Professional Documents
Culture Documents
خّص عقد الّز واج بقدسية تمّثلت بلفظ الميثاق اّلذي يشير إلى وجوب تقوى هللا تعالى ومراقبته في األسرة؛ إذ يفي كّل من الّز وجين .1
بتبعات الميثاق اّلذي رضيا به.
المساواة في الّتكليفات والحقوق والواجبات لقوله ُّ ": لُك ْم َر اٍع َو ُك ُّلُك ْم مسؤول عن َرِع َّيِتِه اِإْلَم اُم َر اٍع ومسؤول عن َر ِع َّيِتِهَ ،و الَّرُجُل َر اٍع .2
في َأْهِلِه وهو مسؤول عن َرِع َّيِتِه َو اْلَم ْر َأُة َر اِعَيٌة في َبْيِت َز ْو ِج َها ومسؤولة عن َرِع َّيِتَهاَ ،و اْلَخ اِدُم َر اٍع في َم اِل َس ِّيِدِه ومسؤول عن َرِع َّيِتِه".
فرض اإلسالم الّرفق وحرص على األلفة بين الّز وجين وُحسن العشرة ،ويظهر ذلك في كثير من اآليات القرآنّية ،قال تعالىَ" :وِم ْن .3
َآَياِتِه َأْن َخ َلَق َلُك ْم ِم ْن َأْنُفِس ُك ْم َأْز َو اًجا ِلَتْس ُكُنوا ِإَلْيَها َو َجَعَل َبْيَنُك ْم َم َو َّد ًة َو َر ْح َم ًة" .وقال تعالىَ" :و َعاِش ُروُهَّن ِباْلَم ْعُروِف ".
الّتأثيم والّتجريم لصور اإلضرار بالمرأة واألبناء كافة؛ إذ نهى الّرسول -عليه الّصالة والّسالم -عن ضرب الّنساء؛ فعن َعاِئَشَة -رضي .4
هللا عنهاَ ،قاَلْت َ" :م ا َض َرَب َر ُسوُل ِهَّللا َ-ص َّلى ُهَّللا َع َلْيِه َو َس َّلَم َ -خ اِدًم ا َلُهَ ،و اَل اْمَر َأًةَ ،و اَل َض َرَب ِبَيِدِه َشْيًئا".
ثانًيا :الّلباس ،والّز ينة:
امتّن هللا على بني آدم أّن رزقهم لباًسا يواري سوءاتهم ،وفرض هللا الحجاب على المرأة المسلمة ،لقوله تعالىَ﴿ :و ْلَيْض ِرْبَن ِبُخ ُم ِرِهَّن َع َلى
ُجُيوِبِهَّن َو اَل ُيْبِد يَن ِز يَنَتُهَّن ِإاَّل ِلُبُعوَلِتِهَّن َأْو آَباِئِهَّن َأْو آَباِء ُبُعوَلِتِهَّن َأْو َأْبَناِئِهَّن َأْو َأْبَناِء ُبُعوَلِتِهَّن َأْو ِإْخ َو اِنِهَّن َأْو َبِني ِإْخ َو اِنِهَّن َأْو َبِني َأَخ َو اِتِهَّن
َأْو ِنَس اِئِهَّن َأْو َم ا َم َلَك ْت َأْيَم اُنُهَّن َأِو الَّتاِبِع يَن َغْيِر ُأوِلي اِإْل ْر َبِة ِم َن الِّر َج اِل َأِو الِّطْفِل اّلذيَن َلْم َيْظَهُروا َع َلى َعْو َر اِت الِّنَس اِء َو اَل َيْض ِرْبَن
ِبَأْر ُج ِلِهَّن ِلُيْع َلَم َم ا ُيْخ ِفيَن ِم ْن ِزيَنِتِهَّن َو ُتوُبوا ِإَلى ِهَّللا َجِم يًعا َأُّيَها اْلُم ْؤ ِم ُنوَن َلَع َّلُك ْم ُتْفِلُحوَن ﴾.
شروط الّلباس الّش رعّي للمرأة المسلمة اّلتي أكرمها هللا به:
أكرم هللا تعالى الّنساء بلباس خاّص يمّيز المسلمة عن غيرها من نساء العالمين؛ إكراًم ا لها وصوًنا؛ فأوجب في هذا الّلباس شروًطا؛ منها:
أن يستوعب لباسها بدنها عدا الوجه والكّفين. -1
أن يكون واسعًا فضفاًضا. -2
أن يكون كثيفًا غير شفاف؛ إذ يظهر لون بشرتها من خالله. -3
أاّل يكون لباس شهرة؛ لئال يلفت األنظار إليه. -4
أاّل يكون شبيًها بلباس الّرجل؛ لقوله ":لَع َن رُسول ِهللا الَّرُج َل يلَبس ِلْبَس َة المرأِة والمرَأَة تلَبس ِلبَس ة الَّرجل". -5
(قوامة الّر جل على المرأة تحمل معاني الّسلطة والّسيطرة ،وهذه ُتعّد مصادمة لقيم المساواة اإلنسانّية ،وحرّية المرأة). الّش بهة األولى:
والحقيقة أّن قوامة الّر جل على المرأة في األسرة تكليف ال تشريف؛ فهي مسؤولّية عظيمة ملقاة على كتف الّرجل؛ مصداًقا لقوله تعالى:
﴿الِّر َج اُل َقَّواُم وَن َع َلى الِّنَس اِء ِبَم ا َفَّض َل ُهَّللا َبْع َض ُهْم َع َلٰى َبْع ٍض َو ِبَم ا َأنَفُقوا ِم ْن َأْم َو اِلِهْم ﴾.
فالقوامة مسؤولّية تقع على عاتق الّز وج في تسيير شؤون األسرة؛ (كالمهر ،والّنفقة ،والمسكن ،والملبس ،والمأكل ،وكّل ما ُيحّقق
مصلحتها) ،والقوامة ُم قّيدة بعدم اإلضرار؛ فإذا تعارضت مصلحة األسرة مع غرض شخصّي ألحد أفراد األسرة ،تدّخ ل الّز وج لمعالجة
الموقف ،بما يتناسب مع المصلحة العاّم ة لألسرة ،وإاّل كان مستحًّقا للعقاب.
(تعّد د الّز وجات للّرجل ،وعدم مساواة المرأة بذلك ُيصادم قيم المساواة بين الّرجل والمرأة). الّش بهة الّثانية:
شبهة تعّد د الّز وجات:
ُتعّد باطلة يمكن تهوينها بأّن تعّد د الّز وجات ليس فرض عين على كّل رجل ،بل هو مباح للّرجل بضوابط شرعّية؛ منها :إقامة العدل بين -1
الّز وجات في (الّنفقة ،والمسكن ،والمبيت) ،وأاّل يزيد على أربع زوجات في عصمته ،يقول هللا تعالى﴿ :وِإْن ِخ ْفُتْم َأاَّل ُتْقِس ُطوا ِفي اْلَيَتاَم ٰى
َفانِكُحوا َم ا َطاَب َلُك م ِّم َن الِّنَس اِء َم ْثَنٰى َو ُثاَل َث َو ُر َباَع َفِإْن ِخ ْفُتْم َأاَّل َتْع ِد ُلوا َفَو اِح َد ًة َأْو َم ا َم َلَك ْت َأْيَم اُنُك ْم َٰذ ِلَك َأْدَنٰى َأاَّل َتُعوُلوا﴾.
مشروعّية الّتعّد د تأتي لمصلحة الّرجل والمرأة مًعا؛ فهو ستر للمرأة العفيفة ،مطّلقة كانت أم أرملة ،ويؤّد ي إلى تقليل العنوسة ،وتكثير -2
األّم ة باإلنجاب ،ويحمي المجتمع من اآلفات االجتماعّية اّلتي تعصف بالمجتمعات غير المسلمة؛ كالمواليد غير الّش رعّيين ،وحاالت
اإلجهاض ،وحاالت الّز نا ،وحاالت الّطالق بسبب العقم ،وأّم ا إن ثبت العقم من الّرجل ،فيثبت للمرأة الحّق في طلب الّطالق بالّش روط
اّلتي أقّرتها قوانين األحوال الّش خصّية.
كما أّن الّتعّد د ليس مقصوًر ا على اإلسالم؛ فلقد ُعرف في العصور اّلتي تْسبقه؛ إذ كان الّتعّد د منتشًرا بال قيد ،حّتى جاء اإلسالم ،وقّيده -3
بأربع.
(انفراد الّرجل بإيقاع الّطالق من دون المرأة ُينافي القيم اإلنسانّية في تحقيق العدل بين الّز وجين؛ ما ينعكس سلًبا على الّش بهة الّثالثة:
نجاح األسرة واستمّراريتها).
الّرد :يفرض الّز واج على الّر جل أداء األعباء المالية كّلها؛ (كالمهر ،والّنفقة ،والُّسكنى ،وبعد الطالق بنفقة العّد ة ،والحضانة ،والُّسكنى) ،وهي
حقوق مالّية مفروضة على الّز وج ال على الّز وجة ،وإن أسهمت الّز وجة بشيء ،فلها أن ُتطالبه به إن لم تقصد اإلحسان إليه به.
كما أّن حّق الّطالق ليس للّز وج أن يوقعه في كّل وقت ،بل هو مقّيد شريطة عدم اإلضرار بالّز وجة ،وال يكون الّطالق في وقت تكون
فيه الّز وجة تحت المؤّثرات الجسدّية؛ كالحيض ،والّنفاس.
فللّز وجة أن تشترط لنفسها الّطالق عند توقيع عقد الّز واج؛ وهو شرط جائز عند العلماء بأن توقعه هي ال الّرجل.
كما شرع اإلسالم للمرأة الُخ لع ،أو الّتفريق؛ للّش قاق ،والّنزاع ،والّضرر.
عدد أصحاب الفروض :الورثة الذين لهم أنصبة مقَّد رة في القرآن أو في الُّس ّنة أو باإلجماع.
الحقوق الّسياسّية:
-حّق إبداء الّرأي :ساوى اإلسالم بين المرأة ،والّرجل في إبداء الّرأي؛ كونهما ُخ لقا من نفس واحدة ،ويشتركان في أصل الّتكوين،
والّنشأة؛ فكالهما يمتلك العقل اّلذي له القدرة على اكتساب العلم ،والفكر ،والّتمييز.
وحّق المبايعة من الحقوق الّسياسّية؛ فقد ضمنه اإلسالم للمرأة عندما شاركت المرأة في عصر الّنبوة بالبيعة على العقيدة واألخالق
قال اإلسالمّية ،وُسميت اصطالًحا" :بيعة الّنساء" ،وجاءت آيات سورة الممتحنة تجسيًدا حًّيا لدور المرأة في المشاركة الّسياسّية،
تعالىَ( :يا َأُّيَها الَّنِبُّي ِإَذ ا َج اَء َك اْلُم ْؤ ِم َناُت ُيَباِيْعَنَك َع َلى َأْن اَل ُيْش ِرْك َن ِباِهَّلل َشْيًئا َو اَل َيْس ِر ْقَن َو اَل َيْز ِنيَن َو اَل َيْقُتْلَن َأْو اَل َد ُهَّن َو اَل َيْأِتيَن ِبُبْهَتاٍن
َيْفَتِر يَنُه َبْيَن َأْيِد يِهَّن َو َأْر ُج ِلِهَّن َو اَل َيْع ِص يَنَك ِفي َم ْعُروٍف َفَباِيْعُهَّن َو اْسَتْغ ِفْر َلُهَّن َهَّللا ِإَّن َهَّللا َغ ُفوٌر َر ِح يٌم ).
-اللهم نور بالكتاب بصري ،واشرح به صدري ،وأطلق به لساني ،وقوي به عزمي بحولك وقوتك ،اللهم أعني على
الدراسة ،وال تجعل قلبي يمل منها ،وكن معي في كل لحظة ،ووفقني لما تحب وترضى ،اللهم يا حي يا قيوم ،رب موسى
وهارون ونوح وإبراهيم وعيسى ومحمد صلى هللا عليه وسلم ،أكرمني بجودة الحفظ وسرعة الفهم ،وارزقني الحكمة
والمعرفة والعلم وثبات الذهن والعقل والحلم ،اللهم ال سهل إال ما جعلته سهًال ،اللهم اجعل الصعب سهًال ،اللهم ذكرني
منه ما نسيت وال حول وال قوة إال باهلل اللهم إني توكلت عليك ،وفوضت أمري إليك ،ال إله إال هللا ،الحليم الكريم رب
العرش العظيم ،اللهم ألهمني علمًا أعرف به أمرك ،وأعرف به نواهيك ،وارزقني اللهم فهم وبالغة النبيين ،وفصاحة
حفظ المرسلين ،وسرعة إلهام المالئكة المقربين ،وأكرمني اللهم بنور العلم ،وسرعة الفهم ،وأخرجني من ظلمات الوهم،
وافتح لي أبواب رحمتك فإنه ال حول وال قوة إال بك يا أرحم الراحمين.