Professional Documents
Culture Documents
نقطة ضوء إدارة الثروات الطبيعية في ليبيا الإصدار الرابع
نقطة ضوء إدارة الثروات الطبيعية في ليبيا الإصدار الرابع
نـقــطـة ضــــوء
دورية تصدر عن المجلس لتسليط الضوء على مواضيع الساعة
WWW.NESDB.LY
مقدمة
عند قراءة واقع التنمية في العالم العربي عموما ً وليبيا خصووصوا ً وتيليا المعلوماو والمراوراو الميلية والدولية منق ع ود فال النتيتة تبيل ان ا
قد وقعو في يل ة مفرغة مل استمرار التخلف االقتصادي واالتتماعي م ارنة بالعديد مل االقتصاداو في انياء العالم ،وهقا امر مااهد ومليظ
يتى لغير البايثيل ،وعلى الرغم مما تملكه مل موارد طبيعية وباوورية وموقع تغرافي اسووتراتيتي ،نال ان ا المرسووسوواو في المنط ة لم تفل في
توظيف الموارد في األتا الطويا بالاكا القي يي ق نمو اقتصادي ااما ومستدام.
ل د اسو م اكتاواف النفط وتأميم صوناعته في تغيير مترياو األيداث وانماط اليياة في تميع المسوتوياو االقتصوادية واالتتماعية والسوياسوية ،ف د
يوا العديد مل البلدال مل ف يرة ميدودة الموارد واإلمكانياو والمعتمدة على التتارة والرعي الت ليدي والزراعة البدائية البسوويطة ،واووبه انعدام
الصوناعة وغيرها مل ال طاعاو اإلنتاتية ،الى بلد تتدفق فيه األمواا لدرتة ال تسوتطيع مرسوسواته ندارته باوكا فعاا ،هقا التغير المفاتل والسوريع
قد تلب معه مخاطر كثيرة ومتعددة ،وليبيا نيدى هقه البلدال.
فبعد اليرب العالمية الثانية اقترل نموقج التنمية في ليبيا بالوفوراو المتي ة مل الريع وتدخا الدولة الاوووديد في الناووواط االقتصوووادي وباوووكا
مسوتمر ،ومع مرور الوقو ابرمو السولطاو السوياسوية في البلدال العربية ع ود اتتماعية يومنية بيل اليكوماو والمواطنيل ترى في ا م اييوة
الرفاه االتتماعي والتمتع بعائداو الريع والوظائف واألمل في م ابا غياب آلياو المياسوووبة والاوووفافية ويوووعف ندارة الموارد والتيوووييق على
هامش اليرياو العامة.
هنا يظ ر سوراا لماقا فاولو ليبيا في تكويل نموقج تنموي نات ه ها السوبب يكمل في قدرة المرسوسواو على ندارة الريع النفطي وتوزيع عوائده
بيل مختلف المناطق ه ام في الخياراو والسوياسواو للمرسوسواو المعنية بادارة االقتصواده ام في يوعف ال درة على ننتاج نظرياو اقتصوادية تتناسوب
مع الظروف البيئيةه ام ال المنط ة قد وقعو في مصوويدة التنمية الرثة او الراسوومالية االيتكارية (راسوومالية الميسوووبياو ه ام انه التوتد ررية
وايدة وخطط طويلة لياد الموارد وتي يق التنميةه.
هناك عدة تسوارالو ويتب البيث عل نتاباو سوريعة ل ا خصووصوا ً بعد ان يار النظم السوياسوية ال ديمة ونثباو فاوا النظام الريعي في اليفاظ على
كيال الدولة واسووتدامة االسووت رار االتتماعي ،عليه يبدو تليا ً ال تيدي االقتصوواد والتنمية لم يكل ت نيا ً فيسووب وننما سووياسوويا ً يتمثا في بناء اطر
ننتاتية مرسسية قادرة على توليد مصادر لإلنتاج والدخا المرتفع ال يمة ،ومل ثم ندارة الدخا والموارد االقتصادية على مختلف قطاعاو وارائ
المتتمع ،للوصوا الى تفكيك الريعية على مرايا ونيلا نظام اقتصادي قائم على معايير وقواعد وايية مل المنافسة وانظمة يريبة مست رة.
بدايةًًيجبًتوضيحًقواعدًأساسيةًلفهمًمنطلقاتًهذهًالورقةً:
.1ال االقتصوواد الليبي مصوواب بأعرام المرم ال ولندي (لعنة الموارد الطبيعية ،وباإلمكال التعرف على عوارم المرم بالرتوع الى
تيليا مراراو االقتصاد الكلي لليبيا.
.2ال التنويع يووووود طبيعوة الودولوة الريعيوة األوتوقراطيوة النوه يتردهوا مل اهم م ومواو ب واءهوا وهي آليوة توزيع الريع ولل تنوع الودولوة الريعيوة
اقتصوووادها نال متبرة ،نما ًنظرا ً لنيووووب الموارد الطبيعية ،او لكسووواد هقه الموارد وعدم الطلب علي ا ،او للتيوالو وظروف سوووياسوووية
واتتماعية ياغطة ،ومثاا على قلك اندونيسيا ،ماليزيا ،هولندا وغيرها.
ً
.3ال النموقج اليالي إلدارة عوائد الموارد الطبيعية في ليبيا قد اثبو فاووله واليمكل االسووتمرار به نظرا إلزدياد اويوواع التفاوو المناط ي
(اقتصوواديا ً وسووياسوويا ً بيل المركز واألطراف األمر القي نتم عنه تفكك االتتماعي ،بالتالي ف د اصووبيث الررية للموارد على ان ا وسوويلة
ليا اوكاوى السوياسوية واالقتصوادية للمتموعاو او المناطق الم ماوة (او التي تاوعر بالت ميش نتيتة لسويطرة المركز مل خلا تطبيق
المنطق القي دعا نلى تأميم الموارد لكل في سويا نقليمي ،ومع ال اقاليمية الموارد ال تردي باليورورة نلى صوعود النزعة اإلنفصوالية ،نال
ال تواتد الموارد الطبيعية في األقاليم التي يعتبرفي ا السوكال انفسو م افراد مامةم منفصولة قد يعزز الرغبة باإلنفصواا ويتعل ا اكرث نليايا ً
وتاقبية.
خارطةًللشرقًاألوسطًوشمالًأفريقياًتوضحًالمناطقًالتيًيطالبًسكانهاًبإدارةًأكثرًعدالةًلمواردهاًالطبيعيةًً
1
املجلس الوطني للتطويراالقتصادي واالجتماعي
عليه فالسوياسوة ت ع في قلب التنمية االقتصوادية وهي التي تيدد مسوار التنويع االقتصوادي ،وبالتالي هناك ثلثة اسوباب لتعثرعميلة التنويع االقتصوادي
وال درة على تي يق نمو اقتصادي مستدام في ليبيا هي :
.1الوفرة المالية التي التزاا متي ة مل الريع.
.2التكلفة السياسية الباهية لإلصلح.
.3عدم التوافق يوا ررية وماروع وطني إلعادة بناء الدولة واول ا االقتصاد.
مل هنا سووتناوا في هقه الورقة ماووكلة تأثير اقتصوواد الريع وندارة عوائده على التنمية االقتصووادية في ليبيا ،باعتباره انه هو المسووبب الرئيل ليالة
التخلف والف ر وانعدام الفرص االقتصادية ،المصيوب بالفساد واالستبداد السياسي ،وهاااة الدولة ،ويالة الصراع.
هنا تتدر اإلاوارة الى ال مايعرم مل تاوخيص للماوكلة ويلوا اليمكل ال يرتي ثماره نال بتطبيق يزمة متكاملة مل اليلوا السوياسوية واالقتصوادية
واالتتماعية والمرسوسوية التي يتب ال تعالج الخلا ال يكلي في بناء الدولة الليبية منق االسوت لا واكتاواف النفط ويتى ا ل وصووالً الى التوافق يوا
ع د اتتماعي ليبي تديد .
ًأولًً/دواعيًاإلصالحًالهيكليًلالقتصادًالليبيًً:
بدايةً سنوي عيوب االستمرار بالنموقج اليالي إلدارة عوائد الموارد الطبيعية باعتباره مصدر الدخا الوييد وما تفعله الدولة ف ط التخصيص
واالاراف على آلياو توزيع الريع مل خلا الميزانية العامة.
كما هو معلوم فال االقتصاد الليبي هو اقتصاد هش وبويعه اليالي يواته تيدياو تدية في امكانية االستدامة المالية ولعا مل اهم اسباب يعف
وهاااة االقتصاد الليبي ما يلي:
)1كونوه اقتصووووواد ريعي يعتمود على النفط ييوث تبلس نسووووبوة مسووووواهمتوه يوالي %98مل نتموالي اإليراداو العواموة ،ويوالي %95مل نتموالي
الصادراو ،ويوالي %73مل الناتج الميلي اإلتمالي ،نتج عل قلك باليرورة ناكالياو متعددة مل بين ا:
التقبقب في ايراداته ونف اته وصووووادراته ووارداته وانتاته وايتياطاته الن دية وغيرها ،وال يمكل لليكومة التأثير الفاعا في يووووبط 1.1
ني اع سوووو النفط العالمي وتيديد اسوووعاره الرتباط ا بعواما وميدداو دولية تخرج في اغلب ا عل تأثير يكوماو الدوا المصووودرة
للنفط.
اقتصواد غير عادا ،فالنفط ثروة وطنية عامة تاوما تميع االتياا (اليايور والمسوت با وال ييق اليد التصورف في ا وف ا ً للمصوال 1.2
االنية والخاصوة ،وفي االقتصواداو الريعية النامية ت تصور االسوتفادة مل الريع في تيا اليايور باوكا غير مراود وغير مسوتدام مما
يردي الى يرمال اتياا المست با مل ي وق م في الثروة الوطنية.
اقتصواد الدولة ،ففي غالب البلدال النفطية وخصووصوا ً النامية يكول االقتصواد تابع للدولة با هي المتيكمة فيه فيكول ل ا الدور األكبر 1.3
في االقتصواد ،ييث ت وم بتصودير النفط وتيويا العملو االتنبية الناتتة عنه نلى المتتمع عبر نافقة االنفا العام وخصووصوا ً االنفا
االست لكي التاري(التاغيلي في المالية العامة دول االهتمام بكيفية استيداث مصادر اخرى لإليراداو تعوم ي بة ما بعد النفط.
اقتصواد اإلقصواء ،الل االعتماد على النفط في تمويا االقتصواد يسو م في نقصواء ال طاعاو األخرى (اإلنتاتية والخدمية والمعرفية ، 1.4
في ولً عل صووعوبة رفع االيراداو اليووريبية او خفم االنفا العام وخصوووص وا ً االنفا التاري (االسووت لكي هقا مل تانب ومل
تانب آخر نقصوووواء ال طاع الخاص وت مياووووه كول الدولة هي المتيكمة في عوائد الريع وتريد فرم سوووويطرت ا على االقتصوووواد
والمتتمع.
اقتصوواد ينيو نيو االنفا العسووكري الباهظ ،ال غالب الدوا التي يعتمد اقتصووادها على الريع تقهب لتيصوويل نفسوو ا مل اي قوى 1.5
معارية وقلك مل خلا المبالغة في االنفا االمني والدفاعي عبر بوابة االنفا العام.
ا دى االعتماد ابه الكاما على ريع النفط الى متموعة مل االختلالو في ال طاعاو االقتصادية وهي: 1.6
االختلالو في ال طاع الي ي ي وملمي ا هي: •
معدالو نمو يعيفة /نسبة تيخم عالية /نسبة بطالة مرتفعة /اقتصاد ايادي المورد.
2
املجلس الوطني للتطويراالقتصادي واالجتماعي
3
املجلس الوطني للتطويراالقتصادي واالجتماعي
ونوضح هنا مستويات الصراع التي ولدها الشكل الحالي إلدارة النفط وعوائده
النموذجًالحاااليًالقااائمًعلكًملكيااةًالحكومااة ًالمركزيااةً
للموردًوإدارتهًأدىًالكًالتصار ًفيهًوفقًالمصاالحًالنيةً
والخاصااةًلميًيكويًعلكًرأاًالدولةفًفميًيساايطرًعلكً
هذاًالموردًالقتصااااديًالوحيدًبنموذجهًالحاليًسااايتمكيً
ميًالسيطرةًعلكًالحكمً.
ً
ً أحادًثثاارًالنموذجًالقاائمًللقطااعًالنفطيًالحااليًهوًأناهً
يعمالًعلكًاقصااااااءًالقطااعااتًالقتصاااااادياةًالمنتجاةًن راً
للعوائدًالماليةًالكبيرةًوالساااااريعةًالتيًيوفرهافًكذل ًم ً
اسااتمرارالعملًببعاًالتشااريعاتًوتبنيًالسااياساااتًذاتً
الطاب ًالشااااتراكيًوالقائمًعلكًتدخلًالدولةًفيًالنشاااااطً
القتصااااديًبشاااكلًكبيرًفإيًهذاًادىًالكًمنافساااةًالقطاعً
العاامًللقطااعًالخاابًوباالتااليًقلاتًالفربًالقتصاااااادياةً
والقادرةًعلكًتكوييًالثروةًخاارجًالقطااعًالعاامفًممااًنتجً
عيًذل ًانتشاااارًالفساااادفًوالصاااراعاتًعلكًالمناصااابفً
وانهيارًأداءًالمؤسااساااتفًوالتذبذبًفيًمسااتوياتًالدخلً
والمعيشةًوالتفاوتًبييًطبقاتًالمجتم ً. النموذجً
الحاليًإلدارةً
يولدًالفسااااادًاألحقادًوالشااااعورًبالتهميلًنتيجةًلتمت ً عوائدًالنفطًً
مجموعاةًميًالفرادًباالثروةًميًريرًباذلًمجهودًهاذاً والغازً
المرًسااارعايًماًتحولًالكًسااالسااالةًميًالصاااراعاتًً وعوائد ًه
تساتخدمًفيهاًكافةًالدواتفًوم ًترديًمساتوىًالخدماتً صراعًاقتصاديً
وفربًالتنمياةفًتنهاارًالثقاةًبييًابنااءًالمجتم ًالواحادً
وتغيابًالقيمًكاالمواطناةًالمتسااااااوياةًوالهوياةًالجاامعاةً
ي
صراعًمجتمع ً
وتضاااااع ًالرادةًالمجتمعياةًفتتاوكالًالادولاةًميًالاداخالفً
وتقوىًالهويااتًالفرعياةفًوالفكاارًالمتطرفاةًالهاداماةً
ويصبحًالكلًضدًالكلًً.
صراع سياسي
يتحر ًالصااراعًميًمسااتواهًالدنكًالكًمسااتواهًالعلكً
فتزدادًحدةًالساااتقطاباتفًوم ًضاااع ًالخبرةًوالقدرةً
علكًالممارساااةًالساااياسااايةًتتكويًالحلولًالقائمةًعلكً صراع عسكري
المغااالبااةفًونفيًالخرفًوايًميًيسااااايطرًعلكًالموردً
ساااايحكمًلوحدهًأوًم ًمجموعتهًفقطفًلنهًهوًالساااابيلً
لمتال ًالثروةًهوًالوصولًالكًالسلطةًً.
صراع إقليمي ودولي في ليبيا
يتخذًالصااراعًمنحكًأشاادًبتحولهًنحوًاسااتخدامًالعن ً
وتو ي ًجمي ًاألدواتًبالًأيًضاااوابطًأوًقيودفًعندهاً
تختفيًالاادولااةًتمااامفًتنهااارًالخاادماااتًوتنعاادمًالفربً
القتصاااديةفًوتدمرًالبنيةًالتحتيةفًوتصاابحًاساااسااياتً
الحياةًكمالياتًً.
يتحااال ًكاالًطر ًمحليًم ًدولااةًخااارجيااةًفتتاادفقً
السلحةًوالمرتزقةفًوتتس ًدائرةًالصراعًولتصبحًبذل ً
الراًالليبيةًساااااحةًلتصاااافيةًالحساااااباتًبييًالقوىً
4
القليميااةً والاادوليااةفًويق ً الوطيًضاااااحيااةً ألبناااءهً
المتصارعييًعلكًثروتهً.
املجلس الوطني للتطويراالقتصادي واالجتماعي
ثانياًً/فوائدًاإلصالحًالهيكليًلالقتصادًالليبي:
علج التاوهاو الموتودة في االقتصاد الميلي. .1
رفع اإلنتاتية وتعزيز العلقة بيل اإلنتاتية والعائد. .2
تي يق النمو االقتصادي الي ي ي واالست رار االتتماعي. .3
الوصوا الى معدالو عالية للنمو االقتصادي. .4
تنويع مصادر الدخا. .5
تغيير دور الدولة باتتاه التاريع والتنظيم وابكاو االمال االتتماعي ونطل امكانياو ال طاع الخاص في المتاالو االقتصادية كافة .6
(الخدمية واالنتاتية والمعرفية .
تخفيف ونزالة العتز في ميزال المدفوعاو والموازنة العامة للدولة. .7
التركيز على خلق الثروة وليل توزيع عوائد الريع. .8
ال ياء على البطالة وتخفيف يدة الف ر. .9
المسووواهمة في ت وية البناء الديموقراطي مل خلا الربط بيل يق المواطنيل في الماووواركة والمسووواءلة واعتماد تمويا الموازنة العامة .10
للدولة مل تباية يرائب فائم نااط المواطنيل.
ثالثاً/اإلصالحاتًاإلقتصاديةًوتأثيرهاًعلكًالسياسةً
عند تيليا ودراسوة الدوا التي اسوتطاعو تي يق نتاياو كبيرة وبناء نظام اقتصوادي مرل وقو قاعدة ننتاتية واسوعة ونظام سوياسوي قائم على
اسوول اليداثة و الديم راطية ،سوونتد ال غالبيت ا قد تعا ميور تركيزه ونتتاهه عند صووناعة المسووت با هو االتابة على السووراا كيف يمكل
بناء الدولة تتسم باالستمرارية والديمومةه وها يأتي اإلصلح اإلقتصادي اوالً ام السياسي ه
هناك عدة مصوووادر للتابة على هقا التسوووارا لعا ايدها هو الرتوع نلى تتارب الدولة الناتية خلا الع ود المايوووية و التي تمكنو مل
تي يق نمو نقتصووادي مصووايب له توافق متتمعي وبالتالي نسووت رار في اليالة السووياسووية ،نقكر من ا على سووبيا المثاا (كوريا التنوبية-
سووونغافورة -اإلماراو -تركيا ،واييو وا ً باإلمكال تيليا الماووواريع التي تتري ا ل لبناء الدولة اليديثة في كا مل (السوووعودية -مصووور -
المغرب والتي يتركز ميورها في تي يق التنمية المستدامة ،بداية باعادة هيكلة اإلقتصاد والرفع مل مستوى معياة المواطل .
صويي ال بعيوا ً مل هقه الدوا لم يكتما في ا نموقج التنمية والديم راطية ،لكل الم اربة التي اتبعت ا هقه الدوا كانو مبنية على نتباع المسوار
التنموي لتي يق مكاسوب اقتصوادية تسواهم اوالً برفع مستوى رفاهية المواطل وثانيا ً اكتساب نظام اليكم ارعية اقوى مبنية على اإلنتاز ،ومل
خلا تي يق ثنائية التنمية واإلسوووت رار السوووياسوووي والتي سووويتولد عن ا ال ميالة نظام ديم راطي يكول المواطل في ا هو ميور عما الدولة
وركيزت ا األسواسوية ،عندها سوتتي ق الرفاهية المبنية على نظام قيمي قاعدته المواطنة التي ت با بالتنوع وتيفظ االختلف ،ونظام سوياسوي مبني
على التوافق بيل مختلف اطياف المتتمع .
عند دراسوة اليالة الليبية وتاوخيص اسوباب الصوراع سونتد انه يتميور باوكا اسواسوي يوا اليصووا على منافع اقتصوادية داخا نطار مل
الصوراع السوياسوي ،تتداخا في ا عدة ابعاد ث افية ميلية ،وعواما خارتية (دولية ترثر سولبا ً و نيتابا ً على الواقع الليبي ،عليه فانه بدول وتود
ررية وايووية وماووروع وطني يفكك الماووكلة ويعالج اسووباب ا ويفصووا آلية التعاما مع مختلف العوائق والمخاطر التي تعترم طريق بناء
الدولة الليبية فال يالة التخبط السياسي المسيطرة ستكلف خسائر اقتصادية يدفع ثمن ا المواطل يوميا ً.
عليه لتطوير قوى اإلنتاج وعلقاو اإلنتاج في ليبيا فانه يتب ال يام باإلصولياو اإلقتصوادية التي تعالج التاووه واإلختلالو الياصولة في
هيكا اإلقتصواد الليبي ،وفك المنظومة اإلاوتراكية والريعية وسويطرة الدولة على ادواو اإلنتاج وما نتج عن ا مل يوعف في األداء ،والرفع مل
مسووتوى تطور العملية اإلنتاتية باعتباره ال دف األسوواسووي ألي عملية نصوولح اقتصووادي ،والتي سووترثر في الن اية نيتابا ً او سوولبا ً على البنية
اإلتتماعية للدولة على المستوى السياسي والث افي .
5
املجلس الوطني للتطويراالقتصادي واالجتماعي
.5المتتمع الدولي(دوا -منظماو دولية وتأثيره على العملية السياسية في ليبيا (الواقع -آفا مست بلية .
.6تأثير اإلصلياو اإلقتصادية على اليالة السياسية.
6
املجلس الوطني للتطويراالقتصادي واالجتماعي
نل التتانل بيل النظام السوياسوي وال يكا االقتصوادي سوتردي الى الرفع مل مسوتوياو النمو اإلقتصوادي الاواما والقي ينعكل على ارتفاع
مسوتوى المعياوة واورعية نظام اليكم ،هقه العلقة تف د في اإلقتصواداو الريعية التي ينتاور في ا الفسواد ،وينيسور دور ال طاع الخاص بسوبب
اسوتغناء اليكوماو عل اليورائب لتمويا الخزانة العامة ،وتنخفم تميع المراوراو المتعل ة بالتنمية وتودة اليياة والمعياوة ،ويكول الع د
اإلتتماعي فيه ماوها ً ،بالتالي تصب العلقة بيل المتتمع والسلطة الياكمة اقرب الى العداء من ا الى التوافق واالنستام.
اييا ً فال ث افة الريع قد انتتو مرسساو سياسية تفيا اليا الس ا ،على سبيا المثاا بدالً مل ال يام بعملية نصلح ل يكا اإلنفا العام ،فال
نتد ال كا يكومة الترغب في تيما مسرولية ال يام ب قه اإلصلياو ،والتي يتما ستكول مرلمةً في األتا ال صير ،بينما التتد يرتا ً في
اإلستمرار في التوظيف العام وزيادة قيمة الدعم يتى وصا قيمة اإلنفا التاري يوالي 340مليار دينار مل سنة ، 2020- 2012األمر
القي ادى الى تراكم المااكا واألزماو ومع مرور الزمل سيكول يل ا اكثر صعوبةً والما ً .
.3المتتمع الليبي ودوره في المااركة في صناعة ال رار (ايزاب سياسية -منظماو متتمع مدني -ن اباو روابط . ...
عند غياب دور قوي لل طاع الخاص فال هقا يرثر سلبا ً على ويع المرسساو السياسية والتي في الغالب ما تتيصا على تمويل ا مل هقا
ال طاع ،ف قه المرسساو باعتبارها المعما القي يتم فيه خلق الررى وصناعة المااريع المست بلية ،والمنوط ب ا ويع اإلستراتيتياو ورسم
السياساو للدولة ،في يالة غياب مصادر التمويا مل ال طاع الخاص فان ا ستب ى نما يعيفة او مرهونة للطب ة التي تمتلك الماا (األوليتارك
وستعما ف ط لتي يق مصال هقه الطب ة وسيطرت ا على مفاصا الدولة .
لقلك ينبغي فك سيطرة الدولة على النظام اإلقتصادي ،ويتب التخلص سريعا ً مل اإلرث اإلاتراكي الريعي ،بدايةً بال يام باإلصلياو
اإلقتصادية التي تعالج التاوهاو في ال يكا اإلقتصادي وتدفق ماا الريع بالكاما الي الميزانية العامة وباكا مباار و البدايةً بتغيير هيكا
اإلنفا العام والقي منه دعم الوقود والقي بسببه تخسر ليبيا اكثر مل مليار دوالر سنوياً ،وتستفيد منه التماعاو المسلية واإلترامية واإلرهابية
والتي مل الممكل ال تستخدم هقه األمواا لإلن لب او السيطرة على الدولة .
اييا ً نصلح النظام اليريبي والقي يعتبر ايد دعاماو الع د اإلتتماعي واداة رئيسية لتمويا الميزانية العامة ،وهقا االمر يتطلب كقلك ت نيل
اقتصاد الظا القي بيسب بعم الدراساو فانه يمثا - %60مل يتم اإلقتصاد الليبي ،وهقا األمر يتطلب نصلياو في االتراءاو وانظمة
اليوكمة وتطوير البنية التيتية لتس يا ممارسة األعماا ومتطلباته ،وغيرها مل اإلصلياو المرسسية والتاريعية قاو األثر اإلقتصادي
والتي يتما ً ستكول نتائت ا وايية على مترياو العملية السياسية .
.4النخب الليبية التواف او وفرص اليا
نتيتة لغياب اإلرث التاريخي ل لعما السياسي بصورة طبيعية خلا الع ود المايية ،وغياب المرسساو ال وية ال ادرة على صناعة اليا ف د
ادى هقا الى يعف اداء النخب الليبية في قدرت ا على ممارسة العما السياسي بكفاءة وتدارة ،والدليا على هقا ال هقه النخب لم تستطع
يتى ا ل الوصوا الى تاخيص تواف ي للماكلة الليبيو ،ناهيك عل التوافق يوا ررية وماروع وطني لبناء الدولة ،يكول مركزه اقتصادي،
ياخق في اإلعتبار ويع نموقج تديد إلدارة عوائد الموارد الطبيعية باعتبار ال السبب الرئيسي للصراع هوا اليصوا على المنافع االقتصادية.
على الرغم مل عدم وتود اختلف فكري (ايدولوتي بيل مختلف ممارسي العما السياسي في ليبيا ،ييث ال تا الخلفاو هي ف ط تتميور
يوا اليصوا على المكاسب اإلقتصادية ،اييا َ فال عدم وتود تراكم للخبرة والتتربة لمرسساو العما السياسي ادى الى هاااة وعدم نيج
ماهو قائم من ا ا ل ،وبالتالي هناك اك في قدرت ا على ندارة الاأل العام بمفردها في يالة فوزها في اإلنتخاباو ال ادمة .
للخروج مل هقه الماكلة فانه ينبغي صياغة يا ي وم على األسل التالية :
ويع تاخيص وتوصيف دقيق للماكلة الليبية تيدد في ا اسباب الصراع والتاوهاو ال يكلية في بناء الدولة. •
فت سلسلة يواراو متتمعية بمااركة واسعة (ع د مرتمر وطني تامع خلا مدة زمنية قصيرة بعد اإلنتخاباو ال ادمة يتولى الخروج •
بتوصياو لتي يق ا تي :
−اإلتفا على ررية وملم ماروع وطني لبناء الدولة بمختلف اركان ا (اقتصادي – اتتماعي – امني – مرسساتي – امني –
دفاعي – سياسة خارتية .
−اقتراح نموقج تديد إلدارة عوائد الموارد الطبيعية (ي ترح ال يتم االستفتاء عليه
−اقتراح نموقج تديد إلدارة الدولة بنظام المركزي قو صليياو واسعة يتم االستفتاء عليه (فيدرالي .
−ويع خارطة طريق للمصالية الوطنية للوصوا الى صياغة ميثا وطني ومنه اإلنت اا نيو المسار الدستوري .
.5المتتمع الدولي (دوا -منظماو دولية وتأثيره على العملية السياسية في ليبيا (الواقع -آفا مست بلية .
مما الاك فيه ال للمتتمع الدولي دور رئيسي في تاكيا الما د بليبيا ،بدايةً مل نعداد الظروف اللزمة لإلست لا (بريطانيا ونيطاليا ،الى
تدخله في سنة 2011م (الناتو ون ايةَ ب يادة العما السياسي التواف ي ا ل بيل مختلف األطراف الليبية (األمم المتيدة .
7
املجلس الوطني للتطويراالقتصادي واالجتماعي
هنا البد مل اإلاارة الى انه دائما ً ما كال للعاما الدولي دور اساسي في اليالة الليبية ،عليه فانه يتب على السلطاو الليبية التي ت ود العما
الخارتي ال تعما على ال يكول نمط تأثير العاما الدولي في اليالة الليبية نيتابي وال تلتزم باليياد وتستعما الن ج السياسي الع لني لتي يق
هدفيل اساسييل هما :
-العما مل اتا خلق مصال اقتصادية ماتركة بيل ليبيا والعالم مل خلا تقب اإلستثماراو الدولية لمناطق قاو طبيعة خاصة ،وكقلك
العما على اإلستثمار داخا بلدال دوا اليلفاء والاركاء عل طريق المرسسة الليبية للستثمار .
كما يمكل اييا ً اإلستعانة بالمنظماو الدولية قاو الخبرة في ال يام بعملية نصلح اإلقتصادي مما سيساهم في ندماج اإلقتصاد الليبي يمل
المنظومة الدولية ،األمر القي يتما ً سيعود بالنفع على مستوى معياة ورفاهية المواطل -في األتا المتوسط والطويا -ورياه عل اداء
المرسساو السياسية الرسمية .
-العما على تابيك امني بيل ليبيا ويلفاءها اإلقليمييل والدولييل (تابيك األت زة األمنية وعلى راس ا المخابراو +تعزيز الاراكة
والتعاول في المتاا الدفاعي لغرم تطوير وت وية اداء المرسساو المعنية بيماية األمل ال ومي للدولة ومصالي ا ومصال يلفاءها.
الخلصة :
ال اإلصلح اإلقتصادي يرثر باكا كبير في العملية السياسية وصيرورت ا ،قلك ال سلسلة التفاعلو التي يسبب ا اإلقتصاد يخلق ث افةً ستنعكل
ال ميالة على العملية السياسية والتي بدورها ترثر في اإلقتصاد بيركة ديناميكية دائرية يرثر كا من ما في ا خر ،وعلى الرغم مل صعوبة
ويع قواعد ميددة لتأثيراو العلوم اإلنسانية بسبب تع يدها ،نال انه باإلمكال تأويل ا وتوقع نتائت ا مست بلً ،باستخدام المسوياو واستطلعاو
الراي لمعرفة اإلتتاه العام للمتتمع وتركيبة ع له التمعي ،وبناء نظام اقتصادي سياسي يتناسب مع منظومة ال يم او تعديل ا لتتناسب مع اسل
وقواعد بناء الدولة اليديثة .
المراج ً:
• مايكا رول ،كتاب بعنوال ن مة النفط ،ترتمة ميمد هيتم ناواتي ،منتدى العلقاو العربية والدولية.2012 ،
• المتلل الوطني للتطوير االقتصادي واالتتماعي ،ررية بعنوال" ماروع ليبيا للسلم واالزدهار".2021 ،
• ميمد الخروبي ،المتلل الوطني للتطوير االقتصادي ،ورقة بيثية غير مناورة بعنوال "اإلصلياو االقتصادية واثرها على العملية
السياسية.2021 ،
• سفيال العيسة ،ورقة بيثية بعنوال "تيدياو نصلح في العالم العربي نيو اقتصاداو اكثر ننتاتية" ،مرسسة كارينغي للسلم الدولي،
.2007
• مروال المعار ،ورقة بيثية بعنوال "افا العالم العربي" ،مرسسة كارينغي للسلم الدولي.2016 .،
8