You are on page 1of 23

See discussions, stats, and author profiles for this publication at: https://www.researchgate.

net/publication/332631366

: ‫اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ وﻣﺘﻄﻠﺒﺎت ﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ دراﺳﺔ ﺗﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻧﻤﻮذج ﺑﻮرﺗﺮ ﻟﻠﻘﻮي اﻟﺨﻤﺴﺔ‬

Article · June 2019

CITATIONS READS

0 9,493

1 author:

Rehab Suod
University of Benghazi
4 PUBLICATIONS 0 CITATIONS

SEE PROFILE

All content following this page was uploaded by Rehab Suod on 25 April 2019.

The user has requested enhancement of the downloaded file.


‫السياحة في ليبيا ومتطلبات تنميتها‬

‫دراسة تحليلية باستخدام نموذج بورتر للقوي الخمسة‬

‫د‪ .‬رحاب محمد بن سعود‬ ‫د ‪ .‬عائشة عبد السالم العالم‬

‫ملخص‬

‫تشكل ليبيا كتلة جذب سياحي رئيسية مرشحة لتكون مركز الجذب األول على خريطة السياحة العالمية فهي بموقعها الجغرافي‬
‫االستراتيجي تحتل موقع القلب وهمزة الوصل بين قارات العالم‪ .‬وبالرغم من األهمية المتزايدة للقطاع السياحي في العديد من‬
‫الدول‪ ،‬إال أنه في ليبيا لم يرقي إلى المستوي الذي يكفل بلوغ األهداف المرجوة منه وبقيت انجازاته محدودة إذا ما قارناها‬
‫بالبلدان المجاورة‪.‬‬

‫تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على خصائص القطاع السياحي الليبي والمعوقات التي تقف في طريق تنميته وتقدمه من أجل‬
‫الوصول إلى مجموعة من التوصيات التي من شأنها االسهام في تنمية هذا القطاع ‪ ،‬لما يشكله من أهمية في تنمية القطاعات‬
‫االقتصادية األخرى ‪ ،‬إذ أن استم اررية هذا القطاع يشكل مورد ال ينضب خالفاً للنفط‪ .‬ولتحقيق هدف الدراسة تم إتباع المنهجين‬
‫الوصفي والتحليلي‪.‬‬

‫تكمن أهمية الدراسة في كونها األولى من نوعها–على حد علم الباحثتين‪ -‬التي تستخدم نموذج القوى الخمسة لبورتر في تحليل‬
‫تنافسية قطاع خدمي وهو القطاع السياحي في ليبيا‪ .‬حيث جرت العادة على استخدام هذا النموذج في تفسير مستوى تنافسية‬
‫القطاعات الصناعية‪.‬‬

‫أن من أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة هي عدم وجود استقرار أمني وسياسي واقتصادي أثر سلباً على القطاع‬
‫السياحي‪ ،‬أيضاً هيمنة الدولة على النشاط االقتصادي ‪ ،‬الذي تسبب في ضعف القطاع الخاص وترتب عليه انخفاض تنافسية‬
‫وبناء عليه أوصت الدراسة بالعمل على توفير األمن‬
‫القطاع السياحي الليبي على المستوي الداخلي واإلقليمي والدولي‪ً .‬‬
‫واالستقرار السياسي‪ ،‬تقليص دور الدولة في النشاط االقتصادي وتشجيع الخصخصة كعالج للخلل في الهياكل االقتصادية‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية ‪ :‬السياحة ‪ ،‬ليبيا‪ ،‬نموذج بورتر للقوي الخمسة‪ ،‬التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪The tourism sector is one of the important ways to achieve the integrated economic development‬‬
‫‪through the compatibility between the various productive and services sectors to make progress‬‬
‫‪in quality and level of life. Libya has a rich tourism potential, which can be utilized to fuel‬‬
‫‪economic growth. It has delightful coastline of coral, beach, wonderful interior topography of‬‬

‫‪1‬‬
‫‪mountains, desert. In context of nature, the country witnesses good sunshine and clear sky‬‬
‫‪conditions. However, globally Libya is not a well known tourist destination.‬‬

‫‪This study aimed to explore the characteristics of the Libyan tourism sector. Also it aimed to‬‬
‫‪explore what the major problems this sector faced . The paper also provides some‬‬
‫‪recommendations that need to be considered by policy makers and incorporated into any future‬‬
‫‪development plans on the Libya tourism industry. Porters Five Forces model was used to analyze‬‬
‫‪tourism sector.‬‬
‫‪The study concluded that tourism has many characteristics, but many countries may not have‬‬
‫‪them, whereas other countries have them but can’t use them well. Libya has many tourist‬‬
‫‪factors but doesn’t utilize them properly, there was neither real tourism industry, nor effective‬‬
‫‪tourism investment. Tourism in Libya is still chaotic and purposeless, and unplanned.‬‬
‫‪Key wards : Tourism , Libya, Porters Five Forces , Economic Development.‬‬

‫مقدمة‬

‫وفقاً لتوقعات بعض االقتصاديين فإن ثالث صناعات خدمية ستقود االقتصاد العالمي وهذه الصناعات هي‬
‫االتصاالت‪ ،‬تكنولوجيا المعلومات وصناعة السياحة ‪ .‬حيث أصبحت السياحة صناعة متكاملة تتضمن االستثمار والتشييد‬
‫والتسويق والترويج )علي‪ )2102 ،‬وتشكل السياحة أحد أهم مصادر الدخل لدى كثير من الدول‪ ،‬بل أنها تحتل مكانة متقدمة‬
‫في حفز نمو الدخل والتوظف في قطاعات االقتصاد المختلفة إضافة إلى إسهامات هذا القطاع في خفض البطالة من خالل‬
‫توفير فرص العمل‪ ،‬حيث تعد السياحة النشاط األكثر اعتماداً على العنصر البشري مقارنة بالقطاعات األخرى ‪ ،‬كما أن لها‬
‫أثر كبير في قضايا التنمية من ناحية تدفق رؤوس األموال ونقل التكنولوجيا وتحقيق التوازنات االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وذلك‬
‫بقيام الدولة بتوزيع مختلف المشاريع السياحية الجديدة بين مختلف المدن وتحقيق التنمية المكانية‪ .‬أيضا تعتبر السياحة من‬
‫األنشطة التي تساهم بفاعلية في زيادة إيرادات النقد األجنبي‪.‬‬

‫ويمكن تعريف السياحة على إنها االنتقال من مكان آلخر بهدف االطالع والتعرف واالستمتاع بمواقع مختلفة‪ .‬وتنقسم السياحة‬
‫من الناحية المكانية إلى داخلية وخارجية‪ .‬كما تنقسم حسب المنتج السياحي إلى سياحة ترفيهية وثقافية ودينية وعالجية وغيرها‪.‬‬
‫كما أن للسياحة مقومات عديدة ‪ ،‬قد ال يتسنى لكل الدول أن تمتلكها ‪ ،‬وهناك بعض الدول التي تمتلك تلك المقومات ولكنها ال‬
‫تحسن استخدامها (مثل ليبيا(‪.‬‬

‫و بفضل موقعها الجغرافي و اإلمكانات الطبيعية تمتلك ليبيا العديد من المميزات التي يمكن أن تجعل منه بلداً سياحياً ضمن‬
‫بلدان البحر المتوسط وأهم هذه المميزات ‪ :‬تتمتع ليبيا بأطول شاطئ يطل على البحر المتوسط مقارنة بالدول األخرى المجاورة‬
‫‪ .‬المعالم األثرية والتاريخ ية التي تربط التاريخ والتراث بالطبيعة العمق الجنوبي حيث يمكن إقامة سياحة صحراوية بأنواعها‬

‫‪2‬‬
‫المختلفة ‪ ،‬توفر بعض المنابع الطبيعية مثل المياه الكبريتية والتي يمكن أن تكون أساسا إليجاد منتجعات عالجية وسياحية‬
‫وترفيهية ‪.‬‬

‫لذلك فإن هذه الدراسة تهدف إلى التعرف على خصائص القطاع السياحي الليبي والمعوقات التي تقف في طريق تنميته وتقدمه‬
‫من أجل الوصول إلى مجموعة من التوصيات التي من شأنها االسهام في تنمية هذا القطاع ‪ ،‬لما يشكله من أهمية في تنمية‬
‫القطاعات االقتصادية األخرى ‪ ،‬إذ أن استم اررية هذا القطاع يشكل مورد ال ينضب خالفاً للنفط ‪ .‬ولتحقيق هدف الدراسة سوف‬
‫يتم تناول المحاور التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬مفهوم السياحة ومقوماتها‪.‬‬
‫‪ -‬أنواع السياحة وأنماطها‪.‬‬
‫‪ -‬السياحة والتنمية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬تحليل واقع القطاع السياحي في ليبيا‪.‬‬
‫‪ -‬الصعوبات التي تواجه القطاع السياحي ‪.‬‬
‫‪ -‬الخالصة والتوصيات‪.‬‬

‫مشكلة الدراسة‬
‫تشكل ليبيا كتلة جذب سياحي رئيسية مرشحة لتكون مركز الجذب األول على خريطة السياحة العالمية فهي بموقعها‬
‫الجغرافي االستراتيجي تحتل موقع القلب وهمزة الوصل بين قارات العالم‪ ،‬ويتفاعل الموقع الجغرافي لليبيا مع عمقها الحضاري‬
‫والتاريخي كمهد للحضارات القديمة‪ ،‬مما يضيف إلى وجودها السياحي ميزة فريدة تجعلها مقصداً هاماً ومتنوعاً يشد إليه الحركة‬
‫السياحية العالمية‪.‬‬

‫وبالرغم من األهمية المتزايدة للقطاع السياحي في العديد من الدول‪ ،‬إال أنه في ليبيا لم يرقي إلى المستوي الذي يكفل بلوغ‬
‫األهداف المرجوة منه وبقيت انجازاته محدودة إذا ما قارناها بالبلدان المجاورة ‪.‬أيضا برغم مزاياها يشير الواقع إلى أن نصيب‬
‫ليبيا من مجمل السياحة العالمية ضئيل جداً مقارنة مع إمكاناتها الضخمة ‪ ،‬بل ويمكن القول أنه ال وجود لها على الخارطة‬
‫السياحية العالمية‪ ،‬وحسب تقرير (لجنة منظمة السياحة العالمية للشرق االوسط ‪ )2102،‬اقتصرت البيانات عن السياح الوافدين‬
‫للشرق االوسط وشمال افريقيا واألسواق المصدرة للسياحة واالستثمارات المخطط لها والعوامل التي تعمل على تطوير السياحة‬
‫وآفاقها ولم تتم اإلشارة إلى ليبيا كما لم تتم اإلشارة إليها في أغلب التقارير الدولية مثل تقرير تنافسية السفر والسياحة ‪The‬‬
‫‪ .travel and Tourism Competitiveness Report‬أيضا ال توجد بيانات ومعلومات كافية عن هذا القطاع لدي الهيئة‬
‫العامة للسياحة في ليبيا وال في موقعها اإللكتروني وهذا ما جعل المسئولين في هذا القطاع اتخاذ اجراءات من شأنها النهوض‬
‫بهذا القطاع ومن أجل ذلك عقد رئيس الهيئة العامة للسياحة اجتماعا مع األمين العام لمنظمة السياحة العالمية لمناقشة‬

‫‪3‬‬
‫إمكانيات التعاون السياحي بين ليبيا والمنظمة العالمية للسياحة وذلك بتاريخ‪ 2102/2/22‬كما جاء في موقع الو ازرة ‪ ،‬الهيئة‬
‫العامة للسياحة‪./https://tourism.gov.ly‬‬

‫أهمية الدراسة‬
‫تستمد هذه الدراسة قيمتها العلمية من عدد من النقاط أهمها ما يلي‪:‬‬
‫‪ .0‬تعتبر الدراسة األولى من نوعها–على حد علم الباحثتين‪ -‬التي تستخدم نموذج القوى الخمسة لبورتر في تحليل‬
‫تنافسية قطاع خدمي وهو القطاع السياحي في ليبيا‪ .‬حيث جرت العادة على استخدام هذا النموذج في تفسير مستوى‬
‫تنافسية القطاعات الصناعية‪.‬‬
‫‪ .2‬التطورات الكبيرة التي يشهده ا قطاع السياحة في العالم وما يحققه من عائدات تعود على مجمل االقتصاد نتيجة‬
‫للعالقات التشابكية ما بين القطاع السياحي والقطاعات األخرى‪.‬‬
‫‪ .2‬سعي ليبيا إليجاد بديل اقتصادي أخر بخالف القطاع النفطي لتنويع مصادر الدخل‪.‬‬
‫‪ .4‬التوجه العالمي إلى السياحة الصحراوية – والتي اصبحت تعرف بسياحة األغنياء ‪-‬والى جعلها أداة التنمية‬
‫االقتصادية ‪ ،‬وكما هو معلوم امتالك ليبيا لصحراء شاسعة مترامية االطراف تعد من أجمل الصحاري مقارنة مع‬
‫غيرها من الدول‪.‬‬

‫منهجية الدراسة‬
‫لتحقيق هدف الدراسة ‪ ،‬تم إتباع المنهجين الوصفي والتحليلي‪ ،‬حيث تم االعتماد على المنهج الوصفي فيما يتعلق بمختلف‬
‫المفاهيم والتعاريف التي تمس الموضوع‪ ،‬والمنهج التحليلي متمثال في نموذج بورتر للقوي الخمسة الذي اعتمد عليه في تحليل‬
‫القطاع السياحي في ليبيا‪.‬‬

‫اوالً مفهوم السياحة ومقوماتها ‪:‬‬


‫‪- 1‬مفهوم السياحة ‪:‬‬
‫لم تكن السياحة ظاهرة اجتماعية حديثة ‪ ،‬فهي قديمة قدم تاريخ اإلنسان نفسه ‪ ،‬حيث عرفها اإلنسان منذ نشأته‬
‫األولي‪ .‬وقد وردت السياحة في القرآن الكريم ‪ ،‬حيث يقول الخالق عز وجل "التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون‬
‫الساجدون اآلمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود اهلل وبشر المؤمنين" سورة التوبة اآلية ‪.002‬‬
‫تشير لفظة "السياحة" لغويا إلى الضرب في األرض فيقصد بها السير و االنتقال من مكان إلى مكان آخر وقد ورد في قوله‬
‫تعالي "براءة من اهلل ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في االرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي اهلل‬
‫وأن اهلل مخزي الكافرين" سورة التوبة ‪ ،‬اآلية ‪0‬و‪ .2‬ولفظة السياحة ‪ Tourism‬تعد مستحدثة في اللغات الالتينية فهي مشتقة‬

‫‪4‬‬
‫من لفظ ‪ To Tour‬وهي بمعني يدور أو يجول (مرسي‪ ;2112 ،‬نسيبة ‪ ;2104 ،‬سميرة ‪ ;2102،‬يمينة ‪ .)2102،‬حديثاً‬
‫تنوعت التعاريف والمفاهيم الواردة بشأن السياحة تبعاً لتنوع معايير التميز بينها‪ ،‬حيث وردت عدة تعاريف لباحثين ومنظمات‬
‫وغيرها نذكر منها ما يلي‪:‬‬

‫أ ‪-‬تعاريف بعض المختصين والباحثين‬


‫بدأت المحاوالت األولى لتعريف ظاهرة السياحة في الثمانينات من القرن التاسع عشر‪ ،‬و كان أول تعريف محدد‬
‫للسياحة يعود للعالم األلماني جويير فرويلر‪ Guyer Freuler‬عام ‪ ،0012‬فقد عرف السياحة بأنها ظاهرة طبيعية من ظواهر‬
‫العصر الحديث واألساس فيها الحاجة المتزايدة للحصول على االستجمام وتغيير الجو ‪ ،‬والوعي الثقافي لتذوق جمال المشاهدة‬
‫الطبيعية (ملوخية‪.)2112 ،‬‬
‫و ما يعاب على التعريف السابق إهماله الجوانب االقتصادية المترتبة عن النشاط السياحي‪ ،‬و هو ما حاول االقتصادي‬
‫النمساوي هيرمان فوشوليرون ‪ Herman Von Scholleron‬التركيز عليه في تعريفه للسياحة عام ‪ ، 0001‬فقد عرف‬
‫السياحة على أنها االصطالح الذي يطلق على أي عملية من العمليات االقتصادية التي تتعلق بانتقال واقامة وانتشار األجانب‬
‫داخل وخارج منطقة معينة‪ ،‬أو أية بلدة ترتبط بهم ارتباطا مباش ار (درويش ‪.)0002،‬‬
‫ركز دام ‪ Dam‬على النواحي السياسية فعرف السياحة بأنها نشاط سياسي أكثر من كونه اقتصادي فهو يري أن السياحة‬
‫ال تقتصر في كونها عملية تفاعل ‪ ،‬وانما هي وسيلة لتحقيق السالم في العالم (النسور‪.)2112،‬‬
‫وعرفت السياحة بأنها ذلك النشاط الحضاري واالقتصادي واالجتماعي الذي يقوم به األفراد في بلد غير بلدهم واقامتهم‬
‫فيه لمدة ال تقل عن ‪ 24‬ساعة ألي غرض ما عدا العمل الذي يدفع أجره داخل البلد المزار (السيسي ‪. )2110،‬‬
‫وعرفت أيضاً على إنها مجموعة من العالقات المتبادلة التي تنشأ بين الشخص الذي يتواجد بصفة مؤقتة في مكان ما‬
‫وبين األشخاص الذين يقيمون في هذا المكان ‪ ،‬وهذه العالقات والخدمات تكون ناجمة عن التغيير المؤقت لمكان اإلقامة دون‬
‫أن يكون الباعث على ذلك أسباب العمل أو المهنة (توفيق ‪.)2112،‬‬

‫ب ‪-‬تعريف بعض المؤتمرات والمنظمات الدولية‬


‫ترى األكاديمية الدولية للسياحة بأن السياحة هي إصطالح يطلق على رحالت الترفيه‪ ،‬وكل ما يتعلق بها من أنشطة‬
‫واشباع حاجات السائح (دعبس ‪.)2112،‬‬
‫يعرف مؤتمر أوتاوا بكندا عام ‪ 1991‬السياحة بأنها األنشطة التي يقوم بها الشخص في مكان غير بيئته المعتادة لمدة‬
‫زمنية ‪ ،‬دون أن يكون غرضه من السفر الكسب (الصيرفي ‪. )2112،‬‬
‫مؤتمر األمم المتحدة للسياحة والسفر الدولي ‪ 1991‬عرف السياحة بأنها ظاهرة اجتماعية وانسانية تقوم على انتقال الفرد من‬
‫مكان إقامته الدائمة إلى مكان أخر لفترة مؤقتة ال تقل عن ‪ 24‬ساعة وال تزيد عن سنة بهدف السياحة الترفيهية أو العالجية أو‬
‫التاريخية (مسعد ‪.)2112،‬‬
‫‪5‬‬
‫تعريف منظمة السياحة العالمية ‪ 1991‬السياحة تشمل أنشطة األشخاص الذين يسافرون إلى أماكن تقع خارج بيئتهم المعتادة‬
‫‪ ،‬ويقي مون فيها مدة ال تزيد عن سنة بغير انقطاع للراحة أو ألغراض أخري وتتألف البيئة المعتادة للشخص من منطقة محددة‬
‫قريبة من مكان إقامته مضافا إليه كافة األماكن التي يزورها بصورة مستمرة ومتكررة‪.‬‬

‫مـن خالل التعاريف السابقة يفــهم بأن السياحة لها أكثر من تعريف واحد و كـل منـها يختلف عن األخر باختالف الزاوية الـتي‬
‫ينظر منها إلـى السياحة ‪ ،‬فـالبعض ينظــر إليها بــوصــفها ظــاهـرة اجتماعـية ‪ ،‬و آخرون يرونها ظاهرة اقتصادية ‪ ،‬و منهم من‬
‫يركز على دورها في تنمية العالقات اإلنسانـية و الثقافـية بين الشعوب‪ .‬و لكن األمر الذي تتفق فيه الكثير من التعاريف هو أن‬
‫الغرض من السياحة الحصول على الراحة و ليس للعمل ‪ ،‬و أنها يجب أن ال تؤدي إلى إقامة دائمة و ال تكون ألقل من ‪24‬‬
‫ساعة‪.‬‬

‫‪ -2‬مقومات السياحة ‪:‬‬


‫ترتكز السياحة على مقومات بعضها طبيعي وبعضها بشري واألخر مادي (ملوخية ‪ ; 2112،‬مباركة ‪ ; 2102،‬نسيبة‬
‫‪ ; 2104‬يمينة ‪.)2102‬‬
‫المقومات الطبيعية‪ :‬وتمثل كل الظروف المناخية وتمايز الفصول ‪ ،‬مناطق دافئة ‪ ،‬حمامات معدنية ‪ ،‬أيضا تشمل‬
‫المناطق من حيث كونها جبلية ‪ ،‬صحراوية ‪ ،‬ساحلية‪ .‬أيضاً تشمل الشواطئ والمسطحات المائية‪ ،‬الغابات ‪ ،‬الشمس‪.‬‬
‫المقومات البشرية‪ :‬وتتمثل في الجوانب التاريخية كاآلثار والمعالم ‪ ،‬الشواهد ‪ ،‬األطالل والفنون الشعبية ‪ ،‬الثقافات والعادات‬
‫لدى الشعوب ‪.‬‬
‫المقومات المالية والخدمية ‪ :‬وتتمثل في مدى توافر البني التحتية كالمطارات والنقل البري والجوي ‪ ،‬ومدى تطور مختلف‬
‫القطاع ات الصناعية ‪ ،‬التجارية ‪ ،‬البنوك والعمران ‪ ،‬ومدى توافر الخدمات المكملة مثل البريد ‪ ،‬الفنادق ‪ ،‬المقاهي ‪ ،‬مراكز‬
‫الترفيه والتسلية ‪.‬‬
‫كذلك تعتمد السياحة على قدرات الدول المختلفة على تشجيع السياحة ‪ ،‬بما تقدمه من تسهيالت ومستوى األسعار ‪ ،‬وقدرة‬
‫دعائية على مختل ف وسائل اإلعالم لجذب السياح ‪ ،‬مواصالت سهلة ‪ ،‬امن واستقرار ورعاية صحية وحسن معاملة وقدرة على‬
‫إبراز جميع الجوانب والخصوصيات التي تهم السائحين بمختلف فئاتهم ورغباتهم ‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬أنواع السياحة وأنماطها ‪:‬‬


‫السياحة ال تقف عند تعريف واحد الن لها أنواع متعددة كل نوع يعتمد على الغرض الذي تقوم من أجله‪ ،‬وتتعدد أنواع‬
‫السياحة تبعا للدوافع والرغبات واالحتياجات المختلفة التي تكمن خلفها وتحركها‪ ،‬فهناك السياحة الثقافية والعالجية والدينية‬
‫والرياضية‪ ،‬باإلضافة إلى أنماط أخرى جديدة ساعد على نشأتها وانتشارها التقدم والتطور العلمي والسياسي واالقتصادي‬
‫واالجتماعي‪ ،‬وما صاحبهم من تطلعات ومتطلبات ذات نوعيات خاصة لم تكن معروفة من قبل‪ ،‬مثل سياحة المؤتمرات‬
‫وسياحة المعارض وسياحة الحوافز وغيرها‪ .‬ما ترتب عليه االتجاه إلى توفير خدمات وتسهيالت وتجهيزات وعناصر جذب‬
‫‪6‬‬
‫تختلف إلى حد كبير في خص ائصه وصفاتها عما تحتاجه األشكال األخرى من السياحة التقليدية أو غير المتخصصة ‪.‬وقد‬
‫صنف خبراء السياحة األنواع المختلفة لها وفقا لعدة عناصر )توفيق ‪ ; 2112،‬مباركة ‪ ; 2102،‬علي ‪ ;2102،‬نسيبة‬
‫‪ ; 2104،‬سميرة ‪ ; 2102،‬يمينة‪: )2102 ،‬‬
‫أ‪ -‬وفقاً لعدد األشخاص المسافرين ‪:‬‬
‫‪ -‬سياحة فردية وتتضمن سفر شخص واحد أو اثنين أو عائلة ‪.‬‬
‫‪ -‬سياحة جماعية وهي عادة ما تعني سفر عدة أشخاص يربط بينهم رباط معين ( نادي ‪ ،‬جماعة ‪ ،‬شركة ‪ ،‬نقابة‪ ،‬و ازرة )‬
‫في رحلة تنظمها إحدى شركات السياحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬وفقاً لنوع وسيلة المواصالت المستخدمة ‪:‬‬
‫‪ -‬سياحة برية ( السيارات الخاصة – السكك الحديدية – األتوبيسات – العامة أو الخاصة ) ‪.‬‬
‫‪ -‬سياحة بحرية أو نهرية ( اليخوت – البواخر ) ‪.‬‬
‫‪ -‬سياحة جوية ( الطائرات المختلفة ) ‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬وفقاً للسن ‪:‬‬
‫‪ -‬سياحة الشباب ( بين ‪ 01‬وثالثين عاماً ) ‪.‬‬
‫‪ -‬سياحة متوسطي االعمار ( بين ‪ 21‬وستين عاما ) ‪.‬‬
‫‪ -‬سياحة كبار السن ( فوق الستين ) ‪.‬‬

‫د‪ -‬وفقاً للجنس ‪:‬‬


‫‪ -‬سياحة الرجال ‪.‬‬
‫‪ -‬سياحة النساء ‪.‬‬
‫هـ‪ -‬وفقاً لمستوى اإلنفاق والطبقة االجتماعية ‪:‬‬
‫‪ -‬سياحة أصحاب الماليين الذين يسافرون بوسائلهم الخاصة ( طائرات – يخوت ) ‪.‬‬
‫‪ -‬سياحة الطبقة المتميزة التي تستخدم النوعيات الممتازة من الخدمات ( فنادق الخمس نجوم ومقاعد الدرجة األولى في‬
‫الطائرات وغيرها من وسائل النقل ‪ ..‬الخ ) ‪.‬‬
‫‪ -‬السياحة االجتماعية أو العامة لذوي الدخول المحدودة ‪.‬‬
‫و‪ -‬وفقاً للموقع الجغرافي ‪:‬‬
‫‪ -‬السياحة اإلقليمية ‪ :‬وهو السفر والتنقل بين دول متجاورة تكون منطقة سياحية واحدة مثل الدول العربية أو األفريقية أو‬
‫دول جنوب أسيا‪ .‬وتتميز السياحة اإلقليمية بقلة التكاليف اإلجمالية للرحلة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬السياحة الداخلية ‪ :‬وهي الزيارات واالنتقاالت التي يقوم بها المواطنون داخل حدود دولهم ورغم اإلتفاق على هذا المفهوم إال‬
‫هناك اختالفا بين الدول في تعريفه السائح الداخلي حيث يتم تعريفه بناء على المدة التي يقضيها بعيدا عن مقر إقامته المعتاد‬
‫ولغير أغراض العمل ويشترط فيها أال تقل عن ‪ 24‬ساعة واال اعتبرت نشاطا ترفيهيا‪.‬‬
‫‪ -‬السياحة الدولية ‪ :‬هي الحركة أو النشاط المتمثل في االنتقال واإلقامة عبر حدود الدول والقارات المختلفة وتخضع هذه‬
‫الحركة لعدد من العوامل والظروف السياسية واالقتصادية واالجتماعية التي تسود العالم‪.‬‬
‫ز‪ -‬أنواع السياحة وفقاً للهدف ‪:‬‬
‫إن هذا النوع من األنواع المختلفة للسياحة هو من أهم وأكثر األنواع شيوعاً واستخداماً بالنسبة للنشاط السياحي وتشمل ‪:‬‬
‫السياحة الترفيهية ‪ :‬هي محاولة األشخاص االستمتاع والترفيه عن النفس وكسر الملل ورقابة الحياة اليومية أي محاولة للتغير‬
‫الستعادة النشاط واالستجمام من عناء العمل عن طريق التوجه إلى األماكن الخلوية أو السواحل أو المناطق الخضراء ويشكل‬
‫هذا النوع من السياحة نسبة كبيرة جداً تتعدى ‪ % 21‬من إجمالي الحركة ‪.‬‬
‫السياحة الثقافية ‪ :‬وهي تهدف لزيارة أماكن اآلثار وبقايا الحضارات القديمة والمتاحف والمعارض واالستماع إلى الموسيقى في‬
‫دور األوب ار والمسارح وتهدف السياحة الثقافية إلى التعرف على طرق معيشة الشعوب واالشتراك في المهرجانات الثقافية‬
‫والموسيقية والفولكلورية ‪.‬‬
‫السياحة العالجية ‪ :‬وهي تعتمد على المقومات الطبيعية والمتوفرة بالبيئة مثل ينابيع المياه المعدنية أو الكبريتية – حمامات‬
‫الطين – الرمل المشع – نافورات المياه الساخنة ‪.‬‬
‫وتتطلب هذه األماكن توافر النظافة التامة والهدوء واإلشراف الطبي المتقدم والتمريض ومستوى المعيشة المقبول‪.‬‬
‫السياحة الدينية ‪ :‬وتهدف إلى زيارة األماكن الدينية المقدسة للحج أو أداء الطقوس الدينية مثل( مكة ‪ /‬المدينة المنورة – القدس‬
‫– الفاتيكان ) ‪.‬‬
‫السياحة الرياضية ‪ :‬ويقصد بها انتقال السائحين إلى بالد أخرى لممارسة رياضتهم كصيد األسماك والحيوانات البرية والغطس‬
‫تحت الماء والتزحلق على الجليد والتجديف ورحالت الرياضية واالشتراك في المسابقات الرياضية والتخييم في الغابات‬
‫والصحاري وان كان اآلن يسمى رحالت السفاري ‪.‬‬
‫سياحة المؤتمرات واالجتماعات ‪ :‬ويهدف هذا النوع من السياحة على حضور المؤتمرات الندوات واالجتماعات العلمية والمهنية‬
‫أو السياسية ويتطلب هذا النوع من السياحة توافر تسهيالت وخدمات المؤتمرات كالقاعات المتعددة األحجام وكل ما فيها من‬
‫خدمات ترجمة فورية وأعمال سكرتارية وغيرها من خدمات مثل وجود شركات سياحية وطيران وبنوك لتغيير العملة وتعتبر‬
‫فرنسا الدولة األولى في سياحة المؤتمرات يليها كل من ألمانيا وأسبانيا وايطاليا ثم بلجيكا حيث تحتل أوروبا نصيب األسد‬
‫حوالي ‪ %21‬من سياحة المؤتمرات الدولية ثم األمريكتيين بنسبة ‪ % 21‬ومقسم باقي دول العالم ‪ % 2 ( % 21‬إفريقيا ‪2 ،‬‬
‫‪ %‬آسيا ‪ %0,2 ،‬شرق آسيا والباسفيك ) ‪.‬‬
‫سياحة رجال األعمال ‪ :‬وتتمثل هذه السياحة في انتقال رجال األعمال إلتمام الصفقات التجارية أو االشتراك في المعارض‬
‫التجارية أو إقامة شركات مشتركة ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ح ‪ -‬أنماط سياحية حديثة أهمها ‪:‬‬
‫‪ -‬سياحة المعاقين ‪ :‬إن سياحة المعاقين تمثل شرائح كبيرة من السياح ذوي الدخول المرتفعة حيث يقدر إنفاقهم على السياحة‬
‫بزيادة من ‪ % 21‬إلى ‪ % 211‬عن اإلنفاق للسائح العادي‪ ،‬وسنة ‪ 0021‬أنشأت جمعية تطوير سياحة المعاقين في الواليات‬
‫المتحدة ومهمة هذه الجمعية جذب السائحين المعاقين للقيام بالنشاط السياحي‪.‬‬
‫‪ -‬سياحة الحوافز ‪ :‬تعتبر سياحة الحوافز من الوسائل الحديثة لإلدارة والتي تستخدمها الشركات والمؤسسات والمصانع ‪ ،‬وهي‬
‫المكافأة التي يحصل عليه الموظفون الداخلين وموظفي المبيعات والمتعاملون مع الشركة ( زبائن أو موزعون )‪ ،‬وتكون هذه‬
‫المكافأة على شكل تجربة سياحية فريدة على حسب نصيبه من االشتراك في تحقيق األهداف وزيادة اإلنتاجية ‪.‬‬
‫‪ -‬سياحة االهتمامات الخاصة ‪ :‬تعتبر من األنماط السياحية الحديثة والتي يمكن تعريفها بأنها انتقال مجموعة من األفراد من‬
‫مكان إلى آخر سعيا وراء اهتمام خاص ال يمكن تحقيقه إال في منطقة بعينها أو مكان محدد وعادة ما تكون هذه االهتمامات‬
‫علمية أو ثقافية أو اجتماعية أو بيئية ‪ .‬وان من أكثر ما يدل على نمو سياحة االهتمامات الخاصة هو وجود عدد كبير من‬
‫المجالت السياحية والدوريات التي تصدر خصيصا لهواة هذه النمط السياحي ‪.‬‬
‫‪ -‬السياحة البديلة ‪ :‬ظهرت منذ سنة ‪ 0001‬لتكون بديلة عن السياحة الجماهيرية والتي كانت تقوم على المجموعات الكبيرة‬
‫والتي كانت سببا مباش ار في تدمير البيئة في العديد من البالد النامية ‪ ،‬والسياحة البديلة تعني االهتمام بالتوازن االيكولوجي‬
‫وبحماية البيئة وتفادي اآلثار السلبية التي تنتج عن التنمية السياحية الغير مخططة والتي تضر بالبيئة ‪.‬وتشمل السياحة البديلة‬
‫مجموعة مشروعات صغيرة ومتعددة للتنمية أو عناصر جذب سياحة تجذب المواطنين المحلين حتى تكون السياحة في متناول‬
‫كل من السائح الدولي والداخلي والسياحة البديلة تأخذ أشكال متنوعة منها(السياحة الطبيعة أو االيكولوجية ) التي تشمل كل‬
‫األنشطة السياحة التي تقوم على الفطرة مثل الرحالت مشاهدة الطيور وقضاء إجازة األسبوع في منزل ريفي ورحالت المشاركة‬
‫في أعمال طيبة ومقبولة مثل التنقيب عن اآلثار المساهمة في تحسين البيئة ‪.‬‬
‫‪ -‬سياحة الطبيعة‪ :‬وهي إحدى التطبيقات للسياحة البديلة ومن األنماط الحديثة للسياحة وتقوم أساسا على حماية البيئة وتفادي‬
‫األضرار بالبيئة والتي تساهم فيها السياحة بشكل كبير‪ .‬والسياحة االيكولوجية هو اصطالح جديد يجمع بين اكتشاف وفهم‬
‫اإلطار النباتي والحيواني في مناطق التنمية السياحية مع اتخاذ ما يالئم لحمايتها‪.‬‬
‫‪ -‬سياحة الصحاري والواحات‪ :‬اهتمت لهذا النوع من السياحة دول المغرب العربي(المغرب والجزائر وتونس ) وحقق نجاحا‬
‫كبي ار وفيه يزور السائحون خالل هذه الرحالت مخيمات البدو حيث تقام حفالت السمر وتعرض فنونهم الشعبية ويرتبط بها‬
‫أيضا سياحة ( السفاري ) وتسلق الجبال ‪.‬‬
‫‪ -‬سياحة التسوق‪ :‬هي إحدى النوعيات المستحدثة بعالم السفر والسياحة وأحد الطرق لتسويق المقصد السياحي ‪ ،‬وهذا النمط‬
‫السياحي الجديد أصبح يشكل أداة هامة لتعزيز التدفقات السياحية في كثير من البلدان ‪ ،‬وتعتبر دبي أول دولة عربية خاضت‬
‫تجربة التسوق ونجحت نجاحا كبي ار ‪.‬‬
‫‪ -‬سياحة الجولف‪ :‬هي موضة السياحة العالمية اآلن‪ ،‬وهى سياحة القرن الحادي والعشرين ‪،‬واحدث وسائل الجذب للحركة‬
‫السياحية العالمية ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬سياحة الدراجات‪ :‬من السياحات الجديدة وتحظى باهتمام متزايد خاصة في ألمانيا ‪،‬وتهدف للترويج للسياحة االيكولوجية‬
‫مستخدمة وسيلة انتقال غير ملوثة للبيئة (سياحة صديقة للبيئة )‪.‬‬

‫ثالثاً‪ -‬دور السياحة في التنمية االقتصادية ‪:‬‬


‫للسياحة دور أساسي في التنمية االقتصادية ‪،‬حيث يؤثر رواج صناعة السياحة بشكل مباشر على اقتصاد ورواج الصناعات‬
‫واألنشطة المرتبطة بصناعة السياحة ‪،‬فاإلنفاق على الخدمات والسلع المرتبطة بصناعة السياحة يؤدى إلى انتقال أموال‬
‫السائحين إلى أصحاب هذه الخدمات والسلع المشتغلين بها ‪.‬‬
‫وتتركز أهمية السياحة في التنمية االقتصادية في اآلتي‪( :‬بن جليلي وآخرون ‪ ;2112،‬على‪ ;2102 ،‬سعيدي و العمراوي‬
‫‪ ;2102،‬نسيبة ‪ ;2104،‬يمينة ‪.)2102‬‬
‫‪ -1‬تحسين ميزان المدفوعات ‪ :‬وذلك من خالل تدفق رؤوس األموال األجنبية لالستثمار في المشاريع السياحية ‪،‬ومن خالل‬
‫االستخدامات الجيدة للموارد الطبيعية وما ستحققه من موارد نتيجة إيجاد عالقات اقتصادية بينها وبين القطاعات األخرى في‬
‫الدولة‪ ،‬إضافة إلى ما تحصل عليه الدولة من منافع اقتصادية من اإليرادات السياحية الممثلة في تحويالت السائحين وانفاقهم‬
‫داخل الدولة‪.‬‬
‫‪ -2‬توفير فرص العمل ‪ :‬للقطاع السياحي أثر إيجابي على العمالة ‪،‬ألن هذا القطاع يعتبر صناعة مركبة تشمل كثير من‬
‫الصناعات واألنشطة التي ال زالت تعتمد على العنصر البشرى اعتمادا كبي ار كما أن خلق فرص عمل جديدة في القطاع‬
‫السياحي ال يحتاج إلى استثمارات ضخمة مقارنة بالقطاعات االقتصادية األخرى ‪ .‬أن خلق فرص العمل الذي يوفره القطاع‬
‫السياحي يترتب عليه ارتفاع مستوي الرفاهية االقتصادية وغيرها من المنافع والتي تؤدي إلى تحقيق درجة عالية من االستقرار‬
‫االجتماعي والسياسي في البالد‪.‬‬
‫‪ -1‬المساهمة في تنمية التوازن االقتصادي بين المناطق واعادة توزيع الدخل‪ :‬وذلك من خالل امتداد التنمية السياحية إلى‬
‫المناطق البعيدة والنائية ‪ ،‬وجذب االستثمارات للمشروعات السياحية مما يؤدى إلى زيادة دخول المنشآت واألفراد والمجتمعات‬
‫في تلك ا لمناطق ‪ ،‬ونشؤ نشاطات فرعية مثل الصناعات الحرفية واليدوية ويترتب على ذلك إعادة توزيع الدخل بين المدن وتلك‬
‫المناطق‪.‬‬
‫وال تقتصر اآلثار االقتصادية للدخل السياحي علي حصيلة هذا الدخل‪ ،‬بل تتعداها إلى القطاعات األخرى الن المبلغ الذي‬
‫يحصل يدخل قطاع السياحة يدور في حركة دورات تتعدد حسب قوة االقتصاد القومي ‪،‬ويكون أثره اكبر من قيمة المبلغ‬
‫األصلي‪ ،‬كذلك زيادة حجم العمالة وتضخم المرتبات والتي تمثل قوة شرائية جديدة تتجه للسياحة ‪،‬كذلك دخل السياحة من النقد‬
‫األجنبي يستخدم في استيراد بضائع وخدمات تحتاج إليها المؤسسات الوطنية من الخارج ‪ ،‬فهي ال تمتص داخل الدورة‬
‫االقتصادية واإلنتاجية‪ ،‬وتثمر في مدفوعات الخزانة العامة نتيجة للضرائب والرسوم المفروضة على هذه البضائع والخدمات‬
‫المستوردة‪ ،‬ويؤدي ذلك إلى موجات جديدة من الشراء واإلنفاق‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪-4‬نقل التكنولوجيا الحديثة والمتطورة‪ :‬في إطار سعيها لجذب السواح تعمل الدول على استخدام التقنيات الحديثة في جميع‬
‫مرافقها وخدماتها السياحية وفي سبيل ذلك تشجع االستثمارات االجنبية في مجال السياحة وفي كل هذا أثار إيجابية على‬
‫االقتصاد‪.‬‬

‫تحليل واقع القطاع السياحي في ليبيا‬


‫هناك عدة نماذج مستخدمة لتحليل الشركات والقطاعات االقتصادية هذه النماذج مثل ‪(Ansoff Matrix‬العالقة بين المنتج‬
‫والسوق)‪ ( PESTLE ،‬ينظر إلى عموم المتغيرات االقتصادية الكلية)‪ ( Boston Consulting Group (BCG) ،‬الحصة‬
‫النسبية للسوق ونمو السوق)‪.‬‬
‫لكن المشكلة الرئيسية لهذه النماذج أنها تركز على الشركات العاملة في القطاعات االقتصادية أكثر من تركيزها على القطاعات‬
‫نفسها كما أنها ال تأخذ في االعتبار دور الحكومة باعتباره عامل مهم ومؤثر على نشاط الشركات من حيث قوتها كبائع أو‬
‫مشتري‪ .‬أيضا المواضيع التي تعالجها هذه النماذج غير مالئمة لقطاع السياحة باإلضافة إلى ذلك هذه الورقة ليست مهتمة‬
‫بدراسة الشركات من حيث استراتيجيات التسويق‪ .‬لذلك ‪ Porter’s Five Forces‬أعتبر النموذج المناسب لتحليل القطاع‬
‫السياحي في ليبيا‪ .‬تكمن أهمية هذا النموذج في فهم طبيعة الصناعة من حيث مستوي المنافسة فيها‪ ،‬مستوي تنمية القطاع‪ ،‬قوة‬
‫تفاوض البائعين والمشترين ‪ ،‬دور الحكومة باعتبارها بائع أو مشتري‪... ،‬الخ‪ .‬أضف إلى ذلك المواضيع التي يعالجها هذا‬
‫النموذج مناسبة للقطاع السياحي الليبي‪ .‬النتائج المترتبة على استخدام هذا النموذج ستكون نافعة لكل من صانعي القرار‬
‫ومدراء الشركات من حيث ق ارراتهم الحالية والمستقبلية‪ .‬الشكل التالي (‪ )0‬يوضح هذا النموذج‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪)0‬‬

‫تهديد الداخلين الجدد‬

‫قوة تفاوض البائعين‬ ‫المنافسين في الصناعة‬ ‫قوة تفاوض المشترين‬

‫تهديد المنتجات البديلة‬ ‫المصدر‪Porter (1980):‬‬

‫قبل تطبيق نموذج بورتر على ليبيا سيكون من المفيد التطرق إلى مفهوم التنافسية‪ .‬نظ اًر الختالف وجهات النظر بين العلماء‬
‫في جميع المجاالت واختالف وجهات نظرهم حتى في المجال الواحد فيصعب تحديد مفهوم واحد ودقيق للتنافسية لذلك اختلف‬
‫مفهوم التنافسية باختالف الدراسات التي تناولته فبعضها ركز على تنافسية القطاع ‪ ،‬ففي االقتصاد مثالً يهتم الباحثون بدراسة‬

‫‪11‬‬
‫العوامل التي تحدد قدرة االقتصاد على المنافسة‪ ،‬أما في مجال إدارة األعمال ينصب االهتمام على مواجهة ظروف السوق‬
‫وقدرة المؤسسة على المنافسة (سليم وآخرون ‪ .)2100،‬بينما ركزت بعض الدراسات األخرى على تنافسية المستوي االقتصادي‬
‫والذي قسم إلى تنافسية الدولة (التنافسية على المستوي الكلي) وتنافسية القطاع االقتصادي (التنافسية على المستوي المتوسط)‬
‫و تنافسية المنظمة (التنافسية على المستوي الجزئي) (الصالح‪ .)2102 ،‬هذا ويعتبر مايكل بورتر أول من قدم اإلطار النظري‬
‫لمفهوم تنافسية الدولة وذلك في كتابه "الميزة التنافسية لألمم" الذي نشر في سنة ‪ ،0001‬فبالنسبة لبورتر فإن المفهوم الوحيد‬
‫الذي له معني بالنسبة لتنافسية الدولة هو اإلنتاجية على المستوي الوطني‪ .‬وقد أدت نظرية بورتر إلى دراسة عوامل االقتصاد‬
‫الكلي والجزئي المؤثرة على االنتاجية والتي تعد المحرك الرئيسي للنمو على المدي الطويل‪.‬‬

‫تطبيق نموذج ‪ Porter’s Five Forces‬على القطاع السياحي بليبيا‬


‫المنافسين في الصناعة‬
‫على الصعيد الداخلي يتميز القطاع السياحي الليبي باحتكار القلة حيث تسيطر شركات قليلة على كل مجال من المجاالت مثالً‬
‫في مجال الطيران هناك شركة حكومية هي الخطوط الجوية الليبية باإلضافة إلى بعض الشركات الخاصة وينطبق هذا في‬
‫العموم على وسائل النقل البحري والبري و على الفنادق‪ .‬يمكن القول أن المنافسة كبيرة ما بين شركات الخدمات السياحية إال‬
‫أن ذلك لم يؤدي إلى انخفاض األسعار‪ ،‬بل حاولت مؤخ ار بعض شركات الطيران رفع أسعار تذاكر السفر‪ .‬على الصعيد الدولي‬
‫تواجه ليبيا منافسة عالية نتيجة لموقعها بين دول مثل تونس ومصر اللذان لهما باع طويل في مجال السياحة مقارنة بليبيا‪،‬‬
‫إضافة إلى المنافسة من الدول االوربية في جذب السواح الليبيين واألجانب‪.‬‬
‫تهديد الداخلين الجدد‬
‫من حيث إقامة الفنادق والطرق والمشروعات السياحية الكبيرة ليبيا ال تملك الخبرة وال رأس المال الكافي لذلك اتجهت الدولة‬

‫لفتح باب االستثمار األجنبي في القطاع السياحي من خالل القانون رقم ‪ 2‬المعدل بالقانون رقم ‪ 2‬لسنة ‪( 2112‬عدل الحقاً‬
‫بالقانون رقم ‪ 0‬لسنة ‪ .) 2101‬ثم في سنة ‪ 2114‬تم صدور القانون رقم ‪ 2‬بشأن السياحة وشهدت السنوات الالحقة لسنة‬
‫‪ 2114‬االعالن عن العديد من المشاريع االستثمارية السياحية‪ ،‬والتي كانت ستنفذها شركات محلية وأجنبية ‪.‬‬
‫ترتب على ذلك بداية التغير في هيكلية القطاع السياحي واالتجاه نحو المنافسة في هذا القطاع األمر الذي أشار إلى زيادتها‬
‫في المستقبل بسبب دخول منافسين جدد‪ ،‬فمن الواضح أن الشركات األجنبية ستلعب دو اًر مهماً في تنمية هذا القطاع‪ ،‬غير أن‬
‫أحداث سنة ‪ 2100‬والسنوات الالحقة لها جعلت األمور أسوء مما كانت عليه وتوقفت االستثمارات األجنبية بعد هذا التاريخ‪.‬‬
‫يوضح الجدول التالي التوزيع الجغرافي لالستثمارات االجنبية في بعض المدن والقطاعات االقتصادية الليبية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫جدول رقم (‪ :)1‬التوزيع الجغرافي لالستثمارات األجنبية المباشرة في بعض المدن و القطاعات المختارة من االقتصاد الليبي‬
‫خالل الفترة ‪2211 – 2222‬‬

‫االنتاج الزراعي والحيواني‬ ‫الصحة‬ ‫مجال الخدمات‬ ‫االستثمار العقاري‬ ‫الصناعة‬ ‫السياحة‬ ‫القطاع‬

‫*عدد‬ ‫عدد‬ ‫*عدد‬ ‫عدد‬ ‫*عدد‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬

‫مشروعات‬ ‫مشروعات‬ ‫مشروعات‬ ‫مشروعات‬ ‫مشروعات‬ ‫مشروعات‬ ‫مشروعات‬ ‫مشروعات‬ ‫مشروعات‬ ‫مشروعات‬ ‫مشروعات‬ ‫مشروعات‬

‫التنفيذ‬ ‫التشغيل‬ ‫التنفيذ‬ ‫التشغيل‬ ‫التنفيذ‬ ‫التشغيل‬ ‫التنفيذ‬ ‫التشغيل‬ ‫التنفيذ‬ ‫التشغيل‬ ‫التنفيذ‬ ‫التشغيل‬
‫المدينة‬

‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البطنان‬

‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الجفاره‬

‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الزاوية‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫المرقب‬

‫النقاط‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫الخمس‬

‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪01‬‬ ‫بنغازي‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ترهونة‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫درنة‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫سبها‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫سرت‬

‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫صبراتة‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫طبرق‬

‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫طرابلس‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫غدامس‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫غريان‬

‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫مصرانه‬

‫وادي‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫الحياة‬

‫‪01‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬ ‫المجموع‬

‫*في قطاع الخدمات والصحة واإلنتاج الزراعي ال توجد مشاريع تحت التنفيذ‬
‫المصدر‪ :‬إعداد الباحثتين بناء على معلومات من الهيئة العامة لتشجيع االستثمار وشؤون الخصخصة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫يالحظ من الجدول السابق سوء التوزيع الجغرافي لهذه االستثمارات وتركزها من ناحية المدن في مدينة طرابلس تليها الجفارة ‪،‬‬
‫مما يعني تنمية هاتين المدينتين على حساب المدن األخرى ‪ .‬فمثالً تتمركز المشروعات السياحية في طرابلس بنسبة تصل‬
‫إلـى ( ‪ )% 21‬الهيئة العامة لتشجيع اإلستثمار وشؤون الخصخصة‪.‬‬
‫أما التوزيع الجغرافي لهذه االستثمارات من ناحية القطاعات فالقطاع الصناعي يأتي في المرتبة األولي من حيث عدد مشاريع‬
‫التشغيل يليه قطاع السياحة‪ ،‬قطاع الخدمات‪ ،‬قطاع االستثمار العقاري‪ ،‬قطاع اإلنتاج الز ارعي والحيواني وأخي ار قطاع‬
‫الصحة‪ .‬لكن بصفة عامة زاد عدد المشروعات السياحية ليصبح ‪ 022‬مشروع في سنة ‪ 2100‬ما بين مشاريع تحت‬
‫التشغيل ومشاريع تحت التنفيذ‪.‬‬

‫تهديد المنتجات البديلة ‪Substitutes‬‬


‫كما سبق و تم توضيحه هيكلية القطاع السياحي الليبي تتميز باحتكار القلة وهيمنة الدولة على النشاط االقتصادي مما يعني‬
‫أن مستوي المنافسة بين المنتجات البديلة منخفض‪ ،‬فمثالً ال توجد بدائل كثيرة في مجال النقل الجوي أو البحري أو البري وال‬
‫في مجال الفنادق فتهديد المنتجات البديلة ليس كبي اًر في السوق الليبي‪ .‬ولكن اذا اعتبرت ليبيا كبديل سياحي لدول أخري‬
‫(تونس ومصر مثالً) فإنها ال تستطيع المنافسة‪ ،‬بعبارة أخري المنافسة منخفضة على المستوي المحلي ومرتفعة على المستوي‬
‫الدولي‪.‬‬

‫قوة تفاوض العارضين (البائعين)‬


‫العرض السياحي يعود إلى مجموعة من العوامل منها الطبيعية والحضارية واالثرية والتي هي من صنع الخالق‪ ،‬ومنها القائمة‬
‫بصنع االنسان مثل منشآت االقامة كالفنادق والمنشآت المساعدة أو التكميلية لها مثل المخيمات والقري السياحية والمطاعم‪.‬‬
‫كذلك المنشآت السياحية الترفيهية كدور اللهو والتسلية ومحال بيع التذكارات والهدايا والسلع السياحية األخرى‪ .‬أيضاً ما يمثل‬
‫جانب العرض مشروعات النقل السياحي (البحري‪ ،‬الجوي‪ ،‬البري)‪ .‬إضافة إلى ذلك المشاريع االقتصادية المكملة لهذه‬
‫المشروعات والممثلة بمشاريع البنية التحتية االساسية كشبكات الطرق والمواصالت والخدمات المرفقية مثل الماء والكهرباء‪،‬‬
‫كذلك يتمثل العرض السياحي بوجود المرشدين السياحين ومكاتب الخدمات السياحية‪ .‬وبالتالي قد يعرف العرض السياحي –‬
‫والذي يسمي احيانا بعناصر الجذب السياحي ‪ -‬على أنه مجموع المقومات والمعطيات الطبيعية‪ ،‬التاريخية‪ ،‬الحضارية والثقافية‬
‫في بلد ما وكذلك خدمات البنية التحتية وخدمات البنية السياحية األساسية في ذلك البلد (سميرة‪ .)2102 ،‬يوضح الشكل رقم‬
‫(‪ )2‬التالي المقصود بعناصر المنتج السياحي‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الشكل رقم (‪)2‬‬

‫المنتج السياحي‬

‫التسهيالت السياحية‬ ‫عوامل الجذب السياحي‬

‫اإليواء‬ ‫النقل‬ ‫عوامل حديثة‬ ‫عوامل‬ ‫عوامل‬ ‫عوامل‬


‫اجتماعية‬ ‫تاريخية‬ ‫طبيعية‬
‫ودينية‬ ‫وأثرية‬

‫المصدر‪ :‬اعداد الباحثتين‬

‫تشكل هذه العوامل مع بعض العرض السياحي‪ ،‬فنجد في ليبيا من حيث المقومات الطبيعية أن لها موقع جغرافي مميز ومناخ‬
‫معتدل ‪ ،‬كما يوجد بها العديد من عيون المياه المعدنية والرمال الساخنة التي يمكن أن تكون االساس لتطوير السياحة العالجية‪.‬‬
‫أيضاً احتوائها على الشواطئ واطاللتها على البحر مما يعني تطوير سياحة االصطياف‪ .‬باإلضافة إلى وجود الواحات‬
‫الصحراوية والتي يمكن توظيفها في تطوير السياحة الصحراوية‪ .‬فمثالً نظم في الصحراء الليبية خالل العام ‪ 2112‬ثالثة‬
‫سباقات للسيارات وماراتون واحد وفي شهر أبريل نظم سباق أوبتك ‪ 2111‬شارك فيه ‪ 100‬متسابق أستمر لمدة ‪ 2‬أيام وتم‬
‫االنطالق من غدامس مرو اًر بسلسلة جبال األكاكوس ثم إلى البحيرات الصحراوية بأدهان وأوباري والعودة إلى غدامس‬
‫‪.http://3yon-com.ba7r.org/t646-topic‬‬
‫أما من الناحية التاريخية واألثرية فقد مرت ليبيا بالعديد من الحضارات التي تركت اثا اًر سياحة يمكن االستفادة منها اآلن هذه‬
‫الحضارات واآلثار مثل اآلثار الجرمانية‪ ،‬اآلثار اإلغريقية‪ ،‬اآلثار الرومانية‪ ،‬اآلثار البيزنطية (القزيري‪ .)2111،‬من الناحية‬
‫الثقافية واالجتماعية يوجد في ليبيا العديد من الحرف والمشغوالت اليدوية‪ ،‬المأكوالت وطرق الطبخ‪ ،‬الفنون الشعبية والموسيقي‪.‬‬
‫مما يعني إمكانية تطوير السياحة التاريخية و الثقافية‪ .‬فيما يخص المقومات الحديثة ال ُيعتقد أنه يوجد في ليبيا مقومات‬
‫حديثة قد تجذب السواح إليها مثلما أوضح (قصودة‪ )2114،‬في دراسته حول مقومات البيئة السياحية‪ ،‬وافضلية المكان لمدن‬
‫(صبراته‪ -‬يفرن‪ -‬غدامس) بالطرف الشمالي الغربي من ليبيا‪ .‬على الرغم من اعتبار بعض الدراسات (مثل دراسة المقيرحي‪،‬‬
‫‪ )2112‬لمشروع النهر الصناعي ومجمع صناعة األنابيب من المقومات الحديثة‪.‬‬
‫بالرغم من كل مزايا ليبيا وما تحويه من عوامل جذب كافية لتفعيل القطاع السياحي لتجعله قاد اًر على اإلسهام في عملية التنمية‬
‫وزيادة الدخل القومي أال أنها غائبة عن خريطة السياحة الدولية وذلك بسبب أن كل ما سبق ذكره من عوامل ألي بلد ليست‬
‫كافية لقدوم السواح إليها ‪،‬فالشرط الالزم توفره هو التسهيالت السياحية في البلد والتي تشمل مرافق اإليواء‪ ،‬تسهيالت النقل‪،‬‬

‫‪15‬‬
‫االتصاالت السلكية والالسلكية‪ ،‬خدمات البنية التحتية‪ .‬بالنسبة إلى مرافق اإليواء في ليبيا أوضح (القزيري‪ )2111،‬أنه بالرغم‬
‫من تزايد أعداد هذه المرافق إال أنها ال تلبي التنوع في طلبات السياح سواء المحليين أو الدوليين كما تنقصها التجهيزات‬
‫والخدمات‪ .‬ويمكن القول أن الفنادق الكبيرة مسيطر عليها من قبل الدولة ومساهمة القطاع الخاص في المجال الفندقي منخفضة‬
‫‪ ،‬كما أن مستواها ال يضاهي المستوي العالمي ويمكن القول أن هناك فندق واحد فقد يرقي إلى المستوي العالمي في ليبيا كما‬
‫جاء في دراسة )‪.Porter and Yergin (2006‬‬

‫فيما يتعلق بالنقل في ليبيا فهو أيضاً مسيطر عليه من قبل الحكومة فمثالً في بنغازي توجد ‪ 2‬وسائل للنقل البري منها شركة‬
‫نقل الركاب (حافالت)‪ ،‬شركة االتحاد العربي للنقل البري‪ ،‬الشركة العامة للنقل السريع وهي كلها مملوكة للدولة‪ ،‬وتوجد شركة‬
‫واحدة للنقل البحري اما النقل الجوي فتوجد به شركة واحدة حكومية هي شركة الخطوط الجوية العربية الليبية وثالث شركات‬
‫خاصة (الكاسح ‪ ،)2102،‬أيضاً قطاع االتصاالت مسيطر عليه من قبل الدولة‪ .‬أما خدمات البنية التحتية (الطرق‪ ،‬المياه‬
‫بناء على ما سبق يمكن القول إن‬
‫الصالحة للشرب‪ ،‬الكهرباء‪ ،‬البريد‪ ،‬الصرف الصحي ‪....‬الخ) فهي دون المستوي المطلوب‪ً .‬‬
‫قوة تفاوض العارضين كبيرة بسبب هيمنة شركات القطاع العام هذا بالرغم من دخول العديد من شركات القطاع الخاص في‬
‫مختلف المجاالت كالنقل الجوي والبري مثالً وخاصة بعد سنة ‪ 2100‬ولكن ال توجد احصاءات حولها‪ .‬يمكن القول أنه إذا‬
‫تحسن وضع البلد في المستقبل فإن قوة تفاوض العارضين سوف تنخفض ‪.‬‬

‫قوة تفاوض المشترين‬


‫قوة تفاوض المشترين تمثل جانب الطلب السياحي الذي ينقسم إلى طلب سياحي داخلي وطلب سياحي دولي‪ .‬في العموم ال‬
‫يوجد اختالف ما بين خصائص الطلب السياحي الداخلي و الطلب السياحي الدولي فكالهما يشتمل على دراسة و تحليل‬
‫التركيب النوعي والعمري والمهني‪ ،‬المستوي التعليمي‪ ،‬مستويات الدخل الشهري‪ ،‬الحالة االجتماعية للسياح‪ ،‬حجم المجموعة‬
‫المسافرة‪ ،‬األصل الجغرافي للسياح‪ ،‬ومدة إقامتهم إال أن الطلب السياحي الدولي يتميز بخصائص أخرى منها جنسيات السياح‪،‬‬
‫(عوض ‪ ; 2110،‬الكاسح ‪.) 2102 ،‬‬
‫أظهر التقرير السنوي الصادر عن جهاز الشرطة السياحية وحماية اآلثار أن هناك ارتفاعا في حركة األفواج السياحية القادمة‬
‫إلى ليبيا استضافتها ‪ 021‬شركة خدمات سياحية ليبية‪ .‬وأوضحت االحصائيات تصدر ايطاليا لقائمة الدول المصدرة للسياح من‬
‫أصل ‪ 02‬دولة من مختلف قارات العالم جاءت فيها القارة االوروبية في الترتيب األول تلتها آسيا ثم أفريقيا وأخي ار األمريكيتين‪.‬‬
‫وعن سياحة البواخر تظهر نتائج تحليل التقرير بالمقارنة بين العامين ‪ 2112-2112‬تراجع معدالت السياح القادمين عبر‬
‫البواخر بنسبة بلغت حوالي ‪ %22‬األمر الذي أثر بشكل ملحوظ على انخفاض اجمالي أعداد السياح خالل العام الماضي‬
‫بنسبة ‪ .%11‬وفيما يتعلق باألشهر‪ ،‬أوضحت اإلحصائية تصدر شهر نوفمبر قائمة األشهر بزيارة نحو ‪ 2022‬سائحاً‪ ،‬يليه‬

‫شهر ابريل حيث بلغ عدد السياح نحو ‪ 1414‬سائحاً‪ ،‬بينما سجل شهر يونيو أدني معدل بوصول ‪ 200‬سائحاً‬
‫‪.http://3yon-com.ba7r.org/t646-topic‬‬

‫‪16‬‬
‫ما جاء في التقرير السنوي الصادر عن جهاز الشرطة السياحية وحماية اآلثار أُكد بدراسة (الكاسح ‪- )2102،‬على الرغم من‬
‫أن دراسة الكاسح كانت على مستوي المنطقة الشرقية ‪ -‬وقد أرجع التقرير سبب انخفاض السياح في سنة ‪ 2111‬إلى انخفاض‬
‫سياحة البواخر غير أنه يعتقد أن االنخفاض كان بسبب احداث السفارة االيطالية في بنغازي كما تمت االشارة اليه في دراسة‬
‫(الكاسح ‪ ،)2102،‬أيضاً أوضحت دراسته أن حجم السياحة الدولية إلى المنطقة الشرقية ضئيل جدا إذا ما قورن بحجم التدفقات‬
‫الدولية إلى تونس ومصر وهذه النتيجة يمكن تعميمها على ليبيا كلها‪.‬‬

‫قوة تفاوض المشترين تكون كبيرة عندما يكون هناك بدائل كثيرة ولكن كما هو واضح من خالل استعراض قوة تفاوض‬
‫العارضين يمكن القول أن قوة تفاوض المشترين منخفضة نظ اًر للطبيعة االحتكارية للعارضين‪ ،‬مثالً ال توجد بدائل كثيرة فيما‬
‫يخص الخطوط الجوية وال توجد بدائل متوفرة بطريقة تنافسية غير الخطوط الجوية اي بحرياً أو جوياً‪ .‬أيضاً ال توجد مكاتب‬
‫ولكن هذا سيتغير نتيجة لدخول المستثمرين األجانب والمحليين وتغيير السياسة‬ ‫رسمية ومعروفة للمرشدين السياحيين‬
‫االقتصادية للدولة من االقتصاد الموجه الى اقتصاد السوق (هذا إذا ما استقرت البلد)‪.‬‬

‫الصعوبات التي تواجه القطاع السياحي‬


‫سبق اإلشارة إلى أن هذه الورقة مهتمة بدراسة السياحة في ليبيا ومتطلبات تنميتها‪ .‬ومتطلبات تنمية قطاع السياحة في ليبيا‬
‫تحكمها عدة اعتبارات يجب مراعاتها‪ ،‬فأي خطة تنمية سياحية تتطلب تحديد المشاكل التي تعرقل القطاع لوضع الحلول لها‪.‬‬
‫هناك العديد من الدراسات (المقيرحي ‪; 2112،‬الكاسح ‪ )2102‬صنفت العوائق والصعوبات التي تواجه القطاع السياحي إلى‬
‫معوقات اقتصادية‪ ،‬معوقات اجتماعية‪ ،‬معوقات سياسية‪ ،‬معوقات إدارية‪...‬الخ‪ .‬ولكن ألغراض هذه الدراسة سوف يتم تصنيف‬
‫هذه الصعوبات إلى صعوب ات خارجية نتيجة البيئة المحيطة بالقطاع و صعوبات داخلية تخص القطاع نفسه وذلك كما أتضح‬
‫من خالل تطبيق نموذج بورتر على القطاع السياحي الليبي‪ .‬يوضح الجدول رقم ‪ 2‬هذه الصعوبات‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الجدول رقم (‪)2‬‬
‫صعوبات داخلية‬ ‫صعوبات خارجية‬
‫عدم وجود قاعدة للبيانات والمعلومات عن هذا القطاع‬ ‫هيمنة الدولة على النشاط االقتصادي‬
‫عدم اكتمال البنية التحتية للمطارات والطرق والموانئ‬ ‫عدم االستقرار السياسي‬
‫انحسار الحرف والصناعات اليدوية‬ ‫عدم توفر االمن‬

‫عدم استقرار سعر صرف الدينار الليبي‬ ‫عدم استقرار االقتصاد الكلي‬
‫عدم جودة وندرة المياه‬ ‫نقص البيانات والمعلومات عن القطاع‬
‫التغير المستمر في اللوائح والقوانين‬ ‫دور القطاع الخاص منخفض جداً‬
‫غياب التنسيق بين الفاعلين في قطاع السياحة‬ ‫نقص التمويل الالزم لتنمية هذا القطاع‬
‫عدم تطور البنية التحتية‬ ‫المنافسة العالية من مصر وتونس علي االقل‬
‫المخاطرة عالية لالستثمار‬ ‫عدم التخطيط للتنمية السياحية‬
‫ضعف نوعية الخدمات السياحية‬ ‫عدم وجود سياسة واضحة حول ادارة السياحة‬

‫تدني مستوي النظافة والصيانة في الفضاءات العمومية‬ ‫عدم التخطيط للمناطق السياحية‬
‫خدمات مرتفعة السعر وجودة أقل مقارنة بدول الجوار‬ ‫األراضي الواقعة في مناطق االنتفاع أو الجذب السياحي‬
‫معظمها أمالك خاصة‪.‬‬
‫عدم توفر العمالة المدربة والماهرة‬ ‫عدم االهتمام بالمناطق األثرية وترميمها‬
‫انخفاض مستوي الخدمات (فنادق و مواصالت)‬ ‫عدم تبني وسائل اإلعالم السياحي لنشر الثقافة السياحية‬
‫بين أفراد المجتمع وتشجيع السياحة الداخلية‬
‫غياب الجانب التسويقي والترويجي للسياحة على مستوي‬ ‫عدم استقرار هيكلية إدارة القطاع السياحي ‪ ،‬حال دون‬
‫القطاع‬ ‫توفر جهة تتولى اإلشراف واتخاذ اإلجراءات الكفيلة‬
‫بتنفيذ برامج تنمية القطاع‬
‫اإليواء والفندقة‪ ،‬تدني جودة و ارتفاع االسعار‬ ‫ضعف التعاون بين مختلف القطاعات والقطاع السياحي‬

‫عدم توفير خدمات النقل نوعية وكمية متكيفة مع الطلب‬ ‫غياب أدوات التقييم ومتابعة تطور السياحة على الصعيد‬
‫عليها‬ ‫الوطني والدولي‬
‫ضعف أداء وكاالت االسفار ونقص في تكوين وتأهيل‬ ‫صورة الدولة في االعالم الدولي‬
‫المستخدمين‬
‫ضعف إنتاجية العمالة المحلية وعدم اتقانها للغات االجنبية‬ ‫عدم تطور القطاع المالي‬
‫قلة عدد الكليات والمعاهد المتخصصة في مجال السياحة‬ ‫البناء الغير مخطط للبالد عموماً‬
‫عدم مالئمة األجور والمرتبات لتطلعات الشباب وضعف‬ ‫عدم تطوير القوانين الخاصة بالسياحة‬
‫الحوافز‬
‫المصدر ‪:‬اعداد الباحثتين‬

‫‪18‬‬
‫النتائج والتوصيات‬
‫يمكن تلخيص أهم النتائج والتوصيات كالتالي‬
‫أوالً ‪ :‬النتائج‬
‫‪-‬يتميز القطاع السياحي بالعديد من الخصائص التي تجعله عرضة لجميع أنواع المتغيرات السياسية واألمنية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية والثقافية والدينية‪.‬‬
‫‪-‬تعتبر السياحة صناعة متكاملة وأبرز ما يميزها هو تأثيرها المباشر والغير مباشر على التنمية االقتصادية في الدول التي تهتم‬
‫بها‪.‬‬
‫‪-‬هيمنة الدولة على النشاط االقتصادي ‪ ،‬تسبب في ضعف القطاع الخاص وترتب عليه انخفاض تنافسية القطاع السياحي‬
‫الليبي على المستوي الداخلي واإلقليمي والدولي‪.‬‬
‫‪-‬تتعدد اإلمكانيات السياحية في ليبيا‪ ،‬فهي تتميز بتنوع في مواردها السياحية ‪ ،‬فلها شريط ساحلي طويل تقوم عليه العديد من‬
‫األنشطة السياحية الساحلية ‪ ،‬كما تتوفر في ليبيا السياحة الصحراوية ‪ ،‬باإلضافة إلى السياحة العالجية التي تستخدم فيها‬
‫الينابيع المعدنية‪.‬أيضا تمتلك ليبيا الجبال التي تتيح إقامة سياحة جبلية ‪ ،‬أيضا نتيجة للحضارات المتعاقبة التي مرت بها البالد‬
‫اصبح لديها ثرات ثقافي عالمي يدعم السياحة األثرية‪.‬‬
‫‪ -‬بالرغم من األهمية الكبيرة لقطاع النقل (سواء كان نقل بري أو بحري أو جوي) في معظم الجوانب السياحية ‪ ،‬نجد أن هناك‬
‫عدم اهتمام بهذا القطاع من حيث الصيانة والتطوير‪ ،‬وبالتالي هذا القطاع غير كافي من الناحية الكمية والنوعية لدعم القطاع‬
‫السياحي في ليبيا‪.‬‬
‫‪ -‬يخضع القطاع السياحي الليبي لو ازرة السياحة والتي تعتبر المسؤولة عن تنظيم اإلطار القانوني لهذا القطاع‪ ،‬كما أن تمويل‬
‫القطاع السياحي يخضع للدولة ‪،‬فهي تقدم االمتيازات واإلعفاءات لجذب االستثمار المحلي واألجنبي من خالل قوانينها في هذا‬
‫المجال‪ ،‬ولكن برغم ذلك لم تشكل هذه االمتيازات واإلعفاءات حاف اًز لدي المستثمرين‪.‬‬
‫‪-‬تعتبر الوكاالت السياحية من أهم المنشآت الداعمة للسياحة إال أن عددها اإلجمالي في ليبيا حسب موقع الو ازرة منخفض جدا‬
‫وغير منتظم عبر كافة البالد‪ ،‬أيضا عدم توفر البيانات والمعلومات الكافية عن هذا القطاع‪ ،‬كما ال توجد أي أنشطة ترويجية‬
‫أو تسويقية للقطاع السياحي الليبي‪.‬‬
‫‪-‬انخفاض عدد الفنادق وعدم تنوع مستوياتها وأسعارها‪.‬‬
‫‪ -‬وجود نقص في العمالة المدربة والمؤهلة للعمل في القطاع السياحي‪.‬‬
‫‪-‬تدني مستوي الخدمات المالية وعدم تطورها‪.‬‬
‫ثانياً ‪:‬التوصيات‬
‫في ضوء العرض السابق ألهم النتائج التي تم التوصل إليها تعرض هذه الدراسة مجموعة من التوصيات للنهوض بهذا القطاع‬
‫أهمها ما يلي‪:‬‬
‫‪- 0‬العمل على توفير األمن واالستقرار السياسي‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪- 2‬تقليص دور الدولة في النشاط االقتصادي وتشجيع الخصخصة كعالج للخلل في الهياكل االقتصادية‪.‬‬
‫‪- 2‬الحفاظ على استقرار االقتصاد الكلي وتحقيق التناسق بين أدوات السياسة االقتصادية المختلفة‪.‬‬
‫‪- 4‬إنشاء مكتب خدمات سياحية على غرار مكتب خدمات المستثمرين يقوم بالمهام اآلتية‪:‬‬
‫ا‪ -‬تجهيز قاعدة بيانات للمعلومات االقتصادية السياحية لخدمة المستثمرين و نشر الفرص االستثمارية السياحية المتاحة‪.‬‬
‫ب‪-‬تجهيز قاعدة بيانات حديثة للمعلومات عن األماكن السياحية‪.‬‬
‫ج‪-‬اإلعالن عن المهرجانات والمناسبات الوطنية كوسائل جذب سياحية‪.‬‬
‫د‪-‬اإلشراف على مستوى أداء الخدمات السياحية‪.‬‬
‫‪- 2‬دراسة جميع القوانين والق اررات التي تتصل بالنشاط السياحي دراسة شاملة وتقييمها ومن تم العمل على تطويرها‬
‫واستقرارها مع مراعاة الشفافية والوضوح فيها وعدم التضارب فيما بينها‪.‬‬
‫‪ - 1‬العمل على دعم القطاع الخاص وتشجيعه على المساهمة في عملية تنمية القطاع السياحي‪.‬‬
‫‪- 2‬إعداد كوادر سياحية مدربة و كفؤة وذلك بإعداد دورات تطويرية للعاملين و للمديرين وتشجيع ودعم المعاهد والكليات‬
‫السياحية المتخصصة في السياحة‪.‬‬
‫‪- 2‬تطوير المطارات وشبكات الطرق والموانئ وتوفير الكهرباء والخدمات األساسية في مختلف المناطق والمدن‬
‫‪- 0‬ارتباط خطة التنمية السياحية في ليبيا بالخطة العامة للدولة و اعادة هيكلة الجهاز السياحي الرسمي في ليبيا‪.‬‬
‫‪- 01‬وضع استراتيجية وطنية للسياحة تقوم على عدة محاور متمثلة بمحور التسوق والترويج وتطوير المنتج السياحي‬
‫وتطوير سوق العمل‪.‬‬
‫‪- 00‬البد من إجراء مزيد من الدراسات واألبحاث والمسوح اإلحصائية في مجاالت السياحة المختلفة للوقوف على نوعية‬
‫العقبات وكيفية معالجتها‪.‬‬
‫‪- 02‬االتجاه نحو تدعيم االسلوب الالمركزي في ادارة القطاع السياحي بصورته العامة تمشيا مع السياسة العامة للدولة‪.‬‬
‫‪- 02‬االهتمام بالسياحة الداخلية في ليبيا باعتبارها محرك رئيسي من محركات التنمية السياحية ألن ذلك ينعكس مباشرة‬
‫على الزيادة في الحركة السياحية الدولية والمحلية مما يترتب عليه أثار ايجابية علي االقتصاد عموماً ‪.‬‬
‫‪- 04‬القضاء علي البيروقراطية وتسهيل اجراءات الفي از‪.‬‬
‫‪ - 02‬تطوير الهياكل المالية خاصة قطاع البنوك‪.‬‬
‫‪- 01‬الترويج للسياحة الصحراوية خاصة في ضوء امتالك ليبيا صحراء شاسعة وجميلة من جهة وزيادة الطلب العالمي‬
‫على السياحة الصحراوية من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪- 02‬المحافظة على الثرات السياحي الذي تعرض لإلهمال واالندثار‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫المراجع‬
‫‪- 0‬الروبي‪ ،‬نبيل)‪ (1985‬اقتصاديات السياحة مجموعة الدراسات السياحية‪ .‬مؤسسة الثقافة الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪.‬‬
‫‪- 2‬السيسي‪ ،‬ماهر عبد الخالق (‪ .)2110‬مبادئ السياحة‪ .‬مكتبة االنجلو‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪- 2‬الصالح‪ ،‬عثمان (‪ .)2102‬تنافسية مؤسسات التعليم العالي‪ :‬إطار مقترح‪ .‬مجلة الباحث‪.)01( ،‬‬
‫‪- 4‬الصيرفي‪ ،‬محمد (‪ .)2112‬مهارات التخطيط السياحي‪ .‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬االسكندرية‪.‬‬
‫‪- 2‬القزيري‪ ،‬سعد (‪ .)2111‬التخطيط للتنمية السياحية في ليبيا‪ .‬دار النهضة العربية‪.‬‬
‫‪- 1‬الكاسح‪ ،‬عادل (‪ .)2102‬جغرافية السياحة في إقليم المنطقة الشرقية بالجماهيرية العربية الليبية الشعبية االشتراكية‬
‫العظمي‪ .‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬جامعة عين شمس‪.‬‬
‫‪- 2‬المنظمة العالمية للسياحة (‪ .)0002‬مفاهيم‪ ،‬تعاريف وتصانيف إلحصاءات السياحة‪ .‬دليل فني رقم ‪ ،0‬ص‪01‬‬
‫‪- 2‬المقيرحي‪ ،‬هدي (‪ .)2112‬العوامل المحددة للطلب علي السياحة المحلية دراسة حالة‪ :‬سياحة االصطياف في سهل‬
‫بنغازي‪ .‬رسالة ماجستير غير منشورة جامعة قاريونس‪.‬‬
‫‪- 0‬النسور‪ ،‬إياد (‪ .)2112‬أسس تسويق الخدمات السياحية العالجية (مدخل مفاهيمي)‪ .‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الصفاء‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪-01‬الهيئة العامة لتشجيع االستثمار وشؤون الخصخصة ‪.https://investinlibya.ly‬‬
‫‪-00‬الهيئة العامة للسياحة ‪/https://tourism.gov.ly‬‬
‫‪ -02‬بن جليلي‪ ،‬رياض وآخرون (‪ .)2112‬السياحة في الدول العربية مقوماتها ومكامن تنافسيتها‪ .‬مجلة التنمية‬
‫والسياسات االقتصادية‪ ،‬المعهد العربي للتخطيط بالكويت‪ ،‬المجلد العاشر‪.)0(،‬‬
‫‪-02‬توفيق‪ ،‬ماهر عبد العزيز (‪ .)2112‬صناعة السياحة‪ .‬دار زهر للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫‪ -04‬درويش‪ ،‬ريان (‪ .)0002‬االستثمارات السياحية في األردن‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬معهد العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫‪ -02‬دعبس‪ ،‬يسري (‪ )2112‬صناعة السياحة بين النظرية والتطبيق‪ .‬البيطاش سنتر للنشر والتوزيع‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‬
‫ص ‪011‬‬
‫‪ -01‬سعيدي‪ ،‬يحي و العمراوي‪ ،‬سليم (‪ .)2102‬مساهمة قطاع السياحة في تحقيق التنمية االقتصادية‪ :‬حالة الجزائر‪.‬‬
‫مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة‪.)21( ،‬‬
‫‪-02‬سليم‪ ،‬ايمان ; فلمبان‪ ،‬غدير; شريف‪ ،‬وفاء (‪ .)2100‬دراسة تحليلية ألثر التحول إلى مجتمع المعرفة في دعم الميزة‬
‫التنافسية لمؤسسات التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية‪ .‬مجلة دراسات المعلومات‪.)02( ،‬‬
‫‪- 02‬سميرة‪ ،‬عميش(‪ .)2102‬دور استراتيجية الترويج في تكييف وتحسين الطلب السياحي الجزائري مع مستوي الخدمات‬
‫السياحية المتاحة خالل الفترة ‪ .2102-0002‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫فرحات عباس ‪-‬سطيف‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪- 00‬علي‪ ،‬فالق (‪ .)2102‬التنمية السياحية وأثرها على التنمية االقتصادية المتكاملة في الوطن العربي‪ .‬مجلة البحوث‬
‫والدراسات العلمية‪.)1( ،‬‬
‫‪- 21‬عوض‪ ،‬امباركة (‪ .)2110‬المناخ السياحي في منطقة شمال شرق ليبيا‪ :‬دراسة في جغرافية السياحة‪ .‬رسالة ماجستير‬
‫غير منشورة‪ ،‬جامعة قاريونس‪.‬‬
‫‪ - 20‬قصودة‪ ،‬محمد (‪ .)2114‬مقومات البيئة السياحية‪ ،‬وافضلية المكان لمدن(صبراته‪ -‬يفرن‪ -‬غدامس) بالطرف‬
‫الشمالي الغربي من الجماهيرية‪ .‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬جامعة قاريونس‪.‬‬
‫‪- 22‬لجنة منظمة السياحة العالمية للشرق األوسط (‪ .)2102‬تقرير آني حول اتجاهات السياحة في منطقة الشرق األوسط‬
‫وشمال افريقيا‪ .‬االجتماع الرابع واالربعين‪ ،‬شرم الشيخ ‪ ،‬مصر‬
‫‪- 22‬مباركة‪ ،‬مساوي(‪ .)2102‬الخدمات السياحية و الفندقية و تأثيرها على سلوك المستهلك‪ :‬دراسة حالة مجموعة من‬
‫الفنادق لوالية "مستغانم" ‪ .‬رسالة ماجستير ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‬
‫‪- 24‬مرسي ‪ ،‬محمد حافظ (‪ .)2112‬إدارة التسويق السياحي والفندقي ‪ .‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الوفاء‪ ،‬االسكندرية‪.‬‬
‫‪- 22‬مسعد‪ ،‬محي (‪ .)2112‬االتجاهات الحديثة في السياحة‪ .‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪- 21‬ملوخية‪ ،‬أحمد فوزي (‪ .)2112‬التنمية السياحية‪ .‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬القاهرة‬
‫‪- 22‬نسيبة‪ ،‬سما عيني (‪ .)2104‬دور السياحة في التنمية االقتصادية واالجتماعية في الجزائر‪ .‬رسالة ماجستير ‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية ‪،‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪- 22‬يمينة‪ ،‬مفاتيح (‪ .)2102‬أثر االبتكار السياحي على التنمية السياحية حالة إقليمي األهقار بالجزائر و دوز بتونس‪.‬‬
‫رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قاصدي مرياح‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫المراجع االجنبية‬
‫‪1- Porter, M. (1980). Competitive strategy: Techniques for analyzing industries and‬‬
‫‪competitors. New York: The Free Press.‬‬
‫‪2-Porter,M and Yergin,D (2006). National Economic Strategy: An Assessment of the‬‬
‫‪Competitiveness of the Libyan Arab Jamahiriya. Monitor Group, Cea‬‬

‫‪22‬‬

‫‪View publication stats‬‬

You might also like