Professional Documents
Culture Documents
أﺛﺮأدواتاﻟﺸﺮطﻓﻲاﻟﺮﺑﻂ
أﺛﺮأدواتاﻟﺸﺮطﻓﻲاﻟﺮﺑﻂ
حاصــل علــى شــهادة الدكتــوراه مــن جامعــة محمــد بــن عبــد هللا
– المغــرب
العنوان اإللكتروني:
krimokarim@gmail.com
الملخص
2
الكلمــات المفاتيــح :أدوات الشــرط -الربــط – التركيــب الشــرطي
– النحــو
ً
معروفــا فــي التــراث العربــي ،فقــد عبــر عنــه ومفهــوم الربــط كان
ســيبويه بـ«التعليــق» عندمــا علــل جــزم جــواب الطلــب ،قــال” :ألنهــم
جعلــوه مع ّل ًقــا بــاألول غيــر مســتغن عنــه إذا أرادوا الجــزاء“(،)2
ٍ
واســتعمل ابــن الســراج مصطلــح «الربــط» عندمــا تحــدث عــن
مواقــع الحــروف فــرأى أن مــن مواضــع الحــرف أن يربــط االســم
باالســم ،والفعــل بالفعــل ،واالســم بالفعــل ،والجملــة بالجملــة(.)3
تعريف الشرط
واصطالحً ــا عرفــه الفاكهــي فــي الحــدود بقولــه” :حــدّ الشــرط :هــو
تعليــق حصــول مضمــون جملــة بحصــول مضمــون أخــرى“( )3وهــذا
التعريــف ينــص علــى أن الوظيفــة األساســية للتركيــب الشــرطي:
هــي الربــط بيــن جملتيــن ً
ربطــا بحيــث ال تقــع الثانيــة إال بحصــول
األولــى.
ولمــا دخلــت األداة الرابطــة ،التــي تحمــل معنــى غيــر معجمــي بــل
معنــى وظيفــي ،ســلبت الجملــة األولــى اســتقاللها الداللــي وربطــت
مصيرهــا بالجملــة الثانيــة.
وهــو مذهــب الرضــي ،وقــد عــزاه إلــى الســيرافي ونقــل قولــه” :إن
العامــل فيهمــا كلمــة الشــرط ،القتضائهــا الفعليــن اقتضــاءً واحد ًا،
وربطهــا الجملتيــن إحداهمــا باألخــرى حتــى صارتــا كالواحــدة ،فهــي
وإن ،وأخواتهمــا ،عملــتكاالبتــداء العامــل فــي الجزأيــن ،وكظننــتَّ ،
فــي الجزأيــن القتضائهــا لهمــا“(.)3
ال يغفــل أصحــاب هــذا المذهــب أثــر األداة ،ألنها أســاس التركيب
الشــرطي ،ولكنهــم يــرون ضعــف األداة فيقوونهــا بفعــل الشــرط،
فالعامــل عندهــم مركــب مــن األداة وفعــل الشــرط ،وهــذا مذهــب
إن تأتنــي آتــك ،فآتــك انجزمــت بـ ْ
ـإن تأتنــي“(،)4 الخليــل ألنــك ”إذا قلــت ْ
ِ
وهــو مذهــب ســيبويه ،إذ يقــول” :واعلــم أن حــروف الجــزاء تجــزم
الجــواب بمــا قبلــه“( ،)5أي بــأداة الشــرط وفعــل
ُ األفعــال وينجــزم
ّ
”وإنمــا انجــزم هــذا الجــواب كمــا انجــزم جــواب الشــرط بدليــل قولــه:
( )1شرح المفصل 265/4
( )2نفسه
( )3شرح الرضي على الكافية 91/4
( )4الكتاب 63/3
( )5الكتاب 62/3
وجــاء فــي شــرح ابــن يعيــش” :وحــق مــا يجــازى بــه أن ال تــدري
أيكــون أم ال يكــون ،فعلــى هــذا تقــول« :إذا احمــ ّر البُســ ُر ْ
فأتنــي»،
وقبــح «إن احمــر البســر»؛ ألن احمــرار البســر كائــن .وتقــول« :إذا أقــام
إن أقــام هللا القيامــة»؛هللا القيامــة عــذب الكفــار» ،وال يحســن « ْ
ألنــه يجعــل مــا أخبــر هللاُ تعالــى بوجــوده مشــكوك ًا فيــه“(.)3
فـــ»إن» التــي هــي أصــل الجــزاء ال تــدل علــى وقــت معلــوم ،وإنمــا
هــي مبهمــة ،تتعلــق بمــا يمكــن أن يكــون أو ال يكــون ،وهــذا شــأن
التركيــب الشــرطي ،وألصالــة «إن» فــكأن العــرب لــم تضــع للشــرط
إال «إن» ثــم ضمنــت بقيــة األدوات معناهــا فــوق معانيهــا األخــرى،
.بمعنى الشرط:
فالرمانــي ال يجعــل «لــو» أداة شــرط وإنمــا هــي أداة تحمــل معنى
الشــرط ،ألنهــا تربــط بيــن جزأيــن علــى طــراز التركيــب الشــرطي ،لكــن
هــذا الربــط علــى نقيــض حقيقــة الشــرط الــذي يتعلــق باالســتقبال
ال المضــي ،يقــول” :وإنمــا لــم تعمــل «لــو» وفيهــا معنــى الشــرط،
وذلــك أنهــا ال تـرُدُّ الماضــي مســتقب ًلا كمــا يفعــل حــرف الشــرط“(.)3
.أاإلبهام والعموم:
تدخــل «مــا» علــى األدوات فيكــون لهــا أثــر فــي المعنــى الــذي
يتناســب مــع التركيــب الشــرطي ،وهــذا األثــر هــو زيــادة اإلبهــام
والعمــوم فــي األداة ممــا يزيــد المجــازاة بهــا حسـ ًـنا ،أو يُحــوِّ ل األداة
مــن أداة غيــر شــرطية إلــى أداة شــرطية.
جــاء فــي المقتضــب” :وال يكــون الجــزاء فــي «إذ» وال فــي «حيــث»
بغيــر «مــا» ،ألنهمــا ظرفــان يضافــان إلــى األفعــال؛ وإذا زدت علــى
كل واحــدة منهمــا «مــا» منعتــا اإلضافــة فعملتــا“(.)2
و»مــا» التــي تدخــل هنــا هــي «مــا» الكافــة وزيادتهــا الزمــة ،أمــا
«مــا» التــي تكــون لزيــادة اإلبهــام فــي األداة فهــي «مــا» غيــر الكافــة،
ـن» ،فهــي وهــي التــي تدخــل علــى باقــي أدوات الشــرط عــدا ّ
«أنــى ومَ ـ ْ
علــى التخييــر.
ْ
أكرمــك، قــال الزمخشــري” :تقــول متــى كان ذاك؟ ومتــى تأتنــي
أجلــس .ويتصــل بهمــا «مــا» المزيــدة
ْ تجلــس
ْ وأيــن كنــت؟ وأيــن
فتزيدهمــا إبهامً ــا“( .)2فـ«مــا» لمــا دخلــت علــى أداتــي الشــرط زادتهما
إبهامً ــا ،وزادت المجــازاة بهمــا حسـ ًـنا.
.ب التوكيد
ِّ
مؤكــدة، قــال ابــن يعيــش” :قــد تــزاد «مــا» مــع «إن» الشــرطية
نحــو قولــك« :إمَّ ــا تأتنــي آتــك» ،واألصــل« :إن تأتنــي آتــك» .زيــدت
«مــا» علــى «إن» لتأكيــد معنــى الجــزاء“(.)4
ً
ومعــا ،وإن كان والظاهــر أن «مــا» تــؤدي معنــى اإلبهــام والتوكيــد
النحــاة يصرحــون تــارة باإلبهــام وتــارة بالتوكيــد ،وقــد جمــع بينهمــا
ابــن يعيــش فــي قولــه” :وقــد تدخــل «مــا» «أيــن» و«متــى» للجــزاء
ـس»...ـس أجلـ ْ زائــدة مؤكــدة نحــو« :متــى مــا ُ
تقـ ْـم أقـ ْـم» و«أينمــا تجلـ ْ
18
المصادر والمراجع:
— —القرآن الكريم
— —اإلتقــان فــي علــوم القــرآن ،تأليــف :عبــد الرحمــن بــن أبــي بكــر
جــال الديــن الســيوطي ،تحقيــق :محمد أبو الفضــل إبراهيم،
نشــر :الهيئــة المصريــة العامــة للكتــاب1394 ،هـــ 1974 -م.
— —األصــول فــي النحــو ،تأليــف ابــن الســراج :أبــو بكــر محمــد بــن
الســري بــن ســهل النحــوي ،تحقيــق :عبــد الحســن الفتلــي،
نشــر :مؤسســة الرســالة للطباعــة والنشــر والتوزيــع –
بيــروت ،الطبعــة :الثالثــة1417 ،هـــ 1996 -م.
— —دالئــل اإلعجــاز ،تأليــف :أبــو بكــر عبــد القاهــر بــن عبــد الرحمــن
بــن محمــد الجرجانــي ،قــراءة وتعليــق :أبــو فهــر محمــود
محمــد شــاكر ،نشــر :مكتبــة الخانجــي -القاهــرة ،الطبعــة:
الخامســة1424،هـ 2004 -م.
19
— —رصــف المبانــي فــي شــرح حــروف المعانــي ،تأليــف :أحمــد بــن
عبــد النــور المالقــي ،تحقيــق :أحمــد محمــد الخــراط ،نشــر:
مجمــع اللغــة العربيــة -دمشــق ،د.ط ،د.ت.
— —شــرح كتــاب الحــدود فــي النحــو ،تأليــف :عبــد هللا بــن أحمــد
الفاكهــي ،تحقيــق :رمضــان أحمــد الدميــري ،نشــر :مكتبــة
وهبــة – القاهــرة ،الطبعــة :الثانيــة1414 ،هـــ 1993 -م.
— —المرتجــل ،تأليــف :أبــو محمــد عبــد هللا بــن أحمــد بــن أحمــد
بــن أحمــد ابــن الخشــاب ،تحقيــق ودراســة :علــي حيــدر ،نشــر:
مجمــع اللغــة العربيــة –دمشــق1392 ،هـــ 1972-م.