You are on page 1of 22

‫عقيدة الطائفة‬

‫المنصورة‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬


‫احلمد هلل رب العادلْب ‪ ،‬كالصالة كالسالـ على أشرؼ األنبياء كادلرسلْب ‪ ،‬نبينا و‬
‫حممد عليو كعلى آلو‬
‫كصحبو أمت الصالة كالتسليم ‪ ،‬أما بعد ‪:‬‬
‫ععيمة كىي عبادتو وحده ال شريك لو ‪ ،‬قاؿ اهلل‬ ‫و‬ ‫و‬
‫حلكمة‬ ‫اعلموا عباد اهلل أف اهلل تعاىل خلق اخللق‬ ‫ؼ‬
‫اْلنس إًََّّل لًيػعب يد ً‬ ‫تعاىل ‪  :‬كما خلى ٍقت ًٍ‬
‫كف ‪[ ‬الذاريات‪ ]ٓٔ :‬أم ‪ :‬ليوحدكف يقوؿ اهلل تعاىل‬ ‫اْل َّن ىك ًٍ ى ى ٍ ي‬ ‫ىى ى ي‬
‫‪  :‬ىكىَّل أىنتي ٍم ىعابً يدك ىف ىما أ ٍىعبي يد ‪[ ‬الكافركف ‪ ]ّ :‬فنفى اهلل عن ادلشركْب عبادهتم لو مع أهنم كانوا‬
‫يقوموف ببعض العبادات كذلك لعدـ توحيدىم هلل ‪ ‬يف العبادة ‪.‬‬
‫حقوقو ‪.‬‬ ‫والتوحيد ‪ :‬ىو إفراد اهلل ‪ ‬ب‬
‫ً‬ ‫ً ًً‬
‫ىف الٍ ىم ىساج ىد للَّو فى ىال تى ٍدعيوا ىم ىع اللَّو أ ى‬
‫ىح ندا ‪ [ ‬اْلن ‪. ] ُٖ :‬‬ ‫قاؿ تعاىل ‪  :‬ىكأ َّ‬
‫وقد اصطلح بعض أىل العلم على تقسيم التوحيد إلى ثالثة أنواع ‪:‬‬
‫النوع األول ‪ :‬توحيد الربوبية ‪.‬‬
‫النوع الثاني ‪ :‬توحيد األلوىية ‪.‬‬
‫النوع الثالث ‪ :‬توحيد األسماء والصفات ‪.‬‬
‫اعبي ٍدهي‬
‫ض ىكما بىػٍيػنىػ يهما فى ٍ‬ ‫السمو ً‬
‫ات كاأل ٍىر ً‬ ‫ب َّ ى‬ ‫اجتى ىمعت ىذه األقساـ الثالثة يف قولًًو ى‬
‫تعاىل ‪  :‬ىر ِّب‬ ‫كقد ٍ‬
‫السمو ً‬ ‫بادتًًو ىى ٍ تىػ ٍعلى يم لىوي ىًَسيًّا ‪ [ ‬مرمي ‪ ، ] ٔٓ :‬فقولو تعاىل ‪  :‬ىر ِّب‬‫ًً‬
‫ض ىكما‬ ‫ات كاأل ٍىر ً‬ ‫ب َّ ى‬ ‫اص ىً ٍ لع ى‬
‫ىك ٍ‬
‫بادتًًو ‪ ‬فيو توحيد األلوىية ‪ ،‬كقولو ‪ :‬‬ ‫ًً‬
‫اص ىً ٍ لع ى‬ ‫بىػٍيػنىػ يهما ‪ ‬فيو توحيد الربوبية ‪ ،‬كقولو ‪  :‬فى ٍ‬
‫اعبي ٍدهي ىك ٍ‬
‫ىى ٍ تىػ ٍعلى يم لىوي ىًَسيًّا ‪ ‬فيو توحيد األَساء كالصفات ‪.‬‬
‫النوع األول ‪ :‬توحيد الربوبية ‪:‬‬
‫إفراد اهلل بأفعالو كالخلق ‪ ،‬والملك ‪ ،‬واألمر وغير ذلك من أفعالو ‪.‬‬ ‫وىو ُ‬
‫اخلىٍل يق ىكاأل ٍىم ير‪ [ ‬األعراؼ ‪. ] ْٓ :‬‬
‫ؼعتقد بانفراده باخللق كاألمر كما قاؿ تعاىل ‪  :‬أىَّلى لىوي ٍ‬ ‫ف‬
‫السماك ً‬ ‫ً‬
‫ض ‪ [ ‬النور ‪. ] ِْ :‬‬‫ات ىك ٍاأل ٍىر ً‬ ‫ك َّ ى ى‬ ‫كَّل شنلك اخللق إَّل اهلل قاؿ تعاىل ‪  :‬ىكللَّ ًو يم ٍل ي‬
‫مُّرقر بو حٌب الكفار ‪ ،‬فهم يؤمنوف بأف اهلل ىو اخلالق الرازؽ ادلدبر ليس لو شريك يف‬ ‫كىذا النوع ي‬
‫قركف بو على توحيد األلوىية الذم يينكركنو‬ ‫ملكو كلذلك كاف القرآف يستدؿ بتوحيد الربوبية الذم يي ٌ‬
‫احلى َّي ًم ىن‬
‫ًج ٍ‬‫ص ىار ىكىمن يسنٍر ي‬
‫الس ٍم ىع كاألىبٍ ى‬ ‫الس ىماء ىكاأل ٍىر ً‬
‫ض أ َّىمن شنىٍ ً يؾ َّ‬ ‫قاؿ تعاىل ‪  :‬قي ٍ ىمن يىػ ٍريزقي يكم ِّبم ىن َّ‬
‫ت ًم ىن ٍ‬
‫احلى ِّبي ىكىمن يي ىدبِّبػ ير األ ٍىمىر فى ىس ىقييوليو ىف اللٌوي فىػ يق ٍ أىفىالى تىػتَّػ يقو ىف‪[ ‬يونس‪.]ُّ:‬‬ ‫ًج الٍ ىميَّ ى‬
‫ً‬
‫الٍ ىميِّبت ىكيسنٍر ي‬

‫ِ‬
‫عقيدة الطائفة‬
‫المنصورة‬

‫النوع الثاني ‪ :‬توحيد األلوىية ‪:‬‬


‫وىو إفراد اهلل تعالى بأفعال العباد ؾالدعاء كاخلوؼ كالرجاء كاحملبة كالتوك كاْلنابة كغّبىا من أنواع‬
‫العبادة ‪.‬‬
‫ين ًمن قىػٍبلً يك ٍم لى ىعلَّ يك ٍم تىػتَّػ يقو ىف‪ [ ‬البقرة ‪:‬‬ ‫َّ ً‬ ‫َّ ً‬
‫َّاس ٍاعبي يدكاٍ ىربَّ يك يم الذم ىخلى ىق يك ٍم ىكالذ ى‬ ‫قاؿ تعاىل ‪  :‬يىا أىيػُّر ىها الن ي‬
‫ُِ ] ‪.‬‬
‫ً‬
‫كتوحيد األلوىية ىو دعوة مجيع الرس من أكذلم إىل آخرىم قا ؿ تعاىل ‪  :‬ىكىما أ ٍىر ىس ٍلنىا ًمن قىػٍبل ى‬
‫ك‬
‫اعب يد ً‬ ‫ً ً‬ ‫و ً ً ًً‬ ‫ً‬
‫كف ‪[ ‬األنبياء‪ ، ]ِٓ:‬كقاؿ تعاىل ‪  :‬ىكلىىق ٍد بىػ ىعثٍػنىا‬ ‫من َّر يسوؿ إَّلَّ نيوحي إلىٍيو أنَّوي َّلى إلىوى إَّلَّ أىنىاٍ فى ٍ ي‬
‫ًيف يك ِّب أ َّيم وة َّرسوَّلن أ ًىف ٍاعب يدكاٍ اللٌو ك ً‬
‫وت ‪ [ ‬النح ‪. ] ّٔ :‬‬ ‫اجتىنبيواٍ ال َّاغي ى‬ ‫ىى ٍ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫كىو الذم أنكره الكفار ككفَّر اهلل بو ادلشركْب ‪ ،‬كأباح بو دماءىم كأمواذلم كنساءىم كما جاء يف‬
‫احلديث ادلتواتر قاؿ صلى اهلل عليو كسلم ‪ ( :‬أمرت أف أقات الناس حٌب يقولوا َّل إلو إَّل اهلل فإذا‬
‫حبقها كحساهبم على اهلل ) أخرجاه يف‬ ‫قالوا َّل إلو إَّل اهلل عصموا مِب دماءىم كأمواذلم إَّل‬
‫الصحيحْب ‪.‬‬
‫وىذا النوع ىو معنى قول ‪ :‬ال إلو إال اهلل ‪.‬‬
‫حق إال اهلل قاؿ تعاىل لكليمو موسى – عليو السالـ ‪  : -‬إًن ًَِّب أىنىا اللَّوي ىَّل‬
‫فمعناىا ‪ :‬ال معبود ٌّ‬
‫الص ىالةى لً ًذ ٍك ًرم ‪ [ ‬طو ‪ ، ] ُْ :‬وىي تشتمل على ركنين ‪:‬‬
‫اعبي ٍدًِن ىكأىقً ًم َّ‬
‫إًلىوى إًََّّل أىنىا فى ٍ‬
‫األول ‪ :‬النفي يف قولو ‪َّ :‬ل إلو ‪ ،‬نافيان مجيع ما يعبد من دكف اهلل ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬اإلثبات يف قولو ‪ :‬إَّل اهلل ‪ ،‬يـثبتان العبادة هلل كحده َّل شريك لو يف عبادتو كما أنو َّل‬
‫شريك لو يف يـلكو كربوبيتو ‪.‬‬
‫وت ىكيػي ٍؤًمن بًاللٌ ًو فىػ ىق ًد‬
‫فال يتم التوحيد إَّل هبذين اؿ ركنْب قاؿ اهلل تعاىل ‪  :‬فىمن ي ٍك يفر بًال َّاغي ً‬
‫ىٍ ى ٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ص ىاـ ىذلىا ‪ [ ‬البقرة ‪ ، ] ِٓٔ :‬كقاؿ سبحانو ‪  :‬أىف ٍاعبي يدكاٍ اللٌوى‬ ‫ك بًالٍعيٍرىكة الٍ يوثٍػ ىق ىى َّلى انف ى‬
‫استى ٍم ىس ى‬
‫ٍ‬
‫ك ً‬
‫وت ‪ [ ‬النح ‪ ، ] ّٔ :‬كجاء يف صحيح اْلماـ مسلم أف رسوؿ اهلل صلى اهلل‬ ‫اجتىنبيواٍ ال َّاغي ى‬ ‫ى ٍ‬
‫عليو كسلم قاؿ ‪ ( :‬من قاؿ ‪َّ :‬ل إلو إَّل اهلل ككفر مبا يعبد من دكف اهلل حرـ مالو كدمو كحسابو‬
‫على اهلل ) ‪.‬‬
‫مطاع‪.‬‬
‫متبوع أو ٍ‬ ‫معبود أو ٍ‬ ‫حده من ٍ‬ ‫والطاغوت ‪ :‬ىو كل ما تجاوز بو العبد َّد‬
‫فادلعبود ‪ :‬مث األصناـ ‪.‬‬

‫ّ‬
‫عقيدة الطائفة‬
‫المنصورة‬

‫كادلتبوع ‪ :‬مث ال يك َّها يف ‪ ،‬كالسحرة ‪ ،‬كعلماء السوء ‪.‬‬


‫عادلينة ‪،‬‬
‫حملينة أك َّ‬ ‫إقليمي نة أك َّ‬ ‫َّ‬ ‫كادل اع ‪ :‬مث ال واغيت ادلعاصرة كاحملاكم القانونية سواءن أكانت‬
‫كاحلك ًاـ ادلشركْب ‪ ،‬ككاجملالس التشريعية ال دلانية كأمثاذلا ‪ ،‬فإذا اختذىم‬ ‫ككاحلكومات ال اغوتية ‪ ،‬ك َّ‬
‫ي‬
‫كزنِّبرـ ما أح َّ اهلل من أج حترشنهم لو فهؤَّلء‬ ‫حرـ اهلل من أج حتليلهم لو ‪ ،‬ي‬ ‫اْلنساف أربابان يزن ُّر ما َّ‬
‫َّه ٍم ىآمنيواٍ ًمبىا أين ًزىؿ‬ ‫ً َّ ً‬
‫ين يىػ ٍزعي يمو ىف أىنػ ي‬‫طواغيت ‪ ،‬كالفاع عاب هد لل اغوت قاؿ تعاىل ‪  :‬أى ىَلٍ تىػىر إ ىىل الذ ى‬
‫يدك ىف أىف يػتىحا ىكمواٍ إً ىىل ال َّاغي ً‬ ‫ً‬
‫وت ىكقى ٍد أ ًيم يركاٍ أىف يى ٍك يف يركاٍ بًًو ىكييًر ي‬
‫يد‬ ‫ى ى ي‬ ‫ك ييًر ي‬ ‫ك ىكىما أين ًزىؿ ًمن قىػٍبل ى‬ ‫إًلىٍي ى‬
‫يدا ‪[ ‬النساء ‪ ، ]َٔ:‬كقاؿ سبحانو ‪َّ  :‬اختى يذكاٍ أ ٍ‬
‫ىحبى ىاريى ٍم ىكيرٍىبىانىػ يه ٍم‬ ‫ضالىَّلن بىعً ن‬ ‫ضلَّ يه ٍم ى‬ ‫الشَّي ىا يف أىف ي ً‬
‫ي‬ ‫ٍ‬
‫اح ندا َّلَّ إًلىػوى إًَّلَّ يى ىو يسٍب ىحانىوي ىع َّما‬ ‫كف اللٌ ًو كالٍم ًسيح ابن مرىمي كما أ ًيمركاٍ إً َّلَّ لًيػعب يدكاٍ إًلىػها ك ً‬ ‫أىربابا ِّبمن د ً‬
‫ى ٍي ن ى‬ ‫ى ى ى ٍ ى ىٍ ى ى ى ي‬ ‫ٍى ن ي‬
‫يي ٍش ًريكو ىف ‪[ ‬التوبة ‪ ]ُّ:‬عن عد م بن حامت رضي اهلل عنو ‪ :‬أنو سمع النيب صلى اهلل عليو كسلم‬
‫ىحبى ىاريى ٍم ىكيرٍىبىانىػ يه ٍم أ ٍىربىابنا‪ ‬اآلية ‪ ،‬قاؿ ‪ ( :‬فقلت لو ‪ :‬إنا لسنا نعبدىم )‬ ‫يقرأ ىذه اآلية‪َّ  :‬اختى يذكاٍ أ ٍ‬
‫ؼلُّرونىوي ؟ ) فقلت ‪ ( :‬بلى )‬ ‫قاؿ ‪ ( :‬أؿيس يزنِّبرموف ما أح ٌؿ اهللي فتيح ِّبرمونىوي ‪ ،‬كيي لُّرحو ىف ما ح ٌرىـ اهلل يحت‬
‫قاؿ ‪ ( :‬فتلك عبادتوـ ) ركاه الَبمذم ‪ ،‬كقد أمجع أى العلم على تفسّب ىذه اآلية مبا جاء يف‬
‫احلديث ‪.‬‬
‫ت بوج وق ـف الوجوه قاؿ تعاىل ‪:‬‬ ‫الرضل بعباد ق‬ ‫الكف بال َّاغوت ـعاداتو ك بغضو ‪ ،‬كعد ـ ِّب‬ ‫كيدخ يف ر‬
‫ين ىم ىعوي إً ٍذ قىاليوا لًىق ٍوًم ًه ٍم إًنَّا بػيىراء ًمن يك ٍم ىكًم َّم ا تىػ ٍعبي يدك ىف‬ ‫‪ ‬قى ٍد ىكانىت لى يكم أيسوةه حسنةه ًيف إًبػر ًاى َّ ً‬
‫يم ىكالذ ى‬ ‫ٍى ى‬ ‫ٍ ٍ ٍ ى ى ىى‬
‫ضاء أىبى ندا ىح ٌَّب تيػ ٍؤًمنيوا بًاللَّ ًو ىك ٍح ىدهي ‪[ ‬‬ ‫ك يـ الٍ ىع ىد ىاكةي ىكالٍبىػ ٍ ى‬ ‫كف اللَّ ًو ىك ىف ٍرنىا بً يك ٍم ىكبى ىدا بىػٍيػنىػنىا ىكبىػٍيػنى ي‬
‫ًمن د ً‬
‫ي‬
‫كىا ىكأىنىابيوا إً ىىل اللَّ ًو ىذلي يم الٍبي ٍشىرل‬ ‫َّ ً‬
‫اجتىػنىبيوا ال َّاغي ى‬
‫وت أىف يىػ ٍعبي يد ى‬ ‫ين ٍ‬‫ادلمتحنة ‪ ، ]ْ :‬كقاؿ تعاىل ‪  :‬ىكالذ ى‬
‫فىػبىش ٍِّبر ًعبى ًاد ‪ [ ‬الزمر ‪. ] ُٕ :‬‬
‫آية يف القرآف ‪ ،‬فهي داعيةه إىل ىذا التوحيد ‪ ،‬شاىد ةه بو ‪،‬‬ ‫قاؿ ابن القيـ ‪ -‬رمحو اهلل ‪ ( : -‬كك ُّر و‬
‫ـتضِّبـ فةه لو ؛ ألف القرآف ‪:‬‬
‫الصفات ‪.‬‬ ‫ب ‪ ،‬كتوحيد ِّب‬ ‫بيَّة‬
‫الر ك‬
‫كصفات كأفعاؿق ‪ ،‬كىو توحيد ُّر‬ ‫ق‬ ‫‪ -‬إـا خ ه عن اهلل تعاىل كأَسائق‬
‫عبادت كحدق َّل شريك لو ‪ ،‬كخؿع ما معبد من دكفق ‪ ،‬أك أـهر بأنو واع ـف العبادات‬ ‫ق‬ ‫‪ -‬كإـا دعاءه إىل‬
‫م عن ادلخالفات ‪ ،‬فهذا ىو توحيد اْلذليَّة كالعبادة ‪.‬‬ ‫‪ ،‬كنو ه‬
‫كطاعت‪ ،‬كما فع بوـ يف الدُّرنيا ‪ ،‬كما مكرمو ـ بو يف اآلخرة‬ ‫‪ -‬كإـا خ ه عن إكراـق ألى توحيدق ق‬
‫‪ ،‬فهو جزاء توحيده ‪.‬‬

‫ْ‬
‫عقيدة الطائفة‬
‫المنصورة‬

‫ؼؿ بو ـ يف الدُّرنيا من النَّكاؿ ‪ ،‬كما يًزن ُّر بو ـ يف العيقىب ـ ف‬ ‫‪ -‬كإـ ا خ هبر عن أه ؿ الشِّبرؾ كـ ا ع‬
‫الوبىاؿ ‪ ،‬فهو جزاءي من خرج عن حؾـ اؿتكحيد ) ‪.‬‬ ‫ى‬
‫كحيد ىو حقيقة دين اْلسال ـ اؿذم َّل مقبؿ اهلل من أح ود سواه ‪ ،‬قاؿ تعاىل ‪  :‬ىكىم ٍن‬ ‫كىذ ا الت‬
‫الـ ًدينان فىػلىن يػ ٍقب ًمٍنو كىو ًيف ٍاآل ًخرةً ًمن ٍ ً‬
‫األ ٍس ً‬ ‫يػبتى ًغ ىغيػر ًٍ‬
‫ين ‪ [ ‬آؿ عمراف ‪. ] ٖٓ :‬‬ ‫اخلىاس ًر ى‬ ‫ى ى‬ ‫ٍ ي ى ى ي ىيى‬ ‫ىٍ ٍ ى‬
‫ب إخالصو ا مجيعان هلل ‪ ‬قاؿ تعاىل ‪  :‬ىكىما أ ًيم يركا‬ ‫كيتضمن ىذا التوحيد جميع أنواع العبادة ‪ ،‬فيج ي‬
‫ين الٍ ىقيِّب ىم ًة ‪ [ ‬البينة‬ ‫الزىكا ىة ك ىذلً ً‬ ‫ً‬ ‫ًً‬ ‫ً‬
‫كد ي‬‫الص ىال ىة ىكيػي ٍؤتيوا َّ ى ى‬
‫يموا َّ‬ ‫ِّبين يحنىػ ىفاء ىكييق ي‬ ‫إًََّّل ليىػ ٍعبي يدكا اللَّوى ُميٍلص ى‬
‫ْب لىوي الد ى‬
‫‪.] ٓ :‬‬
‫النوع الثالث من أنواع التوحيد ‪ :‬توحيد األسماء والصفات ‪:‬‬
‫فات ‪ ،‬كىذا يتضَّمن شيي ً‬ ‫والص ِ‬ ‫ِ‬
‫األسماء ِّص‬ ‫اختص بو ِمن‬ ‫وول ‪ -‬بما‬ ‫إفراد ِ‬
‫اهلل ‪َ -‬ع َّد َّد‬
‫ْب‪:‬‬ ‫ي‬ ‫َّد‬ ‫وه و ُ‬
‫لنفس ًو يف ً‬
‫أثها ً‬ ‫مجيع أسمااًًو كصفاتًًو الٍب بىػتى‬ ‫ت هللً َّ‬
‫كتابو‬ ‫عز كج َّ ى‬ ‫األول ‪ :‬اإلثبات ‪ ،‬كذلك بأف نيثبى‬
‫أك سن ًَّة نبيِّب ًو صلى اهلل عليو كسلم ‪.‬‬
‫المماثلة ‪ ،‬كذلك بأف َّل نجىع ى هللً ـثيالن يف أَسااًًو كصفاتًًو ‪ ،‬كذلك كما قاؿ ى‬‫ِ‬ ‫ي‬
‫تعاىل ‪ :‬‬ ‫الثاني‪ :‬نَفُ‬
‫صّبي ‪[ ‬الشورل ‪. ]ُُ :‬‬ ‫الس ًميع الب ً‬ ‫ً ًً‬
‫س ىكمثٍلو ىش ٍيءه ىكيى ىو َّ ي ى‬ ‫لىٍي ى‬
‫صّبي ‪ ‬فيو إثبات لصفٍب السمع كالبصر ‪.‬‬ ‫الس ًميع الب ً‬
‫فقولو ‪  : ‬ىكيى ىو َّ ي ى‬
‫ألحد من خلقو ‪.‬‬ ‫كقولو ‪  : ‬لىيس ىك ًمثٍلً ًو شيء ‪ ‬فيو نفي مماثلتو ‪ ‬و‬
‫ىٍه‬ ‫ٍ ى‬
‫وقد َّدلت في ىذا طائفتان ‪:‬‬
‫كبصر‬
‫َسع كسمعي ‪ ،‬ه‬ ‫الطائفة األولى سلكت مسلك التمثي فشبهت اهلل بادلخلوقْب فقالت ‪ :‬هلل ه‬
‫س ىك ًمثٍلً ًو‬
‫كبصرم ‪ ،‬كىكذا غّبىا من الصفات ‪ ،‬كالرد على ىؤَّلء من اآلية قولو تعاىل ‪  :‬لىٍي ى‬
‫ىش ٍيءه ‪. ‬‬
‫الطائفة الثانية ىربت مما كقعت فيو ال اافة األكىل من التمثي ؼسلكت مسلك التع ي فنفوا عن‬
‫اهلل ‪ ‬ما أثبتو لنفسو كأثبتو لو رسولو صلى اهلل عليو كسلم من األَساء كالصفات فيقولوف ‪ :‬ليس هلل‬
‫علوه كاستواءه على عرشو كغّبىا من الصفات ‪ ،‬كالرد على ىؤَّلء من‬ ‫َسع ‪ ،‬كَّل بصر ‪ ،‬أك نفوا َّ‬
‫ه‬
‫الس ًميع الب ً‬
‫صّبي ‪. ‬‬ ‫اآلية قولو تعاىل ‪  :‬ىكيى ىو َّ ي ى‬

‫ٓ‬
‫عقيدة الطائفة‬
‫المنصورة‬

‫لساف رسولًًو صلى اهلل‬ ‫فالواوج ‪ :‬أف نؤمن بأَسااو كصفاتو الٍب ذكر اهلل تعاىل يف كتابًًو ‪ ،‬كع ل ً‬
‫ُ‬
‫تكييف كَّل دتثي و قاؿ تعاىل ‪  :‬ىى ٍ تىػ ٍعلى يم لىوي ىًَسيًّا ‪[ ‬‬
‫و‬ ‫يف كَّل تع ي و كَّل‬ ‫عليو كسلم ‪ً ،‬من غ ًّب حتر و‬
‫ٍ‬
‫ىح هد ‪ [ ‬اْلخالص ‪ ] ْ :‬؛ فيقاؿ ‪ :‬هلل ه‬
‫َسع‬ ‫مرمي ‪ ، ]ٔٓ :‬كقاؿ تعاىل ‪  :‬ىكىَلٍ يى يكن لَّوي يك يف نوا أ ى‬
‫كبصر ليس كبصر ادلخلوؽ ‪.‬‬ ‫ليس كسمع ادلخلوؽ ‪ ،‬ه‬
‫* الشرك ‪:‬‬
‫إذا تبيَّدن ىذا فاعلم أ َّدن د التوحيد ِّص‬
‫الشرك ‪ :‬وىو إشراك غير اهلل فيما ىو من خصائص اهلل‬
‫‪.‬‬
‫ض ىال وؿ ُّرمبً و‬
‫ْب ‪ ‬إً ٍذ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪  :‬تىاللَّو إًف يكنَّا لىفي ى‬ ‫قاؿ تعاىل حاكيان ما يقولو ادلشركوف آللتهم يف النار‬
‫ين ‪[ ‬الشعراء‪.]ٖٗ-ٕٗ :‬‬ ‫ِ‬ ‫س ِّصوي ُيم بَِر ِّص‬
‫ب ال َْلعالَم َ‬ ‫نُ َ‬
‫وىو نوعان ‪:‬‬
‫‪ -1‬شرك أكبر ‪.‬‬
‫‪ -2‬شرك أصغر ‪.‬‬
‫النوع األول ‪ :‬الشرك األكبر‪:‬‬
‫كىو ادلخرج من ادللة ‪ ،‬كَّل ي فر اهلل لصاحبو إَّل بالتوبة ‪ ،‬كصاحبو إف لقي اهلل بو فهو خال هد ُمل هد‬
‫ك لً ىمن يى ىشاء ‪[ ‬النساء ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يف النار ‪ ،‬قاؿ تعاىل ‪  :‬إً َّف اللٌوى َّلى يىػ ٍف ير أىف يي ٍشىرىؾ بًًو ىكيىػ ٍف ير ىما يدك ىف ىذل ى‬
‫َّار ‪[ ‬ادلاادة ‪] ِٕ:‬‬ ‫ْٖ] ‪ ،‬كقاؿ تعاىل ‪  :‬إًنَّوي ىمن يي ٍش ًرٍؾ بًاللٌ ًو فىػ ىق ٍد ىحَّرىـ اللٌوي ىعلى ًيو ٍ‬
‫اْلىنَّةى ىكىمأٍ ىكاهي الن ي‬
‫‪.‬‬
‫والشرك األكبر أنواعو كثيرة ومدارىا على أربعة أنواع ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬شرك الدعاء ‪:‬‬
‫ند ىربِّبًو إًنَّوي ىَّل يػي ٍفلً يح‬
‫آخىر ىَّل بػيٍرىىا ىف لىوي بًًو فىًإَّدنىا ًح ىسابيوي ًع ى‬ ‫ً‬
‫قاؿ تعاىل ‪  :‬ىكىمن يى ٍدعي ىم ىع اللَّو إً ىذلنا ى‬
‫الٍ ىكافًيرك ىف ‪ [ ‬ادلؤمنوف ‪. ] ُُٕ :‬‬
‫الثاني ‪ :‬شرك الطاعة ‪:‬‬
‫كىي طاعة األحبار كالرىباف كالعلماء كاألمراء يف معصية اهلل ‪ ، ‬قاؿ تعاىل ‪َّ  :‬اختى يذكاٍ أ ٍ‬
‫ىحبى ىاريى ٍم‬
‫إًَّلَّ يى ىو‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً ً‬
‫يح ابٍ ىن ىم ٍرىميى ىكىما أيم يركاٍ إًَّلَّ ليىػ ٍعبي يدكاٍ إًلى نػها ىكاح ندا َّلَّ إًلىػوى‬
‫ىكيرٍىبىانىػ يه ٍم أ ٍىربىابنا ِّبمن يدكف اللٌو ىكالٍ ىمس ى‬

‫ٔ‬
‫عقيدة الطائفة‬
‫المنصورة‬

‫حامت رضي اهلل عنو عند‬ ‫عدم بن و‬ ‫يسٍب ىحانىوي ىع َّما يي ٍش ًريكو ىف ‪[ ‬التوبة ‪ ]ُّ:‬كقد تقدـ ذكر حديث ِّب‬
‫الر يسوىَّل‬‫وى يه ٍم ًيف النَّا ًر يىػ يقوليو ىف يىا لىٍيتىػنىا أىطى ٍعنىا اللَّوى ىكأىطى ٍعنىا َّ‬
‫ب يك يج ي‬ ‫ىذه اآلية ‪ ،‬كقاؿ تعاىل ‪  :‬يىػ ٍوىـ تيػ ىقلَّ ي‬
‫السبً ىيال ‪ [ ‬األحزاب ‪ ، ] ٕٔ ، ٔٔ :‬كقاؿ تعاىل‬ ‫‪ ‬ىكقىاليوا ىربػَّنىا إًنَّا أىطى ٍعنىا ىس ىادتىػنىا ىكيكبىػىراءنىا فىأ ى‬
‫ىضلُّرونىا َّ‬
‫ً‬
‫ىح ندا ‪ [ ‬الكهف ‪. ] ِٔ :‬‬ ‫‪  :‬ىكىَّل يي ٍش ًريؾ ًيف يح ٍك ًمق أ ى‬
‫الثالث ‪ :‬شرك المحبة ‪:‬‬
‫ىندادان يًزنبُّرونػىهم ىكح ِّب ً َّ ً‬
‫ىش ُّرد‬
‫ين ىآمنيواٍ أ ى‬
‫ب اللٌو ىكالذ ى‬ ‫يٍ ي‬ ‫كف اللٌ ًو أ ى‬
‫َّخ يذ ًمن د ً‬
‫ي‬
‫َّاس من يػت ً‬ ‫ً‬
‫قاؿ تعاىل ‪  :‬ىكم ىن الن ً ى ى‬
‫يد الٍع ىذ ً‬ ‫ً‬ ‫ىف الٍ يق َّوىة لًلٌ ًو ىً‬ ‫َّ ً‬ ‫ً‬
‫اب ‪‬‬ ‫ىف اللٌوى ىشد ي ى‬ ‫مجيعان ىكأ َّ‬ ‫اب أ َّ‬ ‫ين ىلى يمواٍ إً ٍذ يىػىرٍك ىف الٍ ىع ىذ ى‬
‫يحبًّا لِّبلٌو ىكلى ٍو يىػىرل الذ ى‬
‫[البقرة ‪. ]ُٔٓ:‬‬
‫* أنواع المحبة ‪:‬‬
‫قاؿ ابن القيم – رمحو اهلل ‪ ( : -‬كىا ىنا أربعة أنواع من احملبة ‪ ،‬رنب التفريق بينها ‪ ،‬كإدنا ض ٌ ٌّ ىّ‬
‫من ض َّ بعدـ التمييز بينها ‪:‬‬
‫أحدىا ‪ :‬حمبة اهلل ‪ ،‬كَّل تكفي كحدىا يف النجاة من عذاب اهلل كالفوز بثوابو ‪ ،‬فإف ادلشركْب كعيبَّاد‬
‫الصليب كاليهود كغّبىم يزنبُّروف اهلل ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬حمبة ما يزنب اهلل ‪ ،‬كىذه ىي الٍب تدخلو يف اْلسالـ ‪ ،‬كخترجو من الكفر ‪ ،‬ك ُّر‬
‫أحب الناس‬
‫إىل اهلل أقومهم هبذه احملبة ‪ ،‬كأشدىم فيها ‪.‬‬
‫ب إَّل فيو كلو‪.‬‬ ‫الثالث ‪ :‬احلب هلل كفيو ‪ ،‬كىي من لوازـ حمبة ما يزن ُّر‬
‫ب ‪ ،‬كَّل تستقيم حمبة ما يزن ُّر‬
‫الرابعة ‪ :‬احملبة مع اهلل ‪ ،‬كىي احملبة الشركية ‪ ،‬كك من أحب شييان مع اهلل ‪َّ ،‬ل هلل ‪ ،‬كَّل من أجلو ‪،‬‬
‫كَّل فيو ؛ فقد َّاختذه َّ‬
‫ندان من دكف اهلل ‪ ،‬كىذه حمبة ادلشركْب ) ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬شرك النية واإلرادة والقصد ‪:‬‬
‫ؼ إًلىٍي ًه ٍم‬
‫الدنٍػيىا ىكًزينىتىػ ىها نػي ىو ِّب‬
‫احلىيىا ىة ُّر‬
‫يد ٍ‬‫كىو أف يقصد بعملو غّب اهلل ‪ ، ‬قاؿ تعاىل ‪  :‬ىمن ىكا ىف ييًر ي‬
‫الن يار ىك ىحبً ى‬ ‫ك الَّ ًذين لىيس ىذلم ًيف ً‬
‫اآلخىرةً إًَّلَّ َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫صنىػعيواٍ‬ ‫ط ىما ى‬ ‫أ ٍىع ىما ىذلي ٍم ف ىيها ىكيى ٍم ف ىيها َّلى يػيٍب ىخ يسو ىف ‪ ‬أ ٍيكلىػي ى ى ٍ ى ي ٍ‬
‫اب بً ٍ‬
‫احلى ِّبق‬ ‫اط َّما ىكانيواٍ يػعمليو ىف ‪[ ‬ىود ‪ ، ]ُٔ-ُٓ :‬كقاؿ تعاىل ‪  :‬إًنَّا أىنزلٍنىا إًلىي ى ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ك الٍكتى ى‬ ‫ى ٍ‬ ‫ىٍ ى‬ ‫ف ىيها ىكبى ه‬
‫ين َّاختى يذكا ًمن يدكنًًو أ ٍىكلًيىاء ىما نىػ ٍعبي يد يى ٍم إًََّّل‬ ‫اخلالً َّ ً‬
‫ص ىكالذ ى‬
‫ًً‬
‫ِّبين ‪ ‬أىىَّل للَّو الد ي‬
‫ِّبين ٍى ي‬ ‫صا لوي الد ى‬
‫اعبي ًد اللَّوى ُميٍلً ن َّ‬ ‫فى ٍ‬
‫ب‬ ‫ً‬ ‫لًيػ ىقِّبربونىا إً ىىل اللَّ ًو زلٍ ىفى إً َّف اللَّو ىزن يكم بػيػنػهم ًيف ما ىم فً ًيو ىسنٍتلً يفو ىف إً َّف اللَّو ىَّل ً‬
‫م ٍىدم ىم ٍن يى ىو ىكاذ ه‬ ‫ى ى‬ ‫ى‬ ‫ى ٍ ي ىٍ ى ي ٍ ى ي ٍ‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬
‫َّار ‪ [ ‬الزمر ‪. ] ّ ، ِ :‬‬ ‫ىكف ه‬

‫ٕ‬
‫عقيدة الطائفة‬
‫المنصورة‬

‫كعن أيب ىريرىة رضي اهلل عنو قاؿ ‪ :‬قاؿ رسكؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪ ( :‬قاؿ اهللي تعاىل ‪ :‬أىنىا‬
‫ً‬ ‫ً ًً ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أى ٍغ ىُب الشىُّررىكاء ىعن الش ٍِّبرؾ ‪ ،‬ىم ٍن ىعم ى ىع ىمالن أى ٍشىرىؾ ىمعي فيو ىغ ٍّبم تىرٍكتيو ىكش ٍرىكو ) ركاهي ه‬
‫مسلم ‪.‬‬

‫النوع الثاني من أنواع الشرك ‪ :‬الشرك األصغر ‪:‬‬


‫وىو غير مخرج من الملة ‪ ،‬وصاحبو إن لقي اهلل بو فهو تحت مشيئة اهلل إن شاء غفر لو‬
‫عذبو ؛ ولين ال يخلد صاحبو في النار ‪ ،‬وقيل ‪ :‬أنو البد أن يطهر بالنار لعموـ‬ ‫وإن شاء َّد‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫دخولو حتت مسمى الشرؾ يف قولو تعاىل ‪  :‬إً َّف اللٌوى َّلى يىػ ٍف ير أىف يي ٍشىرىؾ بًًو ىكيىػ ٍف ير ىما يدك ىف ىذل ى‬
‫ك‬
‫لً ىمن يى ىشاء ‪ [ ‬النساء ‪. ] ْٖ :‬‬
‫ومن أنواع الشرك األصغر ‪:‬‬
‫فسي عنو‬‫يسير الرياء ‪ :‬قاؿ صلى اهلل عليو كسلم ‪ ( :‬أخوؼ ما أخاؼ عليكم الشرؾ األص ر ) ي‬
‫و‬
‫بإسناد حسن ‪.‬‬ ‫؟ فقاؿ ‪ ( :‬الرياء ) ركاه أمحد كغّبه‬
‫كقاؿ صلى اهلل عليو كسلم ‪ ( :‬الشرؾ يف ىذه األمة أخفى من دبيب النملة ) قالوا ‪ :‬كيف ننجو‬
‫منو يا رسوؿ اهلل؟ قاؿ ‪ ( :‬ق اللهم إِن أعوذ بك أف أيشرؾ بك كأنا أعلم ‪ ،‬كأست فرؾ دلا َّل أعلم‬
‫) ركاه ابن حباف يف صحيحو ‪.‬‬
‫ومن أنواعو أيضاً ‪ :‬الحلف بغير اهلل إف َل يقصد تععيم احمللوؼ بو كتععيم ادلعبود ‪ ،‬كأما إف‬
‫قصد تععيمو كمساكاتو باهلل فهو شرؾ أك ‪.‬‬
‫كعن ابن عمر – رضي اهلل عنهما – قاؿ ‪ :‬قاؿ صلى اهلل عليو كسلم ‪ ( :‬من حلف ب ّب اهلل فقد‬
‫كفر أك أشرؾ ) ركاه أمحد كأبو داكد كالَبمذم كاحلاكم كصححو ‪.‬‬
‫ومن أنواعو أيضاً ‪ :‬قول الشخص آلخر ‪ :‬ما شاء اهلل وشئت ‪ ،‬وىذا من اهلل ومنك ‪ ،‬وأنا باهلل‬
‫عز كج َّ يف التدبّب‬ ‫مشارؾ اهلل َّ‬ ‫وبك ‪ ،‬و لوال اهلل وأنت لم يين كذا وكذا ‪ ،‬فإف اعتقد أنَّو ي‬
‫أف اهلل سبحانو كتعاىل ىو القادر على ك ِّب‬ ‫كاَلشيية فهو شر هؾ أك ‪ ،‬كإف َل يعتقد ذلك كاعتقد َّ‬
‫شيء فهو شرهؾ أص ر ‪.‬‬ ‫و‬
‫قاؿ ‪( :‬‬ ‫ت‪ ،‬ى‬ ‫ً‬ ‫كدليلو ـ ا ثبت َّ‬
‫أف النيب صلى اهلل عليو كسلم دلَّا قاؿ لو رج هؿ ‪ :‬ىما ىشاءى اهللي ىكشٍي ى‬
‫ب ادل ٍفىرًد )‬
‫البخارم يف ( األ ىىد ً‬
‫ُّر‬ ‫ابن أىيب ىشٍيبىةى ‪ ،‬ك‬
‫ي‬ ‫ىج ىع ٍلتىًِب هللً نًدًّا ؟ بى ٍ ىما ىشاءى اهللي ىك ٍح ىدهي ) ركاهي ٍ‬
‫أمحى يد ك‬ ‫أى‬
‫ي‬ ‫كالن ً‬
‫اجةى ‪.‬‬
‫ابن ىم ى‬
‫َّساا ُّري ك ي‬‫ى‬

‫ٖ‬
‫عقيدة الطائفة‬
‫المنصورة‬

‫ىف رس ى ً‬
‫وؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم قى ىاؿ‪َّ ( :‬لى تىػ يقوليوا ‪ :‬ىما ىشاءى اهللي ىك ىشاءى‬ ‫ىك ىع ٍن يح ىذيٍػ ىفةى رضي اهلل عنو أ َّ ى ي‬
‫ص ًح و‬ ‫و‬ ‫ً‬
‫يح‪.‬‬ ‫فيالى هف‪ ،‬ىكلىك ٍن قيوليوا‪ :‬ىما ىشاءى اهللي يَّ ىشاءى فيالى هف) ىرىكاهي أىبيو ىد ياكىد بً ىسنىد ى‬
‫كَّلشك أف قوؿ ‪ :‬ما شاء اهلل كحده أكم يف اْلخالص كأبعد عن الشرؾ ‪.‬‬
‫َّلبيسها أهنا مؤثرةه بنفسها دكف اهلل أك مع اهلل فإف‬ ‫ومن أنواعو لُْلبس الحلقة والخيط إذا َل يعتقد ً‬
‫كتضر دكف اهلل ‪.‬‬ ‫اعتقد ذلك فهو يمشرهؾ شركان أك ‪ ،‬ألنو اعتقد أف ىذه تنفع ُّر‬
‫مشرؾ شركان أصغ ر ألنو اعتقد ما ليس‬ ‫سبب كليست مؤثرنة بنفسو ا ‪ ،‬فهو ه‬ ‫كأما إف اعتقد أهنا ه‬
‫ب‪.‬‬‫بى‬
‫س اىن‬ ‫و‬
‫بسبب َّل قدران كَّل شرعان ى‬
‫ىف النًَّيب صلى اهلل عليو كسلم رأىل رجالن ًيف ي ًدهً‬ ‫صٍ و‬ ‫ً‬
‫ى‬ ‫ى ىي‬ ‫ْب رضي اهلل عنو ‪ :‬أ َّ َّ‬ ‫كدليلو ما ركاه ع ٍمىرا ىف بٍ ًن يح ى‬
‫ؼ ىاؿ ‪ ( :‬ىما ىى ًذهً ؟ ) ‪ ،‬قى ىاؿ ‪ً :‬م ىن الٍ ىو ًاىنى ًة ‪ ،‬فىػ ىق ىاؿ ‪ ( :‬انٍ ًز ٍع ىها فىًإنػ ىَّها َّلى تى ًز ي‬
‫يد ىؾ إًَّلَّ‬ ‫ص ٍف ور ‪ ،‬قى‬ ‫ً‬
‫ىح ٍل ىقةه م ٍن ي‬
‫و‬ ‫س بًًو ‪ ،‬كعن ابن‬ ‫ت كًىي علىيك ما أىفٍػلىحت أىب ندا ) ركاه أ ٍ ً و‬
‫مسعود‬ ‫ىمحى يد ب ىسنىد َّلى بىأٍ ى‬ ‫َّك لى ٍو يم َّ ى ى ى ٍ ى ى ٍ ى ى ى ى ي‬ ‫ىكٍىننا‪ ،‬فىًإن ى‬
‫رضي اهلل عنو قاؿ ‪َ :‬سعت رسكؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم يقوؿ ‪ ( :‬إف الرقى كالتماام كالتولة‬
‫شرؾ ) ركاه أمحد كأبو داكد ‪.‬‬
‫* بيان أركان اإلسالم واإليمان واإلحسان ‪:‬‬
‫أخرج مسلم يف صحيحو عن عمر بن اخل اب رضي اهلل عنو قاؿ ‪ :‬بينما حنن جلوس عند رسوؿ‬
‫اهلل صلى اهلل عليو كسلم ذات يوـ إذ طلع علينا رج شديد بياض الثياب شديد سواد ا لشعر ‪َّ ،‬ل‬
‫يرل عليو أثر السفر ‪ ،‬كَّل يعرفو منا أحد حٌب جلس إىل النيب صلى اهلل عليو كسلم فأسند ركبتمق‬
‫قاؿ رسوؿ اهلل صلى‬ ‫إىل ركبتيو ككضعكفيو على فخذيو ‪ ،‬كقاؿ ‪ :‬يا حممد أخ ِن عن اْلسالـ ‪ ،‬ؼ‬
‫اهلل عليو كسلم ‪ ( :‬اْلسالـ أف تشهد أف َّل إلو إَّل اهلل كأف حممدان رسوؿ اهلل ‪ ،‬كتقيم الصالة ‪،‬‬
‫فعجب لو‬
‫نا‬ ‫كتؤيت الزكاة ‪ ،‬كتصوـ رمضا ف ‪ ،‬كحتج البيت إف است عت إليو سبيال ) قاؿ ‪ :‬صدقت‬
‫يسألو كيصدقو ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬أخ ِن عن اْلشناف قاؿ ‪ ( :‬أف تؤمن باهلل ‪ ،‬كمالاكتو ‪ ،‬ككتبو ‪ ،‬كرسلو ‪،‬‬
‫كاليوـ اآلخر ‪ ،‬كتؤمن بالقدر خّبه كشره ) قاؿ ‪ :‬صدقت ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬فأخ ِن عن اْلحساف ‪ ،‬قاؿ ‪:‬‬
‫( أف تعبد اهلل كأنك تراه ‪ ،‬فإف َل تكن تراه فإنو يراؾ ) قاؿ ‪ :‬فأخ ِن عن الساعة ‪ ،‬قاؿ ‪ ( :‬ما‬
‫تا ‪ ،‬كأف ترل‬‫بىى‬
‫تىد األمةي ىر َّ‬ ‫ادلسئكؿ بأعلم من الساا ) قاؿ ‪ :‬فأخ ِن عن أماراهتا ‪ ،‬قاؿ ‪ ( :‬أف ًىؿ‬
‫ملي ‪ ،‬قاؿ ‪ ( :‬يا عمر ‪،‬‬ ‫ت انَّ‬ ‫احلفاة العراة العالة رعاء الشاء يت اكلوف يف البنياف ) ‪ ،‬ان لق فلبثي‬
‫أتدرم من الساا ؟ ) ‪ ،‬قلت ‪ :‬اهلل كرسولو أعلم ‪ ،‬قاؿ ‪ ( :‬فإنو ج ي أتاكم يعلمكم دينكم ) ‪.‬‬

‫ٗ‬
‫عقيدة الطائفة‬
‫المنصورة‬

‫* اإليمان ونواقضو ‪:‬‬


‫وعمل باألركان ‪ ،‬ي يد بالطاعة‬
‫ٌ‬ ‫اإليمان عند أىل السنة اعتقا ٌد بالجنان ‪ٌ ،‬‬
‫وقول باللسان ‪،‬‬
‫وينقص بالعصيان ‪.‬‬
‫كدلي ذلك قوؿ الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم ‪ ( :‬اْلشناف بضع كسبعوف أك بضع كستوف شعبة‬
‫شعبةه من اْلشناف ) ركاه‬
‫فأفضلها قوؿ َّل إلو إَّل اهلل ‪ ،‬كأدناىا إماطة األذل عن ال ريق ‪ ،‬كاحلياءي ي‬
‫مسلم ‪.‬‬
‫سمى اْلشناف ‪.‬‬ ‫فدؿ على دخوؿ األقواؿ يف يم َّ‬ ‫قوؿ َّ‬
‫فجع قوؿ ‪َّ :‬ل إلو إَّل اهلل من اْلشناف ‪ ،‬كىو ه‬
‫فدؿ على‬ ‫كما أنو صلى اهلل عليو كسلم جع إماطة األذل عن ال ريق من اْلشناف كىو عم ‪َّ ،‬‬
‫سمى اْلشناف ‪.‬‬‫دخوؿ األعماؿ أيضان يف يم َّ‬
‫كأيضان قولو صلى اهلل عليو كسلم ‪ ( :‬من رأل منكم منكران فلي ّبه بيده ‪ ،‬فإف َل يست ع فبلسانو ‪،‬‬
‫فإف َل يست ع فبقلبو كذلك أضعف اْلشناف ) ركاه مسلم ‪.‬‬
‫ْب لًيىػ ٍزىد يادكا‬ ‫الس ًكينىةى ًيف قيػلي ً ً ً‬
‫وب الٍ يم ٍؤمن ى‬ ‫ىنزىؿ َّ‬ ‫ً‬
‫كدلي ي زيادة اْلشناف ك يفقصانو قولو تعاىل ‪  :‬يقىك الَّذم أ ى‬
‫ت يس ىورةه فى ًمٍنػ يهم َّمن يىػ يق ي‬ ‫ًً‬
‫وؿ أىيُّر يك ٍم‬ ‫إًشنىانا َّم ىع إًشنىاهن ٍم ‪[ ‬الفتح ‪ ، ] ْ :‬كقولو تعاىل ‪  :‬ىكإً ىذا ىما أين ًزلى ٍ‬
‫ؼ ىز ىادتٍػ يه ٍم إًشنىانا ىكيى ٍم يى ٍستىٍب ًش يرك ىف ‪ [ ‬التوبة ‪ ]ُِْ :‬كإذا ثبتت‬ ‫ين ىآمنيواٍ ى‬ ‫َّ ً‬ ‫ًً ً‬
‫ىز ىادتٍوي ىىػذه إشنىانا فىأ َّىما الذ ى‬
‫الزيادة ثبت النقص كمن األدلة على نقصانو أيضان قولو صلى اهلل عليو كسلم كما يف صحيح‬
‫اْلماـ مسلم ‪ ( :‬ما رأيت من ناقصات عق كدين أغلب لذم لب منكن ) ‪.‬‬
‫ط في ىذا الباب بين طائفتين ‪:‬‬
‫وإن أىل السنة والجماعة وس ٌ‬
‫الطائفة األولى ‪:‬‬
‫غلت يف ىذا الباب فأصبحت تيكفِّبر بالذنوب ‪ ،‬فتيكفِّبر من يزِن كمن يسرؽ كمن يشرب اخلمر‬
‫كحنوىا من ادلعاصي ‪ ،‬كىؤَّلء ىم اخلوارج الذين مرقوا من الدين ‪ ،‬كجاء أهنم كالب النار ‪ ،‬كأهنم‬
‫شر اخللق كاخلليقة – نسأؿ اهلل السالمة كالعافية ‪. -‬‬
‫ُّر‬
‫الطائفة الثانية ‪:‬‬
‫كىم ادلرجية الذين يعتقدكف أف األعماؿ غّب و‬
‫داخلة يف مسمى اْلشناف فال يكفر العبد إَّل إذا‬
‫كيسب اهلل كرسولو صلى اهلل‬‫ُّر‬ ‫كفركف من يسجد للصنم ‪ ،‬كيدعوا غّب اهلل ‪،‬‬
‫م ِّب‬
‫استح َّ بقلبو ‪ ،‬فال ي‬

‫َُ‬
‫عقيدة الطائفة‬
‫المنصورة‬

‫عليو كسلم ‪ ،‬فال يركف الكفر إَّل يف اْلحود كالتكذيب القليب كحده – نسأؿ اهلل السالمة كالعاؼية‬
‫‪. -‬‬
‫بدعة ك و‬
‫ضاللة – كالعياذ باهلل ‪ ، -‬كأص نزاعهم أهنم جعلوا اْلشناف شييان‬ ‫و‬ ‫ككال ال اافتْب على‬
‫كاحدان ‪ ،‬إذا زاؿ بعضو زاؿ مجيعو ‪ ،‬كإذا ثبت بعضو ثبت مجيعو ‪ ،‬فلم يقولوا بأنو يزيد كينقص‬
‫فيذىب بعضو كيبقى بعضو ‪.‬‬
‫وأما أىل السنة فهم متفقون على أن العبد ال ييفر بالذنج ‪ ،‬وإنما ييفر إذا وقع في أحد‬
‫نواقض اإليمان واإلسالم التي وردت النصوص الشرعية واألدلة المرعية بخروج مرتيبها من‬
‫دائرة اإلسالم فمنها مثالً ‪ :‬الشرك ؾ أف يدعو العبد غّب اهلل ‪ ، ‬أك يذبح ل ّبه ‪ ،‬أك حنوىا من‬
‫اؿذم يدعو عليان رضي اهلل عنو أك البدكم أك‬ ‫العبادات فمن صرؼ شييان منها ل ّب اهلل فقد كفر ‪ ،‬ؼ‬
‫عبد القادر اْليالِن أك غّبىم ‪ ،‬ككذا من يدعو األشجار كاألحجار كادلالاكة كاألنبياء فقد كفر‬
‫ك لً ىمن يى ىشاء ‪ [ ‬النساء ‪، ] ْٖ :‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫قاؿ تعاىل ‪  :‬إً َّف اللٌوى َّلى يىػ ٍف ير أىف يي ٍشىرىؾ بًًو ىكيىػ ٍف ير ىما يدك ىف ىذل ى‬
‫كعن جابر بن عبد ا هلل – رضي اهلل عنهما – قاؿ ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪ ( :‬ـ ف‬
‫لقي اهلل َّل يشرؾ بو شييان دخ اْلنة ‪ ،‬كمن لقيو يشرؾ بو شييان دخ النار ) ركاه مسلم ‪.‬‬
‫ىح ود ىح ٌَّب يىػ يقوَّلى إًَّدنىا ىٍحن ين فًٍتػنىةه فىالى‬ ‫ًً‬
‫ومن النواقض أيضاً ‪ :‬السحر قاؿ تعاىل ‪  :‬ىكىما يػي ىعلِّب ىماف م ٍن أ ى‬
‫تى ٍك يف ٍر ‪[ ‬البقرة ‪. ]َُِ:‬‬
‫بشيء من‬ ‫ٍ‬ ‫ومنها ‪ :‬االسته اء باهلل ‪ ،‬أو برسولو صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬أو بدين اإلسالم ‪ ،‬أو‬
‫ب قي ٍ أىبًاللٌ ًو ىكآيىاتًًو ىكىر يسولًًو يكنتي ٍم‬ ‫ً‬
‫شعائره قاؿ تعاىل ‪  :‬ىكلىين ىسأىلٍتىػ يه ٍم لىيىػ يقولي َّن إًَّدنىا يكنَّا ىخني ي‬
‫وض ىكنىػ ٍل ىع ي‬
‫تى ٍستىػ ٍه ًزيؤك ىف ‪َّ ‬لى تىػ ٍعتى ًذ يركاٍ قى ٍد ىك ىف ٍريمت بىػ ٍع ىد إًشنىانً يك ٍم ‪[ ‬التوبة ‪. ]ٔٔ-ٔٓ :‬‬
‫ومنها ‪ :‬مظاىرة اليهود أو النصارى أو نحوىم من المشركين على المسلمين قاؿ تعاىل ‪  :‬يىا‬
‫ض ىكىمن يىػتىػ ىوَّذليم ِّبمن يك ٍم فىًإنَّوي‬ ‫ض يه ٍم أ ٍىكلًيىا ء بىػ ٍع و‬ ‫ً‬
‫َّص ىارل أ ٍىكليىاء بىػ ٍع ي‬ ‫ود ىكالن ى‬
‫ً‬ ‫َّ ً‬
‫أىيػُّر ىها الذ ى‬
‫ين ىآمنيواٍ َّلى تىػتَّخ يذكاٍ الٍيىػ يه ى‬
‫ًً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ْب ‪[ ‬ادلاادة‪. ]ُٓ:‬‬ ‫مٍنػ يه ٍم إً َّف اللٌوى َّلى يىػ ٍهدم الٍ ىق ٍوىـ العَّالم ى‬
‫* اإليمان بالغيج ‪:‬‬
‫إف من عقيدة أى السنة كاْلماعة اْلشناف بك ما أخ اهلل ‪ ‬بو ‪ ،‬كما أخ بو رسولو صلى اهلل‬
‫الصال ىة ىكًممَّا‬
‫يمو ىف َّ‬ ‫عليو كسلم مما ص َّح عنو من ال يب قاؿ تعاىل ‪  :‬الَّ ًذ ً ً ً ً‬
‫ين يػي ٍؤمنيو ىف بالٍ ىٍيب ىكييق ي‬
‫ى‬
‫اى ٍم يي ًنف يقو ىف ‪[ ‬البقرة ّ] كأخرج البخارم يف صحيحو من حديث ابن عمر – رضي اهلل‬ ‫ىرىزقٍػنى ي‬

‫ُُ‬
‫عقيدة الطائفة‬
‫المنصورة‬

‫يعلمهن إَّل اهلل ‪ ‬إً َّف اللَّوى‬ ‫َّ‬ ‫مخس َّل‬ ‫عنهما – قاؿ ‪ :‬قاؿ صلى اهلل عليو كسلم ‪ ( :‬مفاتيح ال يب ه‬
‫ب ىغ ندا ىكىما تى ٍد ًرم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اع ًة ىكيػينىػِّبزيؿ الٍ ىٍي ى‬ ‫ًع ى ً‬
‫س َّما ىذا تىكٍس ي‬ ‫ث ىكيىػ ٍعلى يم ىما يف ٍاأل ٍىر ىحاـ ىكىما تى ٍدرم نىػ ٍف ه‬ ‫ندهي ع ٍل يم اؿَّس ى‬
‫يم ىخبًّبه ‪ [ ‬لقماف ‪. ] ّْ :‬‬ ‫ً‬ ‫ض ىدتي ي ً‬ ‫س بًأ ِّب‬
‫وت إ َّف اللَّوى ىعل ه‬ ‫ىم أ ٍىر و‬
‫نىػ ٍف ه‬
‫ض ًيف‬ ‫كمثاؿ ذلك اإليمان بالعرش واليرسي قاؿ تعاىل ‪  :‬كىو ا لَّ ًذم خلىق َّ ً‬
‫الس ىم ىاكات ىكاأل ٍىر ى‬ ‫ى‬ ‫ىيى‬
‫ت إًنَّ يكم َّمٍبػعيوثيو ىف ًمن بىػ ٍع ًد‬ ‫ً‬
‫ىح ىس ين ىع ىمالن ىكلىين قيػ ٍل ى‬
‫ً‬ ‫ًً‬
‫ستَّة أىيَّ واـ ىكىكا ىف ىع ٍر يشوي ىعلىى الٍ ىماء ليىٍبػليىويك ٍم أىيُّر يك ٍم أ ٍ‬
‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫َّ ً‬ ‫ً‬
‫ْب ‪[ ‬ىود ‪ ، ]ٕ :‬كقاؿ تعاىل ‪  :‬ىكس ىع يك ٍرسيُّروي‬ ‫ين ىك ىف يركاٍ إً ٍف ىىػ ىذا إًَّلَّ س ٍحهر ُّرمبً ه‬ ‫الٍ ىم ٍوت لىيىػ يقولى َّن الذ ى‬
‫ض ‪ [ ‬البقرة ‪. ]ِٓٓ :‬‬ ‫َّ ً‬
‫الس ىم ىاكات ىكاأل ٍىر ى‬
‫كمن ذلك أيضان اإليمان بعذاب القبر ونعيمو وسؤال المليين للعبد في قبره قاؿ تعاىل ‪ :‬‬
‫اعةي أ ٍىد ًخليوا ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كح ى ً ً ً‬
‫آؿ‬ ‫الس ى‬
‫وـ َّ‬ ‫ضو ىف ىعلىٍيػ ىها غييد ًّكا ىك ىعشيًّا ىكيىػ ٍوىـ تىػ يق ي‬ ‫اؽ بآؿ ف ٍر ىع ٍو ىف يسوءي الٍ ىع ىذاب ‪ ‬الن ي‬
‫َّار يػي ٍعىر ي‬ ‫ىى‬
‫ْب يَّ يػيىرُّردك ىف إً ىىل‬
‫اب ‪[ ‬غافر ‪ ، ]ْٔ-ْٓ :‬كقاؿ تعاىل ‪  :‬ىسنيػ ىع ِّبذبػي يهم َّمَّرتىػ ٍ ً‬ ‫ىش َّد الٍع ىذ ً‬ ‫ً‬
‫ف ٍر ىع ٍو ىف أ ى ى‬
‫اب ىع ًعي وم ‪[ ‬التوبة ‪. ]َُُ :‬‬ ‫ىع ىذ و‬
‫كأخرج البخارم يف صحيح ق من حديث أنس بن مالك رضي اهلل عنو قاؿ ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى‬
‫ع ًفعاذلم ‪ ،‬قاؿ ‪:‬‬‫س ىـ عي قر ى‬
‫اهلل عليو كسلم ‪( :‬إف العبد إذا كضع يف ق ه كتوىل عنو أصحابو إنو ى ٍ‬
‫يف قعدانو فيقوَّلف لو ‪ :‬ما كنت تقوؿ يف ىذا الرج ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬فأما ادلؤمن فيقوؿ ‪:‬‬ ‫يأتيو ملكاف ي‬
‫أشهد أنو عبد اهلل كرسولو ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬فيقاؿ لو ‪ :‬انعر إىل مقعدؾ من النا ر قد أبدلك اهلل بو مقعدان‬
‫مفسح يف‬‫من اْلنة قاؿ نيب اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪ :‬فّباذنا مجيعان ‪ ،‬قاؿ قتادة كذكر لنا ‪ :‬أنو ي‬
‫ق ه ‪ ،‬رجع إىل حديث أنس ‪ ،‬قاؿ ‪ ( :‬كأما ادلنافق كالكافر فيقاؿ لو ‪ :‬ما كنت تقوؿ يف ىذا‬
‫الرج ؟ فيقوؿ ‪َّ :‬ل أدرم ‪ ،‬كنت أقوؿ ما يقوؿ الناس ‪ ،‬فيقاؿ ‪َّ :‬ل درمت كَّل تليت ‪ ،‬كيضرب‬
‫حدم ضربة ‪ ،‬فيصيح صيحة ‪ ،‬يسمعها من يليو غّب الثقلْب ) ‪.‬‬ ‫مب ارؽ من د‬
‫يحصل في ذلك اليوم العظيم من الشدائد‬ ‫ُ‬ ‫بالبعث بعد الموت ‪ ،‬و َم ا‬ ‫ِ‬ ‫ًكـ ٍف ذلك إيمانهم‬
‫واألىوال ‪ ،‬وحساب اهلل لخلقو على األعمال قاؿ تعاىل ‪  :‬ىك ٍاعلى يموا أىنَّ يك ٍم إًلىٍي ًو يٍحت ىش يرك ىف ‪‬‬
‫ث ىمن ًيف الٍ يقبيوًر ‪‬‬ ‫ىف اللَّوى يىػٍبػ ىع ي‬‫ب فً ىيها ىكأ َّ‬ ‫الس ً‬
‫اعةى آتيىةه ََّّل ىريٍ ى‬
‫ىف َّ ى‬ ‫[البقرة ‪ ، ]َِّ :‬كقاؿ تعاىل ‪  :‬ىكأ َّ‬
‫ً‬ ‫الس ً‬
‫يم ‪ ‬يىػ ٍوىـ تىػىرٍكنػى ىها‬
‫اعة ىش ٍيءه ىعع ه‬ ‫َّاس اتَّػ يقوا ىربَّ يك ٍم إً َّف ىزلٍىزلىةى َّ ى‬
‫[احلج ٕ] ‪ ،‬كقاؿ تعاىل ‪  :‬يىا أىيػُّر ىها الن ي‬
‫ً‬ ‫و‬
‫َّاس يس ىك ىارل ىكىما يىم بً يس ىكا ىرل‬ ‫ض يع يك ُّر ىذات محىٍ و محىٍلى ىها ىكتىػىرل الن ى‬ ‫ت ىكتى ى‬ ‫تى ٍذ ىى ي يك ُّر يم ٍر ًض ىعة ىع َّما أ ٍىر ى‬
‫ض ىع ٍ‬
‫اب اللَّ ًو ىش ًدي هد ‪[ ‬احلج ‪ ، ]ِ-ُ:‬كقاؿ تعاىل ‪  :‬ىكاتَّػ يقواٍ يىػ ٍومان تيػ ٍر ىجعيو ىف فً ًيو إً ىىل اللٌ ًو يَّ‬ ‫ً‬
‫ىكلىك َّن ىع ىذ ى‬

‫ُِ‬
‫عقيدة الطائفة‬
‫المنصورة‬

‫ت ىكيى ٍم َّلى ييعٍلى يمو ىف ‪[ ‬البقرة ‪ ، ]ُِٖ:‬كقاؿ تعاىل ‪  :‬قي ً اللَّوي يٍزنيًي يك ٍم يَّ‬ ‫س َّما ىك ىسبى ٍ‬ ‫تػي ىو ََّّف يك ُّر نػى ٍف و‬
‫ك‬ ‫َّاس ىَّل يىػ ٍعلى يمو ىف ‪ ‬ىكلىلَّ ًو يم ٍل ي‬ ‫يب فً ًيو ىكلى ًك َّن أى ىكثىػىر اؿ ن ً‬ ‫ً ً ً ً‬ ‫ً‬
‫يشنيتي يك ٍم يَّ ىٍرن ىمعي يك ٍم إ ىىل يىػ ٍوـ الٍقيى ىامة ىَّل ىر ى‬
‫اعةي يىػ ٍوىميً وذ ىسنٍ ىس ير الٍ يمٍب ً ليو ىف ‪ ‬ىكتىػىرل يك َّ أ َّيم وة ىجاثًيىةن يك ُّر أ َّيم وة تي ٍد ىعى‬
‫الس ى‬
‫وـ َّ‬
‫وـ تىػ يق ي‬
‫ىرض ىكيى ى‬‫ات ىك ٍاأل ً‬ ‫السماك ً‬
‫َّ ى ى‬
‫اْلاثي ‪. ]ِٖ-ِٔ :‬‬ ‫إً ىىل كًتى ًاهبىا الٍيىػ ٍوىـ يٍىزٍك ىف ىما يكنتي ٍم تىػ ٍع ىمليو ىف ‪ [ ‬ة‬
‫َّاضىرةه ‪ ‬إً ىىل‬ ‫كمن ذلك إيمانهم برؤية المؤمنين لربهم في اآلخرة قاؿ تعاىل ‪  :‬كجوه يػوميً وذ ن ً‬
‫ي ي ه ىٍ ى‬
‫ىربػِّب ىها نىا ً ىرةه ‪[ ‬القيامة ‪ ، ]ِّ-ِِ :‬كقد تواترت األحاديث عن رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‬
‫يف ذلك كمنها حديث أيب ىريرة رضي اهلل عنو أف ناسان قالوا ‪ :‬يا رسوؿ اهلل ‪ ،‬ى نرل ربنا يوـ‬
‫قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪ ( :‬ى تضاركف يف رؤية القمر ليلة البدر ؟ ) قالوا‬ ‫القيامة ؟ ؼ‬
‫‪َّ :‬ل يا رسوؿ اهلل ‪ ،‬قاؿ ‪ ( :‬ى تضاركف يف الشمس ليس دكهنا سحاب ؟ ) قالوا ‪َّ :‬ل ‪ ،‬قاؿ ‪( :‬‬
‫فإنكم تركنو كذلك ) احلديث ‪ ،‬أخرجاه يف الصحيحْب ب ولو ‪.‬‬
‫الشفاعة دلن أذف اهلل لو فيها ‪ ،‬كرضي عن ادلشفوع لو قاؿ تعاىل ‪  :‬ىكىَّل تىن ىف يع‬ ‫كمن ذلك إيمانهم ب‬
‫ً‬ ‫الش ىفاعةي ًع ى ً ً‬
‫ضى ‪‬‬ ‫ندهي إًََّّل ل ىم ٍن أىذ ىف لىوي ‪[ ‬سبأ ‪ ، ]ِّ :‬كقاؿ تعاىل ‪  :‬ىكىَّل يى ٍش ىفعيو ىف إًََّّل ل ىم ًن ٍارتى ى‬ ‫َّ ى‬
‫[األنبياء ‪. ]ِٖ :‬‬
‫كممن يشفع األنبياء كادلالاكة كالشهداء كمن أذف لو اهلل ‪ ‬من الصاحلْب ‪.‬‬
‫كسنتص الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم بالشفاعة الععمى ‪ ،‬كىي شفاعتو ألى ادلوقف يوـ القيامة‬
‫بأف يقضي اهلل بينهم ‪ ،‬ككذا اْلشناف بالشفاعة فيمن دخ النار من ادلؤمنْب أف سنرجوا منها ‪ ،‬كىي‬
‫للنيب صلى اهلل عليو كسلم كغّبه من النبيْب كادلؤمنْب كادلالاكة ‪ ،‬كىذه الشفاعة تتكرر منو صلى‬
‫اهلل عليو كسلم أربع مرات ‪ ،‬كبأف اهلل تعاىل يسنرج من النار أقوامان من ادلؤمنْب ب ّب شفاعة ‪ ،‬ب‬
‫بفضلو كرمحتو ‪ ،‬فقد أخرج البخارم كمسلم يف صحيحيهما عن معبد بن ىالؿ العنزم قاؿ ‪:‬‬
‫ً‬
‫ناس من أى ً البصرة ‪ ،‬فذىبنا إىل أنس بن مالك ‪ ،‬كذىبنا معنا بثابت ي‬
‫ناِن إليو ‪،‬‬
‫الب‬ ‫اجتمعنا ‪ ،‬ه‬
‫يسألو لنا عف حديث الشفاعة ‪ ،‬فإذا ىو يف قصره ‪ ،‬فوافقناه يصلي الضحى ‪ ،‬فاستأذنا ‪ ،‬فأذف لنا‬
‫شيء أكؿ من حدمث الشفاعة ‪ ،‬فقاؿ ‪ :‬يا‬ ‫كىو قاعد على فراشو ‪ ،‬فقلنا لثابت ‪َّ :‬ل تسألو عن و‬
‫أبا محزة ‪ ،‬ىؤَّلء إخوانك من أى البصرة ‪ ،‬جاؤكؾ يسألونك عن حديث الشفاعة ‪ ،‬فقاؿ ‪:‬‬
‫حدثنا حممد صلى اهلل عليو كسلم ‪ ،‬ؽاؿ ‪ :‬إذا كاف يوـ القيامة ‪ ،‬ماج الناس بعضهم يف بعض ‪،‬‬
‫فيأتوف آدـ ‪ ،‬فيقولوف ‪ :‬اشفع لنا إىل ربك ‪ ،‬فيقوؿ ‪ :‬لست ذلا كلكن عليكم بإبراىيم ‪ ،‬فإنو خلي‬

‫ُّ‬
‫عقيدة الطائفة‬
‫المنصورة‬

‫الرمحن ‪ ،‬فيأتوف إبراىيم ‪ ،‬فيقوؿ ‪ :‬لست ذلا ‪ ،‬كلكن عليكم مبوسى ‪ ،‬فإنو كليم اهلل ‪ ،‬فيأتوف‬
‫موسى ‪ ،‬فيقوؿ ‪ :‬لست ذلا ‪ ،‬لكف عليكم بعيسى ‪ ،‬فإنو ركح اهلل ككلمتو ‪ ،‬فيأتوف عيسى ‪ ،‬فيقوؿ‬
‫مبحمد صلى اهلل عليو كسلم ‪ ،‬فيأتوِن ‪ ،‬فأقوؿ ‪ :‬أنا ذلا ‪ ،‬فأستأذف‬ ‫و‬ ‫‪ :‬لست ذلا ‪ ،‬كلكن عليكم‬
‫ع ل ريب فيؤذف ‪ ،‬كيلهمِب حمامد أمحده هبا ‪َّ ،‬ل حتضرِن اآلف ‪ ،‬فأمحده بتلك احملامد ‪ ،‬كأى ًخ ُّرر لو‬
‫تعط ‪ ،‬فأقوؿ ‪:‬‬ ‫كسؿ ي‬‫شفع ‪ ،‬ىٍ‬
‫ت َّ‬ ‫ساجدان ‪ ،‬فيقاؿ ‪ :‬يا حممد ‪ ،‬ارفع رأسك ‪ ،‬كق يسمع لك ‪ ،‬كاشفع ي‬
‫يا رب أ مٍب أمٍب ‪ ،‬فيقاؿ ‪ :‬ان لق فأخ ًرج منها من كاف يف قلبو مثقاؿ شعّبة من إشناف ‪ ،‬فأن لق‬
‫فأفع ‪ ،‬أعود فأمحده بتلك احملامد ‪ ،‬أى ًخُّرر لو ساجدان ‪ ،‬فيقاؿ ‪ :‬يا حممد ‪ ،‬ارفع رأسك ‪ ،‬كق‬
‫يسمع لك ‪ ،‬كاشفع تشفع ‪ ،‬كس تعط ‪ ،‬فأقوؿ ‪ :‬يا رب أمٍب أمٍب ‪ ،‬فيقاؿ ‪ :‬ان لق فأخرج منها‬
‫من كاف يف قلبو مثقاؿ ذرة أك خردلة من إشناف ‪ ،‬فأن لق فأفع ‪ ،‬أعود بتلك احملامد ‪ ،‬أخر لو‬
‫ساجدان ‪ ،‬فيقاؿ ‪ :‬يا حممد ‪ ،‬ارفع رأسك ‪ ،‬كق يسمع لك ‪ ،‬كس تعط ‪ ،‬كاشفع تشفع ‪ ،‬فأقوؿ ‪:‬‬
‫يا رب ‪ ،‬أمٍب أمٍب ‪ ،‬فيقوؿ ‪ :‬ان لق فأخرج من كاف يف قلبو أدىن أدىن مثقاؿ حبة من خردؿ من‬
‫إشناف ‪ ،‬فأخرجو من النار ‪ ،‬فأن لق فأفع ‪ .‬قاؿ ‪ :‬فلما خرجنا من عند أنس ‪ ،‬قلت لبعض‬
‫أصحابنا لو مررنا باحلسن ‪ ،‬كىو متوا ور يف منزؿ أيب خليفة ‪ ،‬فحدثناه مبا حدثنا بو أنس بن مالك‬
‫‪ ،‬فأتينا ق ‪ ،‬فسلمنا عليو ‪ ،‬فأذف لنا ‪ ،‬فقلنا لو ‪ :‬يا أبا سعيد ‪ ،‬جيناؾ من عند أخيك أنس بن‬
‫مالك ‪ ،‬فلم نر مث ما حدثنا يف الشفاعة ‪ ،‬فقاؿ ‪ :‬ىيو ؟ فحدثاه باحلديث ‪ ،‬فانتهى إىل ىذا‬
‫ادلوضع ‪ ،‬فقاؿ ‪ :‬ىيو ؟ فقلنا َل يزد لنا على ىذا ‪ ،‬فقاؿ ‪ :‬لقد حدثِب كىو مجيع ‪ ،‬منذ عشرين‬
‫فضحؾ كقاؿ ‪ :‬يخلق‬ ‫فحدثنا ‪ً ،‬‬ ‫سنة ‪ ،‬فما أدرم ‪ ،‬أنسي أـ كره أف تتكلوا ؟ فقلنا ‪ :‬يا أبا سعيد ‪ِّ ،‬ب‬
‫حد ثكم بو ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬أعود‬ ‫حد ثِب كما َّ‬ ‫أحد ثكم ‪َّ ،‬‬
‫ذكرتق إَّل كأنا أريد أف ِّب‬
‫ي‬ ‫اْلنساف عجوَّلن ! ما‬
‫الرابعة ‪ ،‬فأمحده بتلك احملامد ‪ ،‬أخر لو ساجدان ‪ ،‬فيقاؿ ‪ :‬يا حممد ‪ ،‬ارفع رأسك ‪ ،‬كق يسمع ‪،‬‬
‫كس تع و ‪ ،‬كاشفع تشفع ‪ ،‬فأقوؿ ‪ :‬يا رب ‪ ،‬ااذف فيمن قاؿ ‪َّ :‬ل إلو إَّل اهلل ‪ ،‬فيقوؿ ‪:‬‬
‫كعَّزيت كجال ‪ ،‬كك يااي كععمٍب ‪ ،‬أليخ ًر ىج َّف منها من قاؿ ‪َّ :‬ل إلو إَّل اهلل ‪.‬‬
‫ً‬
‫قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪ ( :‬يقوؿ اهلل ‪ :‬شفعت ادلالاكة ‪ ،‬كشفع النبيوف ‪ ،‬كشفع‬
‫ادلؤمنوف ‪ ،‬كَل يبق إَّل أرحم الرامحْب فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قومان َل يعملوا خّبان قط )‬
‫‪.‬‬

‫ُْ‬
‫عقيدة الطائفة‬
‫المنصورة‬

‫كمن ذلك إيمانهم بحوض النبي صلى اهلل عليو وسلم يف اآلخرة قاؿ تعاىل ‪  :‬إًنَّا أ ٍىع ىٍيػنى ى‬
‫اؾ‬
‫الٍ ىك ٍوثىػىر ‪ [ ‬الكوثر ‪ ، ] ُ :‬أخرج البخارم يف صحيحو عن عبد اهلل بن عمرك – رضي اهلل عنهما‬
‫– قاؿ ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪( :‬حوضي مسّبة شهر‪ ،‬ماؤه أبيض من اللنب‪ ،‬كرزنو‬
‫) ‪ ،‬كأخرج أيضان يف‬ ‫أطيب من ادلسك‪ ،‬ككيزانو كنجوـ السماء‪ ،‬من شرب منها فال يعمأ أبدان‬
‫إف قدر‬ ‫صحيحو عن أنس بن مالك رضي اهلل عنو قاؿ ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪َّ ( :‬‬
‫حوضي كما بْب أيلة كصنعاء من اليمن‪ ،‬كإف فيو من األباريق كعدد جنوـ السماء ) ‪ ،‬كأخرج يف‬
‫ناس‬
‫علي ه‬ ‫أنس رضي اهلل عنو قاؿ ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪( :‬لّبدف َّ‬ ‫صحيحو أيضان عن و‬
‫اختْلوا دكِن ‪ ،‬فأقوؿ ‪ :‬أصيحايب ؟ فيقوؿ ‪َّ :‬ل تدرم ما‬ ‫من أصحايب احلوض ‪ ،‬حٌب إذا عرفتهم ي‬
‫أحدثوا بعدؾ ) ‪.‬‬
‫ك يى يم‬ ‫ت ىم ىوا ًزينيوي فىأ ٍيكلىػيً ى‬ ‫مكىميً وذ ٍ‬
‫احلى ُّرق فى ىمن ثىػ يقلى ٍ‬ ‫كمن ذلك إيمانهم بالمي ان قاؿ تعاىل ‪  :‬ىكالٍ ىوٍز يف ىٍ‬
‫‪‬‬ ‫ين ىخ ًس يركاٍ أىن يف ىس يهم ًمبىا ىكانيواٍ بًآيىاتًنىا يًعٍلً يمو ىف‬ ‫الٍم ٍفلًحو ىف ‪ ‬كمن خفَّت موا ًزينو فىأيكلىػيً َّ ً‬
‫ك الذ ى‬‫ى ى ٍ ى ٍ ى ى يي ٍ ى‬ ‫ي ي‬
‫[األعراؼ ‪ ، ]ٗ-ٖ :‬كأخرج البخارم كمسلم يف صحيحيهما عن أيب ىر يرة رضي اهلل عنو قاؿ ‪:‬‬
‫قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪( :‬كلمتاف خفيفتاف على اللساف‪ ،‬ثقيلتاف يف ادليزاف‪ ،‬حبيبتاف‬
‫إىل الرمحن‪ :‬سبحاف اهلل كحبمده‪ ،‬سبحاف اهلل الععيم ) ‪.‬‬
‫ً‬
‫ىىن‬
‫الصىرا ىط فىأ َّ‬
‫استىبىػ يقوا ِّب‬ ‫كمن ذلك إيمانهم بالصراط قاؿ تعاىل ‪  :‬ىكلى ٍو نى ىشاء لى ى ىم ٍسنىا ىعلىى أ ٍىعيين ًه ٍم فى ٍ‬
‫ص يرك ىف ‪[ ‬يس ‪ ، ]ٔٔ :‬كأخرج مسلم يف صحيحو عن أيب ىريرة رضي اهلل عنو عن رسوؿ اهلل‬ ‫يػب ً‬
‫يٍ‬
‫كمضرب الصراط بْب هرم جهنم فأكوف أنا‬ ‫و‬
‫صلى اهلل عليو كسلم يف حديث طوي كفيو ‪ ( :‬ي‬
‫يوميذ ‪ :‬اللهم س ِّبـ س ِّبـ ‪ ،‬كيف‬ ‫و‬ ‫يوميذ إَّل الرس ‪ ،‬كدعول الرس‬ ‫كأمٍب أكؿ من يجيز ‪ ،‬كَّل يتكلم و‬
‫ي‬
‫جهنم كالليب مث شوؾ السع داف ‪ ،‬ى رأيتم السعداف ؟ ) قالوا ‪ :‬نعم يا رسوؿ اهلل ‪ ،‬قاؿ ‪( :‬‬
‫فإهنا مث شوؾ السعداف ؛ غّب أنو َّل يعلم ما قدر ععمها إَّل اهلل خت ف الناس بأعماذلم ) ‪.‬‬
‫نذ ىر أي َّـ الٍ يقىرل‬ ‫كمن ذلك إيمانهم بالجنة والنار قاؿ تعاىل ‪  :‬كىك ىذلًك أىكحيػنا إًلىيك قيػرآنا عربًيًّا لِّبت ً‬
‫ى ى ٍ ى ٍ ى ٍ ى ٍ ىى ي‬
‫السعً ًّب ‪[ ‬اؿشورل ‪. ]ٕ :‬‬ ‫يق ًيف َّ‬ ‫اْلم ًع ىَّل ريب فً ًيو فى ًريق ًيف ٍ ً‬ ‫ً‬
‫اْلىنَّة ىكفى ًر ه‬ ‫ه‬ ‫ىكىم ٍن ىح ٍوىذلىا ىكتينذ ىر يىػ ٍوىـ ٍى ٍ ىٍ ى‬
‫تكفؿ اهلل‬‫منزهؿ غّب ُملوؽ َّ‬ ‫* ومن عقيدة أىل السنة والجماعة إيمانهم بأن القرآن كالم اهلل ‪َّ ‬‬
‫ْب ‪ ‬نىػىزىؿ بًًو‬ ‫حبفعو من النقص كالزيادة كالتحريف كالتبدي قاؿ تعاىل ‪ :‬كإًنَّو لىتىن ًزي ر ِّب ً‬
‫ب الٍ ىعالىم ى‬ ‫ى ي يى‬

‫ُٓ‬
‫عقيدة الطائفة‬
‫المنصورة‬

‫يب ُّرمبً و‬
‫ْب ‪ [ ‬الشعراء ‪ُٗٓ-ُِٗ :‬‬ ‫نذ ًرين ‪ ‬بًلًس و‬
‫اف ىعىرً ٍّ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫الركح ٍاأل ًىمْب ‪ ‬علىى قىػ ٍلبً ً‬
‫ى‬ ‫ك لتى يكو ىف م ىن الٍ يم ى‬ ‫ى‬ ‫ي ى‬ ‫ُّر ي‬
‫الذ ٍؾىر ىكإًنَّا لىوي ىحلىافًعيو ىف ‪ [ ‬احلجر ‪. ] ٗ :‬‬
‫] ‪ ،‬كقاؿ تعاىل ‪  :‬إًنَّا ىٍحن ين نىػَّزلٍنىا ِّب‬
‫* أفضل القرون ‪:‬‬
‫كمن عقيدة أى السنة كاْلماعة أف خّب ىذه األمة ىم الصحابة التابعوف تابعوىم بإحساف ‪،‬‬
‫قاؿ صلى اهلل عليو كسلم ‪ ( :‬خّب الناس قرِن ‪ ،‬الذين يلوهنم ‪ ،‬الذين يلوهنم ) أخرجاه يف‬
‫الصحيحْب ‪.‬‬
‫طااف من ىذه األمة على احلق اىرين َّل يضرىم من خذذلم كَّل من خالفهم قاؿ‬‫إنو َّل تزاؿ ة‬
‫صلى اهلل عليو كسلم ‪َّ ( :‬ل تزاؿ طاافة من أمٍب على احلق اىرين َّل يضرىم من خذذلم كَّل من‬
‫خالفهم حٌب تقوـ الساعة ) أخرجاه يف الصحيحْب ‪.‬‬
‫* محبة الصحابة ‪:‬‬
‫كمن عقيدة أى السنة كاْلماعة حمبة أصحاب الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم ‪ ،‬ك اؿترضي عليهم ‪،‬‬
‫السابً يقو ىف األ َّىكليو ىف ًم ىن‬
‫قاؿ تعاىل ‪  :‬ىك َّ‬
‫فقد أثُب اهلل ‪ ‬كرسولو صلى اهلل عليو كسلم عليهم ‪ ،‬ؼ‬
‫َّات ىٍ ًرم‬ ‫اج ًرين كاألىنصا ًر كالَّ ًذين اتَّػبػعوىم بًًإحس و‬
‫اف َّر ًضي اللٌو عٍنػهم كرضواٍ عٍنو كأىع َّد ىذلم ج ن و‬ ‫ً‬
‫ى ي ى ي ٍ ى ى ي ى ي ى ى يٍ ى‬ ‫الٍ يم ىه ى ى ى ى ى ى ي ي ٍ ى‬
‫يم ‪[ ‬التوبة ‪ ، ]ََُ:‬كقاؿ صلى اهلل عليو كسلم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ىحتتػها األىنٍػهار خالً ًد ً‬
‫ك الٍ ىف ٍويز الٍ ىعع ي‬
‫ين ف ىيها أىبى ندا ىذل ى‬
‫ٍى ى ى ي ى ى‬
‫يحد ذىبان ما بلغ يم َّد أحدىم كَّل‬ ‫‪َّ ( :‬ل تسبوا أحدان من أصحايب ‪ ،‬فإف أحدكم لو أنفق مث أ و‬
‫نصيفو ) أخرجاه يف الصحيحْب ‪.‬‬
‫كأخرج أى السنن عن العرباض بن سارية رضي اهلل عنو ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬كععنا رسوؿ ا هلل صلى اهلل عليو‬
‫كسلم موععة بلي ة ‪ ،‬ذرفت منها العيوف ‪ ،‬ككجلت منها القلوب ‪ ،‬فقاؿ قاا ‪ :‬يا رسوؿ اهلل ‪،‬‬
‫كأف ىذه موععة مودع ‪ ،‬فماذا تعهد إلينا ؟ فقاؿ ‪ ( :‬أكصيكم بالسمع كال اعة ‪ ،‬فإنو من يعش‬
‫منكم بعدم فسّبل اختالفان كثّبان ‪ ،‬فعليكم بسنٍب كسنة اخللفاء الراشدين ادلهديْب من بعدم ‪،‬‬
‫دتسكوا هبا ‪ ،‬كعضوا عليها بالنواجذ ‪ ،‬كإياكم كحمدثات األمور‪ ،‬فإف ك بدعة ضاللة ) ‪ .‬كقاؿ‬
‫صلى اهلل عليو كسلم ‪ ( :‬اخلالفة يف أمٍب ثالثْب سنة ) أخرجو اْلماـ أمحد كأبو داكد كالَبمذم ‪،‬‬
‫ككاف آخرىا خالفة علي رضي اهلل عنو ‪ ،‬حيث خلف أبو بكر رضي اهلل عنو الرسوؿ صلى اهلل‬

‫ُٔ‬
‫عقيدة الطائفة‬
‫المنصورة‬

‫عليو كسلم سنتْب ‪ ،‬كعمر رضي اهلل عنو عشران ‪ ،‬كعثماف رضي اهلل عنو اثنا عشر سنة ‪ ،‬كعلي‬
‫ست سنْب ‪.‬‬
‫رضي اهلل عنو َّ‬
‫كترتيب اخللفاء الراشدين ‪ -‬رضي اهلل عنهم أمجعْب ‪ -‬يف الفض ‪ ،‬كَبتيبهم يف اخلالفة ‪.‬‬
‫كأخرج البخارم يف صحيحو عن ابن عمر رضي اهلل عنهما قاؿ‪ :‬كنا خنّب بْب الناس يف زمن النيب‬
‫صلى اهلل عليو كسلم ‪ ،‬فنخّب أبا بكر ‪ ،‬عمر بن اخل اب ‪ ،‬عثماف بن عفاف رضي اهلل عنهم‬
‫‪.‬‬
‫كأليب بكر كعمر – رضي اهلل عنهما – مزية يف أف النيب صلى اهلل عليو كسلم أمرنا باَّلقتداء هبما‬
‫قاؿ صلى اهلل عليو كسلم ‪ ( :‬اقتدكا باللذين من بعدم ‪ :‬أيب بكر ك عمر ) ركاه اْلماـ أمحد‬ ‫ؼ‬
‫كالَبمذم كابن ماجو ‪.‬‬
‫تأكؿ كاجتهاد ‪ ،‬فمن كاف‬ ‫كيعتقد أى السنة أف ما حص بْب الصحابة من الفًب إدنا صدر عن و‬
‫فور لو ‪.‬‬
‫أجر كاحد كخ ؤه م ه‬ ‫منهم مصيبان فلو أجراف ‪ ،‬كمن كاف ُم يان فلو ه‬
‫* طاعة ولي أمر المسلمين وحضور الجمعة والجماعة ونحوىا معه َّدبراً كان أو فاوراً ‪:‬‬
‫كمن عقيدة أى السنة كاْلماعة أهنم يركف كجوب طاعة إماـ ادلسلم ين كنصرتو كحضور اْلمعة‬
‫ؼ يَبكوف حضور ىذه العبادات الععيمة‬ ‫كاْلماعة كاألعياد كاحلج كاْلهاد معو َّبران كاف أك فاجران ‪َّ ،‬ل‬
‫لفسق اْلماـ ‪ ،‬مع كج كب نصحو يف ذلك كما قاؿ صلى اهلل عليق كسلم ‪ ( :‬الدين النصيحة )‬
‫قالوا ‪ :‬دلن يا رسوؿ اهلل ؟ قاؿ ‪ ( :‬هلل ‪ ،‬كلكتابو ‪ ،‬كلرسولو ‪ ،‬كألامة ادلسلمْب ‪ ،‬كعامتهم ) ركاه‬
‫مسلم‪.‬‬
‫* خلع اإلمام إذا طرأ عليو اليفر ‪:‬‬
‫كمن عقيدة أى السنة كاْلماعة أهنم َّل يعقدكف للكافر إمامةن ‪ ،‬كلو طرأ على اْلماـ الكفر‬
‫إماـ عادؿ إف أمكنهم ذلك ‪ ،‬كإف َل يشنكنهم‬ ‫سق ت طاعتو ككجب إعالف اْلهاد خللعو كنصب و‬
‫كجب عليهم اْلعداد لذلك ألف ما َّل يتم الواجب إَّل بو فهو كاجب ‪ ،‬قاؿ عبادة بن الصامت‬
‫رضي اهلل عنو ‪ ( :‬دعانا النيب صلى اهلل عليو كسلم فبايعناه فقاؿ فيما أخذ علينا أف بايعنا على‬
‫السمع كال اعة يف منش نا كمكرىنا كعسرنا كيسرنا كأثرةو علينا ‪ ،‬كأف َّل ننازع األمر أىلو ‪ ،‬إَّل أف‬
‫تركا كفران بواحان عندكم من اهلل فيو برىاف ) أخرجو البخارم كمسلم يف صحيحيهما ‪.‬‬

‫ُٕ‬
‫عقيدة الطائفة‬
‫المنصورة‬

‫كأما احلكومات ادلتس ِّب طة على ديار ادلسلمْب اليوـ كالٍب تدَّعي اْلسالـ فهذه احلكومات قد‬
‫دخلت يف الكفر من أكسع أبوابو َّلرتكاهبا عددان من نواقض اْلسالـ منها ‪:‬‬
‫اب ُّرمتىػ ىفِّبرقيو ىف ىخٍيػهر أًىـ اللٌوي الٍ ىو ًاح يد الٍ ىق َّه يار‬
‫ُ‪ -‬تشريعهم مع اهلل ما َل يأذف بو اهلل ‪ ،‬قاؿ تعاىل ‪  :‬أىأ ٍىربى ه‬
‫‪ [ ‬يوسف ‪. ] ّٗ :‬‬
‫للمشرعْب احمل ِّبيْب كالدكليْب كاتباعهم لتشريعاهتم الكفرية ‪ ،‬كدخوذلم يف أحالفهم‬ ‫ِّب‬ ‫ِ‪ -‬طاعتهم‬
‫الشركية ‪ ،‬كاتباعهم لتشريعات ىيية األمم ادلتحدة كغّبىا مع ُمالفة ىذه التشريعات كالتحالفات‬
‫ً‬
‫لشرع اهلل تعاىل ؛ ب كحماربتو ‪ ،‬قاؿ تعاىل‪ :‬أ ٍىـ ىذلي ٍم يشىرىكاء ىشىرعيوا ىذليم ِّبم ىن الدِّبي ًن ىما ىَلٍ يىأٍ ىذف بًو اللَّوي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً َّ ً‬
‫ْب ىذلي يم ا ٍذليىدل‬‫ين ٍارتى ُّردكا ىعلىى أ ٍىدبىا ًرىم ِّبمن بىػ ٍعد ىما تىػبىػ َّ ى‬ ‫‪[ ‬الشورل‪ ، ] ُِ :‬كقاؿ سبحانو ‪  :‬إ َّف الذ ى‬
‫ين ىك ًريىوا ىما نػىَّزىؿ اللَّوي ىسني ً يعي يك ٍم ًيف بىػ ٍع ً‬ ‫ًً‬ ‫ً‬
‫ض‬ ‫الشٍَّي ىا يف ىس َّوىؿ ىذلي ٍم ىكأ ٍىملىى ىذلي ٍم ‪ ‬ذىؿىؾ بًأىنػ ي‬
‫َّه ٍم قىاليوا للَّذ ى‬
‫ٍاأل ٍىم ًر ىكاللَّوي يىػ ٍعلى يم إً ٍسىر ىاريى ٍم ‪ [ ‬حممد ‪. ] ِٔ-ِٓ :‬‬
‫ك يى يم الٍ ىكافًيرك ىف ‪‬‬ ‫ّ‪ -‬حكمهم ب ّب ما أنزؿ اهلل ‪ ،‬قاؿ تعاىل ‪  :‬ىكىم ٍن ىَلٍ ىٍزن يك ٍم ًمبىا أىنٍػىزىؿ اللَّوي فىأيكلىيً ى‬
‫يما ىش ىجىر بىػٍيػنىػ يه ٍم يَّ َّل‬ ‫[ ادلاادة ‪ ، ] ْْ :‬كقاؿ تعاىل ‪  :‬فىال كربِّبك َّل يػؤًمنو ىف ح ٌَّب يزن ِّبكم ى ً‬
‫وؾ ف ى‬ ‫ىى ى يٍ ي ى ى ي‬
‫ت ىكيي ىسلِّب يموا تى ٍسلًيمان ‪ [ ‬النساء ‪. ] ٔٓ:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ىًرن يدكا ًيف أىنٍػ يفس ًه ٍم ىحىرجان ممَّا قى ى‬
‫ضٍي ى‬
‫ْ‪ -‬معاىرهتم كتوليهم للكفار من اليهود كالنصارل كادلشركْب كمحايتهم كنصرهتم كمنع من يينكر‬
‫عليهم كفرىم ‪ ،‬كعقدكا معهم اتفاقيات كمعاىدات النص رة بالنفس كادلاؿ كاللساف ‪ ،‬قاؿ تعاىل ‪:‬‬
‫ً َّ ً‬ ‫ً ً‬ ‫َّ‬
‫ين نىافىػ يقوا‬ ‫‪ ‬ىكىمن يىػتىػ ىوذليم ِّبمن يك ٍم فىإ َّف يق مٍنػ يه ٍم ‪ [ ‬ادلاادة ‪ ، ] ُٓ :‬كقاؿ تعاىل ‪  :‬أى ىَلٍ تىر إ ىىل الذ ى‬
‫ىح ندا‬ ‫اب لىيًن أيخ ًرجتم لىنخرج َّن مع يكم كىَّل ني ً ً‬ ‫يػ يقوليو ىف ًًْل ٍخواهنًًم الَّ ًذين ىك ىفركا ًمن أ ٍىى ً الٍ ًكتى ً‬
‫يع في يك ٍم أ ى‬ ‫ي‬ ‫ٍ ٍ ٍيٍ ى ٍي ى ىى ٍ ى‬ ‫ى ي ى ي ٍ‬ ‫ى‬
‫َّه ٍم لى ىك ًاذبيو ىف ‪ [ ‬احلشر ‪ ، ] ُُ :‬كما قاـ ىؤَّلء‬ ‫نصىرنَّ يك ٍم ىكاللَّوي يى ٍش ىه يد إًنػ ي‬
‫ً‬
‫أىبى ندا ىكإًف قيوت ٍلتي ٍم لىنى ي‬
‫احلكاـ اخلونة بقتاؿ ادلوحدين اجملاىدين كم اردهتم كحبسهم كإيصاؿ األذل إليهم بك ما أكتوا‬
‫من قوة خدمةن لليهود كالنصارل – عليهم من اهلل ما يستحقوف ‪. -‬‬
‫ككذا إعالهنم للمودة ادل لقة للنصارل كادلشركْب قاؿ تعاىل ‪  :‬ىَّل ىً يد قىػ ٍونما يػي ٍؤًمنيو ىف بًاللَّ ًو ىكالٍيىػ ٍوًـ‬
‫ً‬ ‫اءىم أ ٍىك أىبٍػنى ي ً‬ ‫ً‬
‫ّب تىػ يه ٍم ‪[ ‬‬ ‫اءى ٍم أ ٍىك إ ٍخ ىوانىػ يه ٍم أ ٍىك ىعش ى‬ ‫ٍاآلخ ًر يػي ىو ُّرادك ىف ىم ٍن ىح َّاد اللَّوى ىكىر يسولىوي ىكلى ٍو ىكانيوا آبى ي ٍ‬
‫اجملادلة ‪ ] ِِ :‬كما أكثر ما ييعلنوف ذلك ع كساا اْلعالـ بك كقاحة كصفاقة ‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬استحاللوـ احلراـ بالَبخيص لو كمحايتو كحراستو كالتواطؤ كاَّلص الح عليو ‪ ،‬كمؤسسات الربا‬
‫ين ىك ىف يركاٍ يًزنلِّبونىوي ىع ناما ىكيزنىِّبريمونىوي ىع ناما‬ ‫َّسيء ًزيادةه ًيف الٍ يك ٍف ًر ي ًً َّ ً‬ ‫ً‬
‫ض ُّر بو الذ ى‬
‫يى‬ ‫‪ ،‬قاؿ تعاىل ‪  :‬إًَّدنىا الن ي ى ى‬

‫ُٖ‬
‫عقيدة الطائفة‬
‫المنصورة‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ًً‬ ‫ُّر‬ ‫ً ً‬


‫لِّبييػ ىواط يؤكاٍ ع َّد ىة ىما ىحَّرىـ اللٌوي فىػيي ًح لواٍ ىما ىحَّرىـ اللٌوي يزيِّب ىن ىذلي ٍم يسوءي أ ٍىع ىماذل ٍم ىكاللٌوي َّلى يىػ ٍهدم الٍ ىق ٍوىـ الٍ ىكاف ًر ى‬
‫ين‬
‫‪[ ‬التوبة‪. ] ّٕ :‬‬
‫ترخص ذلم‬ ‫كسن القوانْب التشريعية الٍب ٌ‬ ‫ٔ‪ -‬استهزاؤىم بدين اهلل كالَبخيص للمستهزاْب كمحايتهم ُّر‬
‫كتسه ذلم ىذا اَّلستهزاء ع كساا اْلعال ـ ‪ ،‬قاؿ تعاىل ‪  :‬قي ٍ أىبًاللٌ ًو ىكآيىاتًًو ىكىر يسولًًو يكنتي ٍم‬
‫تى ٍستىػ ٍه ًزيؤك ىف ‪َّ ‬لى تىػ ٍعتى ًذ يركاٍ قى ٍد ىك ىف ٍريمت بىػ ٍع ىد إًشنىانً يك ٍم ‪ [ ‬التوبة ‪. ] ٔٔ-ٔٓ :‬‬
‫كغّب ذلك من نواقض اْلسالـ الٍب ارتكبوىا كلالختصار نكتفي مبا سبق ‪.‬‬
‫* التحذير من االبتداع في الدين ‪:‬‬
‫كمن عقيدة أى السنة كاْلماعة اقتفاء آثار السلف الصاحل يف اتباعهم لكتاب اهلل ‪ ‬كسنة رسولو‬
‫ت لى يك ٍم ًدينى يك ٍم‬
‫صلى اهلل عليو كسلم كعدـ اَّلبتداع يف الدين فقد قاؿ اهلل تعاىل ‪  :‬الٍيىػ ٍوىـ أى ٍك ىم ٍل ي‬
‫يت لى يك يم ا ًْل ٍسالى ىـ ًديننا ‪ [ ‬ادلاادة ‪ ، ] ّ :‬كيف الصحيحْب عن أنس‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ت ىعلىٍي يك ٍم ن ٍع ىم ًٍب ىكىرض ي‬
‫ىكأٍىدتى ٍم ي‬
‫رضي اهلل عنو قاؿ ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪ ( :‬من رغب عن سنٍب فليس مِب ) ‪،‬‬
‫كفيهما عن أيب ىريرة رضي اهلل عنو عن رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم قاؿ ‪ ( :‬دعوِن ما تركتكم‬
‫) ‪ ،‬كيف صحيح مسلم من‬ ‫فإدنا أىلك من كاف قبلكم كثرة سؤاذلم كاختالفهم على أنبيااهم‬
‫حديث جابر بن عبد اهلل – رضي اهلل عنهما – قاؿ صلى اهلل عليو كسلم ‪ ( :‬أما بعد فإف خّب‬
‫احلديث كتاب اهلل كخّب اذلدم ىدم حممد كشر األمور حمدثاهتا كك بدعة ضاللة ) ‪ ،‬كقاؿ صلى‬
‫اهلل عليو كسلم ‪ ( :‬تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إف اعتصمتم بو كتاب اهلل ) ركاه مسلم ‪ ،‬كقاؿ‬
‫صلى اهلل عليو كسلم ‪ ( :‬عليكم بسنٍب كسنة اخللفاء الراشدين ادلهديْب من بعدم ‪ ،‬دتسكوا هبا ‪،‬‬
‫كعضكا عليها بالنواجذ ‪ ،‬كإياكم كحمدثات األمور‪ ،‬فإف ك بدعة ضاللة ) أخرجو أى السنن كقاؿ‬ ‫ُّر‬
‫الَبمذم ‪ :‬حديث حسن صحيح ‪.‬‬
‫اقتصاد‬
‫ه‬ ‫قاؿ عبد اهلل بن مسعود رضي اهلل عنو ‪ ( :‬اتبعوا كَّل تبتدعوا فقد يؾفيتم ) كقاؿ أيضان ‪( :‬‬
‫و‬
‫اجتهاد يف بدعة ) ‪.‬‬ ‫يف سنة خّبه من‬
‫كصية لو لرج و سألو عن القدر ‪ ( :‬أما بعد ‪ :‬أكصيك بتقول اهلل ‪،‬‬ ‫ككتب عمر بن عبد العزيز يف و‬
‫كاَّلقتصاد يف أمره ‪ ،‬كاتباع سنة نبيو صلى اهلل عليو كسلم ‪ ،‬كترؾ ما أحدث احملدثوف بعد ما جرت‬
‫بو سنتو ‪ ،‬ككفوا مؤكنتو ‪ ،‬فعليك بلزكـ السنة فإهنا لك بإذف اهلل عصمة ‪ ،‬اعلم أنو َل يبتدع‬
‫سنىا من قد‬ ‫الناس بدعةن إَّل قد مضى قبلها ما ىو دلي عليها ‪ ،‬أك ع ة فيها ‪ ،‬فإف السنة إدنا َّ‬

‫ُٗ‬
‫عقيدة الطائفة‬
‫المنصورة‬

‫علم ما يف خَّلفو ا من اخل أ كالزل ‪ ،‬كاحلمق كالتعمق ‪ ،‬فارض لنفسك ما رضي بو القوـ ألنفسهم‬
‫كفكا ‪ ،‬كذلم على كشف األمور كانوا أقول ‪ ،‬كبفض ما‬ ‫‪ ،‬فإهنم على عل وم كقفوا ‪ ،‬كببص ور نافذ َّ‬
‫كافكا فيو أكىل ‪ ،‬فإف كاف اذلدل ما أنتم عليو لقد سبقتموىم إليو ‪ ،‬كلين قلتم إدنا حدث بعدىم ‪،‬‬
‫ما أحدثو إَّل من اتبع غّب سبيلهم ‪ ،‬كرغب بنفسو عنهم ‪ ،‬فإهنم ىم السابقوف ‪ ،‬فقد تكلموا فيو‬
‫حمسر ‪ ،‬كقد قصر قوـ‬ ‫مبا يكفي ‪ ،‬ككصفوا منو ما يشفي ‪ ،‬فما دكهنم من مقصر ‪ ،‬كما فوقهم من ِّب‬
‫دكهنم فجفوا ‪ ،‬كطمح عنهم أقواـ ف لوا ‪ ،‬كإهنم بْب ذلك لع ل ىدل مستقيم ‪. ) ...‬‬
‫كقاؿ اْلما ـ األكزاعي – رمحو اهلل ‪ ( : -‬عليك بآثار من سلف كإف رفضك الناس ‪ ،‬كإياؾ كآراء‬
‫الرجاؿ كإف زخرفوه لك بالقوؿ ) ‪.‬‬
‫* مواالة المؤمنين ومعاداة اليافرين ‪:‬‬
‫كمن عقيدة أى السنة كاْلماعة حمبة ادلؤمنْب كمواَّلهتم ‪ ،‬كب ض الكافرين كمعاداهتم ‪ ،‬قاؿ اهلل‬
‫ؼ يىأًٍيت اللٌوي بًىق ٍووـ يًزنبُّرػ يه ٍم ىكيًزنبُّرونىوي أ ًىذلَّوة‬ ‫ين ىآمنيواٍ ىمن يىػ ٍرتى َّد ًمن يك ٍم ىعن ًدينً ًو فى ىس ٍو ى‬ ‫َّ ً‬
‫تعاىل ‪  :‬يىا أىيػُّر ىها الذ ى‬
‫ض ي اللٌ ًو‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ك فى ٍ‬ ‫ين يرنىاى يدك ىف ًيف ىسبًي ً اللٌ ًو ىكَّلى ىسنىافيو ىف لى ٍوىمةى آلاً وم ذىل ى‬ ‫ىعلىى الٍم ٍؤًمنً ى ً و‬
‫ْب أىعَّزة ىعلىى ٍاؿ ىكاف ًر ى‬ ‫ي‬
‫الصالىىة‬
‫يمو ىف َّ‬ ‫يػؤتً ًيو من يشاء كاللٌو ك ًاسع علًيم ‪ ‬إًَّدنىا كلًيُّر يكم اللٌو كرسوليو كالَّ ًذين آمنواٍ الَّ ًذ ً‬
‫ين ييق ي‬ ‫ى‬ ‫ى ي ي ىى ي ي ى ى ىي‬ ‫يٍ ى ى ى ى ي ى ه ى ه‬
‫ب اللٌ ًو يى يم الٍ ىالًبيو ىف ‪ ‬يىا‬ ‫ً‬
‫ين ىآمنيواٍ فىًإ َّف ح ٍز ى‬
‫َّ ً‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫الزىكا ىة ىكيى ٍم ىراكعيو ىف ‪ ‬ىكىمن يىػتىػ ىوؿ اللٌوى ىكىر يسولىوي ىكالذ ى‬ ‫ىكيػي ٍؤتيو ىف َّ‬
‫اب ًمن قىػٍبلً يك ٍم‬ ‫تى‬ ‫ك ى‬ ‫َّخ يذكاٍ الَّ ًذين َّاختى يذكاٍ ًدينى يكم ىزكا كلىعًبا ِّبمن الَّ ًذين أيكتيواٍ الٍ ً‬
‫ٍ ي ين ى ن ى ى‬ ‫ى‬
‫أىيػُّرها الَّ ًذين آمنيواٍ َّلى تىػت ً‬
‫ى ى‬ ‫ى‬
‫ًً‬ ‫كالٍ يكف ً‬
‫ْب ‪ [ ‬ادلاادة ‪ ، ] ٕٓ-ْٓ :‬كقاؿ تعاىل ‪ُّ  :‬رحمى َّم هد َّر يس ي‬
‫وؿ‬ ‫َّار أ ٍىكليىاء ىكاتَّػ يقواٍ اللٌوى إًف يكنتيم ُّرم ٍؤمن ى‬ ‫ى ى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً َّ ً‬
‫م أىيػُّر ىها‬ ‫ين ىم ىعوي أىشدَّاء ىعلىى الٍ يكفَّار ير ىمحىاء بىػٍيػنىػ يه ٍم ‪ [ ‬الفتح ‪ ، ] ِٗ :‬كقاؿ تعاىل ‪  :‬اى‬ ‫اللَّو ىكالذ ى‬
‫يدك ىف أىف ىٍ ىعليواٍ لًلٌ ًو ىع يىٍ يك ٍم يس ٍل ىانا ُّرمبًيننا‬ ‫ْب أىتيًر ي‬ ‫َّخ يذكاٍ الٍ ىكافً ًر ً ً ً ً ً‬ ‫الَّ ًذين آمنيواٍ َّلى تىػت ً‬
‫ين أ ٍىكليىاء من يدكف الٍ يم ٍؤمن ى‬ ‫ى‬ ‫ى ى‬
‫ْب ىكا ٍغلي ٍ ىعلىٍي ًه ٍم ‪[ ‬‬ ‫ًً‬ ‫‪ [ ‬النساء ‪ ، ] ُْْ :‬كقاؿ تعاىل ‪  :‬يا أىيػُّرها النً ً ً‬
‫َّار ىكالٍ يمنىافق ى‬
‫َّيب ىجاىد الٍ يكف ى‬ ‫ى ى ُّر‬
‫ين يىػليونى يكم ِّبم ىن الٍ يكفَّا ًر ىكلًيى ًج يدكاٍ‬ ‫ً َّ ً‬
‫ين ىآمنيواٍ قىاتليواٍ الذ ى‬
‫َّ ً‬
‫التوبة ‪ ، ] ّٕ :‬كقاؿ تعاىل ‪  :‬يىا أىيػُّر ىها الذ ى‬
‫ْب ‪ [ ‬التوبة ‪ ، ] ُِّ :‬كقاؿ صلى اهلل عليو كسلم ‪( :‬‬ ‫ً‬ ‫فًي يك ٍم ًغ ٍلعىةن ىك ٍاعلى يمواٍ أ َّ‬
‫ىف اللٌوى ىم ىع الٍ يمتَّق ى‬
‫يشد بعضو بعضان ) كشبك بين أصابعو ‪ .‬ركاه البخارم كمسلم ‪،‬‬ ‫اَلؤمن للمؤمن كالبنياف ادلرصوص ُّر‬
‫كأخرجا أيضان يف صحيحيهما قولو صلى اهلل عليو كسلم ‪( :‬مث ادلؤمنْب يف توادىم‪ ،‬كترامحهم‪،‬‬
‫كتعاطفهم كمث اْلسد إذا اشتكى منو عضو تداعى لو ساار اْلسد باحلمى‪ ،‬كالسهر ) ‪ ،‬كقاؿ‬

‫َِ‬
‫عقيدة الطائفة‬
‫المنصورة‬

‫صلى اهلل عليو كسلم ‪ ( :‬جاىدكا ادلشركْب بأموالكم كأنفسكم كألسنتكم ) ركاه اْلماـ أمحد كأبو‬
‫داكد من حديث أنس بن مالك رضي اهلل عنو ‪.‬‬
‫* المذاىج اليفرية الحديثة ‪:‬‬
‫كمن ادلذاىب الكفرية احلديثة اؿيت رنب ال اءة منها ما يلي ‪:‬‬
‫ىذا ادلذىب ىو من اْلشناف ببعض الكتا ب كالكفر‬ ‫‪ -‬العلمانية ‪ :‬كىي فص الدين عن احلياة ‪ ،‬ؼ‬
‫ْب اللَّ ًو ىكير يسلً ًو‬
‫يدك ىف أى ٍف يػي ىفِّبرقيوا بىػ ٍ ى‬‫ين يى ٍك يف يرك ىف بًاللَّ ًو ىكير يسلً ًو ىكييًر ي‬ ‫ً َّ ً‬
‫عضو اآلخر قاؿ تعاىل ‪  :‬إ َّف الذ ى‬ ‫بب‬
‫ك يى يم الٍ ىكا فًيرك ىف‬ ‫ك ىسبًيالن ‪ ‬أيكلىيً ى‬
‫َّخ يذكا بػ ً‬
‫ْب ىذل ى‬ ‫ىٍ ى‬
‫يدك ىف أى ٍف يػت ً‬
‫ى‬ ‫ض ىكييًر ي‬ ‫ض ىكنى ٍك يف ير بًبىػ ٍع و‬‫ىكيىػ يقوليو ىف نػي ٍؤًم ين بًبىػ ٍع و‬
‫ين ىع ىذابان يم ًهينان ‪ [ ‬النساء ‪ ، ] ُُٓ-َُٓ :‬كقد َّبْب اهلل تعاىل يف كتابو أنو‬ ‫ً ً‬
‫ىح ٌقان ىكأ ٍىعتى ٍدنىا ل ٍل ىكاف ًر ى‬
‫ت لى يك ٍم ًدينى يك ٍم‬ ‫قاؿ تعاىل ‪  :‬الٍيىػ ٍوىـ أى ٍك ىم ٍل ي‬ ‫أكم دين اْلسالـ كرضيو لنا كأمت علينا بو النعمة ؼ‬
‫كبْب خسارة من ابت ى غّبه‬ ‫الـ ًدينان ‪ [ ‬ادلاادة ‪َّ ، ] ّ :‬‬ ‫ً‬
‫يت لى يك يم ٍاأل ٍس ى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ت ىعلىٍي يك ٍم ن ٍع ىم ًٍب ىكىرض ي‬ ‫ىكأٍىدتى ٍم ي‬
‫الـ ًدينان فىػلى ٍن يػي ٍقبى ى ًمٍنوي ىكيى ىو ًيف ٍاآل ًخىرةً ًم ىن‬ ‫األ ٍس ً‬ ‫من األدياف ؼقاؿ تعاىل ‪  :‬كمن يػبتى ًغ ىغيػر ًٍ‬
‫ى ى ٍ ىٍ ٍ ى‬
‫ٍ ً‬
‫ين ‪ [ ‬آؿ عمراف‪. ] ٖٓ:‬‬ ‫اخلىاس ًر ى‬
‫‪ -‬الدشنوقراطية ‪ :‬كىي حكم الشعب للشعب ‪ ،‬فال يزنك ـ بْب الناس بكتاب اهلل كإدنا مبا يرتضيو‬
‫شرع من دكف اهلل – كالعياذ باهلل ‪ -‬كقد ذكرنا‬ ‫الشعب كزنكم بو عن طريق ال دلاف الذم شنثٌلهم فيي ِّب‬
‫شرعْب كاحلاكمْب ب ّب ما أنزؿ اهلل ‪.‬‬ ‫سابقان األدلة على كفر ادل ِّب‬
‫ي‬
‫‪ -‬الوطنية أك القومية كحنوىا ‪ :‬كتعِب أف الوَّلء لك من ينتمي ذلذا الوطن أك ذلؤَّلء القوـ حٌب كإف‬
‫كاف يهوديان أك نصرانيان أك مشركان أك غّب ذلك من األدياف ‪ ،‬كتفضي من كاف من ىذا الوطن أك‬
‫َّ ً‬
‫ىؤَّلء القوـ كلو كاف مشرنكا على من ليس منهم كلو كاف مؤمننا ‪ ،‬قاؿ تعاىل ‪  :‬يىا أىيػُّر ىها الذ ى‬
‫ين‬
‫ك‬‫نكٍـ فىأ ٍيكلىػيً ى‬ ‫اف ىكىمن يىػتىػ ىوَّذليم ِّبم ي‬ ‫َّخ يذكاٍ آباء يكم كإًخوانى يكم أىكلًياء إى ًف استىحبُّرواٍ الٍ يك ٍفر علىى ا ًْلشنى ً‬ ‫آمنيواٍ َّلى تىػت ً‬
‫ى ى‬ ‫ٍ ى‬ ‫ى ٍ ى ٍى ٍ ٍ ى‬ ‫ى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وىا‬ ‫اج يك ٍم ىك ىعش ىّبتي يك ٍم ىكأى ٍم ىو هاؿ اقٍػتىػىرفٍػتي يم ى‬ ‫يق يـ العَّال يمو ىف ‪ ‬قي ٍ إف ىكا ىف آبىا يؤيك ٍم ىكأىبٍػنىآ يؤيك ٍم ىكإ ٍخ ىواني يك ٍم ىكأ ٍىزىك ي‬
‫ًً‬ ‫ًً ً و‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫صواٍ‬ ‫ب إًلىٍي يكم ِّبم ىن اللٌو ىكىر يسولو ىكج ىهاد ًيف ىسبًيلو فىػتىػىربَّ ي‬ ‫ىح َّ‬‫ض ٍونىػ ىها أ ى‬‫ىك ى ىارةه ىختٍ ىش ٍو ىف ىك ىس ىاد ىىا ىكىم ىساك ين تىػ ٍر ى‬
‫ًً‬ ‫ً‬
‫التوب ‪ ، ] ِْ-ِّ :‬كقاؿ تعاىل ‪َّ  :‬ل‬ ‫ْب ‪ [ ‬ة‬ ‫ىح ٌَّب يىأًٍيتى اللٌوي بًأ ٍىم ًرهً ىكاللٌوي َّلى يىػ ٍهدم الٍ ىق ٍوىـ الٍ ىفاسق ى‬
‫ىً يد قىػ ٍومان يػي ٍؤًمنيو ىف بًاللَّ ًو ىكالٍيىػ ٍوًـ ٍاآل ًخ ًر يػي ىو ُّرادك ىف ىم ٍن ىح َّاد اللَّوى ىكىر يسولىوي ىكلى ٍو ىكانيوا آبىاءىهي ٍـ أ ٍىك أىبٍػنىاءى يى ٍم أ ٍىك‬
‫إً ٍخىكانىػ يه ٍم أ ٍىك ىع ًش ىّبتىػ يهم ‪ [ ‬اجملادلة ‪. ] ِِ:‬‬
‫* الطائفة المنصورة ‪:‬‬

‫ُِ‬
‫عقيدة الطائفة‬
‫المنصورة‬

‫كمن عقيدة أى السنة كاْلماعة إشناهنم بأنو َّل تزاؿ طاافة من ق ذه األمة على احلق َّل يضرىا من‬
‫خذذلا كَّل من خالفها حٌب تقوـ الساعة ‪ ،‬فعن معاكية رضي اهلل عنو قاؿ ‪َ :‬سعت رسوؿ اهلل صلى‬
‫اهلل عليو كسلم يقوؿ ‪َّ ( :‬ل تزاؿ طاافة من أمٍب قاامة بأمر اهلل َّل يضرىم من خذذلم أك خالفهم‬
‫حٌب يأيت أمر اهلل كىم اىركف على الناس ) ركاه مسلم ‪ ،‬كلو عن ثوباف رضي اهلل عنو قاؿ ‪ :‬قاؿ‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ‪ ( :‬كَّل تزاؿ طاافة من أمٍب على احلق اىرين َّل يضرىم من‬
‫خالفهم حٌب يأيت أمر اهلل عز كج ) ‪ ،‬كلو أيضان عن عقبة بن عامر رضي ا هلل عنو قاؿ ‪َ :‬سعت‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كس َل يقوؿ ‪َّ ( :‬ل تزاؿ عصابة من أمٍب يقاتلوف على أمر اهلل قاىرين‬
‫لعدكىم َّل يضرىم من خالفهم حٌب تأتيهم الساعة كىم على ذلك ) ‪ ،‬كلو أيضان عن جابر بن‬
‫عبد اهلل – رضي اهلل عنهما – قاؿ ‪َ :‬سعت رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم يقوؿ ‪َّ ( :‬ل تزاؿ‬
‫طاافة من أمٍب يقاتلوف على احلق اىرين إىل يوـ القيامة ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬فينزؿ عيسى بن مرمي ‪ ،‬فيقوؿ‬
‫أمّبىم ‪ :‬تعاؿ ص ِّب لنا ‪ ،‬فيقوؿ ‪َّ :‬ل إف بعضكم على بعض أمراء ‪ ،‬تكرمة اهلل ىذه األمة ) ‪.‬‬
‫ىذا كاهلل تعاىل أعلم كأحكم ‪ ،‬كصلى اهلل كسلم على نبينا حممد كعلى آلو كصحبو أمجعْب ‪.‬‬
‫يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ‪ ،‬كيا مصرؼ القلوب اصرؼ قلوبنا إىل طاعتك ‪.‬‬
‫اللهم إِن أعوذ بعزتك َّل إلو إَّل أنت أف تضلِب أنت احلي الذم َّل شنوت كاْلنس كاْلن شنوتوف‪.‬‬

‫ِِ‬

You might also like