Professional Documents
Culture Documents
New Microsoft Word Document
New Microsoft Word Document
) دور الصادرات غير النفطية في تصحيح أهم االختالالت في التجارة الخارجية الليبية (
دراسة تحليلية للصادرات الليبية خالل الفترة الزمنية ()2018-2004
:المقدمة
ال يخفى على كل مهتم بالشأن االقتصادي اهمية النشاط التصديري ودوره في التسريع بمعدالت النمو وتحقيق التنمية االقتصادية
وذلك إذا
ما توفره اسواق الصادرات من فرص كبيرة للتخصص واالستخدام الكفؤ للموارد االقتصادية واالستفادة من مزايا االنتاج بأحجام
.اقتصادية ( اقتصاديات الحجم )
الصادرات وتعدد أسواقها يمكن ان تساهم بقوة في تصحيح االختالل في هياكل االنتاح وتغيير هيكل الصادرات بما يتمشى مع تنوع
.االنتاج
.اسواق الصادرات تتيح مجاالت اوسع الستفادات أكبر في تحقيق التقدم التقني في عمليات االنتاج
قطاع الصادرات وتعدد مكوناته السلعية له دور كبير في تقوية القدرة اإلنتاجية وتوجيه نمط التوزيع الجغرافي للتجارة الخارجية بما
.يكفل تنويع االسواق وتحرير االقتصاد من التشوهات في العالقات Hالتجارية الخارجية
لذلك فقد عملت ليبيا شأنها شأن الكثير من الدول النامية على االهتمام باالنشطة التصديرية والدفع بها إلى مستويات أفضل عبر
الكثير من البرامج التنموية استهدفت فيها بالدرجة االولى تنويع الصادرات وتعدد أسواقها وذلك للحد من هيمنة القطاع النفطي على
.الناتج المحلي االجمالي والهيكل السلعي للصادرات الليبية
المتتبع للبيانات واإلحصاءات ذات العالقة بالتجارة الخارجية الليبية يالحظ من الوهلة االولى ان الصادرات الليبية تشوبها تشوهات
مزمنة تزامن وجودها واستفحالها مع انتاج وتصدير النفط بكميات تجارية ،وقد ادرك المعنيين بالشأن االقتصادي في ليبيا حجم تلك
التشوهات ومخاطرها على االقتصاد الليبي بشكل عام وعلى دور الصادرات في تفعيل عمليات النمو والتنمية بشكل خاص ،لذلك
فقد استهدفت الجهود التنموية في ليبيا منذ منتصف السبعينات تصحيح االختالالت التي تعاني منها التجارة الخارجية بتبني
استراتيجية تنموية تهدف للحد من هيمنة النفط على االقتصاد الليبي تمت ترجمة تلك االستراتيجية في جملة من السياسات اهمها
كانت سياسة تطوير وتنويع الصادرات غير النفطية ،إال ان المطلع على احصاءات التجارة الخارجية الليبية خاصة ما يتعلق
بالهيكل السلعي للصادرات الليبية يالحظ ان نتائج الجهود التنموية ضئيلة جدا وان انعكاساتها على هيكل الصادرات الليبية محدود
.جدا ودون المستهدف
حجم الصادرات وعدم تنوعها وعدم تنوع هيكلها السلعي وتركز أسواقها مؤشرات تشير لعدم وجود أي دور يدكر للصادرات غير
.النفطية في تنويع الصادرات الليبية
الجهود التنموية التي استهدفت Hتصحيح االختالالت في الصادرات الليبية قد اصطدمت بجملة من المعوقات الموضوعية وغير
.الموضوعية حالت دون تحقيق مستهدفاتها
.بيان اهم الجهود التنموية التي استهدفت Hتنمية وتنويع الصادرات الليبية
.عرض وتحليل لالختالالت في الصادرات الليبية وانعكاساتها Hعلى اهم المتغيرات الكلية في االقتصاد الليبي
.بيان إمكانيات التنوع االنتاجي في ليبيا ومدى إمكانية توظيفها لتطوير وتنويع الصادرات الليبية غير النفطية
:منهجية الدراسة
.اوال /عرض نظري لماهية وأهمية سياسة تشجيع الصادرات في األدب االقتصادي
.ثالثا /االختالالت في الصادرات الليبية وانعكاساتها Hعلى اهم المتغيرات الكلية لالقتصاد الليبي
االنكشاف الخارجي (
:النتائج
بالرغم من الجهود التنموية الواسعة التي تمت خالل عقود من الزمن للحد من هيمنة قطاع النفط على االقتصاد الليبي خاصة تلك
التي استهدفت Hتنويع الصادرات إال ان الورقة وقفت على حقيقة مفادها إن نتائج تلك الجهود التنموية ضعيفة وال ترقى إلى ما كان
مستهدف عندما تبين من خالل المؤشرات التي اعتمدتها الورقة حيث لوحظ استمرار هيمنة الصادرات النفطية على المكون
االجمالي للناتج المحلي االجمالي وعلى اجمالي الصادرات الليبية كما لوحظ ارتفاع درجة التركز الجغرافي في اسواق الصادرات
الليبية ولصالح دول محدودة كما تبين ايضا االعتماد الكبير على عوائد الصادرات النفطية في تغذية االستيعاب المحلي وتغذية
الموازنة العامة الليبية ذلك كله يشير إلى استمرار التشوهات في التجارة الخارجية الليبية خاصة ما يتعلق منها بالصادرات وهو ما
يعني في مجمله ارتفاع درجة إنكشاف االقتصاد الليبي على العالم الخارجي وارتفاع درجة حساسيته Hلكافة التقلبات التي تحدث
.خارجيا خاصة تلك التقلبات التى تصيب اقتصادات الشركاء المهمين في التجارة الخارجية الليبية
ويمكن إرجاع التباطؤ في عملية التنمية وضعف نتائج الجهود التنموية التى استهدفت تصحيح االختالالت في الصادرات الليبية إلى
:جملة من االسباب اهمها
. التقلبات في االيرادات النفطية وانعكاساتها Hعلى الطاقة االستيرادية الالزمة لتمويل متطلبات برامج التنمية
ضعف عالقات Hالتكامل القطاعي في االقتصاد الليبي وما ترتب عليه من جمود في آليات النشاط االقتصادي وتباطؤ معدالت النمو
.والتنمية
.تغليب البعد االجتماعي والسياسي على البعد االقتصادي وانعكاسات ذلك على االستقرار اإلداري والسياسي
.التشوهات في االنفاق العام وتقديم االنفاق التسييري على حساب االنفاق التنموي
:التوصيات
وبالرغم من المعوقات الموضوعية وغير الموضوعية التي تم االشارة لها في الدراسة التي حالت دون تحقيق الجهود التنموية
لمستهدفاتها في تصحيح اإلختالالت في الصادرات فإن الورقة قد تعاملت مع الكثير من المعوقات كونها تحديات يجب التعامل معها
والحد من مفعولها في إجهاض العملية التنموية بشكل عام والصادرات بشكل خاص بطرح جملة من السياقات االقتصادية
:والتنظيمية يمكن اختزال جلها في التوصيات التالية
إقحام القطاع الخاص والدفع به بقوة للمساهمة في النشاط االقتصادي خاصة تلك االنشطة اإلنتاجية التى لها عالقة مباشرة وغير
.مباشرة بتفعيل وتطوير الصادرات غير النفطية
.تصحيح الخيارات اإلنتاجية وفقا لسياقات Hاقتصادية قائمة على ما يتوفر في ليبيا من مزايا نسبية
العمل على جذب االستثمار االجنبي والدفع به إلقامة مشروعات انتاجية مشتركة للمنتجات التصديرية خاصة تلك المنتوجات التي
.لها سوق مهم في بلد الشريك االجنبي
.تفعيل كافة Hاالتفاقيات مع الدول الخارجية وبما يخدم سياسة تنويع الصادرات الليبية
المشاركة Hبفاعلية في كافة التجمعات التكاملية اإلقليمية وتعظيم االستفادات من أسواقها الواسعة في تحقيق ما يسمى اقتصاديا
.باقتصاديات Hالحجم
ضرورة تدبير آليات مناسبة وفاعلة تضمن التنسيق والعمل المشترك بين مركز تنمية الصادرات ووازرتي الصناعة والزراعة
.لوضع خارطة مستقبلية ألهم المنتوجات التصديرية إلحاللها تدريجيا ً محل الصادرات النفطية
ضرورة االسترشاد بمقترحات مركز تنمية الصادرات في وضع السياسة التجارية ومراجعة كافة Hالتشريعات Hالتي تنضم ذلك خاصة
.تلك السياسات التي لها عالقة مباشرة وغير مباشرة بالصادرات
.التأكيد على دور وزارة االقتصاد في ضمان التنسيق المستمر بين مركز تنمية الصادرات والمناطق الحرة
توفير االمكانيات Hالمادية والبشرية لمركز تنمية الصادرات لغرض تجهيز قاعدة بيانات ومعلومات حديثة حول مقومات وامكاناتH
.تنمية وتطوير المنتوجات التصديرية