Professional Documents
Culture Documents
Cad 247 e 0 C 51
Cad 247 e 0 C 51
305
تشرين أول 2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد23/
.2المصطلح والداللة:
الهرمينوطيقا مصطلح مدرسي الهوتي( )14ومن أقدم التحديدات لها هو ّأنها نظرية لتفسير الكتاب المقدس ،إذ
أن هذا المصطلح في أصله اليتمحور العمل الهرمينوطيقي حول فهم النصوص الدينية الذي واستخراج المعنى ((والحق ّ
صلة له بالنص األدبي واّنما هو مصطلح لتأويل النصوص الدينية والفلسفية بعامة ونصوص التوراة بخاصة حتى قيل
()15
مقتصر على تأويل الكتاب المقدس فقد توسع مجاله
ًا أن مجال الهرمينوطيقا قد اتسع فبعد ما كان
التأويل المقدس)) غير ّ
ويعد المفكران األلمانيان شالير ماخر وديلثي هما من أخرجا التأويل من دائرة
في القرن التاسع عشر ليطال التأويل النصي ّ
اتساعا شملت العلوم اإلنسانية كافة( ،)17ومن ثم استقرت
ً المقدس الى النص األدبي إذا أنتقل معهما( )16الى دوائر أكثر
()18
"وغدا مصطلح التأويل من أشد الهرمينوطيقا للداللة على ذلك الحيز من الفلسفة الحديثة الذي يعنى بنظرية الفهم
المصطلحات إثارة لما اتسم به من تنوع في الدالالت وغ ازرة في االستعمال في مختلف ضروب المعرفة فقد دخل مجاالت
معرفية وثقافية متنوعة ،وأضحى حلبة للقراءة بعد أن كان الممارسة المعبرة عن الفهم"( )19فاتسعت مباحثه واتجاهاته لتدخل
ميادين المناهج النقدية الحديثة وقد سلكت التأويلية مسارين في تحديد أسلوبها النقدي التحليلي :األول ،التأويلية بوصفها
()20
فالتطور واالنتقال الذي لحق بكلمة
نقديا مع الظاهراتية ،والثاني :بوصفها آلية نقدية مع المناهج النقدية الحديثة
منهجا ً
ً
هرمينوطيقا (من دائرة الدراسات الالهوتية إلى دائرة الدراسات اإلنسانية والجمالية) انعكس على معنى المصطلح
(الهرمينوطيقا) وأكسبها داللة جديدة فصارت تعني ((فن القراءة))( ،)21بمعنى ّأنها تأمل فلسفي وتفكير فينومنولوجي حول
نشاط علمي( )22فالتأويل الذي بدأ كأسلوب نقدي مع تفسير النصوص المقدسة ومن ثم أصبح فعالية أدبية وفكرية ينهض
()24 ()23
وبناء على ما سبق فالمعنى الحديث ً عما تختزله النصوص من دالالت بها المتلقي بعد القراءة الدقيقة للنص للكشف ّ
لمصطلح التأويل هوّ :أنه قراءة وتلق للنصوص فهناك مالزمة بين التأويل والقراءة إذ يشتغل التأويل بمعية القراءة فال تأويل
()26
عبر كشف العالقة بين معنيين أحدهما بدون قراءة وال قراءة بدون تلق( .)25والهدف من التأويل هو البحث عن المعنى
ألنه الذي يحتوي على القصدية الحقيقة وبذلك يكون
ظاهر واآلخر خفي ودور المؤول يكمن في الكشف عن المعنى الثاني ّ
مبتدئا بالمعنى الظاهر للنص
ً التأويل فعالية الفهم التي توفر المعنى وتقدم معرفة( )27إذ يعمل على فك شفرة العمل األدبي
()28
أي عبور من ظاهر النص إلى باطنه وتكون المسافة بين الظاهر والباطن هي المسافة المؤولة لينتهي إلى معناه الباطن
()30 ()29
أو إنشاء نص جديد فالتأويل فيما نرى كل فعل قرائي يروم بناء معنى فبها تكمن الفجوات والفراغات والفضاءات
يستند في مرجعياته إلى النص األصلي والنص الجديد ناتج من فاعلية النص وفاعلية القراءة.
ثانياً :التشكل المعرفي
.1شلر ماخر*:
مستقال يتجاوز حدود النص الديني ّإال في القرن التاسع عشر بفعل
ً فلسفيا
ً نظاما
ً لم تبرز الهرمينوطيقا بوصفها
التغييرات العميقة التي شملت الطرح الفلسفي والذي أسهم بجعل الهرمينوطيقا أحد التيارات األساسية في الفكر الفلسفي
المعاصر ،وللمفكرين األلمان اليد الطولي في نقلها إلى مرتبة الحيز الفكري القائم بذاته ،ومن ثَّم تطويرها انطالقاً من
صياغة مجموعة من اإلجراءات والمبادئ الالزمة لجعلها نظرية تفسير عامة تمتلك األسس التي يمكن من خاللها
()31
مما أدى إلى اتساع أفقها وأتاح لها ذلك أن تخترق ما يسميه األلمان ((التوصل إلى معاني كل النصوص المكتوبة))
بعلوم الروح (العلوم اإلنسانية) وأكسبها ذلك التحول معنى التركيز((على تميز مستويات القصدية الدالة أقل من حرصها
على تحديد صيغة مقاربة خصوصية المعنى))(.)32
إن التأويلية المعاصرة تشكلت في داخل الفلسفة األلمانية متمثلة بجهود شالير وديلثي وهوسرل وسنعمل على متابعةّ
خط التطور لهذا االتجاه (الهرمينوطيقا) بالتركيز على مغزاه من خالل بيان جهود واسهام الفالسفة األلمان الثالث (شالير
بارز في الفلسفة المعاصرة:
مكانا ًا
وديلثي وهوسرل) في جعلها اتجاهاً فلسفياً يحتل ً
306
تشرين أول 2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد23/
.1فريدريك شلير ماخر :يعد عالم الالهوت االلماني فريدريك شلرماخر( )1834-1767مؤسساً لنظرية التأويل الحديثة
فمعه صارت التأويلية ،فن الفهم لكافة النصوص بعد أن كانت محصورة في تفسير الكتاب المقدس وذلك في سلسلة
()33
وقد مكنته ثقافته الفيلولوجية وكفاءته محاضرات ألقاها في العام 1819التي بينت الخطوط العامة للتأويلية الحديثة
()34
الفلسفية المكتسبة من المدرسة المثالية وال سيما في أفقها الكانطي من ممارسة قراءة نقدية للهرمينوطيقا الالهوتية
وقد أسفرت قراءته النقدية عن إحداث قطيعة ابستيمولوجية بين التأويلية القديمة في نسختها الالهوتية والتأويلية الجديدة
بإخراج التأويل إلى الدائرة العلمية التي تتأسس على قواعد مضبوطة تكسبها صفة المنهجية ((فكان صنيعه تحوًال
متميز في مسار النظرية التأويلية تمثل في نقله االهتمام من تفسير النصوص بحثًا عن المعنى إلى التركيز على
ًا
عملية الفهم في حد ذاتها والبحث عن القواعد والشروط التي بها يتم تحقيق هذا الفهم في النصوص))( )35وتعد لحظة
شالير ماخر بالنسبة للهرمينوطيقا الحديثة من أهم المراحل التاريخية بالنسبة للسانيات الحديثة إذ معه استطاعت
()37
جديدا
ً ميدانا
ً الهرمينوطيقا أن تحدد موضوعها وأدواتها وغاياتها( .)36فعلى يديه ولدت الهرمينوطيقا بوصفها
ممكنا.
ً وعلما
وبوصفها نظرية متكاملة لفهم النصوص تبحث في القواعد العامة التي تجعل من الفهم ًفنا ً
((انطلق شلر ماخر في مشروعه بتقديم تصور جديد للهرمينوطيقا يتأسس على مقوله الفهم))( )38تُمثّل بوضع أسس
الفهم الصحيح وجعل قاعدة سوء الفهم ،المبدأ الذي ينطلق منه المفسر أو المؤول لفهم النص بغية الوصول إلى الفهم
فضال عن ذلك فقد أدى انتقال الهرمينوطيقا من الدائرة الالهوتية إلى الدائرة العلمية إلى تغيير سؤال الهرمينوطيقا
ً الصحيح
فإن الهرمينوطيقا عند شالير تعني الفهم وهدفهامن معنى النص في الهرمينوطيقا التقليدية إلى سؤال ما هو الفهم ومن هنا ّ
تجنب الفهم الخاطئ.
لقد عمد شلر ماخر على صياغة اإلجراء الذي رآه ينسجم مع المنطلقات التأسيسية للتأويلية الحديثة انطالقًا من
أن كل نص هو إنجاز فردي يقوم به المؤلف وينتهي إلى نظام لغوي( .)39وفي ضوء تلك الرؤية يقسم النص إلى رؤيتهّ ،
بعدين:
.1البعد اللغوي (التأويل النحوي) :يهتم بدراسة النص من خالل اللغة التي كتب بها النص أي فهم خصائصها وأبنيتها
المعجمية والنحوية.
فرديا يرتبط بالموهبة والعبقرية الذاتية التي
جهدا ً
.2البعد الذاتي (التأويل الذاتي) :يبحث في النص ويفهمه باعتباره ً
أبدعته(.)40
أن المستويين (النحوي والذاتي) يشيران إلى تجربة المؤلف التي يسعى القارئ إلى إعادة بنائها بغية فهم
والمالحظ ّ
المؤلف ومن ثم فهم النص.
أن النص بجانبيه (النحوي
فشلر ماخر جعل فهم المؤلف وتجربته يؤدي إلى فهم النص ،وذلك من خالل رؤيته ّ
والذاتي) هو من إنتاج المؤلف (فاللغة التي كتب بها النص هي لغته والفكرة التي يحملها النص أو التجربة هي تجربته)
فسيكون من البديهي بفهم المؤلف يفهم النص.
ويترك شلر ماخر الخيار للقارئ في البدء من أي مستوى شاء ما دام كل منهما يؤدي إلى فهم اآلخر وكالهما
صالح لفهم النص عنده بشرط تالزمهما وعلى الرغم من تسوية شلر ماخر بين البعدين (اللغوي والذاتي) من حيث
أن البدء بالبعد اللغوي (التحليل اللغوي) هو البداية
فإنه يعود ليلمح إلى ّ
صالحيتهما بوصفهما نقطتي بداية لفهم النص ّ
بأنه(( :ال يمكن الشروع في التفسير بدون تحليل نحوي يتغلغل في قدرات المؤلف التعبيرية وهذا
الطبيعية وتسويغ ذلك عنده ّ
()41
أن عملية فهم النص وضعية تفاعلية مستمرة بين أجزاء النص الخاصة
ما قاده إلى مفهوم الدائرة التأويلية)) التي تعني ّ
وبين كليته الكاملة فحين نق أر الجزء نبدأ ببناء صورة عن الكل ثم نعيد اختيار تلك الصورة الكلية عن طريق الرجوع من
()42
ومن اإلجراءات األخرى التي نادى بها شلر جديد إلى االدعاءات الكامنة في العناصر الخاصة والجزئية في الكتابة
ماخر لفهم النص هو مفهوم التخمين أو التنبؤ الذي بموجبه يكون القارئ أو المؤول للنص مطالب بالتماهي التام مع
307
تشرين أول 2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد23/
المؤلف من خالل دراسة أثره المنتج أي :يعيش على المستوى الذهني والخيالي تجارب المؤلف وأفكاره التي أنتجت هذا
تبعا لذلك معرفة مباشرة وشاملة لعملية اإلبداع لديه .والذي يفهم من مفهوم التنبؤ أو التخمين في نظرية
األثر األدبي فيحقق ً
شلر ماخر بأنها تؤدي إلى أن ،النص = المؤلف.
مطالبا بـ((االبتعاد عن
ً ففهم النص يتحقق بفهم الكاتب باعتباره ذاتًا منتجة ومبدعة للنص وبالمقابل يكون القارئ
الذات وعن األفق التاريخي الراهن له أي أن يساوي نفسه بالمؤلف ويحل مكانه من خالل النص))( )43وعلى الرغم من أن
ٍ
مساو لفهم المؤلف وبرغم الصرامة المنهجية في نظريته دعوة شلرماخر إلى أن يستوطن القارئ تجربة المؤلف ويحقق فهم
صارما مع القارئ إلى درجة االنغالق التام والذي يؤكد قولنا هو إصرار ((شلر على
ً في التعامل مع النص ّإال أّنه لم يكن
أن يفهم المفسر النص كما يفهمه مؤلفه ثم بعد ذلك أن يفهمه بشكل أفضل من المؤلف في جملة مشهورة له يقول فيها :إذا
جدا منه))( )44ولم
كنا هرمينوطيقين حذرين علينا أن نعرف األشياء التي لم يكن المؤلف على وعي أو علم بها لكونها قريبة ً
اع (لحظة الخلق واإلبداع)يقصد بقوله السابق أن مهمة المؤول تقتصر فقط على مجرد إرجاع ما كان لدى الكاتب غير و ٍ
()45
والمسألة إلى صورة الوعي (لحظة القراءة والفهم) فحسب ،واّنما في متابعة النص واثرائه المستمر عبر الفهم والتأويل
أن القراءة فن وأن على قارئ
أصر على ّ
األخيرة التي أكد عليها شلر في نظريته هي فعل (القراءة) إذ ّإنه أول هرمينوطيقي ّ
فنانا بنفس القدر الذي يكون عليه مؤلف النص ،فالقراءة فعل إبداعي كما هي الكتابة وعلى القارئ حين
النص أن يكون ً
يحاول أن يفهم ع ليه أن يتحلى خالل عملية القراءة باالنضباط وأن يكون صاحب مزاج وحدس فنيين ،ويشير إلى استم اررية
فعل القراءة ،حين يذكر أن القارئ حين يصل إلى استنتاجات نهائية ال تكون عالمة على انتهاء عملية القراءة بل على
تحض على السعي لتحصيل رؤى جديدة وعلى
ّ فإن "مهمة الهرمينوطيقا تتغير باستمرار والتفسيرات كلها
العكس من ذلك ّ
"()46
الدخول في محادثات جديدة .
معا لتحقيق التفسير وتمثل إجراءه
وخالصة القول أصبحت الهرمينوطيقا على يده صرحا من القواعد ارتبطت أجزاؤه ً
في تقسيم النص إلى بعد نحوي وبعد ذاتي وجمالي ،وبلور القواعد التي وفقًا لها تقوم هذه العلمية بوظيفتها ،فمشروعه تميز
بتحديد برنامجه التأويلي وجهازه المفاهيمي الذي تنتظم فيه المقوالت والمفاهيم التي انطلق منها في بناء نظرية تأويلية
يعد ًأبا للهرمينوطيقا الحديثة
متماسكة تمتلك مقومات النظرية العلمية المتمثلة بـ(السؤال واإلجراء والهدف والغاية) لذا ّ
وللمفكرين الذين جاءوا بعده سواء بدأوا من االتفاق معه أو االختالف فنظريته تعد حجر األساس لكل ما جاء بعدها من
النظريات الحديثة المعاصرة.
.2دلتاي* ()1911-1833
حاول دلتاي فك االرتباط بين العلوم الطبيعية عن العلوم اإلنسانية بعد تصاعد الدعوات إلى وجوب تبعية العلوم
اإلنسانية للعلوم الطبيعية ،فسعى إلى مواجهة هذه المشكلة ببناء أساس علمي يمنح فيه العلوم اإلنسانية صفة االختالف
عن العلوم الطبيعية فاألولى تهدف إلى الفهم لكونها تجسد طرق التعامل مع التجارب الحية ،أي ّإنها وسيلة التعامل مع
التجربة المعاشة بينما األخيرة تهدف إلى مجرد توضيح وشرح الظاهرة باالعتماد على التصنيفات االختزالية الثابتة القارة
فغاية دلتاي تأسيس نظرية عامة لإلدراك والفهم في العلوم اإلنسانية لكونها علوماً بشرية وتتم معرفتها عن طريق الفهم.
يعد ما أثارهُ شلر ماخر من أسئلة حول الفهم والتفسير والسيما الطريقة التي بواسطتها ينتقل المفسر من الكلمة
ّ
المطبوعه الى الفكرة التي يعبر عنها (المؤلف) خطوة للتقدم نحو الفهم الدقيق ويتضح ذلك فيما حققته هذه الرؤية من إجراء
بين جانبي النص (النفسي /اللغوي) ممهداً لدلتاي في صياغة نظريته الهادفة الى جعل مبدأ الفهم أساساً للعلوم االنسانية
إن شلر إنسان مفكر بصورة عميقة لقد حول اتجاهه الفلسفي
مقابل مبدأ الشرح للعلوم الطبيعية ويصف دلتاي شلر بقولهّ (( :
اضحا
نور و ًيشع ًا
إلى صورة الفهم وحاول أن يستوعب ما هو محوري بالنسبة لكل مجال من مجاالت الحياة حتى بدا ّأنه ّ
()47
فهذا الوصف من دلتاي يكشف التأثر بشلر ماخر ونظريته وستتضح نسبة التوافق بينهما في أضاء كل صور الحياة))
الطرح والتناول.
308
تشرين أول 2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد23/
فإذا كانت هرمينوطيقا شالير تأسيسية من الناحية التاريخية تبحث في القواعد والمعايير المنهاجية العامة التي تجعل
ممكنا فقد طورها دلتاي لتصبح المنهاج العام للفهم في العلوم اإلنسانية بوصفه (الفهم) ميزة لها(.)48
ً علما
من الفهم ًفنا أو ً
منهجيا
ً تعامال
ً أن فعل الفهم هو محاولة إلعادة بناء تجربة الكاتب( )49فكالهما تعامل مع موضوع الفهم ويرى دلتاي ّ
منشغال بوضع قواعد الفهم الصحيح في حين دلتاي تعامل مع الفهم بوصفه المادة ً أن شلير كانأن الفرق بينهما ّ
ّإال ّ
الرئيسة التي تميز منهاج العلوم اإلنسانية من منهاج العلوم الطبيعية والنقلة المهمة التي أحدثها دلتاي في ميدان النظرية
الهرمينوطيقية هو ّأنه جعل الذات القطب األهم في حدوث الفهم فدلتاي ((بدأ بالذات العارفة وتساءل ما الذي يجعلها قادرة
على الفهم))(.)50
فعملية الفهم عنده تقوم على نوع من الحوار بين تجربة الذات وتجربة اآلخر المتجلية في األدب وتتسم عملية الفهم
أن الفهم الحقيقي لألدب والنصوص اإلنسانية يتأسس على
يعبر عنها النص األدبي بمعنى آخرّ ،بمعايشة التجربة التي ّ
استعادة الحياة الداخلية لآلخر التي يعبر عنها النص( )51فهناك عالقة بين الفهم والتعاطف فلكي نفهم يجب أن نعرف ما
يعايشه شخص ما ،عن طريق إعادة معايشة تجربته فالصورة العليا للفهم يمثلها مبدأ التعاطف أو التعايش الذي يعني
إسقاط حياتنا الباطنية على الموضوعات التي حولنا حتى نصل إلى فهمها ،فليس المهم عنده أن نعرف ّأنه هناك تجربة
معينة ولكن المهم وجوب الشعور بانعكاس هذه التجربة فينا واعادة تأليفها بصورة خيالية أو معايشتها كأن على سبيل المثال
شعور ما لم
ًا نبتهج معه في سروره وننتحب معه في أحزانه ويلخص دلتاي ذلك بقولهّ (( :إننا ال نعرف في شخص آخر
نعايشه نحن))( )52فما ((يريد دلتاي أن يقرره هو أننا ال نستطيع أن نفهم بدون أن تعاطف ومشاركة وجدانية ،سواء أكان
()53
فدلتاي يعمم طريقته في الفهم على كل جوانب حقيقيا أو شخصية مسرحية أو في رواية))
ً شخصا
ً الشخص الذي نفهمه
مهما في عملية الفهم إلى اآلتي:
الحياة ويستند في جعل مبدأ التعاطف والتعايش شرطًا ً
عقليا يشبه به بناء الشخص اآلخر.
أن كل شخص يملك بناء ً ّ .1
يعبر عن أفكاره
.2الخبرات الفعلية عند الشخص موجودة بالقوة عند اآلخر .وبالتالي نستطيع أن نفهم المؤلف وهو ّ
ألنها موجودة فينا بالقوة ويتم فهمها عن طريق إعادة تأليفها (بالتعاطف أو التعايش) مع تجربته (المؤلف).
وانفعاالته ّ
مهما في نظرية دلتاي فهو األساس الذي تبنى عليه معرفتنا لذاتنا ،فالتعبير عنده هو الذي
مكانا ً
ويحتل التعبير ً
((يمنح الكيان الموضوعي المتميز للتجربة اإلنسانية ويحولها من خصوصية الحالة الداخلية للمبدع إلى حالة خارجية
()54
فالتعبير يعطي األحداث النفسية السريعة الحصول في الذوات صفة موضوعية يمكن ألي إنسان أن يشارك فيها))
الظهور والسكون و ّأنه الواسطة التي عن طريقها تعرف العقول األخرى ،فالحياة العقلية لآلخرين تُ َنقل إلينا عن طريق
التعبيرات التي يمكننا فهمها وادراكها ويلخص دلتاي المسألة كلها في عبارته ((أن ما هو معطى باستمرار تعبيرات الحياة
ألنها تظهر في عالم الحواس فإنها تكون باستمرار تعبيرات عن عقل تساعدنا على فهمه))(.)55
وّ
أن هناك
ويؤكد دلتاي في نظريته على موضوعة التفسير فهو يقر أن التفسير الصحيح يمكن أن يستنبط الفهم و ّ
نفسر أفعاله وكتاباته في عملية
شخصا من األشخاص يجب علينا أن ُّ عالقة وثيقة بين الفهم والتفسير فإذا أردنا أن نفهم
واحدة متجانسة والمالحظ ّأنه يسعى إلى وصف الشروط الضرورية لعملية الفهم مثله مثل شلر( .)56ويستكمل شروطه
بإعطاء إجراء آخر يطلق عليه اسم الدائرة التأويلية وهو إجراء كان قد وضعه شلر سابقًا وهو كاآلتي ((إذا أردنا أن نفهم
أساسا بالمعنى دون
ً المعاني المحددة إلجراء أية وحدة لغوية أو لسانية فيجب أن نقترب من هذه الوحدة بشكل تعني فيه
معرفة المعاني الجزئية التي يتكون منها الكل))(.)57
مهما وارتبط بالتعبير والتعاطف والمشاركة الوجدانية
دور ً
إن الفهم في فلسفة الحياة عند دلتاي لعب ًا وخالصة القول ّ
وبالتفسير والتكهن ،واتضح لنا إسهام دلتاي في الهرمينوطيقا بجعلها نظرية في الفهم واإلدراك بسحبه إياها إلى منطقة العلوم
اإلنسانية خدمة لهدفه األساس وهو جعل الفهم مختص بالعلوم اإلنسانية لكونها تختص بالموجودات البشرية وبالتالي تميزها
من العلوم الطبيعية.
309
تشرين أول 2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد23/
علوما
ً منهجا للعلوم اإلنسانية بوصفها
ً وفي نهاية القرن التاسع عشر عرفت (الهرمينوطيقا) تحوًال صارت بمقتضاه
تبعا لذلك عن العلوم الطبيعة.
تأويلية تتأسس على الفهم وتختلف ً
.3هوسرل* (1859ــ )1938
مؤسسا للفلسفة الظاهراتية التي جاءت بوصفها رد فعل على النزعتين المادية والمثالية.
ً يعد أدموند هوسرل
ّ
معا في وحدة
فقد رفض هوسرل أن تكون نقطة انطالقه ًأيا البعدين (المادي والمثالي) وأراد أن يجمع االتجاهين ً
()58
ألن المعرفة وان تبدو يقينية بحسب رؤية االتجاهين ّإال أنها معرفة ناقصة لكونها متحصلة من جانب واحد ّ متكاملة
وتمثلت محاولته التوفيقية ا لظاهراتية التي تبحث عن المنطقة الوسطى التي يتصالح فيها االتجاهان بتحديد نقطة انطالق
()59
فالظاهراتية بوصفها اتجاهاً فلسفياً جديدة للفلسفة وكانت هذه النقطة هي االرتداد إلى الشعور إلدراك األشياء في ماهيتها
تقوم على مبدأ فهم الخبرة اإلنسانية بتجاوز القسمة الثنائية (ذات في مقابل موضوع)(.)60
والمقولة األساسية التي استند إليها هوسرل هي القصدية بوصفها الصفة المركزية لكل شعور والفكرة الرئيسة التي
()61
حد هوسرل فعل الشعور باالتجاه
أن ((كل وعي هو وعي بشيء أو موضوع ما)) وبهذه الفكرة ّ تفصح عنها القصدية هو ّ
نحو شيء ما وتغلب على الفجوة الحاصلة بين االتجاه المادي واالتجاه المثالي( )62فالنقلة الكبرى التي أحدثها هوسرل في
ميدان التفكير الفلسفي هو تجاوز" الثنائية األزلية (الذات والموضوع) محاولة منه لتحقيق اتصالنا بالعالم الخارجي واقامة
أن الوعي والعالم
أبدا عن األشياء ،وتعني القصدية ّ
مستقال ً
ً جسر يربط بيننا وبين العالم"( )63عبر الوعي الذي ال يكون
أن المعرفة معناها أن نتجه نحو شيء ما وأول شرط على العقل تحقيقه هو أن يرتبط الوعيموجودان في وقت واحد و ّ
بموضوعه (.)64
فالوعي ليس سوى توجه نحو عالم األشياء أو الموضوعات إذ يصبح الوعي هو الموضوع والموضوع هو الوعي فال
يكون هناك أي تمايز بين (الذات والموضوع) وهذه الصفة (صفة فطرية) متأصلة في الوعي إذ ّإنه بطبيعته الوجودية متجهًا
دائما قصدي(.)65
وقاصدا له فالوعي ً
ً نحو العالم
تضع الظاهراتية النص األدبي بين قوسين متجاهلة السياق التاريخي والمؤلف وشروط اإلنتاج هادفة إلى قراءة
()66
بمعنى آخر يرى المنهج محايدة ال تتأثر بشيء ال يند عن النص الذي جرى اختصاره في تجسيد محض لوعي المؤلف
الظاهراتي أن النص األدبي ظاهرة ،ولفهم هذه الظاهرة (النص األدبي) توضع بين قوسين متجاهالً كل ما ليس له صلة
بالنص وتختزل الظاهرة (النص) إلى محتويات وعينا وحده ((واالختزال الظاهراتي يعني كل ما هو غير محايث للوعي
يجب إقصاؤه))( )67وانطالقًا من شعار الظاهراتية الشهير العودة إلى األشياء ذاتها يكون النظر إلى النص األدبي ذاته بعيدا
أن
عن كل ما هو خارجه حتى يتم فهمه من زاوية الوعي الخالص الذي يتجه صوبه أثناء فعل القراءة ،وهذا يحيل إلى ّ
فإن
أما بالنسبة لوعي المؤلف في النص ّ تماما للنص ال تتأثر مطلقًا بأي شيء خارجه ،و ّ
الظاهراتية ،تقيم قراءة محايثة ً
معرفته ال تتطلب الرجوع ((إلى ما يعرف عنه في كتب التراجم ومذكرات معاصريه ،إذ يكتفي النظر في األوجه التي تتجلى
من وعيه في النص في هيئة أبنية عميقة أو ثيمات أو نماذج متكررة من التخييل لإلمساك بذلك الشيء الذي نتوخاه))(،)68
إن معرفة عقل مؤلف النص ال تتم ّإال من خالل فهمنا ألشكال تجليات وعيه داخل النص فالظاهراتية ال تنظر إلى
أي ّ
"النص باعتباره حالة اجتماعي ة أو نفسية أو كونه نتاج ظروف بل تنظر إليه على أساس كونه وحدات معنى"( )69وهذه
بعيدا عن كل الميول حيث يجعل المؤول النص مل ًكا له ،ويجتزئه من محيطه الخارجي
النظرة تحقق التحليل الدقيق للنص ً
إلى وعيه وحده.
ويمكننا أن نالحظ االختالف الذي أحدثه الفيلسوف األلماني أدموند هوسرل بفلسفته الظاهراتية في حقل
الهرمينوطيقا ،فقد اختلف عن شلر ماخر ودلتاي باآلتي:
.1مجاوزة ثنائية الذات والموضوع في بناء نظريته وجعل مبدأ القصدية الصيغة الجامعة لهما ومنطلق المعرفة لديه.
310
تشرين أول 2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد23/
.2مغادرة القواعد القياسية واإلجراءات المنهجية في فهم النص إلى التأكيد على الوعي والعودة إلى األشياء في ذاتها (من
خالل العالم المعاش واالختزال الظاهراتي) في عملية الفهم.
الهوامش
.1ينظر :الفهم والنص :بومدين بوزيد ،الدار العربية – الجزائر ،ط.13 :2008 ،1
.2ينظر :منهجية التأويل عند ابن رشد واختالفها عن المناهج التأويلية الغربية المعاصرة ،سامي محمود إبراهيم ،دراسات
فلسفية ،بيت الحكمة – بغداد ،ع 26:لسنة .106 ،2001
يدعون ّأنه قد ُولد في فارس
هرمس شخصية وجدت في األلف الثالثة أو الرابعة قبل الميالد واختلف في موطنه فالفرس ّ
احدا من آلهتهم وكذلك الرومان
ويعده اليونانيون و ً
ّ وادعت بابل نسبه إليها ومصر واليمن التي عدته من أجدادها
فإنهم أحاطوه بتقديس كبير كذلك لدى المسيحية فهرمس شخصية ارتبطت بحضارات يعدوه من أنبيائهم ّ
واليهود وان لم ّ
مختلفة وقامت العديد من الدراسات حول هذه الشخصية (هرمس) في مختلف لغات العالم وتقول بعض هذه الدراسات
وسماه الصابئة (بوذا
وسماه اليهود (أنوس ،أنوخ ،خنوخ) ّ
سماه الفرس (انبحهد) ّ
بعدة تسميات فقد ّ
عن هرمس أّنه عرف ّ
سيف) وسماه المسلمون (إدريس النبي) وهناك أسماء أخرى عديدة :ينظر :هرمس مثلث العظمة ،لويس مينار ،ترجمة:
عبد الهادي عباس ،دار الحصاد – سوريا ،ط.6-5 ،1998 ،1
.3ينظر :الرمينوطيقا والفلسفة ،عبد الغني بارة ،الدار العربية (منشورات االختالف) – الجزائر ،ط.2008:13 ،1
.4فهم الفهم مدخل إلى الهرمينوطيقا ،عادل مصطفى ،رؤية – القاهرة ،ط.24 ،2007 ،1
.5ينظر :موسوعة كمبريدج في النقد األدبي (من الشكالنية إلى ما بعد البنيوية) ،رامان سلدن ،مراجعة :ماري تريز عبد
المسيح ،المجلس األعلى للثقافة – القاهرة ،ط.399/8 ،2006 ،1
المسماة كتب tothالمثلث العظمة،
ّ هرمسية :فلسفة تطلق على مجموعة عقائد يظن أنها ترجع إلى الكتب المصرية
هذه العقائد معروضة في نصوص يونانية يحوم الشك حول تاريخها وأصلها :الموسوعة الفلسفية ،ال الند ،تعريب:
أحمد خليل ،منشورات عويدات ،بيروت ،ط ،2001 ،2المجلد الثاني.556:
.6ما ورائية التأويل الغربي :محمود خليف خضير الحياني ،دار األمان – الجزائر ،ط.39 ،2013 ،1
.7ينظر :من نظرية المعرفة إلى الهرمينوطيقا ،مجدي عزالدين ،دار نيبور – بغداد ،ط.36 ،2013 ،1
.8ينظر :التأويل بين السيمائيات والتفكيكية ،امبرتو ايكو ،ترجمة :سعيد بنكراد ،الدار البيضاء ـ المغرب.338 :2000 ،
.9موسوعة كمبريدج في النقد األدبي :رامان سلدن.399/8 :
.10جماليات الشعرية ،خليل موسى ،اتحاد الكتاب العربي – دمشق ،د.ط.338 ،2008 ،
.11ينظر :من نظرية المعرفة إلى الهرمينوطيقا :مجدي عزالدين حسن.41 :
.1ينظر :األصول الفلسفية لنظرية المعنى :عبد األمير عباس بطي ،جامعة الكوفة – كلية االداب ،أطروحة دكتوراه،
.185 :2009
.12المعجم الفلسفي ،جميل صلبيا ،ذوي القربى ،مصر ،ط.234/1 ،1385 ،1
.13ينظر :في ماهية اللغة وفلسفة التأويل ،سعيد توفيق ،مجد – بيروت ،ط ،86 :2002 ،1وينظر :إشكاليات القرأة
وآليات التأويل ،نصر حامد أبو زيد ،الدار البيضاء ـ المغرب ،ط.13 :2001 ،6
.14في ماهية اللغة وفلسفة التأويل.45 :
.15ينظر :نظرية األدب ،تيري ايغلتون ،ترجمة :ثائر ديب ،منشورات و ازرة الثقافة ،دمشق ،د.ط1995:111 ،
.16ينظر :تأويل النص الشكسبيري ،بان جبار خلف ،و ازرة الثقافة /دمشق ،د.ط2008:6 ،
.17ينظر :الهرمونطيقا الحديثة وفهم النص ،مجموعة مؤلفين ،بيروت ،ط2011:45 ،1
.18في القراءة وفن التأويل ،صابر محمود الحباشي ،عالم الكتب /األردن ،ط2011:10 ،1
311
تشرين أول 2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد23/
.19األسس الفلسفية ،محمد سالم سعد اهلل ،دار الحوار ،سوريا ،ط2007:337 ،1
.20مسارات النقد مدارات ما بعد الحداثة ،حفناوي رشيد بعلي ،دروب ،عمان ،ط3022:110 ،1
.21ينظر :يورجين هابرمس ،التواصل واألخالق ،أبو النور حمدي ،أبو النور حسن ،دار التنوير ،د.ط2009:165 ،
.22ينظر :اتجاهات التأويل ،محمد عزام ،و ازرة الثقافة ،دمشق ،ط2008:21 ،1
.23ينظر :القراءة التأويلية ،مصطفى شميعة ،عالم الكتب ،األردن ،ط2013:157 ،1
.24بنظر :النص بين القراءة والتأويل ،ادريس مقبول ،يحيى رمضان ،عالم الكتب الحديث ،األردن ،د.ط2010:76 ،
.25ينظر :شعرية القراءة والتأويل في الرواية الحديثة :فتحي بو خالفة ،عالم الكتب الحديث ـ االردن ،ط.32 :2010 ،1
نصيات بين الهرمونطيقيا والتفكيكية ،هيو سلفر مان ،ترجمة:حسن ناظم وعلي حاكم ،الدار البضاء/المغرب،
.26ينظرّ :
62 :2002
.27ينظر :التلقي والتأويل :محمد عزام ،دار الينابيع – دمشق ،ط.193 ،2007 ،1
.28ينظر :إشكالة التبعية واالبستمولوجية للتأويل األدبي :عباس عيد جاسم ،الموقف الثقافي ،دار الشؤون الثقافية العالمة
– بغداد ،ع ،21 :لسنة .1999:95
.29ينظر :التأويلية العربية ،محمد بازي ،االختالف – الجزائر ،ط.21 :2010 ،1
شلر ماخر :فيلسوف ألماني عاش في النصف الثاني من القرن الثامن عشر والنصف األول من القرن التاسع عشر
عد مؤسس علم
في برلين قرب أستاذه (فريدك شلجل) وشغل كرسي الالهوت في جامعة برلين 1834-1810حتى ّ
الالهوت البروتستانتي ويكاد يكون مجهوًال كعالم جمال قبل أن يعيد الفيلسوف اإليطالي المعاصر كروتشه اكتشاف
مذهبه عام 1901وكانت أولى محاضراته في علم الجمال عام 1819ثم في عام 1825ومرة أخرى في -1832
1833ونشرت هذه المحاضرات من خالل مسودة أحد الطالب عام 1842ويحظى اليوم بشهرة واسعة بفضل أعماله
أما تأثيره فكان في علم التأويل وخاصة نظريته الهرمنونطيقة التي أثرت
عن التأويل فهو كعالم جمال ظل بدون تأثير ّ
طورها في أنسجة متطورة في التأمل المنهجي .ينظر:تأويل النص الشكسبيري:بان جبار بشكل عميق على دلتاي الذي ّ
خلف247:ـ 248وتاريخ النقد االدبي الحديث :رينه ويليك ،ترجمة :مجاهد عبد المنعم مجاهد ،المجلس االعلى
للثقافة.595 :2 ،2001 ،
.30دليل الناقد األدبي ،ميجان الرويلي – سعد البازعي ،الدار البيضاء –المغرب ،ط.89 :2002 ،3
.31بحوث في القراءة والتلقي ،محمد خير البقاعي ،مركز اإلنماء – حلب ،ط.14 :1998 ،1
.32ينظر :التفسير والتأويل :أم .أتش ابرامز ،ترجمة :باقر جاسم محمد ،الثقافة األجنبية ،دار الشؤون الثقافية العامة –
بغداد ،ع ،1 :لسنة .7 ،2009
.2ينظر :مفهوم الهرمينوطيقا األصول الغربية والثقافة العربية :الحبيب بو عبد اهلل ،مجلة فصول ،الهيئة المصرية العامة،
ع 65 :لسنة .168 :2005 – 2004
.33الهرمينوطيقا والفلسفة ،عبد الغني بارة.176 :
.34ينظر :هرمينوطيقا الشعر العربي ،يوسف اسكندر ،دار الكتب العلمية – بيروت.17 :1971 ،
.35تأويلية الشعر العربي نحو نظرية في الشعرية ،يوسف محمد اسكندر ،جامعة بغداد /كلية اآلداب ،أطروحة دكتوراه،
.6 :2005
.36مفهوم الهرمينوطيقا األصول الغربية والثقافة العربية :الحبيب بو عبد اهلل.168 :
.37ينظر :أطلس الفلسفة بيتركونزمان ،فرانزبيتربوركادر ،ترجمة :جورج كتورة ،المكتبة الشرقية – لبنان ،ط.149 :2012 ،3
.38ينظر :الهرمينوطيقا والفلسفة :عبد الغني بارة.180 – 179 :
312
تشرين أول 2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد23/
.39المذاهب النقدية الحديثة ،محمد شبل الكومي مدخل فلسفي ،تقديم :محمد عناني ،الهيئة المصرية العامة للكتاب،
.299 :2004
.40ينظر :مقدمة في الهرمينوطيقا ،دايفد جاسبر ،ترجمة :وجيه قانصو ،الدار العربية – لبنان ،ط.122-121 :2007 ،1
.41تأويل النص الشكسبيري :بان جبار خلف.30 :
.42مقدمة في الهرمينوطيقا دايفد جاسبر.121 :
.43ينظر :مفهوم الهرمينوطيقا األصول الغربية والثقافة العربية.170 :
.44مقدمة في الهرمينونطيقا.119 :
قسيسا على مذهب
ً دلتاي :فيلسوف تاريخ وحضارة ومؤرخ للفلسفة ،ألماني ولد في مدينة يبرش سنة 1833كان أبوه
الكنيسة البروتستانتية درس الالهوت واهتم بالتاريخ الفلسفة وكانت ألبحاثه التاريخية تأثيرات عظيمة في فهم وضع
اإلنسان في العالم وتنوع تجاربه واتساع معنى الحياة فأبحاثه شملت كل ما يصدر عن اإلنسان من نظم وقوانين وانتاج
عقلي وقد سعى في فلسفته إلى إحداث ثورة كوبرنيكية في علوم الروح (العلوم اإلنسانية) وذلك بتأسيس علم تجريبي
بالظواهر الروحية العقلية فاهتمامه تركز على فهم العقول البشرية الذي ّأدى إلى اهتمامه بعلم النفس والهرمنتيك ،توفي
سنة 1911ومن أهم كتبه (العالم الروحي) الذي ترجم ريكمان وهودجز أجزاء كثيرة منه إلى اإلنجليزية وترجم إلى
الفرنسية ومن كتبه األخرى (جهل نظر العالم ،المعنى في التاريخ ،الخبرة والشعر ،مدخل إلى العلوم اإلنسانية ،بناء
العالم التاريخي) ينظر :الموسوعة الفلسفية :عبد الرحمن بدوي ،ذوي القربى ،ط475/2 :1427 ،1
.45دلتاي وفلسفة الحياة :محمود سيد أحمد ،دار التنوير – بيروت.24 :2008 ،
.46ينظر :تأويلية الشعر العربي نحو نظرية تأويلية في الشعرية :يوسف محمد جابر اسكندر.12 :
.47ينظر :مقدمة في الهرمينوطيقا :دايفد جاسبر.133 :
.48دلتاي وفلسفة الحياة ،محمود سيد أحمد.11 :
.49ينظر :دليل الناقد األدبي ،ميجان الريلي ،سعد البازعي.91 :
.50دلتاي وفلسفة الحياة ،محمود سيد أحمد.38-37 :
.51م .ن.38 :
.52المذاهب النقدية الحديثة ،محمد شبل الكومي.301 :
.53دلتاي وفلسفة الحياة ،محمود سيد أحمد.31 :
.54ينظر :المصدر السابق.41 – 40 :
.55التفسير والتأويل ،ام .اتش ابرامز ،ترجمة :باقر جاسم محمد8 :
هوسرل :فيلسوف ألماني مؤسس المنهج الظاهراتي ولد سنة 1859في إقليم مورافيا من أسرة يهودية اعتنق المسيحية
البروتستنتية في سنة 1887بدأ بدراسة الرياضيات في ألمانيا على يد الرياضي األلماني العظيم (فايرشتراس) ثم
واصل دراسته في جامعة فينا ووقع تحت تأثير أستاذه فرانتس برنتانو الذي وجهه إلى دراسة الفلسفة وعنه أخذ فكرة
القصدية وسحبها من الدراسة النفسية إلى الدراسة اإلنسانية ،توفي سنة 1938في مدينة فرايبورج جنوب غربي ألمانيا
هائال من الصفحات المخطوطة التي لم ينشرها ّإبان حياته بلغت أكثر من 45000صفحة
قدر ًوقد خلف بعد وفاته ًا
معد للنشر والباقي غير مكتمل وهذه المخطوطات محفوظة في مركز محفوظات أنشئ في مدينة لوفان
والكثير منها ّ
وأنشئ مركز محفوظات آخر في كولونيا بجامعة كولونيا بألمانيا سنة .1951
ضخما لعل أهمه (فلسفة الحساب ،مباحث منطقية ،مدخل عام إلى علم ظواهر خالص، ً فلسفيا
ً إنتاجا
ً وترك لنا هوسرل
ظواهر الوعي الباطن بالزمان ،المنطق الصوري والمنطق الترنسندنتالي ،التأمالت الديكارتية ،التجربة والحكم) ولهوسرل
دراسات ومقاالت أخرى عديدة لم يتم نشرها حتى اآلن وان كان معهد الدراسات الهوسرلية بجامعة لوفان قد أخذ على
313
تشرين أول 2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد23/
عاتقه مهمة طبعها ونشرها ضمن مجموعة مؤلفات هوسرل الكاملة ينظر:الموسوعة الفلسفية:عبد الرحمن538/2:ـ
539ودراسات في الفلسفة المعاصرة:زكريا ابراهيم ،مكتبة مصر ،مصر317:ـ .318
.56ينظر :الفينومينولوجيا عند هوسرل ،سماح رافع محمد ،دار الشؤون الثقافية ،بغداد ،ط188 :1991 ،1
عمان ،ط.28-27 :2016 ،1 .57ينظر :الظاهراتية والرمز ،جاسم حميد جودة ،الدار المنهجية – ّ
.58ينظر :الخبرة الجمالية (دراسة في فلسفة الجمال الظاهراتية) ،سعيد توفيق ،المؤسسة الجامعية – بيروت.30 :1992 ،
.59في ماهية اللغة وفلسفة التأويل ،سعيد توفيق.143 :
.60ينظر :الظاهراتية والرمز ،جاسم حميد جودة.29 :
.61الخبرة الجمالية ،سعيد توفيق.30 :
عمان ،ط.22 :2012 ،1
.62ينظر :استراتيجية التأويل عند أدونيس ،آمال منصور ،عالم الكتب – ّ
.63ينظر :الظاهراتية والرمز ،جاسم حميد جودة.30 :
.64ينظر :في نظرية األدب وعلم النص ،إبراهيم الخليل ،منشورات االختالف – الجزائر ،ط.72-71 :2010 ،1
.65نظرية األدب ،تيري ايغلتون ،ترجمة :ثائر ديب ،و ازرة الثقافة السورية – دمشق.95 :1995 ،
.66في نظرية األدب وعلم النص ،إبراهيم الخليل.72 :
.67ينظر :القراءة التأويلية ،مصطفى شميعة.13 :
المصادر
.1اتجاهات التأويل ،محمد عزام ،و ازرة الثقافة ،دمشق ،ط.2008 ،1
عمان ،ط.2012 ،1
.2استراتيجية التأويل عند أدونيس ،آمال منصور ،عالم الكتب – ّ
.3األسس الفلسفية ،محمد سالم سعد اهلل ،دار الحوار ،سوريا ،ط.2007 ،1
.4إشكالة التبعية واالبستمولوجية للتأويل األدبي :عباس عيد جاسم ،الموقف الثقافي ،دار الشؤون الثقافية العالمة –
بغداد ،ع ،21 :لسنة .1999
.5إشكاليات القرأة وآليات التأويل ،نصر حامد أبو زيد ،الدار البيضاء ـ المغرب ،ط.2001 ،6
.6األصول الفلسفية لنظرية المعنى :عبد األمير عباس بطي ،جامعة الكوفة – كلية االداب ،أطروحة دكتوراه.2009 ،
.7أطلس الفلسفة بيتركونزمان ،فرانزبيتربوركادر ،ترجمة :جورج كتورة ،المكتبة الشرقية – لبنان ،ط.2012 ،3
.8بحوث في القراءة والتلقي ،محمد خير البقاعي ،مركز اإلنماء – حلب ،ط.1998 ،1
.9تاريخ النقد األدبي الحديث :رينه ويليك ،ترجمة :مجاهد عبد المنعم مجاهد ،المجلس االعلى للثقافة.2001 ،
.10تأويل النص الشكسبيري ،بان جبار خلف ،و ازرة الثقافة /دمشق ،د.ط.2008 ،
.11التأويل بين السيمائيات والتفكيكية ،امبرتو ايكو ،ترجمة :سعيد بنكراد ،الدار البيضاء ـ المغرب ،ط.2000 ،1
.12تأويلية الشعر العربي نحو نظرية في الشعرية ،يوسف محمد اسكندر ،جامعة بغداد /كلية اآلداب ،أطروحة دكتوراه.2005 ،
.13التأويلية العربية ،محمد بازي ،االختالف – الجزائر ،ط.2010 ،1
.14التفسير والتأويل :أم .أتش ابرامز ،ترجمة :باقر جاسم محمد ،الثقافة األجنبية ،دار الشؤون الثقافية العامة – بغداد،
ع ،1:لسنة .2009
.15التلقي والتأويل :محمد عزام ،دار الينابيع – دمشق ،ط.2007 ،1
.16جماليات الشعرية ،خليل موسى ،اتحاد الكتاب العربي – دمشق ،د.ط.338 ،2008 ،
.17الخبرة الجمالية (دراسة في فلسفة الجمال الظاهراتية) ،سعيد توفيق ،المؤسسة الجامعية – بيروت.1992 ،
.18دراسات في الفلسفة المعاصرة :زكريا ابراهيم ،مكتبة مصر ،مصر.
.19دلتاي وفلسفة الحياة :محمود سيد أحمد ،دار التنوير – بيروت.2008 ،
314
تشرين أول 2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد23/
.20دليل الناقد األدبي ،ميجان الرويلي – سعد البازعي ،الدار البيضاء –المغرب ،ط.2002 ،3
.21شعرية القراءة والتأويل في الرواية الحديثة :فتحي بو خالفة ،عالم الكتب الحديث ـ االردن ،ط.2010 ،1
عمان ،ط.2016 ،1 .22الظاهراتية والرمز ،جاسم حميد جودة ،الدار المنهجية – ّ
.23فهم الفهم مدخل إلى الهرمينوطيقا ،عادل مصطفى ،رؤية – القاهرة ،ط.2007 ،1
.24الفهم والنص :بومدين بوزيد ،الدار العربية – الجزائر ،ط.2008 ،1
.25في القراءة وفن التأويل ،صابر محمود الحباشي ،عالم الكتب /األردن ،ط.2011 ،1
.26في ماهية اللغة وفلسفة التأويل ،سعيد توفيق ،مجد – بيروت ،ط.2002 ،1
.27في نظرية األدب وعلم النص ،إبراهيم الخليل ،منشورات االختالف – الجزائر ،ط.2010 ،1
.28الفينومينولوجيا عند هوسرل ،سماح رافع محمد ،دار الشؤون الثقافية ،بغداد ،ط.1991 ،1
.29الق ارءة التأويلية ،مصطفى شميعة ،عالم الكتب ،األردن ،ط.2013 ،1
.30ما ورائية التأويل الغربي :محمود خليف خضير الحياني ،دار األمان – الجزائر ،ط.2013 ،1
.31المذاهب النقدية الحديثة ،محمد شبل الكومي مدخل فلسفي ،تقديم :محمد عناني ،الهيئة المصرية العامة للكتاب.2004 ،
.32مسارات النقد مدارات ما بعد الحداثة ،حفناوي رشيد بعلي ،دروب ،عمان ،ط.3022 ،1
.33المعجم الفلسفي ،جميل صلبيا ،ذوي القربى ،مصر ،ط.1385 ،1
.34مفهوم الهرمينوطيقا األصول الغربية والثقافة العربية :الحبيب بو عبد اهلل ،مجلة فصول ،الهيئة المصرية العامة،
ع 65:لسنة .2005–2004
.35مقدمة في الهرمينوطيقا ،دايفد جاسبر ،ترجمة :وجيه قانصو ،الدار العربية – لبنان ،ط.2007 ،1
.36من نظرية المعرفة إلى الهرمينوطيقا ،مجدي عزالدين ،دار نيبور – بغداد ،ط.2013 ،1
.37منهجية التأويل عند ابن رشد واختالفها عن المناهج التأويلية الغربية المعاصرة ،سامي محمود إبراهيم ،دراسات
فلسفية ،بيت الحكمة – بغداد ،ع 26:لسنة .2001
.38الموسوعة الفلسفية ،الالند ،تعريب :أحمد خليل ،منشورات عويدات ،بيروت ،ط ،2001 ،2المجلد الثاني.
.39الموسوعة الفلسفية :عبد الرحمن بدوي ،ذوي القربى ،ط.1427 ،1
.40موسوعة كمبريدج في النقد األدبي (من الشكالنية إلى ما بعد البنيوية) ،رامان سلدن ،مراجعة :ماري تريز عبد
المسيح ،المجلس األعلى للثقافة – القاهرة ،ط.2006 ،1
.41النص بين القراءة والتأويل ،ادريس مقبول ،يحيى رمضان ،عالم الكتب الحديث ،األردن ،د.ط.2010 ،
نصيات بين الهرمونطيقيا والتفكيكية ،هيو سلفر مان ،ترجمة :حسن ناظم وعلي حاكم ،الدار البضاء /المغرب.2002 ،
ّ .42
.43نظرية األدب ،تيري ايغلتون ،ترجمة :ثائر ديب ،منشورات و ازرة الثقافة ،دمشق ،د.ط.1995 ،
.44هرمس مثلث العظمة ،لويس مينار ،ترجمة :عبد الهادي عباس ،دار الحصاد – سوريا ،ط.1998 ،1
.45الهرمونطيقا الحديثة وفهم النص ،مجموعة مؤلفين ،بيروت ،ط.2011 ،1
.46هرمينوطيقا الشعر العربي ،يوسف اسكندر ،دار الكتب العلمية – بيروت.1971 ،
.47الهرمينوطيقا والفلسفة ،عبد الغني بارة ،الدار العربية (منشورات االختالف) – الجزائر ،ط.2008 ،1
.48يورجين هابرمس ،التواصل واألخالق ،أبو النور حمدي ،أبو النور حسن ،دار التنوير ،د.ط.2009 ،
315