You are on page 1of 14

‫املجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث‬

‫العدد الثـالــث ــ املجلد ا أألو أ أ‬


‫ديسمبر ‪ 2015‬م أ‬
‫‪ISSN: 2518-5780‬‬

‫تقييم إمكانيات وفرص نجاح قطاع السياحة الليبي في تطوير البيئة املحلية أ‬
‫على ضوء معطيات التنافس الدولي " السلبيات والعالج"‬
‫د‪ .‬ناصر عبد الكريم الغزواني أ‬
‫دكتوراه فلسفة الدراسات السياحية || ليبيا‬
‫املخلص ‪ :‬ينظر البحث إلى واقع وامكانيات القطاع السياحي الليبي في تطوير البيئة املحلية على ضؤ ما يتوفر لدي هذا القطاع من‬
‫خصائص ومزايا تجعله قادرا على املنافسة الدولية وأيضا على ضؤ املعطيات املتعلقة بالتنافس الدولي بين الدول املختلفة من حيث‬
‫املؤشرات العامة املسجلة " االقتصادية‪ ,‬التعليمية‪ ,‬اإلدارية‪ ,‬االجتماعية‪ ,‬القانونية والتنظيمية ‪....‬الخ"‪ ,‬ودور هذه املؤشرات العامة في‬
‫تطوير القطاع السياحي‪ .‬وتأتي أهمية هذا البحث كون القطاع السياحي في ليبيا يعاني من ندرة وقلة الدراسات املتخصصة التي تبحث في‬
‫مقوماته وأساليب القضاء على السلبيات املحيطة به سعيا وراء تنشيط البيئة وتقوية االقتصاد املحلي بشكل عام‪ .‬ويركز البحث على‬
‫استعراض أوجه القصور من جانب الدولة الليبية و املتعلقة باالهمال وتجاهل تطوير القطاع السياحي على الرغم من الثروات السياحية‬
‫الهائلة املتوفرة في ليبيا‪ ,‬ويكون ذلك االستعراض من خالل وضع عدة فرضيات تتعلق بالسلبيات املرتبطة بعدم تطوير وتأهيل القطاع‬
‫السياحي في ليبيا "حتى عام ‪ 2011‬قبل حدوث االضطرابات السياسية وتدهور وضع الدولة" ‪ .‬ويخلص هذا البحث إلى نتائج هامة مفادها‬
‫أن ليبيا تملك امكانيات سياحية ضخمة لم يتم التخطيط الستغاللها بالشكل األمثل أو حتى لم يتم التفكير في مسألة الترويج والتعريف‬
‫بها في الخارج‪ ,‬ويستنتج البحث أيضا أن االقتصاد الليبي هو اقتصاد متخلف يعاني من ازدواجية املعايير‪ ,‬أي وجود قطاعات متطورة يتم‬
‫االهتمام بها وتوجيه االستثمارات لها "تحديد قطاع الطاقة" وقطاعات أخرى متخلفة ال يتم العمل على تطويرها ومن أهمها قطاعات‬
‫الزراعة والصناعة والخدمات "السياحة"‪ ,‬ولعل ذلك يفسر التدني الكبير في ترتيب دولة ليبيا من حيث املؤشرات املختلفة املسجلة في‬
‫تقرير تنافسية السياحة والسفر الدولي "‪ "2011‬سواء بالنسبة للدول الغربية أو حتى الدول العربية ‪ .‬كما يستنتج البحث أن الدولة‬
‫الليبية لم يكن لها أي دور ملموس في املساهمة في تطوير السياحة من حيث عدم وجود سياسات وتشريعات خاصة بتمكين القطاع‬
‫العام من القيام بدوره كما ينبغي في استغالل املقومات السياحية‪ ,‬وبالتالي عدم وجود أي خطط اقتصادية أو سياحية ‪ ,‬فضال أيضا عن‬
‫االختفاء التام لدور القطاع الخاص املكمل لدور القطاع العام في التنمية السياحية‪ ,‬وهذا االختفاء التام لدور القطاع الخاص يكمن‬
‫بسبب توجهات الدولة االشتراكية بحيث تم الغاء دور القطاع الخاص تقريبا مع نهاية فترة السبعينات من القرن املاض ي‪ .‬ويرى البحث‬
‫من ضمن أهم تحليالته أن فرص تعافي االقتصاد الليبي تكمن في تنشيط القطاع السياحي بالشكل الذي يؤدي إلى حدوث التفاعالت‬
‫االقتصادية املختلفة داخل الدولة " السياحة صناعة مركبة" وتطوير البيئة املحلية من خالل تطوير القطاعات االقتصادية املختلفة "‬
‫ومن أهمها قط اعات النقل و الخدمات واالتصاالت "‪ ,‬فضال عن القضاء على عدة مشكالت اقتصادية من أهمها الركود االقتصادي‬
‫والبطالة حيث أن السياحة هي صناعة كثيفة العمالة‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬امكانيات السياحة الليبية‪ ,‬البيئة املحلية‪ ,‬التنافس الدولي‪ ,‬السلبيات ‪.‬‬

‫املقدمة أ‬
‫تعد ليبيا من الدول السياحية التي لم يسوق لها إعالميا كوجهة سياحية إال بشكل بسيط وخجول بسبب‬
‫الحصار واعتماد الدولة على موارد النفط بشكل كامل ‪,‬إال أنه في السنوات األخيرة " حتى عام ‪ "2011‬بدأ املشهد‬
‫السياحي في ليبيا آخذا في النمو ولكن بشكل متواضع جدا ودون تحقيق أي تطورات ملحوظة على عمل هذا القطاع‬
‫السياحي بسبب وجود تجاهل مقصود المكانيات الدولة السياحية من جانب املسئولين عن السياسة العامة في‬
‫الدولة‪ .‬فنجد هنا أن ليبيا تمتلك مقومات سياحية هامة ومتعددة ‪ ,‬ولكنها غير معدة أو مجهزة لإلستخدامات‬
‫السياحية الدولية أو الداخلية‪ ,‬وهي تعاني من عدة مشكالت أساسية كانخفاض القدرات التسويقية وانخفاض الوعي‬

‫‪DOI : 10.26389/AJSRP.M15316‬‬ ‫(‪)35‬‬ ‫متاح عبر اإلنترنت ‪www.ajsrp.com :‬‬


‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثـالـث ــ المجــلد األول ــ ديسـمبر ‪ 2015‬م‬

‫السياحي وانخفاض القدرات اإلدارية واإلعالمية وتدني مستوى الخدمات والتعقيدات اإلدارية املتعلقة بالتأشيرات‬
‫وإجراءات الدخول ‪ ,‬مما إنعكس سلبا على معدل الحركة السياحية إلى ليبيا وعلى الفوائد التي تجنيها البالد من هذه‬
‫الصناعة(‪ ,)1‬وتمتلك ليبيا ( التي أنشئت فيها أول وزارة للسياحة واآلثار عام ‪ )1968‬العديد من مناطق الجذب‬
‫السياحي وذلك لتمتعها باملوارد البشرية والطبيعية من حيث حضارات الشعوب املختلفة التي استوطنت وسادت‬
‫واملوقع والطقس واملناخ واملياه وغير ذلك من املوارد ‪ ,‬ومن هذه املوارد على سبيل املثال ال الحصر‪ ,‬على الساحل‬
‫( شحات)‪ ,‬وأبولونيا (سوسة) ويوسبيريديس (بنغازي)‪ ,‬وعلى‬ ‫الشرقي نشأت املدن اإلغريقية والرومانية في قورينا‬
‫الساحل الغربي املدن الفينيقية والرومانية في لبدة وصبراتة وأويا(طرابلس)‪ ,‬كما تمتلك ليبيا أيضا آثار ماقبل التاريخ‬
‫وتتمثل في النقوش والرسوم الصخرية كما في جبال أكاكوس وأبار مجي والشرشارة والعوينات‪ ,‬هذا باالضافة إلى‬
‫الواحات الصحراوية مثل واحة غدامس وغات ومرزوق والجغبوب وشالل درنة ‪ .‬وكل هذه املوارد تمثل عوامل جذب‬
‫سياحي مهمة ‪ ,‬بينما توجد كنوز أخرى تحتاج إلى إستغاللها بشكل أفضل لتأخذ دورها ومكانتها على خريطة السياحة‬
‫في ليبيا(‪ .)2‬إن السياحة أصبحت تمثل ظاهرة اقتصادية بارزة عامليا‪ ,‬وليس أدل على ذلك من وصول معدل‬
‫السائحين املسافرين في العالم إلى رقم ‪ 1.2‬بليون سائح عام ‪ 2015‬بزيادة قدرها ‪ %4‬عن عام ‪ 2014‬وفق أخر‬
‫احصائية مسجلة ملنظمة السياحة العاملية(‪ .)3‬فيما أنفق السائحون الدوليون عام ‪ 2014‬على خدمات االقامة‬
‫والطعام والشراب والترفيه والتسوق‪....‬الخ نحو ‪ 1.2‬بليون دوالر بزيادة قدرها ‪.)4( %3.7‬‬

‫اشكالية البحث أ‬
‫عند الحديث عن تحويل قطاع السياحة الليبي إلى قطاع تنافس ي دولي ‪ ,‬فلسنا هنا بصدد الحديث عن‬
‫تطوير بنية تحتية أو إقرار سياسات معينة تهتم بتشجيع القطاع وتقوية التشابك بينه وبين القطاعات املختلفة وإزالة‬
‫املعوقات فحسب‪ ,‬بقدر ما هو محاولة لتحديد دقيق لتلك املتغيرات املختلفة التي أدت إلى هذا اإلخفاق السياحي‬
‫البارز في الدولة وذلك االخفاق يقتض ي وضع بعض الفرضيات التي أدت إلى ذلك ‪ ,‬بحيث أن مقابلة وتحليل هذه‬
‫الفرضيات قد يضع أسس خاصة بنجاح قطاع السياحة الليبي في أداء دوره في تطوير وتحسين البيئة املحلية ‪,‬‬
‫وتتمثل هنا الفرضيات فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬قصور دور الدولة بشكل عام في تحقيق أهداف التنمية السياحية الشاملة‪.‬‬
‫‪ ‬عدم تفهم املخطط السياحي لطبيعة التخطيط السياحي وأولويات التنمية السياحية‪.‬‬
‫‪ ‬عدم أداء القطاع العام لدوره كما ينبغي وغياب دور القطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ ‬عدم مالئمة بعض الظروف املحيطة السياسية والثقافية واالجتماعية ‪...‬الخ في تنمية السياحة‪.‬‬
‫‪ ‬جميع الفرضيات السابقة أو جزء منها يعيق تنمية صناعة السياحة في ليبيا‪.‬‬

‫(‪ )1‬سعيد صفي الدين الطيب‪ ,‬مقومات التنمية السياحية في ليبيا – دراسة في الجغرافية السياحية‪ ,‬رسالة دكتوراه منشورة‪ ,‬كلية‬
‫األداب‪ ,‬جامعة القاهرة‪ .2001 ,‬ص‪.1‬‬
‫(‪ )2‬محمد محجوب الحداد‪ ,‬تقييم تنافسية صناعة السياحة فى ليبيا كمصدر بديل للدخل في ظل تحرير تجارة الخدمات‪ ,‬بحث منشور‪,‬‬
‫كلية االقتصاد‪ ,‬جامعة مصراتة‪ ,2008,‬ص‪.6‬‬
‫‪(3) UNWTO, World Tourism Parameter, Volume 14, Advance Release January 2016.‬‬
‫‪(4) UNWTO, World Tourism Parameter, Volume 13, April, 2015.‬‬

‫تقييم إمكانيات وفرص نجاح قطاع السياحة الليبي‬


‫في تطوير البيئة المحلية على ضوء معطيات التنافس الدولي‬
‫(‪)36‬‬ ‫الغزواني‬
‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثـالـث ــ المجــلد األول ــ ديسـمبر ‪ 2015‬م‬

‫أهمية البحث أ‬
‫تكمن األهمية هنا بسبب ندرة تلك الدراسات املرتبطة بتقييم وقياس أهمية صناعة السياحة في ليبيا من‬
‫ناحية‪ ,‬وبسبب قصور الدولة في العقود السابقة في االهتمام بتطوير تنافسية واسهامات القطاع السياحي من ناحية‬
‫أخرى‪ .‬كما تأتي األهمية هنا من محاولة التعرف على مدى نجاح القطاع السياحي الليبي في الدخول في سباق التنافس‬
‫الدولي على ضؤ املعطيات املختلفة الخاصة باالمكانيات والبنى التحتية‪ ,‬مع محاولة الوقوف على السلبيات املتعلقة‬
‫بأوجه القصور في التعامل مع قطاع من املفترض أن يكون مورد من أهم موارد الدولة االقتصادية مع استعراض أهم‬
‫املقترحات التي تكفل القضاء على هذه السلبيات املختلفة‪.‬‬

‫هدف البحث أ‬
‫يتمثل هذا الهدف بشكل رئيس ي في تقييم مقومات وأهمية السياحة لدولة ليبيا‪ ,‬وتقييم مدى تنافسية‬
‫القطاع السياحي الليبي على املستوى الدولي على ضؤ املؤشرات املختلفة التي تعدها املنظمات الدولية‪ ,‬مع تحديد‬
‫أهم السلبيات املختلفة املتعلقة بعدم امكانية االستفادة القصوى من ثروات ومقومات صناعة السياحة في ليبيا‬
‫وسبل القضاء على هذه السلبيات‪.‬‬

‫منهجية البحث أ‬
‫سوف يتم توظيف املنهج الوصفي التحليلي بغرض استعراض كافة املفاهيم واألفكار النظرية املتعلقة‬
‫بظاهرة الدراسة‪ ,‬مع استخدام التحليل الوصفي والكمي الستخالص أهم املعلومات والحقائق املتعلقة بظاهرة‬
‫الدراسة‪.‬‬

‫محددات البحث أ‬
‫‪ -1‬محددات مكانية‪ :‬وتشمل الحدود املكانية التي سوف يتم فيها تطبيق املفاهيم النظرية للدراسة‪ ,‬وتتمثل تحديدا‬
‫في كامل مساحة الدولة الليبية‪.‬‬
‫‪ -2‬محددات زمانية‪ :‬تشمل الفترة من انشاء وزارة السياحة في ليبيا " ‪ "1968‬حتى عام ‪ 2011‬قبل تعرض الدولة إلى‬
‫تغيرات سياسية هيكلية‪.‬‬

‫محاور البحث‬
‫يغطي البحث املحاور الثالثة التالية‪ :‬أ‬
‫املحور األول‪ :‬خصائص ومقومات السياحة في ليبيا ‪ -‬أرقام حركة السياحة الدولية (‪.)2009‬‬
‫املحور الثاني‪ :‬تقييم مقومات السياحة في ليبيا وفقا للمؤشرات الدولية‪.‬‬
‫املحور الثالث‪ :‬تقييم ومناقشة وتحليل فروض الدراسة‪ .‬أ‬

‫املحور األو ‪ :‬مقومات وأهمية السياحة في ليبيا ‪ -‬أرقام حركة السياحة الدولية (‪ :)2009-2007‬أ‬
‫مورد هام جدا من موارد الدولة االقتصادية ‪-‬في ليبيا ‪-‬ولكنه غير مستغل بما فيه الكفاية‪ ,‬وهو املورد‬
‫السياحي‪ ,‬فليبيا تمتلك الثالثية السياحية املشهورة والتي تبدأ بحرف "اإلس " االنجليزي ‪ ,‬وهي الشمس والرمل‬
‫والبحر‪ , sun, sand and sea‬فيما يتعلق بالشمس ‪ ,‬فليبيا تتميز بمناخ مشمس على مدار العام وهو مناخ البحر‬
‫األبيض املتوسط ‪ ,‬وفيما يتعلق بالرمال ‪ ,‬فليبيا تمتلك واحدة من أكبر الصحاري العجيبة في العالم والتي تستهوي‬

‫تقييم إمكانيات وفرص نجاح قطاع السياحة الليبي‬


‫في تطوير البيئة المحلية على ضوء معطيات التنافس الدولي‬
‫(‪)37‬‬ ‫الغزواني‬
‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثـالـث ــ المجــلد األول ــ ديسـمبر ‪ 2015‬م‬

‫السواح املولعين برحالت السفاري باالضافة إلى عدد كبير من الشواطئ ذات الرمال الناعمة‪ ,‬وأخيرا فيما يتعلق‬
‫بالبحار‪ ,‬فليبيا تطل على ساحل طويل هو ساحل البحر األبيض املتوسط بطول يبلغ نحو ‪ 1900‬كيلومتر(‪.)5‬‬
‫كذلك يوجد في ليبيا عدد كبير ومتنوع من املناطق التاريخية واألثرية الهامة والتي تنتمي للحضارات املختلفة‬
‫الفينيقية واإلغريقية والرومانية واالسالمية وكذلك حضارات ماقبل التاريخ‪ ,‬وتحتوي ليبيا على خمسة مواقع هامة‬
‫للتراث العالمي ‪ ( World Heritage Sites‬مدن صبراتة – لبدة‪ -‬شحات وغدامس‪-‬جبال األكاكوس) باالضافة إلى التراث‬
‫الشعبي الهام الذي يشكل عنصر قوي من عناصر جذب السواح‪ .‬ورغم إستفادة الدولة من الطفرة النفطية األخيرة‬
‫في دعم البنية التحتية الخاصة بالسياحة‪ ,‬إال أنه ماتحقق للقطاع السياحي يبدو أنه حتى األن اليتناسب مع موارد‬
‫الدولة السياحية املتنوعة‪.‬‬

‫ومقومات ليبيا السياحية ‪ :‬أ‬ ‫ومن أهم خصائ‬


‫‪ ‬تعتبر ليبيا أكبر دولة يوجد بها آثار رومانية خارج إيطاليا‪.‬‬
‫‪ ‬تمتلك أحد أطول السواحل على البحر األبيض املتوسط صالح لإلستثمار السياحي‪.‬‬
‫‪ ‬تمتلك واحدة من أكبر الصحاري العجيبة في العالم والتي تستهوي السواح املولعين برحالت السفاري‪.‬‬
‫‪ ‬تمتلك مناطق ساحرة بطبيعتها الخالبة في شرق ليبيا بمنطقة الجبل األخضر والتي تفوق مساحتها مساحة‬
‫لبنان‬
‫‪ ‬تمتلك تاريخ اغريقي روماني تركي إيطالي في لبدة وصبراته وشحات وفي طلميثة وسوسة ويوسبريدس وتوكرة‬
‫وقصر ليبيا‪.‬‬
‫‪ ‬تمتلك املناخ الجيد " مناخ البحر األبيض املتوسط " املعتدل‬
‫‪ ‬تمتلك القدرة علي جذب السياح إليها ألن ليبيا تصنف كمقصد سياحي جديد واعد‪.‬‬
‫‪ ‬قدرة القطاع السياحي على جذب االستثمارات التي تخلق توازنا في امليزانية العامة للدولة والتي تعتمد حاليا‬
‫(‪.)6‬‬
‫بشكل كامل على قطاع النفط والغاز ‪.‬‬

‫األهمية أ‬
‫إن تفعيل دور السياحة في ليبيا هو ضرورة اقتصادية في دولة تعاني من خلل ملحوظ في هياكل االنتاج ومن‬
‫نقص في العمالة املاهرة‪ ,‬وقطاع السياحة في هذه الحالة بوصفه قطاع خدمي بإمكانه أن يتبوأ ريادة التنمية واالنتاج‬
‫في البالد من خالل ذلك الطلب الذي يخلقه على سلع ومنتجات القطاعات األخرى وينعكس ذلك على نمو هذه‬
‫القطاعات مثل الزراعة والصناعة والقطاعات املالية‪ ,‬والطلب على السياحة هنا هو طلب نهائي‪ ,‬وذلك بوسعه أن‬
‫يساهم ويعجل من تنمية القطاعات املختلفة‪ .‬إن هذه الضرورة االقتصادية للسياحة في ليبيا يحتمها طبيعة‬
‫االقتصاد الليبي كاقتصاد صغير الحجم نسبيا وال يتميز بكثافة الهيكل االنتاجي وهيمنة قطاع واحد على صادرات‬
‫الدولة‪ .‬انطالقا من ذلك يستطيع قطاع السياحة دعم االقتصاد الوطني الليبي ألنه ينوع األنشطة االقتصادية كما‬
‫يتيح فرص جديدة لأليدي العاملة وينمى اإليرادات الواردة من العمالت التي يتم تداولها في التجارة الدولية ألن عملية‬
‫نقل األموال بواسطة السائحين من بلد إلى أخر تسمى صادرات غير منظورة‪ ,‬فكلما زادت موارد دولة ما من السياحة‬

‫(‪ )5‬ليبيا ‪ ,‬السياحة‪ ,‬ويكيبيديا املوسوعة الحرة‪ ,‬تاريخ مرور‪ 20 :‬فبراير‪.2016 ,‬‬
‫(‪ )6‬املرجع السابق‪.‬‬

‫تقييم إمكانيات وفرص نجاح قطاع السياحة الليبي‬


‫في تطوير البيئة المحلية على ضوء معطيات التنافس الدولي‬
‫(‪)38‬‬ ‫الغزواني‬
‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثـالـث ــ المجــلد األول ــ ديسـمبر ‪ 2015‬م‬

‫تزيد قدرتها على التعاقد مع الخارج ‪ ,‬ومن ثم سداد ديونها‪ ,‬فاملوارد السياحية تنعش التجارة الدولية وتوسع قاعدة‬
‫االلتزامات املالية نحو الخارج سواء على شكل زيادة الواردات أو عن طريق القدرة على سداد املستحقات غير املنظورة‬
‫كتحويل أجور العمال األجانب‪ .‬إن أغلب السياح الذين سيزورون ليبيا سيحملون نقودا يتم استبدالها في ليبيا مما‬
‫يساعد على تعويض النقص في صادرات البضائع والسلع كما أن طبيعة إنفاق السياح األجانب تساند عملية اإلنماء‬
‫االقتصادي الن ما يصرفه السائح يعد زيادات طارئة على القوة الشرائية املتوفرة في البالد وعامل يساعد على توسيع‬
‫السوق املحلية ألن مشتريات السياح قد تكون موجهة إلى شراء السلع والخدمات املنتج بعضها محليا وهذا يفيد‬
‫االقتصاد القومي ألنه يؤدى إلى زيادة الدخل ومن ثم زيادة اإلنفاق(‪ .)7‬أ‬

‫إحصائيات السياحة الدولية في ليبيا (‪:)2009-2007‬‬


‫ً‬
‫بلغ إجمالي عدد السياح في ليبيا "عام ‪ "2008‬عدد ‪ 42113‬سائحا من مختلف الجنسيات إستضافتهم ‪150‬‬
‫شركة خدمات سياحية ليبية‪ ,‬وتشير اإلحصائيات إلى تراجع معدالت أعداد السياح بنسبة تقارب ‪ 60‬باملئة مقارنة‬
‫بالعام ‪ 2007‬الذي سجل زيارة ‪ 106.023‬سائحا‪ .‬الدول املصدرة للسياح شملت نحو ‪ 92‬دولة من بينها إيطاليا وأملانيا‬
‫وفرنسا وأوكرانيا والنمسا وموناكو والنرويج وايسلندا والتفيا وبلغاريا ولوكسمبورج والدنمارك وفنلندا والسويد‬
‫وصربيا واستراليا واليابان والصين وروسيا وكندا والواليات املتحدة االمريكية وكولومبيا‪ ,‬واملكسيك‪.‬‬
‫وأوضحت االحصائيات تصدر ايطاليا لقائمة الدول املصدرة للسياح للسنة الثانية على التوالي حيث بلغ عدد‬
‫ً‬
‫السياح االيطاليين نحو ‪ 10369‬سائحا إيطاليا‪ ,‬بينما سجلت أعداد السياح الفرنسيين املرتبة الثانية باجمالي ‪8147‬‬
‫ً‬
‫سائحا‪ ,‬بينما بلغ عدد السياح االنجليز نحو ‪ 6369‬سائحا‪ ,‬وحلت أملانيا رابعا بعد أن وصل اجمالي عدد السياح األملان‬
‫(‪.)8‬‬
‫حوالي ‪ 5532‬سائحا خالل العام ‪2008‬‬
‫وبلغت العوائد التي حققها القطاع السياحي في البالد سنة ‪ 2009‬حوالي ‪ 24‬مليون و‪ 560‬ألف دينار ليبي (‪1. 25‬‬
‫دينار ليبي تعادل دوالر أمريكي واحد) ‪.‬ونقلت إحدى الصحف الليبية في نسختها اإلقتصادية إن ‪ 35‬ألف سائح زاروا‬
‫(‪.)9‬‬
‫ليبيا سنة ‪ 2009‬وأن القطاع السياحي يوظف حوالي ‪ 15‬ألف شخص‬
‫ونالحظ هنا تناقص ايرادات السياحة الدولية لليبيا عام ‪ 2009‬عن عام ‪ 2007‬من خالل مايوضحه الجدول‬
‫التالي "جدول‪ , "1‬والذي يوضح أيضا تطور ايرادات السياحة الدولية لليبيا ومعدل النمو السنوي من عام ‪ 2000‬حتى‬
‫عام ‪: 2007‬‬
‫جدو (‪ )1‬تطور اإليرادات السياحية في ليبيا بالدو ألر خال الفترة ‪ 2007-2000‬أ‬
‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫السنة‬
‫قيمة اليرادات‬
‫‪26731760 29982920 45538640 23877280 12896240 11242000 11389840 11389840‬‬
‫"دينار ليبي"‬
‫معد النمو‬
‫‪-10.8434‬‬ ‫‪-34.1594‬‬ ‫‪90.71955‬‬ ‫‪85.14916‬‬ ‫‪14.71482‬‬ ‫‪-1.298‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫ي‬
‫السنو أ‬
‫املصدر‪ :‬الهيئة العامة للمعلومات والتوثيق‪ ,‬الكتيبات الحصائية‪ ,‬طرابلس ‪ ,‬أعداد مختلفة أ‬

‫(‪ )7‬منتديات مكتبتنا العربية‪ ,‬أهمية السياحة في االقتصاد الليبي‪ ,‬تاريخ مرور‪.2016-2-25 :‬‬
‫(‪ )8‬جهاز الشرطة السياحية وحماية األثار‪ ,‬ليبيا‪ ,‬التقرير السنوي‪.2009 ,‬‬
‫(‪ )9‬الهيئة العامة الليبية للسياحة والصناعات التقليدية‪ ,‬التقرير السنوي‪.2010 ,‬‬

‫تقييم إمكانيات وفرص نجاح قطاع السياحة الليبي‬


‫في تطوير البيئة المحلية على ضوء معطيات التنافس الدولي‬
‫(‪)39‬‬ ‫الغزواني‬
‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثـالـث ــ المجــلد األول ــ ديسـمبر ‪ 2015‬م‬

‫وبالنسبة للفنادق في ليبيا "الفنادق من املؤسسات السياحية الهامة واملطلوبة لحركة السياحة الدولية"‪.‬‬
‫فنالحظ أن عددها في إزدياد مستمر في السنوات األخيرة‪ ,‬وإن كان عددها الكلي اليتناسب مع امكانيات ليبيا‬
‫السياحية وماهو مطلوب تحقيقه من نهضة وتنمية سياحية‪ ,‬ويعرض الجدول التالي "جدول‪ "2‬تطور عدد الفنادق في‬
‫ليبيا من عام‪ 1993‬حتى عام ‪: 2007‬‬
‫جدو أ‪ )2‬تطور عدد الفنادق في ليبيا (‪ )2007-1993‬أ‬
‫‪2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000 1999 1997 1995 1993‬‬ ‫السنة‬
‫عدد‬
‫‪268 256 212 266 194 194 194 194 109 109 118 105‬‬
‫الفنادق‬
‫املصدر السابق‪ ,‬السنوات‪ 2007-2005-2004-2003-2002-1999 :‬أ‬
‫ونالحظ هنا وجود تذبذب في أعداد الفنادق حتى من املوجب إلى السالب كما حدث بين عامي ‪1997-1995‬‬
‫‪ ,‬وعامي ‪ ,2005-2004‬األمر الذي يوضح وجود بعض العشوائية في هذا الشأن‪ ,‬كما يالحظ أن العدد األخير"‪"268‬‬
‫عام ‪ 2007‬البد أن يكون قد إزداد في وقتنا الحاضر ‪ ,‬ولكن بشكل مواضع جدا خاصة بعد األحداث السياسية األخيرة‬
‫التي شهدتها البالد‪.‬‬

‫املحور الثاني‪ :‬تقييم مقومات السياحة في ليبيا وفقا للمؤشرات الدولية" تقرير تنافسية السفر والسياحة ‪-2009‬‬
‫‪ :"2011‬أ‬
‫تعتبر السياحة وفق إعالن مانيال العالمي الذي تمخض عن املؤتمر الدولي للسياحة سنة ‪ 1980‬نشاطا‬
‫ضروريا لحياة الشعوب‪ ,‬بسبب آثارها املباشرة على القطاعات االقتصادية واالجتماعية والثقافية للمجتمعات‬
‫(‪)10‬‬
‫والعالقات الدولية‪ ,‬كما أكد اإلعالن على إيالء عناية كاملة لقضية تطوير النشاطات السياحية ‪ .‬وعند تقييم‬
‫فاعلية وأداء قطاع السياحة الليبي ومدى مساهمته أو إمكانية هذه املساهمة داخل االقتصاد الوطني ‪ ,‬فإنه البد أن‬
‫يجرى ذلك داخل نسق مايطلق عليه تنافسية السياحة‪ ,‬وتعرف تنافسية السياحة على أنها قدرة املؤسسات املنتمية‬
‫لقطاع السياحة في دولة ما على تحقيق نجاح مستمر في األسواق الدولية دون االعتماد على الدعم والحماية‬
‫الح كومية‪ ,‬وهذا مايؤدي إلى تميز تلك الدولة في هذا القطاع‪ .‬قد أصبحت السياحة تخضع للكثير من التنافسية‪,‬‬
‫وعليه فإنه من املهم قيام الدول أو املقاصد السياحية بقياس أو معرفة مدى تنافسيتها وحصتها في السوق العالمي‪ ,‬و‬
‫ذلك بغرض تحديد نقاط القوة ونقاط الضعف لديها‪ ,‬وبالتالي تطوير إستراتيجيتها السياحية املستقبلية(‪.)11‬‬
‫ويصنف تقرير منتدى االقتصاد العالمي ‪ world Economic Forum‬حول تنافسية السفر والسياحة الدول‬
‫املشاركة بناءا على معيار يسمى معيار تنافسية قطاع السفر والسياحة ‪Travel Tourism Competitiveness Index‬‬
‫يضع لكل دولة نقاط من ‪1‬إلى ‪ 7‬في كل فرع محدد من فروع املعيار تعبرعن فاعلية القطاع‪ ,‬ويحتوي املعيار على ثالثة‬
‫فروع رئيسية ‪ sub-indices‬يحتوي على مجموعة من املؤشرات ‪ .‬الفرع األول ‪ sub index A‬يسمى الهيكل التنظيمي‬
‫للسفر والسياحة ‪ T&T regulatory framework‬ويشمل خمسة عوامل‪ ,‬والفرع الثاني ‪ sub index B‬يسمى مؤشر‬

‫(‪ )10‬النجار‪ ,‬يحيى غني‪ ,‬العالقة الدالية بين اإلستثمار السياحي والدخل القومي‪ ,‬دراسة تحليلية ضمن إطار نماذج رياضية‪ ,‬مجلة‬
‫البحوث االقتصادية العدد الثاني ‪,2005,‬ص‪.92‬‬
‫(‪ )11‬هبة هللا أوريس ي‪ ,‬تنافسية القطاع السياحي وانعكاساته على التنمية املستدامة في الدول العربية‪ ,‬رسالة ماجستير منشورة‪ ,‬جامعة‬
‫فرحات عباس سطيف‪ ,‬الجزائر‪ ,2012 ,‬ص‪.49‬‬

‫تقييم إمكانيات وفرص نجاح قطاع السياحة الليبي‬


‫في تطوير البيئة المحلية على ضوء معطيات التنافس الدولي‬
‫(‪)40‬‬ ‫الغزواني‬
‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثـالـث ــ المجــلد األول ــ ديسـمبر ‪ 2015‬م‬

‫البنية التحتية وبيئة األعمال ‪ T&T business environment and infrastructure‬ويشمل أيضا خمسة عوامل ‪ ,‬والفرع‬
‫الثالث ‪ sub index C‬يسمى مؤشر املوارد البشرية والثقافية والطبيعية ‪T&T human, cultural and natural‬‬
‫‪ resources‬ويشمل أيضا خمسة عوامل ‪ ,‬وقد إعتمد التقرير في تحليله لتنافسية قطاع السفر والسياحة على نوعين‬
‫من البيانات‪:‬‬
‫‪ -‬بيانات كمية‪ :‬وهي بيانات مدونة عن القطاع‪.‬‬
‫‪ -‬بيانات نوعية وهي بيانات يتم الحصول عليها من خالل املسوحات التي يجريها املنتدى(‪ .)12‬أ‬
‫أ‬

‫معيار تنافسية السفر والسياحة‬

‫املعيار الثالث‬ ‫املعيار الثاني‬ ‫املعيار األو أ‬


‫موارد بشرية وثقافية وطبيعية‬ ‫بيئة األعما والبنية التحتية‬ ‫الهيكل التنظيمي للسفر‬
‫والسياحة‬

‫ي‬
‫البنية التحتية للنقل الجو أ‬
‫املوارد البشرية‬ ‫تنظيمات وقواعد تشريعية‬

‫البنية التحتية للنقل البريأ‬ ‫الستدامة البيئية‬


‫اإلنجذاب للسفر والسياحة‬

‫البنية التحتية للسياحة‬


‫املوارد الطبيعية‬ ‫األمن والسالمة‬

‫املوارد الثقافية‬ ‫تكنولوجية الكمبيوتر و املعلومات‬ ‫الصحة والنظافة‬

‫تغير املناخ‬ ‫تنافسية األسعار في قطاع السياحة‬ ‫أولوية السفر والسياحة‬

‫شكل(‪ :)1‬معيار تنافسية السفر والسياحة أ‬


‫‪ Source : The Travel&Tourism Competitiveness Report 2011, World Economic Forum,P5.‬أ‬
‫أ‬
‫ولقد تم تصنيف ليبيا في املرتبة ‪ 112‬من بين ‪ 133‬دولة في العام ‪ 2009‬في هذا التقرير " تقرير منتدى‬
‫االقتصاد العالمي ‪ world Economic Forum‬الثاني لسنة ‪ 2009‬حول تنافسية السفر والسياحة" وفيما يتعلق‬
‫بوضعية ليبيا في تقرير ‪ ,2011‬فقد تأخرت عن ترتيبها عام ‪ 2009‬خاصة مع تلك األحداث السياسية السيئة التي‬
‫شهدتها البالد في عام ‪ ,2011‬حيث جاءت في التصنيف ‪ 124‬من ‪ 139‬دولة متأخرة ‪ 12‬مركز عن عام ‪ ,2009‬ويوضح‬
‫الجدول التالي(جدول‪ )3‬وضعية ليبيا بالنسبة لهذه العوامل املختلفة وترتيبها‪:‬‬

‫(‪ )12‬محمد محجوب الحداد‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ص ‪ ( 11,10‬بتصرف)‬

‫تقييم إمكانيات وفرص نجاح قطاع السياحة الليبي‬


‫في تطوير البيئة المحلية على ضوء معطيات التنافس الدولي‬
‫(‪)41‬‬ ‫الغزواني‬
‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثـالـث ــ المجــلد األول ــ ديسـمبر ‪ 2015‬م‬

‫جدو (‪ )3‬تقييم معايير تنافسية السياحة في ليبيا (تقرير ‪ )2011 world Economic Forum‬أ‬
‫الترتيب(‪)139‬‬ ‫النقاط(‪)7-1‬‬ ‫املعايير‬
‫املعيار الفرعي األو (‪ )sub index A‬أ‬
‫‪3.6‬‬
‫‪122‬‬ ‫الهيكل التنظيمي للسفر والسياحة‬
‫‪135‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ -1‬القوانين واللوائح التشريعية‬
‫‪134‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪ -2‬اإلستدامة البيئية أ‬ ‫املؤشرات‬
‫‪100‬‬ ‫‪4,2‬‬ ‫‪ -3‬األمن والسالمة أ‬
‫‪83‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪ -4‬الصحة والنظافة أ‬
‫‪132‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪ -5‬أولوية السفر والسياحة‬
‫املعيار الفرعي الثاني (‪ )sub index B‬أ‬
‫‪107‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫بيئة األعما والبنية التحتية‬
‫‪99‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫ي‬
‫‪-1‬البنية التحتية للنقل الجو أ‬
‫‪127‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫يأ‬‫‪ -2‬البنية التحتية للنقل البر أ‬
‫‪107‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪ - 3‬البنية التحتية للسياحة أ‬ ‫املؤشرات‬
‫‪101‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪ -4‬بنية تكنولوجيا الكمبيوتر واملعلومات أ‬
‫‪39‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫‪ -5‬تنافسية أسعار قطاع السياحة‬
‫املعيار الفرعي الثالث( ‪ )sub index C‬أ‬
‫‪125‬‬ ‫‪3.2‬‬
‫املوارد البشرية والثقافية والطبيعية‬
‫‪115‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪ -1‬املوارد البشرية‬
‫‪122‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪ -2‬اإلنجذاب للسفر والسياحة أ‬ ‫املؤشرات‬
‫‪134‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪ -3‬املوارد الطبيعية أ‬
‫‪66‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪ -4‬املوارد الثقافية أ‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -5‬تغير املناخ‬
‫املصدر‪ :‬تقرير تنافسية السفر والسياحة الدولي ‪( 2011‬املصدر السابق) ص‪ 250‬أ‬
‫ونستطيع هنا أن نحدد بعض املالحظات الهامة بخصوص تنافسية ليبيا السياحية وفق هذا التقرير‪:‬‬
‫‪ ‬فيما يتعلق باملعيار األو " الهيكل التنظيمي للسفر والسياحة"‪ ,‬الترتيب متأخر (‪ )139-122‬بسبب تدهور وضع‬
‫القوانين واللوائح التشريعية (‪ )139-135‬واإلستدامة البيئية (‪ )134‬وأولويات السفر (‪ ,)132‬عامل األمن‬
‫والسالمة أقل سؤا (‪ ,)100‬بينما يأتي عامل الصحة والنظافة في قائمة أفضل السؤ (‪.)83‬‬
‫‪ ‬املعيار الثاني ( بيئة األعما والبنية التحتية)‪ ,‬الترتيب متأخر أيضا(‪ ,)139-107‬بنية النقل الجوي متدهورة‬
‫نسبيا (‪ , )139-99‬بنية النقل البري أكثر تدهورا (‪ , )127‬والبنية التحتية للسياحة في وضع س ئ( ‪,)139-107‬‬
‫بيئة تكنولوجيا الكمبيوتر واملعلومات متدهورة نسبيا (‪ ,)101‬بينما تنافسية أسعار السياحة في وضع ممتاز‬
‫مقارنة مع ما سبق ( ‪.)139-39‬‬

‫تقييم إمكانيات وفرص نجاح قطاع السياحة الليبي‬


‫في تطوير البيئة المحلية على ضوء معطيات التنافس الدولي‬
‫(‪)42‬‬ ‫الغزواني‬
‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثـالـث ــ المجــلد األول ــ ديسـمبر ‪ 2015‬م‬

‫‪ ‬املعيار الثالث ( بيئة املوارد البشرية)‪ ,‬الترتيب متأخرأيضا (‪ ,)139-125‬العامل الخاص برأس املال البشري س ئ‬
‫(‪ ,)139-115‬واملوارد الطبيعية في منتهى السؤ(‪ ,)134‬وال يوجد إنجذاب كبير للسفر والسياحة ( ‪ ,)122‬وتأتي‬
‫املوارد الثقافية في وضع متوسط تقريبا (‪.)66‬‬
‫وهذه العوامل املختلفة التي تتبع املؤشرات الثالثة من املمكن أن نقسمها هي األخرى إلى تقسيمات فرعية أو‬
‫عناصر أكثر ‪ ,‬على سبيل املثال القوانين واللوائح التشريعية التي تعتبر عامل يتبع املعيار الخاص بالهيكل التنظيمي ‪,‬‬
‫نستطيع هنا أن نقسمها إلى عدة عناصر مثل حقوق امللكية والتأثير االقتصادي للقوانين على االستثمارات األجنبية‬
‫املباشرة‪ ,‬وسوف نستعرض فيما يلي أمثلة من هذه التقسيمات من خالل الجدول التالي (‪:)4‬‬
‫جدو (‪ )4‬تقييم العناصر الصاصة بمؤشرات تنافسية السفر والسياحة في ليبيا ( التقييم من ‪ )139‬أ‬
‫أسرة‬ ‫الحصو على مياه‬ ‫الحصو على‬ ‫عناصر مؤشر الصحة‬
‫عدد األطباء‬
‫املستشفيات‬ ‫شرب صحية‬ ‫تطعيم متطورأ‬ ‫والنظافة‬

‫‪48‬‬ ‫‪117‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪78‬‬ ‫الترتيب‬


‫مدى شمولية‬ ‫أولوية السفر‬
‫فاعلية التسويق‬ ‫إنفاق الحكومة على‬ ‫عناصر مؤشر أولوية‬
‫بيانات السفر‬ ‫والسياحة عند‬
‫والسلع التجارية‬ ‫السفر والسياحة‬ ‫السفر والسياحة‬
‫والسياحة‬ ‫الحكومة‬
‫‪118‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪129‬‬ ‫الترتيب‬
‫املغادرة لكل ألف‬ ‫مدى جودة البنية‬
‫عدد شركات النقل‬ ‫عناصر مؤشر بنية النقل‬
‫عدد املطارات‬ ‫مواطن‬ ‫التحتية للنقل‬
‫الجوي‬ ‫الجويأ‬
‫الجوي‬
‫‪72‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪133‬‬ ‫الترتيب‬

‫مستويات أسعار‬ ‫تعادل القوة‬ ‫ضرائب التذاكر‬ ‫عناصر مؤشر تنافسية‬


‫حدود وتأثير الضرائب‬
‫الوقود‬ ‫الشرائية ‪ppp‬‬ ‫ورسوم املطارات‬ ‫أسعار القطاع السياحي‬

‫‪2‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الترتيب‬


‫املصدر السابق‪ ,‬ص‪ .251‬أ‬
‫ومن جدول (‪ )4‬نجد أن أهم املؤشرات االيجابية تمثلت في انخفاض أسعار التذاكر ورسوم املطارات (‪-2‬‬
‫‪ ,)139‬مستويات أسعار الوقود (‪ ,)139-2‬وكذلك عدد املطارات (‪ .)139-26‬بينما تمثلت أهم املؤشرات السلبية في‬
‫أولوية السفر والسياحة عند الحكومة (‪ ,)139-129‬مدى جودة البنية التحتية للنقل الجوي ( ‪ , )139-133‬فاعلية‬
‫التسويق (‪ )139-121‬ومدى شمولية بيانات السفر والسياحة (‪ .)139-118‬وهذه املؤشرات األخيرة تعد مؤثرة جدا‬
‫بالسلب على مردود صناعة السياحة‪.‬‬
‫ونلمس من خالل الجدول التالي (‪ )5‬مدى تأخر ليبيا مقارنة بغيرها من بعض الدول العربية الداخلة في هذا‬
‫التصنيف التنافس ي عام ‪ ( 2011‬ويوضح الجدول أيضا مدى التغير في ترتيب هذه الدول العربية مقارنة بعام ‪:2009‬‬
‫أ‬
‫أ‬

‫تقييم إمكانيات وفرص نجاح قطاع السياحة الليبي‬


‫في تطوير البيئة المحلية على ضوء معطيات التنافس الدولي‬
‫(‪)43‬‬ ‫الغزواني‬
‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثـالـث ــ المجــلد األول ــ ديسـمبر ‪ 2015‬م‬

‫جدو (‪ )5‬مقارنة بين ليبيا و بعض الدو العربية في تقرير تنافسية السفر و السياحة ‪ 2011‬أ‬
‫ليبيا‬ ‫املغرب‬ ‫تونس‬ ‫مصر‬ ‫قطر‬ ‫السعودية‬ ‫الدولة‬
‫‪3.25‬‬ ‫‪3.93‬‬ ‫‪4.39‬‬ ‫‪3.96‬‬ ‫‪4.45‬‬ ‫‪4.17‬‬ ‫الدرجة‬
‫‪124‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪62‬‬ ‫الترتيب‬
‫‪12-‬‬ ‫‪3-‬‬ ‫‪3-‬‬ ‫‪11-‬‬ ‫‪5-‬‬ ‫‪9+‬‬ ‫التغير‬
‫( الدرجة من ‪ -7‬الترتيب من ‪ -139‬التغير= تغير ترتيب الدولة في تقرير ‪ 2011‬عن تقرير ‪)2009‬‬
‫* البيانات مأخوذة من نفس املصدر السابق‬

‫املحور الثالث‪ :‬تقييم ومناقشة وتحليل فروض الدراسة‪ :‬أ‬

‫الفرض األو أ‪ :‬قصور دور الدولة بشكل عام في تحقيق أهداف التنمية السياحية الشاملة‪ :‬أ‬
‫إن لسياسة الدولة الدور األبرز في خلق وتشجيع الطلب السياحي‪ ,‬فالدولة هنا من خالل وزارتها السياحية‬
‫في األساس تتولى مسئولية تمهيد الطريق أمام قيام األنشطة السياحية املختلفة‪ ,‬تحديد وتخصيص مواقع السياحة‬
‫الرسمية وتسهيل البنية التحتية الالزمة ( ومنها املعلوماتية) لتسهيل الوصول إلى هذه املواقع والحفاظ على أصالتها‪,‬‬
‫كذلك تقوم بإجراء عملية الصيانة واملحافظة والتجديد الخاصة بهذه املواقع السياحية من خالل عقد إتفاقيات مع‬
‫املؤسسات السياحية واألثرية الدولية‪ ,‬باالضافة إلى إنشاء تلك البرامج الرسمية الخاصة بالتدريب والتعليم وتوليد‬
‫الفرص املختلفة الخاصة باالستثمار داخل الدولة(‪ .)13‬أ‬
‫وعند استعراض وتتبع دور الدولة لتنمية القطاع السياحي الليبي‪ ,‬فإننا النجد أي شواهد تدل على ذلك‪,‬‬
‫فاملقدرات السياحية الهائلة في الدولة خارج نطاق الخدمة‪ ,‬ومعدالت وصول السياحة الدولية إلى ليبيا مقارنة بتلك‬
‫املسجلة في دول أخرى نامية فقيرة للغاية ‪ ,‬أما السياحة الداخلية فال وجود لها على اإلطالق‪ ,‬فليبيا ترتيبها متأخر‬
‫فيما يتعلق بالبنية التحتية وفق تقرير تنافسية السفر والسياحة ‪ ,)139-107 ( 2011‬وبنية النقل الجوي الهامة جدا‬
‫للسياحة في وضع س ئ( ‪ , )139-99‬بينما بنية النقل البري الضرورية جدا للسياحة ايضا في وضع خطير من‬
‫السؤ(‪ .)139-127‬والبنية العامة للسياحة ككل ‪ ,‬وكنتيجة ملا سبق‪ ,‬في وضع س ئ جدا (‪ .)139-107‬ولعل ذلك هو أبلغ‬
‫دليل على تخبط الدولة وعدم إهتمامها بتنمية القطاع السياحي كما ينبغي‪ ,‬كما أن ذلك يعبر بالضرورة على تدهور‬
‫القطاعات االقتصادية املكملة للسياحة واملتشابكة معها ‪,‬ولعل من أهمها قطاعي الزراعة والصناعة‪ ,‬وعدم قدرة‬
‫قطاعات الدولة االقتصادية املختلفة على زيادة االنتاج وتحقيق التطور الالزم لقيام صناعة السياحة‪ .‬والتركيز فقط‬
‫منصب بشدة على القطاع النفطي‪.‬‬

‫الفرض الثاني‪ :‬عدم تفهم املخطط السياحي لطبيعة التخطيط السياحي وأولويات التنمية السياحية‪ .‬أ‬
‫التخطيط السياحي هو نوع من أنواع التخطيط التنموي وهو عبارة عن مجموعة من اإلجراءات املرحلية‬
‫املقصودة واملنظمة واملشروعة التي تهدف إلى تحقيق استغالل واستخدام أمثل لعناصر الجذب السياحي املتاح‬
‫والكامن وتحقيق أقص ى درجات املنفعة املمكنة مع متابعة وتوجيه وضبط لهذا االستغالل البقائه ضمن دائرة‬

‫)‪1 The role of Government in Tourism,Republic of Iraq,National Investment Commission,Article, 25-12-2011.(13‬‬

‫تقييم إمكانيات وفرص نجاح قطاع السياحة الليبي‬


‫في تطوير البيئة المحلية على ضوء معطيات التنافس الدولي‬
‫(‪)44‬‬ ‫الغزواني‬
‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثـالـث ــ المجــلد األول ــ ديسـمبر ‪ 2015‬م‬

‫املرغوب واملنشود ومنع حدوث أي نتائج أو آثار سلبية ناجمة عنها(‪ .)14‬والتخطيط السياحي في ليبيا يعاني من ضعف‪,‬‬
‫بل غياب الكفاءات‪ ,‬واملسئولون عن تلك املسألة املتعلقة بالتخطيط اليستخدمون املنهجية العلمية املالئمة املتعلقة‬
‫بذلك‪ ,‬وعلى الرغم هنا من عمل بعض الدراسات الخاصة بتقييم وتطوير القطاع السياحي في ليبيا على مر السنوات‬
‫املاضية‪ ,‬وهذه الدراسات بالطبع كانت تتطلب وجود توصيات مرتبطة بتطوير هذا القطاع والقطاعات األخرى‬
‫املرتبطة به‪ ,‬فاملرجح هنا أن هذه التوصيات كان مصيرها التغافل واإلهمال‪ ,‬فلم يتم وضع أهداف حقيقية للتنمية‬
‫السياحية ‪,‬وفق مبدأ التخطيط السياحي‪ ,‬كما لم يتم اإلهتمام بإستخدام األصول السياحية املوجودة في البالد‬
‫وتطويرها بشكل قابل للتسويق ‪ . Marketing State‬وبمراعاة هنا أن التخطيط السياحي الناجح هو الذي ينجح في‬
‫التوصل إلى تحقيق األهداف املأمولة والتعامل بنجاح مع كافة ابعاد التنمية املطلوبة خاصة تلك األبعاد ذات‬
‫الحساسية الكبيرة بالنسبة لقطاع السياحة ( قطاع مركب يعتمد على أبعاد سياسية –اقتصادية‪-‬بيئية اجتماعية‬
‫‪...‬الخ)‪ ,‬فإن ماتحقق في ليبيا " ومن خالل وضع ليبيا التنافس ي الدولي واالقليمي" يبدو بكونه بعيد جدا عن تحقيق‬
‫أهداف التنمية السياحية‪.‬‬

‫الفرض الثالث‪ :‬عدم أداء القطاع العام لدوره كما ينبغي وغياب دور القطاع الصاص‪ .‬أ‬
‫مع توجه الدولة اإلشتراكي إبتداءا من فترة السبعينات ‪ ,‬قامت الدولة بإلغاء الدور املتعلق بالقطاع الخاص‬
‫واملسائل املتعلقة باملرابحات التجارية وتولت هي مسئولية اإلشراف املباشر على ثروات ومقدرات املجتمع ‪ ,‬وفي‬
‫السنوات األخيرة "حتى عام ‪ "2011‬املاضية توجهت الدولة إلى تشجيع دور القطاع الخاص واالستثمارات األجنبية‬
‫وقامت بخصخصة عدد من املؤسسات الحكومية املختلفة بشكل كامل أو جزئي‪ ,‬ولكن رغم ذلك‪ ,‬لم تنجح هذه‬
‫السياسة بسبب بعض العوائق التنظيمية والروتينية والفساد املالي واإلداري‪....‬الخ‪ ,‬بحيث أعاقت عمل القطاع‬
‫الخاص واالستثمارات املحلية واألجنبية في قطاع السياحة والتي تبدو في حالة يرثى لها ‪ ,‬وكان من املفترض هنا مع‬
‫توجه الدولة االشتراكي وسيطرة االقتصاد املوجه على مقاليد األمور أن يكون للدولة الدور األكبر في تخطيط وتنمية‬
‫القطاع السياحي‪ ,‬حيث يبلغ التخطيط ذروة األهمية في الدول التي تتبع نظام االقتصاد املوجه ألن تعبئة إمكانيات‬
‫الدولة وتوجيه االنتاج فيها بمعرفة الدولة يضفي عليها مسئوليات جسام تقتض ي أن يكون هذا التوجيه وتلك التعبئة‬
‫موجهين بغاية معينة وهي الهدف العام (‪ .)15‬وبما أن التنمية السياحية تقتض ي حدوث توازن هام وضروري بين دوري‬
‫القطاعين العام والخاص ‪ ,‬فإن ذلك لم يحدث في ليبيا‪ ,‬بل حدث األسوأ من ذلك ‪ ,‬حيث أنه لم يكن هناك أي دور‬
‫فعلي في األساس ألحدهما في حدوث تنمية سياحية‪.‬‬

‫الفرض الرابع‪ :‬عدم مالئمة بعض الظروف املحيطة السياسية والثقافية والجتماعية ‪...‬الخ في تنمية السياحة‪ .‬أ‬
‫البد هنا من اإلشارة إلى أن البيئة السياسية واإلدارية للمشروع السياحي ال تكون في منأى أو معزل عن‬
‫ظروف وعوامل محيطة بها تؤثر وتتأثر فيها بالقدر الذي يحدده تأثير هذه القوى املختلفة املوجودة داخل أي مجتمع‬
‫سياحي ( قوة سياسية‪ ,‬اقتصادية‪ ,‬اجتماعية ‪ ,‬ثقافية‪ ,‬دينية عقائدية‪ ,‬تراث وتاريخ ‪..‬الخ)‪ ,‬وهذا التأثير يتفاوت في‬
‫قوته تبعا لتعدد وتغاير هذه القوى املشار إليها سواء كانت داخلية أو خارجية‪ ,‬إن البيئة اإلدارية للمشروع السياحي‬

‫(‪ )14‬نور الدين هرمز‪ ,‬التخطيط السياحي والتنمية السياحية‪ ,‬بحث منشور بمجلة جامعة تشرين للدراسات والبحوث العلمية –‬
‫سلسلة العلوم االقتصادية والقانونية ‪ ,‬املجلد(‪ ,)28‬العدد(‪ ,2006 ,)3‬ص ص ‪.14-13‬‬
‫(‪ )15‬هايدي محمود على صالح‪ ,‬تقييم السياسة التخطيطية ملنطقة األهرام‪ ,‬رسالة ماجستير ‪ ,‬كلية السياحة والفنادق‪ ,‬جامعة حلوان‪,‬‬
‫القاهرة‪ ,‬ص‪.31‬‬

‫تقييم إمكانيات وفرص نجاح قطاع السياحة الليبي‬


‫في تطوير البيئة المحلية على ضوء معطيات التنافس الدولي‬
‫(‪)45‬‬ ‫الغزواني‬
‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثـالـث ــ المجــلد األول ــ ديسـمبر ‪ 2015‬م‬

‫ممثلة في املؤسسات السياحية العامة والتي تقيمها الدولة لغرض االستفادة من مقدرات معينة تخضع لتأثير هذه‬
‫القوة ( نتيجة لتوغل هذه القوى داخل تكوينها ) وتؤثر فيها كنتيجة طبيعية لذلك‪ .‬وفي ليبيا تأثرت البنية العامة‬
‫والتحتية لصناعة السياحة بتلك املتغيرات " الثقافية‪ ,‬االجتماعية‪ ,‬السياسية"‪ ,‬تحديدا تلك املتغيرات املتعلقة‬
‫بالخصوصيات االجتماعية لبعض مناطق الجذب السياحي وعدم تقبل وادراك منافع وايجابيات التنمية السياحية‬
‫فضال عن تأثير األزمات السياسية املختلفة والنتيجة املترتبة عليها من ضعف االستثمارات املحلية و الوافدة داخل‬
‫القطاع السياحي‪.‬‬

‫الفرض الصامس‪ :‬جميع الفرضيات السابقة أو جزء منها يعيق تنمية صناعة السياحة في ليبيا‪ :‬أ‬
‫من خالل جميع ماتم عرضه من بيانات وحقائق خاصة بأداء االقتصاد الليبي عامة والقطاع السياحي بشكل‬
‫خاص (بصفة خاصة تقرير التنافسية السياحية الدولية املرتبط بأداء االقتصاد املساعد على التنمية السياحية)‪,‬‬
‫فإن ذلك اإلخفاق املرتبط بالتنمية السياحية في ليبيا البد أن يعود بشكل عام إلى جميع تلك الفرضيات املعروضة‪,‬‬
‫خاصة فيما يتعلق باملؤشرات السياسية واالقتصادية التي تساعد على الوصول إلى أي نهضة سياحية منشودة وتعود‬
‫بالخير على املجتمع ككل‪.‬‬

‫النتائج أ‬
‫أول‪ :‬من أبرز الخصائص املتعلقة باالقتصاد الليبي أنه اقتصاد نامي يتميز باالزدواجية ‪ ,‬أي وجود قطاعات‬
‫متطورة" وبالتحديد قطاعي النفط والغاز" وقطاعات أخرى متخلفة وما يتبع ذلك من وجود خلل هيكلي كبير داخل‬
‫أرجاء هذا االقتصاد‪ ,‬حيث يعاني االقتصاد الليبي من ضعف وتدني االنتاجية في القطاعات الغير نفطية وأهمها‬
‫القطاعات الخدمية " قطاع السياحة"‪ ,‬حيث أن هذا القطاع األخير تكاد تكون مساهمته معدومة في الناتج املحلي‬
‫اإلجمالي‪ .‬بالشكل الذي يؤثر سلبيا على هيكيلة االقتصاد بشكل عام ومدى صموده في مواجهة أي أزمات طارئة" كما‬
‫في الوقت الحاضر"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعتبر ليبيا من الدول التي تمتلك تراثا سياحيا فريدا‪ ,‬وعدم االهتمام بذلك األمر يمثل هدرا كبيرا‬
‫لثروات الدولة وخسارة فادحة ملقدرات الدولة االقتصادية‪ ,‬ومساهمة هذا القطاع في الناتج املحلي "حتى عام ‪"2011‬‬
‫التزال محدودة جدا‪ ,‬فإجمالي الوصول السياحي الدولي عام ‪ 2009‬كان فقط ‪ 35‬ألف سائح‪ ,‬بينما اإليرادات ‪24‬‬
‫مليون دينار فقط‪ ,‬ولعل ذلك مرتبط بعدة متغيرات أهمها ضعف السياسات التسويقية وتدني مستوى البنية‬
‫التحتية للسياحة في الدولة ( تقرير تنافسية السفر والسياحة الدولي)‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬لم يكن لدى الدولة أي تصورات أو سياسات أو خطط او تشريعات مرتبطة بكيفية االستفادة من‬
‫القطاع السياحي عن طريق تفعيل منظومة التسويق أو عمل وجلب استثمارات لهذا القطاع‪ ,‬كما لم نشاهد أي دور‬
‫متعلق بالقطاع العام في االستفادة من هذه الثروة السياحية الضخمة بسبب القصور الكبير في الهيكل التنظيمي‬
‫والتشريعي في الدولة فيما يتعلق بالقطاع السياحي‪ ,‬فضال عن االختفاء التام " تقريبا" لدور القطاع الخاص املكمل‬
‫لدور القطاع العام في عملية التنمية السياحية‪ ,‬فضال عن عدة متغيرات ثقافية واجتماعية أخرى ساعدت على‬
‫تخلف هذا القطاع السياحي‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬إن األزمات الخانقة التي يعاني منها االقتصاد الليبي في الوقت الراهن هي بسبب عدم وجود خطط‬
‫اقتصادية فعالة خاصة بتنويع مصادر الدخل القومي مع سؤ إدارة الحكومات السابقة للموارد النفطية وعدم‬

‫تقييم إمكانيات وفرص نجاح قطاع السياحة الليبي‬


‫في تطوير البيئة المحلية على ضوء معطيات التنافس الدولي‬
‫(‪)46‬‬ ‫الغزواني‬
‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثـالـث ــ المجــلد األول ــ ديسـمبر ‪ 2015‬م‬

‫توجيهها التوجيه املناسب نحو االستثمارات املطلوبة في القطاعات الخدمية خاصة في ظل تدني مستويات املنتجات‬
‫املحلية الليبية وتراجع اسهامات القطاعات الخدمية وأهمها قطاع السياحة داخل سوق املنافسة العاملية‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬إن التخلف الذي يعاني منه القطاع السياحي يكون مرده تخلف منظومة االقتصاد الليبي ككل‪,‬‬
‫حيث يعتمد القطاع السياحي في تطوره على تطور القطاعات األخرى وليس فقط القطاع النفطي ( كما يثبت تقرير‬
‫تنافسية السفر والسياحة الدولي) ‪ ,‬ومن أهم هذه القطاعات هي تلك الخدمية والصناعية والنقل واالتصاالت‪,.‬‬
‫فضال عن عدم وجود إرادة حقيقية لتنمية وتطوير هذا القطاع السياحي وتسخير امكانياته لصالح خدمة املواطنين‬
‫واملجتمع ككل‪.‬‬

‫التوصيات أ‬
‫أول‪ :‬تهيئة املناخ اإلداري والتنظيمي والتشريعي السليم والنظر بعين االعتبار للقطاع السياحي باعتباره أحد‬
‫أضخم الثروات املهدرة داخل املجتمع الليبي والذي كان من املمكن أن يساهم في خلق قاعدة انتاجية قوية داخل‬
‫الدولة وتقوية التفاعالت االقتصادية بين مختلف قطاعات الدولة‪ ,‬ويكون ذلك عن طريق اقرار السياسات املختلفة‬
‫املشجعة على النهوض بالقطاع السياحي سعيا وراء تنويع قاعدة الدخل القومي وعدم الوقوع في مطب االعتماد على‬
‫مصادر دخل بعينها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬دعم وتأهيل القطاع الخاص وإعتباره شريك أساس ي في التنمية وليس فقط ذو دور تكميلي‪ ,‬ويكون‬
‫ذلك عن طريق تشجيع ودعم دور االستثمارات املحلية واألجنبية ‪ ,‬حيث أن التنمية السياحية في الدولة تقتض ي‬
‫حدوث توازن "ولو نسبي" بين تلك األدوار العامة والخاصة‪.‬فيقوم كل من القطاعين العام والخاص باالشتراك في هذه‬
‫التنمية كال حسب دوره وإمكانياته الخاصة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬االهتمام ببرامج البحوث العلمية الالزمة لتطوير االقتصاد السياحي وتوفير قاعدة بيانات متطورة‬
‫تخدم أهداف هذا االقتصاد وتلبي تطلعاته بشأن النهوض والتطور بجميع القطاعات ككل واالرتقاء بمستويات‬
‫معيشة املواطنين وزيادة دخلهم عن طريق االشتراك في النشاط السياحي إما بشكل مباشر " فرص العمل املباشرة"‬
‫وإما بشكل غير مباشر" فرص العمل الغير مباشرة واألنشطة املعاونة "‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬تفعيل دور االعالم السياحي بجميع وسائله املتاحة املسموعة واملرئية واملكتوبة في التعريف بمكونات‬
‫املنتج السياحي الليبي و فتح مكاتب للترويج للسياحة الليبية في الخارج وكذلك معارض سياحية للتعريف بمكونات‬
‫هذا املنتج وأهمية الصحراء الليبية "الفريدة من نوعها" للسائحين األوربيين واألمريكيين ‪ .‬وذلك سعيا نحو جذب أكبر‬
‫عدد ممكن من املستهلكين السياحيين الذين قد يجدون في هذه الصحراء الليبية بجميع مكوناتها فرصة للهروب من‬
‫صخب وضجيج املدنية الحديثة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬االهتمام بعمل حمالت إعالمية " مرئية ومسموعة ومكتوبة" لتوعية املواطنين الليبيين بأهمية‬
‫السياحة ودورها البارز في املجتمع كآداة فعالة للتقريب بين الشعوب والثقافات املختلفة ولحل مشاكل الدولة‬
‫االقتصادية وتوفير فرص عمل مختلفة للشباب ‪ ,‬مع توضيح عدم تناقض أهدافها ومصالحها مع األهداف واملصالح‬
‫االجتماعية والثقافية املتنوعة‪ ,‬وأن هناك بعض أنواع وأنشطة السياحة التتعارض مع الخصوصيات الدينية‬
‫والثقافية‪.‬‬

‫تقييم إمكانيات وفرص نجاح قطاع السياحة الليبي‬


‫في تطوير البيئة المحلية على ضوء معطيات التنافس الدولي‬
‫(‪)47‬‬ ‫الغزواني‬
‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثـالـث ــ المجــلد األول ــ ديسـمبر ‪ 2015‬م‬

‫املراجع أ‬

‫املراجع العربية أ‬

‫الرسائل العلمية واألبحاث‪ :‬أ‬


‫‪ -1‬النجار‪ ,‬يحيى غني‪ ,‬العالقة الدالية بين اإلستثمار السياحي والدخل القومي‪ ,‬دراسة تحليلية ضمن إطار نماذج‬
‫رياضية‪ ,‬مجلة البحوث االقتصادية العدد الثاني ‪.2005,‬‬
‫‪ -2‬سعيد صفي الدين الطيب‪ ,‬مقومات التنمية السياحية في ليبيا – دراسة في الجغرافية السياحية‪ ,‬رسالة‬
‫دكتوراه منشورة‪ ,‬كلية األداب‪ ,‬جامعة القاهرة‪.2001 ,‬‬
‫‪ -3‬محمد محجوب الحداد‪ ,‬تقييم تنافسية صناعة السياحة فى ليبيا كمصدر بديل للدخل في ظل تحرير تجارة‬
‫الخدمات‪ ,‬بحث منشور‪ ,‬كلية االقتصاد‪ ,‬جامعة مصراتة‪.2008,‬‬
‫‪ -4‬نور الدين هرمز‪ ,‬التخطيط السياحي والتنمية السياحية‪ ,‬بحث منشور بمجلة جامعة تشرين للدراسات‬
‫والبحوث العلمية – سلسلة العلوم االقتصادية والقانونية ‪ ,‬املجلد(‪ ,)28‬العدد(‪.2006 ,)3‬‬
‫‪ -5‬هايدي محمود على صالح‪ ,‬تقييم السياسة التخطيطية ملنطقة األهرام‪ ,‬رسالة ماجستير ‪ ,‬كلية السياحة‬
‫والفنادق‪ ,‬جامعة حلوان‪ ,‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -6‬هبة هللا أوريس ي‪ ,‬تنافسية القطاع السياحي وانعكاساته على التنمية املستدامة في الدول العربية‪ ,‬رسالة‬
‫ماجستير منشورة‪ ,‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ,‬الجزائر‪.2012 ,‬‬

‫التقارير أ‬
‫‪ -1‬الهيئة العامة للمعلومات والتوثيق‪ ,‬الكتيبات االحصائية‪ ,‬طرابلس ‪ ,‬أعداد مختلفة‪.‬‬
‫‪ -2‬الهيئة العامة الليبية للسياحة والصناعات التقليدية‪ ,‬التقرير السنوي‪.2010 ,‬‬
‫‪ -3‬جهاز الشرطة السياحية وحماية األثار‪ ,‬ليبيا‪ ,‬التقرير السنوي‪.2009 ,‬‬
‫‪4- The Travel &Tourism Competitiveness Report 2011, World Economic Forum.‬‬
‫‪5- UNWTO, World Tourism Parameter, Volume 13, April, 2015.‬‬
‫‪6- UNWTO, World Tourism Parameter, Volume 14, Advance Release January 2016.‬‬

‫املواقع اللكترونية أ‬
‫‪ -1‬ليبيا ‪ ,‬السياحة‪ ,‬ويكبيديا‪ ,‬املوسوعة الحرة‪.2016 ,‬‬
‫‪ -2‬منتديات مكتبتنا العربية‪ ,‬أهمية السياحة في االقتصاد الليبي‪.2011 ,‬‬

‫‪Articles:‬‬
‫‪1- The role of Government in Tourism,Republic of Iraq,National Investment Commission,2011.‬‬

‫أ‬

‫تقييم إمكانيات وفرص نجاح قطاع السياحة الليبي‬


‫في تطوير البيئة المحلية على ضوء معطيات التنافس الدولي‬
‫(‪)48‬‬ ‫الغزواني‬

You might also like