You are on page 1of 204

‫حـ ـ ـ ـاشيـ ـ ـ ـة‬

‫علـ ـ ـ ـى شرح المح ـ ـ ـلي‬


‫للـ ـ ـورقـ ـ ـ ـ ـ ـات‬
‫بحليل محمد البوكانوني‬

‫سنة النشر ُْْْق‬


‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫حاشية على شرح‬


‫المحلي للورقات‬

‫سنة النشر ُْْْق‬

‫بحليل محمد البوكانوني‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ب ػسػم اهلل الرح ػم ػػن الرحيػم‬

‫إف الحمد هلل‪ ،‬نحمده كنستعينو كنستغفره‪ ،‬كنعوذ باهلل من شركر أنفسنا‪ ،‬من‬
‫مضل لو‪ ،‬كمن يضلل فال ىادم لو‪ ،‬ىكا ٍش ىه ٍد أى ٍف ىَل إًلىوى إًاَل اللاوي ىك ٍح ىدهي ىَل‬ ‫يهد اهلل فال ٌ‬
‫يك لىوي‪ ،‬ىكأى ٍش ىه يد أى اف يم ىح ام ندا ىع ٍب يدهي ىكىر يسوليوي‪.‬‬
‫ىش ًر ى‬
‫آمنيوا اتاػ يقوا اللاوى ىح اق تيقاتًًو ىكَل تى يموتي ان إًاَل ىكأىنٍػتي ٍم يم ٍسلً يمو ىف [آؿ عمراف ّ‪:‬‬ ‫ين ى‬
‫اً‬
‫يىا أىيُّػ ىها الذ ى‬
‫َُِ]‪.‬‬
‫ث ًم ٍنػ يهما‬ ‫كاح ىدةو ىك ىخلى ىق ًم ٍنها ىزٍك ىجها ىكبى ا‬ ‫س ً‬ ‫ااس اتاػ يقوا ىربا يك يم الا ًذم ىخلى ىق يك ٍم ًم ٍن نىػ ٍف و‬ ‫يىا أىيُّػ ىها الن ي‬
‫حاـ إً اف اللاوى كا ىف ىعلىٍي يك ٍم ىرقًيبان‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ساء ىكاتاػ يقوا اللاوى الاذم تىسائىػليو ىف بًو ىك ٍاْل ٍىر ى‬
‫ًر ن ً ً‬
‫جاَل ىكثيران ىكن ن‬
‫[النساء‪. ]ُ :‬‬
‫صلً ٍح لى يك ٍم أى ٍعمالى يك ٍم ىكيىػغٍ ًف ٍر لى يك ٍم‬
‫آمنيوا اتاػ يقوا اللاوى ىكقيوليوا قىػ ٍونَل ىس ًديدان () يي ٍ‬
‫ين ى‬
‫اً‬
‫يىا أىيُّػ ىها الذ ى‬
‫فاز فىػ ٍوزان ىع ًظيمان [اْلحزاب‪. ] ُٕ -َٕ :‬‬ ‫ذينيوبى يك ٍم ىكىم ٍن يي ًط ًع اللاوى ىكىر يسولىوي فىػ ىق ٍد ى‬

‫أما بعد ‪،‬فهذه كلمات كجيزة مختصرة على شرح اإلماـ جالؿ الدين المحلي‬
‫لمتن الورقات إلماـ الحرمين الجويني رحمهما اهلل تعالى‪.‬‬
‫كىذا المتن حول أىم المسائل التي يحتاجها طالب العلم المبتدئ في علم اْلصوؿ‬
‫لكنو َل يكفي ك إنما يستفيد منو تصور شامل لمباحث ىذا الفن ك مصطلحاتو ‪.‬‬
‫كقد اعتمدت في مادة ىذا الكتاب على كالـ أىل العلم ككتبهم ك أكثرت النقل عنهم‬
‫فلهم الفضل ك المنة كجزاىم اهلل خيرا‪.‬‬
‫كلم أترجم لصاحب الكتاب ك َل لشارحو لشهرتهما ك إنما أردت أف أكتب شرحا يحل‬
‫ألفاظ الورقات ك يوضح مقاصد المؤلف ك الشارح‪.‬‬
‫أسأؿ اهلل العظيم رب العرش العظيم أف يجعل ىذه الكلمات خالصة لوجهو الكريم‬
‫ك أف ينفع بها المسلمين ك أف يجزم صاحب ىذا الكتاب ك شارحو خيرا ‪.‬‬
‫كالحمد هلل رب العالمين ك صلى اهلل ك سلم على سيدنا محمد ك على آلو ك صحبو‬
‫أجمعين ك من تبعهم بإحساف إلى يوـ الدين‪.‬‬
‫كتبو العبد الفقير بحليل محمد بن محمد بن عبد اهلل البوكانوني التلمساني المالكي‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫رب يسر ك أعن‬

‫[المقدمة]‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم كبو ثقتي‬

‫الع ًزي ًز‪،‬‬


‫اب ى‬
‫ف رحمو اهلل تعالى رسالتو اْلصولية بًالبسملىة اقٍتً ىداء بً ً‬
‫الكتى ً‬ ‫ن‬ ‫ى ٍى‬ ‫الم ىؤلً ي‬
‫ابٍػتى ىدأى ي‬
‫الر ٍح ىم ًن ال ارًحيم فىػ يه ىو أىقٍطىع "‬ ‫ً‬ ‫ً ً ًً‬ ‫ً و‬
‫ىك ىع ىم نال ب ىحديث‪ ":‬يك ُّل أى ٍم ور ذم بىاؿ ىَل ييػ ٍب ىدأي فيو بب ٍس ًم اللىو ى‬
‫ً ً‬
‫س هن"‪ .‬ىكًْلىبًي ىد ياكد ىكابٍن‬ ‫يث ىح ى‬ ‫الح ًد ي‬ ‫ص ىالح‪ " :‬ىك ى‬ ‫اؿ ابٍ ين ال ا‬ ‫أى ٍخ ىر ىجوي ابٍ ين ٍّحبىاف ًم ٍن طى ًري ىقين‪ .‬قى ى‬
‫ً‬ ‫ًً‬ ‫اجو‪ " :‬يك ُّل أى ٍم ور ًذم بى و‬
‫الح ٍمد فهو أقطع "‪ .‬كْلحمد‪" :‬‬ ‫الح ٍم يد للٌو‪ ،‬أك بً ى‬ ‫اؿ ىَل ييػ ٍب ىدأي فيو بً ى‬ ‫ىم ى‬
‫هلل‪ ،‬فىػ يه ىو أىبٍػتىر أى ٍك أىقٍطىع "‪ .‬ك للدارقطني عن أبي ىريرة‬ ‫اؿ ىَل يػ ٍفتىتىح بً ًذ ٍك ًر اى ً‬ ‫يكل أى ٍم ور ًذم بى و‬
‫ي ي‬ ‫ي‬
‫اؿ ىَل يػ ٍب ىدأي فً ًيو بً ًذ ٍك ًر اى ً‬ ‫ً‬
‫هلل فىػ يه ىو أىقٍطىع "‪.‬‬ ‫مرفوعا‪ " :‬يك ُّل أى ٍم ور ذم بى و ي‬
‫اح ًو بًالبى ٍس ىملىة أى ٍك‬ ‫اح ما ي ًري يدك ىف افٍتًت ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ى‬ ‫ىىذه اآلثار يى ٍستىد ُّؿ بً ىها ىكث هير من أى ٍى ًل الع ٍل ًم ىعلىى افٍتتى ً ى ي‬
‫الع ٍل ًم بً ى‬ ‫اظو ح ىكم ىعلىيو جمع ًمن أى ٍى ًل ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الحم ىدلىة‪ ،‬كالح ًد ي ً ً‬
‫الضعف ىكإف‬ ‫ىٍه‬ ‫يث ب ىجمي ًع طييرقو ىكأىلٍ ىف ى ى‬ ‫ى ى‬ ‫ىٍ‬
‫الع ىم ىل‬ ‫ض ٍع ًفو يستى ًد ُّؿ بً ًو الجمه ً‬ ‫ً‬
‫ين يىػ ىرك ىف ى‬ ‫ور الذ ى‬ ‫يٍي ي‬ ‫الح ٍمد‪ ،‬ىك يى ىو ىم ىع ى ى ٍ‬ ‫ظ ى‬ ‫ضهم لىٍف ى‬ ‫س ىن بىػ ٍع ى‬ ‫ىح ا‬
‫ضائًل ىك ىى ىذا ًم ىنها‪ ،‬لكن العمدة في ذلك اَلقتداء بالقرآف الكريم‪.‬‬ ‫يف فًي ال ىف ى‬ ‫الض ًع ً‬‫بً ى‬
‫ً‬ ‫وؼ بًأىك ً‬ ‫" بًس ًم اللا ًو " أىم باس ًم مس امى ى ىذا اللا ٍف ًظ ٍاْلى ٍعظى ًم‪ ،‬الٍموص ً‬
‫صاؼ الٍ ىك ىماؿ‪ ،‬فىالٍبىاءي‬ ‫ٍ ى‬ ‫ىٍ ي‬ ‫ٍىٍ يى ى‬ ‫ٍ‬
‫ً ً ً‬ ‫كؼ‪ ،‬ىكتىػ ٍق ًد ييرهي فً ٍع نال ىخ ًّ‬ ‫متػعلٍّ ىقةه بًمح يذ و‬
‫ارا أ ٍىكلىى م ٍن تىػ ٍقدي ًره ٍ‬
‫اس نما ىع ًّاما يم ىق اد نما‪ ،‬أى اما‬ ‫اصا يم ىؤخ ن‬ ‫يى ى ى ٍ‬
‫ار ىكال ىٍم ٍج يركًر الن ٍ‬ ‫ً ًو‬ ‫أىكلى ًوياةي ىكونًًو فً ٍع نال ; فىًِلىناوي ٍاْل ٍ ً‬
‫ب‬‫اص ي‬ ‫ىص يل في ال ىٍع ىم ًل‪ ،‬ىكحينىئذ فى ىم ىح ُّل ال ى‬
‫ٍج ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وب‪،‬‬ ‫اصا ; فىًِلىناوي أ ىىد ُّؿ ىعلىى ال ىٍمطٍلي ً‬ ‫ىعلىى ال ىٍم ٍفعيولًيا ًة بًال ًٍف ٍع ًل ال يٍم ىق اد ًر‪ ،‬ىكأى اما أ ٍىكلى ًوياةي ىك ٍونًًو ىخ ًّ‬
‫ك‪ ،‬فىػييػ ىق اد ير ًع ٍن ىد‬ ‫اءةً ىكنى ٍح ًو ىذلً ى‬ ‫ً ً‬
‫ئ‪ ،‬ىكىك ىذا ع ٍن ىد الٍق ىر ى‬
‫ً‬
‫يف أ ٍىكلىى م ٍن أىبٍػتى ًد ى‬ ‫ف ًع ٍن ىد التاأٍلً ً‬ ‫فىػتىػ ٍق ًد يير أ ىيؤلٍّ ي‬
‫اسبو‪ ،‬كأى اما أىكلى ًوياةي تىػ ٍق ًدي ًرهً م ىؤخارا فىًِلىمري ًن‪ :‬أىح يدىما ًاَل ٍىتًم ً ً‬ ‫ً‬
‫اـ بًاَلبٍتً ىداء بً ٍ‬
‫اس ًم‬ ‫ىي‬ ‫ي ن ٍ ىٍ ى ي ى‬ ‫يك ٍّل أ ٍىم ور ىما ييػنى ي ي ى ٍ‬
‫س امى‪،‬‬ ‫اللا ًو تىػعالىى لىٍفظنا كتىػ ٍق ًديرا ; ًْلىناوي تىػعالىى م ىق ادـ ىذاتنا‪ ،‬فىػ يقد ً ً ً ً‬
‫ٍّـ ذ ٍك نرا لييػ ىواف ىق اَل ٍس يم ال يٍم ى‬ ‫ى‬ ‫ى ي ه‬ ‫ى ن‬ ‫ى‬
‫اؾ نىػ ٍعب يد كإًيا ى ً‬ ‫ً ًً‬ ‫ادةً التا ٍخ ً‬ ‫ىكالثاانًي ًًإلفى ى‬
‫ين} [الفاتحة‪:‬‬ ‫اؾ نى ٍستىع ي‬ ‫يص‪ ،‬ىك ىما في قىػ ٍولو تىػ ىعالىى‪{ :‬إًيا ى ي ى‬ ‫ص ً‬
‫ك} [العلق‪ًْ ; ]ُ :‬لىناا‬ ‫اس ًم ىربٍّ ى‬‫اؿ ٍاْليكلىى‪ .‬يم ىال ىحظىةه‪ :‬قىػ ٍوليوي تىػ ىعالىى‪{ :‬اقػ ىٍرأٍ بً ٍ‬ ‫ٓ] ‪ ،‬ىَل ييػ ىق ي‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫صلاى اللاوي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم ىكأى اك يؿ‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫اءةي ; ْلىناػ ىها أ اىك يؿ ىما نىػ ىز ىؿ ىعلىٍيو ى‬
‫ً‬
‫وب ٍاْل ىىى ُّم ثي ام الٍق ىر ى‬ ‫وؿ ال ىٍمطٍلي ي‬ ‫نىػ يق ي‬
‫يد ًاَل ٍعتًنى ًاء بً ىها‪،‬‬ ‫ش ًري ىفةى ًمن الٍوح ًي‪ ،‬فى ىكا ىف ٍاْلىنٍسب تىػ ٍق ًديم ال ًٍقراءةً لًم ًز ً‬
‫ى ىى ى‬ ‫ى ي‬ ‫ى ىٍ‬ ‫س ًام ىع ال ا‬ ‫ىما طىىر ىؽ ال ىٍم ى‬
‫ً ً‬
‫ت لىٍفظنا‪ ،‬ىكيكتبىت الٍبىاءي‬ ‫ص ًل ًم ىن ًاَل ٍس ًم ىخطًّا ىك ىما يح ًذفى ٍ‬ ‫ت ىى ٍم ىزةي ال ىٍو ٍ‬ ‫ىك ًاَل ٍىتً ىم ًاـ لى ىها‪ .‬ىك يح ًذفى ٍ‬
‫ض ىع ًن ال ىٍه ٍم ىزةً‪،‬‬ ‫يم‪ ،‬ىكلًتى يكو ىف ىكال ًٍع ىو ً‬ ‫اع ًظ ً‬ ‫ً‬
‫ت الٍبىاءي للتػ ٍ‬ ‫اؿ‪ ،‬كطيٍّولى ً‬ ‫اصلىةن بً ٍّ ً ً ً ً ً‬
‫السي ًن ل ىكثٍػ ىرة اَل ٍست ٍع ىم ى‬
‫مت ً‬
‫ي‬
‫ب ىم ٍن لى ٍم ييطىٍّوًؿ‬ ‫ض ىي اللاوي ىع ٍنوي ‪ -‬أىناوي ى‬ ‫اب ‪ -‬ر ً‬ ‫ًً‬ ‫ً‬
‫ض ىر ى‬ ‫ٍخطا ً ى‬ ‫ين عي ىم ىر بٍ ًن ال ى‬ ‫ىكييػ ٍرىكل ىع ٍن أىمي ًر ال يٍم ٍؤمن ى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫الٍباء‪ .‬ك ًىي لًًالستًعانىًة أى ًك الٍمصاحب ًة أى ًك التػ ٍ ً ً‬
‫اء‬
‫ىج ىعليوي ابٍت ىد ى‬ ‫اس ىم اللاو‪ ،‬ىكأ ٍ‬ ‫ٍّـ ٍ‬‫ىم‪ :‬أيقىد ي‬ ‫اعديىة‪ ،‬أ ٍ‬ ‫ي ى ىى‬ ‫ىى ى ى ٍى‬
‫س ًّمى‪ ،‬ىكعي ٍرفنا‪ :‬ىما ىد اؿ يم ٍف ىر ندا ىعلىى ىم ٍعننى فًي‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ًً‬ ‫ً‬
‫نىظٍمي ىكتىأٍليفي‪ .‬ىكاَل ٍس يم ليغىةن‪ :‬ىما ىدؿ ىعلىى يم ى‬
‫اس ًميىةي ىج ٍع يل اللا ٍف ًظ ىد ًّاَل ىعلىى ال ىٍم ٍعنىى‪ ،‬ىك يى ىو يم ٍشتى ٌّق ًع ٍن ىد‬ ‫و‬ ‫ًً‬
‫نىػ ٍفسو‪ ،‬ىكلى ٍم يىػ ٍقتى ًر ٍف بًىزىماف‪ .‬ىكالت ٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ًً‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫ين ًم ىن ُّ‬
‫س اماهي فىػييػ ٍعليو ىكييظٍ ًه يرهي‪ ،‬ىكع ٍن ىد الٍ يكوفيٍّ ى‬
‫ين‬ ‫الس يم ٍّو ىك يى ىو الٍعيليُّو ; ْلىناوي يى يدؿ ىعلىى يم ى‬ ‫ص ًريٍّ ى‬
‫الٍبى ٍ‬
‫ات ًاَل ٍس ًم إًلىى‬ ‫ض يهم ليغى ً‬ ‫ً‬ ‫ًمن ٍّ ً ً‬
‫ص ىل بىػ ٍع ي ٍ‬ ‫س اماهي‪ ،‬ىكأ ٍىك ى‬ ‫الس ىمة ىكى ىي ال ىٍع ىال ىمةي ; ْلىناوي ىع ىال ىمةه ىعلىى يم ى‬ ‫ى‬
‫ً‬ ‫ت لىنىا فًي ًاَل ٍس ًم بًنى ٍّ‬ ‫اف ك ىع ٍشر ًمن ليغى و‬ ‫ً ًً و‬ ‫ثى ىمانًيىةى ىع ى‬
‫ص ال ىٍعا ًرف ى‬
‫ين‬ ‫ات أىتى ٍ‬ ‫ش ىر‪ ،‬ىكنىظى ىم ىها في قىػ ٍولو‪ :‬ثى ىم ى ه ٍ‬
‫يث ٍاْل ىىكائً ًل يكلٍّ ىها‪.‬‬ ‫اسم سماء ىك ىذا سما سماةه بًتىثٍلً ً‬ ‫ً ً ً‬
‫يى يى‬ ‫بًنىػ ٍقل ىها س هم س ىمةه ٍ ه ى ى ه‬
‫اعةه‪ :‬ىو اسم ىعلى وم ىخ ٌّ ً‬ ‫اؿ ال ى ً‬
‫اص للا ًو ىع از ىك ىج ال ىَل ا ٍشتً ىقا ىؽ لىوي‬ ‫يل ىك ىج ىم ى ي ى ٍ ي‬ ‫ٍخل ي‬ ‫(( اللا ًو ))‪ :‬قى ى‬
‫اعةه‪ :‬يى ىو يم ٍشتىقٌّ‪.‬‬ ‫اؿ ىج ىم ى‬ ‫اد‪ً ،‬مثٍ ىل ىزيٍ ود ىك ىع ٍم ورك‪ ،‬ىكقى ى‬ ‫ىكأىسم ًاء ٍاْلى ٍع ىالًـ لًل ًٍعب ً‬
‫ى‬ ‫ٍى‬
‫اس ر ً‬ ‫ً‬ ‫ثي ام ا ٍختػلى يفوا فًي ا ٍشتً ىقاقً ًو فىًق ً‬
‫ض ىي اهلل‬ ‫ادةن‪ ،‬ىكقىػ ىرأى ابٍ ين ىعبا و ى‬ ‫ىم‪ :‬ىعبى ىد عبى ى‬ ‫يل‪ :‬م ٍن أىلىوى إًىَل ىىةن أ ٍ‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫ً ً‬ ‫عنهما «كيذرؾ كإَل ىتك » أم‪ :‬عبادتك معناه أنو المستحق لً ٍل ًعب ى ً‬
‫ادة يدك ىف غىٍي ًره‪ ،‬ىكق ى‬
‫يل‪:‬‬ ‫ى‬
‫ب يك ُّل إً ولو بًما ىخلى ىق ) ‪ ،‬قى ى‬ ‫ً و‬ ‫ىصليوي إًلى وو‪ ،‬قى ى‬
‫اؿ‬ ‫اؿ اللاوي ىع از ىك ىج ال‪ ( :‬ىكما كا ىف ىم ىعوي م ٍن إًلو إًذان لى ىذ ىى ى‬ ‫أٍ‬
‫شً‬ ‫ت إًلىٍي ًو‪ ،‬قى ى‬ ‫و‬ ‫ال يٍمبىػ ٍّر يد‪ :‬يى ىو قىػ ٍوًؿ ال ىٍعر ً‬
‫اع ير‪:‬‬ ‫اؿ ال ا‬ ‫ىم ىس ىك ٍن ي‬ ‫ت إًلىى فيىالف أ ٍ‬ ‫ب‪:‬أىلى ٍه ي‬ ‫ى‬
‫ت‬‫ٍق يى ٍس يكنيو ىف إًلىٍي ًو ىكيىط ىٍمئًنُّو ىف بً ًذ ٍك ًرهً‪ ،‬يقاؿ‪ :‬أىلى ٍه ي‬ ‫ث ىج امةه فى ىكأى اف الٍ ىخل ى‬ ‫ٍح ىو ًاد ي‬ ‫ت إًلىٍيػ ىها ىكال ى‬‫أىلى ٍه ي‬
‫اإللى ًو ًكىَله‪،‬‬ ‫ت إًلىيػها كال ارىكائًب كقا ه ً‬ ‫ت إًلىي ًو‪ ،‬كقاؿ ال ا ً‬ ‫ً‬
‫ىص يل ًٍ‬ ‫يل‪ :‬أ ٍ‬ ‫ف ىكق ى‬ ‫ي ي‬ ‫شاع ير‪:‬أىلى ٍه ي ٍ ى ى‬ ‫ىم‪ :‬فى ًز ٍع ي ٍ‬ ‫إًلىٍيو أ ٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ت ال ىٍو ياك بًال ىٍه ٍم ىزةً ًمثٍ ىل ًك ىش و‬
‫اد يىػ ٍولى يهو ىف إًلىٍيو‪ ،‬أ ٍ‬
‫ىم‬ ‫اح‪ ،‬ا ٍشتً ىقاقيوي م ىن ال ىٍولى ًو ًْلى اف ال ًٍعبى ى‬ ‫اح ىكإً ىش و‬ ‫فىأيبٍ ًدلى ً‬
‫ً ً ً ً‬ ‫يػ ٍفزعيو ىف إًلىٍي ًو في الشدائد كيلجؤكف إًلىٍي ًو فًي ال ً‬
‫ٍح ىوائ ًج ىك ىما يىػ ٍولىوي يك ُّل ط ٍف ول إلىى أ ٍّيمو‪ ،‬ىكق ى‬
‫يل‪:‬‬ ‫ى‬ ‫ىى‬
‫ك‪.‬‬ ‫اب ال ىٍع ٍق ًل لًىف ٍق ًد ىم ٍن يى ًع ُّز ىعلىٍي ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يى ىو م ىن ال ىٍولىو ىك يى ىو ذى ىى ي‬
‫الالـ كالٍهاء أىصل ك ً‬
‫اح هد‪ ،‬ىك يى ىو‬ ‫قاؿ ابن فارس في مقاييس اللغة ‪( « :‬أىلىوى) ال ىٍه ٍم ىزةي ىك ا ي ى ى ي ٍ ه ى‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫اؿ‬ ‫ك ًْلىناوي ىم ٍعبيو هد‪ .‬ىكييػ ىق ي‬


‫اؿ‪ :‬تىأىلاوى ال ار يج يل‪ :‬إً ىذا تىػ ىعبا ىد‪ .‬قى ى‬ ‫اإللىوي اللاوي تىػ ىعالىى‪ ،‬ىك يس ٍّم ىي بً ىذلً ى‬ ‫اعبُّ يد‪ .‬فى ًٍ‬
‫التػ ى‬
‫يرٍؤبىةي‪:‬‬
‫استىػ ٍر ىج ٍع ىن ًم ٍن تىأىلُّ ًهي‬ ‫ً‬
‫ات ال يٍم اده ‪ ...‬ىسبا ٍح ىن ىك ٍ‬ ‫لًلا ًو ىد ُّر الٍغىانًي ً‬
‫ى‬
‫شً‬
‫اع ير‪:‬‬ ‫اؿ ال ا‬ ‫ك ًْلى اف قىػ ٍونما ىكانيوا يىػ ٍعبي يدكنىػ ىها‪ .‬قى ى‬ ‫ت بً ىذلً ى‬ ‫س‪ ،‬يس ٍّميى ٍ‬ ‫اإل ىَل ىىةي‪ :‬ال ا‬‫ىك ًٍ‬
‫ش ٍم ي‬
‫اد ٍرنىا ًٍ‬
‫اإل ىَل ىىةى أى ٍف تيػ ىؤٍّكبىا‬ ‫فىػبى ى‬
‫اب‪ًْ ،‬لى اف ال ىٍه ٍم ىزةى ىك هاك‪ .‬ىكقى ٍد ذيكً ىر فًي بىابً ًو‪.‬‬ ‫احيُّ ًر أىلًوى يىأٍلىوي فىػلىٍيس ًم ىن الٍبى ً‬ ‫ً‬
‫فىأىاما قىػ ٍولي يه ٍم في الت ى‬
‫ى‬
‫»انتهى كالمو‪.‬‬
‫اف ًمن أ ًً‬ ‫((ال ار ٍح ىم ًن ال ارًح ً‬
‫يم ً ٍ ٍ‬
‫ٍح ٍسنىى‪ ،‬داَلاف ىعلىى اتٍّصافو تىػ ىعالىى‬ ‫يم)) ‪ً ٍ :‬‬
‫ىس ىمائو ال ي‬ ‫اس ىماف ىك ًر ى‬
‫ص ىف ًة ال ار ٍح ىم ًة‪.‬‬
‫بً ً‬
‫طلق ىعلىى غىٍي ًرهً‪ ،‬ك «ال ار ٍحمن» ىم ٍعنىاهي‪:‬‬
‫ص ًة بً ًو‪ ،‬ىَل يي ي‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬
‫«الرحمن» ‪ :‬م ىن أى ٍس ىماء اللىو ي‬
‫الم ٍختى ا‬
‫اصلى ًة‪.‬‬
‫الواسعة‪.‬ك«ال ارحيم» ‪ :‬المراد بو ذيك الر ٍحم ًة الو ً‬
‫ى ى ى‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫المتاصف بال ار ً‬
‫حمة‬
‫شاء ًمن ًعب ً‬
‫ادهً‪ ،‬ىك ىما قى ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اؿ‬ ‫الموص يل ىر ٍح ىمتىوي إًلىى ىم ٍن يى ى ي ٍ ى‬ ‫المراد بال ارحيم‪ :‬ي‬ ‫صار ي‬ ‫كإًذا يجم ىعا ى‬
‫شاءي ىكإًلىٍي ًو تيػ ٍقلىبيو ىف }[العنكبوت] ‪ ،‬فهو ملحو ه‬
‫ظ‬ ‫شاءي ىكيىػ ٍر ىح يم ىم ٍن يى ى‬
‫ب ىم ٍن يى ى‬‫تىػ ىعالىى‪{ :‬ييػ ىع ٍّذ ي‬
‫الصفةي‪.‬‬‫ظ فيو ٍّ‬ ‫فيو الفعل‪.‬كأما ال ارحمن‪ :‬فهو الموصوؼ بال ارحمة الواسعة; فهو ملحو ه‬
‫ىح يد يى ىما أ ىىر ُّؽ ًم ىن ٍاآل ىخ ًر»‪.‬‬ ‫ضي اللاوي ىع ٍنػ يهما‪ « :‬يىما ٍ ً ً ً‬
‫اس ىماف ىرقي ىقاف أ ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫اؿ ابٍن ىعبا و ً‬
‫اس ىر ى‬ ‫قى ى ي‬
‫اف ىكنى ًد ويم‪ ،‬ىكىم ٍعنى ي‬ ‫اح ود ًمثٍل نى ٍدم و‬‫اؿ‪ :‬ىما بًمعنى ك ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اى ىما ذيك‬ ‫ى ى‬ ‫ىكا ٍختىػلى يفوا في ًه ىما‪ ،‬م ٍنػ يه ٍم ىم ٍن قى ى ي ى ى ٍ ن ى‬
‫اؿ ال يٍمبىػ ٍّر يد‪ :‬يى ىو إًنٍػ ىع ه‬
‫اـ بىػ ٍع ىد‬ ‫ين‪ ،‬ىكقى ى‬ ‫ىح ًد ًىما بىػ ٍع ىد ٍاآل ىخ ًر تىط ًٍم نيعا لً يقلي ً ً ً‬ ‫ً ً‬
‫وب ال اراغب ى‬ ‫ال ار ٍح ىمة‪ ،‬ىكذ ٍك ير أ ى ى‬
‫ُّل‪ ،‬ىكًم ٍنػ يه ٍم ىم ٍن فىػ ار ىؽ بىػ ٍيػنىػ يه ىما فقاؿ‪ :‬لل ار ٍح ىم ًن ىم ٍعنىى العي يموـ‪،‬‬
‫ُّل بىػ ٍع ىد تىػ ىفض و‬ ‫ً و‬
‫إنٍػ ىعاـ ىكتىػ ىفض ه‬
‫وـ لً ىكافا ًة‬ ‫الدنػيا‪ ،‬كىو علىى الٍعم ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫ص ً‬ ‫ىكلل ارًح ً‬
‫وص‪ ،‬فىال ار ٍح ىم ين ب ىم ٍعنىى ال ارزااؽ في ُّ ٍ ى ى ي ى ى ي ي‬ ‫يم ىم ٍعنىى الٍ يخ ي‬
‫وص‪.‬‬ ‫ص ً‬ ‫الخلق‪ ،‬كالرحيم بمعنى العافي فًي ٍاآل ًخرةً كالٍع ٍفو فًي ٍاآل ًخرةً لًل ً ً‬
‫ٍخ ي‬ ‫ين ىعلىى ال ي‬ ‫ٍم ٍؤمن ى‬‫ى ي‬ ‫ى ى ىي‬
‫الدنٍػيا كرًحيم ٍاآل ًخرةً‪ ،‬فىال ار ٍحمن من تى ً‬ ‫ك قًيل فًي ُّ ً‬ ‫ًً‬
‫ص يل رحمتو إلى‬ ‫ىي ىٍ‬ ‫الد ىعاء‪ :‬يىا ىر ٍح ىم ىن ُّ ى ى ى ى ى‬ ‫ىكل ىذل ى ى‬
‫ً‬
‫ك يي ٍد ىعى غىٍيػ ير‬ ‫وص‪ ،‬ىكلً ىذلً ى‬ ‫ص ً‬ ‫ٍخ ي‬‫ص يل ىر ٍح ىمتيوي إًلىٍي ًه ٍم ىعلىى ال ي‬ ‫وـ‪ ،‬كال ارًحيم من تى ً‬
‫الخلق على الٍعي يم ى ي ى ٍ‬
‫ً‬ ‫اـ الٍمعنىى ىخ ُّ ا ً‬ ‫ً ً‬
‫يم ىع ُّ‬
‫اـ‬ ‫اص الل ٍفظ‪ ،‬ىكال ارح ي‬ ‫يما ىكىَل يي ٍد ىعى غير اهلل رحمانا‪ ،‬فىال ار ٍح ىم ين ىع ُّ ى ٍ‬ ‫اللاو ىرح ن‬
‫اللا ٍف ًظ ىخ ُّ‬
‫اص ال ىٍم ٍعنىى‪.‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫اف ىد ىاَل ًف ىعلىى أىناوي تىػ ىعالىى ذيك‬ ‫اسم ً‬


‫يم} ٍ ى‬ ‫قاؿ الشيخ السعدم في تفسيره‪{« :‬ال ار ٍح ىم ًن ال ارًح ً‬
‫ين‬ ‫ت يك ال حي‪ ،‬كىكتىبػها لً ً‬ ‫اسع ًة الع ًظيم ًة الىتًي ك ًسعت يك ال ىش و‬ ‫الرحم ًة ً‬
‫لمتىق ى‬ ‫ىى ي‬ ‫ى‬ ‫يء‪ ،‬ىك ىع ام ٍ‬ ‫ى ى‬ ‫الو ى ى ى‬ ‫ى ى ى‬
‫يب ًم ٍنػ ىها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫المتابً ًع ً ً ًً ً ً‬
‫اى ٍم فىػلى يهم نىص ه‬ ‫المطٍلى ىقةي‪ ،‬ىكىم ٍن ىع ىد ي‬
‫حمةي ي‬ ‫ين ْلىنٍبيىائو ىكير يسلو‪ .‬فىػ ىه يؤىَلء لى يه ٍم ال ار ى‬
‫ي ى‬
‫أسم ًاء اهلل‬ ‫ً‬
‫اإليماف ب ى‬
‫ً‬
‫ين ىسلىف اْليامة ىكأىئ ىم ىتها‪ ،‬ى‬
‫ً‬ ‫ًً‬ ‫ً‬
‫ىكا ٍعلى ٍم أى اف من ال ىق ىواعد ي‬
‫المتىػ ىف ًق ىعلى ىيها بى ى‬
‫ف بً ىها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً ً‬ ‫ً ًً‬
‫ص ى‬‫ىكص ىفاتو‪ً ،‬كأى ٍح ىك ًاـ الص ىفات‪.‬فىػييؤمنيو ىف ىمثى نال بًأىناوي ىر ٍح ىمن ىرحيم‪ ،‬ذيك ال ار ٍح ىمة الىتي اتا ى‬
‫الم ٍر يحوـ‪ .‬فىالنً ىع يم يكلي ىها‪ ،‬أىثىػ هر ًمن آثاى ًر ىر ٍح ىمتً ًو‪ ،‬ىك ىى ىك ىذا فًي ىسائً ًر اْلى ٍس ىم ًاء‪ .‬ييػ ىق ي‬
‫اؿ‬ ‫ً ً‬
‫المتىػ ىعل ىقة ب ى‬
‫ي‬
‫يم‪ :‬إناو علًيم ذيك ًع ٍلم‪ ،‬يػعلىم بً ًو يك ال ىش و‬
‫يء‪ ،‬قى ًد هير‪ ،‬ذيك قي ٍد ىرةو يىػ ٍق ًد ير ىعلىى يك ًل‬ ‫فًي ً‬
‫ىٍ ي‬ ‫العل ً ي ى ه‬ ‫ى‬
‫يء‪ ».‬انتهى‬ ‫ىش و‬

‫الحمد هلل رب العالمين‬

‫اهلل ال ارحم ًن ال ارًح ً ً ً ً‬ ‫اب ‪):‬بًس ًم ً‬ ‫وً ً‬ ‫ً‬


‫اـ‬
‫ش ٍي يخ ٍاإل ىم ي‬ ‫اؿ ال ا‬ ‫ين‪ ،‬قى ى‬ ‫يم ىكبو نى ٍستىع ي‬ ‫ٍى‬ ‫ىكىر ىد في ني ٍس ىخة م ىن الٍكتى ً ٍ‬
‫الٍعالًم الٍع ىالامةي ىع االىمةي الٍمح ٍّق ًقين ًر ٍحلىةي الٍ يف ىق ىه ًاء كاْليصولًيين أىبو ىع ٍب ًد ً‬
‫اهلل ىج ىالى يؿ الدٍّي ًن‬ ‫ي ٌ ي‬ ‫ى يى ى‬ ‫ى ي ى ى‬
‫ً ًً ً‬ ‫م ال ا ً ً‬
‫ين(‪.‬‬ ‫شافع ٍّي تىػغى ام ىدهي اهللي ب ىر ٍح ىمتو آم ى‬ ‫ال ىٍم ىحلٍّ ٍّي ال ًٍم ٍ‬
‫ص ًر ٍّ‬
‫ب ى ً‬ ‫الح ٍم يد لًلاو ىر ٍّ‬ ‫ًًً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫و‬ ‫كج ً‬
‫ين‬
‫العالىم ى‬ ‫اء في ني ٍس ىخة أي ٍخ ىرل‪( :‬بً ٍس ًم اللىو ال ار ٍح ىم ًن ال ارحيم ىكبًو ث ىقتي ى‬ ‫ى ىى‬
‫صلاى اهللي ىعلىى ىسيٍّ ًدنىا يم ىح امد ىسيٌد‬ ‫ًً‬ ‫كالعاقًبةي لً ً‬
‫ين ىك ى‬‫ين ىكىَل عي ٍد ىكاف إًاَل ىعلىى الظاالم ى‬ ‫لمتاق ى‬‫ى ى ى ي‬
‫يخ ا ًإلماـ ً‬ ‫ً‬ ‫الم ٍر ىسلًين ك ىعلىى آلً ًو ك ى ً‬
‫بن يم ىح امد‬ ‫الع اال ىمةي يم ىح ام يد ي‬ ‫العال يم ى‬
‫ش ي ىي ى‬ ‫اؿ ال ى‬ ‫ين قى ى‬‫ص ٍحبو أى ٍج ىمع ى‬ ‫ى‬ ‫ي ىى‬
‫آمين)‪.‬‬ ‫شافً ًعي تىػغى ام ىده اىهلل تىػعالىى بًرحمتً ًو كأىس ىكنو فى ًسيح جنتً ًو ً‬ ‫بن أى ٍح ىمد ال ى‬
‫ى ىى‬ ‫ي ي ى ى ٍ ى ى ٍ ىي‬ ‫ي‬
‫صلاى اللاوي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم ‪ -‬أىناوي قى ى‬ ‫ًً‬
‫‪((:‬كل و‬
‫كالـ‬ ‫ُّ‬ ‫اؿ‬ ‫م ىع ًن النابً ٍّي ‪ -‬ى‬ ‫ٍح ٍم يد للاو)) ‪ :‬ير ًك ى‬ ‫قولو ‪((:‬ال ى‬
‫ص ىالةً ا‬
‫علي; فىػ يه ىو أىقٍطى يع‪ ،‬أىبٍػتىػ ير‪ ،‬ىم ٍم يحو يؽ الٍبىػ ىرىك ًة))‬ ‫ىَل ييػ ٍب ىدأي فً ًيو بً ىح ٍم ًد اللا ًو ىكال ا‬
‫ً‬ ‫ككر ىد ًمثٍل ىذلً ى ً‬
‫ارةي إلى ىذا‪.‬‬ ‫ك في الٍبى ٍس ىملىة ىكقىد ىسبىػ ىقػت ا ًإل ىش ى‬ ‫ىىى ي‬
‫الركايػتىػ ٍي ًن‪ ،‬كىَل تعارض بػ ٍيػنىػ يهما; فىًإ اف ًاَلبٍتً ىداء قًسم ً‬
‫اف‪:‬‬ ‫ى ٍى‬ ‫ي ى ى‬ ‫ى‬ ‫ًح بىػ ٍيػنىػ يه ىما ىع ىم نال بً ٍّ ى ى‬
‫شار ي‬ ‫ىكلً ىه ىذا ىج ىم ىع الٍ ى‬
‫كم ٍح ىم ندا‬ ‫ضد ال اذ ٍّـ‪ .‬ييقاؿ‪:‬‬‫ٍح ٍم يد ُّ‬ ‫ح ًق ًيق ٌّي كإً ى ً‬
‫أح ىم يدهي ىح ٍم ندا ى‬ ‫حمدت ال ار يج ىل ٍ‬ ‫ي‬ ‫ضاف ٌّي‪ ،‬ىكال ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫ك ىم ٍح ىم ىدةن‪ ،‬فىػ يه ىو محمو هد كحمي هد‪.‬‬
‫ٍح ٍم يد لًلا ًو‪.‬‬ ‫يد ػ‪ :‬أىثٍػنىى ىعلىٍي ًو ال ىٍم ارةى بىػ ٍع ىد ٍاْلي ٍخ ىرل‪ ،‬ىكقى ى‬
‫اؿ‪ :‬ال ى‬
‫اؿ‪ :‬ح امد اللاوى ػ بًالتا ٍش ًد ً‬
‫ىكييػ ىق ي‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫اؿ‪:‬‬ ‫م‪ ،‬نً ٍع ىمةن كا ىف أ ٍىك غىٍيػ ىرىىا; ييػ ىق ي‬ ‫يل اَلختيار ٍّ‬ ‫ٍج ًم ً‬ ‫كالٍحم يد‪ :‬يىو الثػانىاء بًاللٍّ ً‬
‫ساف ىعلىى ال ى‬ ‫ي ى‬ ‫ى ىٍ ى‬
‫اعتً ًو‪.‬‬ ‫ً‬
‫الرجل ىعلىى إًنٍػ ىعام ًو‪ ،‬كحمدتيو ىعلىى ىش ىج ى‬ ‫ى‬ ‫حمدت‬
‫ي‬
‫شً‬ ‫ٍب كاللٍّ ً‬ ‫ً‬ ‫ٍّع ىم ًة ىخا ا‬
‫اع ير‪:‬‬ ‫اؿ ال ا‬ ‫ًح; قى ى‬ ‫ٍج ىوار ً‬
‫ساف ىكال ى‬ ‫صةن‪ ،‬ىكيى يكو يف بالٍ ىقل ً ى ى‬ ‫الش ٍك ير; فىػ ىعلىى النػ ٍ‬ ‫ىكأى اما ُّ‬
‫اعماء ًمنٍّي ثىالىثىةن ‪ ...‬ي ًدم كلًسانًي كالض ً‬
‫ام ٍيػ ىر ال يٍم ىح اجبا‬ ‫أىفى ى‬
‫ى ى ى ى‬ ‫ادتٍ يك يم النػ ٍ ى ي‬
‫اف فًي الثػانى ًاء‬ ‫عموـ كخصوص ًمن ك ٍج وو‪ ،‬ي ٍجتى ًمع ً‬
‫ه ٍ ى ى ى‬ ‫الش ٍك ًر ه‬ ‫ٍح ٍم ًد ىك ُّ‬ ‫ىك ىعلىى ىى ىذا; فىػبىػ ٍي ىن ال ى‬
‫ٍج ًم ً‬ ‫اف علىى ما لىي ً و ً‬ ‫كينفرد الٍحم يد فًي الثػانى ًاء بًاللٍّ ً‬ ‫ٍّع ىم ًة‪،‬‬ ‫بًاللٍّس ً‬
‫يل‬ ‫س بًن ٍع ىمة م ىن ال ى‬ ‫س ى ى ٍ ى‬ ‫ى‬ ‫ي ىٍ‬ ‫اف ىعلىى النػ ٍ‬ ‫ى‬
‫ٍّع ىم ًة‪.‬‬
‫وص النػ ٍ‬‫ص ً‬ ‫ًح ىعلىى يخ ي‬ ‫ٍج ىوار ً‬‫ٍب ىكال ى‬ ‫الش ٍك ير بًالثػانى ًاء بًالٍ ىقل ً‬
‫كينفرد ُّ‬‫ي‬ ‫اَلختيارم‪،‬‬
‫ٍّ‬
‫س‪.‬‬ ‫الش ٍك ير بًال ىٍع ٍك ً‬
‫كأخص آلىةن‪ ،‬ىك ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫أعم متعلا نقا‪،‬‬ ‫ٍح ٍم يد ُّ‬ ‫فىال ى‬
‫اؿ ابن الٍ ىقيٍّ ًم‪«:‬إً اف الٍحم ىد إً ٍخبار ىعن مح ً‬
‫اس ًن‬ ‫كأى اما الٍ ىفر يؽ بػين ال ً‬
‫ىٍ ى ه ٍ ى ى‬ ‫ٍح ٍمد ىكال ىٍم ٍد ًح; فىػ ىق ٍد قى ى ٍ ي‬ ‫ٍ ىٍ ى ى‬ ‫ى‬
‫ٍخي ًر; بً ًخ ىال ً‬ ‫اإلر ى ً‬
‫ادة بًال ى ٍ‬ ‫ًًً ً ً‬ ‫ً ًً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ؼ ال ىٍم ٍد ًح;‬ ‫ال ىٍم ٍح يمود‪ ،‬ىم ىع يحبٍّو‪ ،‬ىكتىػ ٍعظيمو‪ ،‬فى ىال ب اد فيو م ًن اقٍت ىراف ًٍ ى‬
‫ار مج ارهد» ق‬ ‫فىًإناوي إً ٍخبى ه‬
‫ً‬ ‫اؽ; لًيتىػنىاك ىؿ يك ال أىفٍػر ًاد ال ً‬ ‫ك (أ ٍىؿ) فًي ال ً ًً ً ً‬
‫يل‪:‬‬‫كالم ىق اد ىرة‪ ،‬ىكق ى‬ ‫الم ىح اق ىقة ي‬ ‫ٍح ٍمد ي‬ ‫ى ى‬ ‫ٍح ٍمد لال ٍست ٍغ ىر ى ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫ثبوت يك ٍّل ىما يي ٍح ىم يد ىعلىٍي ًو‬ ‫ضي ى‬ ‫ثابت لًلا ًو‪ ،‬ك ىى ىذا يػ ٍقتى ً‬
‫ى ى‬ ‫ٍح ٍم ىد الٍ ىك ًام ىل ه‬ ‫س‪ ،‬ىكىم ٍعنىاهي ‪ :‬أى اف ال ى‬
‫لًل ً‬
‫ٍج ٍن ً‬
‫ود ىعلىى‬ ‫اؿ; فىػلىيس بًمحم و‬ ‫صفات الٍ ىكم ً‬ ‫وت جمالً ًو; إً ٍذ من ىع ًدـ ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً ً ًً‬
‫ٍ ى ى ٍي‬ ‫ى‬ ‫ىٍ ى‬ ‫م ٍن ص ىفات ىك ىمالو ىكنيػعي ى ى‬
‫ودا ًم ٍن يك ٍّل ىك ٍج وو‬ ‫كجو‪ ،‬ىكىَل يى يكو يف ىم ٍح يم ن‬ ‫كجو يدك ىف و‬ ‫اإلط ىٍال ًؽ‪ ،‬كلى ًكن غىايػتيوي أىناوي محمو هد ًمن و‬
‫ٍ‬ ‫ى ٍ ى‬ ‫ًٍ‬
‫اؿ ىج ًم ىيع ىها‪ ،‬فىػلى ٍو ىع ًد ىـ ًم ٍنػ ىها‬ ‫ات الٍ ىكم ً‬
‫ى‬
‫ص ىف ً‬ ‫از ً‬ ‫ٍح ٍم ًد; إًاَل ىمن ىح ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ىكبً ُّك ًل ا ٍعتبىا ور بً ىجمي ًع أىنٍػ ىو ًاع ال ى‬
‫سبىبً ىها‪.‬‬ ‫ًً ً‬ ‫اح ىد نة; لىنػ ىق ً‬ ‫ص ىفةن ك ً‬ ‫ً‬
‫ص م ٍن ىح ٍمده ب ى‬ ‫ى ى‬ ‫ى‬
‫ص ىف ىهانًي‪:‬‬ ‫اغ ً‬‫آف لًلٍر ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ب العالى ًمين)) ج ً‬
‫ب اىٍْلى ٍ‬ ‫اء في يم ٍف ىر ىدات ال يق ٍر ى‬ ‫ىى‬ ‫قىوليوي ‪ ((:‬ىر ُّ ى‬
‫اؿ ىرباوي‪،‬‬ ‫ش ٍي ًء ىح ناَل فى ىح ناَل إًلىى ىح ٍّد التا ىم ًاـ‪ ،‬ييػ ىق ي‬ ‫شاءي اىل ى‬ ‫ص ًل‪ :‬التىػ ٍربًيىةي‪ ،‬ىك يى ىو إًنٍ ى‬ ‫ب فًي اىٍْلى ٍ‬ ‫«ال ار ُّ‬
‫ب إًلى اي ًم ٍن أى ٍف ييػ ىربٍّني ىر يج هل ًم ٍن‬ ‫يش أى ىح ُّ‬ ‫(ْلى ٍف ييػ ىربٍّنًي ىر يج هل ًم ٍن قيػ ىر و‬ ‫يل‪ :‬ى‬ ‫ً‬
‫ىكىربااهي ىكىرباػبىوي‪ .‬ىكق ى‬
‫ًً‬ ‫ب مص ىدر مستػعار لًلى ىف ً‬
‫ب يمطٍلى نقا إًاَل للاو تىػ ىعالىى ي‬
‫المتى ىك ٍّفل‬ ‫اؿ ال ار ُّ‬ ‫اع ًل‪ ،‬ىكىَل ييػ ىق ي‬ ‫ي ٍى ى‬ ‫ىى ىوا ًز ٍف)‪ .‬فىال ار ُّ ى‬
‫‪.‬ك ىعلىى ىى ىذا قىػ ٍوليوي‬ ‫ور [سبأ‪ ]ُٓ /‬ى‬ ‫ب غى يف ه‬ ‫ات‪ ،‬نى ٍح ىو قىػ ٍولًو‪ :‬بىػ ٍل ىدةه طىيٍّبىةه ىكىر ٌّ‬ ‫ود ً‬ ‫الم ٍو يج ى‬ ‫بًم ٍ ً‬
‫صلى ىحة ى‬ ‫ى‬
‫ين أ ٍىربابان[آؿ عمراف‪ ]َٖ /‬أى ٍم‪:‬آلهة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫تىػ ىعالىى‪ :‬ىكَل يىأ يٍم ىريك ٍم أى ٍف تىػتاخ يذكا ال ىٍمالئ ىكةى ىكالنابيٍّ ى‬
‫ضافى ًة ييػ ىق ي‬ ‫اب‪ ،‬كالمتىػولٍّي لًمصالً ًح ً‬
‫العباى ًد‪ ،‬ىكبً ًاإل ى‬
‫اؿ لىوي‬ ‫ب اىٍْلى ٍسبى ً ى ي ى ى ى‬ ‫سبٍّ ً‬‫ىكتىػ ٍزعي يمو ىف أىنىػ يه ٍم البىا ًرم يم ى‬
‫ين‬ ‫ً‬ ‫ب الٍعالى ًمين [الفاتحة‪ ، ]ُ /‬كربُّ يكم كر ُّ ً‬ ‫ىكلًغىٍي ًرهً‪ ،‬نى ٍح ىو قولو‪ :‬ىر ٍّ‬
‫ب آبائ يك يم ٍاْل اىكل ى‬ ‫ى ٍ ىى‬ ‫ى‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫وؿ اى ً‬ ‫احبً ًه ىما‪ ،‬ىك ىعلىى ذىلً ى‬ ‫س لًص ً‬ ‫ب ال ٌداى ًر‪ ،‬ىكىر ُّ‬
‫هلل‬ ‫ك قى ي‬ ‫ب ال ىف ىر ً ى‬ ‫اؿ‪ :‬ىر ُّ‬ ‫[الصافات‪ ، ]ُِٔ /‬ىكييػ ىق ي‬
‫تىػ ىعالىى‪:‬‬
‫ش ٍيطا يف ًذ ٍك ىر ىربًٍّو [يوسف‪ ، ]ِْ /‬كقولو تعالى‪ٍ :‬ارًج ٍع إًلى‬ ‫ك فىأىنٍساهي ال ا‬ ‫اذٍ يك ٍرنًي ًع ٍن ىد ىربٍّ ى‬
‫ً‬
‫وام [يوسف‪، ]ِّ /‬‬ ‫س ىن ىمثٍ ى‬ ‫ىح ى‬‫قاؿ ىمعاذى اللاو إًناوي ىربٍّي أ ٍ‬ ‫ك [يوسف‪ ، ]َٓ /‬ىكقىوليوي‪ :‬ى‬ ‫ىربٍّ ى‬
‫اْلك يؿ أىليى يق بًىقولًو» انتهى‪.‬‬ ‫ك الىذم ىربااهي ‪ ،‬ىك ٌ‬
‫‪:‬عنىى بًو اهلل تىػعالىى‪ ،‬كقًيل‪ :‬ىعنىى بً ًو الملً ي ً‬
‫ى‬ ‫ى ى ى‬ ‫يل ى‬ ‫قى ى‬
‫ب‬‫ك ال ادا ًر‪ :‬ىر ُّ‬ ‫اؿ لًمالً ً‬ ‫ًً‬ ‫ً‬ ‫اؿ البىػغى ًوم فًي تىػ ٍف ًسي ًره‪« :‬فىال ار ُّ‬
‫ب يى يكو يف ب ىم ٍعنىى ال ىٍمالك ىك ىما ييػ ىق ي ى‬ ‫ىكقى ى‬
‫شي ًء إً ىذا ىملى ىكوي ىكيى يكو يف بً ىم ٍعنىى التػ ٍاربًيى ًة ىك ًٍ‬ ‫ال ادا ًر‪ :‬ىكييػ ىق ي‬
‫ب فيىال هف‬ ‫اؿ‪ :‬ىر ا‬ ‫ص ىال ًح‪ ،‬ييػ ىق ي‬ ‫اإل ٍ‬ ‫ب ال ا ٍ‬ ‫اؿ ىر ُّ‬
‫ين‬ ‫ً‬
‫ك ال ىٍعالىم ى‬ ‫ب‪ ،‬ىكبىػ ار‪ .‬فىاللاوي تىػ ىعالىى ىمالً ي‬ ‫ب ًمثٍ ىل طى ا‬ ‫ىصلى ىح ىها فىػ يه ىو ىر ٌّ‬ ‫ض ٍيػ ىعةى يىػ يربُّػ ىها إً ىذا أىتى ام ىها ىكأ ٍ‬
‫ال ا‬
‫ف‬‫ضافنا‪ًْ ،‬لى اف ٍاْلىلً ى‬ ‫ب ىك ىذا يم ى‬ ‫اؿ ىر ُّ‬ ‫ب يم ىع ارفنا إًنا ىما ييػ ىق ي‬‫وؽ يى ىو ال ار ُّ‬ ‫اؿ لًلٍم ٍخلي ً‬
‫ىكيم ىربٍّي ًه ٍم‪ ،‬ىكىَل ييػ ىق ي ى‬
‫ك الٍ يك ال» انتهى‪.‬‬ ‫يم ىك يى ىو ىَل يى ٍملً ي‬ ‫اع ًم ً‬ ‫كا ً‬
‫الال ىـ للتػ ٍ‬ ‫ى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ًً‬ ‫ً‬
‫اس‪:‬‬ ‫اؿ ابٍ ين ىعبا و‬ ‫ين قى ى‬‫ك ((العالمين))‪ :‬ىج ٍم يع ىعالى وم‪ ،‬ىَل ىكاح ىد لىوي م ٍن لىٍفظو ىكا ٍختىػلى يفوا في ال ىٍعالىم ى‬
‫ين نى ًذ نيرا"‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫اإلنٍس ًْلىناػهم الٍم ىكلا يفو ىف بًال ً‬ ‫ً‬
‫اؿ اللاوي تىػ ىعالىى‪" :‬ليى يكو ىف لل ىٍعالىم ى‬ ‫اب قى ى‬ ‫ٍخطى ً‬ ‫يى يم الٍج ُّن ىك ًٍ ي ي ي ي‬
‫اؿ اللاوي تىػ ىعالىى‪" :‬كقاؿ فً ٍر ىع ٍو يف‬ ‫ات‪ .‬قى ى‬ ‫اى هد كالٍحسن‪ :‬يىم ج ًميع الٍم ٍخليوقى ً‬ ‫ً‬
‫ادةي ىكيم ىج ى ى ى ي ٍ ى ي ى‬ ‫اؿ قىػتى ى‬ ‫ىكقى ى‬
‫ض ىكىما بىػ ٍيػنىػ يه ىما" ىكا ٍشتً ىقاقيوي ًم ىن ال ًٍعل ًٍم ىكال ىٍع ىال ىم ًة‬ ‫ات ىك ٍاْل ٍىر ً‬ ‫سماك ً‬
‫ب ال ا ى ى‬ ‫اؿ ىر ُّ‬ ‫ين قى ى‬ ‫ً‬
‫ب ال ىٍعالىم ى‬ ‫ىكىما ىر ُّ‬
‫اإلنٍس كال ً‬
‫ٍج ُّن‬ ‫ً‬
‫اؿ أىبيو عيبىػ ٍي ىدةى‪ :‬يى ٍم أ ٍىربى يع أ ىيم وم‪ :‬ال ىٍم ىالئ ىكةي ىك ًٍ ي ى‬ ‫يس ُّموا بً ًو لًظي يهوًر أىثى ًر ال ا‬
‫ص ٍنػ ىع ًة فًي ًه ٍم قى ى‬
‫اؿ لً ٍلبىػ ىهائً ًم ىعالى هم ًْلىناػ ىها ىَل تىػ ٍع ًق يل‪ ،‬ىكا ٍختىػلى يفوا فًي‬ ‫ين‪ ،‬يم ٍشتى ٌّق ًم ىن ال ًٍعل ًٍم‪ ،‬ىكىَل ييػ ىق ي‬ ‫كال ا ً‬
‫شيىاط ي‬ ‫ى‬
‫ُّمائى وة فًي الٍبى ٍح ًر ىكأ ٍىربىػعي ًمائى وة فًي الٍبىػ ٍّر ىكقى ى‬
‫اؿ‬ ‫ٍف ىعالى وم ًست ً‬ ‫ب لًلا ًو أىل ي‬ ‫سيا ً‬ ‫م ٍبػلى ًغ ًهم قى ى ً‬
‫اؿ ىسعي يد بٍ ين ال يٍم ى‬ ‫ى ٍ‬
‫ٍف ىعالى وم أ ٍىربىػعيو ىف أىلٍ نفا فًي الٍبى ٍح ًر ىكأ ٍىربىػعيو ىف أىلٍ نفا فًي الٍبىػ ٍّر‪.‬‬ ‫يم ىقاتً يل بٍ ين ىحياا ىف‪ :‬لًلا ًو ثى ىمانيو ىف أىل ى‬
‫اب إًاَل‬ ‫ٍخر ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ٍف ىعالى وم ُّ‬ ‫ش ىر أىل ى‬ ‫ب لًلا ًو ثى ىمانًيىةى ىع ى‬
‫الدنٍػيىا ىعالى هم م ٍنػ ىها‪ ،‬ىكىما الٍعي ٍم ىرا يف في ال ى ى‬ ‫اؿ ىك ٍى ه‬ ‫ىكقى ى‬
‫ىح هد إًاَل اللاوي قى ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫و ً‬
‫اؿ‬ ‫ين أ ى‬ ‫ىحبىا ًر‪ :‬ىَل يي ٍحصي ىع ىد ىد ال ىٍعالىم ى‬ ‫ب ٍاْل ٍ‬ ‫اؿ ىك ٍع ي‬ ‫اء‪ .‬ىكقى ى‬ ‫ص ٍح ىر ى‬‫ىك يف ٍسطىاط في ى‬
‫ك إًاَل يى ىو"‪.‬‬ ‫ود ىربٍّ ى‬
‫"كىما يىػ ٍعلى يم يجني ى‬ ‫اللاوي تىػ ىعالىى‪ :‬ى‬

‫كالصالة على سيد المرسلين محمد كعلى آلو كصحبو‬


‫كسلم‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫بعدما حمد المؤلف اهلل تعالى ثنى ذلك بالصالة ك السالـ على سيد الخلق موَلنا‬
‫محمد صلى اهلل عليو كسلم امتثاَل ْلمره عز ك جل‪ .‬كفي لفظ الصالة مبحث لغوم‬
‫ينبغي اإلشارة إليو باختصار فنقوؿ‪ :‬جاء في مقاييس اللغة َلبن فارس‪:‬‬
‫اار ىكىما أى ٍشبىػ ىه ىها ًم ىن‬ ‫ىح يد يى ىما الن ي‬
‫ؼ الٍم ٍعتى ُّل أ ٍ ً‬
‫ىص ىالف‪ :‬أ ى‬ ‫ٍح ٍر ي ي‬ ‫الال يـ ىكال ى‬‫اد ىك ا‬ ‫صي‬ ‫(صلىى) ال ا‬ ‫« ى‬
‫ادةً‪.‬‬ ‫الٍح امى‪ ،‬ك ٍاآل ًخر ًج ٍن ً‬
‫س م ىن ال ًٍعبى ى‬ ‫ى ي ه‬ ‫ي‬
‫ت بًالناا ًر‪.‬‬ ‫اصطىلىٍي ي‬ ‫صلىى الناا ًر‪ .‬ىك ٍ‬ ‫صلىى ى‬ ‫ود بًالناا ًر‪ .‬ىكال ا‬ ‫ت الٍعي ى‬ ‫صلىٍي ي‬ ‫فىأىاما ٍاْل اىك يؿ فىػ ىق ٍولي يه ٍم‪ :‬ى‬
‫اؿ‪:‬‬ ‫اار ىكييوقى يد‪ .‬ىكقى ى‬ ‫ًً‬ ‫ًً‬
‫صطىلىى بو ىكىما يي ٍذ ىكى بو الن ي‬ ‫الص ىالءي‪ :‬ىما يي ٍ‬ ‫ىك ٍّ‬
‫ص ىالء لى ىها ىعلىى الٍ ىكاني ً‬
‫وف‬ ‫تى ٍجعل الٍعو ىد كالٍيػلىٍنجوج كال ار ٍف ‪ ...‬ىد ً‬
‫ن‬ ‫ى ي ىٍ ى ى ي ى ى‬
‫صلاى اللاوي ىعلىٍي ًو ىكآلً ًو ىك ىسلا ىم ‪:-‬‬ ‫وؿ اللاو ‪ -‬ى‬
‫اؿ رس ي ً‬
‫الد ىعاءي‪ .‬ىكقى ى ى ي‬ ‫ص ىالةي ىك ًى ىي ُّ‬ ‫ىكأى اما الثاانًي‪ :‬فىال ا‬
‫صائً نما‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ب‪ ،‬فىًإ ٍف ىكا ىف يم ٍفط نرا فىػلٍيىأٍ يك ٍل‪ ،‬ىكإً ٍف ىكا ىف ى‬ ‫ىح يد يك ٍم إًلىى طى ىع واـ فىػلٍييج ٍ‬ ‫«إً ىذا يدع ىي أ ى‬
‫شى‪:‬‬ ‫اؿ ٍاْلى ٍع ى‬ ‫ٍخ ٍي ًر ىكالٍبىػ ىرىك ًة‪ .‬قى ى‬
‫ىم فىػلٍيى ٍدعي لى يه ٍم بًال ى‬ ‫ص ٍّل» ‪ ،‬أ ٍ‬ ‫فىػلٍيي ى‬
‫اب ىكال ىٍو ىج ىعا‬
‫ص ى‬ ‫ٍّب أىبًي ٍاْل ٍىك ى‬ ‫ب ىجن ٍ‬ ‫ت يم ٍرتى ًح نال ‪ ...‬يىا ىر ً‬ ‫وؿ بًٍنتًي ىكقى ٍد قىػ اربٍ ي‬ ‫تىػ يق ي‬
‫ضطى ىج نعا‬ ‫ب ال ىٍم ٍرًء يم ٍ‬ ‫ضي ‪ ...‬نىػ ٍونما فىًإ اف لً ىج ٍن ً‬ ‫ت فىا ٍغتى ًم ً‬ ‫ك ًمثٍل الا ًذم صلاٍي ً‬
‫ى‬ ‫ي‬
‫ىعلىٍي ً‬
‫ص ىف ًة ال ى‬
‫ٍخ ٍم ًر‪:‬‬ ‫اؿ فًي ً‬ ‫ىكقى ى‬
‫يح فًي ىدنٍّػ ىها ‪ ...‬ىك ى ا‬
‫س ٍم‬‫صلى ىعلىى ىدنٍّػ ىها ىك ٍارتى ى‬ ‫الر ي‬
‫ىكقىابىػلى ىها ٍّ‬
‫ص ىالةً‪.‬‬‫كد ال ا‬ ‫ود كسائً ًر ح يد ً‬
‫الس يج ى ى ي‬
‫وع ك ُّ ً‬
‫الريك ً ى‬ ‫ش ٍرعي ًم ىن ُّ‬ ‫اء بً ىها ال ا‬ ‫كال ا ً ً اً‬
‫ص ىالة ى ىي التي ىج ى‬ ‫ى‬
‫آؿ أىبًي‬‫ص ٍّل ىعلىى ً‬ ‫يث‪« :‬اللا يه ام ى‬ ‫ٍح ًد ي‬ ‫ك ال ى‬ ‫ص ىالةي ًم ىن اللا ًو تىػ ىعالىى فىال ار ٍح ىمةي‪ ،‬ىكًم ٍن ىذلً ى‬ ‫فىأىاما ال ا‬
‫ك ال ار ٍح ىمةى‪.‬‬ ‫أ ٍىكفىى» ‪ .‬يي ًري يد بً ىذلً ى‬
‫اؿ‪:‬‬‫صالً ىي» ‪ ،‬قى ى‬ ‫يث‪« :‬إً اف لًل ا ً‬ ‫ت فًي الٍح ًد ً‬ ‫كًم اما ىش اذ ىع ًن الٍب ً ً‬
‫ش ٍيطىاف في يخو نخا ىكىم ى‬ ‫ى‬ ‫اء ٍ‬‫اب ىكل ىمةه ىج ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫ص ىالةه» انتهى كالمو‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ًىي ٍاْلى ٍشر ي ً‬
‫اؾ‪ ،‬ىكاح ىدتيػ ىها م ٍ‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫كقوؿ المؤلف (( ك الصالة )) ‪ :‬أىص ُّح ما قًيل فًي معن ً‬
‫اىا ع ٍن ًدم ك اهلل أعلم ىما ىرىكاهي‬ ‫ى ى ى ى ٍى ى‬
‫ص ىالةي اهلل ثىػنىا يؤهي ىعلى ًيو ًع ٍن ىد‬ ‫اؿ ‪ :‬ى‬ ‫العالًيىة قى ى‬ ‫ً‬
‫صحيحو تىػ ٍعليقان ىم ٍج يزكمان بًو ىع ٍن أىبًي ى‬
‫الب ىخا ًرم فًي ً ً ً ً‬
‫ى‬ ‫ي‬
‫صلُّوف يي ٍّبريكوف ‪،‬‬ ‫اؿ ‪ :‬يي ى‬ ‫الم ىالئً ىكة ال يد ىعاء‪ .‬ىكىرىكل ىعن اًبٍن ىعبىاس أىناو قى ى‬ ‫ص ىالةي ى‬
‫ً‬
‫الم ىالئ ىكة ‪ ،‬ىك ى‬ ‫ى‬
‫ً‬ ‫ًوً‬ ‫ً‬ ‫ًًً‬ ‫ً‬
‫ص ىالةي‬ ‫ىكفي يسنى ًن الت ٍرمذم ىرىكل عن يسفيىاف الثىوًرم ىكغى يير ىكاحد من أى ٍىل الع ٍل ًم قىاليوا ‪ « :‬ى‬
‫اَلستًغٍ ىفار‪ .‬جاء في مفردات الراغب اْلصفهاني ‪:‬‬ ‫الم ىالئً ىكة ٍ‬ ‫ص ىالةي ى‬ ‫حمةي ‪ ،‬ىك ى‬ ‫الر ى‬ ‫ً‬
‫ال ارب ى‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وات ًم ٍن‬ ‫صلى ه‬ ‫ك ىعلىٍي ًه ٍم ى‬ ‫اهلل للمسلمين ىو في التٌحقيق‪ :‬تزكيتو إيٌاىم‪ .‬كقاؿ‪ :‬أيكلئً ى‬ ‫«ص ىالةي ً‬
‫ى‬
‫ىربٍّ ًه ٍم ىكىر ٍح ىمةه [البقرة‪ ، ]ُٕٓ /‬كمن المالئكة ىي ال ٌدعاء كاَلستغفار‪ ،‬كما ىي من‬
‫صلُّو ىف ىعلىى النابً ًي‬ ‫ً‬
‫النٌاس‪ .‬قاؿ تعالى‪ :‬إً اف اللاوى ىكىمالئ ىكتىوي يي ى‬
‫كسميت‬ ‫ص ىالةي التي ىي العبادة المخصوصة‪ ،‬أصلها‪ :‬ال ٌدعاء‪ٌ ،‬‬ ‫[اْلحزاب‪ ، ]ٓٔ /‬كال ا‬
‫ص ىالةي من العبادات التي لم‬ ‫ىذه العبادة بها كتسمية الشيء باسم بعض ما يتض ٌمنو‪ ،‬كال ا‬
‫صالةى‬ ‫تنفك شريعة منها‪ ،‬كإف اختلفت صورىا بحسب شرع فشرع‪ .‬كلذلك قاؿ‪ :‬إً اف ال ا‬ ‫ٌ‬
‫ص ىالةً من‬ ‫أصل ال ا‬ ‫ت ىعلىى الٍم ٍؤًمنً ً‬
‫ين كتابان ىم ٍوقيوتان [النساء‪ ، ]َُّ /‬كقاؿ بعضهم‪ :‬ي‬ ‫ي ى‬ ‫كانى ٍ‬
‫صلىى‬ ‫جل‪ ،‬أم‪ :‬أنو ذاد كأزاؿ عن نفسو بهذه العبادة ال ا‬ ‫الر ي‬ ‫صلاى ٌ‬ ‫صلىى ‪ ،‬قاؿ‪ :‬كمعنى ى‬ ‫ال ا‬
‫الذم ىو نار اهلل الموقدة» انتهى كالمو‪.‬‬
‫ين يم ىح امد)) أى ٍم أى ٍعظى يم يه ٍم ىكأى ٍش ىرفيػ يه ٍم ىكأى ٍع ىال يى ٍم ىكأى ٍس ىما يى ٍم قى ٍدران ىعلىٍي ًه ٍم‬ ‫ً‬
‫الم ٍر ىسل ى‬
‫(( ىسيٍّ ىد ي‬
‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫س ىالـ‪ .‬قىػوليوي‪« :‬مح امد» ‪ ،‬ىعطٍ ي و ً‬
‫يل‪:‬‬
‫ؼ ىم ٍن يى ىو‪ ،‬فىإذىا ق ى‬ ‫ين ىَل ييػ ٍع ىر ي‬
‫الم ٍر ىسل ى‬ ‫ف بىػيىاف; ْلى اف ىسيٍّ ىد ي‬ ‫يى‬ ‫ال ا ي ٍ‬
‫لى اىهللي ىعلى ًيو‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫«مح امد» صار ىعطٍ ى و‬
‫ص ا‬ ‫ين ى‬ ‫الم ٍر ىسل ى‬ ‫ف بىػيىاف بىػيا ىن ىم ٍن ىذا الىذم يى ىو ىسيٍّ يد ي‬ ‫ىى‬ ‫يى‬
‫اؿ ىع ٍن نىػ ٍف ًس ًو‬ ‫المطالًب بن ىىًاشم ال يق ىر ًشي; ىك ىما قى ى‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫‪.‬ك يى ىو‪ :‬يم ىح ام يد ب ين ىع ٍبد اىهلل بن ىع ٍبد ي‬ ‫ىك ىسلا ىم ى‬
‫صطىىفى ًم ٍن كًنىانىة‬ ‫ً‬ ‫ً ً ً ً‬
‫يل كًنىانىة‪ ،‬ىكا ٍ‬ ‫اصطىىفى من بىني إ ٍس ىماع ى‬ ‫لى اىهللي ىعلى ًيو ىك ىسلا ىم‪« :‬إً اف اىهللى ٍ‬ ‫ص ا‬ ‫ى‬
‫يار ًم ٍن‬ ‫ً‬ ‫اشم‪ ،‬ك ٍ ً ً ً ً‬ ‫يش بنًي ىى ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اصطىىفاني م ٍن بىني ىىاشم‪ ،‬فىأىنىا خ ه‬ ‫ى‬ ‫صطىىفى م ٍن قيػ ىر و ى‬ ‫قيػ ىريشان‪ ،‬ىكا ٍ‬
‫ًخيا ور»‪.‬‬
‫ءأؿ ثي ام‬ ‫يل ‪ٍ :‬‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫يل ‪ٍ :‬أى هل ثي ام قيلبىت ال ىٍهاءي ىى ٍم ىزنة فىق ى‬
‫ف فًي أ ٍ ً ً ً‬
‫ىصلو‪ ،‬فىق ى‬ ‫(( ىك ىعلىى آلًو)) ‪:‬اآلؿ اً ٍختيلً ى‬
‫آؿ‪.‬‬
‫يل ‪ :‬ى‬ ‫س ٍّهلى ٍ ً‬
‫ت فىق ى‬ ‫ي‬
‫ف اًبٍ ين الٍ ىقيٍّ ًم ىى ىذا الٍ ىق ٍو ىؿ ًم ٍن أ ٍىك يج وو‪.‬‬ ‫ضعا ى‬ ‫ىك ى‬
‫الالىًـ قى ى‬‫كالوا ًك ىك ا‬ ‫ً‬ ‫م فًي بى ً‬ ‫ٍج ٍو ىى ًر ُّ‬ ‫ً‬
‫آؿ ال ار يج ًل ٍأىليوي‬ ‫اؿ ‪ :‬ىك ي‬ ‫اب ال ىٍه ٍم ىزة ى‬ ‫ىصليوي أ ٍىك هؿ‪ ،‬ىكذى ىك ىرهي ال ى‬ ‫يل ‪:‬أ ٍ‬ ‫ىكق ى‬
‫الر يجوعي‪.‬‬ ‫ىك ًعيىاليوي كأىتٍػبىاعيوي‪ ،‬ىك يى ىو ًع ٍن ىد ىى يؤىَل ًء يم ٍشتى ٌّق ًم ىن ٍاْل ٍىكًؿ ىك يى ىو ُّ‬
‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم ىعلىى أ ٍىربىػ ىع ًة أىقػ ىٍو واؿ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫كاً ٍختيلً ى ً‬
‫ف في ال يٍم ىراد بآلو ى‬ ‫ى‬
‫ص ىدقىةي‪.‬‬ ‫ت ىعلىٍي ًه ًم ال ا‬ ‫ين ىح يرىم ٍ‬ ‫اً‬
‫ُ‪/‬الذ ى‬
‫صةن‪.‬‬ ‫اجوي ىخا ا‬ ‫ِ‪/‬أىناػ يه ٍم ذي ٍّرياػتيوي ىكأى ٍزىك ي‬
‫اعوي إًلىى يىػ ٍوًـ ال ًٍقيى ىام ًة‬
‫ّ‪/‬أىناػ يه ٍم أىتٍػبى ى‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ْ‪/‬أىناػ يه ًم ٍاْلىتٍ ًقيىاءي ًم ٍن أيامتً ًو‬


‫‪.‬‬

‫ض ًعي ىف ً‬
‫اف‪.‬‬ ‫ث ىكال ارابً يع فى ى‬ ‫يح يى ىو الٍ ىق ٍو يؿ ٍاْل اىك يؿ ىكيىلًي ًو الثىانًي‪ ،‬ىكأى اما الثاالً ي‬ ‫اؿ اًبن الٍ ىقيٍّ ًم ‪:‬كال ا ً‬
‫صح ي‬ ‫ى‬ ‫قى ى ٍ ي‬
‫ار فًي‬ ‫ب‪ ،‬مأٍ يخوذه ًمن ُّ ً‬ ‫ً‬ ‫ص ٍحبً ًو(( ‪ :‬ىج ٍم يع ى ً و‬
‫الص ٍحبىة‪ ،‬ىكال يٍم ٍختى ي‬ ‫ى‬ ‫ب ىج ٍم يع ىراك ً ى‬ ‫ب ىكرٍك و‬
‫صاح ى‬ ‫)) ىك ى‬
‫ظ اًبٍ ين ىح ىج ًر ال ىٍع ٍس ىق ىالنً ٍّي ىرًح ىموي اهللي فًي النُّ ٍخبى ًة أىناوي ىم ٍن‬
‫ٍحافً ي‬ ‫ً ً‬
‫ص ىحابً ٍّي ىما ىع ارفىو بًو ال ى‬ ‫يف ال ا‬ ‫تىػ ٍع ًر ً‬
‫ت ىر ادةه‪.‬‬ ‫اإل ٍس ىالًـ ىكلى ٍو تى ىخلالى ٍ‬
‫ات ىعلىى ًٍ‬ ‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم يم ٍؤًمننا بً ًو ىكىم ى‬ ‫لىق ىي النابً اي ى‬
‫ً‬

‫كبعد‪.‬‬

‫الح ٍم ىدلىة‬
‫ىم بىػ ٍع ىد الٍبى ٍس ىملىة ىك ى‬
‫ً‬
‫وب إًلىى غىي ًره أ ٍ‬ ‫ىى ًذه الٍ ىكلً ىمة ييػ ٍؤتى بً ىها لًًالنٍتً ىقا ًؿ ًم ٍن أي ٍسلي و‬
‫ك ًع ٍن ىد‬‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك يسلا هم‪ ،‬ىك ييػ ٍؤتىى بً ىها ىك ىذلً ى‬ ‫س ىالـ ىعلىى رس ً ً‬
‫وؿ اهلل ى‬ ‫ىي‬ ‫ص ىالة ىكال ا‬ ‫ىكال ا‬
‫ض ً ً‬ ‫وؿ فًي ال ىٍم ٍو ي‬
‫وع الاذم ييػ ٍق ى‬
‫ص يد‪.‬‬ ‫الد يخ ً‬‫ُّ‬
‫ً ً‬ ‫اإلتٍػيىا يف بً ىها أى ٍعنٍّي –أى اما بىػ ٍع يد ‪-‬فًي ال ي‬
‫صلاى اهللي‬ ‫ب ىكال يٍم ىكاتىػبىات ْلى اف النابً اي ى‬ ‫ٍخطى ً‬ ‫ب ًٍ‬ ‫ىكيي ٍستى ىح ُّ‬
‫وؾ ىكغىٍي ًرًى ٍم‪.‬‬
‫ىعلىي ًو كسلام ىكا ىف يأٍتًي بًها فًي يخطىبً ًو كم ىكاتًباتًًو لًلٍملي ً‬
‫ىي ى ي‬ ‫ى ى‬ ‫ٍ ىي ي‬
‫ف فًي أى اكًؿ ىم ٍن نىطى ىق ىبها‪:‬‬ ‫ىكا ٍختيلً ى‬
‫ً‬ ‫ٍخطى ً ا ً ً ً‬ ‫صل ال ً‬ ‫س ىالـ ك ىعن ال ا ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اب الذم أيكتيو ْلىناػ ىها تىػ ٍفص يل بى ى‬
‫ين‬ ‫ش ٍعب ٌي أىناػ ىها فى ٍ ي‬ ‫يل‪ :‬ىد ياكد ىعلىٍيو ال ا ى‬ ‫فىق ى‬
‫اصد‪.‬‬ ‫الٍم ىق ًدمات كالم ىق ً‬
‫ي ى ى ى‬
‫ً‬
‫ىكقي ىل‪ :‬أى اك يؿ ىم ٍن نىطى ىق بً ىها يىػ ٍع يق ي‬
‫وب‪.‬‬
‫ً‬
‫وب‪.‬‬‫يل‪ :‬أىيُّ ي‬ ‫ىكق ى‬
‫س ىالـ‪.‬‬ ‫يل‪ :‬يسلىٍي ىما يف ىعلىٍي ًهم ال ا‬ ‫ً‬
‫ىكق ى‬
‫يل‪ :‬يس ٍحبىاف‪.‬‬ ‫ً‬
‫كق ى‬
‫يل‪ :‬يىػ ٍع يرب‪.‬‬ ‫ً‬
‫كق ى‬
‫ش ٍرط‪ ،‬ىكالتاػ ٍق ًد يير‪ :‬ىم ٍه ىما يى يك ٍن ًم ٍن ىش ٍي وء‬ ‫وؿ‪« :‬أى اما» نىائًبىةه ىع ٍن ىش ٍرط ىكفً ٍع ًل ال ا‬ ‫ىكأى ىما إ ٍع ىرابيػ ىها فىػنىػ يق ي‬
‫ؼ‬‫ات‪ ،‬فىػيى يكو يف «أى اما» بً ىم ٍعنىى ىم ٍه ىما يى يك ٍن ًم ٍن ىش ٍي وء‪ ،‬ىك «بع يد» ظىٍر ه‬ ‫ك فىػ ىه ًذهً ىكىرقى ه‬ ‫بىػ ٍع يد ىذلً ى‬
‫ب‪ًْ ،‬لىناو يح ًذؼ‬ ‫صو‬ ‫ض ٍّم فًي ىم ىح ٍّل نى ٍ‬ ‫الم ٍح يذكفىة ىم ىع ىش ٍر ًط ىها; ىم ٍبنًي ىعلىى ال ى‬ ‫يمتىػ ىعلٍّق بػ «يى يك ٍن» ى‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ضاؼ إليو‬ ‫الم ى‬


‫ؼ ي‬ ‫م ىم ٍعنىاهي‪ ،‬ىك ىى ًذه الظُّيركؼ ػ بىػ ٍع يد ىكأى ىخ ىواتً ىها ػ إً ىذا يح ًذ ى‬ ‫اؼ إًلىيو‪ ،‬ىكني ًو ى‬
‫ض ي‬ ‫الم ى‬‫ي‬
‫الض ٍّم; ىك ىما فًي قىػ ٍولًو تىػ ىعالىى‪{ :‬لًلا ًو اْل ٍىم ير ًم ٍن قىػ ٍب يل ىكًم ٍن بىػ ٍع يد}‪.‬‬ ‫وم ىم ٍعنىاهي بينًيىت ىعلىى ى‬ ‫كني ى‬
‫ً ً‬ ‫ًً‬ ‫ً ً‬
‫صا ًر ىعلى ىيها‬‫المتى ىحدثين ىعلىى اَلقٍت ى‬ ‫فين ىك ي‬ ‫الم ىؤلٍّ ى‬‫الو ياك ىم ىقاـ أى ىما‪ ،‬ىكإ ٍف ىج ىرل ىكثير م ىن ي‬ ‫وـ ى‬ ‫ىكىَل تىػ يق ي‬
‫الم ىو ًاىب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫دك ىف أىما‪ ،‬كأ ىشار بػعض من أىلا ى ً‬
‫وـ ىم ىق ىامها‪ ،‬ىك ىما في ىش ٍر ًح ى‬ ‫المتىأىخ ًر ى‬
‫ين أىنىػ ىها تىػ يق ي‬ ‫ف م ىن ي‬ ‫ي ى ى ى ىٍ ي ى ٍ‬
‫وع ىها ىكىكثٍػ ىرتً ىها‪.‬‬
‫شي ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫للزٍرقىاني ىكغىٍي ًره; نىظىران ل ي ي‬
‫ي‬

‫ىذه كرقات قليلة‪،‬‬

‫س ىال ىم ًة ىك ًى ىي ًع ٍن ىد‬ ‫ف ((كرقات)) ىج ٍم يع ىكىرقىة ىك يى ىو ىج ٍم يع قًلاة ًْلىناوي ًم ٍن يج يم ً‬


‫وع ال ا‬ ‫قىػو يؿ الم ىؤلٍّ ً‬
‫ٍ ي‬
‫القلا ًة ًى ىي ىج ٍم ىع التى ٍك ًسي ًر الا ًذم‬
‫الع ٍل ًم أى اف جمع ً‬ ‫القلاة‪.‬ك لًيػ ٍعلىم طىالًب ً‬ ‫ًسيبػويو ًمن جموع ً‬
‫ىٍ ى‬ ‫ي‬ ‫ى ى‬ ‫ىى ٍ ي ي‬
‫ورة فًي قىػ ٍوًؿ اب ًن ىمالًك‪:‬‬ ‫يىأٍتًي ىعلىى ٍّ‬
‫الصيى ًغ اىْلى ٍربى ًع ى‬
‫الم ٍذ يك ى‬
‫أىفٍ ًعلىة أىفٍػ ىعل ثي ام فً ٍعلىة ثي امت أىفٍػ ىعاؿ يج يموع قًلاة‬
‫يف‬
‫ض ى‬ ‫ث إًاَل إًذىا اقٍػتىػر ىف بً ًهما أى ٍؿ ًاَل ٍستًغٍراقًية أىك أي ً‬ ‫ك جم ىعا الس ىالم ًة الم ىذ اك ًر كالم ىؤنا ً‬ ‫ً‬
‫ى ى ٍ‬ ‫ى ى‬ ‫ى ى ي ى ي‬ ‫ىك ىك ىذل ى ى ٍ‬
‫ؼ م ٍعنىاهي إًلىى اىلٍ ىكثٍػرةً ًمثىالىوي قىػوليوه تىػعالىى‪« :‬إً اف الٍمسلً ًمين كالٍمسلًم ً‬ ‫ً‬
‫ات‬ ‫يٍ ىى يٍ ى‬ ‫ٍ ى‬ ‫ى‬ ‫ص ًر ي ى‬ ‫فىع ٍن ىد ىىا يىػ ٍن ى‬
‫صابًر ً‬ ‫ات كال ا ً‬ ‫ادقًين كال ا ً ً‬ ‫ات كال ا ً‬ ‫ً ً‬ ‫ًً‬ ‫ً ً‬ ‫ًً‬
‫ات‬ ‫ين ىكال ا ى‬ ‫صاب ًر ى‬ ‫صادقى ى‬ ‫ص ىى‬ ‫ين ىكالٍ ىقانتى ى‬ ‫ين ىكال يٍم ٍؤمنىات ىكالٍ ىقانت ى‬ ‫ىكال يٍم ٍؤمن ى‬
‫ات كال ً ً‬ ‫صائً ًمين كال ا ً ً‬ ‫ً‬ ‫ات كالٍمتى ً‬ ‫اش ًعين كال ى ً ً‬ ‫كال ى ً‬
‫ين‬
‫ٍحافظ ى‬ ‫صائ ىم ى ى‬ ‫ص ٍّدقىات ىكال ا ى ى‬ ‫ين ىكال يٍمتى ى‬
‫صدٍّق ى‬ ‫ٍخاش ىع ى ي ى‬ ‫ٍخ ى ى‬ ‫ى‬
‫القلا ًة‬
‫ف بًجم ًع ً‬
‫الم ىؤلٍّ ي ى ٍ‬
‫ً ً‬ ‫ً‬
‫ين اللاوى ىكث نيرا ىكال اذاك ىرات» اآلية‪ .‬ىك ىعبار ي‬
‫ً‬ ‫فيػركج يهم كال ً ً‬
‫ٍحافظىات ىكال اذاك ًر ى‬ ‫ي ى ٍى ى‬
‫ب‪.‬‬ ‫تىػ ٍن ًشيطنا لً ًح ٍف ًظ ىها ىك تى ٍس ًه نيال ىعلىى اىلطىالً ً‬
‫يصوؿ فًي ىكىرقىات قىليلىة; تسهيالن‬ ‫شافعي‪ « :‬ىكإًنا ىما حصر ٍاْل ي‬
‫اردينًي ال ى ً ً‬ ‫الدي ًن الم ً‬
‫س ٍّ ى‬ ‫اؿ ىش ٍم ي‬ ‫قى ى‬
‫للمبتدم بً ًو‪ ،‬ىكتىذٍكً ىرة للمنتهي ىعنوي» ق‪.‬‬

‫تشتمل على معرفة فصوؿ من أصوؿ الفقو‪ ،‬ينتفع بها المبتدئ كغيره‪.‬‬

‫ص ول ك يىو اًسم لًطىائًىف وة ًمن الٍم ً ً ً ً‬ ‫قىػو يؿ الٍم ىؤلٍّ ً‬


‫سائ ًل الٍعلٍمياة‪ ،‬تىػ ٍن ىدر ي‬
‫ًج‬ ‫ى ىى‬ ‫وؿ« ىج ٍم يع فى ٍ ى ى ٍ ه‬ ‫ص ي‬‫ف ‪»:‬في ي‬ ‫ٍ ي‬
‫اب‪ ،‬كيػ ٍن ىدرًج تى ٍحتىػ ىها الٍم ً‬
‫ب‪.‬‬ ‫ت الٍ يكتي ً‬
‫ج تى ٍح ى‬ ‫سائ يل‪ ،‬ىك ٍاْلىبٍػ ىو ي‬
‫اب تىػ ٍن ىد ًر ي‬ ‫ىى‬ ‫ت ٍاْلىبٍػ ىو ً ى ى ي‬ ‫تى ٍح ى‬
‫وؿ لً ىما يى ٍجتى ًم يع ًم ٍن‬ ‫ً‬ ‫صل ىما اً ٍختى ا ً ً ً‬
‫ص ي‬‫س امى الٍ يف ي‬ ‫ص م ىن الٍعل ًٍم ب ىما يى ٍج ىمعيوي‪ ،‬ىكغىالبنا ىما تي ى‬ ‫فىالٍ ىف ٍ ي‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ص يد بًتًل ى‬ ‫ص و‬ ‫ً‬ ‫مسائً ًل ال ًٍعل ًٍم تىح ى ً ً ً‬


‫ٍك‬ ‫وؿ‪ ،‬ىكىَل ييػ ٍق ى‬ ‫ب ىما يى ٍج ىمعيوي إًلىى في ي‬ ‫سً‬ ‫ت بىاب ىكاحد‪ ،‬فىػييػ ىف ار يؽ ب ىح ى‬ ‫ٍ‬ ‫ىى‬
‫ود بً ىها ىمسائًل ًم ٍن أ ً‬
‫يصوؿ ال ًٍف ٍق ًو‪،‬‬ ‫ص ي‬ ‫اَل ً‬
‫وؿ ال ىٍم ٍع يركفى ًة فًي ًٍ ٍ‬
‫صط ىال ًح بً ىه ىذا‪ ،‬ىكإًنا ىما ال ىٍم ٍق ي‬ ‫ص ً‬‫الٍ يف ي‬
‫ى ي‬
‫ص ًط ىال ىحات‪.‬‬ ‫ات الٍ يك ٍبػرل ك ًٍ‬
‫اَل ٍ‬ ‫ى ى‬ ‫ي ى‬
‫يػ ٍهتى ُّم فً ىيها أساسا بًتىػ ٍع ًر ً‬
‫يف الٍم ىق ادم ً‬
‫ى ن‬ ‫ى‬
‫فائدة‪:‬‬
‫قاؿ الجرجاني في كتابو التعريفات ‪:‬‬
‫» الفصل‪ :‬كلي يحمل على الشيء في جواب أم شيء ىو في جوىره‪ ،‬كالناطق‬
‫كالحساس‪ ،‬فالكلي جنس يشمل سائر الكليات‪ ،‬كبقولنا‪" :‬يحمل على الشيء في‬
‫جواب أم شيء ىو" ييخ ًرج النوع كالجنس كالعرض العاـ; ْلف النوع كالجنس يقاَلف‬
‫في جواب ما ىو‪َ ،‬ل في جواب أم شيء ىو? كالعرض العاـ َل يقاؿ في الجواب‬
‫أصال‪ ،‬كبقولنا‪" :‬في جوىره" ييخ ًرج الخاصة; ْلنها كإف كانت مميزة لكن َل في جوىره‬
‫ن‬
‫كذاتو‪ ،‬كىو قريب إف ميز الشيء عن مشاركاتو في الجنس القريب‪ ،‬كالناطق لإلنساف‪،‬‬
‫أك بعيد‪ ،‬إف ميزه عن مشاركاتو في الجنس البعيد‪ ،‬كالحساس لإلنساف‪،‬‬
‫كالفصل في اصطالح أىل المعاني‪ :‬ترؾ عطف بعض الجمل على بعض بحركفو‪،‬‬
‫كالفصل‪ :‬قطعة من الباب مستقلة بنفسها منفصلة عما سواىا‪.‬‬
‫مثال‪ ،‬فإنو داخل في ماىية‬
‫الفصل المقوـ‪ :‬عبارة عن جزء داخل في الماىية‪ ،‬كالناطق ن‬
‫اإلنساف‪ ،‬كمقوـ لها; إذ َل كجود لإلنساف‪ ،‬في الخارج‪ ،‬كالذىن بدكنو« انتهى كالمو‪.‬‬

‫[تعريف أصوؿ الفقو باعتباره مركبان إضافيان]‬


‫كذلك أم لفظ أصوؿ الفقو‪ ،‬مؤلف من جزئين أحدىما أصوؿ كاآلخر الفقو مفردين‬
‫من اإلفراد مقابل التركيب َل التثنية كالجمع‪ ،‬كالمؤلف يعرؼ بمعرفة ما ألف منو‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫الم ىراكب م ٍن ىىاتىين ال ىكل ىمتىين ي‬
‫الم ٍف ىر ىدتىين‪:‬‬ ‫س امى ب ىه ىذا اَل ٍس ًم ي‬ ‫يىػ ٍعني أى اف ىى ىذا الع ٍلم ي‬
‫الم ى‬
‫الم ىراكب‪ ،‬ىكتىػ ٍع ًريف‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫ً ًو‬ ‫ً‬
‫صوؿ ىكفقو‪ ،‬فىػلىوي حينىئذ أى ٍكثىػ ير م ٍن تىػ ٍع ًريف‪ ،‬تىػ ٍع ًريف با ٍعتبىار يج ٍزئىي ي‬ ‫أي ي‬
‫الم ٍع يركؼ‪.‬‬ ‫ً ً‬
‫با ٍعتبىاره ىعلىما ىعلىى ىى ىذا ال ىف ٌن ى‬

‫[تعريف اْلصل]‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫فاْلصل الذم ىو مفرد الجزء اْلكؿ ما يبنى عليو غيره‬


‫كأصل الجدار أم أساسو كأصل الشجرة أم طرفها الثابت في اْلرض‪.‬‬

‫ف لًه ىذا ً‬
‫الكتى ً‬ ‫اْلىصل فًي اللُّغى ًة ما يػبػنى علىي ًو غىيػره قىالىو اْلى ٍكثػر ًم ٍنػهم ً‬
‫اب ىك ىشا ًر يحوي‬ ‫الم ىؤل ي ى‬ ‫ى يٍ ى ى ٍ ٍ ي ي ي ى ي ي ٍ ي‬ ‫ٍي‬
‫سين‬ ‫ش يكوًر ىكأىبًي ي‬
‫الح ى‬ ‫ابن ىع ٍب ًد ال ى‬ ‫ض ٍد كال ى ً‬
‫ش ٍوىكاني ىك ي‬ ‫الع ي ى‬
‫ً‬
‫الج ٍر ىجاني ىك ى‬ ‫يف ي‬ ‫الم احلًي ىكال ى‬
‫ش ًر ي‬ ‫ى‬
‫ص ًرم‪.‬‬ ‫البى ٍ‬
‫ض ًة‪.‬‬ ‫ص ًر ى‬
‫الرٍك ى‬ ‫ً ً‬
‫ش ٍيءي قىالىوي الطيوفي في يم ٍختى ى‬ ‫ش ٍي ًء ىما ًم ٍنوي ال ا‬ ‫ىص يل ال ا‬ ‫يل‪ :‬أ ٍ‬ ‫ىكق ى‬
‫ً‬
‫يل‪ :‬ىما يىػتىػ ىف ارعي ىعلىٍي ًو غىٍيػ يرهي‪.‬‬‫ىكق ى‬
‫ً‬
‫ش ٍي ًء‪.‬‬
‫شأي ال ا‬ ‫يل‪ :‬ىم ٍن ى‬‫ىكق ى‬
‫ً‬
‫اآلم ًدم فًي ًاإل ٍح ىك ًاـ‪.‬‬ ‫شي ًء إلىي ًو قىالىو ً‬ ‫ً‬
‫يل‪ :‬ىما يى ٍستىنً يد تى ىح ُّق يق ال ا ٍ ٍ ي‬ ‫ىكق ى‬
‫ات ك ً‬
‫اح هد‪.‬‬ ‫العب ً‬ ‫كقًيل ما ي ٍحتىاج إًلى ًيو‪.‬ك الم ٍقص ي ً ً ً ً‬
‫ار ى‬ ‫ود م ٍن ىىذه ى ى‬ ‫ى ى ي‬ ‫ى ىى ي ي‬
‫اف ًع ادةو‬‫ص ًط ىالحا فلىوي مع و‬ ‫ً‬
‫ىى‬ ‫ىك أى اما ا ٍ ن‬
‫ضي الٍوجوب يػعنًي الٍ ىق ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اع ىدةي‬ ‫ص يل أى اف ٍاْل ٍىم ىر يىػ ٍقتى ً ي ي ى ى ٍ‬ ‫اد بً ًو الٍ ىقاع ىدةي ال ىٍعا امةي ‪ :‬ىك يق ٍول ًه ًم ٍاْلى ٍ‬ ‫‪:‬فىػ ىق ٍد ييػ ىر ي‬
‫وؿ فى يخ يذكهي {فىػ ىه ىذا أ ٍىم ًر ىع ٍّ‬
‫اـ‬ ‫ك قىػ ٍولً ًو تىػ ىعالىى ‪ }:‬ىكىما آتاكم ال ار يس ى‬ ‫وض يح ذىلً ى‬ ‫الٍعا امةي الٍمستى ًم ارةي‪ ،‬ي ً‬
‫ي‬ ‫يٍ‬ ‫ى‬
‫ض فًي ىى ًذهً ٍاآليىًة‬ ‫يم ًم ٍن غىٍي ًر تىػ ىع ُّر و‬ ‫ضي كجوب ٍاْل ٍخ ًذ بً يك ٍّل ما آتىانىا ال ارس ي ً‬
‫وؿ ال ىٍعظ ي‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫يىػ ٍقتى ي ي ى‬
‫ً‬
‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم‪.‬‬ ‫بالذات إًلىى فىػرود ًمن أىفٍػر ًاد ٍاْلىك ًام ًر الاتًي ك اج ىه ىها إًلىٍيػنىا رس ي ً‬
‫وؿ اهلل ى‬ ‫ىي‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ٍ ٍ ى‬
‫وب ال ا ً‬
‫اً‬
‫ص ٍوـ قىػ ٍولىوي تىػ ىعالىى‪ } :‬يىا أىيٍّػ ىها الذ ى‬
‫ين‬ ‫ىصل يك يج ً‬
‫ك ‪:‬أ ٍ ي‬ ‫ليل ىك ىق ٍولً ى‬‫اد بو ال اد ي‬
‫ك قى ٍد يطٍلً يق ك يػر ي ً ً‬
‫ى ي ى يى‬
‫م ىدليلً ًو‪.‬‬ ‫اـ{أى ا‬ ‫الصيى ى‬‫ب ىعلًيُّ يك ًم ٍّ‬ ‫آمنوا ىكتى ى‬
‫اج يح فًي‬ ‫ىصل فًي الٍ ىك ىالىًـ الٍح ًقي ىقةي‪ ،‬أىم ال ار ً‬ ‫ًً‬ ‫ك من معانًيً ًو ىك ىذلً ى ً ً‬
‫ى‬ ‫ك ال اراج يح ‪:‬مثٍ يل قىػ ٍوله ٍم ‪ٍ :‬اْل ٍ ي‬ ‫ى ى ٍ ىى‬
‫ٍح ًقي ىق ًة ىَل ال ىٍم ىج ي‬
‫از‪.‬‬ ‫الٍ ىك ىالىًـ ىح ىملىوي ىعلىى ال ى‬
‫ب خليو ٍّ‬ ‫م يستى ٍ ً‬ ‫ىصل بػراءةي ٍّ ً‬ ‫ك من معانًيً ًو أيضا الٍمستى ٍ ً‬
‫الذ امةى‬ ‫صح ي‬ ‫الذ امة‪ ،‬أى ا ى ٍ‬ ‫اؿ ‪ٍ :‬اْل ٍ ي ى ى‬ ‫ب ‪:‬ييػ ىق ي‬ ‫صح ي‬ ‫يٍ‬ ‫ى ى ٍ ىى‬
‫ت ًخ ىالىفىوي‪.‬‬ ‫اؿ بً ى و‬ ‫اَلنٍ ًشغى ً‬ ‫ًمن ًٍ‬
‫ش ٍيء ىحتاى ييػثٍبً ي‬ ‫ى‬
‫اؽ تىح ًر ًيم النابً ً‬ ‫ب ال ًٍقيى ً‬ ‫ع فًي بىا ً‬
‫يذ‬ ‫ٍح ً ٍ‬ ‫اس ىكإل ى‬ ‫ك كذلك يطلق اْلصل على ىما ييػ ىقابً يل الٍ ىف ٍر ى‬
‫ىص هل ىك النابًي يذ فىػ ٍرعه‪.‬‬ ‫اس فىالٍ ىخ ٍم ًر أ ٍ‬ ‫اب ال ًٍقيى ً‬‫بًالٍ ىخ ٍم ًر فًي بى ً‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫[تعريف الفرع]‬
‫كالفرع الذم ىو مقابل اْلصل ما يبنى على غيره كفركع الشجرة ْلصلها كفركع الفقو‬
‫ْلصولو‪.‬‬

‫ادا; ًْلىناوي ىما ييػ ىقابل اْل ٍ‬


‫ىصل إًاَل‬ ‫استًط ىٍر ن‬
‫ع ٍ‬‫ىص ىل ‪ ،‬ذى ىك ىر بىػ ٍع ىدهي الٍ ىف ٍر ى‬ ‫الم ىؤلٍّ ي‬
‫ف أ ىىكنَل اْل ٍ‬ ‫ؼ ي‬ ‫لى اما ىع ار ى‬
‫الٍ ىف ٍرع‪.‬‬
‫وؿ; ًْلىناو مبنًي علىي ًو‪ ،‬كمرتاب علىى قىػو ً‬
‫اع ًدهً ىك قى ٍد ىمثا ىل‬ ‫ي ىٍ ٌ ى ٍ ى يى ه ى ى‬
‫يص ً‬ ‫ىكلً ىه ىذا ييػ ىق ي‬
‫اؿ لل ىٍم ٍذ ىىب فىػ ٍرعي ٍاْل ي‬
‫كع ا ًلف ٍق ًو‬ ‫صولً ىها ىك ىى ىذا ًمثى ه‬
‫اؿ ًح ًسي ىك أى ىما ىم ٍعنى ًويًّا فى ىمثال بًيف ير ً‬ ‫كع ال ا ً ً‬
‫ش ىج ىرة ْلي ي‬ ‫ح لىوي بًيف ير ً‬‫شا ًر ي‬
‫ال ى‬
‫صولً ًو ‪.‬ى‬‫ْلي ي‬
‫ً‬

‫[تعريف الفقو لغةن كاصطالحان]‬


‫كالفقو الذم ىو الجزء الثاني‪ ،‬لو معنى لغوم كىو الفهم‪.‬‬

‫الف ٍق ًو ليغىةن ‪ ،‬ىك يىنى ى‬


‫اؾ ىم ٍن ىع ىرفىوي‬ ‫ف فًي تعريف م ٍعنىى ً‬
‫ى‬ ‫صنٍّ ي‬
‫الم ى‬
‫الراج يح عندم ىو ما اختاره ي‬
‫ً‬
‫ى‬
‫المتى ىكلٍّ ًم ًم ٍن ىك ىال ًم ًو‪ ،‬أى ٍك يى ىو‪ :‬فىػ ٍه يم اىْلى ٍشيى ًاء ال ىدقًي ىق ًة‪ ،‬لىكًن اىلا ًذم‬
‫ض ي‬ ‫بقولو‪ :‬يى ىو فىػ ٍه يم غى ىر ً‬
‫اؿ اهللي تىػ ىعالىى‪:‬‬‫أم اىْلى اك يؿ‪ .‬قى ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬
‫الر ي‬ ‫وص عيلى ىماء الليغىة يى ىو ى‬ ‫ص ي‬ ‫المتىػ ىعد ىدة ىكني ي‬
‫ات ال يق ٍرآنيةي ي‬‫تيػ ىؤيٍّ يدهي اآليى ي‬
‫سانًي‪ ،‬يىػ ٍف ىق يهوا قىػ ٍولًي} أى ٍم يىػ ٍف ىه يموهي‪.‬‬ ‫ً ً‬
‫احلي ٍل عي ٍق ىدةن م ٍن ل ى‬ ‫{ك ٍ‬‫س ىالـ‪ :‬ى‬ ‫وسى ىعلى ًيو ال ا‬‫ارا ىع ٍن يم ى‬ ‫إً ٍخبى ن‬

‫كمعنى شرعي كىو معرفة اْلحكاـ الشرعية التي طريقها اَلجتهاد ‪ ،‬كالعلم بأف النية في‬
‫الوضوء كاجبة ‪ ،‬كأف الوتر مندكب ‪... ،‬‬
‫كأف النية من الليل شرط في صوـ رمضاف ‪ ،‬كأف الزكاة كاجبة في ماؿ الصبي ‪ ،‬كغير‬
‫كاجبة في الحلي المباح‪ ،‬كأف القتل بمثقل يوجب القصاص ‪ ،‬كنحو ذلك من مسائل‬
‫الخالؼ‪ ،‬بخالؼ ما ليس طريقو اَلجتهاد‪ ،‬كالعلم بأف الصلوات الخمس كاجبة‪ ،‬كأف‬
‫الزنا محرـ‪ ،‬كنحو ذلك من المسائل القطعية فال يسمى فقهان فالمعرفة ىنا العلم‬
‫بمعنى الظن‪.‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫اَلص ًط ىال ًحي ‪ .‬ك لٍيػ ٍعلىم طىالًب ً‬
‫الع ٍل ًم‬ ‫اف ىم ٍعنىاهي ٍ‬ ‫ع فًي بػي ً‬ ‫ؼ الم ىؤلٍّ ي ً‬
‫ي‬ ‫ى ى ٍ‬ ‫ف الف ٍق ىو ليغىةن ىش ىر ى ى ى‬ ‫بىػ ٍع ىد ىما ىع ار ى ي‬
‫السنى ًة ىكىما يىػ ٍل ىح يق‬ ‫اب ىك ُّ‬ ‫ص ٍد ًر ىاْلى اكًؿ يطٍلى يق ىعلىى يك ٍّل ما يػ ٍفهم ًمن ً‬
‫الكتى ً‬ ‫الف ٍقوى ىكا ىف فًي ال ا‬ ‫أى اف ً‬
‫ى ي ىي ى‬ ‫ي‬
‫وؿ ىع ًن‬ ‫س ىما لى ىها ىكىما ىعلىٍيػ ىها" ىك ىما يى ىو ىم ٍنػ يق ه‬ ‫ك ىكانيوا ييػ ىع ًرفيونىوي بًأىناوي ى‬
‫"م ٍع ًرفىةي الناػ ٍف ً‬ ‫بً ًه ىما‪ ،‬ىكلً ىذلً ى‬
‫صلىى اىهللي ىعلى ًيو ىك ىسلا ىم‪" :‬من يرد اهلل بو‬ ‫ً ًً‬ ‫ً ً‬
‫ًاإل ىم ًاـ أىبًي ىحني ىفة ىرح ىموي اهللي ىك يى ىو ىما ييػ ٍف ىه يم م ٍن قىػ ٍولو ى‬
‫ش ٍر ًعيى ًة‬ ‫ً‬
‫الف ٍقوي ييطٍلى يق ىعلىى اىْلى ٍح ىكًاـ ال ى‬ ‫صبح ً‬
‫"‪.‬كبىػ ٍع ىد تى ىمايي ًز العيليوـ أى ٍ ى ى‬
‫ً ً‬
‫ىخ ٍيػ نرا ييػ ىف ٍّقهوي في الدي ًن ى‬
‫الع ىملًيى ًة‪.‬‬
‫ى‬
‫ش ًام ًل لً ٍل ىقطٍ ًع ىكالظى ٍّن‪.‬أى ٍم‪ :‬يمطٍلى يق‬ ‫اؾ ال ى‬ ‫اد بً ًو مطٍلى يق ًاإل ٍدر ً‬
‫ى‬ ‫الم ىر ي ى‬ ‫صنٍّف « ىم ٍع ًرفىةي‪ »..‬ي‬
‫ك قىػو يؿ الم ى ً‬
‫ٍ ي‬
‫يل قىطٍ ًعي‪ ،‬أىك ىعن ىدلً و ً ً‬ ‫الح ٍك ًم‪ ،‬ىس ىواء ىكا ىف ىع ٍن ىدلً و‬ ‫ً‬
‫ود‬
‫ص ي‬ ‫الم ٍق ي‬ ‫يل ظىن ٌي ىراجح‪ ،‬فىػيى يكو يف ى‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫إً ٍد ىراؾ ي‬
‫ب الظى ٍّن‪.‬‬ ‫ش ٍر ًع إً ىما بًيى ًقي ون أى ٍك غىالً ً‬
‫بًالٍ ىم ٍع ًرفى ًة يى ىو‪ :‬ىما ىعلً ٍمنىاهي بًال ى‬
‫الع ٍقلًيىةى‪ :‬ىك يى ىو ىما ىكانىت النً ٍسبىةي فً ًيو يم ٍستىػ ىف ى‬ ‫ك قىػوليوي «اىْلىح ىك ًاـ ال ى ً ً‬
‫ادةه‬ ‫ج اىْلى ٍح ىكا ىـ ى‬ ‫ش ٍرعيىة» أى ٍخ ىر ى‬ ‫ٍ‬ ‫ى ٍ‬
‫الح ًسياةى‪ :‬ىك يى ىو ىما ىكانىت النً ٍسبىةي فً ًيو‬ ‫شرةً كاْلىح ىكاـ ً‬ ‫ً‬
‫الع ى ى ى ٍ ى‬ ‫ف ى‬ ‫ص ي‬‫‪:‬الخ ٍم ىسةي نً ٍ‬ ‫الع ٍق ًل نى ٍح ىو ى‬ ‫م ىن ى‬
‫س نى ٍح ىو‪ :‬الثىػ ٍل يج بىا ًرهد ىك اىْلى ٍح ىكا ىـ التى ٍج ًريبًيىةى‪ :‬ىك يى ىو ىما ىكانىت‬ ‫الخ ٍم ً‬
‫اس ى‬ ‫الح ىو ً‬ ‫مستػ ىف ً‬
‫ادةه م ىن ى‬ ‫ي ٍى ى‬
‫ض ًعيىةى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫النًسبةي فً ًيو مستػ ىف ً‬
‫س ًه هل ىك اىْلى ٍح ىكا ىـ ى‬
‫الو ٍ‬ ‫ادةه م ىن التى ٍج ًربىة نى ٍح ىو‪ :‬ا ًإل ٍىليلىج يم ى‬ ‫ي ٍى ى‬ ‫ٍى‬
‫اع ىل‬ ‫ض ًع الليغى ًوم ىكالح ٍك ًم بًأى اف ال ىف ً‬ ‫الو ٍ‬ ‫اَلص ًط ىال ًحيةى‪ :‬كىو ما ىكانىت النًسبةي فً ًيو مستػ ىف ً‬
‫ي‬ ‫ادةه م ىن ى‬ ‫ي ٍى ى‬ ‫ٍى‬ ‫ى ى يى ى‬ ‫ٍ‬
‫مرفيوعه‪ ،‬كالم ٍفع ي ً‬
‫وب‪.‬‬
‫ص ه‬ ‫وؿ بًو ىم ٍن ي‬ ‫ى ى ي‬ ‫ىٍ‬
‫شارؾ فًي‬ ‫ش ٍر ًعياة القطعية الا ًذم يي ى‬ ‫ىح ىكاـ ال ا‬ ‫اد إً ٍخ ىراج ٍاْل ٍ‬ ‫قولو «التي طريقها اَلجتهاد» أ ىىر ى‬
‫ص ٍو يـ‬ ‫ٍحج ىك ى‬ ‫س ىكاجبىة " ىكىك ىذا‪ " :‬ال ى‬
‫ً‬
‫ٍخ ٍم ي‬ ‫صلى ىوات ال ى‬ ‫ٍخاص ىك ىق ٍولًنىا‪ " :‬ال ا‬ ‫ىم ٍعرفى ىتها ال ىٍعاـ ىكال ى‬
‫الزنىا محرـ " ىكىك ىذا "‬ ‫الوفى ًاء بًا ىلع ٍه ًد" ىك غىٍي ًرىىا ىك " إًف ٍّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ضا ىف ىك أى ىداء اىْلىىمانىة ىك ى‬ ‫ىش ٍه ًر ىرىم ى‬
‫ؼ الم ٍحصنى ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫س ًرقىة ك يشرب ال ىخم ًر ك ىع يقوؽ ً‬
‫ات ‪..‬إلخ"‪.‬فى ىال‬ ‫الوال ىدين ىك الس ٍح ًر ىك قى ٍذ ي ى‬ ‫ى‬ ‫ٍ ى‬ ‫ال ا ى ٍ‬
‫ؼ بً ىها فىًقيو‪ .‬ىكإًنا ىما الٍ ىف ًقيوي يى ىو ال ىٍعا ًرؼ‬ ‫اؿ لً ٍلعا ًر ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬
‫تتىػ ىوقاف معرفىة ىىذه على اَل ٍجت ىهاد‪ ،‬ىكىَل ييػ ىق ي ى‬
‫رح بًأى ٍمثًلى وة‬ ‫اد الاتًي لىيس لً ٍلعو ًاـ ًم ٍنػها ًسول التاػ ٍقلًيد‪ .‬كقى ٍد مثال ال ى ً‬ ‫بًمسائً ًل الناظى ًر ك ًاَلجتًه ً‬
‫شا ي‬ ‫ى ى ى‬ ‫ٍ ى ىى ى ى‬ ‫ى ٍى‬ ‫ىى‬
‫يمتىػنى ًو ىع وة ‪.‬‬
‫ً ً ً‬ ‫يف أي ً ً ً ً ً ً ً‬ ‫الم ىؤلٍّ ي‬
‫يما بىػ ٍع يد‪.‬‬ ‫صوؿ الف ٍقو با ٍعتبىا ًره لىىقبنا ل ىه ىذا ال ىف ٍّن ىك ىسيىأٍتي ذ ٍك يرهي ف ى‬ ‫ف تىػ ٍع ًر ى ي‬ ‫ىك قى ٍد أى اخ ىر ي‬

‫[أقساـ الحكم الشرعي]‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫كاْلحكاـ المرادة فيما ذكر سبعة‪ :‬الواجب كالمندكب كالمباح كالمحظور كالمكركه‬
‫كالصحيح كالباطل‪.‬‬

‫سائًل‪:‬‬ ‫ًً‬
‫قىػ ٍوليوي‪« :‬كاْلحكاـ المرادة‪ »...‬فيو ىم ى‬
‫المسألة اْلكلى‪:‬‬
‫شرع المؤلف في بياف اْلحكاـ الشرعية ك يحسن بنا أف نذكر طرفا من كالـ أىل اللغة‬
‫عن مادة حكم كمشتقاتها حتى نفهم المراد منها‪ .‬يقوؿ ابن فارس‪:‬‬
‫اح هد‪ ،‬ىك يى ىو ال ىٍم ٍن يع‪ .‬ىكأ اىك يؿ ذىلً ى‬ ‫اؼ كال ًٍميم أىصل ك ً‬
‫ٍح ٍك يم‪ ،‬ىك يى ىو‬ ‫ك ال ي‬ ‫ٍحاءي ىكالٍ ىك ي ى ي ٍ ه ى‬ ‫(ح ىك ىم) ال ى‬ ‫« ى‬
‫ىح ىك ٍمتيػ ىها‪.‬‬ ‫ت ال اداباةى ىكأ ٍ‬ ‫اؿ ىح ىك ٍم ي‬ ‫ت ىح ىك ىمةي ال اداباًة ًْلىناػ ىها تى ٍمنىػعي ىها‪ ،‬ييػ ىق ي‬ ‫ال ىٍم ٍن يع ًم ىن الظُّل ًٍم‪ .‬ىك يس ٍّميى ٍ‬
‫اؿ ىج ًر هير‪:‬‬ ‫ت ىعلىى يى ىديٍ ًو‪ .‬قى ى‬ ‫ىخ ٍذ ى‬ ‫ىح ىك ٍمتيوي‪ ،‬إً ىذا أ ى‬‫سفيوى ىكأ ٍ‬
‫ت ال ا ً‬ ‫اؿ‪ :‬ىح ىك ٍم ي‬ ‫ىكييػ ىق ي‬
‫اؼ ىعلىٍي يك ٍم أى ٍف أى ٍغ ى‬
‫ضبىا‬ ‫ىخ ي‬ ‫ىح ًك يموا يس ىف ىهاءى يك ٍم ‪ ...‬إًنٍّي أ ى‬ ‫أىبىنًي ىحنًي ىفةى أ ٍ‬
‫ً‬ ‫وؿ‪ :‬ىح اك ٍم ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يما ىمنىػ ٍعتيوي‬‫ت فيىالنا تى ٍحك ن‬ ‫ٍج ٍه ًل‪ .‬ىكتىػ يق ي‬ ‫اس ىها‪ْ ،‬لىناػ ىها تى ٍمنى يع م ىن ال ى‬ ‫ىكالٍح ٍك ىمةي ىى ىذا قيى ي‬
‫وب إًلىى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫س ي‬ ‫ب ال ىٍم ٍن ي‬ ‫ىع اما يي ًري يد‪ .‬ىك يح ٍّك ىم فيىال هف في ىك ىذا‪ ،‬إً ىذا يجع ىل أ ٍىم يرهي إًلىٍيو‪ .‬ىكال يٍم ىح اك يم‪ :‬ال يٍم ىج ٍّر ي‬
‫اؿ طىىرفىةي‪:‬‬‫ٍح ٍك ىم ًة‪ .‬قى ى‬‫ال ً‬
‫اب إًذىا ما الٍب ً‬
‫ش ىفا‬
‫اط يل انٍ ىك ى‬ ‫ُّر ً ى ى‬ ‫ت التػ ى‬ ‫ص ٍوتى يك ىما ‪ ...‬تى ٍح ى‬ ‫ظ ى‬ ‫ت ال يٍم ىح اك ىم ىكال ىٍم ٍوعيو ى‬ ‫لىٍي ى‬
‫ً‬ ‫يث‪« :‬إً اف ال ً‬ ‫ٍح ٍكم ًة‪ .‬كفًي الٍح ًد ً‬ ‫ً‬ ‫اد بًال يٍم ىح اك ًم ال ا‬
‫ٍم ىح اكم ى‬
‫ين‬ ‫ٍجناةى لل ي‬‫ى‬ ‫ى‬ ‫وب إًلىى ال ى ى‬ ‫س ى‬ ‫ش ٍي ىخ ال ىٍم ٍن ي‬ ‫أ ىىر ى‬
‫ك يىم قىػوهـ ح ٍّكموا م ىخيا ًرين بػ ٍين الٍ ىق ٍت ًل كالثاب ً‬
‫ات‬
‫اركا الثابى ى‬ ‫اإل ٍس ىالًـ ىكبىػ ٍي ىن الٍ يك ٍف ًر‪ ،‬فىا ٍختى ي‬
‫ات ىعلىى ًٍ‬ ‫ى ى‬ ‫ى ٍ ٍ ي ي ي ىى ى‬
‫ً‬ ‫ىعلىى ًٍ ً‬
‫ين» انتهى كالمو‪.‬‬ ‫س ُّموا ال يٍم ىح ٍّكم ى‬ ‫اإل ٍس ىالـ ىم ىع الٍ ىق ٍت ًل‪ ،‬فى ي‬
‫المسألة الثانية‪:‬‬
‫شر ًعي ًة إلى س ٍبػع وة ًىي‪ً :‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اح‪،‬‬
‫المبى ي‬
‫كب‪ ،‬ىك ي‬ ‫الم ٍن يد ي‬‫ب‪ ،‬ىك ى‬ ‫الواج ي‬‫ى ى ى ى‬ ‫الج ىويٍني تقسيم اْلى ٍح ىك ًاـ ال ى ٍ ى‬ ‫ار ي‬ ‫ا ٍختى ى‬
‫اؾ ًمن اْلي ً‬ ‫ً‬ ‫كالم ٍكركهي‪ ،‬كالمحظيور‪ ،‬كال ا ً‬
‫ين ىم ٍن ىع اد ىىا ىخ ٍم ى‬
‫سةن‬ ‫صوليٍّ ى‬‫يح‪ ،‬ىكال ىفاس يد‪ .‬ىك يىنى ى ى ي‬ ‫صح ي‬ ‫ى ى ي ى ىٍ ي ى‬
‫ً ً‬ ‫ً ً ً‬ ‫الص ًح ً‬ ‫ً‬
‫اح‬
‫المبى ً‬
‫اج ي‬ ‫ين ىكإً ٍخ ىر ً‬
‫ور ى‬ ‫يح ىك ال ىفاسد‪ .‬ىكم ٍنػ يه ٍم ىم ٍن ىع اد ىىا أى ٍربى ىع ب ىح ٍذؼ ى‬
‫الم ٍذ يك ى‬ ‫بً ىح ٍذؼ ى‬
‫اب لً ىذاتًًو‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اب أى ٍك ع ىق ه‬‫ث ىَل يىػتىػ ىعلى يق بًو ثىػ ىو ه‬‫ىح ٍي ي‬
‫المسألة الثالثة‪:‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ش ٍر ًعيىةي‬ ‫الح ٍك ًم ‪ ،‬ىك إًنا ىما اىْلى ٍح ىك ي‬


‫اـ ال ى‬ ‫ات ي‬ ‫كب‪.....‬الخ ىى ًذهً يمتىػ ىعلى ىق ي‬ ‫الم ٍن يد ي‬‫ب ىك ى‬
‫قىػوليوي‪ً :‬‬
‫الواج ي‬ ‫ى‬ ‫ٍ‬
‫ً‬
‫احةي‪.....‬الخ‬ ‫ب ىكا ًإلبى ى‬ ‫وب ىكالنى ٍد ي‬ ‫الو يج ي‬ ‫ى ىي ي‬
‫المسألة الرابعة‪:‬‬
‫ش ٍر ًعيىةي ىعلىى قً ٍس ىمي ًن‪:‬‬ ‫اىٍْلى ٍح ىك ي‬
‫اـ ال ى‬
‫ض ًعية‪.‬‬ ‫ُ‪ -‬تى ٍكلً ًيفية ِ‪ -‬ىك ٍ‬
‫ين ىعلىى ًج ىه ًة‬ ‫ً‬ ‫ً ً ً‬ ‫ضى ًخطى ً ً‬ ‫الح ٍك يم التى ٍكلً ًيفي‪ :‬يى ىو يم ٍقتى ى‬
‫الم ىكلىف ى‬ ‫المتىػ ىعل ًق بأىفٍػ ىعاؿ ي‬‫اب اهلل تىػ ىعالىى ي‬ ‫فى ي‬
‫ض ًاء أىك التى ٍخيًي ًر‪.‬‬ ‫ًاَلقٍتً ى‬
‫ىك يى ىو أىنٍػ ىواعه‪:‬‬
‫وب‪.‬‬‫الو يج ي‬ ‫‪ -‬النىػ ٍوعي اىْلى اك يؿ‪ :‬ي‬
‫ب‪.‬‬ ‫ً‬
‫‪ -‬النىػ ٍوعي الثىاني‪ :‬النى ٍد ي‬
‫احةي‪.‬‬ ‫‪ -‬النىػوعي الثىالً ي ً‬
‫ث‪ :‬اإلبى ى‬ ‫ٍ‬
‫الرابً يع‪ :‬ال ىك ىر ىاىةي‪.‬‬ ‫‪ -‬النىػ ٍوعي ى‬
‫‪ -‬النػوع ى ً‬
‫يم‪.‬‬‫س‪ :‬التى ٍح ًر ي‬ ‫الخام ي‬ ‫ىٍ ي‬
‫أى ٍمثًلىةه ىعلىى اىٍْلى ٍح ىك ًاـ التى ٍكلً ًيفيى ًة‪:‬‬
‫صالةى) ال يٍمتىػ ىعلٍّ يق بأفعاؿ‬ ‫يموا ال ا‬ ‫ضى ًخطاى ً ً ً‬ ‫الخ ٍم ً‬ ‫كجوب الصلىو ً‬
‫ب اىهلل‪( :‬أىق ي‬ ‫س يم ٍقتى ى‬ ‫ات ى‬ ‫يي ي ى ى‬
‫ضى ًخطى ً‬
‫اب‬ ‫الزنى (َل تقربوا الزنى) يى ىو يم ٍقتى ى‬ ‫ض ًاء طىلىبنا ‪ ،‬ك يح ٍرىمةي ٍّ‬ ‫اَلقٍتً ى‬‫الٍم ىكلاىف ٍي ًن ىعلىى ًج ىه ًة ًٍ‬
‫ي‬
‫ض ًاء ك اللُّز ًكـ تىػرنكا ‪ ،‬كإًباحةي الطىيًب ً‬ ‫ً ً ً ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً ً‬ ‫ً‬
‫ات ىمثى نال‬ ‫ى‬ ‫ين ىعلىى ج ىهة اَلقٍت ى ى ي ٍ ى ى ى‬ ‫الم ىكلىف ى‬ ‫المتىػ ىعل ًق بأىفٍػ ىعاؿ ي‬ ‫اىهلل ي‬
‫ين ىعلىى ًج ىه ًة التى ٍخيًي ًر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ضى ًخطى ً ً‬
‫الم ىكلىف ى‬ ‫المتىػ ىعلى ًق بأىفٍػ ىعاؿ ي‬‫اب اىهلل ي‬ ‫يى ىو يم ٍقتى ى‬
‫يء آ ىخ ىر‪ ،‬أى ٍك‬ ‫ش و‬ ‫ش ٍي ًء ىسبىبان لً ى‬‫المتىػ ىعلً يق بً ىج ٍع ًل ال ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كالح ٍكم الو ٍ ً‬
‫اب اىهلل تىػ ىعالىى ي‬ ‫ضعي‪ :‬يى ىو خطى ي‬ ‫ى ي ي ى‬
‫ً ً‬
‫صةن‪ ،‬أى ٍك ىع ًز ى‬
‫يمةن‪.‬‬ ‫ىش ٍرطان لىوي‪ ،‬أى ٍك ىمانعان م ٍنوي‪ ،‬أى ٍك ير ٍخ ى‬
‫ت‬ ‫ؼ ىكقٍ ى‬ ‫شا ًرعي لًنىػ ٍع ًر ى‬‫ض ىعوي ال ى‬‫ب ىك ى‬ ‫س ىمثى نال ىسبى ه‬ ‫ش ٍم ً‬ ‫ض ًعيى ًة‪ :‬يدلي ي‬
‫وؾ ال ى‬ ‫الو ٍ‬‫أى ٍمثلىةه ىعلىى اىٍْلى ٍح ىك ٍاـ ى‬
‫ً‬
‫ض ىع ىها‬‫كط اىلتًي ىك ى‬ ‫شر ً‬ ‫ض ًعي ‪ ،‬ك س ٍتػر العورةً مثى نال ىشر ه ً‬ ‫ص ىالةً الظي ٍه ًر فىػ يه ىو يح ٍك هم ىك ٍ‬
‫ط م ىن ال ي ي‬ ‫ٍ‬ ‫ى ى ي ىٍ ى ى‬ ‫ى‬
‫شا ًرعي ًَلنٍتً ًف ًاء‬ ‫ض ىع ىها ال ى‬ ‫الم ىوانً ًع التًي ىك ى‬ ‫ً ً‬
‫ض ىمثىالن ىمان هع م ىن ى‬ ‫الح ٍي ي‬
‫الص ىالة ‪ ،‬ىك ى‬
‫ً‬ ‫ال ى ً ً ً‬
‫شا ًرعي لص ىحة ى‬
‫ض ًعيةه‪.‬‬ ‫ًً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫اـ ىك ٍ‬‫الص ٍوـ‪...‬فى ًهذه يكلي ىها أى ٍح ىك ه‬ ‫الص ىالة ىك ى‬ ‫ص ىحة ى‬
‫ض ًعيى ًة?‬ ‫ًًً‬
‫ىما ال ىف ٍر يؽ بىػ ٍي ىن اْلى ٍح ىك ًاـ التى ٍكليفية ىك ى‬
‫الو ٍ‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ب بمقتضاىا فعال أك تركان‪ ،‬كأما الوضعية‬


‫الم ىخاطى ي‬
‫ف ي‬ ‫ال ىف ٍر يؽ بىػ ٍيػنىػ يه ىما يى ىو أى اف التى ٍكلً ًيفية يكلٍّ ى‬
‫فقد كضعت عالمات للفعل أك الترؾ أك أكصافان لهما‪.‬‬
‫فالخطاب في الحكم التكليفي خطاب طلب الفعل‪ ،‬أك طلب الترؾ‪ ،‬أك التخيير بينهما‬
‫أما الخطاب في الحكم الوضعي ىو خطاب إخبار كإعالـ جعلو الشارع عالمة على‬
‫حكمو‪ ،‬كربط فيو بين أمرين بحيث يكوف أحدىما سببان لآلخر‪ ،‬أك شرطان لو‪ ،‬أك مانعان‬
‫منو‪.‬‬
‫ك من الفركؽ بينهما أنو يشترط في الحكم التكليفي قدرة المكلف على فعل الشيء‬
‫المكلف بو‪.‬في حين أف الحكم الوضعي َل يشترط فيو ذلك‪ :‬فقد يكوف مقدكران‬
‫للمكلف كالسرقة‪ ،‬كصيغ العقود الشرعية كنحوىا‪ ،‬كقد يكوف غير مقدكر للمكلف‬
‫كغركب الشمس الذم ىو سبب لوجوب صالة المغرب‪ ،‬كحوَلف الحوؿ الذم ىو‬
‫شرط لوجوب الزكاة‪.‬‬
‫ك من الفركؽ بينهما أيضا أف الحكم التكليفي يتعلق بالكسب كالمباشرة للفعل من‬
‫الشخص نفسو‪ ،‬فإف عمل شيئان يوافق أمر الشارع يؤجر عليو‪ ،‬كإذا عمل شيئان مخالفان‬
‫ْلمر اهلل فإنو يأثم‪ .‬بخالؼ الحكم الوضعي فقد يعاقب أشخاصان بفعل غيرىم‪ ،‬كلهذا‬
‫كجبت الدية على العاقلة لغير المتعمد‪.‬‬
‫ككذلك يشترط في الحكم التكليفي أف يكوف معلومان للمكلف‪ ،‬كأف يعلم أف ىذا‬
‫التكليف بو صادر من اهلل تعالى‪ .‬بخالؼ الحكم الوضعي فال يشترط فيو ذلك‪ ،‬كلذلك‬
‫يرث اإلنساف بدكف علمو‪ ،‬كتحل المرأة بعقد أبيها عليها‪ ،‬كتحرـ بطالؽ زكجها لها كإف‬
‫كانت َل تعلم‪ ،‬كيضمن النائم‪ ،‬كالناسي كالساىي ما أتلفوه كإف كانوا َل يعلموف‪.‬‬
‫ك أخيرا َل يتعلق الحكم التكليفي إَل بفعل المكلاف الذم توافرت فيو شركط التكليف‬
‫كىو‪ :‬البلوغ‪ ،‬كالعقل‪ ،‬كالفهم‪ .‬بخالؼ الحكم الوضعي فإنو يتعلق بالمكلف كغير‬
‫المكلف‪ ،‬لذلك تجد الزكاة كجبت في أمواؿ الصبي كالمجنوف‪ ،‬كيضمن النائم كالناسي‬
‫كالغافل كالسكراف كنحوىم ما يتلفوف‪....‬فهذا مجمل الفرؽ بين اْلحكاـ التكليفية‬
‫كاْلحكاـ الوضعية‪.‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫فالفقو العلم بالواجب كالمندكب إلى آخر السبعة‪.‬‬


‫أم بأف ىذا الفعل كاجب كىذا مندكب كىذا مباح كىكذا إلى آخر جزيئات السبعة‪.‬‬

‫أمثلة على ذلك ‪:‬‬


‫علمنا بوجوب صالة الجمعة يعتبر من الفقو ك كذلك سنية السواؾ ك كراىة مس الذكر‬
‫باليمين عند اَلستنجاء ك حرمة ربا الفضل ك النسيئة كإباحة البيع ك الشراء بعد صالة‬
‫الجمعة ك صحة الوضوء المستجمع لشركطو ك الخالي من نواقضو ك بطالف صياـ يوـ‬
‫العيد عند الجمهور كىكذا‪...‬‬

‫[تعريف الواجب]‬
‫فالواجب من حيث كصفو بالوجوب ما يثاب على فعلو كيعاقب على تركو‪.‬‬
‫كيكفي في صدؽ العقاب كجوده لواحد من العصاة مع العفو عن غيره‪.‬‬
‫كيجوز أف يريد كيترتب العقاب على تركو كما عبر بو غيره فال ينافي العفو‪.‬‬

‫بعدما ذكر المؤلف اْلحكاـ الشرعية جملة كاحدة ‪ ،‬شرع في بياف كل حكم على حدة‬
‫فبدأ بالوجوب‪.‬‬
‫كالواجب في اللغة ىو‪ :‬الساقط‪ ،‬يقاؿ‪ " :‬كجب الحائط "‪ :‬إذا سقط كيقاؿ‪ " :‬كجب‬
‫الميت " إذا سقط كمات‪ ،‬كمنو قولو سبحانو‪(:‬فإذا كجبت جنوبها) أم‪ :‬سقطت على‬
‫اْلرض‪.‬‬
‫ك معنى الوجوب لغة‪ :‬السقوط‪ ،‬حيث إنا نتخيل الحكم أك الشيء الواجب جزمان سقط‪،‬‬
‫أم‪ :‬كقع على المكلف من اللاو تعالى‪ .‬كيطلق الواجب على الالزـ كالثابت‪ ،‬يقاؿ‪" :‬‬
‫ٍجيم كالٍباء‪ :‬أىصل ك ً‬
‫اح هد‪ ،‬يى يد ُّؿ ىعلىى‬ ‫ً‬
‫كجب الشيء " أم‪ :‬لزـ‪ .‬قاؿ ابن فارس‪« :‬ال ىٍو ياك ىكال ي ى ى ي ٍ ه ى‬
‫ًً‬ ‫وط ال ا ً‬ ‫س يق ً‬
‫ت‪:‬‬
‫ب ال ىٍميٍّ ي‬ ‫ب الٍبىػ ٍي يع يك يجوبنا‪ :‬ىح اق ىكىكقى ىع‪ .‬ىكىك ىج ى‬
‫ش ٍيء ىكيكقيوعو‪ ،‬ثي ام يىػتىػ ىف ارعي‪ .‬ىكىك ىج ى‬ ‫ي‬
‫ىم إً ىذا ىم ى‬ ‫ً ً‬ ‫اجب‪ .‬كفًي ال ً ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ات»‬ ‫ٍحديث‪« :‬فىًإ ىذا ىك ىج ى‬
‫ب فى ىال تىػ ٍبكيى ان بىاكيىةه» ‪ ،‬أ ٍ‬ ‫ى‬ ‫يل ىك ه ى‬ ‫ط‪ ،‬ىكالٍ ىقت ي‬
‫ىس ىق ى‬
‫إلى آخر كالمو ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ك قبل التعليق على تعريف المؤلف ‪ ،‬سبق لنا أف بينا معنى اْلحكاـ التكليفية ك أنها ما‬
‫يكلف اهلل بو الناس طلبان أك نهيان‪ ،‬طلبان لفعل أك تركان أك تخييران بينهما‪ ،‬فالطلب إما أف‬
‫يكوف جازمان أك غير جازـ‪ ،‬فالجازـ‪ :‬ىو الذم يسمى باإليجاب ك ىو المقصود ىنا‪،‬‬
‫كغير الجازـ‪ :‬ىو الذم يسمى بالندب‪ ،‬كطلب الترؾ إما أف يكوف جازمان أيضان‪ ،‬فهذا‬
‫الذم يسمى بالتحريم‪ ،‬أك أف يكوف غير جازـ‪ ،‬كىذا الذم يسمى بالكراىة‪ ،‬كالتخيير‪:‬‬
‫ىو الذم يسمى باإلباحة‪.‬‬
‫فهذه الخمسة ىي اْلحكاـ التكليفية كمعنى كونها تكليفية أنها منسوبة إلى التكليف‪،‬‬
‫كالتكليف‪ :‬ىو طلب ما فيو كلفة بمعنى أف يطلب الشارع من العبد ما فيو كلفة‪.‬‬
‫أم‪ :‬مشقة‪ ،‬كىي مشقة اَلمتثاؿ‪ ،‬كليس المقصود بها أف كل ما يكلفنا اهلل سبحانو‬
‫{ما‬
‫كتعالى بو فيو مشقة‪ ،‬فالمشقة التي َل يقدر عليها أحد مرفوعة أصالن; لقولو تعالى‪ :‬ى‬
‫ىج ىع ىل ىعلىٍي يك ٍم فًي الدٍّي ًن ًم ٍن ىح ىر وج} [الحج‪ ، ]ٕٖ:‬كحصوؿ المشقة يقتضى التيسير في‬
‫اْلحكاـ الشرعية‪ ،‬كإنما المقصود ىنا‪ :‬أف في ذلك طلبان ْلمر لم يكن المكلف يفعلو‬
‫من تلقاء نفسو كإنما يفعلو طاعة هلل سبحانو كتعالى‪ ،‬ففيها التماس للطاعة التماس‬
‫للقرب من اهلل تعالى‪ ،‬فهذا معنى كونها تكليفان بما فيو مشقة‪.‬‬
‫كقد اختلف الناس في التكليف‪ :‬ىل ىو إلزاـ ما فيو كلفة‪ ،‬أك طلب ما فيو كلفة?‬
‫و‬
‫مقتض لخركج المباح فليس فيو إلزاـ‪ ،‬كلخركج‬ ‫فمنهم من يعرفو باإللزاـ; كذلك‬
‫المندكب فليس فيو إلزاـ‪ ،‬كلخركج المكركه فليس فيو إلزاـ‪ ،‬فيدخل الواجب كالمحرـ‬
‫فقط‪ .‬كبعضهم يقوؿ‪ :‬ىو طلب ما فيو كلفة‪ ،‬كىذا يدخل الصبي; فإنو يطلب منو أداء‬
‫الواجبات على كجو الندب‪ ،‬كترؾ المحرمات على كجو الندب أيضان‪ ،‬فالمحرمات في‬
‫حقو مكركىة‪ ،‬كالواجبات في حقو مندكبة‪ ،‬كليس ىو ملزمان بذلك; ْلنو غير مكلف‪،‬‬
‫فإذا قلنا‪ :‬التكليف‪ :‬ىو إلزاـ ما فيو كلفة‪ ،‬فإنو يخرج منو المندكب كالمكركه كالمباح‪،‬‬
‫كإذا قلنا‪ :‬التكليف‪ :‬ىو طلب ما فيو كلفة‪ ،‬فإف ذلك يقتضي أف يكوف الصبي مكلفان‪،‬‬
‫ككال اْلمرين غير صحيح‪ ،‬فال يقصد باإللزاـ ىنا معناه المتبادر‪ ،‬كإنما يقصد بو أف‬
‫يكوف ذلك مما يقصد بو التعبد كالطاعة‪.‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫قولو‪« :‬ما يثاب على فعلو كيعاقب على تركو» ىذا تعريف للواجب بخاصة من‬
‫خصائصو‪ ،‬كىو‪ :‬أنو يترتب الثواب على فعلو كيترتب العقاب على تركو كالصالة‪ ،‬فمن‬
‫فعلها يثاب عليها الثواب الجزيل العظيم‪ ،‬كمن تركها يعاقب على تركها العقاب العظيم‪.‬‬
‫إذان‪ :‬فهي كاجبة‪ ،‬كلكن ىذا التعريف ىو تعريف بالخاصة َل بالفصل‪ ،‬فهو رسم ك ليس‬
‫حدا كيتعلق بأمر خفي; ْلف الثواب كالعقاب كالىما أخركم‪.‬ك اْلكلى في تعريفو أف‬
‫نقوؿ ‪« :‬الواجب ىو ما أمر بو الشارع على كجو اإللزاـ»; كالصلوات الخمس‪.‬‬
‫فخرج بقولنا‪« :‬ما أمر بو الشارع»; المحرـ كالمكركه كالمباح‪.‬‬
‫كخرج بقولنا‪« :‬على كجو اإللزاـ»; المندكب‪.‬‬
‫ك عرؼ بعض اْلصوليين الواجب بأنو ما ذـ تاركو شرعا مطلقا ك ىذا تعريف حسن‪.‬‬
‫كالواجب يثاب فاعلو كما ذكر المؤلف ك لكن بقيد اَلمتثاؿ ‪ ،‬كيستحق العقاب تاريكو‬
‫ك إف كاف ظاىر عبارة المؤلف تحقق العقاب لتاركو ك ليس كذلك ‪.‬‬
‫ك لهذا قاؿ الشارح ‪« :‬كيكفي في صدؽ العقاب كجوده لواحد من العصاة مع العفو‬
‫عن غيره‪ .‬كيجوز أف يريد كيترتب العقاب على تركو كما عبر بو غيره فال ينافي العفو»‬
‫كييس امى الواجب‪ :‬فرضان كفريضة كحتمان كَلزمان‪ .‬ك فرؽ الحنفية بين الفرض ك الواجب‬
‫فالفرض عندىم ما ثبت حكمو بدليل مقطوع بو ك الواجب ما ثبت حكمو بدليل ظني‬
‫ك عند الجمهور الفرض ك الواجب بمعنى كاحد‪.‬‬

‫[تعريف المندكب]‬
‫كالمندكب من حيث كصفو بالندب ما يثاب على فعلو كَل يعاقب على تركو‪.‬‬

‫المندكب لغة مأخوذ من الندب كىو‪ :‬الدعاء إلى أمر مهم‪ .‬يقاؿ‪ " :‬ندبتو " أم‪ :‬دعيتو‬
‫إلى شيء مهم‪ ،‬كلم يرد عن العرب إَل لذلك كما قاؿ قريط العنبرم‪:‬‬
‫للنائبات على ما قاؿ برىانا‬ ‫َل يسألوف أخاىم حين يندبهم‬
‫كالنائبة ىي‪ :‬المصيبة العظيمة‪ .‬فهذا الشاعر قد دعا قبيلتو بني مازف من تميم لنجدتو‬
‫كإعانتو على استرجاع إبلو ممن أخذىا‪ ،‬فقاموا بذلك‪ ،‬كاسترجاع اإلبل من اْلعداء ليس‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ات‪ :‬إى ٍح ىد ىاىا‬ ‫ث ىكلًم و‬ ‫باْلمر الهين‪ .‬جاء في مقاييس اللغة‪ « :‬النُّو يف ىكال اد ي‬
‫اؿ ىكالٍبىاءي ثىىال ي ى‬
‫ٍخطىير‪ ،‬ىكالثاالًثىةي تى يد ُّؿ ىعلىى ًخ اف وة فًي ىش ٍي وء‪.‬‬ ‫ٍاْلىثىػ ير‪ ،‬ىكالثاانًيىةي ال ى‬
‫ٍجل ً‬
‫ٍد‪.‬‬ ‫ك إًذىا لىم يػرتىًف ٍع ىع ًن ال ً‬
‫ٍ ىٍ‬ ‫اب‪ ،‬ىكذىلً ى‬
‫ٍج ٍم يع أىنٍ ىد ه‬‫ٍج ٍر ًح‪ ،‬ىكال ى‬ ‫ب‪ :‬أىثىػ ير ال ي‬
‫فى ٍاْل اىك يؿ النا ىد ي‬
‫سوي‪ :‬ىخاطىىر بً ىها‪ .‬قى ى‬ ‫ً‬
‫اؿ‪:‬‬ ‫ٍخطىير‪ .‬ىكأىنٍ ىد ى‬
‫ب نىػ ٍف ى‬ ‫ب‪ :‬ال ى‬ ‫ىكالثااني‪ :‬النا ىد ي‬
‫س يم ٍخ ًط ًر‬ ‫ب يػوما كلً‬
‫ي‬ ‫ف‬‫ٍ‬ ‫ػ‬
‫ى‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫‪ . . . . . . . . . . . . . . .‬ىكلى ٍم أىقي ٍم ‪ ...‬ىعلىى نى ىد و ى ٍ ن ى‬
‫ب فًي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ب‪ :‬ىخ ًف ه‬ ‫ىص يل الثاالً ي‬
‫س ال ىٍماضي‪ .‬ىكع ٍن ىدنىا أى اف النا ٍد ى‬ ‫ب‪ :‬الٍ ىف ىر ي‬
‫يف‪ .‬ىكالنا ٍد ي‬ ‫ث ىر يج هل نى ٍد ه‬ ‫ىك ٍاْل ٍ‬
‫ض‪ .‬ىكإً ٍف ىكا ىف ىى ىذا‬ ‫س بًىف ٍر و‬ ‫ً‬ ‫ٍاْلىم ًر قى ًر ً‬
‫ب ىما لىٍي ى‬ ‫اء يىػ يقوليو ىف‪ :‬إً اف النا ٍد ى‬
‫يب م ٍن ىى ىذا ; ْلى اف الٍ يف ىق ىه ى‬ ‫ه‬ ‫ٍ‬
‫اؿ فً ًيو ىخ ًفي ىفةه» انتهى كالـ ابن فارس رحمو اهلل تعالى‪.‬‬ ‫ٍح ى‬ ‫ص ًح ً‬
‫يحا فىِلى اف ال ى‬ ‫ى ن‬
‫ك بالنسبة لتعريف المؤلف للمندكب اصطالحا ففيو نظر كسابقو ْلنو تعريف بالخاصة ك‬
‫الرسم ‪ ،‬ك عليو عدة مالحظات ك أحسن منو قولنا ‪ :‬ما أمر بو الشارع َل على كجو‬
‫اإللزاـ; كالركاتب ‪.‬‬
‫فخرج بقولنا‪« :‬ما أمر بو الشارع»; المحرـ كالمكركه كالمباح‪.‬‬
‫كخرج بقولنا‪َ« :‬ل على كجو اإللزاـ»; الواجب‪.‬‬
‫كالمندكب يثاب فاعلو امتثاَلن كليس كما أطلقو المؤلف‪ ،‬كَل يعاقب تاركو‪.‬‬
‫ك عرؼ بعض اْلصوليين المندكب بأنو ما في فعلو ثواب ك ليس في تركو عقاب‪.‬‬
‫كييس امى سنة كمسنونان كمستحبان كنفالن‪.‬ك عند المالكية المندكب لو مراتب نظمها‬
‫صاحب مراقي السعود حيث يقوؿ‪:‬‬
‫فضيلة كالندب كالذم استحب***ترادفت ثم التطوع انتخب‬
‫***بذكر مافيو من اْلمر جبي‬ ‫رغيبة ما فيو رغب النبي‬
‫***كالنفل من تلك القيود أخل‬ ‫أك داـ فعلو بوصف النفل‬
‫***فيو نبي الرشد كالصواب‬ ‫كاْلمر بل أعلم بالثواب‬
‫عليو كالظهور فيو كجبا‬ ‫***‬ ‫كسنة ما أحمد قد كاظبا‬
‫كبعضهم سمى الذم قد أكدا*** منها بواجب فخذ ما قيدا‬

‫[تعريف المباح]‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫كالمباح من حيث كصفو باإلباحة ما َل يثاب على فعلو كتركو‪ ،‬كَل يعاقب على تركو‬
‫كفعلو أم ما َل يتعلق بكل من فعلو كتركو ثواب كَل عقاب‪.‬‬

‫كالمباح لغة‪ :‬المعلن كالمأذكف فيو‪ .‬ك أما تعريف المؤلف لو اصطالحا فهو مثل‬
‫سابقو فيو خلل‪ْ ،‬لف المباح إذا فعلو المكلف بقصد استباحة ما أحل اهلل لو‪ ،‬كأخذ‬
‫نعمة اهلل عليو فإف ذلك سبب للثواب‪ ،‬كلهذا فإف النبي صلى اهلل عليو كسلم قاؿ‪:‬‬
‫«كفي بضع أحدكم صدقة قالوا‪ :‬يا رسوؿ اهلل! أيأتي أحدنا شهوتو كيكوف لو فيها أجر?‬
‫قاؿ‪ :‬نعم‪.‬أرأيتم إذا كضعها في حراـ أكاف عليو كزر?! فكذلك إذا كضعها في حالؿ‬
‫كاف لو أجر» ‪.‬فاْلمر إذا مرتبط بالنية ‪ ،‬فإذا نول اإلنساف استحالؿ ما أحل لو‪،‬‬
‫كاَلستغناء بو عن الحراـ فيثاب بهذه النية‪ ،‬كإذا لم ين ًو ذلك لم يثب على فعلو كَل‬
‫يعاقب على تركو مطلقان‪.‬‬
‫كيمكن لنا أف نعرؼ اإلباحة بأنها ما أذف اهلل تعالى للمكلفين في فعلو كتركو مطلقان من‬
‫غير مدح كَل ذـ في أحد طرفيو لذاتو‪.‬ك لو صيغ من أىمها لفظ‪ " :‬أحل "‪ ،‬كقولو‬
‫سائً يك ٍم)ك لفظ‪َ " :‬ل جناح "‪ ،‬كقولو تعالى‪" :‬‬ ‫الصي ًاـ ال ارفى ي ً ً‬ ‫ً‬
‫ث إلىى ن ى‬ ‫تعالى‪( :‬أيح ال لى يك ٍم لىٍيػلىةى ٍّ ى‬
‫س ىعلىى‬‫َل جناح عليكم إف طلقتم النساء "ك لفظ‪َ " :‬ل حرج " نحو قولو تعالى‪( :‬لىٍي ى‬
‫ج) كذلك صيغة اْلمر التي صرفت من اقتضائها للوجوب كالندب إلى‬ ‫ٍاْلى ٍع ىمى ىح ىر ه‬
‫ص ىالةي فىانٍػتى ًش يركا فًي‬ ‫ً‬
‫ضي ً‬
‫ت ال ا‬ ‫اإلباحة بسبب قرينة اقترنت بها‪ ،‬كقولو تعالى‪( :‬فىًإذىا قي ى‬
‫ض)‪ ،‬فهذا اْلمر لإلباحة‪ ،‬كالقرينة الصارفة ىي‪ :‬منع الفعل قبل ذلك في قولو‬ ‫ٍاْل ٍىر ً‬
‫اس ىع ٍوا إًلىى ًذ ٍك ًر اللا ًو ىكذى يركا الٍبىػ ٍي ىع)‪ ،‬حيث إنو كاف اَلنتشار للبيع ممنوعان ثم‬ ‫تعالى‪( :‬فى ٍ‬
‫أباحو بعد انتهاء الصالة‪.‬‬

‫[تعريف المحظور]‬
‫كالمحظور من حيث كصفو بالحظر أم الحرمة ما يثاب على تركو امتثاَلن كيعاقب‬
‫على فعلو‪.‬‬
‫كيكفي في صدؽ العقاب كجوده لواحد من العصاة مع العفو عن غيره‪.‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫كيجوز أف يريد كيترتب العقاب على فعلو كما عبر بو غيره فال ينافي العفو‪.‬‬

‫المحظور‪ :‬في اْلصل مشتق من الحظيرة‪.‬أم‪ :‬الذم جعل الشارع عليو حظيرنة‪،‬‬
‫كد‬
‫ٍك يح يد ي‬ ‫كالمقصود بو المحرـ الذم أحاطت بو حدكد اهلل التي َل يحل تعديها‪{ :‬تًل ى‬
‫ورا}‬ ‫ك ىم ٍحظي ن‬ ‫{كىما ىكا ىف ىعطىاءي ىربٍّ ى‬ ‫كىا} [البقرة‪ ، ]ِِٗ:‬كاهلل تعالى يقوؿ‪ :‬ى‬ ‫اللا ًو فىال تىػ ٍعتى يد ى‬
‫[اإلسراء‪ ]َِ:‬أم‪ :‬ممنوعان َل يمكن الوصوؿ إليو‪ ،‬بل ىو مبسوط للناس‪.‬‬
‫ت‬‫اؿ ىحظىٍر ي‬ ‫قاؿ ابن فارس‪ « :‬الٍحاء كالظااء كال اراء أىصل ك ً‬
‫اح هد يى يد ُّؿ ىعلىى ال ىٍم ٍن ًع‪ .‬ييػ ىق ي‬ ‫ى يى يى ي ٍهى‬
‫شيء أىحظيرهي حظٍرا‪ ،‬فىأىنىا ح ً‬
‫ك‬‫{كىما ىكا ىف ىعطىاءي ىربٍّ ى‬ ‫اؿ اللاوي تىػ ىعالىى‪ :‬ى‬ ‫ور‪ .‬قى ى‬ ‫اظ هر ىكال ا‬
‫ش ٍيءي ىم ٍحظي ه‬ ‫ى‬ ‫ال ا ٍ ى ٍ ي ى ن‬
‫اف أ ٍىك ىش ٍي وء ًم ٍن‬
‫ٍحظىار‪ :‬ما ح ًظر ىعلىى غىنى وم أىك غىٍي ًرىىا بًأى ٍغص و‬
‫ى‬ ‫ٍ‬
‫ً‬
‫ورا} [اإلسراء‪ . ]َِ :‬ىكال ي ى ي ى‬ ‫ىم ٍحظي ن‬
‫س‪ ،‬كىَل ي ىكاد يػ ٍفعل ىذلً ى ًا ً ً ً‬ ‫ً‬ ‫ىرط ً‬
‫س» إلى آخر كالمو‪.‬‬ ‫ك إَل بال ارطٍب م ٍنوي ثي ام يىػ ٍيبى ي‬ ‫ٍب ىش ىج ور أ ٍىك يىاب و ى ى ي ي ى ي‬
‫ك عرؼ بعض اْلصوليين المحظور بأنو ما نهى عنو الشارع على كجو اإللزاـ بالترؾ;‬
‫كاإلشراؾ باهلل ك قتل النفس بغير حق ك السحر كالزنا ‪....‬‬
‫فخرج بقولهم‪« :‬ما نهى عنو الشارع»; الواجب كالمندكب كالمباح‪.‬‬
‫كخرج بقولهم‪« :‬على كجو اإللزاـ بالترؾ»; المكركه‪.‬‬
‫كالمحرـ يثاب تاركو امتثاَلن ‪ ،‬كيستحق العقاب فاعلو‪.‬‬
‫كيسمى‪ :‬محظوران أك ممنوعان‪.‬‬
‫ك قوؿ المؤلف «ما يثاب على تركو كَل يعاقب على فعلو» ‪ ،‬فمن فعلو يعاقب على‬
‫ذلك كشرب الخمر كنحو ذلك من المحرمات‪ ،‬كمن تركو يثاب على تركو‪ ،‬كمن فعلو‬
‫يعاقب على فعلو‪ ،‬كىذا التعريف مثل تعريفاتو السابقة يعترض عليو‪ ،‬بأنو قد يتركو‬
‫اإلنساف من غير نية فال يثاب على ذلك‪ ،‬كقد يفعلو مكرىان أك مضطران فال يعاقب على‬
‫ذلك‪.‬‬
‫فاْلكلى في تعريف الحراـ ما ذكرنا أف يقاؿ‪ :‬ىو ما طلب الشارع تركو طلبان جازمان‪.‬‬
‫أك ما نهى عنو الشارع على كجو اإللزاـ بالترؾ أك ما ذـ فاعلو شرعا مطلقا‪.‬‬

‫[تعريف المكركه]‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫كالمكركه من حيث كصفو بالكراىة‪ ،‬ما يثاب على تركو امتثاَلن كَل يعاقب على‬
‫فعلو‪.‬‬

‫بعدما عرؼ المؤلف الواجب كالمندكب كالحراـ انتقل إلى تعريف المكركه بالخاصة ك‬
‫الرسم ك اْلصل أف يعرفو بالحد ‪.‬ك المكركه في اللغة ىو ضد المحبوب‪ ،‬تقوؿ‪" :‬‬
‫كرىت الشيء " إذا لم تحبو‪ ،‬كالكره‪ :‬المشقة‪ ،‬فالمكركه يكوف‪ :‬ما نفر عنو الشرع‬
‫كالطبع‪ْ ،‬لف الطبع كالشرع َل ينفراف إَل عن مشقة كشدة تلحق بالمكلف‪.‬‬
‫عقاب في فعلو‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫كالمكركه اصطالحان ىو‪ :‬ما تىريكو خير من فعلو‪ ،‬كَل‬
‫ك إف شئت فقل ‪« :‬ما في تركو ثواب كليس في فعلو عقاب» ‪.‬‬
‫ك إف شئت فقل ‪« :‬ما نهى عنو الشارع َل على كجو اإللزاـ بالترؾ» كاْلخذ بالشماؿ‬
‫كاإلعطاء بها‪.‬‬
‫فخرج بقولنا‪« :‬ما نهى عنو الشارع»; الواجب كالمندكب كالمباح‪.‬‬
‫كخرج بقولنا‪َ« :‬ل على كجو اإللزاـ بالترؾ»; المحرـ‪.‬‬
‫كالمكركه‪ :‬يثاب تاركو امتثاَلن‪ ،‬كَل يعاقب فاعلو‪.‬‬
‫ك أما تعريف المؤلف فهو مثل التعريفات السابقة يمكن أف يعترض عليو‪ ،‬بأف المكركه‬
‫قد يتركو اإلنساف بغير نية التقرب فال يثاب على تركو‪ ،‬فاْلكلى في تعريف المكركه أف‬
‫يقاؿ‪« :‬ىو ما نهى الشارع عنو نهيان غير جازـ»‪.‬‬
‫فائدة‪:‬‬
‫عند الحنفية تنقسم الكراىة إلى قسمين ‪ :‬كراىة تحريمية ك كراىة تنزيهية‪:‬‬
‫فالمكركه تحريما ما كاف إلى الحراـ أقرب كيمكن توضيحو بأنو ترؾ كاجب من‬
‫الواجبات التي ىي أقل من الفرض كيقاؿ لها ‪ :‬سنة مؤكدة عندىم‪ .‬أما المكركه تنزيها‬
‫فهو ما َل يعاقب على فعلو كيثاب على تركو ثوابا يسيرا كيقابل المندكب أك المستحب‬
‫أك نحو ذلك من السنن غير المؤكدة‪.‬‬

‫[تعريف الصحيح]‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫كالصحيح من حيث كصفو بالصحة‪ ،‬ما يتعلق بو النفوذ كيعتد بو ‪ ،‬بأف استجمع ما‬
‫يعتبر فيو شرعان‪ ،‬عقدان كاف أك عبادة‪.‬‬

‫بعدما عرؼ المؤلف اْلحكاـ التكليفية الخمسة شرع في تعريف بعض اْلحكاـ‬
‫الوضعية ك بدأ بالصحة‪ ،‬فالصحيح لغة‪ :‬السليم من المرض الذم ليس فيو عيب‪ ،‬كمنو‬
‫قوؿ الشاعر‪ :‬كليل يقوؿ المرء سواء صحيحات العيوف كعورىا (صحيحات العيوف) ‪،‬‬
‫أم‪ :‬السليمات المبصرات‪(.‬كعورىا) ‪ ،‬أم‪ :‬اللواتي َل تبصر‪.‬‬
‫كالصحيح اصطالحان‪ :‬ما ترتبت آثار فعلو عليو عبادةن كاف أـ عقدان‪.‬‬
‫فالصحيح من العبادات‪ :‬ما برئت بو الذمة‪ ،‬كسقط بو الطلب‪.‬‬
‫كالصحيح من العقود‪ :‬ما ترتبت آثاره على كجوده; كترتب الملك على عقد البيع مثالن‪.‬‬
‫كَل يكوف الشيء صحيحان إَل بتماـ شركطو كانتفاء موانعو‪.‬‬
‫مثاؿ ذلك في العبادات‪ :‬أف يأتي بالصالة في كقتها تامة شركطها كأركانها ككاجباتها‪.‬‬
‫كمثاؿ ذلك في العقود‪ :‬أف يعقد بيعان تامة شركطو المعركفة مع انتفاء موانعو‪.‬‬
‫ط من الشركط‪ ،‬أك يك ًجد مانع من الموانع امتنعت الصحة‪.‬‬ ‫فإف فيًقد شر ه‬
‫مثاؿ فىػ ٍقد الشرط في العبادة‪ :‬أف يصلي بال طهارة‪.‬‬
‫كمثاؿ فقد الشرط في العقد‪ :‬أف يبيع ما َل يملك‪.‬‬
‫كمثاؿ كجود المانع في العبادة‪ :‬أف يتطوع بنفل مطلق في كقت النهي‪.‬‬
‫كمثاؿ كجود المانع في العقد‪ :‬أف يبيع من تلزمو الجمعة شيئان‪ ،‬بعد ندائها الثاني على‬
‫كجو َل يباح‪.‬‬

‫[تعريف الباطل]‬
‫كالباطل من حيث كصفو بالبطالف ما َل يتعلق بو النفوذ كَل يعتد بو ‪ ،‬بأف لم‬
‫يستجمع ما يعتبر فيو شرعان‪ ،‬عقدان كاف أك عبادة‪.‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫عرؼ الباطل بأنو ما َل يتعلق بو النفوذ‪.‬أم‪َ :‬ل يكوف الحكم معو نافذان‪ ،‬فال يسقط‬
‫الخطاب السابق ‪.‬كقوؿ الشارح عن الباطل «بأف لم يستجمع ما يعتبر فيو شرعان‪ ،‬عقدان‬
‫كاف أك عبادة» يمكن أف يمثل لو بمن صلى صالة باطلة بغير طهارة ‪ ،‬فإف ذلك َل‬
‫يسقط عنو الصالة; ْلف الشارع َل يعتد بها أصالن‪ ،‬كمثل ىذا العقد الباطل التزكج‬
‫بالخامسة أك نحوىا‪ ،‬فهذا النكاح باطل َل يتوقف عليو التوارث‪ ،‬كَل كجوب الصداؽ‪،‬‬
‫كَل جواز اَلستمتاع‪ ،‬كَل تلزـ بو الحقوؽ كالنفقة كالسكنى‪.‬‬
‫كالباطل أك الفاسد معناه في اللغة‪ :‬الذاىب ضياعان كخسران‪ .‬كفي مقاييس اللغة‪:‬‬
‫اؿ‪ :‬بىطى ىل‬‫ش ٍي ًء ىكقًلاةي يم ٍكثً ًو ىكليٍبثً ًو‪ .‬ييػ ىق ي‬
‫اب ال ا‬ ‫ً‬
‫ىص هل ىكاح هد‪ ،‬ىك يى ىو ىذ ىى ي‬ ‫«الٍبىاءي ىكالطااءي ىك ا‬
‫الال يـ أ ٍ‬
‫اط ىل ًْلىناوي ىَل ىح ًقي ىقةى ًْلىفٍػ ىعالً ًو‪ ،‬ىكيك ُّل ىش ٍي وء‬‫شيطىا يف الٍب ً‬
‫ى‬ ‫وَل‪ .‬ىك يس ٍّم ىي ال ا ٍ‬ ‫ال ا‬
‫ش ٍيءي يىػ ٍبطي يل بيط نٍال ىكبيطي ن‬
‫وع لىوي ىكىَل يم ىع او ىؿ ىعلىٍي ًو‪» .‬ق‬ ‫ً‬
‫م ٍنوي فى ىال ىم ٍر يج ى‬
‫كاصطالحان‪ :‬ما َل تترتب آثار فعلو عليو عبادةن كاف أـ عقدان‪.‬‬
‫فالفاسد من العبادات كما بينا‪ :‬ما َل تبرأ بو الذمة‪ ،‬كَل يسقط بو الطلب; كالصالة قبل‬
‫كقتها‪.‬‬
‫كالفاسد من العقود‪ :‬ما َل تترتب آثاره عليو; كبيع المجهوؿ‪.‬‬
‫محرـ; ْلف ذلك ًم ٍن تعدٍّم حدكد اهلل‪،‬‬
‫ككل فاسد من العبادات كالعقود كالشركط فإنو ٌ‬
‫ً‬
‫كاتخاذ آياتو ىزؤان‪ ،‬كْلف النبي صلٌى اهلل عليو كسلٌم أنكر على من اشترطوا شركطان‬
‫ليست في كتاب اهلل‪.‬‬
‫ك ليعلم طالب العلم أف جمهور اْلصوليين لم يفرقوا بين الباطل كالفاسد سواء كاف‬
‫ذلك في العبادات أك في المعامالت‪ ،‬كأما الحنفية ففرقوا بينهما في المعامالت‬
‫فالباطل ما لم يشرع بأصلو ككصفو‪ ،‬كالفاسد ما شرع بأصلو دكف كصفو‪ ،‬كأما في‬
‫العبادات فوافق الحنفية الجمهور في عدـ التفريق بين الباطل كالفاسد‪.‬‬

‫كالعقد يتصف بالنفوذ كاَلعتداد ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫فيقاؿ عقد نافذ معتد بو كعقد البيع إذا استجمع شركطو كانتفت موانعو ك كذلك عقد‬
‫النكاح ك اإلجارة ك السلم كغيرىا من العقود‪.‬‬

‫كالعبادة تتصف باَلعتداد فقط اصطالحان ‪.‬‬

‫فيقاؿ عبادة معت هد بها‪ ،‬كذلك إذا استجمعت شركطها كانتفت موانعها كأداء الصلوات‬
‫الخمس كَل يقاؿ عبادة نافذة‪.‬‬

‫[الفرؽ بين الفقو كالعلم]‬


‫كالفقو بالمعنى الشرعي أخص من العلم لصدؽ العلم بالنحو كغيره‪ ،‬فكل فقو علم‪،‬‬
‫كليس كل علم فقهان‪.‬‬

‫ىح ىكاـ كتعريفها ‪ ،‬شرع فًي بياف الٍفرؽ بىين " ال ًٍف ٍقو "‬ ‫ً‬
‫لما فرغ المؤلف من تىػ ٍقسيم ٍاْل ٍ‬
‫ك" الٍعلم "‪.‬‬
‫اؿ‪« :‬ال ًٍف ٍقو أخص من الٍعلم » ىك يى ىو ىك ىذلًك; ًْلىف ال ًٍف ٍقو في اَلصطالح‪ :‬ىو العلم‬
‫فىػ ىق ى‬
‫باْلحكاـ الشرعية العملية المكتسب من أدلتو التفصيلية‪ ،‬فهو أخص من العلم; ْلف‬
‫العلم يشمل العلم باْلحكاـ الشرعية‪ ،‬كالعلم باْلحكاـ العادية‪ ،‬كالعلم باْلحكاـ‬
‫العقلية‪ ،‬كالعلم بغير اْلحكاـ أصالن‪ ،‬كيشمل أيضان العلم باْلحكاـ الشرعية النظرية غير‬
‫العملية‪ ،‬كالعلم باْلحكاـ الشرعية العملية غير المكتسبة; كل ذلك يشملو العلم كَل‬
‫يشملو الفقو‪ .‬فى ىكا ىف الفقو نوعا ًمن العلم ىكلً ىه ىذا ييػ ىقاؿ‪ " :‬كل فقو علم "‪ ،‬ىكىَل ييػ ىقاؿ " كل‬
‫علم فقو " فالنسبة بين الفقو كالعلم العموـ كالخصوص المطلق كما بين اإلنساف‬
‫كالحيواف‪ .‬كيقاؿ أيضان كل فقيو عالم‪ ،‬كليس كل عالم فقيهان‪ ،‬إذ القاعدة أنو كلما كجد‬
‫اْلخص كجد اْلعم كَل عكس‪.‬‬
‫فائدة‪:‬‬
‫أخص‬ ‫ً‬
‫قاؿ الراغب اْلصبهاني‪ «:‬الف ٍقوي‪ :‬ىو التٌوصل إلى علم غائب بعلم شاىد‪ ،‬فهو ٌ‬
‫كادك ىف يىػ ٍف ىق يهو ىف ىح ًديثان[النساء‪، ]ٕٖ /‬‬ ‫ماؿ ً ً‬
‫من العلم‪ .‬قاؿ تعالى‪ :‬فى ً ي‬
‫ىؤَلء الٍ ىق ٍوـ َل يى ي‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫لك ان الٍمنافً ًقين َل يػ ٍف ىقهو ىف‪ ،‬إلى غير ذلك من اآليات‪ً ،‬‬
‫كالف ٍقوي‪ :‬العلم بأحكاـ الشريعة‪،‬‬ ‫كً‬
‫ي ى ى ي‬ ‫ى‬
‫اىةن‪ :‬إذا صار فىًقيهان ‪ ،‬كفىًقوى أم‪ :‬فهم فىػ ىقهان‪ ،‬كفىًق ىهوي أم‪ :‬فهمو‪،‬‬
‫الرجل فىػ ىق ى‬
‫يقاؿ‪ :‬فىػ يقوى ٌ‬
‫فتخصص بو‪ .‬قاؿ تعالى‪ :‬لًيىتىػ ىف اق يهوا فًي الدٍّي ًن[التوبة‪.» ]ُِِ /‬‬
‫ٌ‬ ‫كتىػ ىف اقوى‪ :‬إذا طلبو‬

‫[تعريف العلم]‬
‫كالعلم معرفة المعلوـ‪ ،‬أم إدراؾ ما من شأنو أف يعلم على ما ىو بو في الواقع‪،‬‬
‫كإدراؾ اإلنساف بأنو حيواف ناطق‪.‬‬

‫بعدما عرؼ المؤلف الفقو انتقل إلى بياف الحد من لفظ العلم كبهذه المناسبة أذكر‬
‫كالما نفيسا ساقو اإلماـ الشوكاني رحمو اهلل في كتابو إرشاد الفحوؿ مبينا فيو تعدد‬
‫اآلراء ك اختالؼ كجهات النظر لدل اْلصوليين في تحديد معنى العلم ككضع تعريف‬
‫ك‬ ‫ار فًي ىذلً ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫جامع مانع لو على طريقة أىل المنطق حيث قاؿ‪ «:‬قىد ا ٍختىػلى ىفت ٍاْلىنٍظى ي‬
‫م‪ :‬بًأى اف يمطٍلى ىق ال ًٍعل ًٍم ى‬ ‫اؿ جماعةه ً‬
‫م‪ ،‬فىػيىتىػ ىع اذ ير‬‫ض يركًر ٌّ‬ ‫"م ٍنػ يه يم" ال ارا ًز ُّ‬ ‫ا ٍختً ىالفنا ىكثً نيرا‪ ،‬ىحتاى قى ى ى ى ى‬
‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تىػ ٍع ًري يفوي‪ ،‬كاستى ىدلُّوا بًما لىي ً ً‬
‫س فيو ىش ٍيءه م ىن ال اد ىَللىة‪ ،‬ىكيى ٍكفي في ىدفٍ ًع ىما قىاليوهي ىما يى ىو ىم ٍعلي ه‬
‫وـ‬ ‫ى ٍ ى‬ ‫ى ٍ‬
‫سو‬ ‫ٍم يىػ ٍنػ ىق ًس يم إًلىى ى‬
‫ض يركًر ٍّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ًً‬ ‫ً‬
‫ب‪.‬‬ ‫م‪ ،‬ىكيم ٍكتى ى‬ ‫بال يٍو ٍج ىداف ل يك ٍّل ىعاق ول‪ ،‬أى اف الٍعل ى‬
‫يق إًلىى ىم ٍع ًرفىتً ًو إًاَل‬ ‫س ير تى ٍح ًدي يدهي‪ ،‬ىكىَل طى ًر ى‬ ‫اؿ قىػوـ ًم ٍنػهم الٍجوينً ُّي‪ :‬إًناوي نىظى ًر ٌّ ً‬
‫م‪ ،‬ىكلىكناوي يىػ ٍع ي‬ ‫ىكقى ى ٍ ه ي ي ي ى ٍ‬
‫و‬
‫ٍجا ًزيـ إً اما يمطىابً هق أ ٍىك‬ ‫اد إً اما ىجا ًزهـ‪ ،‬أ ٍىك غىٍيػ ير ىجا ًزـ‪ ،‬ىكال ى‬ ‫اؿ ىمثى نال‪ً :‬اَل ٍعتً ىق ي‬ ‫اؿ‪ ،‬فىػييػ ىق ي‬ ‫ال ًٍق ٍس ىمةى ىكال ًٍمثى ى‬
‫ج ًم ٍن ىى ًذهً ال ًٍق ٍس ىم ًة ا ٍعتً ىقا هد ىجا ًزهـ‬ ‫ًو‬
‫ت‪ ،‬أ ٍىك غىٍيػ ير ثىابت فى ىخ ىر ى‬ ‫غىٍيػ ير يمطىابً وق‪ ،‬ىكالٍ يمطىابً يق إً اما ثىابً ه‬
‫يجيب ىعن ى ىذا بأف القسمة كالمثاؿ إف أفاد تىميًيزا لًم ً‬
‫اىيا ًة‬ ‫ً‬
‫ٍ ن ى‬ ‫ٍم‪ .‬ىكأ ً ى ٍ ى‬ ‫ت ىك يى ىو الٍعل ي‬ ‫يمطىابً هق ثىابً ه‬
‫صلي ٍح بً ًه ىما‬ ‫س ير‪ ،‬ىكإً ٍف لى ٍم ييًفي ىدا تى ٍميً نيزا لى ٍم يى ٍ‬ ‫صلي ىحا لًلتػ ٍ ً‬ ‫الٍعل ًٍم ىع اما ىع ىد ىاىا‪ ،‬ى‬
‫ً‬
‫اع ًريف لى ىها فى ىال يىػ ٍع ي‬
‫مع ًرفىةي م ً‬
‫اىيا ًة ال ًٍعل ًٍم‪.‬‬ ‫ىٍ ى‬
‫كدا‪.‬‬ ‫س ير تى ٍح ًدي يدهي‪ ،‬ثي ام ذى ىك يركا لىوي يح يد ن‬ ‫"َل" يىػ ٍع ي‬‫م‪ ،‬ى‬ ‫ور‪ :‬إًناوي نىظى ًر ٌّ‬ ‫ٍج ٍم يه ي‬
‫اؿ ال ي‬ ‫ىكقى ى‬
‫يل‪ .‬ىكفً ًيو‪ :‬أى اف‬ ‫كرةو أ ٍىك ىدلً و‬ ‫ض ير ى‬‫ش ٍي ًء ىعلىى ىما يى ىو بً ًو ىع ٍن ى‬ ‫اؿ‪ :‬يى ىو ا ٍعتً ىق ي‬
‫اد ال ا‬ ‫فى ًم ٍنػ يه ٍم ىم ٍن قى ى‬
‫يدهً بًال ً‬ ‫اد الٍم ٍذ يكور يػع ُّم الٍجا ًزـ كغىيػر الٍجا ًزًـ‪ ،‬ك ىعلىى تىػ ٍق ًدي ًر تىػ ٍقيً ً‬ ‫ً ً‬
‫ج ىع ٍنوي‬ ‫ٍجا ًزـ يى ٍخ ير ي‬ ‫ى‬ ‫اَل ٍعت ىق ى ى ى ى ي ى ى ى ٍ ى ى ى‬
‫ش ٍي وء اتٍّػ ىفاقنا‪.‬‬‫س بً ى‬ ‫ال ًٍعلٍم بًال يٍم ٍستى ًح ً ً‬
‫يل‪ ،‬فىإناوي لىٍي ى‬ ‫ي‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ٍم اللا ًو‬‫ل‬ ‫كً‬


‫ع‬ ‫اؿ‪ :‬ىو مع ًرفىة الٍمعلي ً‬
‫وـ ىعلىى ما ىو بً ًو كفً ًيو‪ :‬أىناو ي ٍخرج ىعن ىذلً‬ ‫ً‬
‫ي‬ ‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫يي‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ى ى‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ىكم ٍنػ يه ٍم ىم ٍن قى ى ي ى ى ٍ ي ى ٍ‬
‫ىع از ىك ىج ال; إذ َل يسمى معرفة‪.‬‬
‫ب لً ىم ٍن قاـ بو اسم‬ ‫ً‬ ‫وجب ىكو ىف من قى ً ً ً‬
‫اـ بو ىعال نما أ ٍىك ييوج ي‬ ‫اؿ‪ :‬يى ىو الاذم يي ي ٍ ى ٍ ى‬
‫ً ً‬ ‫ىكًم ٍنػ يه ٍم ىم ٍن قى ى‬
‫يف ال ًٍعل ًٍم‪.‬‬‫العالم‪ .‬كفيو‪ :‬أف يستىػ ٍل ًزيـ ال اد ٍكر ًْلى ٍخ ًذ ال ىٍعالً ًم فًي تىػ ٍع ًر ً‬
‫ى‬ ‫ىٍ‬
‫ات ىما ىَل‬ ‫ص ُّح ًم امن قىاـ بً ًو إًتٍػ ىقا يف ال ًٍف ٍع ًل‪ .‬كفً ًيو‪ :‬أى اف فًي الٍم ٍعليوم ً‬ ‫اؿ‪ :‬يىو ما ي ً‬ ‫ً‬
‫ى ى‬ ‫ى‬ ‫ٍ ى‬ ‫ىكم ٍنػ يه ٍم ىم ٍن قى ى ى ى ى‬
‫يل‪.‬‬ ‫يىػ ٍق ًد ير ال ىٍعالً يم ىعلىى إًتٍػ ىقانًًو‪ ،‬ىكال يٍم ٍستى ًح ً‬
‫ٍم‪.‬‬ ‫اؿ‪ :‬ىو ا ٍعتً ىقا هد جا ًزـ مطىابً هق‪ .‬كفً ًيو‪ :‬أىناو ي ٍخرج ع ٍنو التاص ُّور ي ً ً‬ ‫ً‬
‫ات ىكى ىي عل ه‬ ‫يى يي ىي ى ى‬ ‫ى‬ ‫ى هي‬ ‫ىكم ٍنػ يه ٍم ىم ٍن قى ى ي ى‬
‫اصلىةي ًع ٍن ىد ال ىٍع ٍق ًل‪.‬‬ ‫الصورةي الٍح ً‬ ‫وؿ صورةً ال ا ً ً‬ ‫ىكًم ٍنػ يه ٍم ىم ٍن قى ى‬
‫ش ٍيء في ال ىٍع ٍق ًل‪ ،‬أى ًك ُّ ى ى‬ ‫ص ي ي ى‬ ‫اؿ‪ :‬يى ىو يح ي‬
‫ب‪.‬‬ ‫ٍج ٍه ىل ال يٍم ىراك ى‬‫ك ىكال ىٍو ٍى ىم‪ ،‬ىكال ى‬ ‫شا‬ ‫ىكفً ًيو‪ :‬أىناوي يىػتىػنى ىاك يؿ الظا ان‪ ،‬ىكال ا‬
‫ىع ٍّم‪ ،‬ال ا ً ً‬
‫ورةً‪ .‬ىكفً ًيو‪ :‬أى اف‬ ‫شام ًل ل ٍِل ييموًر ال ىٍم ٍذ يك ى‬ ‫ض يه ٍم ىى ىذا ىح ًّدا لًل ًٍعل ًٍم بًال ىٍم ٍعنىى ٍاْل ى‬‫ىكقى ٍد ىج ىع ىل بىػ ٍع ي‬
‫وـ ال ًٍعل ًٍم ليغىةن‬
‫ف ىم ٍف يه ى‬ ‫ب‪ ،‬يي ىخالً ي‬ ‫ٍج ٍه ًل ال يٍمراك ً‬
‫ى‬ ‫ك‪ ،‬ىكال ىٍو ٍى ًم ىكال ى‬ ‫ش ٍّ‬‫اس ًم ال ًٍعل ًٍم ىعلىى ال ا‬ ‫إًط ىٍال ىؽ ٍ‬
‫اص ًط ىال نحا‪.‬‬
‫ىك ٍ‬
‫يضوي‪ .‬ىكفً ًيو‪:‬‬ ‫وـ ىعلىٍي ًو‪ ،‬ىكبً ًو‪ -‬نىًق ى‬ ‫ىم‪ :‬ال ىٍم ٍح يك ي‬ ‫اؿ‪ :‬يى ىو يح ٍك هم ىَل يى ٍحتى ًم يل طىىرفىاهي ‪-‬أ ً‬ ‫ىكًم ٍنػ يه ٍم ىم ٍن قى ى‬
‫ً‬
‫ٍم‪.‬‬
‫اص ُّوير ىك يى ىو عل ه‬
‫ج ىع ٍنوي الت ى‬ ‫أىناوي يى ٍخ ير ي‬
‫يض بًىو ٍج وو‪ .‬ىكفً ًيو‪ :‬أى اف‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ب تى ٍميً نيزا ل ىم ىحلٍّ ىها ىَل يى ٍحتى ًم يل الناق ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اؿ‪ :‬يى ىو ص ىفةه تيوج ي‬ ‫ىكًم ٍنػ يه ٍم ىم ٍن قى ى‬
‫ادةً بًالٍ يق ٍد ىرةً ًٍ‬
‫اإللى ًهيا ًة‪.‬‬ ‫اف ىخ ٍر ًؽ ال ىٍع ى‬ ‫ادةً تى ٍحتى ًمل الن ًاقيض‪ًً ،‬إل ٍم ىك ً‬
‫ى‬ ‫ي‬ ‫وـ ال يٍم ٍستىنً ىدةى إًلىى ال ىٍع ى‬
‫الٍعيلي ى‬
‫اؾ ىم ىجا هز ىع ًن ال ًٍعل ًٍم‬ ‫ٍم ٍد ًر ًؾ‪ .‬ىكفً ًيو‪ :‬أى اف ًٍ‬
‫اإل ٍد ىر ى‬ ‫ً‬ ‫ًً‬ ‫ً‬
‫اؿ‪ :‬يى ىو ص ىفةه يىػتى ىجلاى بو ال يٍم ٍد ىر يؾ لل ي‬ ‫ىكًم ٍنػ يه ٍم ىم ٍن قى ى‬
‫ات‪ ،‬ك ىد ٍعول ا ٍشتًها ًرهً‬
‫ورا فًي التػ ٍ‬
‫اع ًري ىف ً‬ ‫ً‬ ‫يف ال ا ً ً ً ً‬
‫ى‬ ‫ى ى‬ ‫ش ٍيء بنىػ ٍفسو‪ ،‬ىم ىع ىك ٍوف ال ىٍم ىجا ًز ىم ٍه يج ن‬ ‫فىػيىػل ىٍزيـ تىػ ٍع ًر ي‬
‫سلا ىم وة‪.‬‬
‫ص غىٍيػ ير يم ى‬ ‫ىخ ٍّ‬ ‫س ٍاْل ى‬ ‫ً‬ ‫فًي الٍم ٍعنىى ٍاْل ى ا ً‬
‫ىع ٍّم الذم يى ىو ج ٍن ي‬ ‫ى‬
‫ت ىي بو‪ »...‬إلى آخر كالمو‬ ‫ور لً ىم ٍن قى ىام ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اؿ‪ :‬يى ىو ص ىفةه يىػتى ىجلاى ب ىها ال ىٍم ٍذ يك ي‬ ‫ىكًم ٍنػ يه ٍم ىم ٍن قى ى‬
‫كالمقصود أف معرفة الشيء على حقيقتو تسمى علمان بو‪ ،‬أما معرفة الشيء على غير‬
‫حقيقتو كمعرفتو باعتقاد أمر غير كاقع فيو فيعد من الغلط كالجهل بو‪ ،‬فال يسمى ذلك‬
‫علمان‪.‬‬
‫ك قوؿ المؤلف‪« :‬كالعلم‪ :‬معرفة المعلوـ على ما ىو بو في الواقع» أم معرفة ما يتعلق‬
‫بو العلم على ما ىو بو‪ .‬أم‪ :‬على حقيقتو كصفاتو‪ .‬كفي ىذا التعريف نظر ْلف ذكر‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المعلوـ فيو مقتض لحصوؿ الدكر; ْلف العلم َل يعرؼ إَل بتعريفو كتعريفو فيو المعلوـ‪،‬‬
‫كالمعلوـ َل يعرؼ إَل بالعلم‪ ،‬فيقتضي ىذا الدكر; فلذلك َل يمكن أف يعرؼ الشيء‬
‫بما تتوقف معرفتو على معرفتو‪ ،‬فيمكن أف يقاؿ في تعريف العلم‪« :‬إدراؾ الشيء على‬
‫ما ىو عليو إدراكان جازمان»; كإدراؾ أف الكل أكبر من الجزء‪ ،‬كأف النية شرط في العبادة‬
‫ك إف كاف ىذا التعريف َل يسلم بدكره من اَلنتقاد كما سبق من كالـ الشوكاني ك إنما‬
‫المقصود تقريب المعنى إلى اْلفهاـ دكف التمحل كالتقعر في الحدكد ك التعريفات‪.‬‬
‫كيسمى «الجهل البسيط»‪ ،‬مثل‬
‫فخرج بقولنا‪« :‬إدراؾ الشيء»; عدـ اإلدراؾ بالكلية ٌ‬
‫أف ييسأؿ‪ :‬متى كانت غزكة حنين? فيقوؿ‪َ :‬ل أدرم‪.‬‬
‫كيسمى‬
‫كخرج بقولنا‪« :‬على ما ىو عليو»; إدراكو على كجو يخالف ما ىو عليو‪ٌ ،‬‬
‫«الجهل المركب»‪ ،‬مثل أف ييسأؿ‪ :‬متى كانت غزكة حنين? فيقوؿ‪ :‬في السنة اْلكلى‬
‫من الهجرة‪.‬‬
‫كخرج بقولنا‪« :‬إدراكان جازمان»; إدراؾ الشيء إدراكان غير جازـ‪ ،‬بحيث يحتمل عنده أف‬
‫يكوف على غير الوجو الذم أدركو‪ ،‬فال يسمى ذلك علمان‪ .‬ثم إف ترجح عنده أحد‬
‫اَلحتمالين فالراجح ظن كالمرجوح ىكىم‪ ،‬كإف تساكل اْلمراف فهو شك ك سيأتي ذكر‬
‫ىذا‪.‬‬

‫[تعريف الجهل كأقسامو]‬


‫كالجهل تصور الشيء‪ ،‬أم إدراكو على خالؼ ما ىو بو في الواقع ‪ ،‬كإدراؾ‬
‫الفالسفة أف العالم كىو ما سول اهلل تعالى قديم‪.‬‬
‫كبعضهم كصف ىذا الجهل بالمركب‪ ،‬كجعل البسيط عدـ العلم بالشيء‪ ،‬كعدـ‬
‫علمنا بما تحت اْلرضين ‪ ،‬كبما في بطوف البحار‪.‬‬
‫كعلى ما ذكره المصنف َل يسمى ىذا جهالن‪.‬‬

‫خالصة كالمي المؤلف ك الشارح أف الجهل نوعاف‪ :‬جهل بسيط; كىو عدـ اإلدراؾ‬
‫بالكلية أك عدـ العلم بالشيء ك جهل مركب; كىو إدراؾ الشيء على كجو يخالف ما‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ىو عليو‪.‬‬
‫مثاؿ الجهل البسيط‪ :‬عدـ العلم بالغيب ك بما في أقاصي البلداف ك قد مثل الشارح‬
‫بعدـ علمنا بما تحت اْلرضين ‪ ،‬كبما في بطوف البحار‪.‬فهذا كلو من الجهل البسيط‪.‬‬
‫مثاؿ الجهل المركب‪ :‬إدراؾ اليهود أف عزيرا ابن اهلل ك ىذا جهل مركب يتضمن جهلين‬
‫اْلكؿ الجهل بوحدانية اهلل عز ك جل ك الثاني‪ :‬عدـ علمهم بأنهم يجهلوف ذلك ‪ ،‬ك‬
‫قد مثل الشارح لهذا النوع من الجهل بإدراؾ الفالسفة لقدـ العالم‪.‬‬

‫[تعريف العلم الضركرم]‬


‫كالعلم الضركرم ما لم يقع عن نظر كاستدَلؿ ‪ ،‬كالعلم الواقع بإحدل الحواس‬
‫الخمس الظاىرة‪ ،‬كىي السمع كالبصر كاللمس كالشم كالذكؽ فإنو يحصل بمجرد‬
‫اإلحساس بها من غير نظر كاستدَلؿ‪.‬‬

‫لما عرؼ المؤلف العلم كالجهل ‪ ،‬انتقل إلى بياف أقساـ العلم ك ىو ضرباف‪ :‬قديم‬
‫كمحدث‪ .‬فالقديم علم اهلل عز كجل كىو متعلق بجميع المعلومات كَل يوصف ذلك‬
‫بأنو ضركرم كَل مكتسب‪ ،‬كالمحدث علم الخلق كقد يكوف ذلك ضركريا كقد يكوف‬
‫مكتسبا‪ ،‬فالضركرم كل علم لزـ المخلوؽ على كجو َل يمكنو دفعو عن نفسو بشك‬
‫كَل شبهة كذلك كالعلم الحاصل عن الحواس الخمس التي ىي السمع كالبصر كالشم‬
‫كالذكؽ كاللمس كالعلم بما تواترت بو اْلخبار من ذكر اْلمم السالفة كالبالد النائية كما‬
‫يحصل في النفس من العلم بحاؿ نفسو من الصحة كالسقم كالغم كالفرح كما يعلمو‬
‫من غيره من النشاط كالفرح كالغم كالترح كخجل الخجل ككجل الوجل كما أشبهو مما‬
‫يضطر إلى معرفتو ك َل يقع عن نظر ك َل استدَلؿ كما أفادنا المؤلف‪....‬‬

‫[تعريف العلم المكتسب]‬


‫كأما العلم المكتسب فهو الموقوؼ على النظر كاَلستدَلؿ ‪ ،‬كالعلم بأف العالم‬
‫حادث‪ ،‬فإنو موقوؼ على النظر في العالم كما نشاىده فيو من التغير ‪ ،‬فينتقل من‬
‫تغيره إلى حدكثو‪.‬‬

‫‪‬‬
‫ىذا النوع الثاني من أقساـ العلم كىو المكتسب ك قد عرفو المؤلف بأنو كل علم يقف‬
‫على نظر كاستدَلؿ كالعلم بحدكث العالم كإثبات الصانع كصدؽ الرسل ككجوب‬
‫صبًها كغير ذلك مما يعلم بالنظر كاَلستدَلؿ‪.‬‬
‫الصالة كأعدادىا ككجوب الزكاة كني ى‬
‫(فهو ما يقع عن نظر) أم‪ :‬حركة النفس في المعقوَلت كىو الفكر‪( ،‬كاستدَلؿ) أم‪:‬‬
‫إقامة للدليل‬

‫[تعريف النظر]‬
‫كالنظر ىو الفكر في حاؿ المنظور فيو ليؤدم إلى المطلوب‪.‬‬

‫عرؼ المؤلف النظر بقولو‪« :‬كالنظر‪ :‬ىو الفكر في حاؿ المنظور فيو» أم‪ :‬حركة‬
‫النفس فيما تتعلق بو‪ ،‬كذكر المنظور ىنا في تعريف النظر فيو إشكاؿ كما سبق في‬
‫تعريف العلم ْلنو يقتضي الدكر ‪ ،‬ك أحسن من ىذا تعريف بعض اْلصوليين للنظر بأنو‪:‬‬
‫حركة النفس في المعقوؿ‪ .‬أم‪ :‬فيما يتعلق بو العقل‪ ،‬أما حركة النفس في المحسوس‬
‫فتسمى تخيالن‪ .‬قاؿ أبو إسحاؽ الشيرازم في اللمع ‪« :‬كىو طريق إلى معرفة اْلحكاـ‬
‫إذا كجد بشركطو‪ ،‬كمن الناس من أنكر النظر كىذا خطأ ْلف العلم يحصل بالحكم عند‬
‫كجوده فدؿ على أنو طريق لو‪ .‬كأما شركطو فأشياء‪ .‬أحدىا‪ :‬أف يكوف الناظر كامل اآللة‬
‫على ما نذكره في باب المفتي إف شاء اهلل تعالى‪ .‬كالثاني‪ :‬أف يكوف نظره في و‬
‫دليل َل‬
‫يستوفي الدليل كيرتبو على حقو فيقدـ ما يجب تقديمو كيؤخر‬ ‫في و‬
‫شبهة‪ .‬كالثالث‪ :‬أف‬
‫ى‬
‫ما يجب تأخيره» انتهى كالمو‪.‬‬

‫[تعريف اَلستدَلؿ]‬
‫كاَلستدَلؿ طلب الدليل ليؤدم إلى المطلوب فمؤدل النظر كاَلستدَلؿ كاحد‬
‫فجمع المصنف بينهما في اإلثبات كالنفي تأكيدان‪.‬‬

‫اَلستدَلؿ في اْلصل‪ :‬طلب الدليل; ْلف اَلستفعاؿ يدؿ على الطلب‪ ،‬لكن مقصود‬
‫المؤلف من كالمو ىذا إقامة الدليل لهذا أفادنا الشارح بأف جمع المصنف بينهما في‬
‫اإلثبات ك النفي تأكيد ‪.‬‬
‫فائدة‪:‬‬
‫قاؿ الجرجاني في كتابو التعريفات‪« :‬اَلستدَلؿ‪ :‬ىو تقرير الدليل إلثبات المدلوؿ‪،‬‬
‫سواء كاف ذلك من اْلثر إلى المؤثر أك العكس‪ ،‬أك من أحد اْلثرين إلى اآلخر» ق‪.‬‬

‫[تعريف الدليل]‬
‫كالدليل ىو المرشد إلى المطلوب‪ْ ،‬لنو عالمة عليو‪.‬‬

‫الدليل في اللغة‪ :‬ىو المرشد إلى المطلوب سواء كاف حسيان مثل الدليل الذم يدؿ‬
‫ض ىي‬ ‫شةى ر ً‬ ‫ً‬
‫الناس في السفر على الطريق كمن ذلك ما جاء في صحيح البخارم ىع ٍن ىعائ ى ى‬
‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم ‪ ،‬ىكأىبيو بى ٍك ور ىر يج نال ًم ٍن بىنًي الد ً‬
‫ٍّيل‪ ،‬ثي ام‬ ‫ٍج ىر النابً ُّي ى‬ ‫اللاوي ىع ٍنػ ىها‪ « :‬ىك ٍ‬
‫استىأ ى‬
‫اىر بًال ًه ىداي ًة ‪ -‬قى ٍد غىمس ي ًمين ًحل و‬
‫ٍف‬ ‫يت‪ً :‬‬ ‫ً‬ ‫ًمن بنًي عب ًد ب ًن ع ًد ٍّ ً ً‬
‫ى ىى ى‬ ‫ى‬ ‫الم ي‬‫م ىىادينا خ ٍّريتنا ‪ -‬الخ ٍّر ي ى‬ ‫ٍ ى ىٍ ٍ ى‬
‫ش‪ ،‬فىأ ًىمناه فى ىدفىػعا إًلىي ًو ر ً‬
‫احلىتىػ ٍي ًه ىما‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فًي ً‬
‫اص بٍ ًن ىكائ ول‪ ،‬ىك يى ىو ىعلىى دي ًن يك افا ًر قيػ ىريٍ و ى ي ى ٍ ى‬ ‫الع ً‬ ‫آؿ ى‬
‫اؿ ثىالى و‬ ‫يحةى لىيى و‬ ‫ً‬ ‫اع ىداهي غىار ثىػوور بػ ٍع ىد ثىالى ً‬
‫ث‪ ،‬فى ٍارتى ىحالى‬ ‫صبً ى‬‫اى ىما بًىراحلىتىػ ٍي ًه ىما ى‬ ‫ث لىيى و‬
‫اؿ‪ ،‬فىأىتى ي‬ ‫ى ٍ ى‬ ‫ىكىك ى‬
‫يل الدٍّيلً ُّي‪ ،‬فىأ ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ىس ىف ىل ىم اكةى ىك يى ىو طى ًر ي‬
‫يق‬ ‫ىخ ىذ بً ًه ٍم أ ٍ‬ ‫ىكانٍطىلى ىق ىم ىع يه ىما ىعام ير بٍ ين فيػ ىه ٍيػ ىرةى‪ ،‬ىكال ادل ي‬
‫الديلي ‪ ،‬أك معنويان مثل الدليل‬ ‫اح ًل » ك الشاىد من الحديث قولها ‪ :‬ك الدليل‬ ‫سً‬ ‫ال ا‬
‫ٌ‬
‫الذم يؤخذ منو حكم كقولنا مثل دليل كجوب الصلوات الخمس قولو تعالى ‪« :‬كأقيموا‬
‫الصالة كآتوا الزكاة»‪.‬‬

‫[تعريف الظن]‬
‫كالظن تجويز أمرين أحدىما أظهر من اآلخر عند المجوز‪.‬‬

‫مثالو ‪ :‬اعتقاد اإلنساف فيما يخبر بو الثقة أنو على ما أخبر بو كإف جاز أف يكوف‬
‫جوز أف ينقشع عن‬
‫كظن اإلنساف في الغيم الثخين أنو يجيء منو المطر كإف ٍّ‬
‫بخالفو ٍّ‬
‫غير مطر كاعتقاد المجتهدين فيما يفتوف بو في مسائل الخالؼ كإف جوزكا أف يكوف‬
‫اْلمر بخالؼ ذلك كغير ذلك مما َل يقطع بو‪.‬‬

‫[تعريف الشك]‬
‫كالشك تجويز أمرين َل مزية ْلحدىما على اآلخر عند المجوز‪ ،‬فالتردد في قياـ‬
‫زيد كنفيو على السواء شك‪ ،‬كمع رجحاف الثبوت أك اَلنتفاء ظن ‪.‬‬

‫أمثلة على ذلك ‪:‬‬


‫ُّ‬
‫شك اإلنساف في طارؽ الباب أعمرك ىو أـ زيد ٍّ‬
‫كشك المجتهد فيما لم يقطع بو من‬
‫اْلقواؿ كغير ذلك من اْلمور التي َل يغلب فيها أحد التجوزين على اآلخر كل ذلك‬
‫يعتبر شكا ك قد مثل الشارح لو بالتردد في قياـ زيد ك نفيو على السواء حيث َل مرجح‬
‫ْلحدىما ك أما مع رجحاف القياـ ثبوتا أك نفيا فيصير الشك ظنا‪ .‬ك بهذا يتضح لنا جليا‬
‫أف تعلق اإلدراؾ باْلشياء على ستة أكجو‪:‬‬
‫ُ ‪ -‬علم; كىو إدراؾ الشيء على ما ىو عليو إدراكان جازمان‪.‬‬
‫ِ‪ -‬جهل بسيط; كىو عدـ اإلدراؾ بالكلية‪.‬‬
‫ّ ‪ -‬جهل مركب; كىو إدراؾ الشيء على كجو يخالف ما ىو عليو‪.‬‬
‫ْ ‪ -‬ظن‪ ،‬كىو إدراؾ الشيء مع احتماؿ ضد مرجوح‪.‬‬
‫ٓ ‪ -‬كىم‪ ،‬كىو إدراؾ الشيء مع احتماؿ ٍّ‬
‫ضد راجح‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬شك‪ ،‬كىو إدراؾ الشيء مع احتماؿ ٍّ‬
‫ضد مساك‪.‬‬
‫ك لم يذكر المؤلف ك َل الشارح الوىم كىو كما بينا إدراؾ الشيء مع احتماؿ ٍّ‬
‫ضد‬
‫راجح كأف يعتقد اإلنساف مجيء زيد ك الواقع خالؼ ذلك‪.‬‬
‫ك لم يتطرؽ المؤلف ك َل الشارح كذلك إلى معنى الداؿ ك َل المستدؿ ك َل المستدؿ‬
‫لو ك َل المستدؿ عليو ك ىذه اْلمور كاآلتي‪ :‬الداؿ فهو الناصب للدليل كىو اهلل عز‬
‫ً‬
‫المستد يؿ ىو‬‫كجل‪ ،‬كقيل‪ :‬ىو كالدليل كاحد كالعالم كالعليم كإف كاف أحدىما أبلغ ك‬
‫الطالب للدليل كيقع على السائل ْلنو يطلب الدليل من المسؤكؿ كعلى المسؤكؿ ْلنو‬
‫يطلب الدليل من اْلصوؿ‪ .‬كالمست ىدؿ عليو ىو الحكم الذم ىو التحريم كالتحليل ك‬
‫الندب ك الكراىة ‪ ...‬كالمست ىدؿ لو يقع على الحكم ْلف الدليل يطلب لو كيقع على‬
‫السائل ْلف الدليل يطلب لو‪.‬‬

‫[تعريف أصوؿ الفقو باعتباره ىعلى ىمان]‬


‫كأصوؿ الفقو الذم كضع فيو ىذه الورقات طرقو‪ ،‬أم طرؽ الفقو على سبيل‬
‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم ‪ -‬كاإلجماع‬
‫اإلجماؿ كمطلق اْلمر كالنهي كفعل النبي ‪ -‬ى‬
‫كالقياس كاَلستصحاب‪ ،‬من حيث البحث عن أكلها بأنو للوجوب كالثاني بأنو‬
‫للحرمة كالباقي بأنها حجج كغير ذلك مما سيأتي مع ما يتعلق بو بخالؼ طرقو على‬
‫سبيل التفصيل نحو ً‬
‫صلاى اهللي‬
‫الزنىا} (كصالتو ‪ -‬ى‬
‫{كىَل تىػ ٍق ىربيوا ٍّ‬
‫ص ىالةى} ى‬
‫يموا ال ا‬
‫{كأىق ي‬
‫ى‬
‫ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم ‪ -‬في الكعبة) كما أخرجو الشيخاف‪.‬كاإلجماع على أف لبنت اَلبن‬
‫السدس مع بنت الصلب حيث َل عاصب لهما‪.‬كقياس اْلرز على البر في امتناع‬
‫بيع بعضو ببعض‪ ،‬إَل مثالن بمثل يدان بيد‪ ،‬كما ركاه مسلم ‪.‬كاستصحاب الطهارة لمن‬
‫شك في بقائها‪ ،‬فليست من أصوؿ الفقو كإف ذكر بعضها في كتبو تمثيالن‪.‬‬
‫ككيفية اَلستدَلؿ بها أم بطرؽ الفقو من حيث تفصيلها عند تعارضها لكونها‬
‫ظنية من تقديم الخاص على العاـ كالمقيد على المطلق كغير ذلك‪.‬‬
‫ككيفية اَلستدَلؿ بها تجر إلى صفات من يستدؿ بها كىو المجتهد‪.‬‬
‫فهذه الثالثة ىي الفن المسمى بأصوؿ الفقو لتوقف الفقو عليو‪.‬‬

‫يصوؿ ىك ال ًٍف ٍقو ك كذلك اْلحكاـ الشرعية ىكذكر ىما‬ ‫لما فرغ المؤلف من بىػيىاف معنى ٍاْل ي‬
‫أصوؿ ال ًٍف ٍقو "‬ ‫ً‬ ‫ًً‬
‫يحتىاج إًلىٍيو في ىى ىذا الٍ ىف ٌن من مسائل العلم شرع في بىػيىاف معنى قىػ ٍولو‪ " :‬ي‬‫ٍ‬
‫ضاؼ‬ ‫كلقب لهذا الفن الجليل فىًإف التػ ٍاركًيب اإلضافي ىَل ييًفيد إًاَل لنسبة تكوف بىين ال يٍم ى‬
‫احد ًم ٍنػ يه ىما يم ٍنػ ىفردا‪ ،‬ث ام تعلم‬
‫كالمضاؼ إًلىي ًو‪.‬ك ىَل بد للمتكلم بهما من معرفىة كل ك ً‬
‫ى‬ ‫ٍ ى ي‬
‫ىحدىما إًلىى اآلخر‪.‬‬
‫ينهما‪ ،‬ث ام يضيف أ ى‬‫ٍّسبىة بى ى‬
‫الن ٍ‬
‫ضافىة‬‫ىك ىما إًذا تصورنا الدار ‪ -‬مثال ‪ -‬ث ام عمرا‪ ،‬ث ام علمنىا أىنو ملكو‪ ،‬فىػ ىه ًذهً نً ٍسبىة ًتفيد إً ى‬
‫ىصل " ك " ال ًٍف ٍقو " فى ىال يعلم معنى التػ ٍاركًيب ىحتاى‬ ‫الدار إًلىى عمر فى ىك ىذا من عرؼ " اْل ٍ‬
‫حمو اهلل فًي شرح معنى التػ ٍاركًيب الا ًذم يى ىو علم ىله ىذا الٍ ىف ٌن‬ ‫ٍخذ ال ا‬
‫ش ٍيخ ىر ى‬ ‫ي ٍش ىرح لىوي ىمأ ى‬
‫‪،‬كخالصة كالـ المؤلف رحمو اهلل أف أصوؿ الفقو ىو معرفة دَلئل الفقو إجماَلن‪،‬‬
‫ككيفية اَلستفادة منها كحاؿ المستفيد‪ .‬قاؿ الجويني في كتابو البرىاف ‪ «:‬فإف قيل فما‬
‫أصوؿ الفقو قلنا ىي أدلتو كأدلة الفقو ىي اْلدلة السمعية كأقسامها نص الكتاب كنص‬
‫السنة المتواترة كاإلجماع كمستنده‪ ».‬انتهى كالمو‪ .‬ك قاؿ اإلماـ الزركشي في البحر‬
‫ض ًم ٍنوي? ىكىما يى ىو? ىكًم ٍن أىيٍ ىن?‬ ‫ب عل وٍم أى ٍف يىػ ٍعلى ىم ىما الٍغى ىر ي‬
‫المحيط‪« :‬ي ًجب علىى يك ٍّل طىالً ً ً‬
‫ى ي ى‬
‫ب ىكيى ٍس يه ىل? ىك ٍاْلى اك يؿ‪ :‬فىائً ىدتيوي‪.‬‬ ‫ً‬
‫ص يل ىحتاى يىػتى ىم اك ىن لىوي الطالى ي‬ ‫ف يي ىح ا‬ ‫يم? ىكىك ٍي ى‬‫ىكف ى‬
‫وعوي‪،‬‬‫ض ي‬ ‫ث‪ :‬ىما ادتيوي الاتًي ًم ٍنػ ىها يى ٍستى ًم ُّد‪ .‬ىكال ارابً يع‪ :‬ىم ٍو ي‬ ‫ادئيوي‪ .‬ىكالثاالً ي‬ ‫كالثاانًي‪ :‬ح ًقي ىقتيوي كمب ً‬
‫ى ىى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫سائًليوي‪.‬‬ ‫كال ى ً‬
‫س‪ :‬ىم ى‬ ‫ٍخام ي‬ ‫ى‬
‫اف‪ :‬أى اك يؿ ال ًٍف ٍك ًر‪،‬‬‫ب الٍغىائً ٍّي ا ٍعتًبار ً‬
‫ىى‬ ‫سبى ً‬ ‫صلىةي لً ٍِل ييموًر ال يٍم ًه ام ًة‪ ،‬ىكلًل ا‬ ‫أى اما الٍ ىفائً ىدةي‪ :‬فى ًه ىي الٍغىايىةي ال يٍم ىو ٍّ‬
‫ٍح ًقي ىقةي‪ :‬ىك يى ىو‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كيس امى الٍب ً‬
‫س امى الٍ ىفائ ىدةى‪ .‬ىكأى اما ال ى‬ ‫ث‪ .‬ىكيم ٍنتىػ ىهاهي ىك يى ىو آخ ير ال ىٍع ىم ًل‪ ،‬ىكيي ى‬ ‫اع ى‬ ‫ى‬ ‫ىي ى‬
‫احوي‪.‬‬ ‫وب ىكإً ى‬
‫يض ي‬ ‫اد إلىى ال ىٍمطٍلي ً‬ ‫ص يد بً ًو ًٍ‬
‫اإل ٍر ىش ي‬ ‫يم‪ .‬ىكالٍ ىق ٍ‬ ‫اصوي بً ىح ٍّد أ ٍىك ىر ٍس وم أ ٍىك تىػ ٍق ًس و‬ ‫ً‬
‫اقٍتنى ي‬
‫يم لً ٍلغىي ًر‪ ،‬كأى اما الطاالً ً ً ً‬ ‫م‪ :‬كإًناما يحتاج إلىي ًو فًي التػ ً‬
‫ح لىوي‬ ‫ب لنىػ ٍفسو إذىا ىَل ى‬ ‫ي‬ ‫اعل ً ٍ ى‬ ‫ٍ‬ ‫اؿ ال ىٍما ًزًر ُّ ى ى ى ٍ ى ي ٍ‬ ‫قى ى‬
‫ٍح ٍّد فى ىال يى يكو يف ىى ىذا‬ ‫ح ًقي ىقةي ما يطٍليب ص اح طىلىبو‪ ،‬كإً ٍف لىم يح ًسن ًعبارةن ىع ٍنو ً ً‬
‫صال ىحةن لل ى‬ ‫يي ى ٍ ي ٍ ٍ ى ى ي ى‬ ‫ى ى ى ي ى‬
‫اد التػ ً‬
‫يم ىَل التاػ ىعلُّ ىم‪.‬‬ ‫اعل ى‬ ‫ىش ٍرطنا اإَل فًي ىح ٍّق ىم ٍن أ ىىر ى ٍ‬
‫وؿ ال ًٍف ٍق ًو مستم ٌّد ًمن ثىىالثىًة علي و‬
‫وـ‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ي ٍىى ٍ‬ ‫يص ى‬‫ٍح ىرىم ٍي ًن ىكتىابًعيوهي‪ :‬أى اف أ ي‬ ‫اـ ال ى‬ ‫ىكأى اما ال ىٍما ادةي‪ :‬فى ىذ ىك ىر ىإم ي‬
‫الٍ ىك ىالًـ‪ ،‬ىكال ًٍف ٍق ًو‪ ،‬ىكال ىٍع ىربًيا ًة‪.‬‬
‫ص ىفاتًًو‬ ‫ف ٍاْل ًىدلاًة ىعلىى م ٍع ًرفى ًة الٍبا ًرم تىػعالىى بًىق ٍد ًر الٍمم ًك ًن ًمن ىذاتًًو ك ً‬ ‫أى اما الٍ ىك ىال يـ‪ :‬فىلًتىػوقُّ ً‬
‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫يٍ‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫ف ثيػبيوتيوي ىعلىى أى اف ال يٍم ٍع ًج ىزىة تى يد ُّؿ ىعلىى ىد ٍع ىول‬ ‫ص ٍد ًؽ ىر يسولً ًو‪ ،‬ىكيىػتىػ ىوقا ي‬ ‫كأىفٍػعالً ًو‪ .‬كم ٍع ًرفى ًة ً‬
‫ى ى ىى‬
‫سلا يم يىنىا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫الر ىسالى ًة‪ .‬ىكذىلً ى ُّ‬
‫ك يكلوي يمبىػيا هن في عل ًٍم الٍ ىك ىالـ فىػيي ى‬ ‫ٍّ‬
‫ب‪،‬‬ ‫اء‪ :‬ىك ىالًـ اللا ًو تىػ ىعالىى لً يم ىخاطى و‬ ‫سة أى ٍشيى ى‬
‫يل الٍح ٍك ًم يىنىا بً ًعل ًٍم ىخم ً‬
‫ٍى‬
‫ً ً‬
‫ص الناظىىر في ىدل ً ي‬ ‫ىكتى يخ ُّ‬
‫ً ً‬ ‫ً ً‬ ‫ىكقي ٍد ىرةً ال ىٍع ٍب ًد ىك ٍسبنا لىيي ىكلا ى‬
‫ٍح ٍك يم‪ ،‬ىكىرفٍ ًع‬ ‫وج ىد ال ي‬ ‫ف‪ ،‬ىكتىػ ىعلُّ ًق الٍ ىك ىالًـ الٍ ىقد ًيم بًف ٍع ًل ال يٍم ىكلاف ليي ى‬
‫ص ٍد ًؽ ال يٍمبىػلٍّ ًغ لًييبىػيٍّ ان‪.‬‬ ‫التػاعلُّ ًق فىػيػ ٍنس ىخ‪ ،‬ك ً‬
‫ى ي ى ى‬
‫ب‪ ،‬ك ًىي تى ٍشتى ًمل ىعلىى ثىىالثىًة فيػني و‬ ‫ً‬ ‫ت بًلً و‬ ‫ًا‬ ‫ً‬
‫وف‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ساف ال ىٍع ىر ى ى‬ ‫اء ٍ ى‬ ‫ىكأى اما ال ىٍع ىربًياةي‪ :‬فىِلى اف ٍاْلىدلةى ىج ى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫صبنا‪ ،‬ىك ىج ًّرا‪ ،‬ىك ىج ٍزنما‪.‬‬ ‫ٍم ىم ىجا ًرم أ ىىكاخ ًر الٍ ىكل ًم ىرفٍػ نعا‪ ،‬ىكنى ٍ‬ ‫اح ًو‪ :‬ىك يى ىو عل ي‬ ‫عل ًٍم الن ٍ‬
‫ت ٍاْلىلٍ ىف ً‬ ‫ً‬
‫اظ ال ىٍع ىربًيا ًة فًي ذى ىكاتً ىها‪.‬‬ ‫وَل ً‬
‫يق ىم ٍدلي ى‬‫ٍم اللُّغى ًة‪ :‬ىك ًى ىي تى ٍح ًق ي‬ ‫ىكعل ي‬
‫اؿ‪ .‬ىكإًنا ىما يى يكو يف‬ ‫ٍح ً‬ ‫ٍم نىظ ًٍم الٍ ىك ىالًـ‪ ،‬ىكىم ٍع ًرفىةي ىم ىراتًبً ًو ىعلىى يم ٍقتى ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ضى ال ى‬ ‫ٍم ٍاْل ىىدب‪ :‬ىك يى ىو عل ي‬ ‫ىكعل ي‬
‫اإل ٍج ىماعي‪،‬‬ ‫سائً ًل ٍاْلى ٍخبىا ًر‪ ،‬ىك ًٍ‬ ‫اب يدك ىف ىم ى‬
‫ً‬
‫وؿ‪ ،‬ىك يى ىو الٍخطى ي‬ ‫يص ً‬ ‫ض أىنٍػ ىو ًاع ٍاْل ي‬ ‫ىى ىذا ىما ادةن لًبىػ ٍع ً‬
‫ت ىعلىى نى ًظي ًر ال ىٍماداةً ًم ٍن‬ ‫سٍ‬ ‫ًً‬
‫يصوؿ‪ .‬ثي ام إ اف ال ىٍما ادةى فيو لىٍي ى‬
‫اس يخ‪ ،‬كال ًٍقيىاس‪ ،‬ك ًىي يم ٍعظىم ٍاْل ي ً‬
‫ي‬ ‫ي ى ى‬ ‫ىكالن ٍ ى‬
‫ٍم بً ىها ىما ادةه لًىف ٍه ًم ٍاْل ًىدلاًة‪.‬‬ ‫ً ً ً‬
‫الٍ ىك ىالـ‪ ،‬فىإ اف الٍعل ى‬
‫يل يم ىج ار ندا ًم ٍن‬ ‫ً‬ ‫يص ي ً ً ً ا‬
‫وؿ الٍف ٍقو أىدلتيوي‪ ،‬ىكىَل ييػ ٍعلى يم ال ادل ي‬
‫وؿ أيص ً ً ً‬
‫وؿ الٍف ٍقو‪ ،‬ىكأ ي‬
‫ً ً‬
‫ىكأى اما الٍف ٍقوي‪ :‬فىِلىناوي ىم ٍدلي ي ي‬
‫وؿ ال ًٍف ٍق ًو فً ًيو‬
‫يص ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اؿ فًي كج ًو ً ً ً ً ً‬ ‫ًً‬
‫ٍم أ ي‬ ‫است ٍم ىداده م ٍن عل ًٍم الٍ ىك ىالـ‪ :‬إ اف عل ى‬ ‫ىم ٍدليولو‪ .‬ىك ٍاْل ٍىكلىى أى ٍف ييػ ىق ى ى ٍ ٍ‬
‫سلا ىمةن فً ًيو‪ .‬ىعلىى أى ٍف ييػبىػ ٍرًى ىن‬ ‫ً‬ ‫يص ً‬ ‫ً‬
‫اها تيػ ٍؤ ىخ يذ يم ى‬‫وؿ الدٍّي ًن لىكنػ ى‬ ‫س اميىاتيػ ىها م ٍن غىٍي ًر أ ي‬ ‫ظ ىَل تيػ ٍعلى يم يم ى‬ ‫أىلٍ ىفا ه‬
‫يل‪،‬‬ ‫وـ‪ ،‬أىك تى يكو ىف مسلامةن فًي نىػ ٍف ًسها‪ .‬ك ًىي ال ًٍعلٍم‪ ،‬كالظا ُّن‪ ،‬كال ادلً‬ ‫فًي غىي ًرهً ًمن الٍعلي ً‬
‫ى ي‬ ‫ى ى ي ى‬ ‫ى‬ ‫ى ى‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ٍ ي‬
‫ضا‪ ،‬إ ٍذ ىَل بي اد فً ًيو ًم ٍن‬ ‫ٍح ٍك يم أىيٍ ن‬‫ك يكلاوي‪ ،‬ىكال ي‬ ‫ظ الطُّير ًؽ يى ٍش ىم يل ذىلً ى‬ ‫ارةي‪ ،‬ىكالناظىير‪ًْ ،‬لى اف لىٍف ى‬ ‫ىك ٍاْل ىىم ى‬
‫وؿ الدٍّي ًن‪ ،‬ىكىما ذيكً ىر ًم ٍنوي غىٍيػ ير ىما‬ ‫يص ً‬‫يل في غىٍي ًر أ ي‬
‫ك بًال ادلً ً ً‬ ‫ت ذىلً ى‬ ‫اب ىش ٍر ًع ٍّي‪ ،‬ىكىَل يىػثٍبي ي‬ ‫ًخطى و‬
‫ف ًم ٍنوي إذى ٍف‬ ‫ىع اد ٍدنىاهي‪ ،‬فىػ يه ىو تىػبى هع‪ ،‬ىكىَل بي اد ًم ٍن ىم ٍع ًرفى ًة ىى ًذهً ٍاْل ييموًر فًي ىم ٍع ًرفى ًة ىى ىذا ال ًٍعل ًٍم‪ ،‬لًيىتىػ ىوقا ى‬
‫اف ىكغىٍيػ يرهي‪ »....‬انتهى كالمو‪.‬‬ ‫ض ًو ىَل ىعلىى يكلٍّ ًو‪ .‬كإًلىى ىى ىذا أى ىشار ابٍن بػرىى و‬ ‫ىعلىى بػ ٍع ً‬
‫ى ي ىٍ‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫فوائد متنوعة‪:‬‬
‫الفائدة اْلكلى‪:‬‬
‫أكؿ من ألف في أصوؿ الفقو ىو اإلماـ محمد بن إدريس الشافعي رحمو اهلل‪.‬‬
‫الفائدة الثانية‪:‬‬
‫تنوعت طرؽ التأليف في ىذا الفن‪ ،‬ك يمكن التمييز بينها كاآلتي ‪:‬‬
‫أكَل طريقة الفقهاء ك ىم الحنفية كتتميز بأنها تقرر القواعد اْلصولية على مقتضى ما‬
‫نقل من الفركع الصادرة عن أئمة الحنفية المتقدمين كأبي حنيفة‪ ،‬ك أصحابو ك سميت‬
‫بطريقة الفقهاء ْلنها أمس بالفقو كأليق بالفركع‪ ،‬كمن كتب ىذه الطريقة‪ :‬الفصوؿ في‬
‫اْلصوؿ للجصاص‪ ،‬كتقويم اْلدلة للدبوسي‪...‬‬
‫ثانيا ‪:‬طريقة الجمهور كىم المالكية‪ ،‬كالشافعية‪ ،‬كالحنابلة ك تعرؼ بالميل الشديد‬
‫إلى اَلستدَلؿ العقلي‪ ،‬كالبسط في الجدؿ كتجريد المسائل اْلصولية عن الفركع‬
‫الفقهية‪ ،‬كمن أىم كتب ىذه الطريقة أحكاـ الفصوؿ للباجي ك البرىاف للجويني ك‬
‫المستصفى للغزالي ك الواضح َلبن عقيل ك غيرىا من الكتب‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬طريقة ثالثة أرادت الجمع بين طريقة الحنفية كطريقة الجمهور; من خالؿ تحقيق‬
‫القواعد اْلصولية‪ ،‬كإثباتها باْلدلة النقلية كالعقلية‪ ،‬كتطبق ذلك على الفركع‪ ،‬كمن كتب‬
‫ىذه الطريقة‪ :‬بديع النظاـ َلبن الساعاتي‪.‬‬
‫الفائدة الثالثة‪:‬‬
‫لهذا العلم الجليل فوائد كثيرة منها‪:‬‬
‫ُ‪/‬العلم بأحكاـ اهلل تعالى المتضمنة للفوز بسعادة الدارين‪.‬‬
‫ِ‪/‬تعلم طرؽ استخراج اْلحكاـ الشرعية للحوادث ك النوازؿ المتجددة‪.‬‬
‫ّ‪ /‬من تعلمو يكوف قادران على الدفاع عن كجهة نظر إمامو ‪.‬‬
‫ْ‪ /‬العارؼ بالحكم كأدلتو أعظم أجران من الذم يعلم الحكم بدكف أدلتو‬
‫ٓ‪ /‬العارؼ بو يستطيع أف يدعو إلى اهلل كإلى دينو بأسلوب مقنع ‪،‬‬
‫ٔ‪ /‬العارؼ بو يستطيع أف يبين ْلعداء اإلسالـ أف اإلسالـ صالح ك مصلح لكل زماف‬
‫كمكاف‪.‬‬
‫ٕ‪َ/‬ل يمكن للجاىل بو أف يفسر كتاب اهلل ك َل أف يشرح اْلحاديث‬
‫ٖ‪ /‬فهم كالـ العلماء ك كالـ الناس ك دعاكاىم ك أكقافهم ك غيرىا ‪ .‬ك يستفاد منو‬
‫كذلك معرفة أف ىذه الشريعة َل تتناقض ك َل تتعارض‪...‬‬

‫[أبواب أصوؿ الفقو]‬


‫كأبواب أصوؿ الفقو أقساـ الكالـ كاْلمر كالنهي كالعاـ كالخاص كيذكر فيو المطلق‬
‫كالمقيد كالمجمل كالمبين كالظاىر‪ ،‬كفي بعض النسخ كالمؤكؿ كسيأتي‪.‬‬
‫كاْلفعاؿ كالناسخ كالمنسوخ كاإلجماع كاْلخبار كالقياس كالحظر كاإلباحة كترتيب‬
‫اْلدلة كصفة المفتي كالمستفتي كأحكاـ المجتهدين‪.‬‬
‫بعدما فرغ المؤلف من مقدمتو لهذا الكتاب المختصر شرع في تعداد أبوابو على كجو‬
‫اإلجماؿ‪ ،‬ث ام فصلو بىابا بىابا إًلىى آخر كرقاتو على ىما ستراه إًف ىش ى‬
‫اء اهلل ىكاضحا ك ىذه‬
‫الطريقة مفيدة لطالب العلم فهي تمكنو من تصور أبواب الفن على كجو اإلجماؿ ثم‬
‫أخذ كل باب على حدة ‪.‬‬

‫[أقساـ الكالـ باعتبار ما يتركب منو]‬


‫فأما أقساـ الكالـ‬

‫الكالـ في اللغة‪ :‬يطلق على عدة أمور‪ ،‬منها الخط‪ ،‬كقوؿ عائشة رضي اهلل عنها‪( :‬ما‬
‫بين دفتي المصحف كالـ اهلل) كالذم بين الدفتين ىو الخطوط‪.‬‬
‫ككذلك يطلق الكالـ على اإلشارة‪ ،‬كقوؿ الشاعر‪:‬‬
‫رددت عليها بالدموع البوادر‬ ‫إذا كلمتني بالعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػيوف الفواتر‬
‫كقد قضيت حاجتنا بالضمائر‬ ‫كلم يعلم الواشوف ما كاف بيننا‬
‫كيطلق الكالـ ‪ ،‬كذلك على ما يفهم من حاؿ الشيء‪.‬‬
‫كعمي صباحان دار عبلة كاسلمي‬ ‫يا دار عبلة بالجواء تكلمي‬
‫ك الكالـ كذلك مأخوذ من الكلم‪ ،‬كىو‪ :‬الجرح الذم يؤثر في نفس المجركح‪ ،‬كمن‬
‫كلم غيره فقد أثر في قلبو بتفهيم غرضو كمقصده‪ ،‬فيسمى ذلك كالما‪.‬‬
‫ىح يد يى ىما يى يد ُّؿ ىعلىى نيط وٍق يم ٍف ًه وم‪،‬‬ ‫الالـ كال ًٍميم أ ٍ ً‬
‫ىص ىالف‪ :‬أ ى‬ ‫اؼ ىك ا ي ى ي‬ ‫كفي مقاييس اللغة ‪« :‬الٍ ىك ي‬
‫ىك ٍاآل ىخ ير ىعلىى ًج ىر و‬
‫اح‪.‬‬
‫ك أ ٍىك ىكلا ٍمتىوي‪ .‬ثي ام‬ ‫يمي إًذىا ىكلا ىم ى‬‫وؿ‪ :‬ىكلامتيوي أي ىكلٍّموي تى ٍكلًيما; ك يىو ىكلً ً‬
‫ن ى ى‬ ‫ي‬ ‫فى ٍاْل اىك يؿ الٍ ىك ىال يـ‪ .‬تىػ يق ي ٍ‬
‫صي ىد ىة بًطيولً ىها‬‫صةى ىكلًمةن‪ ،‬كالٍ ىق ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫س ُّمو ىف اللا ٍفظىةى ال ىٍواح ىد ىة ال يٍم ٍف ًه ىمةى ىكل ىمةن‪ ،‬ىكالٍق ا ى ى‬
‫ً‬
‫يىػتاسعيو ىف فىػيي ى‬
‫اؿ اللاوي تىػعالىى‪{ :‬يح ٍّرفيو ىف الٍ ىكلًم ىعن مو ً‬
‫اض ًع ًو}‬ ‫ات ىكىكلً نما‪ .‬قى ى‬‫ىكلًمةن‪ .‬كي ٍجمعو ىف الٍ ىكلًمةى ىكلًم و‬
‫ى ٍ ىى‬ ‫يى‬ ‫ى‬ ‫ى ى‬ ‫ى ىى ى ي‬
‫ً‬
‫ات‪ ،‬ىك ىج ٍم يع‬ ‫اح ي‬ ‫ح; ىكالٍ ىك ىال يـ‪ :‬الٍج ىر ى‬ ‫ٍج ٍر ي‬ ‫ىص يل ٍاآل ىخ ير الٍ ىكل ي‬
‫ٍم‪ ،‬ىك يى ىو ال ي‬ ‫[النساء‪ . ]ْٔ :‬ىك ٍاْل ٍ‬
‫اؿ‪ً :‬ى ىي أ ٍىر ه‬ ‫ً‬
‫ض‬ ‫ىم ىج ٍر ىحى‪ ،‬فىأىاما الٍ ىك ىال يـ‪ ،‬فىػييػ ىق ي‬
‫يم ىكقىػ ٍوهـ ىكل ىٍمى‪ ،‬أ ٍ‬
‫ضا‪ .‬ىكىر يج هل ىكل ه‬ ‫الٍ ىكل ًٍم يكلي ه‬
‫وـ أىيٍ ن‬
‫ك نىظىهر» انتهى‪.‬‬ ‫غىلًيظىةه‪ .‬ىكفًي ذىلً ى‬
‫ك أما الكالـ اصطالحان‪ :‬اللفظ المفيد مثل‪ :‬اهلل ربنا كمحمد نبينا‪.‬‬
‫قاؿ الشيخ محمد حسن ددك الشنقيطي في شرح الورقات ‪« :‬الكالـ في اَلصطالح‪:‬‬
‫ىو اللفظ المركب الموضوع لمعنى‪ ،‬كالنحويوف يشترطوف فيو اإلفادة كقصد اإلفادة‪،‬‬
‫بأف يكوف مفيدان‪ ،‬كأف يكوف مقصودان لإلفادة‪ ،‬كاللفظ في اللغة‪ :‬مصدر لفظ الشيء إذا‬
‫رماه أك تركو‪ ،‬فيقاؿ‪ :‬لفظت الدابة الحشيش إذا تركتو‪ ،‬كيقاؿ‪ :‬لفظ فالف الحصاة إذا‬
‫رمى بها‪ ،‬كمنو قوؿ غيالف‪ :‬عشية ما لي حيلة غير أنني بلفظ الحصى كالخط في الرمل‬
‫مولع كالمقصود باللفظ ىنا‪ :‬الصوت الخارج من الفم‪ ،‬المشتمل على بعض الحركؼ‬
‫الهجائية‪ ،‬فقولنا‪( :‬الصوت) ىو ما يحصل عند اجتماع اْلجراـ أك افتراقها مما يسمع‪،‬‬
‫كقولنا‪( :‬الخارج من الفم) خرج بو أصوات اْلجراـ عند اجتماعها كافتراقها‪ ،‬أم‪ :‬إَل ما‬
‫كاف خارجان من فمو‪.‬‬
‫قولنا‪( :‬المشتمل على بعض الحركؼ) خرج بو أصوات البهائم التي َل تشتمل على‬
‫بعض الحركؼ الهجائية‪ ،‬كالهجائية المنسوبة إلى الهجاء كىو الخط‪ ،‬فخرج بذلك‬
‫حركؼ المعاني‪ ،‬فقد َل يكوف اللفظ مشتمالن عليها‪ ،‬كقولنا‪( :‬المركب) مخرج للكلمة‬
‫الواحدة فال تسمى كالمان في اَلصطالح‪ ،‬ك (المفيد) يشمل الدَللة على معنى‪ ،‬فاللفظ‬
‫الذم َل يوضع لمعنى كدي وز الذم ىو مقلوب و‬
‫زيد َل فائدة فيو‪ ،‬فال يمكن أف تدؿ‬ ‫ن‬
‫اْللفاظ ‪-‬كىي غير مستعملة‪ -‬على معنى كَل أف تكوف كالمان» انتهى كالمو‪.‬‬
‫قاؿ المؤلف رحمو اهلل عن أقساـ الكالـ ‪:‬‬

‫فأقل ما يتركب منو الكالـ اسماف نحو زيد قائم‬

‫قوؿ المؤلف‪( :‬أقل ما يتركب منو الكالـ) دؿ ىذا على أف الكالـ َلبد أف يكوف مركبان‪،‬‬
‫كالكلمات ثالث ىي‪( :‬اَلسم‪ ،‬كالفعل كالحرؼ)‬
‫فاَلسم‪ :‬ما دؿ على معنى في نفسو من غير إشعار بزمن‪ .‬كىو ثالثة أنواع‪:‬‬
‫اْلكؿ‪ :‬ما يفيد العموـ كاْلسماء الموصولة‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬ما يفيد اإلطالؽ كالنكرة في سياؽ اإلثبات‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬ما يفيد الخصوص كاْلعالـ‪.‬‬
‫كالفعل‪ :‬ما دؿ على معنى في نفسو‪ ،‬كأشعر بهيئتو بأحد اْلزمنة الثالثة‪.‬‬
‫ماض كػ «قرأ»‪ ،‬أك مضارع كػ «يىقرأ»‪ ،‬أك أمر ىكػ «اًقرأ»‪ .‬كالفعل بأقسامو يفيد‬
‫كىو إما و‬
‫اإلطالؽ فال عموـ لو‪.‬‬
‫كالحرؼ‪ :‬ما دؿ على معنى في غيره‬
‫قولو ‪«:‬فأقل ما يتركب منو الكالـ اسماف»‬
‫ك من اْلمثلة كذلك ‪ :‬اهلل ربنا ك محمد نبينا ك الشمس طالعة ك السماء زرقاء‪.‬‬

‫أك اسم كفعل نحو قاـ زيد‬

‫ك جاء الحق ك زىق الباطل‬

‫أك فعل كحرؼ نحو ما قاـ‪.‬‬


‫أثبتو بعضهم كلم يعد الضمير في قاـ الراجع إلى زيد مثالن لعدـ ظهوره ‪.‬‬
‫كالجمهور على عدٍّه كلمة ‪.‬‬

‫الصواب أف ىذا َل يكوف أبدان‪ ،‬فالكالـ َل يتركب من فعل كحرؼ‪ ،‬بل اَلسم َلبد منو‬
‫في الكالـ; ْلنو َل يمكن أف يصدر فعل إَل بفاعل‪ ،‬فال يمكن أف يوجد كالـ بغير‬
‫اسم‪.‬‬

‫أك اسم كحرؼ ‪ ،‬كذلك في النداء نحو يا زيد كإف كاف المعنى أدعو أك أنادم زيدان ‪.‬‬

‫الصواب كذلك أف ىذا َل يصح إَل على تقدير‪ ،‬فالبد في الكالـ من اسمين‪ ،‬كىما‬
‫ركنا اإلسناد‪ ،‬أك اسم كفعل‪ ،‬كيكوناف ركنين لإلسناد أيضان‪ ،‬فال يتركب الكالـ من حرؼ‬
‫كغيره كحدىما كما ذكر المؤلف‪ ،‬بل َلبد من اسم كفعل أك اسمين‪ ،‬مثلما قاؿ ابن‬
‫مالك رحمو اهلل في الكافية‪ :‬كىو من اسمين كزيد ذاىب كاسم كفعل نحو فاز التائب‬
‫كما كاف على تقدير من كجود حرؼ كاسم مثل‪ :‬يا فالف! في النداء‪ ،‬فهو على تقدير‬
‫فعل ينوب عنو الحرؼ المذكور‪ ،‬معناه‪ :‬أدعو فالنان‪.‬‬

‫[أقساـ الكالـ باعتبار مدلولو]‬


‫كالكالـ ينقسم إلى أمر كنهي نحو قم كَل تقعد‪.‬‬
‫كخبر نحو جاء زيد‪.‬‬
‫كاستخبار كىو اَلستفهاـ نحو ىل قاـ زيد? فيقاؿ‪ :‬نعم أك َل‪.‬‬

‫ىذا تقسيم المؤلف الثاني للكالـ بعد تقسيمو اْلكؿ إلى أنواع المركبات‪ ،‬حيث قسم‬
‫الكالـ إلى أمر كنهي‪ ،‬كخبر كاستخبار‪ ،‬كفي اْلصل ينقسم الكالـ إلى إنشاء كخبر‬
‫يحتمل صدقان كَل كذبان‪ ،‬كاْلم ًر‬ ‫ي‬ ‫اَلصطالح‪ :‬ما َل‬‫ً‬ ‫اإليجاد‪.‬كفي‬
‫ي‬ ‫فقط‪ ،‬فاإلنشاءي لغةن‪:‬‬
‫يصح‬
‫ارحمني) َل ُّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫قلت‪( :‬اللٌ يه ام ٍ‬‫فإنك إذا ى‬ ‫كالنداء كغيرىا‪ ،‬ى‬ ‫كاَلستفهاـ كالتمنٍّي‬ ‫كالنه ًي‬
‫ً‬
‫المستفاد‬ ‫الضمني‬ ‫ً‬
‫بالنسبة إلى الخب ًر‬ ‫يصح ذلك‬ ‫نعم ُّ‬
‫ٍّ‬ ‫كاذب‪ٍ ،‬‬
‫يقاؿ لك‪ :‬صاد هؽ أك ه‬ ‫أف ى‬
‫طالب للمغفرةً‪.‬‬
‫أنك ه‬ ‫الكالـ‪ ،‬كىو ى‬‫ً‬ ‫من‬
‫تلفظت ًبو‪.‬‬
‫ى‬ ‫يتحقق إَل إذا‬
‫ي‬ ‫يحصل مضمونوي كَل‬ ‫ي‬ ‫تعريف آخر لإلنشاء‪ :‬ىو ماَل‬
‫تمنٍّي‪،‬‬‫ا‬ ‫ً‬ ‫كطلب ٍّ‬ ‫فطلب ً‬
‫المحبوب في ‪:‬ال ى‬ ‫كطلب‬
‫ي‬ ‫الكف في َلى تىػ ٍف ىع ٍل‪،‬‬ ‫ي‬ ‫افع ٍل‪،‬‬
‫الفعل في‪ :‬ى‬ ‫ي‬
‫حصل إَل ً‬
‫بنفس‬ ‫ٍّداء‪،‬كل ذلك ما‬
‫ُّ‬ ‫اإلقباؿ في الن‬ ‫ً‬ ‫كطلب‬ ‫ً‬
‫ستفهاـ‪،‬‬ ‫كطلب الفهم في‪ :‬اَل‬
‫ى‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫فظ بها‪.‬‬‫الصي ًغ المتلى ً‬
‫ٌ‬
‫كالقسم الثاني ىو الخبر‪ :‬كىو التحدث عن أمر قد حصل أك يحصل‪.‬‬
‫أما اْلمر كالنهي فكالىما كما بينا من الطلب‪ ،‬كالطلب من أقساـ اإلنشاء‪ ،‬كاَلستخبار‬
‫كذلك كىو اَلستفهاـ‪ ،‬كأما الخبر‪ :‬فهو قسم مستقل بذاتو‪ ،‬كىو الذم يقبل التصديق‬
‫كالتكذيب‪ ،‬مثل‪ :‬جاء محمد ك ذىب علي‪.‬‬
‫ص يركا الٍ ىك ىالًـ‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫العل ًٍم أى اف الٍح اذا ىؽ ًمن الن ً‬‫ك لًيػ ٍعلىم طىالًب ً‬
‫ُّحاة ىكغىٍي ًرى ٍم ىكأى ٍى ًل الٍبىػيىاف قىاطبىةن ىح ى‬ ‫ى ى‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ى ٍ‬
‫ش ىرةه نً ىداءه ىكىم ٍسأىلىةه ىكأ ٍىم هر ىكتى ى‬
‫ش ُّف هع‬ ‫اـ الٍ ىك ىالًـ ىع ى‬ ‫فًي الخبر ك اإلنشاء ‪ ،‬ىكاد ى‬
‫اعى قىػ ٍوهـ أى اف أىق ى‬
‫ٍس ى‬
‫استً ٍف ىه ه‬
‫اـ‪.‬‬ ‫ك ىك ٍ‬ ‫ض هع ىك ىش ٌّ‬ ‫ط ىكىك ٍ‬ ‫س هم ىك ىش ٍر ه‬ ‫ب ىكقى ى‬ ‫ىكتىػ ىع ُّج ه‬
‫يل تً ٍس ىعةه‪ :‬نً ىداءه ىكىم ٍسأىلىةه ىكأ ٍىم هر ىكتى ى‬ ‫ً‬
‫ك‪.‬‬ ‫ض هع ىك ىش ٌّ‬ ‫ط ىكىك ٍ‬ ‫س هم ىك ىش ٍر ه‬ ‫ب ىكقى ى‬ ‫ش ُّف هع ىكتىػ ىع ُّج ه‬ ‫ىكق ى‬
‫ك‪.‬‬‫ض هع ىك ىش ٌّ‬ ‫ط ىكىك ٍ‬ ‫س هم ىك ىش ٍر ه‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬
‫ب ىكقى ى‬ ‫يل ثى ىمانيىةه‪ :‬ن ىداءه ىكىم ٍسأىلىةه ىكأ ٍىم هر ىكتىػ ىع ُّج ه‬ ‫ىكق ى‬
‫ض هع‪.‬‬‫ط ىكىك ٍ‬ ‫س هم ىك ىش ٍر ه‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ب ىكقى ى‬ ‫يل ىس ٍبػ ىعةه‪ :‬ن ىداءه ىكىم ٍسأىلىةه ىكأ ٍىم هر ىكتىػ ىع ُّج ه‬ ‫ىكق ى‬
‫ار ىكأ ٍىم هر ىكنىػ ٍه هي ىكنً ىداءه ىكتى ىم ٍّن‪.‬‬ ‫اؿ ٍاْلى ٍخ ىفش‪ً :‬ىي ًستاةه ىخبػر ك ٍ ً‬
‫است ٍخبى ه‬ ‫ىه ى‬ ‫ي ى‬ ‫ىكقى ى‬
‫ب ىكنً ىداءه‪.‬‬ ‫يح ىكطىلى ه‬ ‫ص ًر ه‬‫سةه ىخبىػ هر ىكأ ٍىم هر ىكتى ٍ‬ ‫ض يه ٍم‪ :‬ىخ ٍم ى‬ ‫اؿ بىػ ٍع ي‬ ‫ىكقى ى‬
‫ب ىكنً ىداءه‪.‬‬ ‫ار ىكطىلى ه‬ ‫است ٍخبى ه‬
‫اؿ قىػوهـ‪ :‬أىربػعةه ىخبػر ك ٍ ً‬
‫ىكقى ى ٍ ٍى ى ى ه ى‬
‫ش ًاء ‪.‬‬ ‫ب فًي ًٍ‬
‫اإلنٍ ى‬ ‫وؿ الطالى ً‬ ‫شاءه كالٍم ىح ٍّق يقو ىف ىعلىى يد يخ ً‬
‫ب ىكإًنٍ ى ى ي‬ ‫اؿ ىكث ييرك ىف‪ :‬ثىىالثىةه ىخبىػ هر ىكطىلى ه‬
‫كقى ى ً‬
‫ى‬
‫ض يركًر ٌّ‬ ‫يل ًْلىناوي ى‬ ‫ً ً ً‬ ‫ف النااس فًي ح ٍّد ال ى ً‬ ‫ىكقى ًد ا ٍختىػلى ى‬
‫م‪.‬‬ ‫يل‪ :‬ىَل يي ىح ُّد لعي ٍس ًره ىكق ى‬ ‫ٍخبى ًر فىق ى‬ ‫ى‬ ‫ي‬
‫ٍخبىػ ير الٍ ىك ىال يـ الا ًذم يى ٍد يخليوي ٍّ‬
‫الص ٍد يؽ‬ ‫اضي أىبيو بى ٍك ور ىكال يٍم ٍعتى ًزلىةي‪ :‬ال ى‬ ‫اؿ الٍ ىق ً‬ ‫ىك ٍاْلى ٍكثىػ ير ىعلىى ىحدٍّهً قى ى‬
‫ادقنا‪.‬‬‫كالٍ ىك ًذب فىأىكًر ٍد ىعلىي ًو ىخبػر اللا ًو تىػعالىى فىًإناوي ىَل ي يكو يف إًاَل ص ً‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ٍ ىى‬ ‫ي ٍ‬ ‫ى‬
‫اإل ىير ًاد ال ىٍم ٍذ يكوًر ىكقى ى‬
‫اؿ أىبيو‬ ‫يق كالتكذيب كىو ىسالً هم ًم ىن ًٍ‬ ‫اص ًد ي‬‫يل‪ :‬الا ًذم يى ٍد يخليوي الت ٍ‬ ‫ً‬
‫ىكق ى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ٍح ٍّد ىكق ى‬
‫يل‬ ‫م ىك ىال هـ ييفي يد بنفسو نسبة فىأيكًر ىد ىعلىٍيو نى ٍح يو"قي ٍم" فىًإناوي يى ٍد يخ يل في ال ى‬ ‫ص ًر ُّ‬
‫س ًن الٍبى ٍ‬ ‫ٍح ى‬‫ال ى‬
‫ضافىةى أ ٍىم ور ًم ىن ٍاْل ييموًر إًلىى أ ٍىم ور ًم ىن ا ٍْل ييموًر نىػ ٍفينا أ ٍىك إًثٍػبىاتنا‬ ‫الٍ ىك ىال يـ ال يٍم ًفي يد بًنىػ ٍف ًس ًو إً ى‬
‫يح ًو نًسبة معلي و‬
‫وـ إًلىى معلوـ بالنفي كاإلثبات كقاؿ‬ ‫ص ًر ً ٍ ى ى ى ٍ‬ ‫ً‬
‫يل‪ :‬الٍ ىق ٍو يؿ ال يٍم ٍقتىضي بً ى‬ ‫ىكق ى‬
‫ً‬
‫ٍخبىػ ير ًخ ىالفيوي‪.‬‬ ‫ًج بًالٍ ىك ىالًـ ىكال ى‬ ‫ص يل ىم ٍدليوليوي فًي ال ى‬
‫ٍخار ً‬ ‫شاءي ىما يى ٍح ي‬ ‫ين‪ًٍ :‬‬
‫اإلنٍ ى‬ ‫ىخ ًر ى‬‫ال يٍمتىأ ٍّ‬

‫[كينقسم أيضان‬
‫إلى تم ون ] ‪...‬‬
‫نحو ليت الشباب يعود ‪.‬‬
‫كعرض نحو أَل تنزؿ عندنا‪.‬‬
‫كقسم نحو كاهلل ْلفعلن كذا‪.‬‬

‫قاؿ الشيخ محمد الحسن كلد ددك الشنقيطي‪ :‬ىذا التقسيم كلو غير حاصل‪ ،‬كيقصد‬
‫أف من أقساـ الكالـ ما يسمى بالتمني‪ ،‬كىو من اإلنشاء‪ ،‬كقولك‪ :‬ليت زيدان قادـ‪،‬‬
‫فهذا تم ون‪ ،‬كالعرض‪ ،‬مثل‪( :‬أَل تأكلوف) ‪ ،‬كالقسم‪( :‬كاهلل لتفعلن كذا) ‪ ،‬ككل ىذه من‬
‫اإلنشاء‪ ،‬مثل اْلمر كالنهي كاَلستخبار‪.‬‬
‫فالتقسيم غير حاصل‪ ،‬ككاف اْلكلى أف يذكر في أقساـ الكالـ ىنا أنو ينقسم إلى‬
‫قسمين‪ :‬إلى إنشاء كخبر‪ ،‬فاإلنشاء يدخل فيو أنواع الطلب كلها‪ ،‬كىي‪ :‬اْلمر كالنهي‪،‬‬
‫كالعرض كالتحضيض‪ ،‬كيدخل فيو التمني كإنشاء العقود‪ ،‬كيدخل فيو اَلستخبار الذم‬
‫ىو اَلستفهاـ‪.‬‬
‫كالخبر إما أف يكوف بجملة اسمية‪ :‬كزيد قائم‪ ،‬أك بجملة فعلية‪ :‬كقاـ زيد‪.‬‬

‫[أقساـ الكالـ باعتبار استعمالو]‬


‫[كمن كجو آخر ينقسم إلى حقيقة كمجاز‪.‬‬

‫لما فرغ المؤلف من تقسيم الٍ ىك ىالـ إًلىى أىمر أىك نهي‪ ،‬شرع فًي تقسيمو باعتبار استعمالو‬
‫إًلىى ىح ًقي ىقة كمجاز‪ .‬كليعلم طالب العلم أف للعلماء في تقسيم الكالـ إلى حقيقة كمجاز‬
‫ثالثة آراء‪:‬‬
‫ُ‪ -‬منع ىذا التقسيم أصال كأنو َل مجاز َل في القرآف كَل في اللغة العربية‪ ،‬ك قد جنح‬
‫إلى ذلك أبو إسحق ا ًإلسفرائيني ك اختار ىذا القوؿ شيخ ا ًإلسالـ ابن تيمية منتصرا لو‬
‫في كتابو ا ًإليماف حيث قاؿ‪ :‬إف تقسيم الكالـ إلى حقيقة كمجاز اصطالح حادث بعد‬
‫انقضاء القركف الثالثة لم يتكلم بو أحد من الصحابة كَل التابعين لهم بإحساف كَل أحد‬
‫من اْلئمة المشهورين في العلم كمالك كالثورم كاْلكزاعي كأبي حنيفة كالشافعي بل كَل‬
‫تكلم بو أئمة اللغة كالنحو مثل‪ :‬الخليل كسيبويو كأبي عمرك بن العالء كنحوىم إلى أف‬
‫قاؿ‪ :‬كىذا الشافعي ىو أكؿ من جرد الكالـ في أصوؿ الفقو لم يقسم ىذا التقسيم كَل‬
‫تكلم بلفظ الحقيقة كالمجاز‪.‬ك قد فصل في كتابو اآلنف الذكر المسألة أيما تفصل‬
‫فليرجع إلى كتابو ك كذلك تلميذه ابن القيم الجوزية انتصر لهذا القوؿ ك أنكر المجاز‬
‫ك جعلو من الطواغيت ك أبطلو من ستين كجها‪.‬‬
‫ِ‪ -‬منع كجود المجاز في القرآف دكف اللغة كنسبو في كتاب اإليماف إلى أبي الحسن‬
‫الجزرم كابن حامد من الحنابلة كمحمد بن خويز منداد من المالكية كإلى داكد بن‬
‫علي الظاىرم كابنو أبي بكر‪ .‬ك كأف ىذا القوؿ كسط بين الرأيين اآلخرين كرغم ذلك‬
‫فيو ما فيو‪.‬‬
‫ّ‪ -‬كقوع المجاز في اللغة كفي القرآف كىو قوؿ القاضي أبي يعلى كابن عقيل كأبي‬
‫الخطاب كغيرىم من الحنابلة كرجحو ابن قدامة في ركضة الناظر كنسبو الزركشي في‬
‫كتابو البرىاف في علوـ القرآف إلى الجمهور بل كثير من أصحاب المذاىب اْلخرل من‬
‫الحنفية ك المالكية ك الشافعية قد اختاركا ىذا القوؿ كانتصركا لو مستدلين بأدلة كثيرة‬
‫سيأتي ذكر بعضها من المؤلف‪.‬‬

‫[تعريف الحقيقة]‬
‫فالحقيقة ما بقي في اَلستعماؿ على موضوعو‪.‬‬

‫الحقيقة لغة على كزف فعيلة‪ ،‬مأخوذة من الحق‪ ،‬كاشتقاقو من الشيء المحقق‪ ،‬كىو‬
‫المحكم‪ ،‬تقوؿ‪ " :‬ثوب محقق النسج "أم‪ :‬محكم‪ .‬ك أيضا ىي مأخوذة من الحق‬
‫بمعنى الثابت على أنو بمعنى فاعل أك المثبت على أنو بمعنى مفعوؿ‪.‬كفي مقاييس‬
‫ٍح ُّق‬ ‫اح هد‪ ،‬ك يىو ي يد ُّؿ ىعلىى إًح ىك ًاـ ال ا ً ً ً ً‬ ‫اؼ أىصل ك ً‬
‫ش ٍيء ىكص احتو‪ .‬فىال ى‬ ‫ٍ‬ ‫ى ى ى‬ ‫ٍحاءي ىكالٍ ىق ي ٍ ه ى‬ ‫اللغة‪« :‬ال ى‬
‫اؿ ىح اق‬ ‫يق ىكييػ ىق ي‬‫اج ىك يح ٍس ًن التاػل ًٍف ً‬ ‫نىًقيض الٍب ً‬
‫اط ًل‪ ،‬ثي ام يىػ ٍرًج يع يك ُّل فىػ ٍر وع إًلىٍي ًو بً ىج ٍو ىدةً ًاَل ٍستً ٍخ ىر ً‬ ‫ي ى‬
‫ب‪» .‬ق‬ ‫ال ا‬
‫ش ٍيءي ىك ىج ى‬
‫قوؿ المؤلف ‪« :‬الحقيقة ما بقي في اَلستعماؿ على موضوعو» أم ما بقي شائعان في‬
‫استعماؿ الناس على ما كضع لو أكَل أم على دَللتو اْلصلية مثالو‪ :‬لفظ " ٍاْلسد‬
‫كضعت للحيواف المفترس‪ ،‬ىكىك ىذا " الٍبى ٍحر " لل ىٍماء الٍكثير‪ ،‬فىًإذا نقل للرجل الشجاع‪،‬‬
‫كالكريم ىكانىا مجازين ‪.‬‬
‫م إًلىى آخر فىػ يه ىو‬ ‫ً‬
‫كمن ىى ىذا التعريف أفادنا المؤلف أىف كل لفظ نقل ىعن ىم ٍوضعو اللٌغى ًو ٌ‬
‫شرع‪ ،‬أىك الٍعرؼ‪ ،‬أىك الٍو ً‬ ‫ً‬
‫اضع اْلكؿ‪.‬‬ ‫ى‬ ‫مجاز ىس ىواء ىكا ىف النااقل ال ا ٍ‬
‫ى‬
‫كقيل ما استعمل فيما اصطلح عليو من المخاطبة ‪ ،‬كإف لم يبق على موضوعو‬
‫كالصالة في الهيئة المخصوصة‪ ،‬فإنو لم يبق على موضوعو اللغوم‪ ،‬كىو الدعاء‬
‫بخير ‪.‬‬
‫كالدابة لذات اْلربع كالحمار‪ ،‬فإنو لم يبق على موضوعو ‪ ،‬كىو كل ما يدب على‬
‫اْلرض ‪.‬‬

‫طلح ىعلىٍي ًو ًع ٍند التخاطب‬ ‫اص ى‬‫يما ٍ‬ ‫ً‬


‫اس ٍتعمل ف ى‬‫كبناءا على التعريف الثاني للحقيقة فكل لفظ ٍ‬
‫ص ىالة " مثال‪:‬‬ ‫فىػ يه ىو ىح ًقي ىقة كلفظة " ال ا‬
‫ص ىالة " كضعت أىكَل فًي‬ ‫فىًإف ىكا ىف الٍخطاب باصطالح اللُّغىة ىكانىت ىح ًقي ىقة; فىًإف لىٍفظىة " ال ا‬
‫ادة ال ىٍم ٍع يركفىة المفتتحة بالتكبير المختتمة‬ ‫للد ىعاء‪ ،‬فىًإذا نقلت كاستعملت فًي ال ًٍعبى ى‬ ‫اللُّغىة ُّ‬
‫ش ٍرع ىكانىت ىح ًقي ىقة; ًْلىف لىٍفظىة‬
‫ازا‪ .‬ىكإًف ىكا ىف الٍخطاب باصطالح ال ا‬ ‫مج ن‬
‫بالتسليم ىكانىت ى‬
‫ادةً السابقة ال ىٍم ٍع يركفىة‪ ،‬فىًإذا نقلت كاستعملت فًي‬ ‫ش ٍرع لًل ًٍعبى ى‬
‫ص ىالة كضعت أىكَل فًي ال ا‬ ‫ال ا‬
‫ازا‪ .‬ىكىك ىذا لىٍفظىة " ىداباة " إًذا أطلقت‪ ،‬ىكىكا ىف الٍخطاب باصطالح اللُّغىة‬ ‫مج ن‬
‫الد ىعاء ىكانىت ى‬ ‫ُّ‬
‫ع‪.‬كإًذا ىكا ىف‬ ‫ً‬ ‫ً ً ً‬
‫فى ًه ىي ىحقي ىقة في ىجميع ما دب على ىذه البسيطة‪ ،‬كمجاز في ذى ىكات ٍاْل ٍىربى ى‬
‫س‪.‬‬‫الٍخطاب باصطالح الٍعرؼ ىكا ىف ٍاْلىمر بًال ىٍع ٍك ً‬

‫[تعريف المجاز]‬
‫كالمجاز ما تجوز أم تعدم بو عن موضوعو ىذا على المعنى اْلكؿ للحقيقة‪ .‬كعلى‬
‫الثاني ىو ما استعمل في غير ما اصطلح عليو من المخاطبة ‪.‬‬

‫فإف قلنا بالتعريف اْلكؿ فليس ثمة إلى الحقيقة اللغوية ‪ ،‬ك إف قلنا بالتعريف الثاني‬
‫للحقيقة فبحسب اَلستعماؿ فإف كاف اللفظ مستعمال من أىل اللغة فهو حقيقة لغوية‬
‫ك حملو على غيرىا مجاز كلفظ الصالة مثال إف كاف المخاطب من أىل اللغة فقولنا‬
‫ىي الدعاء حقيقة لغوية كقولنا الصالة ىي العبادة المعركفة مجاز بناءا على ىذا‬
‫التعريف ك ىكذا نفس الشيء إف كاف اللفظ مستعمال من الشرع فهو حقيقة شرعية ك‬
‫حملو كذلك على غيرىا مجاز ك إف كاف اللفظ مستعمال من أىل العرؼ فهو حقيقة‬
‫عرفية ك حملو بالتالي على غيرىا مجاز‪.‬‬
‫ٍج ىو ياز فًي ٍاْل ىىماكً ًن ىح ًقي ىقةه ىك يى ىو‬ ‫ً‬
‫ٍج ىوا ًز‪ ،‬ىكال ى‬
‫از يم ٍشتى ٌّق م ٍن ال ى‬ ‫ك بالنسبة للمجاز ىو لغة‪:‬ال ىٍم ىج ي‬
‫ٍج ىو ياز ال ىٍع ٍقلً ُّي‪.‬‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬
‫اؿ‪ :‬يج ٍزت ال اد ىار أ ٍ‬
‫ىم ىعبىػ ٍر ىتها‪ ،‬ىكيي ٍستىػ ٍع ىم يل في ال ىٍم ىعاني‪ ،‬ىكم ٍنوي ال ى‬ ‫ور‪ ،‬ييػ ىق ي‬
‫الٍعيبي ي‬
‫كاصطالحا ىو اللفظ المستعمل في غير ما كضع لو‪ ،‬مثل‪ :‬أسد للرجل الشجاع‪.‬‬
‫فخرج بقولنا‪« :‬المستعمل»; المهمل‪ ،‬فال يسمى حقيقة كَل مجازان‪.‬‬
‫كخرج بقولنا‪« :‬في غير ما كضع لو»; الحقيقة‪.‬‬
‫كَل يجوز حمل اللفظ على مجازه إَل بدليل صحيح يمنع من إرادة الحقيقة‪ ،‬كىو ما‬
‫يسمى في علم البياف بالقرينة‪.‬‬
‫كيشترط لصحة استعماؿ اللفظ في مجازه‪ :‬كجود ارتباط بين المعنى الحقيقي‬
‫كالمجازم‪ ،‬ليصح التعبير بو عنو‪ ،‬كىو ما يسمى في علم البياف بالعالقة‪ ،‬كالعالقة إما‬
‫أف تكوف المشابهة أك غيرىا‪.‬‬
‫فإف كانت المشابهة سمي التجوز «استعارة»; كالتجوز بلفظ أسد عن الرجل الشجاع‪.‬‬
‫كإف كانت غير المشابهة سمي التجوز «مجازان مرسالن» إف كاف التجوز في الكلمات‪ ،‬ك‬
‫«مجازان عقليًّا» إف كاف التجوز في اإلسناد‪.‬‬

‫[أقساـ الحقيقة]‬
‫كالحقيقة إما لغوية بأف كضعها أىل اللغة كاْلسد للحيواف المفترس‪.‬‬

‫بعدما عرؼ المؤلف الحقيقة ‪ ،‬شرع في بياف أقسامها ك ىذا بناءا على تعريفو الثاني‬
‫لها كما قلنا سابقا‪،‬فبدأ بالحقيقة اللغوية ك ىي‪ :‬اللفظ المستعمل فيما كضع لو في‬
‫اللغة‪.‬‬
‫فخرج بقولنا‪« :‬في اللغة»; الحقيقة الشرعية كالعرفية‪.‬‬
‫مثاؿ ذلك الزكاة‪ ،‬فإف حقيقتها اللغوية النماء‪ ،‬فتحمل عليو في كالـ أىل اللغة‪.‬‬

‫كإما شرعية بأف كضعها الشارع كالصالة للعبادة المخصوصة ‪.‬‬


‫الحقيقة الشرعية ىي‪ :‬اللفظ المستعمل فيما كضع لو في الشرع‪.‬‬
‫فخرج بقولنا‪« :‬في الشرع»; الحقيقة اللغوية كالعرفية‪.‬‬
‫مثاؿ ذلك‪ :‬الصالة كما مثل الشارح‪ ،‬فإف حقيقتها الشرعية اْلقواؿ كاْلفعاؿ المعلومة‬
‫المفتتحة بالتكبير المختتمة بالتسليم‪ ،‬فتحمل في كالـ أىل الشرع على ذلك‪.‬‬

‫كإما عرفية‬
‫بأف كضعها أىل العرؼ العاـ‬
‫كالدابة لذات اْلربع كالحمار‪ ،‬كىي لغة لكل ما يدب على اْلرض‪.‬‬
‫أك الخاص كالفاعل لالسم المرفوع عند النحاة‪.‬‬
‫كىذا التقسيم و‬
‫ماش على التعريف الثاني للحقيقة دكف اْلكؿ القاصر على اللغوية‪.‬‬

‫الحقيقة العرفية ىي‪ :‬اللفظ المستعمل فيما كضع لو في العرؼ‪.‬‬


‫فخرج بقولنا‪« :‬في العرؼ»; الحقيقة اللغوية كالشرعية‪.‬‬
‫ك قد مثل الشارح بلفظ الدابة‪ ،‬فإف حقيقتها العرفية ذات اْلربع من الحيواف‪ ،‬فتحمل‬
‫عليو في كالـ أىل العرؼ‪.‬‬
‫كالشارح أفادنا بأف الحقيقة العرفية تنقسم بدكرىا إلى قسمين ‪:‬عامة كخاصة‬
‫فالعرفية العامة‪ :‬ما تعارؼ عليو عامة أىل اللغة بغلبة استعماؿ اللفظ في بعض مدلولو‬
‫أك بتغليب المجاز على الحقيقة‪.‬‬
‫فاْلكؿ‪ :‬أف يكوف اللفظ قد كضع في أصل اللغة لمعنى عاـ ثم خصصو العرؼ ببعض‬
‫مسمياتو كلفظ "دابة" فإف أصلو لكل ما دب على كجو اْلرض غير أف العرؼ خصصو‬
‫بذكات اْلربع ك قد ذكر الشارح ىذا المثاؿ كما أشرنا إليو سابقا‪.‬‬
‫كالثاني‪ :‬أف يكوف اللفظ في أصل اللغة لمعنى ثم يشتهر في عرؼ اَلستعماؿ في‬
‫المعنى المجازم بحيث َل يفهم من اللفظ عند إطالقو غيره كلفظ " الغائط " فإنو في‬
‫أصل الوضع للمكاف المطمئن من اْلرض ثم نقل عنو إلى الفضلة الخارجة من‬
‫ا ًإلنساف‪.‬‬
‫كالعرفية الخاصة‪ :‬ما تعارؼ عليو بعض الطوائف من اْللفاظ التي كضعها لمعنى عندىم‬
‫كتعارؼ أىل النحو على استعماؿ الرفع كالنصب كأدكات الجر في معاف اصطلحوا‬
‫عليها‪.‬‬
‫كمن خالؿ تقسيم الحقيقة إلى ىذه اْلقساـ الثالثة ‪،‬نحمل كل لفظ على معناه‬
‫الحقيقي في موضع استعمالو‪ ،‬فنحملو في استعماؿ أىل اللغة على الحقيقة اللغوية‪،‬‬
‫كفي استعماؿ الشرع على الحقيقة الشرعية‪ ،‬كفي استعماؿ أىل العرؼ على الحقيقة‬
‫العرفية ك ىذا بناءا على التعريف الثاني للحقيقة كما نبهنا ك نبو الشارح كذلك‪.‬‬

‫[أقساـ المجاز]‬
‫كالمجاز إما أف يكوف بزيادة أك نقصاف أك نقل أك استعارة‪ ،‬فالمجاز بالزيادة مثل قولو‬
‫س ىك ًمثٍلً ًو شيىء} ‪ ،‬فالكاؼ زائدة كإَل فهي بمعنى مثل فيكوف لو تعالى مثل‬‫تعالى {ليى ى‬
‫كىو محاؿ‪ ،‬كالقصد بهذا الكالـ نفيو‪.‬‬
‫كالمجاز بالنقصاف مثل قولو تعالى {ك ً‬
‫اسأؿ ال ىق ٍريىةى} أم أىل القرية‪.‬‬ ‫ى‬
‫كقىػ يرب صدؽ تعريف المجاز على ما ذكر بأنو استعمل نفي مثل المثل في نفي المثل‬
‫كسؤاؿ القرية في سؤاؿ أىلها ‪.‬‬
‫كالمجاز بالنقل كالغائط فيما يخرج من اإلنساف نقل إليو عن حقيقتو كىي المكاف‬
‫المطمئن من اْلرض تقضى فيو الحاجة بحيث َل يتبادر منو عرفان إَل الخارج ‪.‬‬
‫ض} أم يسقط فشبو ميلو إلى‬ ‫كالمجاز باَلستعارة كقولو تعالى‪ً :‬‬
‫{ج ىد نارا يي ًري يد أى ٍف يىػ ٍنػ ىق ا‬
‫السقوط بإرادة السقوط التي ىي من صفات الحي دكف الجماد ‪.‬‬
‫كالمجاز المبني على التشبيو يسمى استعارة ‪.‬‬

‫يضاح‪ .‬ىكلً ىه ىذا مثل لكل قسم‬ ‫بعدما عرؼ المؤلف المجاز ‪ ،‬ذكر أقسامو على ىسبًيل ًٍ‬
‫اإل ى‬
‫المجاز إلى قسمي ًن‪:‬‬
‫ى‬ ‫ًمثىاَل‪.‬ك ليعلم القارئ أف البالغيين قسموا‬
‫ً‬
‫مناسبة بين‬ ‫و‬
‫لعالقة ‪ ،‬بمعنى‬ ‫استعماؿ اللفظ في غير ما كضع لو‬
‫ي‬ ‫لغوم‪ :‬كىو‬
‫ُ‪ /‬مجاز ُّ‬
‫الحقيقي‪ ،‬كىذه القرينة‬
‫ٍّ‬ ‫مانعة من إرادةً المعنى‬
‫ينة و‬ ‫المجازم لقر و‬
‫ٍّ‬ ‫الحقيقي كالمعنى‬
‫ٍّ‬ ‫المعنى‬
‫انصرؼ إلى ىذا المجا ًز ‪،‬‬
‫ى‬ ‫المجاز‪،‬‬
‫ي‬ ‫أطلق‬
‫قد تكوف لفظيٌةن‪ ،‬كقد تكوف حاليٌةن‪ ،‬ككلٌما ى‬
‫المرسل‪.‬‬
‫ي‬ ‫كالمجاز‬
‫ي‬ ‫اللغوم‬
‫ُّ‬ ‫المجاز‬
‫ي‬ ‫كىو‬
‫ىو لوي‪،‬‬ ‫ً‬
‫اإلسناد إلى غير من ى‬ ‫ي‬ ‫اإلسناد‪ ،‬بمعنى أف يكو ىف‬ ‫عقلي‪ :‬كىو يجرم في‬ ‫ِ‪/‬مجاز ٌّ‬
‫ً‬
‫الطبيب مجا هز‪،‬‬ ‫الشفاء من اهلل تعالى‪ ،‬فإسنادهي إلى‬ ‫ى‬ ‫يض)‪ ،‬فإ اف‬‫الطبيب المر ى‬
‫ي‬ ‫نحو‪( :‬ش ىفى‬
‫المجاز‬ ‫ىو لوي‪.‬فهذا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫و و‬ ‫و‬ ‫ً‬
‫ي‬ ‫كيتم ذلك بوجود عالقة مع قرينة مانعة من جرياف اإلسناد إلى من ى‬ ‫ُّ‬
‫العقلي»‪.‬‬
‫ا‬ ‫المجاز‬
‫ى‬ ‫يس امى «‬
‫ً‬
‫لمالحظة‬ ‫اْلصلي‬
‫ٍّ‬ ‫المرسل‪ :‬ىو الكلمةي المستعملةي قصدان في غير معناىا‬ ‫المفرد‬
‫ي‬ ‫المجاز‬
‫ي‬
‫ي‬
‫الوضعي‪.‬‬
‫ٍّ‬ ‫عدـ إرادة المعنى‬ ‫قرينة تدؿ على ً‬ ‫المشابهة مع و‬
‫ً‬ ‫و‬
‫عالقة غي ًر‬
‫أىمها‪:‬‬
‫كعالقاتو كثيرةه من ٌ‬
‫المنقوؿ عنو سببان كمؤثران في غيرهً‪ ،‬كىذا إذا ذكً ىر لف ي‬
‫ظ‬ ‫ً‬ ‫ُ‪ /‬السببياةي ‪ :‬ىي كو يف الشي ًء‬
‫سبب‬ ‫النبات‪ْ ،‬ل اف‬ ‫السبب‪ ،‬كأري ىد منو المسبٍّب‪ ،‬نحو‪ً :‬‬ ‫ً‬
‫الغيث ه‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫الغيث أم‬ ‫رعت الماشيةي ى‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫المنقوؿ عنو‪.‬‬ ‫جهة المعنى‬‫(رعت) ْل اف العالقةى تعتبر من ً‬ ‫فيو‪ ،‬كقرينتيو (لفظيةه) كىي ى‬
‫ي‬
‫المنقوؿ عنو مسبابان كأثران لشيء آخر‪ ،‬كتكوف إذا ذكً ىر لف ي‬
‫ظ‬ ‫ي‬ ‫ِ‪/‬المسببياةي ‪ :‬ىي أف يكو ىف‬
‫س ىم ًاء ًرٍزقنا )‬‫(كييػنىػ ٍّز يؿ لى يك ٍم ًم ىن ال ا‬
‫السبب‪ ،‬نحو قولو تعالى ‪ :‬ى‬ ‫ي‬ ‫ب‪ ،‬كأري ىد منو‬ ‫المسبٍّ ً‬
‫ب الرز ىؽ‪.‬‬
‫[غافر‪ ]ُّ/‬أم‪ :‬مطران يسبٍّ ي‬
‫الكل‪،‬‬
‫ظ ٍّ‬ ‫ذكر لف ي‬ ‫ً‬
‫ّ‪/‬الكليةي ‪ :‬ىي كو يف الشيء متضمنان للمقصود كلغيره‪ ،‬كذلك فيما إذا ى‬
‫صو ً‬ ‫ً ً‬ ‫كأري ىد منو الجزء‪ ،‬نحو قولو تعالى ‪( :‬يجعليو ىف أ ً ً‬
‫اع ًق ىح ىذ ىر‬ ‫ىصاب ىع يه ٍم في ىآذىان ًه ٍم م ىن ال ا ى‬
‫ى‬ ‫ى ٍى‬ ‫ي‬
‫إدخاؿ اْلصب ًع كلٍّو‬ ‫ً‬ ‫ت[ ) البقرة‪ ]ُٗ/‬أم أناملىهم‪ ،‬كالقرينةي (حاليةه) كىي استحالةي‬ ‫الٍمو ً‬
‫ىٍ‬
‫في ً‬
‫اْلذف‪.‬‬
‫ظ ً‬ ‫و‬
‫الجزء‪ ،‬كأري ىد‬ ‫ذكر لف ي‬
‫من شيء آخر‪ ،‬كذلك فيما إذا ى‬ ‫ْ‪/‬الجزئيةي ‪ :‬ىي كو يف المذكوًر ض ى‬
‫مرسل‪،‬‬
‫ه‬ ‫الجواسيس‪ ،‬فالعيو يف مجا هز‬
‫ي‬ ‫الحاكم عيونىوي في المدينة‪ ،‬أم‬
‫ي‬ ‫نشر‬
‫الكل‪:‬نحو ى‬ ‫منو ُّ‬
‫ً‬
‫جاسوسها كالقرينةي اَلستحالةي‪.‬‬ ‫عالقتيو (الجزئيةي) ْل اف ك ال عي ون جزءه من‬
‫ذكر‬ ‫و‬ ‫ً‬
‫ٓ‪/‬اآلليةي ‪ :‬ىي كو يف الشيء كاسطةن إليصاؿ أثر شيء إلى آخر‪ ،‬كذلك فيما إذا ى‬
‫اجعل لًي لًسا ىف ً‬
‫ص ٍد وؽ فًي‬ ‫ً‬
‫ى‬ ‫(ك ٍ ى ٍ‬
‫ينتج عنو‪ ،‬نحو قولو تعالى ‪ :‬ى‬‫اْلثر الذم ي‬‫اسم اآللة‪ ،‬كأري ىد ي‬ ‫ي‬
‫ين[ ) الشعراء‪ ]ْٖ/‬أم ذكران حسنان ‪( ،‬فلسا هف) بمعنى ذك ور حس ون مجا هز‬ ‫ً‬
‫مرسل‪،‬‬
‫ه‬ ‫ٍاآلىخ ًر ى‬
‫عالقتيو (اآلليةي) ْل اف اللسا ىف آلةه في الذك ًر الحس ًن‪.‬‬
‫ً‬
‫الشيء باسم ما كا ىف عليو‪ ،‬نحو‬ ‫أم تسميةي‬
‫النظر إلى الماضي‪ٍ ،‬‬
‫اعتبار ما كا ىف ‪ :‬ىو ي‬
‫ٔ‪ /‬ي‬
‫يتامى ثم بلغوا‪،‬‬
‫(كىآتيوا الٍيىتى ىامى أ ٍىم ىوالى يه ٍم ) [النساء‪ ،]ِ/‬أم الذين كانوا ى‬
‫قولو تعالى ‪ :‬ى‬
‫(اعتبار ما كا ىف)‪.‬‬
‫ي‬ ‫مرسل‪ ،‬عالقتيو‬
‫ه‬ ‫فاليتامى‪ :‬مجا هز‬
‫ى‬
‫اسم الشيء على ما‬ ‫أطلق ي‬ ‫المستقبل‪ ،‬كذلك فيما إذا ى‬ ‫ً‬ ‫النظر إلى‬
‫اعتبار ما يكو يف ‪ :‬ىو ي‬ ‫ٕ‪ /‬ي‬
‫اؿ أىح يد يىمآ إًنٍّي أىرانًي أى ٍع ً‬
‫ص ير‬ ‫ى‬ ‫الس ٍج ىن فىػتىػيىا ىف قى ى ى ى‬‫{ك ىد ىخ ىل ىم ىعوي ٍّ‬‫يؤكؿ إليو‪ ،‬كقولو تعالى ‪ :‬ى‬ ‫ي‬
‫حاؿ عصرهً َل‬ ‫يؤكؿ أمرهي إلى خم ور‪ْ ،‬لنوي ى‬ ‫ىخ ٍم نرا ‪ )ّٔ( }..‬سورة يوسف ‪،‬أم‪ :‬عصيران ي‬
‫يؤكؿ إليو)‪.‬‬
‫اعتبار (ما ي‬ ‫ي‬ ‫يكو يف خمران‪ ،‬فالعالقةي ىنا‪:‬‬
‫ظ ً‬
‫الحاؿ‪ ،‬كأري ىد‬ ‫ذكر لف ي‬
‫ٖ‪/‬الحاليٌةي ‪ :‬ىي كو يف الشيء حاَلن في غيره‪ ،‬كذلك فيما إذا ى‬
‫وى يه ٍم فىًفي‬
‫ات يك يج ي‬‫ين ابٍػيىض ٍ‬ ‫اً‬
‫(كأى اما الذ ى‬
‫ً‬
‫المح ال لما بينهما من المالزمة‪ ،‬نحو قولو تعالى ‪ :‬ى‬
‫ً‬
‫(الرحمة) الجنةي التي‬ ‫فالمراد من‬
‫ي‬ ‫ىر ٍح ىم ًة اللا ًو يى ٍم فًي ىها ىخالً يدك ىف[ آؿ عمراف‪،)]َُٕ/‬‬
‫مرسل‪ ،‬عالقتيو‬ ‫تحل فيها رحمةي اهلل‪ ،‬ففيو مجا هز‬ ‫جنة ُّ‬ ‫تحل فيها الرحمةي‪ ،‬فهم في و‬ ‫ُّ‬
‫ي‬
‫(الحاليةي(‪.‬‬
‫المحل‪ ،‬كأري ىد‬
‫ٍّ‬ ‫ظ‬‫يحل فيو غيره‪ ،‬كذلك فيما إذا ذكرى لف ي‬ ‫الشيء ُّ‬ ‫ً‬ ‫ٗ‪/‬المحلياةي ‪ :‬ىي كوف‬
‫اديىوي (ُٕ) ىسنى ٍدعي ال ازبىانًيىةى [العلق‪،])ُٖ ،ُٕ/‬‬ ‫الحاؿ فيو ‪ -‬كقولو تعالى( ‪ :‬فىػلٍي ٍدعي نى ً‬ ‫بو ا‬
‫ى‬
‫يحل في النادم‪.‬‬
‫كالمراد من ُّ‬
‫و‬ ‫ً‬
‫كالعامود‪ ،‬أم‬
‫ى‬ ‫الجدار‬
‫ى‬ ‫َُ‪/‬المجاكرةي ‪ :‬ىي كو يف الشيء مجاكران لشيء آخر‪ ،‬نحو كلا ي‬
‫مت‬
‫قتهما (المجاكرةي)‪.‬‬ ‫كالعامود مجاز ً‬ ‫ً‬
‫اف مرسالفً عال ي‬ ‫ي‬ ‫فالجدار‬
‫ي‬ ‫بجوارىما‪،‬‬ ‫الجالس‬
‫ى‬
‫طلع الضاوءي‪،‬‬ ‫ً و‬
‫كجوده‪ ،‬عند كجود شيء آخر‪ ،‬نحو‪ :‬ى‬ ‫يجب ي‬ ‫ُُ‪/‬الالٌزمياةي‪ :‬ىي كو يف الشيء ي‬
‫ً‬
‫الشمس‪،‬‬ ‫أم الشمس; فالضوء مجا هز مرسل‪ ،‬عالقتيو الالزميٍّةي ‪ْ ،‬لنو يوج يد عند ً‬
‫كجود‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫اَلنفكاؾ‪.‬‬ ‫عدـ‬
‫الخاص‪ ،‬كىو ي‬‫ُّ‬ ‫اللزكـ‬
‫ي‬ ‫كالمعتبر ىنا‬
‫ي‬
‫شيء آخر‪ ،‬نحو‪ً :‬‬
‫مِلت‬ ‫الشيء يجب عند كجودهو كجود و‬ ‫ً‬ ‫ُِ‪/‬الملزكميةي‪ :‬ىي كوف‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫مرسل‪ ،‬عالقتيو الملزكمياةه ‪ْ ،‬لنها متىى‬
‫ه‬ ‫فالشمس مجا هز‬
‫ي‬ ‫اوء‪،‬‬
‫الشمس المكا ىف‪ ،‬أم الض ى‬ ‫ي‬
‫ضوءي‪ ،‬كالقرينةي مِلت‪.‬‬ ‫جدت يكج ىد ال ٌ‬
‫يك ٍ‬
‫بقيد أك أكثر‪ ،‬نحو‪ً :‬م ٍشفر و‬
‫زيد‬ ‫ً‬
‫الشيء م ىقيدان و‬ ‫ثم اإلطال يؽ‪ :‬ىو كوف‬
‫ي‬ ‫ى‬ ‫يٌ‬ ‫ُّ‪/‬التٌقيي يد‪ٌ ،‬‬
‫مطلق شفةن‪ ،‬فكاف في ىذا منقوَلن‬ ‫م ٍجركح; فإف ً‬
‫الم ٍش ىفر لغةن‪ :‬ىش ىفةي البعي ًر‪ ،‬ثم أيري ىد ىنا ى‬ ‫ى ي ه‬
‫مطلق و‬
‫شفة‪،‬‬ ‫المقيد إلى المطلى ًق‪ ،‬ككاف مجازان مرسالن‪ ،‬عالقتيو التقيي يد‪ ،‬ثم نيًقلى من ً‬ ‫ً‬ ‫عن‬
‫اإلنساف‪ ،‬فكاف مجازان مرسالن بمرتبتي ًن‪ ،‬ككانت عالقتيو التٌقيي ىد كاإلطال ىؽ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إلى ً‬
‫شفة‬
‫سدكف‬ ‫ً‬
‫الشيء شامالن لكثي ور‪ ،‬نحو قولو‬
‫تعالى‪(:‬أـ يى ٍح ي‬
‫ٍ‬ ‫العموـ‪ :‬ىو كوف‬
‫ُْ‪ /‬ي‬
‫مرسل‪ ،‬عالقتيو‬‫ه‬ ‫فالناس مجا هز‬
‫ي‬ ‫النبي(صلى اهلل عليو كسلام)‬
‫الناس)[النساء‪ ،] ْٓ :‬أم ا‬
‫العموـ‪.‬‬
‫ي‬
‫ً‬
‫الشخص على‬ ‫ً‬
‫كإطالؽ اسم‬ ‫كاحد‪،‬‬ ‫اللفظ خاصان و‬
‫بشيء و‬ ‫ُٓ‪ /‬الخصوص‪ :‬ىو كوف ً‬
‫ي‬
‫يش‪.‬‬ ‫ً‬
‫القبيلة‪ ،‬نحو ‪:‬ربيعةه كقر ه‬
‫صالةً)‬ ‫قضيتي يم ال ا‬ ‫و‬ ‫ً‬
‫ُٔ‪ /‬البدليةي‪ :‬ىي كو يف الشيء بدَلن عن شيء آخر‪ ،‬كقولو تعالى‪( :‬فإذا ٍ‬
‫]كالمراد‪ :‬اْلداءي‪.‬‬
‫ي‬ ‫[النساء‪َُّ :‬‬
‫أم ديتىوي‪.‬‬ ‫و‬ ‫ً‬
‫دـ زيد ٍ‬ ‫أكلت ى‬‫ي‬ ‫الشيء مبدَلن منو شيءه آخر‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ُٕ‪ /‬المبدليةي‪ :‬ىي كوف‬
‫مرسل عالقتيو المبدليةي ‪ْ ،‬ل اف ى‬
‫الدـ‪ :‬ه‬
‫مبدؿ عنوي الديةي‪.‬‬ ‫ه‬ ‫فالدـ مجا هز‬
‫ي‬
‫مقاـ أخرل‪ ،‬كذلك‪:‬‬ ‫و‬
‫اَلشتقاقي‪ :‬ىو إقامةي صيغة ى‬
‫ُّ‬ ‫التعلق‬
‫ي‬ ‫ُٖ‪/‬‬
‫(ص ٍن ىع اهلل الذم أتقن كل‬ ‫المفعوؿ‪ ،‬في قولو تعالى‪ :‬ي‬‫ً‬ ‫أ‪ /‬كإطالؽ المصد ًر على اسم‬
‫شيء)[النمل‪] ٖٖ :‬أم مصنوعيو‪.‬‬
‫ٍق اللا ًو ‪ )ُُ( } .‬سورة‬ ‫الفاعل على المصد ًر كقولو تعالى{ ‪ :‬ىى ىذا ىخل ي‬‫ً‬ ‫ً‬
‫كإطالؽ اسم‬ ‫ب‪ /‬ك‬
‫لقماف ‪ ،‬أم مخلوقيو‪.‬‬
‫اؿ َلى ىع ً‬
‫اص ىم الٍيىػ ٍوىـ‬ ‫المفعوؿ‪ ،‬في قولو تعالى‪ .. { :‬قى ى‬ ‫ً‬ ‫اسم الفاعل على اسم‬ ‫جػ ‪/‬ككإطالؽ ً‬
‫معصوـ‪.‬‬
‫ى‬ ‫ًم ٍن أ ٍىم ًر اللٌ ًو إًَلا ىمن ارًح ىم ‪ )ّْ( }..‬سورة ىود ‪ ،‬أم َل‬
‫الفاعل‪ ،‬في قولو تعالى{ ‪ :‬ىكإً ىذا قىػ ىرأٍ ى‬
‫ت الٍ يقرآ ىف ىج ىعلٍنىا‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫المفعوؿ على اسم‬ ‫د ‪/‬ككإطالؽ ً‬
‫اسم‬
‫ورا} (ْٓ) سورة اإلسراء ‪،‬أم ساتران‪.‬‬ ‫ً ً ً ًً‬ ‫اً‬
‫ين َلى ييػ ٍؤمنيو ىف باآلخ ىرة ح ىجابنا ام ٍستي ن‬
‫ك ىكبىػ ٍي ىن الذ ى‬‫بىػ ٍيػنى ى‬
‫اْلصلي‪.‬‬
‫ٍّ‬ ‫يمنع إرادةً المعنى‬
‫ذكر ما ي‬ ‫كالقرينة على مجازية ما تقدـ‪ ،‬ىي ي‬
‫النبي على اْلعادم‪ )...‬أم‬ ‫المفعوؿ على المصد ًر ‪ ، ،‬كقولو‪( :‬بمنصوًر ٍّ‬ ‫ً‬ ‫ىػ‪ /‬إطال يؽ ً‬
‫اسم‬
‫ً‬
‫أعاديو‪.‬‬ ‫النبي (صلى اهلل عليو كسلام) على‬ ‫بمثل نصرةً ٍّ‬ ‫ً‬
‫ىكؿ إَل أ اف الفر ىؽ بينهما كوف اْل ٍىكًؿ أع ام من‬ ‫بالمشارفة‪ :‬كىو كالمجاز باْل ً‬‫ً‬ ‫المجاز‬
‫ي‬ ‫ُٗ‪/‬‬
‫يب‪ ،‬قاؿ صلى اهلل عليو كسلم‪ « :‬ىم ٍن قىػتى ىل‬ ‫لخصوص القر ً‬‫ً‬ ‫كالبعيد‪ ،‬ك(المشارفةي)‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫القريب‬
‫المشرؼ على ً‬
‫القتل‪.‬‬ ‫ي‬ ‫مراد‬
‫قتل‪ ،‬كإنما ال ي‬
‫القتيل َل يي ي‬
‫ى‬ ‫قىتًيالن فىػلىوي ىسلىبيوي »‪ .‬فإ اف‬
‫و‬
‫مفعوؿ أك‬ ‫فاعل‪ ،‬أك ً‬
‫اسم‬ ‫اسم و‬ ‫الفعل‪ ،‬أك ما في معناهي من ً‬ ‫إسناد ً‬
‫العقلي‪ :‬ىو ي‬ ‫ُّ‬ ‫المجاز‬
‫ي‬
‫و‬ ‫و‬
‫مصد ور إلى غير ما ىو لو في الظاى ًر‪ ،‬من حاؿ المتكلٍّ ًم‪ ،‬لعالقة مع قرينة ي‬
‫تمنع من أف‬
‫ىو لوي‪.‬‬
‫اإلسناد إلى ما ى‬
‫ي‬ ‫يكو ىف‬
‫العقلي على قسمين‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫المجاز‬
‫ي‬
‫ىو لوي‪،‬‬ ‫الفعل أك ما في معنى ً‬
‫إسناد ً‬ ‫ً‬
‫الفعل إلى غير من ى‬ ‫اإلسناد‪ ،‬كىو ي‬ ‫المجاز في‬
‫ي‬ ‫اْلكؿ ‪/‬‬
‫ي‬
‫كىو على أقساـ‪ ،‬أشهرىا‪:‬‬
‫ً‬
‫الزماف‪ ،‬نحو قوؿ الشاعر ‪:‬‬ ‫اإلسناد إلى‬
‫ي‬ ‫ُ‪/‬‬
‫زمن ساءتٍوي أزماف‬ ‫َل تحسب ان سركران دائمان أبدان ‪ ...‬ىم ٍن س ارىه ه‬
‫كالسركر إلى الزم ًن‪ ،‬كىو لم يفعلٍهما‪ ،‬بل كانا كاقعي ًن فيو على ً‬
‫سبيل‬ ‫ى‬ ‫أسن ىد اإلساء ىة‬
‫المجا ًز‪.‬‬
‫ار تى ٍج ًرم ًم ٍن تى ٍحتً ًه ٍم‬
‫(ك ىج ىعلٍنىا ٍاْلىنٍػ ىه ى‬
‫ً‬
‫اإلسناد إلى المكاف‪ ،‬نحو قولو تعالى ‪ :‬ى‬ ‫ي‬ ‫ِ‪/‬‬
‫كليست جاريةن بل‬ ‫ٍ‬ ‫الجرم إلى اْلنهار‪ ،‬كىي أمكنةه للمياهً‪،‬‬ ‫ى‬ ‫[اْلنعاـ‪ ،)]ٔ/‬فقد أسن ىد‬
‫الجارم ما يؤىا‪.‬‬
‫بناء المدينة‪َ ،‬ل‬‫السبب‪ ،‬كقولو‪( :‬بنى اْلمير المدينةى) فإ ٌفى اْلمير سبب ً‬ ‫ً‬ ‫اإلسناد إلى‬ ‫ّ‪/‬‬
‫ى ي‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ي‬
‫بنفسو‪، .‬ك نحو قوؿ عنترة‪:‬‬ ‫إنٌو بناىا ً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫المحامونا‬
‫ي‬ ‫ىين‬ ‫إنٍّي لم ٍن ىم ٍعشر أفٍػنىى أكائلى يه ٍم ‪ ...‬ي‬
‫قيل ال يكماة أَل أ ى‬
‫بفاعل لو‪،‬‬ ‫ً‬
‫الشجعاف‪ ،‬ىل من مباروز ? ‪،‬كليس ذلك ي‬
‫القوؿ و‬ ‫اإلفناء إلى قوؿ‬ ‫نسب‬
‫ى‬ ‫فقد ى‬
‫كمؤث ور فيو‪ ،‬كإنما ىو ه‬
‫سبب فق ٍط‪.‬‬
‫اإلسناد إلى المصد ًر ‪ ،‬كقوؿ أبي فراس الحمداني‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ْ‪/‬‬
‫البدر‬ ‫ً‬
‫ىسيى ٍذ يك يرني قىػ ٍومي إذا ىج ٌد ج ٌد يى ٍم‪ ،‬كفي الليلةً الظلماء ‪ ،‬يفتق يد ي‬
‫ليس ً‬ ‫ً‬
‫الجاد فأصلو‬
‫بفاعل لو‪ ،‬بل فاعليو ُّ‬ ‫فقد أسن ىد الج اد إلى الجدٍّ‪ ،‬أم اَلجتهاد‪ ،‬كىو ى‬
‫الفعل‬
‫اْلصلي كىو الجادُّ‪ ،‬كأسن ىد ى‬
‫ا‬ ‫الفاعل‬
‫ى‬ ‫فحذؼ‬
‫ى‬ ‫جدا‪ ،‬أم اجته ىد اجتهادان‪،‬‬ ‫الجاد ًّ‬
‫ج اد ُّ‬
‫إلى ٍّ‬
‫الجد‪.‬‬
‫اسم‬ ‫الوامق‪ً ،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫استعمل ى‬
‫ى‬ ‫فقد‬ ‫حديث‬
‫ي‬ ‫المفعوؿ‪ ،‬نحو‪ :‬س ارني‬ ‫للفاعل إلى‬ ‫بني‬
‫إسناد ما ى‬
‫ٓ‪ /‬ي‬
‫سررت‬
‫ي‬ ‫المحبوب‪ ،‬فإ اف المر ى‬
‫اد‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الموموؽ‪ ،‬أم‬ ‫بدؿ‬
‫ب) ى‬ ‫(الم ًح ُّ‬
‫الوامق‪ ،‬أم ي‬ ‫ي‬ ‫الفاعل‪ ،‬كىو‬
‫ً‬
‫المحبوب‪.‬‬ ‫ً‬
‫بمحادثة‬
‫(كإًذىا قىػ ىرأٍ ى‬
‫ت الٍ يق ٍرىآ ىف ىج ىعلٍنىا‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الفاعل‪ ،‬نحو قولو تعالى ‪ :‬ى‬ ‫للمفعوؿ إلى‬ ‫بني‬
‫إسناد ما ى‬
‫ٔ‪ /‬ي‬
‫ورا [اإلسراء‪، )]ْٓ/‬أم ساتران‪ ،‬فقد‬ ‫ً ً ً ًً‬ ‫اً‬
‫ين ىَل ييػ ٍؤمنيو ىف ب ٍاآلىخ ىرة ح ىجابنا ىم ٍستي ن‬‫ك ىكبىػ ٍي ىن الذ ى‬‫بىػ ٍيػنى ى‬
‫الساتر‪.‬‬
‫ي‬ ‫الحجاب مستوران‪ ،‬مع أنو ىو‬ ‫ى‬ ‫جعل‬
‫ى‬
‫كأشهرىا النسبةي اإلضافيٌةي نحو‪:‬‬ ‫ً‬
‫اإلسنادية‪،‬‬ ‫ً‬
‫النسبة غي ًر‬ ‫المجاز في‬
‫ي‬ ‫الثاني ‪/‬‬
‫ي‬
‫ً‬
‫المكاف‪.‬‬ ‫ً‬
‫اإلضافة إلى‬ ‫الجرم إلى النه ًر مجا هز باعتبار‬ ‫ً‬ ‫م اْلنها ًر‪ :‬فإ اف نسبةى‬ ‫أ‪ /‬ىج ٍر ي‬
‫ً‬ ‫الصوـ إلى النها ًر مجا هز باعتبا ًر اإلضافة إلى‬ ‫ً‬
‫الزماف‪.‬‬ ‫صوـ النها ًر‪ :‬فإ اف نسبةى‬ ‫ب‪ /‬ي‬
‫ً‬
‫السبب‪.‬‬ ‫اب البىي ًن‪ :‬فإنٌوي مجا هز باعتبار اإلضافة إلى‬ ‫ج‪/‬غير ي‬
‫اإلضافة إلى المصد ًر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الج ٌد‪ :‬مجا هز باعتبار‬ ‫اجتهاد ً‬
‫ي‬ ‫د‪/‬‬

‫[تعريف اْلمر كبياف دَللة صيغة إفعل]‬


‫كاْلمر استدعاء الفعل بالقوؿ ممن ىو دكنو على سبيل الوجوب ‪ ،‬فإف كاف‬
‫اَلستدعاء من المساكم سمي التماسان أك من اْلعلى سمي سؤاَلن ‪ ،‬كإف لم يكن‬
‫على سبيل الوجوب بأف جوز الترؾ فظاىره أنو ليس بأمر أم في الحقيقة ‪.‬‬

‫ع فًي بى ً‬ ‫ث اىلٍ ىك ىالًـ ك أىق ً‬ ‫ف ًمن م ٍبح ً‬


‫ادةي‬
‫ت ىع ى‬ ‫اب اىٍْل ٍىم ًر‪ .‬ىك قى ٍد ىج ىر ٍ‬ ‫ٍسام ًو ىش ىر ى‬ ‫ى ى‬ ‫الم ىؤلٍّ ي ٍ ى ى‬
‫غ ي‬ ‫بىػ ٍع ىد ىما فىػ ىر ى‬
‫اإلثٍػب ً‬ ‫اْلصوليين على تقديم الٍ ىك ىالًـ فًي اْلمر ىعلىى الٍ ىك ىالًـ فًي النػ ٍ ً‬
‫ات ىعلىى‬ ‫اه ًي‪ ،‬لتىػ ىق ُّدًـ ًٍ ى‬
‫ًً‬ ‫اهي طىلى ً ً‬ ‫الناػ ٍف ًي‪ ،‬أىك; ًْلىناوي طىلىب ً ً‬
‫ب اَل ٍست ٍم ىرا ًر ىعلىى ىع ىدمو‪ ،‬فىػ يقد ى‬
‫ٍّـ ٍاْل ٍىم ير‬ ‫إيجاد الٍف ٍع ًل‪ ،‬ىكالنػ ٍ ي ي‬ ‫ي ى‬ ‫ٍ‬
‫يم ال ازىمانً ُّي لى يق ٍّد ىـ‬ ‫وح ى ً‬ ‫ؼ‪ ،‬كلىو لي ً‬ ‫ود ىعلىى الٍمع يد ًكـ‪ ،‬كىو التاػ ٍق ًديم بًال ا ً‬ ‫تىػ ٍق ًديم الٍموج ً‬
‫ظ التاػ ٍقد ي‬ ‫ش ىر ى ٍ‬ ‫ي‬ ‫ى يى‬ ‫ىٍ‬ ‫ى ىٍ ي‬
‫ود; ًْلى اف ال ىٍع ىد ىـ أىقٍ ىد يـ‪.‬‬
‫اهي تىػ ٍق ًديم الٍع ىدًـ ىعلىى الٍموج ً‬
‫ىٍ ي‬ ‫ى ى‬ ‫النػ ٍ ي‬
‫ك لم يعرؼ المؤلف كَل الشارح اْلمر من الناحية اللغوية كىو يطلق فيها إطالقين‪:‬‬
‫اْلكؿ‪ :‬على طلب الفعل كقولو تعالى‪{ :‬كأمر أىلك بالصالة} كىذا اْلمر يجمع على‬
‫أكامر‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬على الفعل كالحاؿ كالشأف كقولو تعالى‪{ :‬كشاكرىم في اْلمر}كىذا اْلمر يجمع‬
‫على أمور كالمراد ىنا‪ :‬اْلكؿ لما فيو من الطلب‪.‬‬
‫كاْلمر‪ :‬مصدر أمر بالشيء إذا طلب كقوعو‪ ،‬كىو يطلق بقيد شيء‪ ،‬أم‪ :‬بقيد الجزـ‪،‬‬
‫كبقيد َل شيء‪ ،‬أم‪ :‬بقيد عدـ الجزـ‪ ،‬كَل بقيد شيء‪ ،‬أم‪ :‬من غير تعرض لذكر الجزـ‬
‫أك نفيو ‪.‬‬
‫فاْلكؿ‪ :‬كىو ما أطلق بقيد شيء‪ :‬ىو اْلمر الداؿ على الوجوب‪.‬‬
‫كالثاني‪ :‬كىو ما أطلق بقيد َل شيء‪ .‬أم‪ :‬بقيد عدـ الجزـ‪ :‬كىو اْلمر الداؿ على‬
‫الندب‪.‬‬
‫كالثالث‪ :‬كىو ما أطلق َل بقيد شيء‪.‬أم‪َ :‬ل بقيد الجزـ كَل عدمو‪ :‬ىو اْلمر المطلق‪،‬‬
‫ككل ىذه يبحثها اْلصوليوف‪.‬‬
‫سةه‪ٍ :‬اْل ٍىم ير ًم ىن‬
‫وؿ ىخ ٍم ى‬ ‫يص ه‬‫يم ىكال اراءي أ ي‬
‫ً‬
‫قاؿ ابن فارس في مقاييس اللغة‪ « :‬ال ىٍه ٍم ىزةي ىكالٍم ي‬
‫ب‪.‬‬ ‫اماءي ىكالٍبىػ ىرىكةي بًىف ٍت ًح ال ًٍم ً‬ ‫ٍاْليموًر‪ ،‬ك ٍاْل ٍىمر ً‬
‫ض ُّد النػ ٍ‬
‫يم‪ ،‬ىكال ىٍم ٍعلى يم‪ ،‬ىكال ىٍع ىج ي‬ ‫اه ًي‪ ،‬ىك ٍاْل ىىم ىر الن ى‬ ‫ي ى ي‬
‫ضاهي‪ .‬ىكفًي ال ىٍمثى ًل‪ " :‬أ ٍىم هر ىما‬ ‫ضيتيوي‪ ،‬ىكأ ٍىم هر ىَل أ ٍىر ى‬ ‫اح يد ًمن ٍاْليموًر فىػ ىقولي يهم ىى ىذا أ ٍىمر ر ً‬ ‫فىأىاما الٍو ً‬
‫ه ى‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫ى ي‬ ‫ى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ك فًي الٍمثى ًل‪ًْ " :‬لىم ور ما ي ً‬ ‫ك "‪ .‬ىكًم ٍن ذىلً ى‬
‫ود "‪ .‬ىك ٍاْل ٍىم ير الاذم يى ىو نىق ي‬
‫يض‬ ‫س ي‬ ‫س او يد م ٍن يى ي‬ ‫ٍ ى يى‬ ‫ى‬ ‫أىتىى بً ى‬
‫ك‬‫ىم‪ :‬لًي ىعلىٍي ى‬ ‫اعةه‪ ،‬أ ٍ‬
‫ك أ ٍىم ىرةه يمطى ى‬ ‫اؿ‪ :‬لًي ىعلىٍي ى‬ ‫ىص ىم ًع ُّي‪ :‬ييػ ىق ي‬
‫اؿ ٍاْل ٍ‬ ‫ك افٍػ ىع ٍل ىك ىذا‪ .‬قى ى‬
‫اه ًي قىػ ٍولي ى‬
‫النػ ٍ‬
‫اح ىدةن فىػتي ًط ىيعنًي» إلى آخر كالمو‪.‬‬ ‫أى ٍف آمر ىؾ م ارةن ك ً‬
‫يى ى ى‬
‫ك أما من الناحية اَلصطالحية ‪ ،‬فاْلمر ىو قوؿ طلب الفعل على كجو اَلستعالء ‪ ،‬مثل‬
‫) كأقيموا الصالة كآتوا الزكاة (‪.‬‬
‫فخرج بقولنا ‪« :‬قوؿ» اإلشارة ك الكتابة ‪ ،‬فال تسمي أمرا‪ ،‬كإف أفادت معناه ‪.‬‬
‫كخرج بقولنا ‪«:‬طلب الفعل» النهي‪ْ ،‬لنو طلب ترؾ‪ ،‬كالمراد بالفعل اإليجاد ‪،‬فيشمل‬
‫القوؿ المأمور بو ‪ ،‬فإذا قلت لك ‪ :‬قل َل إلو إَل اهلل فهذا أمر أف توجد ىذا القوؿ ‪.‬‬
‫كخرج بقولنا ‪ « :‬على كجو اَلستعالء» اَللتماس كالدعاء كغيرىما مما يستفاد من‬
‫صيغة اْلمر بالقرائن ‪.‬‬
‫فعلى ىذا يعتبر اَلستعالء‪ ،‬كىو قوؿ أبي الخطاب ‪ ،‬كالموفق ‪ ،‬كأبي محمد الجوزم ‪،‬ك‬
‫الطوفي ‪ ،‬كابن مفلح ‪ ،‬كابن قاضي الجبل ‪ ،‬كابن برىاف ‪ ،‬كالفخر الرازم ‪ ،‬ك اآلمدم ‪،‬‬
‫كغيرىم ‪ ،‬كأبي الحسين من المعتزلة ‪ ،‬كصححو ابن الحاجب كغيره ‪.‬‬
‫قاؿ في «شرح التحرير » ‪« :‬كاعتبر أكثر أصحابنا ‪ ،‬منهم القاضي ‪ ،‬كابن عقيل ‪ ،‬كابن‬
‫البناء ‪ ،‬كالفخر إسماعيل ‪ ،‬كالمجد بن تيمية ‪ ،‬كابن حمداف كغيرىم كنسبو ابن عقيل‬
‫في « الواضح» إلي المحققين ‪ ،‬كأبو الطيب الطبرم ‪ ،‬كأبو إسحاؽ الشيرازم‬
‫‪،‬كالمعتزلة ‪ :‬العلو ‪ ،‬فأمر المساكم لغيره يسمي عندىم التماسا ‪ ،‬ك اْلدكف سؤاَل ‪.‬‬
‫كاعتبر اَلستعالء كالعلو معا ابن القشيرم كالقاضي عبد الوىاب المالكي‪.‬‬
‫كاَلستعالء ‪ :‬طلب بغلظة ‪ ،‬كالعلو ‪ :‬كوف الطالب أعلى رتبة ‪.‬قاؿ القرافي في «التنقيح‬
‫» ‪ « :‬اَلستعالء ىيئة في اْلمر من الترفع أك إظهار اْلمر ‪ ،‬كالعلو يرجع إلي ىيئة اآلمر‬
‫من شرفو كعلو منزلتو بالنسبة إلي المأمور » انتهػى كالمو ‪.‬‬

‫كصيغتو الدالة عليو إفعل نحو اضرب كأكرـ كاشرب‪،‬‬

‫ىل لِلمر صيغة تدؿ عليو ? مذىب جمهور العلماء ك ما اختاره المؤلف ىو أف لِلمر‬
‫صيغة تدؿ عليو ك ىذا ىو الراجح عندم ‪.‬ك قد استدؿ أصحاب ىذا القوؿ بأدلة كثيرة‬
‫منها‪:‬‬

‫‪/1‬أف العرب قد كضعوا لما َل يحتاج إليو أسماء كالدجاجة‪ ،‬كالهر‪ ،‬كالميسر‪ ،‬كالخمر‪،‬‬
‫فمن باب ٍأكلى أف يضعوا صيغة لِلمر ٍ‬
‫تدؿ عليو; كذلك ْلف الحاجة داعية إلى معرفة‬
‫اْلمر‪،‬لكثرة مخاطبات الناس بو‪ ،‬فال يمكن أف يتخاطبوا بغير صيغة‪ ،‬فدؿ ىذا على‬
‫أنهم كضعوا لو صيغة كىو‪ " :‬افعل "‪.‬‬
‫ِ‪/‬أف السيد لو قاؿ لعبده‪ " :‬ناكلني اللحم "‪ ،‬فلم يناكلو‪ ،‬فإنو يستحق عند أىل اللغة‬
‫الذـ كالتوبيخ‪ ،‬فلو لم تكن ىذه الصيغة موضوعة لالستدعاء لما استحق ذلك‪.‬‬
‫ّ‪ /‬أنا نجد في العقل ضركرة أف من كجدت منو صيغة" افعل " يسمى آمران‪ ،‬أما إذا لم‬
‫توجد منو ىذه الصيغة‪ ،‬فإنو َل يسمى آمران‪ ،‬كلو كاف اْلمر أمران لقيامو في النفس لسمي‬
‫من لم يوجد منو ذلك آمران‪.‬‬
‫ْ‪ /‬أف أىل اللغة قد قسموا الكالـ إلى أمر‪ ،‬كنهي‪ ،‬كخبر‪ ،‬كاستخبار‪ ،‬فعبركا عن اْلمر‬
‫ب " افعل "‪ ،‬كعبركا عن النهي بػ " َل تفعل "‪ ،‬كعبركا عن الخبر ب " جاء زيد "‪،‬‬
‫كعبركا عن اَلستخبار بقولهم‪ " :‬ىل جاء زيد? "‪ ،‬كلم يشترطوا لذلك أية قرينة‪ ،‬فدؿ‬
‫على أف " افعل " لِلمر بمجردىا بدكف قرينة‪.‬كىذا التقسيم قد استفاض بين أىل‬
‫اللساف كاستفاضة جود حاتم‪،‬كشجاعة عنترة‪.‬‬
‫ٓ‪ /‬أنو يسبق إلى الفهم إذا أطلقت صيغة " افعل "‪:‬أنها لِلمر‪ ،‬كَل يسبق إلى الفهم إَل‬
‫الحقيقة‪ ،‬أما غيره فال يفهم إَل بواسطة قرينة‪ ،‬فلو كانت صيغة " افعل " مشتركة بين‬
‫اْلمر كغيره‪:‬لما سبق إلى فهمنا أف السيد إذا قاؿ لعبده‪ " :‬افعل " أف ذلك أمر‪،‬فلما‬
‫دؿ على أنو حقيقة في اْلمر مجاز في غيره‪ ،‬بخالؼ اْللفاظ‬‫سبق ذلك إلى فهمنا ا‬
‫المشتركة‪ :‬فلو قاؿ السيد لعبده‪ " :‬اصبغ الثوب "‪،‬أك قاؿ‪ " :‬ائت العين "‪ :‬فال يسبق‬
‫إلى فهمنا لوف دكف لوف‪،‬كَل عين دكف عين‪.‬‬
‫أما المذىب الثاني في المسألة فيرل أنو ليس لِلمر صيغة في اللغة‪ ،‬كإنما صيغة‬
‫"افعل "مشتركة بين اْلمر كغيره‪ ،‬كَل يحمل على أحدىما إَل بقرينة‪.‬كىذا مذىب كثير‬
‫من اْلشاعرة‪.‬ك قولهم مرجوح‪.‬‬
‫ك بناءا على القوؿ الراجح فإف لِلمر صيغا تدؿ على طلب الفعل إذا تجردت عن‬
‫القرائن الصارفة عنو كىي أربع‪:‬‬
‫ُ‪ /‬فعل اْلمر‪ :‬مثل‪ :‬أقم الصالة‪ ،‬استغفركا ربكم‪ ،‬يا أيها النبي جاىد الكفار‬
‫كالمنافقين‪.‬‬
‫ِ‪ /‬المضارع المجزكـ بالـ اْلمر‪ :‬مثل قولو تعالى‪{ :‬ثم ليقضوا تفثهم كليوفوا نذكرىم‬
‫كليطوفوا بالبيت العتيق} ‪.‬‬
‫ّ‪ /‬اسم فعل اْلمر‪ :‬مثل قولو تعالى‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم}‪.‬‬
‫ْ‪ /‬المصدر النائب عن فعل اْلمر‪ :‬مثل قولو تعالى‪{ :‬فضرب الرقاب} ‪.‬‬
‫فائدة‪:‬‬
‫كىناؾ صيغ أخرل تدؿ على اْلمر بالشيء كطلب إيجاده كمن ىذه الصيغ‪ :‬التصريح‬
‫بلفظ اْلمر مثل‪ :‬آمركم كأمرتكم أنتم مأموركف? ككذا التصريح باإليجاب; كالفرض‬
‫كالكتب; كلفظة حق على العباد كعلى المؤمنين; ككذا ما فيو ترتيب الذـ كالعقاب على‬
‫الترؾ أك إحباط العمل بالترؾ كنحو ذلك‪.‬‬
‫كىي عند اإلطالؽ كالتجرد عن القرينة الصارفة عن طلب الفعل تحمل عليو أم على‬
‫ص ىالةى} ‪ ،‬إَل ما دؿ الدليل على أف المراد منو الندب أك‬ ‫يموا ال ا‬ ‫الوجوب نحو‪ً :‬‬
‫{كأىق ي‬
‫ى‬
‫اإلباحة [فيحمل عليو] أم على الندب أك اإلباحة‪.‬‬
‫ً ً‬
‫{كإًذىا ىحلىلٍتي ٍم‬ ‫مثاؿ الندب {فى ىكاتًبي ي‬
‫وى ٍم إً ٍف ىعل ٍمتي ٍم في ًه ٍم ىخ ٍيػ نرا} ‪ ،‬كمثاؿ اإلباحة ى‬
‫ادكا} ‪ ،‬كقد أجمعوا على عدـ كجوب الكتابة كاَلصطياد‪.‬‬ ‫اصطى ي‬
‫فى ٍ‬

‫صيغى ًة "افٍػ ىع ٍل" ىكىما في معناىا ىى ٍل ًىي ىح ًقي ىقةه فًي ال يٍو يج ً‬
‫وب‪ ،‬أ ٍىك فً ًيو‬ ‫ف أ ٍىىل ال ًٍعل ًٍم فًي ً‬
‫ى‬ ‫ا ٍختىػلى ى ي‬
‫ىم ىع غىٍي ًرهً‪ ،‬أ ٍىك فًي غىٍي ًرهً? قاؿ اإلماـ الشوكاني في إرشاد الفحوؿ ‪:‬‬
‫ب‬ ‫وب فىػ ىقطٍ‪ ،‬كص اححوي ابٍن الٍح ً‬
‫اج ً‬ ‫ى ى ى ي ى‬ ‫ور إًلىى أىناػ ىها ىح ًقي ىقةه فًي ال يٍو يج ً‬
‫ٍج ٍم يه ي‬
‫ب ال ي‬
‫«فى ىذ ىى ى‬
‫ٍحقُّ‪.‬‬‫م‪ :‬ىك يى ىو ال ى‬ ‫اؿ ال ارا ًز ُّ‬‫م‪.‬قى ى‬ ‫ضا ًك ُّ‬ ‫ىكالٍبىػ ٍي ى‬
‫ىص ىحابً ًو‪.‬‬ ‫م ىعلىى أ ٍ‬ ‫يل‪ :‬ىك يى ىو الا ًذم أ ٍىم ىالهي ٍاْلى ٍش ىع ًر ُّ‬ ‫كذى ىكر الٍجوينً ُّي أىناوي م ٍذ ىىب ال ا ً ً ً‬
‫شافع ٍّي‪ ،‬ق ى‬ ‫ى ي‬ ‫ى ى يىٍ‬
‫شافً ًع ٍّي‪ :‬أىناػ ىها ىح ًقي ىقةي‬ ‫اعةه ًم ىن الٍ يف ىق ىه ًاء‪ ،‬ىك يى ىو ًرىكايىةي ال ا‬‫اش وم‪ ،‬ىك ىعا امةي ال يٍم ٍعتى ًزلى ًة‪ ،‬ىك ىج ىم ى‬ ‫اؿ أىبو ىى ً‬
‫ىكقى ى ي‬
‫ب‪.‬‬ ‫النا ٍد ً‬
‫ب‪،‬‬ ‫وب ىكالنا ٍد ً‬ ‫ضوعه لًل يٍو يج ً‬ ‫م كالقاضي‪ :‬بالوقف‪ ،‬فقيل‪ :‬إنهما تىػ ىوقاػ ىفا فًي أىناوي ىم ٍو ي‬ ‫اؿ ٍاْلى ٍش ىع ًر ُّ‬‫ىكقى ى‬
‫يح"‬ ‫س ٍع يد فًي "التاػ ٍل ًو ً‬ ‫أصال‪ .‬ىك ىح ىكى ال ا‬ ‫يل تىػ ىوقاػ ىفا بًأى ٍف قى ىاَل‪ :‬ىَل نى ٍد ًرم بً ىما يى ىو حقيقة فيو ن‬ ‫ىكق ى‬
‫ً‬
‫ٍف فًي تىػ ٍعيًي ًن ال ىٍم ٍعنىى ال ىٍم ٍو ي‬ ‫اع وة ًمن الٍم ىح ٍّق ًقين‪ ،‬أىناػ يهم ذى ىىبيوا إًلىى الٍوق ً‬ ‫ً‬
‫وع‬
‫ض ً‬ ‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ىع ًن الٍغى ىزال ٍّي‪ ،‬ىك ىج ىم ى ى ي‬
‫اؿ‪،‬‬ ‫ٍف فًي تىػ ٍعيًي ًن الٍم ٍعنىى الٍمر ًاد ًع ٍن ىد ًاَل ٍستً ٍعم ً‬ ‫ضا ىع ًن ابٍ ًن يس ىريٍ وج ال ىٍوق ي‬ ‫لىوي ىح ًقي ىقةن‪ ،‬ىك ىح ىكى أىيٍ ن‬
‫ى‬ ‫يى‬ ‫ى‬
‫ب‪،‬‬ ‫وب ىكالنا ٍد ً‬‫اؾ لًل يٍو يج ً‬ ‫ضوعه ًع ٍن ىدهي بً ًاَل ٍشتًر ً‬ ‫وع لىوي ًع ٍن ىدهي; ًْلىناوي ىم ٍو ي‬ ‫ض ً‬ ‫ىَل فًي تىػ ٍعيًي ًن ال ىٍم ٍو ي‬
‫ى‬
‫يد‪.‬‬‫اه ًد ً‬
‫اح ًة ىكالتػ ٍ‬ ‫ىك ًٍ‬
‫اإلبى ى‬
‫شافً ًع ٍّي فًي ًرىكايىوة‬ ‫ب ا ٍشتً ىرا نكا لىٍف ًظيًّا‪ ،‬ىك يى ىو قىػ ٍو يؿ ال ا‬ ‫وب ىكالنا ٍد ً‬ ‫ىكقًيل‪ :‬أىناػ ىها يم ٍشتىػرىكةه بىػ ٍي ىن ال يٍو يج ً‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫ىع ٍنوي‪.‬‬
‫اح ًة‪.‬‬
‫اإلبى ى‬‫ب ىك ًٍ‬ ‫وب ىكالنا ٍد ً‬ ‫ىكقًيل‪ :‬إًناػ ىها يم ٍشتىػرىكةه ا ٍشتًرا نكا لىٍف ًظيًّا بىػ ٍي ىن ال يٍو يج ً‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫يح‬ ‫ب‪ ،‬ك يىو الطالىب‪ :‬أ ً‬
‫ىم تىػ ٍرج ي‬ ‫وب ىكالنا ٍد ً ى ى‬ ‫وعةه لً ٍل ىق ٍد ًر ال يٍم ٍشتىػر ًؾ بىػ ٍي ىن ال يٍو يج ً‬
‫ض ى‬ ‫يل‪ :‬إًناػ ىها ىم ٍو ي‬ ‫ً‬
‫ي ٍ‬ ‫ى‬ ‫ىكق ى‬
‫شايً ًخ ىس ىم ٍرقىػ ٍن ىد‪.‬‬ ‫م ىكىم ى‬ ‫يد ٍّ‬‫ال ًٍف ٍع ًل ىعلىى التػار ًؾ‪ ،‬كنىسبوي ىشارًح التاح ًري ًر إًلىى أىبًي م ٍنصوور الٍماتي ًر ً‬
‫ى ي ى‬ ‫ي ٍ‬ ‫ٍ ى ىى‬
‫ٍح ىر ًج‬ ‫اح ًة‪ ،‬ىك يى ىو ًٍ‬
‫اإل ٍذ يف بًىرفٍ ًع ال ى‬ ‫اإلبى ى‬ ‫ىكقًيل‪ :‬إًناػ ىها لً ٍل ىق ٍد ًر ال يٍم ٍشتىػر ًؾ بىػ ٍي ىن ال يٍو يج ً‬
‫وب ىكالنا ٍد ً‬
‫ب‪ ،‬ىك ًٍ‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫ضي ًم ىن ٍّ‬
‫الش ىيع ًة‪ »...‬انتهى‬ ‫ىع ًن الفعل‪ ،‬كبو قاؿ الٍمرتى ً‬
‫يٍ‬
‫ك الراجح من ىذه اْلقواؿ ىو رأم الجمهور كىو أف صيغة اْلمر ك ما في معناىا إذا‬
‫تجردت عن القرائن تقتضي الوجوب حقيقة‪ ،‬كاستعمالها فيما عداه من المعاني التي‬
‫ذكرىا المؤلف كالندب كاإلباحة كغيرىا يكوف مجازا لقولو تعالى‪( :‬ثي ام قيػلٍنىا لًل ىٍم ىالئً ىك ًة‬
‫ك أ اىَل تى ٍس يج ىد إً ٍذ‬ ‫اؿ ىما ىمنىػ ىع ى‬
‫ين () قى ى‬ ‫اسج يدكا ًآل ىدـ فىسج يدكا إًاَل إًبلًيس لىم ي يكن ًمن ال ا ً ً‬
‫ساجد ى‬ ‫ٍ ى ٍى ٍ ى‬ ‫ى ىى‬ ‫ٍي‬
‫ك)‪،‬‬‫أ ىىم ٍرتي ى‬
‫ك)‪،‬‬ ‫(ما ىمنىػ ىع ى‬ ‫حيث إف اهلل تعالى قد ذـ إبليس لما امتنع عن السجود كأنكر عليو بقولو‪ :‬ى‬
‫فلو لم يكن السجود كاجبان عليو لما استحق الذـ كالتوبيخ على تركو; ْلنو َل يذـ أحد‬
‫إَل بسبب تركو لواجب‪ ،‬حيث قلنا فيما سبق‪ :‬إف الواجب ىو‪ :‬ما ذـ تاركو شرعان‬
‫مطلقان‪ ،‬فتكوف الصيغة كىي‪ :‬افعل تقتضي الوجوب عند التجرد‪.‬‬
‫كإلجماع الصحابة رضي اهلل عنهم على أف اْلمر يقتضي الوجوب; حيث إنهم كانوا‬
‫يسمعوف اْلمر من الكتاب كالسنة فيحملونو على الوجوب‪ ،‬كلهذا لم يرد عنهم أنهم‬
‫سألوا النبي صلى اهلل عليو كسلم عن المراد بهذا اْلمر‪ ،‬بل كانوا يحملوف جميع‬
‫اْلكامر على الوجوب إَل إذا اقترف بو قرينة تصرفو عن الوجوب‪ ،‬كلم ينكر بعضهم على‬
‫بعض ذلك‪ ،‬فكاف إجماعان‪ .‬من ذلك‪ :‬استدَللهم على كجوب الصالة عند ذكرىا باْلمر‬
‫المطلق الوارد في قولو صلى اهلل عليو كسلم‪ " :‬من ناـ عن صالة أك نسيها فليصلها إذا‬
‫ذكرىا "‪،‬‬
‫كاستدَللهم على كجوب الزكاة على المرتدين باْلمر المطلق الوارد في قولو تعالى‪:‬‬
‫(كآتيوا ال ازىكا ىة)‪ ،‬كاستدَللهم على كجوب أخذ الجزية من المجوس بقولو صلى اهلل عليو‬
‫ى‬
‫كسلم‪ " :‬سنُّوا بهم سنة أىل الكتاب " كغير ذلك من اْلدلة‪.‬‬
‫فائدة‪:‬‬
‫وؿ"‪:‬‬ ‫ص ً‬ ‫اؿ ال ارا ًز ُّ ً‬
‫م في "ال ىٍم ٍح ي‬ ‫قى ى‬
‫كجها‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اؿ ٍاْل ً‬
‫ش ىر ن‬
‫سةى ىع ى‬
‫يصوليُّو ىف‪ :‬صيغىةي افٍػ ىع ٍل يم ٍستىػ ٍع ىملىةه في ىخ ٍم ى‬
‫«قى ى ي‬
‫صالة}‪.‬‬ ‫يموا ال ا‬ ‫ً‬
‫لإليجاب كقولو تعالى‪{ :‬أىق ي‬
‫ً ً‬ ‫كلًلنا ٍد ً ً‬
‫صلاى‬ ‫وى ٍم إً ٍف ىعل ٍمتي ٍم في ًه ٍم ىخ ٍيػ نرا} ‪ ،‬كيقرب منو التأديب كقولو ى‬ ‫ب ىك ىق ٍول ًو‪{ :‬فى ىكاتًبي ي‬ ‫ى‬
‫كب إًلىٍي ًو ىكإً ٍف ىكا ىف قى ٍد‬ ‫اس‪ " :‬يك ٍل ًم اما يىلً ى‬
‫يك" ; فىًإ اف ٍاْل ىىد ى‬
‫ب ىم ٍن يد ه‬ ‫اللاوي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم ًَلبٍ ًن ىعبا و‬
‫مغايرا للمندكب‪.‬‬ ‫قسما ن‬ ‫ىج ىعلىوي بعضهم ن‬
‫استى ٍش ًه يدكا} {فىا ٍكتيبيوهي}‪.‬‬ ‫{ك ٍ‬‫كلإلرشاد كقولو‪ :‬ى‬
‫اد لً ىمنىافً ًع ُّ‬
‫الدنٍػيىا‪ ،‬فىًإناوي ىَل‬ ‫اب ٍاآل ًخ ىرةً‪ ،‬ىك ًٍ‬
‫اإل ٍر ىش ى‬ ‫ب لًثىػ ىو ً‬ ‫ب ك ًٍ ً‬
‫اإل ٍر ىشاد أى اف النا ٍد ى‬ ‫ىكالٍ ىف ٍر يؽ بىػ ٍي ىن النا ٍد ً ى‬
‫ات ىكىَل يى ًزي يد بًًف ٍعلً ًو‪.‬‬
‫اد فًي الٍم ىدايػنى ً‬
‫ي ى‬
‫يػ ٍنتى ًقص الثػاواب بًتىػر ًؾ ًاَلستً ٍشه ً‬
‫ٍ ى‬ ‫ى ي ى ي ٍ‬
‫اح ًة ًمثٍ يل قىػ ٍولً ًو تىػ ىعالىى‪ { :‬يكليوا ىكا ٍش ىربيوا}‪.‬‬ ‫ً‬
‫ىكل ًٍإلبى ى‬
‫ً‬
‫ت}‪ ،‬كيقرب منو اإلنذار كقولو‬ ‫استىطى ٍع ى‬ ‫استىػ ٍف ًزٍز ىم ًن ٍ‬‫كللتهديد مثل‪{ :‬ا ٍع ىمليوا ىما ش ٍئتي ٍم}‪ {،‬ىك ٍ‬
‫تعالى‪{ :‬قي ٍل تى ىمتػاعيوا} ىكإً ٍف ىكا ىف قى ٍد ىج ىعليوهي قً ٍس نما ى‬
‫آخ ىر‪.‬‬
‫اف مثل‪{ :‬فى يكليوا ًم اما ىرىزقى يك يم اهلل}‪.‬‬ ‫كلًًال ٍمتًنى ً‬
‫ى‬
‫آمنًين}‪.‬‬ ‫الـ ً‬ ‫وىا بًس و‬
‫كلإلكراـ‪{ :‬ا ٍد يخلي ى ى‬
‫كللتسخير‪ { :‬يكونيوا قً ىر ىدة}‪.‬‬
‫ورةو ٍّم ٍن ًمثٍلًو}‪.‬‬
‫سى‬
‫ً‬
‫كللتعجيز‪{ :‬فىأٍتيوا ب ي‬
‫ت ال ىٍع ًز ييز الٍ ىك ًريم}‪.‬‬‫ك أىنٍ ى‬ ‫كلإلىانة‪{ :‬ذي ٍؽ إًنا ى‬
‫صبً يركا}‪.‬‬ ‫اصبً يركا أ ٍىك َل تى ٍ‬‫كللتسوية‪{ :‬فى ٍ‬
‫ب ا ٍغ ًف ٍر لًي}‪.‬‬ ‫{ر ٍّ‬
‫كللدعاء‪ :‬ى‬
‫ا‬ ‫ا‬ ‫كلًلتامنٍّي ىك ىقو ًؿ ال ا ً‬
‫يل أَل انجل"‪.‬‬ ‫شاع ًر‪" :‬أ ىىَل أىيُّػ ىها الل ٍي يل الط ًو ي‬ ‫ٍ‬ ‫ى ى‬
‫ىكلًًال ٍحتً ىقا ًر ىك ىق ٍولً ًو تىػ ىعالىى‪{ :‬أىلٍ يقوا ىما أىنٍػتي ٍم يم ٍل يقو ىف}‪.‬‬
‫كللتكوين‪ { :‬يك ٍن فىػيى يكوف} » انتهى‪.‬‬
‫ك أضاؼ اإلماـ الشوكاني على الرازم معاني أخرل لصيغ اْلمر حيث قاؿ ‪ « :‬ىكىم ٍن‬
‫ض يه ٍم ًم ىن‬
‫اإلنٍ ىذ ىار ىم ٍعنىػيىػ ٍي ًن يم ٍستى ًقلاٍي ًن جعلها سبعة عشر ىم ٍعننى‪ ،‬ىك ىج ىع ىل بىػ ٍع ي‬ ‫يب ىك ًٍ‬ ‫ً‬
‫ىج ىع ىل التاأٍد ى‬
‫ض ىح يكوا قىلً نيال‬ ‫اإل ٍذ ىف نى ٍح ىو قولو تعالى‪ { :‬يكليوا ًم ىن الطايٍّبىات} ‪ ،‬كالخبر نحو‪{ :‬فىػلٍيى ٍ‬ ‫ال ىٍم ىعانًي ًٍ‬
‫ت قىاض} كالمشورة كقولو‪{ :‬فىانٍظيٍر ىماذىا‬ ‫ٍض ىما أىنٍ ى‬ ‫ىكلٍيىٍب يكوا ىكثً نيرا} ‪ ،‬كالتفويض نحو‪{ :‬فىاق ً‬
‫ار نى ٍح ىو‪{ :‬انٍظييركا إًلىى ثى ىم ًرهً إًذىا أىثٍ ىمر} كالتكذيب نحو‪{ :‬قي ٍل ىىاتيوا‬ ‫ً ً‬
‫تىػ ىرل} ‪ ،‬ىكاَل ٍعتبى ى‬
‫بيػ ٍرىىانى يكم} ‪ ،‬كاَللتماس كقولك لنظيرؾ‪" :‬افعل"‪ .‬كالتلهيف نحو‪{ :‬قي ٍل يموتيوا بًغىٍي ًظ يكم}‬
‫وضوا ىكيىػل ىٍعبيوا} فتكوف جملة المعاني ستة كعشرين معنى»‬
‫كالتصبير نحو‪{ :‬فى ىذ ٍريى ٍم يى يخ ي‬
‫انتهى‪.‬‬

‫[ىل اْلمر يقتضي التكرار?]‬


‫كَل يقتضي التكرار على الصحيح ‪ْ ،‬لف ما قصد بو من تحصيل المأمور بو يتحقق‬
‫بالمرة الواحدة‪ ،‬كاْلصل براءة الذمة مما زاد عليها‪،‬‬
‫إَل إذا دؿ الدليل على قصد التكرار‪ ،‬فيعمل بو كاْلمر بالصلوات الخمس ‪ ،‬كاْلمر‬
‫بصوـ رمضاف ‪.‬‬
‫كمقابل الصحيح أنو يقتضي التكرار ‪،‬فيستوعب المأمور بالمطلوب ما يمكنو من زماف‬
‫العمر ‪ ،‬حيث َل بياف ْلمد المأمور بو‪َ ،‬لنتفاء مرجح بعضو على بعض‪.‬‬

‫ًً ً ً ا ً‬ ‫ث أى اف اىلٍجوينًي ص احح ع ىدـ اًقٍتً ى ً‬ ‫يخ ىالصةي ىى ىذا اىلٍم ٍبح ً‬
‫ضاء اىٍْلى ٍم ًر للت ٍك ىرا ًر إ اَل إذىا ىدؿ اىلٍ ادل ي‬
‫يل‬ ‫يىٍ ى ى ى ى‬ ‫ى ى‬ ‫ى‬
‫اعةه ًم ىن‬ ‫ك ‪،‬كفًي ى ًذهً اىلٍمسأىلى ًة نًزاعه بػين اىٍْلي ً‬ ‫ىعلىى اًقٍتً ى ًً ً ً‬
‫ب ىج ىم ى‬ ‫يث ذى ىى ى‬ ‫ين ‪ ،‬ىح ي‬ ‫صوليٍّ ى‬ ‫ضائو ل ىذل ى ى ى ى ٍ ى ى ٍ ى ي‬
‫ب‪ً ،‬م ٍن غىٍي ًر‬ ‫وعةه لً يمطٍلى ًق الطالى ً‬ ‫ض ى‬ ‫ص ًة ىم ٍو ي‬‫ٍخا ا‬ ‫صيغىةى ٍاْل ٍىم ًر بًا ٍعتًبىا ًر ال ىٍه ٍيئى ًة ال ى‬‫ٍاْليصولًيٍّين إًلىى أى اف ً‬
‫ي‬
‫ٍج ىويٍنً ُّي‪،‬‬ ‫م‪ ،‬كابٍن الٍح ً‬
‫اج ً‬ ‫ًً‬ ‫إً ٍشعا ور بًالٍوح ىدةً كالٍ ىكثٍػرةً‪ ،‬كا ٍختىارهي ال ً‬
‫ب‪ ،‬ىكال ي‬ ‫ٍحنىفياةي‪ ،‬ىك ٍاآلمد ُّ ى ي ى‬ ‫ى ىٍ ى ى ى ى ى‬
‫س ًن الٍ ىك ٍرًخ ُّي قىاليوا‬ ‫ٍح ى‬ ‫م‪ ،‬ىكأىبيو ال ى‬ ‫ص ًر ُّ‬
‫س ٍي ًن الٍبى ٍ‬
‫ٍح ى‬‫ضا من المتعزلة أىبيو ال ي‬ ‫ارهي أىيٍ ن‬
‫م ىكا ٍختى ى‬ ‫ضا ًك ُّ‬‫ىكالٍبىػ ٍي ى‬
‫ضركًريا ً‬ ‫ً‬ ‫صيل الٍمأٍموًر بً ًو بًأىقى ال ًمن م ارةو فىص ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ات‬ ‫ارت ال ىٍم ارةي م ٍن ى ي‬ ‫ٍ ى ىى‬ ‫ىجم نيعا‪ :‬إًاَل أىناوي ىَل يي ٍمك ين تى ٍح ي ى ي‬
‫اف بًال ىٍمأ يٍموًر بً ًو‪ ،‬ىَل أى اف ٍاْل ٍىم ىر يى يد ُّؿ ىعلىٍيػ ىها بً ىذاتًًو‪.‬‬ ‫اإلتٍػي ً‬
‫ًٍ ى‬
‫يستىاذي أىبيو إً ٍس ىحا ىؽ‬ ‫ً‬ ‫صيغىةى ٍاْل ٍىم ًر تىػ ٍقتى ً‬‫كقاؿ جماعة‪ :‬إف ً‬
‫ضي ال ىٍم ارةى ال ىٍواح ىد ىة لىٍفظنا‪ ،‬ىك ىع ىزاهي ٍاْل ٍ‬
‫يح ٍاْلى ٍشبىوي‬ ‫شافً ًع ٍّي‪ ،‬كإًناوي ال ا ً‬ ‫ضى ىك ىالًـ ال ا‬ ‫اؿ‪ :‬إًناوي يم ٍقتى ى‬ ‫شافً ًعيا ًة‪ ،‬ىكقى ى‬ ‫اإل ٍس ىف ىرايًينً ُّي إًلىى أى ٍكثى ًر ال ا‬
‫ًٍ‬
‫صح ي‬ ‫ى‬
‫اؿ جماعة من قدماء الحنفية‪ ،‬كقاؿ جماعة من اَلصوليين‪ :‬إنها‬ ‫ب الٍعيلى ىم ًاء ىكبً ًو قى ى‬ ‫بً ىم ىذ ًاى ً‬
‫يستىاذي أىبيو‬ ‫م‪ ،‬ىك ٍاْل ٍ‬ ‫اؿ أىبيو إً ٍس ىحا ىؽ ٍّ‬
‫الش ىيرا ًز ُّ‬ ‫اف‪ ،‬ىكبً ًو قى ى‬ ‫اإل ٍم ىك ً‬‫تى يد ُّؿ ىعلىى التا ٍك ىرا ًر يم ادةى الٍعي ٍم ًر ىم ىع ًٍ‬
‫اعةه ًمن الٍ يف ىقه ًاء كالٍمت ىكلٍّ ًمين‪ ،‬كإًناما قىػيا يدكهي بً ًٍ ً ً‬ ‫ً‬
‫ج‬
‫اإل ٍم ىكاف لتى ٍخ ير ى‬ ‫اإل ٍس ىف ىرايًين ُّي‪ ،‬ىك ىج ىم ى ى ى ى ي ى ى ى ى‬ ‫إً ٍس ىحا ىؽ ًٍ‬
‫م ىع ًن‬ ‫يل‪ :‬إًناػ ىها لًل ىٍم ارةً‪ ،‬ىكتى ٍحتى ًم يل التا ٍك ىر ىار ىك ىى ىذا ىم ٍر ًك ٌّ‬ ‫اإلنٍ ً ً‬
‫ساف ىكق ى‬
‫ً‬
‫ض يركًرياات ًٍ ى‬ ‫ات ى‬ ‫أ ٍىكقى ي‬
‫شافً ًع ٍّي‪.‬‬‫ال ا‬
‫اد ًم ٍنوي ىَل نى ٍد ًرم أىك ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫ٍف‪ ،‬كا ٍختيلً ى ً‬ ‫كقً ً ً‬
‫ض ىع‬ ‫ي‬ ‫ف في تىػ ٍفسي ًر ىم ٍعنىى ىى ىذا ال ىٍوقٍف‪ ،‬فىق ى‬
‫يل‪ :‬ال يٍم ىر ي‬ ‫يل‪ :‬بال ىٍوق ى‬ ‫ى ى‬
‫اد الٍمتى ىكلٍّ ًم لًًال ٍشتًر ً‬ ‫لًلٍم ارةً أىك لًلتا ٍكرا ًر أىك لًلٍمطٍلى ًق‪ ،‬كقًيل الٍمر ً‬
‫اؾ بىػ ٍيػنىػ ىها‪،‬‬ ‫ى‬ ‫اد م ٍنوي ىَل يى ٍد ًرم يم ىر ى ي‬ ‫ى ى يى ي‬ ‫ى ٍ ي‬ ‫ى ٍ‬
‫ين فًي‬ ‫اضي أبو بكر كجماعة كركم عن الجويني‪.‬ى ىذا ملى اخص أىقٍػو ًاؿ اىٍْلي ً‬ ‫اؿ الٍ ىق ً‬ ‫ىكبً ًو قى ى‬
‫صوليٍّ ى‬ ‫ي‬ ‫ى ي ي ى‬
‫ش ٍوىكانًي ىك غىٍيػ يرهي‪.‬‬ ‫ىى ًذهً اىلٍ ىم ٍسأىلى ًة ىك ىما نىػ ىقلى ىها اىلٍ ى‬
‫ين ىك ىما بىػياػنىا ىك‬ ‫اح ود ًمن اىٍْل ً‬ ‫ف قى ًوم ًج ًّدا اختاره غىير ك ً‬ ‫ارهي اىل يٍم ىؤلٍّ ي‬ ‫كاىلٍ ىق ي ً ً‬
‫يصوليٍّ ى‬ ‫ى ى‬ ‫يى‬ ‫وؿ اىلذم ا ٍختى ى‬ ‫ى‬
‫استى ىدليوا بًأ ًىدلاوة ىكثً ىيرةو ًم ٍنػ ىها إًطٍبىا يؽ أ ٍىى ًل ال ىٍع ىربًيا ًة ىعلىى أ اف ىى ٍيئى ًة ٍاْل ٍىم ًر ىَل ىد ىَللىةى لى ىها إًاَل ىعلىى‬‫ٍ‬
‫ود‪ ،‬ىكغىٍي ًرًى ىما إًنا ىما يى ىو ًم ىن‬ ‫وب ًمن قًي واـ كقيػع و‬
‫وص ال ىٍمطٍلي ً ٍ ى ى ي‬ ‫ص ً‬ ‫ب فًي يخص ً و‬
‫وص ىزىماف ىك يخ ي‬ ‫ي‬ ‫الطالى ً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وع ال ىٍه ٍيئىة ىكال ىٍماداة أى اف تى ىم ى‬
‫اـ‬ ‫ص ىل ًم ٍن ىم ٍج يم ً‬ ‫ً ً‬
‫ال ىٍماداة ىكىَل ىد ىَللىةى لى ىها إًاَل ىعلىى يم ىج ارد الٍف ٍع ًل فى ىح ى‬
‫ً‬
‫ص يل بًًف ٍع ًل‬ ‫ً‬ ‫اءةي بًال ي‬ ‫الصيغى ًة يىو طىلى ً‬ ‫ىم ٍدلي ً‬
‫كج ىع ٍن عي ٍه ىدة ٍاْل ٍىم ًر تى ٍح ي‬ ‫ٍخ ير ً‬ ‫ب الٍف ٍع ًل فىػ ىق ٍط ىكالٍبىػ ىر ى‬ ‫ى ي‬ ‫وؿ ٍّ‬
‫سيً ىد‬‫ود بً ىها‪ .‬ىك ىما أى اف ال ا‬ ‫اح ىدةن لًتىح ُّق ًق ما يىو الٍمطٍليوب بًًإ ٍد ىخالً ًو فًي الٍوج ً‬ ‫الٍمأٍموًر بً ًو م ارنة ك ً‬
‫يي‬ ‫ى ى ى ى ي‬ ‫ى ى‬ ‫ىي‬
‫اح ود فىػ ىقط‪ًْ ،‬لى اف‬ ‫اؿ لًعب ًدهً‪ " :‬صم "‪ ،‬فىًإناو ي ٍخرج عن الع ًه ىدةً كتىػبػرأي ًذ امتو بًصوًـ يػووـ ك ً‬
‫ي ى ي ي ى ي ى ٍ ى يي ى ٍ ىٍ ى‬ ‫يٍ‬ ‫إًذىا قى ى ى ٍ‬
‫و ً و‬ ‫ً‬ ‫ً ً ً‬
‫ف بًأىناوي‬‫وص ي‬‫قىػ ٍو ىؿ ال ىقائ ًل لغىٍي ًره‪ " :‬ا ٍد يخل ال اداىر " ىم ٍعنىاهي‪ :‬يكن ىداخالن‪ ،‬ىكبً ىد ٍخلىة ىكاح ىدة يي ى‬
‫اخ هل‪ ،‬فى ىكا ىف يم ٍمتىثًالن‪ ،‬كىكا ىف اىٍْلى ٍم ير ىع ٍنوي ىساقًطان‪.‬‬ ‫دً‬
‫ى‬
‫وـ ك ً‬ ‫اهلل ىْلىصوم ان "‪ ،‬فىًإناو يبر بً ً و‬
‫المطٍلى يق ىكىَل‬ ‫ك اىٍْلى ٍم ير ي‬ ‫اح ود‪ ،‬فى ىك ىذلً ى‬ ‫ص ٍوـ يى ى‬ ‫ي ى ُّ ى‬ ‫يى‬
‫كًْلىناوي لىو قىا ىؿ‪ " :‬ك ً‬
‫ى‬ ‫ى ٍ‬
‫فىػ ٍرؽ‪.‬‬

‫[ىل اْلمر يقتضي الفور أـ َل?]‬


‫كَل يقتضي الفور ‪ْ ،‬لف الغرض منو إيجاد الفعل من غير اختصاص بالزماف اْلكؿ دكف‬
‫الزماف الثاني ‪.‬‬
‫كقيل يقتضي الفور كعلى ذلك بني قوؿ من قاؿ يقتضي التكرار‪.‬‬

‫الصواب عندم في المسألة ك اهلل أعلم ما اختاره كثير من أىل العلم أنو إذا كردت‬
‫صيغة اْلمر خالية مما يدؿ على فور أك تراخ اقتضت فعل المأمور بو فورا في أكؿ زمن‬
‫ا ًإلمكاف لقياـ اْلدلة على ذلك كقولو تعالى‪{ :‬كسارعوا إلى مغفرة من ربكم} كقولو‪:‬‬
‫{سابقوا إلى مغفرة من ربكم} كقولو‪{ :‬فاستبقوا الخيرات} ككمدحو المسارعين في‬
‫قولو‪{ :‬أكلئك يسارعوف في الخيرات} ‪ .‬ككجو دَللة ىذه النصوص أف كضع اَلستباؽ‬
‫كالمسابقة كالمسارعة للفورية‪.‬‬
‫ككذـ اهلل تعالى إلبليس على عدـ المبادرة بالسجود بقولو تعالى‪{ :‬ما منعك أف َل‬
‫تسجد إذ أمرتك} أم في قولو تعالى‪{ :‬كإذ قلنا للمالئكة اسجدكا آلدـ فسجدكا إَل‬
‫إبليس} ‪ ،‬كلو لم يكن اْلمر للفور لما استحق الذـ كيدؿ لذلك من جهة اللغة‪ :‬أف‬
‫السيد لو أمر عبده فلم يمتثل فعاقبو فاعتذر العبد بأف اْلمر على التراخي لم يكن‬
‫عذره مقبوَل عندىم‪.‬‬

‫[ما َل يتم الواجب إَل بو]‬


‫كاْلمر بإيجاد الفعل أمر بو كبما َل يتم الفعل إَل بو ‪ ،‬كاْلمر بالصالة أمر بالطهارة‬
‫المؤدية إليها‪ ،‬فإف الصالة َل تصح بدكف الطهارة ‪.‬‬

‫من المهم تحرير المقاـ ك تفصيل الكالـ في المسألة حتى يتضح لنا القوؿ الصحيح‬
‫فيها ‪.‬يقوؿ اإلماـ ابن قدامة المقدسي رحمو اهلل في ركضة الناظر‪« :‬ماَل يتم الواجب‬
‫إَل بو ينقسم إلى ما ليس إلى اختيار المكلف كالقدرة كاليد في الكتابة كحضور اإلماـ‬
‫كالعدد في الجمعة فال يوصف بوجوب كإلى ما يتعلق باختيار العبد كالطهارة للصالة‬
‫كالسعي إلى الجمعة كغسل جزء من الرأس مع الوجو كإمساؾ جزء من الليل مع النهار‬
‫في الصوـ فهو كاجب كىذا أكلى من قولنا يجب التوصل إلى الواجب بما ليس بواجب‬
‫إذ قولنا يجب ما ليس بواجب متناقض لكن اْلصل كجب باإليجاب قصدا كالوسيلة‬
‫كجبت بواسطة كجوب المقصود فهو كاجب كيف ما كاف كإف اختلفت علة إيجابهما‬
‫فإف قيل لو كاف كاجبا ْلثيب على ما فعلو كعوقب على ما تركو كتارؾ الوضوء كالصوـ‬
‫َل يعاقب على ما ترؾ من غسل الرأس كصوـ الليل قلنا كمن أنبأكم أف ثواب القريب‬
‫إلى البيت في الحج مثل ثواب البعيد كأف الثواب َل يزيد بزيادة العمل في الوسيلة فأما‬
‫العقوبة فإنو يعاقب على ترؾ الوضوء كالصوـ كَل يتوزع على أجزاء الفعل فال معنى‬
‫إلضافتو إلى التفصيل‪ »..‬انتهى‪.‬‬
‫ك رغم أف كالـ ابن قدامة المقدسي في ىذا التقسيم أدؽ من كالـ الجويني إَل أنو لم‬
‫يفرؽ بين ما أمر المكلف بتحصيلو ك ما لم يؤمر بذلك مما يتعلق باختياره ‪ ،‬ك ىذا ما‬
‫جعل الشيخ محمد اْلمين الشنقيطي يستدرؾ على ابن قدامة في ىذه المسألة عند‬
‫تعليقو على كتابو ركضة الناظر ك جنة المناظر ‪ ،‬حيث يقوؿ رحمو اهلل ‪« :‬ما َل يتم‬
‫الواجب إَل بو ثالثة أقساـ‪ :‬قسم ليس تحت قدرة العبد كما مثلنا لو آنفا‪.‬‬
‫كقسم تحت قدرة العبد عادة إَل أنو لم يؤمر بتحصيلو كالنصاب ػ لوجوب الزكاة‬
‫كاَلستطاعة لوجوب الحج كاإلقامة لوجوب الصوـ‪ ،‬كىذاف القسماف َل يجباف إجماعا‪.‬‬
‫القسم الثالث ما ىو تحت قدرة العبد مع أنو مأمور بو كالطهارة للصالة كالسعي‬
‫للجمعة‪ ..‬الخ‪ ..‬كىذا كاجب على التحقيق كاف شئت قلت‪( :‬ما َل يتم الواجب‬
‫المطلق إَل بو فهو كاجب) كالطهارة للصالة ك (ما َل يتم الواجب المعلق ػ على شرط‬
‫كالزكاة معلقة على ملك النصاب‪ ،‬كالحج على اَلستطاعة ػ إَل بو فليس بواجب)‬
‫كالنصاب للزكاة كاَلستطاعة للحج‪ ،‬كأكضح من ىذا كلو أف نقوؿ‪( :‬ما َل يتم الواجب‬
‫إَل بو فهو كاجب كالطهارة للصالة) كما َل يتم الوجوب إَل بو فليس بواجب كالنصاب‬
‫للزكاة» انتهى‪.‬‬

‫[خركج المأمور عن عهدة اْلمر]‬


‫كإذا في ًع ىل بالبناء للمفعوؿ‪ ،‬أم المأمور بو ‪ ،‬يخرج المأمور عن العهدة ‪ ،‬أم عهدة‬
‫اْلمر‪ .‬كيتصف الفعل باإلجزاء ‪.‬‬

‫اإلجزاء عند اْلصوليين يعني أمرين ‪:‬اْلكؿ امتثاؿ المكلف لِلمر باإلتياف بو على الوجو‬
‫الذم أمر بو الشارع‪ ،‬كالثاني سقوط القضاء‪.‬‬
‫كقد اتفق اْلصوليوف على أف المكلف إف فعل ما أمر بو على الوجو الصحيح تحقق‬
‫اإلجزاء‪ .‬ككقع الخالؼ في اإلجزاء بالمعنى الثاني‪ ،‬فما قرره إماـ الحرمين ىو مذىب‬
‫جمهور اْلصوليين‪ ،‬كفي المسألة قوؿ آخر كىو أف فعل اْلمر َل يدؿ على سقوط‬
‫القضاء كَل بد من دليل آخر كىو قوؿ القاضي عبد الجبار كمن تابعو من المعتزلة‪.‬‬
‫ب‬ ‫ف بًالٍمأٍموًر بً ًو ىعلىى الٍم ٍشر ً ً‬ ‫قاؿ الزركشي في البحر المحيط ‪« :‬إتٍػيىا يف الٍم ىكلا ً‬
‫كع يموج ه‬ ‫ى ي‬ ‫ىي‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً ً ً‬
‫اإل ٍج ىزاءي‬ ‫ث قى ىاَل‪ًٍ :‬‬ ‫ٍجباا ًر ىح ٍي ي‬ ‫ٍج ٍم يهوًر خ ىالفنا ْلىبًي ىىاش وم ىكالٍ ىقاضي ىك ىع ٍبد ال ى‬ ‫ل ًٍإل ٍج ىزاء ع ٍن ىد ال ي‬
‫ف ىعلىى‬ ‫سلى ً‬ ‫ؼ ىم ٍر يدك هد بًًإ ٍج ىم ًاع ال ا‬ ‫صوور‪ :‬ىك يى ىو ًخ ىال ه‬ ‫يستىاذي أىبيو ىم ٍن ي‬ ‫اؿ ٍاْل ٍ‬ ‫يل‪ .‬قى ى‬ ‫اج إلىى ىدلً و‬ ‫يى ٍحتى ي‬
‫م قىػ ٍونَل ثىالًثنا‪ :‬أى اف ٍاْل ٍىم ىر ىم ٍوقي ه‬
‫وؼ‬ ‫ش ٍي يخ أىبيو ىح ًام ود ٍاإل ٍس ىفرايًينً ٌي ىك يسلىٍي هم ال ارا ًز ا‬ ‫ًخ ىالفً ًو‪ .‬ىكنىػ ىق ىل ال ا‬
‫ب ال يٍم ٍعتى ًزلى ًة‪.‬‬ ‫يب ًم ٍن ىم ٍذ ىى ً‬ ‫اؿ يسلىٍي هم‪ :‬ىك يى ىو قى ًر ه‬ ‫سبىاهي لً ٍِلى ٍش ىع ًرياًة‪ .‬قى ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يل ىكنى ى‬ ‫ىعلىى ىما ييػثٍبتيوي ال ادل ي‬
‫ض ًيو ًم ٍن‬ ‫شر ًع‪ ،‬كىَل يػ ٍقتى ً‬
‫ؼ ال ا ٍ ى ى‬ ‫ث عي ٍر ي‬ ‫اإل ٍج ىزاءى ًم ٍن ىح ٍي ي‬‫ضي ًٍ‬ ‫كفً ىيها م ٍذ ىىب رابً هع‪ :‬ك يىو أىناوي يػ ٍقتى ً‬
‫ى ى ه ى ى ى ى‬
‫س‪ :‬ىك يى ىو‬ ‫ً‬ ‫ش ًر ً‬ ‫اد ًر " ىع ٍن ال ا‬ ‫ضع اللُّغى ًة‪ :‬ح ىكاهي فًي الٍمص ً‬
‫ضى‪ .‬ىك ىخام ه‬ ‫يف ال يٍم ٍرتى ى‬ ‫ى ى‬ ‫ى‬ ‫ث ىك ٍ ي‬ ‫ىح ٍي ي‬
‫كط ىها ىكأ ٍىرىكانً ىها فىػ يه ىو‬ ‫شر ً‬ ‫ًً‬ ‫كط الٍمعتبػرةً‪ ،‬ىكال ا ً‬ ‫الشر ً‬ ‫ً‬
‫ص ىالة ال يٍم ىؤدااة ب ي ي‬ ‫ي ٍ ىى ى‬ ‫يل بىػ ٍي ىن ىما يىػ ىق يع ىعلىى ُّ ي‬ ‫التاػ ٍفص ي‬
‫ف أىك غىي ًرهً‬ ‫ً‬
‫ٍخلى ًل إ اما م ٍن ًج ىهة ال يٍم ىكلا ً ٍ ٍ‬
‫ً‬ ‫ب ًم ٍن ال ى‬ ‫ض ٍر ه‬ ‫اإل ٍج ىز ًاء‪ ،‬ىكبىػ ٍي ىن ىما يى ٍد يخليوي ى‬‫وؼ بً ًٍ‬‫ص ه‬ ‫ىم ٍو ي‬
‫ااب فًي‬ ‫اإل ٍجز ًاء‪ .‬ح ىكاهي الٍ ىق ً‬ ‫ٍء فًي الٍح ٍّج كال ا ً‬ ‫ىكالٍوط ً‬
‫اضي ىع ٍب يد ال ىٍوى ً‬ ‫ص ٍوـ فى ىال يى يد ُّؿ ىعلىى ًٍ ى ى‬ ‫ى ى‬ ‫ى‬
‫اإل ٍج ىز ًاء ىعلىى‬ ‫آخ ىر; ًْلىناا ىَل نىػ يق ي‬
‫وؿ بً ًٍ‬ ‫ٍح ًقي ىق ًة ىم ٍذ ىىبنا ى‬ ‫ً‬
‫س ىى ىذا في ال ى‬ ‫اؿ‪ :‬ىكلىٍي ى‬ ‫اص "‪ .‬ثي ام قى ى‬ ‫ال يٍملىخ ً‬
‫ئ إذىا ىكقى ىع ىعلىى ال ىٍو ٍج ًو ال يٍم ٍعتىبى ًر‪ »...‬إلى آخر كالمو‪.‬‬ ‫ىم أ ٍىم ور ىكقى ىع‪ ،‬ىكإًنا ىما يي ٍج ًز ي‬
‫أ ٍّ‬

‫[الذم يدخل في اْلمر كالنهي كما َل يدخل]‬


‫الذم يدخل في اْلمر كالنهي كما َل يدخل ىذه ترجمة‪ .‬يدخل في خطاب اهلل تعالى‬
‫المؤمنوف ‪ ،‬كسيأتي الكالـ في الكفار‪ .‬كالساىي ‪...‬كالصبي كالمجنوف ‪ ،‬غير‬
‫داخلين في الخطاب‪َ ،‬لنتفاء التكليف عنهم ‪ .‬كيؤمر الساىي بعد ذىاب السهو عنو‬
‫بجبر خلل السهو‪ ،‬كقضاء ما فاتو من الصالة‪ ،‬كضماف ما أتلفو من الماؿ‪.‬‬
‫[ىل الكفار مخاطبوف بفركع الشريعة أـ َل?]‬
‫كالكفار مخاطبوف بفركع الشرائع كبما َل تصح إَل بو كىو اإلسالـ لقولو تعالى‬
‫حكاية عن الكفار‬
‫{ما سلى ىك يكم فًي س ىقر قىاليوا لىم نى ي ً‬
‫ين} كفائدة خطابهم بها عقابهم عليها‬ ‫صلٍّ ى‬
‫ك م ىن ال يٍم ى‬ ‫ٍ‬ ‫ى ى‬ ‫ى ٍ‬
‫إذ َل تصح منهم ‪...‬حاؿ الكفر لتوقفها على النية المتوقفة على اإلسالـ كَل‬
‫يؤاخذكف بها بعد اإلسالـ ترغيبان فيو ‪.‬‬
‫في ىذا البحث عدة مسائل تناكلها المؤلف‪:‬‬
‫المسألة اْلكلى‪ :‬بيان المؤلف من يدخل في خطاب التكليف كمن َل يدخل فالمؤمن‬
‫المكلف ك ىو البالغ العاقل مخاطب بأكامر الشريعة ك نهواىيها‪.‬ك ليعلم القارئ أف‬
‫الناس على قسمين‪:‬‬
‫ُ‪ /‬قسم لم يكتمل إدراكو‪ ،‬كذلك إما لعدـ البلوغ كالصغير أك لفقداف العقل‬
‫كالمجنوف‪ ،‬أك لتغطيتو كالسكراف أك لذىولو كالساىي‪.‬‬
‫ِ‪ /‬قسم مكتمل اإلدراؾ‪ ،‬كىو البالغ العاقل السالم من العوارض المتقدمة فالقسم‬
‫اْلكؿ َل يدخل في نطاؽ التكليف كَل يشملو الخطاب بدليل العقل كالنقل‪.‬‬
‫أ‪ /‬أما من جهة العقل فِلف اْلمر يقتضي اَلمتثاؿ كمن لم يدرؾ أمران َل يتأتى منو‬
‫امتثالو‪.‬‬
‫رسوؿ اهلل ‪ -‬صلاى اهلل‬
‫ب‪ /‬كأما من جهة النقل فلحديث عائشة رضي اهلل عنها‪ :‬أف ى‬
‫ظ‪ ،‬كعن ال يمبتىػلىى حتى‬ ‫عليو كسلم ‪ -‬قاؿ‪" :‬رفًع القلم عن و‬
‫ثالثة‪ :‬عن النائم حتى يستيق ى‬ ‫ي ى ي‬
‫صب ٍّي حتى يى ٍكبىػ ىر" ركاه أبو داكد ك غيره‪.‬‬
‫يبرأ‪ ،‬كعن ال ا‬
‫كَل يعترض على ىذا بتضمين ما أتلفو ْلف ضماف حق الغير يستوم فيو العاقل كنجير‬
‫العاقل حتى لو أتلفتو بهيمة لزـ صاحبها ضمانو‪.‬‬
‫المسألة الثانية‪:‬‬
‫المخاطبوف بأكامر الشرع كنواىيو إما مسلموف أك كفار‪ ،‬كالخطاب الشرعي إما يتناكؿ‬
‫أصوؿ الدين كالعقائد كإما فركعو كالصالة كالصياـ كنحو ذلك‪.‬‬
‫أ‪ -‬فالخطاب بأصل يشملهما باتفاؽ العلماء‪.‬‬
‫ب‪ -‬كالخطاب بفرع فيو ثمانية أقواؿ لِلصوليين ىي كاآلتي‪:‬‬
‫القوؿ اْلكؿ ‪ :‬ىم مكلفوف بفركع اإلسالـ مطلقا ك ىذا ىو الراجح الذم تدؿ عليو‬
‫اْلدلة ك ىو اختيار المؤلف ك ذىب إلى ذلك‪ :‬اإلماـ مالك‪ ،‬كىو ظاىر مذىب‬
‫الشافعي‪ ،‬كىو ركاية عن اإلماـ أحمد‪ ،‬كاختاره كثير من المالكية‪ ،‬كالشافعية‪،‬‬
‫كالحنابلة‪ ،‬كعامة أىل الحديث‪ ،‬كبعض الحنفية كالكرخي‪،‬كالجصاص‪ ،‬كىو مذىب‬
‫أكثر المعتزلة‪.‬‬
‫القوؿ الثاني‪ :‬ىم غير مكلفين بفركع اإلسالـ مطلقا ذىب إلى ذلك اإلماـ أحمد في‬
‫ركاية عنو‪ ،‬كىو قوؿ لإلماـ الشافعي‪ ،‬كىو مذىب ابن خويز منداد من المالكية‪ ،‬كىو‬
‫اختيار أبي حامد اإلسفراييني من الشافعية‪ ،‬كىو مذىب كثير من الحنفية‪.‬‬
‫القوؿ الثالث ‪:‬ىم مكلفوف بالنواىي دكف اْلكامر ذىب إلى ذلك بعض الحنفية‪ ،‬كىو‬
‫ركاية عن اإلماـ أحمد‪.‬‬
‫القوؿ الرابع ‪ :‬ىم مكلفوف باْلكامر دكف النواىي حكى ىذا المذىب الزركشي في "‬
‫البحر المحيط "‪ ،‬كلم ينسبو إلى قائل‪.‬‬
‫القوؿ الخامس‪ :‬ىم مكلفوف بفركع اإلسالـ سول الجهاد في سبيل اهلل ‪ ،‬ذكر ىذا‬
‫المذىب إماـ الحرمين في " النهاية "‪ ،‬كالقرافي في"تنقيح الفصوؿ "‪ ،‬كاإلسنوم في "‬
‫التمهيد "‪ ،‬كلم ينسبوه إلى أحد‪.‬‬
‫القوؿ السادس‪ :‬التفريق بين الكافر المرتد فيكلف بالفركع ك الكافر اْلصلي فال‬
‫يكلف بها ‪ ،‬حكى ىذا المذىب عبد الوىاب المالكي في " الملخص "‪،‬‬
‫كالقرافي في " شرح تنقيح الفصوؿ "‪ ،‬كابن السبكي في " جمع الجوامع "‪.‬‬
‫القوؿ السابع‪ :‬التفريق بين الكافر الحربي فال يكلف ك الكافر غير الحربي فيكلف‬
‫حكى ىذا المذىب الزركشي في " البحر المحيط "‪.‬‬
‫القوؿ الثامن ‪ :‬التوقف في المسألة ‪ ،‬حكى ىذا المذىب أبو حامد اإلسفراييني عن‬
‫أبي الحسن اْلشعرم‪ ،‬كحكاه سليم الرازم في " التقريب "‪ ،‬كلم ينسبو إلى أحد‪.‬‬
‫كالصحيح دخوؿ الكفار فيو كما قرر المؤلف ك أنهم مخاطبوف بفركع الشريعة‬
‫كالمسلمين‪ ،‬ك اْلدلة على ذلك كثيرة منها قولو تعالى عن الكفار‪{ :‬ما سلككم في‬
‫سقر قالوا لم نك من المصلين كلم نك نطعم المسكين ككنا نخوض مع الخائضين ككنا‬
‫نكذب بيوـ الدين} فذكركا من أسباب تعذيبهم تركهم لما أمركا بو من الفركع كتركهم‬
‫الصالة كالزكاة كارتكابهم لما نهوا عنو بخوضهم مع الخائضين‪ ،‬كلم يقتصركا على ذكر‬
‫السبب اْلكابر كىو تكذيبهم بيوـ الدين‪.‬‬
‫كمنها رجمو صلى اهلل عليو كسلم اليهوديين‪ ،‬ككذلك قولو تعالى‪{ :‬الذين كفركا كصدكا‬
‫عن سبيل اهلل زدنا ىم عذابان فوؽ العذاب} ‪ .‬ككما أف المؤمن يثاب على إيمانو كعلى‬
‫امتثالو اْلكامر كاجتناب النواىي فكذلك الكافر يعاقب على ترؾ التوحيد كعلى‬
‫ارتكاب النواىي كعدـ امتثاؿ اْلكامر‪.‬‬
‫اع إًلىٍي ًو ىسبً نيال) ‪ .‬كجو الدَللة‪:‬‬ ‫ت ىم ًن ٍ‬
‫استىطى ى‬ ‫ى‬ ‫(كلًلا ًو ىعلىى الن ً‬
‫ااس ًح ُّج الٍبػ ٍي ً‬
‫ك منها قولو تعالى‪ :‬ى‬
‫أف لفظ " الناس " اسم جنس معرؼ بأؿ اَلستغراقية‪ ،‬فيشمل جميع الناس‪ ،‬كالكفار‬
‫من جملة الناس‪ ،‬فيدخلوف في ىذا الخطاب‪ ،‬كَل مانع من دخولهم تحت الخطاب‬
‫ْلنو لو كجد مانع لكاف إما عقليان‪ ،‬كإما شرعيان‪.‬كَل يوجد مانع عقلي ك َل شرعي من‬
‫دخوؿ الكافر‪.‬‬
‫ص ىال ىة ىكآتيوا ال ازىكا ىة) ‪ .‬كجو الدَللة‪ :‬أف ىذا عاـ في حق‬
‫يموا ال ا‬‫ك كذلك قولو تعالى‪ً :‬‬
‫(كأىق ي‬
‫ى‬
‫المسلمين كالكفار‪ ،‬فال يخرج الكافر إَل بدليل‪ ،‬كَل يوجد دليل على ذلك‪ ،‬كالكفر‬
‫ليس برخصة مسقطة للخطاب عن الكافر‪.‬‬
‫س‬ ‫ين ىَل يى ٍدعيو ىف ىم ىع اللا ًو إًلى نها ى‬
‫آخ ىر ىكىَل يىػ ٍقتيػليو ىف الناػ ٍف ى‬
‫ك من اْلدلة أيضا قولو تعالى‪ :‬ا ً‬
‫(كالذ ى‬ ‫ى‬
‫اب‬
‫ف لىوي ال ىٍع ىذ ي‬
‫اع ٍ‬‫ضى‬ ‫ٍق أىثى ناما (ٖٔ) يي ى‬ ‫ك يىػل ى‬‫ٍح ٍّق ىكىَل يىػ ٍزنيو ىف ىكىم ٍن يىػ ٍف ىع ٍل ذىلً ى‬ ‫ً‬
‫الاتي ىح ارىـ اللاوي إًاَل بًال ى‬
‫يىػ ٍوىـ ال ًٍقيى ىام ًة ىكيى ٍخلي ٍد فً ًيو يم ىهانا) ‪ .‬كجو الدَللة‪ :‬أف ىذا نص في مضاعفة عذاب من جمع‬
‫بين ىذه المحظورات‪ ،‬كىي الكفر‪ ،‬كالقتل‪ ،‬كالزنا‪ ،‬كىذا يدؿ على أف الزنا كالقتل‬
‫يدخالف فيو‪ ،‬فثبت كوف ذلك محظوران عليو‪ ،‬مما يقتضي أف الكافر مخاطب كمكلاف‬
‫بفركع الشريعة‪.‬‬
‫ب ىكتىػ ىولاى (ِّ) دليل‬ ‫ً‬
‫صلاى (ُّ) ىكلىك ٍن ىك اذ ى‬
‫ص اد ىؽ ىكىَل ى‬
‫كما أف في قولو تعالى‪( :‬فى ىال ى‬
‫على ىذا القوؿ ‪ ،‬فاللاو تعالى ذـ ‪ -‬ىنا ‪ -‬الكفار لتركهم الصالة‪ ،‬كىي من فركع‬
‫الشريعة‪ ،‬مما يدؿ على أف الكفار مكلافوف بالفركع‪.‬‬
‫ين ىَل ييػ ٍؤتيو ىف ال ازىكا ىة ىك يى ٍم بً ٍاآل ًخ ىرةً يى ٍم‬ ‫اً‬ ‫ك كذلك قولو تعالى‪( :‬ككيل لًل ً‬
‫ٍم ٍش ًرك ى‬
‫ين (ٔ) الذ ى‬ ‫ىىٍ ه ي‬
‫ىكافً يرك ىف (ٕ) ‪.‬كجو الدَللة‪ :‬أف اللاو تعالى توعاد المشركين على شركهم‪ ،‬كعلى ترؾ إيتاء‬
‫الزكاة‪ ،‬فدؿ ذلك على أنهم مخاطبوف باإليماف‪ ،‬كمخاطبوف بإيتاء الزكاة; ْلنو َل يتوعد‬
‫على ترؾ ما َل يجب على اإلنساف‪ ،‬كَل يخاطب بو‪ ،‬فدؿ ذلك على أف الكفار‬
‫مكلافوف بالفركع‪.‬‬
‫[ىل اْلمر بالشيء نهي عن ضده?]‬
‫كاْلمر بالشيء نهي عن ضده ‪.‬‬

‫ىذه المسألة تحتاج إلى بياف ك تحرير‪ ،‬كفيها ثالثة مذاىب‪:‬‬


‫المذىب اْلكؿ‪ :‬اْلمر بالشيء ىو عين النهى عن ضده كىذا قوؿ جمهور المتكلمين‪.‬‬
‫المذىب الثاني‪ :‬اْلمر بالشيء ليس عين النهى عن ضده‪ ،‬كلكنو يستلزمو‪.‬‬
‫المذىب الثالث‪ :‬أنو ليس عينو كَل يتضمنو كىو قوؿ المعتزلة كاْلبيارة من المالكية‪،‬‬
‫كإماـ الحرمين كالغزالي من الشافعية‪.‬‬
‫ك ىذا تفصيلها‪ :‬أما المذىب اْلكؿ الذم اختاره كثير من المتكلمين فقالوا أسكن‬
‫مثال‪ ،‬السكوف المأمور بو فيو‪ ،‬ىو عين ترؾ الحركة‪ ،‬قالوا كشغل الجسم فراغان ىو عين‬
‫تفريغو للفراغ الذم انتقل عنو‪ ،‬كالبعد من المغرب ىو عين القرب من المشرؽ كىو‬
‫بالنسبة إليو أمر‪ ،‬كإلى الحركة نهي‪ ،‬كالذين قالوا بهذا القوؿ اشترطوا في اْلمر كوف‬
‫المأمور بو معينان ككوف كقتو مضيقان كلم يذكر ذلك المؤلف‪ ،‬أما إذا كاف غير معين‬
‫كاْلمر بواحد من خصاؿ الكفارة فال يكوف نهيان عن ضده‪.‬‬
‫قاؿ الشيخ محمد اْلمين الشنقيطي رحمو اهلل تعالى في رده على ىذا القوؿ ‪ «: :‬الذم‬
‫يظهر كاهلل أعلم أف قوؿ المتكلمين كمن كافقهم من اْلصوليين أف اْلمر بالشيء ىو‬
‫عين النهى عن ضده‪ ،‬مبني على زعمهم الفاسد أف اْلمر قسماف‪ :‬نفسي كلفظي‪ ،‬كأف‬
‫اْلمر النفسي‪ ،‬ىو المعنى القائم بالذات المجرد عن الصيغة كبقطعهم النظر عن‬
‫الصيغة‪ ،‬كاعتبارىم الكالـ النفسي‪ ،‬زعموا أف اْلمر ىو عين النهى عن الضد‪ ،‬مع أف‬
‫متعلق اْلمر طلب‪ ،‬كمتعلق النهى ترؾ‪ ،‬كالطلب استدعاء أمر موجود‪ ،‬النهى استدعاء‬
‫ترؾ‪ ،‬فليس استدعاء شيء موجود‪ ،‬كبهذا يظهر أف اْلمر ليس عين النهى عن الضد‬
‫كأنو َل يمكن القوؿ بذلك إَل على زعم أف اْلمر ىو الخطاب النفسي القائم بالذات‬
‫المجرد عن الصيغة‪ ،‬كيوضح ذلك اشتراطهم في كوف اْلمر نهيان عن الضد أف يكوف‬
‫اْلمر نفسيان يعنوف الخطاب النفسي المجرد عن الصيغة‪ ،‬كجزـ ببناء ىذه المسألة على‬
‫الكالـ النفسي صاحب الضياء الالمع كغيره‪ ،‬كقد أشار المؤلف إلى ىذا بقولو من‬
‫حيث المعنى‪ ،‬كأما الصيغة فال كلم ينتبو ْلف ىذا من المسائل التي فيها النار تحت‬
‫الرماد‪ْ ،‬لف أصل ىذا الكالـ مبنى على زعم باطل كىو أف كالـ اهلل مجرد المعنى‬
‫القائم بالذات المجرد عن الحركؼ كاْللفاظ‪ْ ،‬لف ىذا القوؿ الباطل يقتضى أف ألفاظ‬
‫كلمات القرآف بحركفها لم يتكلم بها رب السموات كاْلرض‪ ،‬كبطالف ذلك كاضح‪»..‬‬
‫انتهى‪.‬‬
‫كأما المذىب الثاني في المسألة فهو أظهر اْلقواؿ ك أرجحها ْلف قولك أسكن مثال‬
‫يستلزـ نهيك عن الحركة ْلف المأمور بو َل يمكن كجوده مع التلبس بضده َلستحالة‬
‫اجتماع الضدين كما َل يتم الواجب إَل بو كاجب كما تقدـ‪.‬‬
‫ك أما المذىب الثالث فاستدؿ من قاؿ بو بأف اآلمر يجوز أف يكوف كقت اْلمر ذاىال‬
‫عن ضده كإذا كاف ذاىال عنو فليس ناىيان عنو إذ َل يتصور النهى عن الشيء مع عدـ‬
‫خطوره بالباؿ أصال‪ ،‬كيجاب عن ىذا بأف الكف عن الضد َلزـ ْلمره مستلزـ ضركرة‬
‫للنهى عن ضده َلستحالة اجتماع الضدين‪.‬‬
‫فائدة‪:‬‬
‫قاؿ ابن قدامة المقدسي رحمو اهلل في ركضة الناظر‪:‬‬
‫«كَل يشترط في كوف اْلمر أمرا إرادة اآلمر في قوؿ اْلكثرين‪.‬‬
‫كقالت المعتزلة إنما يكوف أمرا باإلرادة كحده بعضهم بأنو إرادة الفعل بالقوؿ على كجو‬
‫اَلستعالء ‪.‬قالوا ْلف الصيغة مترددة بين أشياء فال ينفصل اْلمر منها مما ليس بأمر إَل‬
‫باإلرادة كْلف الصيغة إف كانت أمرا لذاتها فهو باطل بلفظ التهديد أك لتجردىا عن‬
‫القرائن فيبطل بكالـ النائم كالساىي فثبت أف المتكلم بهذه الصيغة على غير كجو‬
‫السهو غرضو إيقاع المأمور بو كىو نفس اإلرادة‪.‬‬
‫كلنا أف اهلل أمر إبراىيم عليو السالـ بذبح كلده كلم يرده منو كأمر إبليس بالسجود كلم‬
‫يرده منو إذ لو أراده لوقع فإف اهلل تعالى فعاؿ لما يريد‬
‫دليل ثاف‪ :‬أف اهلل تعالى أمر بأداء اْلمانات بقولو إف اهلل يأمركم أف تؤدكا اْلمانات إلى‬
‫أىلها ثم لو ثبت أنو لو قاؿ كاهلل ْلؤدين أمانتك إليك غدا إف شاء اهلل فلم يفعل لم‬
‫يحنث كلو كاف مراد اهلل لوجب أف يحنث فإف اهلل تعالى قد شاء ما أمره بو من أداء‬
‫أمانتو‪ .‬دليل آخر‪ :‬أف دليل اْلمر ما ذكرناه عن أىل اللساف كىم َل يشترطوف‬
‫اإلرادة‪ »...‬إلى آخر كالمو‪.‬‬

‫[النهي عن الشي أمر بضده]‬


‫كالنهي عن الشيء أمر بضده ‪،‬فإذا قاؿ لو ‪ :‬اسكن كاف ناىيان لو عن التحرؾ‪ ،‬أك َل‬
‫تتحرؾ‪ ،‬كاف آمران لو بالسكوف‪.‬‬

‫ض ٌّد ك ً‬
‫اح ٌّد أى اما إًف‬ ‫ض ٍّدهً إً ٍف ىكا ىف لىوي ً‬ ‫اتاػ ىفق اْلصوليوفى علىى أى اف النػهي عن ال ى ً‬
‫يء ىىو أىمر بً ً‬
‫ى‬ ‫ش ى ه‬ ‫ىٍ ى ى‬ ‫ى ي ي ى‬
‫ىكا ىف لىوي أى ٍ‬
‫ض ىدا هد فىقد اختلفوا في ذلك ‪ .‬يقوؿ اإلماـ الزركشي في كتابو البحر المحيط‬
‫في أصوؿ الفقو‪:‬‬
‫ٍح ىرىك ًة‬ ‫اح هد بً ًاَلتٍّػ ىف ً‬ ‫ض ٌّد ك ً‬ ‫ضدٍّهً إ ٍف ىكا ىف لىوي ً‬ ‫شي ًء فىأ ٍىمر بً ً‬
‫اه ًي ىع ٍن ال ى‬ ‫اؽ ىكالنػ ٍ‬ ‫ى‬ ‫اه يي ىع ٍن ال ا ٍ ه‬ ‫«أى اما النػ ٍ‬
‫ضدٍّهً ىك ىما‬ ‫ض ىدا هد‪ ،‬فىا ٍختىػلى يفوا فً ًيو‪ ،‬فىًقيل‪ :‬نىػ ٍفس ٍاْل ٍىم ًر بً ً‬
‫ي‬ ‫ى‬ ‫وف‪ ،‬ىكإً ٍف ىكا ىف لىوي أى ٍ‬ ‫الس يك ً‬‫يى يكو يف أ ٍىم نرا بً ُّ‬
‫ب‬‫ك فًي ىجانً ً‬ ‫يل‪ :‬بى ٍل ىذلً ى‬ ‫ً‬ ‫آخ نرا إلىى أىناوي يىػتى ى‬ ‫اؿ ً‬ ‫ب ٍاْلى ٍم ًر قىالىوي الٍ ىق ً‬ ‫فًي ىجانً ً‬
‫ض امنيوي‪ ،‬ىكق ى‬ ‫اضي‪ ،‬ثي ام ىم ى‬
‫ب إلىٍي ًو‬ ‫ً اً‬
‫ٍح ىرىم ٍي ًن في الٍبيػ ٍرىىاف "‪ :‬الذم ذى ىى ى‬
‫ً‬
‫اـ ال ى‬ ‫اؿ ىإم ي‬ ‫ؼ‪ .‬ىكقى ى‬ ‫ٍخ ىال ي‬ ‫اه ًي‪ ،‬فى ىال يج ًرم ال ً‬
‫ىٍ‬ ‫ٍاْل ٍىم ًر ىَل النػ ٍ‬
‫ش ٍي ًء‬ ‫ض ىد ًاد ال ىٍم ٍن ًه ٍّي ىع ٍنوي‪ ،‬ىك ٍاْل ٍىم ير بًال ا‬ ‫ىح ًد أى ٍ‬ ‫اب أى اف النػاهي عن ال ا ً‬
‫ش ٍيء أ ٍىم هر بًأ ى‬ ‫ٍ ى ىٍ‬ ‫ىص ىح ً‬ ‫ً‬
‫ىج ىماى يير ٍاْل ٍ‬
‫اص "‬ ‫ااب فًي ال يٍملىخ ً‬ ‫اضي ىع ٍب يد ال ىٍوى ً‬ ‫ض ىد ًاد الٍمأٍموًر بً ًو‪ ،‬كجرل ىعلىٍي ًو الٍ ىق ً‬
‫ى ىى‬ ‫ىي‬ ‫نىػ ٍه هي ىع ٍن ىج ًمي ًع أى ٍ‬
‫اح هد‬ ‫ض ٌّد ك ً‬ ‫اؿ لىوي ً‬ ‫يب " فىػ ىقاليوا‪ :‬إ ٍف ىك ى‬ ‫م فًي التاػ ٍق ًر ً‬ ‫اط ًع " ىك يسلىٍي هم ال ارا ًز ا‬‫سمعانًي فًي الٍ ىقو ً‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ىكابٍ ين ال ا ٍ ى ٍّ‬
‫ص ٍوًـ فًي ال ًٍعي ىديٍ ًن‪ ،‬ىكىك ىق ٍولً ًو‪ :‬ىَل تى ٍك يف ٍر‬ ‫ض ُّمننا‪ ،‬ىك ىما قىالىوي يسلىٍي يم ىكال ا‬ ‫ىم‪ :‬تى ى‬ ‫ك الض ٍّ‬
‫ٍّد أ ٍ‬ ‫فىػ يه ىو أ ٍىم هر بً ىذلً ى‬
‫اإليم ً‬ ‫ً‬
‫اف‪.‬‬ ‫فىًإناوي أ ٍىم هر ب ًٍ ى‬
‫ص يل إلىى تىػ ٍر ًؾ ال ىٍم ٍن ًه ٍّي ىع ٍنوي اإَل‬ ‫اح ود; ًْلىناوي ىَل ييػتىػ ىو ا‬‫ض ٍّد ك ً‬ ‫ًً‬ ‫ً‬ ‫ىكإً ٍف ىكا ىف لىوي أى ٍ‬
‫ض ىدا هد ىكث ىيرةه فىػ يه ىو أ ٍىم هر ب ى‬
‫اف فًي ٍاْل ٍىك ىس ًط " ىع ٍن‬ ‫ض ىد ًاد فى ىال م ٍعنىى لىوي‪ ،‬كح ىكاهي ابٍن بػرىى و‬
‫ي ىٍ‬ ‫ىى‬ ‫ى‬ ‫سائً ًر ٍاْلى ٍ‬ ‫ً‬
‫ات ٍاْل ٍىم ًر ب ى‬ ‫بً ًو‪ ،‬فىأىاما إثٍػبى ي‬
‫ضدٍّهً إ ٍف ىكا ىف‬ ‫ضي ٍاْل ٍىمر بً ً‬ ‫اهي يػ ٍقتى ً‬ ‫اب " ًمن ال ً ً‬ ‫اؿ ً‬ ‫ً ً‬
‫ى‬ ‫ٍحنىفياة‪ :‬النػ ٍ ي ى‬ ‫ب اللُّبى ً ٍ ى‬ ‫صاح ي‬ ‫الٍعيلى ىماء قىاطبىةن‪ .‬ىكقى ى ى‬
‫ضي أ ٍىم نرا بً ىها‪.‬‬ ‫اؿ أىبو ىع ٍب ًد اللا ًو الٍجرجانً ُّي‪ :‬ىَل يػ ٍقتى ً‬ ‫اح ود‪ ،‬فىًإ ٍف ىكا ىف لىوي أى ٍ‬ ‫ض ٍّد ك ً‬ ‫ىذا ً‬
‫ى‬ ‫يٍ ى‬ ‫ض ىدا هد‪ ،‬فىػ ىق ى ي‬ ‫ى‬
‫ً‬
‫ىص ىحابًنىا‪ »...‬إلى آخر كالمو‪.‬‬ ‫ضي أ ٍىم نرا بًال ىٍواح ًد‪ ،‬ىك يى ىو قىػ ٍو يؿ ىعا ام ًة أ ٍ‬ ‫شافً ًع ُّي‪ :‬يػ ٍقتى ً‬
‫ى‬ ‫اؿ ال ا‬ ‫ىكقى ى‬
‫[تعريف النهي]‬
‫كالنهي استدعاء أم طلب الترؾ بالقوؿ ممن ىو دكنو على سبيل الوجوب ‪ ،‬على‬
‫كزاف ما تقدـ في حد اْلمر‪.‬‬

‫ف ًمن الٍ ىك ىالًـ ىعلىى ٍاْلىم ًر ; ىشر ى ً‬


‫اه ًي‪ .‬ىك لى ٍم‬ ‫ىح ىك ًاـ النػ ٍ‬ ‫ع في الٍ ىك ىالًـ ىعلىى أ ٍ‬ ‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫الم ىؤلٍّ ي ى‬ ‫غ ي‬ ‫لى اما فىػ ىر ى‬
‫الع ٍق يل نيػ ٍهيىةن ًْلىناوي يىػ ٍنػ ىهى‬ ‫ً‬ ‫الم ىؤلٍّف ىكىَل ال ى‬
‫الم ٍن يع‪ .‬ىكم ٍنوي يس ٍّم ىي ى‬ ‫ًح النىػ ٍه ىي ليغىةن ىك يى ىو ى‬ ‫شار ي‬ ‫ؼ ي‬ ‫ييػ ىع ٍّر ٍ‬
‫يق‪.‬قىاىؿ ابٍ ين فىا ًرس فًي ىم ىقايًيس اللُّغى ًة ‪( « :‬نىػ ىه ىي)‬ ‫يما ىَل يىلً ي‬ ‫احبوي كيمنىػعوي ًمن الوقي ً ً‬ ‫ً‬
‫وع ف ى‬ ‫ص ى ىىٍ ي ى ي‬ ‫ى‬
‫ت إًلىٍي ًو ال ى‬
‫ٍخبىػ ىر‪ :‬بىػلاغٍتيوي‬ ‫وغ‪ .‬ىكًم ٍنوي أىنٍػ ىه ٍي ي‬ ‫يح يى يد ُّؿ ىعلىى غىايىوة ىكبيػلي و‬ ‫صح ه‬
‫ىصل ً‬
‫النُّو يف ىكال ىٍهاءي ىكالٍيىاءي أ ٍ ه ى‬
‫ك ًْل ٍىم ور يىػ ٍف ىعليوي‪ .‬فىًإذىا نىػ ىه ٍيتيوي فىانٍػتىػ ىهى‬ ‫إًيااهي‪ .‬ىكنً ىهايىةي يك ٍّل ىش ٍي وء‪ :‬غىايىػتيوي‪ .‬ىكًم ٍنوي نىػ ىه ٍيتيوي ىع ٍنوي‪ ،‬ىكذىلً ى‬
‫ك‪،‬‬ ‫اؿ ىح ٍسبي ى‬ ‫ك‪ ،‬ىك ىما ييػ ىق ي‬ ‫يك ًم ٍن ىر يج ول ىكنىػ ٍهيي ى‬ ‫اى ى‬ ‫آخرهي‪ .‬كفيىال هف نى ً‬ ‫ً‬
‫ٍك غىايىةي ىما ىكا ىف ىك ي ى‬ ‫ك فىتًل ى‬ ‫ىع ٍن ى‬
‫ت ًس ىمننا‪ .‬ىكالنػ ٍ‬ ‫اؾ ىعن تىطىلُّ ً ً‬ ‫ً ً ًً‬
‫ُّهيىةي‪:‬‬ ‫اى ٍ‬‫ب غىٍي ًره‪ .‬ىكنىاقىةه نى ًهياةه‪ :‬تىػنى ى‬ ‫ىكتىأٍ ًكيليوي أىناوي بًجدٍّه ىكغىنىائو يىػ ٍنػ ىه ى ٍ‬
‫اجةى ىحتاى نى ًه ىي ىع ٍنػ ىها‪ ،‬تىػ ىرىك ىها‪،‬‬ ‫الٍع ٍقل‪ًْ ،‬لىناوي يػ ٍنػهى ىعن قىبً ً ً‬
‫ٍح ى‬‫ب ال ى‬ ‫ى‪.‬كطىلى ى‬‫ٍج ٍم يع نيػ نه ى‬ ‫يح الٍف ٍع ًل ىكال ى‬ ‫ىى ٍ‬ ‫ى ي‬
‫ً ً‬ ‫سوي ىع ٍن طىلىبً ىها‪ .‬ىكالنػ ٍ‬ ‫ً ً‬
‫ٍّه يي‪ :‬الٍغىد يير‪ْ ،‬لى اف ال ىٍم ى‬
‫اء ييػ ٍنتىػ ىهى‬ ‫اه يي ىكالنػ ٍ‬ ‫ظىف ىر ب ىها أ ٍىـ ىَل‪ ،‬ىكأىناوي نىػ ىهى نىػ ٍف ى‬
‫اها ًر‪ٍ :‬ارتًىفاعيوي‪»...‬إلى‬ ‫اء النػ ى‬ ‫وؿ‪ .‬كيػ ىق ي ً‬
‫اؿ إً اف ن ىه ى‬ ‫السيي ي ى ي‬ ‫ث يىػ ٍنتى ًهي إًلىٍي ًو ُّ‬ ‫إًلىٍي ًو‪ .‬ىكتىػ ٍن ًهيىةي ال ىٍو ًادم‪ :‬ىح ٍي ي‬
‫آخر كالمو‬
‫اهي‪ :‬استدعاء» ‪ ،‬أىم‪ :‬طىلىب‪ ،‬ك يىو يػع ُّم طىلى ً‬ ‫قىػو يؿ ٍّ ً‬
‫ف‬‫ب الٍ ىك ٍّ‬ ‫ب الٍف ٍع ًل‪ ،‬ىكطىلى ى‬ ‫ى‬ ‫ه ى ى ىي‬ ‫ٍ‬ ‫الم ىؤلف‪« :‬النػ ٍ ي‬ ‫ٍ ي‬
‫ضاءي فً ٍع ول‪.‬‬ ‫ج ىع ٍنوي ٍاْل ٍىم ير ; ًْلىناوي اقٍتً ى‬ ‫ىع ًن الٍف ٍع ًل‪.‬لكن قولو «الترؾ» ىخ ىر ى‬
‫ً‬
‫قولو ‪« :‬بالقوؿ» أخرج الترؾ بالفعل كأف ييقيٍّد عبده‪ ،‬كيمنعو عما يريد‪ ،‬كالمقصود بهذا‬
‫القوؿ‪ " :‬صيغة النهي كىي‪َ :‬ل تفعل "كليس المقصود أم شيء يدؿ على الكف مثل‪:‬‬
‫" كف "‪ ،‬ك " ذر "‪ ،‬ك" دع "‪ ،‬ك " اترؾ "‪ ،‬فإف ىذه اْللفاظ كإف كاف مدلولها الترؾ إَل‬
‫دؿ عليو بلفظ " الكف " كنحوه‪ ،‬كالنهي َل بد فيو‬‫أنها ليست نواىي; ْلف الترؾ قد ا‬
‫من أف يدؿ على الترؾ لفظ غير الكف مثل‪َ " :‬ل لفعل "‪.‬‬
‫قولو‪« :‬على سبيل الوجوب» أم َلقتضاء الجزـ‪ ،‬كاْلكلى عدـ ذكر ىذا في التعريف;‬
‫ْلف النهي أيضان يطلق بقيد شيء ‪-‬أم بقيد الجزـ‪ -‬فيدؿ على التحريم و‬
‫حينئذ‪.‬‬
‫كبقيد َل شيء ‪-‬أم‪ :‬بقيد عدـ الجزـ‪ -‬فيدؿ على الكراىة‪ ،‬كَل بقيد شيء‪ ،‬فهو النهي‬
‫المطلق الذم يشمل التحريم كالكراىة‪.‬‬

‫[النهي يدؿ على فساد المنهي عنو]‬


‫كيدؿ النهي المطلق شرعان على فساد المنهي عنو في العبادات‪ ،‬سواء نهي عنها‬
‫لعينها كصالة الحائض كصومها أك ْلمر َلزـ لها‬
‫كصوـ يوـ النحر كالصالة في اْلكقات المكركىة ‪.‬‬
‫كفي المعامالت إف رجع إلى نفس العقد كما في بيع الحصاة ‪.‬‬
‫أك ْلمر داخل فيو كبيع المالقيح ‪.‬أك ْلمر خارج عنو َلزـ لو كما في بيع درىم‬
‫بدرىمين‪ ،‬فإف كاف غير َلزـ لو ‪ ،‬كالوضوء بالماء المغصوب مثالن‪ ،‬ككالبيع كقت نداء‬
‫الجمعة لم يدؿ على الفساد خالفان لما يفهمو كالـ المصنف ‪.‬‬

‫خالصة كالـ المؤلف أف النهي يدؿ على فساد المنهي عنو شرعا مطلقا سواء تعلق‬
‫بالعبادات لعينها أك أمر َلزـ لها أك تعلق بالمعامالت‪.‬‬
‫ك لتقريب المسألة إلى اْلفهاـ ك تسهيلها نقوؿ إف المنهيات على قسمين‪:‬‬
‫ُ‪/‬قسم منهي عنو كلم يتوجو إليو طلب قط مثل قولو تعالى‪{ :‬كَل تقربوا الزنا} كىذا‬
‫ىو المنهي عنو لذاتو‪ ،‬أم لقبحو في نفسو‪ ،‬فهذا محرـ قطعا كباطل لزكما‪ .‬كما ترتب‬
‫عليو باطل كذلك‪ ،‬كما في ىذا المثاؿ الولد من الزنا َل يلحق بأبيو‪.‬‬
‫ِ‪ /‬كقسم منهي عنو من كجو مع كجود أمر بو من كجو آخر كىذا القسم على ثالث‬
‫صور‪.‬‬
‫أ‪ /‬منهي عنو لصفتو‪ :‬يكوف في العبادات كالمعامالت‪:‬‬
‫أ‪ /‬في العبادات‪ :‬نهي الحائض عن الصالة‪.‬‬
‫ب‪ /‬في المعامالت‪ :‬النهي عن بيع المالقيح‪.‬‬
‫ب‪ /‬منهي عنو ْلمر َلزـ لو‪:‬يكوف في العبادات كذلك ك في المعامالت‪:‬‬
‫أ‪/‬في العبادات‪ :‬النهي عن الصوـ يوـ العيد‪.‬‬
‫ب‪/‬في المعامالت‪ :‬النهي عن بيع العبد المسلم لكافر إذا لم يعتق عليو‪.‬‬
‫جػ‪ /‬منهي عنو ْلمر خارج عنو‪.‬‬
‫أ‪ /‬في العبادات‪ :‬النهي عن الصالة في أرض مغصوبة‪.‬‬
‫كبياف كوف النهي ْلمر خارج عنو‪ .‬أف النهي َل لنفس الصالة كلكن ْلنو حق للغير ‪.‬‬
‫ب‪ /‬في المعامالت‪ :‬النهي عن البيع بعد النداء لصالة الجمعة‪.‬‬
‫كبياف‪ ،‬كونو ْلمر خارج عنو أف البيع قد استوفى شركطو كلكنو مظنة لفوات الصالة كما‬
‫أف فوات الصالة قد يكوف لعدة أسباب أخرل‪.‬‬
‫ك الراجح عندم أف النهي يقتضي فساد المنهي عنو مطلقان ‪ -‬أم‪ :‬سواء كاف المنهي‬
‫عنو عبادة أك معاملة‪.‬‬
‫كالمراد بالفساد‪ :‬عدـ ترتب اآلثار فأثر النهي في العبادات‪ :‬عدـ براءة الذمة‪ ،‬كأثر‬
‫النهي في المعامالت‪ :‬عدـ إفادة الملك كعدـ الحل‪.‬‬
‫فالنهي عن البيع بعد النداء الثاني كالنهي عن نكاح المتعة كالشغار يقتضي فساد‬
‫المنهي عنو; ْلف الشارع َل ينهى عن شيء إَل ْلف المفسدة متعلقة بالمنهي عنو‪ ،‬أك‬
‫َلزمة لو‪ ،‬كيلزـ من ذلك أف اْلشياء المنهي عنها فيها مفاسد‬
‫ك من اْلدلة كذلك قولو عليو السالـ في الحديث الصحيح‪" :‬من عمل عمال ليس عليو‬
‫أمرنا فهو رد" أم مردكد كما كاف مردكدا على فاعلو فكأنو لم يوجد‪ ،‬كالرد إذا أضيف‬
‫إلى العبادات اقتضى عدـ اَلعتداد بها كإذا أضيف إلى العقود اقتضى فسادىا كعدـ‬
‫نفوذىا‪ .‬كمنها‪ :‬أمره صلى اهلل عليو كسلم بالَل حين اشترل صاعا من التمر الجيد‬
‫بصاعين من الردمء برده كإعالمو بأف ذلك عين الربا‪.‬‬
‫كإلجماع الصحابة على ذلك; حيث إنهم استدلوا على فساد عقود الربا بالنهي الوارد‬
‫في قولو عليو الصالة كالسالـ‪َ " :‬ل تبيعوا الذىب بالذىب‪ ،"..‬كاستدلوا على فساد‬
‫الم ٍح ًرـ في الحج بالنهي عنو الوارد في قولو صلى اهلل عليو كسلم‪َ " :‬ل ينكح‬
‫نكاح ي‬
‫المحرـ كَل يينكح "‪ ،‬فلو لم يكن النهي يقتضي فساد المنهي عنو لما استدلوا بتلك‬
‫النواىي على فساد اْلمور المنهي عنها‪ ،‬كلم ينكر أحد ىذا اَلستدَلؿ فكاف إجماعان‪.‬‬
‫فائدة‪:‬‬
‫قاؿ العز بن عبد السالـ رحمو اهلل تعالى‪ « :‬ككل فعل طلب الشارع تركو‪ ،‬أك ذمو أك ذـ‬
‫فاعلو أك عتب عليو‪ ،‬أك مقت فاعلو أك لعنو أك نفى محبتو أك محبة فاعلو أك الرضا بو‬
‫أك عن فاعلو‪ ،‬أك شبو فاعلو بالبهائم أك بالشياطين‪ ،‬أك جعلو مانعان من الهدل أك القبوؿ‬
‫أك كصفو بسوء أك كراىة‪ ،‬أك استعاذ اْلنبياء منو أك أبغضوه‪ ،‬أك جعلو سببان لنفي‬
‫الفالح‪ ،‬أك لعذاب آجل أك عاجل‪ ،‬أك لذـ أك لوـ أك ضاللة أك معصية‪ ،‬أك كصف‬
‫بخبث أك رجس أك نجس‪ ،‬أك بكونو فسقان أك إثمان أك سببان إلثم أك رجس‪ ،‬أك لعن أك‬
‫غضب أك زكاؿ نعمة أك حلوؿ نقمة أك حد من الحدكد أك قسوة أك خزم أك امتهاف‬
‫نفس‪ ،‬أك لعداكة اهلل كمحاربتو أك َلستهزائو أك سخريتو‪ ،‬أك جعلو اهلل سببان لنسيانو‬
‫فاعلو‪ ،‬أك كصف نفسو بالصبر عليو أك بالحلم أك بالصفح عنو أك دعا إلى التوبة منو أك‬
‫كصف فاعلو بخبث أك احتقار أك نسبو إلى عمل الشيطاف أك تزيينو أك تولي الشيطاف‬
‫لفاعلو‪ ،‬أك كصف بصفة ذـ ككونو ظلمان أك بغيان‪ ،‬أك عدكنان‪ ،‬أك إثمان‪ ،‬أك مرضان‪ ،‬أك تبرأ‬
‫اْلنبياء منو أك من فاعلو أك شكوا إلى اهلل من فعلو أك جاىركا فاعلو بالعداكة أك نهوا‬
‫عن اآلسى كالحزف عليو‪ ،‬أك نصب سببان لخيبة فاعلو عاجالن أك آجالن‪ ،‬أك رتب عليو‬
‫حرماف الجنة كما فيها‪ ،‬أك كصف فاعلو بأنو عدك اهلل أك بأف اهلل عدكه‪ ،‬أك أعلم بحرب‬
‫من اهلل كرسولو‪ ،‬أك حمل فاعلو إثم غيره‪ ،‬أك قيل فيو َل ينبغي ىذا‪ .‬أك َل يكوف‪ ،‬أك أمر‬
‫بالتقول عن السؤاؿ عنو‪ ،‬أك أمر بفعل مضاده‪ ،‬أك بهجر فاعلو‪ ،‬أك تالعن فاعلوه في‬
‫اآلخرة‪ ،‬أك تبرأ بعضهم من بعض‪ ،‬أك دعا بعضهم على بعض‪ ،‬أك كصف فاعلو‬
‫بالضاللة‪ ،‬أك إنو ليس من اهلل في شيء‪ ،‬أك ليس من الرسوؿ كأصحابو‪ .‬أك جعل اجتنابو‬
‫سببان للفالح‪ ،‬أك جعلو سببان إليقاع العداكة كالبغضاء بين المسلمين‪ ،‬أك قيل ىل أنت‬
‫منتو‪ ،‬أك نهى اْلنبياء عن الدعاء لفاعلو أك رتب عليو إبعادان أك طردان أك لفظو‪ ،‬قتل من‬
‫فعلو‪ ،‬أك قاتلو اهلل‪ ،‬أك أخبر أف فاعلو َل يكلمو اهلل يوـ القيامة كَل ينظر إليو كَل يزكيو‬
‫كَل يصلح عملو كَل يهدم كيده أك َل يفلح‪ ،‬أك قيض لو الشيطاف أك جعل سببان إلزاغة‬
‫قلب فاعلو أك صرفو عن آيات اهلل كسؤالو عن علة الفعل‪ ،‬فهو دليل المنع كدَللتو‬
‫على التحريم أظهر من دَللتو على مجرد الكراىة‪».‬ق‬
‫[معاني صيغة اْلمر]‬
‫كترد أم توجد صيغة اْلمر كالمراد بو أم باْلمر اإلباحة كما تقدـ ‪.‬‬
‫أك التهديد نحو {ا ٍع ىمليوا ىما ًش ٍئتي ٍم} ‪.‬‬
‫صبً يركا} ‪.‬أك التكوين نحو { يكونيوا قً ىر ىدةن}‪.‬‬
‫اصبً يركا أ ٍىك ىَل تى ٍ‬
‫أك التسوية نحو {فى ٍ‬

‫ذكر المؤلف أف صيغة اْلمر قد تخرج عن معناىا اْلصلي إلى معاف أخرل تفهم من‬
‫سياؽ الكالـ ك ذكر منها اإلباحة ك التهديد ك التسوية ك التكوين ‪ ،‬قد سبق لنا أف‬
‫ذكرنا معاف أخرل لِلمر عند نقلنا لكالـ الرازم كالشوكاني‪.‬‬
‫ك يحسن في ىذا المقاـ إتماما للفائدة ذكر المعاني التي تدؿ عليها صيغة النهي فهو‬
‫كاْلمر قد تستعمل صيغتو " َل تفعل " لمعاف كثيرة أىمها‪:‬‬
‫الزنىا) ك ىذا المعنى ىو اْلصل ‪.‬‬
‫(كىَل تىػ ٍق ىربيوا ٍّ‬
‫اْلكؿ‪ :‬التحريم‪ ،‬كقولو تعالى‪ :‬ى‬
‫ض ىل بىػ ٍيػنى يك ٍم)‪.‬‬ ‫س يوا الٍ ىف ٍ‬
‫(كىَل تىػ ٍن ى‬
‫الثاني‪ :‬الكراىة‪ ،‬كقولو تعالى‪ :‬ى‬
‫س ٍؤيك ٍم) ك قد ذكر‬ ‫(َل تى ٍسأىليوا ىع ٍن أى ٍشيى ى ً‬
‫اء إ ٍف تيػ ٍب ىد لى يك ٍم تى ي‬ ‫الثالث‪ :‬اإلرشاد‪ ،‬كقولو تعالى‪ :‬ى‬
‫المؤلف ىذا المعنى‪.‬‬
‫غ قيػليوبىػنىا بىػ ٍع ىد إً ٍذ ىى ىديٍػتىػنىا)‪.‬‬
‫(رباػنىا ىَل تي ًز ٍ‬
‫الرابع‪ :‬الدعاء‪ ،‬كقولو تعالى‪ :‬ى‬
‫ك إًلىى ما متػ ٍ ً‬
‫اعنىا بًو أى ٍزىك ن‬
‫اجا‬ ‫ى ى‬ ‫(َل تى يم اد اف ىع ٍيػنىػ ٍي ى‬
‫الخامس‪ :‬التقليل كاَلحتقار‪ ،‬كقولو تعالى‪ :‬ى‬
‫ًم ٍنػ يه ٍم)‪.‬‬
‫يل اللا ًو أ ٍىم ىواتنا بى ٍل‬
‫ين قيتًليوا فًي ىسبً ً‬ ‫اً‬
‫سبى ان الذ ى‬ ‫(كىَل تى ٍح ى‬‫السادس‪ :‬بياف العاقبة‪ ،‬كقولو تعالى‪ :‬ى‬
‫ىحيىاءه ًع ٍن ىد ىربٍّ ًه ٍم ييػ ٍرىزقيو ىف (ُٗٔ))‪.‬‬‫أٍ‬
‫(َل تى ىخافىا إًنانًي ىم ىع يك ىما أ ٍ‬
‫ىس ىم يع ىكأ ىىرل)‪.‬‬ ‫السابع‪ :‬التسكين كالتصبر‪ ،‬كقولو تعالى‪ :‬ى‬
‫ين ىك ىف يركا ىَل تىػ ٍعتى ًذ يركا الٍيىػ ٍوىـ)‪.‬‬ ‫اً‬
‫الثامن‪ :‬اليأس‪ ،‬كقولو تعالى‪( :‬يىا أىيُّػ ىها الذ ى‬
‫التاسع‪ :‬الشفقة‪ ،‬كقولو ‪ -‬صلى اهلل عليو كسلم ‪َ " :-‬ل تتخذكا الدكاب كراسي "‪.‬‬
‫العاشر‪ :‬اَللتماس‪ ،‬كقولك لمن ىو في مرتبتك‪َ " :‬ل تضرب فالنا "‪.‬‬
‫الحادم عشر‪ :‬التهديد‪ ،‬كقوؿ السيد لعبده‪َ " :‬ل تفعل اليوـ شيئا "‪.‬‬
‫[تعريف العاـ]‬
‫كأما العاـ فهو ما عم شيئين فصاعدان من غير حصر ‪،‬‬
‫من قولو عممت زيدان كعمران بالعطاء‪ ،‬كعممت جميع الناس بالعطاء أم شملتهم بو‪،‬‬
‫ففي العاـ شموؿ ‪.‬‬

‫كع ام‬
‫العموـ كما عرفو المؤلف لغة ىو الشموؿ ‪ .‬قاؿ الفيركز أبادم في القاموس‪ « :‬ى‬
‫بالع ًطيا ًة»ق‪.‬‬
‫يقاؿ‪ :‬ىع ام يهم ى‬
‫ماعةى‪ ،‬ي‬
‫الج ى‬ ‫ً‬
‫الشيءي عيمومان‪ :‬ىشم ىل ى‬
‫اـ اصطالحا فقد تنوعت عبارات اْلصوليين في تعريفو‪:‬‬ ‫ىك أما ال ىٍع ُّ‬
‫اح ًد ىع ٍن ًمثٍ ًل‪:‬‬ ‫اع ندا مطٍلى نقا‪ ،‬كاحتػرىز بًالٍو ً‬
‫ى ٍىى ى‬ ‫ي‬
‫اؿ علىى ىشيئىػي ًن فىص ً‬
‫ٍٍ ى‬
‫ف ًقيل‪ :‬ىو اللا ٍف ي ً‬
‫ظ ال ىٍواح يد ال اد ُّ ى‬ ‫ى يى‬
‫شرةً ًر ىج و‬
‫اؿ‪ ،‬فىًإ ٍف ىد اؿ ىعلىى تى ىم ًاـ‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬
‫ب ىزيٍ هد عي ٍم نرا‪ ،‬إ ٍذ يى ىما لىٍفظىاف‪ ،‬ىكب يمطٍلى نقا ىع ٍن مثٍ ًل ىع ى ى‬ ‫ض ىر ى‬ ‫ى‬
‫ش ىرةً ىَل يمطٍلى نقا‪ ،‬ىكفً ًيو نىظىهر‪.‬‬ ‫ال ىٍع ى‬
‫ص ير فًي ىع ىد ود‪.‬‬‫ات ىد ىَللىةن ىَل تىػ ٍنح ً‬
‫ى‬
‫اؿ ىعلىى مس امي و‬
‫يى ى‬ ‫ظ ال اد ُّ‬‫ىكقيل‪ :‬اللا ٍف ي‬
‫اح ود‪.‬‬‫ض وع ك ً‬ ‫سً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يل‪ :‬اللا ٍف ي‬ ‫ً‬
‫ب ىك ٍ ى‬ ‫صلي يح لىوي ب ىح ى‬ ‫ظ ال يٍم ٍستىػ ٍغ ىر يؽ ل ىما يى ٍ‬ ‫ىكق ى‬
‫ث ًىي ًىي فىػ ىق ٍط ; فىػهو الٍمطٍلى يق أىك ىعلىى كح ىدةو‬ ‫ًًً‬ ‫كقًيل‪ :‬اللا ٍف ي ً ا‬
‫ىٍ‬ ‫ٍ‬ ‫يى ي‬ ‫ظ إ ٍف ىدؿ ىعلىى ال ىٍماىياة م ٍن ىح ٍي ي ى ى‬ ‫ى ى‬
‫اكرةي‪ ،‬أىك ىعلىى كح ىد و‬ ‫ً‬ ‫و‬ ‫ً‬ ‫و و‬
‫ات‬ ‫ىى‬ ‫ٍم‪ ،‬أ ٍىك غىٍي ًر يم ىعياػنىة‪ ،‬ىك ىر يج ول ; فىػ يه ىو الن ى ٍ‬ ‫يم ىعياػنىة‪ ،‬ىك ىزيٍد ىك ىع ٍم ورك ; فىػ يه ىو الٍعل ي‬
‫ين ىر يج نال‪ ،‬أ ٍىك ىج ًميعي ىها‬ ‫ً ً‬ ‫ًً‬ ‫ض كح ىد ً‬ ‫متػعد ى و‬
‫اس يم ال ىٍع ىدد ىكع ٍش ًر ى‬
‫ات ال ىٍماىياة ; فىػ يه ىو ٍ‬ ‫ٍّدة ; فى ًه ىي إً اما بىػ ٍع ي ى ى‬ ‫يى ى‬
‫يل فً ًيو غىٍيػ ير‬ ‫اؿ ىعلىى ج ًمي ًع أ ً ً ً ً ً ً‬ ‫ظ ال اد ُّ‬
‫اـ ; فىًإذى ٍف يى ىو اللا ٍف ي‬
‫ىج ىزاء ىماىياة ىم ٍدليولو‪ ،‬ىكق ى‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫; فىػ يه ىو ال ىٍع ُّ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ذىلً ى‬
‫عم شيئين فصاعدان» أم‪ :‬ىو في اللغة‪ :‬ما شمل‬
‫قوؿ المؤلف ‪« :‬كأما العاـ فهو ما ٌ‬
‫سواء كاف ىذا العموـ في الحسيات كعموـ الظرؼ لمظركفو الموضوع‬
‫شيئين فصاعدان‪ ،‬ن‬
‫فيو‪ ،‬ككعموـ الغيث لِلرض‪ ،‬أك كاف العموـ في المعنويات أك في اْللفاظ‪ ،‬فكل ىذا‬
‫يسمى عمومان في اللغة ‪.‬‬
‫يل‪ :‬يى ىو ًم ٍن ىع ىوا ًر ً‬
‫ض‬ ‫ً‬
‫ك العموـ من عوارض اْللفاظ ‪.‬قاؿ ابن قدامة المقدسي‪« :‬ق ى‬
‫الذ ٍىنًي‪ ،‬بً ًخ ىال ً‬ ‫ً ً ً ً‬
‫ؼ‬ ‫سانً ٍّي‪ ،‬ىك ٍّ ٍّ‬ ‫ٍّ‬ ‫س اميىاتً ىها بًا ٍعتًبىا ًر يك يج ى‬
‫وديٍػ ىها‪ :‬الل ى‬ ‫ٍاْلىلٍ ىفاظ ىحقي ىقةن‪ ،‬ل ىد ىَللىت ىها ىعلىى يم ى‬
‫س ًاـ‪ ،‬إً ًذ‬ ‫ً ً‬
‫يق أىناوي ىحقي ىقةه في ٍاْل ٍ‬
‫ىج ى‬ ‫اح ًق ي‬
‫‪.‬كالت ٍ‬
‫ضى‬ ‫ال ىٍم ىعانًي‪ ،‬لًتى ىمايي ًزىىا ; فى ىال يى يد ُّؿ بىػ ٍع ي‬
‫ض ىها ىعلىى بىػ ٍع و‬
‫اءةً لً ىما تى ٍحتىػ يه ىما» ق‪.‬‬ ‫ًً‬ ‫و‬ ‫ًًً ً‬
‫وؿ‪ ،‬ىكىَل بي اد فيو م ٍن ىشام ول ىكىم ٍش يموؿ‪ ،‬ىكالٍكلاة ىكال ىٍعبى ى‬ ‫وـ ليغىةن‪ُّ :‬‬
‫الش يم ي‬ ‫الٍعي يم ي‬
‫قولو‪« :‬من قولك‪ :‬عممت زيدان كعمران بالعطاء»‪ :‬أك باإلحساف ك اإلىداء ك غيرىا‪،‬‬
‫فهذا من العموـ المعنوم‪.‬‬
‫«كعممت جميع الناس بالعطاء» ‪:‬أم شملتهم بالعطاء ‪ ،‬فهذا من المعنويات أيضان‪.‬‬
‫ك من التعاريف الحسنة للعاـ قولنا ىو اللفظ المستغرؽ لما يصلح لو دفعة بوضع كاحد‬
‫من غير حصر‪.‬‬
‫فخرج بقولنا " دفعة " نحو رجل‪ .‬في سياؽ اإلثبات فإنو كإف كاف مستغرقان لجميع ما‬
‫يصلح لو إَل أف ىذا اَلستغراؽ على سبيل البدلية َل دفعة كاحدة‪ .‬كبقولنا بوضع كاحد‪.‬‬
‫المشترؾ مثل "القرء كالعين " فإنو بوضعين أك أكثر‪.‬‬
‫كبقولنا من غير حصر‪ .‬أسماء اْلعداد كعشرة كمائة‪ .‬كىذا عند من َل يرل لفظ العدد‬
‫من صيغ العموـ‪.‬‬
‫فائدة‪:‬‬
‫كضعا كاح ندا‬
‫عرؼ الجرجاني لفظ العاـ في كتابو التعريفات قائال‪« :‬العاـ‪ :‬لفظ كضع ن‬
‫"كضعا كاح ندا" يخرج‬
‫ن‬ ‫لكثير غير محصور مستغرؽ جميع ما يصلح لو‪ ،‬فقولو‪:‬‬
‫المشترؾ; لكونو بأكضاع‪ ،‬كلكثير يخرج ما يوضع لكثير‪ ،‬كزيد كعمرك‪ ،‬كقولو‪" :‬غير‬
‫كضعا كاح ندا لكثير‪ ،‬كىو‬
‫محصور" يخرج أسماء العدد فإف المائة مثال كضعت ن‬
‫مستغرؽ جميع ما يصلح لو لكن الكثير محصور‪ ،‬كقولو‪" :‬مستغرؽ جميع ما يصلح لو"‬
‫رجاَل; ْلف جميع الرجاؿ غير مرئي لو; كىو إما عاـ‬
‫الجمع المنكر‪ ،‬نحو‪ :‬رأيت ن‬
‫بصفتو‪ ،‬كمعناه كالرجاؿ‪ ،‬كإما عاـ بمعناه فقط‪ ،‬كالرىط كالقوـ» ق كىذا التعريف‬
‫الذم اختاره الجرجاني يلخص لطالب العلم ما قررناه آنفا عن لفظ العاـ ‪.‬‬

‫[صيغ العموـ]‬
‫كألفاظو الموضوعة لو أربعة ‪:‬‬
‫ىل للعاـ صيغة موضوعة لو ? صريح كالـ المؤلف أف لو ألفاظا تدؿ عليو ك ىذا اختيار‬
‫جمهور اْلصوليين ك ىو الصواب‪.‬قاؿ الشوكاني في إرشاد الفحوؿ ‪« :‬ذىب الجمهور‬
‫ش ٍر ًط‪ ،‬ىك ًاَل ٍستً ٍف ىه ًاـ‬
‫ىس ىماءي ال ا‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وعةه لىوي ىحقي ىقةن‪ ،‬ىكى ىي أ ٍ‬
‫ض ى‬ ‫إلى أف الٍعموـ لىوي ً‬
‫صيغىةه ىم ٍو ي‬ ‫يي ى‬
‫يف الجنس‪ ،‬كالمضافة‪ ،‬كاسم الجنس‪ ،‬كالنكرة‬ ‫ٍج يموعي ال يٍم ىع ارفىةي تىػ ٍع ًر ى‬ ‫ت‪ ،‬ىكال ي‬ ‫وَل ي‬‫صى‬ ‫ىكال ىٍم ٍو ي‬
‫اؿ يم ىح ام يد بٍ ين‬ ‫ظ يك ٍّل‪ ،‬ىك ىج ًمي وع ىكنى ٍح ًو ىىا‪ ...‬ىكقى ى‬ ‫الالًـ‪ ،‬ىكلىٍف ي‬ ‫المنفية‪ ،‬كالمفردة المحلي بً ا‬
‫وـ ً‬ ‫اب ًمن المالكية‪ ،‬كمحمد بن شجاع البلخي ًمن الٍحن ًفيا ًة‪ :‬أىناو لىيس لًلٍعم ً‬
‫صيغىةه‬ ‫ي ٍ ى يي‬ ‫ى ىى‬ ‫ال يٍم ٍنتى ً ى‬
‫اف‪ ،‬أ ٍىك‬ ‫ضوعه فًي الخصوص‪ ،‬كىو أقل الجمع أما اثٍػنى ً‬ ‫الصيى ًغ ىم ٍو ي‬‫صوي‪ ،‬ىكأى اف ىما ذى ىك يركهي ًم ىن ٍّ‬ ‫تى يخ ُّ‬
‫وـ إًاَل بًىق ًرينى وة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً ً ً‬
‫ٍج ٍم ًع‪ ،‬ىكىَل يىػ ٍقتىضي الٍعي يم ى‬ ‫ثىىالثىةه‪ ،‬ىعلىى الٍخ ىالؼ في أىقى ٍّل ال ى‬
‫اإلماـ فًي "الٍبػرىى ً‬ ‫اضي فًي "التاػ ٍق ًر ً‬ ‫اؿ الٍ ىق ً‬
‫وعةى‬
‫ض ى‬ ‫اف"‪ :‬يىػ ٍزعي يمو ىف أى اف ٍّ‬
‫الصيى ىغ ال ىٍم ٍو ي‬ ‫يٍ‬ ‫يب"‪ ،‬ىك ًٍ ى ي‬ ‫قى ى‬
‫ت قى ًرينىةه تقتضي تعديها على‬ ‫يما ىع ىداهي إً ىذا لى ٍم تىػثٍبي ٍ‬ ‫لًلٍجم ًع نيصوص فًي الٍجم ًع محتى ًم ىال ه ً‬
‫تف ى‬ ‫ىٍ ي ٍ‬ ‫ىٍ ي ه‬
‫ب‪ .‬انٍػتىػ ىهى‪.‬‬ ‫أىقى ٍّل ال ىٍم ىراتً ً‬
‫ٍح اجةي قىائً ىمةه‬ ‫ً‬ ‫ص ً‬ ‫ضوعه لًل ي‬ ‫اؾ أى اف قىػ ٍولى يه ٍم ىم ٍو ي‬
‫يل‪ ،‬ىكال ي‬ ‫س ىعلىٍيػ ىها ىدل ه‬ ‫وص يم ىج ار يد ىد ٍع ىول لىٍي ى‬ ‫ٍخ ي‬ ‫ىكىَل يى ٍخ ىف ى‬
‫ش ٍر ًع ىَل يى ٍخ ىفى ىعلىٍي ًو‬ ‫ت ال ا‬ ‫استً ٍعم ىاَل ً‬
‫ب ىك ٍ ى‬ ‫ىعلىٍي ًه ٍم ليغىةن ىك ىش ٍر نعا ىكعي ٍرفنا‪ ،‬كيك ُّل ىم ٍن يىػ ٍف ىهم ليغىةى ال ىٍعر ً‬
‫ى‬ ‫ي‬ ‫ى‬
‫وـ بً ىذاتًًو‪ ،‬ىكىَل ىم ىع‬ ‫ً‬
‫الصيى ًغ ىَل يىػ ٍقتىضي الٍعي يم ى‬ ‫اعةه ًم ىن ال يٍم ٍرًجئى ًة‪ :‬إً اف ىش ٍيئنا ًم ىن ٍّ‬ ‫اؿ ىج ىم ى‬ ‫ا‪.‬كقى ى‬ ‫ىى ىذ ى‬
‫ً‬ ‫الٍ ىقرائً ًن‪ ،‬بل إًناما ي يكو يف الٍعموـ ًع ٍن ىد إًر ى ً‬
‫س ًن‬ ‫ب ىى ىذا إًلىى أىبًي ال ى‬
‫ٍح ى‬ ‫ادة ال يٍمتى ىكلٍّ ًم‪ ،‬ىكنيس ى‬ ‫ى‬ ‫يي ي‬ ‫ى ىٍ ى ى‬
‫م‪ »..‬انتهى كالمو ملخصا‪.‬‬ ‫ٍاْلى ٍش ىع ًر ٍّ‬
‫ك قد استدؿ الجمهور على رأيهم بأدلة كثيرة منها إجماع الصحابة رضي اهلل عنهم‬
‫على أف تلك الصيغ للعموـ‪ ،‬فهم من بلغاء العرب كفصحائهم كانوا يجركف تلك‬
‫اْللفاظ كالصيغ السابق ذكرىا في كالـ الشوكاني ك المؤلف على العموـ إذا كردت‬
‫في الكتاب كالسنة‪ ،‬ككانوا ‪ -‬رضي اهلل عنهم ‪ -‬يحملونها على إفادتها للعموـ‪ ،‬كَل‬
‫يطلبوف دليال على ذلك‪ ،‬فكأف إفادتها لذلك أمر مسلم بو‪ ،‬كَل يعارض ىذا أنهم كانوا‬
‫في اجتهاداتهم كاستدَلَلتهم يطلبوف دليل التخصيص‪ ،‬ليخصصوا بو العموـ‪ ،‬فإف‬
‫كجدكا المخصص أخذكا بو‪ ،‬كإف لم يجدكا‪ :‬أجركىا على أصلها كعلى حقيقتها‪ ،‬كىو‬
‫العموـ‪ ،‬ككانوا يفعلوف ذلك دكف أف ينكر بعضهم على بعض‪ ،‬فكاف إجماعا سكوتيا‬
‫منهم على أف تلك الصيغ كاْللفاظ دلت بالوضع على العموـ‪.‬‬
‫ك استدؿ الجمهور كذلك بأف السيد لو أمر عبده كقاؿ لو‪ " :‬من دخل دارم‬
‫فأعطو دينارا " فأعطى العبد جميع الداخلين‪ ،‬فإنو يستحق المدح‪،‬كإف أعطى الجميع‬
‫إَل كاحدا فإنو يستحق اللوـ كالذـ‪ ،‬كاستحقاقو للمدح في الحالة اْلكلى‪ ،‬كللذـ في‬
‫الحالة الثانية دليل على أف "من " الشرطية تفيد العموـ‪.‬‬

‫اً‬ ‫ً‬
‫سا ىف لىفي يخ ٍس ور إًاَل الذ ى‬
‫ين ىء ىامنيوا}‬ ‫اَلسم الواحد المعرؼ باْللف كالالـ ‪ ،‬نحو {إً اف ًٍ‬
‫اإلنٍ ى‬

‫بعدما عرؼ المؤلف العموـ شرع في بياف صيغو الموضوعة لو فبدأ بالمفرد المعرؼ‬
‫سا ىف لىًفي‬ ‫باْللف كالالـ لغير العهد ك مثل الشارح بقولو تعالى في سورة العصر {إً اف ًٍ‬
‫اإلنٍ ى‬
‫اً‬
‫يخ ٍس ور إًاَل الذ ى‬
‫ين ىء ىامنيوا} ك قد دؿ على أنو يفيد العموـ صحة اَلستثناء منو‪ ،‬في قولو‬
‫اً‬
‫آمنيوا)‪ .‬ككذا المعرؼ باإلضافة يفيد العموـ كذلك مثل قولو تعالى‬ ‫تعالى‪( :‬إًاَل الذ ى‬
‫ين ى‬
‫{كإف تعدكا نعمة اهلل َل تحصوىا}‪ .‬ككذلك تقوؿ‪ " :‬أكرـ عالم ىذه المدينة إَل زيدان "‪،‬‬
‫كاَلستثناء يدؿ على أف المستثنى منو عاـ‪.‬‬
‫كبناء على ذلك‪ :‬فإنو لو قاؿ‪ " :‬زكجتي طالق كعبدم حر " كلم ينو معينان‪ ،‬فإف جميع‬
‫زكجاتو طوالق أك جميع عبيده أحرار استدَلَلن بهذه القاعدة‪.‬‬

‫كاسم الجمع المعرؼ بالالـ ‪...‬نحو {فاقتلوا المشركين} ‪.‬‬

‫بشرط‪ :‬أف َل تكوف " أؿ " ىذه عهدية‪.‬‬


‫كدؿ على ذلك‪ :‬صحة اَلستثناء من الجمع المع ارؼ بأؿ فتقوؿ‪ " :‬أكرـ الرجاؿ إَل‬
‫زيدان "‪ ،‬فلو لم يفد العموـ لما صح اَلستثناء منو‪.‬‬
‫س ىج ىد ال ىٍم ىالئً ىكةي يكلُّ يه ٍم أ ٍ‬
‫ىج ىمعيو ىف)‪.‬‬ ‫كأيضان‪ :‬أنو يؤكد بما يقتضي العموـ‪ ،‬كقولو تعالى‪( :‬فى ى‬
‫ككذلك الجمع المعرؼ باإلضافة ك مما يدؿ على أنو يفيد العموـ صحة اَلستثناء‬
‫فتقوؿ‪ " :‬أكرـ طالب الكلية إَل زيدا "‪.‬‬
‫كالمثنى المعرؼ بأؿ يفيد العموـ أيضا مثل قولو صلى اهلل عليو كسلم‪ " ،‬إذا التقى‬
‫المسلماف بسيفيهما‪"..‬الحديث فإنو يعم كل مسلمين‪.‬‬

‫كاْلسماء المبهمة كمن فيمن يعقل كمن دخل دارم فهو آمن‬
‫كما فيما َل يعقل‪ ،‬نحو ما جاءني منك أخذتو ‪ .‬كأم [استفهامية أك شرطية أك‬
‫موصولة] في الجميع ‪... ،‬‬
‫أم من يعقل كما َل يعقل‪ ،‬نحو أم عبيدم جاءؾ أحسن إليو ‪،‬‬
‫كأم اْلشياء أردت أعطيتكو‪.‬‬
‫كأين في المكاف نحو أين ما تكن أكن معك ‪.‬‬
‫كمتى في الزماف‪ ،‬نحو متى شئت جئتك ‪.‬‬

‫من اْلمثلة كذلك ‪:‬‬


‫‪/‬ما كىي لما َل يعقل مثالها موصولة قولو تعالى‪{ :‬ما عندكم ينفد كما عند اهلل باؽ}‬
‫كمثالها شرطية قولو تعالى‪{ :‬كما تفعلوا من ٍحير يعلمو اهلل} ‪.‬‬
‫‪/‬من كىي لمن يعقل‪ ،‬مثالو موصولة قولو تعالى‪{ :‬كَل تؤمنوا إَل لمن تبع دينكم} كمثالها‬
‫صالًحان‬ ‫ً‬
‫{م ٍن ىعم ىل ى‬
‫شرطية قولو تعالى‪{ :‬فمن يعمل مثقاؿ ذرة خيران يره} كقولو ‪ :‬ى‬
‫فىلًنىػ ٍف ًسو}‬
‫‪/‬متى للزماف المبهم شرطية مثل متى زرتني أكرمتك‪.‬‬
‫‪/‬أين للمكاف المبهم شرطية مثل قولو تعالى‪{ :‬أينما تكونوا يدرككم الموت} ك‬
‫قولو‪{:‬فىأىيٍػنى ىما تيػ ىولُّوا فىػثى ام ىك ٍجوي اللا ًو} ‪.‬‬

‫كما في اَلستفهاـ‪ ،‬نحو ما عندؾ? ‪.‬‬


‫كالجزاء‪ ،‬نحو ما تعمل تجز بو ‪.‬‬
‫كفي نسخة كالخبر بدؿ الجزاء نحو علمت ما عملت‪.‬‬
‫كغيره كالخبر على النسخة اْلكلى كالجزاء على الثانية‪.‬‬
‫ين} ‪ .‬ك كذلك‬‫ً‬
‫ىج ٍبتي يم ال يٍم ٍر ىسل ى‬
‫{ما ىذا أ ى‬
‫مثاؿ ما ك أدكات اَلستفهاـ اْلخرل‪ :‬قولو تعالى ى‬
‫{فى ىم ٍن يىأٍتًي يك ٍم بً ىم واء ىم ًعي ون} ك{فأين تذىبوف}‪.‬‬
‫ك الجزاء نحو‪ :‬ما تفعلوا يعلمو اهلل‪ .‬ك الخبر نحو قرأنا ما كتبتم‪.‬‬
‫ك لم يذكر المؤلف كَل الشارح ما دؿ على العموـ بمادتو مثل‪ :‬كل‪ ،‬كجميع‪ ،‬ككافة‪،‬‬
‫كقاطبة‪ ،‬كعامة; كقولو تعالى‪{ :‬إًناا يك ال ىش ٍي وء ىخلى ٍقنىاهي بًىق ىد ور}‪.‬‬

‫كَل في النكرات نحو َل رجل في الدار ‪.‬‬

‫النكرة في سياؽ النفي أك النهي أك الشرط أك اَلستفهاـ اإلنكارم تفيد العموـ; كقولو‬
‫{كا ٍعبي يدكا اللاوى ىكَل تي ٍش ًريكوا بً ًو ىش ٍيئان}‪ ،‬ك قولو ‪{:‬إً ٍف‬ ‫تعالى‪{ :‬كما من الو اَل اهلل} ‪ ،‬ك قولو‪ :‬ى‬
‫{م ٍن إًلىوه غىٍيػ ير اللا ًو يىأٍتًي يك ٍم‬ ‫و ً‬
‫تيػ ٍب يدكا ىش ٍيئان أ ٍىك تي ٍخ يفوهي فىًإ اف اللاوى ىكا ىف بً يك ٍّل ىش ٍيء ىعليمان} ‪،‬ك قولو ‪ :‬ى‬
‫ضيى واء أىفىال تى ٍس ىمعيو ىف} ‪.‬‬ ‫بً ً‬
‫ت‬ ‫{علً ىم ٍ‬
‫كذلك النكرة في سياؽ اَلمتناف كفي سياؽ اإلثبات في صور قليلة مثل‪ :‬ى‬
‫ت}‬ ‫ت ىكأىخ ى‬
‫ار ٍ‬ ‫س ىما قى اد ىم ٍ‬
‫ت نىػ ٍف ه‬‫{علً ىم ٍ‬
‫ت} [التكوير‪ ، ]ُْ:‬ك ى‬ ‫ض ىر ٍ‬
‫ىح ى‬ ‫س ىما أ ٍ‬ ‫نىػ ٍف ه‬
‫[اَلنفطار‪ ]ٓ:‬فاْلصل أف النكرة في سياؽ اإلثبات لإلطالؽ َل للعموـ‪ ،‬كلكنها قد ترد‬
‫للعموـ نادران‪.‬‬
‫تنبيو‪:‬‬
‫تكوف النكرة في سياؽ النفي نصا صريحان في العموـ في الحاَلت اآلتية‪:‬‬
‫ُ‪ /‬إذا بنيت مع َل نحو‪َ ،‬ل إلو إَل اهلل‪.‬‬
‫ِ‪ /‬إذا زيدت قبلها من كتزاد من قبلها في ثالثة مواضع‪:‬‬
‫أ‪ /‬قبل الفاعل مثل {لتنذر قومان ما أتاىم من نذير} اآلية‪.‬‬
‫ب‪ /‬قبل المفعوؿ مثل {كما أرسلنا من قبلك من رسوؿ} اآلية‪.‬‬
‫جػ‪ /‬قبل المبتدأ مثل {كما من إلو إَل إلو كاحد} ‪.‬‬
‫ّ‪ /‬النكرة المالزمة للنفي مثل‪ :‬ديار كما في قولو تعالى عن نوح‪َ{ :‬ل تذر على اْلرض‬
‫من الكافرين ديارا} ‪.‬‬
‫كتكوف ظاىرة َل نصان فيما عدا ذلك كالنكرة العاملة فيها " َل " عمل ليس مثل قولك‬
‫َل رجل في الدار‪.‬‬

‫[العموـ من صفات اْللفاظ كالفعل َل عموـ لو]‬


‫كالعموـ من صفات النطق كَل يجوز دعول العموـ في غيره من الفعل كما يجرم‬
‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم ‪ -‬بين الصالتين في السفر ركاه‬
‫مجراه ‪ ،‬كما في جمعو ‪ -‬ى‬
‫البخارم ‪ ،‬فإنو َل يعم السفر الطويل كالقصير‪ ،‬فإنو إنما يقع في كاحد منهما ‪.‬‬
‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم ‪ -‬بالشفعة للجار‪ .‬ركاه النسائي‬
‫ككما في قضائو ‪ -‬ى‬
‫عن الحسن مرسالن ‪ ،‬فإنو َل يعم كل جار‪َ ،‬لحتماؿ خصوصية في ذلك الجار ‪.‬‬

‫قولو ‪«:‬كالعموـ من صفات النطق» معناه كما سبق أف أشرنا إلى ذلك عند تعريف العاـ‬
‫أف العموـ من عوارض اْللفاظ فليس من عوارض المعاني كَل من عوارض اْلجساـ‬
‫اصطالحا‪ ،‬كإَل فهو في اْلصل من عوارض اْلجساـ‪ :‬كما نقوؿ مثال عم الظرؼ‬
‫مظركفو‪ ،‬كعم الحبل الحطب‪ ،‬كمن عوارض المعاني‪ :‬كأف نقوؿ مثال ‪ :‬عممت اْلبناء‬
‫باإلحساف‪ ،‬كعممت محمدا كعليا بالعطاء‪ ،‬كلكن المقصود بو في اَلصطالح‬
‫اْلصولي‪ :‬أنو من عوارض اْللفاظ‪ ،‬فاْللفاظ منها ما ىو عاـ كما ذكر المؤلف ك مثل لو‬
‫الشارح ‪ ،‬ككغيره‪ ،‬مثل‪( :‬عامة‪ ،‬ككافة‪ ،‬كجميع) ‪ ،‬فكلها تعتبر من ألفاظ العموـ كما‬
‫نبهنا على ذلك ‪ ،‬ككالمضاؼ إلى الضمير‪ ،‬فإف النكرة إذا أضيفت للضمير تكوف من‬
‫ألفاظ العموـ‪.‬‬
‫قاؿ‪« :‬كَل تجوز دعول العموـ في غيره» أم‪ :‬في غير صيغ العموـ‪.‬‬
‫«من الفعل كما يجرم مجراه» ‪ ،‬فالفعل سواء كاف فعل أمر‪ ،‬مثل‪( :‬خذ‪ ،‬البس) ‪ ،‬فهذا‬
‫أم شيء‪ ،‬كَل يمكن أف يقصد‬
‫م شيء‪ ،‬ك لبس ٌ‬
‫َل يدؿ على العموـ‪ ،‬بل يمتثل بأخذ أ ا‬
‫بو أخذ كل شيء ك لبس كل شيء‪ ،‬كما جرل مجراه مما يشبو الفعل من اْلكصاؼ‬
‫كنحوىا كمن المطلق كلو‪ ،‬فليس شيء من ذلك من قبيل العموـ ك قد مثل الشارح‬
‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم بين الصالتين في السفر ركاه البخارم ‪ ،‬فإنو َل‬
‫لذلك جمع النبي ى‬
‫يعم أنواع السفر من الطويل كالقصير بل المراد كاحد منها ‪.‬قاؿ أبو إسحاؽ الشيرازم‬
‫في اللمع ‪« :‬العموـ يصح دعواه في نطق ظاىر يستغرؽ الجنس بلفظو كاْللفاظ التي‬
‫ذكرناىا في الباب اْلكؿ كأما اْلفعاؿ فال يصح فيها دعول العموـ ْلنها تقع على صفة‬
‫كاحدة فإف عرفت تلك الصفة اختص الحكم بها كإف لم تعرؼ صار مجمال مما عرؼ‬
‫صفتو مثل ما ركم أف النبي صلى اهلل عليو كسلم جمع بين الصالتين في السفر فهذا‬
‫مقصور على ما ركم فيو كىو السفر َل يحمل على العموـ فيما لم يرد فيو كما لم‬
‫يعرؼ مثلما ركل أنو جمع بين الصالتين في السفر فال يعلم أنو كاف في سفر طويل أك‬
‫سفر قصير إَل أنو معلوـ أنو لم يكن إَل في سفر كاحد فإذا لم يعلم ذلك بعينو كجب‬
‫التوقف فيو حتى يعرؼ كَل يدعى فيو العموـ» انتهى كالمو‪.‬‬

‫[تعريف الخاص كالتخصيص]‬


‫كالخاص يقابل العاـ ‪ ،‬فيقاؿ فيو ما َل يتناكؿ شيئين فصاعدان من غير حصر ‪ ،‬نحو‬
‫رجل كرجلين كثالثة رجاؿ‪.‬‬

‫الخاص كما عرفو المؤلف مقابل للعاـ فإذا كاف العاـ يتناكؿ أكثر من كاحد بال حصر‬
‫فإف الخاص َل يتناكؿ سول كاحد كعلي مثال أك يتناكؿ أكثر منو كلكنو على سبيل‬
‫الحصر‪ ،‬كاثنين أك ثالثة أك سبعة أك مائة ْلنو خاص بهذا العدد‪ ،‬كمنو النكرة في سياؽ‬
‫اإلثبات كقولك أطعمت رجال في البيت أك اعتقت عبدان‪ ،‬فإنو كإف كاف صالحان لكل‬
‫رجل‪ ،‬كصادقان بأم عبد إَل أنو عمليان َل يصدؽ إَل بفرد كاحد يختص بو ْلنو بمعنى‬
‫أطعمت رجال كاحدان كأعتقت عبدان كاحدان‪.‬‬
‫اؿ علىى مس امى ك ً‬
‫اح ود‪.‬‬ ‫اص يىو اللا ٍف ي ُّ‬ ‫ً‬
‫ظ ال اد ى ي ى ى‬ ‫ٍخ ُّ ى‬ ‫يل‪ :‬ال ى‬ ‫كاختلف في حد الخاص اصطالحا فق ى‬
‫وص وة‪.‬‬ ‫و‬ ‫ً‬ ‫كقً ً‬
‫ص ى‬ ‫يل في ىحدٍّه‪ :‬يى ىو ىما ىد اؿ ىعلىى ىكثٍػ ىرة ىم ٍخ ي‬ ‫ى ى‬
‫اؿ علىى مس ًّمى ك ً‬
‫اح ود ىكىما ىد اؿ‬ ‫اص‪ :‬اللا ٍف ي‬
‫ظ ال اد ي ى ي ى ى‬ ‫ٍخ ُّ‬‫قاؿ الزركشي في البحر المحيط‪« :‬ال ى‬
‫ٍم ٍف ىرًد‬ ‫اـ تىػ ٍق ًد ً‬
‫ث فًي ال ىٍع ٍّ‬
‫ض الٍحنى ًفيا ًة ىعلىى الٍب ٍح ً‬ ‫علىى ىكثٍػرةو م ٍخص و ً‬
‫يما لل ي‬
‫ن‬ ‫ى‬ ‫وصة‪ ،‬ىكل ىه ىذا قى اد ىموي بىػ ٍع ي ى‬
‫ى ى ي ى‬ ‫ى‬
‫ب‪.‬‬ ‫ىعلىى ال يٍمراك ً‬
‫ى‬
‫وص‬
‫ص ه‬ ‫اؿ‪ :‬يخ ي‬ ‫صلي يح لىوي ىَل لً ىج ًم ًيع ًو‪ ،‬ىكقى ٍد ييػ ىق ي‬ ‫ض ىما يى ٍ‬ ‫وص‪ :‬ىك ٍو يف اللا ٍف ًظ يمتىػنىا ًكنَل لًبىػ ٍع ً‬ ‫ص ي‬ ‫ٍخ ي‬ ‫ىكال ي‬
‫ىس ىم ًاء‬ ‫ً‬
‫اس وم م ٍن أ ٍ‬ ‫صلي يح اإَل لىوي‪ ،‬ىكتىػنى ياكًؿ يك ٍّل ٍ‬
‫ً ً‬ ‫ً‬
‫فًي ىك ٍو ًف اللا ٍفظ يمتىػنىا ًكنَل ل ٍل ىواح ًد ال يٍم ىعيا ًن الا ًذم ىَل يى ٍ‬
‫اب لىوي فًي‬ ‫اج فًي كًتى و‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ار ىؾ ىكتىػ ىعالىى‪ .‬ىكذى ىك ىر الٍق ٍس ىم الثاان ىي ال از اج ي‬
‫اللا ًو تىػعالىى الٍم ٍختى ا ً ً ً‬
‫صة بو لىوي تىػبى ى‬ ‫ي‬ ‫ى‬
‫ض ىي اللاوي ىع ٍنوي ىعباػ ىر‬ ‫شافً ًع اي ر ً‬ ‫ص ىال ًح فًي فىػ ىوائً ًد ًر ٍحلىتً ًو‪ ،‬أى اف ال ا‬ ‫وؿ ال ًٍف ٍق ًو‪ ،‬نىػ ىقلىوي ىع ٍنوي ابٍ ين ال ا‬ ‫يص ً‬
‫ى‬ ‫أي‬
‫ض ٍاْلىلٍ ىف ً‬
‫اظ‬ ‫وص ًم ٍن ىع ىوا ًر ً‬ ‫ص ي‬ ‫ٍخ ي‬ ‫اص‪ ،‬ىكال ي‬ ‫ٍخ ٍّ‬ ‫اص‪ ،‬ىك ىع ٍن ال يٍم ٍبػ ىقى ىم ارةن بًال ى‬ ‫ٍخ ٍّ‬ ‫ىع ٍن ال يٍم ٍخ ىر ًج ىم ارةن بًال ى‬
‫ً‬
‫ك‪ .‬ىكفىػ ار ىؽ ال ىٍع ٍس ىك ًر ُّ‬
‫م‬ ‫ضوا لً ىذلً ى‬ ‫سابً يق فًي الٍعي يموـ‪ ،‬ىكلى ٍم يىػتىػ ىع ار ي‬ ‫ؼ ال ا‬ ‫ٍخ ىال ي‬ ‫ح ًقي ىقةن‪ ،‬كفًي الٍمعانًي ال ً‬
‫ىى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫ض ىما يىػ ٍنطى ًوم ىعلىٍي ًو لىٍفظيوي‬ ‫اص ي يكو يف فًيما يػر ي ً‬
‫اد بًو بىػ ٍع ي‬ ‫ى يى‬ ‫ٍخ ُّ ى‬ ‫اؿ‪ :‬ال ى‬ ‫وص‪ ،‬فىػ ىق ى‬ ‫ص ً‬ ‫ٍخ ي‬‫اص ىكال ي‬ ‫ٍخ ٍّ‬ ‫بىػ ٍي ىن ال ى‬
‫ادةو‪.‬‬
‫ض ًع ىَل بًًإ ىر ى‬ ‫ص بًال ىٍو ٍ‬
‫وص ىما ا ٍختى ا‬ ‫ص ي‬ ‫ٍخ ي‬‫ض ًع‪ ،‬ىكال ي‬ ‫بًال ىٍو ٍ‬
‫وص أى ٍف يىػتىػنى ىاك ىؿ ىش ٍيئنا يدك ىف‬ ‫اح ندا بًنىػ ٍف ً‬‫اص ما يػتػناك يؿ أىمرا ك ً‬ ‫ً‬
‫ص ي‬ ‫ٍخ ي‬ ‫ض ًع‪ ،‬ىكال ي‬ ‫س ال ىٍو ٍ‬ ‫ٍخ ُّ ى ى ى ى ى ٍ ن ى‬ ‫يل‪ :‬ال ى‬ ‫ىكق ى‬
‫ك الٍغىٍيػ ير» انتهى كالمو‪.‬‬ ‫ص ُّح أى ٍف يىػتىػنى ىاكلىوي ىذلً ى‬‫غىٍي ًرهً‪ ،‬كىكا ىف ي ً‬
‫ى ى‬

‫كالتخصيص تمييز بعض الجملة أم إخراجو كإخراج المعاىدين من قولو تعالى‪:‬‬


‫ً‬
‫{فىاقٍػتيػليوا ال يٍم ٍش ًرك ى‬
‫ين} ‪.‬‬

‫المقصود من كالـ المؤلف أف التخصيص ىو‪ :‬قصر العاـ على بعض أفراده‪.‬ك قد مثل‬
‫الشارح بإخراج المعاىدين من عموـ لفظ المشركين فاآلية دخلها التخصيص ك‬
‫ات يػتػرباصن بًأىنٍػ يف ًس ًه ان ثىىالثىةى قيػر و‬
‫كء)‪ ،‬ىذا عاـ‬ ‫ي‬ ‫(كال يٍمطىلا ىق ي ى ى ى ٍ ى‬
‫للتوضيح أكثر قولو تعالى‪ :‬ى‬
‫ىحم ً‬
‫اؿ‬ ‫ت ٍاْل ٍ ى‬
‫يكَل ي‬
‫(كأ ى‬
‫لجميع المطلقات الحوامل كغيرىن‪ ،‬كلكن ىذا يخصص بقولو تعالى‪ :‬ى‬
‫ض ٍع ىن ىح ٍملى يه ان)‪ ،‬فأخرجت الحوامل من عموـ اللفظ كىو‪ :‬المطلقات‬ ‫ىجلي يه ان أى ٍف يى ى‬
‫أى‬
‫كجعل عدتها كضع الحمل‪ ،‬فلم يبقى لفظ العموـ كىو المطلقات على عمومو‪ ،‬بل‬
‫قصره على بعض أفراده‪.‬‬

‫[أقساـ المخصص]‬
‫كىو ينقسم إلى متصل كمنفصل ‪:‬‬
‫بعدما عرؼ المؤلف التخصيص شرع في بياف أقساـ المخصص ك ىو قسماف‪:‬متصل‬
‫ك منفصل‪.‬‬
‫أ‪ /‬المخصص المتصل‪ :‬ىو ما َل يستقل بنفسو بل يتعلق معناه باللفظ فهو مقارف لو‬
‫دائمان‪.‬كىو خمسة أشياء‪:‬اَلستثناء كالشرط كالصفة كالغاية كبدؿ البعض‪.‬‬
‫ب‪/‬المخصص المنفصل‪ :‬ىو ما استقل بنفسو كَل ارتباط لو في الذكر مع العاـ من لفظ‬
‫أك غيره‪.‬ك ىو أنواع سيأتي ذكر المؤلف لها‪.‬‬

‫[أنواع المخصص المتصل]‬


‫فالمتصل اَلستثناء كسيأتي مثالو‪ .‬كالشرط نحو أكرـ بني تميم إف جاؤكؾ‪ ،‬أم‬
‫الجائين منهم‪ .‬كالتقييد بالصفة ‪ ،‬نحو أكرـ بني تميم الفقهاء‪.‬‬

‫ين َل يى ٍدعيو ىف ىم ىع اللا ًو إًلى نها ى‬


‫آخ ىر ىكَل‬ ‫فالتخصيص باَلستثناء مثل قوؿ اهلل تعالى‪ :‬ا ً‬
‫{كالذ ى‬ ‫ى‬
‫ف‬
‫اع ٍ‬
‫ضى‬ ‫ٍق أىثى ناما * يي ى‬
‫ك يىػل ى‬‫ٍح ٍّق ىكَل يىػ ٍزنيو ىف ىكىم ٍن يىػ ٍف ىع ٍل ذىلً ى‬ ‫يػ ٍقتيػليو ىف الناػ ٍف ً‬
‫س الاتي ىح ارىـ اللاوي إًاَل بًال ى‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫ًً‬ ‫ً ً‬
‫اب} فقد كرد في ىذه اآليات‬ ‫اب يىػ ٍوىـ الٍقيى ىامة ىكيى ٍخلي ٍد فيو يم ىها نا * إًاَل ىم ٍن تى ى‬
‫لىوي ال ىٍع ىذ ي‬
‫الكريمة اَلستثناء متصال بالعموـ السابق كىو قولو تعالى {من يفعل ذلك} ‪ ،‬كاستثني‬
‫منو {من تاب} فاَلستثناء ىنا تخصيص بمتصل ك لو شركط سيذكر المؤلف أىمها فيما‬
‫سيأتي‪.‬‬
‫كذلك الشرط‪ :‬فهو يخصص أيضان ما قبلو‪ ،‬كيكوف متصالن بو ك قد مثل الشارح بقولو‪:‬‬
‫أكرـ بني تميم إف جاؤكؾ ك لوَل الشرط لوجب عليو إكرامهم في كل اْلحواؿ ك لكن‬
‫الشرط خصص الجائين منهم كذلك قولنا‪( :‬تقتل المرأة إف قاتلت) فالمرأة ىنا جنس‬
‫محلى بأؿ فهي من ألفاظ العموـ تشمل كل امرأة لكن قولنا (إف قاتلت) شرط خصص‬
‫ىذا العاـ ‪ ،‬كمعنى ذلك‪ :‬أنها إف لم تقاتل َل تقتل‪.‬‬
‫اع إًلىٍي ًو ىسبً نيال} [آؿ‬ ‫ت ىم ًن ٍ‬
‫استىطى ى‬ ‫ى‬ ‫{كلًلا ًو ىعلىى الن ً‬
‫ااس ًح ُّج الٍبػ ٍي ً‬
‫ككذلك التقييد بالصفة ى‬
‫عمراف‪( ، ]ٕٗ:‬هلل على الناس) الناس ىنا من ألفاظ العموـ; ْلنو جنس محلى بأؿ‪،‬‬
‫لكن خص ىذا العموـ بالصفة (من استطاع إليو سبيالن) ‪ ،‬كىي صفة اَلستطاعة ك قد‬
‫مثل الشارح للتخصيص بالصفة بقولو أكرـ بني تميم الفقهاء فقولو أكرـ بني تميم عاـ‬
‫شامل لكل أفراد القبيلة لكن خص ىذا العموـ بالصفة (الفقهاء) فقصرت إذنا العاـ‬
‫على بعض أفراده‪.‬‬

‫[أكَلن‪ :‬اَلستثناء كشركطو]‬


‫كاَلستثناء إخراج ما لوَله لدخل في الكالـ ‪ ،‬نحو جاء القوـ إَل زيدان‪.‬‬

‫اَلستثناء لغة ‪ :‬من الثني كىو رد بعض الشيء إلي بعضو كثني الحبل ‪.‬قاؿ ابن فارس‪:‬‬
‫ش ٍي ًء ىم ارتىػ ٍي ًن‪ ،‬أ ٍىك ىج ٍعليوي ىش ٍيئىػ ٍي ًن يمتىػ ىوالًيىػ ٍي ًن أ ٍىك‬
‫اح هد‪ ،‬ىك يى ىو تى ٍك ًر يير ال ا‬ ‫«الثااء كالنُّو يف كالٍياء أىصل ك ً‬
‫ى ىي ٍهى‬ ‫يى‬
‫اف‪ ».‬إلى أف قاؿ‬ ‫اف فًي الٍع ىد ًد م ٍعركفى ً‬
‫ى ىي‬
‫شيء ثىػ ٍنػيا‪ .‬ك ًاَلثٍػنى ً‬
‫ت ال ا ٍ ى ن ى‬ ‫ك ثىػنىػ ٍي ي‬‫ك قىػ ٍولي ى‬‫يمتىبىايًنىػ ٍي ًن‪ ،‬ىكذىلً ى‬
‫ٍج ٍملى ًة ىكىم ارةن فًي‬ ‫ً‬ ‫اب‪ ،‬كذىلً ى ً‬
‫ك أى اف ذ ٍك ىرهي ييػثىػناى ىم ارةن في ال ي‬ ‫اس الٍبى ً ى‬ ‫« ىكىم ٍعنىى ًاَل ٍستًثٍػنى ًاء ًم ٍن قًيى ً‬
‫ٍت‪ :‬إًاَل ىزيٍ ندا‪،‬‬ ‫اس ىزيٍ هد ىك ىع ٍم هرك‪ ،‬فىًإذىا قيػل ى‬ ‫ااس‪ ،‬فىًفي النا ً‬ ‫ج الن ي‬ ‫ٍت‪ :‬ىخ ىر ى‬ ‫ك إًذىا قيػل ى‬ ‫يل ; ًْلىنا ى‬
‫صً‬ ‫التاػ ٍف ً‬
‫ج ًم اما‬ ‫ين‪ :‬إًناوي ىخ ىر ى‬ ‫اح ًويٍّ ى‬
‫ض الن ٍ‬ ‫اؿ بىػ ٍع ي‬ ‫ك قى ى‬ ‫اى نرا‪ .‬ىكلً ىذلً ى‬
‫ت بً ًو ىزي ندا م ارةن أي ٍخرل ًذ ٍكرا ظى ً‬
‫ن‬ ‫ى‬ ‫فىػ ىق ٍد ذى ىك ٍر ى ٍ ى‬
‫يم» انتهى‬ ‫ً‬ ‫ىد ىخل فً ًيو‪ ،‬فىػع ًمل فً ًيو ما ىع ًمل ًع ٍشرك ىف فًي الدٍّرىى ًم‪ .‬ك ىى ىذا ىك ىالـ ً‬
‫يح يم ٍستىق ه‬ ‫صح ه‬ ‫ه ى‬ ‫ٍ ى‬ ‫ى ي‬ ‫ى ى ى‬ ‫ى‬
‫كالمو‪.‬‬
‫ك في اَلصطالح عرؼ المؤلف اَلستثناء بأنو إخراج ما لوَله لدخل في الكالـ أم‬
‫إخراج البعض بأداة إَل أك ما يقوـ مقامها‪ .‬كىو قسماف‪ .‬متصل كمنقطع‪.‬‬
‫أ‪ /‬فالمتصل‪ :‬ما كاف فيو المستثنى بعضا من المستثنى منو كقولو تعالى في شأف نوح‬
‫عليو السالـ‪{ :‬فلبث فيهم ألف سنة إَل خمسين عاما} كىذا القسم ىو المقصود‬
‫باتفاؽ‪.‬‬
‫ب‪ /‬كالمنقطع‪ :‬ما لم يكن فيو المستثنى بعضا من المستثنى منو نحو‪ :‬لو على عشرة‬
‫دراىم إَل كتابا‪.‬‬

‫[الشرط اْلكؿ]‬
‫علي عشرة‬
‫كإنما يصح اَلستثناء بشرط أف يبقى من المستثنى منو شيء ‪ ،‬نحو لو ا‬
‫إَل تسعة‪ ،‬فلو قاؿ إَل عشرة‪ ،‬لم يصح‪ ،‬كتلزمو العشرة ‪.‬‬
‫[الشرط الثاني]‬
‫كمن شرطو أف يكوف متصالن بالكالـ ‪ ،‬فلو قاؿ جاء الفقهاء‪ ،‬ثم قاؿ بعد يوـ إَل‬
‫زيدان‪ ،‬لم يصح‪.‬‬

‫ذكر المؤلف أف للتخصيص باَلستثناء شركطا منها أف يبقى من المستثنى منو شيء ك‬
‫أف يكوف المستثنى متصال بالكالـ يعني حقيقة أك حكما ‪.‬‬
‫ك ليعلم القارئ أف شركط التخصيص باَلستثناء منها ما اتفق عليو اْلصوليوف ك منها ما‬
‫كقع فيو الخالؼ‪ .‬ك مجمل ىذه الشركط ثالثة‪:‬‬
‫ُ‪ /‬أف يكوف ملفوظان يسمع‪َ ،‬ل بمجرد النية‪ ،‬إَل في يمين ظلمان عند المالكية‪.‬‬
‫ِ‪/‬أف يكوف متصال بما قبلو لفظا في العرؼ‪ ،‬فال يضر فصلو بتنفس أك عطاس فىًإ ًف‬
‫ت يح ٍك يموي‪.‬‬ ‫ص ىل ىَل ىعلىى ىى ىذا ال ىٍو ٍج ًو ىكا ىف لى ٍغ نوا ىكلى ٍم يىػثٍبي ٍ‬ ‫انٍػ ىف ى‬
‫ور أ ٍىى ًل ال ًٍعل ًٍم‪ .‬خالفان َلبن عباس في ركاية عنو إذ‬ ‫اط ًاَلتٍّ ى ً‬ ‫كقى ٍد ىذىب إًلىى ا ٍشتًر ً‬
‫صاؿ يج ٍم يه ي‬ ‫ى‬ ‫ى ى ى‬
‫يل‪ :‬أىبى ندا‪.‬‬ ‫و ً‬ ‫ف ىع ٍنوي فىًقيل‪ :‬إًلىى ىش ٍه ور‪ ،‬ىكقً ً‬
‫يل‪ :‬إلىى ىسنىة‪ ،‬ىكق ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫أجاز فصلو ثي ام ا ٍختىػلى ى‬
‫ٍح ىرىم ٍي ًن ىكالٍغى ىزالً ُّي‪،‬‬ ‫ص اح ع ًن اب ًن عبا و ً‬
‫اـ ال ى‬‫اس ىكم ٍنػ يه ٍم إً ىم ي‬ ‫ض أ ٍىى ًل ال ًٍعل ًٍم ىكقىاليوا‪ :‬لى ٍم يى ً ى ٍ ى‬ ‫ىكقى ٍد ىر اد بىػ ٍع ي‬
‫اخي ًاَل ٍستًثٍػنى ًاء‪.‬‬‫اف تىػر ً‬
‫يق ًًإل ٍم ىك ً‬
‫ً‬ ‫ود كالٍمواثً‬ ‫لًما يػلٍزـ ًمن ارتًىف ًاع الثٍّػ ىق ًة بًالٍعه ً‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫يي‬ ‫ى ى ىي ى ٍ‬
‫ّ‪ /‬أف َل يستغرؽ المستثنى منو كخمسة إَل خمسة ْلنو يعد لغوان‪ ،‬أك أكثر من النصف‬
‫عند الحنابلة كخمسة إَل ثالثة ْلف اَلستثناء إلخراج القليل‪.‬‬
‫كحاصل الخالؼ في الشرط اْلخير كاآلتي‪:‬‬
‫ُ‪ /‬أف يكوف المستثنى أقل مما بقى كخمسة إَل اثنين فهذا صحيح باإلجماع‪.‬‬
‫ِ‪ /‬أف يكوف المستثنى مستغرقان لجميع المستثنى منو كخمسة إَل خمسة كىذا باطل‬
‫عند اْلكثر خالفان َلبن طلحة اْلندلسي‪.‬‬
‫ّ‪ /‬أف يكوف المستثنى أكثر مما بقى كخمسة إَل أربعة كىو جائز عند الجمهور ممنوع‬
‫عند الحنابلة‪.‬‬

‫[جواز تقديم المستثنى على المستثنى منو كجواز اَلستثناء‬


‫من الجنس كغيره]‬
‫كيجوز تقديم المستثنى على المستثنى منو ‪ ،‬نحو ما قاـ إَل زيدان أح هد ‪.‬‬

‫كمالي إَل مذىب الحق مذىب‬ ‫ك نحو قوؿ الكميت‪ :‬كمالي إَل آؿ أحمد شيعة‬

‫كيجوز اَلستثناء من الجنس كما تقدـ‪.‬كمن غيره ‪ ،‬نحو جاء القوـ إَل الحمير‪.‬‬

‫جوز المؤلف كقوع اَلستثناء من الجنس كمن غيره كىو المسمى باَلستثناء المنقطع‬
‫س اراج‪ :‬ىكىَل بي اد فًي ال يٍم ٍنػ ىق ًط ًع ًم ٍن أى ٍف يى يكو ىف الٍ ىك ىال يـ الا ًذم قىػ ٍب ىل إًاَل قى ٍد ىد اؿ ىعلىى‬ ‫اؿ ابٍ ين ال ا‬ ‫‪.‬قى ى‬
‫ىما يي ٍستىثٍػنىى ًم ٍنوي‪.‬‬
‫حمارا‪،‬‬
‫اـ القوـ إَل ن‬ ‫ك‪ :‬قى ى‬ ‫وؿ فًي ٍاْل اىكًؿ‪ ،‬ىك ىق ٍولً ى‬ ‫الد يخ ً‬ ‫ك‪ :‬ىَل بي اد فً ًيو ًم ٍن تىػ ٍق ًدي ًر ُّ‬ ‫اؿ ابٍن مالً و‬
‫قى ى ي ى‬
‫ار فًي ًاَل ٍستًثٍػنى ًاء‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الذ ٍى ين إًلىى أىتٍػبىاع ًه يم ال ىٍمأٍليوفىة‪ ،‬فى ىذ ىك ىر الٍح ىم ى‬ ‫اد ىر ٍّ‬ ‫فىًإناوي لى اما ذى ىك ىر الٍ ىق ٍوىـ تىػبى ى‬
‫ك‪ ،‬ىو فمستثنى تىػ ٍق ًد نيرا‪.‬‬ ‫لً ىذلً ى‬
‫ص ٍيػرفً ُّي‪ :‬يج ي ً ً‬
‫وز اَل ٍستثٍػنىاءي من غير الجنس‪ ،‬كلكن بشترط أى ٍف ييػتىػ ىوى ى‬
‫ام‬ ‫اؿ أىبيو بى ٍك ور ال ا ى ى ي‬ ‫قى ى‬
‫يد يخوليوي فًي ال يٍم ٍستىثٍػنىى ًم ٍنوي بًىو ٍج وو ىما‪ ،‬ىكإًاَل لى ٍم يى يج ٍز ىك ىق ٍولً ًو‪:‬‬
‫ً ًا ً‬ ‫ًا‬ ‫كبػ ٍل ىدةو لىٍي ً ً‬
‫يس ‪ ...‬إَل الٍيىػ ىعاف يير ىكإَل الٍع ي‬
‫يس‬ ‫س ب ىها أىن ي‬ ‫ى‬ ‫ىى‬
‫س بً ًو إًاَل ىى ىذا النػ ٍاوعي‪.‬‬ ‫س ب ىها ىم ٍن ييػ ىؤانى ي‬
‫اؿ‪ :‬لىٍي ً‬
‫ى‬ ‫س‪ ،‬فى ىكأىناوي قى ى‬ ‫ً‬
‫فىالٍيىػ ىعاف يير قى ٍد تيػ ىؤانى ي‬
‫اؿ ال ازٍرىك ًش ُّي‪ً :‬م ٍن أ ٍىى ًل‬ ‫ف فًي ًاَل ٍستًثٍػنى ًاء ال يٍم ٍنػ ىق ًط ًع‪ ،‬ىى ٍل ىكقى ىع فًي اللُّغى ًة أ ٍىـ ىَل‪ ،‬فىػ ىق ى‬ ‫ىكقى ًد ا ٍختىػلى ى‬
‫ؼ فًي ال ىٍم ٍعنىى‪.‬‬ ‫س‪ ،‬ىك ًحينىئً وذ فى ىال ًخ ىال ى‬ ‫ٍج ٍن ً‬‫اللُّغى ًة من أىنٍ ىكرهي‪ ،‬كأ اىكلىوي تىأٍ ًك نيال رداهي بً ًو إًلىى ال ً‬
‫ى‬ ‫ىٍ ى ى‬
‫ص احتً ًو ليغىةن‪.‬‬ ‫ؼ ًخ ىالفنا فًي ً‬ ‫اؿ العضد في شرحو لػ"مختصر ال يٍم ٍنتىػ ىهى"‪ :‬ىَل نىػ ٍع ًر ي‬ ‫ىكقى ى‬
‫وعوي فً ًيو‪.‬‬‫ض يه ٍم يكقي ى‬ ‫آف أ ٍىـ ىَل‪ ،‬فىأىنٍ ىك ىر بىػ ٍع ي‬ ‫ضا‪ :‬ىىل كقىع فًي الٍ يقر ً‬
‫ٍ‬ ‫ىكا ٍختىػلى يفوا أىيٍ ن ٍ ى ى‬
‫آف إًاَل أى ٍع ىج ًم ٌّي‪.‬‬ ‫وعوي فًي الٍ يقر ً‬
‫ٍ‬ ‫اؿ ابٍ ين ىع ًطياة‪ :‬ىَل ييػ ٍن ًك ير يكقي ى‬ ‫ىكقى ى‬

‫[ثانيان‪ :‬الشرط]‬
‫كالشرط المخصص ‪ ،‬يجوز أف يتقدـ على المشركط نحو إف جاءؾ بنو تميم‬
‫فأكرمهم ‪.‬‬
‫لم يعرؼ المؤلف كَل الشارح التخصيص بالشرط كىو النوع الثاني من المخصصات‬
‫المتصلة ك المراد بو ىنا‪ :‬الشرط اللغوم كىو المعركؼ بتعليق أمر بأمر‪ .‬كأدكاتو كثيرة‬
‫منها‪ :‬إف كإذا مثل "إف نجح محمد فأعطو جائزة"‪.‬‬
‫ككجو التخصيص بالشرط في المثاؿ المتقدـ‪ :‬أنو يخرج من الكالـ حاَل من أحواؿ‬
‫محمد كىي عدـ نجاحو‪ ،‬كلوَل الشرط لوجب إعطاؤه الجائزة على كل حاؿ‪.‬‬
‫قوؿ المصنف ‪«:‬كالشرط يجوز أف يتأخر عن المشركط‪ ،‬كيجوز أف يتقدـ على‬
‫المشركط» أفادنا أف الشرط يجوز أف يتأخر عن المشركط‪ ،‬كيجوز أف يتقدـ على‬
‫المشركط‪ ،‬ك اْلصل أف يتأخر عنو; ْلف من شأنو التأخر ك من شأف المشركط أف‬
‫اج يك ٍم إً ٍف لى ٍم يى يك ٍن لى يه ان ىكلى هد}‬
‫ف ىما تىػ ىر ىؾ أى ٍزىك ي‬ ‫{كلى يك ٍم نً ٍ‬
‫ص ي‬ ‫يتقدـ‪ ،‬نحو قولو تعالى‪ :‬ى‬
‫[النساء‪. ]ُِ:‬ففي ىذه اآلية الكريمة تأخر الشرط عن المشركط ك بيانو‪:‬‬
‫(إف لم يكن لهن كلد) شرط‪ ،‬كىو متأخر عن المشركط كىو‪( :‬لكم نصف ما ترؾ‬
‫أزكاجكم) ‪ ،‬فمحل ميراث الزكج لنصف ماؿ زكجتو إف لم يكن لها كلد‪.‬‬
‫يكَلت ىح ٍم ول فىأىنٍ ًف يقوا ىعلىٍي ًه ان ىحتاى‬
‫كيجوز أف يتقدـ عليو‪ ،‬مثل قولو تعالى‪{ :‬كإً ٍف يك ان أ ً‬
‫ى‬
‫ض ٍع ىن ىح ٍملى يه ان} [الطالؽ‪(. ]ٔ:‬إف كن أكَلت حمل) ىذا شرط‪ ،‬كىو متقدـ على‬
‫يى ى‬
‫المشركط كىو‪( :‬فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن) فجاء الشرط متقدمان على‬
‫المشركط‪ .‬ك قد مثل الشارح جالؿ الدين المحلي بقولو‪ ( :‬إف جاءؾ بنو تميم‬
‫فأكرمهم )‪.‬فالشرط( إف جاءؾ بنو تميم )في ىذا المثاؿ تقدـ على المشركط‬
‫(فأكرمهم )‪.‬‬

‫[ثالثان‪ :‬الصفة]‬
‫كالمقيد بالصفة يحمل عليو المطلق ‪ ،‬كالرقبة قيدت باإليماف في بعض المواضع‪،‬‬
‫كما في كفارة القتل ‪.‬‬
‫كأطلقت في بعض المواضع‪ ،‬كما في كفارة الظهار‪،‬فيحمل المطلق على المقيد‬
‫احتياطان ‪.‬‬
‫عقد المؤلف ىذا الباب لبياف المطلق كالمقيد ‪.‬قاؿ الشيخ محمد الحسن ددك‬
‫الشنقيطي في شرح الورقات‪« :‬المطلق في اللغة‪ :‬كصف للمفعوؿ‪ ،‬من أطلقو يطلقو‬
‫فهو مطلق‪ ،‬أم‪ :‬أرسلو‪.‬كىو في اَلصطالح‪ :‬اللفظ الذم يتناكؿ ما صلح لو على سبيل‬
‫البدلية َل دفعة كاحدة‪ ،‬فرجل ‪-‬مثالن‪ -‬نكرة في سياؽ اإلثبات‪ ،‬يتناكؿ كل ذكر آدمي‪،‬‬
‫لكنو َل يمكن أف يتناكلهم دفعة كاحدة‪ ،‬فال يصدؽ في الرجاؿ جميعان في كقت كاحد‪،‬‬
‫بل يصدؽ بواحد ككاحد ك كاحد حتى يأتي على كلهم‪ .‬كالمقيد أيضان‪ :‬كصف للمفعوؿ‬
‫من قيده يقيده فهو مقيد‪ ،‬أم‪ :‬جعل فيو قيدان‪ ،‬كالقيد‪ :‬ما يحد الحركة‪ ،‬كالمقصود بو‬
‫ىنا‪ :‬ما يحد من اإلطالؽ‪ ،‬فيعطل اللفظ عن بعض ما يصدؽ عليو‪ ،‬كالتقييد بالوصف‬
‫في قوؿ اهلل تعالى {فىػتى ٍح ًر يير ىرقىػبى وة يم ٍؤًمنى وة} [النساء‪ ، ]ِٗ:‬فالرقبة مطلقة; ْلنها نكرة في‬
‫سياؽ اإلثبات‪ ،‬كقيدت بعد ذلك بالصفة حين قاؿ‪( :‬مؤمنة) فخرج ما سواىا من‬
‫الرقاب فال يمتثل بو اْلمر» انتهى كالمو‪.‬‬
‫ك عرؼ بعض اْلصوليين المطلق بأنو اللفظ الداؿ على الحقيقة بال قيد; كقولو تعالى‪:‬‬
‫{تحرير رقبة من قبل أف يتماسا} [المجادلة ّ]‪.‬‬
‫فخرج بقولهم‪ « :‬اللفظ الداؿ على الحقيقة»; العاـ ْلنو يدؿ على العموـ َل على‬
‫مطلق الحقيقة فقط‪ .‬كخرج بقولهم‪« :‬بال قيد»; المقيد‪.‬‬
‫ك أما المقيد فعكس المطلق‪ :‬ما دؿ على الحقيقة بقيد; كقولو تعالى‪{ :‬فىػتى ٍح ًر يير ىرقىػبى وة‬
‫يم ٍؤًمنى وة}‪.‬‬
‫كللمطلق كالمقيد أربع حاَلت أشار المؤلف إلى بعضها ك ىذا بيانها مع شيء من‬
‫التفصيل‪:‬‬
‫ُ‪ /‬الحالة اْلكلى ‪:‬أف يتحد حكمها كسببها ‪ ،‬كالصوـ في كفارة اليمين ‪ ،‬فقد كرد فيو‬
‫نص مطلق كىو قولو ‪ ( :‬فصياـ ثالثة أياـ ( ككرد فيو نص مقيد كىو قراءة ابن مسعود‬
‫‪«:‬فصياـ ثالثة أياـ متتابعة » ك حكمها كاحد ك سببهما كذلك كاحد فالجمهور على‬
‫أنو يجب في ىذا القسم حمل المطلق على المقيد كتقييده بقيده ‪ ،‬كنسب الشيخ‬
‫الموفق ابن قدامة إلى أبي حنيفة أنو َل يحمل المطلق على المقيد ىنا بدعول أف القيد‬
‫زيادة على النص ‪ ،‬كالزيادة على النص نسخ عنده لذا امتنع من حملو ‪.‬‬
‫ِ‪/‬الحالة الثانية ‪ :‬أف يتحد الحكم كيختلف السبب ‪ ،‬كالعتق في كفارة الظهار كالقتل ‪،‬‬
‫فقد قيدت الرقبة في كفارة القتل باإليماف ‪ ،‬كأطلقت في الظهار ‪ ،‬كالحكم متحد كىو‬
‫عتق الرقبة كالسبب مختلف كىو الظهار كالقتل ‪.‬‬
‫كقد ركم عن أحمد – رحمو اهلل – كأكثر الحنفية كبعض الشافعية ‪ :‬أنو َل يحمل‬
‫المطلق على المقيد ىنا إلمكاف العمل بكل كاحد مهما ‪.‬‬
‫كقاؿ قوـ ‪ :‬يحمل عليو فالمسألة كسابقتها فيها خالؼ‪.‬‬
‫ّ‪/‬الحالة الثالثة ‪ :‬أف يختلف الحكم كيتحد السبب ‪ ،‬كالصوـ كالعتق كاإلطعاـ في‬
‫كفارة الظهار فالصوـ كالعتق قيد بقولو ‪ ( :‬من قبل أف يتماسا ( كأطلق اإلطعاـ فلم‬
‫يقيد بهذا القيد كالسبب كاحد كىو الظهار ‪.‬‬
‫كقد ذىب عامة أىل العلم على أنو َل يحمل المطلق على المقيد ىنا ْلف فائدة حمل‬
‫المطلق على المقيد اتحاد الحكم كالتخلص من تعدده كتعارضو اللذين ىما على‬
‫خالؼ اْلصل ‪ ،‬فإذا كاف حكمهما مختلفا امتنعت الفائدة من حمل المطلق على‬
‫المقيد ‪.‬‬
‫كخالفهم بعض أىل العلم في ذلك ك رأكا حمل المطلق على المقيد ىنا ‪ ،‬فقيدكا‬
‫اإلطعاـ في الظهار بكونو قبل الجماع نظرا َلتحاد السبب ‪.‬‬
‫ْ‪ /‬الحالة الرابعة ‪ :‬أف يختلف الحكم كالسبب كاليد في الوضوء ‪ ،‬كردت مقيدة‬
‫بالمرافق ‪ ،‬كاليد في السرقة كردت مطلقة ‪ ،‬كالحكم مختلف كىو الغسل كالقطع ‪،‬‬
‫كالسبب مختلف كىو الوضوء كالسرقة ‪.‬‬
‫كىذا القسم انعقد إجماع أىل العلم على أنو َل يحمل فيو المطلق على المقيد ‪.‬‬

‫[التخصيص المنفصل‪ :‬تخصيص الكتاب بالكتاب]‬


‫كيجوز تخصيص الكتاب بالكتاب ‪ ،‬نحو قولو تعالى‪{ :‬كىَل تىػ ٍن ًكحوا الٍم ٍش ًرىك ً‬
‫ات} ‪،‬‬ ‫ي ي‬ ‫ى‬
‫حل لكم‪.‬‬ ‫ٍكت ً ً‬ ‫ً‬ ‫ص بقولو تعالى‪{ :‬كالٍمحصنى ي ً ا ً‬
‫اب م ٍن قىػ ٍبل يك ٍم} أم ه‬ ‫ين أيكتيوا ال ى ى‬
‫ات م ىن الذ ى‬ ‫ى يٍ ى‬ ‫خ ا‬
‫بعدما فرغ المؤلف من المخصصات المتصلة ‪ ،‬انتقل إلى بياف المخصصات المنفصلة‬
‫ك أشار رحمو اهلل تعالى إلى جواز تخصيص الكتاب بالكتاب لوقوعو فمثال قولو تعالى‪:‬‬
‫(كىَل تىػ ٍن ًك يحوا‬ ‫ٍكت ً ً‬ ‫ً‬ ‫(كالٍمحصنى ي ً ا ً‬
‫اب م ٍن قىػ ٍبل يك ٍم) خص قولو تعالى‪ :‬ى‬
‫ين أيكتيوا ال ى ى‬
‫ات م ىن الذ ى‬ ‫ى يٍ ى‬
‫ات ىحتاى ييػ ٍؤًم ان)‪ ،‬أم‪َ :‬ل يجوز نكاح المشركات إَل نساء أىل الكتاب‬ ‫الٍم ٍش ًرىك ً‬
‫ي‬
‫المحصنات‪ ،‬كالوقوع دليل الجواز‪ .‬ك كذلك قولو تعالى‪{ :‬كالمطلقات يتربصن‬
‫بأنفسهن ثالثة قركء} خصص منو أكَلت اْلحماؿ بقولو تعالى‪{ :‬كأكَلت اْلحماؿ‬
‫أجلهن أف يضعن حملهن} كخص منو أيضا المطلقات قبل المسيس بقولو تعالى‪{ :‬يا‬
‫أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموىن من قبل أف تمسوىن فما لكم‬
‫عليهن من عدة تعتدكنها} ‪.‬ك ْلف العاـ كالخاص من الكتاب دليالف قد ثبتا فيجب‬
‫العمل بالخاص كما بقي بعد التخصيص; جمعان بين الدليلين على حسب القدرة‪ ،‬كىذا‬
‫أكلى من إبطاؿ أحدىما بالكلية‪.‬‬

‫[تخصيص الكتاب بالسنة]‬


‫وصي يك يم اللاوي فًي أ ٍىكىَل ًد يكم) إلى‬
‫كتخصيص الكتاب بالسنة ‪ ،‬كتخصيص قولو تعالى‪( :‬ي ً‬
‫ي‬
‫آخر اآلية الشامل للولد الكافر بحديث الصحيحين ‪َ( :‬ل يرث المسلم الكافر كَل‬
‫الكافر المسلم) ‪.‬‬

‫ك من اْلمثلة كذلك قولو تعالى‪{ :‬حرمت عليكم الميتة " كخص منو السمك كالجراد‬
‫خص بقولو صلى اهلل عليو كسلم‪ " :‬أحلت لنا ميتتاف كدماف أما الميتتاف فالجراد‬
‫كالحوت "‪ .‬كمثل قولو تعالى‪{ :‬كيسألونك عن المحيض قل ىو أذل فاعتزلوا النساء‬
‫في المحيض كَل تقربوىن حتى يطهرف} خص بما ركم عن عائشة كأـ سلمة أنو صلى‬
‫اهلل عليو كسلم كاف يأمر بعض أزكاجو أف تشد إزارىا فيباشرىا كىي حائض‪.‬‬

‫[تخصيص السنة بالكتاب]‬


‫كتخصيص السنة بالكتاب ‪[ ،‬كتخصيص حديث الصحيحين ‪َ( :‬ل يقبل اهلل صالة‬
‫{كإً ٍف يك ٍنتي ٍم ىم ٍر ى‬
‫ضى} إلى قولو {فىػلى ٍم‬ ‫أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ)‪ ،‬بقولو تعالى‪ :‬ى‬
‫اء فىػتىػيى ام يموا} كإف كردت السنة بالتيمم أيضان بعد نزكؿ اآلية ] ‪.‬‬ ‫ً‬
‫تىج يدكا ىم ن‬

‫من اْلمثلة أيضا ‪ :‬قولو صلى اهلل عليو كسلم‪ " :‬ما أبين من ح ًي فهو ميت " خص بقولو‬
‫تعالى‪ " :‬كمن أصوافها كأكبارىا كأشعارىا أثاثان كمتاعاى إلى حين "‪ .‬كمثل قولو صلى اهلل‬
‫عليو كسلم‪ " :‬إذا التقى المسلماف بسيفيهما فالقاتل كالمقتوؿ في النار" خص بقولو‬
‫تعالى‪{ :‬فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر اهلل} ‪.‬‬

‫[تخصيص السنة بالسنة]‬


‫[كتخصيص السنة بالسنة ] كتخصيص حديث الصحيحين‪:‬‬
‫(فيما سقت السماء العشر) بحديثهما (ليس فيما دكف خمسة أكسق صدقة) ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ىذا ‪ ،‬يجوز تخصيص الكتاب كالسنة بتقرير النبي صلى اهلل عليو كسلم‬
‫ْلف تقرير النبي صلى اهلل عليو كسلم لذلك الواحد على ذلك الفعل كسكوتو عن‬
‫اإلنكار عليو دليل على جواز ذلك الفعل مثالن ‪ ،‬كىو مقابل بالنص العاـ من الكتاب‬
‫أك السنة‪ ،‬فهما دليالف قد ثبتا‪ ،‬فيجب في ىذه الحالة العمل بالخاص كما بقي بعد‬
‫التخصيص; جمعان بين الدليلين‪ ،‬كىو أكلى من إبطاؿ أحدىما بالكلية‪.‬‬

‫[تخصيص الكتاب كالسنة بالقياس]‬


‫صلاى اهللي‬
‫كتخصيص النطق بالقياس ‪ ،‬كنعني بالنطق قوؿ اهلل تعالى كقوؿ الرسوؿ ‪ -‬ى‬
‫ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم ‪ْ ،-‬لف القياس يستند إلى نص من كتاب أك سنة فكأنو المخصص ‪.‬‬

‫القياس يخصص العاـ من الكتاب كالسنة; ْلف الخاص من القياس‪ ،‬كالعاـ من الكتاب‬
‫كالسنة دليالف قد ثبتا‪ ،‬كَل يمكن أف نقدـ العاـ على الخاص; ْلنو يلزـ منو إلغاء‬
‫الخاص بالكلية كىذا َل يجوز‪ ،‬أما تقديم الخاص فال يوجب ذلك‪ ،‬بل فيو عمل‬
‫بالخاص كعمل بما بقي بعد التخصيص‪ ،‬كىذا فيو جمع بين الدليلين نحو قولو تعالى‪:‬‬
‫{الزانية كالزاني فاجلدكا كل كاحد منهما مائة جلدة} فإف عموـ الزانية خص بالنص‬
‫كىو قولو تعالى في اإلماء‪{ :‬فإف أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من‬
‫العذاب} كأما عموـ الزاني فهو مخصص بقياس العبد على اْلمة لعدـ الفارؽ‪.‬‬
‫ك اإلجماع ييخصص العاـ من الكتاب كالسنة; ْلف اإلجماع أكلى من عاـ الكتاب‬
‫كالسنة; ْلنو نص‪ ،‬كالنص قابل للتأكيل‪ ،‬كاإلجماع غير قابل لو‪ ،‬فيكوف اإلجماع أقول‬
‫يخصص الضعيف كلوقوعو نحو قولو تعالى‪{ :‬يوصيكم اهلل في أكَلدكم للذكر‬‫كالقوم ٍّ‬
‫مثل حظ اْلنثيين} خص منو الولد الرقيق با ًإلجماع كمنو تخصيص العمومات المانعة‬
‫من الغرر باإلجماع على جواز المضاربة‪.‬‬
‫من المخصصات المنفصلة كذلك‪ :‬الحس ك العقل‪:‬‬
‫‪/‬الحس ‪ :‬نحو قولو تعالى‪{ :‬تجبى إليو ثمرات كل شيء} كقولو عن ملكة سبأ‪:‬‬
‫{كأكتيت من كل شيء} فإف المشاىد في مكة حرسها اهلل أنها َل تجبى إليها جميع‬
‫الثمار على اختالفها كتنوعها ككذلك بلقيس لم تؤت البعض من كل شيء‪.‬‬
‫‪ /‬العقل‪ :‬نحو قولو تعالى‪{ :‬اهلل خالق كل شيء} فإف العقل دؿ على أف ذات الرب‬
‫جل جاللو مع صفاتو غير مخلوقة‪.‬‬

‫[تعريف المجمل كالبياف]‬


‫كالمجمل ما يفتقر إلى البياف ‪ ،‬نحو (ثالثة قركء) فإنو يحتمل اْلطهار كالحيض‬
‫َلشتراؾ القرء بين الحيض كالطهر ‪.‬‬

‫المجمل في اللغة‪ :‬المجموع‪ ،‬كمنو يقاؿ‪ " :‬أجملت الشيء إجماَلن "‪ :‬جمعتو من غير‬
‫تفصيل‪ .‬ك يطلق لغة أيضان على الخلط‪ ،‬كيطلق على المبهم‪ ،‬كيطلق على المحصل‪،‬‬
‫يم ىك ا‬
‫الال يـ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يم ىكالٍم ي‬ ‫كمنو قولهم‪ " :‬جملت الشيء " إذا حصلتو‪ .‬ك في مقاييس اللغة‪ «:‬الٍج ي‬
‫ش ٍي ىء‪،‬‬ ‫ٍت ال ا‬ ‫ىج ىمل ي‬ ‫ك‪ :‬أ ٍ‬ ‫ىح يد يى ىما تى ىج ُّم يع ىك ًعظى يم ال ى‬
‫ٍخل ًٍق‪ ،‬ىك ٍاآل ىخ ير يح ٍس هن‪ .‬فى ٍاْلى اك يؿ قىػ ٍولي ى‬ ‫أٍ ً‬
‫ىص ىالف‪ :‬أ ى‬
‫ين ىك ىف يركا لى ٍوىَل نيػ ٍّز ىؿ‬ ‫اؿ اللاوي تىػعالىى‪{ :‬كقى ى ا ً‬ ‫كى ًذهً جملىةي ال ا ً‬
‫اؿ الذ ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫صلٍتيوي‪ .‬ىكقى ى‬‫ىج ىملٍتيوي ىح ا‬
‫ش ٍيء‪ .‬ىكأ ٍ‬ ‫ىى يٍ‬
‫ٍج ىم يل ًم ٍن ىى ىذا ; لً ًعظى ًم‬ ‫وز أى ٍف يى يكو ىف ال ى‬ ‫اح ىدةن} [الفرقاف‪ . ]ِّ :‬ىكيى يج ي‬ ‫علىي ًو الٍ يقرآ يف جملىةن ك ً‬
‫ى ٍ ٍ يٍ ى‬
‫ىخل ًٍق ًو‪»....‬إلى آخر كالمو‬
‫ك المجمل في اَلصطالح ىو‪ :‬ما لو دَللة على معنيين َل مزية ْلحدىما على اآلخر‬
‫اح) فالذم بيده عقدة‬‫بالنسبة إليو‪.‬نحو قولو تعالى (أ ٍىك يىػ ٍع يف ىو الا ًذم بًيى ًدهً عي ٍق ىدةي النٍّ ىك ً‬
‫النكاح مشترؾ بين أف يكوف الزكج‪ ،‬كىو رأم الجمهور‪ ،‬أك ىو الولي كىو رأم اإلماـ‬
‫مالك‪.‬‬
‫قاؿ اإلماـ الشيرازم في اللمع ‪ «:‬كأما المجمل فهو ما َل يعقل معناه من لفظو كيفتقر‬
‫في معرفة المراد إلى غيره كذلك على كجوه‪:‬منها أف يكوف اللفظ لم يوضع للدَللة‬
‫ادهً} ككقولو صلى اهلل عليو كسلم‪:‬‬
‫على شيء بعينو كقولو تعالى‪{ :‬كآتيوا ح اقوي يػوـ حص ً‬
‫ى ى ىٍ ى ى ى‬
‫"أمرت أف أقاتل الناس حتى يقولوا َل إلو إَل اهلل فإذا قالوىا عصموا مني دماءىم‬
‫كأموالهم إَل بحقها" فإف الحق مجهوؿ الجنس كالقدر فيفتقر إلى البياف‪ .‬كمنها أف‬
‫يكوف اللفظ في الوضع مشتركا بين شيئين كالقرء يقع على الحيض كيقع على الطهر‬
‫فيفتقر إلى البياف‪ .‬كمنها أف يكوف اللفظ موضوعا لجملة معلومة إَل أنو دخلها استثناء‬
‫يمةي ٍاْلىنٍػ ىع ًاـ إًاَل ىما ييػ ٍتػلىى ىعلىٍي يك ٍم غىٍيػ ىر يم ًحلٍّي‬ ‫مجهوؿ كقولو عز كجل‪{ :‬أ ً‬
‫يحلا ٍ‬
‫ت لى يك ٍم بى ًه ى‬
‫ص ٍي ًد} فإنو قد صار مجمال بما دخلو من اَلستثناء‪ .‬كمن ىذا المعنى العموـ إذا علم‬ ‫ال ا‬
‫أنو مخصوص كلم يعلم ما خص منو فهذا أيضا مجمل ْلنو َل يمكن العمل بو قبل‬
‫معرفة ما خص منو‪ .‬كمن ذلك أيضا أف يفعل رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم فعال‬
‫يحتمل كجهين احتماَل كاحدا مثل ما ركم أنو جمع في السفر فإنو مجمل ْلنو يجوز‬
‫أف يكوف في سفر طويل أك في سفر قصير فال يجوز حملو على أحدىما دكف اآلخر‬
‫إَل بدليل‪ .‬ككذلك إذا قضى في عين تحتمل حالين احتماَل كاحدا مثل أف يركم أف‬
‫الرجل أفطر فأمره النبي صلى اهلل عليو كسلم بالكفارة فهو مجمل فإنو يجوز أف يكوف‬
‫أفطر بجماع كيجوز أف يكوف أفطر بأكل فال يجوز حملو على أحدىما دكف اآلخر إَل‬
‫بدليل فهذه الوجوه َل يختلف المذىب في إجمالها كافتقارىا إلى البياف‪ ».‬انتهى‬
‫كالمو‪.‬‬

‫كالبياف إخراج الشيء من حيز اإلشكاؿ إلى حيز التجلي أم‬


‫اَلتضاح [كالمبين ىو النص] ‪.‬‬
‫اختلف اْلصوليوف ىل البياف يطلق على كل إيضاح تقدمو خفاء أك َل ‪ ،‬أك ىو إيضاح‬
‫ما فيو خفاء خاص‪ .‬كأكثر اْلصوليين على أف البياف في اَلصطالح اْلصولي ىو تصيير‬
‫المشكل كاضحان‪ .‬قاؿ ابن قدامة المقدسي ‪« :‬كاختلف في البياف فقيل‪ :‬ىو الدليل‬
‫كىو ما يتوصل بصحيح النظر فيو إلى علم أك ظن‪.‬كقيل‪ :‬ىو إخراج الشيء من‬
‫اإلشكاؿ إلى الوضوح ك قيل‪ :‬ىو ما دؿ على المراد بما يستقل بنفسو في الدَللة على‬
‫المراد‪ .‬كقد قيل‪ :‬ىذاف الحداف يختصاف بالمجمل كقد يقاؿ لمن دؿ على شيء بينو‬
‫كىذا بياف حسن كإف لم يكن مجمال كالنصوص المعربة عن اْلحكاـ ابتداء بياف كليس‬
‫ثم إشكاؿ كَل يشترط أيضا حصوؿ العلم للمخاطب فإنو يقاؿ بين لو غير أنو لم‬
‫يتبين‪ »..‬ق‬

‫[تعريف النص]‬
‫كالنص ما َل يحتمل إَل معنى كاحدان ‪ ،‬كزيد في رأيت زيدان‪.‬‬
‫كقيل ما تأكيلو تنزيلو ‪ ،‬نحو {فصياـ ثالثة أياـ} ‪ ،‬فإنو بمجرد ما ينزؿ يفهم معناه‪.‬‬
‫كىو مشتق من منصة العركس ‪،‬كىو الكرسي ‪َ ،‬لرتفاعو على غيره في فهم معناه من‬
‫غير توقف ‪.‬‬

‫خالصة كالـ المؤلف أف النص ىو‪ :‬اللفظ الذم يفيد معناه بنفسو من غير احتماؿ‪،‬‬
‫ٍك ع ى ً‬
‫ىح ال اللاوي الٍبىػ ٍي ىع ىك ىح ارىـ ٍّ‬
‫الربىا) كقولو صلى اهلل‬ ‫(كأ ى‬
‫ش ىرةه ىكاملىةه)‪ ،‬كقولو‪ :‬ى‬ ‫كقولو تعالى‪( :‬تًل ى ى‬
‫عليو كسلم‪ " :‬أطعموا الجدات السدس "‪ ،‬فهذه النصوص تفيد معانيها بدكف أم قرينة‪،‬‬
‫كَل تحتمل أم معنى آخر كلو كاف ضعيفان‪.‬‬
‫قاؿ الشيخ محمد حسن كلد ددك‪« :‬النص لغة‪ :‬ييطلق على اإلسراع في السير‪ ،‬كمنو‬
‫ص) أم‪ :‬أسرع‪ ،‬كييطلق على الرفع‪ ،‬كمنو‪ :‬المنصة‪ ،‬كىي‪:‬‬
‫حديث‪( :‬إذا كجد فرجة ن ا‬
‫المكاف المرتفع الذم يرتفع عليو المتكلم‪ ،‬كمنو قوؿ امرئ القيس‪ :‬كجيد كجيد الريم‬
‫ليس بفاحش إذا ىي نصتو كَل بمعطل أم‪ :‬رفعتو‪ ،‬كمنو قولهم‪ :‬كنص الحديث إلى أىلو‬
‫فإف السالمة في نصو أم‪ :‬في رفعو إلى قائلو كنسبتو إليو‪.‬‬
‫غيره‪ ،‬ىذا في اصطالح المتكلمين‪.‬‬
‫كالنص في اَلصطالح‪ :‬ما أفاد معنى َل يحتمل ى‬
‫كالمتكلموف يقسموف الكالـ إلى‪ :‬كاضح الدَللة‪ ،‬كخفي الدَللة‪.‬‬
‫فواضح الدَللة‪ ،‬ينقسم إلى قسمين ىما‪ :‬النص كالظاىر‪.‬‬
‫كخفي الدَللة‪ ،‬ينقسم إلى قسمين ىما‪ :‬المجمل كالمتشابو‪.‬‬
‫سر‪ ،‬كالمبيان‪ ،‬كالنص‪،‬‬
‫كالحنفية يقسموف كاضح الدَللة إلى أربعة أقساـ ىي‪ :‬المف ا‬
‫كالظاىر‪.‬‬
‫كيقسموف خفي الدَللة إلى أربعة أقساـ‪ :‬الخفي‪ ،‬كالمجمل‪ ،‬كالمشكل‪ ،‬كالمتشابو‪.‬‬
‫اصطالح» انتهى كالمو‪.‬‬
‫ه‬ ‫ككل ىذا‬
‫كاللفظ من حيث ىو داؿ على المعنى لو حاَلت‪:‬‬
‫ُ‪ /‬أَل يحتمل إَل معنى كاحدا كقولو تعالى‪{ :‬تلك عشرة كاملة} كقولو‪{ :‬فتم ميقات‬
‫ربو أربعين ليلة} كمثل ىذا يسمى "نصان" كمعناه في اللغة الرفع‪.‬‬
‫ِ‪ /‬أف يحتمل أكثر من معنى على السواء كما في "قرء كعين "كيسمى "مجمال"‪.‬‬
‫ّ‪ /‬أف يحتمل أكثر من معنى كلكنو في أحدىا أرجح منو في غيره فالراجح يسمى‬
‫"ظاىران "‪ .‬كقولك "رأيت اليوـ أسدان " فهو محتمل للحيواف المفترس كللرجل الشجاع‬
‫كلكنو في اْلكؿ أرجح‪.‬‬
‫قوؿ المؤلف‪« :‬ما تأكيلو تنزيلو»‪:‬ىذا أحد التعريفات التي قيلت كحد للنص كقد‬
‫أشار المازرم في كتابو إيضاح المحصوؿ من برىاف اْلصوؿ أف أبا المعالي ذكر للنص‬
‫حدين متقاربين فقاؿ‪ :‬قد قيل‪ :‬ىو لفظ مفيد َل يتطرؽ إليو التأكيل‪ ،‬كقيل‪ :‬ىو لفظ‬
‫استول ظاىره كباطنو‪.‬‬
‫كعندم أف ىؤَلء إنما قيدكا باإلفادة‪ْ ،‬لف ما َل يفيد من كالـ المجانين َل يتطرؽ إليو‬
‫التأكيل‪ ،‬كيستوم ظاىره كباطنو‪ ،‬كعبارة ىؤَلء باستواء ظاىره كباطنو إشارة منهم إلى‬
‫قوؿ اآلخرين‪َ :‬ل يتطرؽ إليو تأكيل‪ .‬كىكذا رأيت بعضهم حده‪ :‬ما تأكيلو تنزيلو‪ ،‬كما‬
‫ظاىره باطنو‪ .‬كقد فهم الغرض‪ ،‬كجميع ما أكردناه تحويم عليو‪.‬‬
‫كذكر أبو المعالي أف بعض المتكلمين اعترضوا على ما ذكره من ىذين الحدين بفحول‬
‫الخطاب‪ ،‬إنها تقع نصا‪ ،‬كإف لم يكن معناىا مصرحا بو لفظا‪ .‬كاتصل ىذا اَلعتراض‬
‫بأف الفحول َل استقالؿ لها‪ ،‬كإنما ىي معنى متلقى من لفظ مخصوص على نظاـ‬
‫معلوـ‪ ،‬كقولو في سياؽ أمره بر الوالدين‪( :‬كَل تقل لهما أؼ)‪ ،‬فالفحول آيلة إلى معاني‬
‫اْللفاظ‪ ،‬فلم يصح اَلعتراض‪.‬‬
‫كقد حده بعضهم بأنو‪ :‬اللفظ الداؿ على الحكم بصريحو على كجو َل احتماؿ فيو‪.‬‬
‫كلعل ىذا ذكر الصريح احترازا من اَلعتراض بفحول الخطاب‪.‬‬

‫[تعريف الظاىر]‬
‫كالظاىر ما احتمل أمرين أحدىما أظهر من اآلخر ‪ ،‬كاْلسد في رأيت اليوـ أسدان‪،‬‬
‫فإنو ظاىر في الحيواف المفترس‪ْ ،‬لف المعنى الحقيقي محتمل للرجل الشجاع بدلو‬
‫فإف حمل اللفظ على المعنى اآلخر سمي مؤكَلن كإنما يؤكؿ بالدليل كما قاؿ‪.‬‬

‫لم يعرؼ المؤلف كَل الشارح الظاىر لغة ك ىو الواضح كالبين‪.‬‬


‫كأما اصطالحان فكما عرفو المؤلف ما احتمل أمرين أحدىما أظهر من اآلخر أم ما دؿ‬
‫بنفسو على معنى راجح مع احتماؿ غيره‪ .‬مثالو قولو صلٌى اهلل عليو كسلٌم‪« :‬توضؤكا‬
‫من لحوـ اإلبل» ‪ ،‬فإف الظاىر من المراد بالوضوء غسل اْلعضاء اْلربعة على الصفة‬
‫الشرعية أم العبادة المائية المعركفة دكف الوضوء الذم ىو النظافة ك النزاىة‪.‬‬
‫فخرج بقولنا‪« :‬ما دؿ بنفسو على معنى»; المجمل ْلنو َل يدؿ على المعنى بنفسو‬
‫فهو مفتقر للبياف كما سبق‪.‬‬
‫كخرج بقولنا‪« :‬راجح»; المؤكؿ ْلنو يدؿ على معنى مرجوح لوَل القرينة‪.‬‬
‫كخرج بقولنا‪« :‬مع احتماؿ غيره»; النص ; ْلنو َل يحتمل إَل معننى كاحدان كما سبق‬
‫كذلك اإلشارة إليو‪.‬‬
‫قاؿ الشيخ ابن عثيمين في كتابو اْلصوؿ من علم اْلصوؿ ‪«:‬العمل بالظاىر كاجب إَل‬
‫بدليل يصرفو عن ظاىره; ْلف ىذه طريقة السلف‪ ،‬كْلنو أحوط كأبرأ للذمة‪ ،‬كأقول في‬
‫التعبد كاَلنقياد» انتهى‪.‬‬
‫فوائد متنوعة‪:‬‬
‫الفائدة اْلكلى‪:‬‬
‫َل يجوز إطالؽ النص على الظاىر‪ :‬فالنص لو تعريفو الخاص بو‪ ،‬كالظاىر لو تعريفو‬
‫الخاص بو‪ ،‬كذلك ْلننا لو أطلقنا اسم النص على الظاىر للزـ من ذلك الترادؼ ك‬
‫اَلشتراؾ ككالىما على خالؼ اْلصل عند أىل اللغة‪.‬‬
‫الفائدة الثانية‪:‬‬
‫قاؿ الشيخ عبد الكريم النملة في كتابو الجامع لمسائل أصوؿ الفقو‪:‬‬
‫يجب على المكلف أف يعمل بالحكم الذم ظهر كترجح من اللفظ‪ ،‬كَل يجوز ترؾ‬
‫ذلك المعنى الراجح إَل إذا قاـ دليل صحيح على تأكيلو‪ ،‬أك تخصيصو‪ ،‬أك نسخو‪.‬‬
‫الفائدة الثالثة‪:‬‬
‫يقوؿ اْلصوليوف‪َ« :‬ل يعدؿ عن النص إَل بنسخ كَل يعمل بالمجمل إَل بعد البياف ك َل‬
‫يترؾ الظاىر كينتقل إلى المؤكؿ إَل لقرينة قوية تجعل الجانب المرجوح راجحان»‪.‬‬

‫كيؤكؿ الظاىر بالدليل كيسمى ظاىران بالدليل ‪ ،‬أم كما يسمى مؤكَلن‪ ،‬كمنو قولو‬
‫ىيي ود} ظاىره جمع يد‪ ،‬كذلك محاؿ في حق اهلل تعالى‬‫اىا بًأ ٍ‬
‫اء بىػنىػ ٍيػنى ى‬
‫س ىم ى‬
‫{كال ا‬
‫تعالى‪ :‬ى‬
‫فصرؼ إلى معنى القوة بالدليل العقلي القاطع‪.‬‬

‫طريقة السلف ىو اإليماف بآيات الصفات ك اإلقرار ك التسليم بها بال تشبيو كَل‬
‫تكييف كَل تأكيل ك َل تفسير‪ .‬قاؿ اإلماـ ابن كثير رحمو اهلل في تفسيره عند قولو تعالى‬
‫ات ك ٍاْلىر ً ً ً‬ ‫‪« :‬إً اف ىربا يك يم اللاوي الا ًذم ىخلى ىق ال ا‬
‫استىػ ىول ىعلىى ال ىٍع ٍر ً‬
‫ش‬ ‫س ىم ىاك ً ى ٍ ى‬
‫ض في ستاة أىيا واـ ثي ام ٍ‬
‫ٍق‬ ‫ات بًأ ٍىم ًرهً أ ىىَل لىوي ال ى‬
‫ٍخل ي‬ ‫شمس كالٍ ىقمر كالنُّجوـ مسخار و‬ ‫ً‬
‫ار يىطٍليبيوي ىحثيثنا ىكال ا ٍ ى ى ى ى ى ي ى ي ى ى‬ ‫ييػغٍشي اللاٍي ىل النػ ى‬
‫اه ى‬
‫ً‬
‫ين (ْٓ)»‬ ‫ً‬ ‫ار ىؾ اللاوي ىر ُّ‬
‫ب ال ىٍعالىم ى‬ ‫ىك ٍاْل ٍىم ير تىػبى ى‬
‫ت ىكثً ىيرةه ًج ًّدا ليس‬ ‫ااس فًي ىى ىذا ال ىٍم ىق ًاـ ىم ىق ىاَل ه‬ ‫ش فىلًلن ً‬ ‫استىول ىعلىى ال ىٍع ٍر ً‬ ‫«أى اما قىػ ٍوليوي تىػ ىعالىى ثي ام ٍ‬
‫ك‬‫صالً ًح ىمالً ه‬ ‫ف ال ا‬ ‫سلى ً‬ ‫ب ال ا‬ ‫ً‬
‫ىذا موضع بسطها كإنما نسلك في ىى ىذا ال ىٍم ىق ًاـ ىم ٍذ ىى ي‬
‫شافً ًع ُّي ىكأى ٍح ىم يد ىكإً ٍس ىحا يؽ بٍ ين ىر ىاى ىويٍ ًو ىكغىٍيػ يريى ٍم ًم ٍن‬ ‫ث بٍ ين ىس ٍع ود ىكال ا‬ ‫م ىكاللاٍي ي‬ ‫ك ٍاْلىكىز ً‬
‫اع ُّي ىكالثػ ٍاوًر ُّ‬ ‫ى ٍ‬
‫يف ىكىَل تى ٍشبً ويو ىكىَل‬ ‫ت ًم ٍن غىٍي ًر تى ٍكيً و‬ ‫يما ىك ىح ًديثنا ىك يى ىو إً ٍم ىر يارىىا ىك ىما ىجاءى ٍ‬ ‫أىئً ام ًة الٍمسلً ًم ً‬
‫ين قىد ن‬ ‫يٍ ى‬
‫ين ىم ٍن ًف ٌّي ىع ًن اللا ًو َل يشبهو شيء من خلقو‬ ‫ادر إًلىى أى ٍذ ىى ً‬ ‫ً‬ ‫تىػ ٍع ًط و‬
‫شبٍّ ًه ى‬
‫اف ال يٍم ى‬ ‫يل ىكالظااى ير ال يٍمتىبى ى ي‬
‫اؿ ٍاْلىئً امةي ًم ٍنػ يه ٍم نيػ ىع ٍي يم بن حماد‬ ‫ص يير بى ًل ٍاْل ٍىم ير ىك ىما قى ى‬‫س ًميع الٍب ً‬
‫س ىكمثٍلو ىش ٍيءه ىك يى ىو ال ا ي ى‬
‫كلىي ً ً ً‬
‫ٍ ى‬
‫سوي‬ ‫الخزاعي شيخ البخارم قاؿ من شبو اهلل بخلقو ىك ىفر كمن جح ىد ما كص ى ا ً ً‬
‫ف اللوي بو نىػ ٍف ى‬ ‫ى ىى ٍ ى ى ى ى ى‬
‫ت لًلا ًو تىػ ىعالىى ىما‬ ‫سوي ىكىَل ىر يسولىوي تى ٍشبًيوه فى ىم ٍن أىثٍػبى ى‬ ‫فىػ ىق ٍد ىك ىفر كلىيس فًيما كص ى ا ً ً‬
‫ف اللوي بو نىػ ٍف ى‬ ‫ى ىٍ ى ى ى ى‬
‫يق بً ىج ىال ًؿ اهلل ىكنىػ ىفى‬ ‫يحةي ىعلىى ال ىٍو ٍج ًو الا ًذم يىلً ي‬ ‫صح ى‬
‫ص ًريحةي ك ٍاْلى ٍخبار ال ا ً‬
‫ات ال ا ى ى ى ي‬ ‫ت بً ًو ٍاآليى ي‬ ‫ىكىر ىد ٍ‬
‫ص فىػ ىق ٍد ىسلى ى ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يل ال يٍه ىدل» انتهى‪.‬‬ ‫ك ىسب ى‬ ‫ىع ًن اللاو تىػ ىعالىى الناػ ىقائ ى‬
‫ك المثاؿ الذم ذكره الشارح َل يصح من جهة أخرل ْلف أييد في اآلية ليست جمع يد‬
‫ك إنما من آد يئيد أيدا‪.‬‬
‫ك لم يعرؼ المؤلف ك َل الشارح التأكيل ك ىو لغة مأخوذ من آؿ‪ ،‬يؤكؿ‪ ،‬أم‪ :‬رجع‪،‬‬
‫كالتأكيل آخر اْلمر‪ ،‬كعاقبتو‪ ،‬يقاؿ‪ :‬إلى أم شيء مآؿ ىذا اْلمر‪ ،‬أم‪ :‬مصيره كعقباه‪،‬‬
‫كيقاؿ‪ :‬تأكؿ فالف اآلية أم‪ :‬نظر ما يؤكؿ إليو معناىا‪ .‬ك من الناحية اَلصطالحية ىو‪:‬‬
‫حمل اللفظ على غير مدلولو الظاىر منو مع احتمالو لو بدليل يعضده أم أف يكوف‬
‫اللفظ يحتمل معنيين‪ :‬معنى راجح‪ ،‬كمعنى مرجوح‪ ،‬فثبت لدل المجتهد دليل يقوم‬
‫المعنى المرجوح‪ ،‬فيحمل المجتهد اللفظ على المعنى المرجوح كيعمل بذلك‪ ،‬كَل‬
‫يعمل بالمعنى الذم ا‬
‫دؿ عليو الظاىر; ْلنو صار مرجوحا‪ ،‬كىذا ىو التأكيل الصحيح‪.‬‬
‫ك للتأكيل شركط نبو عليها اْلصوليوف منها‪:‬‬
‫ُ‪/‬أف يكوف المتأكؿ من أىل اَلجتهاد كالنظر كاَلستدَلؿ‪.‬‬
‫ِ‪ /‬أف يكوف بدليل فال يمكن أف يؤكؿ بغير دليل‪.‬‬
‫ّ‪ /‬أف يكوف اللفظ قابالن للتأكيل‪ ،‬فإف كاف اللفظ صريحان َل يقبل التأكيل فال يمكن‬
‫تأكيلو‪.‬‬
‫ْ‪ /‬أف يقع فيو موجب للتأكيل‪.‬‬
‫ٓ‪ /‬أف يكوف اللفظ الذم أكؿ إليو محتمالن‪ .‬مقبوَلن في العربية‪ ،‬فال يمكن أف يحمل‬
‫اللفظ على ما َل تقتضيو اللغة بوجو من الوجوه‪ ،‬فذلك تأكيل فاسد‪.‬‬
‫كالتأكيل قسماف‪ :‬صحيح ك فاسد‪.‬‬
‫اسأ ًىؿ الٍ ىق ٍريىةى} إلى معنى‪:‬‬
‫{ك ٍ‬
‫فالصحيح‪ :‬ما دؿ عليو دليل صحيح; كتأكيل قولو تعالى‪ :‬ى‬
‫كاسأؿ أىل القرية‪ْ ،‬لف القرية نفسها َل يمكن توجيو السؤاؿ إليها‪.‬‬
‫كالفاسد‪ :‬ما ليس عليو دليل صحيح; كتأكيل المعطلة قولو تعالى‪{ :‬كجوه يومئذ ناظرة}‬
‫[طو‪ ]ٓ:‬إلى معنى منتظرة‪ ،‬كالصواب أف معناه ناظرة إلى ربها عز كجل كما تواترت‬
‫بذلك اْلخبار عن المصطفى المختار عليو الصالة ك السالـ‪.‬‬
‫ك قسم بعض اْلصوليين التأكيل إلى ثالثة أقساـ‪ :‬تأكيل قريب ك تأكيل متوسط كتأكيل‬
‫بعيد‪:‬‬
‫التأكيل القريب‪ :‬كىو ما إذا كاف المعنى المؤكؿ إليو اللفظ قريبان جدان‪ ،‬فهذا يكفيو أدنى‬
‫دليل‪.‬مثالو‪ :‬قولو تعالى‪( :‬يا أىيُّػها الا ًذين آمنيوا إًذىا قيمتم إًلىى ال ا ً‬
‫ص ىالة فىا ٍغ ًسليوا يك يج ى‬
‫وى يك ٍم‬ ‫ٍيٍ‬ ‫ى ى‬ ‫ى ى‬
‫ىكأىيٍ ًديى يك ٍم)‪ ،‬فإف القياـ إلى الصالة قد صرؼ عن معناه الظاىر إلى معنى قريب محتمل‪،‬‬
‫كىو‪ :‬العزـ على أداء الصالة‪ ،‬كالذم رجح ىذا اَلحتماؿ دليل أف الشارع َل يطلب من‬
‫المكلفين الوضوء بعد الشركع في الصالة‪.‬‬
‫التأكيل البعيد‪ :‬كىو ما إذا كاف المعنى المؤكؿ إليو اللفظ بعيدان جدان‪ ،‬فهذا يحتاج إلى‬
‫دليل في غاية القوة‪.‬مثل قولو تعالى‪( :‬كامسحوا بًرء ً‬
‫كس يك ٍم ىكأ ٍىر يجلى يك ٍم إًلىى الٍ ىك ٍعبىػ ٍي ًن)‪ ،‬فقد‬‫ى ٍ ى ي يي‬
‫أ اكؿ ذلك بعضهم بأف المراد‪ :‬مسح الرجلين بدَلن من غسلهما‪ ،‬كقد استدؿ على ىذا‬
‫التأكيل بقراءة الجر في قولو‪( :‬كأىرجلً يكم) كأف ذلك كاف عطفان على قولو‪( :‬بًرء ً‬
‫كس يك ٍم)‬ ‫يي‬ ‫ى ٍي ٍ‬
‫فقالوا ذلك نظران إلى تلك القراءة‪ ،‬كلكن ما ثبت من اْلحاديث الصحيحة التي أمرت‬
‫بغسل الرجلين جعل ىذا التأكيل بعيدان جدان‪.‬‬
‫التأكيل المتوسط‪ :‬كىو ما كاف المعنى المؤكؿ إليو متوسطان‪ ،‬فإف ىذا يحتاج إلى دليل‬
‫متوسط في القوة‪.‬‬
‫فائدة ‪:‬‬
‫جاء في شرح الورقات لددك الشنقيطي‪:‬‬
‫«كالظهور لو أسباب‪ :‬فيمكن أف يكوف الظهور بسبب الحقيقة‪ ،‬فالحقيقة مقدمة على‬
‫المجاز‪ ،‬ككذلك اإلثبات مقدـ على الحذؼ‪ ،‬فما َل يقتضي حذفان أكلى مما فيو‬
‫حذؼ‪ ،‬كالعموـ كذلك مقدـ على الخصوص‪ ،‬فكوف اللفظ متناكَلن لكل ما يصلح لو‬
‫أكلى من تخصيصو‪ ،‬ىذه ىي أكجو الظهور‪ ،‬أك أسباب الظهور» انتهى‪.‬‬

‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم] اْلفعاؿ ىذه ترجمة‪.‬‬


‫[أفعاؿ الرسوؿ ى‬

‫عقد المؤلف رحمو اهلل تعالى ىذا الباب لبياف حكم أفعاؿ الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم‬

‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم ‪َ -‬ل يخلو إما أف يكوف على‬


‫فعل صاحب الشريعة يعني النبي ‪ -‬ى‬
‫كجو القربة كالطاعة أك َل يكوف‪.‬‬
‫فإف كاف على كجو القربة كالطاعة‪.‬‬
‫[اْلفعاؿ المختصة بصاحب الشريعة]‬
‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو‬
‫فإف دؿ دليل على اَلختصاص بو يحمل على اَلختصاص ‪ ،‬كزيادتو ‪ -‬ى‬
‫ىك ىسلا ىم ‪ -‬في النكاح على أربع نسوة ‪.‬‬

‫كالوصاؿ في الصوـ‪ ،‬فإف الصحابة لما أرادكا الوصاؿ نهاىم صلى اهلل عليو كسلم عنو‬
‫كقاؿ‪? :‬لست كهيئتكم? متفق عليو‪.‬‬

‫[اْلفعاؿ غير المختصة بصاحب الشريعة]‬


‫كإف لم يدؿ َل يختص بو‪ْ ،‬لف اهلل تعالى قاؿ‬
‫{ل ىق ٍد ىكا ىف لى يكم فًي رس ً ً‬
‫سنىةه } فيحمل على الوجوب عند بعض‬ ‫وؿ اللاو أ ٍ‬
‫يس ىوةه ىح ى‬ ‫ىي‬ ‫ٍ‬
‫أصحابنا ‪.‬‬
‫في حقو كحقنا ْلنو اْلحوط‪.‬‬
‫كمن أصحابنا من قاؿ يحمل على الندب ‪ْ ،‬لنو المتحقق بعد الطلب‪.‬‬
‫كمنهم من قاؿ يتوقف فيو ‪... ،‬‬
‫لتعارض اْلدلة في ذلك ‪.‬‬
‫قسم اْلصوليوف أفعاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو ك سلم إلى عدة أقساـ نجملها للفائدة‬
‫ناقلين كالـ الشيخ عبد الكريم النملة رحمو اهلل تعالى حيث يقوؿ في بيانها ‪:‬‬
‫« القسم اْلكؿ‪ :‬أفعاؿ فطرية كىي‪ :‬اْلفعاؿ التي فطر اهلل عليها البشر كالقياـ كالقعود‪،‬‬
‫كىواجس النفس‪ ،‬فهذه َل أسوة فيها‪ ،‬كَليتبع النبي ‪ -‬صلى اهلل عليو كسلم ‪ -‬في‬
‫شيء منها‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬أفعاؿ صدرت منو ‪ -‬صلى اهلل عليو كسلم ‪ -‬على كفق العادات كطريقة‬
‫شربو‪ ،‬كأكلو‪ ،‬كملبسو‪ ،‬كتوسده يده أثناء نومو‪ ،‬كلبس اْلبيض من الثياب‪ ،‬فهذه تباح‬
‫منا كمنو ‪ -‬صلى اهلل عليو كسلم ‪ْ ،-‬لنو لم ييقصد بها التشريع‪ ،‬كلم تقع تلك اْلفعاؿ‬
‫على سبيل الطاعة‪.‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬أفعاؿ لم يتبين أمرىا‪ ،‬كلم يوجد دليل على كقوعها قربة أك عادة‪،‬‬
‫كاَلضطجاع بعد الفجر‪ ،‬كنزكلو باْلبطح‪ ،‬كمبيتو بذم طول‪ ،‬فيستحب لِلمة اتباع‬
‫النبي ‪ -‬صلى اهلل عليو كسلم ‪ -‬في ىذه اْلفعاؿ‪ ،‬كيندب إلى ذلك‪ ،‬كَل يجب‪ ،‬لعدـ‬
‫كجود الدليل الذم يدؿ على الوجوب‪ ،‬فيحمل على أف فعلو أرجح من تركو‪ ،‬كىو‬
‫الندب‪.‬‬
‫القسم الرابع‪ :‬أفعاؿ قد فعلها ‪ -‬صلى اهلل عليو كسلم ‪ -‬لبياف مجمل كلتقييد مطلق‪،‬‬
‫كصالتو كحجو‪ :‬فإف ىذا حكمو حكم المبيان‪ ،‬فإف كاف المبين كاجبان فهو كاجب‪ ،‬كإف‬
‫كاف المبيان مندكبان فهو مندكب; ْلف البياف َل يتع ادل رتبة المبين‪ ،‬كمتى تعداه َل يكوف‬
‫بيانان لو‪.‬‬
‫القسم الخامس‪ :‬أفعاؿ خاصة بو ‪ -‬صلى اهلل عليو كسلم ‪ -‬كالزكاج بأكثر من أربع‬
‫كجواز زكاجو بدكف مهر‪ ،‬فإف ىذا َل يجوز أف نتأسى بو في تلك اْلفعاؿ‪.‬‬
‫القسم السادس‪ :‬أفعاؿ قد فعلها ‪ -‬صلى اهلل عليو كسلم ‪ -‬كثبت أنها على كجو‬
‫القربة‪ ،‬كلم تكن بيانان لمجمل أك غيره‪ ،‬كلم يقم دليل على أنها خاصة بو‪ ،‬كعلمنا‬
‫صفتها من الوجوب أك الندب‪ ،‬كذلك بنصو ‪ -‬صلى اهلل عليو كسلم ‪ ،-‬أك بغير ذلك‬
‫من اْلدلة‪ ،‬فإنا متعبادكف بالتأسي بها; إلجماع الصحابة ‪ -‬رضي اهلل عنهم ‪ -‬فقد كانوا‬
‫مجمعين على الرجوع إلى أفعالو ‪ -‬صلى اهلل عليو كسلم ‪ -‬كالتأسي بها كىو‪ :‬أف يفعلوا‬
‫مثل ما فعل‪ ،‬كرجوعهم إلى تزكيجو لميمونة كىو محرـ‪ ،‬كفي تقبيلو الحجر اْلسود‪،‬‬
‫كجواز تقبيلو لزكجتو كىو صائم‪ ،‬كنحو ذلك‪ .‬كلقولو تعالى‪( :‬قي ٍل إً ٍف يك ٍنتي ٍم تي ًحبُّو ىف اللاوى‬
‫فىاتابًعيونًي) حيث جعل المتابعة لو َلزمة من محبة اهلل الواجبة» انتهى كالمو‪.‬‬

‫كإف كاف على كجو غير كجو القربة كالطاعة‪ ،‬فيحمل على اإلباحة ‪ ،‬في حقو كحقنا‪.‬‬

‫كىذا في أصل الفعل‪ ،‬كأما في صفة الفعل فقاؿ بعض المالكية‪ :‬يحمل على الندب‪،‬‬
‫كيؤيده ما كرد عن كثير من السلف من اَلقتداء بهم في ذلك‪.‬‬
‫كقاؿ بعضهم‪ :‬يحمل على اإلباحة أيضان‪.‬‬
‫فائدة‪:‬‬
‫قاؿ اإلماـ الحطاب في قرة العين ‪« :‬كعلم مما ذكره المصنف انحصار أفعالو صلى‬
‫اهلل عليو كسلم في الوجوب كالندب كاإلباحة‪ ،‬فال يقع منو صلى اهلل عليو كسلم مح ارـ‬
‫ْلنو معصوـ‪ ،‬كَل مكركه كَل خالؼ اْلكلى‪ ،‬كلقلاة ً‬
‫كقوع ذلك من المتقي من أمتو‪،‬‬
‫فكيف منو صلى اهلل عليو كسلم»‪.‬‬

‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم ‪]-‬‬


‫[إقرار الرسوؿ ‪ -‬ى‬
‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم على القوؿ من أحد ىو قوؿ صاحب‬ ‫كإقرار صاحب الشريعة ى‬
‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم‪.‬‬
‫الشريعة أم كقولو ى‬
‫كإقراره على الفعل من أحد كفعلو ‪ْ ،‬لنو معصوـ عن أف يقر أحدان على منكر ‪ ،‬مثاؿ‬
‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم أبا بكر على قولو بإعطاء سلب القتيل لقاتلو ‪.‬‬
‫ذلك إقراره ى‬
‫ً‬
‫صلاى اهللي‬
‫كإقراره خالد بن الوليد على أكل الضب متفق عليهما‪.‬كما فيع ىل في كقتو ‪ -‬ى‬
‫ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم في غير مجلسو كعلم بو كلم ينكره‪ ،‬فحكمو حكم ما في ًع ىل في مجلسو ‪،‬‬
‫كعلمو بحلف أبي بكر رضي اهلل عنو أنو َل يأكل الطعاـ في كقت غيظو ثم أكل‬
‫لما رأل اْلكل خيران ‪ ،‬كما يؤخذ من حديث مسلم في اْلطعمة ‪.‬‬
‫بعدما فرغ المؤلف من بياف حكم أفعاؿ النبي صلى اهلل عليو كسلم شرع في بياف‬
‫إقراره عليو الصالة كالسالـ ك ما يتعلق بو من مسائل ك أحكاـ‪ .‬ك خالصة كالمو أف‬
‫تقرير النبي صلى اهلل عليو كسلم كىو‪ :‬كف النبي صلى اهلل عليو كسلم عن اإلنكار‬
‫على ما علم بو من قوؿ أك فعل حجة‪ْ ،‬لنو صلى اهلل عليو ك سلم معصوـ عن اإلقرار‬
‫على المنكر‪ ،‬كيعتبر قسمان من أقساـ السنة; إلجماع الصحابة رضي اهلل عنهم فقد‬
‫كانوا يحتجوف بتقريره صلى اهلل عليو كسلم على الجواز بدكف نكير‪ .‬كمن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫قوؿ أنس رضي اهلل عنو لما سئل عن الفعل بعد عرفة‪ " :‬كاف يهل منا المهل فال ينكر‬
‫عليو‪ ،‬كيكبر منا المكبٍّر فال ينكر عليو "‪ ،‬كقوؿ أبي بن كعب‪ " :‬الصالة في ثوب كاحد‬
‫سنة كنا نفعلو على عهد رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم كَل ييعاب علينا "‪.‬‬
‫ك ليعلم طالب العلم أف بعض اْلصوليين قسموا اإلقرار إلى قسمين‪ :‬تقرير‬
‫باَلستحساف‪ ،‬كتقرير بالسكوت‪.‬‬
‫فالتقرير باَلستحساف‪ :‬كتقريره صلى اهلل عليو كسلم كما في الصحيح لقوؿ مجزز‬
‫المدلجي حين رأل أقداـ زيد بن حارثة كابنو أسامة قد خرجت من كساء لبساه‪ ،‬فقاؿ‪:‬‬
‫إف ىذه اْلقداـ بعضها من بعض‪.‬‬
‫علي رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم تبرؽ أسارير جبهتو مسركران‪،‬‬
‫قالت عائشة‪( :‬فدخل ٌ‬
‫فقاؿ‪ :‬أما علمت أف مجززان المدلجي رأل أقداـ زيد كأسامة قد خرجت من كساء‬
‫يلبسانو‪ ،‬فقاؿ‪ :‬إف ىذه اْلقداـ بعضها من بعض) ‪ ،‬فأقر القيافة‪.‬‬
‫كمثل ذلك‪ :‬إقراره بالسكوت‪ :‬كإقراره لبعض ما جرل بحضرتو‪ ،‬كقولو لِلنصارم حين‬
‫رآه يصلي بعد الفجر‪( :‬ألم تشهد معنا الصالة? قاؿ‪ :‬بلى‪.‬قاؿ‪ :‬فماذا كنت تصلي?‬
‫قاؿ‪ :‬ركعتا الفجر استعجلت عنها بالصالة) فسكت‪ ،‬فهذا السكوت دليل على‬
‫اإلباحة‪.‬‬
‫ك قوؿ المصنف‪ :‬كإقراره على الفعل من أحد كفعلو مثالو ما ثبت أنو أ يكل الضب على‬
‫مائدتو صلى اهلل عليو كسلم‪ ،‬كأنو أىدم إليو ضب مشوم فقاؿ صلى اهلل عليو كسلم‪:‬‬
‫(لم يكن في بالد قومي فأجدني أعافو) ‪ ،‬فاجتره خالد بن الوليد فأكلو‪ ،‬ككل ذلك في‬
‫بيت النبي صلى اهلل عليو كسلم كبإقراره‪ ،‬فدؿ ىذا على جواز أكل الضب كىذا المثاؿ‬
‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم أبا بكر على قولو بإعطاء‬
‫ذكره الشارح ك ذكر أيضا إقراره ى‬
‫سلب القتيل لقاتلو في قصة أبي قتادة رضي اهلل عنهما ك عن سائر الصحابة‪.‬‬
‫ك أما قوؿ المصنف‪[ :‬كما فعل في كقتو في غير مجلسو‪ ،‬كعلم بو كلم ينكره‪ ،‬فحكمو‬
‫حكم ما فعل في مجلسو] ‪.‬‬
‫ليس على إطالقو ك إنما إذا كاف تحت إمرتو‪ ،‬بخالؼ ما لم يكن تحت إمرتو‪ ،‬كما كاف‬
‫في العهد المكي من أفعاؿ أىل الجاىلية ‪ ،‬كلو لم يصرح بإنكاره; فإف سكوتو عنو‬
‫ليس إقراران لو‪ .‬قاؿ الشيخ كلد ددك ‪« :‬أما ما كاف بالمدينة تحت إمرتو فحصل كعلم‬
‫بو كلم ينكره فيعتبر ذلك إقراران منو لو‪ ،‬فحكمو حكم ما فعل في مجلسو‪ ،‬كيضاؼ‬
‫على ىذا‪ :‬ما فعل في عهد النبي صلى اهلل عليو كسلم من بعض المؤمنين كلو لم يعلم‬
‫بو النبي صلى اهلل عليو كسلم‪ ،‬لكن لم ينزؿ الوحي بإنكاره‪ ،‬كقد كاف ظاىرة منتشرة‬
‫بينهم‪ ،‬فيعتبر ذلك إقراران من اهلل سبحانو كتعالى لهم‪ ،‬إذ لو كاف منكران لنزؿ الوحي‬
‫بإنكاره‪ ،‬كدليل ىذا قوؿ جابر رضي اهلل عنو كنا نعزؿ كالقرآف ينزؿ‪ ،‬كقد بين أف ىذه‬
‫الظاىرة كانت منتشرة في كقت نزكؿ الوحي‪ ،‬فلم ينزؿ القرآف بإنكارىا كتحريمها‪ ،‬فدؿ‬
‫ذلك على جوازىا‪ ،‬كىذا من إقرار اهلل سبحانو كتعالى‪ ،‬كىو أبلغ من إقرار النبي صلى‬
‫اهلل عليو كسلم» انتهى‪.‬‬

‫[تعريف النسخ]‬
‫[تعريفو لغةن ]‬
‫كأما النسخ فمعناه لغة اإلزالة ‪ ،‬يقاؿ نسخت الشمس الظل إذا أزالتو كرفعتو‬
‫بانبساطها‪.‬‬
‫كقيل معناه النقل من قولهم نسخت ما في ىذا الكتاب إذا نقلتو بأشكاؿ كتابتو‪.‬‬

‫ىذا مبحث جليل من مباحث أصوؿ الفقو أَل ك ىو مبحث النسخ ‪ ،‬استهلو المؤلف‬
‫ببياف معناه لغة ك شرعا فقاؿ إنو يطلق لغة على اإلزالة ك قيل معناه النقل ك الحق أنو‬
‫يطلق عليهما معا ‪ ،‬كلنذكر طرفا من كالـ أىل العلم في حد النسخ‪ .‬قاؿ ابن فارس في‬
‫ف فًي‬ ‫اح هد‪ ،‬إًاَل أىناوي يم ٍختىػلى ه‬ ‫ٍخاء أىصل ك ً‬
‫ين ىكال ى ي ٍ ه ى‬ ‫الس ي‬ ‫مقاييس اللغة عند مادة (نسخ)‪« :‬النُّو يف ىك ٍّ‬
‫اسوي تى ٍح ًو ي‬
‫يل‬ ‫ً‬
‫آخ يرك ىف‪ :‬قيى ي‬ ‫اؿ ى‬ ‫ات غىٍي ًرهً ىم ىكانىوي‪ .‬ىكقى ى‬ ‫اسوي ىرفٍ يع ىش ٍي وء ىكإًثٍػبى ي‬ ‫ً‬
‫اؿ قىػ ٍوهـ‪ :‬قيى ي‬ ‫اس ًو‪ .‬قى ى‬ ‫قًي ً‬
‫ى‬
‫اس يخ‪ :‬أ ٍىم هر ىكا ىف ييػ ٍع ىم يل بً ًو ًم ٍن قىػ ٍب يل ثي ام‬ ‫ٍكتى ً‬ ‫ىشي وء إًلىى ىشي وء‪ .‬قىاليوا‪ :‬الناس يخ‪ :‬نىس يخ ال ً‬
‫اب‪ .‬ىكالن ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫و‬
‫س يخ بًآيىوة أي ٍخ ىرل‪ .‬ىكيك ُّل ىش ٍيء ىخلى ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يػ ٍن ً ً و‬
‫ف ىش ٍيئنا‬ ‫س يخ ب ىحادث غىٍي ًره‪ ،‬ىك ٍاآليىة يىػ ٍن ًز يؿ ف ىيها أ ٍىم هر ثي ام تيػ ٍن ى‬ ‫ي ى‬
‫اس يخ ال ىٍوىرثىًة‪ :‬أى ٍف يى يم ى‬
‫وت‬ ‫اب‪ .‬ىكتىػنى ي‬ ‫شبى ى‬ ‫ب ال ا‬ ‫س الظٍّ ال‪ ،‬ىكال ا‬
‫ش ٍي ي‬ ‫ش ٍم ي‬ ‫ت ال ا‬ ‫فىػ ىق ًد انٍػتىس ىخوي‪ .‬ك انٍػتىس ىخ ً‬
‫ى ى ى‬
‫اؿ‬
‫كف‪ .‬قى ى‬ ‫سم‪ .‬كًم ٍنوي تىػنىاس يخ ٍاْلى ٍزًمنى ًة كالٍ يقر ً‬ ‫ىصل ًٍ ً ً‬ ‫و‬
‫ى ي‬ ‫ي‬ ‫اإل ٍرث قىائ هم لى ٍم ييػ ىق ا ٍ ى‬ ‫ىكىرثىةه بىػ ٍع ىد ىكىرثىة ىكأ ٍ ي‬
‫ٍخلًيا ًة ًمن الٍعس ًل كالناح ًل فًي أي ٍخرل‪ .‬قى ى ً‬ ‫اس يخ‪ :‬أى ٍف تي ىح ٍّو ىؿ ىما فًي ال ى‬ ‫ٍّ ً ً‬
‫اؿ‪ :‬ىكم ٍنوي‬ ‫ى‬ ‫ى ىى ى ٍ‬ ‫السج ٍستىان ُّي الن ٍ‬
‫اب» انتهى‪.‬‬ ‫نىس يخ ال ً‬
‫ٍكتى ً‬ ‫ٍ‬
‫ك قاؿ الشوكاني في كتابو إرشاد الفحوؿ إلى تحقيق الحق من علم اْلصوؿ‪:‬‬
‫ار الٍ ىق ىدًـ‪،‬‬ ‫س الظٍّ ال‪ ،‬ىك ٍّ‬ ‫ت ال ا‬ ‫اإل ىزالىةي‪ ،‬كًم ٍنوي‪ :‬نىس ىخ ً‬ ‫اؿ ىك ًٍ‬ ‫« ىك يى ىو فًي اللُّغى ًة‪ًٍ :‬‬
‫يح آثى ى‬ ‫الر ي‬ ‫ش ٍم ي‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫اإلبٍطى ي‬
‫م‪ .‬كيطٍلى يق كيػراد بً ًو الناػ ٍقل كالتاح ًو ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يل‪ ،‬ىكم ٍنوي‬ ‫يى ٍ ي‬ ‫ص ىر ال ىٍع ٍس ىك ًر ُّ ى ي ى ي ى ي‬ ‫اس يخ الٍ يق يركف‪ ،‬ىك ىعلىٍيو اقػٍتى ى‬ ‫ىكم ٍنوي‪ :‬تىػنى ي‬
‫ت الكتاب‪ ،‬أم‪ :‬نقلتو‪ ،‬كمنو قىػ ٍولً ًو تىػ ىعالىى‪{ :‬إًناا يكناا نى ٍستىػ ٍن ًس يخ ىما يك ٍنتي ٍم تىػ ٍع ىمليو ىف}‪،‬‬ ‫س ٍخ ي‬ ‫نى ى‬
‫ىح ًد ًى ىما يدك ىف‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اس يخ ال ىٍم ىوا ًريث‪.‬ثي ام ا ٍختىػلى يفوا‪ :‬ىى ٍل يى ىو ىحقي ىقةه في ال ىٍم ٍعنىػيىػ ٍي ًن أ ٍىـ في أ ى‬ ‫ىكم ٍنوي تىػنى ي‬
‫اإل ىزالى ًة‪ ،‬ىم ىجا هز فًي الناػ ٍق ًل‪.‬‬ ‫ين أىناوي ىح ًقي ىقةه فًي ًٍ‬ ‫م ىع ًن ٍاْلى ٍكثى ًر ى‬ ‫ص ٍّف ُّي الٍ ًه ٍن ًد ُّ‬
‫ٍاآل ىخ ًر? فى ىح ىكى ال ا‬
‫اش ُّي‪ :‬إًناوي ىح ًقي ىقةه فًي الناػ ٍق ًل‪.‬‬ ‫شً‬ ‫اؿ ال ا‬ ‫اؿ الٍ ىق اف ي‬‫ىكقى ى‬
‫ب‪ ،‬ىكالٍغى ىزالً ُّي‪ :‬إًناوي ىح ًقي ىقةه فًي ًه ىما‪،‬‬ ‫اضي ىع ٍب يد ال ىٍوىاا ً‬ ‫اضي أىبو ب ٍك ور الٍباقً االنً ُّي‪ ،‬كالٍ ىق ً‬
‫ى‬ ‫ي ى ى‬
‫اؿ الٍ ىق ً‬ ‫ىكقى ى‬
‫يم ٍشتى ًر هؾ بىػ ٍيػنىػ يه ىما لىٍفظنا‪ًَ ،‬ل ٍستً ٍع ىمالً ًو فًي ًه ىما‪.‬‬
‫اف"‪ :‬إًناوي يم ٍشتىػ ىر هؾ بىػ ٍيػنىػ يه ىما ا ٍشتً ىرا نكا ىم ٍعنى ًويًّا; ًْلى اف بىػ ٍي ىن نى ٍس ًخ‬ ‫اؿ ابٍن الٍمنًي ًر فًي " ىشر ًح الٍبػرىى ً‬
‫ٍ يٍ‬ ‫ىكقى ى ي ي‬
‫اب ًم ٍق ىد نارا يم ٍشتى ًرنكا‪ ،‬ىك يى ىو ال ارفٍ يع‪ ،‬ىك يى ىو فًي الظٍّ ٍّل بىػيٍّ هن; ًْلىناوي ىز ى‬
‫اؿ‬ ‫س الظٍّ ال‪ ،‬ىكنى ٍس ًخ الٍكًتى ً‬ ‫ش ٍم ً‬ ‫ال ا‬
‫ٍكتىابىًة لى ٍم يى يك ٍن‬
‫خ بًال ً‬ ‫اب يمتىػ ىع ٍّذ هر‪ً ،‬م ٍن ىح ٍي ي ً‬ ‫ٍكتى ً‬ ‫ضدٍّهً‪ ،‬كفًي نىس ًخ ال ً‬ ‫بً ً‬
‫سو ى‬ ‫ث إ اف الٍ ىك ىال ىـ ال ىٍم ٍن ي‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬
‫ادةً يخ ي ً ً‬ ‫ىص ًل بً ًٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ىص ىل‬‫ت" ٍاْل ٍ‬ ‫س ٍخ ى‬ ‫صوصياةه‪ ،‬فىإذىا "نى ى‬ ‫اإلفى ى‬ ‫ص ًل‪ ،‬فى ىكا ىف ل ٍِل ٍ‬ ‫ادا إًاَل م ىن ٍاْلى ٍ‬ ‫يم ٍستىػ ىف ن‬
‫ً‬ ‫ٍخ ً‬ ‫ت تًل ى‬
‫س امى ال ارفٍ ًع‪.‬‬ ‫صوصياةي ىس ىواءه في يم ى‬ ‫ىص ًل ىكال ي ي‬ ‫ٍك الخصوصية‪ ،‬كارتفاع ٍاْل ٍ‬ ‫ٍارتىػ ىف ىع ٍ‬
‫كقًيل‪ :‬الٍ ىق ٍدر الٍم ٍشتىػر يؾ بػيػنىػهما يىو التاػغٍيًير‪ ،‬كقى ٍد ص ار ً‬
‫م‪ »...‬إلى آخر كالمو‪.‬‬ ‫ح بًو ال ى‬
‫ٍج ٍو ىى ًر ُّ‬ ‫ي ى ى ى‬ ‫ي ي ى ىٍ ي ى ى‬ ‫ى ى‬
‫ك الحق أف النسخ يطلق على كال المعنيين ‪.‬‬
‫[تعريفو اصطالحان]‬
‫ُّ‬
‫كحده شرعان الخطاب الداؿ على رفع الحكم‬
‫الثابت بالخطاب المتقدـ على كجو لوَله لكاف ثابتان مع تراخيو عنو ىذا حد للناسخ‬
‫كيؤخذ منو حد النسخ بأنو رفع الحكم المذكور بخطاب إلى آخره‪ ،‬أم رفع تعلقو‬
‫بالفعل ‪ ،‬فخرج بقولو الثابت بالخطاب‪ ،‬رفع الحكم الثابت بالبراءة اْلصلية‪ ،‬أم عدـ‬
‫التكليف بشيء ‪.‬‬
‫كبقولنا بخطاب المأخوذ من كالمو الرفع بالموت كالجنوف‪.‬‬
‫كبقولو على كجو إلى آخره‪ ،‬ما لو كاف الخطاب اْلكؿ مغيان بغاية أك معلالن بمعنى‪،‬‬
‫كصرح الخطاب الثاني بمقتضى ذلك ‪.‬‬
‫ٍج يم ىع ًة‬ ‫ودم لًل ا ً ً ً‬ ‫ً‬
‫ص ىالة م ٍن يىػ ٍوـ ال ي‬ ‫فإنو َل يسمى ناسخان لِلكؿ مثالو قولو تعالى‪{ :‬إًذىا ني ى‬
‫اس ىع ٍوا إًلىى ًذ ٍك ًر اللا ًو ىكذى يركا الٍبىػ ٍي ىع} ‪ ،‬فتحريم البيع مغيا بانقضاء الجمعة‪ ،‬فال يقاؿ إف‬ ‫فى ٍ‬
‫ض ًل اللا ًو} ناسخ‬ ‫ض ىكابٍػتىػغيوا ًم ٍن فى ٍ‬‫ص ىالةي فىانٍػتى ًش يركا فًي ٍاْل ٍىر ً‬
‫ت ال ا‬ ‫ضي ً‬ ‫ً‬
‫قولو تعالى‪{ :‬فىًإذىا قي ى‬
‫لِلكؿ بل بيان غاية التحريم‪.‬‬
‫ص ٍي يد الٍبىػ ٍّر ما يد ٍمتي ٍم يح يرنما} َل يقاؿ نسخو قولو تعالى‪:‬‬ ‫{ك يح ٍّرىـ ىعلىٍي يك ٍم ى‬
‫ككذا قولو تعالى ‪ :‬ى‬
‫ادكا} ْلف التحريم لإلحراـ كقد زاؿ‪.‬‬ ‫{كإً ىذا ىحلىلٍتي ٍم فى ٍ‬
‫اصطى ي‬ ‫ى‬
‫كخرج بقولو مع تراخيو عنو ‪ ،‬ما اتصل بالخطاب من صفة أك شرط أك استثناء ‪.‬‬

‫خالصة كالـ المؤلف أف للنسخ شركطا َلبد من توفرىا فيو ك يمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬
‫الشرط اْلكؿ‪ :‬أف يكوف الحكم المنسوخ قد ثبت بخطاب متقدـ‪ ،‬أما لو ثبت الحكم‬
‫بدليل العقل‪ ،‬أك البراءة كاستباحة الناس للخمر على عادة كانت لهم‪ ،‬فرفع ذلك‪ ،‬فإف‬
‫ذلك ليس بنسخ‪ْ ،‬لنو لم يثبت الحكم السابق بخطاب متقدـ‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬أف يكوف الحكم المنسوخ مطلقان لم ييحدد بمدة معلومة‪ ،‬فيأتي الناسخ‬
‫فجأة دكف انتظار من المكلفين‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬أف يكوف الناسخ خطابان شرعيان‪ ،‬فلو ارتفع الحكم بموت المكلف أك‬
‫جنونو‪ ،‬أك غير ذلك من العوارض اْلىلية فليس ىذا بنسخ‪.‬‬
‫الشرط الرابع; أف يكوف الناسخ منفصالن عن المنسوخ متأخر عنو‪ ،‬فإف اتصل كاقترف بو‬
‫كالشرط أك الغاية فإنو يسمى تخصيصان‪.‬‬

‫[أنواع النسخ في القرآف الكريم]‬


‫كيجوز نسخ الرسم كبقاء الحكم ‪ ،‬نحو (الشيخ كالشيخة إذا زنيا فارجموىما ألبتة)‪.‬‬
‫قاؿ عمر ‪ -‬رضي اهلل عنو ‪( : -‬فإناا قد قرأناىا) ركاه الشافعي ‪...‬‬
‫كغيره ‪.‬‬
‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم ‪ -‬المحصنين) متفق عليو‬
‫(كقد رجم ‪ -‬ى‬
‫ين ييػتىػ ىوفاػ ٍو ىف‬ ‫كىما المراد بالشيخ كالشيخة ‪ .‬كنسخ الحكم كبقاء الرسم نحو ا ً‬
‫{كالذ ى‬ ‫ى‬
‫ٍح ٍوًؿ} نسخ بآية {يىػتىػ ىربا ٍ‬ ‫ًم ٍن يكم كي ىذرك ىف أى ٍزكاجا ك ً‬
‫صياةن ًْلى ٍزك ً‬
‫ص ىن‬ ‫اعا إًلىى ال ى‬
‫اج ًه ٍم ىمتى ن‬ ‫ى‬ ‫ٍ ىى ي ى ن ى‬
‫بًأىنٍػ يف ًس ًه ان أ ٍىربىػ ىعةى أى ٍش يه ور ىك ىع ٍش نرا} ‪.‬‬
‫[كنسخ اْلمرين معان] نحو حديث مسلم عن عائشة رضي اهلل عنها (كاف فيما أنزؿ‬
‫عشر رضعات معلومات يحرمن ) فنسخن (بخمس معلومات يحرمن ) ‪.‬‬

‫أفادنا المؤلف أنو يجوز نسخ لفظ اآلية دكف حكمها‪ ،‬كيجوز العكس‪ ،‬كنسخهما معان‪،‬‬
‫كذلك لوقوعو‪ :‬فقد نسخت التالكة كالحكم معان; حيث قالت عائشة رضي اهلل عنها‪" :‬‬
‫كاف فيما أنزؿ من القرآف عشر رضعات معلومات يحرمن‪ ،‬ثم نسخن بخمس‬
‫معلومات‪ ،‬فتوفي النبي ‪ -‬صلى اهلل عليو كسلم ‪ -‬كىن فيما يقرأ من القرآف‪ ،‬فكانت‬
‫العشر منسوخة الحكم كالتالكة معان بخمس رضعات ‪.‬‬
‫كنسخ الحكم كبقيت التالكة; حيث نسخ حكم آية اَلعتداد بالحوؿ الثابت بقولو‬
‫اج) باَلعتداد بأربعة أشهر كعشران الثابت بقولو تعالى‪:‬‬ ‫ٍح ٍوًؿ غىٍيػ ىر إً ٍخ ىر و‬ ‫اعا إًلىى ال ى‬ ‫(متى ن‬ ‫تعالى‪ :‬ى‬
‫ص ىن بًأىنٍػ يف ًس ًه ان أ ٍىربىػ ىعةى أى ٍش يه ور ىك ىع ٍش نرا)‪.‬‬
‫(يىػتىػ ىربا ٍ‬
‫كنسخت التالكة كبقي الحكم; حيث نسخت تالكة‪ " :‬الشيخ كالشيخة إذا زنيا‬
‫فارجموىما البتة نكاَلن من اهلل " كبقي حكمها كىو‪ :‬الرجم للمحصن‪.‬ك َل عبرة بقوؿ‬
‫من منع ذلك‪.‬‬
‫كلم يتطرؽ المؤلف كَل الشارح إلى الحكم المستفادة من النسخ ك ىي كثيرة منها‪:‬‬
‫الحكمة اْلكلى‪ :‬تهيئة نفوس الناس إلى تقبل الحكم اْلخير‪ ،‬كىذا يكوف في النسخ من‬
‫اْلخف إلى اْلشد‪ .‬مثل‪ :‬تحريم الخمر‪.‬‬
‫الحكمة الثانية‪ :‬اَلبتالء كاَلمتحاف‪ ،‬كىذا يكوف في النسخ من اْلشد إلى اْلخف;‬
‫ليظهر المؤمن الحق فيفوز‪ ،‬كيظهر المنافق فيهلك‪ ،‬كنسخ ثبات الواحد للعشرة‪ ،‬كنسخ‬
‫أمر إبراىيم بذبح ابنو‪.‬‬
‫الحكمة الثالثة‪ :‬مراعاة مصالح العباد بتشريع ما ىو أنفع لهم في دينهم كدنياىم‪.‬‬
‫الحكمة الرابعة‪ :‬التطور في التشريع حتى يبلغ الكماؿ‪.‬‬
‫الحكمة الخامسة‪ :‬اختبار المكلفين باستعدادىم لقبوؿ التحوؿ من حكم إلى آخر‬
‫كرضاىم بذلك‪.‬‬
‫الحكمة السادسة‪ :‬اختبار المكلفين بقيامهم بوظيفة الشكر إذا كاف النسخ إلى أخف‪.‬‬
‫الحكمة السابعة‪ :‬اختبار المكلفين بقيامهم بوظيفة كظيفة الصبر إذا كاف النسخ إلى‬
‫أثقل‪.‬‬

‫كينقسم النسخ إلى بدؿ كإلى غير بدؿ اْلكؿ كما في‬
‫نسخ استقباؿ بيت‬
‫المقدس باستقباؿ الكعبة كسيأتي‪.‬‬
‫ٍّموا بىػ ٍي ىن يى ىد ٍم نى ٍج ىوا يك ٍم‬
‫وؿ فىػ ىقد ي‬ ‫كالثاني كما في نسخ قولو تعالى‪{ :‬إً ىذا نى ى‬
‫اج ٍيتي يم ال ار يس ى‬
‫ص ىدقىةن}‪.‬‬
‫ى‬
‫كإلى ما ىو أغلظ كنسخ التخيير بين صوـ رمضاف كالفدية إلى تعيين‬
‫الصوـ‬
‫ين يي ًطي يقونىوي فً ٍديىةه} إلى قولو {فى ىم ٍن ىش ًه ىد ًم ٍن يك يم ال ا‬
‫ش ٍه ىر‬ ‫اً‬
‫{ك ىعلىى الذ ى‬
‫قاؿ اهلل تعالى ى‬
‫ص ٍموي} ‪.‬‬
‫فىػلٍيى ي‬
‫صابً يرك ىف يىػ ٍغلًبيوا ًمائىػتىػ ٍي ًن}‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫كإلى ما ىو أخف كنسخ قولو تعالى {إً ٍف يى يك ٍن م ٍن يك ٍم ع ٍش يرك ىف ى‬
‫بقولو تعالى {فإف تكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين} ‪.‬‬

‫ىنا مسائل تناكلها المؤلف رحمو اهلل تعالى نلخصها كاآلتي ‪:‬‬
‫المسألة اْلكلى‪:‬‬
‫أفادنا المؤلف أف النسخ ينقسم إلى بدؿ َل يخلو من كاحد من ثالثة أقساـ‪:‬‬
‫إما أف يكوف الناسخ أخف من المنسوخ أك مساكيان لو أك أثقل منو‪.‬‬
‫كَل خالؼ في جواز القسمين اْلكلين‪ ،‬كأما الثالث فالقوؿ بجوازه قولو الجمهور ك بياف‬
‫ذلك كاآلتي‪:‬‬
‫ا‪ /‬النسخ إلى بدؿ أخف‪ :‬نسخ قولو تعالى‪{ :‬إف يكن منكم عشركف صابركف يغلبوا‬
‫مائتين} ‪ ،‬بقولو‪{ :‬فإف يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين} ‪ .‬فوجوب مصابرة الواحد‬
‫لالثنين أخف من كجوب مصابرتو للعشرة كقد ذكر ىذا المثاؿ الشارح المحلي رحمو‬
‫اهلل تعالى‪.‬‬
‫ب‪/‬النسخ إلى بدؿ مساك‪ :‬نسخ استقباؿ بيت المقدس الثابت بالسنة بقولو تعالى‪:‬‬
‫{فوؿ كجهك شطر المسجد الحراـ} فاستقباؿ الكعبة مساك َلستقبالو بيت المقدس‬
‫بالنسبة لفعل المكلف ك قد ذكر ىذا المثاؿ أيضا الشارح‪.‬‬
‫ج‪/‬النسخ إلى بدؿ أثقل‪ :‬نسخ التخيير بين صياـ شهر رمضاف كا ًإلطعاـ بتعين صيامو‪.،‬‬
‫فتعين الصياـ أثقل من التخيير بينو كبين ا ًإلطعاـ‪.‬‬
‫المسألة الثانية‪:‬‬
‫اختار المؤلف رحمو اهلل تعالى أف النسخ ينقسم كذلك إلى غير بدؿ ك ىذا اختيار‬
‫جمهور العلماء من المالكية كالشافعية كالحنابلة كغيرىم لكن الصواب عندم كاهلل‬
‫أعلم أف ىذا القوؿ َل يصح بل فيو نظر ظاىر لمخالفتو لصريح اآلية الكريمة التي في‬
‫سورة البقرة‪ .‬كقد رد الشيخ محمد اْلمين الشنقيطي ىذا القوؿ ك بين خطأه حيث قاؿ‬
‫رحمو اهلل تعالى في كتابو المذكرة‪« :‬ىذا الذم حكاه رحمو اهلل – يقصد ابن قدامة‬
‫المقدسي ‪ -‬بصيغة التضعيف التي ىي قيل‪ ،‬يجب المصير إليو‪ ،‬كَل يجوز القوؿ بسواه‬
‫البتة ْلف اهلل جل كعال صرح بو في كتابو‪ ،‬كاهلل يقوؿ‪ " :‬كمن أصدؽ من اهلل حديثان "‪،‬‬
‫"كمن أصدؽ من اهلل قيال"‪ " ،‬كتمت كلمة ربك صدقان كعدَلن‪ ،‬اآليات‪ ،‬أم صدقان في‬
‫اْلخبار كعدَلن في اْلحكاـ‪ ،‬فالعجب كل العجب من كثرة ىؤَلء العلماء كجاللتهم من‬
‫مالكية كشافعية كحنابلة كغيرىم‪ ،‬القائلين بجواز النسخ َل إلى بدؿ ككقوعو مع أف اهلل‬
‫يصرح بخالؼ ذلك في قولو تعالى "ما ننسخ من آية أك ننسها نأت بخير منها أك‬
‫مثلها " فقد ربط بين نسخها كبين اإلتياف بخير منها أك مثلها‪ ،‬بأداة الشرط ربط الجزاء‬
‫بشرطو كمعلوـ عند المحققين أف الشرطية إنما يتوارد فيها الصدؽ كالكذب على نفس‬
‫الربط‪ ،‬كَل شك أف ىذا الربط الذم صرح اهلل بو بين ىذا الشرط كالجزاء في ىذه‬
‫اآلية صحيح َل يمكن تخلفو بحاؿ فمن ادعى انفكاكو كأنو يمكن النسخ بدكف اإلتياف‬
‫بخير أك مثل فهو مناقض للقرآف مناقضة صريحة َل خفاء بها‪ ،‬كمناقض القاطع كاذب‬
‫يقينان َلستحالة اجتماع النقيضين‪ ،‬صدؽ اهلل العظيم‪ ،‬كأخطأ كل من خالف شيئان من‬
‫كالمو جل كعال‪ ،‬كقوؿ المؤلف رحمو اهلل‪ :‬كلنا أنو متصور عقالن ظاىر السقوط ْلف‬
‫صريح القرآف َل يناقض بالتجويز العقلي‪ ،‬كقولو‪ :‬قاـ دليلو شرعان ليس بصحيح‪ ،‬إذ َل‬
‫يمكن قياـ دليل شرعي على ما يخالف صريح القرآف‪ ،‬كقولو أف نسخ النهي عن ادخار‬
‫لحوـ اْلضاحي كتقديم الصدقة أماـ المناجاة كالىما نسخ إلى غير بدؿ‪ ،‬كأف ذلك‬
‫دليل على النسخ َل إلى بدؿ‪ ،‬غير صحيح ْلف النهي عن ادخار لحوـ اْلضاحي نسخ‬
‫ببدؿ خير منو كىو التخيير في اَلدخار كاإلنفاؽ المذكور في اْلحاديث كتقديم‬
‫الصدقة أماـ المناجاة منسوخ ببدؿ خير منو كىو التخيير بين الصدقة تطوعان ابتغاء لما‬
‫عند اهلل كبين اإلمساؾ عن ذلك كما يدؿ عليو قولو‪ " :‬فإذ لم تفعلوا كتاب اهلل عليكم‬
‫" اآلية‪ »......‬إلى آخر كالمو‪.‬‬

‫[مسائل النسخ بين الكتاب كالسنة]‬


‫كيجوز نسخ الكتاب بالكتاب كما تقدـ في آيتي العدة كآيتي المصابرة‪.‬‬
‫ٍح ٍوًؿ غىٍيػ ىر‬ ‫اعا إًلىى ال ى‬ ‫(متى ن‬
‫حيث نسخ حكم آية اَلعتداد بالحوؿ الثابت بقولو تعالى‪ :‬ى‬
‫ص ىن بًأىنٍػ يف ًس ًه ان أ ٍىربىػ ىعةى‬ ‫إً ٍخ ىر و‬
‫اج) باَلعتداد بأربعة أشهر كعشران الثابت بقولو تعالى‪( :‬يىػتىػ ىربا ٍ‬
‫أى ٍش يه ور ىك ىع ٍش نرا)‪.‬ككاف الواجب في أكؿ ا ًإلسالـ مصابرة الواحد من المسلمين للعشرة من‬
‫الكفار في الحرب ثم نسخ ذلك بوجوب مصابرة الواحد من المسلمين لالثنين من‬
‫الكفار فوجوب مصابرة الواحد للعشرة حكم ثبت بخطاب متقدـ ىو قولو تعالى‪{ :‬إف‬
‫يكن منكم عشركف صابركف يغلبوا مائتين} فرفع ىذا الحكم بخطاب آخر متأخر عنو‬
‫كىو قولو تعالى‪{ :‬اآلف خفف اهلل عنكم كعلم أف فيكم ضعفان فإف يكن منكم مائة‬
‫صابرة يغلبوا مائتين} اآلية‪.‬‬

‫كنسخ السنة بالكتاب كما تقدـ في نسخ استقباؿ بيت المقدس الثابت بالسنة الفعلية‬
‫ٍح ىر ًاـ}‬ ‫ًً‬ ‫كما في حديث الصحيحين بقولو تعالى {فىػ ىو ٍّؿ ىك ٍج ىه ى‬
‫ك ىشط ىٍر الٍ ىم ٍسجد ال ى‬
‫كبالسنة نحو حديث مسلم (كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزكركىا) ‪.‬‬
‫ب‬ ‫ً‬
‫كسكت عن نسخ الكتاب بالسنة كقد قيل بجوازه كمثل لو بقولو تعالى { يكت ى‬
‫صياةي لًل ىٍوالً ىديٍ ًن‬
‫ت إً ٍف تىػر ىؾ ىخ ٍيػرا الٍو ً‬
‫ن ى‬ ‫ى‬ ‫ىح ىد يك يم ال ىٍم ٍو ي‬ ‫ىعلىٍي يك ٍم إًذىا ىح ى‬
‫ض ىر أ ى‬
‫ين} مع حديث الترمذم‬ ‫ىك ٍاْلىقػ ىٍربً ى‬
‫كغيره (َل كصية لوارث)‪.‬‬
‫كاعترض بأنو خبر كاحد ‪ ،‬كسيأتي أنو َل ينسخ المتواتر باآلحاد‪.‬‬
‫كفي نسخة كَل يجوز نسخ الكتاب بالسنة‬
‫أم بخالؼ تخصيصو بها كما تقدـ ْلف التخصيص أىوف من النسخ ‪.‬‬
‫كيجوز نسخ المتواتر بالمتواتر ‪،‬‬
‫[كنسخ اآلحاد‬
‫باآلحاد كبالمتواتر ‪ .‬كَل يجوز نسخ المتواتر] كالقرآف باآلحاد ‪ْ ،‬لنو دكنو في القوة‪.‬‬
‫كالراجح جواز ذلك‪ْ ،‬لف محل النسخ ىو الحكم كالدَللة عليو بالمتواتر ظنية‬
‫كاآلحاد ‪.‬‬
‫بالنسبة لنسخ السنة بالكتاب فكما أشار المؤلف يجوز كقوعو كقد مثل الشارح بنسخ‬
‫التوجو إلى بيت المقدس الثابت بالسنة بقولو تعالى‪{ :‬فوؿ كجهك شطر المسجد‬
‫الحراـ} ‪.‬‬
‫كأما نسخ الكتاب بالسنة فيشتمل ىذا القسم على شيئين‪ :‬أحدىما نسخ الكتاب‬
‫باآلحاد من السنة‪ ،‬كقد منع جوازه الجمهور‪ْ ،‬لف القطعي َل ينسخو الظني ك الراجح‬
‫جوازه‪ .‬قاؿ الشيخ محمد اْلمين الشنقيطي‪« :‬التحقيق الذم َل شك فيو ىو جواز‬
‫كقوع نسخ المتواتر باآلحاد الصحيحة الثابت تأخرىا عنو كالدليل الوقوع‪ .‬أما قولهم أف‬
‫المتواتر أقول من اآلحاد كاْلقول َل يرفع بما ىو دكنو فإنهم قد غلطوا فيو غلطان‬
‫عظيمان مع كثرتهم كعلمهم كإيضاح ذلك أنو َل تعارض البتة بين خبرين مختلفي التاريخ‬
‫َل مكاف صدؽ كل منهما في كقتو كقد أجمع جميع النظار أنو َل يلزـ التناقض بين‬
‫القضيتين إَل إذا اتحد زمنهما أما إف اختلفا فيجوز صدؽ كل منهما في كقتها‪ ،‬فلو‬
‫قلت النبي صلى اهلل عليو كسلم إلى بيت المقدس كقلت أيضان لم يصلي إلى بيت‬
‫المقدس كعنيت باْلكلى ما قبل النسخ كبالثانية ما بعده لكانت كل منهما صادقة في‬
‫كقتها كمثاؿ نسخ القرآف بأخبار اآلحاد الصحيحة الثابت تأخرىا عنو نسخ إباحة‬
‫الحمر اْلىلية مثالن المنصوص عليها بالحصر الصريح في آية " قل َل أجد فيما أكحي‬
‫إلي محرمان على طاعم يطعمو إَل أف يكوف ميتة " اآلية‪ .‬بالسنة الصحيحة الثابت تأخرىا‬
‫عنو ْلف اآلية من سورة اْلنعاـ كىي مكية أم نازلة قبل الهجرة بال خالؼ كتحريم‬
‫الحمر اْلىلية بالسنة كاقع بعد ذلك في خيبر كَل منافاة البتة بين آية اْلنعاـ المذكورة‬
‫كأحاديث تحريم الحمر اْلىلية َلختالؼ زمنهما‪ ،‬فاآلية كقت نزكلها لم يكن محرمان إَل‬
‫اْلربعة المنصوصة فيها كتحريم الحمر اْلىلية طارئ بعد ذلك كالطركء ليس منافاة لما‬
‫قبلو كإنما تحصل المنافاة بينهما لو كاف في اآلية ما يدؿ على نفي تحريم شيء في‬
‫المستقبل غير اْلربعة المذكورة في اآلية كىذا لم تتعرض لو اآلية بل الصيغة فيها‬
‫مختصة بالماضي لقولو‪ " :‬قل َل أجد فيما أكحي إلي" بصيغة الماضي كلم يقل فيما‬
‫سيوحى إلي في المستقبل كىو كاضح كما ترل كاهلل أعلم» انتهى كالمو‪.‬‬
‫كالثاني‪ :‬نسخ الكتاب بمتواتر السنة‪ ،‬كالقوؿ بمنع جواز ىذا النوع قوؿ البعض مستدَل‬
‫بقولو تعالى‪{ :‬ما ننسخ من آية أك ننسها نأت بخير منها أك مثلها} ‪.‬‬
‫ككجو الدَللة أف السنة َل تكوف مثل القرآف كَل خيران منو‪ ،‬كالقوؿ بالجواز مذىب‬
‫الجمهور كما حكاه ابن الحاجب كدليل ىذا القوؿ; أف الكل كحي من اهلل‪ ،‬كقد كقع‬
‫نسخ الوصية للوالدين بقولو صلى اهلل عليو كسلم‪َ" :‬ل كصية لوارث"‪ .‬فإف اإلجماع قد‬
‫انعقد على معنى ىذا الحديث‪.‬‬
‫ْ‪ /‬نسخ السنة بالسنة اتفاقان في جواز نسخ آحادىا كمتواترىا بالمتواتر منها‪ ،‬كنسخ‬
‫آحادىا بآحادىا‪ ،‬كاختالفان في جواز نسخ المتواتر منها باآلحاد كقد سبق أف أشرنا إلى‬
‫رجحاف جوازه‪ ،‬كمن أمثلة نسخ السنة بالسنة قوؿ النبي صلى اهلل عليو كسلم‪ " :‬كنت‬
‫نهيتكم عن زيارة القبور فزكركىا "‪.‬‬

‫[التعارض]‬
‫فصل في التعارض ‪.‬‬

‫لم يعرؼ المؤلف كَل الشارح التعارض َل لغة كَل اصطالحا ‪ ،‬فأما معناه في اللغة فهو‬
‫التقابل‪ ،‬كىذا قد يكوف على سبيل المماثلة كالمساكاة‪ ،‬كمن ذلك قولهم‪ " :‬عارضت‬
‫فالنا في السير " إذا سرت حيالو‪.‬‬
‫ك قد يكوف على سبيل الممانعة كالمدافعة‪ ،‬كمن ذلك قولهم‪" :‬عرض الشيء يعرض "‪:‬‬
‫إذا انتصب كصار مانعا كالحجر في الطريق يمنع السالكين‪ ،‬كمنو قولهم‪ " :‬اعترض‬
‫الشيء دكف الشيء " أم حاؿ دكنو‪ .‬جاء في البحر المحيط‪« :‬أى اما ىح ًقي ىقتيوي‪ ،‬يىػ ٍعنًي‬
‫ً‬
‫ااحيةي كال ً‬
‫ٍج ىهةي‪ ،‬ىكأى اف الٍ ىك ىال ىـ‬ ‫ض فىػ يه ىو تىػ ىفاعي هل‪ً ،‬م ىن العيرض‪ ،‬بً ى‬
‫ض ٍّم ال ىٍع ٍي ًن‪ ،‬ىك يى ىو الن ى ى‬ ‫ار ى‬
‫اع ي‬
‫التػ ى‬
‫احيتً ًو ك ًجهتً ًو‪ ،‬فىػيمنىػعوي ًمن النُّػ يف ً‬
‫ض‪ ،‬أ ً‬ ‫ف بػ ٍع ي ً‬ ‫الٍمتىػعا ًر ً‬
‫وذ إلى‬ ‫ىم نى ى ى ى ى ٍ ي ى‬ ‫ضوي في عيرض بىػ ٍع و ٍ‬ ‫ض يىق ي ى‬ ‫ي ى ى‬
‫حيث كجو» ق‪.‬‬
‫أما اصطالحا فالتعارض ىو‪« :‬تقابل الدليلين على سبيل الممانعة»‪ .‬كأف يدؿ أحدىما‬
‫على الجواز‪ ،‬كاآلخر يدؿ على التحريم‪ ،‬فدليل الجواز يمنع التحريم‪ ،‬كدليل التحريم‬
‫يمنع الجواز‪ ،‬فكل منهما مقابل اآلخر‪ ،‬كمعارض لو‪ ،‬كمانع منو‪.‬‬
‫ك للتعارض شركط أربعة ىي‪:‬‬
‫يحرـ‬
‫الشرط اْلكؿ‪ :‬أف يكوف الدليالف متضادين تماـ التضاد‪ ،‬بأف يكوف أحدىما ٍّ‬
‫كاآلخر يبيح‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬أف يتساكل الدليالف في القوة‪ ،‬فال تعارض بين متواتر كآحاد‪ ،‬كَل بين ما‬
‫دَللتو قطعية كما دَللتو ظنية‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬أف يكوف تقابل الدليلين في كقت كاحد; ْلف اختالؼ الزمن ينفي‬
‫التعارض‪.‬‬
‫الشرط الرابع‪ :‬أف يكوف تقابل الدليلين في محل كاحد‪ْ ،‬لف التضاد كالتنافي َل يتحقق‬
‫بين الشيئين في محلين‪.‬‬

‫[تعارض النصوص]‬
‫إذا تعارض نطقاف ‪ ،‬فال يخلو إما أف يكونا عامين أك خاصين أك أحدىما عامان كاآلخر‬
‫خاصان أك كل كاحد منهما عامان من كجو كخاصان من كجو‪.‬‬

‫شرع المؤلف رحمو اهلل تعالى في بياف أقساـ التعارض بين النصوص ‪،‬ك قد ذكر العلماء‬
‫أف الخركج من التعارض لو طرؽ يسلكها اْلصوليوف ‪ ،‬أكلها الجمع بين النصوص‬
‫المتعارضة ك بعضهم يقدـ الترجيح على الجمع ‪ ،‬فإف لم يمكن الجمع يجعل أحدىما‬
‫ناسخان لآلخر إذا علم التاريخ‪ ،‬كإف لم ييعلم التاريخ‪ ،‬ييتوقف بينهما‪.‬كىذا بياف المسألة‪:‬‬
‫أكَلن‪ :‬أف يمكن الجمع بين الدليلين المتعارضين فيجمع بينهما حينئذ‪ ،‬مثاؿ ذلك ما‬
‫ثبت عن النبي صلى اهلل عليو كسلم‪( :‬أيما إىاب دبغ فقد طهر) ‪ ،‬كما جاء عنو صلى‬
‫اهلل عليو كسلم من حديث عبد اهلل بن عكيم (أنو كتب إليهم قبل موتو بشهر‪ :‬أف َل‬
‫تنتفعوا من الميتة بإىاب كَل عصب) ‪،‬فهذاف الحديثاف ظاىرىما التعارض ‪ ،‬فجمع‬
‫بعض العلماء بينهما بحمل حديث ابن عكيم على ما لم يدبغ‪ ،‬كحديث ابن عباس على‬
‫ما دبغ‪ ،‬فيكوف ما دبغ قد طهر‪ ،‬كما لم يدبغ باؽ على النهي‪ ،‬كمحل ىذا عند صحة‬
‫حديث ابن عكيم ك اختلف فيو المحدثوف كالراجح فيو عدـ الصحة ك اهلل أعلم‪.‬‬
‫ثانيان‪ :‬أف يجعل أحدىما ناسخان لآلخر إذا علم التاريخ‪ ،‬كمثاؿ ذلك‪ :‬قوؿ اهلل تعالى‪:‬‬
‫ع ىخ ٍيػ نرا فىػ يه ىو ىخ ٍيػ هر لىوي} [البقرة‪ ، ]ُْٖ:‬فقولو‪( :‬فمن تطوع خيران فهو خير‬ ‫{فى ىم ٍن تىطىاو ى‬
‫كد و‬
‫ات فى ىم ٍن‬ ‫لو) ‪ ،‬يدؿ على التخيير بين الصوـ كالفطر في السفر‪ ،‬فإنو قاؿ‪{ :‬أىيا ناما ىم ٍع يد ى‬
‫ً‬ ‫يخر ك ىعلىى الا ًذ ً‬ ‫ً ً‬ ‫ىكا ىف ًم ٍن يك ٍم ىم ًر ن‬
‫اـ‬
‫ين ييطي يقونىوي ف ٍديىةه طى ىع ي‬
‫ى‬ ‫يضا أ ٍىك ىعلىى ىس ىف ور فىع ادةه م ٍن أىيا واـ أ ى ى ى‬
‫ً‬
‫وموا ىخ ٍيػ هر لى يك ٍم} [البقرة‪ ]ُْٖ:‬كىذا‬ ‫صي‬ ‫م ٍس ًكي ون فى ىم ٍن تىطىاو ى‬
‫ع ىخ ٍيػ نرا فىػ يه ىو ىخ ٍيػ هر لىوي ىكأى ٍف تى ي‬
‫يقتضي ترجيح الصياـ على اإلفطار‪ ،‬فحينئذ ييجعل الثاني ناسخان‪ ،‬أم‪ :‬أف الصياـ أفضل‬
‫لمن َل يشق عليو‪.‬‬
‫ثالثان‪ :‬كإف لم ييعلم التاريخ‪ ،‬ييتوقف بينهما‪ ،‬كقد مثل بعض اْلصوليين بمثاؿ َل يخلو‬
‫من نظر ك ىو حديث بسرة بنت صفواف مع حديث طلق بن علي حيث جاء في‬
‫حديث بسرة بنت صفواف‪( ،‬من مس ذكره فليتوضأ) ‪ ،‬كحديث طلق بن علي أف النبي‬
‫صلى اهلل عليو كسلم سئل عن الرجل يمس ذكره أعليو الوضوء‪ ،‬قاؿ‪َ( :‬ل‪ ،‬إنما ىو‬
‫بضعة منك) ‪ ،‬فهذاف الحديثاف تعارضا‪ ،‬كلم يعرؼ التاريخ بينهما‪ ،‬لم يعرؼ أيهما‬
‫السابق‪ ،‬فيتوقف بينهما‪ ،‬كعند الحنفية يرجح حديث طلق بن علي عن حديث بسرة‬
‫بنت صفواف; ْلف ىذا من أحكاـ الرجاؿ‪ ،‬كلم يركه أحد من الرجاؿ‪ ،‬فال يؤخذ بركاية‬
‫المرأة لو ك َل يسلم لهم ذلك ‪ ،‬كعند الجمهور يرجح باعتبار قوة اإلسناد كقولهم‬
‫أرجح ك أحوط‪ ،‬كحديث بسرة َل شك أقول إسنادان من حديث طلق بن علي كما بين‬
‫المحدثوف ذلك‪ ،‬كأيضان فإف العمل باَلحتياط; للخركج من الخالؼ كبإعماؿ الدليل‪،‬‬
‫مرجح لحديث بسرة على حديث طلق‪ .‬فهذه مجمل الطرؽ للترجيح بين النصين‬
‫العامين المتعارضين‪.‬‬

‫[تعارض العامين]‬
‫فإف كانا عامين فإف أمكن الجمع بينهما جمع بحمل كل منهما على حاؿ ‪ ،‬مثالو‬
‫حديث (شر الشهود الذم يشهد قبل أف يستشهد) كحديث (خير الشهود الذم‬
‫يشهد قبل أف يستشهد) فحمل اْلكؿ على ما إذا كاف من لو الشهادة عالمان بها‪.‬‬
‫كالثاني على ما إذا لم يكن عالمان بها ‪.‬‬
‫كالثاني ركاه مسلم بلفظ (أَل أخبركم بخير الشهود الذم يأتي بشهادتو قبل أف‬
‫يسألها)‪.‬‬
‫كاْلكؿ متفق على معناه في حديث (خيركم قرني ثم الذم يلونهم) إلى قولو (ثم يكوف‬
‫بعدىم قوـ يشهدكف قبل أف يستشهدكا) ‪.‬‬

‫ما ذىب إليو الجويني رحمو اهلل تعالى ىو مذىب جمهور العلماء خالفا للحنفية الذين‬
‫قدموا النسخ على الجمع‪.‬‬
‫ك الراجح عندم ك اهلل أعلم ما اختاره الشيخ رحمو اهلل من تقديم الجمع على‬
‫الترجيح; ْلف إعماؿ الدليلين أكلى من إىماؿ أحدىما كما ىو معلوـ‪ ،‬ك قد رأل‬
‫بعضهم أف الخالؼ في تقديم النسخ على الجمع أك العكس خالؼ لفظي‪ ،‬فإنو إف‬
‫صحت شركط النسخ لم يمكن الجمع‪ ،‬كإف أمكن الجمع فال يتحقق النسخ‪.‬‬
‫قاؿ المرداكم في " التحبير" (قولو‪َ{ :‬ل نسخ مع إمكاف الجمع}; ْلنا إنما نحكم بأف‬
‫اْلكؿ منسوخ إذا تعذر علينا الجمع بينهما‪ ،‬فإذا لم يتعذر كجمعنا بينهما بمقبوؿ فال‬
‫نسخ‪ .‬قاؿ المجد في 'المسودة' كغيره‪َ :‬ل يتحقق النسخ إَل مع التعارض‪ ،‬فأما مع‬
‫إمكاف الجمع فال)‪.‬‬
‫كقاؿ ابن الجوزم في "نواسخ القرآف"‪( :‬الشركط المعتبرة في ثبوت النسخ خمسة‪:‬‬
‫الشرط اْلكؿ أف يكوف الحكم في الناسخ كالمنسوخ متناقضا بحيث َل يمكن العمل‬
‫بهما جميعا فإف كاف ممكنا لم يكن أحدىما ناسخا لآلخر ‪.) ...‬‬

‫كإف لم يمكن الجمع بينهما‪ ،‬يتوقف فيهما إف لم يعلم التاريخ ‪ ،‬أم إلى أف يظهر‬
‫{كأى ٍف ٍ‬
‫تج ىمعيوا‬ ‫هم} كقولو تعالى ى‬
‫ت أىيٍ ىماني ٍ‬
‫مرجح أحدىما‪ ،‬مثالو قولو تعالى {أ ٍىك ىما ىملى ىك ٍ‬
‫بىػ ٍي ىن ٍاْلي ٍختىػ ٍي ًن}فاْلكؿ يجوز ‪ ...‬جمع اْلختين بملك اليمين ‪.‬‬
‫كالثاني يحرـ ذلك ‪ ،‬فرجح التحريم ْلنو أحوط ‪.‬‬
‫فإف علم التاريخ فينسخ المتقدـ بالمتأخر كما في آيتي عدة الوفاة كآيتي المصابرة‬
‫كقد تقدمت اْلربع‪.‬‬
‫أفادنا المؤلف في ىذه المباحث أف اْلصولي إذا تعذر عليو الجمع بين النصين‬
‫المتعارضين كلم يعلم تاريخ النص المتقدـ منهما ك المتأخر فعليو التوقف إلى أف يظهر‬
‫لو مرجح كما ذكر الشارح ك إف علم التاريخ فينسخ المتقدـ بالمتأخر‪ .‬ك الترجيح ىو‪:‬‬
‫تقديم المجتهد ْلحد الدليلين المتعارضين; لما فيو من مزية معتبرة تجعل العمل بو‬
‫أكلى من اآلخر َل يوجد إَل بين الدليلين المتعارضين; ْلنو لوَل التعارض لما كجدت‬
‫حاجة إلى الترجيح كالبحث عنو بعد تعذر الجمع‪ ،‬فلم يلجأ المجتهد إلى الترجيح إَل‬
‫من أجل التخلص من ذلك التعارض‪.‬‬

‫[تعارض الخاصين]‬
‫صلاى‬
‫ككذا إف كانا خاصين أم فإف أمكن الجمع بينهما جمع كما في حديث (أنو ‪ -‬ى‬
‫اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم ‪ -‬توضأ كغسل رجليو) كىذا مشهور في الصحيحين كغيرىما ‪.‬‬
‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم ‪ -‬توضأ كرش الماء على قدميو كىما في‬
‫كحديث (أنو ‪ -‬ى‬
‫النعلين) ركاه النسائي كالبيهقي كغيرىما ‪.‬فجمع بينهما بأف الرش في حاؿ التجديد‬
‫لما في بعض الطرؽ (أف ىذا كضوء من لم يحدث) ‪.‬‬
‫كإف لم يمكن الجمع بينهما كلم يعلم التاريخ يتوقف فيهما إلى ظهور مرجح ْلحدىما‬
‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم ‪ -‬سئل عما يحل للرجل من امرأتو كىي‬
‫‪ ،‬مثالو ما جاء (أنو ‪ -‬ى‬
‫حائض فقاؿ‪ :‬ما فوؽ اإلزار) ركاه أبو داكد ‪.‬‬
‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم ‪ -‬قاؿ (اصنعوا كل شيء إَل النكاح)‬
‫كجاء أنو ‪ -‬ى‬
‫أم الوطء ركاه مسلم ‪.‬‬
‫كمن جملتو الوطء فيما فوؽ اإلزار‪ .‬فتعارضا فيو فرجح بعضهم التحريم احتياطان‬
‫كبعضهم الحل ْلنو اْلصل في المنكوحة ‪.‬‬
‫كإف علم التاريخ نسخ المتقدـ بالمتأخر كما تقدـ في حديث زيارة القبور ‪.‬‬

‫نستفيد من كالـ المؤلف أف التعامل مع النصين الخاصين المتعارضين يكوف مثل سابقو‬
‫كىو الجمع بين النصين العامين المتعارضين بطبيعة الحاؿ ‪ ،‬فنبدأ بمحاكلة الجمع‬
‫بينهما كإف لم يمكن الجمع بينهما كلم يعلم التاريخ يتوقف فيهما إلى ظهور مرجح‬
‫ْلحدىما كإف علم التاريخ نسخ المتقدـ بالمتأخر ك قد ذكر الشارح مثاَل لكل مرحلة‪.‬‬
‫قاؿ الشيخ محمد الحسن كلد الددك الشنقيطي ‪ « :‬إذا كاف الدليالف خاصين‬
‫فللخركج من التعارض بينهما طرؽ‪:‬‬
‫الطريق اْلكلى‪ :‬الجمع بينهما‪ ،‬كما في حديث جابر‪ ،‬في كصف حجة النبي صلى اهلل‬
‫عليو كسلم في صحيح مسلم (أنو صلى اهلل عليو كسلم صلى الظهر يوـ النحر بمكة) ‪،‬‬
‫كفي حديث ابن عمر أنو صلى الظهر بمنى‪ ،‬فهذاف الحديثاف تعارضا كىما خاصاف‪،‬‬
‫فجمع بينهما النوكم بقولو‪ :‬ككجو الجمع بينهما أنو صلى اهلل عليو كسلم طاؼ لإلفاضة‬
‫قبل الزكاؿ‪ ،‬ثم صلى الظهر بمكة في أكؿ كقتها‪ ،‬ثم رجع إلى منى فصلى بها الظهر‬
‫مرة أخرل بأصحابو حين سألوه ذلك‪ ،‬كلكن قد يحمل ىذا على أف أحدىما نسي كأف‬
‫اآلخر ذكر‪ ،‬كأف اْلمر جائز‪ ،‬إذ لو كاف اْلمر مما يطلب فيو الحسم لجاء فيو نص‬
‫حاسم‪.‬‬
‫كالطريق الثاني‪ :‬إف لم يمكن الجمع بينهما فالثاني ناسخ إف علم التاريخ‪ ،‬مثل قوؿ اهلل‬
‫ك‬‫ت يى ًميني ى‬‫وريى ان ىكىما ىملى ىك ٍ‬ ‫يج ى‬‫تأي‬ ‫الالتًي آتىػ ٍي ى‬ ‫ك ا‬ ‫اج ى‬ ‫ك أى ٍزىك ى‬ ‫تعالى‪{ :‬يىا أىيُّػ ىها النابً ُّي إًناا أ ٍ‬
‫ىحلىلٍنىا لى ى‬
‫الالتًي‬
‫ك ا‬ ‫ات ىخاَلتً ى‬ ‫ك كبػنى ً‬ ‫ً ً‬ ‫ات ىع اماتً ى‬ ‫ك كبػنى ً‬ ‫ً‬ ‫اء اللاوي ىعلىٍي ى‬ ‫ً‬
‫ك ىكبىػنىات ىخال ى ى ى‬ ‫ك ىكبىػنىات ىع ٍّم ى ى ى‬ ‫م اما أىفى ى‬
‫س ىها لًلنابً ٍّي} [اْلحزاب‪ ، ]َٓ:‬فظاىر ىذا‬ ‫ت نىػ ٍف ى‬‫ك ىك ٍام ىرأىةن يم ٍؤًمنىةن إً ٍف ىك ىىبى ٍ‬‫اج ٍر ىف ىم ىع ى‬
‫ىى ى‬
‫إباحة الزكاج للنبي صلى اهلل عليو كسلم مطلقان دكف انحصار في عدد محدد‪ ،‬ثم أنزؿ‬
‫ك‬ ‫ٍّساءي ًم ٍن بىػ ٍع يد ىكَل أى ٍف تىػبى اد ىؿ بً ًه ان ًم ٍن أى ٍزىك و‬
‫اج ىكلىٍو أى ٍع ىجبى ى‬ ‫ك الن ى‬ ‫قوؿ اهلل تعالى‪َ{ :‬ل يى ًح ُّل لى ى‬
‫ك ىكىكا ىف اللاوي ىعلىى يك ٍّل ىش ٍي وء ىرقًيبنا} [اْلحزاب‪ ، ]ِٓ:‬كقد‬ ‫ت يى ًميني ى‬ ‫يح ٍسنيػ يه ان إًاَل ىما ىملى ىك ٍ‬
‫علم أف ىذه اآلية نزؿ بها جبر يل بعد أف دخل النبي صلى اهلل عليو كسلم بػ ميمونة‬
‫بنت الحارث‪ ،‬كىي آخر امرأة تزكجها‪ ،‬فعلم أف ىذه اآلية ناسخة لسابقتها‪ ،‬كمع ذلك‬
‫ففي حديث عائشة أنو ما توفي حتى أحل اهلل لو كل شيء كاف حرمو عليو في النكاح‪،‬‬
‫فيدؿ ذلك أيضان على أف ىذه اآلية نسخت‪.‬‬
‫كالطريق الثالث‪ :‬إذا لم يمكن النسخ فالترجيح‪ ،‬مثل حديث ميمونة بنت الحارث أف‬
‫النبي صلى اهلل عليو كسلم تزكجها كىو حالؿ‪ ،‬كفي حديث ابن أختها عبد اهلل بن‬
‫عباس أف النبي صلى اهلل عليو كسلم تزكجها كىو محرـ‪ ،‬فػ ميمونة صاحبة القصة مقدمة‬
‫في الركاية على ابن عباس‪ ،‬كأيضان يشهد لحديث ميمونة حديث أبي رافع‪ ،‬فإنو أخبر أف‬
‫النبي صلى اهلل عليو كسلم تزكج ميمونة كىو حالؿ‪ ،‬قاؿ ككنت السفير بينهما‪ ،‬فهو‬
‫صاحب القصة أيضان; ْلنو السفير بينهما‪ ،‬فهو مقدـ في الركاية على ابن عباس‪ ،‬كيرجح‬
‫أيضان بكثرة العدد في الركاية‪ ،‬فكونو تزكجها كىو حالؿ ركتو ميمونة كأبو رافع‪ ،‬ككونو‬
‫تزكجها كىو محرـ انفرد بو ابن عباس» انتهى كالمو‪.‬‬

‫[تعارض العاـ مع الخاص]‬


‫كإف كاف أحدىما عامان كاآلخر خاصان فيخص العاـ بالخاص ‪ ،‬كتخصيص حديث‬
‫الصحيحين (فيما سقت السماء العشر) بحديثهما (ليس فيما دكف خمسة أكسق‬
‫صدقة) كما تقدـ ‪.‬‬
‫كإف كاف كل كاحد منهما عامان من كجو كخاصان من كجو‪ ،‬فيخص عموـ كل كاحد‬
‫منهما بخصوص اآلخر ‪ ...‬بأف يمكن ذلك‪... ،‬‬
‫مثالو حديث أبي داكد كغيره (إذا بلغ الماء قلتين فإنو َل ينجس) مع حديث ابن‬
‫ماجة كغيره (الماء َل ينجسو شيء إَل ما غلب على ريحو كطعمو كلونو) ‪ .‬فاْلكؿ‬
‫خاص بالقلتين عاـ في المتغير كغيره‪ .‬كالثاني خاص في المتغير عاـ في القلتين كما‬
‫دكنهما فخص عموـ اْلكؿ بخصوص الثاني حتى يحكم بأف ماء القلتين ينجس‬
‫بالتغير كخص عموـ الثاني بخصوص اْلكؿ حتى يحكم بأف ما دكف القلتين ينجس‬
‫كإف لم يتغير ‪.‬‬
‫فإف لم يمكن تخصيص عموـ كل منهما بخصوص اآلخر احتيج إلى الترجيح بينهما‬
‫فيما تعارضا فيو مثالو حديث البخارم (من بدؿ دينو فاقتلوه)‬
‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم ‪ -‬نهى عن قتل النساء) فاْلكؿ عاـ‬
‫كحديث الصحيحين (أنو ‪ -‬ى‬
‫في الرجاؿ كالنساء خاص بأىل الردة‪.‬‬
‫كالثاني خاص بالنساء عاـ في الحربيات كالمرتدات فتعارضا في المرتدة ىل تقتل أـ‬
‫َل? كالراجح أنها تقتل ‪.‬‬
‫خالصة ىذا الكالـ أنو إذا تعارض نصاف أحدىما عاـ ك اآلخر خاص فيخص العاـ‬
‫بالخاص كإف كاف كل كاحد منهما عامان من كجو كخاصان من كجو‪ ،‬فيخص عموـ كل‬
‫كاحد بخصوص اآلخر إف لم يمكن تخصيص عموـ كل منهما بخصوص اآلخر انتقل‬
‫اْلصولي إلى الترجيح بينهما‪.‬‬
‫فائدة‪:‬‬
‫طرؽ الترجيح كثيرة جدا أكصلها بعض العلماء إلى مئة طريقة ك قد ذكر الشيخ عبد‬
‫الكريم النملة في كتابو الجامع لمسائل أصوؿ الفقو طرؽ للترجيح بين منقولين ك بين‬
‫اْلقيسة كغيرىا‪ ...‬أنقلها بتمامها لنفاستها ك إف كاف في بعض الطرؽ نظر ك َل يسلم‬
‫لترجيحو ك ىذا ملخصها‪:‬‬
‫طرؽ الترجيح بين منقولين‪.‬‬
‫الطريق اْلكؿ‪ :‬يرجح الخبر الذم كاف راكيو قريبان من الرسوؿ ‪ -‬صلى اهلل عليو كسلم ‪-‬‬
‫‪ْ ،‬لف الراكم القريب أكعى للحديث من البعيد‪ ،‬كأكثر سماعان لو منو‪ ،‬فيكوف القريب‬
‫أبعد عن احتماؿ الخطأ‪.‬‬
‫الطريق الثاني‪ :‬يرجح الخبر الذم كاف راكيو كبير السن; ْلف الغالب أف كبير السن‬
‫يكوف أقرب الناس مجلسان إلى النبي ‪ -‬صلى اهلل عليو كسلم ‪ -‬حيث قاؿ‪ " :‬ليليني‬
‫أكلوا اْلحالـ كالنهي‪ ،‬ثم الذين يلونهم "‪.‬‬
‫كْلف الغالب في الكبار أنهم يحترزكف عن الكذب‪.‬‬
‫الطريق الثالث‪ :‬يرجح الخبر الذم كاف راكيو متأخران عن اإلسالـ; ْلف تأخره في‬
‫اإلسالـ يدؿ على تأخره في ركايتو‪ ،‬فهو يحفظ آخر اْلمرين من رسوؿ اهلل ‪ -‬صلى اهلل‬
‫عليو كسلم ‪.-‬‬
‫الطريق الرابع‪ :‬يرجح الخبر الذم كاف راكيو كثير الصحبة‪ْ ،‬لف كثير المصاحبة للنبي ‪-‬‬
‫صلى اهلل عليو كسلم ‪ -‬أعلم بركاية الحديث كأحفظ لها‪ ،‬كأكثر استيعابان ْلقواؿ النبي‬
‫‪ -‬صلى اهلل عليو كسلم ‪ -‬كأفعالو‪ ،‬كأعلم بمقاصده‪.‬‬
‫الطريق الخامس‪ :‬يرجح الخبر الذم كاف راكيو قد سمع الحديث من غير حجاب‪ْ ،‬لف‬
‫رؤية المحدث تعين المسموع منو‪ ،‬بخالؼ راكم الحديث مع كجود حجاب‪ ،‬حيث إف‬
‫اْلكؿ يكوف آمنان من تطرؽ الخلل الموجود في الركاية اْلخرل‪.‬‬
‫الطريق السادس‪ :‬يرجح الخبر الذم كاف راكيو قد اتفق على عدالتو; ْلف المتفق عليو‬
‫مق ادـ على المختلف في عدالتو في كل شيء‪.‬‬
‫الطريق السابع‪ :‬يرجح الخبر الذم كاف راكيو تتعلق القصة بو أك كاف سفيران فيها‪ْ ،‬لنو‬
‫أعرؼ بتفاصيل الموضوع‪ ،‬كأعلم بالقضية من غيره‪ ،‬فتكوف ركايتو أقرب إلى الصحة‪.‬‬
‫الطريق الثامن‪ :‬يرجح الخبر الذم كاف راكيو فقيهان; ْلنو أعلم بدَلَلت اْللفاظ‪ ،‬كأعلم‬
‫باستنباط اْلحكاـ الشرعية منها‪ ،‬فهو يميز بين ما يجوز كما َل يجوز‪ ،‬كما يدؿ على‬
‫الحكم بظاىره كما يدؿ على الحكم بغير ذلك‪ ،‬كيعلم اللفظة من الخبر الدالة على‬
‫الحكم فيعتني بها‪.‬‬
‫بخالؼ الراكم غير الفقيو فإنو يركم ما يسمعو دكف اَلعتناء باللفظة المهمة في‬
‫الحديث‪ ،‬فيكوف احتماؿ الخطأ في كالـ الفقيو أقل‪.‬‬
‫الطريق التاسع‪ :‬يرجح الخبر الذم كاف راكيو حسن اَلعتقاد; ْلف الثقة بكالـ الراكم‬
‫حسن اَلعتقاد أكثر من غيره‪.‬‬
‫الطريق العاشر‪ :‬الترجيح بكوف الراكم كرعان‪ْ ،‬لف كرعو يمنعو من التساىل بنقل الخبر‬
‫بخالؼ غير الورع‪.‬‬
‫الطريق الحادم عشر‪ :‬يرجح الخبر الذم كاف راكيو أعلم باللغة العربية; ْلنو إذا سمع‬
‫خبران كعرؼ أف ما فيو َل يحمل على ظاىره بحث عنو‪ ،‬كعن سبب كركده‪ ،‬كعن‬
‫اشتقاقات كلماتو حتى يزكؿ اإلشكاؿ‪ ،‬فيكوف الوثوؽ بركايتو أكثر من غير العارؼ‬
‫باللغة العربية‪.‬‬
‫الطريق الثاني عشر‪ :‬يرجح الخبر الذم كاف راكيو راجح العقل; ْلف عقلو يمنعو من‬
‫التساىل بالركاية‪ ،‬بخالؼ خفيف العقل‪ ،‬أك الذم يعتريو خلل عقلي في بعض‬
‫اْلكقات‪.‬‬
‫الطريق الثالث عشر‪ :‬يرجح الخبر الذم كاف راكيو قد زكي بعدد أكثر; ْلنو يغلب على‬
‫الظن صدؽ ركايتو أكثر من الراكم الذم زاكاه عدد أقل‪.‬‬
‫الطريق الرابع عشر‪ :‬يرجح الخبر الذم كاف راكيو مشهوران بالحفظ كاإلتقاف كالضبط;‬
‫ْلف شهرتو في ىذه اْلمور تؤدم إلى كثرة الثقة بو‪ ،‬كقوة اَلعتماد عليو‪ ،‬كقلة احتماؿ‬
‫الخطأ كالغلط منو‪ ،‬بخالؼ الراكم غير المشهور بهذه اْلمور‪.‬‬
‫الطريق الخامس عشر‪ :‬يرجح الخبر الذم كاف راكيو مشهور النسب; ْلف علو النسب‬
‫كاَلشتهار بو يسبب كثرة احترازه عما يوجب نقص منزلتو المشهورة‪ ،‬بخالؼ الراكم‬
‫غير مشهور النسب‪.‬‬
‫الطريق السادس عشر‪ :‬يرجح الخبر الذم كاف راكيو مشهوران بدقة اإلسناد‪ْ ،‬لف دقة‬
‫اإلسناد توجب علم الطمأنينة‪ ،‬فيكوف قريبان من اليقين‪ ،‬بخالؼ الراكم غير المشهور‬
‫بذلك‪.‬‬
‫الطريق السابع عشر‪ :‬يرجح الخبر الذم كاف راكيو لم يلتبس اسمو بغيره ْلنو أبعد من‬
‫اَلضطراب كالشك‪ ،‬بخالؼ الراكم الذم التبس اسمو بأسماء الضعفاء‪.‬‬
‫الطريق الثامن عشر‪ :‬يرجح الخبر الذم كاف راكيو أكثر مالزمة للشيخ المحدٍّث; ْلنو‬
‫يكوف أعرؼ بطرؽ اْلحاديث‪ ،‬كطرؽ ركايتها‪ ،‬كشركطها‪ ،‬بخالؼ قليل المالزمة للشيخ‬
‫المحدٍّث‪.‬‬
‫الطريق التاسع عشر‪ :‬يرجح الخبر الذم قد كثر ركاتو; ْلف قوؿ الجماعة أقول في‬
‫الظن كأبعد عن السهو كالغلط كالكذب; لذلك تجد الناس في أمورىم العادية يميلوف‬
‫كيأخذكف باْلقول‪ ،‬كَل شك أف الخبر الذم ركاتو أكثر أقول من الخبر الذم ركاتو‬
‫أقل‪.‬‬
‫الطريق العشركف‪ :‬يرجح خبر المتواتر على اآلحاد كالمشهور; ْلف المتواتر يفيد القطع‪،‬‬
‫بخالؼ خبر اآلحاد كالمشهور فإنو َل يفيد إَل الظن‪ ،‬كالقطع مق ادـ على الظن‪.‬‬
‫الطريق الواحد كالعشركف‪ :‬ييرجح المسند على المرسل‪ْ ،‬لف المرسل يكوف بينو كبين‬
‫الرسوؿ ‪ -‬صلى اهلل عليو كسلم ‪ -‬مجهوؿ‪ ،‬كىذا اَلحتماؿ منتف في المسند‪ ،‬فيرجح‬
‫ما َل يحتمل على ما يحتمل‪.‬‬
‫كْلف اَلعتماد في حجية الحديث على السند كصحتو‪ ،‬كىذا يكوف بالعلم بحاؿ الركاة‪،‬‬
‫كالعلم بذلك متحقق في المسند بخالؼ المرسل‪ ،‬كلهذا تقبل شهادة الفرع إذا عرؼ‬
‫شاىد اْلصل‪ ،‬كَل تقبل إذا شهد مرسالن‪.‬‬
‫الطريق الثاني كالعشركف‪ :‬يرجح الخبر قليل الوسائط; ْلف قليل الوسائط بين الراكم‬
‫كبين النبي ‪ -‬صلى اهلل عليو كسلم ‪ -‬أبعد عن احتماؿ الخطأ كالكذب‪ ،‬كأقول في‬
‫الظن اتصالو برسوؿ اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليو كسلم ‪.-‬‬
‫الطريق الثالث كالعشركف‪ :‬يرجح الخبر قوم الدَللة على الحكم‪ :‬فيرجح الخاص على‬
‫العاـ‪ ،‬كيرجح المقيد على المطلق‪ ،‬يكيرجح الداؿ على الحكم بمفهوـ الموافقة على‬
‫الداؿ على الحكم بمفهوـ المخالفة‪ ،‬كيرجح الخبر الداؿ على الحكم بمفهوـ الشرط‬
‫على الخبر الداؿ على الحكم بمفهوـ العدد‪ ،‬كيرجح الخبر الداؿ على الحكم مع ذكر‬
‫العلة‪ ،‬على الخبر الداؿ على الحكم بدكف ذكر العلة‪ ،‬كنحو ذلك‪ ،‬كقلنا ذلك; لقوة‬
‫دَللتو على الحكم‪ ،‬كالقوم يرجح على الضعيف‪.‬‬
‫الطريق الرابع كالعشركف‪ :‬يرجح الخبر المركم باللفظ‪ْ ،‬لنو يكوف أغلب على الظن‬
‫بكونو من كالـ النبي ‪ -‬صلى اهلل عليو كسلم ‪.-‬‬
‫كْلنو المركم باللفظ متفق على جواز ركايتو كعلى كونو حجة‪ ،‬بخالؼ الخبر المركم‬
‫بالمعنى فقد اختلف فيو‪ ،‬كالمتفق عليو مقدـ على المختلف فيو‪.‬‬
‫الطريق الخامس كالعشركف‪ :‬يرجح الخبر الذم قد أكد لفظو‪ْ ،‬لنو يكوف أبعد عن‬
‫تطرؽ الخطأ إليو‪ ،‬بخالؼ الذم لم يؤكد لفظو‪.‬‬
‫الطريق السادس كالعشركف‪ :‬يرجح الخبر الذم يكوف لفظو مستقالن على الخبر الذم لم‬
‫يستقل بإفادة الحكم بل احتاج إلى إضمار; ْلف المستقل بنفسو قد علمنا المراد منو‪،‬‬
‫أما المحذكؼ منو ربما يلتبس عليو ما ىو المضمر منو‪.‬‬
‫الطريق السابع كالعشركف‪ :‬يرجح الخبر الذم سلم متنو من اَلضطراب على غير‬
‫السالم; ْلف ما َل اضطراب فيو أشبو بقوؿ الرسوؿ ‪ -‬صلى اهلل عليو كسلم ‪.-‬‬
‫الطريق الثامن كالعشركف‪ :‬يرجح الخبر المركم في ثنايا قصة مشهورة; ْلنو أقول في‬
‫النفوس‪ ،‬كأقرب إلى السالمة من الغلط مما يركيو المنفرد بدكف قصة‪.‬‬
‫الطريق التاسع كالعشركف‪ :‬يرجح الخبر القولي على الخبر الفعلي‪ْ ،‬لف القوؿ أصرح‬
‫بالحكم من الفعل‪.‬‬
‫الطريق الثالثوف‪ :‬يرجح الخبر الفعلي على التقريرم‪ْ ،‬لف الفعل أقول من التقرير‪.‬‬
‫الطريق الواحد كالثالثوف‪ :‬يرجح الخبر الذم متنو قد تضمن نهيان على الخبر الذم‬
‫تضمن أمران; ْلف الغالب في النهي دفع المفسدة الموجودة في المنهي عنو‪ ،‬كالغالب‬
‫في اْلمر بالشيء جلب المصلحة الموجودة في المأمور بو‪ ،‬كاىتماـ الشارع بدفع‬
‫المفاسد أكثر كأشد من اىتمامو بجلب المصالح‪.‬‬
‫الطريق الثاني كالثالثوف‪ :‬ترجيح الخبر الذم يدرأ الحد على الموجب لو; ْلف الحد‬
‫ضرر كالضرر يزاؿ‪ ،‬كلقولو ‪ -‬صلى اهلل عليو كسلم ‪ " :-‬ادرأكا الحدكد بالشبهات "‪.‬‬
‫الطريق الثالث كالثالثوف‪ :‬ترجيح الخبر الناقل عن البراءة اْلصلية كاآلتي بحكم جديد‬
‫على الخبر المبقي عليها; ْلف الناقل يفيد التأسيس كالمبقي يفيد التأكيد‪ ،‬كالتأسيس‬
‫أكلى من التأكيد‪.‬‬
‫كْلنو يوجد في الخبر الناقل زيادة علم‪ ،‬كما أفاد الزيادة يقدـ على غيره‪.‬‬
‫الطريق الرابع كالثالثوف‪ :‬يرجح الخبر المفيد للوجوب على الخبر المفيد لإلباحة أك‬
‫الكراىة‪ ،‬أك الندب‪ْ ،‬لف تارؾ الواجب مستحق للعقاب بخالؼ تارؾ المباح كالمندكب‬
‫كالمكركه‪ ،‬فيكوف ذلك أحوط للدٍّين‪.‬‬
‫المحرـ على الموجب; ْلف الغالب أف التحريم‬
‫ٍّ‬ ‫الطريق الخامس كالثالثوف‪ :‬ييرجح الخبر‬
‫يكوف لدفع مفسدة‪ ،‬كالموجب إنما يكوف لجلب مصلحة‪ ،‬كاىتماـ الشارع بدرء‬
‫المفاسد أكثر من اىتمامو بجلب المصالح‪ ،‬كقد سبق‪.‬‬
‫الطريق السادس كالثالثوف‪ :‬يرجح الخبر المفيد للتحريم على ما يفيد اإلباحة‪ ،‬لقولو ‪-‬‬
‫صلى اهلل عليو كسلم ‪ " :-‬ما اجتمع الحالؿ كالحراـ إَل كغلب الحراـ الحالؿ "‪.‬‬
‫كْلف العمل بمقتضى الحراـ أحوط; ْلف مالبسة الحراـ توقع في اإلثم‪ ،‬بخالؼ‬
‫مالبسة المباح فال توجب ذلك‪.‬‬
‫الطريق السابع كالثالثوف‪ :‬يرجح الخبر المثبت للطالؽ كالعتاؽ على نافيهما‪ْ ،‬لف‬
‫اْلصل عدـ القيد‪ ،‬كْلف المثبت عنده زيادة علم َل توجد عند النافي‪.‬‬
‫الطريق الثامن كالثالثوف‪ :‬ييرجح الخبر المفيد لحكم أثقل كأشد على الخبر المفيد‬
‫لحكم أخف; ْلف زيادة شدتو كمشقتو كثقلو تدؿ على تأكد المقصود‪ ،‬كفضلو على‬
‫اْلخف اْليسر‪ ،‬فالمحافظة عليو أكلى‪.‬‬
‫الطريق التاسع كالثالثوف‪ :‬يرجح الخبر المحرـ‪ ،‬على الخبر المفيد لكراىة; احتياطان;‬
‫ْلف فعل الحراـ يستوجب العقوبة بخالؼ فعل المكركه‪.‬‬
‫الطريق اْلربعوف‪ :‬يرجح الخبر الموافق آلية من القرآف; ْلنها أفادت زيادة قوة في الظن‬
‫في الخبر‪ ،‬بخالؼ غير الموافق آلية‪.‬‬
‫الطريق الواحد كاْلربعوف‪ :‬يرجح الخبر الموافق لخبر آخر; ْلف الخبر الذم كافقو قد‬
‫أفاد زيادة قوة في الظن في الخبر الموافق لو‪.‬‬
‫الطريق الثاني كاْلربعوف‪ :‬يرجح الخبر الموافق للقياس; لما قلناه في موافقتو آلية أك‬
‫لحديث‪.‬‬
‫الطريق الثالث كاْلربعوف‪ :‬ييرجح الخبر المعموؿ بو; ْلف عملهم بو يدؿ على أنو كاف‬
‫آخر اْلمرين من رسوؿ اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليو كسلم ‪ ،-‬بخالؼ الخبر غير المعموؿ بو‪.‬‬
‫الطريق الرابع كاْلربعوف‪ :‬يرجح الخبر الذم اقترنت بو قرائن تدؿ على تأخر كقتو‪ ،‬على‬
‫الخبر الذم لم يقترف بو ذلك; ْلف المتأخر يكوف ىو آخر اْلمرين من النبي ‪ -‬صلى‬
‫اهلل عليو كسلم ‪ ،-‬فيجب العمل بو‪ ،‬فيكوف ناسخان للخبر الذم لم يقترف بو ذلك‪.‬‬
‫الطريق الخامس كاْلربعوف‪ :‬ييرجح الخبر الذم اشتمل على زيادة على الخبر الذم لم‬
‫يشتمل على تلك الزيادة; ْلف دَللة الخبر الذم فيو زيادة دَللة ناطق‪ ،‬كدَللة الخبر‬
‫الذم لم يشتمل على الزيادة‪ ،‬دَللة ساكت‪ ،‬كدَللة الناطق مقدمة‪.‬‬
‫طرؽ الترجيح بين معقولين‪ :‬كىو الترجيح بين اْلقيسة‪:‬‬
‫الطريق اْلكؿ‪ :‬يرجح القياس الذم حكم أصلو قطعي على القياس الذم حكم أصلو‬
‫ظني‪ْ ،‬لف ما كاف حكم أصلو ظنيان يتطرؽ إليو الخلل بخالؼ اآلخر‪.‬‬
‫الطريق الثاني‪ :‬يرجح القياس الذم حكمو جرل على كفق القواعد الكلية; لكونو أبعد‬
‫عن التعبد كأقرب إلى العقوؿ كموافقة الدليل على القياس الذم جرل حكمو على‬
‫مخالفة القواعد كىو المعدكؿ بو عن سنن القياس‪.‬‬
‫الطريق الثالث‪ :‬يرجح القياس المقتضي للتحريم على القياس المقتضي لإلباحة; ْلنو إذا‬
‫اشتبو المباح بالحراـ فإنو يغلب جانب التحريم‪.‬‬
‫الطريق الرابع‪ :‬يرجح القياس المفيد إسقاط الحد‪ ،‬على القياس المفيد إثبات الحد;‬
‫لقولو ‪ -‬صلى اهلل عليو كسلم ‪ " :-‬ادرأكا الحدكد بالشبهات "‪.‬‬
‫كْلف الحدكد ضرر‪ ،‬كالضرر يزاؿ‪.‬‬
‫يتشوؼ إليو‬
‫الطريق الخامس‪ :‬يرجح القياس المثبت للعتق على النافي لو; ْلف العتق ا‬
‫الشارع‪ ،‬دكف الرؽ‪ ،‬فيقدـ ما يتشوؼ إليو الشارع‪ ،‬كما يتفق مع أىداؼ اإلسالـ‪،‬‬
‫كمقاصد الشريعة‪.‬‬
‫الطريق السادس‪ :‬يرجح القياس المتفق على تعليل حكم أصلو على القياس المختلف‬
‫على تعليل حكم أصلو‪ْ ،‬لف المتفق على تعليلو مقدـ على المختلف فيو‪.‬‬
‫الطريق السابع‪ :‬يرجح القياس المتفق على عدـ نسخ حكم أصلو على القياس‬
‫المختلف في نسخ حكم أصلو; ْلف النسخ يؤدم إلى الخلل في فهم المقصود‪.‬‬
‫الطريق الثامن‪ :‬يرجح القياس الذم علة أصلو كجدت بصورة قطعية على القياس الذم‬
‫كجدت علة أصلو بصورة ظنية; ْلف القاطع َل يحتمل غير العلية‪ ،‬بخالؼ الظن‪.‬‬
‫الطريق التاسع‪ :‬ييرجح القياس الذم علتو منعكسة ‪ -‬أم‪ :‬كلما عدـ الوصف عدـ‬
‫الحكم ‪ -‬على القياس الذم ليس كذلك; ْلف اَلنعكاس دليل اختصاص الحكم‬
‫بالعلة‪.‬‬
‫الطريق العاشر‪ :‬يرجح القياس الجلي على القياس الخفي; نظران لقوة الجلي‪ ،‬كعدـ‬
‫اَلختالؼ فيو‪ ،‬بخالؼ الخفي‪.‬‬
‫الطريق الحادم عشر‪ :‬يرجح القياس الذم علتو ثبتت عن طريق اإلجماع على القياس‬
‫الذم ثبتت علتو عن طريق النص‪ْ ،‬لف اإلجماع َل يحتمل النسخ‪ ،‬كَل التأكيل‪ ،‬بخالؼ‬
‫النص‪.‬‬
‫الطريق الثاني عشر‪ :‬يرجح القياس الذم ثبتت علتو عن طريق النص الصريح على‬
‫القياس الذم ثبتت علتو عن طريق النص الظاىر‪ ،‬نظران لقوتو في المراد‪.‬‬
‫الطريق الثالث عشر‪ :‬يرجح القياس الذم ثبتت علتو عن طريق اإليماء بجميع أنواعو‪،‬‬
‫على القياس الذم ثبتت علتو عن طريق غيره من الطرؽ اَلجتهادية‪ ،‬كالمناسبة‪،‬‬
‫كالوصف الشبهي‪ ،‬كالسبر كالتقسيم كالدكراف‪ْ ،‬لف اإليماء طريق متفق عليو‪ ،‬كالمتفق‬
‫عليو أكلى باإلتباع‪.‬‬
‫الطريق الرابع عشر‪ :‬يرجح القياس الذم علتو عامة توجد في جميع اْلفراد على القياس‬
‫الذم علتو خاصة كىي التي خرج منها بعض اْلفراد‪ْ ،‬لف العامة أكثر فائدة‪.‬‬
‫الطريق الخامس عشر‪ :‬يرجح القياس الذم علتو شهد لها أصالف على القياس الذم‬
‫علتو شهد لها أصل كاحد; ْلف ما شهد لو اثناف أقول مما شهد لو كاحد‪.‬‬
‫الطريق السادس عشر‪ :‬يرجح القياس الذم علتو ناقلة ‪ -‬أم‪ :‬مفيدة حكمان شرعيان‬
‫جديدان ‪ -‬على القياس الذم علتو مبقية على اْلصل ْلف الناقلة فيها زيادة علم‪ ،‬فيق ادـ‬
‫ْلجل ذلك‪.‬‬
‫الطريق السابع عشر‪ :‬يرجح القياس الذم علتو مفردة على القياس الذم علتو مركبة من‬
‫أكصاؼ; ْلنو كلما كانت العلة أقل أكصافان كلما كاف ذلك أقرب إلى القبوؿ‪ ،‬كأقول‬
‫في الظن‪.‬‬
‫الطريق الثامن عشر‪ :‬يرجح القياس الذم قطع بوجود العلة في الفرع على القياس الذم‬
‫ظن بوجود العلة في الفرع; ْلف المقطوع بوجود العلة فيو أغلب على الظن‪ ،‬كأبعد عن‬
‫اَلحتماؿ‪.‬‬
‫الطريق التاسع عشر‪ :‬يرجح القياس الذم كافقو أم دليل شرعي كالكتاب كالسنة‪ ،‬أك‬
‫أم‬
‫عمل الخلفاء اْلربعة‪ ،‬أك اإلجماع‪ ،‬أك قياس آخر‪ ،‬على القياس الذم لم يوافقو ُّ‬
‫كاحد مما سبق‪.‬‬
‫الترجيح بين المنقوؿ كالقياس‪.‬‬
‫المنقوؿ قسماف‪ " :‬منقوؿ خاص "‪ ،‬ك " منقوؿ عاـ "‪.‬‬
‫أما القسم اْلكؿ ‪ -‬كىو المنقوؿ الخاص ‪ -‬فهو نوعاف‪.:‬‬
‫النوع اْلكؿ‪ :‬أف يكوف ىذا النقل الخاص داَلن على حكمو بالمنطوؽ‪.‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬أف يكوف ىذا النقل الخاص داَلن على حكمو بالمفهوـ‪.‬‬
‫فإذا تعارض القياس مع النقل الخاص الداؿ على حكمو بالمنطوؽ‪ ،‬فإف المنقوؿ‬
‫الخاص ييرجح; لقلة تطرؽ الخطأ إليو‪.‬‬
‫أما إذا تعارض القياس مع النقل الخاص الداؿ على حكمو بالمفهوـ‪:‬‬
‫فإف كاف مفهوـ موافقة‪ :‬فإف النقل الخاص مقدـ; ْلف مفهوـ الموافقة يفيد دَللة أقول‬
‫من دَللة القياس; حيث قلنا‪ :‬إف دَللتو لفظية‪.‬‬
‫دؿ النقل الخاص على حكمو بمفهوـ المخالفة كخالف القياس‪ ،‬فإف ىذا يختلف‬ ‫كإف ا‬
‫باختالؼ قوة أنواع المفاىيم‪ ،‬كيختلف بحسب اختالؼ المجتهدين‪ ،‬كما يقع في‬
‫نفوسهم من قوة الدَللة كضعفها‪ ،‬كىذا َل يمكن ضبطو بقاعدة‪ ،‬فيكوف ىذا موكوَلن إلى‬
‫نظر الناظرين كالمجتهدين في آحاد الصور‪.‬‬
‫أما القسم الثاني‪ :‬كىو المنقوؿ العاـ‪ ،‬فإنو إذا عارضو القياس الخاص‪ ،‬فإف القياس‬
‫يخصص العاـ; ْلنو يلزـ من العمل بعموـ العاـ إبطاؿ دَللة القياس بالكلية‪ ،‬كَل يلزـ‬
‫من العمل بالقياس إبطاؿ العاـ بالكلية‪ ،‬بل إنو يلزـ العمل بالقياس كما بقي من العاـ‬
‫بعد تخصيصو‪ ،‬كىذا فيو جمع بين الدليلين كىو أكلى من العمل بأحدىما كإبطاؿ‬
‫اآلخر‪.‬‬
‫ك للعلم سيأتي كالـ المؤلف على ترتيب اْلدلة كىو مرتبط بهذا الباب‪.‬‬

‫[تعريف اإلجماع كبياف حجيتو]‬


‫كأما اإلجماع فهو اتفاؽ علماء أىل العصر على حكم الحادثة فال يعتبر كفاؽ العواـ‬
‫لهم ‪.‬‬
‫كنعني بالعلماء الفقهاء‬
‫فال يعتبر موافقة اْلصوليين لهم‪.‬‬
‫كنعني بالحادثة الحادثة الشرعية ‪ْ ،‬لنها محل نظر الفقهاء بخالؼ اللغوية مثالن‪ ،‬فإنما‬
‫يجمع فيها علماء اللغة‪.‬‬

‫اإلجماع لغة‪ :‬العزـ كاَلتفاؽ‪ .‬قاؿ الفيركز أبادم في قاموس المحيط ‪ « :‬ا ًإل ٍجماعي‪:‬‬
‫ً‬
‫كج ٍع يل اْلم ًر ىجميعان بع ىد تىػ ىف ُّرقً ًو‪ ،‬كا ًإل ي‬
‫عداد‪،‬‬ ‫ً‬
‫اَلتٍّفا يؽ‪ ،‬ى‬
‫كص ُّر أ ٍخالؼ الناقىة يج ىم ىع‪ ،‬ى‬
‫اْلمر‪ ،‬كعليو‪،‬‬ ‫ت ى‬ ‫كالع ٍزيـ على اْلم ًر‪ ،‬ى‬
‫أجم ٍع ي‬ ‫كس ٍو يؽ ا ًإلبً ًل ىجميعان‪ ،‬ى‬ ‫فيف كا ًإل ي‬
‫يباس‪ ،‬ى‬ ‫اج ي‬ ‫كالت ٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫كاْلمر مجمع‪ .‬ك ً‬
‫اء يك ٍم}‪،‬‬
‫أمريك ٍم ك يش ىرىك ى‬
‫ب‪ .‬كقولو تعالى‪{ :‬فأجمعوا ى‬ ‫الم ٍجد ي‬ ‫كم ٍحس ون‪ :‬ي‬
‫العاـ ي‬ ‫ي ي ٍىه ي‬
‫أجمعوا مع يش ىركائً يك ٍم‬ ‫أجمعوا يشرىكاء يكم‪ ،‬أك المعنىى‪ً :‬‬
‫ى ى ٍ‬
‫يقاؿ‪ً :‬‬‫كاء يك ٍم‪ْ ،‬لنو َل ي‬ ‫أم‪ :‬كا ٍدعوا يش ىر ى‬
‫على ٍأم ًريك ٍم‪ »...‬انتهى‪.‬‬
‫كاصطالحان عرفو المؤلف رحمو اهلل تعالى بأنو اتفاؽ علماء أىل العصر أم مجتهدم‬
‫ىذه اْلمة بعد النبي صلٌى اهلل عليو كسلٌم ك َلبد من ىذا القيد على حكم الحادثة أم‬
‫حكم شرعي كىو كما سبق مقتضى خطاب اهلل المتعلق بأفعاؿ المكلفين اقتضاء أك‬
‫تخييرا أك كضعا‪.‬‬
‫فخرج بقولو‪« :‬اتفاؽ»; كجود خالؼ كلو من كاحد‪ ،‬فال ينعقد معو اإلجماع‪.‬‬
‫كخرج بقولنا‪« :‬مجتهدم»; العواـ كالمقلدكف‪ ،‬فال يعتبر كفاقهم كَل خالفهم كىذا‬
‫مفهوـ كذلك من قوؿ المؤلف علماء أىل العصر الفقهاء ك قوؿ الشارح «فال يعتبر‬
‫موافقة اْلصوليين لهم» في المسألة نزاع بين اْلصوليين ك ليست محل اتفاؽ‪ .‬يقوؿ‬
‫الشيخ عبد الكريم النملة رحمو اهلل ‪ « :‬العالم بأصوؿ الفقو دكف الفركع ييعتبر قولو في‬
‫اإلجماع‪ ،‬كَل يعتبر قوؿ العالم بالفركع دكف اْلصوؿ‪ْ ،‬لف العالم بأصوؿ الفقو قد توفر‬
‫فيو آلة اَلستنباط لمعرفة الحكم الشرعي ْلم حادثة جديدة‪ ،‬كىو أقرب إلى اَلجتهاد‬
‫من غيره فيها; نظران لعلمو بمدارؾ اْلحكاـ على اختالؼ أقسامها‪ ،‬ككيفية دَللتها‪،‬‬
‫كعلمو الشامل الدقيق باْلدلة المتفق عليها كالمختلف فيها‪ ،‬كعلمو بمقاصد الشريعة‪،‬‬
‫فمن ىذه صفتو فإنو يستضاء برأيو‪ ،‬كيستشهد بهديو‪ ،‬كَل يمكن أف ييستغنى عنو‪.‬‬
‫كعليو‪ :‬فإنو َل يشترط فيمن ينعقد بو اإلجماع حفظ الفركع‪.‬‬
‫كْلف الفقيو الحافظ للفركع دكف معرفتو لِلصوؿ يحتمل أف يفوتو حفظ الجزئيات‬
‫الدقيقة لمسائل الحيض‪ ،‬أك دقائق مسائل الوصايا‪ ،‬أك النفقات‪ ،‬أك الطالؽ‪ ،‬أك‬
‫الحدكد‪ ،‬أك نحو ذلك‪ ،‬أما اْلصولي فال يحتمل فيو ذلك; ْلنو قد فهم القواعد‬
‫اْلصولية التي تندرج تلك الفركع تحتها» انتهى كالمو‪.‬‬
‫كخرج بقولنا‪« :‬ىذه اْلمة»; إجماع غيرىا من اْلمم فال يعتبر‪.‬‬
‫كخرج بقولنا‪« :‬بعد النبي صلٌى اهلل عليو كسلٌم»; اتفاقهم في عهد النبي صلٌى اهلل عليو‬
‫كسلٌم فال يعتبر إجماعان من حيث كونو دليالن‪ْ ،‬لف الدليل حصل بسنة النبي صلٌى اهلل‬
‫عليو كسلٌم من قوؿ أك فعل أك تقرير‪ ،‬كلذلك إذا قاؿ الصحابي‪ :‬كنا نفعل‪ ،‬أك كانوا‬
‫يفعلوف كذا على عهد النبي صلٌى اهلل عليو كسلٌم; كاف مرفوعان حكمان‪َ ،‬ل نقالن لإلجماع‪.‬‬
‫كخرج بقولنا‪« :‬على حكم شرعي»; اتفاقهم على حكم عقلي‪ ،‬أك عادم فال مدخل لو‬
‫ىنا‪ ،‬إذ البحث في اإلجماع كدليل من أدلة الشرع‪.‬‬

‫كإجماع ىذه اْلمة حجة‪...‬‬


‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم ‪َ( -‬ل تجتمع أمتي على ضاللة) ركاه‬
‫دكف غيرىا لقولو ‪ -‬ى‬
‫الترمذم كغيره‪.‬‬
‫كالشرع كرد بعصمة ىذه اْلمة لهذا الحديث كنحوه‬

‫وؿ ًم ٍن بىػ ٍع ًد ىما‬


‫شاقً ًق ال ار يس ى‬‫(كىم ٍن يي ى‬
‫اْلدلة على حجية اإلجماع كثيرة منها‪ :‬قولو تعالى‪ :‬ى‬
‫تم ً‬ ‫يل الٍم ٍؤًمنًين نيػولٍّ ًو ما تىػولاى كني ٍ ً ً‬‫ً‬ ‫ً‬
‫ص نيرا) ‪.‬‬ ‫ام ىك ىساءى ٍ ى‬ ‫صلو ىج ىهن ى‬ ‫تىػبىػيا ىن لىوي ال يٍه ىدل ىكيىػتاب ٍع غىٍيػ ىر ىسب ً ي ى ى ى ى ى‬
‫كجو الدَللة‪ :‬أف معنى مشاقة الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم‪ :‬منازعتو‪ ،‬كمخالفة ما جاء‬
‫بو عن ربو‪ ،‬كمعنى سبيل المؤمنين‪ :‬ما اختاركه ْلنفسهم من قوؿ أك فعل أك اعتقاد‪ ،‬كقد‬
‫توعد اللاو بالعقاب على متابعة غير سبيل المؤمنين‪ ،‬كىذا يدؿ على كجوب متابعة سبيل‬
‫المؤمنين‪ ،‬كتحريم مخالفتهم‪ ،‬كلو لم تكن مخالفتهم حرامان لما توعد عليو كلما حسن‬
‫الجمع بينو كبين المحرـ كىو‪ :‬مشاقة الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم في الوعيد كما َل‬
‫يحسن التوعد على الجمع بين الكفر كأكل الخبز المباح‪.‬كبذلك يكوف سبيل المؤمنين‬
‫يح اجة يجب إتباعو كالعمل بمقتضاه‪.‬‬
‫ااس تىأٍمرك ىف بًالٍمعر ً‬ ‫ك من اْلدلة أيضا قولو تعالى‪ ( :‬يك ٍنتم ىخيػر أيام وة أي ٍخ ًرج ٍ ً‬
‫كؼ ىكتىػ ٍنػ ىه ٍو ىف‬ ‫ى ٍي‬ ‫ت ل لن ً ي ي‬ ‫ى‬ ‫يٍ ٍى‬
‫ىع ًن ال يٍم ٍن ىك ًر) كجو اَلستدَلؿ‪ :‬أف اللاو تعالى قد أخبر عن خيرية ىذه اْليامة بأنهم‬
‫يأمركف بكل معركؼ‪ ،‬كينهوف عن كل منكر‪ ،‬كىذا يقتضي كوف قولهم حقان كصوابا في‬
‫جميع اْلحواؿ‪ ،‬كالخيرية توجب حقيقة ما اجتمعوا عليو; ْلنو لو لم يكن حقان لكاف‬
‫ضالَلن‪ ،‬فإذا اجتمعوا على مشركعية شيء يكوف ذلك الشيء معركفان‪ ،‬كإذا اجتمعوا‬
‫على عدـ مشركعية شيء يكوف ذلك الشيء منكران‪ ،‬فيكوف إجماعهم يحجة‪.‬‬
‫ً‬ ‫{كىك ىذلً ى‬
‫ك ىج ىعلٍنىا يك ٍم أيامةن ىك ىسطان لتى يكونيوا يش ىه ىد ى‬
‫اء ىعلىى‬ ‫ك من اْلدلة كذلك قولو تعالى‪ :‬ى‬
‫النااس} [البقرة‪ :‬من اآلية ُّْ] فقولو‪ :‬شهداء على الناس‪ ،‬يشمل الشهادة على‬
‫أعمالهم كعلى أحكاـ أعمالهم‪ ،‬كالشهيد قولو مقبوؿ‪.‬‬
‫از ٍعتي ٍم فًي ىشي وء فىػردُّكهي إًلىى اللا ًو كال ار يس ً‬
‫وؿ} [النساء‪ :‬من‬ ‫ك كذلك قولو تعالى‪{ :‬فىًإ ٍف تىػنى ى‬
‫ى‬ ‫ٍ ي‬
‫اآلية ٗٓ] دؿ على أف ما اتفقوا عليو حق‪.‬‬
‫قاؿ الشيخ ابن عثيمين رحمو اهلل في كتابو اْلصوؿ من علم اْلصوؿ ‪« :‬إجماع اْلمة‬
‫حقا‪ ،‬كإما أف يكوف باطالن‪ ،‬فإف كاف ًّ‬
‫حقا فهو حجة‪ ،‬كإف كاف‬ ‫على شيء‪ ،‬إما أف يكوف ًّ‬
‫باطالن فكيف يجوز أف تجمع ىذه اْلمة التي ىي أكرـ اْلمم على اهلل منذ عهد نبيها‬
‫إلى قياـ الساعة على أمر باطل َل يرضى بو اهلل? ىذا من أكبر المحاؿ» انتهى كالمو‪.‬‬
‫أم ىو حجة قطعا‪.‬‬
‫فائدة‪:‬‬
‫ت ٍإم ىكا يف ال ىٍع ىم ًل بً ًو‪ -‬يقصد اإلجماع‪ ،-‬فىػ يه ىو‬ ‫قاؿ الزركشي في البحر المحيط‪ « :‬ىكإً ىذا ثىػبى ى‬
‫ٍح ىرىم ٍي ًن‪ :‬أ اىك يؿ ىم ٍن بى ى‬
‫اح‬ ‫اـ ال ى‬‫اؿ ىإم ي‬ ‫اإل ىم ًاميا ًة‪ .‬قى ى‬ ‫ف فً ًيو غىٍيػ ير الناظا ًاـ ىك ًٍ‬‫يح اجةه ىش ٍر ًعياةه‪ ،‬ىكلى ٍم يي ىخالً ٍ‬
‫اإل ىم ًامياةي فىال يٍم ٍعتىبىػ ير ًع ٍن ىد يى ٍم قىػ ٍو يؿ ًٍ‬
‫اإل ىم ًاـ يدك ىف‬ ‫ض‪ ،‬أى اما ًٍ‬ ‫ض ال ارىكافً ً‬ ‫ً‬
‫بًىردٍّه الناظا ي‬
‫اـ‪،‬ثي ام تىابىػ ىعوي بىػ ٍع ي‬
‫ٍخطىًأ ىعلىى‬ ‫اد ىىا فًي ىج ىوا ًز ال ى‬ ‫ٍاْليام ًة‪ .‬كالناظااـ يس ٍّوم بػين قىػوًؿ ج ًمي ًع ٍاْليام ًة كبػين قىػوًؿ آح ً‬
‫ىىٍ ى ٍ ى‬ ‫ى ي ي ى ىٍ ى ٍ ى‬
‫ٍح اجةي فًي يم ٍستىنً ًدهً إ ٍف ظى ىه ىر لىنىا‪ ،‬ىكإً ٍف لى ٍم‬ ‫اإل ٍج ىم ًاع يح اجةن‪ ،‬ىكإًنا ىما ال ي‬ ‫ٍج ًمي ًع‪ ،‬ىكىَل يىػ ىرل فًي ًٍ‬ ‫ال ى‬
‫يظٍهر لىم يػ ىقدٍّر لىوي ىدلً نيال تىػ يق ً‬
‫ٍح اجةي‪ ».‬إلى آخر كالمو‪.‬‬ ‫وـ بًو ال ي‬‫ي‬ ‫ى ىٍ ٍ ي ٍ‬
‫قلت‪ :‬خالؼ النظاـ ك الرافضة لجمهور اْلمة َل يعتد بو ك ىو باطل ك مردكد عليهم‬
‫كىكذا كل صاحب بدعة يريد أف يطمس الحق ببدعتو ك يركج لباطلو بزخرؼ القوؿ‪.‬‬
‫كمن درس مذىب النظاـ الخبيث َل يخفى عليو حالو كسعيو لتقويض أدلة الشرع ك‬
‫إبطالها بأم كسيلة‪ ،‬كقد نبو على ذلك البغدادم رحمو اهلل في كتابو الفرؽ بين الفرؽ‪.‬‬
‫كأما الرافضة فلهم أصوؿ خالفت فيها ما عليو أىل السنة ك الجماعة‪....‬نعوذ باهلل من‬
‫الزيغ ك الضالؿ‪.‬‬

‫كاإلجماع حجة على العصر الثاني كمن بعده كفي أم عصر كاف من عصر الصحابة‬
‫كمن بعدىم ‪.‬‬
‫ىذا القوؿ الذم اختاره المؤلف رحمو اهلل ىو اْلكؿ في المسألة ك اختيار جماىير‬
‫العلماء كىو الصواب عندم‪.‬‬
‫أما القوؿ الثاني في المسألة فيرل أف إجماع الصحابة يح اجة فقط‪ ،‬أما إجماع غيرىم‬
‫من التابعين فمن بعدىم فليس بحجة‪ .‬كىذا مذىب كثير من الظاىرية‪.‬‬
‫صا ًر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ك قد استدلوا بأدلة منها‪:‬قولو تعالى‪( :‬كال ا ً‬
‫ساب يقو ىف ٍاْل اىكليو ىف م ىن ال يٍم ىهاج ًر ى‬
‫ين ىك ٍاْلىنٍ ى‬ ‫ى‬
‫وىم بًًإ ٍح و‬
‫اف ر ً‬
‫ض ىي اللاوي ىع ٍنػ يه ٍم ىكىر ي‬ ‫اً‬
‫ضوا ىع ٍنوي) ‪.‬كجو الدَللة‪ :‬أف اهلل قد أثنى‬ ‫س ى‬ ‫ين اتاػبىػعي ي ٍ ى‬
‫ىكالذ ى‬
‫على الصحابة في القرآف الكريم‪ ،‬كالثناء يدؿ على أف أقوالهم معتبرة‪ ،‬لصدقها يقينا‪،‬‬
‫فدؿ على أف اجتماعهم يح اجة‪.‬‬
‫ك قد أجاب العلماء على استدَللهم ىذا بأف اآلية ليست خاصة بالصحابة‪ ،‬بل ىي‬
‫شاملة لهم كلغيرىم بدليل قولو‪( :‬كالذين اتبعوىم) ‪ ،‬فهذا شامل لجميع المتبعين‬
‫بإحساف من بعد الصحابة إلى آخر المسلمين‪ ،‬فيلزمهم أف تكوف دالة أيضان على حجية‬
‫إجماع غيرىم َلشتراكهم جميعا في المدح‪.‬‬
‫بح اجة مطلقا‪ ،‬كىو مذىب بعض‬
‫ك ىناؾ قوؿ ثالث في المسألة يرل أف اإلجماع ليس ي‬
‫الخوارج‪ ،‬كبعض النظامية‪ ،‬كبعض الشيعة ك ىذا القوؿ مردكد كىو أضعف اْلقواؿ كقد‬
‫(كنىػ ازلٍنىا‬
‫نبهت على ىذا المذىب آنفا ‪ .‬ك قد استدؿ أصحابو بأدلة منها قولو تعالى‪ :‬ى‬
‫اب ًم ٍن ىش ٍي وء) ‪.‬كجو‬ ‫ٍكتىاب تًبػيا نا لً يك ٍّل ىشي وء) ‪ ،‬كقولو‪( :‬ما فىػ ارطٍنىا فًي ال ً‬
‫ٍكتى ً‬ ‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫ك ال ى ٍ ى‬
‫ىعلىي ى ً‬
‫ٍ‬
‫الدَللة‪ :‬أف اآليتين تفيداف أف الكتاب قد كرد فيو حكم كل شيء‪ ،‬فال حاجة إلى‬
‫كالسناة‪ ،‬أما‬
‫اإلجماع‪ ،‬فالمرجع ىو الكتاب ُّ‬
‫اإلجماع فنظران لعدـ الحاجة إليو فال يصلح أف يكوف مرجعا‪.‬ك قد أجاب العلماء على‬
‫استدَللهم بأف الكتاب قد بين كل شيء كمما بيانو أف اإلجماع يحجة‪ ،‬كذلك باآليات‬
‫التي ذكرناىا كدلات على حجية اإلجماع‪ ،‬ككذلك بيان أف ُّ‬
‫السناة يح اجة بقولو‪( :‬كما أتاكم‬
‫كالسناة بيانت أف اإلجماع يح اجة في كثير من اْلحاديث‪.‬‬
‫الرسوؿ فخذكه‪)..‬كغيرىا‪ُّ ،‬‬

‫[ىل يشترط انقراض العصر في حجية اإلجماع?]‬


‫كَل يشترط في حجيتو انقراض العصر‪ ،‬بأف يموت أىلو على الصحيح ‪ ،‬لسكوت‬
‫أدلة الحجية عنو‪.‬‬
‫كقيل يشترط‪ ،‬لجواز أف يطرأ لبعضهم ما يخالف اجتهاده فيرجع عنو ‪.‬‬
‫كأجيب بأنو َل يجوز لو الرجوع عنو ‪ ،‬إلجماعهم عليو ‪.‬‬
‫فإف قلنا انقراض العصر شرط‪ ،‬فيعتبر في انعقاد‬
‫اإلجماع‪ ،‬قوؿ من كلد في حياتهم كتفقو كصار من أىل اَلجتهاد ‪ ،‬كلهم على ىذا‬
‫القوؿ أف يرجعوا عن ذلك الحكم ‪ ،‬الذم أدل اجتهادىم إليو‪.‬‬

‫أشار المؤلف إلى مسألة أخرل تنازع فيها اْلصوليوف كذلك كىي‪ :‬ىل يشترط في‬
‫حجية اإلجماع انقراض أىل العصر? قاؿ الشوكاني في إرشاد الفحوؿ ‪:‬‬
‫اع ًه ٍم أ ٍىـ ىَل?‬‫اإلجم ًاع فًي ح ٍّجيا ًة إًجم ً‬ ‫«ا ٍختىػلى يفوا ىىل ي ٍشتىػر ي ً‬
‫ٍى‬ ‫ي‬ ‫ص ًر أ ٍىى ًل ًٍ ٍ ى‬ ‫اض ىع ٍ‬ ‫ط انٍق ىر ي‬ ‫ٍي ى‬
‫ً ً‬ ‫ط‪ ،‬ك ىذىب جم ً‬
‫ىح ىم يد بٍ ين ىح ٍنبى ول‬
‫اعةه م ىن الٍ يف ىق ىهاء‪ ،‬ىكم ٍنػ يه ٍم أ ٍ‬‫ور إًلىى أىناوي ىَل يي ٍشتىػ ىر ي ى ى ى ى ى ى‬ ‫ٍج ٍم يه ي‬
‫ب ال ي‬‫فى ىذ ىى ى‬
‫ط‪.‬‬‫يستىاذي أىبيو بى ٍك ًر بٍ ين فىػ ٍوىر وؾ إًلىى أىناوي يي ٍشتىػ ىر ي‬ ‫كجماعةه ًمن الٍمت ىكلٍّ ًم ً‬
‫ين م ٍنػ يه يم ٍاْل ٍ‬‫ى ى ى ى ى يى ى‬
‫ط‪ ،‬ىكإً ٍف ىكا ىف ًٍ‬
‫اإل ٍج ىماعي‬ ‫ىح ًد ًى ىما فى ىال يي ٍشتىػ ىر ي‬ ‫ً‬
‫اإل ٍج ىماعي بًالٍ ىق ٍوًؿ ىكالٍف ٍع ًل أ ٍىك بًأ ى‬ ‫يل‪ :‬إً ٍف ىكا ىف ًٍ‬ ‫ً‬
‫ىكق ى‬
‫ٍج ىويٍنً ُّي‪:‬‬ ‫ٍجباائً ٍّي‪ ،‬ىكقى ى‬ ‫ً‬ ‫وت ىع ٍن يم ىخالىىف ًة الٍ ىقائً ًل فىػيي ٍشتىػ ىر ي‬‫الس يك ً‬
‫اؿ ال ي‬ ‫م ىى ىذا ىع ٍن أىبًي ىعل ٍّي ال ي‬ ‫ط‪ ،‬ير ًك ى‬ ‫بً ُّ‬
‫اس ىكا ىف ىش ٍرطنا كإَل فال» انتهى كالمو‪.‬‬ ‫إً ٍف ىكا ىف ىع ٍن قًيى و‬
‫ك الدليل على صحة ما اختاره المؤلف ىو أف اْلدلة من الكتاب كالسنة التي ذكرناىا‬
‫في حجية اإلجماع ك غيرىا توجب أف اإلجماع حجة بمجرد اتفاؽ مجتهدم العصر‬
‫الواحد كلو في لحظة; حيث إف الحجية تترتب على نفس اَلتفاؽ; ْلف اَلتفاؽ مناط‬
‫العصمة‪ ،‬فاشتراط انقراض العصر َل دليل عليو‪ ،‬كما َل دليل عليو فال يعتد بو‪.‬‬
‫ك من اْلدلة أيضا أف التابعين كانوا يحتجوا بإجماعهم كالصحابة بين أظهرىم كلم ينكره‬
‫أحد‪ ،‬فعلم أف شرط اَلنقراض غير معتبر‪ ،‬فلو كاف اَلنقراض شرطا لما احتج التابعوف‬
‫بإجماع الصحابة; ْلنو لم يكن قد زـ لفقد شرطو‪.‬‬
‫ك كذلك من اْلدلة قياس الحكم الثابت باإلجماع على الحكم الثابت بالنص‪ ،‬فكما أف‬
‫الحكم الثابت بالنص َل يختص بوقت دكف كقت فكذلك الثابت باإلجماع كَل فرؽ‪.‬‬
‫ك اشتراط انقراض العصر يؤدم إلى تعذر اإلجماع كعدـ تحققو‪ ،‬كامتناع انعقاده مطلقا‬
‫مع كونو حجة متبعة‪ ،‬ككل شرط أدل إلى إبطاؿ المشركط المتفق على تحققو كاف‬
‫باطال‪.‬‬

‫[اإلجماع السكوتي]‬
‫كاإلجماع يصح بقولهم كبفعلهم كأف يقولوا بجواز شيء أك يفعلوه فيدؿ فعلهم لو‬
‫على جوازه لعصمتهم كما تقدـ‪.‬‬
‫كبقوؿ البعض [كفعل البعض] كانتشار ذلك القوؿ أك الفعل كسكوت‬
‫الباقين عنو كيسمى ذلك باإلجماع السكوتي‪.‬‬

‫بعدما عرؼ المؤلف اإلجماع ك ذكر حجيتو كبعض شركطو شرع في بياف أقسامو‪.‬‬
‫فا ًإلجماع من حيث ىو ينقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫ُ‪ /‬إجماع قولي أك فعلي‪:‬كىو أف يصرح كل فرد بقولو في الحكم المجمع عليو أك‬
‫يفعلو فيدؿ فعلو إياه على جواز عنده‪.‬‬
‫كىذا القسم من ا ًإلجماع َل خالؼ في حجيتو عند القائلين بثبوت ا ًإلجماع كىم‬
‫جمهور العلماء‪.‬‬
‫ِ‪ /‬كإجماع سكوتي ‪:‬أف يحصل القوؿ أك الفعل من البعض كينتشر ذلك عنهم‬
‫كيسكت الباقوف عن القوؿ بو أك فعلو أك َل ينكركا على من حصل منو‪ ،‬كمن أمثلتو‪:‬‬
‫العوؿ‪ ،‬حكم بو عمر في خالفتو بمشورة بعض الصحابة كسكت باقيهم‪.‬‬
‫كىذا القسم اختلف فيو اْلصوليوف‪.‬‬
‫اح هد ًم ٍن أ ٍىى ًل‬ ‫قاؿ اآلمدم في اإلحكاـ في أصوؿ اْلحكاـ‪« :‬ا ٍختػلى يفوا فًيما إً ىذا ىذىب ك ً‬
‫ى ى ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫ك‬‫ص ًرهً ىكلى ٍم ييػ ٍن ًك ٍر ىعلىٍي ًو يم ٍن ًك هر‪ ،‬ىى ٍل يى يكو يف ىذلً ى‬
‫ؼ بً ًو أ ٍىى يل ىع ٍ‬‫ٍح ٍّل ىكال ىٍع ٍق ًد إًلىى يح ٍك وم‪ ،‬ىك ىع ىر ى‬
‫ال ى‬
‫شافً ًع ٍّي‪،‬‬‫اب ال ا‬ ‫ىص ىح ً‬
‫ضأ ٍ‬ ‫اب أىبًي ىحنًي ىفةى ىكبىػ ٍع ي‬ ‫ىص ىح ً‬ ‫ىح ىم يد بٍ ين ىح ٍنبى ول ىكأى ٍكثىػ ير أ ٍ‬
‫بأٍ‬‫اعا? فى ىذ ىى ى‬ ‫إً ٍج ىم ن‬
‫ص ًر‬
‫اض ال ىٍع ٍ‬ ‫ط فًي ذىلً ى ً‬
‫ك انٍق ىر ى‬ ‫ٍجباائً ُّي إًلىى أىناوي إً ٍج ىماعه ىك يح اجةه‪ .‬لى ًك ٍن ًم ٍن ىى يؤىَل ًء ىم ٍن ىش ىر ى‬ ‫ىكال ي‬
‫ٍجباائً ٍّي‪.‬‬
‫ىكال ي‬
‫اب أىبًي ىحنًي ىفةى‪.‬‬
‫ىص ىح ً‬ ‫ضأ ٍ‬ ‫وؿ ىع ٍن ىد ياك ىد ىكبىػ ٍع ً‬ ‫شافً ًع ُّي إًلىى نىػ ٍف ًي ٍاْل ٍىم ىريٍ ًن ىك يى ىو ىم ٍنػ يق ه‬
‫ب ال ا‬ ‫ىك ىذ ىى ى‬
‫س بًًإ ٍج ىم واع‪.‬‬ ‫ًو ً‬
‫ب أىبيو ىىاشم إلىى أىناوي يح اجةه ىكلىٍي ى‬ ‫ىكذى ىى ى‬
‫ك يح ٍك نما ًم ٍن‬ ‫شافً ًع ٍّي إًلىى أىناوي إً ٍف ىكا ىف ذىلً ى‬
‫اب ال ا‬ ‫ىص ىح ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ب أىبيو ىعل ٍّي بٍ ين أىبًي يى ىريٍػ ىرةى م ٍن أ ٍ‬ ‫ىكذى ىى ى‬
‫اعا» إلى آخر كالمو‪.‬‬ ‫اعا‪ ،‬ىكإً ٍف ىكا ىف فيػ ٍتػيىا ىكا ىف إً ٍج ىم ن‬ ‫ىحاكً وم لى ٍم يى يك ٍن إً ٍج ىم ن‬
‫ك خصص بعض اْلصوليين كابن قدامة المقدسي رحمو اهلل في الركضة مسألة اإلجماع‬
‫السكوتي في الصحابة فقط ك ىذا في الحقيقة يخالف ما عليو جمهور اْلصوليين من‬
‫تعميمهما في كل اْلعصار‪.‬‬
‫ك قد ذكر اْلصوليوف لصحة اإلجماع السكوتي شركطا كىي‪:‬‬
‫ُ‪/‬أف ينتشر كيشتهر‪ ،‬بحيث يبلغ جميع المجتهدين‪،‬‬
‫ِ‪/‬أف يكوف ىذا اإلجماع من المسائل التكليفية‪ ،‬كليس من مسائل اْلصوؿ كالعقائد‪،‬‬
‫ّ‪/‬أف يكوف السكوت قبل استقرار المذاىب‪ْ ،‬لنو إف كاف بعدىا لم يدؿ على‬
‫الموافقة‪.‬‬
‫ْ‪/‬أف تمضي مدة كافية للنظر كالتأمل‪.‬‬
‫ٓ‪/‬أف توجد قرائن تدؿ على الرضا‪.‬‬
‫ٔ‪/‬أف يكوف الشخص الذم صدرت منو المسألة مجته ندا كىي من المسائل المجتهد‬
‫فيها‪.‬‬
‫ٕ‪/‬أف تنتفي الموانع التي تمنع من اعتبار السكوت موافقة‪.‬‬

‫[حجية قوؿ الصحابي]‬


‫كقوؿ الواحد من الصحابة ليس بحجة على غيره على القوؿ الجديد‪.‬‬
‫كفي القديم حجة لحديث (أصحابي كالنجوـ بأيهم اقتديتم اىتديتم)‪،‬كأجيب بضعفو‪.‬‬

‫أدلة اْلحكاـ الشرعية قسماف‪ :‬أدلة متفق عليها ك أدلة مختلف فيها‪:‬‬
‫فأما اْلدلة المتفق عليها فهي الكتاب كالسنة ك اإلجماع ك القياس‪.‬‬
‫ك أما اْلدلة المختلف فيها فهي كثيرة منها اَلستصحاب ك شرع من قبلنا ك قوؿ‬
‫الصحابي كاَلستحساف ك المصالح المرسلة ك العرؼ ك اَلستقراء‪..‬‬
‫ك الصحابي كما عرفو الحافظ ابن حجر «ىو ىمن لىًق ىي النبي صلى اهلل عليو كسلم مؤمنان‬
‫لت ًر ادةه في اْلصح»‪.‬‬ ‫بو‪ ،‬كمات على اإلسالـ‪ ،‬كلو تى ىخلا ٍ‬
‫أعم‪ً :‬من‬ ‫قاء‪ :‬ما يىو ُّ‬ ‫قاؿ ابن حجر رحمو اهلل تعالى في نزىة النظر‪ « :‬كالمراد باللٍّ ً‬
‫ي‬
‫فيو رؤيةي‬‫اآلخ ًر‪ ،‬كإً ٍف لم يكالًموي‪ ،‬كي ٍد يخل ً‬ ‫ىحد ًىما إًلى ى‬ ‫ككصوؿ أ ً‬ ‫ً‬ ‫كالمماشاةً‪،‬‬ ‫المجالى ً‬
‫ٍ ى‬ ‫سة‪ ،‬ي‬ ‫ي ى‬
‫بعضهم‪:‬‬ ‫قوؿ ً‬ ‫قي أىكلى ًمن ً‬ ‫اآلخ ىر‪ ،‬سواءه كا ىف ذلك بن ٍف ًس ًو أـ بغي ًرهً‪ .‬كالتعبير باللُّ ٍّ‬ ‫أحدىما ى‬ ‫ً‬
‫كنحوه ًمن‬ ‫و‬
‫ابن أ ٍّيـ مكتوـ‪ ،‬ى‬ ‫الصحابي ىم ٍن رأىل النبي صلى اهلل عليو كسلم; ْلنو يي ٍخ ًرج ى‬ ‫ُّ‬
‫كىم صحابةه بال ترد و‬
‫ُّد‪.‬‬ ‫العي ٍمياف‪ ،‬ي ٍ‬
‫حصل لوي‬ ‫ج ىم ٍن ى‬ ‫كالفص ًل‪ ،‬يي ٍخ ًر ي‬
‫ٍ‬ ‫ك"اللُّ ًق ُّي" في ىذا التعريف كالجنس‪ .‬كقولي‪" :‬مؤمنان بو"‬
‫رج ىم ٍن لىًقيىوي‬ ‫"بو"‪ ٍ .‬و‬
‫فص هل ثاف يي ٍخ ي‬
‫حاؿ كونًو كافران‪ .‬كقىػولي‪ً :‬‬
‫ٍ‬ ‫لكن‪ ،‬في ً‬ ‫المذكور‪ٍ ،‬‬
‫ي‬ ‫اللٍّقاءي‬
‫ؤمنان بأىناوي سيبعث كلم يي ٍد ًرؾ‬ ‫ؤمنان‪ ،‬لكن‪ ،‬بغيره من اْلنبياء‪ .‬لكن‪ ،‬ىل ي ٍخ ًرج من لىًقيو م ً‬ ‫مً‬
‫ى ٍ ىي ي‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬
‫ج ىمن ارت اد‪ ،‬بعد أف‬ ‫ثالث يي ٍخ ًر ي‬
‫فص هل ه‬ ‫سالـ"‪ٍ ،‬‬‫"كمات على ا ًإل ً‬ ‫ى‬ ‫البعثة?‪ .‬فيو نىظىهر‪.‬كقىػ ٍولي‪:‬‬
‫ش‪ ،‬كابن ىخطى ول‪.‬كقىػ ٍولي‪" :‬كلو تخلالت‬ ‫الرداةً‪ ،‬كعبػ ٍي ًد ً‬
‫اهلل ب ًن ىج ٍح و‬ ‫كمات على ٍّ‬ ‫لقيو مؤمنان‪ ،‬ى‬
‫يى‬
‫الص ٍحب ًة و‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ًً‬
‫باؽ لوي‪،‬‬ ‫اسم ي ى‬ ‫كبين موتو على ا ًإلسالـ‪ ،‬فإ اف ى‬ ‫بين ليقيٍّو لوي يمؤمنان بو‪ ،‬ى‬ ‫ًر ادةه"‪ ،‬أم‪ :‬ى‬
‫عليو كسلم‪ ،‬أـ بعده‪ ،‬سواءه لقيو ثانيان أ ٍىـ َل»‬ ‫اإلسالـ في حياتًًو صلاى اهلل ً‬ ‫ً‬ ‫سواءه رجع إًلى‬
‫ي‬
‫انتهى كالمو‪.‬‬
‫ك عند اْلصوليين يعرؼ الصحابي «بأنو من رأل النبي صلى اهلل عليو كسلم مؤمنان بو‪،‬‬
‫كاختص بو اختصاص المصحوب‪ ،‬متابعان إياه مدة يثبت معها إطالؽ صاحب عليو عرفان‬
‫بال تحديد لمقدار تلك الصحبة‪ ،‬سواء ركل عنو أك لم يرك عنو»‪.‬‬
‫ك المراد بقوؿ الصحابي ىو ما نقل إلينا عن أحد أصحاب رسوؿ اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليو‬
‫كسلم ‪ -‬من فتول‪ ،‬أك قضاء‪ ،‬أك عمل‪ ،‬أك رأم‪ ،‬أك مذىب في حادثة لم يرد حكمها‬
‫في نص‪ ،‬كلم يحصل عليها إجماع‪.‬‬
‫ك خالصة كالـ المؤلف أف للشافعي قوَلف في ىذه المسألة فعلى القوؿ جديد فقوؿ‬
‫الواحد من الصحابة ليس بحجة على غيره خالفا لقوؿ اإلماـ القديم كفاقا للجمهور ك‬
‫أما الحديث الذم ذكره الشارح فموضوع ك ليس مجرد ضعيف‪ .‬قاؿ الشيخ اْللباني‬
‫رحمو اهلل تعالى في سلسلة اْلحاديث الضعيفة عن ىذا الحديث‪:‬‬
‫«موضوع‪ .‬ركاه ابن عبد البر في " جامع العلم " كابن حزـ في " اإلحكاـ " من طريق‬
‫سالـ بن سليم قاؿ‪ :‬حدثنا الحارث بن غصين عن اْلعمش عن أبي سفياف عن جابر‬
‫مرفوعا بو‪ ،‬كقاؿ ابن عبد البر‪ :‬ىذا إسناد َل تقوـ بو حجة ْلف الحارث بن غصين‬
‫مجهوؿ‪.‬‬
‫كقاؿ ابن حزـ‪ :‬ىذه ركاية ساقطة‪ ،‬أبو سفياف ضعيف‪ ،‬كالحارث بن غصين ىذا ىو أبو‬
‫كىب الثقفي‪ ،‬كسالـ بن سليماف يركم اْلحاديث الموضوعة كىذا منها بال شك‪.‬‬
‫قلت‪ :‬الحمل في ىذا الحديث على سالـ بن سليم كيقاؿ‪ :‬ابن سليماف كىو الطويل‬
‫أكلى فإنو مجمع على ضعفو‪ ،‬بل قاؿ ابن خراش‪ :‬كذاب‪ ،‬كقاؿ ابن حباف‪:‬‬
‫ركل أحاديث موضوعة‪.‬‬
‫كأما أبو سفياف فليس ضعيفا كما قاؿ ابن حزـ‪ ،‬بل ىو صدكؽ كما قاؿ الحافظ في "‬
‫التقريب "‪ ،‬كأخرج لو مسلم في " صحيحو "‪.‬‬
‫كالحارث بن غصين مجهوؿ كما قاؿ ابن حزـ‪ ،‬ككذا قاؿ ابن عبد البر كإف ذكره ابن‬
‫حباف في " الثقات "‪ ،‬كلهذا قاؿ أحمد‪َ :‬ل يصح ىذا الحديث كما في " المنتخب "‬
‫َلبن قدامة ‪.‬‬
‫كأما قوؿ الشعراني في " الميزاف " ‪ :‬كىذا الحديث كإف كاف فيو مقاؿ عند المحدثين‪،‬‬
‫فهو صحيح عند أىل الكشف‪ ،‬فباطل كىراء َل يتلفت إليو!‬
‫ذلك ْلف تصحيح اْلحاديث من طريق الكشف بدعة صوفية مقيتة‪ ،‬كاَلعتماد عليها‬
‫يؤدم إلى تصحيح أحاديث باطلة َل أصل لها‪ ،‬كهذا الحديث ْلف الكشف أحسن‬
‫أحوالو ‪ -‬إف صح أف يكوف كالرأم‪ ،‬كىو يخطئ كيصيب‪ ،‬كىذا إف لم يداخلو الهول‪،‬‬
‫نسأؿ اهلل السالمة منو‪ ،‬كمن كل ما َل يرضيو‪ »...‬إلى آخر كالمو رحمو اهلل تعالى‪.‬‬
‫ك من خالؿ كالـ المؤلف رحمو اهلل تعالى نفهم أف في اَلحتجاج بقوؿ الصحابي‬
‫خالؼ بين العلماء لكن علينا أكَل أف نحرر موطن النزاع ك اَلتفاؽ بينهم‪:‬‬
‫قاؿ اإلماـ الشوكاني في إرشاد الفحوؿ ‪ «:‬ا ٍعلى ٍم أىناػ يه ٍم قى ًد اتاػ ىف يقوا ىعلىى أى اف قىػ ٍو ىؿ ال ا‬
‫ص ىحابً ٍّي‬
‫اضي‬ ‫آخر‪ ،‬كًم امن نىػ ىقل ىى ىذا ًاَلتٍّػ ىفا ىؽ الٍ ىق ً‬ ‫اد لىٍيس بً يح اج وة ىعلىى ى ً‬ ‫فًي مسائً ًل ًاَلجتًه ً‬
‫ص ىحاب ٍّي ى ى ى ٍ ى‬ ‫ى‬ ‫ٍى‬ ‫ىى‬
‫اج ً‬ ‫م‪ ،‬كابٍن الٍح ً‬ ‫ًً‬
‫ب‪ ،‬ىكغىٍيػ يريى ٍم‪.‬‬ ‫أىبيو بى ٍك ور‪ ،‬ىك ٍاآلمد ُّ ى ي ى‬
‫ين‪ ،‬ىكىم ٍن بىػ ٍع ىد يى ٍم‪ ،‬ىعلىى أىقػ ىٍو واؿ‪:‬‬ ‫ًً‬ ‫كا ٍختػلى يفوا ىل ي يكو يف ح اجةن علىى من بػع ىد ال ا ً ً‬
‫ص ىحابىة م ىن التاابع ى‬ ‫ي ى ى ٍ ىٍ‬ ‫ى ى ىٍى‬
‫ٍاْل اىك يؿ‪:‬‬
‫ً‬ ‫أىناوي لىي ً و‬
‫ور‪.‬‬
‫ٍج ٍم يه ي‬ ‫س ب يح اجة يمطٍلى نقا‪ ،‬ىكإًلىٍيو ذى ىى ى‬
‫ب ال ي‬ ‫ٍ ى‬
‫الثاانًي‪:‬‬
‫اؿ أكثر الحنفية‪ ،‬كنقل عن مالك‪ ،‬كىو‬ ‫اس‪ ،‬ىكبً ًو قى ى‬ ‫أىناوي يح اجةه ىش ٍر ًعياةه‪ ،‬يم ىق اد ىمةه ىعلىى الٍ ًقيى ً‬
‫شافً ًع ٍّي‪.‬‬
‫قديم قولي ال ا‬
‫ث‪:‬‬ ‫الثاالً ي‬
‫س ىم ىعوي قوؿ صحابي‪ ،‬ىك يى ىو‬ ‫اس لىٍي ى‬‫اس‪ ،‬فىػييػ ىق اد يـ ًحينىئً وذ ىعلىى قًيى و‬ ‫أىناوي ح اجةه إً ىذا انٍ ى ً ً ً‬
‫ض ام إلىٍيو الٍقيى ي‬ ‫ي‬
‫"الر ىسالى ًة"‪.‬‬
‫شافً ًع ٍّي فًي ٍّ‬ ‫اى ير قىػ ٍوًؿ ال ا‬ ‫ظى ً‬
‫ً‬ ‫ً ً‬
‫اب‪ ،‬أى ًك السنة‪ ،‬أك‬ ‫اؿ‪ :‬كأقواؿ الصحابة إذا تفرقا نىص يير م ٍنػ ىها إًلىى ىما ىكافى ىق الٍكتى ى‬ ‫قى ى‬
‫ظ ىعن غىي ًرهً‬ ‫اس‪ ،‬كإًذىا قى ى ً ً‬ ‫اإلجماع‪ ،‬أك ىكا ىف أ ً ً‬
‫اؿ ىكاح هد م ٍنػ يه يم الٍ ىق ٍو ىؿ ىَل يي ٍح ىف ي ٍ ٍ‬ ‫ىص اح في الٍقيى ً ى‬ ‫ى‬
‫ىج ٍد كًتىابنا‪ ،‬ىكىَل‬ ‫اح ًد ًىم إًذىا لىم أ ً‬ ‫ت إًلىى اتٍّػب ًاع قىػوًؿ ك ً‬ ‫ص ٍر ي‬ ‫ًم ٍنػ يهم لىوي فً ًيو موافىػ ىقةه كىَل م ىخالىىفةه‪ً ،‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ى ٍ ى‬ ‫يى ى ي‬ ‫ٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ًً‬
‫اس‪ .‬انٍػتىػ ىهى‪.‬‬‫اعا‪ ،‬ىكىَل ىش ٍيئنا يى ٍح يك يم لىوي بً يح ٍكمو‪ ،‬أ ٍىك يكج ىد ىم ىعوي قيى ه‬ ‫يسناةن‪ ،‬ىكىَل إً ٍج ىم ن‬
‫يد أى اف قىػ ٍو ىؿ‬‫شافً ًع ٍّي ىع ٍنوي أىناوي يػرل فًي الٍج ًد ً‬ ‫اب ال ا‬ ‫ىص ىح ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ى‬ ‫ىى‬ ‫س ٍي هن‪ ،‬ىكغىٍيػ يرهي م ٍن أ ٍ‬ ‫ىك ىح ىكى الٍ ىقاضي يح ى‬
‫اف‪.‬‬ ‫اش ُّي‪ ،‬كابٍن الٍ ىقطا ً‬ ‫شً‬ ‫اؿ ال ا‬ ‫اس‪ ،‬ىكىك ىذا ىح ىكاهي ىع ٍنوي الٍ ىق اف ي‬ ‫صحابً ٍّي ح اجةه‪ ،‬إً ىذا ىع ا ً‬
‫ى ي‬ ‫ض ىدهي الٍقيى ي‬ ‫ال ا ى ي‬
‫استىػ ىق ار ىعلىٍي ًو ىم ٍذ ىىبيوي‪،‬‬ ‫شافً ًع ُّي فًي ال ً ً‬
‫ٍجديد‪ ،‬ىك ٍ‬ ‫ى‬ ‫اضي في "التقريب"‪ :‬إنو الذم قىالىوي ال ا‬ ‫اؿ الٍ ىق ً‬ ‫قى ى‬
‫ىك ىح ىكاهي ىع ٍنوي ال يٍم ىزنً ُّي‪ ،‬ىكابٍ ين أىبًي يى ىريٍػ ىرىة‪.‬‬
‫ً‬
‫ك أى اف الٍقيى ى‬
‫اس‬ ‫يف‪ ،‬ىك ىذلً ى‬
‫اس; ًْلىناوي ىَل ىم ٍح ىم ىل لىوي إًاَل التػ ٍاوقً ي‬ ‫ف الٍقيى ى‬
‫ال ارابًع‪ :‬أىناوي ح اجةه إً ىذا ىخالى ى ً‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫كالتاح ُّكم فًي ًدي ًن اللا ًو ب ً‬
‫اط هل‪ ،‬فىػييػ ٍعلى يم أىناوي لى ٍم ييػ ىقلٍّ ٍد إًاَل تىػ ٍوقًي نفا‪.‬‬ ‫ى‬ ‫ى ى ى‬
‫سائً يل ًٍ‬
‫اإل ىم ىام ٍي ًن أىبًي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اؿ‪ :‬ىكىم ى‬ ‫ين‪ ،‬قى ى‬ ‫ٍح ُّق ال يٍمب ي‬ ‫اؿ ابٍ ين بىػ ٍرىىا ىف في "ال ىٍوجي ًز"‪ :‬ىك ىى ىذا يى ىو ال ى‬ ‫قى ى‬
‫اؾ أى اف الٍ ىك ىال ىـ فًي قىػ ٍوًؿ‬ ‫ُّ ً‬ ‫حنًي ىفةى‪ ،‬كال ا ً ً ً‬
‫ى‪.‬كىَل يى ٍخ ىف ى‬‫شافع ٍّي ىرح ىم يه ىما اللاوي تى يدؿ ىعلىٍيو‪ .‬انٍػتىػ ىه ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫ا ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً ً ً‬ ‫ً‬ ‫ال ا ً ً‬
‫يل ىعلىى‬ ‫ص ىحاب ٍّي إذىا ىكا ىف ىما قىالىوي م ٍن ىم ىسائ ًل اَل ٍجت ىهاد‪ ،‬أى اما إذىا لى ٍم يى يك ٍن م ٍنػ ىها‪ ،‬ىك ىدؿ ىدل ه‬
‫س ًم اما نحن بصدده‪ »...‬إلى آخر كالمو رحمو اهلل تعالى‪.‬‬ ‫ً ً‬
‫التػ ٍاوقيف‪ ،‬فىػلىٍي ى‬
‫ك رجح الشوكاني في كتابو السابق أف قوؿ الصحابي ليس بحجة إذا كاف من مسائل‬
‫س بً يح اج وة فىًإ اف اللاوى‬ ‫ٍحقُّ‪ :‬أىناوي لىٍي ى‬‫اَلجتهاد كلم يكن من اْلمور التوقيفية فقاؿ ‪ « :‬ىكال ى‬
‫س لىنىا إًاَل‬ ‫ث إًلىى ىى ًذهً ٍاْليام ًة إًاَل نىبًياػنىا محمدا ى ا ا ً ا‬
‫صلى اللوي ىعلىٍيو ىك ىسل ىم‪ ،‬ىكلىٍي ى‬ ‫يس ٍب ىحانىوي لى ٍم يىػ ٍبػ ىع ٍ‬
‫ورةه بًاتٍّػبى ًاع كًتىابً ًو‪ ،‬ىك يسن ًاة نىبًيٍّ ًو‪ ،‬ىكىَل فىػ ٍر ىؽ بىػ ٍي ىن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رس ه ً ً‬
‫يع ٍاْليامة ىمأ يٍم ى‬
‫اب ىكاح هد‪ ،‬ىك ىجم ي‬ ‫وؿ ىكاح هد‪ ،‬ىككتى ه‬ ‫ىي‬
‫ش ٍر ًعيا ًة‪ ،‬ىكبًاتٍّػبى ًاع‬ ‫يف ال ا‬ ‫ك‪ ،‬فى يكلُّ يهم م ىكلا يفو ىف بًالتا ىكالً ً‬
‫ٍي‬ ‫"كبىػ ٍي ىن" ىم ٍن بىػ ٍع ىد يى ٍم‪ ،‬فًي ذىلً ى‬ ‫ال ا ً‬
‫ص ىحابىة ى‬
‫اب اللا ًو‪،‬‬ ‫ٍح اجةي فًي ًدي ًن اللا ًو ىع از ىك ىج ال بًغىٍي ًر كًتى ً‬ ‫وـ ال ي‬ ‫السن ًاة‪ ،‬فى ىم ٍن قى ى‬
‫اؿ‪ :‬إًناػ ىها تىػ يق ي‬ ‫اب ىك ُّ‬ ‫ٍكتى ً‬‫ال ً‬
‫ت فًي ى ًذهً‬
‫ت‪ ،‬ىكأىثٍػبى ى ى‬ ‫اؿ فًي ًدي ًن اللا ًو بً ىما "لى ٍم"يىػثٍبي ٍ‬ ‫ىك يسن ًاة ىر يسولً ًو‪ ،‬ىكىما ييػ ٍر ىج يع إًلىٍي ًه ىما‪ ،‬فقد قى ى‬
‫ٍح ٍك ىم لًىف ٍرود‬ ‫ً‬ ‫ًً‬ ‫ش ًريع ًة ًٍ ً ً‬
‫يم‪ ،‬ىكتىػ ىق ُّو هؿ بالغ فعن ال ي‬ ‫اإل ٍس ىالمياة ىش ٍر نعا لى ٍم يىأ يٍم ًر اللاوي بو‪ ،‬ىك ىى ىذا أ ٍىم هر ىعظ ه‬ ‫ال ا ى‬
‫ب ىعلىٍي ًه يم ال ىٍع ىم يل‬ ‫اد اللا ًو بًأى اف قىػولىوي‪ ،‬أىك أىقػٍوالى يهم ح اجةه ىعلىى الٍمسلً ًم ً‬ ‫أىك أىفٍػر واد ًمن ًعب ً‬
‫ين يىج ي‬ ‫يٍ ى‬ ‫ٍ ٍ ى ٍ ي‬ ‫ٍ ى ٍ ى‬
‫ص يير ىش ٍر نعا ثىابًتنا يمتىػ ىق ٍّرنرا تىػعي ُّم بً ًو الٍبىػل ىٍول‪ً ،‬م اما ىَل يي ىدا يف اللاوي ىع از ىك ىج ال بً ًو‪ ،‬ىكىَل يى ًح ُّل‬ ‫بً ىها كتى ً‬
‫ى‬
‫ً اً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لً يم ٍسلً وم ُّ‬
‫اـ لى ٍم يى يك ٍن إًاَل ل ير يس ًل اللاو‪ ،‬الذ ى‬
‫ين‬ ‫الريكو يف إًلىٍيو‪ ،‬ىكىَل ال ىٍع ىم يل ىعلىٍيو‪ ،‬فىًإ اف ىى ىذا ال ىٍم ىق ى‬
‫ادهً ىَل لًغىٍي ًرًى ٍم‪ ،‬ىكإً ٍف بلغ فالعلم كالدين عظم ال ىٍم ٍن ًزلى ًة أى ا‬ ‫شرائً ًع إًلىى ًعب ً‬ ‫ً‬
‫م ىم ٍبػلى وغ‪،‬‬ ‫ى‬ ‫أ ٍىر ىسلى يه ٍم بال ا ى‬
‫ضيلى ًة‪ ،‬ىك ٍارتًىف ًاع ال اد ىر ىج ًة‪،‬‬ ‫ك فًي الٍ ىف ً‬ ‫يم‪ ،‬ىكلى ًك ان ذىلً ى‬ ‫الصحب ًة م ىق ً‬
‫اـ ىعظ ه‬ ‫اـ ُّ ٍ ى ى ه‬ ‫ك أى اف ىم ىق ى‬ ‫ىكىَل ىش ا‬
‫ىح ًد ًى ٍم ىَل "تىػ ٍبػلي يغ إًلىٍي ًه ًم ٍن‬ ‫ٍف‪ ،‬كى ىذا مسلام ىَل ىش ا ً ً ً‬ ‫ك ىعظىم ًة ال ا ً‬
‫ار يم ُّد" أ ى‬ ‫"ص ى‬‫ك فيو‪ ،‬ىكل ىه ىذا ى‬ ‫شأ ى ى ي ى ه‬ ‫ى ى‬
‫اح ود ًم ٍنػ يه ٍم بً ىم ٍن ًزلى ًة‬ ‫اؿ‪ ،‬كىَل تى ىال يزـ بػين ى ىذا كبػين جع ًل يك ٍّل ك ً‬
‫ى‬ ‫ى ىٍ ى ى ىىٍ ى ى ٍ‬ ‫غىٍي ًرًىم ال ا ً ً ً ً‬
‫ص ىدقىةي بأ ٍىمثىاؿ الٍجبى ى‬ ‫ي‬
‫ك ًم اما‬ ‫اع ًو‪ ،‬فىًإ اف ذىلً ى‬ ‫ااس بًاتٍّػب ً‬ ‫ً ًً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رس ً ً‬
‫صلاى اللاوي ىعلىٍيو ىك ىسلا ىم في يح ٍّجياة قىػ ٍولو‪ ،‬ىكإًل ىٍز ًاـ الن ً ى‬ ‫وؿ اللاو ى‬ ‫ىي‬
‫اح هد» انتهى كالمو ‪ .‬ثم شرع بعد ذلك في‬ ‫ؼكً‬ ‫ًً‬ ‫لى ٍم يىأٍ ىذ ًف اللاوي بً ًو‪ ،‬ىكىَل ثىػبى ى‬
‫ت ىع ٍنوي فيو ىح ٍر ه ى‬
‫الرد على اْلدلة التي استدؿ بها أصحاب القوؿ اآلخر‪.‬‬

‫[اْلخبار]‬
‫[تعريف الخبر كأقسامو]‬
‫كأما اْلخبار‬
‫فالخبر ما يدخلو الصدؽ كالكذب ‪َ ،‬لحتمالو لهما من حيث إنو خبر كقولك قاـ زيد‬
‫يحتمل أف يكوف صدقان كأف يكوف كذبان كقد يقطع بصدقو أك كذبو ْلمر خارجي‪.‬‬
‫اْلكؿ كخبر اهلل تعالى‪.‬‬
‫كالثاني كقولك الضداف يجتمعاف‪.‬‬

‫عقد المؤلف ىذا الباب لتعريف الخبر كبياف أنواعو‪.‬ك قولو ‪ :‬فالخبر ما يدخلو‬
‫الصدؽ كالكذب المراد منو ما يدخلو التصديق كالتكذيب كما مثل لو الشارح ‪.‬‬
‫ك الخبر من حيث كصفو بالصدؽ كالكذب ينقسم إلى ثالثة أقساـ‪:‬‬
‫اْلكؿ‪ :‬الخبر المقطوع بصدقو‪ ،‬كىو أنواع منها‪:‬‬
‫ُ‪ /‬الخبر الذم بلغ ركاتو حد التواتر‪.‬‬
‫ِ‪ /‬خبر اهلل كخبر رسولو صلى اهلل عليو كسلم‪.‬‬
‫ّ‪ /‬الخبر المعلوـ صدقو باَلستدَلؿ كقوؿ أىل الحق "العالم حادث "‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬الخبر المقطوع بكذبو كىو أنواع منها‪:‬‬
‫ُ‪ /‬ما علم خالفو بالضركرة مثل قوؿ القائل "الثلج محرؽ"‪.‬‬
‫ِ‪ /‬ما علم خالفو باَلستدَلؿ مثل قوؿ الفالسفة "العالم قديم "‪.‬‬
‫ّ‪ /‬الخبر الذم لو كاف صحيحان لتوفرت الدكاعي على نقلو متواتران‪ ،‬إما لكونو من‬
‫أصولو الشريعة‪ ،‬أك لكونو أمران غريبان كسقوط الخطيب عن المنبر كقت خطبة الجمعة‬
‫مثال‪.‬‬
‫ْ‪ /‬خبر مدعى الرسالة من غير معجزة‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬الخبر الذم لم يقطع بصدقو كَل بكذبو كىو ثالثة أنواع‪:‬‬
‫ُ‪ -‬ما ظن صدقو كخبر العدؿ‪.‬‬
‫ِ‪ -‬ما ظن كذبو كخبر الفاسق‪.‬‬
‫ّ‪ -‬ما شك فيو كخبر مجهوؿ الحاؿ فإنو يستوم فيو اَلحتماَلف لعدـ المرجح‪.‬‬
‫ً‬
‫للحديث‪.‬‬ ‫ؼ‬ ‫ك الخبر‪ :‬عن ىد المحدثين ً‬
‫مراد ه‬
‫جاء عن‬ ‫الحديث‪ :‬ما جاء عن النبي صلى اهلل عليو كسلا ىم‪ ،‬ى‬
‫كالخبىػ ير‪ :‬ما ى‬ ‫ي‬ ‫كقيل‪:‬‬
‫ِ‪ -‬ى‬
‫يشتغل بالسناة‬ ‫يخ كما ىشا ىكلى ىها‪" :‬ا ًإل ٍخبىا ًرم"‪ ،‬كلمن‬
‫يشتغل بالتاوار ً‬ ‫لمن‬ ‫ً ً‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫قيل ى‬
‫غيره‪ ،‬كمن ثى امةى ى‬
‫النبوياًة‪" :‬المحدٍّث"‪.‬‬
‫كعبٌر ىنا‬ ‫و‬
‫عكس‪ ،‬ى‬ ‫خبر‪ً ،‬من غير‬ ‫و‬
‫فكل حديث ه‬
‫كخصوص يمطٍلىق‪ُّ :‬‬
‫ه‬ ‫عموـ‬
‫ّ‪ -‬كقيل‪ٍ :‬بينهما ه‬
‫بػ"الخبر" ليكوف أشمل‪.‬نقل ىذا الحافظ العسقالني في نزىة النظر‪.‬‬

‫كالخبر ينقسم إلى قسمين آحاد كمتواتر ‪.‬‬

‫شرع المؤلف في بياف أقساـ الخبر من حيث الطرؽ كذكر أنو ينقسم إلى نوعين آحاد‬
‫ك متواتر‪ .‬يقوؿ الحافظ ابن حجر رحمو اهلل تعالى في نخبة الفكر‪:‬‬
‫« الخبر إما أف يكوف لو‪ :‬طرؽ بال عدد معين أك مع حصر بما فوؽ اَلثنتين أك بهما أك‬
‫بواحد‪.‬‬
‫فاْلكؿ‪ :‬المتواتر المفيد للعلم اليقيني بشركطو كىي عدد كثير أحالت العادة تواطؤىم‬
‫على الكذاب رككا ذلك عن مثلهم من اَلبتداء إلى اَلنتهاء ككاف مستند انتهائم‬
‫الحسن كانضاؼ إلى ذلك أف يصحب خبرىم إفادة العلم لسامعو ‪.‬‬
‫كالثاني‪ :‬المشهور كىو المستفيض على رأم‪ .‬كيطلق المشهور على ما اشتهر على‬
‫اْللسنة‬
‫كالثالث‪ :‬العزيز‪ ،‬كليس شرطان للصحيح خالفان لمن زعمو‪.‬‬
‫كالرابع‪ :‬الغريب‪.‬‬
‫ككلها ‪ -‬سول اْلكؿ ‪ -‬آحاد‪.‬‬
‫كفيها المقبوؿ كىو ما يجب العمل بو عند الجمهور كالمردكد لتوقف اَلستدَلؿ بها‬
‫على البحث عن أحواؿ ركاتها دكف اْلكؿ‪ ،‬كقد يقع فيها ما يفيد العلم النظرم بالقرائن‬
‫على المختار كأف يخرج الخبر الشيخاف في صحيحهما أك يكوف مشهورا كلو طرؽ‬
‫متباينة سالمة من ضعف الركاة كالعلل أك يكوف مسلسال باْلئمة الحفاظ المتقنين حيث‬
‫َل يكوف غريبا» انتهى كالمو ‪.‬‬

‫[تعريف المتواتر]‬
‫فالمتواتر ما يوجب العلم كىو أف يركم جماعة َل يقع التواطؤ على الكذب عن‬
‫مثلهم كىكذا إلى أف ينتهي إلى المخبر عنو فيكوف في اْلصل‬
‫عن مشاىدة‬
‫أك سماع َل عن اجتهاد كاإلخبار عن مشاىدة مكة أك سماع خبر اهلل تعالى من‬
‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم ‪ -‬بخالؼ اإلخبار عن مجتهد فيو كإخبار الفالسفة‬
‫النبي ‪ -‬ى‬
‫بقدـ العالم ‪.‬‬

‫بعدما عرؼ المؤلف الخبر كذكر أقسامو شرع في بياف كل قسم على حدة ‪ ،‬فبدأ‬
‫بالمتواتر لعلو رتبتو على اآلحاد ‪ .‬ك ىو في اللغة المتتابع يقاؿ تواترت اإلبل إذا‬
‫اؿ اللٍّ ٍحيىانً ُّي‪ :‬ىَل تى يكو يف‬ ‫تتابعت في المسير‪ .‬قاؿ ابن فارس ‪«:‬أى اما ال يٍم ىواتىػ ىرةي فًي ٍاْلى ٍشيى ًاء فىػ ىق ى‬
‫اؿ‪ :‬نىاقىةه يم ىواتًىرةه‪ :‬تى ى‬
‫ض يع يرٍكبىتىػ ىها‪،‬‬ ‫ت بىػ ٍيػنىػ يه ىما فىػ ٍتػ ىرةه‪ ،‬ىكإًاَل فى ًه ىي يم ىد ىارىكةه‪ .‬ىكييػ ىق ي‬
‫يم ىواتىػ ىرنة إًاَل إًذىا ىكقىػ ىع ٍ‬
‫ض يع ٍاْلي ٍخ ىرل»ق‪.‬‬ ‫ث ثي ام تى ى‬ ‫ثي ام تى ٍم يك ي‬
‫كفي اَلصطالح‪ :‬المتواتر ىو ما ركاه جماعة كثيركف تحيل العادة توافقهم على الكذب‬
‫عن جماعة كذلك إلى أف ينتهي إلى محسوس ك قد أشار المؤلف ك الشارح إلى ىذا‪.‬‬
‫ك للمتواتر شركط أربعة كىي أف يكوف ركاتو كثيرين‪ ،‬كأف تحيل العادة تواطؤىم‬
‫كتوافقهم على الكذب‪ ،‬كأف تستوم جميع طبقات السند بالشرطين السابقين إلى أف‬
‫يتصل بالمخبر بو‪ ،‬كأف يكوف علمهم بذلك حصل عن محسوس كمشاىدة أك‬
‫سماع‪...‬‬
‫ك المؤلف أفادنا بأف المتواتر يفيد العلم كىو‪ :‬القطع بصحة نسبتو إلى من نقل عنو ‪،‬‬
‫ك يفيد كذلك العمل بما دؿ عليو بتصديقو إف كاف خبران‪ ،‬كتطبيقو إف كاف طلبان‪.‬‬
‫كقسم علماء الحديث المتواتر إلى قسمين‪:‬‬
‫معنى فقط‪.‬‬
‫كمعنى‪ ،‬كمتواتر ن‬
‫ن‬ ‫متواتر لفظان‬
‫فالمتواتر لفظان كمعنى‪ :‬ما اتفق الركاة فيو على لفظو كمعناه‪.‬‬
‫فليتبوأ مقع ىده من النار"‪ .‬فقد‬
‫علي يمتعمدان ا‬
‫مثالو‪ :‬قولو صلٌى اهلل عليو كسلٌم‪" :‬من كذب ا‬
‫ركاه عن النبي صلٌى اهلل عليو كسلٌم أكثر من ستين صحابيًّا‪ ،‬منهم العشرة المبشركف‬
‫بالجنة‪ ،‬كركاه عن ىؤَلء خلق كثير‪.‬‬
‫معنى كلي‪ ،‬كانفرد كل حديث بلفظو الخاص‪.‬‬
‫كالمتواتر معنى‪ :‬ما اتفق فيو الركاة على ن‬
‫مثالو‪ :‬أحاديث الشفاعة ك المسيح الدجاؿ ك عذاب القبر ك الحوض‪..‬‬

‫[خبر اآلحاد كأقسامو]‬


‫كاآلحاد كىو مقابل المتواتر ىو الذم يوجب العمل كَل يوجب العلم َلحتماؿ‬
‫الخطأ فيو‪.‬‬

‫بعدما فرغ المؤلف من بياف الخبر المتواتر‪ ،‬انتقل إلى ذكر اآلحاد ك لم يعرفو لغة ك ىو‬
‫بمعنى‪ :‬الواحد‪ ،‬كخبر الواحد ىو‪ :‬ما يركيو شخص كاحد‪ .‬كفي اَلصطالح‪ :‬ىو ما لم‬
‫يجمع شركط المتواتر‪.‬ك حكمو‪ :‬أنو يفيد العلم النظرم; أم العلم المتوقف على النظر‬
‫كاَلستدَلؿ‪.‬ك قوؿ المؤلف ‪« :‬ىو الذم يوجب العمل كَل يوجب العلم َلحتماؿ‬
‫الخطأ فيو» الصواب أف أخبار اآلحاد تفيد سول الضعيف‪:‬‬
‫أكَلن‪ :‬الظن كىو‪ :‬رجحاف صحة نسبتها إلى من نقلت عنو‪ ،‬كيختلف ذلك بحسب‬
‫مراتبها السابقة‪ ،‬كربما تفيد العلم إذا احتفت بها القرائن‪ ،‬كشهدت بها اْلصوؿ‪ ،‬قاؿ‬
‫ف بالقرائن أنواعه‪:‬‬ ‫الم ٍحتى ُّ‬
‫كالخبر ي‬
‫ي‬ ‫الحافظ ابن حجر رحمو اهلل في نزىة النظر‪:‬‬
‫ت بً ًو‬‫حيح ٍي ًهما‪ ،‬م اما لم يبلغ التواتر‪ ،‬فًإناوي احت اف ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ص ى‬ ‫أ ‪ -‬م ٍنها‪ :‬ىما أى ٍخ ىر ىجوي الشيخاف في ى‬
‫ٍّ‬
‫ىماكتلقي‬ ‫حيح على غي ًر‬ ‫ص ً‬ ‫كتقدمهما في تى ٍميي ًز ال ا‬
‫قرائن‪ ،‬منها‪:‬جاللتهما في ىذا الشأف ُّ‬ ‫ي‬
‫العلٍم ًمن ً‬
‫مجرد كثرةً‬ ‫التلقي كح ىدهي أىقول في إًفادةً ً‬ ‫وؿ‪ ،‬كىذا ٍّ‬ ‫العلماء لكتابيهما بال ىقبي ً‬
‫اظ ًم اما في‬ ‫ىذا‪:‬يختص بما لم ينتق ٍده أح هد ًمن الح اف ً‬
‫ى ي‬ ‫ُّ‬ ‫الطُّير ًؽ القاصرةً ىع ًن التواتر‪ .‬إَل أ ٌف‬
‫جيح;‬‫حيث َل تىػ ٍر ى‬ ‫بين ىم ٍدلولىٍي ًو ًم اما ىكقى ىع في الكًتابي ًن‪ ،‬ي‬
‫ف ى‬ ‫الكتابي ًن كبًما لم يقع التٌخالي ي‬ ‫ً‬
‫ترجيح ْلح ًد ًىما على اآلخ ًر‪،‬‬ ‫و‬ ‫بص ٍدقً ًهما من غي ًر‬ ‫ضاف العلم ً‬
‫ى‬ ‫َلستحالة أى ٍف ييفي ىد المتناقً ى‬
‫ً‬
‫ليم صحتو‪.‬‬‫حاصل على تى ٍس ً‬ ‫ه‬ ‫كما ىعدا ذلك فا ًإلجماعي‬
‫كسنى يد المن ًع‪ :‬أىناػ يه ٍم‬ ‫كجوب ً‬ ‫ً‬ ‫يل‪ :‬إًناما اتاػ ىفقوا على‬ ‫ً ً‬
‫العمل بو َل على صحتو‪ ،‬منعناه‪ ،‬ى‬ ‫فإ ٍف ق ى‬
‫جوب العم ًل بً يك ٍّل ما ص اح‪ ،‬كلو لىم ي ٍخ ًر ٍجوي ال ا ً‬ ‫ً‬
‫فلم يىػ ٍب ىق‬
‫ش ٍيخاف; ٍ‬ ‫ٍ ٍي‬ ‫ى ى‬ ‫يمتافقو ىف ىعلى يك ً ى ى‬
‫س‬‫حاصل على أ اف يلهما ىم ًزياةن فيما يىػ ٍرجع إًلى نىػ ٍف ً‬‫ه‬ ‫صحيحي ًن في ىذا مزيةه‪ ،‬كا ًإلجماعي‬ ‫لل ا‬
‫م‪:‬اْلستاذي أبو إسحاؽ‬ ‫العلم النظر ا‬ ‫‪.‬كم امن ص ارح بًإ ى ً‬ ‫الص اح ًة ً‬
‫فادة ىما ىخ ٌرجو الشيخاف ى‬ ‫ى ى‬ ‫ٍّ‬
‫م كأبو الفضل بن طاىر‪ ،‬كغيرىما‪.‬‬ ‫الح ىم ٍي ًد ُّ‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً ً‬
‫الحديث أىبو عبد اهلل ي‬ ‫اإلسفرائيني كمن أىئ امة ى‬
‫ىحاديثً ًهما أص اح الصحيح‪.‬‬ ‫قاؿ‪ :‬الم ًزياةي الم ٍذ يكورةي كو يف أ ً‬
‫ى ى‬ ‫كيي ٍحتمل أى ٍف يي ى ى‬
‫الركاةً ً‬
‫كالعلى ًل‪ ،‬كم امن‬ ‫ف ُّ‬ ‫ت لوي طر هؽ متباينةه سالمةه ًمن ى‬
‫ض ٍع ً‬ ‫هور إًذا كانى ٍ‬ ‫الم ٍش ي‬
‫ً‬
‫ب‪ -‬كمنها‪ :‬ى‬
‫كاْلستاذي أبو بكر بن فيػ ٍوىرؾ‪،‬‬ ‫م اْلستاذي أىبو م ٍنصوور البػغٍ ً‬ ‫ص ارح بًإ ى ًً‬
‫م‪ٍ ،‬‬ ‫داد ُّ‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫العلم النظر ا‬‫فادتو ى‬ ‫ى ى‬
‫كغيرىما‪.‬‬
‫ديث الاذم‬ ‫حيث َل يكو يف غىريبان‪ ،‬كالح ً‬ ‫نين‪ ،‬ي‬ ‫الحفاظ ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ى‬ ‫الم ٍتق ى‬ ‫ي‬ ‫باْلئمة‬ ‫ٍس يل‬
‫المسل ى‬
‫جػ‪ -‬كمنها‪ :‬ى‬
‫ً‬ ‫فيو غىٍيػرهي ىع ًن ال ا ً ً‬ ‫يػرك ًيو أحم يد بن ح ٍنب ول‪ ،‬مثالن‪ ،‬كيشا ًريكوي ً‬
‫عن‬
‫غيرهي ٍ‬ ‫شافع ٍّي كييشا ًريكوي فيو ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي ىى ى‬ ‫ىٍ‬
‫اللة ركاتًًو كأ اف في ًه ٍم‬
‫جهة ج ً‬ ‫سامع ًو باَلستدَلؿ ًمن ً‬ ‫ىنس‪ ،‬فإنو يفيد العلم عند ً‬ ‫ك ب ًن أ و‬ ‫مالً ً‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫ش اك ي‬
‫ك‬ ‫الع ىد ًد ال ىكثي ًر ًمن غىٍي ًرًىم‪ ،‬كَل يىػتى ى‬
‫قاـ ى‬‫يقوـ ىم ى‬ ‫للقبوؿ ىما ي‬ ‫ً‬ ‫الموج ًبة‬
‫الالئقة ً‬‫ً‬ ‫ً‬
‫الصفات‬ ‫ًمن‬
‫ااس أى اف مالًكان‪ ،‬ىمثالن‪ ،‬لو شافىػ ىهوي بخب ور أنو صاد هؽ‬ ‫و‬
‫ممارسة ً‬
‫بالعل ًٍم كأى ٍخبا ًر الن ً‬ ‫ىم ٍن لىوي أى ٍدنىى‬
‫شى عليو ًمن‬ ‫ٍك ال اد ىر ىج ًة ا ٍز ىد ى‬
‫اد قيػ اوةن‪ ،‬كبىػعي ىد ما يي ٍخ ى‬ ‫فيو‪ ،‬فإذا انضاؼ إليو ىمن يىو في تًل ى‬
‫السهو‪ » ...‬انتهى كالمو رحمو اهلل تعالى‪.‬‬
‫ثانيان‪ :‬العمل بما دلت عليو بتصديقو إف كاف خبران‪ ،‬كتطبيقو إف كاف طلبان ‪.‬‬

‫كينقسم إلى قسمين مرسل كمسند‪.‬‬

‫ىذا تقسيم اْلصوليين لآلحاد ك أما علماء الحديث فقسموا اآلحاد باعتبارات شتى‪:‬‬
‫ُ‪ /‬باعتبار الطرؽ ‪ :‬ينقسم باعتبار الطرؽ إلى مشهور كعزيز كغريب‪.‬‬
‫أ‪/‬المشهور‪ :‬ما ركاه ثالثة فأكثر‪ ،‬كلم يبلغ حد التواتر‪.‬‬
‫مثالو‪ :‬قولو صلٌى اهلل عليو كسلٌم‪" :‬المسلم من سلم المسلموف من لسانو كيده"‬
‫ب‪/‬العزيز‪ :‬ما ركاه اثناف فقط في طبقة من طبقات السند‪.‬‬
‫مثالو‪ :‬قولو صلٌى اهلل عليو كسلٌم‪َ" :‬ل يؤمن أحدكم حتى أكوف أحب إليو من كلده‬
‫ككالده كالناس أجمعين" ‪.‬‬
‫ج‪/‬الغريب‪ :‬ما ركاه كاحد فقط في طبقة من طبقات السند كذلك‪.‬‬
‫مثالو‪ :‬قولو صلٌى اهلل عليو كسلٌم‪" :‬إنما اْلعماؿ بالنيات كإنما لكل امرئ ما نول ‪" ...‬‬
‫الحديث‪.‬‬
‫ِ‪ /‬باعتبار الرتبة‪ :‬ينقسم اآلحاد إلى خمسة أقساـ‪:‬صحيح لذاتو‪ ،‬كلغيره‪ ،‬كحسن‬
‫لذاتو‪ ،‬كلغيره‪ ،‬كضعيف‪.‬‬
‫أ‪/‬الصحيح لذاتو‪ :‬ما ركاه عدؿ تاـ الضبط بسند متصل كسلم من الشذكذ كالعلة‬
‫القادحة‪.‬‬
‫مثالو‪ :‬قولو صلٌى اهلل عليو كسلٌم‪" :‬من يرد اهلل بو خيران يفقهو في الدين" ‪ .‬ركاه‬
‫البخارم كمسلم‪.‬‬
‫ب‪/‬الصحيح لغيره‪ :‬الحسن لذاتو إذا تعددت طرقو‪.‬‬
‫مثالو‪ :‬حديث عبد اهلل بن عمرك بن العاص رضي اهلل عنهما أف النبي صلٌى اهلل عليو‬
‫كسلٌم أمره أف يجهز جيشان فنفدت اإلبل‪ ،‬فقاؿ النبي صلٌى اهلل عليو كسلٌم‪" :‬ابتع علينا‬
‫إبالن بقالئص من قالئص الصدقة إلى محلها" ; فكاف يأخذ البعير بالبعيرين كالثالثة‪.‬‬
‫فقد ركاه أحمد من طريق محمد بن إسحاؽ‪ ،‬كركاه البيهقي من طريق عمرك بن شعيب‪،‬‬
‫ككل كاحد من الطريقين بانفراده حسن‪ ،‬فبمجموعهما يصير الحديث صحيحان لغيره‪.‬‬
‫ج‪/‬الحسن لذاتو‪ :‬ما ركاه عدؿ خفيف الضبط بسند متصل كسلم من الشذكذ كالعلة‬
‫القادحة‪.‬‬
‫مثالو‪ :‬قولو صلٌى اهلل عليو كسلٌم‪" :‬مفتاح الصالة الطهور كتحريمها التكبير كتحليلها‬
‫التسليم" ‪.‬‬
‫د‪/‬الحسن لغيره‪ :‬الضعيف إذا تعددت طرقو على كجو يجبر بعضها بعضان‪ ،‬بحيث َل‬
‫يكوف فيها كذاب‪ ،‬كَل متهم بالكذب‪.‬‬
‫مثالو‪ :‬حديث عمر بن الخطاب رضي اهلل عنو قاؿ‪ :‬كاف النبي صلٌى اهلل عليو كسلٌم إذا‬
‫مد يديو في الدعاء لم يردىما حتى يمسح بهما كجهو كأخرجو الترمذم‪ ،‬قاؿ في‬
‫"بلوغ المراـ"‪ :‬كلو شواىد عند أبي داكد كغيره‪ ،‬كمجموعها يقضي بأنو حديث حسن‪.‬‬
‫ق‪/‬الضعيف‪ :‬ما خال عن شركط الصحيح كالحسن‪.‬مثالو‪ :‬حديث‪" :‬احترسوا من الناس‬
‫بسوء الظن"‪.‬‬
‫قوؿ المؤلف ‪«:‬ينقسم إلى مرسل ك مسند» يجرنا إلى الحديث عن ىذين المصطلحين‬
‫كبياف كالـ المحدثين ك الفقهاء في تحديد معانيهما ‪:‬‬
‫فالمرسل عند أىل الحديث لغةن ىو اسم مفعوؿ من "أرسل" بمعنى "أطلق"‪ ،‬فكأف‬
‫ً‬
‫المرسل أطلق اإلسناد كلم يقيده براك معركؼ‪.‬‬
‫كفي اَلصطالح‪ :‬ىو ما سقط من آخر إسناده ىم ٍن بعد التابعي‪.‬أم ىو الحديث الذم‬
‫سقط من إسناده الراكم الذم بعد التابعي‪ ،‬كالذم بعد التابعي ىو الصحابي‪ ،‬كآخر‬
‫اإلسناد ىو طرفو الذم فيو الصحابي‪ .‬كصورتو‪ :‬أف يقوؿ التابعي سواء كاف صغيرا أك‬
‫كبيرا قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ :‬كذا‪ ،‬أك فعل كذا‪ ،‬أك في ًعل بحضرتو كذا‪،‬‬
‫كىذه صورة المرسل عند المحدثين‪.‬‬
‫أما المرسل عند الفقهاء ك أكثر اْلصوليين فهو أف يقوؿ الراكم العدؿ الثقة المتحرز‬
‫لدينو الذم لم يدرؾ النبي صلى اهلل عليو كسلم ‪" :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو‬
‫كسلم كذا "‪.‬أك يقوؿ الراكم الذم لم يدرؾ أبا ىريرة‪ " :‬قاؿ أبو ىريرة كذا"‪ .‬فعندىم‬
‫أف كل منقطع مرسل على أم كجو كاف انقطاعو‪.‬‬
‫ك بالنسبة للمسند فهو لغةن‪ :‬اسم مفعوؿ‪ ،‬من أسند الشيء إليو‪ ،‬بمعنى‪ :‬عزاه كنسبو‬
‫إليو‪.‬ك في اصطالحا‪ :‬يطلق على ثالثة و‬
‫معاف‪ :‬على كل كتاب جمع فيو مركيات كل‬ ‫ن‬
‫صحابي على حدة ك على الحديث المرفوع المتصل سندا ك كذلك يطلق ك يراد بو‬
‫"السند" ‪.‬‬

‫[المسند]‬
‫فالمسند ما اتصل إسناده بأف صرح بركاتو كلهم‪.‬‬
‫[المرسل كحجيتو]‬
‫كالمرسل ما لم يتصل إسناده بأف أسقط بعض ركاتو ‪.‬‬
‫فإف كاف من مراسيل غير الصحابة رضي اهلل عنهم‬
‫فليس بحجة َلحتماؿ أف يكوف الساقط مجركحان ‪ ،‬إَل مراسيل سعيد بن المسيب‬
‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم فهي حجة ‪ ،‬فإنها‬
‫من التابعين أسقط الصحابي كعزاىا للنبي ى‬
‫فتشت أم فتش عنها فوجدت مسانيد أم ركاىا لو الصحابي الذم أسقطو عن النبي‬
‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم ‪ ،‬كىو في الغالب صهره أبو زكجتو أبو ىريرة رضي اهلل عنو ‪.‬‬
‫ى‬
‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم‬
‫أما مراسيل الصحابة بأف يركم صحابي عن صحابي عن النبي ى‬
‫ثم يسقط الثاني‪ ،‬فحجة ْلف الصحابة كلهم عدكؿ‪.‬‬

‫عرؼ المؤلف المرسل بأنو كل خبر لم يتصل إسناده كىذا ما كضحو الشيخ المارديني‬
‫ٍمراد باَلتصاؿ‪ :‬أىف يركم‬ ‫في كتابو اْلنجم الزاىرات حيث قاؿ رحمو اهلل تعالى‪ « :‬ىكال ى‬
‫فالف‪ :‬إًذا تىلقاهي ًم ٍنوي‪.‬‬
‫ٍخبىر إًلىى ى‬ ‫شخص ىعن شخص إًلىى الٍمخبر ىعنوي ييػ ىقاؿ‪ٍ " :‬‬
‫أسند ال ى‬
‫اؿ ىر يسوؿ اهلل صلى اهلل ىعلىٍي ًو ىكسلم ىكلم يذكر‬ ‫اؿ التاابً ًع ٌي‪ :‬قى ى‬‫بً ًخ ىالؼ ال يٍم ٍرسل‪ ،‬ىك يى ىو‪ :‬إًذا قى ى‬
‫ص ىحابىة; إً ٍذ التاابً ًع ٌي‪ :‬لم يسمع من النابًي صلى اهلل ىعلىٍي ًو ىكسلم ىش ٍيئا‬ ‫من ىسمعو ًم ٍنوي من ال ا‬
‫صالو» ق‪.‬‬‫س بً يم ٍسنىد; لعدـ اتٍّ ى‬
‫ىكىك ىذا من لم يسم من ركل ىعنوي فىػ ىه ىذا لىٍي ى‬
‫ك بالنسبة لالحتجاج بالمرسل ‪ ،‬فمراسيل الصحابة حجة كأما مراسيل التابعين ك من‬
‫بعدىم فليست بحجة على الصحيح الراجح عند المحققين من أىل العلم ‪ .‬ك استثنى‬
‫المؤلف مراسيل سعيد بن المسيب التابعي الجليل ك بين الشارح أنها فتش عنها‬
‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم ك‬
‫فوجدت مسانيد ركاىا لو الصحابي الذم أسقطو عن النبي ى‬
‫الغالب أنو أبو ىريرة رضي اهلل عنو‪.‬قاؿ الشيخ محمد حسن كلد الددك في شرح‬
‫الورقات‪ «:‬فػسعيد من سادة التابعين كمن كبارىم‪ ،‬كمراسيلو كلها فتشت أم‪ :‬بحث‬
‫عنها فوجدت مسندة من طريق آخر‪ ،‬ككاف سعيد من أخص أصحاب أبي ىريرة‪ ،‬كلػ أبي‬
‫ىريرة أصحاب آخركف يرككف عنو‪ ،‬فربما أرسل سعيد ما أسنده غيره من أصحاب أبي‬
‫ىريرة‪ ،‬كقيل‪ :‬إَل مراسيل كبار التابعين من أمثاؿ سعيد بن المسيب كفقهاء المدينة‬
‫الستة اآلخرين‪ ،‬كككبار التابعين من أىل العراؽ كػ طارؽ بن شهاب كزر بن حبيش‬
‫كعبيدة السلماني كعامر الشعبي‪ ،‬فهؤَلء َل يرككف إَل عن الصحابة فمراسيلهم تعتبر‬
‫حجة; ْلف جهالة الصحابي َل تضر‪ ،‬كأما صغار التابعين من أمثاؿ‪ :‬محمد بن مسلم بن‬
‫شهاب الزىرم كيحيي بن سعيد اْلنصارم‪ ،‬فمراسيلهم ليست بحجة‪ ،‬كمثل ذلك‬
‫أكاسط التابعين‪ ،‬فمراسيلهم ليست بحجة كػ الحسن البصرم كإياس بن معاكية بن قرة‬
‫كمحمد بن إبراىيم التيمي‪ ،‬فهؤَلء مراسيلهم أيضان ليست بحجة عند جمهور‬
‫اْلصوليين‪ ،‬كالسبب أنهم يرككف عن الصحابة كعن غير الصحابة‪ ،‬كقد جهل من رككا‬
‫عنو فيما بينهم كبين النبي صلى اهلل عليو كسلم‪ ،‬فإف كاف صحابيان فال يضر‪ ،‬لكن من‬
‫المحتمل أف يكوف من غير الصحابة‪ ،‬فإذا كاف من غير الصحابة فال بد من تسميتو‬
‫كمعرفة عدالتو كضبطو‪ ،‬كلهذا قاؿ ابن سيرين‪ :‬كاهلل ما كنا نبالي عمن نأخذ ىذا العلم‪،‬‬
‫حتى ركب الناس الصعب كالذلوؿ‪ ،‬فقلنا‪ :‬سموا لنا رجالكم‪ ،‬فمن كاف مقبوَلن قبلناه‪،‬‬
‫كمن كاف مردكدان رددناه» انتهى كالمو‪.‬‬
‫ص ىحابىة لىيست‬ ‫اسيل غير ال ا‬ ‫شافً ًعي ك اإلماـ أحمد في ركاية إًلىى أف مر ً‬ ‫ىكللتنبيو ذىب ال ا‬
‫ىى‬
‫اإل ٍسنىاد ىداؿ على ضعفو‪.‬‬ ‫بًح اجة ًْلىف إىماؿ ال ارا ًكم ًٍ‬
‫ىكذىب أىبيو حني ىفة ىكىمالك ك أحمد في ركاية أخرل إًلىى أىنو ح اجة; ًْلىناوي ىما حذفو إًاَل تىػ ٍزكًيىة‬
‫ش ٍيخ; لعدـ التػ ٍازكًيىة‪.‬‬
‫بما يذكر ال ا‬
‫لقائلو ىكير ى‬
‫كقد ذكر مسلم في مقدمة كتابو أف المرسل في أصل قولنا كقوؿ أىل العلم باْلخبار‬
‫ليس بحجة‪ ،‬ككذا حكاه ابن عبد البر عن جماعة أصحاب الحديث‪.‬‬
‫كقاؿ ابن الصالح‪«:‬كما ذكرناه من سقوط اَلحتجاج بالمرسل كالحكم بضعفو ىو الذم‬
‫استقر عليو آراء جماعة حفاظ الحديث كنقاد اْلثر‪ ،‬كتداكلوه في تصانيفهم‪ ،‬قاؿ‪:‬‬
‫كاَلحتجاج بهم مذىب مالك‪ ،‬كأبي حنيفة كأصحابهما في طائفتو‪ ،‬كاهلل أعلم» ق‪.‬‬
‫قاؿ ابن كثير في اختصار علوـ الحديث‪« :‬كىو محكي عن اإلماـ أحمد بن حنبل في‬
‫ركاية‪ ،‬كأما الشافعي فنص على أف مرسالت سعيد بن المسيب حساف‪ ،‬قالوا‪ْ :‬لنو‬
‫تتبعها فوجدىا مسندة‪ ،‬كاهلل أعلم‪.‬‬
‫كالذم عوؿ عليو كالمو في الرسالة أف مراسيل كبار التابعين حجة إف جاءت بوجو آخر‬
‫كلو مرسلة‪ ،‬أك اعتضدت بقوؿ صحابي أك أكثر العلماء‪ ،‬أك كاف ً‬
‫المرسل لو سمى َل‬
‫يسمي إَل ثقة‪ ،‬فحينئذ يكوف مرسلو حجة‪ ،‬كَل ينتهض إلى رتبة المتصل‪ ،‬قاؿ الشافعي‪:‬‬
‫كأما مراسيل غير كبار التابعين فال أعلم أحدا قبًلها» ق‪.‬‬

‫[اإلسناد المعنعن]‬
‫كالعنعنة بأف يقاؿ حدثنا فالف عن فالف إلى آخره ‪ ،‬تدخل على اإلسناد ‪ ،‬أم على‬
‫حكمو فيكوف الحديث المركم بها في حكم المسند ‪،‬‬
‫[َل المرسل] َلتصاؿ سنده في الظاىر‪.‬‬

‫كلمة " معنعن " منحوتو من كلمة عن عن‪ ،‬فكل كلمة نحتت من كالـ كجعل لها‬
‫إطالؽ كاحد‪ ،‬فإف ىذا يسمى " نحتان "‪ ،‬كالعنعنة كاْلنأنة بمعنى أ ٌف أ ٌف‪ ،‬عن محمد بن‬
‫سعيد عن الزىرم أف سعيد بن المسيب قاؿ أف أبا ىريرة ػ رضي اهلل عنو ػ فعل كذا‬
‫فهذا يسمى " يمأنٍأف "‪ ،‬أك " يمأنٌن ‪ ،‬فهذه كلها منحوتو‪.‬‬
‫كالحديث المعنعن " يعرؼ بأنو ما ركم إسناده بصيغة " عن "‪ ،‬أك ىو ما كانت صيغة‬
‫تحملو " عن " أك " أف " أك " قاؿ "‪.‬فهذه كلها تسمى عنعنة‪ْ ،‬لنها ىي اْلشهر‬
‫ٌ‬
‫كاْلكثر‪.‬‬
‫كمراد المؤلف رحمو اهلل تعالى أف اإلسناد قد َل يصرح فيو المحدث بسماعو من‬
‫شيخو‪ ،‬كقد َل يعزك عليو إَل بعن كأف‪ ،‬كأف يقوؿ‪ :‬حدثنا فالف عن فالف عن فالف‪،‬‬
‫كيأتي بالعنعنة‪ ،‬أك أف يقوؿ الشيخ مباشرة‪ :‬عن فالف‪ ،‬أك يقوؿ‪ :‬أحدثكم عن فالف‪،‬‬
‫كمثل ذلك‪ :‬أف فالنان قاؿ كذا‪ ،‬فهذه في حكم الحديث المسند المتصل إذا كاف‬
‫الراكم فيها غير معركؼ بالتدليس ك حملت على السماع‪ ،‬ك أما إذا كاف العكس يعني‬
‫إذا كاف الراكم معركفان بالتدليس لم تحمل على السماع‪ ،‬ك استثني من ذلك‬
‫الصحيحاف‪ ،‬فإف صاحبيهما انتقيا حديثهما كانتخباه‪.‬‬

‫[ألفاظ الركاية عند غير الصحابي]‬


‫كإذا قرأ الشيخ كغيره يسمعو يجوز للراكم أف يقوؿ حدثني كأخبرني ‪.‬‬
‫كإف قرأ ىو على الشيخ ‪ ،‬يقوؿ أخبرني كَل يقوؿ حدثني‪ْ ،‬لنو لم يحدثو ‪ .‬كمنهم من‬
‫أجاز حدثني‪.‬‬
‫كعليو عرؼ أىل الحديث ْلف القصد اإلعالـ بالركاية عن الشيخ‪.‬‬
‫كإف أجازه الشيخ من غير قراءة ‪ ،‬فيقوؿ أجازني أك أخبرني إجازة ‪.‬‬
‫عقد المؤلف ىذا الفصل لبياف صيغ اْلداء أك اْللفاظ التي يؤدم بها الراكم الحديث‬
‫ك قد ذكر المؤلف من ىذه الصيغ ثالثة‪ :‬السماع من لفظ الشيخ كالقراءة عليو ك‬
‫اإلجازة ك المعركؼ عند علماء الحديث أف صيغ اْلداء ثمانية‪:‬السماع كالقراءة على‬
‫الشيخ ك اإلجازة ك المناكلة كالمكاتبة كاإلعالـ كالوصية كالوجادة‪ .‬كىذه فوائد ذىبية‬
‫أنقلها ملخصا من كالـ الحافظ ابن كثير رحمو اهلل فيما يتعلق بهذه الصيغ‪:‬‬
‫القسم اْلكؿ‬
‫السماع‬
‫كتارة يكوف من لفظ المسمع حفظان‪ ،‬أك من كتاب‪ .‬قاؿ القاضي عياض‪ :‬فال خالؼ‬
‫حينئذ أف يقوؿ السامع‪ " :‬حدثنا " أك " أخبرنا "‪ ،‬ك " أنبأنا "‪ :‬ك " سمعت "‪ ،‬ك " قاؿ‬
‫لنا "‪ ،‬ك " ذكر لنا فالف "‪.‬‬
‫كقاؿ الخطيب‪ :‬أرفع العبارات " سمعت " ثم " حدثنا "‪ ،‬ك " حدثني "‪ " ،‬قاؿ "‪ :‬كقد‬
‫كاف جماعة من أىل العلم َل يكادكف يخبركف عما سمعوه من الشيخ إَل بقولهم "‬
‫أخبرنا "‪ ،‬كمنهم حماد بن سلمة‪ ،‬كابن المبارؾ‪ ،‬كىشيم بن بشير‪ ،‬كيزيد بن ىاركف‪،‬‬
‫كعبد الرزاؽ‪ ،‬كيحيى بن يحيى التميمي‪ ،‬كإسحاؽ بن راىويو‪ ،‬كآخركف كثيركف‪.‬‬
‫القسم الثاني‬
‫القراءة على الشيخ حفظان أك من كتاب‬
‫كىو " العرض " عند الجمهور‪ .‬كالركاية بها سائغة عند العلماء‪ ،‬إَل عند يشذاذ َل يعتمد‬
‫بخالفهم‪ .‬كمستند العلماء حديث ضماـ بن ثعلبة‪ ،‬كىو في الصحيح‪ .‬كىي دكف‬
‫السماع من لفظ الشيخ‪ .‬كعن مالك كأبي حنيفة كابن أبي ذئب‪ :‬أنها أقول‪ .‬كقيل‪ :‬ىما‬
‫سواء‪ ،‬كيعزل ذلك إلى أىل الحجاز كالكوفة‪ ،‬كإلى مالك أيضان كأشياخو من أىل‬
‫المدينة‪ ،‬كإلى اختيار البخارم‪ .‬كالصحيح اْلكؿ‪ ،‬كعليو علماء المشرؽ‪.‬فإذا حدث بها‬
‫يقوؿ " قرأت " أك " قرئ على فالف كأنا أسمع فأقر بو " أك " أخبرنا " أك " حدثنا‬
‫قراءة عليو "‪ .‬كىذا كاضح‪ ،‬فإف أطلق ذلك جاز عند مالك‪ ،‬كالبخارم‪ ،‬كيحيى بن‬
‫سعيد القطاف‪ ،‬كالزىرم‪ ،‬كسفياف بن عيينة‪ ،‬كمعظم الحجازيين كالكوفيين‪ ،‬حتى إف‬
‫منهم من سوغ " سمعت " أيضان‪ ،‬كمنع من ذلك أحمد‪ ،‬كالنسائي‪ ،‬كابن المبارؾ‪،‬‬
‫كيحيى بن يحيى التميمي‪.‬كالثالث أف يجوز " أخبرنا " كَل يجوز " حدثنا " كبو قاؿ‬
‫الشافعي‪ ،‬كمسلم‪ ،‬كالنسائي أيضان‪ ،‬كجمهور المشارقة‪ ،‬بل نقل ذلك عن أكثر‬
‫المحدثين‪ .‬كقد قيل‪ :‬إف أكؿ من فرؽ بينهما ابن كىب‪ .‬قاؿ الشيخ أبو عمرك كقد‬
‫سبقو إلى ذلك ابن جريج; كاْلكزاعي‪ ،‬قاؿ‪ :‬كىو الشائع الغالب على أىل الحديث‪.‬‬
‫القسم الثالث‬
‫اإلجازة‬
‫كالركاية بها جائزة عند الجمهور‪ ،‬كادعى القاضي أبو الوليد الباجي اإلجماع على ذلك‪.‬‬
‫كنقضو ابن الصالح بما ركاه الربيع عن الشافعي‪ :‬أنو منع من الركاية بها‪ .‬كبذلك قطع‬
‫الماكردم‪ .‬كعزاه إلى مذىب الشافعي‪ ،‬ككذلك قطع بالمنع القاضي حسين بن محمد‬
‫المركذم صاحب التعليقة‪ ،‬كقاَل جميعان‪ :‬لو جازت الركاية باإلجازة بطلت الرحلة‪ ،‬ككذا‬
‫ركم عن شعبة بن الحجاج كغيره من أئمة الحديث كحفاظو‪.‬‬
‫كممن أبطلها إبراىيم الحربي‪ ،‬كأبو الشيخ محمد بن عبد اهلل اْلصبهاني‪ ،‬كأبو نصر‬
‫الوايلي السجزم‪ ،‬كحكى ذلك عن جماعة ممن لقيهم‪.‬‬
‫ثم ىي أقساـ‪ - ُ :‬إجازة من معين لمعين في معين‪ ،‬بأف يقوؿ‪ " :‬أجزتك أف تركم‬
‫عني ىذا الكتاب " أك " ىذه الكتب "‪ .‬كىي المناكلة‪ .‬فهذه جائزة عند الجماىير‪،‬‬
‫حتى الظاىرية‪ ،‬لكن خالفوا في العمل بها‪ْ ،‬لنها في معنى المرسل عندىم‪ ،‬إذا لم‬
‫يتصل السماع‪.‬‬
‫ِ ‪ -‬إجازة لمعين في غير معين‪ ،‬مثل أف يقوؿ‪ " :‬أجزت لك أف تركم عني ما أركيو "‪،‬‬
‫أك " ما صح عندؾ‪ ،‬من مسموعاتي كمصنفاتي "‪ .‬كىذا مما يجوزه الجمهور أيضان‪،‬‬
‫ركاية كعمالن‪.‬‬
‫ّ ‪ -‬اإلجازة لغير معين‪ ،‬مثل أف يقوؿ‪ " :‬أجزت للمسلمين "‪ ،‬أك " للموجودين "‪ ،‬أك "‬
‫لمن قاؿ َل إلو إَل اهلل "‪ ،‬كتسمى " اإلجازة العلمة "‪ .‬كقد اعتبرىا طائفة من الحفاظ‬
‫كالعلماء‪ ،‬فممن جوزىا الخطيب البغدادم‪ ،‬كنقلها عن شيخو القاضي أبي الطيب‬
‫الطبرم‪ ،‬كنقلها بكر الحازمي عن شيخو أبي العالء الهمداني الحافظ‪ ،‬كغيرىم من‬
‫محدثي المغاربة رحمهم اهلل‪.‬‬
‫ْ ‪ -‬اإلجازة للمجهوؿ بالمجهوؿ‪ ،‬ففاسدة‪ .‬كليس منها ما يقع من اَلستدعاء لجماعة‬
‫مسمين َل يعرفو المجيز أك َل يتصفح أنسابهم كَل عدتهم‪ ،‬فإف ىذا سائغ شائع‪ ،‬كما‬
‫َل يستحضر المسمع أنساب من يحضر مجلسو كَل عدتهم‪ .‬كاهلل أعلم‪.‬‬
‫كأما اإلجازة بما يركيو إجازة‪ ،‬فالذم عليو الجمهور الركاية باإلجازة على اإلجازة كإف‬
‫تعددت‪ .‬كممن نص على ذلك الدارقطني‪ ،‬كشيخو أبو العباس ابن عقدة‪ ،‬كالحافظ أبو‬
‫نعيم اْلصبهاني‪ ،‬كالخطيب‪ ،‬كغير كاحد من العلماء‪ .‬قاؿ ابن الصالح‪ :‬كمنع من ذلك‬
‫بعض من َل يعتمد بو من المتأخرين‪ ،‬كالصحيح الذم عليو العمل جوازه‪ ،‬كشهوا ذلك‬
‫بتوكيل الوكيل‪.‬‬
‫القسم الرابع‬
‫المناكلة‬
‫فإف كاف معها إجازة‪ ،‬مثل أف يناكؿ الشيخ الطالب كتابان من سماعو‪ ،‬كيقوؿ لو‪ " :‬أرك‬
‫ىذا عني "‪ ،‬أك يملكو إياه‪ ،‬أك يعيره لينسخو ثم يعيده إليو‪ ،‬ليأتيو الطالب بكتاب من‬
‫سماعو فيتأملو‪ ،‬ثم يقوؿ‪ " :‬أرك عني ىذا "‪ ،‬كيسمى ىذا " عرض المناكلة "‪ .‬كقد قاؿ‬
‫الحاكم‪ :‬إف ىذا إسماع عند كثير من المتقدمين‪ ،‬كحكوه عن مالك نفسو‪ ،‬كالزىرم‪،‬‬
‫كربيعة‪ ،‬كيحيى بن سعيد اْلنصارم‪ ،‬من أىل المدينة‪ ،‬كمجاىد‪ ،‬كأبي الزبير‪ ،‬كسفياف بن‬
‫عيينة‪ ،‬من المكيين‪ ،‬كعلقمة‪ ،‬كإبراىيم‪ ،‬كالشعبي‪ ،‬من أىل الكوفة‪ ،‬كقتادة‪ ،‬كأبي‬
‫العالية‪ ،‬كأبي المتوكل الناجي‪ ،‬من البصرة‪ ،‬كابن كىب‪ ،‬كابن القاسم‪ ،‬كأشهب‪ ،‬من أىل‬
‫مصر‪ ،‬كغيرىم من أىل الشاـ كالعراؽ‪ ،‬كنقلو عن جماعة من مشايخو‪ .‬قاؿ ابن‬
‫الصالح‪ :‬كقد خطط في كالمو عرض المناكلة بعرض القراءة‪.‬‬
‫ثم قاؿ الحاكم‪ :‬كالذم عليو جمهور فقهاء اإلسالـ‪ ،‬الذين أفتوا في الحراـ كالحالؿ‪:‬‬
‫أنهم لم يركه سماعان‪ ،‬كبو قاؿ الشافعي‪ ،‬كأبو حنيفة‪ ،‬كأحمد‪ ،‬كإسحاؽ‪ ،‬كالثورم‪،‬‬
‫كاْلكزاعي‪ ،‬كابن المبارؾ‪ ،‬كيحيى بن يحيى‪ ،‬كالبويطي كالمزني‪ ،‬كعليو عهدنا أئمتنا‪،‬‬
‫كإليو ذىبوا‪ ،‬كإليو نذىب‪ .‬كاهلل أعلم‪.‬كأما إذا لم يملكو الشيخ الكتاب‪ ،‬كلم يعره إياه‪،‬‬
‫فإنو منحط عما قبلو‪ ،‬حتى إف منهم من يقوؿ‪ :‬ىذا مما َل فائدة فيو‪ ،‬كيبقى مجرد‬
‫إجازة‪.‬‬
‫" قاؿ الحافظ ابن كثير "‪ :‬أما إذا كاف الكتاب مشهوران‪ ،‬كالبخارم كمسلم‪ ،‬أك شيء من‬
‫الكتب المشهورة‪ :‬فهو كما لو ملكو أك أعاره إياه‪ .‬كاهلل أعلم‪.‬‬
‫القسم الخامس‬
‫المكاتبة‬
‫بأف يكتب إليو بشيء من حديثو‪.‬‬
‫فإف أذف لو في ركايتو عنو‪ ،‬فهو كالمناكلة المقركنة باإلجازة‪ .‬كإف لم تكن معها إجازة‪،‬‬
‫فقد جوز الركاية بها أيوب‪ ،‬كمنصور‪ ،‬كالليث‪ ،‬كغير كاحد من الفقهاء الشافعية‬
‫كاْلصوليين‪ ،‬كىو المشهور‪ ،‬كجعلوا ذلك أقول من اإلجازة المجردة‪ ،‬كقطع الماكردم‬
‫بمنع ذلك‪ .‬كاهلل أعلم‪.‬‬
‫كجوز الليث كمنصور في المكاتبة أف يقوؿ‪ " :‬أخبرنا " ك " حدثنا " مطلقان كاْلحسن‬
‫اْلليق تقييده بالمكاتبة‪.‬‬
‫القسم السادس‬
‫اإلعالـ‬
‫إعالـ الشيخ أف ىذا الكتاب سماعو من فالف‬
‫من غير أف يأذف لو في ركايتو عنو‪ ،‬فقد سوغ الركاية بمجرد ذلك طوائف من المحدثين‬
‫كالفقهاء‪ ،‬منهم ابن جريج‪ ،‬كقطع بو ابن الصباغ‪ ،‬كاختاره غير كاحد من المتأخرين‪،‬‬
‫حتى قاؿ بعض الظاىرية‪ :‬لو أعلمو بذلك كنهاه عن ركايتو عنو فلو ركايتو‪ ،‬كما لو نهاه‬
‫عن ركايتو ما سمعو منو‪.‬‬
‫القسم السابع‬
‫الوصية‬
‫بأف يوصى بكتاب كاف يركيو لشخص‪ .‬فقد ترخص بعض السلف في ركاية الموصى لو‬
‫بذلك الكتاب عن الموصي‪ ،‬كشبهوا ذلك بالمناكلة كباإلعالـ بالركاية‪ .‬قاؿ ابن‬
‫الصالح‪ :‬كىذا بعيد‪ ،‬كىو إما زلة عالم أك متأكؿ‪ ،‬إَل أف يكوف أراد بذلك ركايتو‬
‫بالوجادة‪ .‬كاهلل أعلم‪.‬‬
‫القسم الثامن‬
‫الوجادة‬
‫كصورتها‪ :‬أف يجد حديثان أك كتابان بخط شخص بإسناده‪.‬‬
‫فلو أف يركيو عنو على سبيل الحكاية‪ ،‬فيقوؿ‪ " :‬كجدت بخط فالف‪ :‬حدثنا فالف "‬
‫كيسنده‪ .‬كيقع ىذا أكثر في مسند اإلماـ أحمد‪ ،‬يقوؿ ابو عبد اهلل‪ " :‬كجدت بخط‬
‫أبي‪ :‬حدثنا فالف "‪ ،‬كيسوؽ الحديث‪.‬‬
‫كلو أف يقوؿ‪ " :‬قاؿ فالف " إذا لم يكن فيو تدليس يوىم اللقى‪.‬‬
‫قاؿ ابن الصالح‪ :‬كجازؼ بعضهم فأطلق فيو " حدثنا " أك " أخبرنا " كانتقد ذلك على‬
‫فاعلو‪.‬‬
‫كلو أف يقوؿ فيما كجد من تصنيفو بغير خطو‪ " :‬ذكر فالف "‪ ،‬ك " قاؿ فالف " أيضان‪،‬‬
‫كيقوؿ‪ " :‬بلغني عن فالف "‪ ،‬فيما لم يتحقق أنو من تصنيفو أك مقابلة كتابو‪ .‬كاهلل أعلم‪.‬‬
‫" قاؿ الحافظ ابن كثير "‪ :‬كالوجادة ليست من باب الركاية‪ ،‬كإ‪ ،‬ما ىي حكاية عما‬
‫كجده في الكتاب‪.‬‬
‫كأما العمل بها‪ :‬فمنع منو طائفة كثيرة من الفقهاء كالمحدثين‪ ،‬أك أكثرىم‪ ،‬فيما حكاه‬
‫بعضهم‪.‬‬
‫كنقل الشافعي كطائفة من أصحابو جواز العمل بها‪.‬‬
‫قاؿ ابن الصالح‪ :‬كقطع بعض المحققين من أصحابو في اْلصوؿ بوجوب العمل بها‬
‫عند حصوؿ الثقة بو‪.‬‬
‫قاؿ ابن الصالح‪ :‬كىذا ىو الذم َل يتجو غيره في اْلعصار المتأخرة لتعذر شركط‬
‫الركاية في ىذا الزماف‪ ،‬يعني‪ :‬فلم يبق إَل مجرد كجادات‪.‬‬
‫" قاؿ ابن كثير "‪ :‬كقد كرد في الحديث عن النبي صلى اهلل عليو كسلم أنو قاؿ‪ " :‬أم‬
‫الخلق أعجب إليكم إيمانان? قالوا‪ :‬المالئكة‪ ،‬قاؿ ككيف َل يؤمنوف كىم عند ربهم?‬
‫كذكركا اْلنبياء‪ ،‬فقاؿ‪ :‬ككيف َل يؤمنوف كالوحي ينزؿ عليهم? قالوا‪ :‬فنحن‪ ،‬قاؿ‪ :‬ككيف‬
‫َل تؤمنوف كأنا بين أظهركم? قالوا‪ :‬فمن يا رسوؿ اهلل? قاؿ‪ :‬ثوـ يأتوف من بعدكم‪،‬‬
‫يجدكف صحفان يؤمنوف بما فيها "‪ ،‬كقد ذكرنا الحديث بإسناده كلفظو في شرح‬
‫البخارم‪ ،‬كهلل الحمد‪ .‬فيؤخذ منو مدح من عمل بالكتب المتقدمة بمجرد الوجادة لها‪.‬‬
‫كاهلل أعلم‪.‬‬

‫[القياس]‬
‫[تعريف القياس]‬
‫كأما القياس فهو رد الفرع إلى اْلصل بعلة تجمعهما في الحكم ‪ ،‬كقياس اْلرز‬
‫على البر في الربا بجامع الطعم ‪.‬‬

‫عقد المؤلف ىذا الباب لبياف الدليل الرابع من أدلة الشرع المتفق عليها كىو القياس ‪،‬‬
‫ك يعرؼ لغة بأنو التقدير كالمساكاة ‪ :‬قاؿ الشيخ الزبيدم في تاج العركس ‪{ «:‬قىايى ٍست‬
‫قاؿ اللاٍي ي‬ ‫ًً‬
‫ايسةي‪ :‬يم ىفاعلىةه من‬ ‫الم ىق ى‬
‫ث‪ :‬ي‬ ‫اعلىة‪ ،‬ى‬ ‫الم ىف ى‬
‫بم ٍعنىى ي‬ ‫بىػ ٍي ىن اْل ٍىم ىريٍن‪ :‬قى اد ٍرت‪ ،‬لم ييػ ىعبٍّػ ٍر فيو ى‬
‫كيائي‪ ،‬ىكقد تق ادـ ًذ ٍك يره قى ًريبا‪.‬‬‫م ٌّ‬ ‫اس بأىبًيو أىم يىػ ٍقتى ًدم بً ًو‪ ،‬ىكا ًك ٌّ‬ ‫القيىاس‪ .‬ىك يى ىو} يىػ ٍقتى ي‬
‫ً‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫احة {قىػ ٍيسان‪ :‬قى اد ىر غى ٍوىرىىا‪ .‬كاآللىةي} م ٍقيى ه‬
‫اس‪:‬‬ ‫بيب قىػ ٍع ىر الج ىر ى‬ ‫كمما يي ٍستى ٍد ىرؾ ىعلىٍيو‪ :‬قىاس الطا ي‬ ‫ٌ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مص ىر‪ ،‬من أى ٍع ىماؿ البي ىح ٍيػ ىرة‪.‬‬ ‫س‪ :‬من قيػ ىرل ٍ‬ ‫كم ىحلاةي قىػ ٍي ً‬ ‫يل الاذم يي ٍختىبىػ ير بًو‪ .‬ى‬ ‫ىك يى ىو الم ي‬
‫اييس‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يس ال ا‬ ‫ً‬ ‫اً‬
‫كج ٍم يع {الٍم ٍقيىاس} ىم ىق ي‬ ‫ش اجةى‪ .‬ى‬ ‫ائس‪ :‬الذم} يىق ي‬ ‫اس‪{ .‬كال ىق ي‬ ‫اس‪ }:‬ال ىق ٌو ي‬ ‫{كال ىقيا ي‬
‫يس ىعلىٍي ًو‪.‬‬ ‫{مق ه‬
‫القياس‪ ،‬ك يىو ً‬
‫ثير ى ى ى ى‬
‫كرجل {قىػيااس‪ } :‬ىك ً‬
‫ي‬ ‫ه‬ ‫يه‬
‫س‬ ‫ً‬
‫اس‪ }.‬كتىقايى ى‬ ‫قايسو ىف ىبرأىيك‪ .‬ىك ىىذه مسأىلة ىَل {تىػ ٍنػ ىق ي‬ ‫س ٍّو يدكنك} كيي ي‬ ‫ىكتقوؿ‪ :‬قبا ىح اهللي قوما يي ى‬
‫اؿ‪:‬‬‫س يهم بً ًو‪ ،‬قى ى‬ ‫ً‬
‫س ىه ٍم إليو}‪ :‬قايى ى‬ ‫ال ىق ٍو يـ‪ :‬ذى ىك يركا مآ ًربىػ يهم‪{ .‬كقىايى ى‬
‫الملٍوؾ إًلى العيالى ‪ ...‬ىكإًف ىكريموا لى ٍم يى ٍستى ًط ٍعنىا! ي ً‬
‫س)» ق‬ ‫الم ىقاي ي‬ ‫ي‬ ‫(إًذا نى ٍح ين قىايى ٍسنىا ي‬
‫كفي اإلصطالح ‪ ،‬عرفو المؤلف رد الفرع إلى اْلصل بعلة تجمعهما في الحكم‬
‫وص فًي عم و‬ ‫ً‬
‫وـ‪.‬‬ ‫يي‬ ‫ص و‬ ‫اج يخ ي‬ ‫يل‪ :‬إً ٍد ىر ي‬‫ك قد تنوعت عبارات اْلصوليوف في تعريفو فق ى‬
‫وؽ بً ًو‪.‬‬‫وت ىع ٍنوي بًالٍم ٍنطي ً‬
‫ى‬
‫كقًيل‪ :‬إًلٍحا يؽ الٍمس يك ً‬
‫ىٍ‬ ‫ى ى ى‬
‫ف فً ًيو بًال يٍمتاػ ىف ًق ىعلىٍي ًو‪.‬‬ ‫ٍحا يؽ الٍم ٍختىػلى ً‬
‫ي‬ ‫يل‪ :‬إًل ى‬
‫ً‬
‫ىكق ى‬
‫ٍجلً ٍّي‪.‬‬ ‫ط ال ى ً ً‬ ‫استًٍنبىا ي‬ ‫ً‬
‫ٍخف ٍّي م ىن ال ى‬ ‫يل‪ٍ :‬‬ ‫ىكق ى‬
‫ض أىك ً‬ ‫ً‬
‫ىص ًل‪.‬‬
‫صاؼ ٍاْل ٍ‬ ‫ىص ًل بًبىػ ٍع ً ٍ ى‬ ‫يل‪ :‬ىح ٍم يل الٍ ىف ٍر ًع ىعلىى ٍاْل ٍ‬ ‫ىكق ى‬
‫ىح ًد ًى ىما ىعلىى ٍاآل ىخ ًر‪.‬‬ ‫ً‬
‫ٍج ٍم يع بىػ ٍي ىن الناظ ىيريٍ ًن"‪ ،‬ىكإً ٍج ىراءي يح ٍك ًم أ ى‬
‫يل‪" :‬ال ى‬
‫ً‬
‫ىكق ى‬
‫ٍحقٍّ‪.‬‬‫ب ال ى‬ ‫ٍج ٍه ًد فًي طىلى ً‬‫يل‪ :‬بى ٍذ يؿ ال ي‬
‫ً‬
‫ىكق ى‬
‫ش ٍي ًء ىعلىى غىٍي ًرهً‪ ،‬ىكإً ٍج ىراءي يح ٍك ًم ًو ىعلىٍي ًو‪.‬‬‫يل‪ :‬ىح ٍم يل ال ا‬ ‫ً‬
‫ىكق ى‬
‫ب ًم ىن ال ا‬
‫شبى ًو‪.‬‬ ‫ض ٍر و‬ ‫ىح ىك ًام ًو‪ ،‬بً ى‬ ‫ضأٍ‬ ‫ش ٍي ًء فًي بىػ ٍع ً‬ ‫ش ٍي ًء ىعلىى ال ا‬ ‫يل‪ :‬ىح ٍم يل ال ا‬ ‫ً‬
‫ىكق ى‬
‫وؿ الٍ ىك ىال يـ بً ًذ ٍك ًرىىا‪.‬‬ ‫ات يىطي ي‬ ‫اض ه‬‫كد ا ٍعتً ىر ى‬ ‫ك ىعلىى يك ٍّل ح ٍّد ًمن ىى ًذهً الٍح يد ً‬
‫ي‬ ‫ى ٍ‬ ‫ى‬
‫كقيل‪ :‬إلحاؽ فرع بأصل في حكم لجامع بينهما كىذا قريب من تعريف المؤلف‬
‫ك قيل غير ذلك ك ما ذكره المؤلف تعريف جيد ك أحسن منو في نظرم ىو إثبات مثل‬
‫حكم أصل لفرع َلشتراكهما في علة الحكم عند المثبت‪.‬‬
‫ك من خالؿ كالـ المؤلف نفهم أف للقياس أربعة أركاف ىي‪:‬اْلصل ك الفرع ك العلة ك‬
‫الحكم‬
‫اْلكؿ‪ :‬اْلصل‪ ،‬كىو‪ :‬محل الحكم المشبو بو ك المراد إلحاؽ الفرع بو كالخمر فإنو‬
‫أصل للنبيذ‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬الفرع‪ ،‬كىو‪ :‬المحل الذم لم ينص على حكمو ك المراد إلحاقو باْلصل‬
‫كالنبيذ‪ ،‬فإنو فرع كالخمر أصل‪ْ ،‬لف الجميع مسكر‪.‬‬
‫كقلنا ذلك; ْلف الفرع ىو المفتقر إلى غيره كالمردكد إليو‪ ،‬كىذا إنما يتحقق على‬
‫المحل كىو النبيذ; حيث إنو مقيس على الخمر كمشبو بو بوجو شبو‪ ،‬كىو اإلسكار‪،‬‬
‫فلوَل الخمر لما عرفنا حكم النبيذ‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬العلة‪ ،‬كىي‪ :‬الوصف المعرؼ للحكم‪.‬‬
‫كينبغي أف يكوف ىذا الوصف مشتمال على شركط َلبد من توفرىا‪ ،‬فيجب أف يكوف‬
‫ظاىران منضبطان مجاكزان‪ ،‬مشتمالن على معنى مناسب للحكم كاإلسكار بالنسبة لتحريم‬
‫الخمر‪ ،‬كاَلقتيات كاَلدخار بالنسبة لتحريم البير‪ ،‬كالسرقة بالنسبة لقطع اليد كىكذا‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬حكم اْلصل‪ ،‬كىو‪ :‬الحكم الشرعي الذم كرد بو نص من كتاب أك سنة‪ ،‬أك‬
‫إجماع‪ ،‬كيراد إثبات مثلو في الفرع كحرمة الخمر; فإنا أثبتنا مثلو في الفرع كىو النبيذ‬
‫أك حرمة الربا في البير‪ ،‬فإنا قد أثبتنا مثلو في الفرع كىو‪ :‬اْلرز أك الذرة‪.‬‬
‫فائدة‪:‬‬
‫لم يتناكؿ المؤلف كَل الشارح اْلدلة على حجية القياس كىي كثيرة جدا منها على‬
‫سبيل المثاؿ َل الحصر‪:‬‬
‫قولو تعالى‪{ :‬فاعتبركا يا أكلى اْلبصار} كاَلعتبار من العبور كىو اَلنتقاؿ من شيء إلى‬
‫آخر كالقياس فيو انتقاؿ بالحكم من اْلصل إلى الفرع فيكوف مأموران بو‪.‬‬
‫ٍح ٍّق ىكال ًٍم ىيزاف} [الشورل‪ :‬من اآلية ُٕ]‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اب بًال ى‬
‫كقولو تعالى‪{ :‬اللاوي الاذم أىنٍػ ىز ىؿ الٍكتى ى‬
‫كالميزاف ما توزف بو اْلمور كيقايس بو بينها‪.‬‬
‫{كاللاوي‬ ‫ً‬
‫ك تأمل قولو تعالى‪ { :‬ىك ىما بى ىدأٍنىا أى اك ىؿ ىخل وٍق نيعي يده} [اَلنبياء‪ :‬من اآلية َُْ] ى‬
‫ض بىػ ٍع ىد ىم ٍوتً ىها‬ ‫ً‬ ‫الرياح فىػتيثًير سحابان فىس ٍقنىاهي إًلىى بػلى ود ميٍّ و‬ ‫اً‬
‫ىحيىػ ٍيػنىا بًو ٍاْل ٍىر ى‬
‫ت فىأ ٍ‬ ‫ى ى‬ ‫الذم أ ٍىر ىس ىل ٍّ ى ى ي ى ى ي‬
‫ور} [فاطر‪ ]ٗ:‬حيث شبٌو اهلل تعالى إعادة الخلق بابتدائو‪ ،‬كشبو إحياء‬ ‫ش ي‬ ‫ىك ىذلً ى‬
‫ك النُّ ي‬
‫اْلموات بإحياء اْلرض‪ ،‬كىذا ىو القياس‪.‬‬
‫ك كذلك في السنة النبوية الشريفة أدلة كثيرة على حجية القياس منها تصويب النبي‬
‫صلى اهلل عليو كسلم لمعاذ رضي اهلل عنو حين قاؿ‪ :‬إنو يجتهد حيث َل كتاب كَل سنة‬
‫فإف اَلجتهاد حيث َل نص يكوف باإللحاؽ بالمنصوص ىذا إف صح الحديث‪.‬‬
‫ك من اْلدلة كذلك قولو صلى اهلل عليو كسلم للخثعميو حين سألتو عن الحج عن‬
‫الوالدين "أرأيت لو كاف على أبيك دين فقضيتو أكاف ينفعو " قالت‪ :‬نعم‪ .‬قاؿ‪" :‬فدين‬
‫اهلل أحق أف يقضى" فهو تنبيو منو صلى اهلل عليو كسلم على قياس دين الخلق‪.‬‬
‫ك من اْلدلة أيضا قولو صلى اهلل عليو كسلم لعمر حين سألو عن القبلة " للصائم "‬
‫أرأيت لو تمضمضت فهو قياس للقبلة على المضمضة‪.‬‬
‫ك أيضا قصة الرجل الذم كلدت امرأتو غالمان أسود‪ .‬فمثل لو النبي صلى اهلل عليو‬
‫كسلم باإلبل الحمر التي يكوف اْلكرؽ من أكَلدىا‪ ،‬ككجو اَلستدَلؿ من القصة‪ :‬أف‬
‫النبي صلى اهلل عليو كسلم قاس كلد ىذا الرجل المخالف للونو بولد ًاإلبل المخالف‬
‫للونو ْللوانها‪ ،‬كذكر العلة الجامعة كىي نزع العرؽ ‪.‬‬

‫[أقساـ القياس]‬
‫كىو ينقسم إلى ثالثة أقساـ‪:‬‬
‫إلى قياس علة‬
‫كقياس دَللة‬
‫كقياس شبو‬

‫القياس المقصود بو ىنا قياس الطرد كليس قياس العكس‬

‫[قياس العلة]‬
‫فقياس العلة ما كانت العلة فيو موجبة للحكم ‪ ...‬بحيث َل يحسن عقالن تخلفو عنها‬
‫كقياس الضرب على التأفيف للوالدين في التحريم بعلة اإليذاء ‪.‬‬

‫صيلو‪ ،‬فىػبى ىدأى بًًقيىاس الٍعلاة;‬


‫لما قسم المؤلف الٍقياس ثىىالثىة إقساـ إً ٍجماَل شرع فًي تىػ ٍف ً‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫ًْلىناػ ىها أعظم أ ٍىرىكاف الٍقيىاس كىذا التقسيم الذم شرع فيو المؤلف ىو باعتبار العلة‪.‬قاؿ‬
‫أبو إسحاؽ في اللمع ‪« :‬فأما قياس العلة‪ :‬فهو أف يرد الفرع إلى اْلصل بالبينة التي‬
‫علق الحكم عليها في الشرع‪ ،‬كقد يكوف ذلك معنى يظهر كجو الحكمة فيو للمجتهد‬
‫كالفساد الذم في الخمر كما فيها من الصد عن ذكر اهلل عز كجل كعن الصالة كقد‬
‫يكوف معنى استأثر اهلل عز كجل بيانو فيو بوجو الحكمة كالطعم في تحريم الربا كالكيل»‬
‫ق‬
‫كىذا الضرب من القياس ينقسم قسمين جلي كخفي‪.‬‬
‫القياس الجلي‪ :‬ىو ما َل يحتمل إَل معنى كاحدا كىو ما ثبتت علٌيتو بدليل قاطع َل‬
‫يحتمل التأكيل كىو أنواع بعضها أجلى من بعض فأجالىا ما صرح فيو بلفظ التعليل‬
‫كقولو تعالى‪ { :‬ىك ٍي َل يى يكو ىف يدكلىةن بىػ ٍي ىن ٍاْلى ٍغنًيى ًاء ًم ٍن يك ٍم}‪...‬‬
‫القياس الخفي‪ :‬ىو ما كاف محتمل كىو ما ثبت بطريق محتمل كىو أنواع بعضها أظهر‬
‫من بعض فأظهرىا ما دؿ عليو ظاىر مثل الطعم في الربا فإنو علم من نهيو صلى اهلل‬
‫عليو كسلم عن بيع المطعوـ في قولو‪َ" :‬ل تبيعوا الطعاـ بالطعاـ إَل مثل بمثل" فإنو علق‬
‫النهي على الطعم فالظاىر أنو علة‪.‬‬
‫[قياس الدَللة]‬
‫كقياس الدَللة ىو اَلستدَلؿ بأحد النظيرين على اآلخر‪ ،‬كىو أف تكوف العلة دالة على‬
‫الحكم‪ ،‬كَل تكوف موجبة للحكم‪ ،‬كقياس ماؿ الصبي على ماؿ البالغ في كجوب‬
‫الزكاة فيو بجامع أنو ماؿ ناـ ‪.‬‬
‫كيجوز أف يقاؿ َل تجب في ماؿ الصبي كما قاؿ بو أبو حنيفة ‪.‬‬

‫كىذا النوع يعتبر غالب أنواع اْلقيسة‪ ،‬كىو ما يكوف الحكم فيو لعلة مستنبطة لجواز‬
‫أف يترتب الحكم عليها في الفركع كيجوز أف يتخلف‪ .‬كىذا النوع أضعف من اْلكؿ‪،‬‬
‫فإ اف العلاةى فيو دالة على الحكم كليست ظاىرة فيو ظهوران َل يحسن معو تخلف الحكم‪.‬‬
‫مثاؿ على قياس الدَللة‪ :‬مثل الشارح بقياس ماؿ الصبي على ماؿ البالغ في كجوب‬
‫ماؿ و‬
‫ناـ‪.‬‬ ‫الزكاة فيو‪ ،‬بجامع أنو ه‬

‫[قياس الشبو]‬
‫كقياس الشبو ىو الفرع المتردد بين أصلين ‪ ،‬فيلحق بأكثرىما شبهان كما في العبد إذا‬
‫أتلف فإنو متردد في الضماف بين اإلنساف الحر من حيث أنو آدمي‪ ،‬كبين البهيمة من‬
‫حيث أنو ماؿ‪ ،‬كىو بالماؿ أكثر شبهان من الحر‪ ،‬بدليل أنو يباع كيورث كيوقف كتضمن‬
‫أجزاؤه بما نقص من قيمتو‪.‬‬

‫ىذا النوع الثالث من أنواع اْلقيسة كىو قياس الشبو الذم عرفو المؤلف بأنو الفرع‬
‫المتردد بين أصلين فيلحق بأغلبهما شبها كالعبد فرع متردد بين أصلين ىما اإلنساف‬
‫الحر كىو اْلصل اْلكؿ من حيث أف العبد يماثلو في اآلدمية فهو بشر مثلو ك اْلصل‬
‫الثاني البهيمة من حيث أف العبد ماؿ مثلها كرجح الشارح أنو أكثر شبها باْلصل الثاني‬
‫باعتبار أنو يباع كيورث كيوقف ك يوىب كيرىن إلى غير ذلك من اْلكصاؼ التي تلحقو‬
‫بالبهيمة‪.‬‬
‫ك ليعلم طالب العلم أف في اَلحتجاج بهذا النوع من القياس خالؼ بين اْلصوليين‪.‬‬
‫قاؿ المؤلف رحمو اهلل تعالى في كتابو التلخيص ‪ « :‬ىكالض ٍارب الثاانًي من الٍقيىاس قًيىاس‬
‫ىصل‪ ،‬لً ىكثٍػرة إشباىو " بً ٍاْل ٍ ً‬
‫صاؼ‪ ،‬من غير أىف‬ ‫ىص ًل " في ٍاْل ٍىك ى‬ ‫ى‬ ‫شبىو ىك يى ىو أىف يلٍحق فرع بًأ ٍ‬ ‫ال ٌ‬
‫ىصل‪ .‬ىكذىلً ى‬ ‫ً ً‬
‫ك نى ٍحو‬ ‫ىصل‪ ،‬ى ىي علٌة حكم اْل ٍ‬ ‫صاؼ الاتًي شابو الٍ ىف ٍرع فً ىيها اْل ٍ‬ ‫ٍيعتىقد أىف ٍاْل ٍىك ى‬
‫ًً‬ ‫إًلٍحاؽ العبد بًال ٍّ ً‬
‫ىح ىكاـ‪.‬‬ ‫ىح ىكاـ لشبهو بًو في جمل من ٍاْل ٍ‬ ‫ٍحر في بعض ٍاْل ٍ‬ ‫ىٍ‬ ‫ى‬
‫ىكقد ا ٍختلف القائسوف فًي ىى ىذا الض ٍارب‪.‬فىذىب ال يٍم ىح ٍّق يقو ىف ًم ٍنػ يهم إًلىى بيط ىٍالنو‪ ،‬ىكإًلىٍي ًو ذىب‬
‫ال ا ً‬
‫يرىما من القائسين‪ .‬كيحكى ىعن ابٍن يس ىريج أىنو‬ ‫ص ٍيػ ىرفي ىكأىبيو إً ٍس ىحاؽ الٍمركًزم ىكغى ى‬
‫شافً ًعي‪.‬‬‫شبىو‪.‬كيؤثر ىذلًك ىعن ال ا‬ ‫صحح قًيىاس ال ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ضي اهلل ىعنوي ىم ىع علو‬ ‫ى‬ ‫ضي اهلل ىعنوي ىكىَل ي ىكاد يىصح ىذلًك ىعن ال ا‬
‫شافً ًعي ر ً‬ ‫اضي ر ً‬
‫ى‬
‫اؿ ال ىق ً‬ ‫قى ى‬
‫صار إًلىٍي ًو ىم ىع إً ٍم ىكاف‬ ‫شبىو أىجمعيوا على أىنو ىَل يي ى‬ ‫يصوؿ‪ .‬ث ام الٍ ىقائًليو ىف بًًقيىاس ال ٌ‬ ‫ً‬
‫رتبتو في ٍاْل ي‬
‫الٍمصير إًلىى قًيىاس الٍعلاة‪ .‬ىكلى ًكن إًذا " استد " على ال يٍم ٍجتىهد طى ًريق قًيىاس الٍعلاة‪ ،‬ىسا ى‬
‫غ لىوي‬
‫شبىو إًاَل‬‫باْلشباه‪.‬كذىب بىعضهم إًلىى أىنو ىَل يسوغ الٍمصير إًلىى قًيىاس ال ٌ‬ ‫ى‬ ‫سك‬ ‫ام ُّ‬
‫الت ى‬
‫صار إًلىٍي ًو ىم ىع إً ٍم ىكاف الٍمصير إًلىى الٍقيىاس ًعلٌة‪.‬‬ ‫كرنىاهي ىك يى ىو أىف ىَل يي ى‬ ‫ش ٍرطىٍي ًن‪:‬أ ى‬
‫ىحدىما‪ :‬ىما ذى ٍ‬ ‫بً ى‬
‫ىح ًد ًى ىما بًغىلىبىة ٍاْلى ٍشبىاه‪ »....‬انتهى كالمو‪.‬‬ ‫ىكالثااني‪ :‬أىف يجتذب الٍ ىف ٍرع أصالف فىيلٍحق بًأ ى‬
‫ً‬

‫[بعض شركط الفرع كاْلصل]‬


‫كمن شرط الفرع أف يكوف مناسبان لِلصل فيما يجمع بو بينهما للحكم ‪ ،‬أم أف يجمع‬
‫بينهما بمناسب للحكم ‪ .‬كمن شرط اْلصل أف يكوف ثابتان بدليل متفق عليو بين‬
‫الخصمين ‪ ،‬ليكوف القياس حجة على الخصم‪.‬‬
‫فإف لم يكن خصم فالشرط ثبوت حكم اْلصل بدليل يقوؿ بو القيااس ‪.‬‬
‫[بعض شركط العلة كحكم اْلصل]‬
‫كمن شرط العلة أف تطرد في معلوَلتها ‪ ،‬كَل تنتقض لفظان كَل معنى ‪ ،‬فمتى انتقضت‬
‫لفظان بأف صدقت اْلكصاؼ المعبر بها عنها في صورة بدكف الحكم‪.‬‬
‫أك معنى بأف كجد المعنى المعلل بو في صورة بدكف الحكم ‪ ...‬فسد القياس ‪.‬‬
‫اْلكؿ كأف يقاؿ في القتل بمثقل أنو قتل عمد عدكاف ‪ ،‬فيجب بو القصاص ‪ ،‬كالقتل‬
‫بالمحدد‪ ،‬فينتقض ذلك بقتل الوالد كلده فإنو َل يجب بو قصاص ‪.‬‬
‫كالثاني كأف يقاؿ تجب الزكاة في المواشي لدفع حاجة الفقير‪ ،‬فيقاؿ ينتقض ذلك‬
‫بوجوده في الجواىر كَل زكاة فيها‪.‬‬
‫كمن شرط الحكم أف يكوف مثل العلة في النفي كاإلثبات أم‬
‫تابعان لها‬
‫في ذلك إف كجدت كجد كإف انتفت انتفى‪.‬‬
‫كالعلة ىي الجالبة للحكم بمناسبتها لو‪.‬‬
‫كالحكم ىو المجلوب للعلة لما ذكر ‪.‬‬

‫خالصة كالـ المؤلف رحمو اهلل أف لصحة القياس شركطا يجب توفرىا فيو بل لكل ركن‬
‫من أركاف القياس شركطو الخاصة بو‪،‬كذكر المؤلف من شركط الفرع مناسبتو لِلصل في‬
‫الحكم ك من شركط اْلصل ثبوتو بدليل صحيح ك من شركط العلة إطرادىا في‬
‫معلوَلتها كيمكن أف نلخص ىذه الشركط كاآلتي تسهيال لفهمها‪:‬‬
‫أكَلن‪ :‬شركط اْلصل‪:‬‬
‫ُ‪ /‬يشترط في اْلصل أف يكوف الحكم فيو ثابتان بنص أك إجماع أك اتفاؽ الخصمين‪.‬‬
‫ِ‪ -‬أف َل يكوف معدكَلن بو عن قاعدة عامة مثل بيع العرايا كشهادة خزيمة فال يصحاف‬
‫أصال يقاس عليو كىذا الشرط مختلف فيو‪.‬‬
‫ثانيان‪ :‬شركط الفرع‪:‬‬
‫ُ‪ -‬كجود علة اْلصل فيو ْلنها مناط تعدية الحكم إليو‪.‬‬
‫ِ‪ -‬أف َل يكوف منصوصان على حكمو‪ ،‬فإف كاف لم يحتج إلى قياسو على غيره‪.‬‬
‫ً‬
‫اْلصل‪:‬‬ ‫ثالثان‪ :‬شركط حكم‬
‫ُ‪-‬أف يكوف الفرع مساكياى لو في اْلصل كقياس اْلرز على البر في تحريم الربا فإف‬
‫كاف الحكم في الفرع أزيد منو في اْلصل أك أنقص لم يصح القياس; كأف يكوف حكم‬
‫اْلصل الوجوب كحكم الفرع الندب أك العكس‪.‬‬
‫ِ‪ -‬أف يكوف شرعيان; َل عقليان فال يثبت ذلك بالقياس ْلنو يطلب فيو اليقين كالقياس‬
‫يفيد الظن‪.‬‬
‫رابعان‪ :‬شركط العلة‪:‬‬
‫ُ‪ -‬أف تكوف العلة متعدية فإف كانت قاصرة على محلها امتنع القياس بها لعدـ تعديها‬
‫إلى الفرع مثاؿ ذلك‪ :‬جعل شهادة خزيمة كشهادة رجلين لعلة سبقو إلى تصديق النبي‬
‫صلى اهلل عليو كسلم بنوع من التصديق لم يسبقو إليو غيره‪.‬‬
‫ِ‪ -‬أف تكوف كا ًإلسكار فكلما كجد ا ًإلسكار في شيء كجد التحريم فيو فإذا تخلفت‬
‫فإف كاف تخلفها لمانع فال تبطل كما ل ًو قيل القتل العمد العدكاف علة للقصاص كقد‬
‫تخلفت في قتل الوالد لولده عمداى عدكانان إذ أنو َل يقتل بو فيقاؿ إنها تخلفت لمانع‬
‫ىو اْلبوة فال تبطل في غير اْلب; فكلما كجد القتل العمد العدكاف من غير اْلب‬
‫كنحوه كجب القصاص‪.‬‬
‫كإف كاف تخلفها من غير مانع فال يصح التعليل بها كما لو قيل‪ :‬تجب الزكاة في‬
‫المواشي قياسان على اْلمواؿ بجامع دفع حاجة الفقير فيقاؿ إف التعليل بدفع حاجة‬
‫الفقير قد تخلف عنها الحكم في الجواىر مثال‪.‬‬

‫[اْلصل في اْلشياء]‬
‫كأما الحظر كاإلباحة‪ ،‬فمن الناس من يقوؿ إف اْلشياء بعد البعثة على الحظر‪ ،‬أم‬
‫على صفة ىي الحظر‪ ،‬إَل ما أباحتو الشريعة‪ ،‬فإف لم يوجد في الشريعة ما يدؿ على‬
‫اإلباحة‪ ،‬يتمسك باْلصل كىو الحظر‪.‬‬
‫كمن الناس من يقوؿ بضده ‪ ،‬كىو أف اْلصل في اْلشياء بعد البعثة أنها على اإلباحة‪،‬‬
‫إَل ما حظره الشرع‪.‬‬
‫كالصحيح التفصيل ‪ ،‬كىو أف المضار على التحريم‪ ،‬كالمنافع على الحل‪.‬‬
‫أما قبل البعثة فال حكم يتعلق بأحد ‪َ ،‬لنتفاء الرسوؿ الموصل إليو ‪.‬‬

‫خالصة كالـ المؤلف أف العلماء اختلفوا في أصل اْلشياء بعد بعثة الرسوؿ صلى اهلل‬
‫عليو ك سلم ىل ىي على اإلباحة أـ التحريم ك الحق أف ىناؾ ثالثة أقواؿ في المسألة‬
‫ك ربما َلختصار الرسالة اقتصر المؤلف على ذكر قولين فقط ك إلثراء الموضوع نذكر‬
‫كالـ اإلماـ ابن قدامة المقدسي رحمو اهلل تعالى في ركضة الناظر كجنة المناظر عن‬
‫حكم الذكات المنتفع بها قبل أف يرد فيها حكم من الشرع فيها ثالثة مذاىب‪:‬‬
‫اْلكؿ‪ :‬أنها على اإلباحة كاستدؿ أصحاب ىذا المذىب بقولو تعالى‪ " :‬ىو الذم خلق‬
‫لكم ما في اْلرض جميعا" فانو تعالى امتن على خلقو بما في اْلرض جميعا كَل يمتن‬
‫إَل بمباح‪ ،‬إذ َل منة في محرـ كاستدؿ إلباحتها أيضا بصيغ الحصر في اآليات كقولو‪:‬‬
‫(قل إنما حرـ ربى الفواحش ما ظهر منها كما بطن)‬
‫كقولو تعالى‪( :‬قل َل أجد فيما أكحى إلى محرمان على طاعم يطعمو إَل أف يكوف ميتة أك‬
‫دمان مسفوحان أك لحم خنزير‪ )..‬اآلية‪.‬‬
‫(قل تعالوا أتل ما حرـ ربكم عليكم‪ )..‬اآلية‪.‬‬
‫كاستدؿ لذلك أيضا بحديث (الحالؿ ما أحلو اهلل فى كتابو كالحراـ ما حرمو اهلل في‬
‫كتابو كما سكت عنو فهو مما عفا عنو) ‪.‬‬
‫المذىب الثاني‪ :‬أف ذلك على التحريم حتى يرد دليل اإلباحة كاستدؿ لهذا بأف اْلصل‬
‫منع التصرؼ في ملك الغير بغير إذنو كجميع اْلشياء ملك هلل جل كعال‪ ،‬فال يجوز‬
‫التصرؼ فيها إَل بعد إذنو‪ ،‬كنوقش ىذا اَلستدَلؿ بأف منع التصرؼ في ملك الغير‪،‬‬
‫إنما يقبح عادة في حق من يتضرر بالتصرؼ في ملكو‪ ،‬كأنو يقبح عادة المنع مماَل‬
‫ضرر فيو كاف َلستظالؿ بظل حائط إنساف كاَلنتفاع بضوء ناره كاهلل جل كعال َل يلحقو‬
‫ضرر من انتفاع مخلوقاتو بالتصرؼ في ملكو‪.‬‬
‫المذىب الثالث‪ :‬التوقف عنو حتى يرد دليل مبين للحكم فيو‪.‬‬
‫كللتنبيو ما ذكره الشارح جالؿ الدين المحلي من التفصيل ىو الصواب فإف علماء‬
‫اْلصوؿ ذكركا أف اْلعياف لها ثالث حاَلت‪:‬‬
‫ُ‪ /‬إما أف يكوف فيها ضرر محض كَل نفع فيها البتة كاف كل اْلعشاب السامة القاتلة‪.‬‬
‫ِ ‪/‬كإما أف يكوف فيها نفع محض كَل ضرر فيها أصال‪.‬‬
‫ّ‪/‬كإما أف يكوف فيها نفع من جهة كضرر من جهة‪ ،‬فإف كاف فيها الضرر كحده‪ ،‬كَل‬
‫نفع فيها أك مساكيا لو فهي حراـ لقولو صلى اهلل عليو كسلم‪َ( :‬ل ضرر كَل ضرار) ‪،‬‬
‫كإف كاف نفعها خالصا َل ضرر معو أك معو ضرر خفيف كالنفع أرجح منو‪ ،‬فأظهر‬
‫اْلقواؿ الجواز‪.‬‬

‫[اَلستصحاب]‬
‫كمعنى استصحاب الحاؿ الذم يحتج بو كما سيأتي‪.‬‬
‫أف يستصحب اْلصل أم العدـ اْلصلي عند عدـ الدليل الشرعي ‪ ،‬بأف لم يجده‬
‫المجتهد بعد البحث عنو بقدر الطاقة‬
‫كأف لم يجد دليالن على كجوب صوـ رجب فيقوؿ َل يجب باستصحاب الحاؿ أم‬
‫العدـ اْلصلي كىو حجة جزمان ‪.‬‬
‫أما اَلستصحاب المشهور‪ ،‬الذم ىو ثبوت أمر في الزمن الثاني لثبوتو في اْلكؿ‬
‫فحجة عندنا دكف الحنفية فال زكاة عندنا في عشرين ديناران ناقصة تركج ركاج‬
‫الكاملة باَلستصحاب‪.‬‬

‫المقصود من كالـ المؤلف رحمو اهلل تعالى أف استصحاب الحاؿ ىو‪ :‬عبارة عن‬
‫الحكم بثبوت أمر في الزماف الثاني بناء على ثبوتو في الزماف اْلكؿ; لفقداف ما يصلح‬
‫للتغيير‪ .‬ك إف شئت فقل ىو‪ :‬بقاء ما كاف على ما كاف نفيان كإثباتان حتى يثبت دليل يغير‬
‫الحالة‪ .‬كقسمو اْلصوليوف إلى أنواع ‪:‬‬
‫النوع اْلكؿ‪ :‬استصحاب البراءة اْلصلية‪ ،‬كىو‪ :‬استصحاب العدـ اْلصلي المعلوـ‪،‬‬
‫كذلك كبراءة الذمة من التكاليف حتى يقوـ الدليل على التكليف بأمر من اْلمور‪ ،‬فإذا‬
‫لم يقم دليل‪ :‬بقي ما كاف على ما كاف ‪ ،‬ك قد اشار إلى ىذا النوع المؤلف كمثل لو‬
‫الشارح بقولو أف لم يجد دليالن على كجوب صوـ رجب فيقوؿ َل يجب باستصحاب‬
‫الحاؿ أم العدـ اْلصلي كىو حجة جزمان ‪.‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬استصحاب الوصف المثبت للحكم الشرعي حتى يثبت خالفو‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫استصحاب الطهارة إذا شك في الحدث‪ ،‬فإف كصف الطهارة إذا ثبت كتأكدنا منو‬
‫أبيحت الصالة‪ ،‬فإف ىذا الحكم يستصحب حتى يثبت خالفو‪ ،‬كىو الحدث‪.‬‬
‫النوع الثالث‪ :‬استصحاب ما ا‬
‫دؿ الشرع على ثبوتو كاستمراره‪ ،‬مثل‪ :‬استمرار ملك‬
‫اإلنساف لهذه اْلرض مثالن بسبب الشراء; حتى يوجد ما يزيلو كيغيره‪.‬‬
‫النوع الرابع‪ :‬استصحاب حكم العموـ كالعمل بو حتى يرد ما ييخصص ذلك العموـ‪،‬‬
‫كاستصحاب العمل بالنص حتى يرد ما ينسخو‪.‬ىذه أىم أنواعو‪.‬‬
‫قاؿ الزركشي في البحر المحيط ‪ « :‬ىك يى ىو يح اجةه يىػ ٍف ىزعي إلىٍيػ ىها ال يٍم ٍجتى ًه يد إذىا لى ٍم يى ًج ٍد فًي‬
‫اى ًرياةي‪ ،‬ىس ىواءه ىكا ىف‬ ‫شافً ًعيا ًة كالظا ً‬ ‫ٍحنىابًلىةي ىكال ىٍمالً ًكياةي ىكأى ٍكثىػ ير ال ا‬ ‫صةن‪ .‬ىكبً ًو قى ى‬ ‫ادثىًة يح اجةن ىخا ا‬ ‫الٍح ً‬
‫ى‬ ‫اؿ ال ى‬ ‫ى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬
‫س لىوي‬ ‫في الناػ ٍف ًي أ ٍىك ٍاإلثٍػبىات‪ .‬ىكالناػ ٍف يي لىوي ىحالىتىاف‪ْ ،‬لىناوي إ اما أى ٍف يى يكو ىف ىع ٍقليًّا أ ٍىك ىش ٍرعيًّا‪ ،‬ىكلىٍي ى‬
‫وديًّا ًع ٍن ىدنىا‪.‬‬
‫ت ح ٍكما كج ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اإلثٍػبىات اإَل ىحالىةه ىكاح ىدةه‪ ،‬ىكى ىي الناػ ٍف يي‪ْ ،‬لى اف ال ىٍع ٍق ىل ىَل ييػثٍبً ي ي ن ي ي‬
‫فًي ًٍ ً‬
‫ً‬ ‫كالٍم ٍذ ىىب الثاانًي‪ :‬كنيًقل ىعن جمهوًر ال ً ً‬
‫م‪-‬‬ ‫ص ًر ٍّ‬‫س ٍي ًن الٍبى ٍ‬ ‫ين‪ ،‬ىكأىبًي ال ي‬
‫ٍح ى‬ ‫ٍحنىفياة ىكال يٍمتى ىكلٍّم ى‬ ‫ى‬ ‫ى ى ٍ يٍي‬ ‫ى ى ي‬
‫ك فًي‬ ‫يل فى ىك ىذلً ى‬ ‫اف يىػ ٍفتى ًق ير إلىى ال ادلً ً‬
‫وت فًي ال ازم ً‬ ‫س بً يح اج وة ًْلى اف الثُّبي ى‬ ‫ً ا‬
‫ى‬ ‫ىرح ىموي اللوي ‪ ،-‬أىناوي لىٍي ى‬
‫ىج ىرل‬ ‫ات‪ْ ،‬لى اف اللاوى أ ٍ‬
‫سيا ً ً‬ ‫ف ال ً‬
‫ٍح ٍّ‬ ‫وز أى ٍف يى يكو ىف ىكأى ٍف ىَل يى يكو ىف‪ ،‬ىكيي ىخالً ي‬ ‫اف الثاانًي‪ًْ ،‬لىناوي يى يج ي‬ ‫ال ازم ً‬
‫ى‬
‫ً‬ ‫ادةي فًي ال ا ً ً‬ ‫ادةى فً ىيها بً ىذلً ى‬
‫ٍح يق بً ىها‪ .‬ثي ام م ٍنػ يه ٍم ىم ٍن نىػ ىق ىل ىع ٍنوي‬ ‫ش ٍرعياات فى ىال تىػل ى‬ ‫ك‪ ،‬ىكلى ٍم تى ٍج ًر ال ىٍع ى‬ ‫ال ىٍع ى‬
‫اؿ الٍ ًه ٍن ًد ُّ‬ ‫م كًم ٍنػهم من نىػ ىقل ال ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫م‪ :‬ىك يى ىو‬ ‫ؼ يمطٍلى نقا‪ .‬قى ى‬ ‫ٍخ ىال ى‬ ‫يص الناػ ٍف ًي ب ٍاْل ٍىم ًر ال يٍو يجود ٍّ ى ي ٍ ى ٍ ى‬ ‫تى ٍخص ى‬
‫م ىكال ىٍع ىد ًم ٍّي ىج ًم نيعا لى ًكناوي بى ًعي هد‪ ،‬إ ٍذ تىػ ىفا ًريعي يه ٍم تى يد ُّؿ ىعلىى أى اف‬ ‫ؼ فًي الٍوج ً‬
‫ود ٍّ‬ ‫يي‬ ‫ٍخ ىال ى‬ ‫ضي ال ً‬ ‫يػ ٍقتى ً‬
‫ى‬
‫ىصلً ٍّي يح اجةه‪»...‬إلى آخر كالمو رحمو اهلل تعالى‪.‬‬ ‫اب ال ىٍع ىدًـ ٍاْل ٍ‬
‫ص ىح ى‬ ‫استً ٍ‬
‫ٍ‬

‫[ترتيب اْلدلة كالترجيح بينها]‬


‫كأما اْلدلة فيقدـ الجلي منها على الخفي ‪ ،‬كذلك كالظاىر كالمؤكؿ فيقدـ اللفظ‬
‫في معناه الحقيقي على معناه المجازم كالموجب للعلم على الموجب للظن‪ ،‬كذلك‬
‫كالمتواتر كاآلحاد فيقدـ اْلكؿ إَل أف يكوف عامان فيخص بالثاني كما تقدـ من‬
‫تخصيص الكتاب بالسنة ‪.‬‬
‫كالنطق من كتاب أك سنة ‪...‬على القياس إَل أف يكوف النطق عامان‪ ،‬فيخص بالقياس‬
‫كما تقدـ ‪.‬‬
‫كالقياس الجلي على الخفي ‪ ،‬كذلك كقياس العلة على قياس الشبو ‪ ،‬فإف كجد في‬
‫النطق من كتاب أك سنة ما يغير اْلصل ‪ ،‬أم العدـ اْلصلي الذم يعبر عن استصحابو‬
‫باستصحاب الحاؿ فواضح أنو يعمل بالنطق ‪.‬‬
‫كإَل أم كإف لم يوجد ذلك ‪ ،‬فيستصحب الحاؿ‪ ،‬أم العدـ اْلصلي أم يعمل بو ‪.‬‬

‫ىذا باب مهم من أبواب أصوؿ الفقو عقده المؤلف رحمو اهلل تعالى لبياف ترتيب اْلدلة‬
‫ك الترجيح بينها فيعلم طالب العلم ما يقدـ منها ك ما يؤخر‪ ،‬ك أما قولو «اْلدلة» جمع‬
‫دليل كالمراد بو ىنا‪ :‬ما تثبت بو اْلحكاـ الشرعية من الكتاب كالسنة كاإلجماع‬
‫كالقياس كقوؿ الصحابي كاَلستصحاب ك غيرىا من اْلدلة‪ .‬كالترتيب في اللغة جعل‬
‫كاحد من شيئين أك أكثر في رتبتو التي يستحقها‪ ،‬كمعلوـ أف اْلدلة الشرعية متفاكتة في‬
‫ٍخذ باْلضعف ًم ٍنػ ىها ىم ىع‬ ‫القوة فىي ٍحتىاج ال يٍم ٍجتىهد إًلىى معرفىة ىما يقدـ ًم ٍنػ ىها ىكىما ييػ ىؤخر; لًئى اال يىأ ي‬
‫كجود ٍاْلىقػ ىٍول‪.‬قاؿ الشيخ المرداكم في التحبير ‪ « :‬ا ٍعلىم أىنو لىوي ىما انٍتهى الٍ ىك ىالـ فًي‬
‫بما ىتعارض ًم ٍنػ ىها دليالف باقتضاء‬ ‫ً‬ ‫ًا ً‬
‫مبىاحث أىدلة الٍف ٍقو ال يٍمتافق ىعلىٍيػ ىها كالمختلف ف ىيها ير ى‬
‫حكمين متضادين‪ ،‬فاحتيج إًلىى معرفىة التػ ٍارتًيب‪ ،‬كالتعادؿ‪ ،‬كالتعارض‪ ،‬ىكالتػ ٍارًجيح‪ ،‬ىكحكم‬
‫ك إًنا ىما يقوـ بً ًو من يى ىو أىل ل ىذلًك ىك يى ىو ال يٍم ٍجتىهد‪ ،‬فىل ىذلًك قدـ ال يٍموفق‪،‬‬ ‫كل ًم ٍنػ ىها‪ ،‬ىك ىذلً ى‬
‫اجب‪ ،‬ىكابٍن يم ٍفلًح‪ ،‬ىكغىيرىم بىاب ًاَل ٍجتً ىهاد على ىى ىذا الٍبىاب‪ ،‬لى ًكن‬ ‫كاآلمدم‪ ،‬كابٍن الٍح ً‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫ارض كالتراجيح على ًاَل ٍجتً ىهاد; ًْلىناوي‬ ‫اع ي‬ ‫صوؿ " ىكأىتٍػبىاعو ي‬
‫قدموا التػ ى‬
‫ال ارا ًز ً‬
‫م في " ال ىٍم ٍح ي‬ ‫ٌ‬
‫ارض فًي أ ًىدلاة ال ًٍف ٍقو‬ ‫اع ي‬
‫از يد يخوؿ التػ ى‬ ‫ود‪.‬كإًنا ىما ىج ى‬
‫ص ى‬
‫ً‬ ‫صود‪ ،‬ىك ىذلً ى‬
‫ك ىما يتىػ ىوقاف ىعلىٍيو ال ىٍم ٍق ي‬ ‫ال ىٍم ٍق ي‬
‫ونها ظنية‪ »..‬انتهى‪.‬‬ ‫ل ىك ى‬
‫ك قد ذكر المؤلف تقديم بعض اْلدلة على بعض كالحقيقة على المجاز ك الظاىر على‬
‫المؤكؿ ك ىذا مفهوـ من كالمو «يقدـ الجلي منها على الخفي» فالجلي ىو‪ :‬كاضح‬
‫الدَللة‪ ،‬المتفق على دَللتو‪ ،‬فهو مقدـ على الخفي الذم يختلف الناس في دَللتو‬
‫كمعناه‪ .‬ك كذا يقدـ الموجب للعلم كالمتواتر على الموجب للظن كخبر اآلحاد‪ .‬قاؿ‬
‫الشيخ محمد حسن كلد الددك في شرح الورقات عند قوؿ المؤلف «كالموجب للعلم‬
‫على الموجب للظن» ‪« :‬أم‪ :‬القطعي منها‪ ،‬مقدـ على الظني‪.‬كالمقصود بذلك‪:‬‬
‫القطعي في الوركد‪ ،‬فهو مقدـ على الظني فيو‪.‬كىنا أربع احتماَلت‪ :‬اْلكؿ‪ :‬أف يأتي‬
‫الدليل قطعيان في دَللتو‪ ،‬كقطعيان في كركده‪ ،‬فهذا أبلغ اْلدلة كأقواىا‪.‬اَلحتماؿ الثاني‪:‬‬
‫أف يأتي الدليل قطعيان في الوركد ‪-‬آية من كتاب اهلل مثالن أك حديثان متواتران‪ -‬كلكنو ظني‬
‫في دَللتو‪ ،‬فدَللتو على المعنى المقصود‪ :‬ظنية‪ ،‬كىذا ىو الذم يليو‪.‬الثالث‪ :‬أف يكوف‬
‫ظني الوركد قطعي في الدَللة‪ ،‬حديث ظني كلكنو صريح في الدَللة‪ ،‬فهذا‬
‫الدليل ى‬
‫الذم يليو في المرتبة الثالثة‪.‬الرابع‪ :‬أف يكوف ظني الدَللة كالوركد‪ ،‬حديث ظني في‬
‫الوركد‪ ،‬كمع ذلك دَللتو غير صريحة‪ ،‬فهذا في المرتبة الرابعة‪ ».‬انتهى‪.‬‬
‫قولو‪ « :‬يقدـ من القياس‪ :‬الجلي على الخفي»‪.‬من المعلوـ أف القياس لو مراتب من‬
‫حيث القوة كالضعف كالجالء كالخفاء‪ ،‬فالقياس الذم في معنى اْلصل أقول من‬
‫القياس الجلي‪ ،‬كالجلي أقول من الخفي‪ ،‬كقياس العلة أقول من قياس الدَللة‪.‬‬
‫فائدة ‪:‬‬
‫يح قى ٍد يى يكو يف بًا ٍعتًبىا ًر‬ ‫ً‬
‫يقوؿ اإلماـ الشوكاني في إرشاد الفحوؿ ‪ « :‬ا ٍعلى ٍم‪ :‬أى اف التػ ٍارج ى‬
‫وؿ‪ ،‬ىكقى ٍد يى يكو يف بًا ٍعتًبىا ًر أ ٍىم ور‬ ‫ًٍ ً‬
‫اد‪ ،‬كقى ٍد يى يكو يف بًا ٍعتًبىا ًر الٍم ٍت ًن‪ ،‬كقى ٍد يى يكو يف بًا ٍعتًبىا ًر الٍم ٍدلي ً‬
‫ى‬ ‫ى ى‬ ‫اإل ٍسنى ى‬
‫ٍخ ًامس‪ :‬التػارًجيح بػين ٍاْلىقٍيًس ًة‪ .‬كالنػاوعي ال ا ً‬ ‫ًً‬
‫س‪:‬‬‫ساد ي‬ ‫ى ى ٍ‬ ‫ًج‪ ،‬فىػ ىهذه أ ٍىربىػ ىعةي أىنٍػ ىو واع‪ .‬ىكالنػ ٍاوعي ال ى ي ٍ ي ى ٍ ى‬ ‫ىخار و‬
‫كد السمعية‪.‬‬ ‫التػارًجيح بػين الٍح يد ً‬
‫ٍ ي ىٍ ى ي‬
‫النوع اْلكؿ‪ :‬الترجيح باعتبار اإلسناد‪.‬‬
‫الصورة اْلكلى‪:‬‬
‫الترجيح بكثرة الركاة‪ ،‬فيرجح ما ركاتو أكثر على ما يرىكاتًًو أىقى ال‪ ،‬لً يق اوةً الظا ٍّن بً ًو‪ ،‬ىكإًلىٍي ًو‬
‫ور‪.‬‬
‫ٍج ٍم يه ي‬‫ب ال ي‬ ‫ىذ ىى ى‬
‫اؿ الٍ ىك ٍرًخ ُّي‪.‬‬ ‫ات‪ ،‬ىكبً ًو قى ى‬ ‫اد ً‬ ‫ش ىه ى‬ ‫شافً ًع ُّي فًي الٍ ىق ًد ًيم إًلىى أىناػ يه ىما ىس ىواءه ىك ىشباػ ىهوي بًال ا‬ ‫ب ال ا‬ ‫ىك ىذ ىى ى‬
‫يل آ ىخ ىر قي ًط ىع بًاتٍّػبى ًاع ٍاْلى ٍكثى ًر‪ ،‬فىًإناوي أ ٍىكلىى‬ ‫الر يجوعي إًلىى ىدلً و‬ ‫ٍح ىرىم ٍي ًن‪ :‬إً ٍف لى ٍم يي ٍم ًك ًن ُّ‬ ‫اؿ إً ىم ي‬
‫اـ ال ى‬ ‫قى ى‬
‫اف ىى ًذهً ً‬
‫ص ىفتيػ يه ىما لى ٍم ييػ ىعطٍّليوا‬ ‫ض لى يهم ىخبػر ً‬
‫ار ى ٍ ى ى‬ ‫اإللٍغى ًاء; ًْلىناا نىػ ٍعلى يم أى اف ال ا‬
‫ص ىحابىةى لى ٍو تىػ ىع ى‬ ‫ًم ىن ًٍ‬
‫ٍّمو ىف ىى ىذا‪.‬‬ ‫ً‬
‫ال ىٍواق ىعةى‪ ،‬بى ٍل ىكانيوا ييػ ىقد ي‬
‫ىح ًد ًى ىما‪،‬‬‫ت يرىكاةي أ ى‬ ‫اف‪ ،‬ىكثيػ ىر ٍ‬ ‫ضً‬ ‫اس‪ ،‬ىك ىخبىػ ىرا ًف يمتىػ ىعا ًر ى‬ ‫ًً‬ ‫ً‬
‫اؿ‪ :‬ىكأى اما إًذىا ىكا ىف في ال ىٍم ٍسأىلىة قيى ه‬ ‫قى ى‬
‫اد ىعلىى ما يؤدم إليو اجتهاد الناظر‪.‬‬ ‫فىال ىٍم ٍسأىلىةي ظىنٍّػياةه‪ ،‬ىك ًاَل ٍعتً ىم ي‬
‫ب‬
‫اد ىعلىى ىما غىلى ى‬ ‫اضي‪ ،‬ىكالٍغى ىزالً ُّي‪ ،‬ىك يى ىو أى اف ًاَل ٍعتً ىم ى‬ ‫كفًي الٍمسأىلى ًة قىػو هؿ رابً هع صار "إًلىٍي ًو" الٍ ىق ً‬
‫ىٍ ٍ ى ىى‬ ‫ى‬
‫س ًم ٍن ىع ٍدلىٍي ًن‪ ،‬لً ًش ادةً يىػ ىقظىتً ًو ىك ى‬
‫ض ٍب ًط ًو‪.‬‬ ‫عدؿ أىقػ ىٍول فًي الناػ ٍف ً‬ ‫ب و‬ ‫على ظى ُّن ال يٍم ٍجتى ًه ًد‪ ،‬فىػ ير ا‬
‫انٍػتىػ ىهى‪.‬‬
‫الرىكاةً ًمثٍ يل‬
‫يح بًالٍ ىكثٍػ ىرةً‪ ،‬ىك يى ىو ىك ٍو يف ٍاْلى ٍكثى ًر ًم ىن ُّ‬ ‫كض فًي التػ ٍارًج ً‬ ‫ً‬
‫يح‪ ،‬لىك ان ال ىٍم ٍف ير ى‬ ‫صح ه‬
‫ك ىى ىذا ً‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫ف ال ىٍع ىدالى ًة ىكنى ٍح ًو ىىا‪.‬‬‫صً‬ ‫ٍاْلىقى ٍّل فًي ىك ٍ‬
‫اد ً‬ ‫ً‬ ‫يق ال ًٍعي ًد‪ :‬ىو مر اجح ًمن أىقػٍول الٍمر ٍّجح ً‬ ‫اؿ ابٍ ين ىدقً ً‬
‫ؼ‬ ‫ات‪ ،‬فىًإ اف الظا ان يىػتىأى اك يد ع ٍن ىد تىػ ىر ي‬ ‫يى ه ٍ ى ي ى ى‬ ‫قى ى‬
‫ٍم بً ًو يمتىػ ىواتًنرا‪ .‬انٍػتىػ ىهى‪.‬‬ ‫ً ً‬ ‫ا ً‬ ‫ٍّ ً ً‬
‫الرىكايىات‪ ،‬ىكل ىه ىذا يىػ ٍق ىول الظ ُّن إلىى أى ٍف يىص ىير الٍعل ي‬
‫ب ٍاآل ىخ ًر‪ ،‬فىًف ًيو قىػ ٍوىَل ًف‪:‬‬ ‫ٍجانً ً‬ ‫ً‬ ‫ت الٍ ىكثٍػ ىرةي ًم ٍن ىجانً و‬ ‫ضً‬
‫ب‪ ،‬ىكال ىٍع ىدالىةي م ىن ال ى‬ ‫ار ى‬‫أى اما لى ٍو تىػ ىع ى‬
‫يح الٍ ىكثٍػ ىرةً‪.‬‬ ‫ً‬
‫ىح يد يى ىما‪ :‬تىػ ٍرج ي‬ ‫أى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ب ىع ٍد وؿ يىػ ٍع ًد يؿ أىل ى‬ ‫يح ال ىٍع ىدالى ًة‪ ،‬فىًإناوي ير ا‬ ‫ً‬
‫يل‪ :‬إً اف يش ٍعبىةى‬ ‫ٍف ىر يج ول في الثٍّػ ىقة‪ ،‬ىك ىما ق ى‬ ‫يه ىما‪ :‬تىػ ٍرج ي‬ ‫ىكثىانً ي‬
‫ٍّيق ىعلىى ًرىكايىًة‬ ‫الصد ً‬ ‫ٍّمو ىف ًرىكايىةى ٍّ‬ ‫"مائىػتىػ ٍي ًن"‪ ،‬ىكقى ٍد ىكا ىف ال ا‬ ‫اج ىكا ىف يػع ًد يؿ ً‬
‫ص ىحابىةي ييػ ىقد ي‬ ‫ىٍ‬ ‫ٍح اج ً‬ ‫بٍ ىن ال ى‬
‫غىٍي ًرهً‪.‬‬
‫النػ ٍاوعي الثاانًي‪:‬‬
‫ٍخطىأى‬‫ادهي ىعالًينا; ًْلى اف ال ى‬ ‫ك بًأى ٍف يى يكو ىف إً ٍسنى ي‬ ‫ط فً ًيو قىلًيلىةن‪ ،‬ىكذىلً ى‬ ‫ت ال ىٍو ىسائً ي‬ ‫أىناوي يػر اجح ما ىكانى ً‬
‫يى ي ى‬
‫ت ىك ىسائًطيوي أى ٍكثىػ ىر‪.‬‬ ‫ت ىك ىسائًطيوي أىقى ال‪ ،‬يدك ىف ىما ىكانى ٍ‬ ‫يما ىكانى ٍ‬ ‫كالٍغىلى ى ً‬
‫طف ى‬ ‫ى‬
‫ث‪:‬‬ ‫النػ ٍاوعي الثاالً ي‬
‫ب إًلىى الض ٍاب ًط‪ ،‬إًاَل أى ٍف يعلم أف‬ ‫أىناػها تيػر اجح ًركايةي الٍ ىكبًي ًر ىعلىى ًركاي ًة ال ا ً ً‬
‫صغي ًر; ْلىناوي أىقػ ىٍر ي‬ ‫ىى‬ ‫ى ى ي ىى‬
‫ض ٍبطنا ًم ٍنوي‪.‬‬ ‫الصغير مثلو في الضبط‪ ،‬كأكثر ى‬
‫ؼ‬‫ك‪ًْ ،‬لىناوي أى ٍع ىر ي‬ ‫النػ ٍاوعي ال ارابً يع‪" :‬أىناػ ىها" تيػ ىر اج يح ًرىكايىةي ىم ٍن ىكا ىف فىًق نيها ىعلىى ىم ٍن لى ٍم يى يك ٍن ىك ىذلً ى‬
‫اظ‪.‬‬‫ت ٍاْلىلٍ ىف ً‬ ‫وَل ً‬ ‫بً ىم ٍدلي ى‬
‫ً‬
‫س‪:‬‬‫النػ ٍاوعي الٍ ىخام ي‬
‫ؼ بًال ىٍم ٍعنىى ًم ام ٍن لى ٍم يى يك ٍن‬ ‫"أىناػ ىها" تيػ ىر اج يح ًرىكايىةي ىم ٍن ىكا ىف ىعالً نما بًاللُّغى ًة ال ىٍع ىربًيا ًة; ًْلىناوي أى ٍع ىر ي‬
‫ك‪.‬‬ ‫ىك ىذلً ى‬
‫س‪:‬‬ ‫النػاوعي ال ا ً‬
‫ساد ي‬ ‫ٍ‬
‫ىح يد يى ىما أ ٍىكثى ىق ًم ىن ٍاآل ىخ ًر‪.‬‬
‫أى ٍف يى يكو ىف أ ى‬
‫سابً يع‪:‬‬
‫النػ ٍاوعي ال ا‬
‫ظ ًم ىن ٍاآل ىخ ًر‪.‬‬‫ىح ىف ى‬
‫ىح يد يى ىما أ ٍ‬‫أى ٍف يى يكو ىف أ ى‬
‫النػ ٍاوعي الثا ًام ين‪:‬‬
‫أى ٍف يى يكو ىف أحدىما من الخلفاء اْلربعة دكف اآلخر‪.‬‬
‫ااس يع‪:‬‬‫النػاوعي الت ً‬
‫ٍ‬
‫ىح يد يى ىما يمتابً نعا ىك ٍاآل ىخ ير يم ٍبتى ًد نعا‪.‬‬ ‫أى ٍف يى يكو ىف أ ى‬
‫اش ير‪:‬‬ ‫النػاوعي الٍع ً‬
‫ٍ ى‬
‫ص ًة‪.‬‬‫ؼ بًال ًٍق ا‬ ‫ب ال ىٍواقً ىع ًة; ًْلىناوي أى ٍع ىر ي‬ ‫أى ٍف ي يكو ىف أىح يدىما ً‬
‫صاح ى‬ ‫ى يى ى‬ ‫ى‬
‫ش ىر‪:‬‬ ‫م ىع ى‬ ‫النػاوعي ال ً‬
‫ٍحاد ى‬ ‫ٍ ى‬
‫اش نرا لً ىما ىرىكاهي يدك ىف ٍاآل ىخ ًر‪.‬‬ ‫أى ٍف ي يكو ىف أىح يد يىما مب ً‬
‫ى ى يى‬ ‫ى‬
‫ش ىر‪:‬‬ ‫النػ ٍاوعي الثاانً ىي ىع ى‬
‫صلاى اللاوي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم دكف اآلخرة; ْلف كثرة‬ ‫ىح يد يى ىما كثير المخالطة للنبي ى‬ ‫أى ٍف يى يكو ىف أ ى‬
‫اد نة فًي ًاَلطٍّىال ًع‪.‬‬ ‫ضي ًزيى ى‬ ‫الٍم ىخالىطىةى تىػ ٍقتى ً‬
‫ي‬
‫ش ىر‪:‬‬ ‫ث ىع ى‬ ‫النػ ٍاوعي الثاالً ى‬
‫ين ًم ىن ٍاآل ىخ ًر‪.‬‬ ‫أى ٍف ي يكو ىف أىح يد يىما أى ٍكثىػر م ىال ىزمةن لًل ً‬
‫ٍم ىحدٍّث ى‬ ‫ى ى ى ي ى ي‬ ‫ى‬
‫ش ىر‪:‬‬ ‫النػ ٍاوعي ال ارابً ىع ىع ى‬
‫صلاى اللاوي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم يدك ىف ٍاآل ىخ ًر‪.‬‬ ‫ً‬
‫ص ٍحبىتيوي للنابً ٍّي ى‬ ‫ت ي‬ ‫ىح يد يى ىما قى ٍد طىالى ٍ‬ ‫أى ٍف يى يكو ىف أ ى‬
‫ش ىر‪:‬‬ ‫س ىع ى‬ ‫النػاوع ال ى ً‬
‫ٍخام ى‬ ‫ٍي‬
‫ت ىع ىدالىتو بًالتػ ٍازكًي ًة‪ ،‬ك ٍاآل ىخر بًمج ارًد الظا ً‬
‫اى ًر‪.‬‬ ‫ى ى ي يى‬ ‫يي‬ ‫ىح يد يى ىما قى ٍد ثىػبىتى ٍ‬ ‫أى ٍف يى يكو ىف أ ى‬
‫ش ىر‪:‬‬ ‫س ىع ى‬ ‫النػاوعي ال ا ً‬
‫ساد ى‬ ‫ٍ‬
‫ار ىس ًة ىك ًاَل ٍختًبىا ًر‪ ،‬ىك ٍاآل ىخ ير بً يم ىج ارًد التػ ٍازكًيى ًة‪ ،‬فىًإناوي‬ ‫ً‬
‫ت ىع ىدالىتيوي بال يٍم ىم ى‬ ‫ىح يد يى ىما قى ٍد ثىػبىتى ٍ‬ ‫أى ٍف يى يكو ىف أ ى‬
‫ٍخبىػ ير ىكال يٍم ىعايىػنى ًة‪.‬‬
‫س ال ى‬ ‫لىٍي ى‬
‫ش ىر‪:‬‬ ‫سابً ىع ىع ى‬ ‫النػ ٍاوعي ال ا‬
‫ٍح ٍك يم بً ىع ىدالىتً ًو يدك ىف ٍاآل ىخ ًر‪.‬‬ ‫ىح يد يى ىما قى ٍد ىكقى ىع ال ي‬ ‫أى ٍف يى يكو ىف أ ى‬
‫ش ىر‪:‬‬‫اام ىن ىع ى‬ ‫النػاوع الث ً‬
‫ٍي‬
‫ٍّؿ بً يدكنً ىها‪.‬‬
‫يل‪ ،‬ىك ٍاآل ىخ ير عيد ى‬ ‫اع ًد ً‬‫اب التػ ٍ‬‫ىسبى ً‬ ‫أى ٍف ي يكو ىف أىح يد يىما قى ٍد عيد ى ً‬
‫ٍّؿ ىم ىع ذ ٍك ًر أ ٍ‬ ‫ى ى‬ ‫ى‬
‫ش ىر‪:‬‬ ‫ااس ىع ىع ى‬ ‫النػاوعي الت ً‬
‫ٍ‬
‫ين لً ٍآل ىخ ًر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أى ٍف ي يكو ىف الٍم ىزُّكو ىف ًْل ً ً‬
‫ىحدى ىما أى ٍكثىػ ىر م ىن ال يٍم ىزٍّك ى‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ى‬
‫النػ ٍاوعي ال ًٍع ٍش يرك ىف‪:‬‬
‫ين لً ٍآل ىخ ًر‪.‬‬ ‫أى ٍف ي يكو ىف الٍم ىزُّكو ىف ًْلىح ًد ًىما أى ٍكثىػر بحثنا عن أىحو ًاؿ الن ً ً‬
‫ااس م ىن ال يٍم ىزٍّك ى‬ ‫ى ى ى ى ٍ ى ٍ ٍى‬ ‫ي‬ ‫ى‬
‫ادم ىكال ًٍع ٍش يرك ىف‪:‬‬ ‫النػاوعي الٍح ً‬
‫ٍ ى‬
‫أى ٍف يى يكو ىف المزكوف ْلحدىما أعلم من المزكين لآلخر; ْلنو ىم ًزي ىد ال ًٍعل ًٍم لىوي ىم ٍد ىخ هل فًي‬
‫صابىًة‪.‬‬
‫اإل ى‬ ‫ًٍ‬
‫النػ ٍاوعي الثاانًي ىكال ًٍع ٍش يرك ىف‪:‬‬
‫ظ اللفظ‪ ،‬فهو أرجح ممن ركل بالمعنى‪ ،‬أى ًك ا ٍعتى ىم ىد ىعلىى‬ ‫ىح يد يى ىما قى ٍد ىح ًف ى‬ ‫أى ٍف يى يكو ىف أ ى‬
‫ٍح ٍف ًظ‪.‬‬‫ٍكتىاب ًة أىرجح ًمن ًركاي ًة م ًن ا ٍعتىم ىد ىعلىى ال ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً ً‬
‫ى‬ ‫يل‪ :‬إً اف ًرىكايىةى ىم ًن ا ٍعتى ىم ىد ىعلىى ال ى ٍ ى ي ٍ ى ى ى‬ ‫الٍكتىابىة‪ ،‬ىكق ى‬
‫ث ىكال ًٍع ٍش يرك ىف‪:‬‬ ‫النػ ٍاوعي الثاالً ي‬
‫ع ًح ٍفظنا ًم ىن ٍاآل ىخ ًر‪ ،‬ىكأىبٍطىأى نً ٍسيىانا ًم ٍنوي‪ ،‬فىًإناوي أ ٍىر ىج يح‪ ،‬أى اما لى ٍو ىكا ىف‬ ‫ىس ىر ى‬
‫ىح يد يى ىما أ ٍ‬‫أى ٍف يى يكو ىف أ ى‬
‫اى ير أى اف‬ ‫ع نًسيانا‪ ،‬ك ٍاآل ىخر أىبطىأى ًح ٍفظنا‪ ،‬كأىبطىأى نًسيانا‪ ،‬فىالظا ً‬ ‫أىح يدىما أىسر ً‬
‫ى ٍ ٍى‬ ‫ىس ىر ى ٍ ى ى ي ٍ‬ ‫ع ح ٍفظنا‪ ،‬ىكأ ٍ‬ ‫ى يى ٍى ى‬
‫ٍاآل ىخ ىر أ ٍىر ىج يح ًم ىن ٍاْل اىكًؿ; ًْلىناوي ييوثى يق بً ىما ىح ًفظىوي ىكىرىكاهي يكثيوقنا ىزائً ندا ىعلىى ىما ىرىكاهي ٍاْلى اك يؿ‪.‬‬
‫النػ ٍاوعي ال ارابً يع ىكال ًٍع ٍش يرك ىف‪:‬‬
‫أىناػ ىها تيػ ىر اج يح ًرىكايىةي ىم ٍن يوافق الحافظ ىعلىى ًرىكايىًة ىم ٍن يىػتىػ ىف ار يد ىع ٍنػ يه ٍم فًي ىكثًي ور ًم ٍن ًرىكايىاتًًو‪.‬‬
‫س ىكال ًٍع ٍش يرك ىف‪:‬‬ ‫النػاوع ال ى ً‬
‫ٍخام ي‬ ‫ٍي‬
‫آخ ًر عي ٍم ًرهً‪ ،‬ىكلى ٍم‬ ‫ط فًي ً‬ ‫ط ىعلىى ىم ًن ا ٍختىػلى ى‬ ‫أىناػ ىها تيػ ىر اج يح ًرىكايىةي ىم ٍن ىد ىاـ ىح ًفظيوي‪ ،‬ىك ىع ٍقليوي ىكلى ٍم يى ٍختىلً ٍ‬
‫اؿ ا ٍختً ىال ًط ًو‪.‬‬ ‫اؿ ىس ىال ىمتً ًو أ ٍىك ىح ى‬ ‫ٍخبىػ ىر ىح ى‬ ‫ييعرؼ ىى ٍل ىرىكل ال ى‬
‫س ىكال ًٍع ٍش يرك ىف‪:‬‬ ‫النػاوعي ال ا ً‬
‫ساد ي‬ ‫ٍ‬
‫ك "يمنػعو ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫"*م ىن‬ ‫أىناػ ىها تيػ ىر اج يح ًرىكايىةي ىم ٍن ىكا ىف أى ٍش ىه ىر بًال ىٍع ىدالى ًة ىكالثٍّػ ىق ًة م ىن ٍاآل ىخ ًر; ًْلى اف ىذل ى ى ٍ ى ي ي‬
‫ب‪.‬‬ ‫الٍ ىك ًذ ً‬
‫سابً يع ىكال ًٍع ٍش يرك ىف‪:‬‬‫النػ ٍاوعي ال ا‬
‫احتً ىر ىاز‬ ‫ب ىعلىى من لىم ي يكن م ٍشه ً‬ ‫اس ً‬
‫ورا; ْلى اف ٍ‬ ‫ىٍ ٍ ى ٍ ى ي ن‬ ‫ور الن ى‬ ‫أىناػ ىها تيػ ىر اج يح ًرىكايىةي ىم ٍن ىكا ىف ىم ٍش يه ى‬
‫ب أى ٍكثىػ ير‪.‬‬‫ال ىٍم ٍش يهوًر ىع ًن الٍ ىك ًذ ً‬
‫النػاوع الث ً‬
‫اام ين ىكال ًٍع ٍش يرك ىف‪:‬‬ ‫ٍي‬
‫ُّع ىف ًاء ىعلىى ىم ٍن‬
‫ىحد م ىن الض ى‬
‫اس ًم أ و ً‬
‫ى‬
‫س اسموي ب ً‬
‫كؼ اَل ٍس ًم‪ ،‬ىكلى ٍم يىػلٍتىبً ً ٍ ي ى‬
‫أى ٍف ي يكو ىف أىح يد يىما م ٍعر ى ً‬
‫ى ى ىي‬ ‫ى‬
‫يف‪.‬‬‫ض ًع و‬ ‫اس ًم ى‬ ‫يػلٍتىبًس اسموي ب ً‬
‫ى ي ٍي ى‬
‫النػ ٍاوعي التاسع كالعشركف‪:‬‬
‫وغ‪.‬‬‫وغ ىعلىى ًرىكايىًة ىم ٍن تى ىح ام ىل قىػ ٍب ىل الٍبيػلي ً‬
‫أنها تقدـ ًرىكايىةي ىم ٍن "تى ىح ام ىل بىػ ٍع ىد الٍبيػلي ً‬
‫النػ ٍاوعي الث ىاالثيو ىف‪:‬‬
‫اؿ أى ٍف يى يكو ىف ىما ىرىكاهي ىم ٍن‬ ‫أىناػ ىها تقدـ ركاية من تأخر إً ٍس ىال يموي ىعلىى ىم ٍن تىػ ىق اد ىـ إً ٍس ىال يموي; ًَل ٍحتًم ً‬
‫ى‬
‫م‪ ،‬ىكابٍ ين بىػ ٍرىىا ىف‪،‬‬ ‫ش ٍي يخ أىبيو إً ٍس ىحا ىؽ ٍّ‬
‫الش ىيرا ًز ُّ‬ ‫اؿ ال ا‬‫وخا‪ ،‬كىكذا قى ى‬ ‫س ن‬ ‫ً‬
‫تىػ ىق اد ىـ إ ٍس ىال يموي ىم ٍن ي‬
‫ك‪.‬‬ ‫س ىذلً ى‬ ‫م بً ىع ٍك ً‬ ‫اؿ ٍاآل ًم ًد ُّ‬ ‫م‪ ،‬ىكقى ى‬ ‫ضا ًك ُّ‬‫ىكالٍبىػ ٍي ى‬
‫ادم كالثالثوف‪:‬‬ ‫النػاوعي الٍح ً‬
‫ٍ ى‬
‫ً‬ ‫الذ يكور أىقػٍول فىػ ٍهما‪ ،‬كأىثٍػب ي ً‬ ‫ً‬
‫يل‪ :‬ىَل‬
‫ت ح ٍفظنا‪ ،‬ىكق ى‬ ‫ن ى ى‬ ‫أنها تقدـ ًرىكايىةي ال اذ ىك ًر ىعلىى ٍاْلينٍػثىى; ْلى اف ُّ ى ى‬
‫تيػ ىق اد يـ‪.‬‬
‫ٍح ٍّر ىعلىى ال ىٍع ٍب ًد; ًْلى اف تى ىح ُّرىزهي ىع ًن الٍ ىك ًذ ً‬
‫ب أى ٍكثىػ ير‪،‬‬ ‫ً‬
‫النػ ٍاوعي الثااني ىكالث ىاالثيو ىف‪ :‬أىناػ ىها تيػ ىق اد يـ ًرىكايىةي ال ي‬
‫يل‪ :‬ىَل تيػ ىق اد يـ‪.‬‬ ‫ً‬
‫ىكق ى‬
‫ث ىكالث ىاالثيو ىف‪:‬‬ ‫النػ ٍاوعي الثاالً ي‬
‫يث ىعلىى ىم ٍن لى ٍم يى ٍذ يك ٍر ىسبىبىوي‪.‬‬ ‫أىناػ ىها تيػ ىق ادـ ًركايةي من ذى ىكر سبب الٍح ًد ً‬
‫ي ى ى ى ٍ ى ىى ى ى‬
‫النػ ٍاوعي ال ارابً يع ىكالث ىاالثيو ىف‪:‬‬
‫الرىكاةي ىعلىٍي ًو على من اختلفوا عليو‪.‬‬ ‫ف ُّ‬ ‫أىناػ ىها تيػ ىق اد يـ ًركايةي م ٍن لىم ي ٍختىلً ً‬
‫ىى ى ٍ ى‬
‫النوع الخامس كالثالثين‪:‬‬
‫يث ًم ىن ٍاآل ىخ ًر‪ ،‬فىًإناػ ىها تيػ ىر اج يح ًرىكايىػتيوي‪.‬‬ ‫استًي ىفاء لًلٍح ًد ً‬
‫س ىن ٍ ن ى‬ ‫ىح ى‬‫ىح يد يى ىما أ ٍ‬‫أى ٍف يى يكو ىف أ ى‬
‫س ىكالث ىاالثيو ىف‪:‬‬ ‫النػاوعي ال ا ً‬
‫ساد ي‬ ‫ٍ‬
‫اب‪.‬‬ ‫اىا ىعلىى ىم ٍن ىس ًم ىع ًم ٍن ىكىر ًاء ًح ىج و‬ ‫أىناػ ىها تيػ ىق اد يـ ًرىكايىةي ىم ٍن ىس ًم ىع ًش ىف ن‬
‫سابً يع ىكالث ىاالثيو ىف‪:‬‬ ‫النػ ٍاوعي ال ا‬
‫ٍخبىػ ىريٍ ًن بًلى ٍف ًظ ىح ادثىػنىا كأخبرنا فإنو أرجح من لفظ أنبأنا‪.‬‬ ‫ىح يد ال ى‬ ‫أى ٍف يى يكو ىف أ ى‬
‫ظ ىح ادثىػنىا ىعلىى لىٍف ًظ أى ٍخبىػ ىرنىا‪.‬‬ ‫يل‪ :‬ىكييػ ىر اج يح لىٍف ي‬ ‫ً ً‬
‫ىكنى ٍح ًوه‪ ،‬ق ى‬
‫اام ين ىكالث ىاالثيو ىف‪:‬‬ ‫النػاوع الث ً‬
‫ٍي‬
‫اءةً ىعلىٍي ًو‪.‬‬ ‫ً ً ً‬ ‫ً‬
‫ش ٍي ًخ ىعلىى ًرىكايىة ىم ٍن ىسم ىع بالٍق ىر ى‬ ‫أىناػ ىها تيػ ىق اد يـ ًرىكايىةي ىم ٍن ىس ًم ىع ًم ٍن لىٍف ًظ ال ا‬
‫ااس يع ىكالث ىاالثيو ىف‪:‬‬‫النػاوعي الت ً‬
‫ٍ‬
‫ازةً‪.‬‬
‫اإل ىج ى‬‫س ىم ًاع ىعلىى ًرىكايىًة ىم ٍن ىرىكل بً ًٍ‬ ‫أىناػ ىها تيػ ىق اد يـ ًرىكايىةي ىم ٍن ىرىكل بًال ا‬
‫النػ ٍاوعي ٍاْل ٍىربىػعيو ىف‪:‬‬
‫أىناػ ىها تيػ ىق اد يـ ًرىكايىةي ىم ٍن ىرىكل ال يٍم ٍسنى ىد ىعلىى ًرىكايىًة ىم ٍن ىرىكل ال يٍم ٍر ىس ىل‪.‬‬
‫ادم ىك ٍاْل ٍىربىػعيو ىف‪:‬‬ ‫النػاوعي الٍح ً‬
‫ٍ ى‬
‫ٍخا ًر ىج ًة ىع ٍنػ يه ىما‪.‬‬
‫يث ال ى‬ ‫اد ً‬ ‫ص ًحيحي ًن ىعلىى ٍاْلىح ً‬
‫ى‬ ‫يث الاتًي في ال ا ى ٍ‬
‫ً‬ ‫اد ي‬ ‫أىناػها تيػ ىق ادـ ٍاْلىح ً‬
‫ي ى‬ ‫ى‬
‫النػ ٍاوعي الثاانًي ىك ٍاْل ٍىربىػعيو ىف‪:‬‬
‫أىناػ ىها تيػ ىق اد يـ ًرىكايىةي ىم ٍن لى ٍم ييػ ٍن ىك ٍر ىعلىٍي ًو ىعلىى ًرىكايىًة ىم ٍن أينٍ ًك ىر ىعلىٍي ًو‪.‬‬
‫اج هح‪،‬‬ ‫اد نة لًلظا ٍّن فىػ يهو ر ً‬ ‫اصلي ىها‪ :‬أى اف ىما ىكا ىف أى ٍكثىػ ىر إًفى ى‬ ‫يح ىكثًيرةه‪ ،‬كح ً‬ ‫كا ٍعلىم‪ :‬أى اف كج ى ً‬
‫ى ى‬ ‫وه التػ ٍارج ً ى ى ى‬ ‫يي‬ ‫ى ٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫فىًإ ٍف كقىع التػاعارض فًي بػع ً ً ً‬
‫ض‬ ‫ض ىىذه ال يٍم ىر ٍّج ىحات‪ ،‬فىػ ىعلىى ال يٍم ٍجتى ًهد أى ٍف ييػ ىر ٍّج ىح بىػ ٍي ىن ىما تىػ ىع ى‬
‫ار ى‬ ‫ى ى ى ي ي ىٍ‬
‫ًم ٍنػ ىها‪.‬‬
‫ات بًا ٍعتًبىا ًر ال ىٍم ٍت ًن فى ًه ىي أىنٍػ ىواعه‪:‬‬ ‫ىكأى اما ال يٍم ىر ٍّج ىح ي‬
‫النػ ٍاوعي ٍاْل اىك يؿ‪:‬‬
‫اـ بً ىم ٍعنىى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اص ىعلىى ال ىٍع ٍّ‬ ‫ٍخ ٍّ‬ ‫يم ال ى‬‫اؾ أى اف تىػ ٍقد ى‬ ‫يل‪ ،‬ىكىَل يى ٍخ ىف ى‬ ‫اـ‪ ،‬ىك ىذا ق ى‬ ‫ص ىعلىى ال ىٍع ٍّ‬ ‫ٍخا ُّ‬‫أى ٍف ييػ ىق اد ىـ ال ى‬
‫يح‪ ،‬بى ٍل ًم ٍن بى ً‬
‫اب‬ ‫اب التػ ٍارًج ً‬ ‫يما بىًقي لىٍيس ًم ٍن بى ً‬ ‫الٍعم ًل بً ًو فًيما تىػنىاكلىوي‪ ،‬كالٍعمل بًالٍع ٍّ ً‬
‫اـ ف ى ى ى‬ ‫ى ى ى ىى ي ى‬ ‫ىى‬
‫يح‪.‬‬‫ٍج ٍم ًع‪ ،‬ىك يى ىو يم ىق اد هـ ىعلىى التػ ٍارًج ً‬ ‫ال ى‬
‫النػ ٍاوعي الثاانًي‪:‬‬
‫صلاى اللاوي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم أىقػ ىٍول‪.‬‬ ‫يح; ْلى اف الظا ان بًأىناوي لفظ النبي ى‬
‫ص ً ً‬ ‫أىناوي يػ ىق ادـ ٍاْلىفٍصح ىعلىى الٍ ىف ً‬
‫ىي‬ ‫ي ي‬
‫يل‪ :‬ىَل ييػ ىر اج يح بً ىه ىذا; ًْلى اف البليغ يتكلم باْلفصح كالفصيح‪.‬‬ ‫ىكق ى‬
‫ً‬
‫النوع الثالث‪:‬‬
‫ٍح ىرىم ٍي ًن‬ ‫ص‪ ،‬ىك ىذا نىػ ىقلىوي إً ىم ي‬
‫اـ ال ى‬ ‫ص ى‬ ‫اـ الا ًذم قى ٍد يخ ٍّ‬‫ص ىعلىى ال ىٍع ٍّ‬ ‫ص ٍ‬ ‫اـ الا ًذم لى ٍم يي ىخ ا‬ ‫أف ييػ ىق اد يـ ال ىٍع ُّ‬
‫ف‬‫ض ًع ي‬ ‫ص ً‬
‫يص يي ٍ‬ ‫وؿ التا ٍخ ً‬ ‫م‪ ،‬ىك ىعلاليوا ذىلً ى‬
‫ك بًأى اف يد يخ ى‬ ‫ين‪ ،‬ىك ىج ىزىـ بً ًو يسلىٍي هم ال ارا ًز ُّ‬ ‫ً‬
‫ىع ًن ال يٍم ىح ٍّقق ى‬
‫يل ىع ٍن تى ىم ًاـ‬
‫ص قى ٍد أي ًز ى‬ ‫ص ى‬ ‫م; ًْلى اف الا ًذم قى ٍد يخ ٍّ‬‫اؿ الٍ ىف ٍخ ير ال ارا ًز ُّ‬‫ازا‪ ،‬قى ى‬‫ص يير بً ًو ىم ىج ن‬‫ظ‪ ،‬كي ً‬
‫اللا ٍف ى ى ى‬
‫س اماهي‪.‬‬ ‫يم ى‬
‫اصا‬
‫ث ىك ٍونيوي ىخ ًّ‬ ‫اج هح‪ً ،‬م ٍن ىح ٍي ي‬ ‫صص ر ً‬
‫م‪ :‬بأى اف ال يٍم ىخ ا ى ى‬
‫ص ًف ُّي الٍ ًه ٍن ًد ُّ ً‬ ‫ك ال ا‬ ‫ض ىعلىى ىذلً ى‬ ‫ىكا ٍعتىػ ىر ى‬
‫ً‬ ‫اـ‪ ،‬الا ًذم لى ٍم يي ىخ ا‬ ‫ٍّسبى ًة إًلىى ال ىٍع ٍّ‬
‫وص ىعلىى‬ ‫ص ً‬ ‫اـ ال ىٍم ٍخ ي‬ ‫يم ال ىٍع ٍّ‬ ‫ار ابٍ ين ال يٍمنىػيٍّ ًر تىػ ٍقد ى‬‫"كا ٍختى ى‬ ‫ص‪ ،‬ى‬ ‫ص ٍ‬ ‫بًالن ٍ‬
‫وص قى ٍد قىػلا ٍ‬ ‫ً‬ ‫اـ الا ًذم لى ٍم يي ىخ ا‬
‫ادهي‪ ،‬ىحتاى قارب النص; إذ كاف‬ ‫ت أىفٍػ ىر ي‬ ‫ص ى‬ ‫ص"; ْلى اف ال ىٍم ٍخ ي‬ ‫ص ٍ‬ ‫ال ىٍع ٍّ‬
‫صا فًي أىقى ٍّل يمتىػنى ىاكىَلتًًو‪.‬‬ ‫اـ ىَل بي اد أى ٍف يى يكو ىف نى ًّ‬ ‫ىع ٍّ‬
‫النػ ٍاوعي ال ارابً يع‪:‬‬
‫اـ الوارد على سبب‪ ،‬كذا قاؿ‬ ‫ب ىعلىى ال ىٍع ٍّ‬ ‫اـ الا ًذم لى ٍم يى ًر ٍد ىعلىى ىسبى و‬ ‫أىناوي ييػ ىق اد يـ ال ىٍع ُّ‬
‫م فًي "اللُّ ىم ًع"‪ ،‬ىك يسلىٍي هم‬ ‫ش ٍي يخ أىبيو إً ٍس ىحا ىؽ ٍّ‬
‫الش ىيرا ًز ُّ‬ ‫ٍكيىا‪ ،‬ىكال ا‬ ‫اف"‪ ،‬كإًل ً‬
‫ى‬
‫إًماـ الٍحرم ٍي ًن فًي "الٍبػرىى ً‬
‫يٍ‬ ‫ى ي ى ىى‬
‫ب يمتاػ ىف هق‬ ‫وؿ"‪ .‬قىاليوا‪ًْ :‬لى اف ال ىٍوا ًر ىد ىعلىى غىٍي ًر ىسبى و‬ ‫ص ً‬ ‫م في "ال ىٍم ٍح ي‬
‫يب" كال ارا ًز ُّ ً‬
‫م في "التاػ ٍق ًر ً ى‬
‫ال ارا ًز ُّ ً‬
‫ف فًي عم ً‬
‫وم ًو‪.‬‬ ‫ب يم ٍختىػلى ه‬ ‫وم ًو‪ ،‬ىكال ىٍوا ًر ىد ىعلىى ىسبى و‬ ‫علىى عم ً‬
‫يي‬ ‫ى يي‬
‫م‪ :‬كًمن الٍمعلي ً‬
‫ك‬‫ٍّسبى ًة إًلىى ذىلً ى‬ ‫ٍ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ً‬
‫ب‬ ‫ى‬ ‫ا‬
‫ت‬‫ى‬‫أ‬‫ت‬
‫ى‬ ‫ػ‬
‫ى‬ ‫ي‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ا‬
‫ن‬ ‫ً‬
‫إ‬
‫ٍ ى ى‬ ‫يح‬ ‫وـ أى اف ىى ىذا التػارً‬
‫ج‬ ‫ص ًف ُّي الٍ ًه ٍن ًد ُّ ى ى ى ٍ‬ ‫اؿ ال ا‬ ‫قى ى‬
‫ت ال ىٍعا ام ٍي ًن فى ىال‪ .‬انٍػتىػ ىهى‪.‬‬ ‫ٍّسبى ًة إًلىى ىسائً ًر ٍاْلىفٍػ ىر ًاد ال يٍم ٍن ىد ًر ىج ًة تى ٍح ى‬
‫ب‪ ،‬ىكأى اما بًالن ٍ‬ ‫سبى ً‬ ‫ال ا‬
‫ب يى ىو ىكائً هن فًي ىسائً ًر ٍاْلىفٍػ ىر ًاد‪.‬‬ ‫وـ ال ىٍوا ًرًد ىعلىى ىسبى و‬ ‫ؼ فًي عم ً‬ ‫ٍخ ىال ى‬‫كفً ًيو نىظىر; ًْلى اف ال ً‬
‫يي‬ ‫ه‬ ‫ى‬
‫س‪:‬‬ ‫النػاوع ال ى ً‬
‫ٍخام ي‬ ‫ٍي‬
‫از‪.‬‬
‫ب ال ىٍم ىج ي‬ ‫الذ ٍى ًن‪ ،‬ىى ىذا إًذىا لى ٍم يىػغٍلً ً‬ ‫اد ًرىىا إًلىى ٍّ‬ ‫ٍح ًقي ىقةي ىعلىى ال ىٍم ىجا ًز‪ ،‬لًتىبى ي‬ ‫أىناػ ىها تيػ ىق اد يـ ال ى‬
‫س‪:‬‬ ‫النػاوعي ال ا ً‬
‫ساد ي‬ ‫ٍ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ٍح ًقي ىق ًة ىعلىى ال ىٍم ىجا ًز الا ًذم لى ٍم يى يك ٍن ىك ىذلً ى‬ ‫أىناوي يػ ىق ادـ الٍمج ي ً‬
‫از الاذم يى ىو أى ٍشبىوي بًال ى‬ ‫ي ي ىى‬
‫سابً يع‪:‬‬ ‫النػ ٍاوعي ال ا‬
‫اؿ فًي‬ ‫أىناوي ييػ ىق اد يـ ىما ىكا ىف ىح ًقي ىقةن ىش ٍر ًعياةن‪ ،‬أ ٍىك عي ٍرفًياةن ىعلىى ىما ىكا ىف ىح ًقي ىقةن ليغى ًوياةن‪ .‬قى ى‬
‫ك‪ .‬ىك ىذا‬ ‫يما لى ٍم يى يك ٍن ىك ىذلً ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ص ً‬
‫ار"* ىش ٍرعيًّا‪ ،‬ىَل ف ى‬ ‫"ص ى‬‫وؿ"‪ :‬كىذا ظاىر في اللفظ الذم ى‬ ‫"ال ىٍم ٍح ي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ت ىك ٍونيوي ىش ٍرعيًّا‪ ،‬فىًإناوي ىخار ه‬
‫ًج‬ ‫يما ىَل يىػثٍبي ي‬ ‫ار ىش ٍرعيًّا‪ ،‬ىَل ف ى‬ ‫صى‬ ‫يما ى‬ ‫اؿ‪ ،‬ىكىَل يى ٍخ ىفى أى اف الٍ ىك ىال ىـ ف ى‬ ‫قى ى‬
‫ىع ٍن ىى ىذا‪.‬‬
‫النػاوع الث ً‬
‫اام ين‪:‬‬ ‫ٍي‬
‫ض ىما ًر فًي ىد ىَللىتً ًو ىعلىى ىما يى ىو يم ٍفتى ًق هر إًلىٍي ًو‪.‬‬ ‫اإل ٍ‬‫أىناوي ييػ ىق اد يـ ىما ىكا ىف يم ٍستىػغٍنًينا ىع ًن ًٍ‬
‫النػاوعي الت ً‬
‫ااس يع‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫اؿ علىى الٍمر ًاد ًمن كجهي ًن علىى ما ىكا ىف د ًّاَل علىى الٍمر ًاد ًمن كج وو ك ً‬
‫اح ود‪.‬‬ ‫ى ى يى ٍ ى ٍ ى‬ ‫أىناوي ييػ ىق اد يـ ال اد ُّ ى ي ى ٍ ى ٍ ى ٍ ى ى‬
‫اش ير‪:‬‬ ‫النػاوعي الٍع ً‬
‫ٍ ى‬
‫اسطىوة‪.‬‬ ‫اسطىوة ىعلىى ما ىد اؿ ىعلىي ًو بًو ً‬
‫ٍ ى‬ ‫ى‬
‫أىناوي يػ ىق ادـ ما ىد اؿ ىعلىى الٍمر ًاد بًغىي ًر ك ً‬
‫يى ٍ ى‬ ‫ي يى‬
‫ش ىر‪:‬‬‫م ىع ى‬ ‫النػاوعي ال ً‬
‫ٍحاد ى‬ ‫ٍ ى‬
‫ك; ًْلى اف ىد ىَللىةى ال يٍم ىعلا ًل‬‫ٍح ٍك ًم ىعلىى ىما لى ٍم يى يك ٍن ىك ىذلً ى‬ ‫ًً‬ ‫أىناوي ييػ ىق اد يـ ىما ىكا ىف فً ًيو ًٍ‬
‫يماءي إًلىى علاة ال ي‬ ‫اإل ى‬
‫ض يح ًم ٍن ىد ىَللى ًة ىما لى ٍم يى يك ٍن يم ىعلا نال‪.‬‬ ‫أ ٍىك ى‬
‫ش ىر‪:‬‬‫النػ ٍاوعي الثاانً ىي ىع ى‬
‫ت فً ًيو ال ًٍعلاةي متىأىخ ً‬ ‫ٍّمةن ىعلىى ىما ذيكً ىر ٍ‬ ‫أىناوي يػ ىق ادـ ما ذيكًر ٍ ً ً ً‬
‫يل بالعكس‪.‬‬ ‫ٍّرنة‪ ،‬ىكق ى‬
‫ي ى‬ ‫ت فيو الٍعلاةي يمتىػ ىقد ى‬ ‫ي يى ى‬
‫ش ىر‪:‬‬
‫ث ىع ى‬ ‫النػ ٍاوعي الثاالً ى‬
‫ارةً الٍ يقبيوًر‪،‬‬‫ت نىػ ىه ٍيتي يك ٍم ىع ٍن ًزيى ى‬‫ضةه ىعلىى ىما لى ٍم يي ٍذ ىك ٍر‪ ،‬ىك ىق ٍولً ًو‪ " :‬يك ٍن ي‬ ‫ً ًً‬
‫أىناوي ييػ ىق اد يـ ىما ذيك ىر فيو يم ىع ى‬
‫ار ى‬
‫ارةً يمطٍلى نقا‪.‬‬ ‫اؿ ىعلىى تى ٍح ًر ًيم ٍّ‬
‫الزيى ى‬ ‫كىا" ىعلىى ال اد ٍّ‬ ‫كر ى‬‫فىػ يز ي‬
‫ش ىر‪:‬‬‫النػ ٍاوعي ال ارابً ىع ىع ى‬
‫يد ىعلىى ىما لم يقرف بو‪.‬‬ ‫اه ًد ً‬‫أىناوي ييػ ىق اد يـ ال ىٍم ٍق يرك يف بًالتػ ٍ‬
‫النوع الخامس عشر‪:‬‬
‫يد ىعلىى ىما لى ٍم ييػ ٍق ىر ٍف بً ًو‪.‬‬ ‫أنو يػ ىق ادـ الٍم ٍقرك يف بًالتاأٍكً ً‬
‫ي ى ى ي‬
‫ش ىر‪:‬‬
‫س ىع ى‬ ‫النػاوعي ال ا ً‬
‫ساد ى‬ ‫ٍ‬
‫ودا بً ًو الٍبىػيىا يف ىعلىى ىما لى ٍم يقصد بو‪.‬‬ ‫ص ن‬ ‫أىناوي ييػ ىق اد يـ ىما ىكا ىف ىم ٍق ي‬
‫النوع السابع عشر‪:‬‬
‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يل بالعكس‪" ،‬قيل"*‪ :‬ىَل ييػ ىر اج يح‬
‫وـ ال يٍم ىوافىػ ىقة ىعلىى ىم ٍف يهوـ ال يٍم ىخالىىفة‪ ،‬ىكق ى‬ ‫أنو ييػ ىق اد ىـ ىم ٍف يه ي‬
‫ىح يد يى ىما ىعلىى ٍاآل ىخ ًر‪ ،‬ىك ٍاْل اىك يؿ أ ٍىكلىى‪.‬‬ ‫أى‬
‫ش ىر‪:‬‬
‫اام ىن ىع ى‬‫النػاوع الث ً‬
‫ٍي‬
‫اه يي ىعلىى ٍاْل ٍىم ًر‪.‬‬ ‫أىناوي ييػ ىق اد يـ النػ ٍ‬
‫ش ىر‪:‬‬
‫ااس ىع ىع ى‬‫النػاوعي الت ً‬
‫ٍ‬
‫اح ًة‪.‬‬
‫اإلبى ى‬ ‫اهي ىعلىى ًٍ‬
‫أىناوي ييػ ىق اد يـ النػ ٍ ي‬
‫النػ ٍاوعي ال ًٍع ٍش يرك ىف‪:‬‬
‫اح ًة‪.‬‬
‫اإلبى ى‬ ‫أىناوي ييػ ىق اد يـ ٍاْل ٍىم ير ىعلىى ًٍ‬
‫ادم ىكال ًٍع ٍش يرك ىف‪:‬‬ ‫النػاوعي الٍح ً‬
‫ٍ ى‬
‫احتً ىم ناَل‪.‬‬
‫احتً ىم ناَل ىعلىى ٍاْلى ٍكثى ًر ٍ‬ ‫أىناوي ييػ ىق اد يـ ٍاْلىقى ُّل ٍ‬
‫النػ ٍاوعي الثاانًي ىكال ًٍع ٍش يرك ىف‪:‬‬
‫از ىعلىى ال يٍم ٍشتىػ ىر ًؾ‪.‬‬ ‫أىناوي ييػ ىق اد يـ ال ىٍم ىج ي‬
‫ث ىكال ًٍع ٍش يرك ىف‪:‬‬ ‫النػ ٍاوعي الثاالً ي‬
‫ؼ‪ ،‬ىعلىى غىٍي ًر ٍاْلى ٍش ىه ًر فً ىيها‪.‬‬ ‫شر ًع‪ ،‬أى ًك اللُّغى ًة‪ ،‬أى ًك الٍعر ً‬ ‫ً‬
‫يٍ‬ ‫أىناوي ييػ ىق اد يـ ٍاْلى ٍش ىه ير في ال ا ٍ‬
‫النػ ٍاوعي ال ارابً يع ىكال ًٍع ٍش يرك ىف‪:‬‬
‫ارةً‪ ،‬ىك ىعلىى ما يدؿ باإليماء على ىما يى يد ُّؿ‬ ‫ض ًاء ىعلىى ىما يى يد ُّؿ بً ًٍ‬
‫اإل ىش ى‬ ‫أىناوي ييػ ىق اد يـ ىما يى يد ُّؿ بً ًاَلقٍتً ى‬
‫وـ‪ ،‬يم ىوافىػ ىقةن ىكيم ىخالىىفةن‪.‬‬ ‫بًالٍم ٍفه ً‬
‫ى ي‬
‫س ىكال ًٍع ٍش يرك ىف‪:‬‬ ‫النػاوع ال ى ً‬
‫ٍخام ي‬ ‫ٍي‬
‫اص; ًْلىناوي أى ٍكثىػ ير‪.‬‬‫ٍخ ٍّ‬‫يل ال ى‬ ‫ض ام ين تىأٍ ًك ى‬
‫اـ ىعلىى ىما يىػتى ى‬ ‫يص ال ىٍع ٍّ‬ ‫ً‬
‫ض ام ين تى ٍخص ى‬ ‫أىناوي ييػ ىق اد يـ ىما يىػتى ى‬
‫س ىكال ًٍع ٍش يرك ىف‪:‬‬ ‫النػاوعي ال ا ً‬
‫ساد ي‬ ‫ٍ‬
‫أىناوي ييػ ىق اد يـ ال يٍم ىقيا يد ىعلىى ال يٍمطٍلى ًق‪.‬‬
‫سابً يع ىكال ًٍع ٍش يرك ىف‪:‬‬‫النػ ٍاوعي ال ا‬
‫صيغىةي عم ً‬
‫وم ًو بً ىك ٍونًًو‬ ‫يح‪ ،‬ىعلىى ما ىكا ىف ً‬ ‫ش ٍر ًط ال ا‬
‫ص ًر ً‬ ‫وم ًو بًال ا‬ ‫صيغىةي عم ً‬ ‫ت" ً‬ ‫أىناوي ييػ ىق اد يـ ىما " ىكانى ٍ‬
‫يي‬ ‫ى‬ ‫يي‬
‫ضافنا ىكنى ٍح ىو يى ىما‪.‬‬ ‫اؽ الناػ ٍف ًي‪ ،‬أ ٍىك ىج ٍم نعا يم ىع ارفنا أ ٍىك يم ى‬ ‫نى ًكرةن فًي ًسي ً‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫النػاوع الث ً‬
‫اام ين ىكال ًٍع ٍش يرك ىف‪:‬‬ ‫ٍي‬
‫الالًـ‪ ،‬لً ىكثٍػرةً‬ ‫ؼ بً ا‬ ‫س الٍمع ار ً‬ ‫وؿ ىعلىى ٍ ً‬ ‫ً‬
‫ى‬ ‫اس ًم الٍج ٍن ً ي ى‬ ‫ص ي‬ ‫ٍج ٍم يع ال يٍم ىحلاى ىكاَل ٍس يم ال ىٍم ٍو ي‬ ‫أىناوي ييػ ىق اد يـ ال ى‬
‫كؼ فًي ىى ىذا‪ ،‬ىكفًي الا ًذم‬ ‫ؼ معر و‬ ‫ً و‬ ‫ص يير ىد ىَللىتيوي أى ٍ‬ ‫ود‪ ،‬فىػتى ً‬‫استً ٍعمالً ًو فًي الٍم ٍعه ً‬
‫ف‪ ،‬ىعلىى خ ىال ى ٍ ي‬ ‫ض ىع ى‬ ‫ى ي‬ ‫ٍ ى‬
‫قبلو‪.‬‬
‫وؿ فى ًه ىي أىنٍػ ىواعه‪.‬‬ ‫ات بًا ٍعتًبىا ًر الٍم ٍدلي ً‬
‫ىكأى اما ال يٍم ىر ٍّج ىح ي‬
‫ى‬
‫النػ ٍاوعي ا ٍْل اىك يؿ‪:‬‬
‫أىناوي ييػ ىق اد يـ ىما ىكا ىف يم ىق ٍّرنرا لً يح ٍك ًم اْلصل كالبراءة على ما كاف ناقالف كقيل بًال ىٍع ٍك ً‬
‫س‪ ،‬ىكإًلىٍي ًو‬
‫ضا ًك ُّ‬
‫م‪.‬‬ ‫م‪ ،‬ىكالٍبىػ ٍي ى‬‫ار ٍاْلى اك ىؿ الٍ ىف ٍخ ير ال ارا ًز ُّ‬
‫ور‪ ،‬ىكا ٍختى ى‬
‫ٍج ٍم يه ي‬
‫ب ال ي‬ ‫ذى ىى ى‬
‫ً‬
‫ور‪.‬‬
‫ٍج ٍم يه ي‬ ‫ب إًلىٍيو ال ي‬
‫ٍح ُّق ىما ذى ىى ى‬ ‫ىكال ى‬
‫الناػ ٍوعي الثاانًي‪:‬‬
‫اط‪ ،‬فىًإناوي أ ٍىر ىج يح‪.‬‬ ‫أى ٍف ي يكو ىف أىح يدىما أىقػٍرب إًلىى ًاَلحتًي ً‬
‫ٍى‬ ‫ى يى ى ى‬ ‫ى‬
‫ث‪:‬‬‫النػ ٍاوعي الثاالً ي‬
‫ت ىعلىى الٍم ٍن ًف ٍّي‪ ،‬نىػ ىقلىوي إًماـ الٍحرم ٍي ًن ىعن جم يهوًر الٍ يف ىق ىه ًاء; ًْلى اف مع الٍمثٍبً ً‬
‫ت‬ ‫أىناوي ييػ ىق اد يـ ال يٍمثٍبى ي‬
‫ىى ي‬ ‫ٍ يٍ‬ ‫ى ي ى ىى‬ ‫ى‬
‫ًزي ً‬
‫ص ىفى"‪.‬‬ ‫ارهي فًي "ال يٍم ٍستى ٍ‬ ‫يل‪ :‬يى ىما ىس ىواءه‪ ،‬ىكا ٍختى ى‬
‫ً ً‬
‫يل‪ :‬ييػ ىق اد يـ الناافي‪ ،‬ىكق ى‬
‫ً‬
‫ادةى عل وٍم‪ ،‬ىكق ى‬ ‫ىى‬
‫النػ ٍاوعي ال ارابً يع‪:‬‬
‫ً‬ ‫أىناوي ييػ ىق اد يـ ىما ييًفي يد يس يقو ى‬
‫ٍح ٍّد ىعلىى ىما ييفي يد لييز ى‬
‫كموي‪.‬‬ ‫ط ال ى‬
‫س‪:‬‬ ‫النػاوع ال ى ً‬
‫ٍخام ي‬ ‫ٍي‬
‫س‪.‬‬‫يل بًال ىٍع ٍك ً‬ ‫ف ىعلىى ما ىكا ىف ح ٍكموي أى ٍغلى ى ً‬ ‫ىخ ا‬ ‫أىناوي ييػ ىق اد يـ ىما ىكا ىف يح ٍك يموي أ ى‬
‫ظ‪ ،‬ىكق ى‬ ‫ي ي‬ ‫ى‬
‫س‪:‬‬ ‫النػاوعي ال ا ً‬
‫ساد ي‬ ‫ٍ‬
‫أىناوي ييػ ىق اد يـ ىما ىَل تىػعي ُّم بً ًو الٍبىػل ىٍول ىعلىى ىما تىػعي ُّم بً ًو‪.‬‬
‫سابً يع‪:‬‬‫النػ ٍاوعي ال ا‬
‫ً‬ ‫ًو‬ ‫ً ً‬ ‫ً ً‬
‫ب‬‫ىح يد يى ىما يموجبنا ل يح ٍك ىم ٍي ًن‪ ،‬ىك ٍاآل ىخ ير يموجبنا ل يح ٍك وم ىكاحد‪ ،‬فىًإناوي ييػ ىق اد يـ ال يٍموج ي‬ ‫أى ٍف يى يكو ىف أ ى‬
‫لً يح ٍك ىم ٍي ًن‪ًَ ،‬ل ٍشتً ىمالً ًو ىعلىى ًزيى ى‬
‫ادةو لى ٍم يىػ ٍنػ يقل ىٍها ٍاآل ىخ ير‪.‬‬
‫النػاوع الث ً‬
‫اام ين‪:‬‬ ‫ٍي‬
‫ف ىعلىى ىما‬ ‫ٍح ٍك ًم التا ٍكلً ًيف ٍّي; ًْلى اف ال ىٍو ٍ‬
‫ض ًع اي ىَل يىػتىػ ىوقا ي‬ ‫ضع ُّي ىعلىى ال ي‬
‫أىناوي يػ ىق ادـ الٍح ٍكم الٍو ٍ ً‬
‫ي ي ي ي ى‬
‫ف‪.‬‬ ‫ف ىعلىٍي ًو التا ٍكلً ًيف ُّي‪ً ،‬م ٍن أ ٍىىلًيا ًة الٍم ىكلا ً‬ ‫يىػتىػ ىوقا ي‬
‫ي‬
‫شار ًًع‪.‬‬‫ودةه لًل ا‬‫ص ى‬ ‫ً‬ ‫ًً‬
‫س; ْلى اف التا ٍكليف اي أى ٍكثىػ ير ىمثيوبىةن‪ ،‬ىكى ىي ىم ٍق ي‬
‫كقًيل بًالٍع ٍك ً ً‬
‫ى ى ى‬
‫النػاوعي الت ً‬
‫ااس يع‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫يس ىعلىى ىما فً ًيو تىأٍكًي هد‪.‬‬ ‫ًً ً‬
‫أىناوي ييػ ىق اد يـ ىما فيو تىأٍس ه‬
‫ً‬ ‫كا ٍعلىم‪ :‬أف المرجع فًي ًمثٍ ًل ىى ًذهً التػارًج ً‬
‫يحات يى ىو نىظىير ال يٍم ٍجتى ًهد ال يٍمطٍلى يق‪ ،‬فىػييػ ىقد ي‬
‫ٍّـ ىما ىكا ىف‬ ‫ٍ ى‬ ‫ى ٍ‬
‫ًع ٍن ىدهي أ ٍىر ىج ىح ىعلىى غيره إذا تعارضت‪.‬‬
‫ٍخا ًر ىج ًة فى ًه ىي أىنٍػ ىواعه‪:‬‬‫كأما المرجحات بحسب ٍاْل ييموًر ال ى‬
‫النػ ٍاوعي ٍاْل اىك يؿ‪:‬‬
‫آخ ير‪.‬‬
‫يل ى‬ ‫آخر ىعلىى ما لىم يػع ٍّ ً‬ ‫أىناو يػ ىق ادـ ما ىع ا ً‬
‫ض ٍدهي ىدل ه‬ ‫ى ٍ يى‬ ‫يل ى ي‬ ‫ض ىدهي ىدل ه‬ ‫يي يى‬
‫النػ ٍاوعي الثاانًي‪:‬‬
‫صيغىةى لىوي‪.‬‬‫صيغىةن‪ ،‬كال ًٍف ٍعل ىَل ً‬ ‫أى ٍف ي يكو ىف أىح يد يىما قىػونَل ك ٍاآل ىخر فً ٍع نال‪ ،‬فىػيػ ىق ادـ الٍ ىقو يؿ; ًْلى اف لىوي ً‬
‫ى ي‬ ‫ي ي ٍ‬ ‫ى ى ٍ ى ي‬ ‫ى‬
‫ك‪ ،‬كضرب‬ ‫ٍح ٍك ًم‪ ،‬ىعلىى ىما لى ٍم يى يك ٍن ىك ىذلً ى‬ ‫يح بًال ي‬ ‫اص ًر ي‬ ‫ث‪ :‬أىناوي ييػ ىق اد يـ ىما ىكا ىف فً ًيو الت ٍ‬ ‫النػ ٍاوعي الثاالً ي‬
‫ارةً‪.‬‬
‫اإل ىش ى‬‫اْلمثاؿ كنحوىا‪ ،‬فإنها ترجح العبارة ىعلىى ًٍ‬
‫النػ ٍاوعي ال ارابً يع‪:‬‬
‫ٍحقٍّ‪.‬‬ ‫ك; ًْلى اف ٍاْلى ٍكثىػر أىكلىى بًًإ ً‬
‫صابىة ال ى‬‫ى‬ ‫ى ٍ‬ ‫س ىك ىذلً ى‬ ‫سلىف ىعلىى ىما لىٍي ى‬
‫أىناوي يػ ىق اد يـ ما عمل أى ٍكثىػر ال ا ً‬
‫ي‬ ‫ي ى‬
‫ٍح ُّق فًي ىكثًي ور ًم ىن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ىكفيو نىظىهر; ْلىناوي ىَل يح اجةى في قىػ ٍوًؿ ٍاْلى ٍكثى ًر‪ ،‬ىكىَل في ىع ىمل ًه ٍم‪ ،‬فىػ ىق ٍد يى يكو يف ال ى‬
‫ً‬ ‫ًً‬
‫ض وع ًم ٍن كًتىابً ًو‪.‬‬ ‫الٍمسائً ًل مع ٍاْلىقى ٍّل‪ ،‬كلً ىه ىذا م ىدح اللاوي ال ًٍقلاةى فًي غىٍي ًر مو ً‬
‫ىٍ‬ ‫ى ى ى‬ ‫ى ى ىى‬
‫س‪:‬‬ ‫الناػوع ال ى ً‬
‫ٍخام ي‬ ‫ٍي‬
‫ٍخلى ىف ًاء ٍاْل ٍىربىػ ىع ًة يدك ىف ٍاآل ىخ ًر‪ ،‬فىًإناوي ييػ ىق اد يـ ال يٍم ىوافً يق‪ ،‬ىكفً ًيو‬
‫ىح يد يى ىما يم ىوافً نقا لً ىع ىم ًل ال ي‬
‫أى ٍف يى يكو ىف أ ى‬
‫نىظىهر‪.‬‬
‫س‪:‬‬ ‫النػاوعي ال ا ً‬
‫ساد ي‬ ‫ٍ‬
‫ٍح ىرىم ٍي ًن يدك ىف ٍاآل ىخ ًر‪ ،‬ىكفً ًيو نىظىهر‪.‬‬ ‫أى ٍف يى يكو ىف أ ى‬
‫ىح يد يى ىما تىػ ىو ىارثىوي أ ٍىى يل ال ى‬
‫سابً يع‪:‬‬‫النػ ٍاوعي ال ا‬
‫ضا‪.‬‬ ‫ىح يد يى ىما يم ىوافً نقا لً ىع ىم ًل أ ٍىى ًل ال ىٍم ًدينى ًة‪ ،‬ىكفً ًيو نىظىهر أىيٍ ن‬ ‫أى ٍف يى يكو ىف أ ى‬
‫النػاوع الث ً‬
‫اام ين‪:‬‬ ‫ٍي‬
‫اس يدك ىف ٍاآل ىخ ًر‪ ،‬فىًإناوي ييػ ىق اد يـ ال يٍم ىوافً يق‪.‬‬ ‫ىح يد يى ىما يم ىوافً نقا لًل ًٍقيى ً‬
‫أى ٍف يى يكو ىف أ ى‬
‫النػاوعي الت ً‬
‫ااس يع‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫آف‪ ،‬يدك ىف ٍاآل ىخ ًر‪ ،‬فىًإناوي ييػ ىق اد يـ ٍاْلى ٍشبىوي‪.‬‬ ‫اى ًر الٍ يقر ً‬ ‫أى ٍف ي يكو ىف أىح يدىما أى ٍشبو بًظى ً‬
‫ٍ‬ ‫ى ي ى ىى‬ ‫ى‬
‫اش ير‪:‬‬‫النػاوعي الٍع ً‬
‫ٍ ى‬
‫ك‪.‬‬‫س ىرهي ال ارا ًكم لىوي بًىق ٍولً ًو أ ٍىك فً ٍعلً ًو ىعلىى ىما لى ٍم يى يك ٍن ىك ىذلً ى‬ ‫أىناوي ييػ ىق اد يـ ىما فى ا‬
‫ات فًي ىى ىذا ال ًٍق ٍس ًم ىزائً ىدةن ىعلىى ىما ذكرناه ىهنا‪ ،‬كقد‬ ‫وؿ مر ٍّجح و‬
‫يص ً ي ى ى‬ ‫ض أ ٍىى ًل ٍاْل ي‬ ‫ىكقى ٍد ذى ىك ىر بىػ ٍع ي‬
‫ذكرناه فًي ٍاْلىنٍػو ًاع الٍمتىػ ىقدٍّم ًة; ًْلىناػ ىها بً ىها أىلٍص يق‪ ،‬كًمن أى ٍعظى ًم ما ي ٍحتىاج إًلىى الٍمر ٍّجح ً‬
‫ات‬ ‫يى ى‬ ‫ى ى ي‬ ‫ى ى ٍ‬ ‫ى ي ى‬
‫ك ىك ىق ٍولً ًو تىػ ىعالىى‪:‬‬
‫وص ًم ٍن ىك ٍج وو‪ ،‬ىكذىلً ى‬ ‫ص ه‬ ‫وـ ىك يخ ي‬
‫ض عيموم ً‬
‫اف‪ ،‬بىػ ٍيػنىػ يه ىما عي يم ه‬ ‫ار ى ي ى‬
‫ال ى ً‬
‫ٍخا ًر ىجة إًذىا تىػ ىع ى‬
‫صةه فًي‬‫ت أىيٍ ىماني يك ٍم} فىًإ اف ٍاْليكلىى ىخا ا‬ ‫{كأى ٍف تى ٍج ىمعيوا بىػ ٍي ىن ٍاْلي ٍختىػ ٍي ًن} مع قولو‪{ :‬أك ىما ىملى ىك ٍ‬ ‫ى‬
‫اح‪ ،‬ىكالثاانًيىةى ىعا امةه فًي‬ ‫ٍك‪ ،‬أ ٍىك بً ىع ٍق ًد النٍّ ىك ً‬ ‫ٍاْلي ٍختىػ ٍي ًن‪ ،‬ىعا امةه فًي الٍجم ًع بػ ٍين ٍاْلي ٍختىػ ٍي ًن فًي ال ًٍمل ً‬
‫ىٍ ى ى‬
‫صلاى اللاوي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم‪" :‬من ناـ عن‬ ‫ًً‬ ‫ٍاْلي ٍختىػ ٍي ًن كغىٍي ًرًىما‪ ،‬ىخا ا ً ً ً ً‬
‫صةه في ملٍك الٍيىمي ًن‪ ،‬ىكىك ىق ٍولو ى‬ ‫ى ى‬
‫كى ًة‪ ،‬فىًإ اف‬ ‫ات ال ىٍم ٍك ير ى‬ ‫ص ىالةً فًي ٍاْلىكقى ً‬ ‫صلٍّ ىها إًذىا ذى ىك ىرىىا" ىم ىع نىػ ٍهيً ًو ىع ًن ال ا‬
‫ٍ‬ ‫صالة كنسيها فىػلٍيي ى‬
‫اص فًي‬ ‫ص ىالةً‪ ،‬ىخ ٌّ‬ ‫ٍاْل اىك ىؿ ىعاـٌّ فًي اْلكقات‪ ،‬خاص في الصالة المقضية‪ ،‬ىكالثاانً ىي ىعاـٌّ فًي ال ا‬
‫اس نخا ًع ٍن ىد‬ ‫ات‪ ،‬فإف علم المتقدـ من العموميين‪ ،‬كالمتأخر منهما‪ ،‬كاف المتأخر نى ً‬ ‫ٍاْلىكقى ً‬
‫ٍ‬
‫ىم ٍن يىػ يق ي ً‬
‫ٍّـ‪.‬‬
‫ص ال يٍمتىػ ىقد ى‬ ‫ٍخا ا‬ ‫س يخ ال ى‬ ‫وؿ‪ :‬إ اف ال ىٍعا اـ ال يٍمتىأىخ ى‬
‫ٍّر يىػ ٍن ى‬
‫ك فىًإناوي يىػ ٍع ىم يل بًالتػ ٍارًج ً‬
‫يح بىػ ٍيػنىػ يه ىما‪.‬‬ ‫وؿ ىذلً ى‬ ‫ىكأى اما ىم ٍن ىَل يىػ يق ي‬
‫يح‪ ،‬ىعلىى الٍ ىق ٍولىٍي ًن‬ ‫الر يجوعي إًلىى التػ ٍارًج ً‬ ‫ب ُّ‬ ‫ىخ ًر ىك ىج ى‬ ‫ٍّـ ًم ٍنػ يه ىما ًم ىن ال يٍمتىأ ٍّ‬ ‫ىكإً ٍف لى ٍم ييػ ٍعلى ًم ال يٍمتىػ ىقد ي‬
‫ٍّم ًة‪.‬‬ ‫ً‬
‫ىجم نيعا‪ ،‬بًال يٍم ىر ٍّج ىحات ال يٍمتىػ ىقد ى‬
‫ً‬
‫ادا ىكىم ٍتػننا‪ ،‬ىك ىد ىَللىةن ىر ىج ىع إًلىى المرجحات الخارجية‪.‬‬ ‫استىػ ىويىا إً ٍسنى ن‬ ‫ىكإً ىذا ٍ‬
‫ؼ ال يٍمتىػ ىقدًٍّـ‪ :‬ىى ٍل يي ىخياػ ير‬ ‫ٍخ ىال ً‬‫ضا ًمن يك ٍّل كج وو فىػعلىى ال ً‬ ‫ً‬
‫ار ى ٍ ى ٍ ى‬ ‫وج ٍد يم ىر ٍّج هح ىخا ًرج ٌّي ىكتىػ ىع ى‬ ‫فإف لى ٍم يي ى‬
‫آخ ىر إً ٍف يك ًج ىد‪ ،‬أ ٍىك إًلىى‬ ‫يل ى‬ ‫ىح ًد ًى ىما‪ ،‬أ ٍىك يىط ىٍر يح يه ىما‪ ،‬ىكيىػ ٍرًج يع إًلىى ىدلً و‬ ‫ال يٍم ٍجتى ًه يد في العمل بًأ ى‬
‫ىصلًيا ًة?‪.‬‬‫اءة ٍاْل ٍ‬
‫الٍبػر ً‬
‫ىى ى‬
‫ٍخبػر الا ًذم فً ًيو ًذ ٍكر الٍوق ً‬ ‫ً ً‬
‫ٍت‪ ،‬ىكىَل ىك ٍجوى‬ ‫ي ى‬ ‫ىكنىػ ىق ىل سليم الرازم ىع ٍن أىبي ىحني ىفةى أىناوي ييػ ىق اد يـ ال ى ى ي‬
‫ك‪.‬‬ ‫لً ىذلً ى‬
‫ىخ ًر ى‬
‫ين‬ ‫ار ًع ٍن ىد ال يٍمتىأ ٍّ‬
‫يصوؿ‪ ،‬ىكال يٍم ٍختى ي‬
‫ت ٍاْل ي ً‬ ‫يد‪ :‬ىى ًذهً الٍمسأىلىةي ًمن م ٍش ًك ىال ً‬
‫ٍ ي‬ ‫ىٍ‬
‫يق ال ًٍع ً‬ ‫اؿ ابٍ ين ىدقً ً‬ ‫قى ى‬
‫يح‬ ‫ً‬
‫اد يى يم التػ ٍارج ي‬ ‫ٍّسبى ًة إًلىى ٍاآل ىخ ًر‪ ،‬ىكىكأى اف يم ىر ى‬ ‫ىحد اللا ٍفظىٍي ًن بًالن ٍ‬
‫يح يػ يقوـ ىعلىى أ ً‬
‫ى‬
‫ً‬
‫ٍف‪ ،‬إًاَل بًتىػ ٍرج و ى ي‬ ‫ال ىٍوق ي‬
‫وؿ الٍعم ً‬
‫ٍخا ًر ىج ًة‬ ‫الرىكاةً‪ ،‬ىك ىسائً ًر ٍاْل ييموًر ال ى‬ ‫يح بً ىكثٍػ ىرةً ُّ‬ ‫وـ‪ ،‬ىكالتػ ٍارًج ً‬ ‫ص ىم ٍدلي ى ي ي‬ ‫اـ‪ ،‬الا ًذم ىَل يى يخ ُّ‬ ‫ال ىٍع ُّ‬
‫يد يم ىح ام ًد بٍ ًن يى ٍحيىى أىناوي ييػ ٍنظىير فًي ًه ىما‪،‬‬ ‫اض ًل أىبًي س ًع و‬ ‫وـ‪ ،‬ثي ام حكي ىع ًن الٍ ىف ً‬ ‫وؿ الٍعم ً‬ ‫ً‬
‫ى‬ ‫ي‬ ‫ىع ٍن ىم ٍدلي ي ي‬
‫ك إً ىذا ىكا ىف‬ ‫يص‪ ،‬ىكىك ىذلً ى‬ ‫ص ً‬ ‫صيص م ٍجم هع ىعلىٍي ًو فىػ يهو أىكلىى بًالتا ٍخ ً‬
‫ى ٍ‬
‫ً‬
‫ىح ىد يى ىما تى ٍخ ه ي ى‬ ‫فىًإ ٍف ىد ىخ ىل أ ى‬
‫وموي اتٍّػ ىفاقًيًّا‪.‬‬ ‫ً‬
‫ودا بًالٍعي يموـ ير ٍّج ىح ىعلىى ىما ىكا ىف عي يم ي‬ ‫ص ن‬ ‫ىح يد يى ىما ىم ٍق ي‬ ‫أى‬
‫اه ًي ىع ًن‬ ‫اؿ ال ازٍرىك ًش ُّي فًي "الٍبى ٍح ًر"‪ :‬ىك ىى ىذا ىو الالئق بتصرؼ الشافعي في أحادث النػ ٍ‬ ‫قى ى‬
‫اإلجم ًاع فًي ص ىالةً‬ ‫ص يً‬ ‫اؿ‪ :‬لى اما ىد ىخلى ىها التا ٍخ ً‬ ‫كى ًة‪ ،‬فىًإناوي قى ى‬ ‫ص ىالةً فًي ٍاْلىكقى ً‬
‫ى‬ ‫يص ب ًٍ ٍ ى‬ ‫ات ال ىٍم ٍك ير ى‬ ‫ٍ‬ ‫ال ا‬
‫ضيا ًة‪ ،‬ىكتى ًحيا ًة ال ىٍم ٍس ًج ًد‪ ،‬ىكغىٍي ًرًى ىما‪،‬‬ ‫يث الٍم ٍق ً‬
‫ىحاد ي ى‬
‫الجنازة ضعفت دَللتها‪ ،‬فتقدـ عليو أ ً‬
‫ى‬
‫ٍج ٍم ًع يمطٍلى نقا فًي النٍّ ىك ً‬
‫اح‬ ‫{كأى ٍف تى ٍج ىمعيوا بىػ ٍي ىن ٍاْلي ٍختىػ ٍي ًن} ىعلىى تى ٍح ًر ًيم ال ى‬ ‫وؿ دَللة‪ :‬ى‬ ‫ك نىػ يق ي‬ ‫ىكىك ىذلً ى‬
‫ٍك أىكلىى ًمن ىد ىَللى ًة ٍاآلي ًة الثاانًي ًة ىعلىى جوا ًز الٍجم ًع فًي ًمل ً‬
‫ٍك الٍيى ًمي ًن; ًْلى اف ىى ًذهً ٍاآليىةى‬ ‫ً ً‬
‫ىى ى ٍ‬ ‫ى ى‬ ‫ىكالٍمل ٍ ٍ‬
‫ما سبقت لبياف حكم الجمع‪ ».‬انتهى كالمو‪.‬‬

‫[شركط المفتي أك المجتهد]‬


‫كمن شرط المفتي كىو المجتهد أف يكوف عالمان بالفقو أصالن كفرعان خالفان كمذىبان ‪،‬‬
‫أم بمسائل الفقو‪ ،‬كقواعده كفركعو ‪ ،‬كبما فيها من الخالؼ ‪ ،‬ليذىب إلى قوؿ منو‬
‫كَل يخالفو‪ ،‬بأف يحدث قوَلن آخر‪َ ،‬لستلزاـ اتفاؽ من قبلو بعدـ ذىابهم إليو [على‬
‫نفيو] ‪.‬‬
‫كأف يكوف كامل اآللة في اَلجتهاد عارفان بما يحتاج إليو في استنباط اْلحكاـ من‬
‫النحو كاللغة كمعرفة الرجاؿ الراكين لِلخبار ليأخذ بركاية المقبوؿ منهم دكف‬
‫المجركح‪.‬‬
‫كتفسير اآليات الواردة في اْلحكاـ كاْلخبار الواردة فيها ليوافق ذلك في اجتهاده‬
‫كَل يخالفو كما ذكره من قولو عارفان إلى آخره من جملة آلة اَلجتهاد‪.‬‬
‫كمنها معرفتو بقواعد اْلصوؿ كغير ذلك ‪.‬‬

‫المقصود من كالـ المؤلف أف المجتهد لو شركط ينبغي أف تتوفر فيو ك قد ذكر رحمو‬
‫اهلل تعالى أىم ىذه الشركط ك يمكن إجمالها كاآلتي‪:‬‬
‫ُ‪/‬أف يكوف عالمان بوجود الرب كما يجب لو سبحانو من صفات الكماؿ كما يمتنع‬
‫عليو من صفات النقص كالعيب كأف يكوف مصدقان بالرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم كما‬
‫جاء بو المشرع ليكوف فيما يسنده من اْلقواؿ كاْلحكاـ محققان ك لم يذكر المؤلف‬
‫ىذا الشرط‪.‬‬
‫ِ‪ /‬أف يكوف عالمان بنصوص الكتاب كالسنة المتعلقة بما يجتهد فيو من اْلحكاـ كإف‬
‫لم يكن حافظان لها‪.‬‬
‫ّ‪ /‬أف يكوف عالمان بمسائل ا ًإلجماع كالخالؼ لئال يعمل كيفتى بخالؼ ما كقع‬
‫ا ًإلجماع عليو‪.‬‬
‫ْ‪ /‬أف يكوف عالمان بالناسخ لئال يعمل كيفتى بالمنسوخ‪.‬‬
‫ٓ‪ /‬أف يكوف عارفان بما يصلح لالحتجاج بو من اْلحاديث كما َل يصلح‪.‬‬
‫ٔ‪ /‬أف يكوف عالمان بالقدر الالزـ لفهم الكالـ من اللغة كالنحو‪.‬‬
‫ٕ‪ /‬أف يكوف على علم بأصوؿ الفقو ْلف ىذا الفن ىو الدعامة التي يعتمد عليها‬
‫اَلجتهاد‪.‬‬
‫ٖ‪/‬أف يكوف خبيران بمصالح الناس‪ ،‬كأحوالهم‪ ،‬كأعرافهم‪ ،‬كعاداتهم‪.‬‬
‫ٗ‪ /‬أف يكوف عدَلن مجتنبان للمعاصي القادحة في العدالة‪ ،‬كىذا الشرط يشترط لجواز‬
‫اَلعتماد على فتواه‪ ،‬فمن ليس بعدؿ كتوفرت فيو شركط المجتهد السابقة‪ ،‬فإنو َل‬
‫تقبل فتواه كَل اجتهاده‪ ،‬كَل يعمل بها اآلخركف‪ ،‬أما ىو فيجب عليو أف يعمل باجتهاده‪.‬‬

‫[شركط المستفتي]‬
‫كمن شرط المستفتي أف يكوف من أىل التقليد‬
‫فيقلد المفتي في الفتيا ‪.‬‬
‫فإف لم يكن الشخص من أىل التقليد بأف كاف من أىل اَلجتهاد فليس لو أف يستفتي‬
‫كما قاؿ كليس للعالم أم المجتهد أف يقلد لتمكنو من اَلجتهاد‪.‬‬

‫المفتي ‪ :‬ىو المخبر عن حكم شرعي ‪.‬كالمستفتي ‪ :‬ىو السائل عن حكم شرعي ‪.‬ككما‬
‫أف للمفتي شركطا ينبغي توفرىا فيو فكذلك يشترط في المستفتي أف يكوف من أىل‬
‫التقليد فال يجوز التقليد لمجتهد أداه اجتهاده إلى الظن بحكم‪ ،‬أك لم يجتهد بالفعل‬
‫لكنو متمكن من اَلجتهاد كيجوز للعامي كلمن لم يبلغ درجة اَلجتهاد في علم أك في‬
‫باب من العلم ْلف القاصر في فن كالعامي فيو ك ىذا ىو المراد من كالـ المؤلف‪.‬‬
‫كيشترط لوجوب الفتول شركط منها ‪ :‬كقوع الحادثة المسؤكؿ عنها ‪ ،‬فإف لم تكن‬
‫كاقعة لم تجب الفتول لعدـ الضركرة إَل أف يكوف قصد السائل التعلم ‪ ،‬فإنو َل يجوز‬
‫كتم العلم ‪ ،‬بل يجيب عنو متى سئل بكل حاؿ ك أَل يعلم من حاؿ السائل أف قصده‬
‫التعنت أك ضرب آراء العلماء بعضها ببعض ‪ ،‬أك غير ذلك من المقاصد السيئة ‪ ،‬فإف‬
‫علم ذلك من حاؿ السائل لم تجب الفتول ‪.‬‬
‫كيلزـ المستفتى أمراف ‪:‬‬
‫اْلكؿ ‪ :‬أف يريػػد باسػػتفتائو الحػػق كالعمػػل ‪َ ،‬ل إفحػػاـ المفتػػى كغيػػر ذلػػك مػػن المقاصػػد‬
‫السيئة ‪.‬‬
‫الثػػاني ‪ :‬أَل يسػػتفتى إَل مػػن يعلػػم أك يغلػػب علػػى ظنػػو أنػػو مػػن أىػػل الفتػػول ‪ ،‬كينبغػػي أف‬
‫يختار أكثق المفتين علما ككرعا‪ ،‬كقيل‪ :‬يجب ذلك ‪.‬‬
‫ك ىناؾ طرؽ تمكن العامي من معرفة المجتهد حتى يستفتيو أىمها‪:‬‬
‫الطريق اْلكؿ‪ :‬انتصاب ذلك الشخص للفتيا بمشهد من أعياف العلماء‪ ،‬دكف أف ينكركا‬
‫عليو ذلك‪.‬‬
‫الطريق الثاني‪ :‬أخذ الناس عنو‪ ،‬كاجتماعهم على سؤالو كالعمل بما يقوؿ‪ ،‬دكف منكر‪.‬‬
‫الطريق الثالث‪ :‬ما يظهر على ذلك الشخص المفتي من عالمات كصفات الدٍّين‬
‫كالتقول كالعدالة كالورع‪.‬‬
‫الطريق الرابع‪ :‬أف يخبره عدؿ ثقة عنده بأف ىذا عالم عدؿ‪.‬‬
‫ك ينبغي لطالب العلم أف يتنبو لمسألة مهمة متعلقة بمجهوؿ الحاؿ في العلم حيث َل‬
‫يجوز تقليده‪ ،‬كَل العمل بفتواه; ْلنا َل نأمن أف يكوف حاؿ المسؤكؿ كحاؿ السائل في‬
‫العامية المانعة من قبوؿ القوؿ‪ ،‬بل قد يكوف أجهل من السائل‪ ،‬كىذا اَلحتماؿ قوم;‬
‫ك من المسائل المهمة التي ينبغي التنبو لها كذلك أنو إذا كاف في البلد مجتهداف فأكثر‬
‫فللعامي أف يسأؿ من شاء ممن غلب على ظنو أنو من أىل اَلجتهاد‪ ،‬كيتخيار‪ ،‬كَل‬
‫يلزمو أف يسأؿ اْلعلم كاْلفضل ْلف الصحابة ‪ -‬رضي اهلل عنهم ‪ -‬كاف فيهم الفاضل‬
‫ك المفضوؿ; ككاف فيهم العواـ‪ ،‬كمن فرض ذلك إتباع الفاضلين‪ ،‬كاْلخذ بقولهم َل‬
‫غير‪ ،‬كلكن الواقع خالؼ ذلك; حيث إف العواـ منهم كانوا يسألوف المفضوؿ مع‬
‫كجود الفاضل‪ ،‬بدكف نكير من أحد‪ ،‬فهذا كاضح الدَللة على أف العامي كالمستفتي لو‬
‫أف يتخير بين الفاضل كالمفضوؿ‪.‬‬
‫ك إذا سأؿ العامي مجته ىدين عن حكم حادثة‪ ،‬فحكم أحدىما بالتحريم‪ ،‬كحكم اآلخر‬
‫باإلباحة‪ ،‬كأحدىما أفضل من اآلخر من حيث العلم‪ :‬فإف ىذا العامي يأخذ بقوؿ‬
‫كحكم اْلفضل‪ ،‬كيترؾ قوؿ كحكم المفضوؿ‪ ،‬كَل يتخير‪.‬‬
‫ك إذا استول عند العامي المجتهداف اللذاف قد أصدرا فتواىما في جميع اْلحواؿ‪،‬‬
‫كأحد المجتهدين قد أفتى بحكم أشد من الحكم الذم أفتى بو اآلخر‪ ،‬فإف العامي‬
‫يتخير بين الحكمين‪ :‬فإف شاء أخذ باْلخف كإف شاء أخذ باْلشد‪ْ ،‬لنو ليس قوؿ‬
‫أحدىما بأفضل كأقول كأكلى من قوؿ اآلخر‪ ،‬فال مجاؿ للمفاضلة بينهما في ىذه‬
‫الحالة‪.‬‬

‫[تعريف التقليد]‬
‫كالتقليد قبوؿ قوؿ القائل بال حجة يذكرىا‪.‬‬
‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم ‪ -‬فيما يذكره من اْلحكاـ يسمى‬
‫فعلى ىذا قبوؿ قوؿ النبي ‪ -‬ى‬
‫تقليدان ‪.‬‬
‫كمنهم من قاؿ‪ :‬التقليد قبوؿ قوؿ القائل كأنت َل تدرم من أين قالو ‪ ،‬أم َل تعلم‬
‫مأخذه في ذلك ‪.‬‬
‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم ‪ -‬كاف يقوؿ بالقياس‪... ،‬بأف يجتهد‬
‫فإف قلنا إف النبي ‪ -‬ى‬
‫فيجوز أف يسمى قبوؿ قولو تقليدان‪َ ،‬لحتماؿ أف يكوف عن اجتهاد ‪.‬‬
‫كإف قلنا إنو َل يجتهد كإنما يقوؿ عن كحي {كما ينطق عن الهول إف ىو إَل كحي‬
‫يوحى} فال يسمى قبوؿ قولو تقليدان ‪َ ،‬لستناده إلى الوحي‪.‬‬

‫التقليد في اللغة‪ :‬كضع الشيء في العنق مع اإلحاطة بو‪ ،‬كذلك الشيء يسمى قالدة‬
‫كالجمع قالئد كقد يستعمل في تفويض اْلمر إلى الشخص كأف اْلمر محمولة في عنقو‬
‫ىص ىال ًف ص ًح ً‬
‫يحاف‪ ،‬يى يد ُّؿ أ ى‬
‫ىح ىد يى ىما ىعلىى‬ ‫ى ى‬ ‫اؿ أ ٍ‬ ‫اؼ ىك ا‬
‫الال يـ ىكال اد ي‬ ‫كالقالدة‪ .‬قاؿ ابن فارس‪« :‬الٍ ىق ي‬
‫ظ كنى ً‬ ‫و ً ًً‬ ‫تىػعلً ً و‬
‫يب»‪.‬كفي المعجم الوسيط‪:‬‬ ‫ص و‬ ‫يق ىش ٍيء ىعلىى ىش ٍيء ىكليىوي بو‪ ،‬ىك ٍاآل ىخ ير ىعلىى ىح ٍّ ى‬ ‫ٍ‬
‫قها ىش ٍيئا ليعلم أىناػ ىها ىدم ىكفيىالنا‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫جعلها في عينيقو كالبدنة علق في عيني ى‬ ‫« قىػلٌدهي القالدة ى‬
‫فالنا ٍنع ىمة أعطىاهي ىع ًطياة أىك أسدم إًلىٍي ًو ىم ٍع يركفا‬
‫س ٍيف القى حمالتو فًي عينيقو ىكييػ ىقاؿ قلد ى‬ ‫ال ا‬
‫كقلده قالدة سوء ىجاه ىجاء يالزمو أىثىره ىكفيىالنا ٍاْلىمر أىك ال ىٍع ىمل فوضو إًلىٍي ًو كألزمو إًيااه‬
‫يما يىػ يقوؿ أىك يفعل من غير‬ ‫ً‬ ‫ىكييػ ىقاؿ قلد ال ا‬
‫ش ٍيخ حبلو خرؼ فى ىال يلٍتىفت لرأيو ىكفيىالنا اتبعوي ف ى‬
‫ساف» ق‬ ‫ح اجة ىكىَل ىدلًيل كحاكاه ييػ ىقاؿ قلد القرد ًٍ‬
‫اإلنٍ ى‬
‫كفي اَلصطالح ىو كما عرفو المؤلف رحمو اهلل تعالى قبوؿ قوؿ المتكلم من غير‬
‫معرفة دليلو‪.‬‬
‫فخرج بالقيد اْلكؿ‪ :‬قبوؿ قوؿ النبي صلى اهلل عليو كسلم كاْلخذ باإلجماع ذلك‬
‫حجة بنفسو‪.‬‬
‫كخرج بالقيد الثاني‪ :‬قبوؿ قوؿ من ليس حجة إذا بين الدليًل كأظهره فإف اْلخذ‬
‫بالدليل الذم أخبر بو َل بقولو كيسمى ذلك إتباعا َل تقليداى‪.‬‬

‫[اَلجتهاد]‬
‫[تعريف اَلجتهاد كمسألة تصويب المجتهد]‬
‫كأما اَلجتهاد فهو بذؿ الوسع في بلوغ الغرض المقصود من العلم ليحصل لو‪.‬‬
‫كالمجتهد إف كاف كامل اآللة في اَلجتهاد كما تقدـ فإف اجتهد في الفركع كأصاب‬
‫فلو أجراف على اجتهاده كإصابتو‪.‬‬
‫كإف اجتهد فيها كأخطأ فلو أجر كاحد على اجتهاده كسيأتي دليل ذلك‪.‬‬
‫كمنهم من قاؿ كل مجتهد في الفركع مصيب بناءان على أف حكم اهلل تعالى في حقو‬
‫كحق مقلده ما أدل إليو اجتهاده‪.‬‬

‫اَلجتً ىهاد ىك ىما ًى ىي عادة كثير من اْلصوليين‪ .‬ىك يى ىو‬ ‫ث ٍ‬ ‫المختصر بًم ٍبح ً‬
‫ىٍ ى ى‬ ‫ف كًتىابىوي‬
‫الم ىؤلٍّ ي‬
‫ىختى ىم ي‬
‫ص بًما فً ًيو م ى ً‬ ‫ٍج ٍه ًد‪ ،‬ىكىم ٍعنىاهي ال ىٍم ى‬ ‫فًي اللُّغى ًة مأ ي ً‬
‫ش اقةه‪ ،‬ليى ٍخ ير ى‬
‫ج‬ ‫ى‬ ‫ش اقةي ىكالطااقىةي‪ ،‬فىػيى ٍختى ُّ ى‬ ‫ٍخوذه م ىن ال ى‬ ‫ى‬
‫ىم فً ٍع ول‬
‫استً ٍف ىر ًاغ الٍ يو ٍس ًع‪ ،‬فًي أ ٍّ‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫ىع ٍنوي ما ىَل م ى ً ً‬
‫ارةه ىع ًن ٍ‬ ‫ش اقةى فيو‪ .‬قاؿ الرازم ‪ :‬ىك يى ىو في اللُّغىة عبى ى‬ ‫ى ى‬
‫اواةً‪.‬‬ ‫ً‬
‫غ يك ٍس ىعوي في ىح ٍم ًل النػ ى‬ ‫استىػ ٍف ىر ى‬
‫اؿ‪ٍ :‬‬ ‫اؿ‪ :‬استفرع يك ٍس ىعوي فًي ىح ٍم ًل الث ًاق ً‬
‫يل‪ ،‬ىكىَل ييػ ىق ي‬ ‫ىكا ىف‪.‬ييػ ىق ي‬
‫ٍح يقوي فً ًيو لى ٍوهـ‪ ،‬ىم ىع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ؼ الٍ يف ىق ىه ًاء‪ :‬فىػ يهو ٍ ً‬
‫كأى اما فًي عير ً‬
‫است ٍف ىراغي ال يٍو ٍس ًع في الناظى ًر ف ى‬
‫يما ىَل يىػل ى‬ ‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬
‫سائً يل‬ ‫ًً‬ ‫ًٍ‬
‫س امى ىىذه ال ىٍم ى‬ ‫است ٍف ىر ًاغ ال يٍو ٍس ًع فيو‪ ،‬ك"ىذا" سبيل مسائل الفركع‪ ،‬ك"لذلك" تي ى‬
‫وؿ‪ .‬انٍػتىػ ىهى‪.‬‬ ‫يص ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫م ً ً ً ً‬
‫اؿ ٍاْل ي‬ ‫س ىى ىك ىذا ىح ي‬
‫سائ ىل اَل ٍجت ىهاد‪ ،‬ىكالنااظ ير ف ىيها يم ٍجتىه ندا‪ ،‬ىكلىٍي ى‬ ‫ىى‬
‫كقد ذكر المؤلف أف المجتهد َل يخلو اجتهاده من حالتين‪ :‬إما أف يصيب كإما أف‬
‫يخطئ فإف اجتهد في المسائل الفرعية كأصاب فلو أجراف أجر على اجتهاده كأجر‬
‫على إصابتو‪ .‬كإف اجتهد فيها كأخطأ فلو أجر كاحد على اجتهاده‪.‬‬
‫يقوؿ اإلماـ الزركشي في البحر المحيط‪:‬‬
‫ً‬ ‫و ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يب‬
‫يب‪ ،‬أ ٍىك ال يٍمص ي‬ ‫ين‪ ،‬ىى ٍل يك ُّل يم ٍجتى ًهد يمص ه‬ ‫ف الٍعيلى ىماءي في يح ٍك ًم أىقػ ىٍواؿ ال يٍم ٍجتى ًهد ى‬ ‫« ىكا ٍختىػلى ى‬
‫ك‪.‬‬ ‫ف الناػ ٍق يل فًي ىذلً ى‬ ‫اح هد? ىكا ٍختىػلى ى‬ ‫كً‬
‫ى‬
‫اب‬‫الركيىانً ُّي فًي كًتى ً‬‫م ىك ُّ‬‫اؿ ال ىٍم ىاكٍرًد ُّ‬‫وؿ‪ :‬قى ى‬ ‫ىكنى ٍح ين نى ٍذ يك ير ىما ىكقىػ ٍفنىا ىعلىٍي ًو ًم ٍن ىك ىال ًم ًه ٍم فىػنىػ يق ي‬
‫يما ًع ٍن ىد‬ ‫ص ً‬ ‫و ً‬ ‫ض ًاء‪ :‬ذى ىىب ٍاْلى ٍكثىػرك ىف إلىى أى اف ال ً ً ً‬
‫يب ف ى‬‫ٍح اق في ىجميع ىها‪ ،‬ىكأى اف يك ال يم ٍجتى ًهد يم ه‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫الٍ ىق ى‬
‫اؿ ال ىٍم ىاكٍرًد ُّ‬ ‫ٍج ًمي ًع‪ ،‬قى ى‬ ‫ً ً‬ ‫صيب فًي الٍح ٍك ًم‪ًْ ،‬لى اف جو ىاز ال ً ً‬ ‫ً ً‬
‫م‬ ‫يل ىعلىى ص احة ال ى‬ ‫ٍجمي ًع ىدل ه‬ ‫ىى ى‬ ‫ي‬ ‫اللاو‪ ،‬ىكيم ه‬
‫ص ُّح ىى ىذا‬‫ت ٍاْلى ٍشع ًرياةي بً يخراسا ىف‪ :‬ىَل ي ً‬
‫ى‬ ‫ى ى‬ ‫ى‬ ‫م ىكال يٍم ٍعتى ًزلى ًة‪ .‬ىكقىالى ٍ‬ ‫س ًن ٍاْلى ٍش ىع ًر ٍّ‬ ‫ىك يى ىو قىػ ٍو يؿ أىبًي ال ى‬
‫ٍح ى‬
‫اؿ‪ :‬كالٍم ٍش يهور ىع ٍنوي ًع ٍن ىد أ ٍىى ًل ال ًٍعر ً‬
‫اؽ ىما ذى ىك ٍرنىاهي‪ ،‬ىكأى اف ىم ٍن‬ ‫ى‬ ‫س ًن‪ ،‬قى ى ى ى ي‬ ‫ب ىع ٍن أىبًي ال ى‬
‫ٍح ى‬ ‫ال ىٍم ٍذ ىى ي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫اجتً ىه ى‬
‫ادهي إلىى يح ٍك وم يىػل ىٍزيموي ال ىٍع ىم يل بًو ىكىَل تىح ُّل لىوي يم ىخالىىفتيوي‪ .‬فى ىد اؿ ىعلىى أىناوي ال ى‬
‫ٍح ُّق‬ ‫أىدال ٍ‬
‫ً‬ ‫و ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يب‬
‫يب‪ ،‬أ ٍىك ال يٍمص ي‬ ‫ين‪ ،‬ىى ٍل يك ُّل يم ٍجتى ًهد يمص ه‬ ‫ف الٍعيلى ىماءي في يح ٍك ًم أىقػ ىٍواؿ ال يٍم ٍجتى ًهد ى‬ ‫ىكا ٍختىػلى ى‬
‫ك‪.‬‬ ‫ف الناػ ٍق يل فًي ىذلً ى‬ ‫اح هد? ىكا ٍختىػلى ى‬ ‫كً‬
‫ى‬
‫اب‬‫الركيىانً ُّي فًي كًتى ً‬‫م ىك ُّ‬‫اؿ ال ىٍم ىاكٍرًد ُّ‬‫وؿ‪ :‬قى ى‬ ‫ىكنى ٍح ين نى ٍذ يك ير ىما ىكقىػ ٍفنىا ىعلىٍي ًو ًم ٍن ىك ىال ًم ًه ٍم فىػنىػ يق ي‬
‫يما ًع ٍن ىد‬ ‫ص ً‬ ‫و ً‬ ‫ض ًاء‪ :‬ىذ ىىب ٍاْلى ٍكثىػرك ىف إلىى أى اف ال ً ً ً‬
‫يب ف ى‬‫ٍح اق في ىجميع ىها‪ ،‬ىكأى اف يك ال يم ٍجتى ًهد يم ه‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫الٍ ىق ى‬
‫اؿ ال ىٍم ىاكٍرًد ُّ‬ ‫ٍج ًمي ًع‪ ،‬قى ى‬ ‫ً ً‬ ‫صيب فًي الٍح ٍك ًم‪ًْ ،‬لى اف جو ىاز ال ً ً‬ ‫ً ً‬
‫م‬ ‫يل ىعلىى ص احة ال ى‬ ‫ٍجمي ًع ىدل ه‬ ‫ىى ى‬ ‫ي‬ ‫اللاو‪ ،‬ىكيم ه‬
‫ص ُّح ىى ىذا‬‫ت ٍاْلى ٍشع ًرياةي بً يخراسا ىف‪ :‬ىَل ي ً‬
‫ى‬ ‫ى ى‬ ‫ى‬ ‫م ىكال يٍم ٍعتى ًزلى ًة‪ .‬ىكقىالى ٍ‬ ‫س ًن ٍاْلى ٍش ىع ًر ٍّ‬ ‫ىك يى ىو قىػ ٍو يؿ أىبًي ال ى‬
‫ٍح ى‬
‫اؿ‪ :‬كالٍم ٍش يهور ىع ٍنوي ًع ٍن ىد أ ٍىى ًل ال ًٍعر ً‬
‫اؽ ىما ذى ىك ٍرنىاهي‪ ،‬ىكأى اف ىم ٍن‬ ‫ى‬ ‫س ًن‪ ،‬قى ى ى ى ي‬ ‫ب ىع ٍن أىبًي ال ى‬
‫ٍح ى‬ ‫ال ىٍم ٍذ ىى ي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫اجتً ىه ى‬
‫ادهي إلىى يح ٍك وم يىػل ىٍزيموي ال ىٍع ىم يل بًو ىكىَل تىح ُّل لىوي يم ىخالىىفتيوي‪ .‬فى ىد اؿ ىعلىى أىناوي ال ى‬
‫ٍح ُّق‬ ‫أىدال ٍ‬
‫ك ىكأى ٍكثىػ ير الٍ يف ىق ىه ًاء ‪ -‬ىرًح ىم يه يم اللاوي ‪-‬‬ ‫شافً ًع ُّي ‪ -‬ىرًح ىموي اللاوي ‪ -‬ىكأىبيو ىحنًي ىفةى ىكىمالً ه‬ ‫ب ال ا‬ ‫ىكذى ىى ى‬
‫ىح ًد ًى ىما‪ ،‬ىكإً ٍف لى ٍم يىػتىػ ىعيا ٍن لىنىا فىػ يه ىو ًع ٍن ىد اللا ًو يمتىػ ىعيا هن‪ًَ ،‬ل ٍستً ىحالىًة أى ٍف يى يكو ىف‬ ‫إلىى أى اف ال ً‬
‫ٍح اق في أ ى‬ ‫ى‬
‫اح ًد ىح ىال نَل ىح ىر ناما‪ ،‬ىكًْلى اف ال ا‬ ‫ص الٍو ً‬ ‫اح ًد فًي ال ا‬ ‫اف الٍو ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫ص ىحابىةى‬ ‫ش ٍخ ً ى‬ ‫ش ٍيءي ال ىٍواح يد في ال ازىم ى‬ ‫ال ا‬
‫ضي‬ ‫ضا‪ ،‬ك ىى ىذا يػ ٍقتى ً‬
‫ض يه ٍم بىػ ٍع ن ى ى‬ ‫اح ود ىعلىى قىػ ٍولً ًو‪ ،‬ىك ىخطاأى بىػ ٍع ي‬ ‫تىػناظىركا فًي الٍمسائً ًل كاحت اج يك ُّل ك ً‬
‫ى‬ ‫ى ى ى ٍى‬ ‫ى ي‬
‫ًو‬
‫ٍحقٍّ‪.‬‬‫إصابىةى ال ى‬‫ب ى‬ ‫أى اف يك ال ىكاحد يىطٍلي ي‬
‫اح هد ىكإً ٍف‬ ‫صيب ًم ٍنػهم ك ً‬ ‫ً‬ ‫صيب أ ٍىـ ىَل? فى ًع ٍن ىد ال ا ً ً‬ ‫و ً‬
‫شافع ٍّي أى اف ال يٍم ى ي ٍ ى‬ ‫ثي ام ا ٍختىػلى يفوا ىى ٍل يك ُّل يم ٍجتى ًهد يم ه‬
‫اؿ ىمالً ه‬ ‫اح يد‪ ،‬ىكبً ًو قى ى‬ ‫ك الٍو ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اؿ أىبيو‬‫ك ىكغىٍيػ يرهي‪ .‬ىكقى ى‬ ‫لى ٍم يىػتىػ ىعيا ٍن‪ ،‬ىكأى اف ىجم ىيع يه ٍم يم ٍخط هئ اإَل ذىل ى ى‬
‫صيب كإً ٍف ىكا ىف ال ً ً و‬ ‫و ً‬
‫اب‬
‫ىص ى‬ ‫ىصابىوي فىػ ىق ٍد أ ى‬‫ٍح ُّق في ىكاحد‪ ،‬فى ىم ٍن أ ى‬ ‫ى‬ ‫ف ىكغىٍيػ يرهي‪ :‬يك ُّل يم ٍجتى ًهد يم ه ى‬ ‫وس ى‬‫يي ي‬
‫س نكا‬ ‫شافً ًع ٍّي‪ ،‬تى ىم ُّ‬ ‫ين إلىى ال ا‬ ‫ىص ىحابًنىا ال يٍمتىأ ٍّ‬
‫ىخ ًر ى‬ ‫ضأ ٍ‬ ‫سبىوي بىػ ٍع ي‬ ‫ٍحقا‪ ،‬ىكىم ٍن أى ٍخطىأىهي فىػ ىق ٍد أى ٍخطىأىهي‪ .‬ىكنى ى‬ ‫ال ى‬
‫اد أىناوي‬‫اب "‪ ،‬ىكغىلاطيوهي فً ًيو‪ ،‬ىكإًنا ىما أ ىىر ى‬ ‫ىص ى‬ ‫ك"أ ى‬ ‫اد بً ىذلً ى‬
‫ف "‪ .‬فىظى ان أىناوي أ ىىر ى‬ ‫بًىق ٍولً ًو‪ " :‬ىكأىدال ىما يكلٍّ ى‬
‫ف بً ًو أىناوي ىَل يىأٍثى يم‪ .‬انٍػتىػ ىهى‪.‬‬ ‫فًي ىم ٍعنىى ىم ٍن أىدال ىما يكلٍّ ى‬
‫اط هل‪ ،‬ىكإً ٍف‬ ‫اح هد‪ ،‬ك ٍاآل ىخر ب ً‬ ‫م‪ :‬الٍح ُّق ًمن قىػوًؿ الٍمجت ًه ًدين ك ً‬ ‫اؿ الٍ ىق ً‬
‫ى يى‬ ‫ب الطابى ًر ُّ ى ٍ ٍ ي ٍ ى ى ى‬ ‫اضي أىبيو الطايٍّ ً‬ ‫ىكقى ى‬
‫ش ٍر ًح " فًي أ ىىد ً‬ ‫م فًي " ال ا‬ ‫اؿ أىبيو إً ٍس ىحا ىؽ ال ىٍم ٍرىكًز ٍّ‬ ‫ً‬
‫ب‬ ‫يل فىأى ٍكثىػ ىر‪ .‬قى ى‬‫ا ٍختىػلى يفوا ىعلىى ثىىالثىة أىقىا ًك ى‬
‫ك‪ ،‬ىكقى ٍد‬ ‫ف قىػ ٍوليوي فًي ذىلً ى‬ ‫يد ىكالٍ ىق ًد ًيم‪ ،‬ىَل أى ٍعلى يم ا ٍختىػلى ى‬ ‫شافً ًع ٍّي فًي الٍج ًد ً‬
‫ى‬ ‫ض ًاء‪ :‬ىى ىذا قىػ ٍو يؿ ال ا‬ ‫الٍ ىق ى‬
‫ك ىعلىى ىم ٍذ ىىبً ًو‪ ،‬ىكإًنا ىما‬ ‫ف فًي ذىلً ى‬ ‫ص ىحابىًة ا ٍختىػلى ى‬ ‫ىح ندا ًم ٍن ال ا‬ ‫ً‬ ‫نى ا ً ً‬
‫ص ىعلىٍيو في ىم ىواض ىع‪ ،‬ىكىَل أى ٍعلى يم أ ى‬
‫و ً‬ ‫ً ً‬ ‫ىخ ًر ً‬ ‫ً‬
‫ادعيوا‬ ‫يب‪ ،‬ىك ُّ‬ ‫ين م ام ٍن ىَل ىم ٍع ًرفىةى لى يه ٍم بً ىم ٍذ ىىبًو إلىٍيو أى اف يك ال يم ٍجتى ًهد يمص ه‬ ‫ب قىػ ٍوهـ م ٍن ال يٍمتىأ ٍّ ى‬ ‫سى‬ ‫نى ى‬
‫ف‬‫ف " فىػ ىقاليوا‪ :‬ال يٍم ىؤدٍّم ىما يكلٍّ ى‬ ‫س يكوا بًىق ٍولً ًو فًي ال يٍم ٍجتى ًه ًد‪ " :‬أىدال ىما يكلٍّ ى‬ ‫ك ىعلىٍي ًو‪ ،‬ىكتى ىم ا‬ ‫ذىلً ى‬
‫ص ىد‬ ‫ً‬
‫اإلثٍ ًم ىع ٍنوي‪ْ ،‬لىناوي لى ٍو قى ى‬ ‫ك ىرفٍ ىع ًٍ‬ ‫شافً ًع ُّي بً ىذلً ى‬‫ص ىد ال ا‬ ‫اؿ أىبيو إً ٍس ىحا ىؽ‪ :‬ىكإًنا ىما قى ى‬ ‫يب‪ .‬قى ى‬ ‫يمص ه‬
‫ً‬
‫ص ود لى ٍم يى يك ٍن آثً نما‪ ،‬ىكىكا ىف بً ىم ٍن ًزلى ًة ال يٍم ىؤدٍّم ىما‬ ‫ؼ الٍح ٍّق ىْلىثًم‪ ،‬كإً ىذا ىخالى ى ً‬ ‫ً‬
‫ف م ٍن غىٍي ًر قى ٍ‬ ‫ى ى‬ ‫خ ىال ى ى‬
‫ب‪ :‬كيحتمل أى ٍف ي يكو ىف معناه‪ :‬أىدال ما يكلٍّ ى ً‬
‫ف ع ٍن ىد نىػ ٍف ًس ًو‪ ،‬فىًإناوي‬ ‫ى‬ ‫اضي أىبيو الطايٍّ ً ى ي ٍ ى ى ي ى ى ٍ ى ي‬ ‫اؿ الٍ ىق ً‬ ‫ف‪ .‬قى ى‬ ‫يكلٍّ ى‬
‫ب ًم ٍن طى ًر ًيق ًو‪ »....‬إلى آخر كالمو رحمو اهلل‬ ‫ك ىما ىك ىج ى‬ ‫يل فًي ىح ٍّق ًو‪ ،‬ىك ىسلى ى‬ ‫ض ىع ال ادلً ً‬ ‫يىػ ٍعتى ًق يد ىك ٍ‬
‫تعالى‪.‬‬

‫[اَلجتهاد في أصوؿ الدين]‬


‫كَل يجوز أف يقاؿ كل مجتهد في اْلصوؿ الكالمية أم العقائد مصيب ‪ْ ،‬لف ذلك‬
‫يؤدم إلى تصويب أىل الضاللة من النصارل في قولهم بالتثليث كالمجوس في‬
‫قولهم باْلصلين للعالم النور كالظلمة كالكفار في نفيهم التوحيد كبعثة الرسل كالمعاد‬
‫في اآلخرة كالملحدين في نفيهم * صفاتو تعالى كالكالـ كخلقو أفعاؿ العباد ككونو‬
‫مرئيان في اآلخرة كغير ذلك‪.‬‬
‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم ‪:-‬‬
‫كدليل من قاؿ ليس كل مجتهد في الفركع مصيبان قولو ‪ -‬ى‬
‫(من اجتهد كأصاب فلو أجراف كمن اجتهد كأخطأ فلو أجر كاحد) كجو الدليل أف‬
‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم ‪ -‬خطاأ المجتهد تارة كصوبو أخرل‪.‬‬
‫النبي ‪ -‬ى‬
‫كالحديث ركاه الشيخاف كلفظ البخارم ‪( :‬إذا اجتهد الحاكم فحكم فأصاب فلو‬
‫أجراف كإذا حكم فأخطأ فلو أجر)‪.‬‬

‫ذىب جمهور العلماء من السلف كالخلف إلى أف المصيب كاحد في أصوؿ الدين ك‬
‫ىذا ىو القوؿ الحق الذم َل ينبغي العدكؿ عنو ْلف كل قولين َل يجوز كركد الشرع‬
‫بصحة كل كاحد منهما‪ :‬لم يجز أف يكونا صوابين كقوؿ المسلمين بالتوحيد‪ ،‬كقوؿ‬
‫غيرىم بالتثنية كقوؿ النصارل بالتثليث‪.‬‬
‫ك شذت طائفة فقالت إف كل مجتهد في أصوؿ الدين مصيب‪ .‬كىذا القوؿ ركم عن‬
‫عبيد اهلل بن الحسن العنبرم; حيث حكي عنو قولو‪ " :‬إف المجتهدين في اْلصوؿ من‬
‫أىل القبلة جميعهم مصيبوف مع اختالفهم "‪ ،‬كحكي أيضا عن الجاحظ ك َل يخفى‬
‫بطالف ىذا القوؿ ك استدَللهم قياس اْلصوؿ على الفركع‪ ،‬يعني إذا جاز أف يكوف كل‬
‫مجتهد مصيبا في الفركع جاز مثلو في اْلصوؿ‪ ،‬كَل فرؽ ‪...‬استدَللهم ىذا َل يصح‬
‫فليس كل مجتهد مصيبا في الفركع‪ ،‬بل المصيب كاحد كما جاء في حديث عمرك بن‬
‫العاص ‪ .‬قياس مع الفارؽ‪ ،‬ككجو الفرؽ‪ :‬أف الفرع ليس عليها أدلة قطعية‪ ،‬كيجوز أف‬
‫يرد الشرع بحكمين متضادين فيها في حق شخصين كالصالة تحرـ على الحائض‪،‬‬
‫كتجب على الطاىر‪ ،‬فلذلك جاز القوؿ فيها‪ :‬إف كل مجتهد مصيب‪ ،‬بخالؼ اْلصوؿ‪،‬‬
‫حيث إف عليها أدلة قاطعة‪ ،‬كَل يجوز أف يرد الشرع بحكمين متضادين فيها‪ ،‬كلذلك‬
‫لم يجز الحكم فيها كيقاؿ‪ :‬إف كل مجتهد مصيب‪.‬‬

‫تم الكتاب كالحمد هلل كحده كصلى اهلل على من َل نبي بعده اللهم اغفر لنا‬
‫كللمسلمين ككاف الفراغ من كتابة ىذه النسخة المباركة يوـ اَلثنين المبارؾ تاسع شهر‬
‫صفر الحراـ من شهور سنة ألف كمئة كعشرين من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل‬
‫الصالة كالسالـ ‪.‬‬

‫الحمد هلل على تماـ الكتاب‬


‫ك صلى اهلل ك سلم على سيدم ك موَلم إماـ اْلنبياء ك سيد الخلق أجمعين رسوؿ اهلل‬
‫محمد ك على آلو ك صحبو أجمعين ك من تبعهم بإحساف إلى يوـ الدين‬

‫محمد سيد الكونين كالثقلين * كالفريق ػ ػ ػين من عرب كمن عجم‬


‫ىو الحبيب الذم ترجى شفاعتو * لكل ىوؿ من اْلىواؿ مقتحم‬
‫دعا إلى اهلل فالمستمسكوف بو * مستمسكوف بحبل غير منفصم‬
‫ف ػ ػ ػ ػ ػ ػاؽ النبيين في خلق كفي خلق * كلم يدانوه في علم كَل كرـ‬

‫كتبو العبد الفقير إلى موَله عز كجل بحليل محمد بن محمد بن عبد اهلل في قرية‬
‫بوكانوف بأقصى غرب الجزائر سلمها اهلل ك سائر بالد المسلمين‪.‬‬
‫مراجع الكتاب‬

‫إلعداد ىذه الحاشية اعتمدت على كتب كثيرة أىمها‪:‬‬

‫‪ /01‬كتاب‪ :‬الجامع لمسائل أصوؿ الفقو كتطبيقاتها على المذىب الراجح‬


‫المؤلف‪ :‬عبد الكريم بن علي بن محمد النملة‪ .‬الناشر‪ :‬مكتبة الرشد ‪ -‬الرياض ‪-‬‬
‫المملكة العربية السعودية‪ .‬الطبعة‪ :‬اْلكلى‪ َُِْ ،‬ىػ ‪ َََِ -‬ـ‪ .‬عدد اْلجزاء‪َُ:‬‬
‫(تحرير لمسائًلًو كدراستها دراسةن‬ ‫الف ٍق ًو الٍم ىق ً‬
‫وؿ ً‬‫يص ً‬ ‫ً‬
‫ارف ه‬ ‫ي ى‬ ‫‪/02‬كتاب‪ :‬ال يٍم ىه اذ ي‬
‫ب في عل ًٍم أ ي‬
‫نظرياةن تطبيقياةن)‬
‫المؤلف‪ :‬عبد الكريم بن علي بن محمد النملة‪ .‬دار النشر‪ :‬مكتبة الرشد ‪ -‬الرياض‬
‫الطبعة اْلكلى‪ َُِْ :‬ىػ ‪ ُٗٗٗ -‬ـ‪ .‬عدد اْلجزاء‪.ٓ :‬‬
‫‪/03‬كتاب‪ :‬إرشاد الفحوؿ إلي تحقيق الحق من علم اْلصوؿ‬
‫المؤلف‪ :‬محمد بن علي بن محمد بن عبد اهلل الشوكاني اليمني (المتوفى‪َُِٓ :‬ىػ)‬
‫المحقق‪ :‬الشيخ أحمد عزك عناية‪ ،‬دمشق ‪ -‬كفر بطنا قدـ لو‪ :‬الشيخ خليل الميس‬
‫كالدكتور كلي الدين صالح فرفور‪ .‬الناشر‪ :‬دار الكتاب العربي‪ .‬الطبعة‪ :‬الطبعة اْلكلى‬
‫ُُْٗىػ ‪ُٗٗٗ -‬ـ‪ .‬عدد اْلجزاء‪ِ :‬‬
‫‪/04‬كتاب‪ :‬البحر المحيط في أصوؿ الفقو‬
‫المؤلف‪ :‬أبو عبد اهلل بدر الدين محمد بن عبد اهلل بن بهادر الزركشي (المتوفى‪:‬‬
‫ْٕٗىػ)‪ .‬الناشر‪ :‬دار الكتبي‪ .‬الطبعة‪ :‬اْلكلى‪ُُْْ ،‬ىػ ‪ُْٗٗ -‬ـ‪ .‬عدد اْلجزاء‪:‬‬
‫ٖ‬
‫‪/05‬كتاب‪ :‬البرىاف في أصوؿ الفقو‬
‫المؤلف‪ :‬عبد الملك بن عبد اهلل بن يوسف بن محمد الجويني‪ ،‬أبو المعالي‪ ،‬ركن‬
‫الدين‪ ،‬الملقب بإماـ الحرمين (المتوفى‪ْٕٖ :‬ىػ)‪ .‬المحقق‪ :‬صالح بن محمد بن‬
‫عويضة‪ .‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية بيركت – لبناف‪ .‬الطبعة‪ :‬الطبعة اْلكلى ُُْٖ ىػ‬
‫‪ ُٕٗٗ -‬ـ‪ .‬عدد اْلجزاء‪ِ :‬‬

‫‪/06‬كتاب‪ :‬الورقات‬
‫المؤلف‪ :‬عبد الملك بن عبد اهلل بن يوسف بن محمد الجويني‪ ،‬أبو المعالي‪ ،‬ركن‬
‫الدين‪ ،‬الملقب بإماـ الحرمين (المتوفى‪ْٕٖ :‬ىػ)‪ .‬المحقق‪ :‬د‪ .‬عبد اللطيف محمد‬
‫العبد‪ .‬عدد اْلجزاء‪ُ :‬‬
‫‪/07‬الكتاب‪ :‬كتاب التلخيص في أصوؿ الفقو‬
‫المؤلف‪ :‬عبد الملك بن عبد اهلل بن يوسف بن محمد الجويني‪ ،‬أبو المعالي‪ ،‬ركن‬
‫الدين‪ ،‬الملقب بإماـ الحرمين (المتوفى‪ْٕٖ :‬ىػ)‪.‬المحقق‪ :‬عبد اهلل جولم النبالي‬
‫كبشير أحمد العمرم‪ .‬الناشر‪ :‬دار البشائر اإلسالمية – بيركت‪ .‬سنة النشر‪ :‬عدد‬
‫اْلجزاء‪ّ :‬‬
‫‪/08‬كتاب‪ :‬المستصفى‬
‫المؤلف‪ :‬أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي (المتوفى‪َٓٓ :‬ىػ) تحقيق‪:‬‬
‫محمد عبد السالـ عبد الشافي‪ .‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ .‬الطبعة‪ :‬اْلكلى‪،‬‬
‫ُُّْىػ ‪ُّٗٗ -‬ـ‪ .‬عدد اْلجزاء‪َُ:‬‬
‫‪/09‬كتاب‪ :‬ركضة الناظر كجنة المناظر في أصوؿ الفقو على مذىب اإلماـ أحمد بن‬
‫حنبل‬
‫المؤلف‪ :‬أبو محمد موفق الدين عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي‬
‫المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي‪ ،‬الشهير بابن قدامة المقدسي (المتوفى‪َِٔ :‬ىػ)‬
‫الناشر‪ :‬مؤسسة الريٌاف للطباعة كالنشر كالتوزيع‪ .‬الطبعة‪ :‬الطبعة الثانية ُِّْىػ‪-‬‬
‫ََِِـ عدد اْلجزاء‪ِ :‬‬
‫‪/10‬الكتاب‪ :‬إيضاح المحصوؿ من برىاف اْلصوؿ‬
‫المؤلف‪ :‬أبو عبد اهلل محمد بن علي بن عمر المازرم (ّٔٓ ىػ)‪.‬المحقق‪ :‬د‪ .‬عمار‬
‫الطالبي‪ .‬الناشر‪ :‬دار الغرب اإلسالمي‪ .‬الطبعة‪ :‬اْلكلى‪ .‬عدد اْلجزاء‪.ُ :‬‬
‫‪/11‬الكتاب‪ :‬اإلماـ في بياف أدلة اْلحكاـ‬
‫المؤلف‪ :‬أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السالـ بن أبي القاسم بن الحسن‬
‫السلمي الدمشقي‪ ،‬الملقب بسلطاف العلماء (المتوفى‪َٔٔ :‬ىػ)‪.‬المحقق‪ :‬رضواف‬
‫مختار بن غربية‪.‬الناشر‪ :‬دار البشائر اإلسالمية – بيركت‪.‬الطبعة‪ :‬اْلكلى‪َُْٕ ،‬ىػ ‪-‬‬
‫ُٕٖٗـ‬
‫‪/12‬كتاب‪ :‬مذكرة في أصوؿ الفقو‬
‫المؤلف‪ :‬محمد اْلمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى‪:‬‬
‫ُّّٗىػ)‪ .‬الناشر‪ :‬مكتبة العلوـ كالحكم‪ ،‬المدينة المنورة‪ .‬الطبعة‪ :‬الخامسة‪ََُِ ،‬‬
‫ـ عدد اْلجزاء‪ُ :‬‬
‫‪/13‬ﻛﺘﺎب‪ :‬اﻷﺻﻮل ﻣﻦ ﻋﻠﻢ اﻷﺻﻮل‬
‫اﳌﺆﻟﻒ‪ :‬ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﱀ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ اﻟﻌﺜﻴﻤﲔ )اﳌﺘﻮﰱ‪ ُُِْ :‬ﻫ(‪ .‬اﻟﻨﺎﺷﺮ‪ :‬دار اﺑﻦ اﳉﻮزي‪.‬‬
‫اﻟﻄﺒﻌﺔ‪ :‬اﻟﺮاﺑﻌﺔ‪ َُّْ ،‬ﻫـ ‪ ََِٗ -‬م ﻋﺪد اﻷﺟﺰاء‪َُ:‬‬
‫‪/14‬ﻛﺘﺎب‪ :‬اﻟﻠﻤﻊ ﰲ أﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ‬
‫اﳌﺆﻟﻒ‪ :‬أﺑﻮ اﺳﺤﺎق إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﺸﲑازي )اﳌﺘﻮﰱ‪ْٕٔ :‬ﻫ(‪ .‬اﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬دار‬
‫اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‪ .‬اﻟﻄﺒﻌﺔ‪ :‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ََِّ م ‪ ُِْْ -‬ﻫـ‪ .‬ﻋﺪد اﻷﺟﺰاء‪َُ:‬‬
‫‪/16‬ﻛﺘﺎب‪:‬اﳋﻼﺻﺔ ﰲ أﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ‬
‫‪:‬‬ ‫اﳌ ﺆﻟﻒ ‪ :‬ﻛﺎﻣﻠﺔ اﻟﻜﻮاري‪ .‬اﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬دار اﺑﻦ ﺣﺰم‪.‬‬
‫‪/17‬ﻛﺘﺎب‪ :‬اﶈﺼﻮل‬
‫اﳌﺆﻟﻒ‪ :‬أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻪﻠﻟ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﳊﺴﻦ ﺑﻦ اﳊﺴﲔ اﻟﺘﻴﻤﻲ اﻟﺮازي اﳌﻠﻘﺐ ﺑﻔﺨﺮ اﻟﺪﻳﻦ‬
‫اﻟﺮازي ﺧﻄﻴﺐ اﻟﺮي )اﳌﺘﻮﰱ‪َٔٔ :‬ﻫـ( ‪.‬دراﺳﺔ وﲢﻘﻴﻖ‪ :‬اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻃﻪ‬
‫جابر فياض العلواني‪ .‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ .‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪ ُُْٖ ،‬ىػ‪ُٕٗٗ-‬ـ‬
‫‪/18‬الكتاب‪ :‬اإلحكاـ في أصوؿ اْلحكاـ‬
‫المؤلف‪ :‬أبو الحسن سيد الدين علي بن أبي علي بن محمد بن سالم الثعلبي اآلمدم‬
‫(المتوفى‪ُّٔ :‬ىػ)‪ .‬المحقق‪ :‬عبد الرزاؽ عفيفي‪ .‬الناشر‪ :‬المكتب اإلسالمي‪،‬‬
‫بيركت‪ -‬دمشق‪ -‬لبناف ‪.‬عدد اْلجزاء‪ْ :‬‬
‫‪/19‬الكتاب‪ :‬المسودة في أصوؿ الفقو‬
‫المؤلف‪ :‬آؿ تيمية [بدأ بتصنيفها الج ٌد‪ :‬مجد الدين عبد السالـ بن تيمية (ت‪:‬‬
‫ِٓٔىػ) ‪ ،‬كأضاؼ إليها اْلب‪ : ،‬عبد الحليم بن تيمية (ت‪ِٖٔ :‬ىػ) ‪ ،‬ثم أكملها‬
‫اَلبن الحفيد‪ :‬أحمد بن تيمية (ِٖٕىػ) ]‪.‬المحقق‪ :‬محمد محيي الدين عبد الحميد‬
‫الناشر‪ :‬دار الكتاب العربي ‪.‬عدد اْلجزاء‪ُ :‬‬
‫‪/20‬الكتاب‪ :‬التحبير شرح التحرير في أصوؿ الفقو‬
‫اﳌﺆﻟﻒ‪ :‬ﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ أﺑﻮ اﳊﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎن اﳌﺮداوي اﻟﺪﻣﺸﻘﻲ اﻟﺼﺎﳊﻲ اﳊﻨﺒﻠﻲ‬
‫)اﳌﺘﻮﰱ‪ٖٖٓ :‬ﻫـ( اﶈﻘﻖ‪ :‬د‪ .‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﻦ اﳉﱪﻳﻦ‪ ،‬د‪.‬أﲪﺪ اﻟﺴﺮاح‬
‫اﻟﻨﺎﺷﺮ‪ :‬ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﺮﺷﺪ ‪ -‬اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ‪ /‬اﻟﺮﺎﻳض‪ .‬اﻟﻄﺒﻌﺔ‪ :‬اﻷوﱃ‪ ُُِْ ،‬ﻫـ‬
‫‪َََِ -‬ـ‪ .‬ﻋﺪد اﻷﺟﺰاء‪َٖ:‬‬
‫‪/21‬اﻟﻜﺘﺎب ‪ :‬ﺷﺮح ﳐﺘﺼﺮ اﻟﺮوﺿﺔ‬
‫اﳌﺆﻟﻒ ‪ :‬ﺳﻠﻴﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﻮي ﺑﻦ اﻟﻜﺮﱘ اﻟﻄﻮﰲ اﻟﺼﺮﺻﺮي‪ ،‬أﺑﻮ اﻟﺮﺑﻴﻊ‪ ،‬ﳒﻢ اﻟﺪﻳﻦ‬
‫(المتوفى ‪ُٕٔ :‬ىػ)‪ .‬المحقق ‪ :‬عبد اهلل بن عبد المحسن التركي‪ .‬الناشر ‪ :‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ .‬الطبعة ‪ :‬اْلكلى ‪ َُْٕ ،‬ىػ ‪ ُٖٕٗ /‬ـ‪ .‬عدد اْلجزاء ‪.ّ :‬‬
‫‪/22‬الكتاب‪ :‬اْلنجم الزاىرات على حل ألفاظ الورقات في أصوؿ الفقو‬
‫المؤلف‪ :‬شمس الدين محمد بن عثماف بن علي المارديني الشافعي (المتوفى‪:‬‬
‫ُٕٖىػ)‪.‬المحقق‪ :‬عبد الكريم بن علي محمد بن النملة‪.‬الناشر‪ :‬مكتبة الرشد –‬
‫الرياض‪ .‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪ُٗٗٗ ،‬ـ‪ .‬عدد اْلجزاء‪ُ :‬‬
‫ً‬ ‫الع ٍي ًن لً ى‬
‫ش ٍر ًح ىكىرقىات ىإم ًاـ ى‬
‫الح ىرىمي ًن‬ ‫‪/23‬قيػ ارةي ى‬
‫الر ىع ٍينً ٌي‬
‫اهلل يم ىح امد بن يم ىح امد ُّ‬ ‫الولً ٌي ال ا‬
‫صالً ًح أىبًي ىع ٍب ًد ً‬ ‫ً‬
‫اْلصول ٍّي ى‬
‫لإلم ًاـ الع ً ً ً‬
‫المة ال ىفقيو ي‬
‫ى ى ى‬
‫بالحطااب رحمو اهلل تعالى(َِٗ‪ ْٗٓ-‬ىػ)ضبط نصو كعلق عليو‬ ‫ًً‬
‫المالك ٌي الشهير ى‬
‫ى‬
‫جالؿ علي عامر الجهاني‬
‫‪/24‬الكتاب ‪ :‬معالم التنزيل في تفسير القرآف‬
‫المؤلف ‪ :‬محيي السنة ‪ ،‬أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوم‬
‫الشافعي (المتوفى ‪َُٓ :‬ىػ)‪.‬المحقق ‪ :‬عبد الرزاؽ المهدم‪ .‬الناشر ‪ :‬دار إحياء‬
‫التراث العربي –بيركت‪ .‬الطبعة ‪ :‬اْلكلى ‪ َُِْ ،‬ق ‪.‬ػعدد اْلجزاء ‪ٓ:‬‬
‫‪/25‬الكتاب‪ :‬تفسير القرآف العظيم‬
‫المؤلف‪ :‬أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصرم ثم الدمشقي (المتوفى‪:‬‬
‫ْٕٕىػ)‪ .‬المحقق‪ :‬سامي بن محمد سالمة‪ .‬الناشر‪ :‬دار طيبة للنشر كالتوزيع‬
‫الطبعة‪ :‬الثانية َُِْىػ ‪ ُٗٗٗ -‬ـ‪ .‬عدد اْلجزاء‪ٖ :‬‬
‫‪/26‬الكتاب‪ :‬تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالـ المناف‬
‫المؤلف‪ :‬عبد الرحمن بن ناصر بن عبد اهلل السعدم (المتوفى‪ُّٕٔ :‬ىػ)‪.‬المحقق‪:‬‬
‫عبد الرحمن بن معال اللويحق‪ .‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة الطبعة‪ :‬اْلكلى َُِْىػ ‪-‬‬
‫َََِ ـ ‪.‬عدد اْلجزاء‪ُ :‬‬
‫‪/27‬الكتاب‪ :‬اإلتقاف في علوـ القرآف‪.‬‬
‫المؤلف‪ :‬عبد الرحمن بن أبي بكر‪ ،‬جالؿ الدين السيوطي (المتوفى‪:‬‬
‫ُُٗىػ)‪.‬المحقق‪ :‬محمد أبو الفضل إبراىيم‪ .‬الناشر‪ :‬الهيئة المصرية العامة‬
‫للكتاب‪.‬الطبعة‪ُّْٗ :‬ىػ‪ ُْٕٗ /‬ـ‪.‬عدد اْلجزاء‪ْ :‬‬
‫‪/28‬الكتاب‪ :‬نواسخ القرآف‬
‫المؤلف‪ :‬جماؿ الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزم (المتوفى‪:‬‬
‫السلفي الداني بن منير آؿ زىوم‬
‫ٕٗٓىػ)‪.‬المحقق‪ :‬أبو عبد اهلل العاملي ٌ‬
‫الناشر‪ :‬شركو أبناء شريف اْلنصارم بيركت‪ .‬الطبعة‪ :‬اْلكلى‪ ُِِْ ،‬ىػ ‪ ََُِ -‬ـ‬
‫عدد اْلجزاء‪ُ :‬‬
‫‪/29‬الكتاب‪ :‬معجم مقاييس اللغة‬
‫المؤلف‪ :‬أحمد بن فارس بن زكرياء القزكيني الرازم‪ ،‬أبو الحسين (المتوفى‪ّٗٓ :‬ىػ)‬
‫المحقق‪ :‬عبد السالـ محمد ىاركف الناشر‪ :‬دار الفكر عاـ النشر‪ُّٗٗ :‬ىػ ‪-‬‬
‫ُٕٗٗـ‪.‬عدد اْلجزاء‪6:‬‬
‫‪/30‬الكتاب‪ :‬القاموس المحيط‬
‫المؤلف‪ :‬مجد الدين أبو طاىر محمد بن يعقوب الفيركزآبادل (المتوفى‪:‬‬
‫ُٕٖىػ)تحقيق‪ :‬مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة بإشراؼ‪ :‬محمد نعيم‬
‫العرقسوسي‪ .‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة للطباعة كالنشر كالتوزيع‪ ،‬بيركت – لبناف‪ .‬الطبعة‪:‬‬
‫ي‬
‫الثامنة‪ ُِْٔ ،‬ىػ ‪ ََِٓ -‬ـ ‪.‬عدد اْلجزاء‪11 :‬‬
‫‪/31‬الكتاب‪ :‬المعجم الوسيط‬
‫المؤلف‪ :‬مجمع اللغة العربية بالقاىرة‪(.‬إبراىيم مصطفى ‪ /‬أحمد الزيات ‪ /‬حامد عبد‬
‫القادر ‪ /‬محمد النجار)‪.‬الناشر‪ :‬دار الدعوة‬
‫‪/32‬الكتاب‪ :‬المفردات في غريب القرآف‬
‫المؤلف‪ :‬أبو القاسم الحسين بن محمد المعركؼ بالراغب اْلصفهانى (المتوفى‪:‬‬
‫َِٓىػ)‪ .‬المحقق‪ :‬صفواف عدناف الداكدم‪ .‬الناشر‪ :‬دار القلم‪ ،‬الدار الشامية ‪-‬‬
‫دمشق بيركت‪ .‬الطبعة‪ :‬اْلكلى ‪ ُُِْ -‬ىػ‬
‫‪/33‬الكتاب‪ :‬كتاب التعريفات‬
‫المؤلف‪ :‬علي بن محمد بن علي الزين الشريف الجرجاني (المتوفى‪ُٖٔ :‬ىػ)‬
‫المحقق‪ :‬ضبطو كصححو جماعة من العلماء بإشراؼ الناشر‪ .‬الناشر‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية بيركت –لبناف‪ .‬الطبعة‪ :‬اْلكلى َُّْىػ ‪ُّٖٗ-‬ـ‪ .‬عدد اْلجزاء‪ُ :‬‬
‫‪/34‬الكتاب‪ :‬فتح المجيد شرح كتاب التوحيد‬
‫المؤلف‪ :‬عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوىاب بن سليماف التميمي‬
‫(المتوفى‪ُِٖٓ :‬ىػ)‪ .‬المحقق‪ :‬محمد حامد الفقي‪ .‬الناشر‪ :‬مطبعة السنة المحمدية‪،‬‬
‫القاىرة‪ ،‬مصر‪ .‬الطبعة‪ :‬السابعة‪ُّٕٕ ،‬ىػ‪ُٕٗٓ/‬ـ‬
‫يح ني ٍخبى ًة ال ًٍف ىك ًر فًي يم ٍ‬
‫صطىلى ًح أ ٍىى ًل اْلىثى ًر‬ ‫‪/35‬الكتاب‪ :‬نيػ ٍزىىةي الناظى ًر فًي تى ً‬
‫وض ً‬
‫المؤلف‪ :‬أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقالني (ّٕٕ ‪ ِٖٓ -‬ىػ)‬
‫المحقق‪ :‬أ‪ .‬د‪ .‬عبد اهلل بن ضيف اهلل الرحيلي (جامعة طيبة بالمدينة المنورة)‪ .‬الناشر‪:‬‬
‫(بدكف)‪.‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ُِْٗ ،‬ىػ ‪ ََِٖ -‬ـ ‪.‬عدد اْلجزاء‪ُ :‬‬
‫‪/36‬الكتاب‪ :‬اختصار علوـ الحديث‪.‬‬
‫المؤلف‪ :‬أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصرم ثم الدمشقي (المتوفى‪:‬‬
‫ْٕٕىػ)‪.‬المحقق‪ :‬أحمد محمد شاكر‪.‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيركت – لبناف‪.‬‬
‫الطبعة‪ :‬الثانية‪.‬عدد اْلجزاء‪. ُ :‬‬
‫‪/37‬الكتاب‪ :‬معرفة أنواع علوـ الحديث‪ ،‬كييعرؼ بمقدمة ابن الصالح‬
‫المؤلف‪ :‬عثماف بن عبد الرحمن‪ ،‬أبوعمرك‪ ،‬تقي الدين المعركؼ بابن الصالح‬
‫(المتوفى‪ّْٔ :‬ىػ) المحقق‪ :‬نور الدين عتر‪ .‬الناشر‪ :‬دار الفكر‪ -‬سوريا‪ ،‬دار الفكر‬
‫المعاصر – بيركت سنة النشر‪َُْٔ :‬ىػ ‪ُٖٗٔ -‬ـ ‪.‬عدد اْلجزاء‪ُ :‬‬
‫‪/38‬الكتاب‪ :‬تيسير مصطلح الحديث‬
‫المؤلف‪ :‬أبو حفص محمود بن أحمد بن محمود طحاف النعيمي‪.‬الناشر‪ :‬مكتبة‬
‫المعارؼ للنشر كالتوزيع‪.‬الطبعة‪ :‬الطبعة العاشرة ُِْٓىػ‪ََِْ-‬ـ‪.‬‬
‫عدد اْلجزاء‪.ُ :‬‬
‫‪/39‬الكتاب‪ :‬الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو‬
‫كسلم كسننو كأيامو‬
‫المؤلف‪ :‬محمد بن إسماعيل أبو عبداهلل البخارم الجعفي‪ .‬المحقق‪ :‬محمد زىير بن‬
‫ناصر الناصر‪ .‬الناشر‪ :‬دار طوؽ النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم‬
‫محمد فؤاد عبد الباقي)‪ .‬الطبعة‪ :‬اْلكلى‪ُِِْ ،‬ىػ‪ .‬عدد اْلجزاء‪ٗ :‬‬
‫‪/40‬الكتاب‪ :‬سلسلة اْلحاديث الضعيفة كالموضوعة كأثرىا السيئ في اْلمة‬
‫المؤلف‪ :‬أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين‪ ،‬بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدـ‪،‬‬
‫اْلشقودرم اْللباني (المتوفى‪َُِْ :‬ىػ)‪.‬دار النشر‪ :‬دار المعارؼ‪ ،‬الرياض ‪-‬‬
‫الممكلة العربية السعودية‪.‬الطبعة‪ :‬اْلكلى‪ ُُِْ ،‬ىػ ‪ ُِٗٗ /‬ـ‪.‬‬
‫عدد اْلجزاء‪ُْ :‬‬
‫كىناؾ كتب أخرل‪.‬‬
‫فهرس الكتاب‬

‫[المقدمة]‪...............................................................................‬‬
‫[تعريف أصوؿ الفقو باعتباره مركبان إضافيان] ‪...............................................‬‬
‫[تعريف اْلصل] ‪........................................................................‬‬
‫[تعريف الفرع] ‪.........................................................................‬‬
‫[تعريف الفقو لغةن كاصطالحان]‪............................................................‬‬
‫[أقساـ الحكم الشرعي]‪.................................................................‬‬
‫[تعريف الواجب] ‪........................................................................‬‬
‫[تعريف المندكب] ‪.......................................................................‬‬
‫[تعريف المباح] ‪..........................................................................‬‬
‫[تعريف المحظور] ‪.......................................................................‬‬
‫[تعريف المكركه] ‪........................................................................‬‬
‫[تعريف الصحيح] ‪........................................................................‬‬
‫[تعريف الباطل] ‪.........................................................................‬‬
‫[الفرؽ بين الفقو كالعلم]‪..................................................................‬‬
‫[تعريف العلم]‪....................................................................... ....‬‬
‫[تعريف الجهل كأقسامو] ‪.................................................................‬‬
‫[تعريف العلم الضركرم]‪.................................................................‬‬
‫[تعريف العلم المكتسب]‪................................................................‬‬
‫[تعريف النظر] ‪...........................................................................‬‬
‫[تعريف اَلستدَلؿ]‪......................................................................‬‬
‫[تعريف الدليل] ‪..........................................................................‬‬
‫[تعريف الظن] ‪...........................................................................‬‬
‫[تعريف الشك]‪..........................................................................‬‬
‫[تعريف أصوؿ الفقو باعتباره ىعلى ىمان] ‪.......................................................‬‬
‫[أبواب أصوؿ الفقو] ‪....................................................................‬‬
‫[أقساـ الكالـ باعتبار ما يتركب منو]‪......................................................‬‬
‫[أقساـ الكالـ باعتبار مدلولو]‪............................................................‬‬
‫[أقساـ الكالـ باعتبار استعمالو]‪..........................................................‬‬
‫[تعريف الحقيقة] ‪........................................................................‬‬
‫[تعريف المجاز] ‪.........................................................................‬‬
‫[أقساـ الحقيقة]‪.........................................................................‬‬
‫[أقساـ المجاز] ‪.........................................................................‬‬
‫[تعريف اْلمر كبياف دَللة صيغة إفعل]‪....................................................‬‬
‫[ىل اْلمر يقتضي التكرار?]‪..............................................................‬‬
‫[ىل اْلمر يقتضي الفور أـ َل?]‪..........................................................‬‬
‫[ما َل يتم الواجب إَل بو]‪................................................................‬‬
‫[خركج المأمور عن عهدة اْلمر]‪..........................................................‬‬
‫[الذم يدخل في اْلمر كالنهي كما َل يدخل]‪..............................................‬‬
‫[ىل الكفار مخاطبوف بفركع الشريعة أـ َل?]‪..............................................‬‬
‫[ىل اْلمر بالشيء نهي عن ضده?]‪......................................................‬‬
‫[النهي عن الشي أمر بضده]‪.............................................................‬‬
‫[تعريف النهي] ‪..........................................................................‬‬
‫[النهي يدؿ على فساد المنهي عنو]‪......................................................‬‬
‫[معاني صيغة اْلمر]‪.....................................................................‬‬
‫[تعريف العاـ] ‪...........................................................................‬‬
‫[صيغ العموـ] ‪...........................................................................‬‬
‫[العموـ من صفات اْللفاظ كالفعل َل عموـ لو]‪...........................................‬‬
‫[تعريف الخاص كالتخصيص]‪............................................................‬‬
‫[أقساـ المخصص]‪.....................................................................‬‬
‫[أنواع المخصص المتصل]‪..............................................................‬‬
‫[أكَلن‪ :‬اَلستثناء كشركطو]‪...............................................................‬‬
‫[الشرط اْلكؿ]‪.........................................................................‬‬
‫[الشرط الثاني] ‪.........................................................................‬‬
‫[جواز تقديم المستثنى على المستثنى منو كجواز اَلستثناء‬
‫من الجنس كغيره] ‪......................................................................‬‬
‫[ثانيان‪ :‬الشرط]‪.........................................................................‬‬
‫[ثالثان‪ :‬الصفة] ‪..........................................................................‬‬
‫[التخصيص المنفصل‪ :‬تخصيص الكتاب بالكتاب]‪.......................................‬‬
‫[تخصيص الكتاب بالسنة]‪.............................................................‬‬
‫[تخصيص السنة بالكتاب]‪.............................................................‬‬
‫[تخصيص السنة بالسنة]‪.............................................................‬‬
‫[تخصيص الكتاب كالسنة بالقياس]‪....................................................‬‬
‫[تعريف المجمل كالبياف‬
‫[تعريف النص] ‪........................................................................‬‬
‫[تعريف الظاىر] ‪.......................................................................‬‬
‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم ‪.............................................]-‬‬
‫[أفعاؿ الرسوؿ ‪ -‬ى‬
‫[اْلفعاؿ المختصة بصاحب الشريعة]‪..................................................‬‬
‫[اْلفعاؿ غير المختصة بصاحب الشريعة]‪..............................................‬‬
‫صلاى اهللي ىعلىٍي ًو ىك ىسلا ىم ‪.............................................]-‬‬
‫[إقرار الرسوؿ ‪ -‬ى‬
‫[تعريف النسخ] ‪.....................................................................‬‬
‫[تعريفو لغةن ] ‪........................................................................‬‬
‫[تعريفو اصطالحان] ‪..................................................................‬‬
‫[أنواع النسخ في القرآف الكريم]‪.................................................. ..‬‬
‫[مسائل النسخ بين الكتاب كالسنة] ‪.................................................‬‬
‫[التعارض]‪...................................................................... ..‬‬
‫[تعارض النصوص] ‪................................................................‬‬
‫[تعارض العامين] ‪..................................................................‬‬
‫[تعارض الخاصين] ‪................................................................‬‬
‫[تعارض العاـ مع الخاص] ‪..........................................................‬‬
‫[تعريف اإلجماع كبياف حجيتو] ‪......................................................‬‬
‫[ىل يشترط انقراض العصر في حجية اإلجماع?]‪......................................‬‬
‫[اإلجماع السكوتي] ‪................................................................‬‬
‫[حجية قوؿ الصحابي] ‪.............................................................‬‬
‫[اْلخبار] ‪...........................................................................‬‬
‫[تعريف الخبر كأقسامو] ‪.............................................................‬‬
‫[تعريف المتواتر] ‪....................................................................‬‬
‫[خبر اآلحاد كأقسامو] ‪...............................................................‬‬
‫[المسند] ‪...........................................................................‬‬
‫[المرسل كحجيتو] ‪.............................................................‬‬
‫[اإلسناد المعنعن] ‪.............................................................‬‬
‫[ألفاظ الركاية عند غير الصحابي] ‪..............................................‬‬
‫[القياس] ‪.....................................................................‬‬
‫[تعريف القياس] ‪..............................................................‬‬
‫[أقساـ القياس] ‪...............................................................‬‬
‫[قياس العلة] ‪..................................................................‬‬
‫[قياس الدَللة] ‪................................................................‬‬
‫[قياس الشبو] ‪.................................................................‬‬
‫[بعض شركط الفرع كاْلصل] ‪...................................................‬‬
‫[بعض شركط العلة كحكم اْلصل] ‪..............................................‬‬
‫[اْلصل في اْلشياء] ‪...........................................................‬‬
‫[اَلستصحاب] ‪................................................................‬‬
‫[ترتيب اْلدلة كالترجيح بينها] ‪...................................................‬‬
‫[شركط المفتي أك المجتهد] ‪....................................................‬‬
‫[شركط المستفتي] ‪.............................................................‬‬
‫[تعريف التقليد] ‪................................................................‬‬
‫[اَلجتهاد] ‪.....................................................................‬‬
‫[تعريف اَلجتهاد كمسألة تصويب المجتهد] ‪......................................‬‬
‫[اَلجتهاد في أصوؿ الدين] ‪......................................................‬‬

You might also like