Professional Documents
Culture Documents
Reviewer 03
Reviewer 03
تقييم إمكانيات وفرص نجاح قطاع السياحة الليبي في تطوير البيئة املحلية أ
على ضوء معطيات التنافس الدولي " السلبيات والعالج"
د .ناصر عبد الكريم الغزواني أ
دكتوراه فلسفة الدراسات السياحية || ليبيا
املخلص :ينظر البحث إلى واقع وامكانيات القطاع السياحي الليبي في تطوير البيئة املحلية على ضؤ ما يتوفر لدي هذا القطاع من
خصائص ومزايا تجعله قادرا على املنافسة الدولية وأيضا على ضؤ املعطيات املتعلقة بالتنافس الدولي بين الدول املختلفة من حيث
املؤشرات العامة املسجلة " االقتصادية ,التعليمية ,اإلدارية ,االجتماعية ,القانونية والتنظيمية ....الخ" ,ودور هذه املؤشرات العامة في
تطوير القطاع السياحي .وتأتي أهمية هذا البحث كون القطاع السياحي في ليبيا يعاني من ندرة وقلة الدراسات املتخصصة التي تبحث في
مقوماته وأساليب القضاء على السلبيات املحيطة به سعيا وراء تنشيط البيئة وتقوية االقتصاد املحلي بشكل عام .ويركز البحث على
استعراض أوجه القصور من جانب الدولة الليبية و املتعلقة باالهمال وتجاهل تطوير القطاع السياحي على الرغم من الثروات السياحية
الهائلة املتوفرة في ليبيا ,ويكون ذلك االستعراض من خالل وضع عدة فرضيات تتعلق بالسلبيات املرتبطة بعدم تطوير وتأهيل القطاع
السياحي في ليبيا "حتى عام 2011قبل حدوث االضطرابات السياسية وتدهور وضع الدولة" .ويخلص هذا البحث إلى نتائج هامة مفادها
أن ليبيا تملك امكانيات سياحية ضخمة لم يتم التخطيط الستغاللها بالشكل األمثل أو حتى لم يتم التفكير في مسألة الترويج والتعريف
بها في الخارج ,ويستنتج البحث أيضا أن االقتصاد الليبي هو اقتصاد متخلف يعاني من ازدواجية املعايير ,أي وجود قطاعات متطورة يتم
االهتمام بها وتوجيه االستثمارات لها "تحديد قطاع الطاقة" وقطاعات أخرى متخلفة ال يتم العمل على تطويرها ومن أهمها قطاعات
الزراعة والصناعة والخدمات "السياحة" ,ولعل ذلك يفسر التدني الكبير في ترتيب دولة ليبيا من حيث املؤشرات املختلفة املسجلة في
تقرير تنافسية السياحة والسفر الدولي " "2011سواء بالنسبة للدول الغربية أو حتى الدول العربية .كما يستنتج البحث أن الدولة
الليبية لم يكن لها أي دور ملموس في املساهمة في تطوير السياحة من حيث عدم وجود سياسات وتشريعات خاصة بتمكين القطاع
العام من القيام بدوره كما ينبغي في استغالل املقومات السياحية ,وبالتالي عدم وجود أي خطط اقتصادية أو سياحية ,فضال أيضا عن
االختفاء التام لدور القطاع الخاص املكمل لدور القطاع العام في التنمية السياحية ,وهذا االختفاء التام لدور القطاع الخاص يكمن
بسبب توجهات الدولة االشتراكية بحيث تم الغاء دور القطاع الخاص تقريبا مع نهاية فترة السبعينات من القرن املاض ي .ويرى البحث
من ضمن أهم تحليالته أن فرص تعافي االقتصاد الليبي تكمن في تنشيط القطاع السياحي بالشكل الذي يؤدي إلى حدوث التفاعالت
االقتصادية املختلفة داخل الدولة " السياحة صناعة مركبة" وتطوير البيئة املحلية من خالل تطوير القطاعات االقتصادية املختلفة "
ومن أهمها قط اعات النقل و الخدمات واالتصاالت " ,فضال عن القضاء على عدة مشكالت اقتصادية من أهمها الركود االقتصادي
والبطالة حيث أن السياحة هي صناعة كثيفة العمالة.
الكلمات املفتاحية :امكانيات السياحة الليبية ,البيئة املحلية ,التنافس الدولي ,السلبيات .
املقدمة أ
تعد ليبيا من الدول السياحية التي لم يسوق لها إعالميا كوجهة سياحية إال بشكل بسيط وخجول بسبب
الحصار واعتماد الدولة على موارد النفط بشكل كامل ,إال أنه في السنوات األخيرة " حتى عام "2011بدأ املشهد
السياحي في ليبيا آخذا في النمو ولكن بشكل متواضع جدا ودون تحقيق أي تطورات ملحوظة على عمل هذا القطاع
السياحي بسبب وجود تجاهل مقصود المكانيات الدولة السياحية من جانب املسئولين عن السياسة العامة في
الدولة .فنجد هنا أن ليبيا تمتلك مقومات سياحية هامة ومتعددة ,ولكنها غير معدة أو مجهزة لإلستخدامات
السياحية الدولية أو الداخلية ,وهي تعاني من عدة مشكالت أساسية كانخفاض القدرات التسويقية وانخفاض الوعي
السياحي وانخفاض القدرات اإلدارية واإلعالمية وتدني مستوى الخدمات والتعقيدات اإلدارية املتعلقة بالتأشيرات
وإجراءات الدخول ,مما إنعكس سلبا على معدل الحركة السياحية إلى ليبيا وعلى الفوائد التي تجنيها البالد من هذه
الصناعة( ,)1وتمتلك ليبيا ( التي أنشئت فيها أول وزارة للسياحة واآلثار عام )1968العديد من مناطق الجذب
السياحي وذلك لتمتعها باملوارد البشرية والطبيعية من حيث حضارات الشعوب املختلفة التي استوطنت وسادت
واملوقع والطقس واملناخ واملياه وغير ذلك من املوارد ,ومن هذه املوارد على سبيل املثال ال الحصر ,على الساحل
( شحات) ,وأبولونيا (سوسة) ويوسبيريديس (بنغازي) ,وعلى الشرقي نشأت املدن اإلغريقية والرومانية في قورينا
الساحل الغربي املدن الفينيقية والرومانية في لبدة وصبراتة وأويا(طرابلس) ,كما تمتلك ليبيا أيضا آثار ماقبل التاريخ
وتتمثل في النقوش والرسوم الصخرية كما في جبال أكاكوس وأبار مجي والشرشارة والعوينات ,هذا باالضافة إلى
الواحات الصحراوية مثل واحة غدامس وغات ومرزوق والجغبوب وشالل درنة .وكل هذه املوارد تمثل عوامل جذب
سياحي مهمة ,بينما توجد كنوز أخرى تحتاج إلى إستغاللها بشكل أفضل لتأخذ دورها ومكانتها على خريطة السياحة
في ليبيا( .)2إن السياحة أصبحت تمثل ظاهرة اقتصادية بارزة عامليا ,وليس أدل على ذلك من وصول معدل
السائحين املسافرين في العالم إلى رقم 1.2بليون سائح عام 2015بزيادة قدرها %4عن عام 2014وفق أخر
احصائية مسجلة ملنظمة السياحة العاملية( .)3فيما أنفق السائحون الدوليون عام 2014على خدمات االقامة
والطعام والشراب والترفيه والتسوق....الخ نحو 1.2بليون دوالر بزيادة قدرها .)4( %3.7
اشكالية البحث أ
عند الحديث عن تحويل قطاع السياحة الليبي إلى قطاع تنافس ي دولي ,فلسنا هنا بصدد الحديث عن
تطوير بنية تحتية أو إقرار سياسات معينة تهتم بتشجيع القطاع وتقوية التشابك بينه وبين القطاعات املختلفة وإزالة
املعوقات فحسب ,بقدر ما هو محاولة لتحديد دقيق لتلك املتغيرات املختلفة التي أدت إلى هذا اإلخفاق السياحي
البارز في الدولة وذلك االخفاق يقتض ي وضع بعض الفرضيات التي أدت إلى ذلك ,بحيث أن مقابلة وتحليل هذه
الفرضيات قد يضع أسس خاصة بنجاح قطاع السياحة الليبي في أداء دوره في تطوير وتحسين البيئة املحلية ,
وتتمثل هنا الفرضيات فيما يلي:
قصور دور الدولة بشكل عام في تحقيق أهداف التنمية السياحية الشاملة.
عدم تفهم املخطط السياحي لطبيعة التخطيط السياحي وأولويات التنمية السياحية.
عدم أداء القطاع العام لدوره كما ينبغي وغياب دور القطاع الخاص.
عدم مالئمة بعض الظروف املحيطة السياسية والثقافية واالجتماعية ...الخ في تنمية السياحة.
جميع الفرضيات السابقة أو جزء منها يعيق تنمية صناعة السياحة في ليبيا.
( )1سعيد صفي الدين الطيب ,مقومات التنمية السياحية في ليبيا – دراسة في الجغرافية السياحية ,رسالة دكتوراه منشورة ,كلية
األداب ,جامعة القاهرة .2001 ,ص.1
( )2محمد محجوب الحداد ,تقييم تنافسية صناعة السياحة فى ليبيا كمصدر بديل للدخل في ظل تحرير تجارة الخدمات ,بحث منشور,
كلية االقتصاد ,جامعة مصراتة ,2008,ص.6
(3) UNWTO, World Tourism Parameter, Volume 14, Advance Release January 2016.
(4) UNWTO, World Tourism Parameter, Volume 13, April, 2015.
أهمية البحث أ
تكمن األهمية هنا بسبب ندرة تلك الدراسات املرتبطة بتقييم وقياس أهمية صناعة السياحة في ليبيا من
ناحية ,وبسبب قصور الدولة في العقود السابقة في االهتمام بتطوير تنافسية واسهامات القطاع السياحي من ناحية
أخرى .كما تأتي األهمية هنا من محاولة التعرف على مدى نجاح القطاع السياحي الليبي في الدخول في سباق التنافس
الدولي على ضؤ املعطيات املختلفة الخاصة باالمكانيات والبنى التحتية ,مع محاولة الوقوف على السلبيات املتعلقة
بأوجه القصور في التعامل مع قطاع من املفترض أن يكون مورد من أهم موارد الدولة االقتصادية مع استعراض أهم
املقترحات التي تكفل القضاء على هذه السلبيات املختلفة.
هدف البحث أ
يتمثل هذا الهدف بشكل رئيس ي في تقييم مقومات وأهمية السياحة لدولة ليبيا ,وتقييم مدى تنافسية
القطاع السياحي الليبي على املستوى الدولي على ضؤ املؤشرات املختلفة التي تعدها املنظمات الدولية ,مع تحديد
أهم السلبيات املختلفة املتعلقة بعدم امكانية االستفادة القصوى من ثروات ومقومات صناعة السياحة في ليبيا
وسبل القضاء على هذه السلبيات.
منهجية البحث أ
سوف يتم توظيف املنهج الوصفي التحليلي بغرض استعراض كافة املفاهيم واألفكار النظرية املتعلقة
بظاهرة الدراسة ,مع استخدام التحليل الوصفي والكمي الستخالص أهم املعلومات والحقائق املتعلقة بظاهرة
الدراسة.
محددات البحث أ
-1محددات مكانية :وتشمل الحدود املكانية التي سوف يتم فيها تطبيق املفاهيم النظرية للدراسة ,وتتمثل تحديدا
في كامل مساحة الدولة الليبية.
-2محددات زمانية :تشمل الفترة من انشاء وزارة السياحة في ليبيا " "1968حتى عام 2011قبل تعرض الدولة إلى
تغيرات سياسية هيكلية.
محاور البحث
يغطي البحث املحاور الثالثة التالية :أ
املحور األول :خصائص ومقومات السياحة في ليبيا -أرقام حركة السياحة الدولية (.)2009
املحور الثاني :تقييم مقومات السياحة في ليبيا وفقا للمؤشرات الدولية.
املحور الثالث :تقييم ومناقشة وتحليل فروض الدراسة .أ
املحور األو :مقومات وأهمية السياحة في ليبيا -أرقام حركة السياحة الدولية ( :)2009-2007أ
مورد هام جدا من موارد الدولة االقتصادية -في ليبيا -ولكنه غير مستغل بما فيه الكفاية ,وهو املورد
السياحي ,فليبيا تمتلك الثالثية السياحية املشهورة والتي تبدأ بحرف "اإلس " االنجليزي ,وهي الشمس والرمل
والبحر , sun, sand and seaفيما يتعلق بالشمس ,فليبيا تتميز بمناخ مشمس على مدار العام وهو مناخ البحر
األبيض املتوسط ,وفيما يتعلق بالرمال ,فليبيا تمتلك واحدة من أكبر الصحاري العجيبة في العالم والتي تستهوي
السواح املولعين برحالت السفاري باالضافة إلى عدد كبير من الشواطئ ذات الرمال الناعمة ,وأخيرا فيما يتعلق
بالبحار ,فليبيا تطل على ساحل طويل هو ساحل البحر األبيض املتوسط بطول يبلغ نحو 1900كيلومتر(.)5
كذلك يوجد في ليبيا عدد كبير ومتنوع من املناطق التاريخية واألثرية الهامة والتي تنتمي للحضارات املختلفة
الفينيقية واإلغريقية والرومانية واالسالمية وكذلك حضارات ماقبل التاريخ ,وتحتوي ليبيا على خمسة مواقع هامة
للتراث العالمي ( World Heritage Sitesمدن صبراتة – لبدة -شحات وغدامس-جبال األكاكوس) باالضافة إلى التراث
الشعبي الهام الذي يشكل عنصر قوي من عناصر جذب السواح .ورغم إستفادة الدولة من الطفرة النفطية األخيرة
في دعم البنية التحتية الخاصة بالسياحة ,إال أنه ماتحقق للقطاع السياحي يبدو أنه حتى األن اليتناسب مع موارد
الدولة السياحية املتنوعة.
األهمية أ
إن تفعيل دور السياحة في ليبيا هو ضرورة اقتصادية في دولة تعاني من خلل ملحوظ في هياكل االنتاج ومن
نقص في العمالة املاهرة ,وقطاع السياحة في هذه الحالة بوصفه قطاع خدمي بإمكانه أن يتبوأ ريادة التنمية واالنتاج
في البالد من خالل ذلك الطلب الذي يخلقه على سلع ومنتجات القطاعات األخرى وينعكس ذلك على نمو هذه
القطاعات مثل الزراعة والصناعة والقطاعات املالية ,والطلب على السياحة هنا هو طلب نهائي ,وذلك بوسعه أن
يساهم ويعجل من تنمية القطاعات املختلفة .إن هذه الضرورة االقتصادية للسياحة في ليبيا يحتمها طبيعة
االقتصاد الليبي كاقتصاد صغير الحجم نسبيا وال يتميز بكثافة الهيكل االنتاجي وهيمنة قطاع واحد على صادرات
الدولة .انطالقا من ذلك يستطيع قطاع السياحة دعم االقتصاد الوطني الليبي ألنه ينوع األنشطة االقتصادية كما
يتيح فرص جديدة لأليدي العاملة وينمى اإليرادات الواردة من العمالت التي يتم تداولها في التجارة الدولية ألن عملية
نقل األموال بواسطة السائحين من بلد إلى أخر تسمى صادرات غير منظورة ,فكلما زادت موارد دولة ما من السياحة
( )5ليبيا ,السياحة ,ويكيبيديا املوسوعة الحرة ,تاريخ مرور 20 :فبراير.2016 ,
( )6املرجع السابق.
تزيد قدرتها على التعاقد مع الخارج ,ومن ثم سداد ديونها ,فاملوارد السياحية تنعش التجارة الدولية وتوسع قاعدة
االلتزامات املالية نحو الخارج سواء على شكل زيادة الواردات أو عن طريق القدرة على سداد املستحقات غير املنظورة
كتحويل أجور العمال األجانب .إن أغلب السياح الذين سيزورون ليبيا سيحملون نقودا يتم استبدالها في ليبيا مما
يساعد على تعويض النقص في صادرات البضائع والسلع كما أن طبيعة إنفاق السياح األجانب تساند عملية اإلنماء
االقتصادي الن ما يصرفه السائح يعد زيادات طارئة على القوة الشرائية املتوفرة في البالد وعامل يساعد على توسيع
السوق املحلية ألن مشتريات السياح قد تكون موجهة إلى شراء السلع والخدمات املنتج بعضها محليا وهذا يفيد
االقتصاد القومي ألنه يؤدى إلى زيادة الدخل ومن ثم زيادة اإلنفاق( .)7أ
( )7منتديات مكتبتنا العربية ,أهمية السياحة في االقتصاد الليبي ,تاريخ مرور.2016-2-25 :
( )8جهاز الشرطة السياحية وحماية األثار ,ليبيا ,التقرير السنوي.2009 ,
( )9الهيئة العامة الليبية للسياحة والصناعات التقليدية ,التقرير السنوي.2010 ,
وبالنسبة للفنادق في ليبيا "الفنادق من املؤسسات السياحية الهامة واملطلوبة لحركة السياحة الدولية".
فنالحظ أن عددها في إزدياد مستمر في السنوات األخيرة ,وإن كان عددها الكلي اليتناسب مع امكانيات ليبيا
السياحية وماهو مطلوب تحقيقه من نهضة وتنمية سياحية ,ويعرض الجدول التالي "جدول "2تطور عدد الفنادق في
ليبيا من عام 1993حتى عام : 2007
جدو أ )2تطور عدد الفنادق في ليبيا ( )2007-1993أ
2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000 1999 1997 1995 1993 السنة
عدد
268 256 212 266 194 194 194 194 109 109 118 105
الفنادق
املصدر السابق ,السنوات 2007-2005-2004-2003-2002-1999 :أ
ونالحظ هنا وجود تذبذب في أعداد الفنادق حتى من املوجب إلى السالب كما حدث بين عامي 1997-1995
,وعامي ,2005-2004األمر الذي يوضح وجود بعض العشوائية في هذا الشأن ,كما يالحظ أن العدد األخير""268
عام 2007البد أن يكون قد إزداد في وقتنا الحاضر ,ولكن بشكل مواضع جدا خاصة بعد األحداث السياسية األخيرة
التي شهدتها البالد.
املحور الثاني :تقييم مقومات السياحة في ليبيا وفقا للمؤشرات الدولية" تقرير تنافسية السفر والسياحة -2009
:"2011أ
تعتبر السياحة وفق إعالن مانيال العالمي الذي تمخض عن املؤتمر الدولي للسياحة سنة 1980نشاطا
ضروريا لحياة الشعوب ,بسبب آثارها املباشرة على القطاعات االقتصادية واالجتماعية والثقافية للمجتمعات
()10
والعالقات الدولية ,كما أكد اإلعالن على إيالء عناية كاملة لقضية تطوير النشاطات السياحية .وعند تقييم
فاعلية وأداء قطاع السياحة الليبي ومدى مساهمته أو إمكانية هذه املساهمة داخل االقتصاد الوطني ,فإنه البد أن
يجرى ذلك داخل نسق مايطلق عليه تنافسية السياحة ,وتعرف تنافسية السياحة على أنها قدرة املؤسسات املنتمية
لقطاع السياحة في دولة ما على تحقيق نجاح مستمر في األسواق الدولية دون االعتماد على الدعم والحماية
الح كومية ,وهذا مايؤدي إلى تميز تلك الدولة في هذا القطاع .قد أصبحت السياحة تخضع للكثير من التنافسية,
وعليه فإنه من املهم قيام الدول أو املقاصد السياحية بقياس أو معرفة مدى تنافسيتها وحصتها في السوق العالمي ,و
ذلك بغرض تحديد نقاط القوة ونقاط الضعف لديها ,وبالتالي تطوير إستراتيجيتها السياحية املستقبلية(.)11
ويصنف تقرير منتدى االقتصاد العالمي world Economic Forumحول تنافسية السفر والسياحة الدول
املشاركة بناءا على معيار يسمى معيار تنافسية قطاع السفر والسياحة Travel Tourism Competitiveness Index
يضع لكل دولة نقاط من 1إلى 7في كل فرع محدد من فروع املعيار تعبرعن فاعلية القطاع ,ويحتوي املعيار على ثالثة
فروع رئيسية sub-indicesيحتوي على مجموعة من املؤشرات .الفرع األول sub index Aيسمى الهيكل التنظيمي
للسفر والسياحة T&T regulatory frameworkويشمل خمسة عوامل ,والفرع الثاني sub index Bيسمى مؤشر
( )10النجار ,يحيى غني ,العالقة الدالية بين اإلستثمار السياحي والدخل القومي ,دراسة تحليلية ضمن إطار نماذج رياضية ,مجلة
البحوث االقتصادية العدد الثاني ,2005,ص.92
( )11هبة هللا أوريس ي ,تنافسية القطاع السياحي وانعكاساته على التنمية املستدامة في الدول العربية ,رسالة ماجستير منشورة ,جامعة
فرحات عباس سطيف ,الجزائر ,2012 ,ص.49
البنية التحتية وبيئة األعمال T&T business environment and infrastructureويشمل أيضا خمسة عوامل ,والفرع
الثالث sub index Cيسمى مؤشر املوارد البشرية والثقافية والطبيعية T&T human, cultural and natural
resourcesويشمل أيضا خمسة عوامل ,وقد إعتمد التقرير في تحليله لتنافسية قطاع السفر والسياحة على نوعين
من البيانات:
-بيانات كمية :وهي بيانات مدونة عن القطاع.
-بيانات نوعية وهي بيانات يتم الحصول عليها من خالل املسوحات التي يجريها املنتدى( .)12أ
أ
ي
البنية التحتية للنقل الجو أ
املوارد البشرية تنظيمات وقواعد تشريعية
جدو ( )3تقييم معايير تنافسية السياحة في ليبيا (تقرير )2011 world Economic Forumأ
الترتيب()139 النقاط()7-1 املعايير
املعيار الفرعي األو ( )sub index Aأ
3.6
122 الهيكل التنظيمي للسفر والسياحة
135 3 -1القوانين واللوائح التشريعية
134 3.7 -2اإلستدامة البيئية أ املؤشرات
100 4,2 -3األمن والسالمة أ
83 4.3 -4الصحة والنظافة أ
132 3.1 -5أولوية السفر والسياحة
املعيار الفرعي الثاني ( )sub index Bأ
107 2.9 بيئة األعما والبنية التحتية
99 2.5 ي
-1البنية التحتية للنقل الجو أ
127 2.6 يأ -2البنية التحتية للنقل البر أ
107 2.2 - 3البنية التحتية للسياحة أ املؤشرات
101 2.4 -4بنية تكنولوجيا الكمبيوتر واملعلومات أ
39 4.9 -5تنافسية أسعار قطاع السياحة
املعيار الفرعي الثالث( )sub index Cأ
125 3.2
املوارد البشرية والثقافية والطبيعية
115 4.2 -1املوارد البشرية
122 4.2 -2اإلنجذاب للسفر والسياحة أ املؤشرات
134 1.9 -3املوارد الطبيعية أ
66 2.5 -4املوارد الثقافية أ
- - -5تغير املناخ
املصدر :تقرير تنافسية السفر والسياحة الدولي ( 2011املصدر السابق) ص 250أ
ونستطيع هنا أن نحدد بعض املالحظات الهامة بخصوص تنافسية ليبيا السياحية وفق هذا التقرير:
فيما يتعلق باملعيار األو " الهيكل التنظيمي للسفر والسياحة" ,الترتيب متأخر ( )139-122بسبب تدهور وضع
القوانين واللوائح التشريعية ( )139-135واإلستدامة البيئية ( )134وأولويات السفر ( ,)132عامل األمن
والسالمة أقل سؤا ( ,)100بينما يأتي عامل الصحة والنظافة في قائمة أفضل السؤ (.)83
املعيار الثاني ( بيئة األعما والبنية التحتية) ,الترتيب متأخر أيضا( ,)139-107بنية النقل الجوي متدهورة
نسبيا ( , )139-99بنية النقل البري أكثر تدهورا ( , )127والبنية التحتية للسياحة في وضع س ئ( ,)139-107
بيئة تكنولوجيا الكمبيوتر واملعلومات متدهورة نسبيا ( ,)101بينما تنافسية أسعار السياحة في وضع ممتاز
مقارنة مع ما سبق ( .)139-39
املعيار الثالث ( بيئة املوارد البشرية) ,الترتيب متأخرأيضا ( ,)139-125العامل الخاص برأس املال البشري س ئ
( ,)139-115واملوارد الطبيعية في منتهى السؤ( ,)134وال يوجد إنجذاب كبير للسفر والسياحة ( ,)122وتأتي
املوارد الثقافية في وضع متوسط تقريبا (.)66
وهذه العوامل املختلفة التي تتبع املؤشرات الثالثة من املمكن أن نقسمها هي األخرى إلى تقسيمات فرعية أو
عناصر أكثر ,على سبيل املثال القوانين واللوائح التشريعية التي تعتبر عامل يتبع املعيار الخاص بالهيكل التنظيمي ,
نستطيع هنا أن نقسمها إلى عدة عناصر مثل حقوق امللكية والتأثير االقتصادي للقوانين على االستثمارات األجنبية
املباشرة ,وسوف نستعرض فيما يلي أمثلة من هذه التقسيمات من خالل الجدول التالي (:)4
جدو ( )4تقييم العناصر الصاصة بمؤشرات تنافسية السفر والسياحة في ليبيا ( التقييم من )139أ
أسرة الحصو على مياه الحصو على عناصر مؤشر الصحة
عدد األطباء
املستشفيات شرب صحية تطعيم متطورأ والنظافة
جدو ( )5مقارنة بين ليبيا و بعض الدو العربية في تقرير تنافسية السفر و السياحة 2011أ
ليبيا املغرب تونس مصر قطر السعودية الدولة
3.25 3.93 4.39 3.96 4.45 4.17 الدرجة
124 78 47 75 42 62 الترتيب
12- 3- 3- 11- 5- 9+ التغير
( الدرجة من -7الترتيب من -139التغير= تغير ترتيب الدولة في تقرير 2011عن تقرير )2009
* البيانات مأخوذة من نفس املصدر السابق
الفرض األو أ :قصور دور الدولة بشكل عام في تحقيق أهداف التنمية السياحية الشاملة :أ
إن لسياسة الدولة الدور األبرز في خلق وتشجيع الطلب السياحي ,فالدولة هنا من خالل وزارتها السياحية
في األساس تتولى مسئولية تمهيد الطريق أمام قيام األنشطة السياحية املختلفة ,تحديد وتخصيص مواقع السياحة
الرسمية وتسهيل البنية التحتية الالزمة ( ومنها املعلوماتية) لتسهيل الوصول إلى هذه املواقع والحفاظ على أصالتها,
كذلك تقوم بإجراء عملية الصيانة واملحافظة والتجديد الخاصة بهذه املواقع السياحية من خالل عقد إتفاقيات مع
املؤسسات السياحية واألثرية الدولية ,باالضافة إلى إنشاء تلك البرامج الرسمية الخاصة بالتدريب والتعليم وتوليد
الفرص املختلفة الخاصة باالستثمار داخل الدولة( .)13أ
وعند استعراض وتتبع دور الدولة لتنمية القطاع السياحي الليبي ,فإننا النجد أي شواهد تدل على ذلك,
فاملقدرات السياحية الهائلة في الدولة خارج نطاق الخدمة ,ومعدالت وصول السياحة الدولية إلى ليبيا مقارنة بتلك
املسجلة في دول أخرى نامية فقيرة للغاية ,أما السياحة الداخلية فال وجود لها على اإلطالق ,فليبيا ترتيبها متأخر
فيما يتعلق بالبنية التحتية وفق تقرير تنافسية السفر والسياحة ,)139-107 ( 2011وبنية النقل الجوي الهامة جدا
للسياحة في وضع س ئ( , )139-99بينما بنية النقل البري الضرورية جدا للسياحة ايضا في وضع خطير من
السؤ( .)139-127والبنية العامة للسياحة ككل ,وكنتيجة ملا سبق ,في وضع س ئ جدا ( .)139-107ولعل ذلك هو أبلغ
دليل على تخبط الدولة وعدم إهتمامها بتنمية القطاع السياحي كما ينبغي ,كما أن ذلك يعبر بالضرورة على تدهور
القطاعات االقتصادية املكملة للسياحة واملتشابكة معها ,ولعل من أهمها قطاعي الزراعة والصناعة ,وعدم قدرة
قطاعات الدولة االقتصادية املختلفة على زيادة االنتاج وتحقيق التطور الالزم لقيام صناعة السياحة .والتركيز فقط
منصب بشدة على القطاع النفطي.
الفرض الثاني :عدم تفهم املخطط السياحي لطبيعة التخطيط السياحي وأولويات التنمية السياحية .أ
التخطيط السياحي هو نوع من أنواع التخطيط التنموي وهو عبارة عن مجموعة من اإلجراءات املرحلية
املقصودة واملنظمة واملشروعة التي تهدف إلى تحقيق استغالل واستخدام أمثل لعناصر الجذب السياحي املتاح
والكامن وتحقيق أقص ى درجات املنفعة املمكنة مع متابعة وتوجيه وضبط لهذا االستغالل البقائه ضمن دائرة
املرغوب واملنشود ومنع حدوث أي نتائج أو آثار سلبية ناجمة عنها( .)14والتخطيط السياحي في ليبيا يعاني من ضعف,
بل غياب الكفاءات ,واملسئولون عن تلك املسألة املتعلقة بالتخطيط اليستخدمون املنهجية العلمية املالئمة املتعلقة
بذلك ,وعلى الرغم هنا من عمل بعض الدراسات الخاصة بتقييم وتطوير القطاع السياحي في ليبيا على مر السنوات
املاضية ,وهذه الدراسات بالطبع كانت تتطلب وجود توصيات مرتبطة بتطوير هذا القطاع والقطاعات األخرى
املرتبطة به ,فاملرجح هنا أن هذه التوصيات كان مصيرها التغافل واإلهمال ,فلم يتم وضع أهداف حقيقية للتنمية
السياحية ,وفق مبدأ التخطيط السياحي ,كما لم يتم اإلهتمام بإستخدام األصول السياحية املوجودة في البالد
وتطويرها بشكل قابل للتسويق . Marketing Stateوبمراعاة هنا أن التخطيط السياحي الناجح هو الذي ينجح في
التوصل إلى تحقيق األهداف املأمولة والتعامل بنجاح مع كافة ابعاد التنمية املطلوبة خاصة تلك األبعاد ذات
الحساسية الكبيرة بالنسبة لقطاع السياحة ( قطاع مركب يعتمد على أبعاد سياسية –اقتصادية-بيئية اجتماعية
...الخ) ,فإن ماتحقق في ليبيا " ومن خالل وضع ليبيا التنافس ي الدولي واالقليمي" يبدو بكونه بعيد جدا عن تحقيق
أهداف التنمية السياحية.
الفرض الثالث :عدم أداء القطاع العام لدوره كما ينبغي وغياب دور القطاع الصاص .أ
مع توجه الدولة اإلشتراكي إبتداءا من فترة السبعينات ,قامت الدولة بإلغاء الدور املتعلق بالقطاع الخاص
واملسائل املتعلقة باملرابحات التجارية وتولت هي مسئولية اإلشراف املباشر على ثروات ومقدرات املجتمع ,وفي
السنوات األخيرة "حتى عام "2011املاضية توجهت الدولة إلى تشجيع دور القطاع الخاص واالستثمارات األجنبية
وقامت بخصخصة عدد من املؤسسات الحكومية املختلفة بشكل كامل أو جزئي ,ولكن رغم ذلك ,لم تنجح هذه
السياسة بسبب بعض العوائق التنظيمية والروتينية والفساد املالي واإلداري....الخ ,بحيث أعاقت عمل القطاع
الخاص واالستثمارات املحلية واألجنبية في قطاع السياحة والتي تبدو في حالة يرثى لها ,وكان من املفترض هنا مع
توجه الدولة االشتراكي وسيطرة االقتصاد املوجه على مقاليد األمور أن يكون للدولة الدور األكبر في تخطيط وتنمية
القطاع السياحي ,حيث يبلغ التخطيط ذروة األهمية في الدول التي تتبع نظام االقتصاد املوجه ألن تعبئة إمكانيات
الدولة وتوجيه االنتاج فيها بمعرفة الدولة يضفي عليها مسئوليات جسام تقتض ي أن يكون هذا التوجيه وتلك التعبئة
موجهين بغاية معينة وهي الهدف العام ( .)15وبما أن التنمية السياحية تقتض ي حدوث توازن هام وضروري بين دوري
القطاعين العام والخاص ,فإن ذلك لم يحدث في ليبيا ,بل حدث األسوأ من ذلك ,حيث أنه لم يكن هناك أي دور
فعلي في األساس ألحدهما في حدوث تنمية سياحية.
الفرض الرابع :عدم مالئمة بعض الظروف املحيطة السياسية والثقافية والجتماعية ...الخ في تنمية السياحة .أ
البد هنا من اإلشارة إلى أن البيئة السياسية واإلدارية للمشروع السياحي ال تكون في منأى أو معزل عن
ظروف وعوامل محيطة بها تؤثر وتتأثر فيها بالقدر الذي يحدده تأثير هذه القوى املختلفة املوجودة داخل أي مجتمع
سياحي ( قوة سياسية ,اقتصادية ,اجتماعية ,ثقافية ,دينية عقائدية ,تراث وتاريخ ..الخ) ,وهذا التأثير يتفاوت في
قوته تبعا لتعدد وتغاير هذه القوى املشار إليها سواء كانت داخلية أو خارجية ,إن البيئة اإلدارية للمشروع السياحي
( )14نور الدين هرمز ,التخطيط السياحي والتنمية السياحية ,بحث منشور بمجلة جامعة تشرين للدراسات والبحوث العلمية –
سلسلة العلوم االقتصادية والقانونية ,املجلد( ,)28العدد( ,2006 ,)3ص ص .14-13
( )15هايدي محمود على صالح ,تقييم السياسة التخطيطية ملنطقة األهرام ,رسالة ماجستير ,كلية السياحة والفنادق ,جامعة حلوان,
القاهرة ,ص.31
ممثلة في املؤسسات السياحية العامة والتي تقيمها الدولة لغرض االستفادة من مقدرات معينة تخضع لتأثير هذه
القوة ( نتيجة لتوغل هذه القوى داخل تكوينها ) وتؤثر فيها كنتيجة طبيعية لذلك .وفي ليبيا تأثرت البنية العامة
والتحتية لصناعة السياحة بتلك املتغيرات " الثقافية ,االجتماعية ,السياسية" ,تحديدا تلك املتغيرات املتعلقة
بالخصوصيات االجتماعية لبعض مناطق الجذب السياحي وعدم تقبل وادراك منافع وايجابيات التنمية السياحية
فضال عن تأثير األزمات السياسية املختلفة والنتيجة املترتبة عليها من ضعف االستثمارات املحلية و الوافدة داخل
القطاع السياحي.
الفرض الصامس :جميع الفرضيات السابقة أو جزء منها يعيق تنمية صناعة السياحة في ليبيا :أ
من خالل جميع ماتم عرضه من بيانات وحقائق خاصة بأداء االقتصاد الليبي عامة والقطاع السياحي بشكل
خاص (بصفة خاصة تقرير التنافسية السياحية الدولية املرتبط بأداء االقتصاد املساعد على التنمية السياحية),
فإن ذلك اإلخفاق املرتبط بالتنمية السياحية في ليبيا البد أن يعود بشكل عام إلى جميع تلك الفرضيات املعروضة,
خاصة فيما يتعلق باملؤشرات السياسية واالقتصادية التي تساعد على الوصول إلى أي نهضة سياحية منشودة وتعود
بالخير على املجتمع ككل.
النتائج أ
أول :من أبرز الخصائص املتعلقة باالقتصاد الليبي أنه اقتصاد نامي يتميز باالزدواجية ,أي وجود قطاعات
متطورة" وبالتحديد قطاعي النفط والغاز" وقطاعات أخرى متخلفة وما يتبع ذلك من وجود خلل هيكلي كبير داخل
أرجاء هذا االقتصاد ,حيث يعاني االقتصاد الليبي من ضعف وتدني االنتاجية في القطاعات الغير نفطية وأهمها
القطاعات الخدمية " قطاع السياحة" ,حيث أن هذا القطاع األخير تكاد تكون مساهمته معدومة في الناتج املحلي
اإلجمالي .بالشكل الذي يؤثر سلبيا على هيكيلة االقتصاد بشكل عام ومدى صموده في مواجهة أي أزمات طارئة" كما
في الوقت الحاضر".
ثانيا :تعتبر ليبيا من الدول التي تمتلك تراثا سياحيا فريدا ,وعدم االهتمام بذلك األمر يمثل هدرا كبيرا
لثروات الدولة وخسارة فادحة ملقدرات الدولة االقتصادية ,ومساهمة هذا القطاع في الناتج املحلي "حتى عام "2011
التزال محدودة جدا ,فإجمالي الوصول السياحي الدولي عام 2009كان فقط 35ألف سائح ,بينما اإليرادات 24
مليون دينار فقط ,ولعل ذلك مرتبط بعدة متغيرات أهمها ضعف السياسات التسويقية وتدني مستوى البنية
التحتية للسياحة في الدولة ( تقرير تنافسية السفر والسياحة الدولي).
ثالثا :لم يكن لدى الدولة أي تصورات أو سياسات أو خطط او تشريعات مرتبطة بكيفية االستفادة من
القطاع السياحي عن طريق تفعيل منظومة التسويق أو عمل وجلب استثمارات لهذا القطاع ,كما لم نشاهد أي دور
متعلق بالقطاع العام في االستفادة من هذه الثروة السياحية الضخمة بسبب القصور الكبير في الهيكل التنظيمي
والتشريعي في الدولة فيما يتعلق بالقطاع السياحي ,فضال عن االختفاء التام " تقريبا" لدور القطاع الخاص املكمل
لدور القطاع العام في عملية التنمية السياحية ,فضال عن عدة متغيرات ثقافية واجتماعية أخرى ساعدت على
تخلف هذا القطاع السياحي.
رابعا :إن األزمات الخانقة التي يعاني منها االقتصاد الليبي في الوقت الراهن هي بسبب عدم وجود خطط
اقتصادية فعالة خاصة بتنويع مصادر الدخل القومي مع سؤ إدارة الحكومات السابقة للموارد النفطية وعدم
توجيهها التوجيه املناسب نحو االستثمارات املطلوبة في القطاعات الخدمية خاصة في ظل تدني مستويات املنتجات
املحلية الليبية وتراجع اسهامات القطاعات الخدمية وأهمها قطاع السياحة داخل سوق املنافسة العاملية.
خامسا :إن التخلف الذي يعاني منه القطاع السياحي يكون مرده تخلف منظومة االقتصاد الليبي ككل,
حيث يعتمد القطاع السياحي في تطوره على تطور القطاعات األخرى وليس فقط القطاع النفطي ( كما يثبت تقرير
تنافسية السفر والسياحة الدولي) ,ومن أهم هذه القطاعات هي تلك الخدمية والصناعية والنقل واالتصاالت,.
فضال عن عدم وجود إرادة حقيقية لتنمية وتطوير هذا القطاع السياحي وتسخير امكانياته لصالح خدمة املواطنين
واملجتمع ككل.
التوصيات أ
أول :تهيئة املناخ اإلداري والتنظيمي والتشريعي السليم والنظر بعين االعتبار للقطاع السياحي باعتباره أحد
أضخم الثروات املهدرة داخل املجتمع الليبي والذي كان من املمكن أن يساهم في خلق قاعدة انتاجية قوية داخل
الدولة وتقوية التفاعالت االقتصادية بين مختلف قطاعات الدولة ,ويكون ذلك عن طريق اقرار السياسات املختلفة
املشجعة على النهوض بالقطاع السياحي سعيا وراء تنويع قاعدة الدخل القومي وعدم الوقوع في مطب االعتماد على
مصادر دخل بعينها.
ثانيا :دعم وتأهيل القطاع الخاص وإعتباره شريك أساس ي في التنمية وليس فقط ذو دور تكميلي ,ويكون
ذلك عن طريق تشجيع ودعم دور االستثمارات املحلية واألجنبية ,حيث أن التنمية السياحية في الدولة تقتض ي
حدوث توازن "ولو نسبي" بين تلك األدوار العامة والخاصة.فيقوم كل من القطاعين العام والخاص باالشتراك في هذه
التنمية كال حسب دوره وإمكانياته الخاصة.
ثالثا :االهتمام ببرامج البحوث العلمية الالزمة لتطوير االقتصاد السياحي وتوفير قاعدة بيانات متطورة
تخدم أهداف هذا االقتصاد وتلبي تطلعاته بشأن النهوض والتطور بجميع القطاعات ككل واالرتقاء بمستويات
معيشة املواطنين وزيادة دخلهم عن طريق االشتراك في النشاط السياحي إما بشكل مباشر " فرص العمل املباشرة"
وإما بشكل غير مباشر" فرص العمل الغير مباشرة واألنشطة املعاونة ".
رابعا :تفعيل دور االعالم السياحي بجميع وسائله املتاحة املسموعة واملرئية واملكتوبة في التعريف بمكونات
املنتج السياحي الليبي و فتح مكاتب للترويج للسياحة الليبية في الخارج وكذلك معارض سياحية للتعريف بمكونات
هذا املنتج وأهمية الصحراء الليبية "الفريدة من نوعها" للسائحين األوربيين واألمريكيين .وذلك سعيا نحو جذب أكبر
عدد ممكن من املستهلكين السياحيين الذين قد يجدون في هذه الصحراء الليبية بجميع مكوناتها فرصة للهروب من
صخب وضجيج املدنية الحديثة.
خامسا :االهتمام بعمل حمالت إعالمية " مرئية ومسموعة ومكتوبة" لتوعية املواطنين الليبيين بأهمية
السياحة ودورها البارز في املجتمع كآداة فعالة للتقريب بين الشعوب والثقافات املختلفة ولحل مشاكل الدولة
االقتصادية وتوفير فرص عمل مختلفة للشباب ,مع توضيح عدم تناقض أهدافها ومصالحها مع األهداف واملصالح
االجتماعية والثقافية املتنوعة ,وأن هناك بعض أنواع وأنشطة السياحة التتعارض مع الخصوصيات الدينية
والثقافية.
املراجع أ
املراجع العربية أ
التقارير أ
-1الهيئة العامة للمعلومات والتوثيق ,الكتيبات االحصائية ,طرابلس ,أعداد مختلفة.
-2الهيئة العامة الليبية للسياحة والصناعات التقليدية ,التقرير السنوي.2010 ,
-3جهاز الشرطة السياحية وحماية األثار ,ليبيا ,التقرير السنوي.2009 ,
4- The Travel &Tourism Competitiveness Report 2011, World Economic Forum.
5- UNWTO, World Tourism Parameter, Volume 13, April, 2015.
6- UNWTO, World Tourism Parameter, Volume 14, Advance Release January 2016.
املواقع اللكترونية أ
-1ليبيا ,السياحة ,ويكبيديا ,املوسوعة الحرة.2016 ,
-2منتديات مكتبتنا العربية ,أهمية السياحة في االقتصاد الليبي.2011 ,
Articles:
1- The role of Government in Tourism,Republic of Iraq,National Investment Commission,2011.
أ