‫ســـــــكان‬

‫ُ‬ ‫نحو حيـاة أفضـل للسكان‬

‫مجلة فصلية تصدر عن المكتب الفني للجنة الدائمة للسكان بجهاز التخطيط واإلحصاء عدد ‪ ،48‬مارس ‪2021‬‬

‫•السياسة السكانية لدولة قطر ‪ :2022-2017‬محور المرأة والطفولة‬

‫•أسئلة حوارية مع سعادة السيد سلطان الكواري نائب رئيس اللجنة الدائمة للسكان بدولة قطر‬

‫•مقال العدد‪ :‬حالة سكان قطر ‪ 2019‬من خالل تقرير اللجنة الدائمة للسكان‬
 ‫سكان‬

‫الناشر‪:‬‬
‫المكتب الفني للجنة الدائمة للسكان بجهاز التخطيط واإلحصاء‬
‫العدد (‪ )48‬مارس ‪2021‬‬

‫المشرف العام‪:‬‬
‫الدكتور صالح بن محمد النابت رئيس اللجنة الدائمة للسكان‬
‫رئيس جهاز التخطيط واإلحصاء‬

‫رئيس التحرير‪:‬‬
‫عبد الهادي صالح الشاوي‪ ،‬مدير المكتب الفني‬
‫اللجنة الدائمة للسكان‬

‫الموقع اإللكتروني‪www.ppc.gov.qa :‬‬

‫البريد اإللكتروني‪ppc@psa.gov.qa :‬‬
‫دولة قطر‪ -‬الدوحة‬
‫ص ب ‪ 1855:‬الدوحة – قطر‬
‫‪)+974( 44958653‬‬ ‫هاتف‪:‬‬
‫فاكس‪)+974( 448389760 :‬‬

‫اقرأ في هذا العدد ‪:‬‬

‫•السياسة السكانية لدولة قطر ‪ :2022 2017-‬محور المرأة والطفولة‬
‫•أسئلة حوارية مع سعادة السيد سلطان الكواري نائب رئيس اللجنة الدائمة للسكان بدولة قطر‬
‫•مقال العدد‪ :‬حالة سكان قطر ‪ 2019‬من خالل تقرير اللجنة الدائمة للسكان‬
‫•نقطة ضوء‪ :‬اللجنة الدائمة للسكان تصدر تقريرها السنوي ‪« :‬حالة سكان قطر ‪»2019‬‬
‫•جهاز التخطيط واإلحصاء يحتفل باليوم العالمي لإلحصاء (‪ 20‬أكتوبر ‪)2020‬‬
‫•أهم نشاطات وفعاليات اللجنة الدائمة للسكان ومكتبها الفني خالل الربع الثالث من عام ‪2020‬‬
‫•دراسات وأبحاث‪:‬‬
‫ ‪-‬برنامج األمم المتحدة اإلنمائي ‪ -‬تقرير التنمية البشرية ‪ :2019‬التفاوتات في التنمية البشرية في القرن الحادي والعشرين‬
‫ ‪-‬ديديه بروتون ‪ ,‬ماكالي باربييري‪ ,‬هيبوليت دالبيس‪ ,‬وماكالي مازوي ‪ -.‬التطورات الديموغرافية األخيرة في فرنسا‪ :‬الوالدات‬
‫والوفيات والهجرات ‪2018‬‬
‫ ‪-‬األمم المتحدة منظمة اإلسكوا‪ – .‬أثر جائحة كورونا على قطاع النقل في المنطقة العربية ‪2020 .‬‬
‫ ‪-‬األمم المتحدة منظمة اإلسكوا‪ – .‬مسح اإلجراءات الحكومية المتخذة لوقاية األشخاص ذوي االعاقة من فيروس كورونا‬
‫المستجد (كوفيد ‪ )19‬والجهود المبذولة لتزويدهم بالمعلومات والمواد التوعوية الالزمة بصيغة ميسرة ‪2020‬‬
‫ ‪-‬برنامج األمم المتحدة اإلنمائي – تقرير التنمية البشرية لعلم ‪ :2020‬أفق جديد التنمية البشرية واألنثروبوسينز – نيويورك ‪2020‬‬
‫•صورة العدد‬
 ‫كلمة المشرف العام‬

‫يســعدني أن أقــدم للقــارئ الكريــم العــدد الثامــن واألربعيــن مــن مجلــة‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫«ســكان» الــذي يتضمــن موضوعــه األول عرضــا مفصــا ألحــد محــاور‬
‫السياسة السكانية لدولة قطر(‪ )2022-2017‬املتمثل في محور «املرأة‬
‫والطفولــة» والــذي يوضــح الزيــادة امللحوظــة ملشــاركة املـرأة القطريــة فــي‬
‫قوة العمل‪ ،‬والتي بفضلها تتجه دولة قطرنحو تحقيق مضمون الغاية‬
‫الخامســة مــن غايــات الهــدف الثامــن مــن أهــداف التنميــة املســتدامة‬
‫‪ ،2030‬وهــي‪« :‬تحقيــق العمالــة الكاملــة واملنتجــة وتوفيــرالعمــل الالئــق‬
‫لجميــع النســاء والرجــال»‪.‬‬
‫د‪ .‬صالح بن محمد النابت‬
‫ويرتبط هذا التقدم بتوسع الفرص التعليمية أمام املرأة بمجموعة‬
‫رئيس اللجنة الدائمة للسكان‬
‫مــن العوامــل مــن أهمهــا ســعي الدولــة نحــو تحقيــق غايــات الهــدف الرابــع‬
‫مــن أهــداف التنميــة املســتدامة واملرتبــط ب ـ «ضمــان التعليــم الجيــد‬
‫ّ‬
‫ذوو اإلعاقــة‪ .‬و لــكل مــن هــذه املحــاور غايــة رئيســية وعــدد مــن األهــداف‬ ‫واملنصــف والشــامل وتعزيــزفــرص التعلــم مــدى الحيــاة للجميــع»‪ ،‬وذلــك‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الفرعيــة‪ .‬كمــا يوضــح الحــوار اآلليــات التــي تعتمدهــا اللجنــة الدائمــة‬ ‫بحلــول عــام ‪ .2030‬كمــا تولــي دولــة قطــراهتمامــا خاصــا بالطفولــة علــى‬
‫للســكان فــي متابعــة تنفيــذ برنامــج عمــل السياســة الســكانية الجديــدة‪.‬‬ ‫اعتبــارأن أطفــال اليــوم هــم مســتقبل الغــد؛ ومــن أجــل ذلــك عملــت علــى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مــن أهمهــا قيــام اللجنــة بتشــكيل ســت مجموعــات عمــل ممثلــة ملختلــف‬ ‫زيــادة االهتمــام بالطفــل بدنيــا وعقليــا واجتماعيــا وعاطفيــا وثقافيــا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وزارات الدولــة ومؤسســاتها الحكوميــة وغيــرالحكوميــة‪ ،‬وذلــك بإشـراف‬ ‫وبــكل مــا يتصــل برفاهــه وتمكينــه تعليميــا وصحيــا‪ ،‬األمــر الــذي أثمــر‬
‫خب ـراء وباحثــي املكتــب الفنــي للجنــة‪ .‬وتكمــن مهمــة هــذه املجموعــات فــي‬ ‫عــن إنجــازات كثيــرة فــي هــذا املجــال‪ ،‬أهمهــا االرتفــاع املتواصــل فــي معــدل‬
‫رصــد ومتابعــة تنفيــذ كل إجـراء نوعــي أو كمــي تتضمنــه وثيقــة السياســة‬ ‫االلتحــاق الصافــي بالتعليــم االبتدائــي للذكــور واإلنــاث علــى حــد ســواء‪،‬‬
‫الســكانية لدولــة قطــر ‪.2022-2017‬‬ ‫وتوفيــر الدعــم والحمايــة و كل مســتلزمات الرعايــة الصحيــة الشــاملة‬
‫ويســتعرض مقــال العــدد تقريــر اللجنــة الدائمــة للســكان املوســوم‬ ‫لألطفــال‪.‬‬
‫بـ«حالــة ســكان قطــر ‪ :2019‬عامــان علــى انطــاق السياســة الســكانية»‬ ‫ويقــدم حــوارالعــدد مــع ســعادة الســيد ســلطان الكــواري نائــب رئيــس‬
‫والــذي يتضمــن مقاربــة منهجيــة تجمــع بيــن الرصــد النوعــي والقيــاس‬ ‫اللجنــة الدائمــة للســكان فــي دولــة قطــر الغايــة األساســية للسياســة‬
‫الكمــي‪ ،‬وهــويبــرز أهــم اإلنجــازات التــي تحققــت والتحديــات التــي مــا تـزال‬ ‫الســكانية وهــي‪ :‬تحقيــق التــوازن بيــن النمــو الســكاني ومتطلبــات التنميــة‬
‫تواجــه تطبيــق برامــج عمــل السياســة الســكانية لدولــة قطــر‪.‬‬ ‫املســتدامة بمــا يضمــن حيــاة كريمــة لســكان دولــة قطــرويرتقــي بقدراتهــم‬
‫وتستعرض زاوية «نقطة ضوء» احتفال جهازالتخطيط واإلحصاء‪،‬‬ ‫ويوســع خياراتهــم ويرفــع مــن مســتويات مشــاركتهم فــي تقــدم املجتمــع‬
‫باليــوم العالمــي لإلحصــاء والــذي يتـ ّـم إحيــاؤه علــى مســتوى العالــم فــي‬ ‫القطــري ورفعتــه‪.‬‬
‫كل خمــس ســنوات‪ .‬حيــث جــاء هــذا العــام تحــت‬ ‫العشــرين مــن أكتوبــر ّ‬ ‫ولتحقيــق الغايــة املذكــورة حــددت السياســة الســكانية الجديــدة‬
‫شــعار «ربــط العالــم ببيانــات يمكننــا الوثــوق بهــا» وهــو الشــعار ّ‬
‫املوحــد‬ ‫‪ 2022-2017‬ســتة محــاور وهــي ‪ :‬الســكان والقــوى العاملــة‪ ،‬النمــو‬
‫ً‬
‫مــن قبــل اللجنــة اإلحصائيــة التابعــة لألمــم املتحــدة انطالقــا مــن أهميــة‬ ‫الحضــري واإلســكان والبيئــة‪ ،‬التعليــم والتدريــب والشــباب‪ ،‬الصحــة‬
‫وجــود بيانــات موثوقــة فــي العالــم‪.‬‬ ‫العامــة والصحــة اإلنجابيــة‪ ،‬املـرأة والطفولــة‪ ،‬كبــارالســن واألشــخاص‬
 ‫سكان | العدد ‪ | 48‬مارس ‪2021‬‬

‫السياسة السكانية لدولة قطر‪:‬‬

‫محور «المرأة والطفولة»‬

‫إعداد د‪ .‬يوسف بريك‬

‫اللجنة الدائمة للسكان‬
‫وبازديــاد معــدل املشــاركة االقتصاديــة للم ـرأة القطريــة تتجــه دولــة‬ ‫فــي العــدد الســابق (‪ )47‬مــن مجلــة «ســكان» ألقينــا الضــوء علــى املحــور‬
‫قطرنحو تحقيق مضمون الغاية الخامسة من غايات الهدف الثامن‬ ‫الرابع من محاور السياسة السكانية لدولة قطر(‪ ،)2022-2017‬وفي‬
‫من أهداف التنمية املستدامة ‪ ،2030‬وهي‪« :‬تحقيق العمالة الكاملة‬ ‫هــذا العــدد ســنركزعلــى املحــور الخامــس‪ ،‬وهــو‪« :‬املـرأة والطفولــة»‪.‬‬
‫واملنتجــة وتوفيــر العمــل الالئــق لجميــع النســاء والرجــال‪ ،‬بمــن فيهــم‬ ‫ويشتمل هذا املحور على مكونين أساسيين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫الشــباب واألشــخاص ذوو اإلعاقــة‪ ،‬وتكافــؤ األجــرلقــاء العمــل املتكافــئ‬
‫القيمــة‪ ،‬بحلــول عــام ‪.»2030‬‬ ‫أوال) المرأة‪:‬‬ ‫ً‬
‫مــع اســتمرار انتشــار فيــروس كورونــا (كوفيــد ‪ )19‬تعمــل دولــة قطــر‬
‫ارتفاع أعداد الفتيات في التعليم العالي‪:‬‬ ‫للحــد مــن تأثيــره الســلبي علــى امل ـرأة‪ ،‬وبــذل الجهــود الكبيــرة للحفــاظ‬
‫يشــير الشــكل التالــي إلــى أن مجمــوع عــدد الطالبــات فــي الجامعــات‬ ‫علــى املكتســبات واإلنجــازات التــي تــم تحقيقهــا فــي مجــال تمكيــن املـرأة‬
‫الحكوميــة والخاصــة بلــغ أكثــر مــن ضعــف عــدد الطــاب فــي العــام‬ ‫القطريــة التــي ســاهمت إلــى جانــب الرجــل فــي جهــود التصــدي للجائحــة‬
‫الدرا�ســي عــام‪ ،2019-2018‬إذ فــي حيــن وصــل عــدد الطالبــات إلــى‬ ‫املذكــورة‪ ،‬األمــر الــذي جعلهــا محــل تقديــر وإشــادة محليــة ودوليــة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ 24,807‬طالبة لم يتجاوز عدد الطالب ال ـ ‪ 10,437‬طالبا خالل العام‬ ‫واملؤش ـرات الدالــة علــى اإلنجــازات املتحققــة فــي مجــال تمكيــن امل ـرأة‬
‫الدرا�ســي املذكــور‪.‬‬ ‫القطريــة كثيــرة‪ ،‬أهمهــا‪:‬‬
‫أعداد الطلبة الجامعيين بحسب الجنس ونوع التعليم‬
‫للعام الدراسي ‪2019 2018-‬‬ ‫ازدياد املشاركة في النشاط االقتصادي‪:‬‬
‫ذﻛﻮر‬ ‫إﻧﺎث‬
‫بحســب الشــكل البيانــي التالــي‪ ،‬بلــغ عــدد القطريــات النشــطات‬
‫ً‬
‫اقتصاديــا (‪ )39.442‬ام ـرأة عــام ‪ ،2019‬بعــد أن كان (‪ )27,317‬عــام‬
‫‪ ،2011‬أي بزيــادة كليــة بلغــت (‪ )12.125‬ام ـرأة خــال ثمانــي ســنوات‬
‫‪4.531‬‬ ‫وزيــادة ســنوية وصلــت إلــى (‪ )1,516‬ام ـرأة‪ ،‬ليترتــب علــى هــذه الزيــادة‬
‫‪24.807‬‬ ‫‪20.276‬‬ ‫توســع مشــاركة املـرأة القطريــة فــي قــوة العمــل‪ ،‬والتــي أصبحــت تشــكل‬
‫نحــو ‪ %37‬مــن مجمــوع قــوة العمــل القطريــة عــام ‪ 2019‬بعــد أن كانــت‬
‫‪3.976‬‬
‫حوالــي ‪ %34‬عــام ‪.2011‬‬
‫‪10.437‬‬ ‫‪6.461‬‬
‫ً‬
‫اقتصاديا خالل‬ ‫تطور أعداد القطريات النشطات‬
‫اﻟﻤﺠﻤﻮع‬ ‫ﺧﺎص‬ ‫ﺣﻜﻮﻣﻲ‬ ‫الفترة (‪)2019-2011‬‬
‫املصدر‪ :‬جهازالتخطيط واإلحصاء‪ ،‬إحصاءات التعليم‪ ،‬الفصل الرابع ‪2019‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪27.317‬‬

‫‪2013‬‬ ‫‪31.285‬‬
‫ممــا ال شــك فيــه أن حجــم تواجــد الفتيــات فــي منظومــة التعليــم العالــي‬
‫‪2015‬‬ ‫‪34.852‬‬
‫في دولة قطريرتبط بتوسع الفرص التعليمية في هذه املنظومة‪ ،‬وهو‬
‫التوســع الــذي يعــود إلــى مجموعــة مــن العوامــل مــن أهمهــا ســعي الدولة‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪37.295‬‬

‫نحــو تحقيــق غايــات الهــدف الرابــع مــن أهــداف التنميــة املســتدامة‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪39.442‬‬
‫واملرتبط ب ـ «ضمان التعليم الجيد واملنصف والشامل للجميع وتعزيز‬
‫ّ‬ ‫املصدر‪ :‬جهازالتخطيط واإلحصاء‪ ،‬مسح القوى العاملة بالعينة‪ ،‬سنوات مختلفة‬
‫فــرص التعلــم مــدى الحيــاة للجميــع»‪ ،‬وذلــك بحلــول عــام ‪.2030‬‬

‫‪2‬‬
‫سكان | العدد ‪ | 48‬مارس ‪2021‬‬

‫ً‬
‫وقــد أولــت دولــة قطــر اهتمامــا خاصــة بهــذه الشــريحة العمريــة علــى‬ ‫املشاركة في الحياة العامة‪:‬‬
‫ً‬
‫اعتبــار أن أطفــال اليــوم هــم مســتقبل الغــد‪ ،‬فبقــدر مــا تســتثمر فيهــم‬ ‫يومــا بعــد يــوم تثبــت امل ـرأة القطريــة جدارتهــا باملشــاركة فــي الحيــاة‬
‫ً‬
‫اليــوم بقــدرمــا تحصــد غــدا مــن إنجــازات يمكــن أن تســهم فــي تقــدم هــذا‬ ‫العامــة وفــي كل املواقــع الحيويــة‪ ،‬ســواء كانــت موظفــة أو قياديــة‬
‫البلــد وازدهــاره‪ .‬ومــن أجــل ذلــك عملــت الدولــة علــى زيــادة االهتمــام‬ ‫أو مســؤولة لتقــدم إضافــة نوعيــة لــكل املهمــات املنوطــة بهــا‪ ،‬فقــد‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫بالطفــل بدنيــا وعقليــا واجتماعيــا وعاطفيــا وثقافيــا وبــكل مــا يتصــل‬ ‫تولــت املـرأة القطريــة منصــب وزيــرة‪ ،‬وعضــو مجلــس بلــدي‪ ،‬وســفيرة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫برفاهــه وتمكينــه تعليميــا وصحيــا‪ ،‬األمــرالــذي أثمــرعــن إنجــازات كثيــرة‬ ‫ورئيســة جامعة‪ ،‬ومديرة مؤسســات عامة وخاصة‪ ،‬ومنصب القضاء‬
‫فــي هــذا املجــال‪ ،‬أهمهــا‪:‬‬ ‫باملحاكم‪...‬ا لــخ‪.‬‬
‫وقــد اســتندت مشــاركة املـرأة القطريــة فــي الحيــاة العامــة علــى مــوروث‬
‫ارتفاع معدل االلتحاق الصافي‪:‬‬ ‫ثقافــي أقــره الدســتور الدائــم لدولــة قطــر الــذي أكــد علــى دور امل ـرأة‬
‫ً‬
‫تجســيدا لدســتور البــاد‪ ،‬الــذي أكــد فــي املــادة (‪ )49‬علــى حــق التعليــم‬ ‫الفاعــل فــي املجتمــع‪ ،‬والــذي كــرس مبــدأ املســاواة بيــن املواطنيــن فــي‬
‫ً‬
‫للجنسين‪ ،‬يشيرالشكل البياني التالي إلى تكافؤ الفرص التعليمية بين‬ ‫الحقــوق والواجبــات مشــددا علــى منــع التمييــزبســبب الجنــس‪ ،‬وعلــى‬
‫الجنســين وغيــاب الفــوارق الكبيــرة بينهــا‪ ،‬وإلــى أن املنظومــة التعليميــة‬ ‫تكافــؤالفــرص فــي التمتــع بالخدمــات واملشــاركة فــي جميــع املجــاالت علــى‬
‫القطريــة اســتطاعت توفيــرفــرص تعليميــة متســاوية للذكــور واإلنــاث‬ ‫قــدم املســاواة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫دون تمييــزبينهمــا‪ .‬والجــدول املذكــور يبيــن ارتفاعــا متواصــا فــي معــدل‬ ‫وعكســت رؤيــة قطــر الوطنيــة ‪ 2030‬تلــك املبــادئ الدســتورية‪،‬‬
‫االلتحــاق الصافــي بالتعليــم االبتدائــي للذكــور واإلنــاث علــى حــد ســواء‪،‬‬ ‫والتشــريعات القانونيــة ذات الصلــة بتمكيــن املـرأة‪ ،‬فأكــدت دعــم دور‬
‫حيــث وصــل هــذا املعــدل إلــى ‪ %96.7‬لإلنــاث و‪ %98.4‬للذكــور عــام‬ ‫امل ـرأة فــي املجتمــع‪ ،‬وتعزيــزقدراتهــا وتمكينهــا مــن املشــاركة فــي مختلــف‬
‫‪ ،2018‬وبلــغ مؤشــراملســاواة ‪.0.98‬‬ ‫املجــاالت‪ ،‬الســيما االقتصاديــة والسياســية‪ ،‬وخاصــة تلــك املتعلقــة‬
‫بصناعــة الق ـرار‪.‬‬
‫معدل االلتحاق الصافي للمرحلة االبتدائية حسب‬ ‫وفي الواقع العملي‪ ،‬تعد دولة قطرأول دولة خليجية تتسلم فيها امرأة‬
‫النوع والسنوات‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫منصبــا وزاريــا‪ ،‬وذلــك فــي العــام ‪ ،2003‬وتالهــا تعييــن ثــاث ســيدات فــي‬
‫ذﻛﻮر‬ ‫إﻧﺎث‬
‫وزرات مختلفــة وفــي أعــوام مختلفــة‪.‬‬
‫‪98.4‬‬ ‫ً‬
‫‪96.7‬‬
‫وتعزي ـزا لهــذه وســواها مــن اإلنجــازات فــي مجــال تمكيــن امل ـرأة‪ ،‬دعــت‬
‫‪96.396.3‬‬
‫السياســة الســكانية لدولــة قطــر‪ 2022-2017‬فــي غايتهــا األساســية إلــى‬
‫‪93.9 94‬‬
‫‪92.792.5‬‬ ‫“دعــم املشــاركة املجتمعيــة للم ـرأة‪ ،‬وتوفيــر الظــروف الالزمــة لزيــادة‬
‫‪90.3 91.1‬‬
‫مشــاركتها فــي قــوة العمــل مــع املحافظــة علــى تماســك األســرة»‪.‬‬
‫ومــن أجــل تحقيــق هــذه الغايــة حــددت السياســة الســكانية الهــدف‬
‫التالــي‪:‬‬
‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬
‫املصدر‪ :‬جهازالتخطيط واإلحصاء‪ ،‬إحصاءات التعليم‪ ،‬سنوات مختلفة‬
‫دعم املشاركة املجتمعية للمرأة‪ ،‬وقد تم تحويل‬
‫وهــذا يــدل علــى أن دولــة قطــر اســتطاعت فــي وقــت مبكــر مــن تحقيــق‬ ‫هذا الهدف إلى جملة من اإلجراءات‪ ،‬هي‪:‬‬
‫مضمــون الغايــة الخامســة مــن الهــدف الرابــع مــن أهــداف التنميــة‬ ‫‪-‬توسيع مجاالت مشاركة املرأة‪ ،‬والسيما املشاركة في قوة العمل‬
‫املســتدامة ‪ ،2030‬واملرتبطــة ب ـ ـ «القضــاء علــى التفــاوت بيــن الجنســين‬ ‫‪-‬التوســع فــي املبــادرات والبرامــج الداعمــة ملشــاركة املـرأة فــي مجــاالت‬
‫في التعليم‪ ،‬وكفالة تكافؤفرص الوصول إلى جميع مستويات التعليم‬ ‫الحيــاة العامــة‬
‫والتدريــب املنهــي للفئــات الضعيفــة‪ ،‬بمــا فــي ذلــك األشــخاص ذوي‬ ‫‪-‬توفيربيئة تساهم في تحقيق املالءمة بين عمل املرأة ومسؤولياتها‬
‫اإلعاقــة‪ ،‬وأف ـراد الشــعوب األصيلــة‪ ،‬واألطفــال‪ ،‬وذلــك بحلــول عــام‬ ‫األسرية (عمل جزئي‪ ،‬عمل عن بعد‪)...‬‬
‫‪.»2030‬‬
‫ثانيا) الطفولة‪:‬‬ ‫ً‬
‫توفيرالدعم والحماية لألطفال‪:‬‬ ‫بحسب أحدث اإلحصاءات الصادرة عن جهازالتخطيط واإلحصاء‪،‬‬
‫تحظــى قضايــا حمايــة األطفــال فــي دولــة قطــربعنايــة مؤسســاتية‪ ،‬بــل‬ ‫بلــغ عــدد األطفــال بعمــر (‪ )14-0‬ســنة (‪ )398,435‬عــام ‪ ،2019‬وهــم‬
‫وحتــى مجتمعيــة خاصــة‪ .‬ويتجلــى هــذا االهتمــام فــي تعــدد املؤسســات‬ ‫بذلــك يشــكلون حوالــي ‪ %14‬مــن إجمالــي ســكان الدولــة‪ .‬ويالحــظ وجــود‬
‫الحكومية وشبه الحكومية الداعمة للطفولة‪ ،‬والسيما ملن يتعرضون‬ ‫تقارب ملحوظ في نسبة األطفال الذكور واإلناث من مجموع السكان‪،‬‬
‫لسوء املعاملة‪ .‬فباإلضافة إلى مركزاالستشارات العائلية ومؤسسات‬ ‫حيــث يمثــل الذكــور (‪ )%7.3‬واإلنــاث (‪ )%7‬مــن املجمــوع املذكــور‪.‬‬

‫‪3‬‬
 ‫سكان | العدد ‪ | 48‬مارس ‪2021‬‬

‫السياســة الســكانية لدولــة قطــر‪ 2022-2017‬فــي غايتهــا األساســية إلــى‬ ‫املجتمــع املدنــي‪ ،‬تقــوم مؤسســات حكوميــة‪ ،‬مثــل املؤسســة القطريــة‬
‫"املحافظــة علــى تماســك األســرة وضمــان بيئــة ســليمة لألطفــال "‪.‬‬ ‫لحماية الطفل واملرأة‪ ،‬بتوفيرمجموعة من الخدمات لألطفال الذين‬
‫ومــن أجــل تحقيــق هــذه الغايــة حــددت السياســة الســكانية الهــدف‬ ‫يتعرضــون ملختلــف أنــواع العنــف‪ ،‬كمــا هــو مبيــن فــي الجــدول التالــي‪.‬‬
‫التالــي‪:‬‬
‫ارتفاع نسبة التطعيمات األساسية‪:‬‬
‫ً‬
‫ضمان بيئة سليمة في مختلف مراحل نمو الطفل‪.‬‬ ‫توافقــا مــع توجهــات الدولــة التنمويــة‪ ،‬تســعى املؤسســات الحكوميــة‬
‫وقد تم تحويل هذا الهدف إلى اإلجراءين التاليين‪:‬‬ ‫وغيــرالحكوميــة املرتبطــة بمختلــف جوانــب رعايــة الطفولــة‪ ،‬إلــى توفيــر‬
‫ً‬
‫‪-‬إنشاء مستشفى خاص باألطفال وزيادة عدد الوحدات واألقسام‬ ‫كل مســتلزمات الرعايــة الصحيــة الشــاملة لألطفــال فــي قطــر‪ .‬فوفقــا‬
‫داخل املستشفيات القائمة في البلديات‬ ‫للجدول التالي تقترب نسبة تطعيمات األطفال خالل السنة األولى من‬
‫‪-‬تعزيــز إج ـراءات حمايــة األطفــال مــن التعــرض ألنــواع العنــف‬ ‫نســبة الشــمول فــي العديــد مــن األم ـراض التــي تصيــب األطفــال خــال‬
‫املختلفــة‪ ،‬وتعزيــز الخدمــات الصحيــة املدرســية‬ ‫الســنة األولــى مــن العمــر‪.‬‬
‫ً‬
‫وتعزي ـزا لهــذه وســواها مــن اإلنجــازات فــي مجــال الطفولــة‪ ،‬دعــت‬

‫أوجه دعم األطفال وحمايتهم حسب مجال الخدمة والجنسية والنوع لعام ‪2018‬‬
‫املجموع‬ ‫غيرقطريين‬ ‫قطريون‬ ‫نوع الخدمة‬
‫ذكور إنـاث مج ذكور إنـاث مج‬ ‫ذكور إنـاث مج‬
‫‪87‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪43 42‬‬ ‫‪23 19‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪24‬‬ ‫إرشاد وتوجيه‬
‫‪270 141 129 110‬‬ ‫‪52 58 160‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪71‬‬ ‫استشارات اجتماعية ونفسية وقانونية‬
‫‪20‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪11 7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪9‬‬ ‫إيواء‬
‫‪2,026 772 1,254 540 229 311 1,486 543 943‬‬ ‫خدمات تأهيل‬
‫‪2,403 966 1,437 699 309 390 1,704 657 1,047‬‬ ‫املجموع‬
‫املصدر‪ :‬جهازالتخطيط واإلحصاء‪ ،‬الفصل العاشر‪ ،‬خدمات املجتمع املدني ‪2018‬‬

‫نسبة التغطية بالتطعيمات األساسية خالل العام األول من العمر للفترة ‪2018-2014‬‬
‫العام‬
‫نوع التحصين والتطعيم‬
‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪98.6‬‬ ‫‪98.5‬‬ ‫‪97.3‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪90‬‬ ‫درن ( بي ‪� .‬سي ‪ .‬جي )‬
‫‪98‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪98.1‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫قطرات شلل األطفال (جرعة ثالثة)‬
‫‪98‬‬ ‫‪97.1‬‬ ‫‪98.2‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪89‬‬ ‫ثالثي (جرعة ثالثة)‬
‫‪98‬‬ ‫‪96.9‬‬ ‫‪98.2‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪89‬‬ ‫إلتهاب الكبد الفيرو�سي (ب)‬
‫(جرعة ثالثة)‬
‫‪99.9‬‬ ‫‪99.9‬‬ ‫‪91.2‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪100‬‬ ‫الحصبة ‪ /‬الحصبة والنكاف والحصبة األملانية (جرعة ثالثة)‬
‫‪98‬‬ ‫‪97.1‬‬ ‫‪98.2‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪89‬‬ ‫هيموفيلس انفلونزا (جرعة ثالثة)‬
‫‪99.6‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪--‬‬ ‫تطعيم للجديري (جرعة اولى)‬
‫‪98.4‬‬ ‫‪97.7‬‬ ‫‪96.6‬‬ ‫‪96.1‬‬ ‫‪100‬‬ ‫املكورات الرئوية‬
‫املصدر‪ :‬جهازالتخطيط واإلحصاء‪ ،‬إحصاءات الخدمات الصحية‪ ،‬الفصل السادس ‪.2018‬‬

‫‪4‬‬
‫سكان | العدد ‪ | 48‬مارس ‪2021‬‬

‫حوار العدد مع سعادة سلطان الكواري نائب رئيس اللجنة‬

‫الدائمة للسكان بدولة قطر‬
‫‪ /1‬مــا الغايــة األساســية للسياســة الســكانية الجديــدة‬
‫لدولــة قطــر ‪2022-2017‬؟‬
‫الغايــة األساســية للسياســة الســكانية هــي‪ :‬تحقيــق التــوازن بيــن النمــو‬
‫الســكاني ومتطلبــات التنميــة املســتدامة بمــا يضمــن حيــاة كريمــة‬
‫لســكان دولــة قطــر ويرتقــي بقدراتهــم ويوســع خياراتهــم ويرفــع مــن‬
‫مســتويات مشــاركتهم فــي تقــدم املجتمــع القطــري ورفعتــه‪.‬‬

‫‪ /2‬وكيف يمكن تحقيق الغاية املذكورة؟‬

‫لتحقيــق الغايــة املذكــورة حــددت السياســة الســكانية الجديــدة‬
‫‪ 2022-2017‬ستة محاور‪ ،‬لكل منها غاية رئيسية وعدد من األهداف‬
‫الفرعيــة‪ .‬وهــذه املحــاور هــي‪:‬‬
‫•الســكان والقــوى العاملــة (وهــو املحــور األهــم)‪ ،‬وغايتــه‪:‬‬
‫«التحكــم فــي معــدالت النمــو الســكاني خــال الفتــرة املمتــدة مــن‬
‫‪ 2017‬إلــى ‪ ،2022‬بمــا يــؤدي إلــى اإلصــاح التدريجــي الختــاالت‬
‫التركيبــة الســكانية»‪ .‬ومــن أهدافــه‪ :‬زيــادة عــدد املواطنيــن‪ ،‬دعــم‬
‫التوجــه نحــو اقتصــاد املعرفــة‪ ،‬الحــد مــن اســتقدام العمالــة‪،‬‬
‫التخلص من العمالة الفائضة عن الحاجة‪ ،‬العمل على توزيع‬
‫متوازن للعاملين من مختلف الجنسيات على املهن‪ ،‬والحد من‬
‫تركــزجنســيات معينــة فــي بعــض املهــن‪.‬‬

‫•النمو الحضري واإلسكان والبيئة‪،‬‬

‫•التعليم والتدريب والشباب‪،‬‬

‫•الصحة العامة والصحة اإلنجابية‬

‫‪ /4‬وكيــف ّ‬
‫تقيمــون تعــاون الجهــات املعنيــة بتنفيــذ برنامــج‬
‫عمــل السياســة الســكانية للدولــة مــع مجموعــات العمــل‬
‫املذكــورة؟‬
‫ً‬
‫انطالقــا مــن أن السياســة الســكانية مشــروع وطنــي بامتيــاز‪ ،‬وبنـ ًـاء علــى‬
‫ما أنجزته مجموعات العمل حتى تاريخه‪ ،‬يمكننا القول بأن الوزارات‬
‫واملؤسســات الحكوميــة وغيــرالحكوميــة املعنيــة بتنفيــذ هــذا البرنامــج‬
‫حرصــت علــى تزويدنــا بالبيانــات واملعطيــات الالزمــة لعملنــا‪ ،‬ونأمــل أن‬
‫يســتمرهــذا التعــاون ويتعــزز فــي األيــام القادمــة‪.‬‬
‫ومتابعــة تنفيــذ كل إج ـراء نوعــي أو كمــي تتضمنــه وثيقــة السياســة‬
‫‪ /5‬مــا اإلجــراءات العمليــة التــي تتضمنهــا وثيقــة السياســة‬
‫الســكانية الجديــدة لدولــة قطــر والتــي تهــدف إلــى ضبــط‬
‫معــدالت النمــو الســكاني املتســارعة؟‬
‫إن النهضــة التنمويــة الشــاملة التــي شــهدتها وال ت ـزال تشــهدها البــاد‬
‫اســتدعت اســتقدام عــدد كبيــرمــن العمالــة األجنبيــة األمــرالــذي أدى‬
‫ارتفاع معدالت النمو الســكاني‪ .‬ورغم أن النمو الســكاني قد انخفض‬
‫•املرأة والطفولة‪،‬‬
‫•كبارالسن واألشخاص ذوو اإلعاقة‪.‬‬
‫‪ /3‬مــا اآلليــات التــي تعتمدهــا اللجنــة الدائمــة للســكان فــي‬
‫متابعة تنفيذ برنامج عمل السياسة السكانية الجديدة؟‬
‫قامــت اللجنــة بتشــكيل ســت مجموعــات عمــل ممثلــة ملختلــف وزارات‬
‫الدولــة ومؤسســاتها الحكوميــة وغيــر الحكوميــة‪ ،‬وبإش ـراف خب ـراء‬
‫وباحثــي املكتــب الفنــي للجنــة‪ .‬ومهمــة هــذه املجموعــات هــي رصــد‬
‫الســكانية لدولــة قطــر‪ ،2022-2017‬وذلــك بحســب الجهــة الرئيســية‬
‫والفرعيــة املعنيــة بتطبيــق هــذا اإلجـراء أوذاك‪ .‬وبعــد االنتهــاء مــن جمــع‬
‫البيانــات‪ ،‬تقــدم هــذه املجموعــات نتائــج عمليــة رصدهــا ومتابعتهــا‬
‫لتنفيــذ برنامــج عمــل السياســة الســكانية للمكتــب الفنــي للجنــة الــذي‬
‫يقــوم بــدوره بتدقيقهــا ومراجعتهــا ومــن ثــم إدراجهــا فــي التقريــرالوطنــي‬
‫الســنوي املوســوم ب ـ «حالــة ســكان قطــر «‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫‪ /7‬علــى ضــوء توجهــات رؤيــة قطــرالوطنيــة ‪ ،2030‬مــا هــي‬
‫اإلجــراءات التــي اتخذتهــا السياســة الســكانية لدولــة قطــر‬
‫‪ 2022-2017‬مــن أجــل التحــول التدريجــي نحــو االقتصــاد‬
‫القائــم علــى املعرفــة؟‬
‫التوجــه نحــو اقتصــاد قائــم علــى املعرفــة أحــد أبــرز توجهــات رؤيــة قطــر‬
‫الوطنيــة ‪ ،2030‬ولتحقيــق هــذا الهــدف حــددت السياســة الســكانية‬
‫ً‬
‫الجديــدة عــددا مــن اإلجـراءات مثــل‪:‬‬
‫‪-‬توســيع نطــاق األتمتــة (أي تحويــل اآلالت إلــى أوتوماتيكيــة) فــي‬
‫مياديــن النشــاط االقتصــادي املختلفــة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪-‬منــح العطــاءات ملؤسســات القطــاع الخــاص تبعــا ملــدى التزامهــا‬
‫بتحديــث وســائل إنتاجهــا وأتمتتهــا‪.‬‬
‫‪-‬التركيــز علــى اســتقدام ذوي الخبــرة واالختصاصييــن فــي اقتصــاد‬
‫املعرفــة واالحتفــاظ بهــم والتقليــل مــن االعتمــاد علــى االستشــاريين‬
‫املؤقتيــن‪.‬‬
‫‪-‬االستفادة من العمالة الوافدة في تطويروتدريب الكوادرالوطنية‪.‬‬
‫‪-‬حــث املؤسســات التعليميــة علــى ابتعــاث القطرييــن للتخصصــات‬
‫املرتبطــة باقتصــاد املعرفــة‪ ..‬وغيــرذلــك‪.‬‬
‫وبالطبــع‪ ،‬فــإن هــذه اإلج ـراءات ال تتحقــق دفعــة واحــدة‪ ،‬فبعضهــا‬
‫ً‬
‫يمكــن تحقيقــه خــال فتــرة قصيــرة نســبيا وبعضهــا يحتــاج إلــى مزيــد مــن‬
‫الوقــت‪.‬‬
‫ورغــم أن العمالــة الوافــدة قــد لعبــت دورا مهمــا فــي تحقيــق النهضــة‬
‫‪ /8‬كيــف يمكــن للسياســة الســكانية أن تســهم فــي‬
‫إيجــاد التــوازن بيــن النمــو الســكاني ومتطلبــات التنميــة‬
‫ا ملســتد ا مة ؟‬
‫أشرت إلى املحاور الستة للسياسة السكانية الجديدة‪ ،‬وإلى أن محور‬
‫الســكان والقــوى العاملــة هــواملحــور األهــم‪ ،‬كونــه يهتــم بمعالجــة النمو‬
‫الســكاني والتركيبــة الســكانية‪ .‬وكمــا تعلمــون‪ ،‬جــاء النمــو الســكاني‬
‫الســريع كنتيجــة الســتقدام أعــداد كبيــرة مــن األيــدي العاملــة الالزمــة‬
‫من أجل تنفيذ الخطط التنموية الطموحة للدولة‪ .‬فاملوارد البشــرية‬
‫سكان | العدد ‪ | 48‬مارس ‪2021‬‬
‫نقاش ّ‬
‫شيق في مؤسسة قطر‬ ‫مسارالتنمية املستدامة في دولة قطر‪ّ :‬‬
‫التقدم والتحديات ٌ‬
‫خــال الســنوات األخيــرة ‪ ،‬إال أن برنامــج عمــل السياســة الســكانية‬
‫الجديــدة قــد وضــع مجموعــة مــن اإلجـراءات لضمــان ضبــط معــدالت‬
‫النمــو الســكاني‪ ،‬وهــي‪:‬‬
‫•تدويــر العمالــة الوافــدة‪ ،‬أي االحتفــاظ بالعمالــة املوجــودة‬
‫واإلفــادة منهــا فــي مشــاريع جديــدة واشــتراط أولويــة تشــغيل‬
‫العمالــة املوجــودة بالبــاد مــن قبــل الشــركات التــي ترســو عليهــا‬
‫املشــاريع‪.‬‬
‫•تسهيل تشغيل أفراد عائالت املقيمين املوجودين في قطر‬
‫•منــح شــركات القطــاع الخــاص حوافــز إلحــال مواطنيــن محــل‬
‫الوافديــن فــي وظائــف مناســبة بالقطاعيــن الخــاص واملختلــط‬
‫•الحد من ارتفاع أعداد العمالة املنزلية من خالل متابعة تنفيذ‬
‫الحد األعلى املقرر للعاملين لدى األسرة الواحدة‪،‬‬
‫ً‬
‫‪ /6‬تعتبردولة قطرمن أكثرالدول جذبا للعمالة للوافدة‪،‬‬
‫ماهوأثرزيادة العمالة الوافدة على التركيبة السكانية؟‬
‫نعــم‪ ،‬لقــد ترتــب عــن االســتقدام املفتــوح فــي الســنوات األخيــرة لتغطيــة‬
‫االحتياجــات املتســارعة ملختلــف القطاعــات التنمويــة واالقتصاديــة‬
‫والخدماتيــة ارتفــاع غيــر مســبوق لســكان دولــة قطــر‪ ،‬حيــث ازداد‬
‫إجمالــي ســكان الدولــة حوالــي ‪ 25‬مــرة مــا بيــن ‪ 1970‬و‪( 2019‬ارتفــع مــن‬
‫‪ 111.000‬نســمة عــام ‪ 1970‬إلــى ‪2,800.000‬عــام ‪.)2019‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫التنمويــة الشــاملة وتحريــك عجلــة التقــدم التــي شــهدتها وال ت ـزال‬
‫تشــهدها دولــة قطــر علــى مختلــف األصعــدة‪ ،‬إال أن أعدادهــا الكبيــرة‬
‫ســاهمت بشــكل كبيــر فــي إحــداث خلــل فــي التركيبــة الســكانية للدولــة‪.‬‬
‫ً‬
‫وقــد تــرك هــذا الخلــل فــي التركيبــة الســكانية آثــارا وتداعيــات مختلفــة‪.‬‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬تسعى السياسة السكانية لدولة قطر‪2022-2017‬‬
‫ملواجهــة هــذه التداعيــات عبــر طرحهــا مجموعــة مــن الحلــول العمليــة‬
‫التــي يمكــن أن تســهم فــي الحــد منهــا‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫سكان | العدد ‪ | 48‬مارس ‪2021‬‬

‫ال يخفــى علــى أحــد دور اإلحصــاء فــي عمــل الــدول واملؤسســات‬ ‫الوطنيــة ال تكفــي لتلبيــة احتياجــات تلــك الخطــط‪ .‬اليــوم‪ ،‬بعــد‬
‫ً‬
‫واملنظمــات السياســية واالقتصاديــة واالجتماعيــة التــي غالبــا مــا‬ ‫االنتهــاء مــن تنفيــذ بعــض املشــاريع التنمويــة واقت ـراب بعضهــا اآلخــر‬
‫يرتبــط مصيــرمشــاريعها أو قراراتهــا الكبــرى بتوفــراملعلومــات والبيانــات‬ ‫مــن االنتهــاء‪ ،‬أخــذ عــدد الســكان فــي الدولــة باالســتقرارالنســبي‪ .‬وربمــا‬
‫ً‬
‫واملؤشـرات اإلحصائيــة ذات الصلــة‪ .‬انطالقــا مــن ذلــك‪ ،‬لــم يكــن مــن‬ ‫يبــدأ باالنخفــاض التدريجــي خــال الســنوات القليلــة القادمــة فــي حــال‬
‫املمكــن أن تــرى السياســة الســكانية األولــى لدولــة قطــر(‪)2014-2009‬‬ ‫التوجــه نحــو االقتصــاد القائــم علــى املعرفــة‪ ،‬والتخلــص مــن العمالــة‬
‫والثانيــة (‪ )2022-2017‬النــور لــوال البيانــات اإلحصائيــة التــي وفرهــا‬ ‫الفائضــة عــن الحاجــة‪ ،‬والحــد مــن اســتقدام العمالــة غيــر املاهــرة‬
‫جهــازاإلحصــاء القطــري الــذي يمتلــك قواعــد بيانــات حديثــة ومطابقــة‬ ‫وغيرهــا مــن اإلج ـراءات التــي طرحتهــا السياســة الســكانية‪.‬‬
‫للمعاييــر الدوليــة‪.‬‬
‫فمــن أجــل تبريــر إعــداد السياســة الســكانية املذكــورة كان ال بــد‬ ‫‪ /9‬ومــاذا عــن رؤيــة السياســة الســكانية ملوضــوع تمكيــن‬
‫للقائميــن عليهــا مــن رصــد الواقــع الســكاني للدولــة ومعرفــة خصوصيــة‬ ‫الشــباب؟‬
‫املجتمــع القطــري واحتياجاتــه‪ ،‬األمــرالــذي تطلــب اســتخدام البيانــات‬ ‫حرصت السياســة الســكانية لدولة قطر‪ 2022-2017‬على الدعوة إلى‬
‫واملؤش ـرات اإلحصائيــة الدقيقــة واملوثوقــة‪ ،‬والتــي ينتجهــا جهــاز‬ ‫تنويــع املبــادرات املؤسســاتية الداعمــة ملشــاركة الشــباب فــي املجــاالت‬
‫اإلحصــاء القطــري‪.‬‬ ‫التنمويــة واالجتماعيــة والثقافيــة والتنســيق بينهــا‪ ،‬وإلــى ضمــان تكافــؤ‬
‫وفــي ســياق متصــل‪ ،‬لــم تكــن البيانــات واملؤشـرات اإلحصائيــة ضروريــة‬ ‫الفــرص بيــن الشــباب مــن الجنســين‪ ،‬وغيــرذلــك مــن اإلجـراءات الهادفــة‬
‫ً‬
‫لتبريــر إعــداد السياســة الســكانية للدولــة فحســب‪ ،‬بــل أيضــا ملتابعــة‬ ‫لضمــان تمكينهــم مــن املشــاركة الفعالــة فــي جميــع مناحــي الحيــاة‬
‫تنفيــذ هــذه السياســة‪ ،‬وذلــك مــن خــال رصــد التقــدم املحــرز فــي تنفيــذ‬ ‫االجتماعيــة‪.‬‬
‫اإلج ـراءات واألهــداف املتضمنــة فــي برنامجهــا‪ ،‬إضافــة إلــى العــرض‬ ‫وتســتند رؤيــة السياســة الســكانية هــذه إلــى الرؤيــة األشــمل املتعلقــة‬
‫والتحليــل اإلحصائييــن للقضايــا ذات الصلــة بالواقــع الســكاني‬ ‫بتمكين املواطنين وتعزيزقدراتهم في كافة جوانب الحياة من خالل توفير‬
‫والتنمــوي للدولــة‪ ،‬بمــا يســهم فــي رســم لوحــة بانوراميــه شــاملة عــن‬ ‫الخدمــات التعليميــة والصحيــة واالجتماعيــة‪ ،‬وتفعيــل قيــم العدالــة‬
‫حالــة الســكان والتنميــة فــي قطــر مــن خــال إب ـراز أهــم اإلنجــازات‬ ‫واإلنصــاف والتعــاون والتكامــل واألمــن بمــا يمكــن األجيــال فــي الحاضــر‬
‫املتحققــة والتحديــات القائمــة‪.‬‬ ‫واملســتقبل مــن املســاهمة فــي عمليــة التنميــة واالســتفادة منهــا لضمــان‬
‫مــا ســبق يؤكــد‪ ،‬مــرة أخــرى‪ ،‬صعوبــة التفكيــر فــي تخطيــط ســكاني‬ ‫حيــاة رغيــدة آمنــة‪ ،‬وهــو مــا نصــت عليــه رؤيــة قطــرالوطنيــة ‪.2030‬‬
‫وتنمــوي ســليم دون توفــراملعلومــات والبيانــات واملؤشـرات اإلحصائيــة‬
‫الدقيقــة والشــاملة واملوثوقــة‪ ،‬فنجــاح الخطــط واملشــاريع التنمويــة‬ ‫‪ /10‬وفــي ســياق متصــل‪ ،‬مــا هــي أبــرز اإلجــراءات التــي‬
‫يعتمــد علــى توفــر مثــل هــذه البيانــات واســتخدامها فــي شــكل أرقــام‬ ‫اعتمدتها السياسة السكانية للدولة بشأن تمكين املرأة؟‬
‫ومؤش ـرات إحصائيــة تعكــس الواقــع املــدروس‪.‬‬ ‫أكــدت دولــة قطــر حرصهــا علــى تمكيــن امل ـرأة‪ ،‬وتوفيــر الدعــم والبيئــة‬
‫التــي مــن شــأنها أن تعــزز حقوقهــا السياســية واالجتماعيــة واالقتصاديــة‬
‫والثقافيــة‪ ،‬ويتجســد هــذا الحــرص فــي رؤيــة قطــر الوطنيــة ‪،2030‬‬
‫واســتراتيجيات التنميــة الوطنيــة‪ ،‬إضافــة إلــى السياســة الســكانية التــي‬
‫دعــت إلــى دعــم املشــاركة املجتمعيــة للم ـرأة‪ ،‬وتوفيــر الظــروف الالزمــة‬
‫لزيــادة مشــاركتها فــي قــوة العمــل مــع املحافظــة علــى تماســك األســرة‬
‫وضمان بيئة سليمة لألطفال‪ ،‬وذلك عبرمجموعة من اإلجراءات‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫توسيع مجاالت مشاركة املرأة‪ ،‬والسيما املشاركة في قوة العمل‬
‫‪-‬التوســع فــي املبــادرات والبرامــج الداعمــة ملشــاركة املـرأة فــي مجــاالت‬
‫الحيــاة العامــة‬
‫‪-‬توفيــربيئــة تســهم فــي تحقيــق املالءمــة بيــن عمــل املـرأة ومســؤولياتها‬
‫األســرية (عمــل جزئــي‪ ،‬عمــل عــن بعــد‪)...‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ /11‬وفــي الختــام‪ :‬بصفتكــم مستشــارا إحصائيــا فــي مكتــب‬
‫سعادة رئيس جهازالتخطيط واإلحصاء‪ ،‬نود أن تحدثونا‬
‫عن استخدام البيانات واملؤشرات اإلحصائية في صياغة‬
‫ومتابعة تنفيذ السياســة الســكانية لدولة قطر‪.‬‬
‫‪7‬‬
 ‫سكان | العدد ‪ | 48‬مارس ‪2021‬‬

‫مقال العدد‬
‫«حالة سكان قطر ‪ »2019‬من خالل تقرير اللجنة الدائمة للسكان‬

‫إعداد د‪ .‬يوسف بريك‬

‫اللجنة الدائمة للسكان‬
‫معدل النمو السنوي للسكان في قطر خالل الفترة‬
‫‪)%( 2018 – 2008‬‬ ‫أصدرت اللجنة الدائمة‬
‫للسكان‪ ،‬ضمن خطتها‬
‫‪18.9‬‬ ‫السنوية‪ ،‬تقريرها الوطني‬
‫املوسوم بـ «حالة سكان قطر‬
‫‪13.1‬‬
‫‪ :2019‬عامان على انطالق‬
‫‪9.5 10.1 9.3‬‬
‫السياسة السكانية»‪ ،‬والذي‬
‫‪7.1‬‬
‫‪5.8‬‬ ‫يعتمد مقاربة منهجية‬
‫‪4.7‬‬
‫‪4.01‬‬

‫‪1.3‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2018 2017 2016 2015 2014 2013 2012 2011 2010 2009 2008‬‬
‫املصدر‪ :‬جهازالتخطيط واإلحصاء‬
‫ويعــود هــذا التراجــع إلــى تغيــرهيــكل األنشــطة التنمويــة وإنجــازالدولــة‬
‫للعديــد مــن املشــاريع التنمويــة التــي تحتــاج لعمالــة كثيفــة‪ ،‬إضافــة‬
‫إلــى اإلج ـراءات التــي اتخذتهــا الدولــة للحــد مــن اســتقدام العمالــة‪،‬‬
‫والتخلــص مــن الفائــض منهــا عــن الحاجــة‪ ،‬والتــي دعــت إليهــا السياســة‬
‫الســكانية‪.‬‬
‫•ارتفــاع نســبة العمالــة املاهــرة وعاليــة املهــارة‪ :‬إن املعالجــة‬
‫الجذريــة الختــال التركيبــة الســكانية املتعلــق بتزايــد أعــداد‬
‫الوافدين تكمن في تحقيق رؤية قطرالوطنية ‪ 2030‬الداعية‬
‫إلــى التوجــه نحــو االقتصــاد القائــم علــى املعرفــة‪ .‬فتحديــث‬
‫وســائل اإلنتــاج والخدمــات وأتمتتهــا ســتؤدي بالضــرورة إلــى‬
‫الحــد مــن الحاجــة إلــى األيــدي العاملــة مــن جهــة‪ ،‬وإلــى تحســين‬
‫نوعيــة العمالــة املســتقدمة مــن جهــة أخــرى‪.‬‬
‫وفــي هــذا الســياق‪ ،‬يشــير التقريــر إلــى أن نســبة العمالــة عاليــة املهــارة‬
‫(املشــرعون وموظفــو اإلدارة العليــا واملديــرون‪ ،‬واالختصاصيــون‪،‬‬
‫والفنيــون واالختصاصيــون املســاعدون) والعمالــة املاهــرة (الكتبــة‪،‬‬
‫والعاملــون فــي الخدمــات والباعــة فــي املحــات التجاريــة واألســواق‪،‬‬
‫والعمــال املهــرة فــي الزراعــة وصيــد االســماك) ارتفعــت مــن ‪ %23‬عــام‬
‫متكاملة تجمع بين الرصد‬
‫النوعي والقياس الكمي‪ ،‬في‬
‫إبرازأهم اإلنجازات التي‬
‫تحققت والتحديات التي ما‬
‫تزال تواجه تطبيق برامج عمل تلك السياسة‪.‬‬
‫ويتضمــن التقريــراملذكــور ســتة فصــول‪ ،‬إضافــة إلــى التقديــم واملقدمــة‬
‫ً‬
‫والخاتمــة‪ .‬ويتنــاول كل فصــل مــن هــذه الفصــول محــورا مــن محــاور‬
‫السياســة الســكانية التــي يتــم فيهــا اســتعراض األهــداف واإلج ـراءات‬
‫التــي تمــت ترجمتهــا إلــى مجموعــة مــن املؤش ـرات الكميــة والنوعيــة‬
‫كأدوات منهجيــة لرصــد التقــدم املحــرز فــي تنفيــذ السياســة الســكانية‪.‬‬
‫والفصــول املقصــودة هنــا هــي‪:‬‬
‫أوال) السكان والقوى العاملة‬ ‫ً‬
‫على ضوء نتائج متابعة تنفيذ أهداف السياسة السكانية‪ ،‬وباالعتماد‬
‫على أحدث البيانات اإلحصائية املحلية والدولية‪ ،‬يستعرض التقرير‬
‫أهم اإلنجازات التي تحققت في مجال السكان والقوى العاملة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫•تراجــع معــدل النمــو الســنوي للســكان فــي قطــر‪ :‬رغــم الزيــادة‬
‫املطلقــة فــي الحجــم الكلــي للســكان خــال الفتــرة مــن ‪ 2008‬إلــى‬
‫ً‬
‫‪ ،2018‬إال أن معــدل النمــو الســنوي شــهد تذبذبــا خــال الفتــرة‬
‫(‪ .)2014-2008‬غيــر أن هــذا املعــدل بــدأ يميــل نحــو التراجــع‬
‫بشــكل ملحــوظ منــذ العــام ‪ ،2014‬كمــا يوضــح الشــكل البيانــي‬
‫التالــي‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫سكان | العدد ‪ | 48‬مارس ‪2021‬‬

‫ورغــم الجهــود الحثيثــة لتحويــل املراكــز الحضريــة (القائمــة‬ ‫‪ 2010‬مــن مجمــوع العامليــن غيــرالقطرييــن إلــى ‪ %31‬عــام ‪ ،2018‬ومــن‬
‫واملســتحدثة) خــارج بلديتــي الدوحــة والريــان إلــى مناطــق جــذب‬ ‫‪ %28‬إلــى ‪ %34‬مــن مجمــوع العامليــن القطرييــن وغيــر القطرييــن‪.‬‬
‫واســتقرارللمواطــن واملقيــم‪ ،‬إال أن نتائــج املرحلــة الثانيــة مــن مراحــل‬ ‫ورغــم التقــدم الحاصــل فــي تحقيــق أهــداف السياســة الســكانية لدولــة‬
‫متابعــة تنفيــذ برنامــج عمــل السياســة الســكانية تشــيرإلــى وجــود بعــض‬ ‫قطــر‪ ،‬إال أن املرحلــة الثانيــة مــن مراحــل متابعــة تنفيــذ برنامــج عمــل‬
‫ً‬ ‫هــذه السياســة دلــت علــى وجــود بعــض التحديــات التــي تحــول دون‬
‫التحديــات التــي تقــف حائــا دون تطبيــق بعــض اإلج ـراءات بصــورة‬
‫تــؤدي إلــى تحقيــق األهــداف ذات الصلــة‪ .‬وأهــم التحديــات املقصــودة‬ ‫تحقيــق بعــض أهدافهــا‪ .‬وأهــم هــذه التحديــات‪ ،‬هــي‪:‬‬
‫هنــا‪ ،‬هــي‪:‬‬ ‫•انخفاض معدالت املواليد الخام لدى القطريين‬
‫•الخلل في التوزع الجغرافي للسكان‪.‬‬ ‫•انخفاض معدل الخصوبة الكلية للمرأة القطرية‬
‫•عــدم كفايــة الحوافــز التشــجيعية لالســتقرار فــي البلديــات‬ ‫•ارتفاع نسبة النوع فوق املعدالت الطبيعية‬
‫الواقعــة خــارج بلديتــي الدوحــة والريــان‪.‬‬
‫•غياب البرامج أوالخطط الوطنية لتشجيع املالك واملستثمرين‬ ‫ثانيا) النمو الحضري واإلسكان والبيئة‬ ‫ً‬
‫واملصمميــن واملطوريــن العقارييــن لتوفيــر املبانــي الخض ـراء‬ ‫علــى ضــوء نتائــج متابعــة تنفيــذ األهــداف الفرعيــة خــال املرحلــة‬
‫الصديقــة للبيئــة‪.‬‬ ‫الثانية وباالعتماد على أحدث البيانات اإلحصائية املحلية والدولية‪،‬‬
‫يســتعرض التقريــر أهــم اإلنجــازات التــي تحققــت فــي مجــال النمــو‬
‫ثالثا) التعليم والتدريب والشباب‬ ‫ً‬ ‫الحضــري واإلســكان والبيئــة‪ ،‬مثــل‪:‬‬
‫دلــت نتائــج املرحلــة الثانيــة مــن مراحــل متابعــة تنفيــذ السياســة‬ ‫•التراجــع النســبي لســكان الدوحــة‪ :‬رغــم الزيــادة املطلقــة فــي‬
‫الســكانية علــى تقــدم ملمــوس فــي تحقيــق أهــداف السياســة الســكانية‬ ‫الحجــم الكلــي لســكان الدوحــة خــال الفتــرة مــن ‪ 2010‬إلــى‬
‫فــي مجــال التعليــم والتدريــب والشــباب‪ .‬وأهــم املؤش ـرات الدالــة علــى‬ ‫‪ ،2018‬إال أن النســبة املئويــة لســكانها تراجعــت مــن ‪ %47‬إلــى‬
‫هــذا التقــدم‪ ،‬هــي‪:‬‬ ‫‪ %39.8‬مــن مجمــوع ســكان دولــة قطــر فــي العاميــن املذكوريــن‪.‬‬
‫•ارتفــاع متوســط ســنوات الدراســة والعــدد املتوقــع لســنوات‬ ‫والشــكل البيانــي التالــي يوضــح التــوزع النســبي للســكان فــي قطــر‬
‫الدراسة‪ :‬ولعل من بين أهم نتائج رعاية الدولة لقطاع التعليم‬ ‫حســب البلديــة لعــام ‪.2018‬‬
‫في العقود األخيرة هو ارتفاع في العدد املتوقع لسنوات الدراسة‬
‫التوزع النسبي للسكان في دولة قطر حسب البلدية‬
‫وملتوســط ســنوات الدراســة فيمــا بيــن ‪ 1990‬و‪ ،2012‬وتوجــه‬ ‫لعام ‪2018‬‬
‫املؤشــرين نحــو االســتقرارالنســبي فيمــا بعــد ذلــك كمــا هــو مبيــن‬
‫فــي الشــكل البيانــي التالــي‪:‬‬ ‫‪12.360‬‬
‫‪24.883‬‬ ‫اﻟﺪوﺣﺔ‬
‫‪2.920‬‬
‫ارتفاع متوسط سنوات الدراسة والعدد المتوقع‬ ‫‪7.727‬‬
‫اﻟﺮﻳﺎن‬
‫لسنوات الدراسة في قطر فيما بين ‪ 1990‬و‪2018‬‬ ‫‪0.487‬‬ ‫اﻟﻮﻛﺮة‬
‫‪2.563‬‬
‫أم ﺻﻼل‬
‫اﻟﻌﺪد اﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﻟﺴﻨﻮات اﻟﺪراﺳﺔ‬ ‫ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺳﻨﻮات اﻟﺪراﺳﺔ‬ ‫‪9.301‬‬ ‫اﻟﺨﻮر‬
‫‪9.7‬‬ ‫‪9.7‬‬ ‫‪9.7‬‬ ‫‪9.7‬‬ ‫‪9.8‬‬ ‫‪9.2‬‬ ‫‪8.4‬‬ ‫‪7.9‬‬ ‫اﻟﺸﻤﺎل‬
‫‪5.4‬‬
‫‪39.759‬‬ ‫اﻟﻈﻌﺎﻳﻦ‬
‫‪13.2‬‬ ‫‪12.8‬‬ ‫‪12.6‬‬
‫‪12.2‬‬ ‫‪12.2‬‬ ‫‪12.2 12.4‬‬ ‫‪12.7‬‬ ‫‪11.8‬‬

‫املصدر‪ :‬جهازالتخطيط واإلحصاء‪ ،‬مسح القوى العاملة بالعينة‪ -‬تحليل إحصائي ‪2018‬‬

‫•جــودة الهــواء‪ :‬تعــد املحافظــة علــى نوعيــة الهــواء وحمايتــه مــن‬

‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016 2015‬‬ ‫‪2014 2012‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2000 1990‬‬ ‫مصــادراالنبعاثــات املختلفــة إحــدى القضايــا الكونيــة الرئيســية‬
‫ً‬
‫‪Source: hdr.undp.org/en/composite/trend‬‬
‫وهاجســا للشــعوب التــي باتــت تعانــي مــن مشــاكل االزدحــام‬
‫السكاني والزحف العمراني والصناعي على حساب املسطحات‬
‫إلى جانب الصحة ونصيب الفرد من الدخل القومي اإلجمالي‪ ،‬ساهم‬ ‫الخضـراء‪ ،‬إضافــة إلــى التصاعــد الهائــل فــي أعــداد املركبــات علــى‬
‫مؤشــرمتوســط ســنوات الدراســة والعــدد املتوقــع لســنوات الدراســة‬ ‫الطرقــات وداخــل املــدن الرئيســة‪ .‬وبفضــل الجهــود التــي بذلتهــا‬
‫فــي تصنيــف دولــة قطــرضمــن البلــدان ذات التنميــة البشــرية املرتفعــة‬ ‫الجهات املعنية في الدولة‪ ،‬فإن الهواء في مدينة الدوحة نظيف‬
‫ً‬
‫جــدا‪ ،‬حيــث احتلــت املرتبــة ‪ 41‬مــن أصــل ‪ 189‬دولــة شــملهم تقريــر‬ ‫مــن ملوثــات الهــواء‪،‬‬

‫‪9‬‬
 ‫سكان | العدد ‪ | 48‬مارس ‪2021‬‬

‫•التوســع فــي املرافــق الصحيــة‪ :‬يعكــس ترتيــب قطــر املتقــدم‬
‫علــى مؤشــرالرخــاء العالمــي «ليجاتــوم» حجــم الجهــود الهادفــة‬
‫لالرتقــاء بالقطــاع الصحــي القطــري الــذي شــهد اســتثمارات‬
‫الصحيــة‪ ،‬والســيما إنشــاء املستشــفيات‬‫ّ‬ ‫كبيــرة فــي البنــى التحتيــة‬
‫الجديــدة واملراكــز الصحيــة والعيــادات وســواها مــن املرافــق‬
‫الصحيــة‪ ،‬كمــا هــو مبيــن فــي الجــدول التالــي‪:‬‬
‫ً‬
‫ارتفــاع متوســط العمــر املتوقــع عنــد الــوالدة‪ :‬بحســب التقدي ـرات‬
‫الــواردة فــي تقاريــر التنميــة البشــرية الصــادرة عــن األمــم املتحــدة فــي‬
‫أعوام مختلفة واملدرجة في الشكل البياني التالي‪ ،‬ارتفع العمراملتوقع‬
‫عنــد الــوالدة فــي قطــرمــن (‪ 71.9‬ســنة) عــام ‪ 1998‬إلــى ‪ 75.5‬ســنة عــام‬
‫‪ 2007‬ثــم إلــى ‪ 80.1‬ســنة عــام ‪ .2018‬وبذلــك يزيــد العمــر املتوقــع فــي‬
‫قطــرب ـ ‪ 7.5‬ســنة عــن العمــراملتوقــع علــى مســتوى العالــم‪ ،‬والــذي بلــغ‬
‫‪ 72.6‬عــام ‪ 2018‬بحســب تقريــرالتنميــة البشــرية الصــادرة عــن برنامــج‬
‫األمــم املتحــدة اإلنمائــي عــام ‪.2019‬‬
‫ورغــم اإلنجــازات الكثيــرة التــي تحققــت فــي قطــاع الصحــة القطــري‪،‬‬
‫والتــي يشــهد لهــا القا�صــي والدانــي‪ ،‬إال أن نتائــج املرحلــة الثانيــة مــن‬
‫مراحل متابعة تنفيذ برنامج عمل السياسة السكانية تشيرإلى وجود‬
‫ً‬
‫بعــض التحديــات التــي تقــف حائــا دون تطبيــق بعــض اإلج ـراءات‬
‫بصــورة تــؤدي إلــى تحقيــق األهــداف ذات الصلــة‪ .‬وأهــم التحديــات‬
‫املقصــودة هنــا‪ ،‬هــي‪:‬‬
‫يتمثل التحدي األكبرالذي يواجه القطاع الصحي بقدرة هذا القطاع‬
‫على مواكبة الزيادة السكانية املتنامية في الدولة‪.‬‬
‫ً‬
‫عــدم وجــود توجــه حقيقــي حاليــا لتوفيــر البرامــج الداعمــة للحــد مــن‬
‫انخفــاض معــدالت الخصوبــة واإلنجــاب لــدى امل ـرأة القطريــة‪.‬‬
‫عــدم وجــود برنامــج أو خطــة حاليــة لتوفيــر خــط ســاخن ملســاعدة‬
‫الجمهــور علــى التعامــل مــع الحــاالت البســيطة‬
‫التنميــة البشــرية الصــادر عــن برنامــج األمــم املتحــدة اإلنمائــي عــام‬
‫‪.2019‬‬
‫تحســن املســتوى التعليمــي للشــباب بعمــر ‪ 24-15‬ســنة‪ :‬بلــغ عــدد‬
‫الشــباب فــي قطــر حوالــي ‪ 350‬ألــف عــام ‪ ،2018‬أي حوالــي ‪ %13‬مــن‬
‫مجمــوع ســكان قطــر‪ .‬ويمثــل القطريــون (‪ )%16‬مــن مجمــوع أف ـراد‬
‫هــذه الفئــة العمريــة‪ ،‬أمــا غيــر القطرييــن فإنهــم يمثلــون (‪.)%84‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ونظ ـرا ألهميــة هــذه الشــريحة‪ ،‬فقــد أولــت دولــة قطــراهتمامــا خاصــا‬
‫بالشــباب مــن الجنســين‪ ،‬وذلــك مــن خــال العمــل علــى تمكينهــم والرفــع‬
‫مــن مختلــف مجــاالت مشــاركتهم‪ .‬وقــد نجــح النظــام التعليمــي فــي رفــع‬
‫مســتويات التحصيل العلمي واملعرفي لدى هذه الشــريحة من الذكور‬
‫واإلنــاث علــى حــد ســواء‪ ،‬حيــث يبيــن الشــكل التالــي أن املســتويات‬
‫التعليميــة للشــباب القطــري عرفــت بعــض التحــوالت فيمــا بيــن ‪2011‬‬
‫و‪ ،2018‬حيــث ســجل حاملــو الشــهادات الجامعيــة فمــا فــوق‪ ،‬إضافــة‬
‫ً‬
‫إلــى الدبلــوم والثانويــة‪ ،‬ارتفاعــا ترافــق بارتفــاع التحصيــل التعليمــي‬
‫للشــباب القطــري‪ ،‬حيــث ارتفعــت نســبة الذيــن أنهــوا االبتدائيــة فمــا‬
‫فــوق إلــى ‪ %99‬عــام ‪.2018‬‬
‫أمــا بخصــوص التحديــات التــي تتحــول دون تحقيــق بعــض أهــداف‬
‫السياســة الســكانية فــي مجــال التعليــم والتدريــب والشــباب‪ ،‬فأهمهــا‪:‬‬
‫•غيــاب أجنــدة بحثيــة واضحــة وسياســة وطنيــة فــي مجــال‬
‫البحــث العلمــي‬
‫•غياب إطاروطني للتدريب‬
‫•غياب استراتيجية وطنية خاصة بالشباب‬
‫رابعا) الصحة العامة والصحة اإلنجابية‬ ‫ً‬
‫دلــت نتائــج املرحلــة الثانيــة مــن مراحــل متابعــة تنفيــذ السياســة‬
‫السكانية على وجود إنجازات مهمة في مجال الصحة العامة والصحة‬
‫اإلنجابيــة‪ ،‬تمثلــت بعــدد مــن املؤش ـرات‪ ،‬أهمهــا‪:‬‬

‫عدد المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات والصيدليات ‪2018 – 2012‬‬

‫السنوات‬ ‫البيان‬
‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫املستشفيات الحكومية‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫املستشفيات الخاصة‬
‫‪27‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪23‬‬ ‫املراكزالصحية‬
‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫مركزطوارئ األطفال‬
‫‪53‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫العيادات الخارجية ملؤسسة حمد‬
‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫القومسيون الطبي‬
‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪10‬‬ ‫عيادات قطرللبترول‬
‫‪490‬‬ ‫‪417‬‬ ‫‪853‬‬ ‫‪642‬‬ ‫‪487‬‬ ‫‪419‬‬ ‫‪373‬‬ ‫عيادات القطاع الخاص‬
‫‪327‬‬ ‫‪265‬‬ ‫‪449‬‬ ‫‪414‬‬ ‫‪147‬‬ ‫‪340‬‬ ‫‪304‬‬ ‫الصيدليات الخاصة‬
‫‪54‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪54‬‬ ‫مختبرات تحاليل واشعة خاصة‬
‫املصدر‪ :‬جهازالتخطيط واإلحصاء‪ ،‬إحصاءات الخدمات الصحية‪ ،‬سنوات مختلفة‬

‫‪10‬‬
‫سكان | العدد ‪ | 48‬مارس ‪2021‬‬
‫‪#‬حمايــة الطفولــة مــن املمارســات الضــارة الناجمــة عــن انتشــار‬
‫وســائل التواصــل الحديثــة‪.‬‬
‫السكانية الثانية لدولة قطرعلى وجود إنجازات مهمة في مجال املرأة‬
‫سادسا) كبار السن واألشخاص ذوو اإلعاقة‬ ‫ً‬
‫أفــادت نتائــج متابعــة تنفيــذ األهــداف الفرعيــة خــال املرحلــة الثانيــة‪،‬‬
‫وباالعتماد على أحدث البيانات اإلحصائية املحلية والدولية‪ ،‬يمكننا‬
‫فيما يلي استعراض أهم اإلنجازات التي تحققت في مجال كبارالسن‬
‫واألشــخاص ذوي اإلعاقــة‪.‬‬
‫•فيمــا يتعلــق بالعمــل علــى تطويــر وتحســين خدمــات الرعايــة‬
‫املقدمــة لكبــار الســن واألشــخاص ذوي اإلعاقــة‪ ،‬تبيــن أن‬
‫الخدمــات الصحيــة املقدمــة ألف ـراد هاتيــن الفئتيــن‪ ،‬ســواء فــي‬
‫ً‬
‫املراكــزاملتخصصــة أم فــي املنــازل هــي فــي تحســن متواصــل‪ .‬فضــا‬
‫عن توفرأماكن الترفيه والنوادي الخاصة‪ ،‬والرحالت الترفيهية‬
‫واالحتفــاالت باملناســبات والوطنيــة وغيرهــا‪.‬‬
‫•كما تبين وجود نوافذ خاصة لتسهيل معامالت كبارالسن‬
‫وغيــرالحكوميــة‪ .‬وأن هنــاك تدابيــرعمليــة ألخــذ احتياجــات هــذه‬
‫الفئــة بعيــن االعتبــار لــدى تصميــم وتخطيــط املــدن الحديثــة‬
‫واملرافــق والشــوارع‪ ،‬وإن كان بعضهــا مــا يـزال فــي طــور التشــريع‪.‬‬
‫فــإدارة التخطيــط العمرانــي بــوزارة البلديــة والبيئــة تضــع‬
‫ً‬
‫شــروطا ومواصفــات خاصــة ملراعــاة احتياجــات هاتيــن الفئتيــن‬
‫ً‬
‫أثناء تصميم املباني واملرافق‪ .‬كما أن هناك خططا لدى بعض‬
‫الــوزارات والهيئــات الحكوميــة إلش ـراك كبــار الســن باملواقــف‬
‫املخصصــة لــذوي اإلعاقــة‪.‬‬
‫•وتلتقــي الغايــة الرئيســية للسياســة الســكانية فــي مجــال كبــار‬
‫السن واألشخاص ذوي اإلعاقة مع الهدف العاشرمن أهداف‬
‫التنميــة املســتدامة الــذي يؤكــد علــى ضــرورة الحــد مــن أوجــه‬
‫عــدم املســاواة املســتند علــى الجنــس والعمــرواإلعاقــة‪ ،‬والهــدف‬
‫الحــادي عشــر املتعلــق «بجعــل املــدن واملســتوطنات البشــرية‬
‫شــاملة للجميــع وآمنــة وقــادرة علــى الصمــود ومســتدامة»‪ ،‬حيــث‬
‫قامــت الدولــة بتوفيــراملســاحات الخضـراء واألماكــن العامــة لكــي‬
‫ً‬
‫تصــل إليهــا كافــة فئــات املجتمــع خصوصــا النســاء واألطفــال‬
‫ً‬
‫واملســنين واألشــخاص ذوي اإلعاقــة‬
‫ورغــم اإلنجــازات التــي تحققــت فــي مجــال كبــارالســن واألشــخاص ذوي‬
‫اإلعاقــة‪ ،‬بينــت املرحلــة الثانيــة مــن مراحــل متابعــة تنفيــذ برنامــج عمــل‬
‫السياســة الســكانية وجــود بعــض التحديــات التــي تقــف حائـ ًـا دون‬
‫تطبيــق بعــض اإلج ـراءات بصــورة تــؤدي إلــى تحقيــق األهــداف ذات‬
‫الصلــة‪ .‬وأهــم التحديــات املقصــودة هنــا‪ ،‬هــي‪:‬‬
‫•ماتـزال خطــط تأهيــل كبــارالســن املقبليــن علــى التقاعــد فــي طــور‬
‫التخطيــط‪ ،‬وتقتصــر برامــج مركــز تمكيــن ورعايــة كبــار الســن‬
‫«إحســان» علــى مهــارات فرديــة مثــل التدريــب علــى اســتخدام‬
‫الهواتــف الذكيــة وتطبيقاتهــا‪.‬‬
‫•هنالــك عــدد ال يســتهان بــه مــن العامليــن يتقاعــدون قبــل الســن‬
‫‪11‬‬
‫خامسا) المرأة والطفولة‬ ‫ً‬
‫دلــت نتائــج املرحلــة الثانيــة مــن مراحــل متابعــة تنفيــذ السياســة‬
‫والطفولــة‪ ،‬تمثلــت بعــدد مــن املؤش ـرات‪ ،‬أهمهــا‪:‬‬
‫‪#‬ازديــاد مشــاركة امل ـرأة القطريــة فــي النشــاط االقتصــادي‪ :‬بحســب‬
‫بيانــات جهــاز التخطيــط واإلحصــاء‪ ،‬بلــغ عــدد النســاء الناشــطات‬
‫ً‬
‫اقتصاديا في قطر(‪ )285,843‬عام ‪ ،2018‬وبنسبة وصلت إلى ‪%13.7‬‬
‫ً‬
‫مــن إجمالــي النشــيطين اقتصاديــا فــي الدولــة‪ .‬وقــد بلــغ عــدد النســاء‬
‫ً‬
‫القطريــات الناشــطات اقتصاديــا (‪ )38,554‬عــام ‪ ،2018‬أي بنســبة‬
‫ً‬
‫‪ %13.5‬مــن إجمالــي النســاء الناشــطات اقتصاديــا فــي قطــر‪ .‬وفــي ســياق‬
‫متصــل‪ ،‬يشــيرالشــكل التالــي إلــى ارتفــاع معــدل املشــاركة االقتصاديــة‬
‫للنســاء القطريــات مــن ‪ %34.7‬عــام ‪ 2013‬إلــى ‪ %37.1‬عــام ‪.2018‬‬
‫معدل المشاركة االقتصادية للمرأة القطرية فيما‬
‫بين ‪ 2013‬و‪2018‬‬
‫‪37‬‬ ‫‪37‬‬
‫‪37‬‬
‫‪36‬‬
‫‪35‬‬
‫‪35‬‬
‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬
‫املصدر‪ :‬جهازالتخطيط واإلحصاء‪ ،‬مسح القوى العاملة أعداد مختلفة‪.‬‬
‫‪#‬تغطيــة صحيــة شــاملة لألطفــال‪ :‬بحســب تقديـرات منتصــف العــام‬
‫لســنة ‪ ،2018‬الصــادرة عــن جهــاز التخطيــط واإلحصــاء‪ ،‬بلــغ عــدد‬
‫األطفال بعمر(‪ 14 0-‬سنة) عام ‪ 2018‬أكثرمن ‪ 385‬ألف طفل‪ ،‬وهم‬
‫بذلــك يشــكلون حوالــي ‪ %14‬مــن إجمالــي ســكان الدولــة‪.‬‬
‫ً‬
‫وتوافقــا مــع توجهــات الدولــة التنمويــة‪ ،‬تســعى املؤسســات الحكوميــة‬
‫وغيــرالحكوميــة املرتبطــة بمختلــف جوانــب رعايــة الطفولــة‪ ،‬إلــى توفيــر‬
‫كل مســتلزمات الرعايــة الصحيــة الشــاملة لألطفــال فــي قطــر‪ .‬فوفقــا‬
‫للتقريرتقترب نسبة تطعيمات األطفال خالل السنة األولى من نسبة‬
‫الشــمول فــي العديــد مــن األمـراض التــي تصيــب األطفــال خــال الســنة‬
‫األولــى مــن العمــر‪.‬‬
‫ورغــم كل مــا ســبق‪ ،‬دلــت نتائــج املرحلــة الثانيــة مــن مراحــل متابعــة‬
‫تنفيــذ برنامــج عمــل السياســة الســكانية علــى وجــود بعــض التحديــات‬
‫ً‬
‫التــي تقــف حائــا دون تطبيــق بعــض اإلج ـراءات بصــورة تــؤدي إلــى‬
‫تحقيــق األهــداف ذات الصلــة بامل ـرأة والطفولــة‪ .‬وأهــم التحديــات‬
‫املقصــودة هنــا‪ ،‬هــي‪:‬‬
‫‪#‬ضعف مشاركة املرأة في الحياة العامة‪ ،‬والسيما السياسية‬
‫‪#‬الخدمات الصحية االستعجالية للطفولة في البلديات‬

‫علــى واقــع العديــد مــن إج ـراءات متابعــة تنفيــذ السياســة الســكانية‬
‫لدولة قطرفي مرحلتها الثانية‪ ،‬ليبرز بذلك تفاوت طبيعي في مستويات‬
‫تنفيذ إجراءات متابعة تنفيذ السياسة السكانية‪ .‬وتتدخل في تفسير‬
‫التفــاوت فــي مســتويات تنفيــذ إجـراءات السياســة جملــة مــن العوامــل‬
‫منها ما يرتبط بسلوكيات األفراد والجماعات‪ ،‬خاصة تلك التي تتعلق‬
‫بخيــارات النســاء والشــباب وتوجهاتهــم نحــو الــزواج وتأســيس أســرة‬
‫ومســتويات اإلنجاب‪...‬الــخ‪ ،‬األمــرالــذي يتطلــب إجـراءات طويلــة املــدى‬
‫للتأثيرعلى مكونات النمو الطبيعي والسيما تلك التي يمكن أن تساعد‬
‫فــي رفــع نســبة القطرييــن مــن إجمالــي ســكان الدولــة‪ .‬يضــاف الــى ذلــك‬
‫التدخــات طويلــة املــدى التــي ترتبــط بإدخــال تعديــات عميقــة فــي بنيــة‬
‫االقتصــاد الوطنــي‪ ،‬كاعتمــاد اقتصــاد املعرفــة‪ ،‬لتلعــب بذلــك طبيعــة‬
‫ً‬
‫محــاور السياســة الســكانية ومكوناتهــا ومجــاالت التدخــل املمكنــة دورا‬
‫ً‬
‫حاســما فــي تحديــد مســتويات اإلنجــاز‪.‬‬
‫سكان | العدد ‪ | 48‬مارس ‪2021‬‬
‫القانونيــة‪ ،‬والســيما مــن اإلنــاث القطريــات‪ ،‬األمــر الــذي يشــكل‬
‫ً‬
‫تحديــا للسياســة الســكانية التــي تدعــوإلــى زيــادة نســبة املواطنيــن‬
‫ً‬
‫بيــن النشــطين اقتصاديــا مــن الســكان‪.‬‬
‫•تطويــر آليــات العمــل اإلحصائــي الخاصــة باألشــخاص ذوي‬
‫اإلعاقــة‪ ،‬والســيما التعــدادات الســكانية‪ ،‬بحيــث تتمكــن هــذه‬
‫اآلليــات مــن رصــد حجمهــم الفعلــي فــي املجتمــع‪.‬‬
‫ً‬
‫وختاما‪ ،‬يمكننا القول بأن مجموع األهداف الخاصة باملرحلة الثانية‬
‫ً‬
‫مــن مراحــل املتابعــة بلغــت (‪ )18‬هدفــا‪ ،‬وعــدد اإلجـراءات (‪ )77‬إجـر ًاء‬
‫نفذ منها بشكل كلي أو جزئي (‪ )38‬إجر ًاء‪ ،‬أي بنسبة ‪ %62‬من مجموع‬
‫اإلجـراءات النوعيــة‪.‬‬
‫ً‬
‫واســتنادا إلــى ذلــك‪ ،‬يتبيــن أن مســيرة التنميــة فــي دولــة قطــر هــي نتــاج‬
‫لسياســات تنمويــة قطاعيــة متعــددة‪ ،‬األمــرالــذي أثــردون أدنــى شــك‬
‫‪12‬‬
‫سكان | العدد ‪ | 48‬مارس ‪2021‬‬
‫نقطة ضوء‬
‫جهاز التخطيط واإلحصاء يحتفل باليوم العالمي لإلحصاء‬
‫ً‬
‫األعضــاء بعــد أن تـ ّـم االحتفــال بــه للمـ ّـرة األولــى عــام ‪ ،2010‬وذلــك وفقــا‬
‫للقـراررقــم ‪.64/282‬‬
‫ً‬
‫ويأتــي احتفــال جهــازالتخطيــط واإلحصــاء تأكيــدا علــى أهميــة البيانــات‬
‫اإلحصائية في عملية التنمية املستدامة وصياغة االستراتيجيات التي‬
‫تحققهــا‪ ،‬وكذلــك لإلضــاءة علــى الــدور األسا�ســي الــذي ّ‬
‫يؤديــه اإلحصــاء‬
‫فــي رصــد التطـ ّـور الــذي تحــرزه الــدول نحــو تحقيــق أهدافهــا التنمويــة‬
‫ّ‬
‫فــي فت ـرات زمنيــة محـ ّـددة بمــا يشــكل صــورة واضحــة للمؤسســات مــن‬
‫أجــل اتخــاذ القـرارات وإجـراء التدخــات املناســبة فــي مشــاريع التنميــة‬
‫الوطنيــة مــن جهــة واالســتجابة الســريعة والدقيقــة للظــروف الطارئــة‬
‫مــن جهــة ثانيــة‪.‬‬
‫ّ‬
‫وكان جهــاز التخطيــط واإلحصــاء قــد دشــن فــي يوليــو ‪ 2019‬مشــروع‬
‫«تعــداد قطــر‪ »2020‬الــذي ُيعـ ّـد مــن أهــم وأوســع املشــاريع اإلحصائيــة‬
‫كل خمــس أو عشــر ســنوات حيــث يعطــي صــورة‬ ‫ويتـ ّـم تنفيــذه مـ ّـرة ّ‬
‫محددة‪،‬‬‫فوتوغرافية دقيقة متكاملة عن املجتمع خالل لحظة زمنية ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وتمثل بياناته قاعدة رئيسية إلحصاءات السكان واملساكن واملنشآت‬
‫املخططين والباحثين ّ‬ ‫ّ‬ ‫والتي ّ‬
‫ومتخذي القرارلرسم االستراتيجيات‬ ‫تهم‬
‫الفعالــة باتجــاه تحقيــق التنميــة املســتدامة‪.‬‬ ‫والخطــط ّ‬
‫ُوت ّ‬
‫عد األساليب املستخدمة في تنفيذ «تعداد قطر‪ »2020‬من أحدث‬
‫األســاليب اإلحصائيــة حيــث تعتمــد علــى الوســائل التكنولوجيــة‬
‫الحديثــة والربــط اإللكترونــي بيــن قواعــد البيانــات‪ ،‬وقــد اســتكمل‬
‫الجهــاز معظــم مراحــل «تعــداد قطــر ‪ »2020‬بفاعليــة لكـ ّـن الظــروف‬
‫االســتثنائية الحاليــة ّأدت إلــى تعليقــه عنــد مرحلــة النــزول امليدانــي‬
‫النهائــي للباحثيــن‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫(‪ 20‬أكتوبر ‪)2020‬‬
‫احتفــل جهــاز التخطيــط واإلحصــاء باليــوم العالمــي لإلحصــاء والــذي‬
‫كل خمــس‬ ‫يتـ ّـم إحيــاؤه علــى مســتوى العالــم فــي العشــرين مــن أكتوبــر ّ‬
‫ســنوات‪ .‬وقــد جــاء االحتفــال هــذا العــام تحــت شــعار «ربــط العالــم‬
‫ببيانــات يمكننــا الوثــوق بهــا» وهــو الشــعار ّ‬
‫املوحــد مــن قبــل اللجنــة‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫اإلحصائيــة التابعــة لألمــم املتحــدة انطالقــا مــن أهميــة وجــود بيانــات‬
‫موثوقــة فــي العالــم الــذي نعيــش فيــه اليــوم‪ ،‬واقتصــر االحتفــال علــى‬
‫ً‬
‫املنصــات اإللكترونيــة نظ ـرا للظــروف الصحيــة االســتثنائية الحاليــة‬ ‫ّ‬
‫املرتبطــة بــداء كوفيــد ‪.19‬‬
‫ّ‬
‫وبهــذه املناســبة‪ ،‬أكــد ســعادة الدكتــور صالــح بــن محمــد النابــت رئيــس‬
‫جهــاز التخطيــط واإلحصــاء علــى أهميــة اليــوم العالمــي لإلحصــاء‬
‫بالنســبة ملنتجــي البيانــات اإلحصائيــة ومســتخدميها فــي القطاعيــن‬
‫ّ‬
‫الحكومــي والخــاص‪ ،‬حيــث يذكرنــا االحتفــال باإلنجــازات التــي تحققــت‬
‫فــي مجــال توفــراإلحصــاءات الرســمية املتعلقــة باألوضــاع االقتصاديــة‬
‫واالجتماعيــة والبيئيــة فــي الدولــة‪ ،‬واملؤش ـرات ذات العالقــة بأجنــدة‬
‫التنميــة املســتدامة ‪ .2030‬وتوجــه ســعادته بالشــكر إلــى الشــركاء‬
‫فــي القطاعيــن الحكومــي والخــاص علــى تزويدهــم جهــاز التخطيــط‬
‫واإلحصــاء بالبيانــات الالزمــة‪ ،‬كمــا شــكر جميــع املواطنيــن واملقيميــن‬
‫ًّ‬
‫متمنيــا‬ ‫علــى تعاونهــم مــع الجهــازمــن خــال اإلدالء بالبيانــات املطلوبــة‬
‫للجميــع دوام الصحــة والعافيــة‪.‬‬
‫وكانــت الجمعيــة العامــة لألمــم املتحــدة خــال دورتهــا العادية التاســعة‬
‫والســتين واملنعقــدة يــوم ‪ 3‬يونيــو ‪ 2015‬فــي نيويــورك قــد اعتمــدت‬
‫كل خمس سنوات في جميع الدول‬ ‫االحتفال باليوم العالمي لإلحصاء ّ‬
 ‫سكان | العدد ‪ | 48‬مارس ‪2021‬‬

‫أهم نشاطات وفعاليات اللجنة الدائمة للسكان ومكتبها الفني‬

‫خالل الربع الثالث من عام ‪2020‬‬
‫االحتفال باليوم القطري للسكان ‪2020‬‬
‫دأبــت اللجنــة الدائمــة للســكان علــى االحتفــال باليــوم القطــري‬
‫للســكان فــي أواخــرشــهرأكتوبــرمــن كل عــام‪ ،‬بهــدف التوعيــة بالقضايــا‬
‫الســكانية‪ ،‬فــي ســياق الخطــط والبرامــج اإلنمائيــة الشــاملة‪ ،‬والســيما‬
‫رؤيــة قطــر الوطنيــة ‪ 2030‬واســتراتيجية التنميــة الوطنيــة ‪.‬ويتزامــن‬
‫اليوم القطري للســكان لهذا العام مع اســتمرارتف�شــي فيروس كورونا‬
‫املســتجد (كوفيــد‪ )-19‬الــذي أدى إلــى تداعيــات اقتصاديــة واجتماعيــة‬
‫ونفســية وصحيــة كبيــرة علــى مختلــف بلــدان العالــم‪ ،‬بمــا فيهــا دولــة‬
‫قطــر‪ ،‬التــي تعاملــت مــع هــذا الوبــاء باقتــدار‪ .‬ويعــود الفضــل فــي ذلــك إلى‬
‫النظــام الصحــي القــوي الــذي دعــت إلــى تطويــره ودعمــه كل مــن رؤيــة‬
‫وقــد تضمنــت السياســة الســكانية الثانيــة لدولــة قطــر مجموعــة مــن‬ ‫قطــر الوطنيــة ‪ 2030‬واســتراتيجية التنميــة الوطنيــة ‪2022-2018‬‬
‫الخطــط والبرامــج الهادفــة إلــى إحــداث تغييــركمــي ونوعــي فــي املتغي ـرات‬ ‫والسياســة الســكانية لدولــة قطــر ‪ ،2022-2017‬وذلــك بمــا يخــدم‬
‫الســكانية‪ ،‬بمــا يضمــن حيــاة كريمــة لســكان دولــة قطــر‪ ،‬ويرتقــي‬ ‫الســكان فــي قطــر مــن مواطنيــن ومقيميــن وتقديــم أفضــل الخدمــات‬
‫بقدراتهم‪ ،‬ويوســع خياراتهم‪ ،‬ويرفع من مســتويات مشــاركتهم في تقدم‬ ‫الصحيــة الوقائيــة والعالجيــة لهــم‪.‬‬
‫املجتمــع القطــري ورفعتــه‪ .‬وقــد تضمنــت وثيقــة السياســة الســكانية‬
‫(‪ )2022-2017‬ســتة محــاور هــي‪:‬‬
‫‪1 .‬الســكان والقــوى العاملــة‪ ،‬وغايتــه‪ :‬التحكــم فــي معــدالت النمــو‬
‫الســكاني خــال الفتــرة املمتــدة مــن ‪2017‬م إلــى ‪2022‬م‪ ،‬بمــا‬
‫يــؤدي إلــى اإلصــاح التدريجــي الختــاالت التركيبــة الســكانية‪.‬‬
‫‪2 .‬النمو الحضري واإلســكان والبيئة‪ ،‬وغايته‪ :‬تطويرواســتحداث‬
‫مراكــز حضريــة بعيــدة عــن الدوحــة الكبــرى‪ ،‬وتوفيــر بيئــة‬
‫عمرانيــة نظيفــة‪ ،‬وضمــان اســتدامة املــوارد الطبيعيــة‪.‬‬
‫‪3 .‬التعليــم والتدريــب والشــباب‪ ،‬وغايتــه‪ :‬االرتقــاء النوعــي بالتعليم‬
‫والتدريــب وتوســيع فــرص مشــاركة الشــباب مــن الجنســين فــي‬
‫املجتمــع و فــي الحيــاة العامــة‪.‬‬
‫‪4 .‬الصحــة العامــة والصحــة اإلنجابيــة‪ ،‬وغايتــه‪ :‬االرتقــاء‬ ‫وبســبب جائحــة كورونــا‪ ،‬احتفلــت اللجنــة الدائمــة للســكان باليــوم‬
‫بالصحــة العامــة للســكان وتحســين واقــع الصحــة اإلنجابيــة‬ ‫القطــري للســكان ‪( 2020‬وألول مــرة منــذ صــدور قـرار مجلــس الــوزراء‬
‫وتوفيــرخدماتهــا بمــا يتما�شــى مــع زيــادة عــدد الســكان وتوزعهــم‬ ‫املوقــرالقا�ضــي بتنظيــم «اليــوم القطــري للســكان» فــي شــهرأكتوبــرمــن‬
‫الجغرا فــي‪.‬‬ ‫كل عــام) عبــر وســائل التواصــل االجتماعــي التــي حاولــت مــن خاللهــا‬
‫‪5 .‬امل ـرأة والطفولــة‪ ،‬وغايتــه‪ :‬دعــم املشــاركة املجتمعيــة للم ـرأة‪،‬‬ ‫التعريــف باللجنــة الدائمــة للســكان وإنجازاتهــا مــن جهــة‪ ،‬وتســليط‬
‫وتوفيــر الظــروف الالزمــة لزيــادة مشــاركتها فــي قــوة العمــل مــع‬ ‫الضــوء علــى السياســة الســكانية لدولــة قطــر(‪ )2022-2017‬مــن جهــة‬
‫املحافظــة علــى تماســك األســرة وضمــان بيئــة ســليمة لألطفــال‬ ‫ثانيــة‪.‬‬
‫‪6 .‬كبــارالســن واألشــخاص ذوو اإلعاقــة‪ ،‬وغايتــه‪ :‬تعزيــزاملشــاركة‬ ‫فاللجنــة الدائمــة للســكان‪ ،‬كهيئــة وطنيــة تعمــل علــى تحقيــق املواءمــة‬
‫الفاعلــة لكبــار الســن واألشــخاص ذوي اإلعاقــة فــي مختلــف‬ ‫بيــن املتطلبــات الســكانية والتنميــة املســتدامة‪ ،‬أنشــئت بموجــب‬
‫األنشــطة املجتمعيــة‪ ،‬وتمكينهــم مــن االندمــاج فــي املجتمــع‪،‬‬ ‫ق ـرار مجلــس الــوزراء رقــم (‪ )24‬لســنة ‪ 2004‬وحــددت اختصاصاتهــا‬
‫والتحســين املتواصــل لوســائل رعايتهــم‪.‬‬ ‫والجهــات املمثلــة فيهــا‪.‬‬
‫ً‬
‫ولــم تقتصــر مهمــة اللجنــة الدائمــة للســكان علــى وضــع السياســة‬ ‫وعمــا بالق ـرار املذكــور‪ ،‬قامــت اللجنــة الدائمــة للســكان بوضــع‬
‫الســكانية‪ ،‬بــل تعدتهــا إلــى متابعــة تنفيــذ تلــك السياســة بالتعــاون مــع‬ ‫السياســة الســكانية األولــى (‪ )2014-2009‬والثانيــة (‪،)2022-2017‬‬
‫الــوزارات والهيئــات الحكوميــة وغيــرالحكوميــة املعنيــة بتنفيــذ برنامــج‬ ‫بهــدف تحســين نوعيــة حيــاة ســكان دولــة قطــرمــن مواطنيــن ومقيميــن‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫سكان | العدد ‪ | 48‬مارس ‪2021‬‬

‫مــن خــال املشــاركة فــي العديــد مــن الفعاليــات‪ ،‬والســيما اجتماعــات‬

‫املجلــس العربــي للســكان والتنميــة التابــع للمجلــس االقتصــادي‬
‫واالجتماعــي فــي جامعــة الــدول العربيــة‪ .‬أمــا علــى مســتوى التعــاون‬
‫الدولي‪ ،‬فتعمل اللجنة مع صندوق األمم املتحدة للسكان في مختلف‬
‫القضايــا املتعلقــة بالســكان والتنميــة‪ ،‬وبنـ ًـاء علــى اتفاقيــة التعــاون‬
‫املوقعــة بيــن الطرفيــن‪.‬‬
‫وســاهمت وال ت ـزال تســاهم بفاعليــة فــي مجــال التعــاون املحلــي‬
‫واإلقليمــي والعربــي والدولــي‪ ،‬وتعمــل علــى تطبيــق الخطــة اإلعالميــة‬
‫الداعمة للسياسة السكانية من خالل فريق الدعم اإلعالمي املؤلف‬
‫مــن منتســبي املكتــب الفنــي للجنــة‪.‬‬
‫ً‬
‫وختامــا‪ ،‬تفخــر اللجنــة بمــا حققتــه مــن إنجــازات‪ ،‬يعــود الفضــل فيهــا‬ ‫عملها‪ ،‬فتحقيق غايات السياسة السكانية وأهدافها مرهون بتظافر‬
‫بالدرجة األولى إلى الدعم املتواصل والرعاية املستمرة من قبل مجلس‬ ‫جهــود جميــع الــوزارات واملؤسســات والهيئــات فــي الدولــة والتنســيق‬
‫الــوزراء املوقــروإلــى التعــاون املثمــرمــع الهيئــات واملؤسســات الحكوميــة‬ ‫فيمــا بينهــا‪.‬‬
‫وغيــر الحكوميــة‪ ،‬إضافــة إلــى الجهــد الكبيــر الــذي بذلــه خب ـراء املكتــب‬ ‫وتقــوم ســت مجموعــات عمــل تشــرف عليهــا اللجنــة الدائمــة للســكان‬
‫ّ‬
‫الفنــي وباحثــوه ومجموعــات العمــل وســواهم ممــن سـ ّـهل ودعــم وســلط‬ ‫بمتابعــة تنفيــذ برنامــج عمــل السياســة الســكانية‪ ،‬حيــث تتابــع كل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الضــوء علــى عمــل هــذه اللجنــة التــي تســعى لتحقيــق حيــاة أفضــل لــكل‬ ‫مجموعــة تنفيــذ محــورا مــن املحــاور املذكــورة‪ ،‬وذلــك وفقــا الســتبانات‬
‫مــن يعيــش علــى ثــرى هــذه األرض الطيبــة‪ ،‬أرض قطــرالحبيبــة‪.‬‬ ‫صممهــا خب ـراء املكتــب الفنــي للجنــة الدائمــة للســكان لرصــد مــدى‬
‫وبهــذه املناســبة أكــد ســعادة الدكتــور صالــح بــن محمــد النابــت‪،‬‬ ‫التقــدم الــذي أحرزتــه الجهــات املعنيــة بتنفيــذ السياســة الســكانية‬
‫رئيــس اللجنــة الدائمــة للســكان ورئيــس جهــاز التخطيــط واإلحصــاء‪،‬‬ ‫واملعوقــات التــي تحــول دون ذلــك‪.‬‬
‫علــى أهميــة دور اللجنــة الدائمــة للســكان فــي متابعــة تنفيــذ السياســة‬ ‫وبنتيجــة املتابعــة الســنوية الحثيثــة لبرنامــج عمــل السياســة الســكانية‬
‫الســكانية للدولــة بالتعــاون مــع كافــة الشــركاء وتنفيــذ السياســات‬ ‫تنجــز اللجنــة التقريــر الوطنــي الســنوي عــن حالــة ســكان قطــر الــذي‬
‫ً‬
‫القطاعيــة ذات الصلــة باســتراتيجيات التنميــة الوطنيــة لدولــة قطــر‬ ‫يتــم وضعــه بيــن يــدي صنــاع القـرارفــي الدولــة التخــاذ مــا يرونــه مناســبا‬
‫‪.2022 – 2018‬‬ ‫بشــأن مــا ورد فيــه مــن مــواد علميــة تخــص الوضــع الســكاني والتنمــوي‬
‫فــي الدولــة‪.‬‬
‫إضافــة إلــى كل مــا ســبق‪ ،‬فقــد حققــت اللجنــة الدائمــة للســكان منــذ‬
‫تأسيسها وحتى يومنا هذا العديد من اإلنجازات التي يصعب حصرها في‬
‫هذا املقام؛ كإصدار‪ 18‬دراســة ضمن سلســلة ”دراســات ســكانية“‪ ،‬و‪46‬‬
‫عــدد مــن مجلــة ”ســكان“‪ ،‬و ‪ 6‬تقاريــرحــول ”حالــة ســكان قطــر“‪ ،‬إضافــة‬
‫إلــى مجموعــة مــن التقاريــروالدراســات األخــرى املنشــورة وغيــراملنشــورة‪.‬‬
‫وفــي ســياق متصــل‪ ،‬تمكنــت اللجنــة مــن تنظيــم العديــد مــن اللقــاءات‬
‫(كاليــوم القطــري للســكان الــذي يتــم االحتفــال بــه فــي شــهرأكتوبــرمــن‬
‫كل عــام) واملؤتمـرات (كاملؤتمــرالعربــي للســكان والتنميــة الــذي انعقــد‬
‫فــي الدوحــة) وورش العمــل (كالورشــة الخاصــة بأســس إدارة هجــرة‬
‫العمالــة الوافــدة‪ :‬الفــرص والتحديــات فــي دول الخليــج العربيــة)‪.‬‬
‫ومثلمــا نجحــت علــى املســتوى الوطنــي‪ ،‬فقــد تمكنــت اللجنــة الدائمــة‬
‫للسكان من تحقيق إنجازات ملحوظة على املستوى اإلقليمي والعربي‬
‫والدولي‪ ،‬حيث أثبتت حضورها في هذه الساحات‪ .‬ففي مجال التعاون‬
‫اإلقليمــي‪ ،‬تشــارك اللجنــة فــي اجتماعــات لجنــة السياســات الســكانية‬
‫بمناســبة احتفــال اللجنــة الدائمــة للســكان باليــوم القطــري للســكان‪،‬‬ ‫بــدول مجلــس التعــاون لــدول الخليــج العربيــة‪ ،‬حيــث ســاهمت بفعاليــة‬
‫أدلــى الســيد عبــد الهــادي الشــاوي بمقابلــة مــع راديــوقطــر أكــد فيــه علــى‬ ‫فــي مناقشــة اإلطــار العــام لالســتراتيجية الســكانية بــدول املجلــس‪،‬‬
‫ً‬
‫خصوصيــة هــذا االحتفــال مذكـرا بمحتــوى السياســة الســكانية لدولــة‬ ‫وتصميــم االســتبانة الخاصــة ببيانــات الســكان فــي دول املجلــس‪.‬‬
‫قطــر‪ 2022-2017‬وأهــم محاورهــا وغاياتهــا‬ ‫وكمــا ســاهمت اللجنــة فــي تعزيــز العمــل الســكاني العربــي املشــترك‬

‫‪15‬‬

‫أميــرالبــاد املفــدى املتعلقــة باملســائل الســكانية‪ ،‬ورؤيــة قطــرالوطنيــة‬
‫‪ ،2030‬وتسترشــد باملرجعيات الدولية واإلقليمية التي صادقت عليها‬
‫دولــة قطــر‪.‬‬
‫تزامــن اليــوم القطــري للســكان لهــذا العــام مــع اســتمرارتف�شــي فيــروس‬
‫س‪ :‬ومــا هــي الغايــة األساســية للسياســة الســكانية‬
‫املذ كــورة؟‬
‫الغاية األساســية للسياســة الســكانية هي‪« :‬تحقيق التوازن بين النمو‬
‫الســكاني ومتطلبــات التنميــة املســتدامة بمــا يضمــن حيــاة كريمــة‬
‫لســكان دولــة قطــر ويرتقــي بقدراتهــم ويوســع خياراتهــم ويرفــع مــن‬
‫مســتويات مشــاركتهم فــي تقــدم املجتمــع القطــري ورفعتــه»‪.‬‬
‫مــن خاللهــا التعريــف باللجنــة الدائمــة للســكان وإنجازاتهــا مــن جهــة‪،‬‬
‫س‪ :‬وكيف يمكن تحقيق الغاية املذكورة؟‬
‫لتحقيــق الغايــة املذكــورة حــددت السياســة الســكانية الجديــدة‬
‫‪ 2022-2017‬ستة محاور‪ ،‬لكل منها غاية رئيسية وعدد من األهداف‬
‫الفرعيــة‪ .‬وهــذه املحــاور هــي‪:‬‬
‫‪1 .‬الســكان والقــوى العاملــة (وهــو املحــور األهــم)‪ ،‬وغايتــه‪:‬‬
‫«التحكــم فــي معــدالت النمــو الســكاني خــال الفتــرة املمتــدة مــن‬
‫‪ 2017‬إلــى ‪ ،2022‬بمــا يــؤدي إلــى اإلصــاح التدريجــي الختــاالت‬
‫التركيبــة الســكانية»‪ .‬ومــن أهدافــه‪ :‬زيــادة عــدد املواطنيــن‪ ،‬دعــم‬
‫التوجــه نحــو اقتصــاد املعرفــة‪ ،‬الحــد مــن اســتقدام العمالــة‪،‬‬
‫التخلــص مــن العمالــة الفائضــة عــن الحاجــة‪ ،‬العمــل علــى‬
‫توزيــع متــوازن للعامليــن مــن مختلــف الجنســيات علــى املهــن‪،‬‬
‫والحــد مــن تركــز جنســيات معينــة فــي بعــض املهــن‪.‬‬
‫‪2 .‬النمــو الحضــري واإلســكان والبيئــة‪ ،‬وغايتــه‪« :‬تطويــر‬
‫واستحداث مراكزحضرية بعيدة عن الدوحة الكبرى‪ ،‬وتوفير‬
‫بيئــة عمرانيــة نظيفــة‪ ،‬وضمــان اســتدامة املــوارد الطبيعيــة»‪.‬‬
‫ومــن أهدافــه‪ :‬العمــل علــى تحويــل املراكــز الحضريــة (القائمــة‬
‫واملســتحدثة) خــارج الدوحــة إلــى مناطــق جــذب واســتقرار‬
‫للمواطــن واملقيــم‪ ،‬حــل مشــكلة الســكن للمواطنيــن واملقيميــن‪،‬‬
‫والســيما ذوي الدخــل املحــدود‪ ،‬توفيــر بيئــة عمرانيــة نظيفــة‬
‫وضمــان اســتدامة املــوارد الطبيعيــة‪ ،‬والســيما امليــاه والطاقــة‪.‬‬
‫‪3 .‬التعليــم والتدريــب والشــباب‪ ،‬وغايتــه‪ :‬االرتقــاء النوعــي بالتعليم‬
‫والتدريــب وتوســيع فــرص مشــاركة الشــباب مــن الجنســين فــي‬
‫املجتمــع وفــي الحيــاة العامــة‪ .‬ومــن أهدافــه‪ :‬تعزيــزفــرص تعليــم‬
‫وتدريب عالي الجودة‪ ،‬تعميم وتنظيم اإلرشاد األكاديمي واملنهي‬
‫فــي جميــع املؤسســات التعليميــة‪ ،‬إعــداد أجنــدة محددة للبحث‬
‫العلمــي القطــري‪ ،‬وضمــان مشــاركة الشــباب‪.‬‬
‫‪4 .‬الصحــة العامــة والصحــة اإلنجابيــة‪ ،‬وغايتــه‪ :‬االرتقــاء‬
‫بالصحــة العامــة للســكان وتحســين واقــع الصحــة اإلنجابيــة‬
‫وتوفيــرخدماتهــا بمــا يتما�شــى مــع زيــادة عــدد الســكان وتوزعهــم‬
‫الجغرافــي‪ .‬ومــن أهدافــه‪ :‬تخفيــف الضغــط علــى املرافــق‬
‫والخدمــات الصحيــة الحكوميــة‪ ،‬توفيــر البرامــج الداعمــة‬
‫سكان | العدد ‪ | 48‬مارس ‪2021‬‬
‫ً‬
‫س‪ :‬تحتفــل اللجنــة الدائمــة للســكان ســنويا فــي هــذا‬
‫الوقــت باليــوم القطــري للســكان‪ ،‬حدثنــا عــن خصوصيــة‬
‫احتفالكــم لهــذا العــام فــي ظــل جائحــة كورونــا‬
‫كورونــا املســتجد (كوفيــد‪ )-19‬الــذي أدى إلــى تداعيــات اقتصاديــة‬
‫واجتماعيــة ونفســية وصحيــة كبيــرة علــى مختلــف بلــدان العالــم‪ ،‬بمــا‬
‫فيهــا دولــة قطــر‪ .‬ولهــذا الســبب‪ ،‬احتفلــت اللجنــة الدائمــة للســكان‬
‫باليــوم القطــري للســكان ‪( 2020‬وألول مــرة منــذ صــدور ق ـرار مجلــس‬
‫الــوزراء املوقــر القا�ضــي بتنظيــم «اليــوم القطــري للســكان» فــي شــهر‬
‫أكتوبــر مــن كل عــام) عبــر وســائل التواصــل االجتماعــي التــي حاولنــا‬
‫وتســليط الضــوء علــى السياســة الســكانية لدولــة قطــر(‪)2022-2017‬‬
‫مــن جهــة ثانيــة‪.‬‬
‫س‪ :‬وفــي هــذه املناســبة‪ ،‬نرجــو أن تحدثنــا عــن منطلقــات‬
‫ومبــادئ السياســة الســكانية لدولــة قطــر ‪2022 2017-‬؟‬
‫تنطلــق السياســة الســكانية فــي دولــة قطــر مــن اعتبــار أن اإلنســان‬
‫هــو غايــة التنميــة ووســيلتها‪ .‬فاملواقــف االســتراتيجية املعبــر عنهــا فــي‬
‫الدســتور وفي خطابات وأقوال ســمو أميرالبالد املفدى‪ ،‬وفي القوانين‬
‫والتشــريعات والبرامــج املختلفــة ألجهــزة الدولــة تؤكــد كلهــا علــى غايــات‬
‫التنمية البشــرية املســتدامة في تحســين نوعية حياة الســكان وتوســيع‬
‫خيــارات األف ـراد واألســر واالرتقــاء بقدراتهــم‪ ،‬ممــا يــؤدي إلــى زيــادة‬
‫مشــاركتهم الفعالــة فــي تطويــر املجتمــع القطــري فــي جميــع املياديــن‬
‫االقتصاديــة والسياســية واالجتماعيــة والثقافيــة وغيرهــا‪.‬‬
‫وال بــد للسياســة الســكانية مــن أن تأخــذ باالعتبــار الخاصيــة املميــزة‬
‫للمجتمــع القطــري كمجتمــع متعــدد الجنســيات واألع ـراق‪ ،‬وبالتالــي‬
‫متعدد الثقافات والقيم وأنماط الســلوك‪ .‬وملا كان ســكان دولة قطر‬
‫يتكونــون مــن مواطنيــن ووافديــن تابعيــن لجنســيات مختلفــة فمــن‬
‫الواجــب الحفــاظ علــى التــوازن بيــن املواطنيــن والوافديــن وتحقيــق‬
‫تطلعــات املواطنيــن لالســتفادة التامــة مــن خي ـرات بالدهــم‪ ،‬وتحقيــق‬
‫تطلعــات املقيميــن إلــى حيــاة كريمــة تضمــن لهــم حقوقهــم وتراعــي‬
‫خصائــص كل فئــة منهــم دون اإلخــال بالقيــم العامــة للمجتمــع أو‬
‫تعريــض أمنــه واســتقراره أليــة أخطــار‪.‬‬
‫إن السياســة الســكانية فــي دولــة قطــر تحــرص علــى ضمــان حقــوق‬
‫اإلنســان للمواطنيــن واملقيميــن علــى حــد ســواء‪ :‬حــق الجميــع فــي العيش‬
‫بأمــن وســام‪ ،‬والحــق فــي العيــش فــي بيئــة ســكنية مالئمــة وآمنــة وفــي‬
‫الحصــول علــى الغــذاء الصحــي وامليــاه النقيــة‪ ،‬وحــق كل إنســان فــي‬
‫التعبيــرعــن آرائــه مــع احت ـرام آراء اآلخريــن وحقــه فــي ممارســة شــعائره‬
‫الدينيــة وحياتــه الخاصــة دون تدخــل أو إك ـراه‪.‬‬
‫كمــا ترتكــز السياســة الســكانية لدولــة قطــر علــى مجموعــة مــن‬
‫املبــادئ املســتمدة مــن أحــكام الشــريعة اإلســامية الســمحاء‪ ،‬والقيــم‬
‫املجتمعيــة للمجتمــع القطــري‪ ،‬ودســتور دولــة قطــر‪ ،‬وأقــوال ســمو‬
‫‪16‬‬
‫سكان | العدد ‪ | 48‬مارس ‪2021‬‬
‫وتضــم كل مجموعــة مــن املجموعــات الســت املكلفــة بمتابعــة تنفيــذ‬
‫ً‬
‫السياســة الســكانية عــددا مــن األعضــاء الذيــن يمثلــون الــوزارات‬
‫والهيئات املختلفة‪ .‬وبهذا يحصل املكتب الفني للجنة الدائمة للسكان‬
‫على املعلومات الخاصة بمدى تنفيذ كل وزارة أو جهة لإلجراءات التي‬
‫حددتهــا السياســة الســكانية بغيــة تحقيــق األهــداف املشــارإليهــا‪ .‬وفــي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كل عــام يصــدراملكتــب الفنــي تقريـرا تفصيليــا عــن «حالــة ســكان قطر»‬
‫يتضمن ما نفذ من أهداف وما لم ينفذ بعد‪ ،‬كما يشيرإلى التحديات‬
‫املســتقبلية وأولويــات املتابعــة‪.‬‬
‫الفاعلــة لكبــار الســن واألشــخاص ذوي اإلعاقــة فــي مختلــف‬
‫س‪ :‬دأبــت اللجنــة الدائمــة للســكان علــى توثيــق نتائــج‬
‫متابعتهــا الســنوية لبرنامــج عمــل السياســة الســكانية فــي‬
‫التقريــر الوطنــي التــي تصــدره‪ ،‬واملوســوم بــ"حالــة ســكان‬
‫قطــر‪ ،"..‬حدثنــا عــن اهميــة هــذا التقريــر ومضمونــه‪.‬‬
‫يقوم املكتب الفني للجنة الدائمة للســكان بإعداد تقريرحالة ســكان‬
‫ً‬
‫قطــرســنويا بعــد إنجــازكل مرحلــة مــن مراحــل متابعــة تنفيــذ السياســة‬
‫الســكانية‪ .‬ويهــدف هــذا التقريــر الوطنــي إلــى وضــع صانعــي الق ـرار فــي‬
‫صــورة الواقــع الســكاني علــى مختلــف مســتوياته وأبعــاده وتطوراتــه‪،‬‬
‫بعد انقضاء عام كامل على متابعة تنفيذ السياسة السكانية للدولة‪.‬‬
‫ويعتمــد التقريــرفــي مقارباتــه ومعالجاتــه للمســائل الســكانية املختلفــة‬
‫في دولة قطر‪ ،‬على عدد من املؤشرات الكمية والنوعية التي ترصدها‬
‫مجموعــات العمــل ملكلفــة بمتابعــة تنفيــذ السياســة الســكانية‪.‬‬
‫فباإلضافة إلى التقديم واملقدمة والخاتمة‪ ،‬يشتمل التقريرعلى ستة‬
‫ً‬
‫فصــول يتنــاول كل واحــد منهــا محــورا مــن محــاور السياســة الســكانية‬
‫وأبعــاده املختلفــة التــي يتــم فيهــا اســتعراض الغايــات واألهــداف‬
‫واإلج ـراءات التــي تمــت ترجمتهــا إلــى مجموعــة مــن املؤش ـرات الكميــة‬
‫والنوعيــة كأدوات منهجيــة لرصــد التقــدم املحــرز فــي تنفيــذ السياســة‬
‫ً‬
‫الســكانية‪ .‬وارتباطــا بذلــك‪ ،‬فقــد يتــم التعامــل مــع محــاور السياســة‬
‫ً‬
‫الســكانية وأبعادهــا املتعــددة وفقــا ملنهجيــة تحليليــة موحــدة تجيــب‬
‫علــى التســاؤالت األساســية اآلتيــة‪:‬‬
‫•مــا هــي التشــريعات والتدابيــر واإلج ـراءات العمليــة التــي تــم‬
‫اتخاذهــا لتحقيــق غايــات السياســة الســكانية وأهدافهــا فــي هــذا‬
‫البعــد أو ذاك مــن األبعــاد املتعــددة ملحــاور هــذه السياســة؟‬
‫•كيف تبدو الصورة اإلحصائية الراهنة لكل بعد؟‬
‫•هــل توجــد معوقــات تحــول دون تحقيــق غايــات السياســة‬
‫الســكانية وأهدافهــا فــي هــذا البعــد أو ذاك؟ ومــا طبيعتهــا إن‬
‫وجــدت؟‬
‫ً‬
‫•مــا الــذي يجــب القيــام بــه مســتقبال مــن أجــل تطبيــق خالق وأكثر‬
‫فعاليــة لبنــود السياســة الســكانية املتعلقــة بــكل محــور مــن‬
‫محــاور وأبعــاد هــذه السياســة؟‬
‫بالجديــة والحــرص علــى تســهيل مهمــة هــذه املجموعــات مــن خــال‬
‫وتســاعد اإلجابــة علــى التســاؤالت الســابقة فــي تقييــم كل مرحلــة مــن‬
‫مراحــل تنفيــذ السياســة الســكانية مــن حيــث إعطــاء صــورة شــاملة‬
‫‪17‬‬
‫للحــد مــن انخفــاض معــدالت الخصوبــة واإلنجــاب لــدى امل ـرأة‬
‫القطريــة‪.‬‬
‫‪5 .‬امل ـرأة والطفولــة‪ ،‬وغايتــه‪ :‬دعــم املشــاركة املجتمعيــة للم ـرأة‪،‬‬
‫وتوفيــر الظــروف الالزمــة لزيــادة مشــاركتها فــي قــوة العمــل مــع‬
‫املحافظــة علــى تماســك األســرة وضمــان بيئــة ســليمة لألطفــال‪.‬‬
‫ومــن أهدافــه‪ :‬دعــم املشــاركة املجتمعيــة للم ـرأة‪ ،‬ضمــان بيئــة‬
‫ســليمة فــي مختلــف مراحــل نمــو الطفــل‪.‬‬
‫‪6 .‬كبــارالســن واألشــخاص ذوو اإلعاقــة‪ ،‬وغايتــه‪ :‬تعزيــزاملشــاركة‬
‫األنشــطة املجتمعيــة‪ ،‬وتمكينهــم مــن االندمــاج فــي املجتمــع‪،‬‬
‫والتحســين املتواصــل لوســائل رعايتهــم‪ .‬ومــن أهدافــه‪ :‬تمكيــن‬
‫كبــار الســن واألشــخاص ذوي اإلعاقــة مــن املشــاركة بفعاليــة‬
‫فــي األنشــطة املجتمعيــة‪ ،‬العمــل علــى تطويــروتحســين خدمــات‬
‫الرعايــة املقدمــة للفئتيــن‪.‬‬
‫س‪ :‬نعلــم بــأن إحــدى أهــم مهــام اللجنــة الدائمــة للســكان‬
‫تتمثــل بمتابعــة تنفيــذ برنامــج عمــل السياســة الســكانية‪،‬‬
‫حدثنــا عــن نظــام املتابعــة املعمــول بــه مــن قبلكــم؟‬
‫إن عمليــة الرصــد واملتابعــة جــزء ال يتج ـزأ مــن إدارة املشــاريع‪ ،‬إذ أنهــا‬
‫تأتي لتكمل أعمال تنفيذ املشروع وتساعد في التأكد من أن املشروع‬
‫يحقــق األهــداف املرجــوة منــه‪.‬‬
‫لهــذا ارتــأت اللجنــة الدائمــة للســكان تشــكيل مجموعــات عمــل ممثلــة‬
‫ملختلف وزارات الدولة ومؤسساتها الحكومية وغيرالحكومية‪ .‬وتعمل‬
‫هــذه املجموعــات بإشـراف خب ـراء وباحثــي املكتــب الفنــي للجنــة‪ ،‬حيــث‬
‫تقــوم برصــد ومتابعــة تنفيــذ كل إج ـراء نوعــي أو كمــي مــدرج فــي وثيقــة‬
‫السياســة الســكانية لدولــة قطــر‪ ،2022-2017‬وذلــك بحســب الجهــة‬
‫الرئيســية والفرعيــة املعنيــة بتطبيــق هــذا اإلجـراء أو ذاك‪ .‬وفــي كل عــام‬
‫تقــدم هــذه املجموعــات نتائــج عمليــة رصدهــا ومتابعتهــا لتنفيــذ برنامــج‬
‫عمــل السياســة الســكانية للمكتــب الفنــي للجنــة الــذي يقــوم بــدوره‬
‫بتدقيقهــا ومراجعتهــا ومــن ثــم إدراجهــا فــي التقريــر الوطنــي الســنوي‬
‫املوســوم ب ـ «حالــة ســكان قطــر»‪ ،‬ومــن ثــم رفعــه ملجلــس الــوزراء املوقــر‬
‫إلبــداء الـرأي فيــه قبــل اعتمــاده للنشــر‪.‬‬
‫س‪ :‬كيــف تقيمــون تعــاون الجهــات الحكوميــة وغيــر‬
‫الحكوميــة املعنيــة بتنفيــذ السياســة الســكانية مــع‬
‫مجموعــات العمــل املكلفــة مــن قبــل اللجنــة بمتابعــة‬
‫ا لتنفيــذ ؟‬
‫يتميــز التعــاون القائــم بيــن الجهــات املعنيــة بتنفيــذ برنامــج عمــل‬
‫السياســة الســكانية ومجموعات العمل املكلفة بمتابعة هذا البرنامج‬
‫التفاعــل معهــا إلــى أق�صــى حــد ممكــن وتقديــم الدعــم الــازم لهــا ملــا فــي‬
‫ذلــك مــن مصلحــة وطنيــة ســتعود علــى الجميــع بالنفــع دون اســتثناء‪.‬‬

‫س‪ :‬ذكرتــم بــأن دولــة قطــرقــد نجحــت فــي مواجهــة فيــروس‬
‫كورونــا بســبب صمــود نظــام الرعايــة الصحيــة القطــري‪،‬‬
‫وبمــا أن أحــد محــاور السياســة الســكانية يتعلــق بقضايــا‬
‫ً‬
‫الصحــة فــي الدولــة‪ ،‬نرجــو أن تحدثنــا قليــا عــن هــذا‬
‫القطــاع فــي ظــل انتشــار جائحــة كورونــا‪.‬‬
‫بشــهادة منظمــة الصحــة العامليــة الــواردة علــى لســان مديرهــا اإلقليمــي‬
‫لشرق املتوسط‪ ،‬الدكتور أحمد املنظري‪ ،‬تمكنت دولة قطر‪ ،‬بفضل‬
‫نظامهــا الصحــي القــوي‪ ،‬مــن التعامــل باقتــدار مــع جائحــة فيــروس‬
‫كورونــا املســتجد (كوفيــد‪)19 -‬؛ فدولــة قطــر واحــدة مــن الــدول التــي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫تمتلــك نظامــا صحيــا متقدمــا علــى املســتوى الوقائــي والعالجــي‪ ،‬ولديهــا‬
‫خطــط واضحــة للتأهــب واالســتجابة للطــوارئ الصحيــة واألوبئــة مــن‬
‫خــال االســتعانة بكــوادر صحيــة عاليــة التدريــب ومؤسســات صحيــة‬
‫مجهــزة بــكل املســتلزمات املطلوبــة‪.‬‬
‫فمنــذ اليــوم األول لتأكيــد الحالــة األولــى فــي قطــرفــي ‪ 27‬فبرايــر‪،2020‬‬
‫اتخــذت دولــة قطــركافــة اإلجـراءات والتدابيــرالتــي تميــزت بالشــفافية‪،‬‬
‫والسرعة في اتخاذ القرارات املناسبة في الوقت املناسب‪ ،‬والتي قامت‬
‫علــى ركائــزأساســية‪ ،‬هــي‪ :‬إجـراء فحــص الكشــف عــن فيــروس كورونــا‬
‫وتوفيــر العــاج الــازم باملجــان للجميــع‪ ،‬وتوفيــر ظــروف معيشــة وبيئــة‬
‫عمــل آمنــة للجميــع‪ ،‬وتنفيــذ حمــات توعويــة حــول التدابيــر الوقائيــة‬
‫ملكافحــة فيــروس كورونــا‪ ،‬األمــرالــذي ســاهم فــي توفيــراألمــان الصحــي‬
‫للمواطنيــن واملقيميــن‪ ،‬علــى حــد ســواء‪ ،‬وجعــل األوضــاع كلهــا تحــت‬
‫الســيطرة‪ ،‬والحيلولــة دون تهديــد الفيــروس للمجتمــع‪.‬‬
‫ورغم ذلك‪ ،‬فقد علمتنا جائحة كورونا أن املدن لن تصبح مستدامة‬
‫صممت من منظور صحي‪.‬‬ ‫وقادرة على الصمود في وجه األوبئة إال إذا ُ‬
‫ً‬
‫واملدينــة الصحيــة هــي التــي تعمــل دائمــا علــى تحســين الجوانــب البيئيــة‬
‫واالجتماعية واالقتصادية املؤثرة على الصحة‪ ،‬وذلك ألن صحة املرء‬
‫هي نتيجة للظروف السائدة في املنزل أو في املدرسة أو في مكان العمل‬
‫مثلمــا هــي نتيجــة ملســتوى الجــودة فــي مرافــق تقديــم الرعايــة الصحيــة‪.‬‬
‫بنـ ًـاء عليــه‪ ،‬فــإن التحــدي املرتبــط باملــدن الصحيــة يتمثــل بالقــدرة علــى‬
‫إنشــاء نظــام إنــذارمبكــرفــي هــذه املــدن للتنبــؤ باألوبئــة واألمـراض عبــر‬
‫مراقبــة شــبكة الصــرف الصحــي‪ ،‬وبدعــم الســلوك الحضــري الصحــي‬
‫والســليم للمواطنيــن‪ ،‬مــن خــال وضــع التصميمــات الهندســية أو‬
‫العمرانية التي تتيح لساكني هذه املدن ممارسة السلوكيات الصحية‬
‫داخــل النطــاق العمرانــي‪.‬‬
‫اآلثــار التــي ســتتركه جائحــة كورونــا علــى دول العالــم بمــن فيهــا دولــة‬
‫س‪ :‬وفــي الختــام‪ ،‬أرجــو أن تحدثنــا عــن املرحلــة القادمــة‬
‫مــن مراحــل متابعــة تنفيــذ السياســة الســكانية مــن حيــث‬
‫موعــد انطالقهــا‪ ،‬واألولويــات التــي ســتركز عليها‪...‬والــخ؟‬
‫املرحلة القادمة هي املرحلة الرابعة من مراحل متابعة تنفيذ السياسة‬
‫الســكانية لدولــة قطــر‪ ،‬والتــي ســتنطلق فــي نوفمبــر ‪ 2020‬وتنتهــي فــي‬
‫أكتوبــر ‪ ،2021‬حيــث سيباشــر املكتــب الفنــي للجنــة الدائمــة للســكان‬
‫بإعــداد برنامــج العمــل الخــاص بهــذه املرحلــة فــي مطلــع شــهرنوفمبــر‪.‬‬
‫سكان | العدد ‪ | 48‬مارس ‪2021‬‬
‫(نوعيــة وكميــة) حــول الوضــع الراهــن ملحــاور السياســة الســكانية‬
‫املتعــددة وأبعادهــا‪ ،‬وتســليط الضــوء علــى التحديــات التــي تواجههــا‪،‬‬
‫وتحديــد أولويــات املرحلــة التاليــة مــن مراحــل متابعــة تنفيذهــا‪.‬‬
‫ً‬
‫س‪ :‬وارتباطــا بســؤالنا الســابق‪ ،‬نرجــو أن تحدثنــا عــن‬
‫حيثيــات إعــداد تقريــر حالــة ســكان قطــر لهــذا العــام‪،‬‬
‫ً‬
‫وفيمــا إذا كان ســيتضمن تقييمــا لتداعيــات وبــاء كورونــا‬
‫(كوفيــد‪ )-19‬علــى الســكان والتنميــة فــي قطــر أم ال؟‬
‫تزامــن إعــداد تقريــرحالــة ســكان قطــر‪ 2020‬مــع اســتمرارتف�شــي وبــاء‬
‫كورونــا (كوفيــد‪ )-19‬الــذي اســتطاع أن يجبــرمعظــم دول العالــم علــى‬
‫تطبيــق الحجــر املنزلــي وحظــر االنتقــال وتعليــق النشــاطات الثقافيــة‬
‫واالجتماعيــة‪ ،‬والــذي خلــق أزمــات صحيــة واقتصاديــة واجتماعيــة‬
‫ونفسية وغيرها من االزمات التي أثرت على مختلف الفئات السكانية‪،‬‬
‫وال ســيما الفئــات األكثــرهشاشــة‪ ،‬كامل ـرأة والطفــل وكبــارالســن وذوي‬
‫اإلعاقــة‪ .‬فبحســب تقريــرالتنميــة املســتدامة ‪ 2020‬األخيــر‪ ،‬والصــادر‬
‫عــن هيئــات األمــم املتحــدة العاملــة فــي املنطقــة العربيــة‪ ،‬وعلــى رأســها‬
‫اللجنــة االجتماعيــة واالقتصاديــة لغــرب آســيا (اإلســكوا)‪ ،‬فــإن الوبــاء‬
‫ّ‬
‫ســيقلص إمكانيــة تحقيــق األهــداف الخاصــة بالتنميــة املســتدامة‪،‬‬
‫مثــل القضــاء علــى الفقــر والجــوع‪ ،‬وضمــان الصحــة والرفــاه‪ ،‬وتوفيــر‬
‫العمــل الالئــق والنمــو االقتصــادي‪ ،‬وســوف يهــم ذلــك بالخصــوص‬
‫بعــض الــدول العربيــة التــي تسـ ّـجل أعلــى مســتويات فــوارق فــي الدخــل‬
‫جيــد‪ ،‬ومســتويات‬ ‫فــي العالــم‪ ،‬ورعايــة صحيــة متدنيــة‪ ،‬وتعليمـ ًـا غيــر ّ‬
‫عالية من البطالة ومن عدم املســاواة بين الجنســين‪ ..‬وهو ما يزيد من‬
‫صعوبــة تحقيــق خطــة التنميــة املســتدامة ‪ 2030‬بالنســبة إلــى الكثيــر‬
‫مــن هــذه الــدول‪.‬‬
‫وكغيرهــا مــن بلــدان العالــم األخــرى‪ ،‬تأثــرت دولــة قطــر مــن تداعيــات‬
‫اإلغــاق العالمــي بســبب هــذا الوبــاء‪ .‬ورغــم ذلــك نجحــت قطــرإلــى حــد‬
‫كبيــرفــي مواجهــة هــذا الفيــروس باقتــدارمبنــي على ثــاث ركائزأساســية‪،‬‬
‫هــي‪ :‬حمايــة املواطنيــن واملقيميــن فــي قطــروضمــان صمــود نظــام الرعاية‬
‫الصحيــة‪ ،‬وضمــان أن يكــون التأثيــرعلــى االقتصــاد واملجتمــع فــي أدنــى‬
‫مســتوى‪ ،‬وااللت ـزام بمســؤوليات الدوليــة والوقــوف مــع الــدول األخــرى‬
‫التــي هــي فــي حاجــة للمســاعدة‪.‬‬
‫ولصعوبــة رصــد التداعيــات الناجمــة عــن فيــروس كورونــا املشــارإليهــا‬
‫بدقــة فــي الوقــت الحالــي‪ ،‬إذ ال يـزال مــن املبكــرالتقديــرالدقيــق لحجــم‬
‫ً‬
‫قطر‪ ،‬يمكن مستقبال إجراء دراسة معمقة بعد انتهاء هذه الجائحة‪،‬‬
‫يشــارك فيهــا خب ـراء يمثلــون الفعاليــات االقتصاديــة والديموغرافيــة‬
‫والصحية والتعليمية وسواها من الفعاليات ذات العالقة في الدولة‪،‬‬
‫وذلــك مــن أجــل حصــر الجوانــب املختلفــة لهــذه التداعيــات ووضــع‬
‫اآلليــات املناســبة ملواجهتــا بمــا يضمــن تصحيــح العالقــة بيــن الســكان‬
‫والتنميــة‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫سكان | العدد ‪ | 48‬مارس ‪2021‬‬
‫وقد تمت مناقشة مختلف النقاط الواردة في سبعة‬
‫بنود التي كانت كالتالي‪:‬‬
‫السياســة الســكانية الجديــدة‪ ،‬ســيتم تضميــن هــذا البرنامــج بخطــة‬
‫البند األول‪ :‬الدورة العادية األولى للمجلس العربي‬
‫للسكان والتنمية‬
‫‪-‬وفيــه تــم عــرض التقريــر الــذي أعدتــه األمانــة الفنيــة للمجلــس‬
‫حــول دور املجالــس واللجــان الوطنيــة للســكان فــي االســتجابة‬
‫ً‬
‫والتصــدي لجائحــة كورونــا‬
‫ومكثفــا ملنهجيــة العمــل فــي هــذه املرحلــة‪ ،‬وإرشــادات مــلء اســتبانة‬
‫البند الثاني‪ :‬بلورة االستراتيجية العربية للتخطيط‬
‫السكاني‬
‫‪-‬وخاللــه تــم إق ـرار النســخة األوليــة وإعــداد الخطــة التنفيذيــة‬
‫لالســتراتيجية العربيــة للتخطيــط الســكاني‪ .‬وتــم التأكيــد علــى‬
‫أن االســتراتيجية بصــدد اإلنجــازتعتبــرتخطيطــا ســكانيا وليســت‬
‫اســتراتيجية أو سياســة ســكانية وأنهــا جــاءت لتشــخيص الوضــع‬
‫الســكاني واالجتماعــي‪ .‬التحليــل الرباعــي املعتمــد وعلــى رأســها‪:‬‬
‫مبــررات االســتراتيجية‪ .‬الرؤيــة والقيــم‪ ،‬تشــخيص الوضــع‬
‫الســكاني فــي الــدول العربيــة ومــا يتضمنــه مــن ديناميــات ســكانية‬
‫فــي املنطقــة وآفــاق تطورهــا‪ ،‬العائــد الديمغرافــي‪ ،‬بعــض املالمــح‬
‫االجتماعيــة واالقتصاديــة للــدول العربيــة وأثــر أزمــة كوفيــد‬
‫‪ ،19‬السياســات الســكانية والتخطيــط الســكاني فــي البلــدان‬
‫العربيــة والتحديــات التــي تواجــه املنطقــة العربيــة فيمــا يتصــل‬
‫بالتخطيــط الســكاني‪.‬‬
‫‪-‬وسترســل النســخة األوليــة للــدول عبــراملندوبيــات فــي أواخــرشــهر‬
‫ينايــر‪ 2021‬لوضــع مرئياتهــا عليهــا قبــل تعميمهــا‪.‬‬
‫عقــد املجلــس العربــي للســكان والتنميــة اجتمــاع الــدورة العاديــة‬
‫البند الثالث‪ :‬تداعيات جائحة فيروس كورونا‬
‫‪-‬وخالله تم إعداد ورقة حول الوضع الوبائي والسكان في الدول‬
‫العربيــة بهــدف توفيــر البيانــات واإلحصــاءات الخاصــة بتحليــل‬
‫تداعيــات جائحــة كوفيــد‪ -19‬علــى الفئــات الســكانية املختلفــة‬
‫وفقــأ لعــدة عوامــل ديموغرافيــة مثــل (النــوع االجتماعــي‪ ،‬الفئــة‬
‫العمريــة‪ ،‬التوزيــع الجغرافــي)‪.‬‬
‫‪-‬وقد تم مناقشة ثالثة أقسام وهي كاآلتي‪:‬‬
‫‪-‬تعثــرالــدول العربيــة فــي االســتفادة مــن العائــد الديمغرافــي بســبب‬
‫الجائحــة‪ ،‬وقــد تــم االتفــاق علــى عقــد اجتمــاع للخبـراء عبــرتقنية‬
‫االتصــال املرئــي لدراســة آثــارالجائحــة علــى تحقيــق ثمــارالعائــد‬
‫الديمغرافــي‪ ،‬باإلضافــة إلــى إعــداد ورقــة حــول العائــد الديمغرافي‬
‫فــي الــدول العربيــة وخاصــة خــال الجائحــة وتعميمها على الدول‬
‫األعضــاء‪.‬‬
‫‪-‬القســم الثانــي حــول اســتعداد الــدول ملواجهــة الكــوارث‬
‫واألزمــات‪ ،‬وقــد تــم االتفــاق علــى عقــد ورشــات عمــل لتعزيــز‬
‫قــدرات املجالــس واللجــان الوطنيــة للســكان فــي هــذا املجــال‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫ً‬
‫وحرصــا مــن املكتــب الفنــي للجنــة الدائمــة للســكان علــى ضبــط إيقــاع‬
‫العمــل وتوحيــده بيــن مجموعــات العمــل الســت املكلفــة بمتابعــة تنفيــذ‬
‫زمنيــة لــكل خطــوة مــن خطــوات املتابعــة‪ ،‬وباســتبانة املتابعــة التــي تعــد‬
‫أداة منهجيــة لرصــد الواقــع الســكاني لدولــة قطــر‪ ،‬والتــي ســتصمم‬
‫بطريقــة فنيــة تتيــح ملجموعــات العمــل بتعبئتهــا وإعادتها للمكتب الفني‬
‫ً‬
‫للجنة إلكترونيا بيسروسهولة مرفقة بصور عن الوثائق ذات الصلة‪.‬‬
‫ً‬
‫إضافــة إلــى مــا ســبق‪ ،‬فســيتضمن البرنامــج املذكــور عرضــا مبســطا‬
‫ً‬
‫املتابعــة التــي يمكــن أن تســهل علــى مجموعــات العمــل الكيفيــة التــي‬
‫تتــم بموجهــا عمليــة تســجيل البيانــات الكميــة والنوعيــة بدقــة عاليــة‬
‫ً‬
‫وتوثيــق مصادرهــا أصــوال‪ ،‬إذ لــن تكــون أليــة معلومــة قيمــة تذكــرإذا لــم‬
‫تكــن مســندة بصــورة صحيحــة‪.‬‬
‫وســيجتمع خب ـراء املكتــب الفنــي وباحثــوه املكلفــون باإلش ـراف علــى‬
‫مجموعــات العمــل الســت برئيــس وأعضــاء كل واحــدة مــن هــذه‬
‫املجموعــات ملناقشــة أولويــات املرحلــة الثالثــة بالنســبة لــكل محــور‬
‫مــن محــاور السياســة الســكانية الســتة‪ ،‬حيــث ســيقدم املكتــب الفنــي‬
‫ً‬
‫جــدوال يتضمــن خالصــة بنتائــج املرحلــة الثالثــة مــن مراحــل املتابعــة فــي‬
‫كل محــور مــن املحــاور الســتة املعتمــدة فــي وثيقــة السياســة الســكانية‪،‬‬
‫كأساس لتحديد أولويات املرحلة الرابعة‪ ،‬والتي ستركزعلى تداعيات‬
‫جائحــة كورنــا علــى قضايــا الســكان والتنميــة‪.‬‬
‫مشاركة املكتب الفني للجنة الدائمة للسكان في‬
‫اجتماع املجلس العربي للسكان والتنمية الدورة‬
‫العادية الثانية (‪ 21‬ديسمبر‪)2020‬‬
‫الثانيــة والــذي شــاركت فــي أعمالــه اللجنــة الدائمــة للســكان عبــر‬
‫تقنيــة املايكروســوفت تيــم فــي يــوم ‪ 21‬ديســمبر ‪ .2020‬وقــد شــارك فــي‬
‫االجتمــاع كل مــن الســيد‪ /‬ســلطان علــي الكــواري نائــب رئيــس اللجنــة‬
‫الدائمــة للســكان ‪-‬جهــازالتخطيــط واالحصــاء‪ ,‬والســيد ‪ /‬عبــد الهــادي‬
‫الشاوي مديراملكتب الفني للجنة الدائمة للسكان – جهازالتخطيط‬
‫واإلحصــاء‪.‬‬
‫كمــا شــارك فــي هــذا االجتمــاع خبـراء ومســؤولون مــن املجالــس واللجــان‬
‫الوطنية للسكان من ‪ 15‬دول عربية‪ ،‬وهي‪ :‬اململكة األردنية الهاشمية‪،‬‬
‫اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬الجمهوريــة التونســية‪ ،‬الجمهوريــة‬
‫الجزائريــة‪ ،‬جمهوريــة الســودان‪ ،‬ســلطنة عمــان‪ ،‬دولــة قطــر‪ ،‬دولــة‬
‫الكويــت‪ ،‬دولــة ليبيــا‪ ،‬جمهوريــة مصــر العربيــة‪ ،‬اململكــة املغربيــة‪،‬‬
‫الجمهوريــة اإلســامية املوريتانيــة‪ ،‬جمهوريــة الصومــال‪ ،‬الجمهوريــة‬
‫اليمنيــة وجمهوريــة الع ـراق‪.‬‬

‫والسياســات الســكانية التــي يمكــن للــدول العربيــة اتخاذهــا ملواجهــة‬
‫عواقب الجائحة وخاصة على الفئات االجتماعية املتضررة والفئات‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫األكثــرضعفــا‪ .‬كمــا بحــث االجتمــاع عــددا مــن الســيناريوهات املتعلقــة‬
‫باإلصابات والوفيات املتوقعة‪ ،‬والتي من شأنها أن تساعد على تقديم‬
‫تصور حول ما قد يحدث في املستقبل لتف�شي الفيروس‪ ،‬واستخدام‬
‫هــذه الســيناريوهات كأداة لتخطيــط السياســات واالســتراتيجيات‬
‫املســتقبلية للمســاهمة فــي التخفيــف مــن آثــار الجائحــة‪ .‬كمــا بحــث‬
‫املشــاركون دور املجالــس واللجــان الوطنيــة للســكان فــي تعزيــز‬
‫االســتجابات الوطنيــة للحــد مــن انتشــارالجائحــة وآثارهــا علــى الســكان‬
‫وأهم التحديات في هذا الشأن‪ ،‬وكذلك ُس ُبل االستفادة من التجارب‬
‫الفضلى في مواجهة الفيروس والحد من انتشاره‪.‬‬ ‫العربية واملمارسات ُ‬
‫كما تم عرض فيلم وثائقي قصيرعن «آثارجائحة كورونا وما تسببت‬
‫بــه مــن اض ـراراقتصاديــة واجتماعيــة وصحيــة ونفســية علــى مختلــف‬
‫الفئــات الســكانية فــي العالــم العربــي» ‪ .‬يوثــق الفيلــم هــذه املرحلــة التــي‬
‫يشهدها العالم بأكمله وحالة السكان في املنطقة العربية خالل هذه‬
‫االزمــة‪ ،‬ويســتعرض وقــع الجائحــة علــى الفئــات الســكانية التــي تشــمل‪:‬‬
‫النســاء والفتيات‪ ،‬كبارالســن‪ ،‬الشــباب واألطفال‪ ،‬وكيفية تعامل كل‬
‫منهــم مــع العواقــب والتداعيــات الناتجــة عــن الجائحــة وخصوصــا علــى‬
‫الفئــات االكثــر هشاشــة وتضــررا (الفق ـراء‪ ،‬الالجئيــن‪ ،‬العمالــة الغيــر‬
‫منتظمــة‪ ،‬العمالــة الوافــدة‪ ،‬األســراملعــوزة وخاصــة تلــك التــي ترأســها‬
‫النســاء)‪ ،‬كمــا يلقــي الضــوء علــى القضايــا الســكانية التــي ظهــرت خــال‬
‫االزمــة والتأكيــد علــى ضــرورة عــدم إغفــال أي منهــا‪.‬‬
‫وبغــرض تعزيــز اســتجابة املجالــس واللجــان الوطنيــة للســكان فــي‬
‫مواجهة ازمة فيروس كورونا املستجد‪ ،‬كلفت األمانة الفنية للمجلس‬
‫خبيرين إلعداد دليل لتعزيزالقدرات ودعم التطويراملؤس�سي ألعضاء‬
‫املجلــس العربــي للســكان والتنميــة وتمكينهــم مــن املســاهمة فــي تحقيــق‬
‫اهــداف التنميــة املســتدامة وبرنامــج عمــل املؤتمــر الدولــي للســكان‬
‫وادماجهــم ضمــن البرامــج االســتراتيجية للمجالــس واللجــان الســكانية‬
‫ً‬
‫وخططهــا التنفيذيــة‪ .‬ويجــرى اآلن طباعــة هــذا الدليــل اســتعدادا‬
‫إلصــداره وتوزيعــه علــى الــدول األعضــاء‪.‬‬
‫سكان | العدد ‪ | 48‬مارس ‪2021‬‬
‫البند الرابع‪ :‬تبادل الخبرات واستعراض أفضل‬
‫املمارسات في مجال السكان والتنمية‬
‫‪-‬وفيــه تمــت مقارنــة التجــارب الفنيــة واســتعراض أفضــل‬
‫املمارســات فــي تطبيــق السياســات الســكانية وبحــث ســبل نقــل‬
‫املعرفــة وتبــادل الخب ـرات فــي مجــال الســكان والتنميــة (تجربــة‬
‫الســودان‪/‬االردن)‬
‫البند الخامس‪ :‬الدورة (‪ )54‬من لجنة السكان‬
‫والتنمية‬
‫‪-‬وخالله تم تحضيروتنسيق املواقف العربية للمشاركة بالدورة‬
‫(‪ )54‬مــن لجنــة الســكان والتنميــة وموضوعهــا « الســكان واألمــن‬
‫الغذائي والتغذية والتنمية املســتدامة»‬
‫البند السادس‪ :‬مؤشرالسكان والتنمية‬
‫‪-‬وفيــه تــم تعريــف الــدول العربيــة بمؤشــر الســكان والتنميــة‬
‫‪ PDCI‬وتدريبهــم علــى كيفيــة الحصــول علــى البيانــات الخاصــة به‬
‫وذلــك مــن خــال عقــد ورشــة تدريبيــة ألعضــاء املجالــس العربيــة‬
‫للســكان والتنميــة هدفهــا تعزيــز القــدرات للتعامــل مــع هــذه‬
‫البيا نــات‪.‬‬
‫البند السابع‪ :‬تحديد نقاط االتصال بالدول‬
‫العربية‪.‬‬
‫‪-‬وفيــه تــم تحديــد نقــاط االتصــال الخاصــة بالجهــة املعنيــة بملف‬
‫الســكان فــي كل مــن الــدول العربيــة ملتابعــة ملــف املجلــس العربــي‬
‫للســكان والتنميــة‬
‫كمــا ناقــش املشــاركون خــال االجتمــاع االنعكاســات املحتملــة لجائحــة‬
‫فيــروس كورونــا املســتجد علــى مســتقبل الســكان فــي العالــم العربــي‪،‬‬
‫والتحديــات التــي تواجــه الــدول فــي احتــواء تداعيــات الجائحــة فــي‬
‫املجــاالت االقتصاديــة واالجتماعيــة والصحيــة‪ ،‬وكذلــك اإلج ـراءات‬
‫‪20‬‬
‫سكان | العدد ‪ | 48‬مارس ‪2021‬‬

‫مشاركة المكتب الفني للجنة الدائمة للسكان في أعمال‬

‫المؤتمر الدوحة الدولي الرابع للمكفوفين تحت عنوان‪:‬‬
‫"التنشئة االجتماعية للطفل الكفيف"‬
‫‪ 11‬ــــ ‪ 13‬أكتوبر ‪2020‬‬
‫شــارك املكتــب الفنــي للجنــة الدائمــة للســكان فــي املؤتمــرالدولــي الرابــع‬
‫للمكفوفيــن والــذي ينظمــه االتحــاد العربــي للمكفوفيــن مــن مقــره‬
‫فــي الدوحــة عبــر تقنيــة االتصــال املرئــي‪ ،‬تحــت عنــوان‪« :‬التنشــئة‬
‫االجتماعية للطفل الكفيف «خالل الفترة من‪ 11‬ـ ـ ‪ 13‬أكتوبر‪»2020‬‬
‫‪ ،‬وقــد عــرف هــذا املؤتمــرمشــاركة دوليــة وعربيــة ومحليــة‪ .‬كمــا ناقــش‬
‫املؤتمرعلى مدارثالث ايام من خالل أربع جلسات‪ ،‬عشرأوراق عمل‬
‫مقدمــة مــن ســبع دول‪.‬‬
‫ً‬
‫وتنــاول املشــاركون عــددا مــن املواضيــع املتعلقــة باألشــخاص ذوي‬
‫اإلعاقــة ضمــن جلســات حواريــة متعــددة مــن خــال محــاور أهمهــا دور‬
‫األســرة فــي تنشــئة الطفــل الكفيــف ودمــج الطفــل الكفيــف فــي املجتمــع‬
‫وتنميــة املهــارات العلميــة والثقافيــة للطفــل الكفيــف‪.‬‬
‫وأوضــح الدكتــور خالــد النعيمــي رئيــس االتحــاد العربــي للمكفوفيــن‬
‫العديــد مــن املــوارد املؤسســية واملجتمعيــة التــي تدعــم هــذه األســر‬ ‫أن مؤتمــرالدوحــة الدولــي الرابــع املعنــي بالتنشــئة االجتماعيــة للطفــل‬
‫وتقــدم لهــا مــا تحتاجــه‪.‬‬ ‫الكفيــف‪ ،‬ســيضع توصيــات تعالــج قضايــاه ســواء فــي املجتمــع املدنــي‬
‫أو عــن طريــق املجتمــع الحكومــي فــي محاولــة للتغلــب علــى مــا يعانيــه‬
‫دمج الطفل الكفيف في املجتمع‬ ‫مــن تحديــات اجتماعيــة واقتصاديــة علــى مســتوى العالــم العربــي‪،‬‬
‫ويتنــاول عــدة محــاور مــن أهمهــا دمــج الطفــل الكفيــف فــي األســرة وفــي‬ ‫مــن خــال تعزيــز بنــاء القــدرات الوطنيــة للطفــل الكفيــف ودمجــه فــي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫املدرســة ثقافيــا ورياضيــا ومجتمعيــا كمــا أن موضــوع الدمــج يشــغل‬ ‫ـاال‪ ،‬عــن طريــق تكريــس النهــج التنمــوي‬ ‫املجتمــع ليكــون عنص ـرا فعـ‬
‫املهتميــن والباحثيــن فــي قضايــا االعاقــة وقضايــا املكفوفيــن لرفــع الوعــي‬ ‫الداعم والقائم على التمكين والحقوق‪ ،‬واستعراض جهود دولة قطر‬
‫لــدى املجتمــع بصفــة عامــة‪.‬‬ ‫لتعزيــز التنميــة البشــرية ضمــن رؤيــة قطــر الوطنيــة‪.2030‬‬
‫ً ً‬
‫وتشــيراألبحــاث إلــى أن املجتمعــات األوربيــة تعتمــد اعتمــادا كليــا علــى‬
‫عمليــة دمــج الكفيــف علــى نطــاق واســع‪ ،‬كمــا يمكــن اعتبــار جامعــة‬ ‫أهداف ونتائج المؤتمر‪:‬‬
‫األزهــر مــن أبــرز املؤسســات التــي قامــت بعمليــة الدمــج علــى املســتوى‬
‫العربــي‪.‬‬ ‫التنشئة االجتماعية‬
‫ويمكن اعتبارالدمج كوسيلة تساهم في تعليم األطفال الذين يعانون‬ ‫وتعــرف التنشــئة االجتماعيــة فــي تكويــن شــخصية الطفــل وأفــكاره‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مــن حاجــات خاصــة وذلــك عــن طريــق عمليــة التمــدرس‪ .‬حيــث ان‬ ‫ومعتقداتــه ونفســيته منــذ الصغــروحتــى مراحــل نمــوه تطــورا ملحوظــا‪.‬‬
‫هــذه العمليــة تمكــن األطفــال املكفوفيــن مــن اكتســاب مهــارات جديــدة‬ ‫وبالتالي فأن تبني الوالدين ألي اسلوب من أساليب التنشئة سيلعب‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫تســاهم فــي تطويــر وتكويــن شــخصيتهم خــال املراحــل التعليميــة‬ ‫دورا محوريــا فــي التأثيــر علــى الطفــل ســلبا أو ايجابــا‪ .‬كونهمــا مقدميــن‬
‫ً‬
‫املختلفــة‪ .‬وقــد اكــد الباحثــون أن الدمــج فــي مرحلــة مــا قبــل املدرســة‬ ‫الرعايــة األساســية للطفــل وينجــذب الطفــل بشــكل فطــري عاطفيــا إلــى‬
‫يكت�سي أهمية بالغة لكونه يمكن الطفل من املفاهيم االساسية كما‬ ‫املحيطيــن بــه وعلــى رأســهم الوالديــن ويتعلــق بهــم‪.‬‬
‫انهــا مرحلــة املصارحــة بيــن االطفــال فــي هــذه املرحلــة‪.‬‬ ‫وقــد تــم توضيــح أهميــة هــذه املراحــل األولــى مــن حيــاة الطفــل كونهــا‬
‫وقد ظهرت حركة الدمج في الستينات والسبعينات من القرن املا�ضى‬ ‫تنعكــس علــى حياتــه وعلــى عالقاتــه وأهميــة الترابــط العاطفــي اآلمــن‬
‫وتبنــت الــدول املتقدمــة هــذه الفكــرة لصالــح األطفــال ذوي اإلعاقــة‬ ‫الــذي ينشــأ بيــن الوالديــن والطفــل‪ .‬كمــا أن قــدرة الوالديــن علــى‬
‫ً‬
‫البصريــة ووضعهــم فــي بيئــة أقــل تقيــدا وايجــاد نظــام تربــوي يتســم‬ ‫تقديــم الدعــم للطفــل ذو االعاقــة تتطلــب مســتوى عالــي مــن الوعــي‬
‫بالعدالــة االجتماعيــة والتعليــم للجميــع‪ .‬وممــا ال شــك فيــه أن التوجــه‬ ‫بطبيعــة االعاقــة وماهيتهــا وكيفيــة التعامــل معهــا وتقبلهــا‪ .‬باإلضافــة‬
‫الســائد هــو نحــو مدرســة فعالــة باســتطاعتها تلبيــة احتياجــات جميــع‬ ‫إلــى أهميــة فهــم الطفــل وطبيعتــه وفهــم مــا يحتاجــه لكــي ينمــو بشــكل‬
‫الطلبــة دون اســتثناء وعليــه فــأن دمــج ذوي اإلعاقــة البصريــة أصبــح‬ ‫صحــي ويتعايــش مــع إعاقتــه ويتقبلهــا‪ .‬إال أن ذلــك يتطلــب كذلــك وجــود‬

‫‪21‬‬

‫أسباب ضعف البصر‪ :‬لعدم استخدامها‬
‫نقــص األكســجين أثنــاء الــوالدة ‪ ،‬أم ـراض الجهــازالعصبــي‪ ،‬انخفــاض‬
‫الرؤيــة للعيــن وذلــك يقــوم الدمــاغ بتوظيــف أوحــد بصــوره عــن العيــن‬
‫األضعــف‪ ،‬هدامــه عدســة العيــن ‪ ،‬اعتــال الشــبكية وهــذا مــا يعــرف‬
‫بالســكري‪ ،‬زيــادة الضغــط داخــل العيــن ‪ ،‬الحــول الــذي قــد ينتــج عنــه‬
‫كســرفــي العيــن املنحرفــة‪.‬‬
‫التحديات التي تواجه األطفال ضعيفي البصر‬
‫اليختلــف األطفــال ضعيفــي البصــرعــن نظرائهــم املبصريــن مــن حيــث‬
‫القــدرة والشــخصية‪ .‬ولكــن اإلعاقــة البصريــة قــد تــؤدي الــى بعــض‬
‫مظاهــر النمــو األنفعالــي واالجتماعــي ممــا يظهــر بعــض الســلوكيات‬
‫نجملهــا فــي اآلتــي ‪:‬‬
‫‪-‬الدعــم العاطفــي ‪ :‬أن األطفــال ضعيفــي البصــراللذيــن يعانــون‬
‫ً‬
‫مــن مشــكالت فــي الدعــم العاطفــي يتأثــرون ســلبا فــي نموهــم‬
‫االنفعالــي واالجتماعــي ‪.‬‬
‫‪-‬الســلوكيات النمطيــة ‪:‬وهــو ســلوك يحتاجــه الطفــل ويصبــح‬
‫ـزء مــن حياتــه وهــو ســلوك غيــرهــادف كالضغــط علــى العيــن ‪.‬‬ ‫جـ ً‬
‫‪-‬االنطوائية ‪،‬أحالم اليقظة‪ ،‬االكتئاب ‪،‬العدوانية‬
‫وقــد يواجــه الطفــل الضعيــف البصــر مشــكالت تعــوق مســيرته‬
‫التعليميــة نجملهــا فــي اآلتــي‪:‬‬
‫‪1 .‬عــدم اتاحــة الفرصــة الكافيــة للطفــل ضعيــف البصــرللتفاعــل‬
‫واملشــاركة داخــل الصــف‪.‬‬
‫‪2 .‬عدم كفاءة الوسائل التعليمية املستخدمة داخل الصف‪.‬‬
‫‪3 .‬محدوديــة زمــن الحصــة الدراســية تحــول دون منــح الطفــل‬
‫ضعيــف البصــر وقــت ملتابعتــه ‪.‬‬
‫يجب مراعاة العديد من الجوانب للوصول إلى دمج ناجح من‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫‪1 .‬نشرمفاهيم حقوق الطفل الكفيف وتطبيقها وفق ما جاءت‬
‫فــي املواثيــق واألتفاقيــات الدوليــة بمــا يحقــق للفئــة االجتماعية‬
‫االدمــاج الكامــل في املجتمع‪.‬‬
‫‪2 .‬مناهضــة التمييــزعلــى أســاس االعاقــة باعتبــارأن كــف البصــر‬
‫جــزء مــن التنــوع البشــري‪.‬‬
‫‪3 .‬التوجــه نحــو املجتمــع عامــة و أســراألطفــال املكفوفيــن خاصــة‬
‫بهــدف تحسيســهم وتعليمهــم عناصــرداعمــة فــي املجتمــع‪.‬‬
‫‪4 .‬التنسيق مع الجهات الدولية والوطنية املعنية لوضع الخطط‬
‫وإعــداد البرامــج الخاصــة بتربيــة األطفــال املكفوفيــن وتعليمهــم‬
‫وإدخــال مــادة التعامــل معهــم ضمــن املناهــج الدراســية ‪.‬‬
‫‪5 .‬تكييــف التكنولوجيــا الحديثــة ملســاعدة الطفــل الكفيــف‬
‫لتحــدى الصعــاب وتجــاوز االعاقــة‪.‬‬
‫‪6 .‬العناية باالستخدام البصرالضعيف‬
‫‪7 .‬تنمية املهارات الفطرية لدى الطفل الكفيف واكسابه مهارات‬
‫جديدة تمكنه من االعتماد على نفسه من أجل الحصول على‬
‫سكان | العدد ‪ | 48‬مارس ‪2021‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أم ـرا واقعــا تفرضــه التشــريعات فــي معظــم دول العالــم نظ ـرا لفاعليــة‬
‫املــدارس واملؤسســات الخاصــة بــذوي اإلعاقــة البصريــة فــي تكويــن‬
‫شخصية الطفل ‪ .‬كما أن توفيربيئة واقعية لألطفال من ذوي اإلعاقة‬
‫البصريــة ذات خب ـرات متنوعــة تمكنهــم مــن تكويــن مفاهيــم صحيحــة‬
‫عــن العالــم املحيــط بهــم قــد ســاهم فــي إعــادة النظــر فــي اتجاهــات‬
‫املجتمــع وانتقــاد أســلوب التعليــم الســائد فــي املؤسســات الخاصــة‪،‬‬
‫ومــن هنــا تطــور مفهــوم الدمــج حيــث شــمل العديــد مــن الجوانــب‪.‬‬
‫صعوبات ومعوقات دمج ذوي اإلعاقة البصرية‬
‫عنــد تطبيــق عمليــة الدمــج ظهــرت العديــد مــن الصعوبــات واملعوقــات‬
‫أهمهــا‪:‬‬
‫‪1 .‬تخــوف أوليــاء أمــور األطفــال غيــر ذوي اإلعاقــة البصريــة مــن‬
‫عمليــة الدمــج‪.‬‬
‫‪2 .‬وجــود اتجاهــات ســلبية لــدى املجتمــع املدر�ســي بشــكل خــاص‬
‫واملجتمــع بشــكل عــام اتجــاه ذوي اإلعاقــة البصريــة‪.‬‬
‫‪3 .‬عــدم تهيئــة مــدارس التعليــم العــام مــن حيــث الكــوادرالبشــرية‪،‬‬
‫املبانــي ‪،‬املســتلزمات التجهيزيــة‪ ،‬االزدحــام الشــديد فــي الفصــول‬
‫الدراســية وقلــة املــوارد املاليــة‪.‬‬
‫‪4 .‬عدم مالئمة اساليب التقييم املتبعة مع األطفال ذوي اإلعاقة‬
‫البصرية‬
‫شروط ومتطلبات الدمج الناجح لذوي اإلعاقة‬
‫البصرية‬
‫‪1 .‬يحتــاج تنفيــذ برنامــج الدمــج إلــى التخطيــط والتنفيــذ املتميزيــن‬
‫للت ــأكد مــن نجاعتــه بحيــث يكــون معــد لــه بصــورة دقيقــة لذلــك‬
‫خالل التخطيط الدقيق والتهيئة املتكاملة‪ ،‬وتوفيرمعلم تربية‬
‫خاصــة علــى األقــل فــي كل مدرســة يتــم فيهــا تنفيــذ عمليــة الدمــج‬
‫ً‬
‫ومراعاة نسبة األطفال ذوي اإلعاقة البصرية مقارنة بأقرآنهم‬
‫داخــل الفصــل املدر�ســي‪.‬‬
‫‪2 .‬مراعــاة العمــر النمائــي لألطفــال ذوي اإلعاقــة البصريــة وليــس‬
‫العمــر الزمنــي‪.‬‬
‫‪3 .‬االعتمــاد فــي تقييــم إداء الطفــل ذوي اإلعاقــة البصريــة علــى‬
‫الوقــت وليــس مقارنــه مــع إداء اقرآنــه‪.‬‬
‫‪4 .‬مشــاركة أوليــاء ذوي اإلعاقــة البصريــة بفاعليــة فــي تخطيــط‬
‫وتنفيــذ عمليــة الدمــج ‪.‬‬
‫االستخدام األمثل للبصرالضعيف لدى األطفال‬
‫يعتبــر البصــر مــن أعظــم النعــم وهــو مفتــاح املعرفــة ويعتبــر مــن أهــم‬
‫املــدركات التــي تقــوم بــدور التفاعــل االجتماعــي لألشــخاص وهــو لغــة‬
‫تواصــل عامليــة‪ .‬وتشــيرالدراســة إلــى أن ثــاث مليــارأو يزيــد يعانــون مــن‬
‫احــدى أشــكال ضعــف الرؤيــة ‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫سكان | العدد ‪ | 48‬مارس ‪2021‬‬
‫معاهدهــم الخاصــة لتفعيــل مــادة التربيــة الفنيــة فــي مناهجهــا‬
‫ومــن ضمنهــا املســرح وحــث األســر علــى تشــجيع ابنائهــا لدخــول‬
‫هذا املجال والطلب من كلية الفنون الجميلة قبول املكفوفين‬
‫فــي تخصــص املســرح‪.‬‬
‫ ‪10.‬الدعــوة إلــى تطبيــق مــا جــاء فــي اتفاقيــة مراكــش واالســتفادة مــن‬
‫بنودهــا فــي البحــث العلمــي الخــاص بتوصيــة الطفــل الكفيــف‬
‫وتربيتــه وتعليمــه‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫الخبرات واملعارف‪.‬‬
‫‪8 .‬قيــام منظمــات املكفوفيــن فــي الــدول العربيــة بواجبهــا فــي توعيــة‬
‫أســر األطفــال املكفوفيــن وتقبــل حاالتهــم ومعاملتهــم معاملــة‬
‫ً‬
‫خاليــة مــن الرعايــة الزائــدة ومنحهــم قــدرا مــن املســؤولية‬
‫ودمجهــم مــع إخوانهــم فــي البيــت واقرانهــم فــي املجتمــع وتهيئــة‬
‫البيئــة املناســبة لحركاتهــم وتلبيــة احتياجاتهــم ‪.‬‬
‫‪9 .‬توظيــف املســرح فــي تربيــة األطفــال املكفوفيــن وتعليمهــم ودعــوة‬

‫تســتخدم القلــة التــي تتصــدر املشــهد‬
‫نفوذها لتوجه هذه القرارات إلى خدمة‬
‫مصالحها اآلنية‪ .‬وعندما يضيق الناس‬
‫ً‬
‫ذرعــا بهــذا الحــال‪ ،‬ينزلــون إلــى الشــارع‪.‬‬
‫وتشكل أوجه عدم املساواة في التنمية‬
‫البشــرية عقبــة تحــول دون تحقيــق‬
‫خطــة التنميــة املســتدامة ‪.2030‬‬
‫وال يقتصــر ذلــك علــى الفــوارق فــي الدخــل‬
‫والثــروة‪ ،‬وال يمكــن اختزالــه ببســاطة‬
‫بمقاييــس تركــز علــى بعــد واحــد‪ ،‬بــل إنهــا ســتحدد مســتقبل مــن قــد‬
‫تكتــب لهــم الحيــاة فــي القــرن الثانــي والعشــرين‪ .‬وبالتالــي‪ ،‬عنــد دراســة‬
‫أوجــه عــدم املســاواة فــي التنميــة البشــرية ال بــد مــن الذهــاب إلــى مــا هــو‬
‫أبعد من الدخل واملتوسطات‪ ،‬بل ملا هو أبعد من يومنا الحاضر‪ ،‬ما‬
‫يــؤدي إلــى خمــس رســائل رئيســية‪.‬‬
‫ً‬
‫‪-‬أول‪ :‬بالرغــم مــن تجــاوز الكثيريــن الحــدود الدنيــا لــأداء فــي‬
‫التنميــة البشــرية‪ ،‬ال تـزال التفاوتــات واســعة‪ .‬ففــي ّأول عقديــن‬
‫مــن القــرن الحــادي والعشــرين ّ‬
‫تحقــق تقــدم ملحــوظ في الحــد‬
‫مــن أشــكال الحرمــان الشــديد‪ ،‬غيــر أن التفاوتــات ال ت ـزال علــى‬
‫مســتويات غيــر مقبولــة فــي مجموعــة مــن اإلمكانــات‪ ،‬ال ســيما‬
‫حريــة األفـراد فــي أن يحققــوا ذواتهــم ومــا ينشــدونه مــن دراســة أو‬
‫عمــل أو مــا يكفــي مــن غــذاء‪ .‬ويخلــف التقــدم وراءه ً‬
‫بعضــا ممــن‬
‫هــم أكثــر عرضــة للمخاطــر‪ ،‬بــل حتــى مــن يعانــون أشــد أشــكال‬
‫الحرمــان‪ ،‬إلــى حــد أن العالــم قــد ال يتمكــن مــن القضــاء علــى‬
‫‪1 .‬وعلى نحوشبيه‪ ،‬فإن أوجه عدم املساواة شاسعة أيضا داخل‬
‫هــذه التفاوتــات بحلــول عــام ‪ ،2030‬كمــا تنشــد أهــداف التنميــة‬
‫املســتدامة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪-‬ثانيــا‪ :‬ظهــور جيــل جديــد مــن أوجــه عــدم املســاواة الحــادة فــي‬
‫التنميــة البشــرية‪ ،‬مــع أن الكثيــر منهــا ‪ -‬التــي نشــأت فــي القــرن‬
‫العشــرين ولــم تحــل ‪ -‬قــد بــدأ فــي التراجــع بالفعــل‪.‬‬
‫ً‬
‫‪-‬ثالثــا‪ :‬أوجــه عــدم املســاواة فــي التنميــة البشــرية يمكــن أن تتراكــم‬
‫وغالبــا مــا تزيدهــا اختــاالت عميقــة فــي موازيــن‬ ‫ً‬ ‫مــدى الحيــاة‪،‬‬
‫القــوى‪.‬‬
‫ً‬
‫‪-‬رابعا‪ :‬يحتاج تقييم أوجه عدم املساواة في التنمية البشرية إلى‬
‫ثــورة فــي املقاييس‪.‬‬
‫ً‬
‫‪-‬خامســا‪ :‬إن تصحيــح عــدم املســاواة فــي التنميــة البشــرية فــي‬
‫القرن الحادي والعشرين أمرممكن ‪ -‬إذا تحركنا اآلن‪ -‬قبل أن‬
‫تتحــول االختــاالت فــي النفــوذ االقتصــادي إلــى هيمنــة سياســية‬
‫راســخة‪.‬‬
‫ً‬
‫للحصــول علــى سياســات جيــدة ال بــد مــن البــدء بمقاييــس جيــدة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫والجيــل الجديــد مــن أوجــه عــدم املســاواة يســتدعي جيــا جديــدا مــن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫القيــاس‪ .‬فهنــاك حاجــة إلــى توافــر مفاهيــم أكثــر وضوحــا وارتباطــا‬
‫سكان | العدد ‪ | 48‬مارس ‪2021‬‬
‫دراسات وأبحاث‬
‫برنامج األمم المتحدة اإلنمائي – تقرير‬
‫التنمية البشرية لعام ‪ :2019‬أوجه عدم‬
‫المساواة في التنمية البشرية في القرن‬
‫الحادي والعشرين‬
‫يــزداد النــاس مــن مختلــف أنحــاء العالــم ومــن مختلــف القناعــات‬
‫ً‬
‫واملشــارب السياســية اقتناعــا بضــرورة الحــد مــن عــدم املســاواة فــي‬
‫الدخل ببلدانهم‪ .‬بل إن عدم املساواة في التنمية البشرية أعمق‪ .‬ومن‬
‫األمثلة على ذلك‪ ،‬طفالن ولدا عام ‪ ،2000‬أحدهما ولد في أحد بلدان‬
‫ً‬
‫التنميــة البشــرية املرتفعــة جــدا‪ ،‬واآلخــر ولــد فــي أحــد بلــدان التنميــة‬
‫البشــرية املنخفضــة‪ .‬هنــا نــرى أن فرصــة الطفــل األول فــي االلتحــاق‬
‫ً‬
‫بالتعليــم العالــي تصــل إلــى ‪ 50‬فــي املائــة‪ ،‬نظ ـرا ألن أكثــر مــن نصــف‬
‫الشــباب البالغيــن مــن العمــرعشــرين ســنة فــي بلــدان التنميــة البشــرية‬
‫ً‬
‫املرتفعــة جــدا يلتحقــون بالتعليــم العالــي‪ .‬وعلــى العكــس مــن ذلك‪ ،‬نجد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الطفل اآلخرتتراجع فرصته كثيرا في البقاء على قيد الحياة أصال‪ ،‬ألن‬
‫حوالي ‪ 17‬في املائة من األطفال املولودين عام ‪ 2000‬في بلدان التنمية‬
‫البشــرية املنخفضــة معرضــون للوفــاة قبــل بلوغهــم ســن العشــرين‪،‬‬
‫ً‬
‫مقابــل ‪ 1‬فــي املائــة فقــط فــي بلــدان التنميــة البشــرية املرتفعــة جــدا‪.‬‬
‫عــاوة علــى ذلــك‪ ،‬ففــرص الطفــل الثانــي فــي االلتحــاق بالتعليــم العالــي‬
‫محــدودة‪ ،‬إذ ال تتجــاوز نســبة االلتحــاق بالتعليــم العالــي فــي بلــدان‬
‫ً‬
‫التنميــة البشــرية املنخفضــة جــدا ‪ 3‬فــي املائــة‪ .‬هكــذا‪ ،‬وبفعــل ظــروف‬
‫خارجــة عــن إرادتيهمــا‪ُ ،‬وضــع هــذان الطفــان علــى مســارين مختلفيــن‬
‫غيــر متكافئيــن يفتق ـران للمســاواة‪.‬‬
‫ً‬
‫البلــدان نفســها‪ ،‬الناميــة منهــا واملتقدمــة‪ .‬ففــي بعــض البلــدان‬
‫املتقدمة‪ ،‬يقدرأن الفجوة في متوسط العمراملتوقع عند سن‬
‫األربعيــن بيــن أعلــى وأدنــى واحــد فــي املائــة فــي توزيــع الدخــل يصــل‬
‫إلــى ‪ 15‬ســنة للرجــال و‪ 10‬ســنوات للنســاء‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪2 .‬ال تعكــس أوجــه عــدم املســاواة ً‬
‫دائمــا عال ـ ــا مجحفــا‪ ،‬حيــث أن‬
‫بعضهــا قــد يتعــذراجتنابــه‪ ،‬كعــدم املســاواة الناجــم عــن نشــر‬
‫التكنولوجيــا الجديــدة‪.‬‬
‫‪ 3 .‬لكن عندما ال تكون لهذه املســارات التي تفتقرللمســاواة صلة‬
‫بمجــازاة الجهــود أو املواهــب أو روح املخاطــرة أو املبــادرة‪ ،‬فقــد‬
‫تمس شعور األفراد بالعدالة واإلنصاف‪ ،‬بل وربما تعتبرإهانة‬
‫للكرامــة اإلنســانية‪ .‬وأوجــه عــدم املســاواة فــي التنميــة البشــرية‬
‫هــذه تضيــر باملجتمعــات‪ ،‬إذ تقــوض التماســك االجتماعــي‬
‫وتزعــزع ثقــة النــاس بالحكومــات واملؤسســات وفيمــا بيــن النــاس‬
‫ً‬
‫أنفســهم‪ .‬وإن أكثــر االقتصــادات تضــررا تمنــع األف ـراد مــن‬
‫تحقيــق كامــل طاقاتهــم وملكاتهــم فــي العمــل وفــي الحيــاة‪ .‬وكثي ـرا‬
‫ً‬
‫مــا تكــون أوجــه عــدم املســاواة عائقــا أمــام أن تعكــس القـرارات‬
‫السياســية تطلعــات املجتمــع بأســره وحمايــة الكوكــب‪ ،‬إذ‬
‫‪24‬‬
‫سكان | العدد ‪ | 48‬مارس ‪2021‬‬
‫بشــكل رئي�ســي بيــن النســاء فــي الثالثينيــات مــن العمــر‪ .‬كمــا أن عــدد‬
‫حاالت اإلجهاض أقل في أبريل وكذلك في يوليو وأغســطس‪ .‬وقد تمت‬
‫اإلشــارة إلــى الوصــول إلــى الخدمــات املخصصــة ‪ ،‬وهــو أمــرأكثــرصعوبــة‬
‫خــال فتــرة الصيــف ‪ ،‬حيــث ال ي ـزال يمثــل مشــكلة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ويقــدر العمــر املتوقــع عنــد الــوالدة ب ـ ‪ 79.4‬عامــا للرجــال و ‪ 85.2‬عامــا‬
‫ً‬
‫للنســاء وفقــا لألرقــام املؤقتــة ‪ ،‬أي بزيــادة قدرهــا ‪ 0.1‬ســنة بالنســبة‬
‫للرجال وانخفاضا قدره ‪ 0.1‬سنة للنساء مقارنة بالعام السابق‪ .‬يعد‬
‫متوســط​​العمــراملتوقــع للمـرأة الفرنســية مــن أعلــى املعــدالت فــي أوروبــا‬
‫‪ ،‬بينمــا متوســط​​العمــراملتوقــع للرجــال‪ .‬علــى مــدى الســنوات العشــر‬
‫املاضيــة ‪ ،‬ركــزت ثــاث فئــات عمريــة التقــدم األكثــرأهميــة‪ :‬حوالــي ‪20‬‬
‫ً‬
‫عامــا‪ .‬ومــع ذلــك ‪ ،‬فقــد كانــت أكثــروضوحــا بالنســبة للرجــال‬ ‫و ‪ 50‬و ‪ً 80‬‬
‫مقارنــة بالنســاء ‪ ،‬علــى الرغــم مــن اســتمرار ارتفــاع معــدل وفيــات‬
‫الذكور ‪ ،‬وخاصة بين الشــباب‪ .‬ســاهمت جميع املجموعات الرئيســية‬
‫لألســباب الطبيــة للوفــاة فــي زيــادة العمــر‪ ،‬باســتثناء االضطرابــات‬
‫النفســية وأم ـراض الجهــاز العصبــي والســرطانات للنســاء‪ .‬ويمكــن‬
‫إســناد التطــور غيــر املواتــي لوفيــات النســاء بســبب ســرطان الرئــة إلــى‬
‫الزيــادة الســريعة فــي عــدد الوفيــات بســبب ســرطان الرئــة‪ ،‬علــى عكــس‬
‫مــا لوحــظ عنــد الرجــال‪ ،‬وعــدم إح ـراز تقــدم فــي مكافحــة ســرطان‬
‫الرئــة‪ .‬و ينتــج االختــاف فيمــا يتعلــق بســرطان الرئــة عــن ســلوكيات‬
‫التدخيــن املتباينــة‪ ،‬حيــث يقلــل الرجــال مــن اســتهالكهم فــي وقــت مبكــر‬
‫عــن النســاء‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬ينبغــي أن يــؤدي االنخفــاض األخيــرفــي تدخيــن‬
‫اإلنــاث إلــى انخفــاض معــدل وفيــات الســرطان فــي املســتقبل‪ .‬كمــا أن‬
‫الوفيات ليست موحدة طوال العام‪ .‬حيث تسجل أعلى مستوياتها في‬
‫الشــتاء‪ ،‬خاصــة خــال شــهري ينايــروفبرايــر‪ ،‬والحــد األدنــى فــي الصيــف‬
‫خاصــة فــي أغســطس ‪ ،‬باســتثناء ســنوات املوجــة الحــارة (‪ 2003‬علــى‬
‫وجــه الخصــوص)‪ .‬تــزداد موســمية الوفيــات مــع تقــدم العمــر‪ :‬تــكاد‬
‫ال تذكــر عنــد األطفــال والشــباب‪ ،‬وهــي مميــزة بشــكل خــاص مــن ســن‬
‫‪ .75‬يتعــرض كبــارالســن فــي الواقــع ألمـراض القلــب واألوعيــة الدمويــة‬
‫والجهازالتنف�سي التي تكون أكثرحدة في الشتاء لألسباب البيولوجية‬
‫(البكتيريــا أكثــر مقاومــة عندمــا تكــون درجــات الح ـرارة منخفضــة)‬
‫واألســباب الســلوكية‪.‬‬
‫إقامة ‪ ،‬يمثلون ‪ 82.732‬شخص‪ .‬وقد انخفض هذا التدفق منذ عام‬
‫األمم المتحدة (منظمة اإلسكوا)‪ .‬تأثير كوفيد‬
‫‪ -19‬على النقل في المنطقة العربية ‪2020‬‬
‫تســببت جائحــة كوفيــد ‪ 19‬فــي أزمــة‬
‫صحيــة واقتصاديــة واســعة غيــرت‬
‫العالم‪ .‬ويتوقع مؤتمراألمم املتحدة‬
‫للتجارة والتنمية أن ينكمش الناتج‬
‫املحلي اإلجمالي العالمي بنسبة ‪4.3‬‬
‫فــي املائــة فــي عــام ‪ ، 2020‬ممــا يــؤدي‬
‫إلى نقص في الناتج العالمي بحلول‬
‫نهايــة العــام يزيــد عــن ‪ 6‬تريليونــات‬
‫‪25‬‬
‫بتحديــات العصــر‪ ،‬وإلــى الجمــع بيــن مصــادر شــتى مــن البيانــات‪،‬‬
‫واســتخدام أدوات أكثــردقــة للتحليــل‪ .‬ومــا يجــري مــن أعمــال مبتكــرة‬
‫ينم عن أن املداخيل والثروات تتراكم لدى الشرائح العليا في العديد‬
‫بناء على مقاييس‬ ‫من البلدان بسرعة تفوق ما يمكن للمرء أن يفهمه ً‬
‫موجــزة لعــدم املســاواة‪ .‬وإن هــذه الجهــود إن ُعممــت ونشــرت بشــكل‬
‫أكثــر منهجيــة يمكــن أن تثــري املناقشــات والسياســات العامــة بشــكل‬
‫أفضــل‪ .‬وقــد ال تبــدو املقاييــس ذات أولويــة‪ ،‬إلــى أن يؤخــذ فــي االعتبــار‬
‫مدى سيطرة مثل هذه املقاييس كالناتج املحلي اإلجمالي منذ إطالقه‬
‫فــي النصــف األول مــن القــرن العشــرين‪.‬‬
‫ديديه بروتون ‪ ,‬ماكالي باربييري‪ ,‬هيبوليت‬
‫دالبيس‪ ,‬وماكالي مازوي ‪ -.‬التطورات‬
‫الديموغرافية األخيرة في فرنسا‪ :‬الوالدات‬
‫والوفيات والهجرات ‪2018‬‬
‫بلــغ عــدد ســكان فرنســا ‪ 66.9‬مليــون‬
‫نســمة فــي ‪ 1‬ينايــر‪ ، 2018‬وقــد ســجل‬
‫ً‬
‫نموالسكان أدنى نسبة منذ ‪ 20‬عاما‬
‫‪ ،‬ويرجــع ذلــك علــى وجــه الخصــوص‬
‫إلــى التــوازن فــي التركيبــة الســكانية‬
‫الــذي وصــل إلــى أدنــى حــد تاريخــي‬
‫ً‬
‫ملدة ‪ 40‬عاما‪ .‬ويظل الهيكل العمري‬
‫للســكان مــن بيــن األصغــر فــي الــدول‬
‫األوروبيــة‪ .‬ويمثــل تدفــق الرعايــا‬
‫األجانــب إلــى فرنســا أكثــر مــن ‪ 300000‬شــخص فــي عــام ‪ .2016‬وهــو‬
‫يغطــي مجموعتيــن مختلفتيــن مــن الســكان‪ .‬كمــا يمثــل الرعايــا األجانــب‬
‫الخاضعــون لاللتـزام بالحصــول علــى تصريــح إقامــة‪ ،‬والــذي تم تقييمه‬
‫ً‬
‫فــي بنـ ًـاء علــى معطيــات مــن قاعــدة بيانــات ‪ 218354 ،‬شــخصا‪ .‬ويتكــون‬
‫بشــكل أسا�ســي مــن العائــات (‪ )49٪‬والطــاب (‪ .)26٪‬كمــا زاد تدفــق‬
‫طالبــي اللجــوء املقبوليــن للبقــاء فــي فرنســا بشــكل مســتمر منــذ عــام‬
‫ً‬
‫‪ 2011‬ووصــل إلــى ‪ 35262‬شــخصا فــي عــام ‪ .2016‬مــن ناحيــة أخــرى ‪،‬‬
‫فــإن الرعايــا األجانــب غيــرالخاضعيــن لاللتـزام بالحصــول علــى تصريــح‬
‫‪ .2013‬وللعــام الثالــث علــى التوالــي ‪ ،‬ومــن جهــة أخــرى‪ ,‬كمــا انخفــض‬
‫العدد السنوي للمواليد املسجلة في عام ‪ ، )769،500( 2017‬بسبب‬
‫انخفــاض عــدد الســكان فــي ســن اإلنجــاب والخصوبــة‪ .‬خاصــة خصوبة‬
‫الشــباب (الذيــن تت ـراوح أعمارهــم بيــن ‪ 25‬و ‪ 29‬ســنة) ‪.‬‬
‫وقد تذبذب عدد املواليد العام‪ :‬حيث تم تسجيل عدد أقل من املواليد‬
‫فــي أواخــرالشــتاء والربيــع ‪ ،‬واملزيــد مــن املواليــد فــي الصيــف والخريــف‪.‬‬
‫وانخفض عدد الوالدات اليومية في عام ‪ 2017‬بين أقل من ‪ 1700‬وما‬
‫ً‬
‫يزيــد قليــا عــن ‪ .2300‬ويرجــع ذلــك بــا شــك إلــى برمجــة الــوالدة‪.‬‬
‫وارتفــع عــدد حــاالت اإلجهــاض فــي عــام ‪ 2017‬بشــكل طفيــف للغايــة‪:‬‬
‫حيــث تــم تســجيل ‪ 216،700‬حالــة خــال العــام‪ .‬مــع مالحظــة زيــادة‬

‫املصاحبــة غالبــا لإلعاقــة‪ .‬كذلــك‪،‬‬
‫قــد يواجــه األشــخاص ذوو االعاقــة‬
‫عقبــات متعلقــة بتدابيــر النظافــة‬
‫األساســية‪ ،‬إذ قــد يصعــب عليهــم‬
‫فــرك اليديــن خــال غســل اليديــن‬
‫مثــال فــي حــال ملــس األشــياء‪ .‬وقــد‬
‫يحتاجــون أحيــان إلــى مســاندة‬
‫للحصــول علــى املعلومــات‪،‬‬
‫وأحيانا ّصعوبات جسدية‪ ،‬األمر‬
‫الــذي يعرضهــم للعــدوى‪.‬‬
‫كذلــك قــد يواجــه األشــخاص ذوو اإلعاقــة صعوبــات‬
‫فــي االلت ـزام بالتباعــد االجتماعــي والعــزل الذاتــي‪ ،‬لحاجتهــم إلــى أشــكال‬
‫أخــرى مــن الدعــم وهــم يتأثــرون أكثــر مــن غيرهــم بالجائحــة‪ ،‬بســبب‬
‫التوقــف الفجائــي لكثيــر مــن الخدمــات التــي يعتمــدون عليهــا‪ .‬وهــم‬
‫يواجهــون عوائــق كبيــرة تحــول دون وصولهــم إلــى املعلومــات والرســائل‬
‫الصحيــة ذات الصلــة‪ ،‬وهــو مــا يصعــب عليهــم اتخــاذ قـرارحــول ُُســبل‬
‫حمايــة أنفســهم وطــرق الحصــول علــى الضروريــات والخدمــات أثنــاء‬
‫فتــرة الحجــر ‪.‬‬
‫ولهــذه االســباب‪ ،‬يجــب مضاعفــة الجهــود للحلــول دون إهمــال‬
‫األشــخاص ذوي االعاقــة فــي تدابيــر الوقايــة مــن ج ـراء انتشــار جائحــة‬
‫كوفيد‪. -19‬ويجب العمل على ضمان وصول كامل لهؤالء األشخاص‬
‫إلــى املعلومــات وخدمــات الرعايــة الصحيــة وأشــكال الدعــم التــي‬
‫يحتاجــون إليهــا‪ ،‬حتــى تتوفــر لديهــم ُســبل الصحــة الجيــدة واألمــان‬
‫ووفقــا ملقــررة االمــم املتحــدة الخاصــة املعنيــة بحقــوق األشــخاص‬
‫ذوي اإلعاقــة‪- ،‬كاتالينــا ديفانــداس أغيالــر‪ ،-‬ال تـزال الجهــود املبذولــة‬
‫لتزويــد هــؤالء بالتوجيــه والدعــم االزميــن لحمايتهــم خــال جائحــة‬
‫كوفيــد‪ -19‬ضئيلــة ومحــدودة‪ .‬وشــددت الســيدة أغيالــر علــى أن‬
‫تدابيــراالحتــواء‪ ،‬مثــل التباعــد االجتماعــي والعزلــة الذاتيــة‪ ،‬قــد تكــون‬
‫مســتحيلة بالنســبة ملــن يعتمــدون علــى دعــم اآلخريــن فــي األكل وارتــداء‬
‫املالبــس واالســتحمام‪ .‬وأكــدت علــى ضــرورة تقديــم املســاعدات املاليــة‬
‫لهــم‪ ،‬للحــد مــن خطــر وقوعهــم فــي مزيــد مــن الفقــر والضعــف‪ ،‬إذ قــد‬
‫ال يكــون لديهــم مــا يكفــي مــن املــوارد املاليــة لتخزيــن املــواد الغذائيــة‬
‫واألدويــة‪ ،‬أو تحمــل التكاليــف اإلضافيــة لتوصيــل طلباتهــم للمنــازل‪.‬‬
‫وأوصــت الســيدة أغيالــر بإتاحــة املعلومــات حــول كيفيــة احتــواء‬
‫فيروس كوفيد‪ -19‬للجميع‪ ،‬من خالل اســتخدام لغة اإلشــارة وبشــتى‬
‫الوســائل واألشــكال التــي تضمــن عــرض املعلومــات بطريقــة يســهل‬
‫علــى األشــخاص ذوي اإلعاقــة الوصــول إليهــا وفهمهــا‪ .‬ومــن أهــم هــذه‬
‫الوســائل التكنولوجيــا الرقميــة املتاحــة‪ ،‬والترجمــة النصيــة الفوريــة‪،‬‬
‫والرســائل النصيــة‪ ،‬واســتخدام لغــة ســهلة الق ـراءة‪ .‬ومــن الضــروري‬
‫اتخاذ إجراءات إضافية لتذليل الحواجزالتي يواجها األشخاص ذوو‬
‫اإلعاقــة مــن خــال تنفيــذ مزيــد مــن اإلجـراءات الحكوميــة وإنتــاج كميــة‬
‫كبيــرة مــن املــواد التعليميــة والتوعويــة املالئمــة‪.‬‬
‫سكان | العدد ‪ | 48‬مارس ‪2021‬‬
‫دوالر‪ .‬وقــد تنكمــش التجــارة بنحــو الخمــس فــي عــام ‪ ، 2020‬بينمــا مــن‬
‫املقــرر أن ينخفــض االســتثمار األجنبــي املباشــر والتحويــات املاليــة‬
‫بنســبة تصــل إلــى ‪ 40‬فــي املائــة وأكثــر مــن ‪ 100‬مليــار دوالرعلــى التوالــي‪.‬‬
‫واملنطقــة العربيــة ليســت بمنــأى عــن الصدمــة التــي يســببها الوبــاء‪.‬‬
‫وهكــذا ‪ ،‬مــن املحتمــل أن ينخفــض الناتــج املحلــي اإلجمالــي فــي املنطقــة‬
‫العربيــة بمعــدل ســنوي قــدره ‪ 5.7‬فــي املائــة فــي عــام ‪ ، 2020‬مــع خســارة‬
‫اقتصــاد املنطقــة بالكامــل حوالــي ‪ 900‬مليــاردوالرفــي اإلنتــاج بيــن عامــي‬
‫‪ 2020‬و ‪ 2022.2‬فــي أســوأ الســيناريوهات‪ ،‬ومــن غيــراملتوقــع أن تعــود‬
‫املنطقــة إلــى مســتويات قبــل عــام ‪.2023‬‬
‫وقــد تباينــت اضطرابــات النقــل والتجــارة فــي املنطقــة العربيــة حســب‬
‫البلــدان وأنمــاط النقــل ‪ ،‬حيــث شــهد النقــل الجــوي أســوأ عــام لــه علــى‬
‫اإلطــاق‪ .‬وفــي الوقــت نفســه ‪ ،‬مــن املتوقــع أن يعانــي النقــل البــري مــن‬
‫صدمــة أقــل نسـ ًـبيا ‪ ،‬فــي حيــن أظهــرنقــل الشــحن البحــري بعــض املرونــة‬
‫على الرغم من التعديالت واسعة النطاق التي أدخلتها شركات الشحن‬
‫واملوانــئ‪ .‬علــى املســتوى العالمــي ‪ ،‬تباينــت االســتجابات واســتراتيجيات‬
‫املواجهــة مــن قبــل صناعــة وســائل النقــل لضمــان اســتمرارية‬
‫األعمــال عبــر املناطــق ‪ ،‬وتضمنــت مــا يلــي‪ :‬التعديــات التشــغيلية ؛‬
‫التعديالت املالية واالقتصادية ؛ البروتوكوالت والعمليات الصحية؛‬
‫والتعديــات علــى ممارســات العمــل والجوانــب التنظيميــة‪ .‬فــي كثيــر‬
‫مــن الحــاالت ‪ ،‬اعتمــد أصحــاب املصلحــة فــي الصناعــة علــى خطــط‬
‫الطــوارئ الحاليــة ‪ ،‬والقــدرة علــى التنســيق مــع الســلطات الوطنيــة و‬
‫‪ /‬أو املحليــة ‪ ،‬واســتراتيجيات االتصــال واملبــادئ التوجيهيــة املصممــة‬
‫خصيصــا لتوثيــق الطــرق التــي يمكــن مــن خاللهــا الحفــاظ على عمليات‬ ‫ً‬
‫النقــل مــع ضمــان الســامة واألمــن‪ .‬فــي أبريــل ‪ ، 2020‬حــدد مؤتمــر‬
‫األمــم املتحــدة للتجــارة والتنميــة خطــة عمــل مــن عشــرنقــاط ملســاعدة‬
‫صناعة الشحن على الحفاظ على التجارة خالل أزمة فيروس كورونا‬
‫املســتجد‪ .‬وصــدرت أيضــا مبــادئ توجيهيــة لتكييــف نظــام األونكتــاد‬
‫اآللي للبيانات الجمركية ملساعدة الجمارك والوكاالت العابرة للحدود‬
‫فــي توســيع نطــاق اإلجـراءات الالزمــة للتعامــل بشــكل أفضــل مــع الوبــاء‪.‬‬
‫تشــمل تعديــات مســتوى املينــاء ‪ ،‬علــى ســبيل املثــال ‪ ،‬تحديــد أولويــات‬
‫الخدمات األساســية ؛ إعادة تنظيم العمليات وظروف العمل بســبب‬
‫تدابيــر الســامة والبروتوكــوالت الصحيــة؛ وزيــادة االعتمــاد علــى‬
‫اســتراتيجيات الرقمنــة واالتصــال‪.‬‬
‫األمم المتحدة اإلسكوا‪ – .‬مسح اإلجراءات‬
‫الحكومية المتخذة لوقاية األشخاص ذوي‬
‫االعاقة من فيروس كورونا المستجد (كوفيد‬
‫‪ )19‬والجهود المبذولة لتزويدهم بالمعلومات‬
‫والمواد ّ التوعوية االلزمة بصيغة ميسرة ‪2020‬‬
‫األشــخاص ذوو االعاقــة مــن أكثــر الفئــات عرضــة لإلصابــة ب ــفيروس‬
‫كورونــا املســتجد (كوفيــد‪ . )-19‬فهــم ُشــديدو العرضــة ألم ـراض‬
‫الجهــاز التنف�ســي‪ ،‬وللمضاعفــات ممــا تنجــم عــن إصابتهــم باألم ـراض‬
‫‪26‬‬
‫سكان | العدد ‪ | 48‬مارس ‪2021‬‬
‫التنــوع البيولوجــي علــى كوكــب األرض آخــذ فــي التدهــور ‪ ،‬حيــث يواجــه‬
‫ربع األنواع االنقراض ‪ ،‬والعديد منها في غضون عقود‪ .‬يعتقد العديد‬
‫مــن الخب ـراء أننــا نعيــش ‪ ،‬أو علــى أعتــاب ‪ ،‬حــدث انق ـراض جماعــي‬
‫لألنــواع ‪ ،‬وهــو الســادس فــي تاريــخ الكوكــب واألول الــذي يســببه كائــن‬
‫حــي واحــد لنــا‪.‬‬
‫عندمــا طعــن تقريــر التنميــة البشــرية ألول مــرة فــي أولويــة النمــو‬
‫كمقيــاس للتقــدم فــي عــام ‪ ، 1990‬كانــت الحــرب البــاردة ال تـزال تشــكل‬
‫الجغرافيــا السياســية ‪ ،‬وكانــت شــبكة الويــب العامليــة قــد اخترعــت‬
‫للتــو ولــم يســمع ســوى عــدد قليــل جـ ًـدا مــن النــاس عــن تغيــراملنــاخ‪ .‬فــي‬
‫ً‬
‫تلــك اللحظــة ‪ ،‬قــدم برنامــج األمــم املتحــدة اإلنمائــي بديــا يتطلــع إلــى‬
‫األمــام للناتــج املحلــي اإلجمالــي ‪ ،‬حيــث صنــف جميــع البلــدان حســب‬
‫مــا إذا كان لــدى النــاس الحريــة والفرصــة لعيــش حيــاة يقدرونهــا‪.‬‬
‫صوتــا ملحادثــة جديــدة حــول معنــى الحيــاة الجيــدة‬ ‫وبذلــك ‪ ،‬أعطينــا ً‬
‫والطــرق التــي يمكننــا مــن خاللهــا تحقيقهــا‪ .‬بعــد مــرور ثالثيــن ً‬
‫عامــا ‪،‬‬
‫تغيــر الكثيــر ‪ ،‬لكــن األمــل واإلمكانيــات لــم تتغيــر‪ .‬إذا كان لــدى النــاس‬
‫تمامــا ‪ ،‬فســيكون لــدى‬ ‫القــدرة علــى إنشــاء حقبــة جيولوجيــة جديــدة ً‬
‫النــاس ً‬
‫أيضــا القــدرة علــى اختيــارالتغييــر‪ .‬نحــن لســنا الجيــل األخيــرمــن‬
‫األنثروبوسين‪ .‬نحن أول من اكتشفها‪ .‬نحن املستكشفون واملبدعون‬
‫الذيــن يقــررون مــا سـ ُـيذكر بــه هــذا ‪ -‬الجيــل األول مــن األنثروبوســين‪.‬‬
‫هــل ســنتذكربالحفريــات التــي تركناهــا وراءنــا‪ :‬مســاحات مــن األنــواع ‪،‬‬
‫جنبا إلى جنب‬ ‫منقرضة منذ زمن طويل ‪ ،‬غارقة ومتحفورة في الوحل ً‬
‫مع فرش األسنان البالستيكية وأغطية الزجاجات ‪ ،‬إرث من الضياع‬
‫والهــدر؟ أم هــل ســنترك بصمــة أكثــرقيمــة بكثيــر‪ :‬التــوازن بيــن البشــر‬
‫والكوكــب ‪ ،‬مســتقبل عــادل ومنصــف؟ يحــدد الخيــار التالــي‪ :‬التنميــة‬
‫ً‬
‫ضروريــا ومحفـ ًـزا‬
‫ً‬ ‫البشــرية واألنثروبوســين هــذا الخيــار ‪ ،‬ويقــدم بديــا‬
‫للتفكيرللشلل في مواجهة الفقراملتزايد وعدم املساواة ً‬
‫جنبا إلى جنب‬
‫مــع التغيــرالكوكبــي املقلــق‪ .‬مــن خــال مؤشــرالتنميــة البشــرية التجريبي‬
‫أرقامــا قياســية جديــدة أو كان علــى‬
‫الجديد الخاص بالضغوط الكوكبية املعدلة ‪ ،‬نأمل أن نفتح محادثة‬
‫جديدة حول املساراملستقبلي لكل بلد ‪ -‬وهومسارلم يتم استكشافه‬
‫بعــد‪ .‬الطريــق إلــى األمــام مــن ‪ Covid-19‬ســيكون رحلــة جيــل‪ .‬نأمــل أن‬
‫يختــارالجميــع الســفر ً‬
‫معــا‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫األمم المتحدة – برنامج األمم المتحدة‬
‫اإلنمائي – تقرير التنمية البشرية لعام ‪2020‬‬
‫أفق جديد التنمية البشرية واألنثروبوسينز –‬
‫نيويورك ‪2020‬‬
‫نعيــش لحظــة غيــر مســبوقة‬
‫فــي تاريــخ البشــرية وفــي تاريــخ‬
‫كوكبنــا‪ .‬تومــض أضــواء التحذيــر‬
‫‪ -‬ملجتمعاتنــا وكوكبنــا ‪ -‬باللــون‬
‫األحمــر‪ .‬وقــد شــكلت جائحــة‬
‫كوفيــد ‪ -19‬آخــر نتيجــة مروعــة‬
‫لالختــاالت علــى نطــاق واســع‪.‬‬
‫لطاملــا حــذر العلمــاء مــن أن‬
‫مســببات األمـراض غيــراملألوفــة‬
‫ستظهربشكل متكرر أكثرمن التفاعالت بين البشرواملاشية والحياة‬
‫البرية ‪ ،‬والتفاعالت التي زادت باطراد من حيث الحجم والكثافة ‪ ،‬مما‬
‫أدى فــي النهايــة إلــى الضغــط علــى النظــم البيئيــة املحليــة بشــدة لدرجــة‬
‫أن الفيروســات القاتلــة تنتشــر‪ .‬قــد يكــون فيــروس كورونــا الجديــد هــو‬
‫أحــدث مــن يفعــل ذلــك ‪ ،‬ومــا لــم نخفــف قبضتنــا علــى الطبيعــة ‪ ،‬فلــن‬
‫يكــون األخيــر‪ .‬ال تســقط مســببات األمـراض الجديــدة مــن الســماء‪ ،‬وال‬
‫األوبئــة التــي قــد تســببها‪ .‬انتشــر‪ Covid-19‬بســرعة حــول عالــم مترابــط‬
‫‪ ،‬حيث ترسخ في أي مكان هبط فيه وازدهربشكل خاص في الشقوق‬
‫فــي املجتمعــات ‪ ،‬واســتغل وفاقــم عــدد ال يح�صــى مــن عــدم املســاواة فــي‬
‫التنمية البشرية‪ .‬في كثيرمن الحاالت ‪ ،‬أعاقت هذه التشققات جهود‬
‫الســيطرة علــى الفيــروس‪.‬‬
‫بينمــا اســتحوذ ‪ Covid-19‬علــى اهتمــام العالــم‪ ،‬تســتمر األزمــات‬
‫ً‬
‫املوجودة مسبقا‪ .‬ضع في اعتبارك تغيراملناخ‪ .‬سجل موسم األعاصير‬
‫فــي املحيــط األطل�ســي لعــام ‪ً 2020‬‬
‫وشــك القيــام بذلــك ‪ ،‬ســواء مــن حيــث عــدد العواصــف وعددهــا التــي‬
‫ـهرا املاضيــة ‪ ،‬تســببت حرائــق‬ ‫اشــتدت بســرعة‪ .‬خــال االثنــي عشــرشـ ً‬
‫غيــر عاديــة فــي مســاحات شاســعة مــن أســتراليا وبانتانــال البرازيليــة‬
‫وشرق سيبيريا في االتحاد الرو�سي والساحل الغربي للواليات املتحدة‪.‬‬
‫سكان | العدد ‪ | 48‬مارس ‪2021‬‬

‫صورة العدد‬

‫‪28‬‬