You are on page 1of 11

‫تشرين أول ‪2015/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪23/‬‬

‫الهرمينوطيقا والتشكل المعرفي‬


‫الباحثة‪ .‬هبة محمد رحيم‬ ‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬جاسم حميد جودة‬
‫جامعة بابل‬
‫الملخص‬
‫الهرمينوطيقا كلمة أغريقية األصل ارتبطت في التراث االغريقي بأسطورة هرمس‪ ،‬حددها األصل األغريقي بعملية‬
‫االفهام‪ ،‬فمن أقدم التحديدات لها انها نظرية تعنى بتفسير الكتاب المقدس‪ ،‬حيث يعد الالهوت والنص المقدس حاضنتين‬
‫لبلورة الهرميوطيقا‪ ،‬لذا تعرف بأنها مصطلح مدرسي الهوتي يشير الى مجموع القواعد والمعايير التي يجب أن ينبعها‬
‫المفسر لفهم النص الديني‪ ،‬فهي نظرية ذات أصول دينية محضة ففقد اقترنت نشأتها بدائرة الدراسات الالهوتية‪ ،‬غير ان‬
‫مجالها قد اتسع في القرن التاسع عشر ليطال التأويل النصي قاطبة وللفالسفة واأللمان (شاليرماخر‪ ،‬دلتاي‪ ،‬هوسرل)‬
‫االسهام األكبر في نقل الهرمينوطيقا من دائرة المقدس الى دائرة العلوم االنسانية فقد تضافرت جهود الثالثة في االنشاء‬
‫المعرفي لها حتى صارت منهاجاً للعلوم االنسانية باعتبارها علوماً تأويلية تتأسس على الفهم وجعلها نظرية تأويلية متكاملة‬
‫تمتلك مقومات النظرية العملية المتمثلة بـ(السؤال واالجراء والهدف) وجعل الفهم ميزة لها‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬الهرمينوطيقا‬
‫‪ .1‬األصل االشتقاقي والنشأة‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ومنه اشتقت الكلمة اإلنجليزية ‪ hermeneutics‬التي‬ ‫جاءت كلمة الهرمينوطيقا من اللفظ اإلغريقي ‪hermenia‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ممثال‬
‫وارتبطت في التراث اإلغريقي بدور الوسيط (المترجم أو المؤول والمفسر) ً‬ ‫درج الباحثون على ترجمتها الهرمينوطيقا‬
‫بهرمس*(‪.)3‬‬
‫لغويا‬
‫أن كليهما يتعلّق ً‬‫فالفعل‪ hermeneuein‬واالسم ‪ hermeneia‬يشيران إلى اإلله المجنح ‪(( hermes‬ويبدو ّ‬
‫(‪)5‬‬
‫أن كلمة هرمينوطيقا وثيقة‬
‫ويتضح ّ‬ ‫موقعا في أصل كلمة هرمينوطيق ‪hermeneutics‬‬
‫ً‬ ‫باإلله هرمس))(‪ )4‬الذي يأخذ‬
‫أن هذه الكلمة تنطوي على داللة اشتقاقية‬‫((فضال عن ّ‬
‫ً‬ ‫الصلة بكلمة هرمتيك ‪ hermetigues‬أو هرمسية* ‪.hermetisme‬‬
‫ميثالوجية مرتبطة بأسطورة هرمس))(‪ ،)6‬ووفقًا لألسطورة اليونانية فقد كان هرمس يتميز بسرعته ورشاقته وكان عمله هو أن‬
‫(‪)7‬‬
‫ويعد في األساطير اليونانية القديمة الواسطة بين اآللهة والبشر‬
‫ّ‬ ‫ينقل إلى الناس رسائل وأسرار آلهة أوليمبوس ‪olympys‬‬
‫ورسول الحكمة التي تنفذ إلى أعماق الوعي‪ ،‬فضالً عن ذلك فهو إله الفصاحة ورمز للتعدد التأويلي والمعرفة اآلتية من كل‬
‫أصقاع الكون(‪ .)8‬فاسم هرمس مرتبط بوظيفة محددة‪ ،‬هي ترجمة ما يجاوز الفهم اإلنساني إلى شكل أو صورة يمكن للعقل‬
‫اإلنساني إدراكها وتجسير الفجوة بين العالمين (اإللهي والبشري) والقيام بعملية تحويل ما هو خارج الفهم إلى مجال الفهم‪،‬‬
‫ولديه القدرة على صياغة كلمات مفهومة تعمل على إزاحة الغموض القابع وراء القدرة البشرية على التعبير‪.‬‬
‫إنّ األصل اإلغريقي للهرمينوطيقا تحدد بعملية اإلفهام ويتمثّل ذلك في جعل عملية التواصل ممكنة عبر وسيط‬
‫لغوي مفهوم وواضح ((فالفعل اليوناني ‪ hermeneia‬الذي يعني (تفسير‪ ،‬تأويل) رسما منذ البداية نطاق المعنى الذي‬
‫(‪)9‬‬
‫إذا اقترنت بقراءة النصوص ال سيما النص المقدس ويعد الالهوت والنص المقدس‪،‬‬ ‫ستتخذه الهرمينوطيقا فيما بعد))‬
‫حاضنتين لبلورة الهرمونطيقا(‪ )10‬وا ّن النقاشات التي جرت بين الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانية عمن يملك الكفاءة لتأويل‬
‫النص المقدس تشكل المهاد النظري لها‪.‬‬
‫فارتبطت الممارسة الهرمينوطيقة بدائرة الدراسات الالهوتية التي سارت عليها الكنيسة في تفسير الكتاب المقدس‬
‫((حيث ظهرت الحاجة إلى فهم الكتاب المقدس وتأويل ما غمض من معانيه))(‪.)11‬‬
‫وهذه النشأة جعلتها تشير إلى مجموع القواعد والمعايير التي يجب أن يتبعها المفسر لفهم النص الديني ((الكتاب‬
‫وتدل‬
‫ّ‬ ‫المقدس))(‪ )12‬وصارت الهرمينوطيقا تدل في علم الالهوت (الثيولوجيا) على فن التأويل وترجمة الكتب المقدسة بدقة‬
‫تفسير رمزًيا أو مجازًيا يكشف عن معانيها الخفية))(‪.)13‬‬
‫ًا‬ ‫وعند ((علماء الالهوت على تفسير الكتب المقدسة‬

‫‪305‬‬
‫تشرين أول ‪2015/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪23/‬‬

‫‪ .2‬المصطلح والداللة‪:‬‬
‫الهرمينوطيقا مصطلح مدرسي الهوتي(‪ )14‬ومن أقدم التحديدات لها هو ّأنها نظرية لتفسير الكتاب المقدس‪ ،‬إذ‬
‫أن هذا المصطلح في أصله ال‬‫يتمحور العمل الهرمينوطيقي حول فهم النصوص الدينية الذي واستخراج المعنى ((والحق ّ‬
‫صلة له بالنص األدبي واّنما هو مصطلح لتأويل النصوص الدينية والفلسفية بعامة ونصوص التوراة بخاصة حتى قيل‬
‫(‪)15‬‬
‫مقتصر على تأويل الكتاب المقدس فقد توسع مجاله‬
‫ًا‬ ‫أن مجال الهرمينوطيقا قد اتسع فبعد ما كان‬
‫التأويل المقدس)) غير ّ‬
‫ويعد المفكران األلمانيان شالير ماخر وديلثي هما من أخرجا التأويل من دائرة‬
‫في القرن التاسع عشر ليطال التأويل النصي ّ‬
‫اتساعا شملت العلوم اإلنسانية كافة(‪ ،)17‬ومن ثم استقرت‬
‫ً‬ ‫المقدس الى النص األدبي إذا أنتقل معهما(‪ )16‬الى دوائر أكثر‬
‫(‪)18‬‬
‫"وغدا مصطلح التأويل من أشد‬ ‫الهرمينوطيقا للداللة على ذلك الحيز من الفلسفة الحديثة الذي يعنى بنظرية الفهم‬
‫المصطلحات إثارة لما اتسم به من تنوع في الدالالت وغ ازرة في االستعمال في مختلف ضروب المعرفة فقد دخل مجاالت‬
‫معرفية وثقافية متنوعة‪ ،‬وأضحى حلبة للقراءة بعد أن كان الممارسة المعبرة عن الفهم"(‪ )19‬فاتسعت مباحثه واتجاهاته لتدخل‬
‫ميادين المناهج النقدية الحديثة وقد سلكت التأويلية مسارين في تحديد أسلوبها النقدي التحليلي‪ :‬األول‪ ،‬التأويلية بوصفها‬
‫(‪)20‬‬
‫فالتطور واالنتقال الذي لحق بكلمة‬
‫نقديا مع الظاهراتية‪ ،‬والثاني‪ :‬بوصفها آلية نقدية مع المناهج النقدية الحديثة‬
‫منهجا ً‬
‫ً‬
‫هرمينوطيقا (من دائرة الدراسات الالهوتية إلى دائرة الدراسات اإلنسانية والجمالية) انعكس على معنى المصطلح‬
‫(الهرمينوطيقا) وأكسبها داللة جديدة فصارت تعني ((فن القراءة))(‪ ،)21‬بمعنى ّأنها تأمل فلسفي وتفكير فينومنولوجي حول‬
‫نشاط علمي(‪ )22‬فالتأويل الذي بدأ كأسلوب نقدي مع تفسير النصوص المقدسة ومن ثم أصبح فعالية أدبية وفكرية ينهض‬
‫(‪)24‬‬ ‫(‪)23‬‬
‫وبناء على ما سبق فالمعنى الحديث‬ ‫ً‬ ‫عما تختزله النصوص من دالالت‬ ‫بها المتلقي بعد القراءة الدقيقة للنص للكشف ّ‬
‫لمصطلح التأويل هو‪ّ :‬أنه قراءة وتلق للنصوص فهناك مالزمة بين التأويل والقراءة إذ يشتغل التأويل بمعية القراءة فال تأويل‬
‫(‪)26‬‬
‫عبر كشف العالقة بين معنيين أحدهما‬ ‫بدون قراءة وال قراءة بدون تلق(‪ .)25‬والهدف من التأويل هو البحث عن المعنى‬
‫ألنه الذي يحتوي على القصدية الحقيقة وبذلك يكون‬
‫ظاهر واآلخر خفي ودور المؤول يكمن في الكشف عن المعنى الثاني ّ‬
‫مبتدئا بالمعنى الظاهر للنص‬
‫ً‬ ‫التأويل فعالية الفهم التي توفر المعنى وتقدم معرفة(‪ )27‬إذ يعمل على فك شفرة العمل األدبي‬
‫(‪)28‬‬
‫أي عبور من ظاهر النص إلى باطنه وتكون المسافة بين الظاهر والباطن هي المسافة المؤولة‬ ‫لينتهي إلى معناه الباطن‬
‫(‪)30‬‬ ‫(‪)29‬‬
‫أو إنشاء نص جديد‬ ‫فالتأويل فيما نرى كل فعل قرائي يروم بناء معنى‬ ‫فبها تكمن الفجوات والفراغات والفضاءات‬
‫يستند في مرجعياته إلى النص األصلي والنص الجديد ناتج من فاعلية النص وفاعلية القراءة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬التشكل المعرفي‬
‫‪ .1‬شلر ماخر*‪:‬‬
‫مستقال يتجاوز حدود النص الديني ّإال في القرن التاسع عشر بفعل‬
‫ً‬ ‫فلسفيا‬
‫ً‬ ‫نظاما‬
‫ً‬ ‫لم تبرز الهرمينوطيقا بوصفها‬
‫التغييرات العميقة التي شملت الطرح الفلسفي والذي أسهم بجعل الهرمينوطيقا أحد التيارات األساسية في الفكر الفلسفي‬
‫المعاصر‪ ،‬وللمفكرين األلمان اليد الطولي في نقلها إلى مرتبة الحيز الفكري القائم بذاته‪ ،‬ومن ثَّم تطويرها انطالقاً من‬
‫صياغة مجموعة من اإلجراءات والمبادئ الالزمة لجعلها نظرية تفسير عامة تمتلك األسس التي يمكن من خاللها‬
‫(‪)31‬‬
‫مما أدى إلى اتساع أفقها وأتاح لها ذلك أن تخترق ما يسميه األلمان‬ ‫((التوصل إلى معاني كل النصوص المكتوبة))‬
‫بعلوم الروح (العلوم اإلنسانية) وأكسبها ذلك التحول معنى التركيز((على تميز مستويات القصدية الدالة أقل من حرصها‬
‫على تحديد صيغة مقاربة خصوصية المعنى))(‪.)32‬‬
‫إن التأويلية المعاصرة تشكلت في داخل الفلسفة األلمانية متمثلة بجهود شالير وديلثي وهوسرل وسنعمل على متابعة‬‫ّ‬
‫خط التطور لهذا االتجاه (الهرمينوطيقا) بالتركيز على مغزاه من خالل بيان جهود واسهام الفالسفة األلمان الثالث (شالير‬
‫بارز في الفلسفة المعاصرة‪:‬‬
‫مكانا ًا‬
‫وديلثي وهوسرل) في جعلها اتجاهاً فلسفياً يحتل ً‬

‫‪306‬‬
‫تشرين أول ‪2015/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪23/‬‬

‫‪ .1‬فريدريك شلير ماخر‪ :‬يعد عالم الالهوت االلماني فريدريك شلرماخر(‪ )1834-1767‬مؤسساً لنظرية التأويل الحديثة‬
‫فمعه صارت التأويلية‪ ،‬فن الفهم لكافة النصوص بعد أن كانت محصورة في تفسير الكتاب المقدس وذلك في سلسلة‬
‫(‪)33‬‬
‫وقد مكنته ثقافته الفيلولوجية وكفاءته‬ ‫محاضرات ألقاها في العام ‪ 1819‬التي بينت الخطوط العامة للتأويلية الحديثة‬
‫(‪)34‬‬
‫الفلسفية المكتسبة من المدرسة المثالية وال سيما في أفقها الكانطي من ممارسة قراءة نقدية للهرمينوطيقا الالهوتية‬
‫وقد أسفرت قراءته النقدية عن إحداث قطيعة ابستيمولوجية بين التأويلية القديمة في نسختها الالهوتية والتأويلية الجديدة‬
‫بإخراج التأويل إلى الدائرة العلمية التي تتأسس على قواعد مضبوطة تكسبها صفة المنهجية ((فكان صنيعه تحوًال‬
‫متميز في مسار النظرية التأويلية تمثل في نقله االهتمام من تفسير النصوص بحثًا عن المعنى إلى التركيز على‬
‫ًا‬
‫عملية الفهم في حد ذاتها والبحث عن القواعد والشروط التي بها يتم تحقيق هذا الفهم في النصوص))(‪ )35‬وتعد لحظة‬
‫شالير ماخر بالنسبة للهرمينوطيقا الحديثة من أهم المراحل التاريخية بالنسبة للسانيات الحديثة إذ معه استطاعت‬
‫(‪)37‬‬
‫جديدا‬
‫ً‬ ‫ميدانا‬
‫ً‬ ‫الهرمينوطيقا أن تحدد موضوعها وأدواتها وغاياتها(‪ .)36‬فعلى يديه ولدت الهرمينوطيقا بوصفها‬
‫ممكنا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وعلما‬
‫وبوصفها نظرية متكاملة لفهم النصوص تبحث في القواعد العامة التي تجعل من الفهم ًفنا ً‬
‫((انطلق شلر ماخر في مشروعه بتقديم تصور جديد للهرمينوطيقا يتأسس على مقوله الفهم))(‪ )38‬تُمثّل بوضع أسس‬
‫الفهم الصحيح وجعل قاعدة سوء الفهم‪ ،‬المبدأ الذي ينطلق منه المفسر أو المؤول لفهم النص بغية الوصول إلى الفهم‬
‫فضال عن ذلك فقد أدى انتقال الهرمينوطيقا من الدائرة الالهوتية إلى الدائرة العلمية إلى تغيير سؤال الهرمينوطيقا‬
‫ً‬ ‫الصحيح‬
‫فإن الهرمينوطيقا عند شالير تعني الفهم وهدفها‬‫من معنى النص في الهرمينوطيقا التقليدية إلى سؤال ما هو الفهم ومن هنا ّ‬
‫تجنب الفهم الخاطئ‪.‬‬
‫لقد عمد شلر ماخر على صياغة اإلجراء الذي رآه ينسجم مع المنطلقات التأسيسية للتأويلية الحديثة انطالقًا من‬
‫أن كل نص هو إنجاز فردي يقوم به المؤلف وينتهي إلى نظام لغوي(‪ .)39‬وفي ضوء تلك الرؤية يقسم النص إلى‬ ‫رؤيته‪ّ ،‬‬
‫بعدين‪:‬‬
‫‪ .1‬البعد اللغوي (التأويل النحوي)‪ :‬يهتم بدراسة النص من خالل اللغة التي كتب بها النص أي فهم خصائصها وأبنيتها‬
‫المعجمية والنحوية‪.‬‬
‫فرديا يرتبط بالموهبة والعبقرية الذاتية التي‬
‫جهدا ً‬
‫‪ .2‬البعد الذاتي (التأويل الذاتي)‪ :‬يبحث في النص ويفهمه باعتباره ً‬
‫أبدعته(‪.)40‬‬
‫أن المستويين (النحوي والذاتي) يشيران إلى تجربة المؤلف التي يسعى القارئ إلى إعادة بنائها بغية فهم‬
‫والمالحظ ّ‬
‫المؤلف ومن ثم فهم النص‪.‬‬
‫أن النص بجانبيه (النحوي‬
‫فشلر ماخر جعل فهم المؤلف وتجربته يؤدي إلى فهم النص‪ ،‬وذلك من خالل رؤيته ّ‬
‫والذاتي) هو من إنتاج المؤلف (فاللغة التي كتب بها النص هي لغته والفكرة التي يحملها النص أو التجربة هي تجربته)‬
‫فسيكون من البديهي بفهم المؤلف يفهم النص‪.‬‬
‫ويترك شلر ماخر الخيار للقارئ في البدء من أي مستوى شاء ما دام كل منهما يؤدي إلى فهم اآلخر وكالهما‬
‫صالح لفهم النص عنده بشرط تالزمهما وعلى الرغم من تسوية شلر ماخر بين البعدين (اللغوي والذاتي) من حيث‬
‫أن البدء بالبعد اللغوي (التحليل اللغوي) هو البداية‬
‫فإنه يعود ليلمح إلى ّ‬
‫صالحيتهما بوصفهما نقطتي بداية لفهم النص ّ‬
‫بأنه‪(( :‬ال يمكن الشروع في التفسير بدون تحليل نحوي يتغلغل في قدرات المؤلف التعبيرية وهذا‬
‫الطبيعية وتسويغ ذلك عنده ّ‬
‫(‪)41‬‬
‫أن عملية فهم النص وضعية تفاعلية مستمرة بين أجزاء النص الخاصة‬
‫ما قاده إلى مفهوم الدائرة التأويلية)) التي تعني ّ‬
‫وبين كليته الكاملة فحين نق أر الجزء نبدأ ببناء صورة عن الكل ثم نعيد اختيار تلك الصورة الكلية عن طريق الرجوع من‬
‫(‪)42‬‬
‫ومن اإلجراءات األخرى التي نادى بها شلر‬ ‫جديد إلى االدعاءات الكامنة في العناصر الخاصة والجزئية في الكتابة‬
‫ماخر لفهم النص هو مفهوم التخمين أو التنبؤ الذي بموجبه يكون القارئ أو المؤول للنص مطالب بالتماهي التام مع‬

‫‪307‬‬
‫تشرين أول ‪2015/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪23/‬‬

‫المؤلف من خالل دراسة أثره المنتج أي‪ :‬يعيش على المستوى الذهني والخيالي تجارب المؤلف وأفكاره التي أنتجت هذا‬
‫تبعا لذلك معرفة مباشرة وشاملة لعملية اإلبداع لديه‪ .‬والذي يفهم من مفهوم التنبؤ أو التخمين في نظرية‬
‫األثر األدبي فيحقق ً‬
‫شلر ماخر بأنها تؤدي إلى أن‪ ،‬النص = المؤلف‪.‬‬
‫مطالبا بـ((االبتعاد عن‬
‫ً‬ ‫ففهم النص يتحقق بفهم الكاتب باعتباره ذاتًا منتجة ومبدعة للنص وبالمقابل يكون القارئ‬
‫الذات وعن األفق التاريخي الراهن له أي أن يساوي نفسه بالمؤلف ويحل مكانه من خالل النص))(‪ )43‬وعلى الرغم من أن‬
‫ٍ‬
‫مساو لفهم المؤلف وبرغم الصرامة المنهجية في نظريته‬ ‫دعوة شلرماخر إلى أن يستوطن القارئ تجربة المؤلف ويحقق فهم‬
‫صارما مع القارئ إلى درجة االنغالق التام والذي يؤكد قولنا هو إصرار ((شلر على‬
‫ً‬ ‫في التعامل مع النص ّإال أّنه لم يكن‬
‫أن يفهم المفسر النص كما يفهمه مؤلفه ثم بعد ذلك أن يفهمه بشكل أفضل من المؤلف في جملة مشهورة له يقول فيها‪ :‬إذا‬
‫جدا منه))(‪ )44‬ولم‬
‫كنا هرمينوطيقين حذرين علينا أن نعرف األشياء التي لم يكن المؤلف على وعي أو علم بها لكونها قريبة ً‬
‫اع (لحظة الخلق واإلبداع)‬‫يقصد بقوله السابق أن مهمة المؤول تقتصر فقط على مجرد إرجاع ما كان لدى الكاتب غير و ٍ‬
‫(‪)45‬‬
‫والمسألة‬ ‫إلى صورة الوعي (لحظة القراءة والفهم) فحسب‪ ،‬واّنما في متابعة النص واثرائه المستمر عبر الفهم والتأويل‬
‫أن القراءة فن وأن على قارئ‬
‫أصر على ّ‬
‫األخيرة التي أكد عليها شلر في نظريته هي فعل (القراءة) إذ ّإنه أول هرمينوطيقي ّ‬
‫فنانا بنفس القدر الذي يكون عليه مؤلف النص‪ ،‬فالقراءة فعل إبداعي كما هي الكتابة وعلى القارئ حين‬
‫النص أن يكون ً‬
‫يحاول أن يفهم ع ليه أن يتحلى خالل عملية القراءة باالنضباط وأن يكون صاحب مزاج وحدس فنيين‪ ،‬ويشير إلى استم اررية‬
‫فعل القراءة‪ ،‬حين يذكر أن القارئ حين يصل إلى استنتاجات نهائية ال تكون عالمة على انتهاء عملية القراءة بل على‬
‫تحض على السعي لتحصيل رؤى جديدة وعلى‬
‫ّ‬ ‫فإن "مهمة الهرمينوطيقا تتغير باستمرار والتفسيرات كلها‬
‫العكس من ذلك ّ‬
‫"(‪)46‬‬
‫الدخول في محادثات جديدة ‪.‬‬
‫معا لتحقيق التفسير وتمثل إجراءه‬
‫وخالصة القول أصبحت الهرمينوطيقا على يده صرحا من القواعد ارتبطت أجزاؤه ً‬
‫في تقسيم النص إلى بعد نحوي وبعد ذاتي وجمالي‪ ،‬وبلور القواعد التي وفقًا لها تقوم هذه العلمية بوظيفتها‪ ،‬فمشروعه تميز‬
‫بتحديد برنامجه التأويلي وجهازه المفاهيمي الذي تنتظم فيه المقوالت والمفاهيم التي انطلق منها في بناء نظرية تأويلية‬
‫يعد ًأبا للهرمينوطيقا الحديثة‬
‫متماسكة تمتلك مقومات النظرية العلمية المتمثلة بـ(السؤال واإلجراء والهدف والغاية) لذا ّ‬
‫وللمفكرين الذين جاءوا بعده سواء بدأوا من االتفاق معه أو االختالف فنظريته تعد حجر األساس لكل ما جاء بعدها من‬
‫النظريات الحديثة المعاصرة‪.‬‬
‫‪ .2‬دلتاي* (‪)1911-1833‬‬
‫حاول دلتاي فك االرتباط بين العلوم الطبيعية عن العلوم اإلنسانية بعد تصاعد الدعوات إلى وجوب تبعية العلوم‬
‫اإلنسانية للعلوم الطبيعية‪ ،‬فسعى إلى مواجهة هذه المشكلة ببناء أساس علمي يمنح فيه العلوم اإلنسانية صفة االختالف‬
‫عن العلوم الطبيعية فاألولى تهدف إلى الفهم لكونها تجسد طرق التعامل مع التجارب الحية‪ ،‬أي ّإنها وسيلة التعامل مع‬
‫التجربة المعاشة بينما األخيرة تهدف إلى مجرد توضيح وشرح الظاهرة باالعتماد على التصنيفات االختزالية الثابتة القارة‬
‫فغاية دلتاي تأسيس نظرية عامة لإلدراك والفهم في العلوم اإلنسانية لكونها علوماً بشرية وتتم معرفتها عن طريق الفهم‪.‬‬
‫يعد ما أثارهُ شلر ماخر من أسئلة حول الفهم والتفسير والسيما الطريقة التي بواسطتها ينتقل المفسر من الكلمة‬
‫ّ‬
‫المطبوعه الى الفكرة التي يعبر عنها (المؤلف) خطوة للتقدم نحو الفهم الدقيق ويتضح ذلك فيما حققته هذه الرؤية من إجراء‬
‫بين جانبي النص (النفسي‪ /‬اللغوي) ممهداً لدلتاي في صياغة نظريته الهادفة الى جعل مبدأ الفهم أساساً للعلوم االنسانية‬
‫إن شلر إنسان مفكر بصورة عميقة لقد حول اتجاهه الفلسفي‬
‫مقابل مبدأ الشرح للعلوم الطبيعية ويصف دلتاي شلر بقوله‪ّ (( :‬‬
‫اضحا‬
‫نور و ً‬‫يشع ًا‬
‫إلى صورة الفهم وحاول أن يستوعب ما هو محوري بالنسبة لكل مجال من مجاالت الحياة حتى بدا ّأنه ّ‬
‫(‪)47‬‬
‫فهذا الوصف من دلتاي يكشف التأثر بشلر ماخر ونظريته وستتضح نسبة التوافق بينهما في‬ ‫أضاء كل صور الحياة))‬
‫الطرح والتناول‪.‬‬

‫‪308‬‬
‫تشرين أول ‪2015/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪23/‬‬

‫فإذا كانت هرمينوطيقا شالير تأسيسية من الناحية التاريخية تبحث في القواعد والمعايير المنهاجية العامة التي تجعل‬
‫ممكنا فقد طورها دلتاي لتصبح المنهاج العام للفهم في العلوم اإلنسانية بوصفه (الفهم) ميزة لها(‪.)48‬‬
‫ً‬ ‫علما‬
‫من الفهم ًفنا أو ً‬
‫منهجيا‬
‫ً‬ ‫تعامال‬
‫ً‬ ‫أن فعل الفهم هو محاولة إلعادة بناء تجربة الكاتب(‪ )49‬فكالهما تعامل مع موضوع الفهم‬ ‫ويرى دلتاي ّ‬
‫منشغال بوضع قواعد الفهم الصحيح في حين دلتاي تعامل مع الفهم بوصفه المادة‬ ‫ً‬ ‫أن شلير كان‬‫أن الفرق بينهما ّ‬
‫ّإال ّ‬
‫الرئيسة التي تميز منهاج العلوم اإلنسانية من منهاج العلوم الطبيعية والنقلة المهمة التي أحدثها دلتاي في ميدان النظرية‬
‫الهرمينوطيقية هو ّأنه جعل الذات القطب األهم في حدوث الفهم فدلتاي ((بدأ بالذات العارفة وتساءل ما الذي يجعلها قادرة‬
‫على الفهم))(‪.)50‬‬
‫فعملية الفهم عنده تقوم على نوع من الحوار بين تجربة الذات وتجربة اآلخر المتجلية في األدب وتتسم عملية الفهم‬
‫أن الفهم الحقيقي لألدب والنصوص اإلنسانية يتأسس على‬
‫يعبر عنها النص األدبي بمعنى آخر‪ّ ،‬‬‫بمعايشة التجربة التي ّ‬
‫استعادة الحياة الداخلية لآلخر التي يعبر عنها النص(‪ )51‬فهناك عالقة بين الفهم والتعاطف فلكي نفهم يجب أن نعرف ما‬
‫يعايشه شخص ما‪ ،‬عن طريق إعادة معايشة تجربته فالصورة العليا للفهم يمثلها مبدأ التعاطف أو التعايش الذي يعني‬
‫إسقاط حياتنا الباطنية على الموضوعات التي حولنا حتى نصل إلى فهمها‪ ،‬فليس المهم عنده أن نعرف ّأنه هناك تجربة‬
‫معينة ولكن المهم وجوب الشعور بانعكاس هذه التجربة فينا واعادة تأليفها بصورة خيالية أو معايشتها كأن على سبيل المثال‬
‫شعور ما لم‬
‫ًا‬ ‫نبتهج معه في سروره وننتحب معه في أحزانه ويلخص دلتاي ذلك بقوله‪ّ (( :‬إننا ال نعرف في شخص آخر‬
‫نعايشه نحن))(‪ )52‬فما ((يريد دلتاي أن يقرره هو أننا ال نستطيع أن نفهم بدون أن تعاطف ومشاركة وجدانية‪ ،‬سواء أكان‬
‫(‪)53‬‬
‫فدلتاي يعمم طريقته في الفهم على كل جوانب‬ ‫حقيقيا أو شخصية مسرحية أو في رواية))‬
‫ً‬ ‫شخصا‬
‫ً‬ ‫الشخص الذي نفهمه‬
‫مهما في عملية الفهم إلى اآلتي‪:‬‬
‫الحياة ويستند في جعل مبدأ التعاطف والتعايش شرطًا ً‬
‫عقليا يشبه به بناء الشخص اآلخر‪.‬‬
‫أن كل شخص يملك بناء ً‬ ‫‪ّ .1‬‬
‫يعبر عن أفكاره‬
‫‪ .2‬الخبرات الفعلية عند الشخص موجودة بالقوة عند اآلخر‪ .‬وبالتالي نستطيع أن نفهم المؤلف وهو ّ‬
‫ألنها موجودة فينا بالقوة ويتم فهمها عن طريق إعادة تأليفها (بالتعاطف أو التعايش) مع تجربته (المؤلف)‪.‬‬
‫وانفعاالته ّ‬
‫مهما في نظرية دلتاي فهو األساس الذي تبنى عليه معرفتنا لذاتنا‪ ،‬فالتعبير عنده هو الذي‬
‫مكانا ً‬
‫ويحتل التعبير ً‬
‫((يمنح الكيان الموضوعي المتميز للتجربة اإلنسانية ويحولها من خصوصية الحالة الداخلية للمبدع إلى حالة خارجية‬
‫(‪)54‬‬
‫فالتعبير يعطي األحداث النفسية السريعة الحصول في الذوات صفة‬ ‫موضوعية يمكن ألي إنسان أن يشارك فيها))‬
‫الظهور والسكون و ّأنه الواسطة التي عن طريقها تعرف العقول األخرى‪ ،‬فالحياة العقلية لآلخرين تُ َنقل إلينا عن طريق‬
‫التعبيرات التي يمكننا فهمها وادراكها ويلخص دلتاي المسألة كلها في عبارته ((أن ما هو معطى باستمرار تعبيرات الحياة‬
‫ألنها تظهر في عالم الحواس فإنها تكون باستمرار تعبيرات عن عقل تساعدنا على فهمه))(‪.)55‬‬
‫وّ‬
‫أن هناك‬
‫ويؤكد دلتاي في نظريته على موضوعة التفسير فهو يقر أن التفسير الصحيح يمكن أن يستنبط الفهم و ّ‬
‫نفسر أفعاله وكتاباته في عملية‬
‫شخصا من األشخاص يجب علينا أن ّ‬‫ُ‬ ‫عالقة وثيقة بين الفهم والتفسير فإذا أردنا أن نفهم‬
‫واحدة متجانسة والمالحظ ّأنه يسعى إلى وصف الشروط الضرورية لعملية الفهم مثله مثل شلر(‪ .)56‬ويستكمل شروطه‬
‫بإعطاء إجراء آخر يطلق عليه اسم الدائرة التأويلية وهو إجراء كان قد وضعه شلر سابقًا وهو كاآلتي ((إذا أردنا أن نفهم‬
‫أساسا بالمعنى دون‬
‫ً‬ ‫المعاني المحددة إلجراء أية وحدة لغوية أو لسانية فيجب أن نقترب من هذه الوحدة بشكل تعني فيه‬
‫معرفة المعاني الجزئية التي يتكون منها الكل))(‪.)57‬‬
‫مهما وارتبط بالتعبير والتعاطف والمشاركة الوجدانية‬
‫دور ً‬
‫إن الفهم في فلسفة الحياة عند دلتاي لعب ًا‬ ‫وخالصة القول ّ‬
‫وبالتفسير والتكهن‪ ،‬واتضح لنا إسهام دلتاي في الهرمينوطيقا بجعلها نظرية في الفهم واإلدراك بسحبه إياها إلى منطقة العلوم‬
‫اإلنسانية خدمة لهدفه األساس وهو جعل الفهم مختص بالعلوم اإلنسانية لكونها تختص بالموجودات البشرية وبالتالي تميزها‬
‫من العلوم الطبيعية‪.‬‬

‫‪309‬‬
‫تشرين أول ‪2015/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪23/‬‬

‫علوما‬
‫ً‬ ‫منهجا للعلوم اإلنسانية بوصفها‬
‫ً‬ ‫وفي نهاية القرن التاسع عشر عرفت (الهرمينوطيقا) تحوًال صارت بمقتضاه‬
‫تبعا لذلك عن العلوم الطبيعة‪.‬‬
‫تأويلية تتأسس على الفهم وتختلف ً‬
‫‪ .3‬هوسرل* (‪1859‬ــ ‪)1938‬‬
‫مؤسسا للفلسفة الظاهراتية التي جاءت بوصفها رد فعل على النزعتين المادية والمثالية‪.‬‬
‫ً‬ ‫يعد أدموند هوسرل‬
‫ّ‬
‫معا في وحدة‬
‫فقد رفض هوسرل أن تكون نقطة انطالقه ًأيا البعدين (المادي والمثالي) وأراد أن يجمع االتجاهين ً‬
‫(‪)58‬‬
‫ألن المعرفة وان تبدو يقينية بحسب رؤية االتجاهين ّإال أنها معرفة ناقصة لكونها متحصلة من جانب واحد‬ ‫ّ‬ ‫متكاملة‬
‫وتمثلت محاولته التوفيقية ا لظاهراتية التي تبحث عن المنطقة الوسطى التي يتصالح فيها االتجاهان بتحديد نقطة انطالق‬
‫(‪)59‬‬
‫فالظاهراتية بوصفها اتجاهاً فلسفياً‬ ‫جديدة للفلسفة وكانت هذه النقطة هي االرتداد إلى الشعور إلدراك األشياء في ماهيتها‬
‫تقوم على مبدأ فهم الخبرة اإلنسانية بتجاوز القسمة الثنائية (ذات في مقابل موضوع)(‪.)60‬‬
‫والمقولة األساسية التي استند إليها هوسرل هي القصدية بوصفها الصفة المركزية لكل شعور والفكرة الرئيسة التي‬
‫(‪)61‬‬
‫حد هوسرل فعل الشعور باالتجاه‬
‫أن ((كل وعي هو وعي بشيء أو موضوع ما)) وبهذه الفكرة ّ‬ ‫تفصح عنها القصدية هو ّ‬
‫نحو شيء ما وتغلب على الفجوة الحاصلة بين االتجاه المادي واالتجاه المثالي(‪ )62‬فالنقلة الكبرى التي أحدثها هوسرل في‬
‫ميدان التفكير الفلسفي هو تجاوز" الثنائية األزلية (الذات والموضوع) محاولة منه لتحقيق اتصالنا بالعالم الخارجي واقامة‬
‫أن الوعي والعالم‬
‫أبدا عن األشياء‪ ،‬وتعني القصدية ّ‬
‫مستقال ً‬
‫ً‬ ‫جسر يربط بيننا وبين العالم"(‪ )63‬عبر الوعي الذي ال يكون‬
‫أن المعرفة معناها أن نتجه نحو شيء ما وأول شرط على العقل تحقيقه هو أن يرتبط الوعي‬‫موجودان في وقت واحد و ّ‬
‫بموضوعه (‪.)64‬‬
‫فالوعي ليس سوى توجه نحو عالم األشياء أو الموضوعات إذ يصبح الوعي هو الموضوع والموضوع هو الوعي فال‬
‫يكون هناك أي تمايز بين (الذات والموضوع) وهذه الصفة (صفة فطرية) متأصلة في الوعي إذ ّإنه بطبيعته الوجودية متجهًا‬
‫دائما قصدي(‪.)65‬‬
‫وقاصدا له فالوعي ً‬
‫ً‬ ‫نحو العالم‬
‫تضع الظاهراتية النص األدبي بين قوسين متجاهلة السياق التاريخي والمؤلف وشروط اإلنتاج هادفة إلى قراءة‬
‫(‪)66‬‬
‫بمعنى آخر يرى المنهج‬ ‫محايدة ال تتأثر بشيء ال يند عن النص الذي جرى اختصاره في تجسيد محض لوعي المؤلف‬
‫الظاهراتي أن النص األدبي ظاهرة‪ ،‬ولفهم هذه الظاهرة (النص األدبي) توضع بين قوسين متجاهالً كل ما ليس له صلة‬
‫بالنص وتختزل الظاهرة (النص) إلى محتويات وعينا وحده ((واالختزال الظاهراتي يعني كل ما هو غير محايث للوعي‬
‫يجب إقصاؤه))(‪ )67‬وانطالقًا من شعار الظاهراتية الشهير العودة إلى األشياء ذاتها يكون النظر إلى النص األدبي ذاته بعيدا‬
‫أن‬
‫عن كل ما هو خارجه حتى يتم فهمه من زاوية الوعي الخالص الذي يتجه صوبه أثناء فعل القراءة‪ ،‬وهذا يحيل إلى ّ‬
‫فإن‬
‫أما بالنسبة لوعي المؤلف في النص ّ‬ ‫تماما للنص ال تتأثر مطلقًا بأي شيء خارجه‪ ،‬و ّ‬
‫الظاهراتية‪ ،‬تقيم قراءة محايثة ً‬
‫معرفته ال تتطلب الرجوع ((إلى ما يعرف عنه في كتب التراجم ومذكرات معاصريه‪ ،‬إذ يكتفي النظر في األوجه التي تتجلى‬
‫من وعيه في النص في هيئة أبنية عميقة أو ثيمات أو نماذج متكررة من التخييل لإلمساك بذلك الشيء الذي نتوخاه))(‪،)68‬‬
‫إن معرفة عقل مؤلف النص ال تتم ّإال من خالل فهمنا ألشكال تجليات وعيه داخل النص فالظاهراتية ال تنظر إلى‬
‫أي ّ‬
‫"النص باعتباره حالة اجتماعي ة أو نفسية أو كونه نتاج ظروف بل تنظر إليه على أساس كونه وحدات معنى"(‪ )69‬وهذه‬
‫بعيدا عن كل الميول حيث يجعل المؤول النص مل ًكا له‪ ،‬ويجتزئه من محيطه الخارجي‬
‫النظرة تحقق التحليل الدقيق للنص ً‬
‫إلى وعيه وحده‪.‬‬
‫ويمكننا أن نالحظ االختالف الذي أحدثه الفيلسوف األلماني أدموند هوسرل بفلسفته الظاهراتية في حقل‬
‫الهرمينوطيقا‪ ،‬فقد اختلف عن شلر ماخر ودلتاي باآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬مجاوزة ثنائية الذات والموضوع في بناء نظريته وجعل مبدأ القصدية الصيغة الجامعة لهما ومنطلق المعرفة لديه‪.‬‬

‫‪310‬‬
‫تشرين أول ‪2015/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪23/‬‬

‫‪ .2‬مغادرة القواعد القياسية واإلجراءات المنهجية في فهم النص إلى التأكيد على الوعي والعودة إلى األشياء في ذاتها (من‬
‫خالل العالم المعاش واالختزال الظاهراتي) في عملية الفهم‪.‬‬
‫الهوامش‬
‫‪ .1‬ينظر‪ :‬الفهم والنص‪ :‬بومدين بوزيد‪ ،‬الدار العربية – الجزائر‪ ،‬ط‪.13 :2008 ،1‬‬
‫‪ .2‬ينظر‪ :‬منهجية التأويل عند ابن رشد واختالفها عن المناهج التأويلية الغربية المعاصرة‪ ،‬سامي محمود إبراهيم‪ ،‬دراسات‬
‫فلسفية‪ ،‬بيت الحكمة – بغداد‪ ،‬ع‪ 26:‬لسنة ‪.106 ،2001‬‬
‫يدعون ّأنه قد ُولد في فارس‬
‫هرمس شخصية وجدت في األلف الثالثة أو الرابعة قبل الميالد واختلف في موطنه فالفرس ّ‬ ‫‪‬‬
‫احدا من آلهتهم وكذلك الرومان‬
‫ويعده اليونانيون و ً‬
‫ّ‬ ‫وادعت بابل نسبه إليها ومصر واليمن التي عدته من أجدادها‬
‫فإنهم أحاطوه بتقديس كبير كذلك لدى المسيحية فهرمس شخصية ارتبطت بحضارات‬ ‫يعدوه من أنبيائهم ّ‬
‫واليهود وان لم ّ‬
‫مختلفة وقامت العديد من الدراسات حول هذه الشخصية (هرمس) في مختلف لغات العالم وتقول بعض هذه الدراسات‬
‫وسماه الصابئة (بوذا‬
‫وسماه اليهود (أنوس‪ ،‬أنوخ‪ ،‬خنوخ) ّ‬
‫سماه الفرس (انبحهد) ّ‬
‫بعدة تسميات فقد ّ‬
‫عن هرمس أّنه عرف ّ‬
‫سيف) وسماه المسلمون (إدريس النبي) وهناك أسماء أخرى عديدة‪ :‬ينظر‪ :‬هرمس مثلث العظمة‪ ،‬لويس مينار‪ ،‬ترجمة‪:‬‬
‫عبد الهادي عباس‪ ،‬دار الحصاد – سوريا‪ ،‬ط‪.6-5 ،1998 ،1‬‬
‫‪ .3‬ينظر‪ :‬الرمينوطيقا والفلسفة‪ ،‬عبد الغني بارة‪ ،‬الدار العربية (منشورات االختالف) – الجزائر‪ ،‬ط‪.2008:13 ،1‬‬
‫‪ .4‬فهم الفهم مدخل إلى الهرمينوطيقا‪ ،‬عادل مصطفى‪ ،‬رؤية – القاهرة‪ ،‬ط‪.24 ،2007 ،1‬‬
‫‪ .5‬ينظر‪ :‬موسوعة كمبريدج في النقد األدبي (من الشكالنية إلى ما بعد البنيوية)‪ ،‬رامان سلدن‪ ،‬مراجعة‪ :‬ماري تريز عبد‬
‫المسيح‪ ،‬المجلس األعلى للثقافة – القاهرة‪ ،‬ط‪.399/8 ،2006 ،1‬‬
‫المسماة كتب‪ toth‬المثلث العظمة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫هرمسية‪ :‬فلسفة تطلق على مجموعة عقائد يظن أنها ترجع إلى الكتب المصرية‬ ‫‪‬‬
‫هذه العقائد معروضة في نصوص يونانية يحوم الشك حول تاريخها وأصلها‪ :‬الموسوعة الفلسفية‪ ،‬ال الند‪ ،‬تعريب‪:‬‬
‫أحمد خليل‪ ،‬منشورات عويدات‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،2001 ،2‬المجلد الثاني‪.556:‬‬
‫‪ .6‬ما ورائية التأويل الغربي‪ :‬محمود خليف خضير الحياني‪ ،‬دار األمان – الجزائر‪ ،‬ط‪.39 ،2013 ،1‬‬
‫‪ .7‬ينظر‪ :‬من نظرية المعرفة إلى الهرمينوطيقا‪ ،‬مجدي عزالدين‪ ،‬دار نيبور – بغداد‪ ،‬ط‪.36 ،2013 ،1‬‬
‫‪ .8‬ينظر‪ :‬التأويل بين السيمائيات والتفكيكية‪ ،‬امبرتو ايكو‪ ،‬ترجمة‪ :‬سعيد بنكراد‪ ،‬الدار البيضاء ـ المغرب‪.338 :2000 ،‬‬
‫‪ .9‬موسوعة كمبريدج في النقد األدبي‪ :‬رامان سلدن‪.399/8 :‬‬
‫‪ .10‬جماليات الشعرية‪ ،‬خليل موسى‪ ،‬اتحاد الكتاب العربي – دمشق‪ ،‬د‪.‬ط‪.338 ،2008 ،‬‬
‫‪ .11‬ينظر‪ :‬من نظرية المعرفة إلى الهرمينوطيقا‪ :‬مجدي عزالدين حسن‪.41 :‬‬
‫‪ .1‬ينظر‪ :‬األصول الفلسفية لنظرية المعنى‪ :‬عبد األمير عباس بطي‪ ،‬جامعة الكوفة – كلية االداب‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪،‬‬
‫‪.185 :2009‬‬
‫‪ .12‬المعجم الفلسفي‪ ،‬جميل صلبيا‪ ،‬ذوي القربى‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪.234/1 ،1385 ،1‬‬
‫‪ .13‬ينظر‪ :‬في ماهية اللغة وفلسفة التأويل‪ ،‬سعيد توفيق‪ ،‬مجد – بيروت‪ ،‬ط‪ ،86 :2002 ،1‬وينظر‪ :‬إشكاليات القرأة‬
‫وآليات التأويل‪ ،‬نصر حامد أبو زيد‪ ،‬الدار البيضاء ـ المغرب‪ ،‬ط‪.13 :2001 ،6‬‬
‫‪ .14‬في ماهية اللغة وفلسفة التأويل‪.45 :‬‬
‫‪ .15‬ينظر‪ :‬نظرية األدب‪ ،‬تيري ايغلتون‪ ،‬ترجمة‪ :‬ثائر ديب‪ ،‬منشورات و ازرة الثقافة‪ ،‬دمشق‪ ،‬د‪.‬ط‪1995:111 ،‬‬
‫‪ .16‬ينظر‪ :‬تأويل النص الشكسبيري‪ ،‬بان جبار خلف‪ ،‬و ازرة الثقافة ‪/‬دمشق‪ ،‬د‪.‬ط‪2008:6 ،‬‬
‫‪ .17‬ينظر‪ :‬الهرمونطيقا الحديثة وفهم النص‪ ،‬مجموعة مؤلفين‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪2011:45 ،1‬‬
‫‪ .18‬في القراءة وفن التأويل‪ ،‬صابر محمود الحباشي‪ ،‬عالم الكتب ‪/‬األردن‪ ،‬ط‪2011:10 ،1‬‬

‫‪311‬‬
‫تشرين أول ‪2015/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪23/‬‬

‫‪ .19‬األسس الفلسفية‪ ،‬محمد سالم سعد اهلل‪ ،‬دار الحوار‪ ،‬سوريا‪ ،‬ط‪2007:337 ،1‬‬
‫‪ .20‬مسارات النقد مدارات ما بعد الحداثة‪ ،‬حفناوي رشيد بعلي‪ ،‬دروب‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪3022:110 ،1‬‬
‫‪ .21‬ينظر‪ :‬يورجين هابرمس‪ ،‬التواصل واألخالق‪ ،‬أبو النور حمدي‪ ،‬أبو النور حسن‪ ،‬دار التنوير‪ ،‬د‪.‬ط‪2009:165 ،‬‬
‫‪ .22‬ينظر‪ :‬اتجاهات التأويل‪ ،‬محمد عزام‪ ،‬و ازرة الثقافة‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪2008:21 ،1‬‬
‫‪ .23‬ينظر‪ :‬القراءة التأويلية‪ ،‬مصطفى شميعة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪2013:157 ،1‬‬
‫‪ .24‬بنظر‪ :‬النص بين القراءة والتأويل‪ ،‬ادريس مقبول‪ ،‬يحيى رمضان‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ،‬األردن‪ ،‬د‪.‬ط‪2010:76 ،‬‬
‫‪ .25‬ينظر‪ :‬شعرية القراءة والتأويل في الرواية الحديثة‪ :‬فتحي بو خالفة‪ ،‬عالم الكتب الحديث ـ االردن‪ ،‬ط‪.32 :2010 ،1‬‬
‫نصيات بين الهرمونطيقيا والتفكيكية‪ ،‬هيو سلفر مان‪ ،‬ترجمة‪:‬حسن ناظم وعلي حاكم‪ ،‬الدار البضاء‪/‬المغرب‪،‬‬
‫‪ .26‬ينظر‪ّ :‬‬
‫‪62 :2002‬‬
‫‪ .27‬ينظر‪ :‬التلقي والتأويل‪ :‬محمد عزام‪ ،‬دار الينابيع – دمشق‪ ،‬ط‪.193 ،2007 ،1‬‬
‫‪ .28‬ينظر‪ :‬إشكالة التبعية واالبستمولوجية للتأويل األدبي‪ :‬عباس عيد جاسم‪ ،‬الموقف الثقافي‪ ،‬دار الشؤون الثقافية العالمة‬
‫– بغداد‪ ،‬ع‪ ،21 :‬لسنة ‪.1999:95‬‬
‫‪ .29‬ينظر‪ :‬التأويلية العربية‪ ،‬محمد بازي‪ ،‬االختالف – الجزائر‪ ،‬ط‪.21 :2010 ،1‬‬
‫شلر ماخر‪ :‬فيلسوف ألماني عاش في النصف الثاني من القرن الثامن عشر والنصف األول من القرن التاسع عشر‬ ‫‪‬‬
‫عد مؤسس علم‬
‫في برلين قرب أستاذه (فريدك شلجل) وشغل كرسي الالهوت في جامعة برلين ‪ 1834-1810‬حتى ّ‬
‫الالهوت البروتستانتي ويكاد يكون مجهوًال كعالم جمال قبل أن يعيد الفيلسوف اإليطالي المعاصر كروتشه اكتشاف‬
‫مذهبه عام ‪ 1901‬وكانت أولى محاضراته في علم الجمال عام ‪ 1819‬ثم في عام ‪ 1825‬ومرة أخرى في ‪-1832‬‬
‫‪ 1833‬ونشرت هذه المحاضرات من خالل مسودة أحد الطالب عام ‪ 1842‬ويحظى اليوم بشهرة واسعة بفضل أعماله‬
‫أما تأثيره فكان في علم التأويل وخاصة نظريته الهرمنونطيقة التي أثرت‬
‫عن التأويل فهو كعالم جمال ظل بدون تأثير ّ‬
‫طورها في أنسجة متطورة في التأمل المنهجي‪ .‬ينظر‪:‬تأويل النص الشكسبيري‪:‬بان جبار‬ ‫بشكل عميق على دلتاي الذي ّ‬
‫خلف‪247:‬ـ ‪ 248‬وتاريخ النقد االدبي الحديث‪ :‬رينه ويليك‪ ،‬ترجمة‪ :‬مجاهد عبد المنعم مجاهد‪ ،‬المجلس االعلى‬
‫للثقافة‪.595 :2 ،2001 ،‬‬
‫‪ .30‬دليل الناقد األدبي‪ ،‬ميجان الرويلي – سعد البازعي‪ ،‬الدار البيضاء –المغرب‪ ،‬ط‪.89 :2002 ،3‬‬
‫‪ .31‬بحوث في القراءة والتلقي‪ ،‬محمد خير البقاعي‪ ،‬مركز اإلنماء – حلب‪ ،‬ط‪.14 :1998 ،1‬‬
‫‪ .32‬ينظر‪ :‬التفسير والتأويل‪ :‬أم‪ .‬أتش ابرامز‪ ،‬ترجمة‪ :‬باقر جاسم محمد‪ ،‬الثقافة األجنبية‪ ،‬دار الشؤون الثقافية العامة –‬
‫بغداد‪ ،‬ع‪ ،1 :‬لسنة ‪.7 ،2009‬‬
‫‪ .2‬ينظر‪ :‬مفهوم الهرمينوطيقا األصول الغربية والثقافة العربية‪ :‬الحبيب بو عبد اهلل‪ ،‬مجلة فصول‪ ،‬الهيئة المصرية العامة‪،‬‬
‫ع‪ 65 :‬لسنة ‪.168 :2005 – 2004‬‬
‫‪ .33‬الهرمينوطيقا والفلسفة‪ ،‬عبد الغني بارة‪.176 :‬‬
‫‪ .34‬ينظر‪ :‬هرمينوطيقا الشعر العربي‪ ،‬يوسف اسكندر‪ ،‬دار الكتب العلمية – بيروت‪.17 :1971 ،‬‬
‫‪ .35‬تأويلية الشعر العربي نحو نظرية في الشعرية‪ ،‬يوسف محمد اسكندر‪ ،‬جامعة بغداد‪ /‬كلية اآلداب‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪،‬‬
‫‪.6 :2005‬‬
‫‪ .36‬مفهوم الهرمينوطيقا األصول الغربية والثقافة العربية‪ :‬الحبيب بو عبد اهلل‪.168 :‬‬
‫‪ .37‬ينظر‪ :‬أطلس الفلسفة بيتركونزمان‪ ،‬فرانزبيتربوركادر‪ ،‬ترجمة‪ :‬جورج كتورة‪ ،‬المكتبة الشرقية – لبنان‪ ،‬ط‪.149 :2012 ،3‬‬
‫‪ .38‬ينظر‪ :‬الهرمينوطيقا والفلسفة‪ :‬عبد الغني بارة‪.180 – 179 :‬‬

‫‪312‬‬
‫تشرين أول ‪2015/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪23/‬‬

‫‪ .39‬المذاهب النقدية الحديثة‪ ،‬محمد شبل الكومي مدخل فلسفي‪ ،‬تقديم‪ :‬محمد عناني‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪،‬‬
‫‪.299 :2004‬‬
‫‪ .40‬ينظر‪ :‬مقدمة في الهرمينوطيقا‪ ،‬دايفد جاسبر‪ ،‬ترجمة‪ :‬وجيه قانصو‪ ،‬الدار العربية – لبنان‪ ،‬ط‪.122-121 :2007 ،1‬‬
‫‪ .41‬تأويل النص الشكسبيري‪ :‬بان جبار خلف‪.30 :‬‬
‫‪ .42‬مقدمة في الهرمينوطيقا دايفد جاسبر‪.121 :‬‬
‫‪ .43‬ينظر‪ :‬مفهوم الهرمينوطيقا األصول الغربية والثقافة العربية‪.170 :‬‬
‫‪ .44‬مقدمة في الهرمينونطيقا‪.119 :‬‬
‫قسيسا على مذهب‬
‫ً‬ ‫دلتاي‪ :‬فيلسوف تاريخ وحضارة ومؤرخ للفلسفة‪ ،‬ألماني ولد في مدينة يبرش سنة ‪ 1833‬كان أبوه‬ ‫‪‬‬
‫الكنيسة البروتستانتية درس الالهوت واهتم بالتاريخ الفلسفة وكانت ألبحاثه التاريخية تأثيرات عظيمة في فهم وضع‬
‫اإلنسان في العالم وتنوع تجاربه واتساع معنى الحياة فأبحاثه شملت كل ما يصدر عن اإلنسان من نظم وقوانين وانتاج‬
‫عقلي وقد سعى في فلسفته إلى إحداث ثورة كوبرنيكية في علوم الروح (العلوم اإلنسانية) وذلك بتأسيس علم تجريبي‬
‫بالظواهر الروحية العقلية فاهتمامه تركز على فهم العقول البشرية الذي ّأدى إلى اهتمامه بعلم النفس والهرمنتيك‪ ،‬توفي‬
‫سنة ‪ 1911‬ومن أهم كتبه (العالم الروحي) الذي ترجم ريكمان وهودجز أجزاء كثيرة منه إلى اإلنجليزية وترجم إلى‬
‫الفرنسية ومن كتبه األخرى (جهل نظر العالم‪ ،‬المعنى في التاريخ‪ ،‬الخبرة والشعر‪ ،‬مدخل إلى العلوم اإلنسانية‪ ،‬بناء‬
‫العالم التاريخي) ينظر‪ :‬الموسوعة الفلسفية‪ :‬عبد الرحمن بدوي‪ ،‬ذوي القربى‪ ،‬ط‪475/2 :1427 ،1‬‬
‫‪ .45‬دلتاي وفلسفة الحياة‪ :‬محمود سيد أحمد‪ ،‬دار التنوير – بيروت‪.24 :2008 ،‬‬
‫‪ .46‬ينظر‪ :‬تأويلية الشعر العربي نحو نظرية تأويلية في الشعرية‪ :‬يوسف محمد جابر اسكندر‪.12 :‬‬
‫‪ .47‬ينظر‪ :‬مقدمة في الهرمينوطيقا‪ :‬دايفد جاسبر‪.133 :‬‬
‫‪ .48‬دلتاي وفلسفة الحياة‪ ،‬محمود سيد أحمد‪.11 :‬‬
‫‪ .49‬ينظر‪ :‬دليل الناقد األدبي‪ ،‬ميجان الريلي‪ ،‬سعد البازعي‪.91 :‬‬
‫‪ .50‬دلتاي وفلسفة الحياة‪ ،‬محمود سيد أحمد‪.38-37 :‬‬
‫‪ .51‬م‪ .‬ن‪.38 :‬‬
‫‪ .52‬المذاهب النقدية الحديثة‪ ،‬محمد شبل الكومي‪.301 :‬‬
‫‪ .53‬دلتاي وفلسفة الحياة‪ ،‬محمود سيد أحمد‪.31 :‬‬
‫‪ .54‬ينظر‪ :‬المصدر السابق‪.41 – 40 :‬‬
‫‪ .55‬التفسير والتأويل‪ ،‬ام‪ .‬اتش ابرامز‪ ،‬ترجمة‪ :‬باقر جاسم محمد‪8 :‬‬
‫هوسرل‪ :‬فيلسوف ألماني مؤسس المنهج الظاهراتي ولد سنة ‪ 1859‬في إقليم مورافيا من أسرة يهودية اعتنق المسيحية‬ ‫‪‬‬
‫البروتستنتية في سنة ‪ 1887‬بدأ بدراسة الرياضيات في ألمانيا على يد الرياضي األلماني العظيم (فايرشتراس) ثم‬
‫واصل دراسته في جامعة فينا ووقع تحت تأثير أستاذه فرانتس برنتانو الذي وجهه إلى دراسة الفلسفة وعنه أخذ فكرة‬
‫القصدية وسحبها من الدراسة النفسية إلى الدراسة اإلنسانية‪ ،‬توفي سنة ‪ 1938‬في مدينة فرايبورج جنوب غربي ألمانيا‬
‫هائال من الصفحات المخطوطة التي لم ينشرها ّإبان حياته بلغت أكثر من ‪ 45000‬صفحة‬
‫قدر ً‬‫وقد خلف بعد وفاته ًا‬
‫معد للنشر والباقي غير مكتمل وهذه المخطوطات محفوظة في مركز محفوظات أنشئ في مدينة لوفان‬
‫والكثير منها ّ‬
‫وأنشئ مركز محفوظات آخر في كولونيا بجامعة كولونيا بألمانيا سنة ‪.1951‬‬
‫ضخما لعل أهمه (فلسفة الحساب‪ ،‬مباحث منطقية‪ ،‬مدخل عام إلى علم ظواهر خالص‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فلسفيا‬
‫ً‬ ‫إنتاجا‬
‫ً‬ ‫وترك لنا هوسرل‬
‫ظواهر الوعي الباطن بالزمان‪ ،‬المنطق الصوري والمنطق الترنسندنتالي‪ ،‬التأمالت الديكارتية‪ ،‬التجربة والحكم) ولهوسرل‬
‫دراسات ومقاالت أخرى عديدة لم يتم نشرها حتى اآلن وان كان معهد الدراسات الهوسرلية بجامعة لوفان قد أخذ على‬

‫‪313‬‬
‫تشرين أول ‪2015/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪23/‬‬

‫عاتقه مهمة طبعها ونشرها ضمن مجموعة مؤلفات هوسرل الكاملة ينظر‪:‬الموسوعة الفلسفية‪:‬عبد الرحمن‪538/2:‬ـ‬
‫‪ 539‬ودراسات في الفلسفة المعاصرة‪:‬زكريا ابراهيم‪ ،‬مكتبة مصر‪ ،‬مصر‪317:‬ـ ‪.318‬‬
‫‪ .56‬ينظر‪ :‬الفينومينولوجيا عند هوسرل‪ ،‬سماح رافع محمد‪ ،‬دار الشؤون الثقافية‪ ،‬بغداد‪ ،‬ط‪188 :1991 ،1‬‬
‫عمان‪ ،‬ط‪.28-27 :2016 ،1‬‬ ‫‪ .57‬ينظر‪ :‬الظاهراتية والرمز‪ ،‬جاسم حميد جودة‪ ،‬الدار المنهجية – ّ‬
‫‪ .58‬ينظر‪ :‬الخبرة الجمالية (دراسة في فلسفة الجمال الظاهراتية)‪ ،‬سعيد توفيق‪ ،‬المؤسسة الجامعية – بيروت‪.30 :1992 ،‬‬
‫‪ .59‬في ماهية اللغة وفلسفة التأويل‪ ،‬سعيد توفيق‪.143 :‬‬
‫‪ .60‬ينظر‪ :‬الظاهراتية والرمز‪ ،‬جاسم حميد جودة‪.29 :‬‬
‫‪ .61‬الخبرة الجمالية‪ ،‬سعيد توفيق‪.30 :‬‬
‫عمان‪ ،‬ط‪.22 :2012 ،1‬‬
‫‪ .62‬ينظر‪ :‬استراتيجية التأويل عند أدونيس‪ ،‬آمال منصور‪ ،‬عالم الكتب – ّ‬
‫‪ .63‬ينظر‪ :‬الظاهراتية والرمز‪ ،‬جاسم حميد جودة‪.30 :‬‬
‫‪ .64‬ينظر‪ :‬في نظرية األدب وعلم النص‪ ،‬إبراهيم الخليل‪ ،‬منشورات االختالف – الجزائر‪ ،‬ط‪.72-71 :2010 ،1‬‬
‫‪ .65‬نظرية األدب‪ ،‬تيري ايغلتون‪ ،‬ترجمة‪ :‬ثائر ديب‪ ،‬و ازرة الثقافة السورية – دمشق‪.95 :1995 ،‬‬
‫‪ .66‬في نظرية األدب وعلم النص‪ ،‬إبراهيم الخليل‪.72 :‬‬
‫‪ .67‬ينظر‪ :‬القراءة التأويلية‪ ،‬مصطفى شميعة‪.13 :‬‬
‫المصادر‬
‫‪ .1‬اتجاهات التأويل‪ ،‬محمد عزام‪ ،‬و ازرة الثقافة‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪.2008 ،1‬‬
‫عمان‪ ،‬ط‪.2012 ،1‬‬
‫‪ .2‬استراتيجية التأويل عند أدونيس‪ ،‬آمال منصور‪ ،‬عالم الكتب – ّ‬
‫‪ .3‬األسس الفلسفية‪ ،‬محمد سالم سعد اهلل‪ ،‬دار الحوار‪ ،‬سوريا‪ ،‬ط‪.2007 ،1‬‬
‫‪ .4‬إشكالة التبعية واالبستمولوجية للتأويل األدبي‪ :‬عباس عيد جاسم‪ ،‬الموقف الثقافي‪ ،‬دار الشؤون الثقافية العالمة –‬
‫بغداد‪ ،‬ع‪ ،21 :‬لسنة ‪.1999‬‬
‫‪ .5‬إشكاليات القرأة وآليات التأويل‪ ،‬نصر حامد أبو زيد‪ ،‬الدار البيضاء ـ المغرب‪ ،‬ط‪.2001 ،6‬‬
‫‪ .6‬األصول الفلسفية لنظرية المعنى‪ :‬عبد األمير عباس بطي‪ ،‬جامعة الكوفة – كلية االداب‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪.2009 ،‬‬
‫‪ .7‬أطلس الفلسفة بيتركونزمان‪ ،‬فرانزبيتربوركادر‪ ،‬ترجمة‪ :‬جورج كتورة‪ ،‬المكتبة الشرقية – لبنان‪ ،‬ط‪.2012 ،3‬‬
‫‪ .8‬بحوث في القراءة والتلقي‪ ،‬محمد خير البقاعي‪ ،‬مركز اإلنماء – حلب‪ ،‬ط‪.1998 ،1‬‬
‫‪ .9‬تاريخ النقد األدبي الحديث‪ :‬رينه ويليك‪ ،‬ترجمة‪ :‬مجاهد عبد المنعم مجاهد‪ ،‬المجلس االعلى للثقافة‪.2001 ،‬‬
‫‪ .10‬تأويل النص الشكسبيري‪ ،‬بان جبار خلف‪ ،‬و ازرة الثقافة ‪/‬دمشق‪ ،‬د‪.‬ط‪.2008 ،‬‬
‫‪ .11‬التأويل بين السيمائيات والتفكيكية‪ ،‬امبرتو ايكو‪ ،‬ترجمة‪ :‬سعيد بنكراد‪ ،‬الدار البيضاء ـ المغرب‪ ،‬ط‪.2000 ،1‬‬
‫‪ .12‬تأويلية الشعر العربي نحو نظرية في الشعرية‪ ،‬يوسف محمد اسكندر‪ ،‬جامعة بغداد‪ /‬كلية اآلداب‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪.2005 ،‬‬
‫‪ .13‬التأويلية العربية‪ ،‬محمد بازي‪ ،‬االختالف – الجزائر‪ ،‬ط‪.2010 ،1‬‬
‫‪ .14‬التفسير والتأويل‪ :‬أم‪ .‬أتش ابرامز‪ ،‬ترجمة‪ :‬باقر جاسم محمد‪ ،‬الثقافة األجنبية‪ ،‬دار الشؤون الثقافية العامة – بغداد‪،‬‬
‫ع‪ ،1:‬لسنة ‪.2009‬‬
‫‪ .15‬التلقي والتأويل‪ :‬محمد عزام‪ ،‬دار الينابيع – دمشق‪ ،‬ط‪.2007 ،1‬‬
‫‪ .16‬جماليات الشعرية‪ ،‬خليل موسى‪ ،‬اتحاد الكتاب العربي – دمشق‪ ،‬د‪.‬ط‪.338 ،2008 ،‬‬
‫‪ .17‬الخبرة الجمالية (دراسة في فلسفة الجمال الظاهراتية)‪ ،‬سعيد توفيق‪ ،‬المؤسسة الجامعية – بيروت‪.1992 ،‬‬
‫‪ .18‬دراسات في الفلسفة المعاصرة‪ :‬زكريا ابراهيم‪ ،‬مكتبة مصر‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ .19‬دلتاي وفلسفة الحياة‪ :‬محمود سيد أحمد‪ ،‬دار التنوير – بيروت‪.2008 ،‬‬

‫‪314‬‬
‫تشرين أول ‪2015/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪23/‬‬

‫‪ .20‬دليل الناقد األدبي‪ ،‬ميجان الرويلي – سعد البازعي‪ ،‬الدار البيضاء –المغرب‪ ،‬ط‪.2002 ،3‬‬
‫‪ .21‬شعرية القراءة والتأويل في الرواية الحديثة‪ :‬فتحي بو خالفة‪ ،‬عالم الكتب الحديث ـ االردن‪ ،‬ط‪.2010 ،1‬‬
‫عمان‪ ،‬ط‪.2016 ،1‬‬ ‫‪ .22‬الظاهراتية والرمز‪ ،‬جاسم حميد جودة‪ ،‬الدار المنهجية – ّ‬
‫‪ .23‬فهم الفهم مدخل إلى الهرمينوطيقا‪ ،‬عادل مصطفى‪ ،‬رؤية – القاهرة‪ ،‬ط‪.2007 ،1‬‬
‫‪ .24‬الفهم والنص‪ :‬بومدين بوزيد‪ ،‬الدار العربية – الجزائر‪ ،‬ط‪.2008 ،1‬‬
‫‪ .25‬في القراءة وفن التأويل‪ ،‬صابر محمود الحباشي‪ ،‬عالم الكتب ‪/‬األردن‪ ،‬ط‪.2011 ،1‬‬
‫‪ .26‬في ماهية اللغة وفلسفة التأويل‪ ،‬سعيد توفيق‪ ،‬مجد – بيروت‪ ،‬ط‪.2002 ،1‬‬
‫‪ .27‬في نظرية األدب وعلم النص‪ ،‬إبراهيم الخليل‪ ،‬منشورات االختالف – الجزائر‪ ،‬ط‪.2010 ،1‬‬
‫‪ .28‬الفينومينولوجيا عند هوسرل‪ ،‬سماح رافع محمد‪ ،‬دار الشؤون الثقافية‪ ،‬بغداد‪ ،‬ط‪.1991 ،1‬‬
‫‪ .29‬الق ارءة التأويلية‪ ،‬مصطفى شميعة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪.2013 ،1‬‬
‫‪ .30‬ما ورائية التأويل الغربي‪ :‬محمود خليف خضير الحياني‪ ،‬دار األمان – الجزائر‪ ،‬ط‪.2013 ،1‬‬
‫‪ .31‬المذاهب النقدية الحديثة‪ ،‬محمد شبل الكومي مدخل فلسفي‪ ،‬تقديم‪ :‬محمد عناني‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪.2004 ،‬‬
‫‪ .32‬مسارات النقد مدارات ما بعد الحداثة‪ ،‬حفناوي رشيد بعلي‪ ،‬دروب‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪.3022 ،1‬‬
‫‪ .33‬المعجم الفلسفي‪ ،‬جميل صلبيا‪ ،‬ذوي القربى‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪.1385 ،1‬‬
‫‪ .34‬مفهوم الهرمينوطيقا األصول الغربية والثقافة العربية‪ :‬الحبيب بو عبد اهلل‪ ،‬مجلة فصول‪ ،‬الهيئة المصرية العامة‪،‬‬
‫ع‪ 65:‬لسنة ‪.2005–2004‬‬
‫‪ .35‬مقدمة في الهرمينوطيقا‪ ،‬دايفد جاسبر‪ ،‬ترجمة‪ :‬وجيه قانصو‪ ،‬الدار العربية – لبنان‪ ،‬ط‪.2007 ،1‬‬
‫‪ .36‬من نظرية المعرفة إلى الهرمينوطيقا‪ ،‬مجدي عزالدين‪ ،‬دار نيبور – بغداد‪ ،‬ط‪.2013 ،1‬‬
‫‪ .37‬منهجية التأويل عند ابن رشد واختالفها عن المناهج التأويلية الغربية المعاصرة‪ ،‬سامي محمود إبراهيم‪ ،‬دراسات‬
‫فلسفية‪ ،‬بيت الحكمة – بغداد‪ ،‬ع‪ 26:‬لسنة ‪.2001‬‬
‫‪ .38‬الموسوعة الفلسفية‪ ،‬الالند‪ ،‬تعريب‪ :‬أحمد خليل‪ ،‬منشورات عويدات‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،2001 ،2‬المجلد الثاني‪.‬‬
‫‪ .39‬الموسوعة الفلسفية‪ :‬عبد الرحمن بدوي‪ ،‬ذوي القربى‪ ،‬ط‪.1427 ،1‬‬
‫‪ .40‬موسوعة كمبريدج في النقد األدبي (من الشكالنية إلى ما بعد البنيوية)‪ ،‬رامان سلدن‪ ،‬مراجعة‪ :‬ماري تريز عبد‬
‫المسيح‪ ،‬المجلس األعلى للثقافة – القاهرة‪ ،‬ط‪.2006 ،1‬‬
‫‪ .41‬النص بين القراءة والتأويل‪ ،‬ادريس مقبول‪ ،‬يحيى رمضان‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ،‬األردن‪ ،‬د‪.‬ط‪.2010 ،‬‬
‫نصيات بين الهرمونطيقيا والتفكيكية‪ ،‬هيو سلفر مان‪ ،‬ترجمة‪ :‬حسن ناظم وعلي حاكم‪ ،‬الدار البضاء‪ /‬المغرب‪.2002 ،‬‬
‫‪ّ .42‬‬
‫‪ .43‬نظرية األدب‪ ،‬تيري ايغلتون‪ ،‬ترجمة‪ :‬ثائر ديب‪ ،‬منشورات و ازرة الثقافة‪ ،‬دمشق‪ ،‬د‪.‬ط‪.1995 ،‬‬
‫‪ .44‬هرمس مثلث العظمة‪ ،‬لويس مينار‪ ،‬ترجمة‪ :‬عبد الهادي عباس‪ ،‬دار الحصاد – سوريا‪ ،‬ط‪.1998 ،1‬‬
‫‪ .45‬الهرمونطيقا الحديثة وفهم النص‪ ،‬مجموعة مؤلفين‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.2011 ،1‬‬
‫‪ .46‬هرمينوطيقا الشعر العربي‪ ،‬يوسف اسكندر‪ ،‬دار الكتب العلمية – بيروت‪.1971 ،‬‬
‫‪ .47‬الهرمينوطيقا والفلسفة‪ ،‬عبد الغني بارة‪ ،‬الدار العربية (منشورات االختالف) – الجزائر‪ ،‬ط‪.2008 ،1‬‬
‫‪ .48‬يورجين هابرمس‪ ،‬التواصل واألخالق‪ ،‬أبو النور حمدي‪ ،‬أبو النور حسن‪ ،‬دار التنوير‪ ،‬د‪.‬ط‪.2009 ،‬‬

‫‪315‬‬

You might also like