد فى يافا واليستطيع العودة الييا ‪,‬وكثيروف‬

‫مف الفمسطينيف الذيف اعرفيـ ولدوا عمى ارض فمسطيف مثؿ خالد الحسف وال‬

‫يستطيعوف العودة الييا"‬

‫ثانيا ‪ :‬جسـ العمود الصحفى ‪:‬‬

‫وىو يضـ جوىر المادة التى يحتوييا العمود الصحفى ويشمؿ النقاط التالية‪:‬‬

‫‪269‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ -‬األدلة او الشواىد او الحجج التى يؤكد بيا الكاتب رأيو ٓ‬

‫‪ -‬تفاصيؿ الحدث او الصورة الحية او القصة او المشكمة او القضية التى‬

‫يطرحيا الكاتب عمى القراء ٓ‬

‫‪ -‬وعندما يكوف العمود عبارة عف سؤاؿ مف القارئ واجابة مف الكاتب فاف‬

‫جسـ العمود الصحفي يتضمف اجابة الكاتب عمى سؤاؿ القارئ ٓ‬

‫ثالثا ‪ :‬خاتمة العمود الصحفى ‪:‬‬

‫وىى اىـ جزء فيو حيث تتضمف رأى الكاتب وخالصة ما يريد قولو لمقراء وقد‬

‫تشمؿ خاتمة العمود الصحفى عمى النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬خالصة رأى الكاتب فى الحدث او القضية او المشكمة التى يعرضيا ٓ‬

‫‪ -‬العبرة او الموعظة او الحكمة التى يخرج بيا الكاتب ٓ‬

‫‪ -‬النصيحة التى يقدميا الكاتب لمقراء بعد اف يجيب عمى سؤاؿ يقدـ لو مف‬

‫قارئ فى االعمدة التي يكوف موضوعيا االجابة عمى بعض أسئمة القراء ٓ‬

‫‪271‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫البناء الفني لمعمود الصحفي بقالب اليرم المعتدل‬

‫‪271‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫نموذج لمعمود الصحفى من أحد األعمدة الصحفية في جريدة األىرام‬

‫لمكاتب أنيس منصور‬

‫مواقف‬

‫بدأ الكاتب عموده الصحفى بحكمة فقاؿ ‪:‬‬

‫‪ -‬الطريؽ الى النار محفوؼ بالنيات الطيبة – كممة حكيمة ‪ ,‬ويقاؿ‬

‫انيا حديث شريؼ ٓ‬

‫اما جسـ العمود الصحفى فقد حشده الكاتب باألدلة والشواىد والحجج‬

‫المنطقية التى تؤكد المعنى الذى أراد الوصوؿ اليو مف خالؿ ىذه الحكمة ‪:‬‬

‫‪ -‬اى مف الممكف اف يكوف االنساف حسف النية ومع ذلؾ يكوف ضا ار‬

‫تماما ٓ كأف تشفؽ عمى ابنؾ المريض فتعطيو طعاما ممنوعا ٓ‬

‫فأنت بمنتيى حسف النية قد اصبتو بضرر بميغ ! مف مثؿ ذلؾ يقاؿ‬

‫فى التميفزيوف لمشباب ‪ :‬فالشباب ال يعجب االباء والمربيف والساسة‬

‫ورجاؿ الديف‪ ,‬فيـ " متعصبوف" او " متشددوف " فى دينيـ ٓ ولذلؾ‬

‫البد مف شفائيـ مف ىذا المرض ! ولقد سمعت استاذا فاضال يطالب‬

‫بفتح الساحات الشعبية لمشباب لكى يمعب الكرة ‪ ,‬فالشباب لديو طاقة‬

‫‪272‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ىائمة ال يعرؼ كيؼ ينفقيا ‪ ,‬والعالج لو اال الرياضة التى تيد‬

‫حيمةٓ فاذا عاد الى البيت ارتمى عمى الفراش نائما خامدا ٓ وبذلؾ‬

‫ال يفكر فى دينو او فى دنياه ؟ !‬

‫‪ -‬وىو كالـ مفيد‪ ,‬ولكنو ليس العالج تماما كما يصؼ الطبيب الحد‬

‫المرضى اف يتعاطى القطرة مع أنو يشكو مف اوجاع فى بطنو ٓ‬

‫فالقطرة دواء ولكنيا ليست ليذا المرض ! وعيب ىذا الذى يقاؿ‬

‫لمشباب ىو اننا ننظر الييـ عمى انيـ مرضى شواذ ووحوش ضاريو‬

‫يجب اف نقمـ اظافرىا وانيابيا ونكتـ انفسيا ونبدد طاقتيا ٓ مع اف‬

‫الذى نواجيو ليس مرضا ٓ فيـ شباب مؤمف باهلل ولذلؾ فيو متمسؾ‬

‫بالقيـ األخالقية التى يطالب بيا الذيف ىـ أكبر سنا ٓ اذف فالمرض‬

‫اف كاف ىناؾ ىو التمسؾ المتشدد بتعاليـ الديف‪ ,‬وليس الديف اى ديف‬

‫‪ ,‬اذف العالج ىو‪ :‬كيؼ تخفؼ قبضتيـ عمى دينيـ‪ ,‬اى كيؼ نطمؽ‬

‫سراحيـ مف ىذه االقفاص الحديدية التى حبسوا انفسيـ فييا‪.‬‬

‫أما خاتمة العمود فقد حممت خالصة رأى الكاتب فى الموضوع والعبرة او‬

‫النصيحة التى يقدميا فى الموضوع ‪:‬‬

‫‪273‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ -‬العالج ىو اف نناقشيـ واف نفكر معيـ واف نحترـ عقوليـ فيـ صغار‬

‫وكانت لنا افكار اسخؼ مف ذلؾ كثي ار ‪.‬‬

‫أنواع العمود الصحفى ‪:‬‬

‫ىناؾ خمسة انواع مف العمود الصحفى وىى ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬العمود الصحفى الذى يغمب عميو االىتماـ بالشئوف العامة فيتعرض‬

‫لمختمؼ القضايا كالسياسة او االقتصاد او لشئوف االدب والفف او لقضايا‬

‫الحب والزواج والطالؽ ومشاكؿ الحياة االجتماعية اليومية‪ ,‬ولكف مف الزواية‬

‫التى تيـ القراء وتمس مشاعرىـ‪ ,‬ومف امثمة ىذا العمود فى الصحافة العربية‬

‫‪ :‬فكرة لمصطفى اميف ومواقؼ ألنيس منصور ومف القمب لمحسف محمد‬

‫ومف ثقب الباب لكامؿ زىيرى وغيرىـ‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬العمود الصحفى الذى يغمب عميو االىتماـ بالنقد االجتماعى الالزع‬

‫والقائـ عمى السخرية (المضحكة المبكية) مف الظواىر السمبية فى المجتمع‬

‫مثاؿ ذلؾ عمود " صندوؽ الدنيا "ألحمد بيجت في جريدة األىراـ‪ ,‬وعمود‬

‫ٕ‪ ٔ/‬كممة ألحمد رجب فى صحيفة االخبار‪.‬‬

‫‪274‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٖ‪ -‬العمود الصحفى الذى يقوـ عمى ذكر اسئمة او خطابات تصؿ الى‬

‫الكاتب مف القراء‪ ,‬ثـ يتولى الرد او التعميؽ عمييا او يكتفى بنشر االسئمة او‬

‫الخطابات دوف رد او تعميؽ بما يعنى موافقتو عمى ما جاء بيا مف أفكار او‬

‫آراء ٓ‬

‫وأبرز االعمدة الصحفية التى تقوـ عمى ىذا االسموب عمود " ماقؿ ودؿ "‬

‫ألحمد الصاوى محمد فى صحيفة االخبار‪.‬‬

‫ٗ‪ -‬العمود الذى يقوـ عمى الحوار الذى يخمقو الكاتب سواء عمى لسانو او‬

‫لساف غيره‪ ,‬وىو قد يأخذ شكؿ المونولوج اى الحوار مع نفسو او يأخذ شكؿ‬

‫الديالوج اى الحوار مع غيره‪ ,‬فمرة يأخذ العمود شكؿ الحوار بيف استاذ‬

‫وتمميذه‪ ,‬ومرة يأخذ شكؿ الحوار بيف عجوز وشاب‪ ,‬ومرة يأخذ شكؿ الحوار‬

‫بيف رجؿ وامرأة ‪ ,‬وفى كؿ الحاالت فاف الكاتب يحرص عمى جذب اىتماـ‬

‫القارئ بالموضوع عف طريؽ التجديد فى البناء الفنى لمعمود ٓ‬

‫ومثاؿ ذلؾ ما آتبو محمد زآى عبدالقادر فى عموده اليومى (نحو النور) فى‬

‫صحيفة االخبار عف االرىاؽ الذى يعانيو الطالب فى المذاكرة استعداد‬

‫لإلمتحانات ‪:‬‬

‫‪275‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫٘‪ -‬العمود الصحفى الذى يقوـ عمى وصؼ الطرائؼ والمفارقات وىو ييدؼ‬

‫الى تسمية القارئ عف طريؽ الترآيز عمى الوصؼ الكاريكاتورى لمجوانب‬

‫الغريبة او الطريقة فى الحياة وفى المجتمعٓ‬

‫ومثاؿ ذلؾ عمود " صباح الخير " الذى يكتبو جياد الخازف فى صحيفة‬

‫الشرؽ االوسط ‪:‬‬

‫‪ -ٙ‬فف اليوميات الصحفية ‪ :‬واليوميات الصحفية ليست فى حقيقة االمر‬

‫سوى مجموعة مف االعمدة الصحفية يكتبيا كاتب واحد ومرة واحدة فى‬

‫االسبوع فالفق ارت التى تضميا اليوميات اذا أخذت كؿ منيا عمى حدة‪ ,‬لما‬

‫سواء فى موضوع‬ ‫اختمفت كؿ فقرة منيا عف العمود الصحفى فى شئ‬

‫اليوميات او لغتيا او بناءىا الفنى القائـ عمى اليرـ المعتدؿ‪ ,‬فموضوعات‬

‫اليوميات الصحفية يمكف اف تستوعب السياسة واالقتصاد واالجتماع وقضايا‬

‫الفكر والفف واالدب وكذلؾ مشاكؿ الناس وىموميـ ٓ‬

‫ولغة اليوميات تجمع شأنيا شأف العمود الصحفى بيف بساطة المغة الصحفية‬

‫وجماؿ المغة االدبية وكذلؾ فى كونيا تقوـ عمى التجربة الذاتية لمكاتب ٓ‬

‫‪276‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وقد انتشرت اليوميات الصحفية فى الصحافة العالمية والعربية فى النصؼ‬

‫االوؿ مف القرف‪ ,‬وخاصة فى اوقات ازدىار صحافة الرأى ولكف كثي ار مف‬

‫الصحؼ بدأت تخمى صفحاتيا مف ىذا الفف الصحفى‪ ,‬حيث بات مف النادر‬

‫اف تجد صحيفة تفرد مساحة مف صفحاتيا ليذا الفف ‪ ,‬وبعد اف كاف فف‬

‫اليوميات بابا رئيسيا مف أبواب الصحؼ والمجالت العربية – وغالبا ما تفسح‬

‫لو صفحتيا االخيرة – صار مف النادر اف تجد صحيفة او مجمة عربية ما‬

‫زالت تحتفظ بيذا الموف مف االلواف الصحفية ويمكف اف نرجع ىذه الظاىرة‬

‫الى عامميف ‪:‬‬

‫اوليما ‪ :‬أف فف العمود الصحفى صار يؤدى جميع وظائؼ اليوميات‬

‫باالضافة الى تميزه بصغر المساحة التى يشغميا مف الصحيفة ٓ‬

‫وثانييما ‪ :‬تراجع صحافة الرأى وغمبة صحافة الخبر عمى الصحافة‬

‫المعاصرة‪.‬‬

‫وعمى سبيؿ المثاؿ فاف الصحيفة اليومية الوحيدة فى مصر التى ماتزاؿ‬

‫تحتفظ بفف اليوميات ىى صحيفة االخبار القاىرية والتى ماتزاؿ تفسح لو‬

‫مساحة كبيرة مف صفحتيا االخيرة ٓ‬

‫‪277‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫والنموذج التالي مف فف اليوميات الصحفية ىو إحدى يوميات صحيفة‬

‫االخبار‪ ,‬وىو يحتوى عمى ثالثة فقرات كؿ منيا اشبو بالعمود الصحفى ‪:‬‬

‫يوميات األخبار يكتبيا اليوم ‪ :‬محمد مصطفى غنيم‬

‫الدفاع الذاتى سالح المستيمك‬

‫الجمعة‬

‫‪ -‬ال يمكف اف نعفى المستيمكيف مف مسئوليتيـ عف ىذا االرتفاع الذى‬

‫اليتوقؼ لألسعار ٓٓ كما ال يمكف اف نمقى عمى السمطات وحدىا‬

‫عبء حمايتيـ ٓ‬

‫فى الفقرة االولى مف ىذه اليوميات تناوؿ الكاتب بالتعميؽ والمناقشة قضية‬

‫ارتفاع االسعار وقد وضعيا تحت خواطر يوـ " الجمعة " ويالحظ اف البناء‬

‫الفنى ليذه الفقرة يتماثؿ تماما مع البناء‬

‫الفنى لمعمود الصحفى فقد أثار الكاتب فى المقدمة قضية االسعار حيث‬

‫ذكر‪:‬‬

‫‪ -‬ال نغالى اذا قمنا اف القاسـ المشترؾ االعظـ فى آؿ حديث يجرى بيف‬

‫أثنيف او اآثر فى اى مكاف مف بالدنا ىذه االياـ ‪ ,‬ىو حديث‬

‫‪278‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫االسعار وزماميا الذى افمت ‪ ,‬واحاؿ حياة الجانب االعظـ مف ابناء‬

‫شعبنا الى عذاب وىـ مقيـٓٓ‬

‫اما جسـ الفقرة فقد حوى عمى االدلة والشواىد التى يؤآد بيا خطورة القضية‬

‫التى يثيرىا ٓٓ اى قضية ارتفاع االسعار ‪:‬‬

‫‪ -‬ولف احاوؿ اف اعفى المسئوليف عف افالت زماـ االسعار الذى شمؿ‬

‫كؿ شئ بؿ واصبح يجرى بصورة آلية دوف قواعد والروابط ‪ ,‬وبال‬

‫اسباب او مبررات فى اغمب االحيافٓ‬

‫‪ -‬بيد اننا ال نستطيع فى الوقت ذاتو اف نعفى المستيمكيف انفسيـ مف‬

‫جانب آبير مف المسئولية عف تفشى ىذه الظاىرة التى تمس حياة كؿ‬

‫فرد منا ‪ ,‬فاف موقؼ الالمباالة الذى يقفو اغمبنا تجاىيا‪ ,‬ىو المشجع‬

‫االكبر عمى فتح شيية الجشع الذى اليرتوى والذى نرى آثاره فى ذلؾ‬

‫االرتفاع الحمزونى الذى اليجد رادعا يوقفو ٓ‬

‫‪ -‬ولست أدعو المواطنيف الى التصدى فرادى لمباعة والتجار الجشعيف‪,‬‬

‫فانى اعمـ جيدا ما يمكف اف يصيبيـ مف اذى وعدواف فى تمؾ‬

‫الحالة‪ ,‬وىو مايحوؿ دوف االقداـ عمى اى مواجية مع ىؤالء التجار‪,‬‬

‫‪279‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وخاصة اذا كاف الزبوف شيخا واىف القوى اوسيدة حريصة عمى‬

‫كرامتيا‪ ,‬ومف ثـ فاف اسمـ الطرؽ وأكثرىا فاعمية فى ىذا المجاؿ ‪,‬‬

‫ىو تضافر جميور المستيمكيف فى الحى او جزء مف حى لتكويف‬

‫جماعة تدافع عف حقوقيـ ومصالحيـ وتتصدى بصورة ايجابية لكؿ‬

‫محاولة جشعة الستغالؿ جماىير المواطنيف دوف مبرر‪ ,‬مثؿ ىذه‬

‫الجمعيات التى تدافع عف المستيمكيف موجود فى دوؿ عديدة متقدمة‪,‬‬

‫لـ يفمت فييا زماـ االسعار بالصورة التى نشيدىا اليوـ فى مختمؼ‬

‫مدننا الكبرى والصغرى عمى السواء‪ ,‬وكثير مف ىذه الجمعيات يضـ‬

‫ربات البيوت باعتبارىف اوؿ مف يكتوى بموجة الغالء وارتفاع‬

‫االسعار‪.‬‬

‫‪ -‬ومنعا لحدوث اى احتكاؾ مباشر بيف جمعيات المستيمكيف والتجار‪,‬‬

‫فاف مف االفضؿ اف تكوف ميمة ىذه الجمعيات ومندوبييا فى البداية‬

‫مجرد المراقبة ولفت النظر فى ىدوء الى محاولة الستغالؿ المواطنيف‬

‫وفى نفس الوقت ابالغ المسئوليف عف مراقبة االسعار لمقياـ بواجبيـ‬

‫لوقؼ ىذا االستغالؿ مستخدميف قوة الدولة وسمطانيا‪ ,‬والشؾ اف‬

‫‪281‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫عدـ االلتزاـ بوضع السعر عمى كؿ سمعة ‪ ,‬وتقديـ ايصاالت بثمنيا‬

‫–كما ىو الحاؿ فى كؿ دوؿ العالـ – يشجع الكثيريف ممف ماتت‬

‫ضمائرىـ عمى التالعب فى ىذه االسعار وفقا ألىوائيـ وجشعيـ ‪,‬‬

‫والحؿ ىنا ىو تشديد العقوبات عمى عدـ وضع السعر فوؽ كؿ سمعة‬

‫ميما كاف ثمنيا ففى الخارج نجد ىذا السعر موضوعا فى كؿ شئ‬

‫يعرض لمبيع ولو كاف ثمنو اليتجاوز بضعة قروش او مالليـ ٓ‬

‫اما خاتمة الفقرة فقد تضمنت خالصة رأى الكاتب واقتراحاتو فى قضية ارتفاع‬

‫االسعار ‪:‬‬

‫‪ -‬شئ آخر نرجوه فيما يتعمؽ بالحماسة السائدة اليوـ حوؿ االسعار‬

‫وعالج ظاىرة ارتفاعيا المستمر‪ ,‬وىو اال تكوف صورة اخرى مف‬

‫اسبوع النظافة ‪ ,‬واسبوع المرور ‪ ,‬واسبوع منع الضجيج ‪ ,‬ثـ يعود‬

‫كؿ شئ كما كاف والعف !‬

‫اما الفقرة الثانية فى ىذه اليوميات فقد حممت عنواف فرعى ىو " لمسة وفاء‬

‫تثير الشجوف "‬

‫‪281‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ووضعت تحت خواطر يوـ السبت ‪ :‬وىى تماثؿ تماما العمود الصحفى الذى‬

‫يقوـ عمى إبراز األسئمة او الخطابات التى تصؿ الى الكاتب مف القراء والتى‬

‫يتولى الرد والتعميؽ عمييا‪ ,‬بحيث تضمنت مقدمة الفقرة االشارة الى رسالة‬

‫القارئ ‪:‬‬

‫لمسة الوفاء تثير الشجون‬

‫السبت‬

‫‪ -‬لمست كممتى عف تكريـ العامميف الذيف افنوا زىرة شبابيـ وعمرىـ آلو‬

‫فى وظائفيـ عند تقاعدىـ وت ار حساسا لدى الكثيريف ممف مروا بيذه‬

‫التجربة وقد اعربوا فى رسائميـ عف احاسيسيـ بالم اررة وخيبة االمؿ‬

‫التى اصابتيـ بعد اف بمغوا سف المعاش ٓ‬

‫اما جسـ الفقرة فيو يتضمف نص رسالة القارئ او جانبا منيا ثـ رد الكاتب‬

‫عمييا ‪:‬‬

‫‪ -‬يقوؿ االستاذ محمد عزازى المسيرى مف االسكندرية ‪ " :‬لقد ىزتنى‬

‫كممتؾ بعنواف ( لمسة وفاء نفتقدىا) وجعمتنى استعرض سينيا مف‬

‫عمرى جاوزت الثالثيف فى خدمة ىذا البمد منيا ما يقارب العشريف‬

‫‪282‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫عاما فى ديواف محافظة كفر الشيخ ‪ ,‬ىى عمر الحكـ المحمى كمو ‪,‬‬

‫ثـ اتذكر اياـ كانت تدنينى مف سف الستيف فى يونيو ‪ٜٜٔٚ‬‬

‫وانتظرت فى امؿ اف يكوف ىذا اليوـ جدي ار بمف عمؿ لمدولة كؿ ىذا‬

‫العمر الطويؿ ‪ ,‬وبتقارير التقؿ عف امتياز‪ ,‬وانتظرت اف يدخؿ‬

‫الوزير المحافظ الذى كاف رجؿ بروتوكوؿ عندما عمؿ مدي ار لمكتب‬

‫رئيس الوزراء السابؽ ‪ ,‬مكتبى ليقوؿ كممة رقيقة بيذه المناسبة ‪ ,‬واف‬

‫يحذو حذوه وكيؿ الوزراة السكرتير العاـٓٓ‬

‫‪ -‬ولكف اليوـ مرمع االسؼ وااللـ ‪ ,‬ومرت كؿ االياـ حتى اليوـ دوف اف‬

‫يحدث شئ مف ذلؾ‪ٓ ,‬واستعرض وانا أق أر كممتؾ انواعا مف البشر‬

‫اقيمت ليـ حفالت وقدمت اليدايا السخية التى جمع ثمنيا باالمر مف‬

‫العامميف ‪,‬واتذكر نوعية ىؤالء وسموكيـ ‪ ,‬ونوعية اولئؾ الذيف خدموا‬

‫ولـ يقؿ ليـ احد (شك ار ومع السالمة)‪ ,‬وتمر‬ ‫بأخالص وامانة‬

‫الذكريات وفى حفؿ اقامو خريجو كمية فيكتوريا باألسكندرية ‪ ,‬وقد‬

‫دعيت اليو كأستاذ أمضى عاميف فقط مدرسا بيا ‪ ,‬ويقؼ االبف البار‬

‫العزيز الوزير منصور حسف ليقدمنى اكرـ تقديـ ويعترؼ بفضؿ‬

‫‪283‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫استاذه واستاذ الكثيريف ممف حضروا ىذا المقاء بكممات لـ اتمف يوما‬

‫اف يقاؿ عنى ولو بعضيا مما جعؿ الدموع تترقرؽ فى عينى ٓ‬

‫‪" -‬وعزائى الوحيد يا أخى اننى أرضيت اهلل واالخيار مف خمؽ اهلل ‪,‬‬

‫فأكرمنى اهلل وبارؾ لى فى اسرتى وفيمف عممتيـ‪ ,‬وتكفينى نظرة حب‬

‫أقراىا فى عيوف االحباب فى ديواف المحافظة تعبر عما فى قموبيـ‬

‫مف عرفاف وتقدير وكأنيا تقوؿ ٓٓ اهلل موجود ٓ‬

‫أما خاتمة الفقرة فقد تضمنت رأى الكاتب واقتراحاتو حوؿ الموضوع ‪:‬‬

‫‪ -‬اما آف لمشيوخ المصرييف اف ينالوا مف العطؼ والتكريـ مثمما يناؿ‬

‫اخوانيـ ىؤالء ؟ اننى ارجو اف تتبنى اخبار اليوـ الدعوة لمؤتمر‬

‫لشيوخ مصر يعقد فى العاـ القادـ ٓ‬

‫اما الفقرة الثالثة واالخيرة فى ىذه اليوميات فقد جاءت تحت عنواف " ىذا‬

‫التشويو لمروائع العالمية " وىى عف خواطر نقدية يسجميا الكاتب عف احدى‬

‫تمثيميات التميفزيوف وقد وصفيا تحت خواطر يوـ " االحد" وقد اختار الكاتب‬

‫اف يضع فى مقدمة ىذه الفقرة القضية التى تثيرىا ىذه التمثيمية ٓٓ وىى‬

‫تشوية التميفزيوف لمروائع العالمية ‪:‬‬

‫‪284‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ىذا التشويو ‪ 11‬لمروائع العالمية !‬

‫األحد‬

‫‪ -‬اف ما أراه اآلف عمى شاشة التميفزيوف مف حمقات يقاؿ انيا مأخوذة‬

‫عف ىذه الرواية التى خمدت اسـ صاحبتيا شارلوت برونتيف منذ‬

‫كتبتيا مف حوالى قرف ونصؼ قرف‪ ,‬رغـ انيا انتاجيا الوحيد فى‬

‫عالـ القصة‪ ,‬يثير فى نفسى آالما شديدة ليذا التشويو العجيب الذى‬

‫اراه فى احداث القصة التي تناوليا المسرح المصرى والسينما العالمية‬

‫والمصرية ونالت نجاحا ما زاؿ مشيودا بو فى عالـ الفف ٓ‬

‫اما جسـ الفقرة فقد تضمف االدلة والشواىد والحجج التى يؤكد بيا الكاتب رأيو‬

‫وذلؾ مف خالؿ الخمفية التى يقدميا عف ىذه التمثيمية وكذلؾ مف خالؿ رأيو‬

‫فى التشويو الذى اصابيا عندما تحولت الى عمؿ تميفزيونى ‪:‬‬

‫‪" -‬مرتفعات ويذرنج " رواية ليا ذكرى عزيزة فى قمبى ونفسى منذ اف‬

‫ترجمتيا ألوؿ مرة فى مصر فى مطمع االربعينات ‪ ,‬وقد شدتنى بما‬

‫فييا مف صراع العواطؼ البشرية واالنفعاالت والتحميؿ الدقيؽ‬

‫لمختمؼ المشاعر االنسانية بما فييا مف حب ونضاؿ وثأر لمكرامة‬

‫‪285‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫الجريحة‪ ,‬وقد اشار عمى بتقديميا لمقارئ العربى يومئذ استاذى الفناف‬

‫العريؽ زكى طميمات واحضر لى نسختيا االنجميزية مف صديقة‬

‫المرحوـ القصصى الكبير محمود تيمور‪ ,‬واذا كاف مجرد التذرع‬

‫بتمصير القصة الخالدة حجة كافية فى نظر مف قاموا بيذا التشويو‬

‫فقد كاف فى االمكاف االلتزاـ باالسس التى قاـ عمييا الصراع االصمى‬

‫فى القصة بصورة اكثر توفيقا مف ىذا‪ ,‬الى جانب عدـ التوفيؽ فى‬

‫اختيار المالبس والعادات والديكور التى تناسب الحياة فى الريؼ‬

‫المصرى فى مطمع الثالثينات كما اراد مقتبس القصة‪.‬‬

‫‪ -‬ولست ادرى ىؿ كاتب السيناريو ىو المسئوؿ عف عدـ تقميص أحمد‬

‫زكى شخصية بطؿ القصة االصمية "ىيثكميؼ" الذى كاف الشبو‬

‫بالجواد البرى الجامح او االعصار العنيؼ الذى تدفعو مشاعره‬

‫الجارفة الى اكتساح كؿ شئ فى طريقو ٓ‬

‫‪ -‬اما محيى اسماعيؿ فقد قمب دور شقيؽ البطمة الى صورة كاريكاتير‬

‫ىزلية يقترب بيا كثي ار مف شخصية الكوميدى الراحؿ عبدالسالـ‬

‫النابمسى ٓ‬

‫‪286‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫اما خاتمة الفقرة فقد حوت خالصة رأى الكاتب فى ىذه الظاىرة ‪:‬‬

‫‪ -‬وقد يكوف ذلؾ شئيا يثير البسمة عمى شفاه المتفرجيف ولكنيا بسمة‬

‫سخرية الف ىذا ىو ابعد شئ عف ىذه الشخصية كما ارادتيا شارلوت‬

‫بروتيف فى قصتيا الممتازة ٓ‬

‫ومف ىذا النموذج لفف اليوميات الصحفية يتضح لنا فعال اف ىذا الفف ليس‬

‫سوى مجموعة مف األعمدة الصحفية‪ ,‬وضعت فى مساحة واحدة وتحت‬

‫عنواف واحد وبقمـ كاتب واحد ٓ‬

‫‪287‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ثالثا‪ :‬المقال النقدى‬

‫المقاؿ النقدى ىو الذى يقوـ عمى عرض وتفسير وتحميؿ وتقييـ االنتاج‬

‫االدبى والفنى والعممى‪ ,‬وذلؾ مف أجؿ توعية القارئ بأىمية ىذا االنتاج‬

‫ومساعدتو فى اختيار ما يقرأه او يشاىده او يسمعو مف ىذا الكـ اليائؿ مف‬

‫االنتاج االدبى والفنى والعممى الذى يتدفؽ كؿ يوـ سواء عمى المستوى‬

‫المحمى او المستوى الدولى ٓ‬

‫مجاالت المقال النقدى‪:‬‬

‫تتسع مجاالت اىتماـ المقاؿ النقدى لتشمؿ غالبية النشاط االنسانى االدبى‬

‫والفنى والعممى‪ ,‬ويمكف اف نشير الى أبرز ىذه المجاالت فى النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬االنتاج االدبى مف قصص وروايات وشعر واغانى ٓ‬

‫‪ -‬االنتاج المسرحى سواء كاف انتاجا مطبوعا او انتاجا معروضا عمى‬

‫المسرح ٓ‬

‫‪ -‬االنتاج السينمائى مف افالـ طويمة وافالـ قصيرة‪ ,‬وافالـ كارتوف وافالـ‬

‫تسجيمية ٓ‬

‫‪288‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ -‬االنتاج االذاعى والتميفزيونى مف تمثيميات وأغانى وبرامج منوعة وغير ذلؾ‬

‫مف الواف االنتاج االذاعى والتميفزيونى ٓ‬

‫‪ -‬الفنوف التشكيمية مف رسوـ وصور ونحت وغيرىا مما يدخؿ فى مجاؿ‬

‫الفنوف التشكيمية ٓ‬

‫‪ -‬االنتاج العممى ممثال فى المؤلفات والكتب الجديدة او المقاالت واالبحاث‬

‫والدراسات سواء ما كاف منيا يرتبط بالعموـ االجتماعية كالتاريخ والفمسفة‬

‫واالجتماع وعمـ النفس والسياسة واالقتصاد وغيرىا‪ ,‬او ما كاف متعمقا بالعموـ‬

‫الطبيعية كالطب والكيمياء والفيزياء وغيرىا مف العموـ ٓ‬

‫وظائف المقال النقدى ‪:‬‬

‫يقوـ المقاؿ النقدى فى الصحافة بأداء الوظائؼ التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬عرض وشرح وتفسير وتحميؿ االعماؿ االدبية الفنية والعممية والكشؼ عف‬

‫ابعادىا ودالالتيا المختمفة ٓ‬

‫‪ -‬تقييـ شكؿ ومضموف العمؿ الفنى واالدبى والعممى وذلؾ بالكشؼ عف‬

‫جوانبو االيجابية والسمبية ٓ‬

‫‪289‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ -‬ارشاد القارئ ومعاونتو عمى اختيار افضؿ االعماؿ الفنية او االدبية او‬

‫العممية المناسبة وذات المستوى المرتفع‪ ,‬فالمقاؿ النقدى ىو الذى يشير مثال‬

‫عمى القارئ بالفيمـ الذى يستحؽ اف يشاىده والفيمـ الذى اليستحؽ‪ ,‬وكذلؾ‬

‫االمر بالنسبة لممسرحيات وبرامج التمفزيوف‪.‬‬

‫والناقد فى كؿ حالة مف ىذه الحاالت يقدـ لمقارئ نصيحتو مف خالؿ الحجج‬

‫المنطقية التى يدعـ بيا وجية نظره ٓ‬

‫‪ -‬الكشؼ عف اثار ونتائج العمؿ الفنى واالدبى عمى الجميور المتمقى فالناقد‬

‫السينمائى ال ييتـ فقط بابراز نواحى الجماؿ او القبح والبنواحى الجودة او‬

‫الرداءة فى الفيمـ الذى ينقده‪ ,‬وانما يمكنو أف يقوـ ايضا باالشارة الى تأثير‬

‫ىذا الفيمـ عمى جميور المشاىديف فاذا كاف بالفيمـ جرعة زائدة مف الجريمة او‬

‫الجنس او االنحراؼ مما يشكؿ خط ار عمى الشباب لكاف مف حؽ الناقد اف‬

‫يكشؼ عف مثؿ ىذه االثار ولو اف يقترح مف اآلراء ما ىو كفيؿ بمعالجة ىذه‬

‫العيوب كاف يطالب بمنع عرض الفيمـ مثال أو حزؼ االجزاء التى يرى‬

‫خطورتيا او يكتفى بالمطالبة بمنع عرض الفيمـ لمف ىـ اقؿ مف ‪ ٔٙ‬سنة ‪.‬‬

‫‪291‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫لغة المقال النقدى ‪:‬‬

‫اذا كاف المقاؿ االفتتاحى يمثؿ المغة الصحفية الخالصة اى تمؾ المغة العربية‬

‫الفصحى التي يستعمميا المواطف العادى فى حياتو اليومية واذا كاف كاتب‬

‫العمود الصحفى يجمع بيف المغة الصحفية والمغة االدبية‪ ,‬فاف المقاؿ النقدى‬

‫يجمع بيف المغة الصحفية والمغة العممية‪.‬‬

‫وذلؾ أف النقد نفسو سواء كاف نقدا ادبيا او فنيا او عمميا يقوـ عمى أساسيف ‪:‬‬

‫االوؿ ‪ :‬النظريات والقواعد واالصوؿ العممية‪ ,‬والناقد االدبى او الفنى او‬

‫العممى ممتزـ فى كتابتو لممقاؿ النقدى بقواعد واصوؿ ونظريات العمـ الذى‬

‫تخصص فيو ٓ‬

‫الثانى ‪ :‬انطباعات الكاتب الذاتية وذوقو الفنى ورؤيتو الفنية والفكرية الخاصة‬

‫فالمقاؿ النقدى ليس مجرد عممية ميكانيكية لتطبيؽ قواعد عممية صارمة‬

‫والخروج منيا بنتائج محددة‪ ,‬وانما ىو فى نفس الوقت عمـ وفف‪ ,‬او مزيج‬

‫بيف موضوعية العالـ وذاتية الفناف ولعؿ ىذا ىو الذى يفرؽ بيف ناقد واخر‬

‫رغـ انيما قد يتصدياف لنقد عمؿ واحد ٓ‬

‫‪291‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫نخرج مف ذلؾ بأف لغة المقاؿ النقدى البد اف تجمع بيف موضوعية ودقة‬

‫المغة العممية وبيف جماؿ وذوؽ المغة االدبية‪ ,‬ولكف ال يجب اف ننسى فى‬

‫الوقت نفسو اف المقاؿ النقدى ىو فى النياية فف صحفى ينشر فى الصحؼ‬

‫ليفيمو قراء الصحؼ وىو ليذا البد اف تتوفر فيو ايضا مالمح وخصائص‬

‫المغة الصحفية اى البساطة والوضوح والسيولة‪.‬‬

‫بناء المقال النقدى ‪:‬‬

‫يقوـ بناء المقاؿ النقدى عمى طريقة اليرـ المعتدؿ تماما آالمقاؿ االفتتاحى‬

‫والعمود الصحفى بحيث يتضمف ثالثة اجزاء ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬مقدمة المقاؿ النقدى ‪:‬‬

‫وىى تشمؿ النقاط التالية ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬القضية او المشكمة او الفكرة اليامة التى يثيرىا موضوع العمؿ الفنى او‬

‫االدبى او العممى‪ ,‬وعمى سبيؿ المثاؿ فاف اكثر الذيف تعرضوا بالكتابة النقدية‬

‫لمسرحية " بكاوريوس فى حكـ الشعوب" كاف مدخميـ الى الموضوع كونيا‬

‫اوؿ مسرحية عربية تطرح بصراحة ازمة الحكـ العسكرى فى دوؿ العالـ‬

‫الثالث ٓ‬

‫‪292‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٕ‪ -‬التجديد او التطوير او العنصر الجديد الذى يطرحو شكؿ ومضموف ىذا‬

‫العمؿ ٓ‬

‫وعمى سبيؿ المثاؿ فاف اكثر المقاالت النقدية التى كتبت عف اغنية (انت‬

‫عمرى) التى جمعت ألوؿ مرة بيف موسيقى عبدالوىاب وصوت اـ كمثوـ‪ ,‬وقد‬

‫ركزت مقدماتيا جميعا عمى اىمية المقدمة الموسيقية الطويمة لألغنية‬

‫باعتبارىا تطوي ار فى شكؿ االغنية العربية بما يعطى لمموسيقى دور اكبر مف‬

‫االداء ومف الكممات ٓ‬

‫ٖ‪ -‬مدى اقباؿ الجميور عمى العمؿ او مدى ادباره عنو ‪ ,‬فالذيف كتبوا عف‬

‫فيمـ " رجؿ لكؿ العصور " بدأوا مقاالتيـ النقدية بأبداء الدىشة مف عدـ اقباؿ‬

‫الجميور عمى الفيمـ لدرجة انو لـ يمكث سوى اسبوع واحد فى دار العرض‪,‬‬

‫فى حيف يعتبر الفيمـ مف الناحية الفكرية والفنية مف اىـ االفالـ التى انتجت‬

‫فى السنوات االخيرة ٓ‬

‫ٕ‪ -‬جسـ المقاؿ النقدى ‪:‬‬

‫وىو يضـ النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬عرض موضوع العمؿ الفنى او االدبى او العممى ٓ‬

‫‪293‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ -‬تحميؿ وتفسير وشرح االبعاد المختمفة لمعمؿ ٓ‬

‫‪ -‬تقديـ المعمومات الخمفية او التاريخية لمعمؿ نفسو او االشخاص المشتركيف‬

‫فيو ٓ‬

‫‪ -‬المقارنة بيف ىذا العمؿ وغيره مف االعماؿ المشابية ٓ‬

‫ٖ‪ -‬خاتمة المقاؿ النقدى ‪:‬‬

‫وىى تشمؿ النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬التقديـ النيائى لمعمؿ وتحديد مستواه بالنسبة لغيره مف االعماؿ المشابية ٓ‬

‫‪ -‬دعوة القارئ الى سماع أو مشاىدة أو قراءة ىذا العمؿ أو دعوتو الى عدـ‬

‫االىتماـ بو ٓ‬

‫‪294‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫البناء الفني لممقال النقدي بطريقة اليرم المعتدل‬

‫‪295‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ولنحاوؿ تحميؿ نموذج لممقاؿ النقدى وىو المقاؿ الذى نشرتو صحيفة االخبار‬

‫عف الفيمـ األمريكى " الجانب اآلخر مف منتصؼ الميؿ " او "الرغبة الدمرة "‬

‫كما جاء فى الترجمة العربية إلسـ الفيمـ حيف عرض فى احدى دور العرض‬

‫بالقاىرة ‪.‬‬

‫الجانب االخر من كل امرأة رجل والعكس !‬

‫‪ -‬أكد الفيمـ االمريكى " الجانب االخر مف منتصؼ الميؿ " أف الجانب‬

‫التقميدى فى السينما مايزاؿ ىو االكثر نجاحا‪ ,‬وىذه مصيبة واف‬

‫ميمودراما الحدوتة والسرد الطبيعى واالحداث المتالحقة ىو االسموب‬

‫الفائز وىذه كارثة ! وأف كؿ ما حاولت السينما الحديثة اف تحققو مف‬

‫تطور لـ ينؿ نجاحا يذآر اماـ ذلؾ االسموب القديـ الذى اتبعتو‬

‫السينما العالمية منذ المحظة التي نطقت فييا !! فالفيمـ يروى مف‬

‫ناحية " الموضوع " تاريخ حياة امرأة جميمة منذ بدأت حياتيا العممية‬

‫وىى التزاؿ شابو صغيرة‪ ,‬الى اف استسممت مع عشيقيا لمحكـ‬

‫بإعداميا رميا بالرصاص ثـ ىو يتخذ مف ناحية " الشكؿ " طريؽ بدء‬

‫الرواية مف نيايتيا عف طريؽ فالش باؾ طويؿ يمثؿ كؿ احداث‬

‫‪296‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫الفيمـ عدا مشاىدة النياية ! وىذه الطريقة فى كؿ مف " الشكؿ‬

‫والموضوع " ىى النموذج الخالد لألسموب التقميدى‪ ,‬ورغـ ذلؾ فاف‬

‫الفيمـ قد حقؽ عند عرضو فى امريكا واوربا ارقاما قياسية فى‬

‫االيرادات وىو ما يحققو اآلف فى مصر ايضا ! ولكف يشفع لو مف‬

‫أسباب نجاحو ايضا تمؾ الميارة الواضحة فى كؿ حرفيات السينما‬

‫فالسيناريو "ىيرماف روشير " و" دانيؿ تاراداس " متقف تماما يجذب‬

‫المشاىد فى انبيار مستمر مف مشيد آلخر واالخراج " شارؿ جاروت‬

‫" يحرص عمى تحقيؽ الجو المناسب لطبيعة كؿ مشيد‪ ,‬والموسيقى "‬

‫ميشيؿ ليجراف " تضفى مزيدا مف الدراما لمموقؼ‪ ,‬كما بمغت كؿ مف‬

‫الفرنسية "مارى فرانس بيزيو " التى لعبت شخصية " نويؿ "‬

‫واالمريكية " سوزاف ساراندوف" التى لعبت شخصية "كاتريف " مستوى‬

‫رائعا فى القدرة عمى األداء بكؿ مراحؿ الشخصية المختمفة‪ ,‬والفيمـ‬

‫مأخوذ عف كتاب حقؽ شيرة واسعة لمروائى االمريكى " سيدنى‬

‫شيمدوف" وقد رأيتو فى لندف فى بداية العاـ الماضى‪ ,‬والحظت ذلؾ‬

‫الحشد الذى ال داعى لو لمشاىد الجنس‪ ,‬والتى التيميا مقص الرقيب‬

‫‪297‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫قبؿ عرض الفيمـ فى مصر ! اال اف كاتبا السيناريو قد التزما التزاما‬

‫كبي ار بالنص االدبى‪ ,‬حتى فى تقديـ كؿ مف شخصيتى " نويؿ " و "‬

‫كاتريف " بالتوازى كؿ منيما فصال او فصميف عمى التوالى‪ ,‬حتى‬

‫تالقيا مع احداث النصؼ االخير مف الفيمـ ! وتبدأ احداث " الجانب‬

‫األخرمف منتصؼ الميؿ " ترجموه " رغبة مدمرة " بالفتاة (نويؿ باخ)‬

‫عاـ ‪ ٗٚ‬فى احد سجوف اليوناف تؤكد لممميونير اليونانى (ديميريس)‬

‫الممثؿ " راؼ فالوف " انيا بريئة مف قتؿ " كاتريف "‪ ,‬ثـ تتوالى‬

‫احداث الفيمـ مف خالؿ فالش باؾ طويؿ‪ ,‬حيث نراىا صغيرة جميمة‬

‫ابنة اسرة فقيرة فى مارسيميا عاـ ‪ ٖٜ‬والحرب العالمية تدؽ االبواب‪,‬‬

‫واسـ ىتمر يثير اليمع‪ ,‬واالب الفقير يبيع ابنتو ألحد التجار مقابؿ‬

‫مبمغ مف الماؿ يشترى بو راديو وبعض المالبس !‬

‫إف الفتاة تكتشؼ ىذه الحقيقة وتواجو بيا أباىا‪ ,‬فيؤكد ليا اف‬ ‫‪-‬‬

‫مصالحيما مشتركة ىو حصؿ عمى الماؿ‪ ,‬وىى ستحقؽ السعادة‪ ,‬انو‬

‫ينصحيا اف سالحيا الوحيد الذى يجب اف ترفعو فى مواجية مجتمع‬

‫الحرب ىو جماليا ! ورغـ اف "نويؿ" تبكى وىى تيمس فى وجية‬

‫‪298‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫أبييا ‪ " :‬اننى حزينة عميؾ " ورغـ انيا تتركة وتيرب مف وقع ىذا‬

‫الدرس االوؿ الذى ألقاه عمى مسامعيا‪ ,‬اال انيا لـ تنس ىذا الدرس‬

‫لحظة‪ ,‬فقد عرفت كيؼ تستغؿ ىذا السالح ‪,‬حتى تحولت فى باريس‬

‫الى عارضة أزياء‪ ,‬وفى امريكا الى نجمة سينما‪ ,‬وفى اليوناف الى‬

‫خميمة الخطر مميونير – وقد اعطى كؿ مف مؤلؼ الكتاب سيدنى‬

‫شيمدوف وكاتبا السيناريو الشبيو الواضح بأوناسيس !‪ -‬ولكنيا لـ تنس‬

‫ابدا حبيا االوؿ ٓٓ ذلؾ الطيار " الرى دوجالس " الوجو الجديد "‬

‫جوف بيؾ " الذى أنقذىا مف الوحدة والفقر الكامؿ لدى وصوليا‬

‫باريس وغمرىا بحبو وقضت معو اجمؿ اياـ حياتيا ‪ ,‬لكنو طار فى‬

‫اليواء وتركيا تحمؿ منو جنينا بعد اف وعدىا بالعودة فى ميعاد‬

‫محدد‪ ,‬طالبا منيا أف تشترى فستاف الزفاؼ !‬

‫‪ -‬لقد انتظرت طويال حتى عممت انو قد اشترؾ فى حرب واسقط مف‬

‫طائرات االعداء اكثر مما سبؽ لو اف اسقط الفتيات‪ ,‬وعندما تستغؿ‬

‫" نويؿ " سالح انوثتيا وتصبح خميمة المميونير اليونانى تتوصؿ‬

‫بنفوذىا وماليا الى اف تعرؼ اف حبيبيا االوؿ قد تزوج "كآاتريف "‬

‫‪299‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وانو يعمؿ بالطيراف المدنى‪ ,‬فتشترى اليواء او ترشى كؿ شركات‬

‫الطيراف حتى يفصؿ وتستأجره قائدا لطائرتيا الخاصة‪ ,‬ثـ تعيد معو‬

‫اياـ اليوى وتطمب منو اف يقتؿ زوجتو ليسعدا سويا بماؿ المميونير ٓ‬

‫‪ -‬وتتوالى المفاجأت فى الجزء االخير مف الفيمـ‪ ,‬فالزوج العاشؽ يفشؿ‬

‫فى قتؿ الزوجة‪ ,‬لكنيا مف خالؿ الرعب تيرع الى قارب فى البحر‬

‫اليائج وتختفى فى خضـ االمواج ! وعندما ييتـ كال مف " نويؿ‬

‫ودوجالس " بقتميا‪ ,‬يتدخؿ المميونير الذى يريد اف ينتقـ بدوره مف‬

‫عشيقتو‪ ,‬فيشترى المحامى الذى يقنعيا باالعتراؼ كى يخفؼ الحكـ‬

‫الى ستة شيور‪ ,‬ولكف عندما يعترفاف يصدر الحكـ باعداميمآ‬

‫ويكتشفاف اف ىناؾ مف تآمر عمى مؤامرتيما ٓٓ ثـ تبقى المفاجأة‬

‫النيائية‪,‬عندما تظير الزوجة التى انتشمتيا الراىبات مف البحر‬

‫وانضمت معيف الى الدير‪ ,‬حيث يمتقى بيا المميونير اليونانى‬

‫ويصافحيا‪ ,‬وكأنو يؤكد انو قد تمت تصفية كؿ المؤامرات لصالحيما‬

‫!‬

‫‪311‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ -‬إف قدرة ىا الفيمـ فى " اصطياد " المتفرج انو وضع " توليفو "‬

‫متكاممة بيا كؿ ما تثير ويمتع الجماىير‪ ,‬الحب والرغبة والعواطؼ‬

‫الساخنة ومشاىد الجنس والجريمة واالنتقاـ والقتؿ والسخاء البالغ فى‬

‫االنتاج بيف مشاىد فى أطراؼ العالـ والرومانسية الشفافة والعنؼ فى‬

‫نفس الوقت توليفة تجارية مضغوطة ومكدسة مف خالؿ حبكة فنية‬

‫لمسيناريو بحيث تمر مدة الفيمـ التى تتجاوز الساعتيف والمتفرج فى‬

‫حالة متعة فعال‪ ,‬إال أنو بعد اف يخرج يتسائؿ ماذا يقوليذا الفيمـ؟‬

‫‪ -‬فال يجد سوى الكالـ المعاد فى السينما منذ اف كانت صامتو حوؿ‬

‫عواطؼ المرأة ودىائيا وشيطانيا الذى يخرج ليبتمع كؿ شئ اذا ما‬

‫قررت االنتقاـ ‪ ,‬لقد انتصرت " مميوداراما الحدوتو " بالفعؿ ٓٓ ولكف‬

‫انتصارىا لـ يأت اال بسبب تفوؽ فى "الحرفية السينمائية " وقدرات‬

‫متميزة فى كؿ عناصر الفف السينمائى ٓٓ وىذا يكفى !‬

‫ولنحاوؿ تطبيؽ المبادئ النظرية لفف المقاؿ النقدى عمى ىذا المقاؿ ‪:‬‬

‫‪311‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫أوال ‪ :‬لقد اختار الكاتب اف يبدأ مقالو بمقدمة تطرح القضية اليامة (مف وجية‬

‫نظر الكاتب) التي يثيرىا الفيمـ وىى اف الجانب التقميدى فى السينما ويقصد‬

‫بو ميمودراما الحدوتو مازاؿ ناجحا !‬

‫ثانيا ‪ :‬اما جسـ المقاؿ النقدى فقد احتوى عمى النقاط التالي‪:‬‬

‫‪ -‬موضوع الفيمـ وفكرتو ٓ‬

‫‪ -‬رد الفعؿ الجماىيرى حيث اشار الناقد انو حقؽ االرقاـ القياسية فى‬

‫االيرادات عند عرضو فى امريكا واوربا ٓ‬

‫‪ -‬رأى الكاتب فى حرفيات الفيمـ وشمؿ ذلؾ السيناريو واالخراج والموسيقى‬

‫والتمثيؿ ٓ‬

‫‪ -‬معمومات خمفية عف الكتاب الذى اخذت عنو قصة الفيمـ والروائى االصمى‬

‫كاتب القصة ومدىنجاح القصة كعمؿ ادبى قبؿ تقديميا فى السينما ٓ‬

‫‪ -‬عرض تفصيمى لقصة الفيمـ ٓ‬

‫ثالثا ‪ :‬اما خاتمة ىذا المقاؿ فقد حوت نقطة " واحدة " وىى‪ :‬خالصة حكـ‬

‫الناقد عمى الفيمـ وتقييمة النيائى لمستوى الفيمـ‪ ,‬وىو االمر الذى اليحمؿ‬

‫دعوة مباشرة لمقارئ لمشاىدة الفيمـ واف كانت ىذه الدعوة موجودة فى المقاؿ‬

‫‪312‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ولكف بشكؿ مستتر وخاصة عندما يشير الناقد الى النجاح الجماىيرى لمفيمـ‪,‬‬

‫وىذا كفيؿ وحده بجذب القارئ الى مشاىدة الفيمـ ٓ‬

‫كتابة المقال النقدي بطريقة اليرم المقموب ‪:‬‬

‫ومف الضرورى أف نشير إلى أف ىناؾ مف النقاد فى الصحافة مف يمجأوف فى‬

‫االحياف الى كتابة مقاالتيـ النقدية فى قالب اليرـ المقموب وذلؾ باف يضعوا‬

‫رأييـ النيائى فى العمؿ او حكميـ النقدى‬

‫عميو فى مقدمة المقاؿ ثـ يضمنوا جسـ المقاؿ مجموع االدلة والشواىد‬

‫والحجج التى تدعـ ىذا الرأى وبذلؾ قد اليحتاج ىذا المقاؿ الى خاتمة واذا‬

‫حدث وكانت لو خاتمة فيى ليست سوى اعادة تأكيد نفس الحكـ الذى بدأ بو‬

‫الكاتب مقالو النقدى‪.‬‬

‫‪313‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫رابعا‪ :‬المقال التحميمى‬

‫مفيوم المقال التحميمى ‪:‬‬

‫المقاؿ التحميمى ىو أبرز فنوف المقاؿ الصحفى وأكثرىا تأثي ار وىو يقوـ عمى‬

‫التحميؿ العميؽ لألحداث والقضايا والظواىر التى تشغؿ الرأى العاـ‪ ,‬والمقاؿ‬

‫التحميمى يتناوؿ الوقائع بالتفصيؿ ويربط بينيا وبيف غيرىا مف الوقائع التى‬

‫تمسو مف قريب او بعيد‪ ,‬ثـ يستنبط منيا ما يراه مف آراء واتجاىات ٓ‬

‫والمقاؿ التحميمى ال يقتصر فقط عمى تفسير احداث الماضى او شرح الوقائع‬

‫الحاضرة‪ ,‬وانما يربط بيف االثنيف ليستنتج أحداث المستقبؿ‪ ,‬وألف المقاؿ‬

‫التحميمى يقوـ عمى التحميؿ العميؽ والمدروس لألحداث‪ ,‬فيو غالبا ما يكوف‬

‫اسبوعيا ولو كاف ينشر فى صحيفة يومية‪ ,‬وليس ىناؾ حجـ معيف لممقاؿ‬

‫التحميمى‪ ,‬ولكنو قد يحتؿ مساحة صفحة كاممة مف الجريدة ٓ‬

‫وىناؾ فارؽ جوىرى بيف المقاؿ التحميمى وبيف المقاؿ االفتتاحى (غير الفارؽ‬

‫فى الحجـ والمساحة والمكاف الثابت) وىو أف المقاؿ التحميمى ال يعبر عف‬

‫سياسة الصحيفة واف كاف يجب أال يختمؼ معيا‪ ,‬فيناؾ مساحة كبيرة مف‬

‫الحرية تمنح لكتاب المقاؿ التحميمى تسمح ليـ بالتميز عف رأى الصحيفة‪.‬‬

‫‪314‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ولقد لعب المقاؿ التحميمى دو ار متمي از فى تاريخ الصحافة العربية‪ ,‬بؿ إف‬

‫تاريخ الصحافة العربية ىو فى واقع االمر تاريخ كتاب المقاؿ التحميمى منذ‬

‫رفاعة الطيطاوى واحمد فارس الشدياؽ فى النصؼ االوؿ مف القرف التاسع‬

‫عشر وحتى محمد حسنيف ىيكؿ واحمد بياء الديف فى النصؼ الثانى مف‬

‫القرف العشريف‪ ,‬وبيف الفترتيف برزت عشرات محمد عبده وعبداهلل النديـ وأديب‬

‫اسحؽ ورشيد رضا ومصطفى كامؿ والشيخ عمى يوسؼ واحمد لطفى السيد‬

‫واميف الرافعى وعبدالقادر حمزة والدآتور محمد حسيف ىيكؿ وطو حسيف‬

‫والعقاد ٓ‬

‫وظائف المقال التحميمى ‪:‬‬

‫لممقاؿ التحميمى عدة وظائؼ ىامة ولكف يبرر فى مقدمتيا الوظائؼ الثالث‬

‫التالية ٓ‬

‫ٔ‪ -‬عرض وتحميؿ االحداث الجارية والكشؼ عف أبعادىا ودالالتيا ٓ‬

‫ٕ‪ -‬مناقشة وطرح القضايا والظواىر التى تشغؿ الرأى العاـ المحمى او‬

‫الدولى ومساعدة القراء عمى فيميا ومتابعتيا ٓ‬

‫‪315‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٖ‪ -‬التعبير عف السياسات واالتجاىات السائدة فى المجتمع وطرح وجيات‬

‫نظر القوى السياسية واالجتماعية فى البمد الذى تصدر بو الصحيفة ٓ‬

‫موضوعات المقال التحميمى ‪:‬‬

‫يتسع المجاؿ أماـ كتاب المقاؿ التحميمى – شأنيـ شأف كتاب العمود الصحفى‬

‫– لمخوض فى مختمؼ مجاالت النشاط االنسانى مف سياسة واقتصاد‬

‫واجتماع وثقافة وفكر‪ ,‬ولكف ينفرد النشاط السياسى باالستحواذ عمى غالبية ما‬

‫يكتب مف مقاالت تحميمية ٓ‬

‫ولعؿ فى ىذا ما يكشؼ عف فرؽ ىاـ بيف المقاؿ التحميمى وبيف العمود‬

‫الصحفى فعمى حيف تغمب السياسة عمى المقاؿ التحميمى‪ ,‬نجد المسائؿ‬

‫االجتماعية تغمب عمى العمود الصحفى ٓ‬

‫كذلؾ فاف ىذه الحقيقة تكشؼ عف فارؽ آخر بيف المقاؿ التحميمى والمقاؿ‬

‫االفتتاحى‪ ,‬اذ تغمب عمى المقاؿ االفتتاحى طابع " التعميؽ السريع " عمى‬

‫االحداث الجارية فى حيف يغمب عمى المقاؿ التحميمى طابع " التعميؽ العميؽ‬

‫" عمى نفس االحداث الجارية‪ ,‬لذلؾ كاف فى ‘مكاف الكاتب أف‬

‫‪316‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫يكتب المقاؿ االفتتاحى كؿ يوـ فى حيف ال يستطيع غالبا أف يكتب المقاؿ‬

‫التحميمى إال كؿ اسبوع ٓ‬

‫كتابة المقال التحميمى ‪:‬‬

‫يكتب المقاؿ التحميمى – شأنو فى ذلؾ شأف جميع انواع المقاؿ الصحفى –‬

‫فى قالب اليرـ المعتدؿ ‪ ,‬أى يحتوى عمى مقدمة وجسـ وخاتمة ٓ ولكف‬

‫المقاؿ التحميمى يتميز عف كؿ مف المقاؿ االفتتاحى والعمود الصحفى بكبر‬

‫حجـ مساحتو فى الصحيفة‪ ,‬وىو االمر الذى يسمح لكاتبو بأف يحشد فى‬

‫جسـ المقاؿ اكبر كمية مف التفاصيؿ والحجج المنطقية واألدلة والشواىد التى‬

‫تشرح موضوع المقاؿ ٓ‬

‫كذلؾ فاف كبر حجـ مساحة المقاؿ التحميمى تسمح لكاتبو بحشد كميو كبيرة‬

‫مف المعمومات الخمفية التى تتعمؽ بموضوع المقاؿ ٓ‬

‫فمقدمة المقاؿ التحميمى يمكف اف تحتوى عمى العناصر التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬إبراز حدث مف االحداث اليامة الجارية ٓ‬

‫‪ -‬طرح قضية تشغؿ الرأى العاـ وتمس مصالح الجميور ٓ‬

‫‪ -‬تقديـ اقتراح جديد يثير اىتماـ القراء ٓ‬

‫‪317‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫أما جسـ المقاؿ التحميمى فيتضمف العناصر التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬المعمومات الخمفية لمموضوع الذى يناقشو المقاؿ ٓ‬

‫‪ -‬حشد االدلة والشواىد والحجج التى تؤآد وجية نظر الكاتب ٓ‬

‫‪ -‬كشؼ ابعاد الموضوع ودالالتو المختمفة ٓ‬

‫‪-‬عرض اآلراء المؤيدة أو المعارضة لوجية نظر كاتب المقاؿ والرد عمييا ٓ‬

‫أما خاتمة المقاؿ التحميمى فيى تحتوى عمى العناصر التالية‪:‬‬

‫‪ -‬خالصة وجية نظر الكاتب فى الموضوع ٓ‬

‫‪ -‬استشارة ذىف القارئ ودفعو لالىتماـ بالقضية التى يطرحيا الكاتب ٓ‬

‫‪ -‬فتح حوار بيف الكاتب والقراء مف ناحية وبينو وبيف غيره مف الكتاب مف‬

‫ناحية ثانية حوؿ موضوع المقاؿ ٓ‬

‫ويوضح الشكؿ التالى طريقة كتابة المقاؿ التحميمى المبنى عمى قالب اليرـ‬

‫المعتدؿ ‪.‬‬

‫‪318‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫البناء الفني لممقال التحميمي في قالب اليرم المعتدل‬

‫‪319‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫نموذج لممقال التحميمى المبنى عمى قالب اليرم المعتدل‬

‫اختار الكاتب اف تكوف مقدمة مقالو التحميمى حوؿ اىمية حدث مف االحداث‬

‫الجارية وىو االضراب الذى قاـ بو عماؿ بولندا ‪:‬‬

‫‪ -‬إف ما حدث فى بولندا امر ال يكاد يصدؽ وىو اخطر مف اف يمر‬

‫بال تعميؽ‪ ,‬إف عامؿ الكيرباء المفصوؿ الذى يشبو فى شكمو وثيابو‬

‫وحياتو احدى شخصيات ماكسيـ غوركى والذى ترؾ زوجتو واطفالو‬

‫الخمسة بعد بدء االضراب وتسمؽ سور مصنع لبس وتولى فو ار قيادة‬

‫االضراب‪ ,‬ىذا العامؿ حبس وجيا لوجو أماـ نائب رئيس وزراء بولندا‬
‫‪311‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٓ وتحت أضواء كاميرات تميفزيوف العالـ‪ ,‬يوقع اتفاقا وكانو حفؿ‬

‫توقيع معاىدة دولية‪ ,‬ولكنو اتفاؽ عف دولة شيوعية بيف عدـ اصراؼ‬

‫عماؿ وبيف ممثؿ حزب الطبقة العاممة فى بولندا ‪.‬‬

‫‪ -‬وسواء نفذ االتفاؽ أـ لـ ينفذ فاف الحدث المثير قد تـ وقد تـ بواسطة‬

‫عماؿ بولندا ومثقفييا وحدىـ دوف فضؿ ألى احد عمييـ بؿ وربما‬

‫برغـ أنؼ العالـ آلو وىو حدث سياسى وذىبى وثورى مف الدرجة‬

‫االولى وتطور لو قبمو المعسكر الشرقى فسوؼ يكوف مدخال‬

‫لتطورات ىائمة‪ ,‬توقعيا كثيروف ولـ يتصور احد كيؼ يمكف اف‬

‫تحدث ٓ‬

‫أما جسـ المقاؿ فقد بدأ بفقرة تمييدية أشار فييا الكاتب الى جانب مف‬

‫تفاصيؿ الخبر ورد فعمو عمى بعض التكتالت السياسية العالمية مثؿ الواليات‬

‫المتحدة االمريكية واالتحاد السوفيتى وغرب أوروبا والفاتيكاف‪.‬‬

‫‪ -‬فى بداية االضراب وضع العماؿ البولنديوف العالـ كمو دوف استثناء‬

‫اماـ امتحاف خطير‪ ,‬وقد خذليـ العالـ كمو أيضا دوف استثناء‪ ,‬ألـ‬

‫تكف امريكا مثال تحرض شعوب شرؽ أوروبا عمى التمرد ؟ ألـ تكف‬

‫‪311‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫دوؿ غرب أوروبا تنتظر ساعة تشقؽ المعسكر الشرقى ؟ ألـ يكف‬

‫الفاتيكاف يزكى شعمة الكاثوليكية ضد الدولة ىناؾ ؟ الى آخره‪ ,‬وفجأة‬

‫بدأ اضراب منظـ بشكؿ مثير فى اكثر دوؿ شرؽ أوروبا حساسية‬

‫وىى بولندا ! واذا بالعالـ كمو يصاب بالذعر‪ ,‬واذا بأىؿ لمشرؽ وأىؿ‬

‫لمغرب وأىؿ الحياء يحبسوف انفاسيـ‪ ,‬أمريكا وألمانيا الغربية قررتا‬

‫اإلسراع بالقروض المتمكئة الى " حكومة بولندا"‪ ,‬وذلؾ لمساعدتيا فى‬

‫التغمب عمى األزمة االقتصادية التى آكانت ىى السبب المباشر فيما‬

‫حدث ٓ‬

‫‪ -‬والفاتيكاف والكارديناؿ ويزنسكى يوجياف نداء الى العماؿ المضربيف "‬

‫باالتزاف والتعقؿ" واذا كانت روسيا ودوؿ شرؽ أوروبا – وىذا مفيوـ‪-‬‬

‫قد تمنت اليدوء واالتفاؽ دوف حاجة الى صداـ فاف يوغوسالفيا‬

‫ورومانيا بالذات وبحكـ رفعيما شعار االستقالؿ عف موسكو كانتا‬

‫اكثر قمقا واضطرابا فيا ىو شعب مف شعوب شرؽ أوروبا يطالب‬

‫عمالو بنوع آخر مف االستقالؿ اكثر خطورة وعمقا‪.‬‬

‫‪312‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ -‬واذا كاف ىناؾ خوؼ ما – فى المعسكر الشرقى – عمى النظرية‬

‫الماركسية الشرقى والغربى والعالـ كمو كاف عمى شئ أخر ‪ :‬ىو‬

‫الوفاؽ أو ما يشبيو الذى يسود بيف الدوؿ الكبرى فى العالـ روسيا ال‬

‫تريد اف تصؿ االمور الى درجة تيدد امنيا القومى فتضطر الى‬

‫التدخؿ العسكرى فى بولندا كما فعمت فى تشيكوسموفاكيا وافغانستاف‬

‫ليس الف عندىا ذرة مف الشؾ فى قدرتيا العسكرية عمى اخماد‬

‫االضراب بسرعة ولكف ألف النصر العسكرى ىنا سيكوف ىزيمة‬

‫سياسية وسيؤدى الى اتساع اليوة بيف الشرؽ والغرب وبالتالى انقطاع‬

‫العوف الغربى اقتصاديا وتكنولوجيا وتجاريا وتصاعد نفقات التسمح‬

‫وبالتالى ايضا سينعكس ىذا كمو عمى االحواؿ المعيشية الداخمية‬

‫لروسيا نفسيا بعد اف قطعت منذ خروشوؼ مسافة طويمة فى طريؽ‬

‫"االنفتاح " وامريكا ايضا التريد اضطرابا مثؿ ىذا يجعؿ الروس‬

‫يقدموف عمى حؿ عسكرى ذلؾ اف امريكا تعرؼ انيا ستقؼ امامو‬

‫مكتوفة اليديف فيكوف ذلؾ ىزيمة اخرى المريكا ويكوف ضربة قاضية‬

‫ألماؿ كارتر فى اعادة انتخابو ٓ‬

‫‪313‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ -‬ودوؿ غرب اوروبا التريد اف ترى حال عسكريا سوفياتيا فى بولندا ٓ‬

‫ذلؾ اف أوروبا ىى اكثر مف يتحمؿ آثار عودة جو الحرب الباردة‬

‫وألف روسيا والمعسكر الشرقى عامة صار أىـ سوؽ اقتصادى‬

‫وتجارى لغرب أوروبا ولو تأثر ذلؾ لتدىور مستوى االنتاج والتصدير‬

‫والمعيشة فى غرب اوروبا الى حد ىائؿ ٓ‬

‫‪ -‬ىكذا نحف فى عالـ تراجعت فيو حرب المذاىب العقائدية وتقدمت فيو‬

‫اعتبارات المصالح المادي‪ ,‬فاذا قاـ فى وسط ىذا كمو شعب صغير‬

‫يتمرد وييدد رخاء االخريف‪ ,‬فاف كؿ االخريف يطالبونو بالسكوت‬

‫واالحتماؿ فمصالحو اليجوز اف تفسد مصالح مف ىـ اقوى واكبر‬

‫وأىـ ٓ‬

‫اما الفقرة الثانية مف جسـ المقاؿ االفتتاحى فقد حشدىا الكاتب بكمية مف‬

‫المعمومات الخمفية التاريخية عف الموقع الجغرافى لبولندا وتأثيرىذا الموقع‬

‫عمى وضعيا السياسى ‪:‬‬

‫‪ -‬وقد كاف ىذا حظ بولندا بالذات فوجودىا بيف روسيا والمانيا عبر‬

‫التاريخ جعميا اكثر شعب تتعرض خريطتو لمتغير‪ ,‬واحيانا لممحو‬

‫‪314‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫التاـ مف خريطة اوروبا وجعمو بالتالى – كرد فعؿ –شعبا شديد‬

‫الوطنية الى حد الرومانتيكية ينتج " شوباف" وامثالو عبر تاريخو‬

‫الطويؿ فى االستشياد‪ ,‬فمنذ ٔٗ سنة باليوـ قامت الحرب العالمية‬

‫الثانية بسبب مدينة "دانزنغ" التى ىى نفسيا مدينة " غدانسؾ " بالغة‬

‫األىمية فى حد ذاتيا ولكف النيا بمثابة " بيضة القباف " فى ميزاف‬

‫التوازف العالمى‪ ,‬ليس مسموحا ليا اف تميؿ قيد انممة عف مكانيا‬

‫المحدد ليا‪ ,‬ىكذا رأينا العالـ آلو يناشد عماؿ بولندا "التعقؿ " و "‬

‫عدـ المبالغة " واالآتفاء بما حدث‪.‬‬

‫‪ -‬ذكرنى ىذا بالفصؿ التاريخى الشيير الذى كتبو " ستيفاف زفايغ"‬

‫بعنواف " أمة تتآمر عمى شرؼ امرأة " روى فيو قصة الكونتيسة‬

‫البولندية الحسناء " مارى فاليسكا " التى رأىا نابميوف فى حفمة وىو‬

‫فى طريقة الى غزو روسيا‪ ,‬وكاف كؿ نبالء بولندا يحاولوف انتزاع‬

‫وعد مف نابميوف بمنح بولندا استقالليا فى حالة انتصاره‪ ,‬وفيموا اف‬

‫نابميوف قد جف غراما بالكونتيسة الحسناء وانو يريدىا وانيا امتنعت‬

‫عميو‪ ,‬وتوالى النبالء واألمراء عمييا يقنعونيا باف تسمـ نفسيا‬

‫‪315‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫لنابميوف‪ ,‬وأف تضحى مف أجؿ بولندا‪ ,‬حتى رضيت بذلؾ وىى دامية‬

‫العينيف ٓ‬

‫‪ -‬وقد احبيا نابميوف بعد ذلؾ واحبتو ومنحتو ابنو الوحيد وكانت اخر‬

‫مف ودعو عمى الشاطئ وىو ذاىب الى منفاه فى جزيرة القديسة‬

‫ىيالنة ٓ‬

‫‪ -‬تمؾ قصة اخرى ولكننى تذكرتيا وانا ارى العالـ كمو‬

‫" يتآمر عمى عفاؼ بولندا " ويطمب مف بولندا التنازؿ عف طموحيا فى‬

‫سبيؿ ىناء بقية العالـ‪ ,‬اى اقوياء ىذا العالـ ٓ‬

‫وفى الفقرة الثالثة مف جسـ المقاؿ أشار الكاتب الى التركيب االجتماعى‬

‫والطبقى لقائد االضراب العمالى البولندى ‪:‬‬

‫‪ -‬عمى اف ىناؾ مف االحداث ما تبقى نتائجو ىامة ومؤثرة سواء انتيى‬

‫بالقمع او بالنجاة‪ ,‬فقد تـ فى القرف التاسع عشر ‪ -‬مثال – قمع "‬

‫آومونة باريس" قمعا رىيبا ٓ ولكف الحادث نفسو ترؾ بصماتو عمى‬

‫كؿ تفكير اشتراكى او ديمقراطى بعد ذلؾ‪ ,‬وفى تقديرى أف احداث‬

‫بولندا مف ىذا النوع أيا كاف مصيرىا‪ ,‬وقد يصبح ىذا العامؿ‬

‫‪316‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫الكيربائى المفصوؿ مف عممو الذى تسمؽ اسوار المصنع صبيحة يوـ‬

‫اإلضراب فى ثياب رثة تاركا خمفو زوجة وخمسة اطفاؿ وتولى عمى‬

‫الفور قيادة حركة االضراب البالغة الدقة والتنظيـ‪ ,‬قد يصبح " فاليسا"‬

‫ىذا اسما فى سمسمة اسماء ‪ :‬ماركس ولينيف وستاليف وبريجنيؼ‪ ,‬وقد‬

‫يصبح ورقة ميممة فى سمة التاريخ رمز محاولة فاشمة ميما كانت‬

‫صحيحة اـ خاطئة فى سمسمة اسماء تروتسكى ودوبتشيؾ وغيرىما ٓ‬

‫ولكف المؤكد ىو أف كؿ العمالقة لمكبار اليوـ‪ ,‬مف ىوا كيو الى‬

‫بريجنيؼ الى كارتر يحاولوف اف يحسبوا كؿ حركة ليذا العامؿ الذى‬

‫كاف مغمو ار ومفصوال مف عممو منذ ثالثة اسابيع‪.‬‬

‫وفى الفقرة الرابعة مف جسـ المقاؿ بدأ الكاتب فى تحميؿ نتائج الحدث‬

‫البولونى فاشار الى أثر ىذه االحداث عمى الوفاؽ الدولى مف ناحية وعمى‬

‫االتجاىات الفكرية والذىنية فى الدوؿ الشيوعية مف ناحية ثانية وعمى مستقبؿ‬

‫الدور الذى يمعبو العماؿ فى الحركة الشيوعية مف ناحية ثالثة ٓ‬

‫‪ -‬فالنظاـ الشيوعى كما قاـ وتدعـ فى روسيا تـ تكرر بصور متشابية‬

‫فى الصيف شرقا الى المجر غربا‪ ,‬ىذا النظاـ الذى يضـ اقؿ مف‬

‫‪317‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫نصؼ سكاف العالـ بقميؿ‪ ,‬ىناؾ دائما " الجامدوف" الذيف يعتبرونو‬

‫نظاما نيائيا لممستقبؿ وكاف ىناؾ دائما الجامدوف مف ناحية اخرى‬

‫مدرسة فوستر دالس – التى ال ترضى بأقؿ مف تدميره تماما ثـ كاف‬

‫ىناؾ مف الماركسييف الى بعض اليمينييف مثؿ ديجوؿ مف يراىنوف‬

‫عمى اف الحرب العالمية ليست الحؿ ولكف المستقبؿ ىو تطور ىذا‬

‫النظاـ مف الداخؿ‪ ,‬ودعاة " الوفاؽ الدولى " رىانيـ عمى ىذا التطور‬

‫فى الشرؽ والغرب‪ ,‬حيف يزوؿ خوؼ الزواؿ فى الغرب‪ ,‬وخوؼ‬

‫الحصار فى روسيا‪ ,‬ويتـ تبادؿ المنافع وبالتالى اسباب البقاء بيف‬

‫فيبدأ النظاـ فى المعسكر الشرقى بتغير مف الداخؿ ٓ ولكف كبؼ؟‬

‫لقد اخذت انتفاضات المجر وتشيكوسموفاكيا شكال معاديا لإلتحاد‬

‫السوفيتى وبالتالى بررت أسباب األمف تدخؿ روسيا وسكوت امريكا‬

‫فيناؾ فى اوروبا خط تقسيـ اتفؽ عميو بيف الشرؽ والغرب فى" يالطا‬

‫" وليس الحد اى حؽ فى اجتيازه ٓ‬

‫‪ -‬ولكف اضرابات بولندا كاف ليا طابع آخر تماما‪ ,‬فيى منظمة بشكؿ‬

‫مذىؿ منضبطة بطريقة تدؿ عمى سابؽ وجود عمؿ تنظيمى عميؽ‬

‫‪318‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫فى معزؿ عف عمـ السمطة وىى منصبة عمى قضية داخمية محضة‬

‫وقد فجرىا قرار داخمى معيشى ىو رفع سعر المحوـ‪ ,‬وقد كسبت‬

‫الحركة جولة ىائمة بمجرد اعتراؼ الدولة بزعامة الحركة كطرؼ آخر‬

‫تدخؿ معو فى مفاوضات رسمية وعمنية ‪ ,‬األمر الذى لـ يحدث قط‬

‫فى دولة شيوعية يحتكر فييا الحزب الشيوعى السمطة كميا وال يقبؿ‬

‫حتى التغيير اال مف خاللو ٓ‬

‫‪ -‬ويجب اف نعترؼ ويتعرؼ العالـ اف ىذه المطالب كانت تبدو صعبة‬

‫التحقيؽ مستحيمة القبوؿ مف السمطة الشيوعية‪ ,‬ولكف حكومة بولندا‬

‫وقعت عمى اخطر حدث داخؿ المعسكر آلو حيف قبمت امريف‪ :‬االوؿ‬

‫‪ :‬حرية تكويف نقابات العماؿ بشكؿ ديمقراطى والثانى ‪ :‬حقيـ فى‬

‫االضراب دفاعا عف مصالحيـ صحيح اف ىذا تـ فى اطار اعتراؼ‬

‫النقابات العمالية بوحدة الحزب الشيوعى وسمطتو ونظاـ الحزب‬

‫الواحد اى باالسس السياسية الراىنة لمدولة‪ ,‬ولكف ما تـ رغـ ذلؾ ىو‬

‫خطوة ىائمة نحو التعددية والديمقراطية‪ ,‬فالدولة ال تناقش اآلف نقابات‬

‫مصنوعة بواسطتيا وزعامات الوزف ليا‪ ,‬ولكنيا تناقش نقابات كونت‬

‫‪319‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫نفسيا بنفسيا ‪ ,‬وقد كاف ىناؾ " جيريؾ " رئيس الدولة والحزب‬

‫بمفرده‪ ,‬اآلف صار زعيـ آخر يوازنو ويقابمو ىو " فاليسا" الذى كاف‬

‫عامال مفصوال وصار خالؿ ثالثة اسابيع زعيما شعبيا غير منازع فى‬

‫بولندا‪ ,‬مامعنى ىذا " مذىبيا" ؟ معناه اف " الطبقة العاممة "‬

‫الصناعية المستنيرة التى كانت فى خياؿ " كارؿ ماركس " تثور عمى‬

‫" حزب الطبقة العاممة " اى الحزب الشيوعى الحاكـ عمى اساس اف‬

‫اى حزب شيوعى يعتبر نفسو – اوتوماتيكيا – حزب الطبقة العاممة ‪,‬‬

‫ومعناه اف " الطبقة العاممة " تريد اف تفاوض الدولة – دولة العماؿ –‬

‫عمى اجورىا وسياساتيا االقتصادية‪ ,‬كما تفاوض نقابات الحزب‬

‫أصحاب العمؿ ‪ ,‬فكأف " الطبقة العاممة " البولندية المضربة تعتبر‬

‫الدولة بمثابة " صاحب العمؿ " تفاوضو ٓ وتضرب احيانا لمضغط‬

‫عميو ٓ‬

‫ثـ اشار الكاتب الى تأثير الحدث البولندى عمى مركزية السمطة فى الدولة‬

‫الشيوعية ‪:‬‬

‫‪321‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ -‬ومعناه اف " مركزية السمطة " فى الدولة الشيوعية وحصرىا فى يد‬

‫حزب واحد ‪ ,‬مطالبة اليوـ بأف تقبؿ صورة مف " تعدد مراكز السمطة‬

‫" بوجود مركز آخر قوى يوازنيا ‪ ,‬ويعادليا ‪ ,‬ويناقشيا‪ ,‬ىو نقابات‬

‫العماؿ فيؿ يمكف اف يقبؿ " المعسكر الشرقى " ىذا التطور الخطير‬

‫؟ اف المشكمة ىى اف مف يسموف انفسيـ " االشتراآييف العممييف" كثي ار‬

‫ما ال يدركوف اف "العممية " معناىا دراسة آؿ واقع جديد‪ ,‬وقد انتج‬

‫النظاـ فى بولندا طبقة عاممة جديدة قوية مستنيرة لـ تكف موجودة مف‬

‫قبؿ وبالتالى البد مف قبوؿ ظروؼ جديدة وصياغات جديدة تناسبيا‬

‫اما اذا غفموا عف التطور وتمسكوا ببيروقراطية الحزب الحاآـ الواحد‬

‫فسوؼ يستمر الصداـ بيف " حزب الطبقة العاممة " وبيف " الطبقة‬

‫العاممة " ذاتيا فى صور متزايدة ٓ‬

‫وفى فقرة اخرى مف جسـ المقاؿ‪ ,‬لجأ الكاتب مرة اخرى الى المعمومات‬

‫التاريخية الخمفية عف موقؼ االتحاد السوفيتى فى عصر البالشفة مف بولندا‪,‬‬

‫مستفيدا مف ىذه الخمفية فى طرح تساؤؿ عف موقؼ االتحاد السوفيتى مف‬

‫‪321‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫المشكمة البولندية وىؿ سيتدخؿ لقمع االضطرابات اـ يتفيـ التغيرات التى‬

‫حدثت فى المجتمع البولندى !‬

‫‪ -‬اف فى تاريخ الكتابات الشيوعية معركة شييرة حوؿ بولندا نفسيا بيف‬

‫" روزالو كسمبرج" التي دعت الى ضرورة ضـ بولندا الى االتحاد‬

‫السوفيتى الف بولندا المستقمة سوؼ تحكميا البورجوازية وليس الطبقة‬

‫العاممة‪ ,‬وبيف لينيف الذى رفض ىذا التفكير بشدة وصمـ عمى حؽ‬

‫بولندا فى االستقالؿ اوال ثـ فى القياـ بثورتيا بعد ذلؾ ٓٓ‬

‫‪ -‬ولكف لينيف كاف رجؿ ثورة فى حيف اف حكاـ الكرمميف الحالييف ىـ‬

‫قادة دولة عظمى ليا فوؽ الحسابات المذىبية حسابات الدوؿ الكبرى‬

‫مف امف قومى وتوازف دولى وخطط استراتيجية‪ ,‬ومع ذلؾ فمو اف‬

‫االتحاد السوفيتى ترؾ بولندا لتطورىا اآلف فانو سوؼ يكوف قد اقدـ‬

‫عمى الحؿ التاريخى لمخوؼ البولندى مف‬

‫" روسيا " ذلؾ الخوؼ الذى يرجع عمره الى ألؼ سنو‪ ,‬وفوؽ ذلؾ قد‬

‫يكوف فى نجاح ىذا النموذج مخرج لمنظـ الشيوعية الى مجاؿ آخر‬

‫لمتطور بعد اف بقيت حبيسة نموذج واحد طبمة ستيف عاما ٓ‬

‫‪322‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫أما خاتمة المقاؿ فقد حممت خالصة رأى الكاتب فى االزمة البولندية ‪ ,‬كذلؾ‬

‫تضمنت الخاتمة محاولة مف الكاتب استثارة اذىاف القراء ودفعيـ لالىتماـ‬

‫بيذه القضية ومتابعتيا فى المستقبؿ‬

‫‪ -‬لقد تطورت تمؾ البالد اقتصاديا بشكؿ ىائؿ ٓ وبالتالى تطورت‬

‫اجتماعيا وبالتالى تراجعت صيغة‬

‫" دكتاتورية البروليتاريا" حيث لـ يعد عماليا " بروليتاريوف " بالمعنى‬

‫الماركسى‪ ,‬انما صارت احزابيـ تتباىى باف فى عضويتيا كذا فى المائة‬

‫خبراء فنيف وكذا فى المائة ميندسيف وعماال ميرة فيى طبقة عاممة جديدة‪,‬‬

‫وكثير مف النظـ – عبر التاريخ – كاف مقتميا فى نجاحيا فى تطوير البالد‬

‫اجتماعيا واقتصاديا ‪ ,‬ثـ عجزىا عف التطوير السياسى الذى يالئـ ىذه‬

‫الظروؼ الجديدة‪" ,‬فاليسا" تسمؽ أسوار مصنع لينيف وفتح الباب ليذا التطور‪,‬‬

‫وعمينا اف نراقب بعد ذلؾ ردود الفعؿ فى الشيور القادمة فى المجتمع‪.‬‬

‫‪323‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫التخطيط لكتابة مقال‬

‫إذا أردت أف تكتب مقاال ‪ ....‬مف أيف تبدأ وكيؼ ؟‬

‫إذا رغبت بكتابة مقاؿ ولـ تمارس مف قبؿ ىذا النوع مف الكتابات الصحفية‬

‫فيمكنؾ االسترشاد بالخطوات التالية حتى تسيؿ عميؾ عممية الكتابة‪ ,‬وىي‬

‫عمى النحو التالي‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬تحديد الفكرة الرئيسة لممقاؿ الذي تريد الكتابة حوليا‪ ,‬مع تحديد المصادر‬

‫التي ستمجأ إلييا في عممية جمع المعمومات حوؿ الفكرة لتكوف أكثر نضوجاً‬

‫لديؾ‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬أكتب ممخصاً عف فكرة مقالؾ التي اخترتيا في سطريف أو ثالثة لمتأكد‬

‫مف أف المقاؿ الذي ستكتبو قدـ تفصيال وافيا حوؿ الفكرة والتزـ بيا‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬قسـ مقالؾ إلى عناصر ونقاط وابدأ عممية جمع المعمومات وترتيب‬

‫األفكار حوليا قبؿ الشروع في كتابتيا لتعرضيا بصورة متسمسمة ومنطقية‬

‫ومترابطة‪ ,‬بحيث تخدـ فكرة المقاؿ الرئيسة ‪.‬‬

‫‪324‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٗ‪ -‬ال تكتؼ بعرض الحقائؽ واآلراء مجردة في بعض األحياف بؿ ابحث عف‬

‫دالالتيا وأبعادىا مع ربطيا بحقائؽ أخرى لمخروج بأفكار جديدة لمقراء‬

‫ولالبتعاد عف إعادة كتابة ما تـ نشره‪.‬‬

‫٘‪ -‬أنت وصمت بذلؾ لمرحمة الكتابة النيائية لممقاؿ بعد أف قسمتو إلى ثالثة‬

‫أجزاء ( مقدمة – جسـ – الخاتمة ) فاشرع في كتابة مسودة أولية واتبعيا‬

‫باستكماؿ ما تبقى مف معمومات ناقصة وعمميات حذؼ أو إضافة واجراء‬

‫المراجعة المغوية واألسموبية قبؿ تقديـ المقاؿ بصورتو النيائية لمجيات المعنية‬

‫لنشره‪.‬‬

‫شروط الكتابة الجيدة لممقال ‪:‬‬

‫والكتابة متعة وليست مجرد عممية عرض آلراء وأفكار‪ ,‬ويرى البعض أف‬

‫كتابة المقاؿ ىي تجربة أصعب مف تجربة الكتابة في الفنوف الصحفية‬

‫األخرى التي تعتمد بدرجة أكبر عمى المعمومات التي يتـ تجميعيا والوصوؿ‬

‫إلييا مف مصادرىا المختمفة‪.‬‬

‫وألف الكتابة الجيدة تحتاج إلى مزيد مف الممارسة‪ ,‬فإف ليا كذلؾ شروطاً‬

‫يجب أف تتحقؽ وتتضح مف خالؿ كتاباتؾ وىي‪:‬‬

‫‪325‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٔ‪ -‬صحة المغة وسالمة التعبير ‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬الترابط والتجانس دوف االنتقاؿ المفاجئ المربؾ بيف الجمؿ والفقرات‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬اإلقناع والتأثير وصوال إلى تحقيؽ ىدؼ الكتابة‪ ,‬ويتـ ذلؾ مف خالؿ‬

‫المجوء إلى ‪ :‬أسموب اإلقناع العقمي اعتمادا عمى الحجج والدالئؿ والحقائؽ ثـ‬

‫أسموب التأثير العاطفي الوجداني انطالقا مف المشاعر واألحاسيس المحيطة‬

‫بالكاتب والقضية ‪.‬‬

‫ٗ‪ -‬عرض تجربتؾ اإلنسانية دوف الحديث الشخصي الذاتي ( األنا ) وانما‬

‫توظيؼ التجربة في الحديث عف األشياء والموضوعات‪.‬‬

‫٘‪ -‬الجمع بيف المتعة والفائدة ويتـ ذلؾ مف خالؿ ‪ :‬أسموب السخرية أو‬

‫التيكـ ‪ ,‬األسموب القصصي ‪ ,‬توظيؼ أحداث الحياة اليومية ‪ ,‬تجنب التكرار‬

‫واإلطالة واالستطراد ‪.‬‬

‫‪ -ٙ‬حسف تنظيـ وتقسيـ الجمؿ والفق ارت واتقاف أسموب الكتابة فييا ‪.‬‬

‫‪ -ٚ‬مراعاة عالمات الترقيـ لزيادة التوضيح والترابط‪.‬‬

‫‪326‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫اختيار موضوع المقال‪:‬‬

‫إف اختيار موضوع المقاؿ يتطمب مف الكاتب أف يختار موضوعاً يعرؼ عنو‬

‫قد اًر كافياً مف المعمومات‪ ,‬وأف يكوف موضوع مقبوالً مف جانب القراء الذيف‬

‫يكتب ليـ‪.‬‬

‫ويؤخذ الموضوع عادةً مػف الحياة‪ ,‬مثؿ‪ :‬تجربتي ‪ ,‬تعمّـ المغة اإلنجميزية‪,‬‬

‫حادث شاىدتو‪ ,‬قراءة الصحؼ‪ ,‬تجربة مرعبة‪.‬‬

‫تحديد اليدف من المقال‪:‬‬

‫إف أحد العوامؿ التي يتوقؼ عمييا النجاح في الكتابة ىو تحديد اليدؼ‪ .‬وىذا‬

‫التحديد يساعدنا عمى أمريف‪ :‬معػرفة ماذا نكتب؟ وكيؼ نكتب؟‬

‫‪327‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫التعبير عن الرأي في وسائل اإلعالم بين الحرية والمسؤلية‬

‫أوال ‪ :‬مسؤلية وسائل اإلعالم‬

‫تتمثؿ ىذه المسئولية في مجموعة مف الحقوؽ التي ينبغي لوسػائؿ اإلعالـ‬

‫العمؿ عمييا لصالح المجتمع‪,‬ورغـ اإلتفاؽ عمى أىميتيا وضرورتيا ألى‬

‫مجتمع إال أف درجة اإللتزاـ بيا تختمؼ مف مجتمع إلى آخر ‪ ,‬ومف ميثاؽ‬

‫أخالقي إلى آخر‪ ,‬وأبرز ىذه المسئوليات‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬الدفاع عف الحرية العامة‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬حؽ الجميور في المعرفة‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬إدارة المناقشات الحرة في المجتمع ونقميا إلى الجميور‪.‬‬

‫ٗ‪ .‬الدفاع عف مصالح المجتمع واحتراـ قيمو‪.‬‬

‫٘‪ .‬احتراـ حؽ المجتمع في إدارة العدالة‪.‬‬

‫وسنتناوؿ ىذه النقاط بشىء مف التفصيؿ‪.‬‬

‫أوالً الدفػاع عف الحريات العامة‪:‬‬

‫‪328‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫لمعالقة القوية بيف حرية اإلعالـ وحرية المجتمع‪ ,‬فإف دفاع وسائؿ اإلعالـ‬

‫عف الحريات لممواطنيف مسئولية مجتمعية‪ ,‬وأف دفاع وسائؿ اإلعالـ عف ىذه‬

‫الحريات ىو حماية لحؽ ىذه الوسػائؿ في أف تعمؿ في منػاخ حر يساعدىا‬

‫عمى أداء وظائفيا عمى الوجو األكمؿ‪.‬‬

‫لذا فإف إلتزاـ اإلعالمييف بيذا المبدأ يشعرىـ بأنيـ حراس الحرية‬

‫والمدافعوف عنيا مما يزيد في اعتزازىـ بأنفسيـ وبمينتيـ‪ ,‬وتتمثؿ ىذه‬

‫الحريات في‪:‬‬

‫أ‪ .‬حرية العقيدة‬

‫تعتبر حرية العقيدة مف أىـ الحريات العامة‪ ,‬لكف ىذه الحرية لـ تذكر سوى‬

‫في ميثاؽ واحد وىو ميثاؽ سموفاكيا الذي أصدرتو نقابة الصحفييف في‬

‫سموفاكيا في عاـ ٓ‪.ٜٜٔ‬‬

‫ب‪ .‬حرية الفكر‬

‫ج‪ .‬حرية الرأى والتعبير‪:‬‬

‫أجمعت المواثيؽ عمى ضرورتيا وأىميتيا وىي تشكؿ أساس حرية الصحافة‪,‬‬

‫ولكف لعدـ وجػود ضػمانات دسػتورية وقانونية لحماية ىذا النوع مف الحريات‪,‬‬

‫‪329‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫نجد أف كؿ األنظمة السياسية تقريباً تقيد حرية الرأى ‪ ...‬فإذا كانت‬

‫المجتمعات الشمولية تقيد ىذا الحؽ باستخداـ القانوف والقير‪ ,‬فإف المجتمعات‬

‫الرأسمالية تقيده بواسطة الضػػغوط االجتماعية كفقداف الوظيفة‪ ,‬وفرض‬

‫الضرائب عمى المؤسسات اإلعالمية ‪...‬ألخ‬

‫د‪ .‬حرية الصحػػافة‪:‬‬

‫عمى الرغـ مف أف معظـ المواثيؽ األخالقية تنص عمى ىذه الحرية صػراح ًة‬

‫أو ضمناً‪ ,‬إال أنيا كسابقتيا تحتاج إلى ضمانات دستورية وقانونية‪.‬‬

‫وبما أف حرية الصحافة ىي األصؿ في العمؿ الصحفي‪ ,‬فإف ذلؾ يفرض‬

‫عمى الصحفييف ضرورة التضػامف لمدفاع عف حرية الصحافة في مواجية أى‬

‫نوع مف القيػود القانونية‪ ...‬فال صػحافة بال حػرية‪ ,‬وال حرية بػال أخالقيات‪.‬‬

‫وبمعنى آخر‪ ,‬فإف الحػرية تصبح بال معنى فال صحافة بال أخالقيات‪,‬‬

‫كما أف الحرية شرط أساسي لقياـ الصحفي بعمؿ أخالقي‪ ,‬وىنا يمكف القوؿ‬

‫أف الحريػة ال تعني أف الصػحفي يستطيع أف يفعؿ أو يكتب أو يقػوؿ ما‬

‫يشػاء‪ ,‬وانما تعني أف يكوف ح اًر في توسيع آفاؽ فكره وعممو واحترامو لحريات‬

‫اآلخريف‪.‬‬

‫‪331‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وعندما يدرؾ الصحفي أف الحرية والمسئولية ىما جناحا العمؿ الصحفي‪,‬‬

‫ىنا تصؿ الصحافة إلى مرحمة النضج‪ ,‬واحتراـ الجميور ليا‪.‬‬

‫ثانياً حؽ الجميور في المعرفة‪:‬‬

‫يمثؿ ىذا الحؽ األساس النظري لحرية وسائؿ اإلعالـ‪ ,‬إال أف التأكيد‬

‫األخػالقي عمى ىذا الحػؽ لـ يرد في المواثيػؽ األخالقية لممؤسسػات اإلعالمية‬

‫إال في القميؿ منيا‪ ,‬وعمى الرغـ مف أىمية المعرفة التي تقدميا وسائؿ‬

‫اإلعالـ إلى الجميور‪ ,‬إال أف المواثيػؽ لـ تقػدـ تصػو اًر لنوعية المعػرفة التي‬

‫يجػب عمى الجميور عمى الرغػـ مف أىميتيا في تأىيػؿ المواطنيػف لممارسػة‬

‫الديمقراطية وتطوير حياتيـ وخدمػة برامج التنمية وتشكيػؿ المنػاخ السياسي‬

‫الذي يفرض عمى القادة اتخاذ الق اررات التي تحقؽ مصالح المواطنيف‪.‬‬

‫إال أف ما تقدمو وسائؿ اإلعالـ مف المعمومات رغـ الكـ اليائؿ في حجمو‬

‫إال أف نوعيتيا قد أحػالت أفراد الجميور إلى مستيمكيف لمتسػمية والمتعة‬

‫واإلثارة ( تسمية معموماتية)‪ ,‬بينما المعرفة المطموبة ىي تمؾ المعرفة التي تزيد‬

‫مف القدرات العقمية الثقافية والتحميمية واإلبداعية والنقدية‪.‬‬

‫‪331‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫إف الحؽ في الحصوؿ عمى المعرفة و المعمومات ىو حؽ عاـ لكؿ أفراد‬

‫المجتػمع‪ ,‬ولكف ال يجب النظر إلى ذلؾ مف حيث الكـ‪ ,‬بؿ مف حيث الكيؼ‬

‫في نوعية المعمومات وطريقة تقديميا وحاجة المواطف إلييا إلتخاذ ق ارراتو‬

‫واصدار أحكامو‪.‬‬

‫إف قياـ وسائؿ اإلعالـ بدورىا في تطبيؽ حؽ الجميور في المعرفة‬

‫كمبدأ أخالقي يتطمب منيا‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬أف تتمسؾ بحقيا في الحصوؿ عمى المعمومات ونشرىا‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬أف تتمسؾ بحقيا في التغطية الشاممة والمتكاممة لألحداث‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬أف تتمسؾ بالموضوعية وعدـ التحيز في تقديـ المعمومات‪.‬‬

‫ٗ‪ .‬أف تتمتع بتعددية المصادر وتنوعيا‪.‬‬

‫٘‪ .‬أف ال تسيء استخداـ الصور أو تزييفيا أو التالعب في محتوياتيا‪.‬‬

‫‪ .ٙ‬أف ال تعمؿ عمى تشويو المعمومات أو إخفائيا أو اإلنتقاء منيا‪.‬‬

‫‪ .ٚ‬أف تكوف محايدة وعادلة في تقديـ المعمومات وفي عرض وجيات‬

‫النظر المختمفة‪.‬‬

‫‪332‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ .ٛ‬أف توازف بيف حاجة الجميور إلى المعرفة الجادة مف جية‪ ,‬وحاجتو‬

‫إلى التسمية والمتعة مف جية أخرى ‪.‬‬

‫‪ .ٜ‬األمانة في نقؿ الحقائؽ وتقديـ في السياؽ المناسب ليا‪.‬‬

‫ٓٔ‪ .‬اإلبتعاد عف استخداـ أساليب التضميؿ في تقديـ الحقائؽ والمعمومات‬

‫ٍ‬
‫باألسػماء والتواريخ‬ ‫ٔٔ‪ .‬إتباع الدقػة في تقديـ المعمومات المتػصمة‬

‫واإلقتباسات ومصادرىا وتوثيقيا والتحري لمتأكد مف دقة المعمومات التي يشؾ‬

‫الصحفي في صحتيا قبؿ نشرىا‪.‬‬

‫ٕٔ‪ .‬التصحيػح الطػوعي لممعمومات التي تنشرىا أو تذيعيا خطأ‪ ,‬وأف‬

‫تمنح حؽ الرد لمجيات واألفراد المتضررة مف النشر الخاطىء‪ ,‬مما يزيد مف‬

‫مصداقيتيا في نظر الجميور‪.‬‬

‫ٖٔ‪ .‬الفصؿ بيف الخبر والرأى‪ ,‬مع اإلعتراؼ بأف األحكاـ التي يصدرىا‬

‫الصحفي الذي يقوـ بتغطية األحداث‪ ,‬وتقديـ المعمومػات وطريقة تقديميا‪,‬‬

‫تعبر بالضػرورة عف أريػو‪ ,‬بؿ أف ىنػاؾ مف يرى أف الفصػؿ بيف الخبػر والرأى‬

‫ال يناؿ رضى الصحفييف ألنو يقدميـ كمجرد ناقميف لممعمومات‪.‬‬

‫‪333‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ٗٔ‪ .‬التغطية التفسػيرية لألحػداث ‪ ,‬بمعنى شػرح وتفسير األحداث‬

‫بتوضيح خمفياتيا‪ ,‬ألف بعض األخبار ال تفيـ إال إذا فسرت‪ ,‬وحؽ الجميور‬

‫بتفسير اإلخبار‬ ‫في المعػرفة يفرض عمى الصػحفييف اإللتزاـ االخالقي‬

‫ووضعيا في مسارىا الصحيح‪.‬‬

‫٘ٔ‪ .‬التعميؽ العادؿ عمى األحداث كجزء مف حؽ الجميور في المعرفة‪,‬‬

‫وىو أيضاً حؽ لمصحفييف ألنيـ مطالبوف بفصػؿ الخبر عف الرأى‪ ,‬والتعميؽ‬

‫يتيح ليـ فرصة التعبير عف آ ارئػيـ‪ ,‬ويشعر الصحفي بأنو مساىـ في الحياة‬

‫العامة‪ ,‬وصاحب رأى وفكر وموقؼ دوف أف ينسى تطبيؽ مبدأ العدالة في‬

‫التعميؽ عمى االحداث‪.‬‬

‫ثالثاً إدارة المناقشة الحرة في المجتمع ونقميا إلى الجميور‪:‬‬

‫يمثؿ ىذا المبدأ ركناً أساسياً في أركاف مسئولية وسائؿ اإلعالـ نحو‬

‫المجتمع‪ ,‬فمف حؽ المجتمعات استثمار جميع امكاناتيا ووسائميا في مناقشة‬

‫وحؿ قضاياه‪...‬‬

‫ولكي تقوـ وسائؿ اإلعالـ بدورىا في ىذا المجاؿ‪ ,‬يجب أف تكوف ساحة‬

‫لعرض وجيات النظر المختمفة‪ ..‬ألف أى مجتػمع ال يستطيع أف يصؿ إلى‬

‫‪334‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫الصواب في أى مسألة أو قضية‪ ,‬ما لـ يستمع إلى آراء وجيات نظػر كؿ‬

‫األطراؼ المعنية‪ ,‬عبر المناقشة الحرة التي تتيح التوصؿ إلى أفضؿ الحموؿ‬

‫ليا‪ ,‬وعمى وسائؿ اإلعػالـ أف تحترـ حقوؽ كؿ األطػراؼ في التعبير عف‬

‫آرائيا‪ ,‬وأف تعرض ليذه اآلراء بشكؿ متوازف‪ ,‬وأف تحترـ حؽ النقد وحؽ‬

‫وظيفة وسائؿ اإلعالـ في إدارة‬ ‫األقميات في التعبير عف قضاياىا‪.‬‬

‫المناقشات ونقميا إلى الجميور وظيفة مكممة لوظيفتيا في الوفاء بحؽ‬

‫الجماىير في المعرفة‪.‬‬

‫رابعاً الدفاع عف مصالح المجتمع واحتراـ قيمو‪:‬‬

‫يتمثؿ اإللتزاـ األخالقي لوسائؿ اإلعالـ في الدفاع عف مصالح المجتمع‬

‫في النقاط التالية‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬المساىمة في تحقيؽ تماسؾ المجتمع ووحدتو‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬حماية الذاتية واليوية الثقافية لممجتمع‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬المساىمة في تحقيؽ التنمية‪.‬‬

‫ٗ‪ .‬كشؼ اإلنحرافات وأوجو الفساد وسوء استغالؿ السمطة‪.‬‬

‫‪335‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫٘‪ .‬احتراـ القيػـ العػامة لممجتمع ومحاربة كؿ أشكاؿ اإلباحية والمواد‬

‫الصحفية أو اإلعالمية التي تؤدي إلى التقميؿ مف إنسانية اإلنساف واإلعتداء‬

‫عمى كرامتو وحرمة جسده‪ ,‬وعدـ نشر ما يشكؿ إساءة لمذوؽ العاـ‪.‬‬

‫‪ .ٙ‬نشر ثقافة التسامح‪ ,‬واحتراـ أحزاف الناس‪ ,‬وعدـ التحقير أو السخرية‬

‫مف أى فرد أو جماعة بسبب الديف أو العادات أو العرؽ أو الموف‪ ,‬وعدـ‬

‫اسػتخداـ التعبيػرات التي تسىء إلى المشاعر والتي تسبب حساسيات‬

‫اجتماعية أو دينية أو سياسية أو ما إلى ذلؾ‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬احتراـ حؽ المجتمع في إدارة العدالة‪:‬‬

‫عدد المواثيؽ األخالقية التي تضمنت ىذا المبدأ بالرغـ مف أىميتو قميمة‪,‬‬

‫فإدارة العدالة يسيـ بشكؿ أساسي في الحفاظ عمى كياف وأمف المجتمع‬

‫وتمكاسكو‪ ,‬والتزاـ وسػائؿ اإلعالـ يؤكد احتراميا لحؽ المجتمع في إدارة‬

‫العدالة والمتمثمة في احتراـ الصحفييف لػ ‪-:‬‬

‫ٔ‪ .‬حؽ المجتمع في القصاص مف المجرميف‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬احتراـ قاعدة أف المتػيـ برىء حتي تثبت إدانتو‪ ,‬فال يجوز لوسػائؿ‬

‫اإلعػالـ أف تصدر أحكاميا بإدانة متيـ أو تثبيت التػيـ عميو قبؿ أف ًيقدـ‬

‫‪336‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫لممحاكمة‪ ,‬وقد نصت بعض المواثيؽ األخالقية في دوؿ كالواليات المتحدة‬

‫وألمانيا والسػويد وفنمندا وايطاليا‪ ,‬عمى عدـ نشر أسماء أو صور المتيميف‬

‫قبؿ توجيػو اإلتياـ إلييـ بشكؿ رسػمي‪ ,‬ما لـ تكف ىناؾ مصػمحة عامة‬

‫ومشروعة‪ ,‬وقد ألزمت المواثيؽ األخالقية وسائؿ اإلعالـ نشر أحكاـ اإلدانة‬

‫أو البراءة‪ ,‬إذا كانت الوسيمة قد تابعت إجراءات المحاكمة‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬حػؽ المجتمع في إلزاـ مؤسسػاتو اإلعالمية باإلمتناع عف أى محاولة‬

‫لمتأثيػر عمى سػمطات القضاء‪ ,‬أو شيادة الشيودعف طريؽ تشجيعيـ عمى‬

‫اإلدالء بأقواؿ معينة أو توريطيـ في أقػواؿ يصعب عمييـ التراجع عنيا‪ ,‬ومنع‬

‫الصحفييف مف استجواب الشيود داخؿ المحكمة‪.‬‬

‫ٗ‪ .‬عدـ محاكمة المتيـ بواسطة الرأى العاـ‪ ,‬وبمعنى آخر أف تمتنع وسائؿ‬

‫اإلعالـ مف إقحاـ الرأى العاـ في القضايا التي لـ يبت فييا‪ ,‬بما يؤثر عمى‬

‫سير العدالة ونزاىة القضاء ويحرـ المتيـ مف حقو في محاكمة عادلة‪ ,‬كما‬

‫أشارت بعض المواثيؽ إلى ضرورة التوازف بيف حػؽ المتيـ في محاكمة‬

‫عادلة‪ ,‬وحؽ الجميور في المعرفة‪.‬‬

‫‪337‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫٘‪ .‬عدـ نشر أسماء األحداث وصورىـ وما يدور في محاكـ األحداث عمى‬

‫أساس أف األحداث يرتكبوف األخطاء ألنيـ لـ يجدوا مف يعمميـ الصواب‪.‬‬

‫‪ .ٙ‬عدـ نشر أسماء ضحايا اإلغتصاب أو صورىـ‪ ,‬عمى أساس أف الضحية‬

‫سوؼ تعاني نتيجة النشر عنيا‪ ,‬وذلؾ في إطار الحؽ في حماية الخصوصية‬

‫ما لـ توافؽ الضحية عمى النشر عنيا‪ ,‬في حيف أف بعض المواثيػؽ ترفض‬

‫النشر حتى ولو كاف بموافقة الضحية‪ ,‬وذلؾ حماية لحؽ المجتمع مف إشاعة‬

‫الفاحشة تأكيداً لمبدأ " تقميؿ الضرر "‪.‬‬

‫‪ .ٚ‬عػدـ تمجيد الجريمة أو الدعػوة إليػيا أو تشجيع العنؼ‪ ,‬فقد أعتبرت‬

‫المواثيؽ األخالقية التي أقرت ىذا المبػدأ أف بعض وسػائؿ كثي اًر ما تحوؿ‬

‫المجرميف إلى أبطاؿ‪ ,‬وقد تدفع بالبعض إلى تقميدىـ ‪ ...‬وال نزاؿ نذكر كيؼ‬

‫صػورت وسائؿ اإلعالـ الصػربية المجرميف الصػرب كأبطاؿ‪ ,‬رغـ كؿ ما‬

‫ارتكبوه مف حؽ المسمميف في البوسنا واليرسؾ‪ ,‬لذا فإف القاعدة اإلخالقية في‬

‫ىذا الصػدد تمنػع عرض مشػاىد تنفيذ أحكاـ اإلعداـ‪ ,‬واإلغتصاب‪ ,‬وحػوداث‬

‫اإلنتػحار‪ ,‬ومشػاىد استخداـ األسػمحة التي توجد في المنازؿ كالسكاكيف‪,‬‬

‫وضػرورة التفرقة بيف العنؼ والجريمة‪ ,‬ومشػروعية الكفاح المسمح‪.‬‬

‫‪338‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ثانيا‪ :‬حرية وسائل اإلعالم‬

‫لكؿ شخص حؽ التمتع بحرية الرأي والتعبير‪ ,‬ويشمؿ ىذا الحؽ حريتو في‬

‫اعتناؽ اآلراء دوف مضايقة‪ ,‬وفى التماس األنباء واألفكار وتمقييا ونقميا إلى‬

‫اآلخريف‪ ,‬بأية وسيمة ودونما اعتبار لمحدود" المادة ‪ ٜٔ‬مف اإلعالف العالمي‬

‫لحقوؽ اإلنساف‪.‬‬

‫عمى المستوى الفردي‪ ,‬تُعد حرية التعبير أم اًر رئيسياً لحياة وكرامة وتنمية كؿ‬

‫شخص‪ ,‬فيي تتيح لكؿ شخص أف يفيـ ما يحيط بو والعالـ األوسع مف‬

‫خالؿ تبادؿ األفكار والمعمومات بحرية مع اآلخريف‪ .‬وبالتالي‪ ,‬تجعمو قاد ار‬

‫أكثر عمى تخطيط لحياتو وأنشطتو‪ ,‬فضال عف أف قدرة الشخص عمى التعبير‬

‫بما يدور في ذىنو مف أفكار توفر لو مساحة واسعة مف األمف الشخصي‬

‫واالجتماعي‪.‬‬

‫وعمى المستوى االجتماعي والوطني‪ ,‬تضمف حرية التعبير أف يتـ النظر بدقة‬

‫في أي سياسات وتشريعات جديدة‪ ,‬تنوي الدولة تشريعيا مف خالؿ مشاركة‬

‫المواطنيف‪ ,‬وأخذ أفكارىـ ومالحظاتيـ‪ .‬وتساعد حرية التعبير عمى احتراـ‬

‫القانوف وتنفيذه‪ ,‬كونو يحظى مقدما بدعـ وتأييد الشعب‪ .‬كما تدعـ حرية‬

‫‪339‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫التعبير مفيوـ الحكـ الرشيد مف خالؿ تمكيف المواطنيف مف طرح مخاوفيـ‬

‫لدى السمطات‪ ,‬وبالتالي تحسيف جودة الحكومة مف خالؿ توكؿ ميمة إدارة‬

‫الدولة إلى األشخاص األكثر كفاءة ونزاىة‪.‬‬

‫وتسيـ حرية التعبير في كشؼ نقاط القوة والضعؼ لدى المؤيديف‬

‫والمعارضيف لمسمطة‪ ,‬وىذا يمكف الناخبيف مف اتخاذ ق ارراتيـ الواعية حوؿ مف‬

‫ىو الشخص األكثر تأىيالً إلدارة البمد ويصوتوف بنا ًء عمى ذلؾ‪ .‬كما وتساىـ‬

‫حرية التعبير وحرية المعمومات عمى تنفيذ حقوؽ اإلنساف األخرى‪ ,‬وتمكف‬

‫الصحفييف والناشطيف مف لفت االنتباه إلى قضايا وانتياكات حقوؽ اإلنساف‪,‬‬

‫واقناع الحكومة باتخاذ إجراءات حياليا إلى غير ذلؾ مف فوائد لحرية التعبير‬

‫عف الرأي‪.‬‬

‫ماذا نقصد بحرية الرأي؟‬

‫ليس ىناؾ مفيوـ محدد لحرية الرأي‪ ,‬وانما ىناؾ تعريفات متناثرة حوؿ ىذا‬

‫المفيوـ‪ ,‬إذ حاوؿ كثير مف الفقياء التعرض لو‪ .‬فيمكف تعريؼ حرية الرأي‬

‫بأنيا التعبير الخارجي عف الفكر الباطني والتعبير يكوف عادة بالقوؿ أو الفعؿ‬

‫أو الخطابة أو الكتابة والنشر‪ ,‬وكذا بالحركات الدالة والصور والرسوـ‪ .‬وذلؾ‬

‫‪341‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫بدوف أية رقابة حكومية بشرط أال يمثؿ الطريقة ومضموف األفكار ما يمكف‬

‫اعتباره خرقا لمقوانيف وأعراؼ الدولة أو المجموعة التي سمحت بحرية الرأي‪.‬‬

‫في حيف ذىب فريؽ آخر إلى تعريفيا بأنيا قدرة اإلنساف في تكويف رأيو بناءا‬

‫عمى تفكيره الشخصي‪ ,‬دونما تبعية أو تقميد ألحد‪ ,‬أو خوفا مف أحد وأف يكوف‬

‫لو كامؿ الحرية في إعالف ىذا الرأي باألسموب الذي يراه مناسبا‪.‬‬

‫وىناؾ تعريؼ آخر لحرية الرأي والتعبير وفؽ القانوف الدولي العاـ وىي حرية‬

‫الشخص في أف يقوؿ ما يفكر بو دوف أف يطارد وتشمؿ الحرية في استقصاء‬

‫اإلخبار وتمقييا واذاعتيا بأي وسيمة كانت دوف التقيد بالحدود الجغرافية وبأي‬

‫شكؿ سواء كانت مكتوبة أو شفيية أو مطبوعة وبأي وسيمة يختارىا‬

‫الشخص‪.‬‬

‫تجد حرية الرأي سندىا في القرآف الكريـ في قولو تعالى‪( :‬ولتكف منكـ أمة‬

‫يدعوف إلى الخير ويأمروف بالمعروؼ وينيوف عف المنكر) وقولو تعالى‬

‫(والذيف مكناىـ في األرض وأقاموا الصالة وأتوا الزكاة وأمروا بالمعروؼ ونيوا‬

‫عف المنكر)‪.‬‬

‫ما ىي مبررات حرية التعبير؟‬

‫‪341‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ىناؾ عدة مبررات تطرح كأساس تقوـ عميو حرية التعبير والرأي‪ ,‬وىي‪:‬‬

‫طبيعة اإلنساف‪ :‬الفرضية األساسية في الديمقراطية ىي أف الناس قادروف‬

‫عمى اختيار الرأي الذي يؤمنوف بصحتو مف بيف مجموعة آراء‪.‬‬

‫حرية التعبير ىي أداة الكتشاؼ الحقيقة‪ :‬المس بحرية التعبير يمنعنا مف‬

‫تغيير موقؼ خاطئ بموقؼ أكثر صحة منو‪.‬‬

‫منع ظمـ السمطة‪ :‬ال تممؾ السمطة دائما الحقيقة‪ ,‬والمس بحرية التعبير قد‬

‫يمنع انتقادات ضرورية تجاه النظاـ‪.‬‬

‫تحقيؽ الذات‪ :‬يشكؿ كـ األفواه مسا خطي ار بكرامة اإلنساف وحريتو‪.‬‬

‫ما ىي مظاىر حرية التعبير؟‬

‫يرتبط الحؽ في حرية الرأي والتعبير بحقوؽ وحريات أخرى‪ ,‬بعػضيا الزـ‬

‫يعتمد عمييا‪ ,‬واألخرى مف مظاىره ووسائؿ ممارستو‪ .‬فال يمكف أف نتصور‬

‫ممارسة ىذا الحؽ بدوف حرية الحصوؿ عمى المعمومات‪ ,‬أو حرية اإلعػالـ‬

‫بكافة أشكالو المطبوع والمرئي والمسموع وااللكتروني‪ ,‬أو حرية التجمػع‬

‫السممي‪ ...‬مع ذلؾ ىناؾ جدؿ ال يزاؿ قائما حوؿ ما يمكف أف يعد مف حرية‬

‫‪342‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫الرأي‪ ,‬وبيف ما يعتبر انتياكا ليا واعتداءا عمى حريات اآلخريف‪ .‬ومف مظاىر‬

‫التعبير عف الرأي ىي‪:‬‬

‫• حرية الطباعة والنشر حيث يعتبر الحؽ في الطباعة والنشر مف أولى‬

‫الحقوؽ التي أولتيا العيود والمواثيؽ الدولية األىمية الكبرى وحرصت عمى‬

‫تثبيتيا والزاـ الدوؿ النص عمييا في دساتيرىا المحمية حيث أف الضمانة‬

‫األساسية لألنظمة الديمقراطية ىي حرية طباعة الكتب والمجالت والصحؼ‬

‫اليومية ومف خالليا يمكف لمكتاب والمثقفيف والناشطيف المدنييف الكتابة‬

‫وايصاؿ وجيات آرائيـ في مختمؼ جوانب الحياة االجتماعية والسياسية إلى‬

‫الرأي العاـ ومف خالليا يمكف التأثير في المجتمعات المحمية ودفعيا لرص‬

‫الصفوؼ وشحذ اليمـ والضغط باتجاه تصحيح وتصويب السياسات العامة‪.‬‬

‫• حرية والنشر االلكتروني‪ :‬وىي مف الحريات التي بدأت تأخذ مكانيا حديثا‬

‫نتيجة لمتطور الكبير والواسع في وسائؿ االتصاؿ وانتشار شبكة االنترنت‬

‫العالمية وظيور وسائؿ التواصؿ االجتماعي كالفيسبوؾ والتويتر واليوتيوب‬

‫والتي أتاحت لممواطنيف مساحات واسعة لنشر المعمومات بضماف سرعة‬

‫وصوليا ألكبر عدد مف القراء والمتمقيف خالؿ فترات قصيرة جدا مع ضماف‬

‫‪343‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫مساحات واسعة مف التأثير والتفاعؿ مف قبؿ القراء والمتابعيف في اي مكاف‬

‫مف العالـ‬

‫• الحؽ في الحصوؿ عمى المعمومة‪ :‬يعتبر ىذا الحؽ مف الحقوؽ األصيمة‬

‫لإلفراد والجماعات وىو مدخؿ لممارسة بقية مظاىر الحؽ في حرية التعبير‬

‫عف الرأي حيث إف تمكيف األفراد والجماعات مف تمقي مختمؼ المعمومات‬

‫وتسييؿ عممية تداوليا يغني معمومات األفراد ويساعد في تنضيج مواقفيـ‬

‫لممارسة الحؽ في التعبير والتظاىر والمشاركة في حمالت المدافعة‬

‫والمناصرة‪.‬‬

‫ما ىي الحماية القانونية الدولية لحرية الرأي والتعبير؟‬

‫تعد قضية حماية حقوؽ اإلنساف بشكؿ عاـ وحرية الرأي والتعبير بشكؿ‬

‫خاص مف أىـ القضايا المطروحة عمى الساحة الدولية في إطار منظومة‬

‫األمـ المتحدة‪ ,‬خاصة بعد انتياء الحرب العالمية الثانية وحصوؿ الشعوب‬

‫عمى استقالليا‪ ,‬وبناء دوليا وظيور ىيئات ومنظمات المجتمع الدولي المعنية‬

‫بحقوؽ اإلنساف وحرياتو وحمايتيا وتدويف ىذه المبادئ والحقوؽ في العديد مف‬

‫‪344‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫اإلعالنات واالتفاقيات الدولية في شتى المجاالت وانشاء آليات دولية لحماية‬

‫وتعزيز اإلنساف‪.‬‬

‫يحتوي اإلعالف العالمي لحقوؽ اإلنساف في المادة التاسعة عشرة منو عمى‬

‫أوؿ بياف معترؼ بو بشكؿ واسع لمحؽ في حرية التعبير حيث تنص المادة‬

‫عمى ما يمي‪" :‬لكؿ شخص الحؽ في حرية الرأي والتعبير‪ ,‬ويشمؿ ىذا الحؽ‬

‫حرية اعتناؽ اآلراء دوف أي تدخؿ‪ ,‬واستقاء األنباء واألفكار وتمقييا واذاعتيا‬

‫بأية وسيمة كانت دوف تقيد بالحدود الجغرافية‪".‬‬

‫كما نصت المادة (‪ )ٜٔ‬مف العيد الدولي لمحقوؽ المدنية والسياسي "ٔ‪ -‬لكؿ‬

‫إنساف حؽ في اعتناؽ آراء دوف مضايقة‪ -ٕ .‬لكؿ إنساف حؽ في حرية‬

‫التعبير‪ .‬ويشمؿ ىذا الحؽ حريتو في التماس مختمؼ ضروب المعمومات‬

‫واألفكار وتمقييا ونقميا إلى آخريف دونما اعتبار لمحدود‪ ,‬سواء عمى شكؿ‬

‫مكتوب أو مطبوع أو في قالب فني أو بأية وسيمة أخرى يختارىا‪.‬‬

‫ما ىي القيود المفروضة عمى حرية الرأي والتعبير؟‬

‫تواجو حقوؽ اإلنساف وحرياتو بصفة عامة جممة مف القيود عند ممارستيا‪,‬‬

‫ومنيا حرية الرأي والتعبير‪ ,‬إذ أف ىذه الحرية تقيد بمجموعة مف القيود‬

‫‪345‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫القانونية لغرض تنظيـ ممارستيا ولضماف احتراـ حقوؽ أو سمعة اآلخريف أو‬

‫مف اجؿ حماية األمف الوطني والنظاـ العاـ أو الصحة العامة أو األخالؽ‬

‫العامة‪.‬‬

‫وىذا ما أكدتو جميع االتفاقيات الدولية ومنيا عمى سبيؿ المثاؿ العيد الدولي‬

‫الخاص بالحقوؽ المدنية والسياسية إذ نصت المادة(‪ )ٖ/ٜٔ‬أنو "تستتبع‬

‫ممارسة الحقوؽ المنصوص عمييا في الفقرة ٕ مف ىػذه المادة واجبات‬

‫ومسئوليات خاصة وعمى ذلؾ يجوز إخضاعيا لػبعض القيود ولكف شريطة أف‬

‫تكوف محددة بنص القانوف وأف تكوف ضرورية‪ :‬أ‪ -‬الحتراـ حقوؽ اآلخريف أو‬

‫سمعتيـ‪ .‬ب‪ -‬لحماية األمف القػومي أو النظاـ العاـ أو الصحة العامة أو‬

‫اآلداب العامة"‪.‬‬

‫وتضع الفقرة ‪ )ٖ( ٜٔ‬شروطا‪ ,‬ال يجوز فرض القيود إال بمراعاتيا بحيث‬

‫يجب أف "ينص القانوف" عمى ىذه القيود وأف يكوف النص في القانوف في‬

‫غاية الوضوح والدقة بحيث يسمح ألي فرد أف يعمـ متى تكوف أفعاال معينة‬

‫مخالفة لمقانوف‪ .‬وال يجوز أف تفرض القيود إال ألحد األىداؼ المبينة في‬

‫الفقرتيف الفرعيتيف (أ) و(ب) مف الفقرة ٖ؛ ويجب أف تكوف "ضرورية" لتأميف‬

‫‪346‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫أحد تمؾ األىداؼ‪ .‬ومف الضروري حماية حؽ الشخص في التعبير عف‬

‫رأيو‪/‬ىا أو عدـ اإلفصاح عف ىذه اآلراء‪ .‬أي انو مف غير المسموح أف يجري‬

‫إكراه شخص ما عمى اإلفصاح عف آراءه‪/‬ىا‪.‬‬

‫وبناء عمى ذلؾ‪ ,‬فإف حرية التعبير واف لـ تكف مطمقة فإف القيود الػواردة عمييا‬
‫ً‬

‫في ىذه الفقرة‪ ,‬كمعيار دولي‪ ,‬يجب أف تكوف في أضػيؽ الحػدود‪ ,‬لضبط‬

‫ممارسة األفراد ليا ولمحيمولة دوف استغالليا بشكؿ مغػاير لمغايػة واألىداؼ‬

‫التي أُقرت مف أجميا‪ ,‬وىو الوصوؿ إلى توازف منػصؼ بػيف حقوؽ الفرد‬

‫وحرياتو في مجتمع ديمقراطي‪ ,‬كما أنيا مؤشر عمػى احتػراـ الدولة ليذا الحؽ‬

‫ألف التفاعؿ بيف مبدأ حرية الرأي والتعبير وىذه القيػود يوضح النطاؽ الفعمي‬

‫لحرية الفرد‪ ,‬أف تكوف تمؾ القيود محػددة بػنص القانوف‪.‬‬

‫نخمص مما تقدـ أف حرية الرأي والتعبير واحدة مف أىـ حقوؽ اإلنساف‪ ,‬وىي‬

‫أساس لنظاـ الديمقراطي ألي دولة مف دوؿ العالـ‪ .‬وىذا واضح مف خالؿ‬

‫النص عمييا في ميثاؽ األمـ المتحدة‪ ,‬إذ اقترنت حرية الرأي والتعبير بمقاصد‬

‫األمـ المتحدة‪ ,‬ومنيا حفظ األمف والسمـ الدولييف‪ .‬وىذا يدؿ عمى عالمية ىذه‬

‫الحرية وأىميتيا؛ واف كانت ىذه الحرية مقيدة ببعض الضوابط واإلجراءات‬

‫‪347‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫لغرض تنظيـ استخداميا والمحافظة عمى القوانيف الوطنية واألخالؽ العامة‬

‫والصحة العامة والنظاـ العاـ وحقوؽ الغير وغيرىا‪ .‬والعناصر األساسية‬

‫لحرية التعبير‪ ,‬ىي‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬حرية اعتناؽ اآلراء دونما أي تدخؿ (حرية الرأي)؛‬

‫ٕ‪ -‬حرية استقاء األنباء واألفكار وتمقييا واذاعتيا (حرية الكالـ وحرية‬

‫اإلعالـ) وذلؾ‪ :‬بالوسائؿ الصوتية أو المكتوبة أو المطبوعة عمى شكؿ‬

‫أعماؿ فنية‪ ,‬ومف خالؿ وسائؿ اإلعالـ ّأياً كانت (حرية وسائؿ اإلعالـ)‪,‬‬

‫دوف التقيد بالحدود الجغرافية (حرية االتصاالت الدولية)‪.‬‬

‫حرية التعبير عن الرأي والصحافة في مصر رؤي ومحاذير‬

‫عكس الشائع وعكس ما يروج لو البعض‪ ,‬ال أعتقد اف حرية التعبير في‬

‫مصر يمكف اف تتعرض في المدي المنظور ألخطار كبيرة تتيددىا او تضيؽ‬

‫عمييا الخناؽ اوتقمؿ مساحة و نطاؽ أنتشارىا‪ ,‬ليس فقط النيا تحقؽ لمحكـ‬

‫فوائد جمة أىميا تفريغ شحنات وردود أفعاؿ الشارع المصري عمي مشكالت‬

‫الحياة اليومية التي تزداد صعوبة‪,‬في شكاوي وصرخات واستغاثات‪ ,‬وفي‬

‫احياف كثيرة في ىتاؼ إلي السماء طمبا لمعوف عمي الظالـ والمفتري واكؿ‬

‫‪348‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫حقوؽ اليتامي‪ ,‬ولكف الف حرية التعبير ترسخت في الشارع والحياة المصرية‬

‫منذ نكسة ‪ ,ٙٚ‬وخروج تظاىرات المصرييف إلي الشوارع الوؿ مرة تدعو‬

‫عبدالناصر إلي االفاقة واليقظة لما حولو‪ ,‬وتطالب بمحاكمة المسئوليف عف‬

‫النكسة‪ ,..‬ومنذ ىذا التاريخ ترسخ الحؽ في حرية التعبير في مصر‪,‬ولـ يعد‬

‫مجرد نص يتكرر حرفا في كافة الدساتير المصرية ابتداء مف دستور ٖٕ‪ٜٔ‬‬

‫إلي الدستورالراىف‪ ,‬لتنطمؽ المكممات(جمع مكممة) في البيت والشارع والمقيي‬

‫دوف انقطاع تقتؿ الوقت وتجتر نفسيا دوف عائد حقيقي‪ ,‬الف الحكومات‬

‫المصرية عمي تتابعيا أعتادت (الطناش) عمي ردود افعاؿ الشارع المصري!‪.‬‬

‫وما مف شؾ اف حرية التعبير في مصر تكاد تكوف مطمقة‪ ,‬توفر ليا بحكـ‬

‫الدستور و القانوف وأحكاـ وحيثيات المحكمة الدستورية العميا ضمانات عديدة‬

‫تمكف الفرد مف اف يقوؿ ما يراه حقا‪ ,‬ويعرضو عمي اآلخريف حتي لو‬

‫عارضوه وايا كاف مضمونو‪,‬كما تؤكد اف حرية التعبير ال ينبغي اف تكوف‬

‫مقصودة لذاتيا اومجرد صرخة في فراغ عريض اليسمعيا احد‪ ,‬الف وظيفتيا‬

‫االصيمة تخمص في تحقيؽ التغيير بالوسائؿ السممية‪ ,‬وانياء تفرد السمطة‬

‫واحتكارىا‪ ,..‬ومف ثـ ال يجوز تعطيميا باي مف الصور‪,‬كما اليجوز اف يكوف‬

‫‪349‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫القانوف الذي يخدـ النص الدستوري ويفسره معوال ينقض عمييا ليفرض‬

‫الصمت عمي اآلخريف‪.‬‬

‫وليس الزما اف تكوف االراء التي تشمميا حرية التعبير محددة بصورة قاطعة‬

‫اوىي الحؽ الذي الياتيو الباطؿ اوتحقؽ مصمحة بعينيا او تنحصر فيما ىو‬

‫صادؽ مف االقواؿ‪ ,‬وكمما تدخؿ المشرع بتدابير مف شأنيا تقويض الحماية‬

‫التي كفميا الدستور لحرية التعبير كاف ذلؾ منييا الىدافيا‪ ,‬الف حرية التعبير‬

‫ىي الحرية االصؿ التي اليجوز اف يتـ اي حوار مجتمعي إال في نطاقيا‪,‬‬

‫كما اف حؽ الفرد في التعبير عف رأيو حؽ مطمؽ‪ ,‬ليس معمقا عمي صحة‬

‫اقوالو او تماشييا مع االتجاه العاـ في بيئة بذاتيا‪ ,..‬وفي جميع االحواؿ‬

‫اليجوز الي سمطة بما في ذلؾ سمطة الدولة اف تفرض عمي االخريف صمتا‬

‫بحكـ القانوف‪ ,‬كما اليجوز اف يكوف القانوف اداة تعوؽ حرية التعبير عف‬

‫مظاىر االخالؿ بأداء الوظيفة اوالخدمة العامة او مواطف الخمؿ في السمطة‪,‬‬

‫الف غايتيا إقرار حؽ الكافة في النفاذ إلي الحقائؽ المتصمة بالشأف العاـ‪,‬والي‬

‫المعمومات الضرورية الكاشفة عنيا بحيث تكوف متاحة لمجميع‪.‬‬

‫‪351‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫واذا كاف الدستور والقانوف واحكاـ وحيثيات المحكمة الدستورية العميا جعمت‬

‫مف حرية التعبير في مصر حقا مطمقا ال يجوز تقييده‪ ,‬وواحدا مف االصوؿ‬

‫الدستورية الثابتة كما ىو الحاؿ في كؿ بمد ديمقراطي‪ ,‬فاف االمر يختمؼ كثي ار‬

‫مع حرية الصحافة النو رغـ الضمانات التي قررىا الدستور المصري بشأف‬

‫حرية الصحافة واستقالليا في أداء رسالتيا وحظر الرقابة عمييا او انذارىا او‬

‫وقفيا او الغائيا بالطريؽ االداري‪ ,‬إال اف الدستور المصري شأنو شأف معظـ‬

‫دساتير العالـ ال يكتفي بالتأكيد عمي مبدأ حرية الصحافة تقدي ار الىميتيا‪,‬‬

‫وانما يترؾ لمقانوف أمر تنظيـ ىذه الحرية الف ثمة أجماعا عالميا تعكسو‬

‫معظـ دساتير العالـ المكتوبة وغير المكتوبة عمي أف حرية الصحافة ال يمكف‬

‫اف تكوف مطمقة شأنيا شاف حرية التعبير‪ ,‬الف حرية الصحافة اف لـ يتـ‬

‫تنظيميا يمكف اف تكوف وباال عمي حقوؽ المواطنيف‪ ,‬وواجب المشرع كما‬

‫تقوؿ أحكاـ المحكمة الدستورية وىو ينظـ حرية الصحافة اف يوازف بيف‬

‫المصالح الجديرة بالحماية بحيث اليضع مف الحدود ليذه الحرية إال ما قد‬

‫يكوف الزما لحماية حقوؽ آخري أكثر جدارة بالحماية الف الصحؼ لو تعد‬

‫محدودة االنتشار والتوزيع‪ ,‬االمر الذي يجعؿ حرية الصحافة بصورة مطمقة‬

‫‪351‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وفي سياؽ منفمت ودوف رابط او عقاؿ ام ار عصيا عمي التحقؽ‪ ,‬يتطمب وجود‬

‫ضوابط قانونية دقيقة وشديدة الوضوح تحفظ لمصحافة حقيا في االستقالؿ‪,‬‬

‫وتحمييا مف إرىاب السمطة وعسفيا بحيث التصادر والتوقؼ والتغمؽ إال‬

‫بحكـ قضائي‪ ,‬كما تحمييا مف تدخؿ رأس الماؿ الذي يمكف اف يسيطر عمييا‬

‫عف طريؽ الممكية واالعالف‪.‬‬

‫وقد اصطمحت معظـ التشريعيات التي تحكـ الصحافة في العالـ عمي امكانية‬

‫الحد مف حريتيا لحماية المصالح االساسية لممجتمع التي تتمثؿ عمي وجو‬

‫التحديد‪ ,‬أوال في حؽ الدولة في الحفاظ عمي اسرارىا المتعمقة بالدفاع واالمف‬

‫الخارجي‪ ,‬وثانيا في حؽ نظاـ الحكـ في الدفاع عف شرعيتو وىيبتو في‬

‫مواجية دعوات االنقالب والتدمير مف جانب جماعات العنؼ واالرىاب‪,‬‬

‫وثالثا في حؽ الجماعة الوطنية في الحفاظ عمي قيميا االساسية‪ ,‬ورابعا في‬

‫حؽ االفراد في حماية حقوقيـ االساسية وأوليا صيانة الشرؼ واالعتبار‬

‫واحتراـ الحياة الخاصة‪ ,..‬وجميع ذلؾ يؤكد مبدأ خضوع االفراد لواجبات‬

‫محددة يممييا صالح الجماعة‪ ,‬ربما تتطمب بعض القيود التي يمكف اف تمزـ‬

‫االفراد في ممارساتيـ لحقوقيـ شريطة ورود ىذه القيود في نص قانوني‬

‫‪352‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫واضح‪ ,‬واف يكوف القيد لصالح اعتبارات اساسية تتعمؽ بالفضيمة والنظاـ‬

‫العاـ‪ ,‬وفي امريكا رغـ وجود نص يحظر عمي الكونجرس القياـ بسف أي‬

‫قانوف يناؿ او ينتقص مف حرية الرأي والصحافة‪ ,‬لكنو يستثني مف ذلؾ بعض‬

‫االمور السرية المتعمقة باالمف والدفاع الوطني والسياسة الخارجية وبعض‬

‫المعمومات المتعمقة بالتجارة‪ ,‬يجوز فييا لمسمطة المختصة االمتناع عف تقديـ‬

‫معمومات في حوزتيا ليا قدر مف السرية‪.‬‬

‫والدستور المصري شأنو شأف معظـ دساتير العالـ في كفالتو لحرية الصحافة‪,‬‬

‫اليضع ضمف معاييره اطالقيا مف كؿ قيد او ضابط‪ ,‬ويترؾ لمقانوف امر‬

‫تنظيميا في اطار محدد يحظر رقابتيا او وقفيا او الغاءىا بالطريؽ‬

‫االداري‪,..‬وربما تكوف اليواجس والمخاوؼ في مصرعمي حرية الصحافة‬

‫واالعالـ بمفيومو الواسع الذي يشمؿ الوسائؿ المرئية والمسموعة أكبر كثي ار‬

‫مف المخاوؼ عمي حرية الرأي والتعبير‪ ,‬الف ىناؾ اعترافا عالميا قانونيا‬

‫وسياسيا باف ىذه الوسائؿ تحقؽ انتشا ار واسعا وتؤثر عمي مالييف القراء‬

‫والمشاىديف‪ ,‬اليمكف اف تكوف مطمقة الحرية تماما دوف ضوابط لالسباب التي‬

‫ذكرناىا انفا‪ ,‬فضال عف اف الضرورات في مصر تفرض أعادة تنظيـ شامؿ‬

‫‪353‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫لمصحافة واالعالـ يضبط أداءىما مف النواحي المينية واالقتصادية‪ ,‬ويضمف‬

‫سالمة توجييما الوطني دوف اف يمس استقالليما‪ ,‬خاصة اف ىذه الوسائؿ‬

‫التعاني في مصر ازمة حرية حقيقية الف ىامش الحرية المتاح يسمح بحؽ‬

‫االختالؼ وحؽ النقد والمعارضة‪ ,‬ويتسع لتنوع االراء وحوارىا‪ ,‬واف كاف يفتقد‬

‫بعض الضمانات الميمة التي تكرس ىذه الحريات وتحصنيا وتضمف‬

‫استمرارىا وتحوؿ دوف االنقضاض عمييا‪ ,‬سواء مف سمطة تنفيذية تريد معظـ‬

‫دوائرىا تقميـ أظافر الصحافة يقمقيا ىذا الحجـ مف ىامش الحرية المتاح‪,‬‬

‫اوسمطة تشريعية التقبؿ عمي نحو متسامح انتقادات الصحافة والرأي العاـ‬

‫الدائيا‪ ,‬أخذا في االعتبار اف االمر لف يكوف سيال واف الرأي العاـ المصري‬

‫سوؼ ينحاز إلي حرية الصحافة‪ ,‬واف اتحادات الكتاب ونقابات الصحفييف‬

‫واالعالمييف سوؼ تقاوـ أي أفتاءات عمي حرية الصحافة يتجاوز حماية‬

‫حقوؽ آخري جديرة بالحماية وترفض تشديد العقوبات في جرائـ النشر كما‬

‫قاومت محاوالت سابقة لتشديد العقوبة واستمرار عقوبة الحبس في قضايا‬

‫الرأي‪.‬‬

‫‪354‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وال يعني ذلؾ اف الصحافة واالعالـ المصري اليتعرضاف لتيديدات خطيرة‬

‫يمكف اف تؤثر عمي حريتيما في ظؿ غياب حقيقي المف الصحفييف‪,‬سواء في‬

‫الصحؼ القومية التي تضـ ٘‪ %ٙ‬مف مجموع العامميف في الصحافة وتحتكر‬

‫ٓ‪ %ٚ‬مف توزيع إصداراتيا المختمفة‪ ,‬لكنيا تعاني مف خمؿ ضخـ في ىياكميا‬

‫المالية وزحاـ سكاني كثيؼ في ىيئات تحريرىا يجعميا أكثر اعتمادا عمي‬

‫الدولة في سداد عجز موازناتيا مف اعتمادىا عمي قدراتيا التمويمية التي‬

‫تنكمش بسبب الركود االقتصادي وتأثيره عمي سوؽ االعالف‪ ,‬فضال عف‬

‫زيادة تكاليؼ أصدار الصحؼ وأطالؽ برامج اجيزة االعالـ بسبب تعويـ‬

‫الجنيو وتأثيره عمي أسعارالورؽ ومواد الطباعة وادواتيا التي يتـ استيراد‬

‫جميعيا مف الخارج‪ ,‬او في الصحؼ الخاصة التي تغبف في معظـ االحياف‬

‫وباستثناءات جد محدودة حقوؽ الصحفييف العامميف فييا إلي حد افتقاءىـ‬

‫الحد االدني مف الضمانات التي تكفؿ كرامة الصحفييف وتمكنيـ مف مستوي‬

‫حياة معقولة‪ ,‬ويزيد مف مشكمة أمف الصحفييف كثرة المعروض في سوؽ‬

‫العمؿ عف أحتياجات الطمب وليذه االسباب يصبح مف الضروري اعادة‬

‫‪355‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫النظر في شروط اصدار الصحؼ الخاصة ليس بغرض تقييد حرياتيا ولكف‬

‫بيدؼ الحفاظ عمي كرامتة وحقوؽ العامميف فييا!‪.‬‬

‫ونقطة البداية الصحيحة في اصالح المؤسسات الصحفية القومية في مصر‪,‬‬

‫تبدأ بمساعدة ىذه المؤسسات عمي سداد ديونيا وتصحيح ىياكميا المالية‪,‬‬

‫وضبط أدائيا االقتصادي وتمكينيا مف االعتماد عمي ذاتيا في نموىا حتي‬

‫يتحقؽ ليا االستقالؿ المادي‪ ,‬الذي يشكؿ اىـ الضمانات الستقالليا‬

‫وحريتيا‪ ,..‬ويدخؿ في ىذا االطار تحسيف أحواؿ الصحفييف واالرتقاء بقدراتيـ‬

‫المينية واعتماد القدرة المينية اساسا الختيار قياداتيا وليس الوالء أواالنتماء‬

‫السياسي!‪,..‬وبالطبع فاف المسار الصحيح لمحكـ والتزامو بالدولة المدنية‬

‫القانونية واحتراـ حقوؽ االنساف وتعزيز الحريات الخاصة والعامة‪ ,‬وتمسكو‬

‫باقامة حياة ديمقراطية صحيحة تحترـ تداوؿ السمطة وتضمف نزاىة‬

‫االنتخابات وحريتيا‪ ,‬وجميع ذلؾ يشكؿ عوامؿ ميمة تعزز مناخ حرية الرأي‬

‫والصحافة واالعالـ‪ ,‬الف االمور في المجتمعات الديمقراطية يحكميا ما يحكـ‬

‫مسار المياه في االواني المستطرقة‪,‬تتشابؾ وتتماثؿ ويتأثر بعضيا ببعض‬

‫وتتوافؽ نتائجيا سمبا وايجابا‪.‬‬

‫‪356‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وبقدر ما ينبغي حماية حرية الصحافة مف عسؼ السمطة التنفيذية وسوء‬

‫استخداـ السمطة التشريعية لحقيا في سف القوانيف التي تقيد الحؽ المطمؽ‬

‫لحرية الصحافة حماية لحقوؽ أخري ينبغي احتراميا‪ ,‬يصبح مف الضروري‬

‫حماية حرية الصحافة وأخالقياتيا مف ممارسات صحفية تصدر عف صحفييف‬

‫تخرج عف شرؼ المينة واصوليا الحرفية‪,‬تخمط بيف حؽ االختالؼ والنقد و‬

‫المعارضة ودعاوي التحريض الديماجوجي لصالح ايديولوجيات دينية وحزبية‬

‫وسياسية تصدر منشورات الصحفا‪ ,‬وتسئ استخداـ حرية الكممة في صور‬

‫عديدة مف االبت اززتستيدؼ تحقيؽ مصالح خاصة‪,‬أوترتضي اف تكوف قوة‬

‫تحريض لمصالح غير وطنية‪ ,‬وذلؾ مف خالؿ التطبيؽ القانوني الصارـ‬

‫لمواثيؽ الشرؼ الصحفية واالعالمية التي تصدر طوعا مف نقابات واتحادات‬

‫الصحفييف والكتاب واالعالمييف وتصادؽ عمييا جمعياتيـ العمومية‪.‬‬

‫‪357‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫تطبيقات الفصل الثالث‬

‫س‪ -1‬عرف المقال الصحفي مع ذكر أنواعو ؟‬

‫س‪ -2‬ما القالب المناسب لكتابة المقال الصحفي معمال إجابتك؟‬

‫‪358‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫المراجع‬

‫ٔ‪ .‬إجالؿ خميفة‪ :‬اتجاىات حديثة في فف التحرير الصحفي‪,‬القاىرة‪ ,‬دار‬

‫الينا لمطباعة والنشر‪ ,‬طٔ‪.ٜٕٔٚ ,‬‬

‫ٕ‪ .‬إسماعيؿ إبراىيـ‪ :‬فف التحرير الصحفي بيف النظرية والتطبيؽ‪,‬‬

‫القاىرة‪ ,‬دار الفجر لمنشر والتوزيع‪ ,‬طٔ‪.ٜٜٔٛ ,‬‬

‫ٖ‪ .‬جريدة األىراـ‬

‫ٗ‪ .‬جريدة المصري اليوـ‬

‫٘‪ .‬جريدة الوفد‬

‫‪ .ٙ‬عبد العزيز شرؼ‪ :‬األساليب الفنية في فف التحرير الصحفي‪,‬‬

‫القاىرة‪ ,‬دار قباء لمطباعة والنشر‪ٕٓٓٓ. ,‬‬

‫‪ .ٚ‬عبد العزيز شرؼ‪ :‬فف المقاؿ الصحفي‪ ,‬القاىرة‪ ,‬دارقباء لمطباعة‬

‫والنشر‪ٕٓٓٓ. ,‬‬

‫‪ .ٛ‬فاروؽ أبو زيد ‪ :‬فف الكتابة الصحفية‪ ,‬القاىرة‪ ,‬عالـ الكتب‪ ,‬طٗ‪,‬‬

‫‪ٜٜٔٓ.‬‬

‫‪359‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪ .ٜ‬محمد عبد الحكيـ محمد‪ :‬فنوف المقاؿ بيف النظرية والتطبيؽ‪,‬‬

‫المنصورة‪ ,‬دار أـ القري لمخدمات التعميمية‪.ٜٜٜٔ,‬‬

‫ٓٔ‪ .‬محمد فريد محمود عزت‪ :‬المقاالت والتقاري الصحفية أصوؿ‬

‫إعدادىا وكتابتيا‪ ,‬القاىرة‪.ٜٜٔٛ ,‬‬

‫ٔٔ‪ .‬محمد منير حجاب ‪ :‬المقاؿ االفتتاحي‪ ,‬طنطا‪ ,‬مؤسسة سعيد‬

‫لمطباعة‪.ٜٔٛٚ ,‬‬

‫ٕٔ‪ .‬محمود عمـ الديف‪ :‬مدخؿ إلي الفف الصحفي‪ ,‬القاىرة‪.ٕٓٓٗ ,‬‬

‫ٖٔ‪ .‬نسريف حسونة‪ :‬أثر التطور التكنولوجي عمي فف التحرير الصحفي‪,‬‬

‫بحث منشور‪.www.alukah.net ,‬‬

‫‪361‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫نماذج تطبيقية عمي المقاالت والتقارير‬

‫الصحفية‬

‫‪361‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪362‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪363‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪364‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪365‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪366‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪367‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪368‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪369‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪371‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪371‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪372‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪373‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪374‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪375‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪376‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪377‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪378‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫‪379‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫لعبة أمريكا القديمة فى السعى لتفتيت المصريين!‬

‫اليوـ السابع‪ :‬الجمعة‪ ٕٜ ,‬ديسمبر ‪ : ٕٓٔٚ‬محمد حبوشة‬

‫قبيؿ أياـ مف تصويت الجمعية العامة لألمـ المتحدة عمى مشروع قانوف يديف‬

‫الواليات المتحدة األمريكية حوؿ قرار الرئيس األمريكى دونالد ترامب بشأف‬

‫القدس‪ ,‬والذى اعتبر فيو أف القدس الفمسطينية العربية ىى عاصمة دولة‬

‫الكياف الصييونى‪ ,‬واعتزامو نقؿ سفارة بالده مف "تؿ أبيب" إلى "القدس"‪,‬‬

‫وقبؿ التصويت بيوـ واحد خرج "ترامب" وىدد كؿ مف يصوت فى األمـ‬

‫المتحدة ضد أمريكا‪ ,‬وكانت الدوؿ العربية واإلسالمية بالكامؿ ومنيا مصر‬

‫مف المصوتيف ضد القرار األمريكى‪.‬‬

‫وفى ىذا اإلطار بدأت أمريكا تمعب عمى وتر الطائفية والنقطة الحساسة فى‬

‫مصر وىى مسألة األقباط‪ ,‬حيث ناقش الكونجرس األمريكى ق ار ار يديف مصر‬

‫بشأف مزاعـ أمريكية تقوؿ إف التعصب الدينى والطائفى واليجمات اإلرىابية‬

‫زادت ضد األقباط فى مصر‪ ,‬وتمت إحالة القانوف إلى لجنة العالقات‬

‫الخارجية بالكونجرس‪ ,‬والقانوف يقضى بربط المعونة األمريكية لمصر بإنياء‬

‫ما أسماه التيميش المتعمد لممسيحييف فى مصر والعمؿ عمى المساواة بينيـ‬

‫‪381‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وبيف طوائؼ الشعب‪ ,‬وىو األمر الذى أثار غضباً كبي اًر فى مصر‪ ,‬حتى أف‬

‫سياسييف قالوا أنو ذريعة لمتدخؿ األمريكى فى الشأف المصرى بشكؿ مباشر‪,‬‬

‫وكأنو يبدو نوعا مف العقاب ليا عمى تصويتيا ضد القرار األمريكى بشأف‬

‫القدس‪ ,‬وفى أوؿ رد مصرى عمى قانوف الكونجرس‪ ,‬قالت النائبة البرلمانية‬

‫"مارجريت عازر" أف األقباط فى مصر يتمتعوف بكامؿ حقوقيـ وأف الحوادث‬

‫اإلرىابية موجية ضد الشعب المصرى بالكامؿ وليس ضد األقباط فقط‪,‬‬

‫والدليؿ عمى ذلؾ ما حدث فى مسجد الروضة بالعريش واستيداؼ المسمميف‬

‫اآلمنيف أثناء صالة الجمعة‪ ,‬أما رئيس لجنة العالقات الخارجية بمجمس‬

‫النواب فقاؿ أف البرلماف سيعقد جمسة طارئة بيذا الشأف وسنخرج بالرد‬

‫المناسب‪.‬‬

‫يبدو لى أف لعبة أمريكا الجديدة ليس القدس بؿ اليدؼ البعيد ىو السعى نحو‬

‫تفتيت المصرييف‪ ,‬وذلؾ بدؽ إسفيف بيف أبناء الشعب المصرى لحدوث نوع‬

‫مف االنقساـ قبيؿ االنتخابات الرئاسية القادمة‪ ,‬وىو ما يذكرنى بنفس نيج‬

‫الواليات المتحدة عبر سياسة التأليب التى تتبعيا حتى عمى مستوى الطائفة‬

‫الواحدة مف المسمميف‪ ,‬فقد كتب الصحفى األمريكى "جيمس تروب" فى‬

‫‪381‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ديسمبر ٕٗٔٓ عف اإلسكندرية قائال‪ :‬إنيا منارة الشرؽ والقمب النابض لمعالـ‬

‫العربى‪ ,‬لكف ىذه المنارة قد انطفأت بعد تحوليا إلى إحدى القواعد الرئيسية‬

‫لمسمفييف المصرييف‪ ,‬الحركة اإلسالمية األكثر تشددا خالؿ السنوات الماضية‪,‬‬

‫وتبدو اإلسكندرية وفقا لما ذكره فى تحقيؽ مطوؿ عمى مجمة "فوريف بوليسي"‬

‫األمريكية‪ ,‬والذى يحكى مف خاللو "تروب" أياما قضاىا فى مدينة اإلسكندرية‬

‫فى سبتمبر ٕٗٔٓ‪ ,‬ولقائو بالداعية والقيادى فى الدعوة السمفية "أشرؼ جمعة‬

‫السيد" تمؾ الحركة التى تنسؽ بيف رجاؿ الديف والحياة التعميمية لمالييف‬

‫المحافظيف المتشدديف فى مصر‪.‬‬

‫وألف األمر كاف يبدو فيو شبية تعمد خمط األوراؽ‪ ,‬يقوؿ "تروب" خالؿ ىذا‬

‫المقاء‪ ,‬إنو قد وجو سؤاال إلى قيادى الدعوة السمفية حوؿ طبيعة عمؿ ووجود‬

‫السمفية فى مصر‪ ,‬لكف سائقو "عبدالعمي" ىو مف بادر بالرد‪" :‬ألننا سمفيوف‪,‬‬

‫يمكننا استجواب األئمة‪ ,‬نحف ال نشبو جماعة اإلخواف المسمميف التى تتبع‬

‫بشكؿ أعمى قائدىا‪ ,‬فالحاكـ عمينا ىو القرآف الكريـ والسنة النبوية"‪ ,‬ويواظب‬

‫عبدالعمى وزوجتو عمى الحضور إلى مؤسسة الفرقاف‪ ,‬وىى أكاديمية دعوية‬

‫دينية‪ ,‬وال يتأخر فى الرد عمى األسئمة حوؿ جماعتو‪" :‬نحف نتخذ مقاربة‬

‫‪382‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫عممية لتطبيؽ الديف فى مشكالت الحياة"‪ ,‬متابعا‪" :‬حينما تدرس الفمسفة فإنؾ‬

‫تق أر أفالطوف وأرسطو‪ ,‬وحينما تدرس األدب اإلنجميزى فإنؾ لف تق أر كتب‬

‫حديثة‪ ,‬بؿ ستمجأ إلى الكالسيكيات‪ ..‬ينبغى أف تعود إلى األصؿ‪ ,‬وىو ما‬

‫ينطبؽ عمينا ‪ ,‬فالجيؿ األوؿ لمرسوؿ وأتباعو أىـ مصدر لمحقيقة‪ ,‬والجيؿ‬

‫الثانى يأتى فى المرتبة الثانية مف حيث األىمية‪ ,‬وىكذا‪ ,‬وبعيدا عف ىذه‬

‫األجياؿ‪ ,‬فإف التاريخ ممىء باألخطاء"‪.‬‬

‫ولقد أوضح تروب بخبث عبر سطوره الممغمة ‪ -‬آنذاؾ ‪ ,-‬أف النظرة السمفية‬

‫تكشؼ أف اهلل جعؿ الحقيقة فى النصؼ األوؿ مف القرف السابع‪ ,‬ثـ توقفت‬

‫بعدىا‪ ,‬واألمر متروؾ لإلنساف عمى مدى األجياؿ أف يطبؽ ىذه الحقيقة‬

‫الموروثة فى حياتو اليومية‪ ,‬وتتبع الصحفى األمريكى تاريخ الدعوة السمفية‬

‫منذ ثورة يناير واحتفاليا مع باقى المصرييف باإلطاحة بحكـ مبارؾ‪ ,‬ثـ ذىاب‬

‫أعضائيا إلى صناديؽ االقتراع لمتصويت لإلسالمييف‪ ,‬ثـ ترحيبيـ بعد ذلؾ‬

‫بالسمطة التى أطاحت بيؤالء اإلسالمييف فى ٖ يوليو ٖٕٔٓ‪ ,‬ثـ أخي ار‬

‫تصويتيـ لممشير السيسى الذى أجيز عمى اإلخواف‪ ,‬موضحا أف مصر‬

‫‪383‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫عادت مف حيث بدأت‪ ,‬فالقضاء فى عيد النظاـ الحالى قد ب أر الديكتاتور‬

‫مبارؾ فى قضية قتؿ مئات المتظاىريف‪.‬‬

‫ويدخؿ تروب فى عمؽ الفتنة المفتعمة بأصابع أمريكية تحاوؿ العبث بمصر‬

‫عبر التمويح باالنحياز لمسمفييف‪ ,‬أف التغيرات السياسية أدت إلى زعزعة‬

‫االستقرار فى المجتمع المصري‪ ,‬وظيور تيارات واختفاء أخرى‪ ,‬لكف فى اليوـ‬

‫الذى تـ سحؽ اإلخواف المسمميف فيو‪ ,‬احتؿ السمفيوف مكانة ىذه الجماعة‪,‬‬

‫محاوليف الحشد سياسيا ليكونوا الحركة اإلسالمية البديمة‪ ,‬موضحا ‪ -‬عمى‬

‫طريقة دس السـ فى العسؿ ‪ -‬أف منطقة شماؿ إفريقيا شكمت لقاء حضاريا‬

‫بيف المسمميف والمسيحييف والييود الذيف لـ يتقاسموا المعيشة معا فقط بؿ‬

‫الثقافة والمغة أيضا‪ ,‬لكف ىذا المجتمع المتجانس قد اختفى فى الوقت الحالي‪,‬‬

‫بما فى ذلؾ أحد األماكف التى كانت مثاال عالميا لمحضارة‪ ,‬وىى مدينة‬

‫اإلسكندرية‪ ,‬وإلضفاء نوعا مف المصداقية المزعومة عمى الطريقة األمريكية‬

‫ينقؿ تروب عف مدير مكتب قناة العربية فى واشنطف "ىشاـ ممحـ" والذى‬

‫تحدث عف انييار الثقافة العربية قائال‪" :‬إحدى النتائج الفرعية لسمب األمف‬

‫القومى لمدوؿ‪ ,‬والنزعة اإلسالمية الصاعدة‪ ,‬ىو الموت البطيء‬

‫‪384‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫لمكوزموبالتانية‪ ,‬واالنفتاحية التى ميزت مدف الشرؽ الكبرى‪ ,‬مثؿ اإلسكندرية‬

‫وبيروت والقاىرة ودمشؽ‪ ,‬وكانت اإلسكندرية مرك از لمتعمـ ولقاء العديد مف‬

‫الثقافات‪ ,‬لكنيا تحولت اليوـ إلى معقؿ اإلسالـ السياسي"‪.‬‬

‫وبحسب تصورات تروب الخبيثة التى أراد بيا قبؿ أربعة سنوات أف يقدـ‬

‫شيادة حؽ يراد بيا باطال‪ ,‬فرغـ أف السمفييف لدييـ تقوى صارمة وعادة قديمة‬

‫فى العزلة عف الحياة العامة‪ ,‬إال أنيـ شاركوا فى الحياة السياسية بقوة بعد‬

‫ثورة ٕ٘ يناير ٕٔٔٓ‪ ,‬ففى حيف انضـ عدد مف األحزاب السمفية الصغيرة‬

‫إلى جماعة اإلخواف المسمميف ‪ ,‬أو تعاطفت مع المعارضة الديمقراطية ‪ ,‬إال‬

‫أف حزب النور السمفى فى اإلسكندرية حصد نسبة ساحقة مف األصوات‬

‫خالؿ االنتخابات البرلمانية فى ٕٕٔٓ‪ ,‬ويقدـ اآلف دعما غير مشروط لنظاـ‬

‫عبدالفتاح السيسي ‪ ,‬الرئيس القوى الجديد‪ ,‬فينا ظاىرة غريبة يمخصيا الكاتب‬

‫فى عبارتو‪" :‬اإلسالـ السياسى يمتقى كثي ار مع االستبداد العمماني"‪ ,‬وذىب‬

‫تروب بخيالو المريض واألعوج ‪ -‬وقتيا ‪ -‬ليقدـ تبري ار غير منطقى فى‬

‫الترويج لسمفى مصر لغرض فى نفس يعقوب قائال‪ :‬فى أى مكاف آخر فى‬

‫العالـ العربي‪ ,‬نجد أف السمفييف يتصدروف خطوط الجياد العنيؼ‪ ,‬ولكف فى‬

‫‪385‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫مصر الوضع مختمؼ‪ ,‬فمعظـ السمفييف يشاركوف الشعب فى االشمئزاز مف‬

‫الفوضى والعنؼ ‪ ,‬وال يريدوف تغيير الوضع ‪ ,‬فمقد أروا ما حدث لإلخواف‬

‫المسمميف‪ ,‬مستندا فى ذلؾ بعبارة لػ "باسـ الزرقة" أحد القادة السمفييف فى‬

‫مصر يقوؿ فييا ‪" :‬الشارع فقط مف أجؿ التعبير عف رأي‪ ,‬لكف المشاركة‬

‫السياسية ينبغى أف تكوف عبر المؤسسات السياسية"‪.‬‬

‫ورغـ الموقؼ االنصياعى لمسمفييف‪ ,‬ىكذا يبدو ‪ -‬بحسب تروب ‪ -‬إال أف‬

‫المعارضة العممانية تعتبر حزب النور أكثر تيديدا لميوية المصرية مف‬

‫اإلخواف المسمميف‪ ,‬فقد أكد محمود بدر‪ ,‬أحد مؤسسى حركة تمرد‪ ,‬أف‬

‫"أيدولوجية الحزب أكثر تطرفا مف تمؾ التى تتبناىا الجماعة"‪ ,‬ومع اقتراب‬

‫االنتخابات البرلمانية ٕ٘ٔٓ‪ ,‬يسعى تحالؼ األحزاب العممانية لحرماف حزب‬

‫النور مف المشاركة‪ ,‬خصوصا أف الدستور ينص عمى حظر إقامة أحزاب‬

‫سياسية ذات خمفية دينية‪ ,‬ومف المقرر سماع قضية حرماف الحزب السمفى‬

‫مف الحياة السياسية فى يناير ‪ ,ٕٓٔٙ‬وزعـ "تروب" أف النظاـ الجديد فى‬

‫مصر أعطى دعما لحزب النور‪ ,‬السيما أف الحزب قد أثبت أف ال غنى عنو‬

‫فى الحياة السياسية الجديدة‪ ,‬ويكتب ممحـ‪" :‬ربما يكوف ىذا مصد ار لمخطر‪,‬‬

‫‪386‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫إنو نوع مف التقارب بيف دولة األمف القومى مع السمفية فى نظاـ حديث‪,‬‬

‫والذى مف الممكف أف يجعؿ الكوزموليتانية التى كانت تحظى بيا اإلسكندرية‬

‫زمنا قد ولى"‪.‬‬

‫ويحاوؿ "تروب" الضغط عمى العصب العارى فى السياسة المصرى فى ذلؾ‬

‫الوقت‪ ,‬حيف ذىب فى تحميمو الذى ال يخمو مف شبية دس أنؼ الواليات‬

‫المتحدة فى الشأف المصرى الداخمى باستغالؿ ثغرات يمكف الدخوؿ مف‬

‫خالليا فى صمب المعبة القذرة بالترويج مرة أخرى لمسمفييف كطرؼ يمكف‬

‫استقطابو فى المستقبؿ وتييئة الظروؼ المناسبة لمعب دور أكبر عمى نطاؽ‬

‫الجغرافية السياسية فى البالد قائال‪ :‬عمى عكس اإلخواف المسمميف‪ ,‬فقد تجنب‬

‫السمفيوف النشاط السياسى خالؿ االنفتاح المتواضع الذى قدمو مبارؾ فى‬

‫األعواـ األخيرة مف حكمو‪ ,‬بؿ إنيـ فضموا عدـ المشاركة منذ البداية فى‬

‫تظاىرات ٕٔٔٓ بحجة الخوؼ مف الفوضى‪ ,‬ولـ يتوقؼ األمر عند ذلؾ‪,‬‬

‫فحينما أبدى اإلخواف استعدادىـ لمشاركة العممانييف فى المطالبة بالحقوؽ‬

‫السياسية‪ ,‬فضؿ السمفيوف الصمت‪ ,‬ألنيـ يعتبروف العممانية كفرا‪ ,‬لكف خوفيـ‬

‫بعد ذلؾ عمى اليوية الدينية لمصر جعميـ يمجأوف إلى لعب دور سياسي‪,‬‬

‫‪387‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وخرجت بالفعؿ أوؿ تظاىرة لمسمفييف بعد أسبوعيف مف اندالع احتجاجات ٕ٘‬

‫يناير‪ ,‬حيث دعوا لمظاىرة حاشدة فى اإلسكندرية حذروا فييا مف المساس‬

‫بالمادة الثانية مف الدستور‪ ,‬والتى تنص عمى أف الشريعة ىى مصدر‬

‫التشريع‪.‬‬

‫ىى إذف لعبة السياسة القذرة التى تحاوؿ أمريكا مف خالليا بيف الحيف واآلخر‬

‫العزؼ عمى أوتار ال تصنع سوى النشاز فى تأليب مشاعر المصرييف تجاه‬

‫القيادة السياسية قبيؿ اإلعالف عف االنتخابات الرئاسية المزمع إقامتيا فى‬

‫‪ ,ٕٓٔٛ‬تارة باستغالؿ ممؼ إحداث الفتنة بيف المسمميف والمسيحييف‪ ,‬وتارة‬

‫أخرى بمغازلة السمفييف ‪ -‬كما يتـ يخطط ليـ اآلف بشغؿ الفراغ لتيار اإلسالـ‬

‫السياسي‪ -‬لتصبح فى أيدى الواليات المتحدة دوما ورقة ضغط عمى النظاـ‬

‫الذى تسبب ليـ فى ىزيمة منكرة فى يونيو ٖٕٔٓ‪ ,‬عندما بعثر أوراؽ‬

‫سيناريو التفتيت الذى اجتاح المنطقة‪ ,‬ونجح لألسؼ فى " العراؽ ‪ -‬سوريا ‪-‬‬

‫ليبيا ‪ -‬اليمف" ليواجيو الفشؿ عمى يد خير أجناد األرض "الجيش المصري"‪,‬‬

‫الذى مازاؿ وسيظؿ يمثؿ تمؾ الصخرة الصمبة التى أعجزت كؿ مخططات‬

‫أبناء العـ ساـ فى مصر ‪ ..‬حماىا المولى عز وجؿ مف شر وسوء‪.‬‬

‫‪388‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫فتحية أحمد‪ ..‬محب جميل يعيد اكتشاف مطربة القطرين‬

‫اليوـ السابع‪ :‬الجمعة‪ ٕٜ ,‬ديسمبر ‪.ٕٓٔٚ‬‬

‫"يا حالوة الدنيا يا حالوة"‪ ..‬الفف المصرى حافؿ بتاريخ طويؿ منو ما نعرفو‬

‫ومنو ما نجيمو‪ ,‬والكثير نسمع عنو وال نتأممو بالدرس‪ ,‬لكف اهلل دائما يرسؿ لنا‬

‫مف يبحث ويتعب كى يكشؼ لنا "نوادر" مف حياتنا الثقافية والفنية‪ ,‬والتى‬

‫تؤكد أف مصر طريؽ طويؿ مف الفف ال يختفى عف أعيف الناظريف أبدا‪ ,‬ومف‬

‫ذلؾ ما فعمو الشاعر محب جميؿ فى كتابو الميـ "فتحية أحمد"‪.‬‬

‫أعتقد أف غالبيتنا ال يعرفوف "فتحية أحمد" والبعض يعرؼ عنيا القميؿ‪ ,‬وىى‬

‫فنانة مصرية كانت تمقب بػ مطربة القطريف‪ ,‬لكننا ىنا مع محب جميؿ‬

‫استطعنا أف نقترب مف ىذه الفنانة الحقيقية فنرصد حياتيا وفنيا‪ ,‬ونتوقؼ عند‬

‫البدايات والنيايات وما وقع بينيما‪.‬‬

‫الكتاب الذى صدر عف دار الجديد‪ ,‬يكشؼ فى أحد جوانبو الصوت الجميؿ‬

‫المميز لمطفمة التى نشأة فى أسرة فنية فى مطمع القرف العشريف‪ ,‬وكيؼ قدميا‬

‫الفناف الكبير نجيب الريحانى وأتاح ليا الفرصة لتغنى أماـ الجميور‪ ,‬وكيؼ‬

‫‪389‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫استغمت ىى ىذه الفرصة جيدا‪ ,‬ورغـ أنيا لـ تكف تجيد القراءة والكتابة إال أف‬

‫ذلؾ لـ يمنعيا عف تحقيؽ ذاتيا عمى مدى خمسيف عاما تقريبا‪.‬‬

‫قارئ الكتاب سوؼ ينتبو لشيئيف ميميف‪ ,‬أوال لممجيود الذى بذلو محب جميؿ‬

‫فى الكشؼ عف تفاصيؿ حياة فتحية أحمد‪ ,‬وقدرتو عمى "القياس" كما يقوؿ‬

‫أىؿ الفقو‪ ,‬واستنباط ما خفى وما لـ يتـ توثيقو عف حياة ىذه الفنانة مف‬

‫الجوانب الحياتية والعممية‪ ,‬والشيء الثانى الذى اىتـ بو محب جميؿ ىو‬

‫االحتفاظ بحس التشويؽ فى الحكاية‪ ,‬وذلؾ ألنو فى كؿ مرة يقدـ لنا قد ار كبي ار‬

‫مف المعمومات الميمة‪.‬‬

‫وفى ىذا الكتاب قدـ محب جميؿ صورة متكاممة لمصر "الفنية" فى النصؼ‬

‫األوؿ مف القرف العشريف‪ ,‬حيث الفرؽ المسرحية المتنافسة‪ ,‬فنجيب الريحانى‬

‫وفريقو يتصيدوف المواىب الجديدة‪ ,‬وعمى الكسار ورجالو يراىنوف عمى الفف‬

‫المختمؼ‪ ,‬والسمطانة منيرة الميدية واثقة مف نفسيا ال تظف بأف ىناؾ مف‬

‫يقوض العرش مف تحتيا‪ ,‬وأـ كمثوـ تتخذ طريقا مختمفا عف الجميع وتسير‬

‫فيو‪ ,‬بينما سيد درويش يفرض كممتو الموسيقية عمى الجميع‪.‬‬

‫‪391‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫فى الكتاب تتجسد "فتحية أحمد" بكؿ نجاحاتيا وىزائميا‪ ,‬باختياراتيا وما‬

‫أجبرت عميو‪ ,‬بكتّاب أغانييا ومؤلفى موسيقاىا‪ ,‬باقترابيا وابتعادىا عف‬

‫الساحة الفنية‪ ,‬بحياتيا الخاصة والعامة‪ ,‬ولف تممؾ سوى أف تحبيا وتسعى‬

‫مسترشدا بما كتبو محب جميؿ لتستمع إلى صوتيا وتقوؿ "اهلل"‪.‬‬

‫وبعد االنتياء مف كتاب "فتحية أحمد" تستطيع أف تصؿ إلى أسباب واضحة‬

‫لسؤاؿ‪ :‬لماذا كانت مصر جميمة فى ذلؾ الوقت؟ فالموسيقى برنامج أساسى‬

‫فى الحياة العامة‪ ,‬والصحافة ال تتأخر عف متابعة الفف بشكؿ نقدى حقيقى‬

‫فيى ترصد ما يظير ويختفى فى عالـ التخت والمسرح واإلذاعة والسينما‪,‬‬

‫والجميع يبحث عف الجديد الذى يعنى خطوة لألماـ ناحية الجماؿ‪.‬‬

‫‪391‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫من دفتر األحوال‬

‫حكايات من زماني‪ :‬رحمة بحث عن ثمثالين‬

‫جماؿ فيمي ‪ :‬جريدة األخبار‪ٕٓٔٚ-ٕٔ-ٕٛ ,‬‬

‫في مثؿ ىذه األياـ قبؿ نحو نحو ثالثة عقود كانت أوؿ زيارتي لمعاصمة‬

‫الفرنسية باريس‪ ..‬كنت وقتيا مشحونا بمشاعر غامرة زادتيا ح اررة أف ىذه‬

‫المدينة الساحرة بما تحوي مف آيات الجماؿ والثقافة وأرقي منتجات اإلبداع‬

‫اإلنساني‪ ,‬كانت حينما ىبطت عمي أرضيا ػ رغـ البرد الشديد ػ غارقة في‬

‫دؼء ووىج األجواء االحتفالية بأعياد الميالد‪.‬‬

‫كنت قد بنيت في خيالي صورة رائعة لممدينة نسجتيا مف قراءة عشرات الكتب‬

‫والروايات والحكايات‪ ,‬واذا بباريس تفاجئني بأنيا أشد تألقا وروعة مف صورتيا‬

‫الراقدة في أحالمي‪.‬‬

‫اآلف‪ ,‬مازلت أذكر كيؼ كاف استعدادي لرحمتي الباريسية األولي‪ ,‬إذ أنفقت‬

‫قبميا أسابيع طويمة أنقب في ذاكرتي ومكتبتي عف كؿ شئ لو عالقة بالمدينة‬

‫ابتداء مف األفكار والمذاىب الفنية والنظريات الكبري التي انطمقت منيا إلي‬

‫سائر الدنيا (خصوصا في القرف العشريف)‪ ,‬مرو ار بالفالسفة والمفكريف‬

‫‪392‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫واألدباء والفنانيف والمبدعيف الكبار الذيف عاشوا فييا أو مروا بيا‪ ,‬وانتياء‬

‫بأماكنيا ومعالميا ومقاىييا وشوارعيا ومبانييا المفرطة في العظمة والجماؿ‪..‬‬

‫لقد صنعت مف كؿ ذلؾ قائمة ىائمة الطوؿ‪ ,‬لكي تكوف مرشدي في الرحمة‪.‬‬

‫طبعا‪ ,‬لـ يسعفني وقت ىذه الرحمة المحدود لكي أعبر (مجرد عبور) عمي كؿ‬

‫محتويات ىذه القائمة المتخمة‪ ,‬بؿ إنني حتي اآلف‪ ,‬ورغـ عشرات الزيارات‬

‫لممدينة العتيدة‪ ,‬لـ أتمكف مف إنجاز الميمة‪.‬‬

‫وطبعا أيضا‪ ,‬كاف رأس القائمة يحتمو مكاناف‪ ,‬أوليما »متحؼ الموفر‬»وثانييما‬

‫‬»الحي الالتيني»‪ ,‬في ما يخص الموفر فقد كانت لو عندي قائمة أخري فرعية‬

‫بأىـ مقتنياتو التي اليجب أف يفوتني متعة رؤيتيا‪ ,‬منيا منحوتة خالدة مف‬

‫تمثاليف اثنيف متالزميف أبدعيما فناف عصر النيضة األوروبي فائؽ العبقرية‬

‫‬»مايكؿ أنجمو»‪ ,‬التمثاؿ األوؿ اسمو ‬»العبد المتمرد»‪ ,‬أما الثاني فممعبد نفسو‬

‫وىو ميت‪.‬‬

‫ربما تسأؿ عزيزي القارئ ‪ :‬لماذا وضعت ىذيف التمثاليف بالذات في قائمة‬

‫مقتنيات متحؼ الموفر التي حرصت عمي رؤيتيا في رحمتي الباريسية األولي‬

‫؟!‪ ,‬وقبؿ أف أجاوبؾ ربما أصدمؾ بأنني لـ أتمكف في ىذه الرحمة مف العثور‬

‫‪393‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫عمييما بينما أنا تائو أتخبط في دىاليز مئات القاعات التي ينطوي عمييا ىذا‬

‫المتحؼ اليائؿ‪ ,‬جدرانو وأسواره الممتدة لمسافة شاسعة عمي ضفة نير‬

‫السيف‪.‬‬

‫أما سر اىتمامي بيذيف التمثاليف‪ ,‬فألني كنت قرأت أنيما عمي روعتيما‬

‫الفائقة (رأيتيما بعد ذلؾ وبيراني فعال)‪ ,‬يتميزاف بيف كنوز أعماؿ مايكؿ‬

‫(»العبودية»كما يدؿ اسماىما)‬


‫أنجمو بندرتيما المزدوجة‪ ,‬فمف حيث الموضوع ‬‬

‫يبدو التمثاالف غريبيف عف فيض إبداعات ىذا الفناف االستثنائي أذ ىو كرس‬

‫أغمب سنوات عمره الطويؿ (٘‪ٔٗٚ‬ػ ٗ‪ )ٔ٘ٙ‬إلنجاز أعماؿ خالدة اشتيرت‬

‫بموضوعيا الديني‪ ,‬مثؿ تحفة ‬»قصة الخمؽ»التي تزيف كؿ أسقؼ كنيسة‬

‫‬»سيستينا»أكبر كنائس المقر البابوي في الفاتيكاف‪ ,‬وجدارية »‬يوـ القيامة»‪..‬‬

‫فضال عف آالؼ الرسوـ والمنحوتات وتصاميـ معمارية بديعة صنعت أجمؿ‬

‫تراث عصر النيضة األوروبي‪.‬‬

‫الندرة الثانية لمتمثاليف المذكوريف‪ ,‬ىي وجودىما خارج إيطاليا عموما‬

‫و»الفاتيكاف»خصوصا‪ ,‬إذ يقبعاف ويتألقاف في متحؼ ‬»الموفر»الباريسي‪.‬‬

‫‪394‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وأعود لموضوع المنحوتتيف المتيف صنعيما مايكؿ أنجمو لكي يزيف بيما قبر‬

‫راعيو وحاميو‪ ,‬البابا ‬»جوليوس الثاني»بعدما طمب ىذا األخير مف الفناف‬

‫العبقري أف يصمـ لو القبر عمي نحو فخـ يميؽ بحياتو التي أمضاىا محبا‬

‫لمفف وراعيا لمجماؿ واإلبداع‪ ,‬ومشجعا لالستنارة ومكافحا ضد التزمت وضيؽ‬

‫األفؽ‪.‬‬

‫لـ يقؿ ما يكؿ أنجمو أبدا لماذا اشتغؿ عمي العبودية (كؿ الفنانيف والمبدعيف‬

‫العظماء يتركوف ألعماليـ أف تشرح نفسيا) ونحت تمثاليف لعبد ‬»يتمرد»ثـ‬

‫‬»يموت»‪ ,‬ولماذا كانت نيتو أف ُيجمؿ بيما قبر البابا المستنير؟! لكف ىذه‬

‫الميمة قاـ بيا نقاد استوقفيـ ىذا العمؿ البديع‪ ,‬وقد اعتبر أغمبيـ أف‬

‫التمثاليف ليسا بعيديف عف الفيـ التقدمي لمديف الذي رسخ في وجداف الفناف‬

‫وشاركو فيو رأس الكنيسة الكاثوليكية الذي رعاه وأطمؽ لموىبتو الفذة العناف‪.‬‬

‫قاؿ كثير مف شراح أعماؿ أنجمو‪ :‬إف المعني الظاىر مف التأمؿ في‬

‫التمثاليف‪ ,‬أف قدر اإلنساف وواجبو أف يظؿ يكافح في طمب الحرية وكسر قيود‬

‫العبودية وال يستكيف ليا بؿ يتمرد عمييا حتي يموت‪ ,‬وعندىا ستبدأ مسيرة‬

‫‪395‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫جيؿ آخر مف البشر يناضؿ لممزيد مف التحرر واالنعتاؽ‪ ..‬وىكذا تمضي‬

‫الحياة أو باألحري‪ ,‬ىذا ىو معني الحياة‪.‬‬

‫‪396‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫رأى االىرام‬

‫"مشروع األمل"‬

‫األىراـ ‪ٕٓٔ٘-ٕٔ-ٖٔ ,‬‬

‫أطمؽ الرئيس عبدالفتاح السيسى مف واحة الفرافرة بالصحراء الغربية أمس‪,‬‬

‫«مشروع األمؿ» الستصالح وتنمية مميوف ونصؼ المميوف فداف‪ ,‬ضمف‬

‫خطة الدولة الستصالح نحو ٗ مالييف فداف عمى مستوى الجميورية‪ ,‬إلقامة‬

‫مجتمعات زراعية حديثة ومتطورة‪ ,‬وتوفير فرص عمؿ لمشباب الباحثيف عف‬

‫فرص أفضؿ‪.‬‬

‫ويعد المشروع أحد المشروعات القومية الكبرى التى تسعى مصر بكؿ ىمة‬

‫وجدية فى إحيائيا‪ ,‬بعد أف شيدت ثباتا طويال منذ عيد الزعيـ الراحؿ جماؿ‬

‫عبدالناصر‪.‬‬

‫وىذا المشروع تحديدا ػ الذى يطمقو الرئيس السيسى قبؿ ساعات مف بدء العاـ‬

‫الجديد ػ بادرة خير وأمؿ خاصة لمشباب والخريجيف الجدد الباحثيف عف فرص‬

‫عمؿ‪ ,‬وأمؿ جديد فى غد أفضؿ‪ ,‬ويقوؿ الخبراء إف نقطة إنطالؽ المشروع‬

‫مف الفرافرة تحديدا‪ ,‬تعكس رؤية واقعية سميمة حيث أف المنطقة غنية‬

‫‪397‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫بالمقومات والثروات الوفيرة‪ ,‬كما أنيا تمثؿ جزءا ميما ألمف مصر القومى‬

‫حيث إنيا تقع بالقرب مف حدود مصر الغربية‪ ,‬وأف استصالح أراضييا‬

‫وتعميرىا وزراعتيا سوؼ يقود إلى إقامة مجتمعات عمرانية جديدة بالمنطقة‪,‬‬

‫مما يدعـ أمف مصر القومى ويؤمف حدودىا مع الجارة الشقيقة ليبيا‪ ,‬التى‬

‫تعانى مف الميميشيات اإلرىابية خاصة ما يطمؽ عميو تنظيـ الدولة «داعش»‪.‬‬

‫وقد نجح بالفعؿ سالح الميندسيف بالقوات المسمحة‪ ,‬بالتعاوف مع و ازرتى‬

‫الزراعة والري‪ ,‬ومحافظة الوادى الجديد‪ ,‬فى االنتياء مف استصالح نحو ٓٔ‬

‫آالؼ فداف تمت بالفعؿ زراعتيا جميعا‪ ,‬واقامة ثالث قرى نموذجية لمريؼ‬

‫المصرى تستوعب نحو ٕٓٓ٘ أسرة‪ ,‬وحفر أكثر مف ٓٓ‪ ٚ‬بئر جوفية‬

‫ستكوف النواة الرئيسية لعمميات استصالح األراضى وشبكة الطرؽ الالزمة‪.‬‬

‫ومف المؤكد أف «مشروع األمؿ» الستصالح ٗ مالييف فداف‪ ,‬مف شأنو أف‬

‫يغير ظروؼ المنطقة االقتصادية والصناعية والحياتية أيضا‪ ,‬وسوؼ يحقؽ‬

‫نقمة نوعية فى حياة سكاف تمؾ المنطقة والمناطؽ المجاورة ليا إلى األفضؿ‪,‬‬

‫ويبث األمؿ فى حياة كريمة مف العمؿ واالستقرار بعيدا عف شبح البطالة‬

‫واليجرة إلى المجيوؿ‪ ,‬لمبحث عف الرزؽ ولقمة العيش‪.‬‬

‫‪398‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫فمسطين تبكي‪ ..‬من بمفور إلي ترامب‬

‫األخبار‪ٕٓٔٚ-ٕٔ-ٕٙ,‬‬

‫• الفمسطينيوف ينتظروف االعتراؼ بالدولة الفمسطينية وعاصمتيا القدس‬

‫‪ PM‬تقرير‪ :‬اسالـ محفوظ‬ ‫ٕٔ‪976 ٜ:ٕ٘:ٔٚ ٕٓٔٚ/ٕٙ/‬‬

‫حصاد مر ممزوج باألمؿ – شيدتو القضية الفمسطينية خالؿ عاـ ‪ٕٓٔٚ‬‬

‫وىو يطؿ عمينا بآخر أيامو‪ ,‬وىي القضية األولي والمركزية لمعرب قبؿ أف‬

‫تتراجع عمي مدار السنوات الماضية خاصة بعد الربيع العربي وتفاقـ أزمات‬

‫كثيرة في المنطقة سواء داخميا أو خارجيا‪ ..‬وشيد الممؼ الفمسطيني عودة‬

‫قوية مع بداية ‪ ٕٓٔٚ‬الذي يواكب المئوية األولي لوعد بمفور بعد قرار مجمس‬

‫األمف بإدانة اإلستيطاف دوف لجوء واشنطف إلستخداـ الفيتو بشكؿ ضمف‬

‫عودة القضية إلستعادة موقعيا عمي االجندة الدولية وما ىو شيده العاـ‬

‫الحالي بالفعؿ سواء عمي مستوي الصعيد الداخمي بنجاح القاىرة في إتماـ‬

‫المصالحة الداخمية او عمي الصعيد الخارجي بكشؼ الرئيس االمريكي ترامب‬

‫عف نوايا التي ظمت محؿ شؾ بسبب ضبابياتيا خالؿ شيور األولي لرئاستو‬

‫إلي أف كشؼ عنيا وقرر نقؿ سفارة بالده لمقدس واعتبارىا عاصمة ألمريكا‬

‫‪399‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫في إسرائيؿ‪ ,‬وىو ما حقؽ النجاح لمقضية الفمسطينية عمي الرغـ مف خطورة‬

‫القرار المتيور‪ ,‬عف طريؽ حصوؿ فمسطيف عمي الدعـ الدولي الرافض لمقرار‬

‫األمريكي‪.‬‬

‫ولعؿ الحدث األىـ عمي الصعيد الفمسطيني الداخمي خالؿ ‪ ٕٓٔٚ‬ىو نجاح‬

‫القاىرة في توقيع إتفاؽ مصالحة بيف حركتي »فتح‬» و»حماس»‪ ,‬في ٕٔ‬

‫أكتوبر بعد عشر سنوات شيدت تعثر العديد مف المبادرات التي تسعي‬

‫لتقريب وجيات النظر بيف الحركتيف األىـ عمي الساحة الفمسطينية‪ ,‬وقضي‬

‫اإلتفاؽ بتمكيف ‬»حكومة الوفاؽ»‪ ,‬مف إدارة شئوف قطاع غزة‪ ,‬باإلضافة لممؼ‬

‫المصالحة‪ ,‬كما شيدت األوضاع الفمسطينية نجاحا اخر عمي المستوي‬

‫الميداني بعد نجاح المقاومة الشعبية والضغط العربي مف الدخوؿ إلي المسجد‬

‫األقصي لممرة األولي بعد إغالقو لمدة أسبوعيف بسبب مقتؿ شرطييف‬

‫إسرائيمييف عمي يد ثالثة شباف فمسطينييف‪ ٔٗ ,‬يوليو‪ ,‬وأغمقت قوات اإلحتالؿ‬

‫المسجد ومنعت صالة الجمعة فيو لممرة األولي منذ احتالؿ القدس عاـ‬

‫‪ ,ٜٔٙٚ‬ووضعت الحواجز عمي مداخؿ البمدة القديمة‪ ,‬وبدأت بتركيب بوابات‬

‫إلكترونية والكاميرات عمي مداخؿ المسجد‪ ,‬إال أف الفمسطينييف رفضوا‬

‫‪411‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫االجراءات وأدوا الصموات خارج المسجد االقصي ومع تزايد الضغط الشعبي‬

‫اضطرت إسرائيؿ في ٕ٘ يوليو‪ ,‬إلي وقؼ استخداـ البوابات اإللكترونية‬

‫واستبداليا بكاميرات مراقبة إلي أف أعمنت في ‪ ٕٚ‬يوليو الجاري‪ ,‬إزالة كافة‬

‫الإلجراءات األمنية التي اتخذتيا في محيط األقصي‪ ..‬عمي الصعيد الخارجي‬

‫إستطاعت السمطة الفمسطينية أف تحقؽ نجاحا عمي المستوي الدولي بعد‬

‫حصوليا عمي أغمبية تصويت اعضاء الجمعية العامة لألمـ المتحدة عمي‬

‫مشروع القرار الخاص الذي يدعو الواليات المتحدة إلي سحب اعترافيا‬

‫بالقدس عاصمة إلسرائيؿ‪ ,‬وىو نجاح موجو ضد السياسة األمريكية وليس‬

‫ضد إسرائيؿ‪ ,‬باإلضافة إلي إعالف السمطة اإلسراع بخطواتيا لمحصوؿ عمي‬

‫دعـ الجمعية العامة لألمـ المتحدة‪ ,‬ومجمس األمف‪ ,‬والمحكمة الجنائية‬

‫الدولية‪ ,‬والعمؿ عمي ممؼ االعترافات تحديداً مع الدوؿ األوروبية خالؿ العاـ‬

‫القادـ الذي يترقبو الفمسطينيوف عمي أمؿ اف يكوف عاـ الحسـ في الممفات‬

‫العالقة‪.‬‬

‫‪411‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫موجة الطقس السييء تجتاح المحافظات‬

‫• األمطار تغرق محافظات وجو بحري‬

‫األخبار ٕٗ ‪ٕٓٔٚ/ٕٔ/‬‬

‫شيدت معظـ محافظات الوجو البحري امس موجة مف الطقس السييء‬

‫وتعرضت المطار كثيفة تسببت في غرؽ بعض الشوارع واغالؽ بعض‬

‫الموانئ وتوقؼ حركة الصيد‪.‬‬

‫ففي االسكندرية تسبب سقوط األمطار في غرؽ معظـ مناطؽ غرب‬

‫اإلسكندرية‪ ,‬وتحديدا بالكيمو ٕٔ والدخيمة والعجمي والمكس وقري الظيير‬

‫الصحراوي ومنيا زاوية عبد القادر‪ ,‬فيما دفعت شركة الصرؼ الصحي بنحو‬

‫ٖ‪ ٜ‬سيارة لشفط المياه مف المناطؽ المتضررة مف مياه األمطار‪ ,‬مدعومة‬

‫بمعدات‪ ,‬لضماف استمرار حركة المرور‪.‬‬

‫وقررت سمطات ميناء اإلسكندرية‪ ,‬استمرار غمؽ بوغازي اإلسكندرية والدخيمة‬

‫أماـ حركة المالحة البحرية‪ ,‬بما ال يسمح بحركة السفف والقاطرات البحرية ما‬

‫تسبب في تكدس ‪ ٖٛ‬سفينة بمنطقة المخطاؼ الخارجي بميناءي اإلسكندرية‬

‫والدخيمة‪.‬‬

‫‪412‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫كما تعرضت محافظة كفر الشيخ امس الي موجة مف الطقس السيئ ‪..‬حيث‬

‫ىطمت االمطار المتوسطة والغزيرة عمي معظـ قري ومدف المحافظة خاصة‬

‫بالمناطؽ الساحمية التي تطؿ عمي البحر المتوسط وبحيرة البرلس ‪..‬وصاحب‬

‫االمطار ىبوب رياح وانخفاض ممحوظ في درجات الح اررة ‪..‬وتوقفت حركة‬

‫نظر الرتفاع االمواج‬


‫الصيد ببحيرة البرلس والبحر المتوسط شماؿ المحافظة ا‬

‫بسبب الطقس السيئ‪.‬‬

‫وتعرضت محافظة دمياط لموجة مف الطقس غير المستقر وحالة مف الغيوـ‬

‫صاحبتيا سقوط أمطار عمي معظـ االنحاء‪ .‬وتأثرت حركة الصيد حيث تـ‬

‫اغالؽ بوغاز عزبة البرج أماـ حركة الصيد وتوقفت حركة المراكب بسبب‬

‫ارتفاع االمواج وشدة الرياح لمرور البالد بنوة »الفيضة الصغري‬»‪ ,‬في حيف‬

‫لـ تتأثر حركة المالحة بميناء دمياط واف الميناء يعمؿ بكامؿ طاقتو الف‬

‫سرعة الرياح وارتفاع االمواج لـ تصؿ إلي الحد الذي يعوؽ عممية المالحة‪.‬‬

‫واعمنت محافظة دمياط حالة الطوارئ‪.‬‬

‫كما شيدت محافظة الغربية سقوط امطار غزيرة صاحبتيا رياح مما ادي‬

‫لتعطيؿ حركة السير‪ ,‬وظيور البرؾ والمستنقعات‪.‬‬

‫‪413‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫كما شيدت محافظة البحيرة أمس موجة مف الطقس السييء وىطوؿ األمطار‬

‫وخاصة المدف الشمالية ‬»رشيد وأدكو وكفر الدوار والمحمودية»‪ ,‬وتسببت‬

‫االمطار وسوء حالة الجو المصحوبة برياح إلي غمؽ بوغاز رشيد وميناء‬

‫المعدية اماـ حركة الصيد ‪ ,‬كما تسببت األمطار في غرؽ الشوارع وتحوليا‬

‫إلي بركة مف الطيف والمياه الراكدة ومف جانبيا أعمنت غرفة العمميات‬

‫بالمحافظة حالة الطوارئ‪.‬‬

‫‪414‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ماكرون ‪ ...‬اتيامات العجرفة وجرأة القيادة‬

‫األىرام‪2117-12-25 ,‬‬

‫يقاؿ باستمرار إنو فى ظؿ االلتباس حوؿ موقؼ المستشارة األلمانية أنجيال‬

‫ميركؿ واستمرار سعييا مف أجؿ مجرد الحفاظ عمى موقعيا فى سدة الحكـ‪,‬‬

‫فإف األنظار كميا تتجو إلى فرنسا كمرشح قوى لمقيادة األوروبية‪.‬‬

‫ويقاؿ أيضا إنو بمرور ستة أشير أو أكثر قميال عمى تولى الرئيس الفرنسى‬

‫إيمانويؿ ماكروف لمحكـ فى مايو الماضي‪ ,‬تأكد أف الرئيس الشاب لديو مف‬

‫خصاؿ القيادة الكثير‪ ,‬واف كانت جرأتو لـ تكف موفقة فى موقؼ أو اثنيف‪,‬‬

‫ولكنو أثبت حتى اآلف نجاحو فى االحتفاظ بزماـ األمور واستعادة تأييد الرأى‬

‫العاـ الفرنسى ولو بعد قميؿ مف الخصاـ‪.‬‬

‫فقيادة ماكروف‪ ,‬خاصة أنيا فى بدايتيا‪ ,‬تراىف عمى فكرة إنجاز المدى البعيد‪.‬‬

‫فى سمسمة مف الوقائع‪ ,‬أتى ماكروف بمواقؼ وتصريحات جمبت االنتقاد بعد‬

‫االنتقاد ووصمتو بالعنجيية والتصادـ‪.‬‬

‫‪415‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫فمثال‪ ,‬خالؿ لقاء مع طالبة لجوء مغربية سألتو المساعدة لقبوؿ طمبيا بدعوى‬

‫أف أسرتيا تعيش فى فرنسا بالفعؿ‪ ,‬طالبيا ماكروف بالعودة إلى بالدىا طالما‬

‫أنيا ال تعانى الخطر ىناؾ‪ ,‬قائال فى تصريح أشعؿ مواقع التواصؿ‬

‫االجتماعى ‪ :‬نتحمؿ نصيبنا مف المسئولية‪ ,‬ولكف ال يمكننا استقباؿ بؤس‬

‫العالـ كمو‪.‬‬

‫والحقا‪ ,‬وخالؿ جولتو اإلفريقية فى نوفمبر الماضي‪ ,‬فقد الرئيس الفرنسى‬

‫أعصابو خالؿ لقاء مع طالب جامعة فى واجادوجو‪ ,‬عاصمة بوركينا فاسو‪,‬‬

‫عندما سألو أحدىـ عف سبؿ حؿ أزمة الكيرباء فى جامعتيـ‪ ,‬فرد أنيا ليست‬

‫مسئوليتو ولكف مسئولية رئيس البالد‪ ,‬مستعجبا مف استمرار التعامؿ معو عمى‬

‫أنو زعيـ قوة استعمارية ليثير غضب رئيس بوركينا فاسو الذى غادر المكاف‪,‬‬

‫وشيعو ماكروف بتعميؽ الذع مؤكدا أنو ذىب إلصالح التكييؼ!‬

‫لذاعة ماكروف ليست وليدة شير أو اثنيف‪ ,‬ففى يوليو الماضى وخالؿ قمة‬

‫مجموعة العشريف أثار العالـ شرقا وغربا بتأكيده صعوبة تطبيؽ مثيؿ ل ػ‬

‫«خطة مارشاؿ» إلعادة إعمار أوروبا فى السياؽ اإلفريقي‪ ,‬والسبب أف‬

‫إفريقيا‪ ,‬عمى حسب رأيو‪ ,‬تعانى مشكمة حضارية موضحا أف النساء ىناؾ‬

‫‪416‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫ينجبف ما بيف ‪ ٚ‬و‪ ٛ‬أبناء قبؿ أف يستطرد موضحا ضرورة اعتماد سياسات‬

‫فعالة لمكافحة اإلرىاب ودعـ التعميـ والحكـ الرشيد وخالفو‪.‬‬

‫لكف استطراده لـ يخفؼ مف حدة االتيامات التى وجيت لو بالعنصرية والعمؿ‬

‫وفقا لصور نمطية ذات أصوؿ استعمارية‪.‬‬

‫وأيضا كاف ألىؿ فرنسا أنفسيـ مف تصريحات ماكروف الالذعة نصيب‪ ,‬ففى‬

‫تعميقو عمى احتجاجات النقابات العمالية ضد سياساتو إلصالح قانوف العمؿ‬

‫والتى قد تسيـ فى جذب االستثمارات وبدء أعماؿ جديدة‪ ,‬لكنيا تيسر مسألة‬

‫تسريح العمالة وال تحكـ الحماية لحقوقو‪ ,‬وصؼ ماكروف معارضيو باألغبياء‬

‫مرة و «الكسالى» مرات‪ ,‬مؤكدا ردا عمى سؤاؿ الصحفييف الحقا أنو ليس‬

‫بنادـ بخصوص ىذه األوصاؼ‪ .‬كؿ ىذا وأكثر جعؿ شعبية ماكروف تتراجع‬

‫مف ٓ‪ %ٙ‬إلى ٕٖ‪ %‬ووصمو بألقاب مثؿ «رئيس األثرياء» و«المتعجرؼ»‪.‬‬

‫والحقيقة أف لمصورة زاوية أخرى يجب أخذىا فى الحسباف‪ ,‬فماكروف صدامى‬

‫بعض الشيء فعال‪ ,‬لكف ذلؾ يتوافؽ مع وضعو كرئيس شاب‪ ,‬مكنتو شجاعتو‬

‫مف تحقيؽ الكثير خالؿ وقت قصير‪ ,‬وىو ما يشجعو عمى المضى قدما فى‬

‫أسموبو‪ ,‬فيو ال تنقصو الجرأة والحماس إزاء التغيير والمواجية‪ ,‬كما أف‬

‫‪417‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫اختصاره فى فكرة «العجرفة» تبدو ناقصة وليست وافية الدقة‪ ,‬فالرئيس الشاب‬

‫مثال ممتزـ بتنفيذ تعيداتو االنتخابية بدوف تأخير أو تردد‪ ,‬فبدأ أوؿ ما بدأ‬

‫بتشريعات مكافحة الفساد واستغالؿ النفوذ السياسى كما تعيد‪ ,‬ومرر قانوف‬

‫مكافحة اإلرىاب الجديد الذى أثار انتقادات مف دعاة حماية الحقوؽ المدنية‬

‫والحريات لما يتضمنو مف صالحيات لممؤسسات األمنية الفرنسية‪ ,‬ولكنو تـ‬

‫اعتباره األكثر تشددا فيما يخص حماية المصالح الفرنسية ومكافحة التطرؼ‪.‬‬

‫واالنتقادات ذاتيا نالتيا خطتو لمتعامؿ مع مسألة الالجئيف بتحويؿ كؿ مف‬

‫ليبيا والتشاد والنيجر إلى مراكز لمنظر والفصؿ فى طمبات المجوء‪ ,‬بما يحوؿ‬

‫دوف وصوؿ أصحابيا إلى األراضى الفرنسية واألوروبية‪ ,‬مع إقرار إمكانية‬

‫ترحيؿ الالجئيف إلى ليبيا فى تجاىؿ لوضع األخيرة كساحة صراع تفتقر إلى‬

‫حكومة فعالة‪.‬‬

‫ومضى ماكروف أيضا وبسرعة شديدة فى تنفيذ رؤيتو لتخفيض الضرائب‬

‫كجزء مف سياساتو مع قانوف العمؿ لدعـ االقتصاد وتنامى فرص التوظيؼ‬

‫بغرض تقميص معدالت البطالة‪ ,‬كما تعيد قبؿ فوزه المدوى بالرئاسة‪.‬‬

‫‪418‬‬
‫المقاالت والتقارير الصحفية‬

‫وكذلؾ ظؿ عمى عيده بخفض اإلنفاؽ الحكومى فى مجاالت عدة‪ ,‬رغـ‬

‫انتقادات العامميف‪ ,‬ويستعد لتنفيذ باقى تعيداتو السياسية بإصالح نظاـ‬

‫المعاشات وتقميص عدد أعضاء البرلماف الفرنسى الذى يضـ فى مجمس‬

‫النواب ‪ ٘ٚٚ‬مقعدا‪ ,‬و‪ ٖٗٛ‬فى مجمس الشيوخ‪.‬‬

‫أما خارجيا‪ ,‬فحاوؿ ويحاوؿ ماكروف تأكيد نظرية «عودة فرنسا» بتقديـ بالده‬

‫كقوة دولية مؤثرة مرة ثانية كما بدأ فيما يخص تدخمو بالشأف الميبى والتعاوف‬

‫مع الدوؿ اإلفريقية ذات الروابط التاريخية والثقافية القديمة مع فرنسا‪ ,‬وكذلؾ‬

‫بمواقفو الواضحة مف ضرورة الدفع بمشروع إصالح مؤسسات وتشريعات‬

‫اإلتحاد األوروبي‪.‬‬

‫وردا عمى ىذا كمو‪ ,‬عادت استطالعات الرأى لترفع مف شأف ماكروف مجددا‬

‫إلى ٓ٘‪ %‬كمستوى تأييد شعبى لو‪.‬‬

‫عجرفة ماكروف أو صداميتو أو جرأتو‪ ,‬أيا كاف المسمى والتوصيؼ‪ ,‬ما زالت‬

‫فى بدايتيا‪ ,‬وتعكس رغبة فى اإلنجاز وحماية األولويات الفرنسية أوال وقبؿ‬

‫كؿ شيء بالطبع‪ ,‬حتى تعضيد بعض التحالفات الخارجية‪ ,‬ودعـ مشروع‬

‫الوحدة األوروبية‪.‬‬

‫‪419‬‬

You might also like