You are on page 1of 9

‫المجلس الوطني للتطوير االقتصادي واالجتماعي‬

‫‪National Economic and social Development Board‬‬

‫نـقــطـة ضــــوء‬
‫دورية تصدر عن المجلس لتسليط الضوء على مواضيع الساعة‬

‫مستقبل إدارة الثروات الطبيعية في ليبيا‬

‫اإلصدار الدوري الرابع‬

‫‪WWW.NESDB.LY‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة‬


‫للمجلس الوطني للتطوير االقتصادي واالجتماعي‬
‫املجلس الوطني للتطويراالقتصادي واالجتماعي‬

‫مقدمة‬
‫عند قراءة واقع التنمية في العالم العربي عموما ً وليبيا خصووصوا ً وتيليا المعلوماو والمراوراو الميلية والدولية منق ع ود فال النتيتة تبيل ان ا‬
‫قد وقعو في يل ة مفرغة مل استمرار التخلف االقتصادي واالتتماعي م ارنة بالعديد مل االقتصاداو في انياء العالم‪ ،‬وهقا امر مااهد ومليظ‬
‫يتى لغير البايثيل‪ ،‬وعلى الرغم مما تملكه مل موارد طبيعية وباوورية وموقع تغرافي اسووتراتيتي‪ ،‬نال ان ا المرسووسوواو في المنط ة لم تفل في‬
‫توظيف الموارد في األتا الطويا بالاكا القي يي ق نمو اقتصادي ااما ومستدام‪.‬‬

‫ل د اسو م اكتاواف النفط وتأميم صوناعته في تغيير مترياو األيداث وانماط اليياة في تميع المسوتوياو االقتصوادية واالتتماعية والسوياسوية‪ ،‬ف د‬
‫يوا العديد مل البلدال مل ف يرة ميدودة الموارد واإلمكانياو والمعتمدة على التتارة والرعي الت ليدي والزراعة البدائية البسوويطة‪ ،‬واووبه انعدام‬
‫الصوناعة وغيرها مل ال طاعاو اإلنتاتية‪ ،‬الى بلد تتدفق فيه األمواا لدرتة ال تسوتطيع مرسوسواته ندارته باوكا فعاا‪ ،‬هقا التغير المفاتل والسوريع‬
‫قد تلب معه مخاطر كثيرة ومتعددة‪ ،‬وليبيا نيدى هقه البلدال‪.‬‬

‫فبعد اليرب العالمية الثانية اقترل نموقج التنمية في ليبيا بالوفوراو المتي ة مل الريع وتدخا الدولة الاوووديد في الناووواط االقتصوووادي وباوووكا‬
‫مسوتمر‪ ،‬ومع مرور الوقو ابرمو السولطاو السوياسوية في البلدال العربية ع ود اتتماعية يومنية بيل اليكوماو والمواطنيل ترى في ا م اييوة‬
‫الرفاه االتتماعي والتمتع بعائداو الريع والوظائف واألمل في م ابا غياب آلياو المياسوووبة والاوووفافية ويوووعف ندارة الموارد والتيوووييق على‬
‫هامش اليرياو العامة‪.‬‬

‫هنا يظ ر سوراا لماقا فاولو ليبيا في تكويل نموقج تنموي نات ه ها السوبب يكمل في قدرة المرسوسواو على ندارة الريع النفطي وتوزيع عوائده‬
‫بيل مختلف المناطق ه ام في الخياراو والسوياسواو للمرسوسواو المعنية بادارة االقتصواده ام في يوعف ال درة على ننتاج نظرياو اقتصوادية تتناسوب‬
‫مع الظروف البيئيةه ام ال المنط ة قد وقعو في مصوويدة التنمية الرثة او الراسوومالية االيتكارية (راسوومالية الميسوووبياو ه ام انه التوتد ررية‬
‫وايدة وخطط طويلة لياد الموارد وتي يق التنميةه‪.‬‬

‫هناك عدة تسوارالو ويتب البيث عل نتاباو سوريعة ل ا خصووصوا ً بعد ان يار النظم السوياسوية ال ديمة ونثباو فاوا النظام الريعي في اليفاظ على‬
‫كيال الدولة واسووتدامة االسووت رار االتتماعي‪ ،‬عليه يبدو تليا ً ال تيدي االقتصوواد والتنمية لم يكل ت نيا ً فيسووب وننما سووياسوويا ً يتمثا في بناء اطر‬
‫ننتاتية مرسسية قادرة على توليد مصادر لإلنتاج والدخا المرتفع ال يمة‪ ،‬ومل ثم ندارة الدخا والموارد االقتصادية على مختلف قطاعاو وارائ‬
‫المتتمع‪ ،‬للوصوا الى تفكيك الريعية على مرايا ونيلا نظام اقتصادي قائم على معايير وقواعد وايية مل المنافسة وانظمة يريبة مست رة‪.‬‬

‫بدايةًًيجبًتوضيحًقواعدًأساسيةًلفهمًمنطلقاتًهذهًالورقة‪ً:‬‬
‫‪ .1‬ال االقتصوواد الليبي مصوواب بأعرام المرم ال ولندي (لعنة الموارد الطبيعية ‪ ،‬وباإلمكال التعرف على عوارم المرم بالرتوع الى‬
‫تيليا مراراو االقتصاد الكلي لليبيا‪.‬‬
‫‪ .2‬ال التنويع يووووود طبيعوة الودولوة الريعيوة األوتوقراطيوة النوه يتردهوا مل اهم م ومواو ب واءهوا وهي آليوة توزيع الريع ولل تنوع الودولوة الريعيوة‬
‫اقتصوووادها نال متبرة‪ ،‬نما ًنظرا ً لنيووووب الموارد الطبيعية‪ ،‬او لكسووواد هقه الموارد وعدم الطلب علي ا‪ ،‬او للتيوالو وظروف سوووياسوووية‬
‫واتتماعية ياغطة‪ ،‬ومثاا على قلك اندونيسيا‪ ،‬ماليزيا‪ ،‬هولندا وغيرها‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .3‬ال النموقج اليالي إلدارة عوائد الموارد الطبيعية في ليبيا قد اثبو فاووله واليمكل االسووتمرار به نظرا إلزدياد اويوواع التفاوو المناط ي‬
‫(اقتصوواديا ً وسووياسوويا ً بيل المركز واألطراف األمر القي نتم عنه تفكك االتتماعي‪ ،‬بالتالي ف د اصووبيث الررية للموارد على ان ا وسوويلة‬
‫ليا اوكاوى السوياسوية واالقتصوادية للمتموعاو او المناطق الم ماوة (او التي تاوعر بالت ميش نتيتة لسويطرة المركز مل خلا تطبيق‬
‫المنطق القي دعا نلى تأميم الموارد لكل في سويا نقليمي‪ ،‬ومع ال اقاليمية الموارد ال تردي باليورورة نلى صوعود النزعة اإلنفصوالية‪ ،‬نال‬
‫ال تواتد الموارد الطبيعية في األقاليم التي يعتبرفي ا السوكال انفسو م افراد مامةم منفصولة قد يعزز الرغبة باإلنفصواا ويتعل ا اكرث نليايا ً‬
‫وتاقبية‪.‬‬

‫خارطةًللشرقًاألوسطًوشمالًأفريقياًتوضحًالمناطقًالتيًيطالبًسكانهاًبإدارةًأكثرًعدالةًلمواردهاًالطبيعيةًً‬

‫‪1‬‬
‫املجلس الوطني للتطويراالقتصادي واالجتماعي‬

‫عليه فالسوياسوة ت ع في قلب التنمية االقتصوادية وهي التي تيدد مسوار التنويع االقتصوادي‪ ،‬وبالتالي هناك ثلثة اسوباب لتعثرعميلة التنويع االقتصوادي‬
‫وال درة على تي يق نمو اقتصادي مستدام في ليبيا هي ‪:‬‬
‫‪ .1‬الوفرة المالية التي التزاا متي ة مل الريع‪.‬‬
‫‪ .2‬التكلفة السياسية الباهية لإلصلح‪.‬‬
‫‪ .3‬عدم التوافق يوا ررية وماروع وطني إلعادة بناء الدولة واول ا االقتصاد‪.‬‬

‫مل هنا سووتناوا في هقه الورقة ماووكلة تأثير اقتصوواد الريع وندارة عوائده على التنمية االقتصووادية في ليبيا ‪ ،‬باعتباره انه هو المسووبب الرئيل ليالة‬
‫التخلف والف ر وانعدام الفرص االقتصادية‪ ،‬المصيوب بالفساد واالستبداد السياسي‪ ،‬وهاااة الدولة‪ ،‬ويالة الصراع‪.‬‬
‫هنا تتدر اإلاوارة الى ال مايعرم مل تاوخيص للماوكلة ويلوا اليمكل ال يرتي ثماره نال بتطبيق يزمة متكاملة مل اليلوا السوياسوية واالقتصوادية‬
‫واالتتماعية والمرسوسوية التي يتب ال تعالج الخلا ال يكلي في بناء الدولة الليبية منق االسوت لا واكتاواف النفط ويتى ا ل وصووالً الى التوافق يوا‬
‫ع د اتتماعي ليبي تديد ‪.‬‬

‫ستكول مياور الورقة والتي تم ت سيم ا الى تزئيل كالتالي‪:‬‬


‫الجزءًاألو ًل‬
‫‪ .1‬دواعي اإلصلح ال يكلي‪.‬‬
‫‪ .2‬فوائد اإلصلح ال يكلي للقتصاد الليبي‬
‫‪ .3‬اإلصلياو االقتصادية وتأثيرها على السياسة‪.‬‬
‫يً‬
‫الجزءًالثان ً‬
‫‪ .4‬اليلوا الم ترية لماكلة ندارة الريع النفطي‪.‬‬
‫‪ .5‬تتارب دولية ناتية الدارة الريع‪.‬‬
‫‪ .6‬اإلتراءاو التنفيقية (مع د الموارد الطبيعية – مبادرة ‪. EITI‬‬

‫ًأولً‪ً/‬دواعيًاإلصالحًالهيكليًلالقتصادًالليبي‪ًً:‬‬
‫بدايةً سنوي عيوب االستمرار بالنموقج اليالي إلدارة عوائد الموارد الطبيعية باعتباره مصدر الدخا الوييد وما تفعله الدولة ف ط التخصيص‬
‫واالاراف على آلياو توزيع الريع مل خلا الميزانية العامة‪.‬‬
‫كما هو معلوم فال االقتصاد الليبي هو اقتصاد هش وبويعه اليالي يواته تيدياو تدية في امكانية االستدامة المالية ولعا مل اهم اسباب يعف‬
‫وهاااة االقتصاد الليبي ما يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬كونوه اقتصووووواد ريعي يعتمود على النفط ييوث تبلس نسووووبوة مسووووواهمتوه يوالي ‪ %98‬مل نتموالي اإليراداو العواموة‪ ،‬ويوالي ‪ %95‬مل نتموالي‬
‫الصادراو‪ ،‬ويوالي ‪ %73‬مل الناتج الميلي اإلتمالي‪ ،‬نتج عل قلك باليرورة ناكالياو متعددة مل بين ا‪:‬‬
‫التقبقب في ايراداته ونف اته وصووووادراته ووارداته وانتاته وايتياطاته الن دية وغيرها‪ ،‬وال يمكل لليكومة التأثير الفاعا في يووووبط‬ ‫‪1.1‬‬
‫ني اع سوووو النفط العالمي وتيديد اسوووعاره الرتباط ا بعواما وميدداو دولية تخرج في اغلب ا عل تأثير يكوماو الدوا المصووودرة‬
‫للنفط‪.‬‬

‫اقتصواد غير عادا‪ ،‬فالنفط ثروة وطنية عامة تاوما تميع االتياا (اليايور والمسوت با وال ييق اليد التصورف في ا وف ا ً للمصوال‬ ‫‪1.2‬‬
‫االنية والخاصوة‪ ،‬وفي االقتصواداو الريعية النامية ت تصور االسوتفادة مل الريع في تيا اليايور باوكا غير مراود وغير مسوتدام مما‬
‫يردي الى يرمال اتياا المست با مل ي وق م في الثروة الوطنية‪.‬‬

‫اقتصواد الدولة‪ ،‬ففي غالب البلدال النفطية وخصووصوا ً النامية يكول االقتصواد تابع للدولة با هي المتيكمة فيه فيكول ل ا الدور األكبر‬ ‫‪1.3‬‬
‫في االقتصواد‪ ،‬ييث ت وم بتصودير النفط وتيويا العملو االتنبية الناتتة عنه نلى المتتمع عبر نافقة االنفا العام وخصووصوا ً االنفا‬
‫االست لكي التاري(التاغيلي في المالية العامة دول االهتمام بكيفية استيداث مصادر اخرى لإليراداو تعوم ي بة ما بعد النفط‪.‬‬

‫اقتصواد اإلقصواء‪ ،‬الل االعتماد على النفط في تمويا االقتصواد يسو م في نقصواء ال طاعاو األخرى (اإلنتاتية والخدمية والمعرفية ‪،‬‬ ‫‪1.4‬‬
‫في ولً عل صووعوبة رفع االيراداو اليووريبية او خفم االنفا العام وخصوووص وا ً االنفا التاري (االسووت لكي هقا مل تانب ومل‬
‫تانب آخر نقصوووواء ال طاع الخاص وت مياووووه كول الدولة هي المتيكمة في عوائد الريع وتريد فرم سوووويطرت ا على االقتصوووواد‬
‫والمتتمع‪.‬‬
‫اقتصوواد ينيو نيو االنفا العسووكري الباهظ‪ ،‬ال غالب الدوا التي يعتمد اقتصووادها على الريع تقهب لتيصوويل نفسوو ا مل اي قوى‬ ‫‪1.5‬‬
‫معارية وقلك مل خلا المبالغة في االنفا االمني والدفاعي عبر بوابة االنفا العام‪.‬‬
‫ا دى االعتماد ابه الكاما على ريع النفط الى متموعة مل االختلالو في ال طاعاو االقتصادية وهي‪:‬‬ ‫‪1.6‬‬
‫االختلالو في ال طاع الي ي ي وملمي ا هي‪:‬‬ ‫•‬
‫معدالو نمو يعيفة‪ /‬نسبة تيخم عالية‪ /‬نسبة بطالة مرتفعة‪ /‬اقتصاد ايادي المورد‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫املجلس الوطني للتطويراالقتصادي واالجتماعي‬

‫• االختلالو في ال طاع الخارتي وملمي ا هي‪:‬‬


‫االرتباط بأسعار النفط العالمية المتقبقبة‪ /‬تراتع الصادراو‪ /‬تأكا ايتياطي االصوا األتنبية‪.‬‬
‫• االختلالو في قطاع المالية العامة وملمي ا هي‪:‬‬
‫انخفام االيراداو العامة‪/‬ارتفاع في االنفا التاري‪ /‬عتز في الميزانية العامة‪ /‬ارتفاع يتم الديل العام‪ /‬ترسيخ الريع‪.‬‬
‫• االختلالو في ال طاع الن دي وملمي ا هي‪:‬‬
‫ارتفاع في المعروم الن دي‪ /‬قيود عالية على االئتمال ادو الى تيييد التمويا المصرفي‪ /‬اختلا في سعر الصرف‪ /‬يعف‬
‫اداء ال طاع المصرفي‪.‬‬
‫يواته االقتصاد الليبي مخاطر وتيدياو كبيرة من ا‪:‬‬ ‫‪)2‬‬
‫‪ 1‬االعتموواد علووى الوونفط كمصوودر اووبه وييوود للوودخا اليكووومي مووع تراتووع اهميتووه النسووبية علووى الموودى المتوسووط‬ ‫‪2.1‬‬
‫والبعيد عالميا لظ ور بدائا الطاقة مل ت ة وتطور الميدداو البيئة مل ت ة اخرى‪.‬‬
‫‪ 2.2‬اخووتلا سووو الوونفط العووالمي فووي تووانبي العوورم والطلووب بعوود تطووور ت نيووة اسووتخراج الوونفط الصووخري فووي‬ ‫‪2.2‬‬
‫السووونواو األخيووورة ييوووث تتتوووه الووودوا األكثووور اسوووت لكا ً لتكوووول اكبووور الووودوا ننتاتوووا للووونفط (الواليووواو المتيووودة ‪/‬‬
‫الصيل ‪.‬‬
‫ا ثووار السوولبية المتنوعووة االقتصووادية واالتتماعيووة والث افيووة لتتووقر االقتصوواد الريعووي وموول امثلووة قلووك‪ ،‬التوسووع فووي‬ ‫‪2.3‬‬
‫االنفووا التوواري‪ ،‬والتراتووع فووي االنفووا االسووتثماري العووام والخوواص‪ ،‬واالنكموواش فووي النوواتج الميلووي اإلتمووالي‪،‬‬
‫وارتفاع معدا البطالة وتنامي ظاهرة االيتكار‪.‬‬
‫‪ 4.2‬الصووراع الميموووم علووى األصوووا والموووارد الماليووة للدولووة‪ ،‬وتفاووي ظوواهرة الفسوواد وتيولووه لث افووة عامووة فووي‬ ‫‪2.4‬‬
‫ال طاعيل العام والخاص‪.‬‬
‫عدم الي يل او يعف االستدامة المالية‪.‬‬ ‫‪2.5‬‬
‫ارتفاع في مستوى البطالة بنوعي ا الم نعة والمكاوفة‪.‬‬ ‫‪2.6‬‬
‫وتود اختلالو بنيوية كيووعف مسوواهمة المراة‪ ،‬ويووعف االسووتثمار‪ ،‬واختلا وانكماش في الناتج‪ ،‬وارتفاع الديل الميلي‬ ‫‪2.7‬‬
‫ومستوياو العتز في الميزانية العامة‪.‬‬
‫ترسووخ مفاهيم خاطئة ومن ا ال ليبيا دولة غنية ييث ال هناك فرقا ً اوواسووعا بيل تقويب الثروة الوطنية نتيتة السووتخراج النفط‬ ‫‪2.8‬‬
‫وبيل خلق الثروة‪ ،‬فالدوا الغنية هي تلك الدوا ال ادرة على خلق الثروة مل خلا ما تنتته مل معارف وسلع وخدماو‪.‬‬
‫يتيوا المواطل في المتتمعاو الريعية مل خانة الفعا نلى خانة الطلب والن د‪ ،‬مما يرفع سو ف التوقعاو وتصوور تي ي ا في‬ ‫‪2.9‬‬
‫اتا قصوير وبدول عما تاد مسوتمر وفعاا ماوترك مل تميع المواطنيل‪ ،‬وفي غياب تواصوا فعاا بيل المرسوسوة اليكومية‬
‫ومنظماو المتتمع المدني تزداد يدة اليوغوط على اإلدارة التنفيقية مما ياوتو الت ود في تفاعلو تانبية تردي نلى يوياع‬
‫الوقو ونهدار الطاقاو دول تي يق نتائج بالمستوى المطلوب‪.‬‬
‫ل د نتج عل الريع ث افة اتكالية تبناها ورسوخ ا المتتمع‪ ،‬وهي ث افة ال تبرز قدسوية ويورورة العما‪ ،‬وتيما المسورولية‪ ،‬وال تعما على غرل‬
‫هقه ال يم في النشء‪ ،‬خلفا لقلك تُنتج ازدراء وايوويا ل لعما اليدوي والمت د وتعففا عل اناووطة اقتصووادية كثيرة‪ .‬كما افسوودو الث افة الريعية‬
‫ث افة العما وافرغو مف وم العما مل ميووومونه‪ ،‬فل وعي بتيسووويل االنتاتية او بات ال العما‪ .‬الدولة قات ا في المتتمعاو الريعية تصوووب‬
‫يويية هقه الث افة ف ي دولة رخوة تاوتري سوكوو المواطل بمرتب او بمكافأة او علوة او ترقية دول وتود مبرر مل ننتاتية نيوافية ي ي ية‬
‫او تميز في األداء‪ ،‬مع غياب ابه كاما في العلقة بيل المت ود والمردود واإلنتاتية والعائد‪.‬‬
‫نمو كبير في التتارة غير الماووروعة (ت ريب الوقود والباوور والسوولح والمخدراو ادى قلك نلى تكويل عصوواباو تريمة‬ ‫‪2.10‬‬
‫منظمة قاو مصوال كبيرة تزيد وتتاوابك داخليا ودوليا ً (بالداخا تتفاعا مع األيداث وتتيالف مع الاورعياو المتعددة تربك‬
‫ياير ومست با البلد وتزيد مل مخاطر تأخير تي يق االست رار‪.‬‬
‫ناووء آلياو وترسوخ ممارسواو اسوتخدام الريع في مكافأة واوراء الوالءاو‪ ،‬بسوبب االسوت لا المالي للدولة بمعزا عل ال طاع‬ ‫‪2.11‬‬
‫الخاص ويووورائبه ي وي قابليت ا على ترويم معاريوووي ا وتتنب المسووواءلة الي ي ية مما يعزز االسوووتبداد والمنا المعادي‬
‫للمااركة الديم راطية ويعرقا ناوء وتطور آلياو المراقبة والمياسبة والت ويم‪.‬‬
‫يرثر الريع على اداء المرسساو مل ييث‪:‬‬ ‫‪2.12‬‬
‫تدهور المرسساو نظرا ألنه يسم لليكوماو بتتنب المساءلة وم اومة التيديث‪.‬‬ ‫•‬
‫ز يادة مدة الب اء في السلطة وتاتيع السياسييل على توسيع ال طاعاو العامة الستمالة الناخبيل‪.‬‬ ‫•‬
‫تاتيع اصياب األعماا اليرة اإلنتاتية للتيوا نيو الكسب الريعي والسيما نقا لم تكل المرسساو تاتع على اإلنتاج‬ ‫•‬
‫با على الكسب الريعي‪.‬‬
‫تدهور كفاءة المراييل القيل يسعول نلى تولي مناصب سياسية مع ما يرتبط بقلك مل اداء يعيف خاصة في التوانب‬ ‫•‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫املجلس الوطني للتطويراالقتصادي واالجتماعي‬

‫ونوضح هنا مستويات الصراع التي ولدها الشكل الحالي إلدارة النفط وعوائده‬
‫النموذجًالحاااليًالقااائمًعلكًملكيااةًالحكومااة ًالمركزيااةً‬
‫للموردًوإدارتهًأدىًالكًالتصار ًفيهًوفقًالمصاالحًالنيةً‬
‫والخاصااةًلميًيكويًعلكًرأاًالدولةفًفميًيساايطرًعلكً‬
‫هذاًالموردًالقتصااااديًالوحيدًبنموذجهًالحاليًسااايتمكيً‬
‫ميًالسيطرةًعلكًالحكم‪ً.‬‬

‫ً‬
‫ً أحادًثثاارًالنموذجًالقاائمًللقطااعًالنفطيًالحااليًهوًأناهً‬
‫يعمالًعلكًاقصااااااءًالقطااعااتًالقتصاااااادياةًالمنتجاةًن راً‬
‫للعوائدًالماليةًالكبيرةًوالساااااريعةًالتيًيوفرهافًكذل ًم ً‬
‫اسااتمرارالعملًببعاًالتشااريعاتًوتبنيًالسااياساااتًذاتً‬
‫الطاب ًالشااااتراكيًوالقائمًعلكًتدخلًالدولةًفيًالنشاااااطً‬
‫القتصااااديًبشاااكلًكبيرًفإيًهذاًادىًالكًمنافساااةًالقطاعً‬
‫العاامًللقطااعًالخاابًوباالتااليًقلاتًالفربًالقتصاااااادياةً‬
‫والقادرةًعلكًتكوييًالثروةًخاارجًالقطااعًالعاامفًممااًنتجً‬
‫عيًذل ًانتشاااارًالفساااادفًوالصاااراعاتًعلكًالمناصااابفً‬
‫وانهيارًأداءًالمؤسااساااتفًوالتذبذبًفيًمسااتوياتًالدخلً‬
‫والمعيشةًوالتفاوتًبييًطبقاتًالمجتم ‪ً.‬‬ ‫النموذجً‬
‫الحاليًإلدارةً‬
‫يولدًالفسااااادًاألحقادًوالشااااعورًبالتهميلًنتيجةًلتمت ً‬ ‫عوائدًالنفطًً‬
‫مجموعاةًميًالفرادًباالثروةًميًريرًباذلًمجهودًهاذاً‬ ‫والغازً‬
‫المرًسااارعايًماًتحولًالكًسااالسااالةًميًالصاااراعاتًً‬ ‫وعوائد ًه‬
‫تساتخدمًفيهاًكافةًالدواتفًوم ًترديًمساتوىًالخدماتً‬ ‫صراعًاقتصاديً‬
‫وفربًالتنمياةفًتنهاارًالثقاةًبييًابنااءًالمجتم ًالواحادً‬
‫وتغيابًالقيمًكاالمواطناةًالمتسااااااوياةًوالهوياةًالجاامعاةً‬
‫ي‬
‫صراعًمجتمع ً‬
‫وتضاااااع ًالرادةًالمجتمعياةًفتتاوكالًالادولاةًميًالاداخالفً‬
‫وتقوىًالهويااتًالفرعياةفًوالفكاارًالمتطرفاةًالهاداماةً‬
‫ويصبحًالكلًضدًالكل‪ًً.‬‬
‫صراع سياسي‬
‫يتحر ًالصااراعًميًمسااتواهًالدنكًالكًمسااتواهًالعلكً‬
‫فتزدادًحدةًالساااتقطاباتفًوم ًضاااع ًالخبرةًوالقدرةً‬
‫علكًالممارساااةًالساااياسااايةًتتكويًالحلولًالقائمةًعلكً‬ ‫صراع عسكري‬
‫المغااالبااةفًونفيًالخرفًوايًميًيسااااايطرًعلكًالموردً‬
‫ساااايحكمًلوحدهًأوًم ًمجموعتهًفقطفًلنهًهوًالساااابيلً‬
‫لمتال ًالثروةًهوًالوصولًالكًالسلطة‪ًً.‬‬
‫صراع إقليمي ودولي في ليبيا‬

‫يتخذًالصااراعًمنحكًأشاادًبتحولهًنحوًاسااتخدامًالعن ً‬
‫وتو ي ًجمي ًاألدواتًبالًأيًضاااوابطًأوًقيودفًعندهاً‬
‫تختفيًالاادولااةًتمااامفًتنهااارًالخاادماااتًوتنعاادمًالفربً‬
‫القتصاااديةفًوتدمرًالبنيةًالتحتيةفًوتصاابحًاساااسااياتً‬
‫الحياةًكماليات‪ًً.‬‬
‫يتحااال ًكاالًطر ًمحليًم ًدولااةًخااارجيااةًفتتاادفقً‬
‫السلحةًوالمرتزقةفًوتتس ًدائرةًالصراعًولتصبحًبذل ً‬
‫الراًالليبيةًساااااحةًلتصاااافيةًالحساااااباتًبييًالقوىً‬
‫‪4‬‬
‫القليميااةً والاادوليااةفًويق ً الوطيًضاااااحيااةً ألبناااءهً‬
‫المتصارعييًعلكًثروته‪ً.‬‬
‫املجلس الوطني للتطويراالقتصادي واالجتماعي‬

‫ثانياً‪ً/‬فوائدًاإلصالحًالهيكليًلالقتصادًالليبي‪:‬‬
‫علج التاوهاو الموتودة في االقتصاد الميلي‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫رفع اإلنتاتية وتعزيز العلقة بيل اإلنتاتية والعائد‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تي يق النمو االقتصادي الي ي ي واالست رار االتتماعي‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الوصوا الى معدالو عالية للنمو االقتصادي‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫تنويع مصادر الدخا‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫تغيير دور الدولة باتتاه التاريع والتنظيم وابكاو االمال االتتماعي ونطل امكانياو ال طاع الخاص في المتاالو االقتصادية كافة‬ ‫‪.6‬‬
‫(الخدمية واالنتاتية والمعرفية ‪.‬‬
‫تخفيف ونزالة العتز في ميزال المدفوعاو والموازنة العامة للدولة‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫التركيز على خلق الثروة وليل توزيع عوائد الريع‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫ال ياء على البطالة وتخفيف يدة الف ر‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫المسووواهمة في ت وية البناء الديموقراطي مل خلا الربط بيل يق المواطنيل في الماووواركة والمسووواءلة واعتماد تمويا الموازنة العامة‬ ‫‪.10‬‬
‫للدولة مل تباية يرائب فائم نااط المواطنيل‪.‬‬

‫ثالثا‪ً/‬اإلصالحاتًاإلقتصاديةًوتأثيرهاًعلكًالسياسةً‬
‫عند تيليا ودراسوة الدوا التي اسوتطاعو تي يق نتاياو كبيرة وبناء نظام اقتصوادي مرل وقو قاعدة ننتاتية واسوعة ونظام سوياسوي قائم على‬
‫اسوول اليداثة و الديم راطية‪ ،‬سوونتد ال غالبيت ا قد تعا ميور تركيزه ونتتاهه عند صووناعة المسووت با هو االتابة على السووراا كيف يمكل‬
‫بناء الدولة تتسم باالستمرارية والديمومةه وها يأتي اإلصلح اإلقتصادي اوالً ام السياسي ه‬

‫هناك عدة مصوووادر للتابة على هقا التسوووارا لعا ايدها هو الرتوع نلى تتارب الدولة الناتية خلا الع ود المايوووية و التي تمكنو مل‬
‫تي يق نمو نقتصووادي مصووايب له توافق متتمعي وبالتالي نسووت رار في اليالة السووياسووية‪ ،‬نقكر من ا على سووبيا المثاا (كوريا التنوبية‪-‬‬
‫سووونغافورة ‪ -‬اإلماراو‪ -‬تركيا ‪ ،‬واييو وا ً باإلمكال تيليا الماووواريع التي تتري ا ل لبناء الدولة اليديثة في كا مل (السوووعودية ‪ -‬مصووور ‪-‬‬
‫المغرب والتي يتركز ميورها في تي يق التنمية المستدامة‪ ،‬بداية باعادة هيكلة اإلقتصاد والرفع مل مستوى معياة المواطل ‪.‬‬
‫صويي ال بعيوا ً مل هقه الدوا لم يكتما في ا نموقج التنمية والديم راطية‪ ،‬لكل الم اربة التي اتبعت ا هقه الدوا كانو مبنية على نتباع المسوار‬
‫التنموي لتي يق مكاسوب اقتصوادية تسواهم اوالً برفع مستوى رفاهية المواطل وثانيا ً اكتساب نظام اليكم ارعية اقوى مبنية على اإلنتاز‪ ،‬ومل‬
‫خلا تي يق ثنائية التنمية واإلسوووت رار السوووياسوووي والتي سووويتولد عن ا ال ميالة نظام ديم راطي يكول المواطل في ا هو ميور عما الدولة‬
‫وركيزت ا األسواسوية‪ ،‬عندها سوتتي ق الرفاهية المبنية على نظام قيمي قاعدته المواطنة التي ت با بالتنوع وتيفظ االختلف‪ ،‬ونظام سوياسوي مبني‬
‫على التوافق بيل مختلف اطياف المتتمع ‪.‬‬

‫عند دراسوة اليالة الليبية وتاوخيص اسوباب الصوراع سونتد انه يتميور باوكا اسواسوي يوا اليصووا على منافع اقتصوادية داخا نطار مل‬
‫الصوراع السوياسوي‪ ،‬تتداخا في ا عدة ابعاد ث افية ميلية‪ ،‬وعواما خارتية (دولية ترثر سولبا ً و نيتابا ً على الواقع الليبي‪ ،‬عليه فانه بدول وتود‬
‫ررية وايووية وماووروع وطني يفكك الماووكلة ويعالج اسووباب ا ويفصووا آلية التعاما مع مختلف العوائق والمخاطر التي تعترم طريق بناء‬
‫الدولة الليبية فال يالة التخبط السياسي المسيطرة ستكلف خسائر اقتصادية يدفع ثمن ا المواطل يوميا ً‪.‬‬
‫عليه لتطوير قوى اإلنتاج وعلقاو اإلنتاج في ليبيا فانه يتب ال يام باإلصولياو اإلقتصوادية التي تعالج التاووه واإلختلالو الياصولة في‬
‫هيكا اإلقتصواد الليبي‪ ،‬وفك المنظومة اإلاوتراكية والريعية وسويطرة الدولة على ادواو اإلنتاج وما نتج عن ا مل يوعف في األداء‪ ،‬والرفع مل‬
‫مسووتوى تطور العملية اإلنتاتية باعتباره ال دف األسوواسووي ألي عملية نصوولح اقتصووادي‪ ،‬والتي سووترثر في الن اية نيتابا ً او سوولبا ً على البنية‬
‫اإلتتماعية للدولة على المستوى السياسي والث افي ‪.‬‬

‫مل خلا ما ت دم سنن اش في هقا العنوال المياور التالية ‪:‬‬


‫ازمة الارعية وارتباط ا باإلصلياو االقتصادية ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫النفط وتأثيره على العملية السياسية ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫المتتمع الليبي ودوره في المااركة في صناعة ال رار (ايزاب سياسية ‪ -‬منظماو متتمع مدني ‪ -‬ن اباو روابط ‪. ...‬‬ ‫‪.3‬‬
‫النخب الليبية التواف او وفرص اليا ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫‪5‬‬
‫املجلس الوطني للتطويراالقتصادي واالجتماعي‬

‫‪ .5‬المتتمع الدولي(دوا ‪ -‬منظماو دولية وتأثيره على العملية السياسية في ليبيا (الواقع ‪ -‬آفا مست بلية ‪.‬‬
‫‪ .6‬تأثير اإلصلياو اإلقتصادية على اليالة السياسية‪.‬‬

‫‪ .1‬ازمة الارعية وارتباط ا باإلصلياو االقتصادية ‪.‬‬


‫بداية نل للارعية ثلثة مصادر هي ‪:‬‬
‫• ارعية األصوا (الارعية التاريخية ‪ :‬اي الت ة التي قامو بتأسيل او توييد الدولة مثا ( العائلة الملكية او اليركاو التي ت اوم‬
‫االستعمار ‪.‬‬
‫هناك نوع مل الخلا في مصادر الارعية في ليبيا بالنسبة لارعية األصوا الى مل يتب ال تعوده ها للعائلة الملكية السنوسيةه‬
‫ام لثورة سبتمبر ‪1969‬ه ام ثورة فبراير ‪2011‬ه ‪.‬‬
‫• الارعية الدستورية وال انونية‪ :‬هي الارعية المستدمة مل دستور البلد ‪.‬‬
‫عند مياولة البيث عن ا نتد ان ا مع دة فمل ايل تستمد هقه الارعية مل دستور ‪ 1951‬القي لم يستفتى عليه الليبيول ه ‪ ،‬ام مل‬
‫دستور غائب طواا ‪ 42‬سنة‪ ،‬ام مل دستور(لتنة الستيل والقي يواته العديد مل المصاعب ‪.‬‬
‫• ارعية اإلنتاز (األداء ‪ :‬العديد مل األنظمة في العالم استطاعو ال يام بما يكفي لخدمة اعب ا فتليم الاعب مع السلطة الياكمة‬
‫فتيصلو بقلك على الارعية ‪.‬‬
‫وهقا مالم ييصا في ليبيا فعلى الرغم مل يتم االنفا الكبير‪ ،‬نال ال مستوى الخدماو قد ان ار وانعدمو التنمية وارتفعو معدالو‬
‫البطالة والف ر والفساد‪ ،‬بقلك ف دو اليكوماو المتعاقبة ث ة المتتمع وبالتالي يصول ا على الارعية‪.‬‬
‫عل يه فال اإلتتاه نيو تي يق الدولة التنموية والتي تستمد ارعيت ا مل تيسيل اداء اإلقتصادي وارتفاع تودة ومستوى الخدماو هو امر‬
‫قو اولوية قصوى لليفاظ على السلم األهلي وت وية الع د اإلتتماعي‪ ،‬باإليافة الى تعزيز ال يم الديم راطية كاتتاه م م ليمال ديمومة‬
‫الارعية ‪.‬‬
‫مل نايية اخرى فال ال يام بعملية نصلح اقتصادي في ليبيا يتب ال تأخق في عيل اإلعتبار الميدداو التالية ‪:‬‬
‫‪ −‬التوزيع السكاني مع التركيز على مناطق التنوب والمدل اليدودية ومعيار مساية البلد‪ ،‬لقلك البد مل ال يام بتنفيق برامج تنموية‬
‫تعزز سيطرة الدولة وييورها على األطراف ومناطق الفراغ (المناطق اليدودية – المناطق ابه خالية مل السكال ‪ ،‬مل خلا‬
‫ال يام بمااريع تنموية تكسب ا ارعية اإلنتاز عند سكال هقه المناطق ‪.‬‬
‫‪ −‬التوزيع اإلثني للسكال‪ ،‬وعدم نهماا فئة باكا متعمد‪ ،‬يتى التكول مصدرا ً للفويى او بررة ياينة للتماعاو اإلترامية او‬
‫اإلرهابية ‪.‬‬
‫‪ −‬الموارد الطبيعية المتاية ومدى ال درة على ال يام بمااريع قاو تدوى اقتصادية ب ا ‪.‬‬
‫‪ −‬ناراك المتتمعاو الميلية في عملية صنع السياساو التنموية‪ ،‬االمر القي سيردي الى سيادة الاعور العام بامتلك سلطة ال رار‪،‬‬
‫وبالتالي الدفاع عنه ويماية هقا المكتسب‪.‬‬

‫‪ .2‬النفط وتأثيره على العملية السياسية ‪.‬‬


‫نل ظ ور النفط (الريع في المتتمعاو يساهم في استمرار وت وية نظام اليكم ال ائم‪ ،‬ييث انه يمن لمل يمتلكه (الدولة سلطة التيكم في‬
‫اليياة السياسية بسبب كمية األمواا الكبيرة التي يوفرها هقا الريع ‪.‬‬
‫وهنا تتاوه العلقة بيل ال سلطة السياسية والمتتمع‪ ،‬فبسيطرت ا على الريع تستأثر باليكم وتسيق المعارييل ويظ ر يكم الفرد (الديكتاتور‬
‫او يكم فئة قليلة تمتلك الماا وتسيطر على مفاصا الدولة (األوليتارك ‪.‬‬
‫نل مناط تاووه العلقة بيل السولطة السوياسوية والمتتمع تندرج في ال المتتمع ي ف في دور المنتظر للسولطة متى تعطيه ومتى تمنعه وهقا يأخق‬
‫اكا اقتصاديا ً مثا التعييناو في ال طاع العام او زيادة المرتباو او زيادة وتخفيم الدعم‪.‬‬
‫هقا األمر راتع الى ال المصودر الرئيسوي لإليراداو العامة في اإلقتصواد يأتي مل الريع‪ ،‬اما في اإلقتصواداو المت دمة فال المصودر الرئيسوي‬
‫لإليراداو العامة يأتي مل اليوووورائب والتي بدورها ناتتة عل يصوووويلة العما والت د لل طاع الخاص القي يموا الخزينة العامة فتكول له‬
‫بقلك السوولطة ال ادرة على الرقابة و المياسووبة وهو يعتبر ايي وا ً رافد م م لتعزيز الع د اإلتتماعي‪ ،‬ففي م ابا تنازا المواطل عل تزء مل‬
‫امواله لصال اليكومة فان ا بدورها ت وم بتوفير الظروف الملئمة ‪ -‬تاريعيا ً وامنيا ً واقتصاديا ً وبيئيا ً وغيرها‪ -‬كما انه ييق له المااركة في‬
‫صناعة السياساو العامة عل طريق المرسساو السياسية (األيزاب او المدنية (الن اباو ومنظماو المتتمع المدني ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫املجلس الوطني للتطويراالقتصادي واالجتماعي‬

‫نل التتانل بيل النظام السوياسوي وال يكا االقتصوادي سوتردي الى الرفع مل مسوتوياو النمو اإلقتصوادي الاواما والقي ينعكل على ارتفاع‬
‫مسوتوى المعياوة واورعية نظام اليكم‪ ،‬هقه العلقة تف د في اإلقتصواداو الريعية التي ينتاور في ا الفسواد‪ ،‬وينيسور دور ال طاع الخاص بسوبب‬
‫اسوتغناء اليكوماو عل اليورائب لتمويا الخزانة العامة‪ ،‬وتنخفم تميع المراوراو المتعل ة بالتنمية وتودة اليياة والمعياوة‪ ،‬ويكول الع د‬
‫اإلتتماعي فيه ماوها ً‪ ،‬بالتالي تصب العلقة بيل المتتمع والسلطة الياكمة اقرب الى العداء من ا الى التوافق واالنستام‪.‬‬
‫اييا ً فال ث افة الريع قد انتتو مرسساو سياسية تفيا اليا الس ا‪ ،‬على سبيا المثاا بدالً مل ال يام بعملية نصلح ل يكا اإلنفا العام‪ ،‬فال‬
‫نتد ال كا يكومة الترغب في تيما مسرولية ال يام ب قه اإلصلياو‪ ،‬والتي يتما ستكول مرلمةً في األتا ال صير‪ ،‬بينما التتد يرتا ً في‬
‫اإلستمرار في التوظيف العام وزيادة قيمة الدعم يتى وصا قيمة اإلنفا التاري يوالي ‪ 340‬مليار دينار مل سنة ‪ ، 2020- 2012‬األمر‬
‫القي ادى الى تراكم المااكا واألزماو ومع مرور الزمل سيكول يل ا اكثر صعوبةً والما ً ‪.‬‬
‫‪.3‬المتتمع الليبي ودوره في المااركة في صناعة ال رار (ايزاب سياسية ‪ -‬منظماو متتمع مدني ‪ -‬ن اباو روابط ‪. ...‬‬
‫عند غياب دور قوي لل طاع الخاص فال هقا يرثر سلبا ً على ويع المرسساو السياسية والتي في الغالب ما تتيصا على تمويل ا مل هقا‬
‫ال طاع‪ ،‬ف قه المرسساو باعتبارها المعما القي يتم فيه خلق الررى وصناعة المااريع المست بلية‪ ،‬والمنوط ب ا ويع اإلستراتيتياو ورسم‬
‫السياساو للدولة‪ ،‬في يالة غياب مصادر التمويا مل ال طاع الخاص فان ا ستب ى نما يعيفة او مرهونة للطب ة التي تمتلك الماا (األوليتارك‬
‫وستعما ف ط لتي يق مصال هقه الطب ة وسيطرت ا على مفاصا الدولة ‪.‬‬
‫لقلك ينبغي فك سيطرة الدولة على النظام اإلقتصادي‪ ،‬ويتب التخلص سريعا ً مل اإلرث اإلاتراكي الريعي‪ ،‬بدايةً بال يام باإلصلياو‬
‫اإلقتصادية التي تعالج التاوهاو في ال يكا اإلقتصادي وتدفق ماا الريع بالكاما الي الميزانية العامة وباكا مباار و البدايةً بتغيير هيكا‬
‫اإلنفا العام والقي منه دعم الوقود والقي بسببه تخسر ليبيا اكثر مل مليار دوالر سنوياً‪ ،‬وتستفيد منه التماعاو المسلية واإلترامية واإلرهابية‬
‫والتي مل الممكل ال تستخدم هقه األمواا لإلن لب او السيطرة على الدولة ‪.‬‬
‫اييا ً نصلح النظام اليريبي والقي يعتبر ايد دعاماو الع د اإلتتماعي واداة رئيسية لتمويا الميزانية العامة‪ ،‬وهقا االمر يتطلب كقلك ت نيل‬
‫اقتصاد الظا القي بيسب بعم الدراساو فانه يمثا ‪ - %60‬مل يتم اإلقتصاد الليبي‪ ،‬وهقا األمر يتطلب نصلياو في االتراءاو وانظمة‬
‫اليوكمة وتطوير البنية التيتية لتس يا ممارسة األعماا ومتطلباته‪ ،‬وغيرها مل اإلصلياو المرسسية والتاريعية قاو األثر اإلقتصادي‬
‫والتي يتما ً ستكول نتائت ا وايية على مترياو العملية السياسية ‪.‬‬
‫‪.4‬النخب الليبية التواف او وفرص اليا‬
‫نتيتة لغياب اإلرث التاريخي ل لعما السياسي بصورة طبيعية خلا الع ود المايية‪ ،‬وغياب المرسساو ال وية ال ادرة على صناعة اليا ف د‬
‫ادى هقا الى يعف اداء النخب الليبية في قدرت ا على ممارسة العما السياسي بكفاءة وتدارة ‪ ،‬والدليا على هقا ال هقه النخب لم تستطع‬
‫يتى ا ل الوصوا الى تاخيص تواف ي للماكلة الليبيو‪ ،‬ناهيك عل التوافق يوا ررية وماروع وطني لبناء الدولة‪ ،‬يكول مركزه اقتصادي‪،‬‬
‫ياخق في اإلعتبار ويع نموقج تديد إلدارة عوائد الموارد الطبيعية باعتبار ال السبب الرئيسي للصراع هوا اليصوا على المنافع االقتصادية‪.‬‬
‫على الرغم مل عدم وتود اختلف فكري (ايدولوتي بيل مختلف ممارسي العما السياسي في ليبيا‪ ،‬ييث ال تا الخلفاو هي ف ط تتميور‬
‫يوا اليصوا على المكاسب اإلقتصادية‪ ،‬اييا َ فال عدم وتود تراكم للخبرة والتتربة لمرسساو العما السياسي ادى الى هاااة وعدم نيج‬
‫ماهو قائم من ا ا ل‪ ،‬وبالتالي هناك اك في قدرت ا على ندارة الاأل العام بمفردها في يالة فوزها في اإلنتخاباو ال ادمة ‪.‬‬
‫للخروج مل هقه الماكلة فانه ينبغي صياغة يا ي وم على األسل التالية ‪:‬‬
‫ويع تاخيص وتوصيف دقيق للماكلة الليبية تيدد في ا اسباب الصراع والتاوهاو ال يكلية في بناء الدولة‪.‬‬ ‫•‬
‫فت سلسلة يواراو متتمعية بمااركة واسعة (ع د مرتمر وطني تامع خلا مدة زمنية قصيرة بعد اإلنتخاباو ال ادمة يتولى الخروج‬ ‫•‬
‫بتوصياو لتي يق ا تي ‪:‬‬
‫‪ −‬اإلتفا على ررية وملم ماروع وطني لبناء الدولة بمختلف اركان ا (اقتصادي – اتتماعي – امني – مرسساتي – امني –‬
‫دفاعي – سياسة خارتية ‪.‬‬
‫‪ −‬اقتراح نموقج تديد إلدارة عوائد الموارد الطبيعية (ي ترح ال يتم االستفتاء عليه‬
‫‪ −‬اقتراح نموقج تديد إلدارة الدولة بنظام المركزي قو صليياو واسعة يتم االستفتاء عليه (فيدرالي ‪.‬‬
‫‪ −‬ويع خارطة طريق للمصالية الوطنية للوصوا الى صياغة ميثا وطني ومنه اإلنت اا نيو المسار الدستوري ‪.‬‬

‫‪.5‬المتتمع الدولي (دوا ‪ -‬منظماو دولية وتأثيره على العملية السياسية في ليبيا (الواقع ‪ -‬آفا مست بلية ‪.‬‬
‫مما الاك فيه ال للمتتمع الدولي دور رئيسي في تاكيا الما د بليبيا‪ ،‬بدايةً مل نعداد الظروف اللزمة لإلست لا (بريطانيا ونيطاليا ‪ ،‬الى‬
‫تدخله في سنة ‪2011‬م (الناتو ون ايةَ ب يادة العما السياسي التواف ي ا ل بيل مختلف األطراف الليبية (األمم المتيدة ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫املجلس الوطني للتطويراالقتصادي واالجتماعي‬

‫هنا البد مل اإلاارة الى انه دائما ً ما كال للعاما الدولي دور اساسي في اليالة الليبية ‪ ،‬عليه فانه يتب على السلطاو الليبية التي ت ود العما‬
‫الخارتي ال تعما على ال يكول نمط تأثير العاما الدولي في اليالة الليبية نيتابي وال تلتزم باليياد وتستعما الن ج السياسي الع لني لتي يق‬
‫هدفيل اساسييل هما ‪:‬‬
‫‪ -‬العما مل اتا خلق مصال اقتصادية ماتركة بيل ليبيا والعالم مل خلا تقب اإلستثماراو الدولية لمناطق قاو طبيعة خاصة‪ ،‬وكقلك‬
‫العما على اإلستثمار داخا بلدال دوا اليلفاء والاركاء عل طريق المرسسة الليبية للستثمار ‪.‬‬
‫كما يمكل اييا ً اإلستعانة بالمنظماو الدولية قاو الخبرة في ال يام بعملية نصلح اإلقتصادي مما سيساهم في ندماج اإلقتصاد الليبي يمل‬
‫المنظومة الدولية‪ ،‬األمر القي يتما ً سيعود بالنفع على مستوى معياة ورفاهية المواطل ‪ -‬في األتا المتوسط والطويا ‪ -‬ورياه عل اداء‬
‫المرسساو السياسية الرسمية ‪.‬‬
‫‪ -‬العما على تابيك امني بيل ليبيا ويلفاءها اإلقليمييل والدولييل (تابيك األت زة األمنية وعلى راس ا المخابراو ‪ +‬تعزيز الاراكة‬
‫والتعاول في المتاا الدفاعي لغرم تطوير وت وية اداء المرسساو المعنية بيماية األمل ال ومي للدولة ومصالي ا ومصال يلفاءها‪.‬‬

‫‪ .6‬تأثير اإلصلياو اإلقتصادية على اليالة السياسية‬


‫الاك ال ليبيا في ياتة الى ال يام باصلياو اقتصادية قد تكول مرلمة خلا الفترة ال صيرة‪ ،‬مثا نصلح نظام الدعم واقتصاره على الفئاو‬
‫ال اة‪ ،‬تفعيا تباية الخدماو العامة بأسعار تيمل الربيية واستمرار عما الاركاو الم دمة ل قه الخدمة (الك رباء – المياه – النظافة ‪، ..-‬‬
‫‪.‬‬
‫نل ال يام ب قه اإلصلياو اليرورية والتي تعتبر بمثابة دخوا يمنية يستفيد من ا تميع المواطنيل‪ ،‬مل المركد انه سينتم عن ا بعم‬
‫اإليطراباو اإلتتماعية خصوصا ً مل قبا الفئاو ال اة والتي مل الممكل ال ترثر على اإلست رار السياسي‪ ،‬مل نايية تعرم هقه الفئاو‬
‫ليغوط اقتصادية نتيتة إلنخفام في مستوى معيات ا كما انه مل الممكل ال يستغا هقا األمر مل قبا التماعاو المستفيدة مل ت ريب الدعم‬
‫او غيرها لتأتيج الراي العام يد اإلتراءاو اليكومية لل يام باإلصلياو اإلقتصادية اللزمة ‪.‬‬
‫عليه يتب اليكومة ليمال نتاح عملية اإلصلياو اإلقتصادية ال ت وم بالتالي ‪:‬‬
‫توعية عامة المتتمع بأهمية ال يام باإلصلياو اإلقتصادية‪ ،‬والتي ستنعكل نيتابيا ً على اليالة اإلقتصادية في المدى المتوسط والطويا‪.‬‬ ‫•‬
‫نعداد برنامج لليماية اإلتتماعية يكول مبنيا ً على بياناو ونيصاءاو ودراساو لمستوى المعياة‪ ،‬تيدد في ا اكثر الفئاو المتيررة‬ ‫•‬
‫ومناطق تواتدها ‪.‬‬
‫استخدام نموقج اقتصادي للتنبر بمختلف المتغيراو اإلقتصادية قاو التأثير المباار على مستوى المعياة ‪.‬‬ ‫•‬
‫تيليا المخاطر الميتملة عند ال يام بكا نتراء لإلصلح اإلقتصادي (يتب التركيز على المخاطر األمنية الميتملة والتي مل الممكل ال‬ ‫•‬
‫تستخدم ا التماعاو التي تموا نفس ا مل عملياو ت ريب الوقود‬
‫استخدام الرقمنة ليمال سرعة وس ولة الوصوا الى الخدماو في المناطق البعيدة والنائية ليمال ييور وتواتد الدولة ‪.‬‬ ‫•‬

‫الخلصة ‪:‬‬
‫ال اإلصلح اإلقتصادي يرثر باكا كبير في العملية السياسية وصيرورت ا‪ ،‬قلك ال سلسلة التفاعلو التي يسبب ا اإلقتصاد يخلق ث افةً ستنعكل‬
‫ال ميالة على العملية السياسية والتي بدورها ترثر في اإلقتصاد بيركة ديناميكية دائرية يرثر كا من ما في ا خر‪ ،‬وعلى الرغم مل صعوبة‬
‫ويع قواعد ميددة لتأثيراو العلوم اإلنسانية بسبب تع يدها‪ ،‬نال انه باإلمكال تأويل ا وتوقع نتائت ا مست بلً‪ ،‬باستخدام المسوياو واستطلعاو‬
‫الراي لمعرفة اإلتتاه العام للمتتمع وتركيبة ع له التمعي‪ ،‬وبناء نظام اقتصادي سياسي يتناسب مع منظومة ال يم او تعديل ا لتتناسب مع اسل‬
‫وقواعد بناء الدولة اليديثة ‪.‬‬

‫المراج ً‪:‬‬
‫• مايكا رول‪ ،‬كتاب بعنوال ن مة النفط‪ ،‬ترتمة ميمد هيتم ناواتي ‪ ،‬منتدى العلقاو العربية والدولية‪.2012 ،‬‬
‫• المتلل الوطني للتطوير االقتصادي واالتتماعي ‪ ،‬ررية بعنوال" ماروع ليبيا للسلم واالزدهار"‪.2021 ،‬‬
‫• ميمد الخروبي‪ ،‬المتلل الوطني للتطوير االقتصادي ‪،‬ورقة بيثية غير مناورة بعنوال "اإلصلياو االقتصادية واثرها على العملية‬
‫السياسية‪.2021 ،‬‬
‫• سفيال العيسة‪ ،‬ورقة بيثية بعنوال "تيدياو نصلح في العالم العربي نيو اقتصاداو اكثر ننتاتية"‪ ،‬مرسسة كارينغي للسلم الدولي‪،‬‬
‫‪.2007‬‬
‫• مروال المعار ‪ ،‬ورقة بيثية بعنوال "افا العالم العربي"‪ ،‬مرسسة كارينغي للسلم الدولي‪.2016 .،‬‬

‫‪8‬‬

You might also like