You are on page 1of 19

‫جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء‬

‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية المحمدية‬


‫ماستر‪:‬العمل البرلماني والصياغة التشريعية‬

‫المحكمة الدستورية‬
‫دراسة مقارنة بين دستوري ‪ 1996‬و ‪2011‬‬

‫من انجاز الطلبة‪:‬‬

‫‪JAMAL SOFYAN‬‬

‫‪ERAHMANI RIDA‬‬

‫إشراف‬ ‫‪BOULAHDIT SOUMIA‬‬

‫‪EL FATACHI HOUDA‬‬

‫الدكتور‪:‬‬ ‫‪MARZOUK ELMILOUDI‬‬

‫خمري سعيد‬

‫السنة الجامعية‬
‫‪2024/2023‬‬
‫‪1‬‬
‫المملكة المغربية‬
‫دستور ‪1996‬‬

‫المجلس الدستوري‬

‫الباب الثامن‬
‫‪ ‬الفصل ‪78‬‬
‫‪ ‬الفصل ‪79‬‬
‫‪ ‬الفصل ‪80‬‬
‫‪ ‬الفصل ‪81‬‬

‫‪2‬‬
‫المملكة المغربية‬
‫دستور ‪2011‬‬

‫المحكمة الدستورية‬

‫الباب الثامن‬
‫‪ ‬الفصل ‪129‬‬
‫‪ ‬الفصل ‪130‬‬
‫‪ ‬الفصل ‪131‬‬
‫‪ ‬الفصل ‪132‬‬
‫‪ ‬الفصل ‪133‬‬
‫‪ ‬الفصل ‪134‬‬

‫‪3‬‬
‫تقديم‪:‬‬
‫بعد مرور ح‪88‬والي عق‪8‬دين من ال‪88‬زمن إال قليال على إح‪88‬داث المجلس الدس‪88‬توري ال‪88‬ذي ع‪8‬وض‬
‫الغرف‪88‬ة الدس‪88‬تورية‪ ،‬ج‪88‬اءت المراجع‪88‬ة الدس‪88‬تورية لس‪88‬نة ‪ 2011‬ل‪88‬ترتقي بجه‪88‬از مراقب‪88‬ة دس‪88‬تورية‬
‫القوانين من المجلس الدستوري إلى محكم‪88‬ة دس‪88‬تورية تم‪88‬ارس إض‪88‬افة إلى اختصاص‪88‬ات المس‪88‬ندة‬
‫س‪88‬ابقا للمجلس الدس‪88‬توري‪ ،‬اختصاص‪88‬ات أخ‪88‬رى على ق‪88‬در كب‪88‬ير من األهمي‪88‬ة تتعل‪88‬ق بالمراقب‪88‬ة‬
‫الدستورية‪ ،‬منها ما يعتبر توسيعا لالختصاصات األصلية‪ .‬فبع‪88‬د م‪88‬ا ك‪88‬انت الرقاب‪88‬ة ال‪88‬تي يمارس‪88‬ها‬
‫تقتصر على الرقابة السياسية الوقائية السابقة على صدور األم‪88‬ر بتنفي‪88‬ذ الق‪88‬وانين‪ ،‬أض‪88‬حت تجم‪88‬ع‬
‫إلى الرقابة السياسية الرقابة القضائية التي تتيح إمكانية الدفع بعدم دس‪88‬تورية الق‪88‬انون بع‪88‬د ص‪88‬دور‬
‫األمر بتنفيذه‪ ،‬أثناء النظ‪88‬ر في ن‪88‬زاع مع‪88‬روض على القض‪88‬اء‪ ،‬وذل‪88‬ك إذا دف‪88‬ع أح‪88‬د األط‪88‬راف ب‪88‬أن‬
‫القانون‪ ،‬الذي سيطبق في النزاع‪ ،‬يمس بالحقوق والحريات التي يضمنها الدس‪8‬تور‪ ،‬وهك‪8‬ذا الجم‪8‬ع‬
‫بين أسلوبي الرقابة الدستورية السياسية والقضائية‪.‬‬

‫بإلق‪88‬اء نظ‪88‬رة عن تط‪88‬ور ه‪88‬ذه المؤسس‪88‬ة في الس‪88‬ياق المغ‪88‬ربي‪ ،‬فيمكن الرج‪88‬وع إلى م‪88‬ا قب‪88‬ل‬
‫الدستور األول لسنة ‪1962‬؛ أي إلى مش‪88‬روع دس‪88‬تور ‪ 1908‬ال‪88‬ذي دس‪88‬تر مب‪88‬دأ مراقب‪88‬ة دس‪88‬تورية‬
‫القوانين من خالل “مجلس الشرفاء” الذي ُأسند إليه القيام بمهمة مراقبة جمي‪88‬ع األعم‪88‬ال الص‪88‬ادرة‬
‫عن مجلس األم‪88‬ة‪ .‬إال أن وض‪88‬ع ه‪88‬ذه الفك‪88‬رة موض‪88‬ع التنفي‪88‬ذ لم يتحق‪8‬ق إال م‪88‬ع الغرف‪88‬ة الدس‪88‬تورية‬
‫المحدثة في حظيرة المجلس األعلى بموجب الدستور األول لسنة ‪ ،1962‬وهو ما تم تكريس‪88‬ه بع‪88‬د‬
‫ذلك في دستوري ‪ 1970‬و‪ .1972‬وقد تطورت هذه الممارسة واس‪88‬توت بم‪88‬وجب دس‪88‬تور ‪،1992‬‬
‫وذل‪888‬ك بإح‪888‬داث المجلس الدس‪888‬توري الهيئ‪888‬ة المس‪888‬تقلة عن التنظيم القض‪888‬ائي الع‪888‬ادي‪ ،‬وإض‪888‬افة‬
‫اختصاص البث في مطابقة القوانين العادية على إثر إحالة اختياري‪88‬ة من س‪88‬لطات سياس‪88‬ية ح‪88‬ددها‬
‫الدس‪88‬تور‪ ،‬وه‪88‬و م‪88‬ا تم تكريس‪88‬ه في دس‪88‬تور ‪ .1996‬تم ص‪88‬ارت المراقب‪88‬ة الدس‪88‬تورية أك‪88‬ثر نض‪88‬جا‬
‫واكتمل قوامها مع دستور ‪ ،2011‬وذلك بتوسيع مجاالتها لتش‪88‬مل‪ ،‬إض‪88‬افة إلى البث في دس‪88‬تورية‬
‫الق‪8‬وانين التنظيمي‪8‬ة والق‪8‬وانين العادي‪8‬ة واألنظم‪8‬ة الداخلي‪8‬ة للمج‪8‬الس البرلماني‪8‬ة‪ ،‬مراقب‪8‬ة دس‪8‬تورية‬
‫االتفاقيات والمعاهدات الدولية واألنظمة الداخلية للمجالس المنظمة بموجب قوانين تنظيمية‪ ،‬وك‪88‬ذا‬
‫بجمعها بين أسلوب الرقابة السياسية السابقة على صدور األمر بتنفي‪88‬ذ الق‪88‬وانين والعم‪88‬ل باألنظم‪88‬ة‬
‫الداخلية وبين أسلوب الرقابة القض‪8‬ائية ال‪8‬تي تتم بواس‪8‬طة ال‪8‬دفع بع‪8‬دم الدس‪8‬تورية ال‪8‬ذي يث‪8‬ار أم‪8‬ام‬
‫المحاكم أثناء النظر في قضية بشأن القانون الذي سيطبق في النزاع إذا كان القانون يمس بالحقوق‬
‫وبالحريات التي يضمنها الدستور‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫بعد دراسة الموضوع ونظرا ألهميته التي تتجلى حول دراسة مقارنة بين دستوري ‪ 1996‬و‬
‫‪ 2011 .‬من خالل الثابت والمتغير‬

‫‪:‬ولإلجابة عن هذه االشكالية سنقسم الموضوع على النحو اآلتي‬

‫المطلب االول‪ :‬االطار العام لمجلس الدستوري‬

‫فقرة األولى‪:‬المجلس الدستوري‬ ‫‪‬‬


‫فقرة الثانية ‪:‬التأليف‬ ‫‪‬‬
‫فقرة الثالثة‪:‬االختصاص‬ ‫‪‬‬
‫فقرة الرابعة‪:‬المسطرة‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلطار العام للمحكمة الدستورية‬

‫فقرةاالولى‪ :‬المحكمةالدستور ية‬ ‫‪‬‬


‫فقرة الثانية ‪:‬التأليف‬ ‫‪‬‬
‫فقرةالثالثة االختصاص‬ ‫‪‬‬
‫فقرة الرابعة‪ :‬المسطرة‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثالث‪:‬المقارنة بين دستورين من خالل الثابت و المتغير‪.‬‬

‫فقرةاالولى ‪:‬الثابت‬ ‫‪‬‬


‫فقرة الثانية‪:‬المتغير‬ ‫‪‬‬

‫‪5‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اإلطار العام لمجلس الدستوري‬
‫عرف القض‪88‬اء الدس‪88‬توري المغ‪88‬ربي بع‪88‬د م‪88‬رور ثالث‪88‬ون س‪88‬نة من الممارس‪88‬ة من ل‪88‬دن الغرف‪88‬ة‬
‫الدس‪88‬تورية ب‪88‬المجلس األعلى‪ ،‬تط‪88‬ورا هام‪88‬ا جس‪88‬دته المراجع‪88‬ة الدس‪88‬تورية لس‪88‬نة ‪ ،1992‬حيث تم‬
‫االرتقاء بموق‪88‬ع هيئت‪88‬ه في الهندس‪88‬ة الدس‪88‬تورية من الب‪88‬اب العاش‪88‬ر من الدس‪88‬اتير الس‪88‬ابقة إلى الباب‪88‬ا‬
‫لس‪88‬ادس في الدس‪88‬تور ‪ 1992‬ونفس األم‪88‬ر تك‪88‬رر في دس‪88‬تور ‪ ،1996‬كم‪88‬ا تم ارتق‪88‬اء بالغرف‪88‬ة‬
‫الدس‪888‬تورية من مج‪888‬رد غرف‪888‬ة في المجلس األعلى إلى مؤسس‪888‬ة مس‪888‬تقلة ب‪888‬ذاتها هي المجلس‬
‫الدستوري‪ ،‬وال‪88‬ذي أص‪88‬بح يم‪88‬ارس عالوة على االختصاص‪88‬ات المس‪88‬ندة إلي‪88‬ه س‪88‬ابقا اختصاص‪88‬ات‬
‫أخرى تجسدت في مراقبة دستورية القوانين العادية باإلحالة االختيارية منالجهات السياسية‪.‬‬

‫‪-‬الفقرة األولى‪ :‬المجلس الدستوري‬


‫انطالق‪88‬ا من منط‪88‬وق الدس‪88‬تور المغ‪88‬ربي‪ ،‬يعت‪88‬بر المجلس الدس‪88‬توري‪ ،‬الح‪88‬ارس األم‪88‬ني‪ ،‬لك‪88‬ل‬
‫المقتضيات الدستورية‪ ،‬التيتمر على القوانين التنظيمية والعادية‪ ،‬وعلى المراس‪88‬يم التنظيمي‪88‬ة‪ ،‬كم‪88‬ا‬
‫يعت‪88‬بر آلي‪88‬ة ض‪88‬بط دس‪88‬تورية‪ ،‬لك‪88‬ل س‪88‬لطة في ممارس‪88‬ة ص‪88‬الحياتها على الوج‪88‬ه المح‪88‬دد له‪88‬ا في‬
‫الدستور‪ ،‬كما يعتبر الح‪88‬امي لحق‪88‬وق وحري‪88‬ات المواط‪88‬نين الفردي‪88‬ة والجماعي‪88‬ة‪ ،‬حيثنص الدس‪88‬تور‬
‫على م‪88‬ا يلي‪" :‬ال يج‪88‬وز إص‪88‬دار أو تط‪88‬بيق أي نص يخ‪88‬الف الدس‪88‬تور‪ .‬ال تقب‪88‬ل ق‪88‬رارات المجلس‬
‫الدس‪88‬توري أيطري ‪8‬ق من ط‪88‬رق الطعن؛ وتل‪88‬زم ك‪88‬ل الس‪88‬لطات العام‪88‬ة وجمي‪88‬ع الجه‪88‬ات اإلداري‪88‬ة‬
‫والقضائية"‪.‬‬

‫تعت‪88‬بر ه‪88‬ذه المقتض‪88‬يات به‪88‬ذه الص‪88‬يغة‪ ،‬ح‪88‬دثا هام‪88‬ا‪ ،‬في ت‪88‬اريخ النظ‪88‬ام الق‪88‬انوني والقض‪88‬ائي‬
‫المغربي‪ ،‬ألن الدستورالجديد‪ ،‬أصبح يمنع ومن باب الوجوب على السلطتين التشريعية والتنفيذي‪88‬ة‬
‫‪ -‬كل واح‪88‬دة في مج‪88‬ال اختصاص‪88‬ها ‪-‬إصـدار نصـوص قانوني‪88‬ة عام‪88‬ة مج‪88‬ردة وملزم‪88‬ة‪ ،‬تك‪88‬ون‬
‫مخالفة ألحكامه‪.‬‬

‫ويمن‪88‬ع على الس‪88‬لطة التنفيذي‪88‬ة‪ ،‬تط‪88‬بيق النصوص‪88‬القانونية ال‪88‬تي تض‪88‬عها‪ ،‬أو ال‪88‬تي تص‪88‬در عن‬
‫السلطة التشريعية لنفس السبب؛ وهو م‪8‬ا أك‪8‬دت علي‪8‬ه الفق‪8‬رة م‪8‬ا قب‪8‬ل األخ‪8‬يرة من الم‪8‬ادة ‪ 81‬من‬
‫دستور ‪ 1996‬بقولها‪..." :‬ال يجوز إصدار أو تطبيق أي نص يخالف الدستور"‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪-‬الفقرة الثانية‪ :‬تأليف‬
‫أصبح المجلس الدستوري بموجب الفصل ‪ 79‬من الدستور‪ ،‬يتألف مناثني عشر عضوا‪ ،‬س‪88‬تة‬
‫أعضاء يعينهم المل‪8‬ك لم‪8‬دة تس‪8‬ع س‪8‬نوات‪ ،‬وس‪8‬تة أعض‪88‬اء‪ ،‬يعين ثالث‪8‬ة منهم رئيس مجلس الن‪8‬واب‬
‫وثالثة رئيس مجلس المستشارين لنفس المدة بعد استش‪88‬ارة الف‪88‬رق‪ ،‬ويتم ك‪88‬ل ثالث س‪88‬نوات تجدي‪88‬د‬
‫ثلث ك‪88‬ل فئ‪88‬ة من أعض‪88‬اء المجلس الدس‪88‬توري‪ ،‬ويخت‪88‬ار المل‪88‬ك رئيس المجلس الدس‪88‬تورمن بين‬
‫األعضاء الذين يعينهم‪ ،‬ومهمة رئيس وأعضاء المجلس الدستوري غ‪88‬ير قابل‪88‬ة للتجدي‪88‬د‪.‬ومن أج‪88‬ل‬
‫المالءمة مع األحكام الجديدة المتعلقة بالمجلس الدستوري في المراجع‪88‬ة الدس‪88‬تورية لس‪88‬نة‪،1996‬‬
‫صدر قانون تنظيمي يغير ويتمم القانون التنظيمي المتعلق بالمجلس الدستوري‪ .‬وهكذا‪ ،‬نالحظ أنه‬
‫في ظ‪88‬ل دس‪88‬تور ‪1992‬م‪ ،‬أص‪88‬بح ع‪88‬دد أعض‪88‬اء المجلس الدس‪88‬توري ‪ 9‬أعض‪88‬اء يعين‪88‬ون لم‪88‬دة ‪6‬‬
‫س‪88‬نوات‪ ،‬يعين المل‪88‬ك ‪ 5‬أعض‪88‬اء يخت‪88‬ار من بينهم رئيس المجلس الدس‪88‬توري‪ ،‬و‪ 4‬يعينهم رئيس‬
‫مجلس النواب‪ ،‬أما في ظل دستور ‪1996‬م‪ ،‬فقد ارتفع عدد أعضاء المجلس الدستوري من ‪ 9‬إلى‬
‫‪12‬بس‪888‬بب أن البرلم‪888‬ان أص‪888‬بح يتك‪888‬ون من مجلس‪888‬ين اث‪888‬نين هم‪888‬ا‪ :‬مجلس الن‪888‬واب ومجلس‬
‫المستشارين‪،‬وه‪88‬ؤالء األعض‪88‬اء على ثالث فئ‪88‬ات‪ :‬الفئ‪88‬ة األولى وع‪8‬دد أعض‪88‬ائها ‪ 6‬يعينهم المل‪88‬ك‬
‫ويختار من بينهم الرئيس‪ ،‬والفئ‪88‬ة الثاني‪88‬ة تت‪88‬ألف من األعض‪88‬اء ال‪88‬ذين يعينهم رئيس مجلس الن‪88‬واب‬
‫وعددهم ‪ 3‬أعضاء‪،‬أما الفئة الثالثة فتتألف من األعض‪88‬اء ال‪88‬ذين يعينهم رئيس مجلس المستش‪88‬ارين‬
‫وعددهم كذلك ‪ 3‬أعضاء‪ ،‬ويشار إلى أن التعيين‪88‬ات المنوط‪88‬ة برئيس‪88‬ي مجلس‪88‬ي البرلم‪88‬ان تتم بع‪88‬د‬
‫استشارة كل منهما الفرق البرلمانية على صعيد كل مجلس معني‪.‬‬

‫أما بالنس‪88‬بة إلى م‪88‬دة االنت‪88‬داب‪ ،‬فق‪88‬د ارتفعت‪ ،‬هي األخ‪88‬رى‪ ،‬من ‪ 6‬إلى ‪ 9‬س‪88‬نوات‪ ،‬وإذا ك‪88‬ان‬
‫التجديد الذي يقع كل ‪ 3‬سنوات نصفيا في دستور ‪1992‬م‪ .‬فقد أضحى يهم ثلث كل فئة من الفئات‬
‫الثالث في دستور ‪1996‬م‪ ،‬ولتحقيق هذا التجديد الذي يقع كل ‪ 3‬سنوات‪ ،‬يتعين لفت االنتب‪88‬اه إلى‬
‫أن المشرع جعل م‪88‬دة االنت‪88‬داب الم‪88‬ذكورة عن‪88‬د تنص‪88‬يب المجلس الدس‪88‬توري ألول م‪88‬رة‪ ،‬متغ‪88‬ايرة‬
‫بالنسبة إلى األعضاء‪ ،‬وهك‪88‬ذا‪ ،‬وعن‪88‬د أول تع‪88‬يين ألعض‪88‬اء المجلس‪ ،‬عن‪88‬دما ك‪88‬انت م‪88‬دة العض‪88‬وية‬
‫محددة في ‪ 6‬سنوات‪ ،‬يعين عضوان من كل فئة لمدة ‪ 3‬سنوات‪ ،‬ويعين العضوان اآلخران من كل‬
‫فئة لمدة ‪ 6‬س‪88‬نوات‪،‬ولم‪88‬ا ارتفعت الم‪88‬دة إلى ‪ 9‬س‪88‬نوات‪ ،‬يعين ثلث من أعض‪88‬اء ك‪88‬ل فئ‪88‬ة لم‪88‬دة ‪3‬‬
‫‪7‬‬
‫سنوات فقط‪ ،‬والثلث الثاني لمدة ‪ 6‬سنوات فقط‪ ،‬والثلث األخير يعين لمدة ‪ 9‬سنوات‪ .‬وعند فقدان‬
‫العضوية لسبب من األسباب يكمل من تم تعيينه خلفا للعضو السابق الفترة المتبقية من عضويته‪.‬‬

‫‪-‬الفقرة الثالثة‪ :‬االختصاص‬


‫أس‪8‬ند المش‪8‬رع الدس‪8‬توري إلى ه‪8‬ذا المجلس اختصاص‪88‬ات أوس‪8‬ع في مج‪8‬ال مراقب‪8‬ة دس‪8‬تورية‬
‫القوانين‪،‬ثم جاءت المراجعة الدستورية لسنة ‪1996‬م‪ ،‬وكرست هذه االختصاصات‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مراقبة دستورية القوانين العادية‬

‫أصبح المجلس الدستوري يمارس إضافة إلى جميع االختصاص‪88‬ات المس‪88‬ندة س‪88‬ابقا إلى الغرف‪88‬ة‬
‫الدستورية للمجلس األعلى اختصاص مراقبة دستورية القوانين العادية‪ ،‬حيث نصت الفقرة الثالث‪88‬ة‬
‫من الفص‪88‬ل ‪ 79‬من الدس‪8‬تور على أن "للمل‪8‬ك أو ال‪8‬وزير األول أو رئيس مجلس الن‪8‬واب أو رب‪8‬ع‬
‫األعضاء الذين يتألف منهم هذا المجلس أن يحيلوا القوانين قبل إصدار األمر بتنفيذها إلى المجلس‬
‫الدستوري ليبت في مطابقته‪88‬ا للدس‪88‬تور"‪ ،‬وه‪88‬و م‪88‬ا كرس‪88‬ه بع‪88‬د ذل‪88‬ك دس‪88‬تور ‪1996‬م‪ ،‬في الفق‪8‬رة‬
‫الثالثة من الفصل ‪ 81‬منه‪ ،‬مع مالحظ‪88‬ة أن البرلم‪88‬ان لم‪88‬ا ص‪88‬ار يتك‪88‬ون من غرف‪88‬تين تمت إض‪88‬افة‬
‫رئيس مجلسا لمستشارين وربع أعضاء ه‪88‬ذا المجلس إلى الس‪88‬لطات الموك‪88‬ول إليه‪88‬ا ممارس‪88‬ة ه‪88‬ذه‬
‫اإلحالة االختيارية‪.‬ولقد حدد المشرع الدستوري آجاال للمجلس الدستوري يبت فيها في اإلح‪88‬االت‪،‬‬
‫سواء منها الوجوبية أو االختيارية‪ ،‬المتعلقة بمطابق‪8‬ة الدس‪8‬تورية‪ ،‬حيث نص‪8‬ت الفق‪8‬رة الرابع‪8‬ة من‬
‫الفص‪88‬ل ‪81‬من دس‪88‬تور ‪1996‬م‪ ،‬على أن المجلس الدس‪88‬توري يبت فيه‪88‬ذه الح‪88‬االت خالل ش‪88‬هر‬
‫واحد‪ ،‬وتخفض هذه المدة إلى ثمانية أيام بطلب من الحكومة إذا كاناألمر يدعو إلى التعجيل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دسترة مبدأ الحجية المطلقة التي تكتسيها قرارات المجلس الدستوري‬

‫من مستجدات المراجعة الدستورية لسنة ‪1992‬م‪ ،‬والتي كرس‪88‬تها المراجع‪88‬ة الدس‪88‬تورية لس‪88‬نة‬
‫‪1996‬م‪ ،‬النص وألول م‪88‬رة‪ ،‬في ص‪88‬لب الوثيق‪88‬ة الدس‪88‬توريةعلى أن الق‪88‬رارات ال‪88‬تي يص‪88‬درها‬
‫المجلس الدستوري بهذا الخصوص أو بغيره طبقا للفقرة األخيرة من الفصل ‪ 81‬من الدستور‪ ،‬ال‬
‫تقبل أيطريق من طرق الطعن‪ ،‬وتلزم كل السلطات العام‪88‬ة وجمي‪88‬ع الجه‪88‬ات اإلداري‪88‬ة والقض‪88‬ائية‪.‬‬
‫والمعنى‪ ،‬أنقرارات القضاء الدستوري تتوافر على قوة الشيء المقضي به‪ ،‬وتكتسي حجية مطلق‪88‬ة‬
‫أمام الجميعبمن فيهم الجهاز نفسه الذي يصدرها‪ ،‬أي أنه ال يمكنه أن يتراجع عن قرار أص‪88‬دره أو‬
‫‪8‬‬
‫أن يعدله‪،‬باستثناء ما نص عليه القانون التنظيمي المتعل‪88‬ق ب‪88‬المجلس الدس‪88‬توري في مادتي‪88‬ه ‪ 18‬و‬
‫‪ 19‬من أنه "إذاالحظ المجلس الدستوري وجود خطأ مادي في قرار من قراراته جاز له تصويبه‬
‫تلقائيا" ‪ ،‬وأنه لكل طرف معني أن يطلب من المجلس الدستوري تصويب خطأ مادي ش‪88‬اب ق‪88‬رارا‬
‫من قراراته في غضون عشرين يوم‪88‬ا من ت‪88‬اريخ تبلي‪88‬غ الق‪88‬رار المطل‪88‬وب تص‪88‬ويبه‪.‬وه‪88‬ذه الحجي‪88‬ة‬
‫المطلقة‪ ،‬التي تلزم كل السلطات العام‪8‬ة وجمي‪8‬ع الجه‪8‬ات اإلداري‪8‬ة والقض‪8‬ائية‪ ،‬تج‪8‬د تطبيقه‪8‬ا فيم‪8‬ا‬
‫نص‪88‬ت علي‪88‬ه الفق‪8‬رة م‪88‬ا قب‪88‬ل األخ‪8‬يرة من نفس الفص‪88‬ل من الدس‪88‬تور ال‪88‬تي تنص على أنهال يج‪88‬وز‬
‫إص‪88‬دار أو تط‪88‬بيق أي نص يخ‪88‬الف الدس‪88‬تور"‪،‬وكرس‪88‬تها المقتض‪88‬يات ال‪88‬واردة في الم‪88‬ادة ‪24‬أنف‪88‬ة‬
‫الذكر‪ ،‬من أن نشر ق‪88‬رار المجلس الدس‪88‬توري القاض‪88‬ي بع‪88‬دم مطابق‪88‬ة م‪88‬ادة من ق‪88‬انون يح‪88‬ول دون‬
‫إصدار األمر بتنفيذ هذا القانون‪.‬‬

‫‪-‬الفقرة الرابعة‪ :‬المسطرة‬


‫تكون إحالة القوانين إلى المجلس الدستوري في الحاالت المنصوص عليها في الفقرة الثالث‪88‬ة من‬
‫الفصل ‪ 81‬من الدستور برسالة من الجه‪88‬ة ال‪88‬تي تتخ‪88‬ذ المب‪88‬ادرة ل‪88‬ذلك أو برس‪88‬الة أو ع‪88‬دة رس‪88‬ائل‬
‫تتضمن في مجموعها إمضاءات عددمن أعضاء مجلس النواب أو مجلس المستشارين ال يق‪88‬ل عن‬
‫ربع األعضاء الذين يتألف منهم كل من المجلسين المذكورين‬

‫ويقوم المجلس الدستوري‪ ،‬فور إحال‪8‬ة الق‪8‬وانين إلي‪8‬ه في الح‪8‬االت المنص‪8‬وص عليه‪8‬ا في الفق‪8‬رة‬
‫السابقة‪ ،‬بإبالغ ذلك إلى الملك والوزير األول ورئيس كل مجلس من مجلسي البرلمان الذي يتولى‬
‫ب‪888‬دوره إعالم أعض‪888‬اء مجلس‪888‬ه ب‪888‬األمر ولل‪888‬وزير األول ورئيس مجلس الن‪888‬واب ورئيس مجلس‬
‫المستش‪88‬ارين وأعض‪88‬اء المجلس‪88‬ين الم‪88‬ذكورين أن ي‪88‬دلوا إلى المجلس الدس‪88‬توري بم‪88‬ا يب‪88‬دو لهم من‬
‫مالحظ‪8‬ات في ش‪8‬أن القض‪88‬ية المعروض‪88‬ة علي‪8‬ه‪.‬كم‪8‬ا يبت المجلس الدس‪8‬توري في مطابق‪8‬ة الق‪8‬انون‬
‫للدستور خالل شهر من إحالته إليه أو في غضون ثمانية أيام فيحالة االستعجال وف‪88‬ور نش‪88‬ر ق‪88‬رار‬
‫من المجلس الدستوري يقضي بمطابقة قانون الدستور ينتهي فيما يخص هذا القانون وقف س‪88‬ريان‬
‫األجل المحدد إلصدار األمر بتنفيذ القوانين‪.‬‬

‫يحول نشر قرار المجلس الدستوري القاضي بعدم مطابقة مادة من قانون تنظيمي أو من قانون‬
‫أو من النظام الداخلي لمجلس الن‪88‬واب أو مجلس المستش‪88‬ارين للدس‪88‬تور دون إص‪88‬دار األم‪88‬ر بتنفي‪88‬ذ‬

‫‪9‬‬
‫القانون التنظيمي أو القانون أوالعمل بالمادة موضوع القرار من النظام الداخلي لمجلس الن‪88‬واب أو‬
‫مجلس المستشارين‪.‬‬

‫وإذا قضى المجلس الدستوري بأن قانونا تنظيميا أو قانونا أو نظام‪88‬ا داخلي‪88‬ا يتض‪88‬من م‪88‬ادة غ‪88‬ير‬
‫مطابقة للدستورولكن يمكن فصلها من مجموعه يج‪8‬وز إص‪8‬دار األم‪8‬ر بتنفي‪8‬ذ الق‪8‬انون التنظيمي أو‬
‫القانون أو العمل بالنظام الداخلي باستثناء المادة المصرح بعدم مطابقتها للدستور‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اإلطار العام للمحكمة الدستورية‪:‬‬
‫يع‪88‬ود ت‪88‬اريخ القض‪88‬اء الدس‪88‬توري بالمملك‪88‬ة المغربي‪88‬ة إلى أولى س‪88‬نوات االس‪88‬تقالل عن‪88‬دما نص‬
‫دس‪88‬تور ‪ 1962‬على تأس‪88‬يس غرف‪88‬ة دس‪88‬تورية ب‪88‬المجلس األعلى باعتب‪88‬اره أعلى هيئ‪88‬ة في التنظيم‬
‫القضائي‪.‬‬

‫في سنة ‪ ،1992‬سيعرف هذا القضاء استقالال أكبر بموجب المراجعة الدستورية ال‪88‬تي نص‪88‬ت‬
‫على إحداث مجلس دستوري باعتباره مؤسسة مستقلة ذات صالحيات أوسع‪ ،‬تتماشى مع المخطط‬
‫اإلصالحي الذي وضعته المملكة مع بداية التسعينات الهادف إلى تعزي‪88‬ز دول‪88‬ة الق‪88‬انون‪ ،‬وترس‪88‬يخ‬
‫مبادئ حقوق اإلنسان كما هي متعارف عليها دوليا‪.‬‬

‫الفقرةاالولى‪:‬المحكمة الدستورية‪.‬‬
‫تعتبر المحكمة الدستورية اعلى هيئة قضائية دستورية بالمغرب‪ ،‬تمارس رقاب‪8‬ة بعدي‪8‬ة ورقاب‪8‬ة‬
‫قبلي‪8‬ة على دس‪8‬تورية الق‪8‬وانين‪.‬وخالل دس‪8‬تور ‪ 2011‬تع‪8‬ززت مكان‪8‬ة المحكم‪8‬ة الدس‪8‬تورية حيت‬
‫اصبحت تتمتع بع‪88‬دة ص‪88‬الحيات كم‪88‬ا تبت في موافق‪88‬ة االتفاقي‪88‬ات ال‪88‬تي يوقعه‪88‬ا المغ‪88‬رب‪ .‬وتختص‬
‫بالنظر في صحة انتخاب أعضاء البرلمان‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تأليف وتنظيم المحكمة الدستورية‬


‫ينص الفصل ‪ 130‬من دستور المملكة المغربية لسنة ‪ ،2011‬والمادة ‪ 1‬من القانون التنظيمي‬
‫رقم ‪ 066.13‬المتعلق بالمحكمة الدستورية على أن المحكم‪88‬ة الدس‪88‬تورية تت‪88‬ألف من أث‪88‬ني عش‪88‬ر‬
‫عضوا‪ ،‬يعينون لمدة تسع سنوات غير قابلة للتجديد‪ ،‬يعين الملك نص‪88‬فهم من بينهم عض‪88‬و يقترح‪88‬ه‬
‫األمين الع‪88‬ام للمجلس العلمي األعلى‪ ،‬وس‪88‬تة أعض‪88‬اء األخ‪88‬رين ينتخب نص‪88‬فهم من قب‪88‬ل مجلس‬
‫النواب‪ ،‬والنصف األخر من مجلس المستشارين‪ ،‬وذل‪8‬ك من المترش‪8‬حين ال‪8‬ذين يق‪8‬دمهم مكتب ك‪8‬ل‬
‫مجلس بعد التصويت باالقتراع السري وبأغلبية ثلثي األعضاء ال‪88‬ذين يت‪88‬ألف منهم ك‪88‬ل مجلس‪ .‬يتم‬
‫اختيار أعضاء المحكمة الدستورية من الشخصيات المتوفرة على تكوين عال في مج‪88‬ال الق‪88‬انون‪،‬‬
‫وعلى كفاءة قضائية أو فقهية أو إدارية والمشهود لهم ب‪88‬التجرد والنزاه‪88‬ة‪ ،‬وال‪88‬ذين مارس‪88‬وا مهنتهم‬
‫لمدة تفوق خمسة عشر سنة‪ ،‬ويتم ك‪88‬ل ثالث س‪88‬نوات تجدي‪88‬د ك‪88‬ل فئ‪88‬ة من أعض‪88‬ائها‪ ،‬ويعين المل‪88‬ك‬
‫رئيسها من بين األعضاء الذين تتألف منهم‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫توض‪88‬ع على أعض‪88‬اء المحكم‪88‬ة الدس‪88‬تورية مجموع‪88‬ة من القي‪88‬ود بحيث يمن‪88‬ع عليهم الجم‪88‬ع بين‬
‫عضويتهم في المحكم‪88‬ة ومه‪88‬ام أخ‪88‬رى‪ ،‬ويتعل‪88‬ق األم‪88‬ر ب‪88‬الجمع بين عض‪88‬وية المحكم‪88‬ة وعض‪88‬وية‬
‫الحكومة أو مجلس النواب أو مجلس المستشارين أو المجلس األعلى للسلطة القض‪88‬ائية أو المجلس‬
‫االقتصادي واالجتماعي والبيئي أو ك‪8‬ل هيئ‪8‬ة أو مؤسس‪8‬ة من المؤسس‪8‬ات أو الهيئ‪8‬ات المنص‪88‬وص‬
‫عليها في الباب الثاني عشر من الدستور‪ ،‬كما أنه ال يجوز ألعضاء المحكمة ممارس‪88‬ة أي وظيف‪88‬ة‬
‫عامة أو مهمة انتخابية أو أي شغل كان نظير مقابل إم‪88‬ا في ش‪88‬ركة أو في دول‪88‬ة أجنبي‪88‬ة أو منظم‪88‬ة‬
‫دولية أو منظمة دولية غير حكومية‪ ،‬كما ال يمكن لهم ممارسة أي مهنة حرة طيل‪88‬ة عض‪88‬ويتهم في‬
‫المحكمة‪ .‬ويتعهد أعضاء المحكمة الدستورية بواجب التحفظ‪ ،‬وبصفة عام‪88‬ة االمتن‪88‬اع عن ك‪88‬ل م‪88‬ا‬
‫من شأنه أن يمس باستقاللهم‪ ،‬وال أن يتخ‪88‬ذوا أي موق‪88‬ف عل‪88‬ني أو اإلدالء ب‪88‬أي فت‪88‬وى في القض‪88‬ايا‬
‫التي سبق للمحكمة أن قضت فيها‪ ،‬كما أنه ال يجوز لهم أن يشغلوا داخل حزب سياسي أو نقاب‪8‬ة أو‬
‫هيئة ذات طابع سياس‪88‬ي أو نق‪88‬ابي كيفم‪88‬ا ك‪88‬انت طبيعته‪88‬ا أو أي منص‪88‬ب مس‪88‬ؤول أو قي‪88‬ادي‪ ،‬أو أن‬
‫يس‪88‬محوا باإلش‪88‬ارة إلى ص‪88‬فتهم كأعض‪88‬اء بالمحكم‪88‬ة في أي وثيق‪88‬ة متعلق‪88‬ة ب‪88‬أي نش‪88‬اط عم‪88‬ومي أو‬
‫خاص‪ .‬وفي حالة رغبة أحد أعضاء المحكمة في الترشح لمهم‪88‬ة عام‪88‬ة انتخابي‪88‬ة أن يق‪88‬دم اس‪88‬تقالته‬
‫قبل إيداع طلب ترشيحه‪ ،‬وال تطبق ه‪88‬ذه االس‪88‬تقالة على المه‪88‬ام االنتخابي‪88‬ة الداخلي‪88‬ة في الجمعي‪88‬ات‬
‫والهيئات التي ليس لها طابع نقابي أو سياسي أو مهني‪.‬‬

‫حاالت تنتهي فيها العضوية بالمحكمة الدستورية‪ ،‬ويتعلق األمر إما بانتهاء المدة المح‪88‬ددة له‪88‬ا‪،‬‬
‫أو بوفاة العضو‪ ،‬أو باالستقالة‪ ،‬أو باإلعفاء ويكون ذلك في حالة مزاولة نشاط يتنافى مع عض‪88‬وية‬
‫المحكمة أو فقدان التمتع بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬أو حدوث عجز بدني مستديم يمنعه من القيام‬
‫بمزاولة مهامه‪ ،‬وأخيرا إذا ان هنا إخالل بااللتزامات العامة أو الخاصة‪.‬‬

‫حينما تنتهي مدة عضوية أعضاء المحكمة الدستورية‪ ،‬فإنه يتم تعيين أو انتخاب أعضاء ال‪88‬ذين‬
‫سيحلون محلهم قبل تاريخ انتهاء المدة المذكورة بخمسة عشر يوما على األق‪88‬ل‪ .‬وبالنس‪88‬بة النته‪88‬اء‬
‫عضوية أحد األعضاء ألحد األسباب التي سبق االشارة لها‪ ،‬فإن‪88‬ه يتم تع‪88‬يين من يخلف‪88‬ه خالل م‪88‬دة‬
‫خمسة عشر يوما من تبليغ الحالة إما إلى الملك إن كان أم‪88‬ر التع‪88‬يين الخل‪88‬ف يرج‪88‬ع ل‪88‬ه‪ ،‬وإم‪88‬ا إلى‬
‫رئيس مجلس النواب أو رئيس مجلس المستشارين في الحاالت األخرى‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬اختصاصات المحكمة الدستورية‬
‫تناط بالمحكم‪88‬ة الدس‪88‬تورية مجموع‪88‬ة من االختصاص‪88‬ات لع‪88‬ل أبرزه‪88‬ا المراقب‪88‬ة على دس‪88‬تورية‬
‫القوانين‪ ،‬ويقصد بذلك أن المحكمة تتفحص مدى مطابقة النصوص التشريعية‪ ،‬واألنظمة الداخلي‪88‬ة‬
‫لمجلس‪88‬ي البرلم‪88‬ان وبعض المؤسس‪88‬ات الدس‪88‬تورية‪ ،‬وااللتزام‪88‬ات الدولي‪88‬ة المح‪88‬ال عليه‪88‬ا للنص‬
‫الدستوري‪ ،‬وهذه المراقبة قد تكون قبلية أو الحقة لدخول القانون حيز التنفيذ‪.‬‬

‫بالنس‪88‬بة للمراقب‪88‬ة القبلي‪88‬ة فق‪88‬د تك‪88‬ون إلزامي‪88‬ة أو اختياري‪88‬ة‪ ،‬وتك‪88‬ون إلزامي‪88‬ة في بعض الق‪88‬وانين‬
‫ويتعلق األمر بالقوانين التنظيمية التي يجب أن تحال على المحكمة وجوبا بع‪88‬د مص‪88‬ادقة البرلم‪88‬ان‬
‫عليها‪ ،‬وقبل إصدار األمر بتنفيذها‪ ،‬واألنظمة الداخلي‪88‬ة لبعض المؤسس‪88‬ات الدس‪88‬تورية ال‪88‬تي ينبغي‬
‫إحالتها وجوبا قبل الشروع في تطبيقها‪ .‬وإذا ك‪88‬انت ه‪88‬ذه الح‪88‬االت تس‪88‬تلزم االحال‪88‬ة االلزامي‪88‬ة على‬
‫المحكمة فإن ما دون ذلك تكون فيه االحالة اختياري‪88‬ة أي الق‪88‬وانين األخ‪88‬رى العادي‪88‬ة‪ ،‬وتك‪88‬ون ه‪88‬ذه‬
‫االحالة قصد البث في مطابقتها للدستور‪.‬‬

‫أما المراقبة الالحقة فالمحكمة الدستورية نظرا لكونها تنظر في كل دفع متعل‪88‬ق بع‪88‬دم دس‪88‬تورية‬
‫قانون إذا ما أثير أثناء النظر في دعوى قائمة أمام القضاء‪ ،‬ودفع أحد األطراف بأن الق‪88‬انون ال‪88‬ذي‬
‫سيطبق في النزاع يمس بالحقوق والحريات التي يضمنها الدس‪8‬تور‪ ،‬تك‪8‬ون ه‪8‬ذه المراقب‪8‬ة في البث‬
‫في كل ملتمس حكومي يرمي إلى تغيير النص‪88‬وص التش‪88‬ريعية من حيث الش‪88‬كل بمرس‪88‬وم إذا ك‪88‬ان‬
‫مضمونها يدخل في مجال من المجاالت التي تمارس فيها السلطة التنظيمية اختصاصاتها‪ ،‬وأيضا‬
‫مراقبة صحة إجراءات مراجعة الدستور وإعالن نتائجها‪ ،‬كما تشمل صحة االنتخابات البرلماني‪88‬ة‬
‫وعمليات االستفتاء‪.‬‬

‫الفقرة الرابعة‪ :‬المسطرة‪.‬‬


‫بالنسبة للمسطرة المطبقة أمام المحكمة الدستورية‪ ،‬فإنه تتم احالة القانون إما بواسطة المل‪88‬ك أو‬
‫رئيس الحكومة أو رئيس مجلس الن‪88‬واب أو رئيس مجلس المستش‪88‬ارين‪ ،‬أو ُخ مس أعض‪88‬اء مجلس‬
‫النواب‪ ،‬أو ُثلث أعضاء مجلس المستشارين قبل دخوله حيز التنفيذ‪ ،‬لتبث فيه المحكم‪88‬ة ب‪88‬دعوة من‬
‫رئيسها‪ ،‬وإن حص‪88‬ل ل‪88‬ه ع‪88‬ائق ق‪88‬ام ب‪88‬ذلك أك‪88‬بر األعض‪88‬اء س‪88‬نا من بين أق‪88‬دمهم عض‪88‬وية الجتم‪88‬اع‬
‫المحكمة‪ ،‬وتستمع إلى تقرير عضو من أعضائها يعينه الرئيس‪ ،‬وتكون المداوالت بحضور تس‪88‬عة‬
‫أعضاء على األقل‪ ،‬وتتخذ قراراتها بأغلبية ثلثي األعضاء الذين تتألف منهم‪ ،‬وإذا تعذر توفر ه‪88‬ذا‬

‫‪13‬‬
‫النص‪88‬اب بع‪88‬د دورتين للتص‪88‬ويت‪ ،‬وبع‪88‬د المناقش‪88‬ة تتخ‪88‬ذ المحكم‪88‬ة قراراته‪88‬ا باألغلبي‪88‬ة المطلق‪88‬ة‬
‫ألعضائها‪ ،‬وفي حالت تعادل األصوات يعتبر صوت الرئيس مرجحا‪.‬‬

‫مما ينبغي االشارة إليه في األخير أن المحكمة الدستورية تص‪8‬در قراراته‪8‬ا باس‪8‬م المل‪8‬ك وطبق‪8‬ا‬
‫للقانون وتكون جلساتها غير علنية ما لم ينص على خالف ذلك‪ ،‬وتنشر بالجري‪88‬دة الرس‪88‬مية داخ‪88‬ل‬
‫أجل ال يزيد عن ثالثين يوما من تاريخ صدورها‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬المقارنة بين دستوري ‪ 1996‬و‪ 2011‬من خالل الثابت‬
‫والمتغير‬

‫سنسعى من خالل هذه الورقة إظهار مواطن التماثل والتمايز بين المجلس الدستوري‬
‫والمحكمة الدستورية بإجراء مقارنة بينهما انطالقا من دستوري ‪ 1996‬و‪.2011‬‬

‫وعمل المشرع الدستوري بمناسبة المراجعة الدستورية األخيرة لسنة ‪ 2011‬بالنظر إلى‬
‫سياقها العام والظرفية التي دعت إليها‪ ،‬إلى إحداث تحول نوعي في مجال الرقابة الدستورية التي‬
‫تعد أساس دولة القانون وذلك بنصه على إحداث محكمة دستورية تعوض المجلس الدستوري‬
‫الذي وجهت إليه عدة انتقادات مع تعديل في المقتضيات الخاصة بتكوينها بالمقارنة مع هذا‬
‫األخير باإلضافة إلى توسيع االختصاصات المنوطة بها‪ .‬كما أن هذه األهمية تظهر من خالل‬
‫المالحظات الشكلية األولية التي يتبين من خاللها أن دستور ‪ 2011‬خص في هندسته هذه‬
‫المحكمة بستة فصول وذلك عوض أربعة فصول التي خصصت للمجلس الدستوري بمقتضى‬
‫دستور ‪. 1996‬‬

‫وما يمكن قوله بعد المقارنة بين المجلس الدستوري الذي نص عليه دستور ‪ 1996‬والمحكمة‬
‫الدستورية في ظل دستور ‪ ،2011‬هو أن األخيرة أصبح لها دور كبير وباتت تؤدي أدوارا أكثر‬
‫من المجلس الدستوري‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الثابت‬

‫احتفظ المشرع الدستوري للمحكمة الدستورية في ظل دستور ‪ 2011‬باالختصاصات التقليدية‬


‫التي جاءت في دستور ‪ 1996‬بالنسبة للمجلس الدستوري والتي تعد جوهر اختصاص القضاء‬
‫الدستوري بشكل عام وتتعلق بشكل أساسي بمراقبة دستورية القوانين التنظيمية أو األساسية‬
‫والنظامان الداخليان لمجلسي البرلمان كاختصاص جوهري باإلضافة كذلك إلى البث في‬
‫دستورية القوانين العادية‪ ،‬وفي الطعون االنتخابية التشريعية وفي صحة عمليات االستفتاء‬
‫الدستوري‪،‬وفي مراقبة قواعد توزيع االختصاص بين ما هو تشريعي وتنظيمي زيادة على‬
‫االختصاصات االستشارية التي تمارسها المحكمة الدستورية أو تلك الخاصة برئيس المحكمة‬

‫‪15‬‬
‫بصفته المنفردة‪.‬‬

‫كما يشتركان في استشارة رئيسها من طرف الملك عند لجوئه لحل البرلمان‪.‬‬

‫كما يشترك الطرفين فيما يعرض عليهما من طلبات ودفوع خالل مدة شهر على األكثر‪ ،‬إال‬
‫إذا طلبت الحكومة تخفيض هذه المدة في حالة االستعجال‪ ،‬فتصبح ثمانية أيام فقط‪.‬‬

‫كما يشتركان أيضا في المهام التي ال يجوز الجمع بينها وبين عضوية المحكمة الدستورية أو‬
‫المجلس الدستوري وطريقة إجراء التجديدين األولين لثلث أعضائها‪ ،‬وكيفيات تعيين من يحل‬
‫محل أعضائها‪ ،‬الذين استحال عليهم القيام بمهامهم‪ ،‬أو استقالوا أو توفوا أثناء مدة عضويتهم‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المتغير‬


‫أضاف دستور ‪ 2011‬في أهم ما جاء به في تطوير القضاء الدستوري وأضاف اختصاصا‬
‫جديدا للمحكمة الدستورية‪ ،‬يتعلق بالرقابة القضائية‪ ،‬حيث يسمح ألطراف قضية معروضة على‬
‫القضاء‪ ،‬الطعن في عدم دستورية القانون‪ ،‬بدعوى مسه بالحقوق والحريات التي يضمنها‬
‫الدستور‪ ،‬وتتولى المحكمة الدستورية النظر في هذا الدفع‪ ،‬وإذا أقرت بعدم دستورية القانون‬
‫المطعون فيه‪ ،‬الن الحكم يؤدي إلى نسخ هذا القانون‪ ،‬ابتداء من التاريخ الذي حددته المحكمة‬
‫الدستورية في قرارها‪ .‬وتلزم المحكمة الدستورية كل السلطات العامة‪ ،‬وجميع الهيئات اإلدارية‬
‫والقضائية‪.‬‬
‫وخص المشرع المحكمة الدستورية بالرقابة على المعاهدات الدولية حيث تمارس المحكمة‬
‫الدستورية رقابة اختيارية على المعاهدات الدولية‪ ،‬وذلك بإحالة من الملك‪ ،‬أو رئيس المحكمة‪ ،‬أو‬
‫رئيس مجلس النواب‪ ،‬أو رئيس مجلس المستشارين‪ ،‬أو سدس أعضاء مجلس النواب‪،‬أو ربع‬
‫أعضاء مجلس المستشارين الذين يحق لهم مطالبة المحكمة الدستورية من التحقق من مطابقة‬
‫معاهدات واتفاقيات دولية للدستور (الفصل‪ ،)132‬وإذا أقرت المحكمة ‪-‬بعد إحالة من الجهات‬
‫صاحبة الصفة‪ -‬بأن التزاما دوليا يتضمن بندا مخالفا للدستور‪ ،‬فإن المصادقة على هذا االلتزام ال‬
‫تقع‪ ،‬إال بعد مراجعة الدستور (الفصل ‪ 55‬من الدستور)‬

‫‪16‬‬
‫من بين المتغيرات أيضا هو أن المحكمة الدستورية التي تتألف كالمجلس الدستوري سابقا من‬
‫اثني عشر عضوا‪ ،‬يعينون لمدة تسع سنوات غير قابلة للتجديد‪ ،‬ستة أعضاء يعينهم الملك‪ ،‬بات‬
‫من بينهم عضو يقترحه األمين العام للمجلس العلمي األعلى‪ ،‬وهذا لم يكن سابقا‪.‬‬

‫يشار إلى أن مجموعة من القرارات كانت قد أصدرتها المحكمة الدستورية وكانت محط نقاش‬
‫كبير بين المغاربة وأسالت العديد من القيل والقال بل حتى فقهاء القانون الدستوري كتبوا وأدلوا‬
‫بدلوهم في هذه القرارات‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫خاتمة‬
‫مما سبق يمكن أن نستشف أن المحكمة الدستورية جاءت استمرارا للمجلس الدستوري‪ ،‬حيث‬
‫تبقى المراقبة الدستورية من أهم عناصر قيام دولة الحق والقانون‪ ،‬حسب ما جاء على لسان محمد‬
‫أمين بن عبد هللا‪ ،‬عضو المجلس األعلى للسلطة القضائية‪ ،‬في ندوة صحافية نظمت سابقا في كلية‬
‫العلوم القانونية واإلقتصادية واإلجتماعية بالمحمدية‪.‬‬

‫فدولة الحق والقانون “هي الدولة التي تمتثل لدستورها وللحريات وتحترم أفراد المجتمع”‪،‬‬
‫علما أنه بدون مراقبة ال يمكن أن يتحقق كل هذا‪ ،‬لذا يبقى حضور ووجود المحكمة الدستورية‬
‫ضروري وبمثابة دركي يسهر على تطبيق القوانين وعدم مخالفتها للدستور‪.‬‬

‫لذلك فالقضاء الدستوري ما هي إال منارة للترافع والدفاع على القانون‪ ،‬دارسا للحقوق‬
‫والحريات ضامنا لتوزيع السلط‪.‬‬

‫ونتيجة ألهمية الرقابة الدستورية نالحظ في عالمنا اليوم تعميما للمجالس والمحاكم الدستورية‬
‫باعتبارها هياكل تسهر وبشكل يومي على احترام علوية الدستور وسموه‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫مراجع‪:‬‬
‫دستور ‪2011‬‬ ‫‪‬‬
‫دستور ‪1996‬‬ ‫‪‬‬

‫عبد المولى مس‪DD‬عيد‪ ،‬المحكم‪DD‬ة الدس‪DD‬تورية في ظ‪DD‬ل دس‪DD‬تور ‪ ،2011‬هس‪DD‬بريس‪ ،‬يوني‪DD‬و‬ ‫‪‬‬
‫‪2016‬‬
‫مقال الجزيرة‪ ،‬المحكمة الدستورية المغربية‪ ،‬أبريل‬ ‫‪‬‬
‫رش‪DD‬يد الم‪DD‬دور الغرف‪DD‬ة الدس‪DD‬تورية_ المجلس الدس‪DD‬توري_ المحكم‪DD‬ة الدس‪DD‬تورية‪ ،‬مجل‪DD‬ة‬ ‫‪‬‬
‫دراسات دستورية‪ ،‬المجلد الثالث_ العدد السادس ‪2016‬‬
‫محمد صابر المجلس الدس‪DD‬توري ب‪DD‬المغرب‪ :‬واجه‪DD‬ة لس‪DD‬يادة الدس‪DD‬تور المجل‪DD‬ة المغربي‪DD‬ة‬ ‫‪‬‬
‫لإلدارة المحلية والتنمية‬
‫القانون التنظيمي رقم ‪29.93‬المتعلق بالمجلس الدستوري‬ ‫‪‬‬

‫‪19‬‬

You might also like