Professional Documents
Culture Documents
المحكمة الدستورية ..د خمري سعيد
المحكمة الدستورية ..د خمري سعيد
المحكمة الدستورية
دراسة مقارنة بين دستوري 1996و 2011
JAMAL SOFYAN
ERAHMANI RIDA
خمري سعيد
السنة الجامعية
2024/2023
1
المملكة المغربية
دستور 1996
المجلس الدستوري
الباب الثامن
الفصل 78
الفصل 79
الفصل 80
الفصل 81
2
المملكة المغربية
دستور 2011
المحكمة الدستورية
الباب الثامن
الفصل 129
الفصل 130
الفصل 131
الفصل 132
الفصل 133
الفصل 134
3
تقديم:
بعد مرور ح88والي عق8دين من ال88زمن إال قليال على إح88داث المجلس الدس88توري ال88ذي ع8وض
الغرف88ة الدس88تورية ،ج88اءت المراجع88ة الدس88تورية لس88نة 2011ل88ترتقي بجه88از مراقب88ة دس88تورية
القوانين من المجلس الدستوري إلى محكم88ة دس88تورية تم88ارس إض88افة إلى اختصاص88ات المس88ندة
س88ابقا للمجلس الدس88توري ،اختصاص88ات أخ88رى على ق88در كب88ير من األهمي88ة تتعل88ق بالمراقب88ة
الدستورية ،منها ما يعتبر توسيعا لالختصاصات األصلية .فبع88د م88ا ك88انت الرقاب88ة ال88تي يمارس88ها
تقتصر على الرقابة السياسية الوقائية السابقة على صدور األم88ر بتنفي88ذ الق88وانين ،أض88حت تجم88ع
إلى الرقابة السياسية الرقابة القضائية التي تتيح إمكانية الدفع بعدم دس88تورية الق88انون بع88د ص88دور
األمر بتنفيذه ،أثناء النظ88ر في ن88زاع مع88روض على القض88اء ،وذل88ك إذا دف88ع أح88د األط88راف ب88أن
القانون ،الذي سيطبق في النزاع ،يمس بالحقوق والحريات التي يضمنها الدس8تور ،وهك8ذا الجم8ع
بين أسلوبي الرقابة الدستورية السياسية والقضائية.
بإلق88اء نظ88رة عن تط88ور ه88ذه المؤسس88ة في الس88ياق المغ88ربي ،فيمكن الرج88وع إلى م88ا قب88ل
الدستور األول لسنة 1962؛ أي إلى مش88روع دس88تور 1908ال88ذي دس88تر مب88دأ مراقب88ة دس88تورية
القوانين من خالل “مجلس الشرفاء” الذي ُأسند إليه القيام بمهمة مراقبة جمي88ع األعم88ال الص88ادرة
عن مجلس األم88ة .إال أن وض88ع ه88ذه الفك88رة موض88ع التنفي88ذ لم يتحق8ق إال م88ع الغرف88ة الدس88تورية
المحدثة في حظيرة المجلس األعلى بموجب الدستور األول لسنة ،1962وهو ما تم تكريس88ه بع88د
ذلك في دستوري 1970و .1972وقد تطورت هذه الممارسة واس88توت بم88وجب دس88تور ،1992
وذل888ك بإح888داث المجلس الدس888توري الهيئ888ة المس888تقلة عن التنظيم القض888ائي الع888ادي ،وإض888افة
اختصاص البث في مطابقة القوانين العادية على إثر إحالة اختياري88ة من س88لطات سياس88ية ح88ددها
الدس88تور ،وه88و م88ا تم تكريس88ه في دس88تور .1996تم ص88ارت المراقب88ة الدس88تورية أك88ثر نض88جا
واكتمل قوامها مع دستور ،2011وذلك بتوسيع مجاالتها لتش88مل ،إض88افة إلى البث في دس88تورية
الق8وانين التنظيمي8ة والق8وانين العادي8ة واألنظم8ة الداخلي8ة للمج8الس البرلماني8ة ،مراقب8ة دس8تورية
االتفاقيات والمعاهدات الدولية واألنظمة الداخلية للمجالس المنظمة بموجب قوانين تنظيمية ،وك88ذا
بجمعها بين أسلوب الرقابة السياسية السابقة على صدور األمر بتنفي88ذ الق88وانين والعم88ل باألنظم88ة
الداخلية وبين أسلوب الرقابة القض8ائية ال8تي تتم بواس8طة ال8دفع بع8دم الدس8تورية ال8ذي يث8ار أم8ام
المحاكم أثناء النظر في قضية بشأن القانون الذي سيطبق في النزاع إذا كان القانون يمس بالحقوق
وبالحريات التي يضمنها الدستور.
4
بعد دراسة الموضوع ونظرا ألهميته التي تتجلى حول دراسة مقارنة بين دستوري 1996و
2011 .من خالل الثابت والمتغير
5
المطلب األول :اإلطار العام لمجلس الدستوري
عرف القض88اء الدس88توري المغ88ربي بع88د م88رور ثالث88ون س88نة من الممارس88ة من ل88دن الغرف88ة
الدس88تورية ب88المجلس األعلى ،تط88ورا هام88ا جس88دته المراجع88ة الدس88تورية لس88نة ،1992حيث تم
االرتقاء بموق88ع هيئت88ه في الهندس88ة الدس88تورية من الب88اب العاش88ر من الدس88اتير الس88ابقة إلى الباب88ا
لس88ادس في الدس88تور 1992ونفس األم88ر تك88رر في دس88تور ،1996كم88ا تم ارتق88اء بالغرف88ة
الدس888تورية من مج888رد غرف888ة في المجلس األعلى إلى مؤسس888ة مس888تقلة ب888ذاتها هي المجلس
الدستوري ،وال88ذي أص88بح يم88ارس عالوة على االختصاص88ات المس88ندة إلي88ه س88ابقا اختصاص88ات
أخرى تجسدت في مراقبة دستورية القوانين العادية باإلحالة االختيارية منالجهات السياسية.
تعت88بر ه88ذه المقتض88يات به88ذه الص88يغة ،ح88دثا هام88ا ،في ت88اريخ النظ88ام الق88انوني والقض88ائي
المغربي ،ألن الدستورالجديد ،أصبح يمنع ومن باب الوجوب على السلطتين التشريعية والتنفيذي88ة
-كل واح88دة في مج88ال اختصاص88ها -إصـدار نصـوص قانوني88ة عام88ة مج88ردة وملزم88ة ،تك88ون
مخالفة ألحكامه.
ويمن88ع على الس88لطة التنفيذي88ة ،تط88بيق النصوص88القانونية ال88تي تض88عها ،أو ال88تي تص88در عن
السلطة التشريعية لنفس السبب؛ وهو م8ا أك8دت علي8ه الفق8رة م8ا قب8ل األخ8يرة من الم8ادة 81من
دستور 1996بقولها..." :ال يجوز إصدار أو تطبيق أي نص يخالف الدستور".
6
-الفقرة الثانية :تأليف
أصبح المجلس الدستوري بموجب الفصل 79من الدستور ،يتألف مناثني عشر عضوا ،س88تة
أعضاء يعينهم المل8ك لم8دة تس8ع س8نوات ،وس8تة أعض88اء ،يعين ثالث8ة منهم رئيس مجلس الن8واب
وثالثة رئيس مجلس المستشارين لنفس المدة بعد استش88ارة الف88رق ،ويتم ك88ل ثالث س88نوات تجدي88د
ثلث ك88ل فئ88ة من أعض88اء المجلس الدس88توري ،ويخت88ار المل88ك رئيس المجلس الدس88تورمن بين
األعضاء الذين يعينهم ،ومهمة رئيس وأعضاء المجلس الدستوري غ88ير قابل88ة للتجدي88د.ومن أج88ل
المالءمة مع األحكام الجديدة المتعلقة بالمجلس الدستوري في المراجع88ة الدس88تورية لس88نة،1996
صدر قانون تنظيمي يغير ويتمم القانون التنظيمي المتعلق بالمجلس الدستوري .وهكذا ،نالحظ أنه
في ظ88ل دس88تور 1992م ،أص88بح ع88دد أعض88اء المجلس الدس88توري 9أعض88اء يعين88ون لم88دة 6
س88نوات ،يعين المل88ك 5أعض88اء يخت88ار من بينهم رئيس المجلس الدس88توري ،و 4يعينهم رئيس
مجلس النواب ،أما في ظل دستور 1996م ،فقد ارتفع عدد أعضاء المجلس الدستوري من 9إلى
12بس888بب أن البرلم888ان أص888بح يتك888ون من مجلس888ين اث888نين هم888ا :مجلس الن888واب ومجلس
المستشارين،وه88ؤالء األعض88اء على ثالث فئ88ات :الفئ88ة األولى وع8دد أعض88ائها 6يعينهم المل88ك
ويختار من بينهم الرئيس ،والفئ88ة الثاني88ة تت88ألف من األعض88اء ال88ذين يعينهم رئيس مجلس الن88واب
وعددهم 3أعضاء،أما الفئة الثالثة فتتألف من األعض88اء ال88ذين يعينهم رئيس مجلس المستش88ارين
وعددهم كذلك 3أعضاء ،ويشار إلى أن التعيين88ات المنوط88ة برئيس88ي مجلس88ي البرلم88ان تتم بع88د
استشارة كل منهما الفرق البرلمانية على صعيد كل مجلس معني.
أما بالنس88بة إلى م88دة االنت88داب ،فق88د ارتفعت ،هي األخ88رى ،من 6إلى 9س88نوات ،وإذا ك88ان
التجديد الذي يقع كل 3سنوات نصفيا في دستور 1992م .فقد أضحى يهم ثلث كل فئة من الفئات
الثالث في دستور 1996م ،ولتحقيق هذا التجديد الذي يقع كل 3سنوات ،يتعين لفت االنتب88اه إلى
أن المشرع جعل م88دة االنت88داب الم88ذكورة عن88د تنص88يب المجلس الدس88توري ألول م88رة ،متغ88ايرة
بالنسبة إلى األعضاء ،وهك88ذا ،وعن88د أول تع88يين ألعض88اء المجلس ،عن88دما ك88انت م88دة العض88وية
محددة في 6سنوات ،يعين عضوان من كل فئة لمدة 3سنوات ،ويعين العضوان اآلخران من كل
فئة لمدة 6س88نوات،ولم88ا ارتفعت الم88دة إلى 9س88نوات ،يعين ثلث من أعض88اء ك88ل فئ88ة لم88دة 3
7
سنوات فقط ،والثلث الثاني لمدة 6سنوات فقط ،والثلث األخير يعين لمدة 9سنوات .وعند فقدان
العضوية لسبب من األسباب يكمل من تم تعيينه خلفا للعضو السابق الفترة المتبقية من عضويته.
أصبح المجلس الدستوري يمارس إضافة إلى جميع االختصاص88ات المس88ندة س88ابقا إلى الغرف88ة
الدستورية للمجلس األعلى اختصاص مراقبة دستورية القوانين العادية ،حيث نصت الفقرة الثالث88ة
من الفص88ل 79من الدس8تور على أن "للمل8ك أو ال8وزير األول أو رئيس مجلس الن8واب أو رب8ع
األعضاء الذين يتألف منهم هذا المجلس أن يحيلوا القوانين قبل إصدار األمر بتنفيذها إلى المجلس
الدستوري ليبت في مطابقته88ا للدس88تور" ،وه88و م88ا كرس88ه بع88د ذل88ك دس88تور 1996م ،في الفق8رة
الثالثة من الفصل 81منه ،مع مالحظ88ة أن البرلم88ان لم88ا ص88ار يتك88ون من غرف88تين تمت إض88افة
رئيس مجلسا لمستشارين وربع أعضاء ه88ذا المجلس إلى الس88لطات الموك88ول إليه88ا ممارس88ة ه88ذه
اإلحالة االختيارية.ولقد حدد المشرع الدستوري آجاال للمجلس الدستوري يبت فيها في اإلح88االت،
سواء منها الوجوبية أو االختيارية ،المتعلقة بمطابق8ة الدس8تورية ،حيث نص8ت الفق8رة الرابع8ة من
الفص88ل 81من دس88تور 1996م ،على أن المجلس الدس88توري يبت فيه88ذه الح88االت خالل ش88هر
واحد ،وتخفض هذه المدة إلى ثمانية أيام بطلب من الحكومة إذا كاناألمر يدعو إلى التعجيل.
ثانيا :دسترة مبدأ الحجية المطلقة التي تكتسيها قرارات المجلس الدستوري
من مستجدات المراجعة الدستورية لسنة 1992م ،والتي كرس88تها المراجع88ة الدس88تورية لس88نة
1996م ،النص وألول م88رة ،في ص88لب الوثيق88ة الدس88توريةعلى أن الق88رارات ال88تي يص88درها
المجلس الدستوري بهذا الخصوص أو بغيره طبقا للفقرة األخيرة من الفصل 81من الدستور ،ال
تقبل أيطريق من طرق الطعن ،وتلزم كل السلطات العام88ة وجمي88ع الجه88ات اإلداري88ة والقض88ائية.
والمعنى ،أنقرارات القضاء الدستوري تتوافر على قوة الشيء المقضي به ،وتكتسي حجية مطلق88ة
أمام الجميعبمن فيهم الجهاز نفسه الذي يصدرها ،أي أنه ال يمكنه أن يتراجع عن قرار أص88دره أو
8
أن يعدله،باستثناء ما نص عليه القانون التنظيمي المتعل88ق ب88المجلس الدس88توري في مادتي88ه 18و
19من أنه "إذاالحظ المجلس الدستوري وجود خطأ مادي في قرار من قراراته جاز له تصويبه
تلقائيا" ،وأنه لكل طرف معني أن يطلب من المجلس الدستوري تصويب خطأ مادي ش88اب ق88رارا
من قراراته في غضون عشرين يوم88ا من ت88اريخ تبلي88غ الق88رار المطل88وب تص88ويبه.وه88ذه الحجي88ة
المطلقة ،التي تلزم كل السلطات العام8ة وجمي8ع الجه8ات اإلداري8ة والقض8ائية ،تج8د تطبيقه8ا فيم8ا
نص88ت علي88ه الفق8رة م88ا قب88ل األخ8يرة من نفس الفص88ل من الدس88تور ال88تي تنص على أنهال يج88وز
إص88دار أو تط88بيق أي نص يخ88الف الدس88تور"،وكرس88تها المقتض88يات ال88واردة في الم88ادة 24أنف88ة
الذكر ،من أن نشر ق88رار المجلس الدس88توري القاض88ي بع88دم مطابق88ة م88ادة من ق88انون يح88ول دون
إصدار األمر بتنفيذ هذا القانون.
ويقوم المجلس الدستوري ،فور إحال8ة الق8وانين إلي8ه في الح8االت المنص8وص عليه8ا في الفق8رة
السابقة ،بإبالغ ذلك إلى الملك والوزير األول ورئيس كل مجلس من مجلسي البرلمان الذي يتولى
ب888دوره إعالم أعض888اء مجلس888ه ب888األمر ولل888وزير األول ورئيس مجلس الن888واب ورئيس مجلس
المستش88ارين وأعض88اء المجلس88ين الم88ذكورين أن ي88دلوا إلى المجلس الدس88توري بم88ا يب88دو لهم من
مالحظ8ات في ش8أن القض88ية المعروض88ة علي8ه.كم8ا يبت المجلس الدس8توري في مطابق8ة الق8انون
للدستور خالل شهر من إحالته إليه أو في غضون ثمانية أيام فيحالة االستعجال وف88ور نش88ر ق88رار
من المجلس الدستوري يقضي بمطابقة قانون الدستور ينتهي فيما يخص هذا القانون وقف س88ريان
األجل المحدد إلصدار األمر بتنفيذ القوانين.
يحول نشر قرار المجلس الدستوري القاضي بعدم مطابقة مادة من قانون تنظيمي أو من قانون
أو من النظام الداخلي لمجلس الن88واب أو مجلس المستش88ارين للدس88تور دون إص88دار األم88ر بتنفي88ذ
9
القانون التنظيمي أو القانون أوالعمل بالمادة موضوع القرار من النظام الداخلي لمجلس الن88واب أو
مجلس المستشارين.
وإذا قضى المجلس الدستوري بأن قانونا تنظيميا أو قانونا أو نظام88ا داخلي88ا يتض88من م88ادة غ88ير
مطابقة للدستورولكن يمكن فصلها من مجموعه يج8وز إص8دار األم8ر بتنفي8ذ الق8انون التنظيمي أو
القانون أو العمل بالنظام الداخلي باستثناء المادة المصرح بعدم مطابقتها للدستور.
10
المطلب الثاني :اإلطار العام للمحكمة الدستورية:
يع88ود ت88اريخ القض88اء الدس88توري بالمملك88ة المغربي88ة إلى أولى س88نوات االس88تقالل عن88دما نص
دس88تور 1962على تأس88يس غرف88ة دس88تورية ب88المجلس األعلى باعتب88اره أعلى هيئ88ة في التنظيم
القضائي.
في سنة ،1992سيعرف هذا القضاء استقالال أكبر بموجب المراجعة الدستورية ال88تي نص88ت
على إحداث مجلس دستوري باعتباره مؤسسة مستقلة ذات صالحيات أوسع ،تتماشى مع المخطط
اإلصالحي الذي وضعته المملكة مع بداية التسعينات الهادف إلى تعزي88ز دول88ة الق88انون ،وترس88يخ
مبادئ حقوق اإلنسان كما هي متعارف عليها دوليا.
الفقرةاالولى:المحكمة الدستورية.
تعتبر المحكمة الدستورية اعلى هيئة قضائية دستورية بالمغرب ،تمارس رقاب8ة بعدي8ة ورقاب8ة
قبلي8ة على دس8تورية الق8وانين.وخالل دس8تور 2011تع8ززت مكان8ة المحكم8ة الدس8تورية حيت
اصبحت تتمتع بع88دة ص88الحيات كم88ا تبت في موافق88ة االتفاقي88ات ال88تي يوقعه88ا المغ88رب .وتختص
بالنظر في صحة انتخاب أعضاء البرلمان.
11
توض88ع على أعض88اء المحكم88ة الدس88تورية مجموع88ة من القي88ود بحيث يمن88ع عليهم الجم88ع بين
عضويتهم في المحكم88ة ومه88ام أخ88رى ،ويتعل88ق األم88ر ب88الجمع بين عض88وية المحكم88ة وعض88وية
الحكومة أو مجلس النواب أو مجلس المستشارين أو المجلس األعلى للسلطة القض88ائية أو المجلس
االقتصادي واالجتماعي والبيئي أو ك8ل هيئ8ة أو مؤسس8ة من المؤسس8ات أو الهيئ8ات المنص88وص
عليها في الباب الثاني عشر من الدستور ،كما أنه ال يجوز ألعضاء المحكمة ممارس88ة أي وظيف88ة
عامة أو مهمة انتخابية أو أي شغل كان نظير مقابل إم88ا في ش88ركة أو في دول88ة أجنبي88ة أو منظم88ة
دولية أو منظمة دولية غير حكومية ،كما ال يمكن لهم ممارسة أي مهنة حرة طيل88ة عض88ويتهم في
المحكمة .ويتعهد أعضاء المحكمة الدستورية بواجب التحفظ ،وبصفة عام88ة االمتن88اع عن ك88ل م88ا
من شأنه أن يمس باستقاللهم ،وال أن يتخ88ذوا أي موق88ف عل88ني أو اإلدالء ب88أي فت88وى في القض88ايا
التي سبق للمحكمة أن قضت فيها ،كما أنه ال يجوز لهم أن يشغلوا داخل حزب سياسي أو نقاب8ة أو
هيئة ذات طابع سياس88ي أو نق88ابي كيفم88ا ك88انت طبيعته88ا أو أي منص88ب مس88ؤول أو قي88ادي ،أو أن
يس88محوا باإلش88ارة إلى ص88فتهم كأعض88اء بالمحكم88ة في أي وثيق88ة متعلق88ة ب88أي نش88اط عم88ومي أو
خاص .وفي حالة رغبة أحد أعضاء المحكمة في الترشح لمهم88ة عام88ة انتخابي88ة أن يق88دم اس88تقالته
قبل إيداع طلب ترشيحه ،وال تطبق ه88ذه االس88تقالة على المه88ام االنتخابي88ة الداخلي88ة في الجمعي88ات
والهيئات التي ليس لها طابع نقابي أو سياسي أو مهني.
حاالت تنتهي فيها العضوية بالمحكمة الدستورية ،ويتعلق األمر إما بانتهاء المدة المح88ددة له88ا،
أو بوفاة العضو ،أو باالستقالة ،أو باإلعفاء ويكون ذلك في حالة مزاولة نشاط يتنافى مع عض88وية
المحكمة أو فقدان التمتع بالحقوق المدنية والسياسية ،أو حدوث عجز بدني مستديم يمنعه من القيام
بمزاولة مهامه ،وأخيرا إذا ان هنا إخالل بااللتزامات العامة أو الخاصة.
حينما تنتهي مدة عضوية أعضاء المحكمة الدستورية ،فإنه يتم تعيين أو انتخاب أعضاء ال88ذين
سيحلون محلهم قبل تاريخ انتهاء المدة المذكورة بخمسة عشر يوما على األق88ل .وبالنس88بة النته88اء
عضوية أحد األعضاء ألحد األسباب التي سبق االشارة لها ،فإن88ه يتم تع88يين من يخلف88ه خالل م88دة
خمسة عشر يوما من تبليغ الحالة إما إلى الملك إن كان أم88ر التع88يين الخل88ف يرج88ع ل88ه ،وإم88ا إلى
رئيس مجلس النواب أو رئيس مجلس المستشارين في الحاالت األخرى.
12
الفقرة الثالثة :اختصاصات المحكمة الدستورية
تناط بالمحكم88ة الدس88تورية مجموع88ة من االختصاص88ات لع88ل أبرزه88ا المراقب88ة على دس88تورية
القوانين ،ويقصد بذلك أن المحكمة تتفحص مدى مطابقة النصوص التشريعية ،واألنظمة الداخلي88ة
لمجلس88ي البرلم88ان وبعض المؤسس88ات الدس88تورية ،وااللتزام88ات الدولي88ة المح88ال عليه88ا للنص
الدستوري ،وهذه المراقبة قد تكون قبلية أو الحقة لدخول القانون حيز التنفيذ.
بالنس88بة للمراقب88ة القبلي88ة فق88د تك88ون إلزامي88ة أو اختياري88ة ،وتك88ون إلزامي88ة في بعض الق88وانين
ويتعلق األمر بالقوانين التنظيمية التي يجب أن تحال على المحكمة وجوبا بع88د مص88ادقة البرلم88ان
عليها ،وقبل إصدار األمر بتنفيذها ،واألنظمة الداخلي88ة لبعض المؤسس88ات الدس88تورية ال88تي ينبغي
إحالتها وجوبا قبل الشروع في تطبيقها .وإذا ك88انت ه88ذه الح88االت تس88تلزم االحال88ة االلزامي88ة على
المحكمة فإن ما دون ذلك تكون فيه االحالة اختياري88ة أي الق88وانين األخ88رى العادي88ة ،وتك88ون ه88ذه
االحالة قصد البث في مطابقتها للدستور.
أما المراقبة الالحقة فالمحكمة الدستورية نظرا لكونها تنظر في كل دفع متعل88ق بع88دم دس88تورية
قانون إذا ما أثير أثناء النظر في دعوى قائمة أمام القضاء ،ودفع أحد األطراف بأن الق88انون ال88ذي
سيطبق في النزاع يمس بالحقوق والحريات التي يضمنها الدس8تور ،تك8ون ه8ذه المراقب8ة في البث
في كل ملتمس حكومي يرمي إلى تغيير النص88وص التش88ريعية من حيث الش88كل بمرس88وم إذا ك88ان
مضمونها يدخل في مجال من المجاالت التي تمارس فيها السلطة التنظيمية اختصاصاتها ،وأيضا
مراقبة صحة إجراءات مراجعة الدستور وإعالن نتائجها ،كما تشمل صحة االنتخابات البرلماني88ة
وعمليات االستفتاء.
13
النص88اب بع88د دورتين للتص88ويت ،وبع88د المناقش88ة تتخ88ذ المحكم88ة قراراته88ا باألغلبي88ة المطلق88ة
ألعضائها ،وفي حالت تعادل األصوات يعتبر صوت الرئيس مرجحا.
مما ينبغي االشارة إليه في األخير أن المحكمة الدستورية تص8در قراراته8ا باس8م المل8ك وطبق8ا
للقانون وتكون جلساتها غير علنية ما لم ينص على خالف ذلك ،وتنشر بالجري88دة الرس88مية داخ88ل
أجل ال يزيد عن ثالثين يوما من تاريخ صدورها.
14
المطلب الثالث:المقارنة بين دستوري 1996و 2011من خالل الثابت
والمتغير
سنسعى من خالل هذه الورقة إظهار مواطن التماثل والتمايز بين المجلس الدستوري
والمحكمة الدستورية بإجراء مقارنة بينهما انطالقا من دستوري 1996و.2011
وعمل المشرع الدستوري بمناسبة المراجعة الدستورية األخيرة لسنة 2011بالنظر إلى
سياقها العام والظرفية التي دعت إليها ،إلى إحداث تحول نوعي في مجال الرقابة الدستورية التي
تعد أساس دولة القانون وذلك بنصه على إحداث محكمة دستورية تعوض المجلس الدستوري
الذي وجهت إليه عدة انتقادات مع تعديل في المقتضيات الخاصة بتكوينها بالمقارنة مع هذا
األخير باإلضافة إلى توسيع االختصاصات المنوطة بها .كما أن هذه األهمية تظهر من خالل
المالحظات الشكلية األولية التي يتبين من خاللها أن دستور 2011خص في هندسته هذه
المحكمة بستة فصول وذلك عوض أربعة فصول التي خصصت للمجلس الدستوري بمقتضى
دستور . 1996
وما يمكن قوله بعد المقارنة بين المجلس الدستوري الذي نص عليه دستور 1996والمحكمة
الدستورية في ظل دستور ،2011هو أن األخيرة أصبح لها دور كبير وباتت تؤدي أدوارا أكثر
من المجلس الدستوري.
15
بصفته المنفردة.
كما يشتركان في استشارة رئيسها من طرف الملك عند لجوئه لحل البرلمان.
كما يشترك الطرفين فيما يعرض عليهما من طلبات ودفوع خالل مدة شهر على األكثر ،إال
إذا طلبت الحكومة تخفيض هذه المدة في حالة االستعجال ،فتصبح ثمانية أيام فقط.
كما يشتركان أيضا في المهام التي ال يجوز الجمع بينها وبين عضوية المحكمة الدستورية أو
المجلس الدستوري وطريقة إجراء التجديدين األولين لثلث أعضائها ،وكيفيات تعيين من يحل
محل أعضائها ،الذين استحال عليهم القيام بمهامهم ،أو استقالوا أو توفوا أثناء مدة عضويتهم.
16
من بين المتغيرات أيضا هو أن المحكمة الدستورية التي تتألف كالمجلس الدستوري سابقا من
اثني عشر عضوا ،يعينون لمدة تسع سنوات غير قابلة للتجديد ،ستة أعضاء يعينهم الملك ،بات
من بينهم عضو يقترحه األمين العام للمجلس العلمي األعلى ،وهذا لم يكن سابقا.
يشار إلى أن مجموعة من القرارات كانت قد أصدرتها المحكمة الدستورية وكانت محط نقاش
كبير بين المغاربة وأسالت العديد من القيل والقال بل حتى فقهاء القانون الدستوري كتبوا وأدلوا
بدلوهم في هذه القرارات.
17
خاتمة
مما سبق يمكن أن نستشف أن المحكمة الدستورية جاءت استمرارا للمجلس الدستوري ،حيث
تبقى المراقبة الدستورية من أهم عناصر قيام دولة الحق والقانون ،حسب ما جاء على لسان محمد
أمين بن عبد هللا ،عضو المجلس األعلى للسلطة القضائية ،في ندوة صحافية نظمت سابقا في كلية
العلوم القانونية واإلقتصادية واإلجتماعية بالمحمدية.
فدولة الحق والقانون “هي الدولة التي تمتثل لدستورها وللحريات وتحترم أفراد المجتمع”،
علما أنه بدون مراقبة ال يمكن أن يتحقق كل هذا ،لذا يبقى حضور ووجود المحكمة الدستورية
ضروري وبمثابة دركي يسهر على تطبيق القوانين وعدم مخالفتها للدستور.
لذلك فالقضاء الدستوري ما هي إال منارة للترافع والدفاع على القانون ،دارسا للحقوق
والحريات ضامنا لتوزيع السلط.
ونتيجة ألهمية الرقابة الدستورية نالحظ في عالمنا اليوم تعميما للمجالس والمحاكم الدستورية
باعتبارها هياكل تسهر وبشكل يومي على احترام علوية الدستور وسموه.
18
مراجع:
دستور 2011
دستور 1996
عبد المولى مسDDعيد ،المحكمDDة الدسDDتورية في ظDDل دسDDتور ،2011هسDDبريس ،يونيDDو
2016
مقال الجزيرة ،المحكمة الدستورية المغربية ،أبريل
رشDDيد المDDدور الغرفDDة الدسDDتورية_ المجلس الدسDDتوري_ المحكمDDة الدسDDتورية ،مجلDDة
دراسات دستورية ،المجلد الثالث_ العدد السادس 2016
محمد صابر المجلس الدسDDتوري بDDالمغرب :واجهDDة لسDDيادة الدسDDتور المجلDDة المغربيDDة
لإلدارة المحلية والتنمية
القانون التنظيمي رقم 29.93المتعلق بالمجلس الدستوري
19