You are on page 1of 179

‫مبادئ التأمين والتكافل‬

‫إعداد‬

‫أ‪.‬د‪ .‬محمد سعدو الجرف‬

‫قسم االقتصاد اإلسالمي‬

‫جامعة أم القرى‬
‫المحتويات‬

‫المقدمة‪3 ………………………………………………………………………………………….‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الغرر في الفقه اإلسالمي ‪3....................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الغرر في القانون المدني ‪51 ................................................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬الخطر وادارته‪32 .........................................................‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نشأة التأمين‪37 ..............................................................‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬مفهوم التأمين وأقسامه ‪40 ..................................................................‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬أركان( عناصر) عقد التأمين ‪13 ..........................................................‬‬
‫االفصل السابع‪ :‬المبادئ القانونية لعقد التأمين ‪15 ...........................................................‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬صفات عقد التأمين ‪101 ......................................................................‬‬
‫الفصل التاسع‪ :‬إعادة التأمين ‪17 ...............................................................................‬‬
‫الفصل العاشر‪ :‬انتهاء عقد التأمين ‪551 ......................................................................‬‬
‫االفصل الحادي عشر‪ :‬تطور الفكر االقتصادي اإلسالمي في مجال‬
‫تأمين‪124 ..................‬‬
‫الفصل الثاني عشر‪ :‬نظرية التأمين‪148 ......................................................................‬‬
‫الفصل الثالث عشر‪ :‬عقد التأمين اإلسالمي ‪159 ...........................................................‬‬
‫الفصل الرابع عشر‪ :‬اإلطار التطبيقي للتأمين التعاوني (التكافلي أو اإلسالمي) ‪192 ...............‬‬
‫الفصل الخامس عشر‪ :‬الحكم الشرعي لعقود التأمين ‪209 .................................................‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول‬

‫الغرر في الفقه اإلسالمي‬

‫يعرررل الغرررر فرري اللغررة بأنرره المكررر والخديعررة‪ .‬ومنرره رجررل ررر أي مخرراد ‪ .‬ومنرره قولرره‬
‫تعالى‪" :‬وما الحياة الدنيا إال متا الغررور"‪ .‬كمرا سرمي الشريطان ررو ار لخداعره للنراس‪ .‬أمرا الغررر‬
‫في اصطالح الفقهاء فيتعلق بعقود المعاوضات البا مثل البيع واإلجارة‪ ،‬وهي (تلر العقرود التري‬
‫يأخرذ فيهررا كررال المتعاقرردين مقررابالا لمررا أعطررى)‪ .‬أو‪ :‬هرري (تلر العقررود الترري يقصررد منهررا كررل طرررل‬
‫الحصرول علررى مرا عنررد صرراحبه علرى سرربيل التملر )‪ .‬ويردور مفهرروم الغرررر حرول (حادثررة أو واقعررة‬
‫معينررة لهررا نتيجترران فقررط‪ ،‬همررا‪ :‬الحصررول‪ ،‬وعرردم الحصررول‪ .‬وأن معامررل احتمررال الحصررول مسرراو‬
‫الحتمررال عرردم الحصرول‪ ،‬أي أن معامررل االحتمررال لكررل منهمررا يسرراوي ‪ .)%05‬ومررن ثررم قررد يعرررل‬
‫الغرر بأنه‪( :‬تساوي احتمال حصول أمر معرين مرع احتمرال عردم حصروله‪ ،‬مرع عردم وجرود مررج‬
‫ألحرردهما علررى ا‪.‬خررر)‪ .‬ويتمثررل هررذا األمررر فرري الخطررر المررأمن منرره فرري عقررد التررأمين علررى سرربيل‬
‫المثال‪ ،‬والذي تترتب على حصوله نتيجة واحدة هي كسب المأمن له لمبلر الترأمين‪ ،‬والرذي يعنري‬
‫فرري المقابررل خسررارة المررأمن لمبل ر التررأمين‪ .‬وتترتررب علررى عرردم الحصررول نتيجررة واحرردة أيض ر ا هرري‬
‫خسررارة المررأمن لرره لقسررط التررأمين‪ ،‬والترري تعنرري فرري المقابررل كسررب المررأمن لقسررط التررأمين‪ .‬وبالتررالي‬
‫فإن معامرل احتمرال خسرارة قسرط الترأمين مرن قبرل المرأمن لره مسراو لمعامرل احتمرال كسرب القسرط‬
‫من قبل المأمن وهو ‪ .%05‬وهذا مفاد من تعريفات الفقهاء للغرر والتي منها‪:‬‬

‫‪" ‬مررا ش ر فرري حصررول أحررد عوضرريه أو مقصررود منرره الب ر ا "‪ .‬يرردل التعريررل علررى تعلررق مفهرروم‬
‫الغرر بعقود المعاوضات‪ ،‬وأنه يعني تساوي احتمال حصرول أمرر معرين وهرو هنرا حصرول أحرد‬
‫الطرفين على العوض‪ ،‬مع احتمال عدم الحصول عليه‪.‬‬
‫‪" ‬مررا يحتمررل حصرروله وعرردم حصرروله"‪ .‬يبررين التعريررل مفهرروم الغرررر بعامررة‪ ،‬والررذي يعنرري تسرراوي‬
‫احتمال حصول أمر معين‪ ،‬واحتمال عدم حصوله‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ ‬عقد الغرر هو‪" :‬ما ال يوثق بحصول العوض فيه"‪ .‬يدل التعرل على تعلق مفهوم الغرر بعقود‬
‫المعاوضات‪ .‬وأنه يعني تسراوي احتمرال حصرول أحرد الطررفين علرى العروض‪ ،‬مرع احتمرال عردم‬
‫الحصول عليه‪.‬‬
‫‪" ‬الخطر الذي استوى فيه طرفرا الوجرود والعردم"‪ .‬يردل التعريرل علرى مفهروم الغررر بعامرة‪ ،‬والرذي‬
‫يعني تساوي احتمال حصول أمر معين‪ ،‬مع احتمال عدم حصوله‪.‬‬
‫‪" ‬ما تردد بين أمرين ليس أحدهما أظهر"‪ .‬يدل التعريرل أسروة بسرابقه علرى مفهروم الغررر بعامرة‪،‬‬
‫والذي يعني تساوي احتمال حصول أمر معين‪ ،‬واحتمال عدم حصوله‪.‬‬

‫أقسام الغرر‬
‫قسم الفقهاء الغرر إلى ثالثة أقسام‪:‬‬

‫‪ .1‬الغرر الفاحش أو الكثير‬


‫هو الغرر الذي ال يتحقق مع وجوده المقصد من العقد الب ا‪ ،‬ألحد الطرفين‪ ،‬أو لكليهما‪،‬‬
‫والمتمثل في الحصول على العوض‪ .‬وهو الذي دل عليه تعريل الفقهاء للغرر بأنه‪ :‬ما ش في‬
‫حصول أحد عوضيه أو مقصود منه البا‪ ،‬وأنه ما ال يوثق بحصول العوض فيه‪ .‬وهنا أربعة‬
‫ضوابط للغرر الفاحش يكفي توافر ضابط منها في العقد ليقال عن الغرر إنه فاحش‪.‬‬
‫‪ ‬الغرر في الوجود‪ :‬أي في وجود محل العقد‪ ،‬وهو الخطرر المرأمن منره فري عقرد الترأمين مرثالا‪،‬‬
‫حيرث يتسرراوى احتمررال وجررود الخطررر مررع احتمررال عرردم وجرروده‪ .‬أي أن احتمررال تحقررق أي منهمررا‬
‫هو ‪.%05‬‬

‫‪ ‬الغرر في الحصول‪ :‬يترتب على افتراض وجود محل العقد وهو كسرب اللعرب فري القمرار مرثالا‬
‫رر في حصوله‪ .‬فهنا نتيجتان متساويتان فري احتمرال الحصرول همرا كسرب وخسرارة اللعرب‪.‬‬
‫وبالتررالي حص ررول أحررد الطر ررفين وه ررو مررن كس ررب اللع ررب هنررا عل ررى الع رروض المتمثررل ف رري مبلر ر‬
‫المقررامرة‪ .‬وهررو مفرراد مررن تعريررل الفقهرراء للغرررر بأنرره‪ :‬الخطررر الررذي اسررتوى فيرره طرفررا الوجررود‬
‫والعرردم‪ ،‬وأنرره مررا تررردد بررين أم ررين لرريس أحرردهما أظهررر‪ .‬واحتمررال الكسررب والخسررارة لكررل منهمررا‬
‫متساويان‪ ،‬حيث يبل احتمال الكسب لكل منهما ‪ ،%05‬ويبل في المقابل احتمال الخسارة لكل‬
‫منهمررا ‪ %05‬أيض ر ا‪ .‬فاحتمررال كسررب أحرردهما بنسرربة ‪ %05‬يقابلرره احتمررال خسررارة ا‪.‬خررر بنسرربة‬
‫‪ %05‬أيضا كما في القمار مثالا‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ ‬الغرررر فرري المقرردار‪ :‬يترتررب علررى افت رراض حصررول الخطررر فرري عقررد التررأمين مررثالا‪ ،‬واسررتحقاق‬
‫المستفيد لمبل التأمين رر فري مقردار هرذا المبلر ‪ .‬حيرث ال يردري المرأمن لره عنرد توقيرع العقرد‬
‫مقرردار مبلر التررأمين الررذي سيحصررل عليرره عنررد وقررو الخطررر‪ ،‬لتوقررل ذلر علررى مقرردار الضرررر‬
‫المتولد عنه‪ .‬أي أنه يترتب على افتراض حصرول الخطرر عردد ال نهراني مرن النترانس المتسراوية‬
‫الت ررأمين‬ ‫ف رري احتم ررال الحص ررول‪ ،‬وع رردد ال نه رراني م ررن النت ررانس المتس رراوية بالنس رربة لقيم ررة مبلر ر‬
‫الستحق‪ .‬حيث يعنري حصرول الخطرر حصرول المرأمن لره علرى مبلر الترأمين إجمراالا‪ .‬أمرا قيمرة‬
‫المبل المستحق فعالا فتتراوح ما بين صفر‪ %‬في حالة عدم وقو الخطر إلى ‪ %055‬من مبل‬
‫التأمين المحدد بالعقد في حالة الخسارة الكليرة‪ ،‬بحسرب حجرم الضررر الحاصرل‪ .‬وهرذا يعنري فري‬
‫المقابل أن خسارة المأمن من حيث قيمتها تتراوح ما بين صفر‪ % 055 - %‬من مبل التأمين‬
‫المحرردد بالعقررد‪ .‬وهررذه القرريم متسرراوية مررن حيررث احتمررال الحصررول علررى كررل منهررا‪ .‬أي أن الفرررق‬
‫بررين الحرردين األدنررى واألقصررى للمبلر المرردفو للمررأمن لرره مررن قبررل المررأمن هررو ‪ .%055‬والررذي‬
‫يتحقرق فعرالا هرو حصرول المسرتفيد علرى مبلر يكرون أكبرر مرن الصرفر إلرى كامرل مبلر التررأمين‪.‬‬
‫وقد يقال إن الفرق بين أدنى قيمة وأقصرى قيمرة قرد يقتررب مرن ‪ %055‬مرن مبلر الترأمين حيرث‬
‫يتمثل الحد األدنى فيما زاد على حد التحمرل‪ ،‬ويتمثرل الحرد األقصرى فري كامرل المبلر فري حالرة‬
‫الخسارة الكليرة فري الترأمين علرى األشرياء‪ .‬أمرا فري الترأمين علرى األشرخاي فرال يوجرد ررر فري‬
‫مقردار العروض ألن مبلر الترأمين المحردد بالعقرد يردفع بالكامرل إذا تروفي المرأمن لره قبرل الترراري‬
‫المحرردد بالعقررد فرري التررأمين علررى األشررخاي لحالررة الوفرراة‪ ،‬أو بقرري حي را إلررى ذل ر الترراري فرري‬
‫التأمين على األشخاي لحالة البقاء‪.‬‬
‫‪ ‬الغرررر فرري األجررل‪ :‬يترتررب علرى افترراض تحقررق محرل العقررد وهررو الخطرر المررأمن منرره‪ ،‬وافترراض‬
‫استحقاق المأمن له لمبل التأمين رر في األجل‪ .‬أي في تاري الحصول علرى مبلر الترأمين‪،‬‬
‫يررر معررين‪ .‬فهنررا عرردد ال نهرراني مررن‬ ‫حيررث إنرره ديررن فرري ذمررة المررأمن‪ ،‬مضررال إلررى ترراري‬
‫األزمنة التي يمكن فيها حصول المأمن لره علرى مبلر الترأمين‪ ،‬نظر ار لوجرود عردد ال نهراني مرن‬
‫األزمنة التي يمكن فيها حصول الخطر‪ ،‬وهي متماثلة في احتمال تحقق كل منها‪.‬‬
‫مثال تطبيقي‪ :‬الغرر في التأمين‪:‬‬
‫أ‪ .‬التأمين على األشياء‪ :‬قد يقال‪ :‬ال يعد الغرر من حيث حصول الخطر المرأمن منره فري عقرد‬
‫الترأمين ررر ار فاحشر ا‪ .‬فرإذا كرران معامررل احتمرال حصررول خطررر معرين ولرريكن حروادث السرريارات‬

‫‪0‬‬
‫مثالا ‪ ،.0..1‬فهذا يعني أن كل خمسة سيارات من كل ألرل سريارة عرضرة للتعررض لحرادث‬
‫ما‪ .‬وال يعني أن معامل احتمال وقو الخطر لكل سانق سيارة هو ‪ ،.0..1‬فقرد يكرون معامرل‬
‫احتمررال وقررو الخطررر لرربعض فنررات السررانقين أكثررر مررن هررذا المعامررل‪ ،‬وقررد يكررون أقررل مررن هررذا‬
‫المعدل بالنسبة للبعض ا‪.‬خر‪ .‬وقد يكون مساوي ا له في حق فنة أخرى من السانقين‪ .‬وبالتالي‬
‫ال يكون الغرر فاحشا في عقد التأمين بالنظر إلى حصول أو تحقق الخطر المأمن منه‪ ،‬ألن‬
‫احتمال عدم الوقو أكبر بكثير من احتمال الوقو ‪ .‬كما قد ال يكون األمر كذل أيض ا بالنظر‬
‫إلررى المقرردار واألجررل‪ ،‬ألن الغرررر فرري هررذين العنص ررين داخررل تحررت احتمررال حصررول الخطررر‬
‫والذي يعادل ‪ ..0..1‬ويجاب عن ذل بأننا إذا نظرنا إلى كل سانق على حدة لوجدنا أن كل‬
‫سررانق عرضررة ألن يكررون أحررد ه رأالء الخمسررة الررذين يصررابون بحررادث سررنوي ا‪ ،‬وال مرررج هنررا‬
‫الحتمال الوقو أو احتمال عدم الوقو بالنسبة لكل سانق على حدة‪ .‬إذ يتساوى احتمال وقرو‬
‫الخطررر لكررل مررنهم‪ ،‬مررع احتمررال عرردم الوقررو ‪ ،‬وبالتررالي نكررون أمررا نتيجتررين لكررل مررنهم همررا‪:‬‬
‫حصول الخطر‪ ،‬وعدم حصوله‪ ،‬مع تساوي احتمال وقو كل منهما‪ .‬فهذا المعامرل أو المعردل‬
‫هو لمجمو السانقين‪ ،‬وليس لكل سانق على حدة‪ .‬واذا ثبت وجود الغرر فري حصرول الخطرر‬
‫فررإن الغرررر يثب رت بالتررالي فرري قيمررة مبل ر التررأمين المسررتحق الررذي يتحرردد تبع را لحجررم الضرررر‬
‫الحاصل‪ ،‬وفي أجل الحصول على مبل التأمين تبع ا للغرر في أجل حصول الخطر‪.‬‬
‫ب‪ .‬التأمين على الحياة لحالة الوفاة‪ :‬قد يقال‪ :‬الوفاة مأكدة فري حرق جميرع البشرر‪ ،‬وبالترالي فرإن‬
‫معامل احتمال وقو الخطر يساوي واحدا صحيحا‪ ،‬مما يعني عدم وجود رر في الحصرول‪.‬‬
‫وهذا قد يناقض كون معامل احتمال الوفاة هو ‪ %1‬مثالا‪ .‬وحيث إن مبل التأمين ال يج أز فري‬
‫هذا النو من التأمين نظ ار لعدم تج أز الوفاة فهذا يعني خلو هذا النرو مرن الترأمين مرن الغررر‬
‫في المقدار‪ .‬ويجاب عن ذل بأننا إذا قلنا إن معامل احتمال وقو الخطرر لفنرة عمريرة معينرة‬
‫هررو ‪ %1‬فهررذا يعنرري وفرراة خمسررة أشررخاي فرري العررام ممررن ينرردرجون تحررت هررذه الفنررة‪ .‬ولرريس‬
‫هنرا مرا يضرمن لكرل واحرد مرن هرذه الفنرة أال يكرون أحرد المتروفين‪ .‬فاحتمرال الوفراة لكرل مررنهم‬
‫مسرراو الحتمررال عرردم الوفرراة فرري ذل ر العررام أو خررالل سررنوات الفنررة العمريررة وهررو ‪ ،%1.‬ألن‬
‫اإلنسرران الررذي ينتمرري ألي فنررة عمريررة إمررا أن يترروفى وامررا أن يكررون علررى قيررد الحيرراة‪ ،‬وبالتررالي‬
‫نكون أمام رر في حصول الخطر المأمن منه‪ .‬ونكون أيض ا أمام رر في أجل الوقو ألن‬
‫أجررل الوفرراة خررالل العررام مجهررول‪ ،‬فهنررا عرردد ال نهرراني مررن األزمنررة الترري يمكررن أن تقررع فيهررا‬

‫‪6‬‬
‫الوفاة في ذل العرام‪ ،‬أو فري خرالل سرنوات تلر الفنرة العمريرة‪ .‬ولكننرا ال نكرون أمرام ررر فري‬
‫المقدار ألن مبل التأمين المستحق ال يجزأ‪.‬‬
‫ج‪ .‬التأمين على الحياة لحالة البقاء‪ :‬يوجد في هذا النو من التأمين رر في الحصول الحتمرال‬
‫بقراء اإلنسران حير ا إلرى أجرل معررين‪ .‬فبقراء اإلنسران حير ا إلرى ذلر األجررل يرر مأكرد‪ ،‬وان كرران‬
‫احتمال البقاء في األصل يساوي احتمال الوفاة‪ ،‬ويساوي ‪ %05‬لكل منهما‪ ،‬نظ ار لعدم وجود‬
‫حالة ثالثة تعتري اإلنسان‪ .‬ألن اإلنسان إما أن يتوفى‪ ،‬واما أن يكون حي ا‪ .‬فليست هنا حياة‬
‫تعررادل ‪ %05‬مررثالا‪ ،‬وليسررت هنررا أيض ر ا وفرراة تعررادل ‪ .%05‬وان كرران احتمررال بق راء اإلنسرران‬
‫حيا إلى أجل معين يقل مع تقدم العمر‪ .‬ويترتب على ذل انتفاء وجود رر فري المقردار ألن‬
‫مبلر التررأمين يرردفع بالكامررل فهررو ال يجر أز ألن الحيرراة أو البقرراء ال يجر أز كمررا سرربق بيانرره‪ .‬ولرريس‬
‫ررر فري األجرل أي أجرل الحصرول علرى العروض لعردم وجرود ررر فري أجرل الحيراة أو‬ ‫هنا‬
‫البقاء‪.‬‬

‫‪ .2‬الغرر اليسير أو البسيط‬


‫ه ررو الغ رررر ال ررذي يترت ررب عل ررى وج رروده ف رري العق ررد تحق ررق ال ررب المقص ررود م ررن العق ررد وه ررو‬
‫الحصول على العوض‪ ،‬ألحد الطرفين‪ ،‬أو لكليهمرا‪ .‬ولقرد حردد الفقهراء ثالثرة ضروابط للغررر اليسرير‬
‫هي‪:‬‬

‫‪ ‬يسررارة الغرررر‪ :‬مثررل تررأجير منررزل أو دكرران شرره ار هجرير ا مررع احتمررال أن يكررون الشررهر ‪ 35‬يومر ا‪،‬‬
‫أو‪ 22‬يوم ا‪ .‬وحيث إن االحتمالين متسراويان‪ ،‬فإنره يترترب علرى احتمرال حصرول النتيجرة الثانيرة‬
‫أي ك ررون الش ررهر ‪ 35‬يومر را خس ررارة أح ررد الطر ررفين وه ررو المر رأجر‪ ،‬وكس ررب الط رررل الث رراني وه ررو‬
‫المستأجر‪ ،‬لمبل مقداره ‪ %3.3‬من إجمالي األجرة‪ ،‬وهو ما يعادل أجرة يروم واحرد‪ .‬ويترترب فري‬
‫المقابل على احتمال حصول النتيجة األولى أي كون الشهر ‪ 22‬يوم ا خسارة أحد الطرفين وهو‬
‫المستأجر‪ ،‬وكسب الطرل الثاني وهو المأجر‪ ،‬لمبل مقداره ‪ %3.3‬مرن إجمرالي األجررة‪ ،‬أو مرا‬
‫يعادل أجرة يوم واحد‪ .‬أي أن الفرق بين المبل المفترض دفعه للمأجر فري هرذه الحالرة‪ ،‬والمبلر‬
‫الم رردفو فعر رالا م ررن قب ررل المس ررتأجر ه ررو ‪ %3.3‬م ررن إجم ررالي األجر ررة‪ .‬حي ررث يفت رررض أن ي رردفع‬
‫المستأجر في حال كون الشهر ‪ 22‬يوما أجررة أقرل منهرا فري حرال كرون الشرهر ‪ 35‬يومرا‪ ،‬ولكرن‬
‫ما يحصرل فعرالا هرو دفرع مبلر ثابرت فري الحرالتين‪ .‬فيمثرل بالترالي كرون الشرهر ‪ 22‬يومر ا خسرارة‬

‫‪7‬‬
‫للمستأجر مقدارها ‪ %3..‬من األجرة المدفوعة فعرالا‪ ،‬وكسرب ا لرنفس المقردار بالنسربة للمرأجر فري‬
‫المقابل‪ .‬أي أن هنرا نتيجتران فقرط همرا‪ :‬كسرب ذلر المبلر ‪ ،‬أو خسرارته‪ ،‬وهمرا متسراويتان مرن‬
‫حيث احتمال الوقو ‪ ،‬أي أن احتمال الوقو لكل منهما هو ‪ .%05‬فلم يتعارل الناس على دفع‬
‫مختلل في حالة كون الشهر ‪ 22‬يوم ا عنه في حالة كونه ‪ 35‬يوم ا‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون متعلق الغرر غير مقصود‪ :‬فرال يكرون الغررر فري أحرد العوضرين‪ ،‬أو فري أصرل محرل‬
‫المعاوضة‪ .‬بل يكون في أمر تابع لمحرل المعاوضرة‪ ،‬يرر مقصرود للمتعاقردين البر ا‪ .‬مثرل بيرع‬
‫المنازل مع جهالة األساس‪ ،‬حيث يتعلق الغرر هنا بأمر تابع للمعقود عليه‪ ،‬وهو أساس الدار‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكررون ارتكرراب الغرررر ًررروريا‪ :‬مثررل بيررع الرردار مررع جهالررة األسرراس‪ .‬فلررو منررع البيررع لوقررع‬
‫الناس في المشقة والحرج‪ ،‬ولو وجب الكشل عن أساس الدار لوقع الناس في المشقة والحرج‪.‬‬
‫‪ .3‬الغرر المتوسط‬
‫هو الغرر الذي يتحقق مرع وجروده جرزء مرن المقصرود مرن العقرد ألحرد الطررفين أو لكليهمرا‪.‬‬
‫وليس هنرا ضروابط لهرذا النرو مرن الغررر برل هنرا مسرانل توضرحه يقراس عليهرا مرا سرواها‪ ،‬وهرذه‬
‫المسانل هي‪:‬‬

‫‪ ‬بيررع السررلعة يررر المت روافرة لرردى البررانع عنررد العقررد اعتمررادا علررى وصررفها‪ ،‬وكرران يوجررد مثلهررا فرري‬
‫السرروق‪ ،‬وال تتغيررر صررفاتها قبررل موعررد التسررليم‪ ،‬مثررل‪ :‬السرريارات‪ ،‬والبيرروت اعتمررادا علررى الخررانط‬
‫والنماذج المجسمة قبل التنفيذ‪.‬‬
‫‪ ‬بيع السلع بشرط تسليمها بعد فترة منية معينة‪ ،‬والثمن دين سابق للمشتري في ذمة البانع‪.‬‬
‫‪ ‬بيع ثمار النباتات الموجودة في بستان معين والتي تعطي أكثرر مرن محصرول فري السرنة‪ ،‬سرواء‬
‫أتميررزت تلر المحاصرريل الترري يعطيهررا نفررس النبررات‪ ،‬أم لررم تتميررز‪ ،‬مثررل الليمررون والبطرري والقثرراء‬
‫والطمرراطم‪ ،‬وسررانر النباتررات قصرريرة السرراق يررر المعم ررة‪ ،‬فتخرررج بررذل ثمررار األشررجار المثم ررة‬
‫المعمرة مثل النخيل‪ ،‬والبرتقال‪ .‬فيجوز بيع كامل ثمار البستان الموجرودة فيره إذا ظهرر أن ثمرار‬
‫بعض األشجار ناضس وصال لألكل‪ ،‬ألن نضس البعض دليل على نضس الكل‪.‬‬
‫‪ ‬بيع ثمار النباتات التي توجد في باطن األرض قبرل أن تقلرع وتروزن‪ ،‬مثرل‪ :‬البطراطس‪ ،‬والفجرل‪،‬‬
‫والجزر‪ ،‬والثوم‪ ،‬و يرها‪ .‬ومثل بيع صرول الضرأن والمراعز‪ ،‬ووبرر اإلبرل علرى ظهورهرا قبرل أن‬
‫يقرري الصررول أو يجررز الرروبر ويرروزن‪ .‬ومثررل بيررع حليررب قطيررع مررن الغررنم أو البقررر أو اإلبررل فرري‬
‫ضروعها قبل أن تحلب ويكال الحليب‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ ‬بيع السم في البركة أو الغدير‪ ،‬قبل أن يصاد ويوزن‪.‬‬

‫الفرق بين الغرر الفاحش والغرر اليسير‬


‫يتشررابه الغرررر اليسررير مررع الغرررر الفرراحش فرري دوران مفهومرره حررول حادثررة يتسرراوى احتمررال‬
‫حصولها‪ ،‬مع احتمال عدم حصولها الب ا‪ .‬ولكنهما يختلفان بشكل مهم من عدة وجوه‪:‬‬

‫‪ ‬الغرر في الوجود‪ :‬هو أحد ضوابط الغررر الفراحش دون الغررر اليسرير‪ ،‬نظر ار لتأكرد وجرود محرل‬
‫العقد وهو المنزل في مثالي التأجير والبيع‪ ،‬وعدم تأكد الخطر الذي هو محل عقد التأمين‪.‬‬
‫‪ ‬الغررر فرري الحصررول‪ :‬احتمررال حصررول أحرد الطررفين علرى العرروض مررن ضروابط الغرررر الفرراحش‬
‫دون الغرر اليسير‪ ،‬نظ ار لتأكد حصول كال الطرفين على العوضين المتقابلين في مثالي ترأجير‬
‫المنزل‪ ،‬وبيع المنزل مع عدم الكشل على األساس‪ .‬وعدم تأكده فري حرق المرأمن منره فري عقرد‬
‫التأمين‪.‬‬
‫‪ ‬الغرر في المقدار‪ :‬الغرر في مقردار العروض الرذي يحصرل عليره أحرد المتعاقردين مرن الضروابط‬
‫المشررتركة بررين نرروعي الغرررر السررابقين‪ .‬ولكنهمررا يختلفرران مررن حيررث وجررود عرردد ال نهرراني مررن‬
‫النتانس المتساوية في الحصول بالنسبة لمقدار العوض في الغرر الفراحش الرذي يبلر الفررق فيره‬
‫بررين الحرردين األدنررى واألقصررى للعرروض المسررتحق ‪ %055‬مررن قيمررة مبل ر التررأمين‪ ،‬فرري مثررال‬
‫التأمين‪ .‬حيث يبل الحرد األدنرى للتعرويض ‪ %5‬مرن مبلر الترأمين المحردد فري الوثيقرة فري حالرة‬
‫عدم وقو الخطر‪ ،‬ويبل الحد األقصى للتعويض ‪ %055‬من مبلر الترأمين المحردد فري الوثيقرة‬
‫فرري حالررة كررون الخسررارة المحققررة كليررة‪ .‬فرري حررين توجررد نتيجترران فقررط متسرراويتان فرري الحصررول‬
‫بالنسرربة لمقرردار العرروض فرري الغرررر اليسررير همررا‪ :‬احتمررال كررون الشررهر ‪ 22‬يوم ر ا‪ ،‬أو ‪ 35‬يوم ر ا‪،‬‬
‫حيث يبلر الفررق برين الحردين األدنرى واألقصرى لألجررة فري كرال الحرالتين ‪ ،%3.3‬أي أجررة يروم‬
‫واحد فقط من قيمة األجرة المدفوعة فعالا‪.‬‬
‫‪ ‬الغرررر فرري األجررل‪ :‬الغرررر فرري ترراري حصررول أحررد الط ررفين علررى العرروض مررن ض روابط الغرررر‬
‫الفاحش دون الغرر اليسير‪ .‬حيث يوجد عدد ال نهاني من األزمنة المتساوية في احتمرال تحقرق‬
‫كررل منهررا كمررا فرري التررأمين‪ .‬ف ري حررين يررتم التقررابض حرراالا كمررا فرري مثررالي تررأجير المنررزل‪ ،‬وبيررع‬
‫المنررزل م ررع جهالررة األس رراس‪ .‬واذا تررم اعتب ررار نهايررة الش ررهر فرري مث ررال التررأجير موع رردا لحص ررول‬

‫‪2‬‬
‫المستأجر على كامل منفعة المنزل المستأجر‪ ،‬فإننا نكون أمام زمنين فقط يتماثالن في احتمال‬
‫تحقق كل منهما يبل الفرق بينهما ‪ %3.3‬من إجمالي مدة اإلجارة‪ ،‬وهو ما يعادل يوما واحدا‪.‬‬

‫الفرق بين الغرر الفاحش والغرر اليسير والغرر المتوسط‬


‫يتشابه الغرر المتوسط مرع الغررر الفراحش والغررر اليسرير فري دوران مفهومهرا حرول حادثرة‬
‫ذات نتيجتين فقط‪ ،‬متساويتان في احتمال تحقق كل منهما هما‪ :‬الحصول وعردم الحصرول‪ .‬ولكنره‬
‫يختلل عنهما وذل على النحو ا‪.‬تي‪:‬‬

‫‪ ‬الغرر في الوجود‪ :‬هو ليس ضابطا للغرر المتوسط الذي يتشابه في ذل مع الغرر اليسير‪.‬‬
‫‪ ‬الغررر فرري الحصررول‪ :‬احتمررال حصررول أحرد الطررفين علرى العرروض مررن ضروابط الغرررر الفرراحش‬
‫دون الغرر المتوسط‪ ،‬حيث يحصل كل طرل من أطرال العقد على العوض‪.‬‬
‫‪ ‬الغرر في المقدار‪ :‬الغرر في مقردار العروض الرذي يحصرل عليره أحرد المتعاقردين مرن الضروابط‬
‫المشتركة بين أنوا الغرر كافة‪ ،‬لتعدد النتانس المترتبة علرى حصرول الحادثرة‪ .‬وهري ال تبلر فري‬
‫الغرررر المتوسررط عررددها فرري الغرررر الفرراحش‪ ،‬إال إنهررا أكثررر منهررا فرري الغرررر اليسررير‪ .‬وهرري نتررانس‬
‫ذات احتمرراالت تحقررق متسرراوية‪ ،‬وبالتررالي تتعرردد احتمرراالت قرريم المبررال المدفوعررة مررن قبررل أحررد‬
‫الط ررفين‪ ،‬والمسررتحقة للطرررل ا‪.‬خررر‪ ،‬تبع ر ا لتعرردد النتررانس المتحققررة‪ .‬ويكررون الفرررق بررين الحرردين‬
‫األدنى واألقصى للمبال المدفوعة أو المستحقة أكثر بكثير من صرفر‪ ،%‬ولكنهرا أقرل كثير ار مرن‬
‫‪.%055‬‬
‫‪ ‬الغرررر فرري األجررل‪ :‬الغرررر فرري ترراري حصررول أحررد الط ررفين علررى العرروض أحررد ض روابط الغرررر‬
‫الفاحش‪ ،‬دون الغرر اليسير لتحقق التقابض بين الطرفين‪ ،‬ودون الغررر المتوسرط‪ ،‬نظر ار لتحقرق‬
‫التقابض بين الطرفين في أمثلة الغرر المتوسط‪.‬‬

‫تأثير الغرر في العقود‬

‫أدى اختالل أنوا الغرر الثالثة بالنظر إلى ضروابط كرل منهرا إلرى اختالفهرا فري تأثيرهرا فري‬
‫العقررود‪ .‬ولقررد أجمررع الفقهرراء علررى بطررالن عقررود المعاوضررات المشررتملة علررى الغرررر الفرراحش‪ ،‬ألنرره‬
‫يررأدي إلررى عرردم حصررول أحررد الطررفين كليرا أو جزنيرا علررى العرروض الررذي دفررع مقررابالا لرره‪ .‬كمررا أنرره‬
‫يبطل عقد النكاح لوجوب تسمية المهر حيث يأدي الغرر الفاحش إلرى عردم حصرول الزوجرة علرى‬
‫المهررر المقرررر‪ ،‬كلي ر ا أو جزني ر ا‪ .‬ولكنرره ال يررأثر علررى عقررود التبرعررات عنررد اإلمررام مال ر رحمرره‬

‫‪05‬‬
‫تعالى‪ ،‬ألن المتبر له لم يدفع شين ا في مقابل ذل التبر ‪ ،‬ومرن ثرم فإنره ال يخشرى ضريا العروض‬
‫الذي دفعره كمرا هرو حاصرل فري المعاوضرات فهرو لرم يردفع شرينا‪ ،‬ومرن ثرم فرال فررق عنرده مرن كرون‬
‫ذل التبر كبي ار‪ ،‬أو بسيط ا‪ ،‬وال فرق عنرده برين الحصرول علرى ذلر التبرر ا‪.‬ن‪ ،‬أو فري أي زمرن‬
‫آخر‪.‬‬

‫واختلررل الفقهرراء فرري تررأثير الغرررر المتوسررط علررى عقررود المعاوضررات‪ .‬فقررد رأى بعررض الفقهرراء أنرره‬
‫أعلى مرتبة من الغرر اليسير فألحقه بالغرر الفاحش في الحكم ببطالن العقود التي اشتملت عليه‪.‬‬
‫ورأى الرربعض ا‪.‬خررر أنرره أدنررى مرتبررة مررن الغرررر الفرراحش فألحقرره بررالغرر اليسررير فرري الحكررم بج رواز‬
‫العق ررود الت رري اش ررتملت علي رره‪ .‬ولك ررنهم اتفقر روا عل ررى ع رردم ت ررأثير ه ررذا الن ررو م ررن الغ رررر عل ررى عق ررود‬
‫التبرعررات‪ ،‬وعلررى عقررد النكرراح أيض ر ا‪ ،‬مثررل أن يتررزوج رجررل ام ررأة ويجعررل مهرهررا سرريارة دون تحديررد‬
‫لمواصرفاتها‪ ،‬حيررث إن المهررر لرريس مقصررودا لذاترره‪ .‬وقررد أطلررق بعررض الفقهرراء علررى الغرررر المتوسررط‬
‫إذا وجد في عقد النكاح مصطل الغررر اليسرير‪ ،‬ويريرد بره ذلر النرو مرن الغررر الرذي لرو وجرد فري‬
‫عقود المعاوضات ألبطلها‪ ،‬فبيرع سريارة مرثالا بمبلر معرين دون تحديرد مواصرفات هرذه السريارة ررر‬
‫فاحش يبطل العقد‪.‬‬

‫واتفررق الفقهرراء علررى عرردم تررأثير الغرررر اليسررير علررى عقررود المعاوضررات‪ ،‬والتبرعررات‪ ،‬وعقررد‬
‫النكرراح‪ .‬ويرررى المتتبررع لمسررانل الغرررر فرري كتررب الفقرره اإلسررالمي أن أمثلررة عقررود المعاوضررات التري‬
‫تشرتمل علرى الغررر الفراحش متفررق عليهرا برين الفقهراء‪ ،‬ومتفرق علررى حكمهرا عنردهم وهرو الرربطالن‪.‬‬
‫ويرى اتفاق الفقهاء على أمثلة عقرود المعاوضرات التري تشرتمل علرى الغررر اليسرير‪ ،‬واتفراقهم علرى‬
‫حكمهررا وهررو الج رواز‪ .‬كمررا يرررى وجررود خررالل بيررنهم فرري الحكررم فرري أمثلررة عقررود المعاوضررات الترري‬
‫تشتمل على الغرر المتوسرط‪ .‬وبالترالي يمكرن القرول‪ :‬إذا وجرد اتفراق برين الفقهراء علرى بطرالن أحرد‬
‫عقود المعاوضات لعلة الغرر فإنه يعد دليالا علرى أن الغررر الموجرود فري العقرد هرو ررر فراحش‪.‬‬
‫واذا وجد اتفراق برين الفقهراء علرى جرواز أحرد عقرود المعاوضرات علرى الرر م مرن وجرود الغررر فإنره‬
‫يعد دليالا على أن الغرر الموجود في العقد هو رر يسير‪ .‬واذا وجد خالل بين الفقهاء في حكرم‬
‫أحد عقود المعاوضات والمشتمل على الغرر فإنه يعد دليالا على أن الغرر الموجود في العقرد هرو‬
‫رر متوسط‪.‬‬

‫‪00‬‬
‫ومررن أمثلررة مررن عقررود الغرررر فرري الفقرره اإلسررالمي وهرري عقررود المعاوضررات المشررتملة علررى‬
‫الغرر الفاحش ما يأتي‪:‬‬

‫‪ ‬بيع المالمسة‪ :‬هو أن يقول شرخي ‪.‬خرر‪ :‬أي شريء لمسرته فهرو علير بكرذا‪ .‬حيرث يوجرد فري‬
‫هذا البيرع ررر فري المقردار‪ ،‬إذ ال يعلرم البرانع مرا سرول يلمسره المشرتري‪ ،‬وبالترالي ال يعلرم هرل‬
‫الثمن الذي حصل عليه من المشتري يعادل الشيء الذي سول يلمسه المشتري أم ال‪.‬‬
‫‪ ‬بيررع المناب ر ة‪ :‬هررو أن يقررول شررخي ‪.‬خررر‪ :‬أي شرريء نبذترره أي رميترره إلي ر فهررو علي ر بكررذا‪.‬‬
‫حيث يوجد في هذا البيع رر في المقدار‪ ،‬إذ ال يعلم المشتري ما سول يرميه إليه البانع‪ ،‬وان‬
‫كان ذل الشيء يستحق الثمن المدفو في مقابلته أم ال‪.‬‬
‫‪ ‬بيع الحصاة‪ :‬هو أن يقول شرخي ‪.‬خرر‪ :‬إرم هرذه الحصراة وأي شريء وقعرت عليره فهرو علير‬
‫بكذا‪ .‬أو خذ هذه الحصاة فارمها وأي مسافة من األرض تبلغها الحصاة فهي علي بكذا‪ .‬حيث‬
‫يوجررد فرري هررذا البيررع علررى رررر فرري المقرردار‪ ،‬إذ ال يعلررم أي مررن الط ررفين مررا سررول تقررع عليرره‬
‫الحصرراة‪ ،‬أو مقرردار المسررافة الترري سررول تبلغهررا‪ ،‬وبالتررالي ال يعلررم مقرردار العرروض الررذي سررول‬
‫يحصل عليه المشتري‪.‬‬
‫‪ ‬بيع الطير في الهواء‪ :‬هرو أن يبيرع إنسران ‪.‬خرر طران ار فري الهرواء دون صريده بمبلر معرين مرن‬
‫المال‪ .‬وهذا يوجد ر ار في المقدار‪ ،‬و ر ار في الحصول‪ .‬إذ ال يعلم الطرفان سلف ا إن كران ذلر‬
‫الطانر موجودا أم ال‪ ،‬وعلى افترراض أنره موجرود فلريس هنرا مرا يأكرد إمكران اصرطياده‪ ،‬ولريس‬
‫هنا ما يدل على قيمته‪ ،‬وهل يساوي ما دفه فيه من ثمن أم ال‪.‬‬
‫‪ ‬بيع السمك في الماء‪ :‬هو أن يبيع إنسان ‪.‬خر كمية من السم في البحر دون صيدها بمبلر‬
‫معين من المال‪ .‬وهذا يوجد ر ار في المقدار‪ ،‬و ر ار في الحصول‪ .‬إذ ال يعلم الطرفان سلفا إن‬
‫كانت تل الكمية موجودة أم ال‪ ،‬وعلى افتراض أنها موجودة فليس هنا ما يضمن صيدها‪ ،‬أو‬
‫يدل على قيمتها وهل تساوي ما دفع فيها من ثمن أم ال‪.‬‬
‫‪ ‬بيررع حبررل الحبلررة‪ :‬هررو أن يبيررع إنسرران ‪.‬خررر جنررين الجنررين الررذي يوجررد فرري بطررن الدابررة‪ ،‬حيررث‬
‫يررأتي شررخي لدابررة حامررل ويبيررع جنررين هررذه الدابررة لشررخي آخررر بمبلر معررين مررن المررال‪ .‬فهمررا‬
‫يفترضران أن هرذه الدابرة سرول تلرد‪ ،‬وأن هرذا المولرود سرول يكبرر ويحمرل ثرم يلرد‪ ،‬ويكرون محررل‬
‫البيع هو هذا المولود‪ .‬حيث يشتمل هذا المثال على رر في األجل‪ ،‬و رر في المقدار‪ .‬فعلرى‬

‫‪02‬‬
‫افتراض أن هذا المولود سول يولد حي ا فقد يكون ذك ار وقد يكون أنثى‪ ،‬وعلى افتراض أنه أنثرى‬
‫وأنرره سررول يكبررر فقررد تحمررل هررذه األنثررى وقررد ال تحمررل‪ .‬وعلررى افت رراض أنهررا سررول تحمررل فقررد‬
‫يكون المولود ذك ار أو أنثى‪ .‬وال ش أن القيمة ستختلل هنا‪ .‬كما أن موعرد الحصرول علرى هرذا‬
‫المولود ير معرول سلف ا بالنسبة لطرفي العقد‪.‬‬
‫‪ ‬بيع ًربة الغائص‪ :‬هو أن يتفق واي يعمل في استخراج اللألأ مثالا مع شخي آخر علرى‬
‫أن يبيع الغواي لهذا الشخي ما يخرج معه مرن البحرر مرن لألرأ نتيجرة الغروي بمبلر معرين‪.‬‬
‫ويوجررد فرري هررذا البيررع رررر فرري المقرردار‪ ،‬فقررد يخرررج الغرروي بشرريء‪ ،‬وقررد ال يخرررج بشرريء‪ .‬وقررد‬
‫يخرج بشيء تعادل قيمته ذل الثمن المدفو ‪ ،‬أو أقل منه‪ ،‬أو أكثر منه‪.‬‬
‫‪ ‬أن يتفق إنسان مع آخر على أن يبيع أحردهما لخخرر بيتر ا أو أرضر ا ويكرون الرثمن هرو أن ينفرق‬
‫المشتري على البانع طوال فتررة حياتره‪ .‬حيرث يشرتمل هرذا المثرال علرى ررر فري األجرل‪ ،‬و ررر‬
‫في المقدار‪ .‬فحيراة البرانع مجهولرة‪ ،‬ومرن ثرم يكرون الرثمن مجهروالا‪ .‬فقرد يعريش البرانع فتررة قصريرة‬
‫نسبي ا وبالتالي يكرون الرثمن منخفضر ا نسربي ا‪ ،‬وقرد تكرون حيراة البرانع طويلرة نسربي ا وبالترالي يكرون‬
‫الثمن مرتفع ا نسبي ا‪ ،‬وقد يتوفى المشتري قبل البانع‪ ،‬فال يحصل البانع على أي مبل طوال فترة‬
‫حياته المتبقية‪.‬‬
‫المراجع‪:‬‬

‫‪.0‬أحمد بن إدريس القرافي‪ .‬أنوار البروق في أنواء الفروق‪ .‬بيروت‪ .‬عالم الكتب‪ .‬بدون تاري ‪.‬‬
‫ج‪ ،0‬ي‪.000‬‬

‫‪ .5‬أحمد الدردير‪ .‬الشرح الكبير لمختصر خليل‪ .‬القاهرة‪ .‬دار إحياء الكتب العربية‪ .‬بدون تاري ‪.‬‬
‫ج‪ ،3‬ي‪.7.‬‬
‫‪ .2‬حسين حامد حسان‪ .‬حكم الشريعة اإلسالمية في عقود التأمين‪ .‬مجلد أعمال المأتمر العالمي‬
‫األول لالقتصاد اإلسالمي‪ .‬جامعة المل عبد العزيز‪ .‬مكة المكرمة‪ .‬ي‪.474-441‬‬
‫‪ .3‬شمس الدين محمد عرفة الدسوقي‪ .‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبير‪ .‬القاهرة‪ .‬دار إحياء‬
‫الكتب العربية‪ .‬بدون تاري ‪ .‬ج‪ ،3‬ي‪.11‬‬
‫‪ .4‬شهاب الدين أحمد بن سالمة القليوبي‪ .‬حاشية القليوبي على شرح جالل الدين المحلي لمنهاج‬
‫الطالبين للنووي‪ .‬القاهرة‪ .‬دار إحياء الكتب العربية‪ .‬بدون تاري ‪ .‬ج‪ ،2‬ي‪.572‬‬

‫‪03‬‬
‫‪ .1‬عبد الكريم بن محمد الرافعي‪ .‬فت العزيز شرح الوجيز‪ .‬القاهرة‪ .‬إدارة الطباعة المنيرية‪ .‬بدون‬
‫تاري ‪ .‬ج‪ ،5‬ي‪.521‬‬
‫‪ .7‬عالء الدين الكاساني‪ .‬بدانع الصنانع في ترتيب الشرانع‪ .‬بيروت‪ .‬دار الكتاب العربي‪ .‬ط‪،2‬‬
‫‪ .5452‬ج‪ ،1‬ي ‪.573‬‬

‫‪ .1‬محمد بن أحمد بن رشد‪ .‬المقدمات الممهدات‪ .‬ط‪ .5‬القاهرة‪ .‬مطبعة السعادة‪ .‬بدون تاري ‪.‬‬
‫ي‪.141‬‬

‫‪ .5‬منصور بن يونس البهوتي‪ .‬شرح منتهى اإلرادات‪ .‬بيروت‪ .‬عالم الكتب‪ .‬ط‪ .5447 .2‬ج‪،2‬‬
‫ي‪.55‬‬
‫قراءات إًافية في العقود وبعض صور عقود الغرر المعاصرة‪:‬‬

‫‪ .5‬سمير عبد الحميد رضوان‪ .‬المشتقات الماليرة ودورهرا فري إدارة المخراطر‪ ،‬ودور الهندسرة الماليرة‬
‫ف رري ص ررناعة أدواته ررا‪ :‬د ارس ررة مقارن ررة ب ررين ال ررنظم الوض ررعية وأحك ررام الشر رريعة اإلس ررالمية‪ .‬ط‪.5‬‬
‫القاهرة‪ .‬دار النشر للجامعات‪ .2..1 .5427 .‬الباب الثاني‪ .‬ي‪.14.-34. :‬‬
‫‪ .2‬محمررد سررعدو الجرررل‪ .‬بطاقررات الخصررم‪ :‬د ارسررة اقتصررادية قانونيررة فقهيررة‪ .‬مررأتمر كليررة الش رريعة‬
‫السررادس بجامعررة الزرقرراء األهليررة برراألردن بعنروان‪ :‬قضررايا ماليررة معاصررة مررن منظررور إسررالمي‪.‬‬
‫‪0420/6/20-23‬هر‪.2554/8/02-05 .‬‬

‫‪04‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫الغرر في القانون المدني‬


‫لررم يضررع القررانونيون تعريف ر ا محررددا للغرررر كمررا فعررل الفقهرراء المسررلمون‪ ،‬حيررث جعلرروه مررن‬
‫الصررفات الترري تعتررري عقررود المعاوضررات‪ .‬ولكررن يمكررن اسررتنباط تعريررل للغرررر مررن تعريررل عقررد‬
‫الغرررر أو العقررد االحتمررالي فرري القررانون المرردني‪ .‬والررذي يوض ر دوران مفهرروم الغرررر فرري القررانون‬
‫المدني حول واقعة معينة‪ ،‬أو أمر معين‪ ،‬يتساوى فيه احتمال الحصول‪ ،‬واحتمرال عردم الحصرول‪،‬‬
‫أسرروة بالفقرره اإلسررالمي‪ ،‬وبالتررالي يمكررن تعريررل الغرررر فرري القررانون المرردني بمثررل مررا عرررل برره فرري‬
‫الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫أقسام الغرر وًوابطه‬

‫لررم يقسررم القررانونين الغرررر إلررى أقسررام كمررا هررو الحررال فرري الفقرره اإلسررالمي‪ ،‬ومررن ثررم يمكررن‬
‫القول إن الغرر في القانون المدني هرو قسرم واحرد فقرط‪ .‬أمرا ضروابط هرذا القسرم‪ ،‬أو ضروابط الغررر‬
‫في القانون‪ ،‬فيمكن استنباطها أيضا من تعريل العقد االحتمالي‪ ،‬أو عقد الغرر في القانون‪ .‬وذلر‬
‫كما يأتي‪:‬‬

‫‪ ‬غرر في الوجود‪ :‬أي في وجود محل العقرد‪ ،‬وهرو الخطرر المرأمن منره فري عقرد الترأمين‪ ،‬والرذي‬
‫قد يوجد‪ ،‬وقد ال يوجد‪ .‬حيث يتساوى احتمال الوجود‪ ،‬مع احتمال عدم الوجود‪.‬‬
‫رر في حصول محل العقد وهو الخطرر المرأمن منره علرى افترراض‬ ‫‪ ‬غرر في الحصول‪ :‬هنا‬
‫وجوده‪ .‬ويترتب على ذل بالتالي رر في حصول المستفيد على مبل التأمين‪.‬‬
‫رررر فرري مقرردار العرروض وهررو مبل ر التررأمين المسررتحق الررذي يأخررذه‬ ‫‪ ‬غرررر فرري المقرردار‪ :‬هنررا‬
‫المستفيد على افتراض حصول الخطر المأمن منه‪ .‬حيث يترتب على تحقق الخطر وجود عدد‬
‫ال نهاني من قيم مبال التأمين المستحقة‪ ،‬والمتساوية في احتمال الحصول عليها‪.‬‬
‫رررر فرري ترراري حصررول المسررتفيد علررى مبلر التررأمين المسررتحق‪ ،‬علررى‬ ‫‪ ‬غرررر فرري األجررل‪ :‬هنررا‬
‫افتراض حصول الخطر المأمن منه‪ .‬فهنرا عردد ال نهراني مرن األزمنرة لتحقرق الخطرر المرأمن‬

‫‪00‬‬
‫منه‪ ،‬وبالتالي هنا عدد ال نهاني من األزمنة لحصرول المسرتفيد علرى مبلر الترأمين المسرتحق‪،‬‬
‫على افتراض معرفة مقداره‪ .‬وهذه األزمنة ذات احتماالت حصول متساوية‪.‬‬
‫وبمقارنة هذه الضوابط مع ضوابط الغرر الفاحش في الفقه اإلسالمي‪ ،‬يتبين أن الغرر في‬
‫القررانون المرردني يقابررل الغرررر الفرراحش فرري الفقرره اإلسررالمي‪ .‬وأن ض روابط الغرررر فرري القررانون هرري‬
‫نفسها ضوابط الغرر الفاحش في الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫تأثير الغرر في العقود‬

‫لرريس هنررا تررأثي ار للغرررر علررى العقررود فرري القررانون المرردني‪ ،‬برردليل ج رواز عقررد التررأمين فرري‬
‫القررانون المرردني‪ ،‬والررذي يقررل علررى رأس قانمررة عقررود الغرررر فرري القررانون‪ .‬كمررا أن علررة المنررع مررن‬
‫القمررار والرهرران فرري القررانون ليسررت هرري الغرررر بررل هرري ا‪.‬ثررار االجتماعيررة واالقتصررادية الضررارة‬
‫المترتبة عليهما‪ .‬واذا لم يكن هنا تأثير للغرر على عقود المعاوضرات فري القرانون المردني‪ ،‬فمرن‬
‫باب أولى أال يكون له تأثير على ير المعاوضات من العقود‪ ،‬مثل عقود التبرعات‪ .‬ومن األمثلة‬
‫على عقود الغرر في القانون المدني ما يأتي‪:‬‬

‫‪ ‬القمار‪ :‬هو عقد يتعهد بموجبه كل مقامر أن يدفع إذا خسر المقامرة للمقامر الذي كسبها مبلغا‬
‫من النقود‪ ،‬أو أي شيء يتفق عليه مثل سحوبات اليانصيب‪ ،‬حيث يشتري أشخاي عديدون‬
‫أوراق ا يحمل كل منها رقم ا معين ا بمل معين‪ ،‬ثم يتم سحب ورقة أو عدة أوراق من حصيلة‬
‫األوراق المتجمعة‪ ،‬وبالتالي يحصل صاحب الرقم الفانز على مبل معين من المال‪ .‬ويخسر‬
‫أصحاب األوراق ير الفانزة قيم األوراق التي اشتروها‪.‬‬
‫‪ ‬الرهان‪ :‬هو عقد يتعهد بموجبه كل من المتراهنين أن يدفع إذا لم يتحقق توقعه حول واقعة‬
‫احتمالية للمتراهن الذي يصدق توقعه حولها مبلغا من النقود‪ ،‬أو أي شيء آخر يتفق عليه‪ ،‬كما‬
‫في مراهنات سباقات الخيول‪ ،‬ومباريات كرة القدم‪ .‬حيث يتوقع أحد الطرفين فوز أحد الفريقين‬
‫أو حصان بعينه‪ ،‬ويتوقع الطرل ا‪.‬خر فوز الفريق ا‪.‬خر أو حصان آخر‪ ،‬وبالتالي فإن من ال‬
‫يتحقق توقعه يخسر الرهان‪ ،‬ويدفع مبل الرهان لمن تحقق توقعه‪ .‬ويتفق بالتالي الرهان مع‬
‫ال قمار في دوران كل منهما حول حادثة مستقبلية احتمالية الوقو ‪ ،‬يتساوى فيها احتمال الوقو‬
‫مع احتمال عدم الوقو ‪ ،‬وهو كسب اللعب في القمار‪ ،‬وصدق التوقع في الرهان‪.‬‬

‫‪06‬‬
‫‪ ‬البيرع اججرل فري البورصررات‪ :‬مثرل أن يبيرع شرخي لشرخي آخررر مانرة سرهم مرن أسرهم شررركة‬
‫معينررة بيع را آج رالا بسررعر معررين هررو مانررة ح للسررهم مررثالا‪ .‬حيررث يتوقررع هبرروط سررعر السررهم يرروم‬
‫التسليم إلى تسعين رياالا‪ ،‬أي أنه مضارب على الهبوط‪ .‬أما المشتري الذي اشرترى هرذه األسرهم‬
‫بسعر مانة ح للسهم فإنه يتوقع صعود سعر السهم يوم التسليم إلى مانة وعشررة ريراالت مرثالا‪،‬‬
‫أي أنه مضارب على الصعود‪ .‬وعنرد حلرول موعرد التسرليم فإنره قرد يتحقرق أمرل البرانع فيرنخفض‬
‫سررعر السررهم‪ ،‬فررال يسررلم البررانع للمشررتري مانررة سررهم بسررعر تسررعين ريرراالا للسررهم‪ ،‬وال يأخررذ مررن‬
‫المشتري قيمرة مانرة سرهم بسرعر مانرة ح للسرهم‪ ،‬وانمرا يأخرذ الفررق برين السرعرين‪ ،‬حيرث يكسرب‬
‫في كل سهم عشرة رياالت فيكون ربحه من الصفقة ألل ح‪ .‬وقرد يحردث العكرس فيصرعد سرعر‬
‫السهم إلى مانة وعشرة رياالت‪ ،‬وعندنرذ يأخرذ المشرتري الفررق مرن البرانع وهرو ألرل ح‪ .‬فنكرون‬
‫أمام حادثة مستقبلية احتمالية الوقو هي تغير سعر السهم‪ ،‬التي يتساوى فيها احتمرال االرتفرا‬
‫مع احتمال االنخفاض‪ ،‬وبالتالي يتساوى احتمال الكسب مع احتمال الخسارة‪.‬‬
‫‪ ‬المرتب لمدى الحياة‪ :‬هو مبل من المرال يعطرى علرى أقسراط إيررادا دورير ا لشرخي مردة حياتره‪،‬‬
‫أو مرردة حيرراة شررخي آخررر‪ .‬حيررث يقرروم شررخي يمل ر عقررا ار أو مرراالا‪ ،‬بتحويررل ذل ر المررال عررن‬
‫طريق القرض أو البيع‪ ،‬إلى إيراد مرتب مدى الحياة‪ ،‬فيحصل على أقساط دورية يتقاضاها مدة‬
‫حياترره‪ .‬وتكررون قيمررة القسررط عررادة أعلررى مررن سررعر الفانرردة أو اإلي رراد الررذي يعطيرره ذل ر المررال‪.‬‬
‫فنكون أمام رر في األجل و رر في المقدار‪ ،‬ألن حياة صاحب المرترب مجهولرة المردة‪ ،‬ومرن‬
‫ثم تكون قيمة إجمالي المرتب مجهولة لتوقفها على حياة صاحب المرتب وهي مجهولة‪.‬‬
‫المراجع‪:‬‬

‫‪ .5‬عبد الرزاق السنهوري‪ .‬الوسيط شرح القانون المدني الجديد‪ .‬القاهرة‪ .‬دار النهضة العربية‪.‬‬
‫‪5474‬م‪ .‬جر‪ ،1‬م‪ ،2‬ي ‪.5443-544. ،5311 -5211‬‬
‫‪ .2‬محمود جمال الدين زكي‪ .‬الوجيز في النظرية العامة لاللت ازمات‪ .‬ط‪ .3‬القاهرة‪ .‬مطبعة جامعة‬
‫القاهرة‪5451 .‬م‪ .‬ي ‪.75-31‬‬

‫‪07‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫الخطر وادارته‬

‫الخطررر أسرراس التررأمين ومحلرره الررذي ال يوجررد بدونرره‪ ،‬فحيررث يوجررد الخطررر يوجررد التررأمين‪،‬‬
‫وحيرث ينتفري الخطررر ينتفري الترأمين‪ .‬ولقررد عررل البرراحثون الخطرر بوصرفه محرالا للترأمين تعريفررات‬
‫عديدة منها‪:‬‬

‫‪ ‬الحادث االحتمالي الذي يأدي وقوعه إلى تعريض األشخاي أو الممتلكات إلى خسانر‪.‬‬
‫‪ ‬الخسارة المادية المحتملة الوقو نتيجة حادث معين‪.‬‬
‫‪ ‬تعدد أو اختالل النتانس الممكنة لظاهرة معينة في فترة زمنية معينة‪.‬‬
‫‪ ‬حادث احتمالي في المستقبل‪.‬‬
‫الخطررر حادثررة قررد تقررع‪ ،‬وقررد ال تقررع‪ .‬وعلررى افت رراض وقوعهررا فررإن لهررا نتررانس عرردة مختلفررة‬
‫تترترب علرى وقوعهرا‪ ،‬بعضررها مر روب فيره بالنسرربة للمتعررض للخطرر‪ ،‬وبعضررها يرر مر روب فيرره‬
‫بالنسبة له‪ .‬وهي نتانس ال يعلمها اإلنسان سلفا‪ .‬وما يخشاه الفرد هو مرا قرد يترترب علرى وقرو هرذا‬
‫الحادث من نتانس ير مر وب فيهرا بالنسربة لره كلير ا أو جزنير ا‪ .‬وعردم الر برة فري التعررض للنترانس‬
‫ير المر وب فيها هو الخطر الحقيقي الذي هو محل التأمين وأساسه‪.‬‬

‫أقسام الخطر‬

‫ينقسم الخطر إلى قسمين رنيسين هما‪:‬‬

‫‪ .1‬خطر اتي أو شخصي يتعلق بتحقق احتمرال معرين‪ ،‬علرى محرل معرين‪ ،‬مثرل أن يرأمن شرخي‬

‫علررى منررزل معررين ضررد الحريررق مررثالا‪ ،‬أي أنرره يتعلررق بشررخي معررين‪ .‬وينقسررم هررذا الخطررر وفق ر ا‬
‫لطبيعة النتانس المتولدة عنه إلى قسمين رنيسين هما‪:‬‬
‫‪.1.1‬الخطر المحرض‪ :‬هرو الرذي يتولرد عنره احتمرال خسرارة فقرط دون احتمرال الررب ‪ .‬بحيرث يترترب‬
‫على عدم وقوعه بالنسبة للماديات عردم تغيرر الوضرع االقتصرادي لننسران‪ ،‬فري حرين يرأدي‬
‫وقوعه إلى تغير الوضع االقتصادي لننسان سلبي ا‪ .‬إذ يأدي وقو حوادث تصادم السريارات‬
‫مرثالا إلررى لحرروق خسررانر ماديررة وبشررية بأصررحاب السرريارات‪ ،‬فرري حررين ال يغيررر عرردم وقوعهررا‬

‫‪08‬‬
‫شين ا من الوضع االقتصادي لننسران‪ .‬وهرذا النرو مرن الخطرر يصرل ألن يكرون محرالا لعقرد‬
‫التأمين‪.‬‬
‫‪.2.1‬خطررر المًرراربة‪ :‬هررو الررذي يتولررد عنرره احتمررال ربر أو خسررارة لننسرران‪ .‬بحيررث يررأدي وقوعرره‬
‫إل ررى تغيي ررر الوض ررع االقتص ررادي لننس رران إيجابر ر ا أو س ررلب ا‪ .‬فقي ررام مش رررو مع ررين م ررثالا ببن رراء‬
‫وحرردات إنتاجيررة جديرردة يحتمررل ال ررب والخسررارة بالنسرربة للمشرررو ‪ .‬وال يصررل هررذا النررو مررن‬
‫الخطر ألن يكون محالا لعقد التأمين‪.‬‬
‫كما ينقسم الخطر الذاتي وفق ا لثبات معامل احتمال وقوعه إلى قسمين هما‪:‬‬

‫‪.3.1‬الخطررر الثابررت‪ :‬هررو الخطررر الررذي تكررون احتمراالت تحققرره خررالل فتررة التررأمين واحرردة ال تتغيررر‬
‫مثل التأمين من الحريق‪ ،‬ألن الحريق أمر يحتمل وقوعه بدرجة واحدة‪.‬‬
‫‪.1.1‬الخطر المتغير‪ :‬هو الخطر الذي تختلل احتماالت تحققه خالل مدة الترأمين صرعودا ونرزوالا‪،‬‬
‫وذل مثل التأمين علرى الحيراة لحالرة الوفراة‪ ،‬حيرث يرزداد معامرل احتمرال الخطرر وهرو الوفراة‬
‫مررع تقرردم المررأمن لرره فرري العمررر‪ ،‬ومثررل التررأمين علررى الحيرراة لحالررة البقرراء حيررث يقررل معامررل‬
‫احتمال وقو الخطر وهو البقاء مع تقدم المأمن له في العمر‪.‬‬
‫‪ .2‬خطررر موًرروعي أو عررام‪ :‬هررو الررذي يتعلررق بتحقررق احتمررال معررين علررى محررالت عديرردة يررر‬
‫محددة بأعيانها مثل‪ :‬عدد المنازل التري تتضررر مرن الحريرق فري مكران معرين فري زمران معرين‪.‬‬
‫أي أنهررا تتعلررق بأشررخاي عديرردين‪ ،‬ولرريس بأشررخاي معينررين علررى وجرره التحديررد‪ ،‬فهرري أخطررار‬
‫عامة‪ .‬وهذا النو من الخطر هو الذي يعتمد عليره لحسراب معامرل احتمرال وقرو خطرر معرين‪،‬‬
‫وبالتالي حساب قسط التأمين‪ .‬وينقسم هذا الخطر وفق ا لطبيعة النتانس المتولدة عنه إلى قسرمين‬
‫رنيسين هما‪:‬‬
‫‪ .1.2‬الخطر المحض‪ :‬هرو الرذي يتولرد عنره احتمرال خسرارة فقرط دون احتمرال الررب ‪ ،‬بحرث يترترب‬
‫على عدم وقوعه بالنسبة للماديات عدم تغير الوضع االقتصادي ألفراد المجتمع بعامرة‪ ،‬فري‬
‫حين يأدي وقوعه إلى تغير الوضع االقتصادي ألفراد المجتمع بعامة سرلبيا‪ .‬إذ يرأدي وقرو‬
‫ح روادث تصررادم السرريارات مررثالا إلررى لحرروق خسررانر ماديررة وبش ررية بأصررحاب السرريارات‪ ،‬فرري‬
‫حين ال يغير عدم وقوعها الوضع االقتصادي ألفراد المجتمع بعامة‪.‬‬

‫‪02‬‬
‫‪.2.2‬خطر المًراربة‪ :‬هرو الرذي يتولرد عنره احتمرال ربر أو خسرارة ألفرراد المجتمرع بعامرة‪ ،‬بحيرث‬
‫يررأدي وقوعرره إلررى تغييررر الوضررع االقتصررادي ألف رراد المجتمررع بعامررة إيجاب را أو سررلبا‪ .‬فقيررام‬
‫مشرو معين مثالا ببناء وحدات إنتاجية جديدة يحتمل الرب والخسارة بالنسبة للمشرو ‪.‬‬

‫إدارة الخطر‬

‫هي تلر الوسرانل‪ ،‬أو األسراليب الممكرن اتباعهرا لمواجهرة ا‪.‬ثرار الماديرة لألخطرار التري قرد‬
‫يتعرض لها الفرد‪ ،‬أو المشرو ‪ .‬حيث يتم تحديد الخطر المحتمل المراد مواجهتره‪ ،‬وتحديرد احتمرال‬
‫وقوعرره علررى وجرره التقريررب‪ ،‬وتحديررد أسررباب وقوعرره بالنسرربة لألشررخاي أو الممتلكررات والمسررأولية‬
‫المدنية المتولدة عنه‪ ،‬وتحديد األسراليب الممكرن اتباعهرا لمواجهتره بهردل تقليرل معردل تكررار وقرو‬
‫ذلر الخطررر‪ ،‬وتقليررل الخسررانر البشررية والماديررة االحتماليررة المتولرردة عنرره إلررى أدنررى حررد ممكررن‪ ،‬أو‬
‫إلغانها إن أمكن‪ ،‬وتحديد الطرق الممكن اتباعها لمواجهة ا‪.‬ثار المادية المتولدة عنه عند وقوعره‪.‬‬
‫وادارة الخطر علم وفن في وقت واحد‪ ،‬وتتطلرب مهرارة ومعرفرة بكرل جوانرب الموضرو ‪ .‬وتوجرد فري‬
‫كثير من المشرروعات فري الوقرت الحاضرر إدارات للخطرر مرزودة بفنيرين واداريرين مختصرين تكرون‬
‫مهمتها التعامل مع مختلل األخطار‪ .‬وبعد أن يتم تحديد األخطرار التري تواجره المشررو ‪ ،‬وتحديرد‬
‫الخسررانر االحتماليررة المترتبررة علررى وقررو تل ر األخطررار مررن قبررل إدارة الخطررر فرري المشرررو ‪ ،‬يررتم‬
‫اختيررار األسررلوب المناسررب للتعامررل مررع الخطررر قبررل وقوعرره‪ .‬وهن را عرردة أسرراليب يمكررن اتباعهررا‬
‫بهرردل منررع وقررو الخطررر إن أمكررن‪ ،‬أو التقليررل مررن معرردل تك ررار وقوعرره‪ ،‬أو التخفيررل مررن حرردة‬
‫الخسررانر البشررية والماديررة المترتبررة علررى وقوعرره‪ .‬وبهرردل تمويررل الخطررر فرري حررال وقوعرره‪ ،‬بمعنررى‬
‫تدبير األموال الالزمة لمواجهة الخسانر المادية المترتبة على وقوعه‪.‬‬

‫طرق التعامل مع الخطر قبل وقوعه‬

‫هرري الطرررق الترري يررأدي اتباعهررا إلررى منررع وقررو الخطررر بإ ازلررة األسررباب الترري تررأدي إلررى‬
‫وقوعره كلير ا أو جزنير ا‪ ،‬وبالتررالي تجنررب الخسررانر البشررية والماديررة الترري قررد تترتررب عليرره‪ .‬وتررتم إ ازلررة‬
‫هذه األسباب عادة من خالل عدة أساليب منها‪:‬‬

‫‪ .5‬إ ازلررة أسررباب الخطررر عررن عرراتق المتعرررض للخطررر كليرا‪ ،‬أو جزنيرا‪ ،‬دون تحويررل أسررباب الخطررر‬
‫إلررى طرررل آخررر‪ ،‬مررع بقرراء الوحرردات المعرضررة للخطررر فرري مكرران واحررد‪ .‬مثررل اسررتخدام أنظمررة‬

‫‪25‬‬
‫مكافحة الحريق ا‪.‬لية داخل المجمعرات السركنية والتجاريرة والمشرروعات‪ ،‬وأجهرزة كشرل واطفراء‬
‫الحريررق ا‪.‬ليررة‪ ،‬والتصررميم ا‪.‬مررن للمبرراني‪ ،‬وتجربررة المنتجررات علررى نطرراق واسررع قبررل تسررويقها‬
‫بهدل تالفي أخطار المسأولية المدنية‪ ،‬وأنظمرة المررور‪ ،‬واسرتخدام أقمشرة مقاومرة للحريرق عنرد‬
‫صررناعة مقاعررد السرريارات والطررانرات والخيررام‪ .‬وتقرروم المشررروعات فرري الوقررت الحاضررر بإنشرراء‬
‫أقسررام للسررالمة فيهررا تكررون مهمتهررا المحافظررة علررى سررالمة المشرررو ‪ ،‬وسررالمة العرراملين فيرره مررن‬
‫مختلل األخطار أثناء العمل‪ ،‬وذل من خالل تركيب أجهزة‪ ،‬وتقرديم إرشرادات للعراملين‪ ،‬ترأدي‬
‫فرري مجملهررا إلررى منررع وقررو الخطررر قرردر اإلمكرران مررن خررالل منررع أسررباب وقوعرره‪ .‬ولكررن يجررب‬
‫مراعاة أال يأدي ذل التجنب لبعض األخطار إلرى الوقرو فري مخراطر أخررى جديردة‪ ،‬فاسرتخدام‬
‫الشحن الجوي مثالا لتالفي مخاطر استخدام الشحن البرري‪ ،‬أو العكرس‪ ،‬يلغري مخراطر قانمرة أو‬
‫قديمة‪ ،‬ويولد مخاطر أخرى جديدة‪.‬‬
‫‪ .2‬إ ازلررة بعررض أسررباب الخطررر عررن عرراتق المعرررض لرره كليرا‪ ،‬أو جزني را بتحويررل تلر األسررباب إلررى‬
‫عرراتق طرررل آخررر‪ ،‬وذل ر بنقررل الملكيررة أو النشرراط مررثالا مررن طرررل إلررى طرررل آخررر‪ .‬فررإذا قررام‬
‫مشرررو معررين مررثالا ببيررع وحرردات إنتاجيررة أو سرركنية‪ ،‬فإنرره يحررول األخطررار المرتبطررة بهررا عررن‬
‫عاتقه إلى عاتق المالر الجديرد‪ .‬واذا قرام شرخي معرين أيضرا باسرتنجار معردات الكترونيرة فإنره‬
‫يحررول خطررر التقررادم فرري تل ر األجه رزة عررن عاتقرره إل رى عرراتق المال ر ‪ .‬وهررذا يلغرري وقررو الخطررر‬
‫بالنسرربة للشررخي المحررول بشرركل كلرري أو جزنرري ويحولرره إلررى شررخي آخررر‪ .‬وذل ر كمررا يفعررل‬
‫العديررد مررن المشررروعات حيررث تقرروم باسررتنجار أجهرزة وبررامس الكمبيرروتر مررن الشررركات المختصررة‬
‫لمدة عام‪ ،‬تقوم بعده الشركات المأجرة باستبدال األجهزة والبرامس القديمة بأخرى جديدة‪.‬‬

‫طرق التعامل مع الخطر بعد وقوعه (تمويل الخطر)‬

‫يهدل الفرد والمشرو من استخدام األساليب السابقة في مجموعها إلى منرع وقرو الخطرر‬
‫كلير ر ا إن أمك ررن‪ ،‬أو جزنير ر ا‪ ،‬وه ررو الغال ررب‪ .‬وعل ررى ال ررر م م ررن اتخ رراذ تلر ر الوس ررانل م ررن قب ررل األفر رراد‬
‫والمشروعات إال إن الخطر يقرع بردرجات متفاوترة فري أحيران كثيررة‪ ،‬ويحقرق بالترالي خسرانر بشررية‬
‫مادية‪ .‬ومن هنا فكر اإلنسان في وسانل تساعده على مواجهة الخسانر الماديرة الناتجرة عرن وقرو‬
‫الخطر وهي ما يعبر عنها بتمويل الخطرر‪ ،‬وهري وسرانل مكملرة للوسرانل السرابقة‪ .‬فهري ال تلغيهرا‪،‬‬
‫كما أنها ال تتعامل مع الخطر قبل وقوعه‪ .‬وأهم هذه الوسانل‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ .1‬تحمررل عرربء الخطررر‪ :‬والم رراد تحمررل الفرررد والمشرررو ‪.‬ثررار الخطررر الماديررة عنررد وقوعرره‪ .‬وهررذا‬
‫التحمررل قررد يكررون مخطط را لرره‪ ،‬وقررد يكررون عش روانيا‪ .‬ففرري الحالررة األولررى حيررث يتوقررع الفرررد أو‬
‫المشرو خسارة مادية باهظة يقوم المشرو باستخدام القروانين الرياضرية لتحديرد معامرل احتمرال‬
‫وقررو الخطررر‪ ،‬وتوقررع الخسررارة االحتماليررة‪ ،‬وبالتررالي يخصرري المشرررو جررزاء مررن مروارده الماليررة‬
‫لمواجهة هذه الخسانر المادية‪ .‬وقد ال يقوم الفرد أو المشرو بهذه الخطوة عندما تكون الخسرارة‬
‫المتوقعة بسيطة‪ ،‬أو تكون تكلفة تحويلها إلى الغير أكبر منها‪.‬‬
‫‪ .2‬تحويل عبء الخطر‪ :‬والمراد أن يقوم الفرد أو المشرو بتحويل ا‪.‬ثار المادية الناتجة عن وقو‬
‫الخطر إلى الغير لقاء مقابرل مرادي يحصرل عليره الطررل ا‪.‬خرر الرذي قبرل التحويرل‪ .‬وفري هرذه‬
‫الحالة يبقى المحول متحمالا ألسباب وقو الخطر‪ .‬فإذا وقع الخطر تحمل طرل آخر ما يتولرد‬
‫عنه من خسانر مادية بشكل كلي أو جزني‪ .‬وتعرل هذه العملية بالتأمين في الوقرت الحاضرر‪.‬‬
‫فالتأمين إذن ال يمنع وقو الخطر كليا أو جزنيا‪ ،‬وال يقلل من معامل احتمال وقرو الخطرر‪ ،‬أو‬
‫معدالت تكرار وقوعه‪ ،‬وال يمنع وقو الخسارة نتيجة وقو الخطر كلي ا‪ ،‬أو جزني ا‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل الرابع‬

‫نشأة التأمين‬

‫عرفررت البش ررية التررأمين كوسرريلة للتعرراون والتكافررل ضررد الخسررانر الناجمررة عررن األخطررار منررذ‬
‫قديم الزمان في عدة أشكال‪:‬‬
‫‪ .1‬توزيررع المخرراطر‪ :‬اسررتخدم التجررار فرري الصررين القديمررة نهررر يرران تسرري فرري نقررل بضررانعهم‪ .‬وقررد‬
‫واجهروا جميعر ا خطرر فقردان القروارب ومرا تحمرل مرن بضرانع بسربب الغررق أو اللصروي‪ .‬فعمرردوا‬

‫إلى توزيع بضانعهم بالتساوي على جميرع القروارب‪ .‬فرإذا ررق قرارب أو فقرد تحمرل تراجر نصريب ا‬
‫فرري الخسررارة‪ .‬كمررا كرران مررن أعررال التجررار العرررب فرري تجررارتهم البريررة بالقوافررل تعررويض كررل مررن‬
‫ينفق له جمل‪ ،‬أو تسرق له بضاعة أثناء الرحلة من أرباح تجارة القافلة‪.‬‬

‫‪ .2‬ترحيل الخطر‪ :‬مرارس البرابليون هرذا األسرلوب حروالي ‪ 0022‬قبرل المريالد فيمرا يعررل برالقرض‬
‫البحري وسنوا له تشريع ا‪ .‬ونقله الفينيقيون إلى جزيرة رودس أثناء إقامتهم فيها‪ .‬ومارسه الرومان‬
‫نقالا عنهم‪ ،‬والزال متبعا حترى عصررنا الحرديث‪ .‬والقررض البحرري عبرارة عرن اتفراق برين طررفين‪،‬‬
‫يق رروم أح رردهما بتموي ررل رحل ررة تجاري ررة بحري ررة فر ري ش رركل ق رررض بض ررمان الس ررفينة أو البض رراعة أو‬
‫كليهما‪ ،‬فإذا انتهت الرحلة البحرية بسالم استرد المقرض قيمة القرض مع فانردة تحردد سرلف ا‪ ،‬أمرا‬
‫إذا رق ررت الس ررفينة أو تعرض ررت للقرص ررنة س ررقط ح ررق المطالب ررة ب ررالقرض‪ .‬وق ررد ص رردر قر ررار م ررن‬
‫الكنيسة بتحريم عقد القرض على السرفينة فري عرام ‪4331‬م وحرمرة اشرتراط الفانردة‪ .‬ووفقر ا لهرذا‬
‫الشركل‪ ،‬يرحرل صراحب السرفينة أو البضراعة الخطررر إلرى المقررض‪ .‬كمرا طبرق العررب المسررلمون‬
‫األوانررل فك ررة ترحيررل الخطررر فيمررا عرررل بعقررد الم رواالة‪ ،‬حيررث يتفررق شررخي مررع آخررر علررى أن‬
‫يحميه ويسدد عنه دياته في حياته على أن يرثه في مماته‪.‬‬

‫‪ .3‬تجميرع المخرراطر‪ :‬هرو تطروير انتهجرره الرومران لفكررة القررض البحرري‪ .‬وكرران يشرترط أن يتجمررع‬
‫ع رردد مناس ررب م ررن ط ررالبي الق رررض البح ررري ذوي األخط ررار المتش ررابهة مش رركلين ب ررذل م ررا يش رربه‬
‫الجمعية‪ ،‬وبهذه الطريقة كانت الخسانر تغطى من فواند السفن الناجية‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ .4‬الصررناديق التعاونيررة‪ :‬اتفاق رات بررين مجموعررة مررن األف رراد فرري تكرروين صررناديق مالي رة تمررول مررن‬
‫إسرهام أفرراد المجموعرة لتعررويض الفررد عرن خسررانره الماليرة المتفرق عليهرا فرري حالرة حردوثها‪ .‬وقررد‬
‫ظهر هذا الشكل فري الجمعيرات التري شركلها المصرريون القردماء والرومران لسرداد مصراريل دفرن‬
‫الموتى‪ .‬والزال هذا الشكل مطبق ا فيما يعرل بصندوق القبيلة في بعض المجتمعات المعاصرة‪.‬‬

‫ويتض ررمن الت ررأمين حالير ر ا جمي ررع األش رركال الس ررابقة‪ ،‬إال إن رره ال يع رررل بالتحدي ررد مت ررى ظه ررر‬
‫بص ررورته الحالي ررة‪ .‬فمعظ ررم الم ررأرخين ينس ررب نش ررأة الت ررأمين إل رري اللمب ررارديين ال ررذين ح رروروا الق رررض‬
‫البحررري إلررى عقررد تررأمين‪ .‬حيررث أجل روا دفررع قيمررة القرررض مررع كتابررة تعهررد بالرردفع فرري حالررة حرردوث‬
‫الخسارة مقابل السداد المعجل لقيمة الفاندة بصرل النظر عن نتانس الخطر‪ .‬ويعد الترأمين البحرري‬
‫أقرردم أن روا التررأمين‪ ،‬وقررد تمررت مزاولترره مررن قبررل أف رراد يحررررون تعهرردا بررالتعويض فرري ورقررة تمهررر‬
‫بتوقيعهم مقابل قسط‪ .‬وقد صدر قرار عام ‪3032‬م بتشكيل رفرة للترأمين بمدينرة برروجس ببلجيكرا‬
‫يتجمررع فيهررا مزاول روا التررأمين‪ ،‬وتع رد هررذه الغرفررة أول سرروق تررأميني معرررول تاريخي ر ا‪ .‬كمررا أن أقرردم‬
‫وثيقة تأمين بحري تم العثور عليها‪ ،‬فكانت تحمل تراري ‪3031/32/00‬م‪ .‬أمرا أقردم وثيقرة لترأمين‬
‫البضررانع فكانررت تحمررل ترراري ‪3011/3/30‬م لشررحنة حريررر وأمتعررة‪ .‬أمررا أقرردم وثيقررة تررأمين علررى‬
‫الحيرراة فيرجررع تاريخهررا إلررى ‪3810/6/31‬م‪ .‬وقررد شررب حريررق فرري مدينررة لنرردن فرري عررام ‪3666‬م‬
‫أسررفر عررن ترردمير ا‪.‬الل مررن المنررازل والمترراجر ودور العبررادة‪ ،‬ممررا أدى إلررى إنشرراء جمعيررات تقرروم‬
‫بدور المساعدة واإلنقاذ لمثل هذه الكوارث‪ ،‬وانبثقت عن هذه الجمعيات فكرة إصدار تغطية تأمينية‬
‫ضد خطر الحريق‪ ،‬حيث تم إنشاء أول شركة تأمين عام ‪3612‬م للتعويض عرن خسرانر الحريرق‪،‬‬
‫وفررى عررام ‪ 3116‬شررملت التغطيررة خطررر السررقة‪ .‬وقررد انتشررر التررأمين مررن الحريررق فرري خررالل القرررن‬
‫الثامن عشر الميالدي في ير إنجلت ار بعرد صردور مرا يسرمى أوامرر برشرلونة التري نظمرت عمليرات‬
‫التررأمين‪ .‬كمررا ظهررر التررأمين الهندسرري وتررأمين المسرأولية المدنيررة مررع ازديرراد المخرراطر الناجمررة عررن‬
‫اسررتعمال ا‪.‬الت والمحركررات الترري انتشررر اسررتعمالها خررالل القرررن التاسررع عشررر‪ .‬وت روالى بعررد ذل ر‬
‫ظهررور األن روا األخرررى مررن التررأمين لتلب ري الحاجررة لمواجهررة الخسررانر الماليررة الناجمررة عررن تحقررق‬
‫األخطررار‪ .‬ولكررن التررأمين لررم ينتقررل إلررى الرردول العربيررة إال فرري القرررن التاسررع عشررر‪ ،‬برردليل أن فقهرراء‬
‫المسررلمين حتررى القرررن الثالررث عشررر الهجررري لررم يبحثرروه مررع أنهررم بحثروا كررل مررا هررو محرريط بهررم فرري‬
‫شأون حياتهم العامة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل الخامس‬

‫مفهوم التأمين وأقسامه‬

‫أدى تنررو الح روادث الترري يغطيهررا التررأمين‪ ،‬وتعرردد أشرركال الهينررات الترري تمارسرره‪ ،‬واخررتالل‬
‫الزوايا التي ينظر إليره مرن خاللهرا‪ ،‬إلرى تعردد تعريفاتره‪ .‬وتوضر هرذه التعريفرات فري مجموعهرا أن‬
‫التررأمين وسرريلة لحمايررة الفرررد مررن الخسررانر الماديررة المسررتقبلية الترري قررد تحررل برره‪ ،‬وذلر بنقررل عرربء‬
‫الخطررر المتمثررل فرري ا‪.‬ثررار الماديررة المترتبررة علررى وقوعرره‪ ،‬مررن طرررل إلررى طرررل آخررر أكثررر مقرردرة‬
‫منرره واسررتعدادا لتحمررل عرربء ذلر الخطررر‪ ،‬كمررا فرري التررأمين مررن المسررأولية المدنيررة والتررأمين علررى‬
‫األشرياء‪ ،‬وأنرره أيضر ا وسرريلة لالدخرار وتكرروين رأوس األمروال فرري المسرتقبل‪ ،‬كمررا فرري التررأمين علررى‬
‫األشررخاي‪ .‬وسررول يررتم عرررض بعررض تعريفررات التررأمين مررن زوايررا مختلفررة كمررا نظمترره الق روانين‪،‬‬
‫وجرى عليه عرل هينات التأمين في العمل‪ .‬ومن هذه التعريفات‪:‬‬

‫‪ ‬مشرو اجتماعي يهردل إلرى تكروين رصريد لمواجهرة الخسرانر التري قرد يتعررض لهرا رأس المرال‪،‬‬
‫والذي يتم تنفيذه عن طريق نقل عبء الخطر من أفراد كثيررين إلرى فررد واحرد‪ ،‬أو مجموعرة مرن‬
‫األشرخاي‪ .‬وال يكررون نظررام التررأمين كررامالا إال إذا اشررتمل علررى تكرروين احتياطررات لرردرء الخسررانر‬
‫المتوقعة‪ ،‬وتحويل الخطر‪ ،‬باإلضافة إلى تجميع المخاطر‪.‬‬
‫‪ ‬مشرو اجتماعي يمكن بواسطته تجميع المخاطر يرر المأكردة التري يتعررض لهرا مجموعرة مرن‬
‫األفراد‪ ،‬حتى تصرب فري حكرم المأكرد‪ .‬ويرتم تعرويض الخسرارة التري تحرل برأي مرنهم مرن الرصريد‬
‫الذي يمثل حصيلة االشتراكات الصغيرة التي يدفعها كل منهم بصورة دورية‪.‬‬
‫‪ ‬مشرررو لتخفرريض عرردم التأكررد لرردى طرررل معررين يسررمى المررأمن لرره‪ ،‬عررن طريررق تحويررل أخطررار‬
‫معينة إلى طرل آخر يسمى المأمن‪ ،‬الذي يتعهد بتعويض المأمن لره ولرو جزنير ا عرن الخسرانر‬
‫المالية التي قد تحل به‪.‬‬
‫‪ ‬عقررد يلتررزم المررأمن بمقتضرراه أن يررأدي إلررى المررأمن لرره‪ ،‬أو إلررى المسررتفيد الررذي اشررترط التررأمين‬
‫لصالحه مبلغ ا من المال‪ ،‬أو إيرادا مرتب ا‪ ،‬أو أي عوض مالي آخر‪ ،‬في حالة وقرو الحرادث‪ ،‬أو‬
‫تحقررق الخطررر المبررين بالعقررد‪ ،‬وذل ر نظيررر قسررط أو أيررة دفعررة ماليررة أخرررى يأديهررا المررأمن لرره‬
‫للمأمن‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ ‬عمليررة فنيررة تزاولهررا هينررات منظمررة‪ ،‬مهمتهررا جمررع أكبررر عرردد ممكررن مررن المخرراطر المتشررابهة‪،‬‬
‫وتحمررل تبعتهررا عررن طريررق المقاصررة بينهررا وفق را لق روانين اإلحصرراء‪ .‬ومررن مقتضررى ذل ر حصررول‬
‫المستأمن أو من يعينه حالة تحقق الخطر المأمن منه على عوض مالي يدفعه المرأمن‪ ،‬مقابرل‬
‫وفاء األول باألقساط المتفق عليها في وثيقة التأمين‪.‬‬
‫وتدل التعريفات السابقة في مجموعها على ما يأتي‪:‬‬

‫‪ .0‬الت ررأمين نظ ررام مرك ررب‪ ،‬تمت ررزج في رره جوان ررب اجتماعي ررة‪ ،‬تتمث ررل ف رري األه رردال الت رري ج رراء الت ررأمين‬
‫ليحققهررا‪ .‬وجوانررب فنيررة‪ ،‬تتمثررل فرري الق روانين الرياضررية واإلحصررانية المسررتخدمة لتحقيررق أهرردال‬
‫التررأمين عملي ر ا‪ .‬وجوانررب قانونيررة‪ ،‬تتمثررل فرري العالقررات القانونيررة الترري يسررتلزمها نظررام التررأمين‬
‫لتحقيررق أهدافرره عملير ا‪ ،‬ومررا يترتررب علررى هررذه العالقررات مررن حقرروق والت ازمررات فرري ذمررة األطررال‬
‫المشررتركة فرري النظررام‪ ،‬وهررذه العالقررات هرري نقطررة البدايررة فرري نظررام التررأمين‪ ،‬وان كان رت هنررا‬
‫خطوات أخرى الحقة‪.‬‬
‫‪ .2‬الهدل األساس من التأمين هو حصرول المشرتر فيره علرى تعرويض عرن الخسرانر الماديرة التري‬
‫قررد تلحررق برره‪ ،‬كمررا فرري التررأمين مررن المسررأولية المدنيررة‪ ،‬والتررأمين علررى األشررياء‪ .‬مررع وجررود هرردل‬
‫آخر هو االدخار وتكوين رأوس األموال في المستقبل‪ ،‬كما في التأمين على األشخاي‪.‬‬
‫‪ .3‬قيام التأمين علرى مبردأ المعاوضرة‪ ،‬الرذي يعنري حصرول طرفيره وهمرا المرأمن والمرأمن لره‪ ،‬علرى‬
‫مقابل لما أعطى‪ .‬حيث يحصل المأمن لره علرى مقابرل لمرا يعطرى مرن أقسراط الترأمين هرو مبلر‬
‫التأمين‪ ،‬ويأخذ المأمن مقابالا لما سيعطي من مبل التأمين هو قسط التأمين‪.‬‬
‫‪ .4‬حتمية وجود عالقة قانونية بين المأمن والمأمن له‪ ،‬تسرمى عقرد الترأمين‪ ،‬هري نقطرة البدايرة فري‬
‫عمررل نظررام التررأمين‪ .‬حيررث يفترررض وجررود خطررر معررين يخشررى وقوعرره للمررأمن لرره‪ ،‬يقرروم المررأمن‬
‫بتغطيترره عنررد وقوعرره‪ ،‬وذلر لقرراء قسررط معررين يدفعرره المررأمن لرره للمررأمن‪ ،‬والررذي يتعاقررد مررع عرردد‬
‫حدة‪.‬‬ ‫كبير من المأمن لهم‪ ،‬كل على‬
‫‪ .0‬وجررود جررانبين للتررأمين أحرردهما فنرري يتمثررل فرري قيامرره علررى مبرردأ اسررتبدال خسررارة احتماليررة كبي ررة‬
‫نسبي ا‪ ،‬بخسارة مأكدة بسيطة نسبي ا( قسط الترأمين)‪ .‬وآخرر قرانوني أو تنظيمري هرو اإلطرار الرذي‬
‫التأمين‪.‬‬ ‫يتم من خالله تحقيق اإلطار النظري أو الفني عملي ا‪ ،‬وهذا اإلطار القانوني هو عقد‬

‫‪26‬‬
‫الجانب الفني للتأمين‬

‫يتمثل الجانب الفني للتأمين في قيامه في األصل على مبدأ استبدال خسارة كبيرة احتمالية‬
‫مستقبلية‪ ،‬بخسارة أخرى بسيطة مأكدة تتمثل في قسرط الترأمين‪ .‬فعلرى افترراض وجرود عشررة آالل‬
‫سيارة في مدينة معينة‪ ،‬وأن قيمة كل منها هي مانة ألل ح مثالُ‪ .‬وعلى افتراض تعرض خمسين‬
‫سرريارة سررنوي ا لحروادث متنوعررة‪ ،‬يترتررب عليهررا خسررارة ماديررة تتمثررل فرري هررال السرريارة بالكامررل‪ .‬فررإن‬
‫إجم ر ررالي الخس ر ررانر المادي ر ررة المترتب ر ررة عل ر ررى وق ر ررو ه ر ررذه الحر ر روادث يس ر رراوي‪=055555 × 05 :‬‬

‫‪،‬‬ ‫‪ 0555555‬ح‪ .‬وبقسمة إجمرالي الخسرارة علرى عردد أصرحاب السريارات أي‪ 500 :‬‬
‫‪5000000‬‬
‫‪10000‬‬
‫فإن نصيب كل فرد من إجمالي الخسارة يكون خمسمانة ح‪ .‬وبالتالي فإن كل صراحب سريارة فري‬

‫ألن يكرون أحرد األشرخاي المعرضرين لنصرابة‬ ‫هذه المدينة يواجره احتمراالا قردره ‪ 0.005‬‬
‫‪50‬‬
‫‪10000‬‬
‫بحادث‪ ،‬ومن ثم التعرض لخسارة مفاجنة مقدارها مانة ألل ح‪ .‬وبالتالي قد يفضل الفررد فري هرذه‬
‫الحالرة دفررع خمسررمانة ح سررنوي ا ليحصررل علررى تعررويض يعررادل قيمررة الخسررارة الفعليررة عنررد وقوعهررا‬
‫بحررد أقصررى يبلر مانررة ألررل ح‪ ،‬علررى أن يواجرره احتمرراالا قرردره ‪ 5.550‬لخسررارة مبلر يسرراوي مانررة‬
‫ألل ح‪ .‬وتتمثل الخسارة البسريطة المأكردة هنرا فري نصريب الفررد مرن الخسرارة المحتملرة أي ‪055‬‬
‫ح‪ .‬وتتمثل الخسارة الكبيرة االحتمالية التي يستبدلها الفرد أو يتجنبها‪ ،‬من خالل دفرع ذلر القسرط‬
‫أو االشت ار في قيمة الضرر المترتب على وقو الحادث‪ ،‬أي مانة ألرل ح‪ .‬أي أن الفررد يهردل‬
‫في األصل من اشتراكه في الترأمين إلرى المحافظرة علرى مسرتوى ثرروة معرين أو مسرتوى اقتصرادي‬
‫معين بالنسبة له‪.‬‬

‫الجانب العملي للتأمين (عقد التأمين)‬

‫يمثررل عقررد التررأمين اإلطررار القررانوني الررذي يررتم مررن خاللرره تطبيررق الجانررب النظررري أو الفنرري‬
‫للتأمين عملي ا‪ .‬ويعرل عقد الترأمين بأنره‪ " :‬عقرد يلترزم المرأمن بمقتضراه أن يرأدي إلرى المرأمن لره‬
‫أو إلررى المسررتفيد الررذي اشررترط التررأمين لصررالحه‪ ،‬مبلغرا مررن المررال‪ ،‬أو إيررادا مرتبرا‪ ،‬أو أي عرروض‬
‫مالي آخر‪ ،‬في حالة وقو الحادث‪ ،‬أو تحقرق الخطرر الموضر بالعقرد‪ ،‬وذلر فري نظيرر قسرط‪ ،‬أو‬
‫أي دفع ررة مالي ررة أخ رررى يأديه ررا الم ررأمن ل رره للم ررأمن‪ ،‬ال ررذي ي رردخل ف رري عهدت رره مجموعر ر ا م ررن ه ررذه‬
‫المخرراطر‪ ،‬يجررري مقاصررة فيمررا بينهررا وفقرا لقروانين اإلحصرراء "‪ .‬وينطبررق هررذا التعريررل علررى جميررع‬

‫‪27‬‬
‫عقررود التررأمين س رواء أكانررت تجاريررة‪ ،‬أم تبادليررة‪ ،‬أم تعاونيررة‪ ،‬أم اجتماعيررة‪ .‬كمررا أنرره يبررين األصررل‬
‫الذي يقوم عليه التأمين نظريا‪ ،‬وعمليا‪ ،‬وهو المعاوضة‪ ،‬واالحتمال‪.‬‬

‫ويمكن القول‪ :‬التأمين في األصل وسيلة للمساعدة في تحمل ا‪.‬ثار المادية للخطر عند‬
‫وقوعه‪ .‬حيث يتم بمقتضاه تحويل عبء الخطر من المأمن له إلى المأمن‪ ،‬الذي هو أكثر مقدرة‬
‫واستعدادا للتحمل‪ ،‬وذل مقابل ثمن يدفعه المأمن له هو قسط التأمين المتفق عليه‪ .‬ويترجم ذل‬
‫التحويل عمليا بحصول المأمن له أو المستفيد على مبل من المال عند حدوث خطر معين‪ .‬وهذا‬
‫متحقق في التأمين التجاري حيث يتم تحويل عبء الخطر عن عاتق المأمن له وهو حامل‬
‫الوثيقة‪ ،‬إلى عاتق آخر هو المأمن وهو شركة التأمين‪ .‬ومتحقق في التأمين التبادلي والتعاوني‬
‫حيث يتم تحويل عبء الخطر عن عاتق المأمن له أو العضو وهو أي حامل وثيقة‪ ،‬إلى عاتق‬
‫آخرين يكونون بمثابة المأمن وهم باقي حملة الوثانق أو األعضاء ممثلين بهينة التأمين التبادلية‬
‫أو التعاونية‪ .‬ومتحقق في التأمين االجتماعي حيث يتم نقل عبء الخطر عن عاتق العامل‬
‫المشتر في التأمين االجتماعي إلى عاتق أطرال آخرين أكثر مقدرة واستعدادا للتحمل يكونون‬
‫مقابل‬ ‫بمثابة المأمن‪ ،‬وهم‪ :‬الدولة‪ ،‬وصاحب العمل‪ ،‬وباقي العمال المشتركين في النظام‪ ،‬وذل‬
‫ثمن يدفعه العامل هو االشت ار المحدد نظام ا‪ ،‬حيث يمكن القول إن التأمين االجتماعي تأمين‬
‫التحويل عملي ا بحصول المستفيد على مبل من المال عند‬ ‫تبادلي بالنسبة للعامل‪ .‬ويترجم ذل‬
‫حدوث خطر معين‪ .‬فيكون الفرد في هذه الحالة قد استبدل الخسارة الكبيرة المحتمل حدوثها حال‬
‫تحقق الخطر والتي ال يريد أن يتحملها‪ ،‬بخسارة مأكدة أصغر بكثير هي مقدار القسط المطلوب‬
‫دفعه للمأمن الذي يتحمل عبء الخطر‪.‬‬

‫أطراف عقد التأمين‬

‫هناك طرفان لعقد التأمين هما‪:‬‬

‫‪ .5‬المررنمن‪ :‬يمثررل المررأمن الطرررل األول لعقررد التررأمين‪ .‬ويعرررل المررأمن بأنرره الررذي يتحمررل عرربء‬
‫الخطر بعد وقوعه‪ ،‬أو هو الذي يتم تحويل عربء الخطرر إليره بعرد وقوعره‪ ،‬أو هرو الرذي يتعهرد‬
‫بقبرول تحمرل عربء الخطرر بعرد وقوعره‪ .‬ويترررجم هرذا التعهرد عملير ا بردفع مبلر الترأمين الموضر‬
‫بالعقد للمستفيد عند وقو الخطر‪ .‬ويقتضي هذا التحمل حصول المأمن على مقابرل أو عروض‬
‫مررادي لهررذا التحمررل‪ ،‬يسررمى قسررط التررأمين‪ .‬والمررأمن هررو شررركة المسرراهمة كمررا هررو الحررال فرري‬

‫‪28‬‬
‫التررأمين التجرراري‪ .‬وهررو الهينررة التبادليررة باإلنابررة عررن مجمررو حملررة الوثررانق كمررا هررو الحررال فرري‬
‫التأمين التبادلي‪ .‬وهو الهينة التعاونيرة باإلنابرة عرن مجمرو باإلنابرة عرن مجمرو األعضراء كمرا‬
‫هررو الحررال فرري التررأمين التعرراوني‪ .‬وهررو هينررة التررأمين االجتمرراعي باإلنابررة عررن مجمررو العمررال‬
‫وأصررحاب األعمررال والدولررة كمررا فرري التررأمين االجتمرراعي‪ .‬علررى اعتبررار أن التررأمين االجتمرراعي‬
‫عقد من العقود‪ ،‬حيث يكون التزام صاحب العمرل‪ ،‬والعامرل‪ ،‬باالشرت ار فري الترأمين االجتمراعي‬
‫التزام ا عقدي ا متولردا عرن عقرد العمرل المبررم بينهمرا‪ ،‬وان كران الترأمين االجتمراعي مفروضر ا بقروة‬
‫القررانون‪ .‬فرإن االشررت ار فرري الترأمين االجتمرراعي أثررر متولررد عررن عقررد العمررل المبرررم بررين العامررل‪،‬‬
‫وصرراحب العم ررل‪ ،‬وبالتررالي يك ررون التوقيررع عل ررى عقررد العم ررل بمثابررة قب ررول بشررروط ذلر ر العق ررد‪،‬‬
‫وبااللتزامات المترتبة عليه‪ ،‬والتي من بينها االنضمام إلى التأمين االجتماعي‪.‬‬
‫‪ .2‬المرررنمن لررره‪ :‬يمثررل المررأمن لرره الطرررل الثرراني لعقررد التررأمين‪ .‬ويعرررل المررأمن لرره بأنرره طالررب‬
‫التأمين‪ ،‬أو هو من يقوم بتحويل عبء الخطر عن عاتقه إلى عراتق المرأمن‪ ،‬وذلر مرن خرالل‬
‫شراء وثيقرة الترأمين‪ ،‬أو مرن خرالل توقيرع عقرد الترأمين‪ .‬ويتررجم هرذا التحويرل عملير ا بردفع مقابرل‬
‫مررادي لهررذا التحويررل يسررمى قسررط التررأمين‪ ،‬والحصررول علررى مبل ر التررأمين الموض ر بالعقررد عنررد‬
‫وقررو الخطررر‪ ،‬علررى افت رراض أنرره المسررتفيد فرري األصررل‪ .‬ويطلررق عررادة مسررمى المسررتأمن علررى‬
‫الطرل الثاني لعقد التأمين‪ ،‬وهو من وقع على عقد التأمين بوصفه طرف ا ثاني ا فيه‪ ،‬فحول بذل‬
‫عرربء الخطررر‪ ،‬وقررام أو بتعهررد برردفع قسررط التررأمين‪ .‬ويطلررق مسررمى المررأمن لرره علررى الشررخي‬
‫المعرررض للخطررر‪ ،‬والررذي يررتم تحويررل عرربء الخطررر عررن عاتقرره إلررى عرراتق المررأمن‪ .‬كمررا يطلررق‬
‫مسمى المستفيد على من يحصل على مبل التأمين عند وقو الخطر‪.‬‬
‫ويمكررن تعريررل التررأمين فرري النهايررة بأنرره مجموعررة إجرراءات يررتم بموجبهررا تحويررل القسررم األكبررر مررن‬
‫عرربء خطررر معررين مررن فرررد إلررى فرررد آخررر (كمررا فرري التررأمين التجرراري) أو مجموعررة أفرراد (كمررا فرري‬

‫التررأمين التبررادلي و التعرراوني واالجتمرراعي) أكثررر مقرردرة منرره واسررتعدادا للتحمررل‪ ،‬ويترررجم ذلر عملير ا‬
‫بدفع مبل التأمين عند وقرو الخطرر المرأمن منره‪ ،‬بهردل التعرويض كمرا فري الترأمين علرى األشرياء‬
‫حيث يتم بموجب هذا التحويل استبدال خسارة كبيرة احتمالية مستقبلية بخسارة أخرى بسيطة مأكدة‬
‫تتمثر ررل فر رري قسر ررط التر ررأمين‪ ،‬أو بهر رردل االدخر ررار وتك ر روين رأوس األم ر روال كمر ررا فر رري التر ررأمين علر ررى‬
‫األشخاي‪ ،‬ويتم هذا التحويل عملي ا عن طريق التعاقد‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫أقسام عقد التأمين‬
‫ينقسررم عقررد التررأمين بررالنظر إلررى الهرردل منرره إلررى قسررمين رنيسررين همررا‪ :‬الت رأمين الخرراي‪،‬‬
‫والتأمين االجتماعي‪.‬‬

‫القسم األول‪ :‬التأمين الخاص‬

‫هرو التررأمين الررذي يررتم مررن خاللرره تحقيررق مصررال خاصررة بأط ارفرره‪ ،‬أو يهرردل إلررى تحقيررق‬
‫مصال خاصة ألطرافه‪ ،‬والمتمثلة بالنسبة للمأمن له في المحافظة على مستوى اقتصادي معين‪،‬‬
‫أو تحقيق أقصى منفعة ممكنة من استخدام الثروة في فتررة زمنيرة معينرة‪ ،‬باإلضرافة إلرى االدخرار‪،‬‬
‫وتكرروين رأوس األم روال بتكلفررة معينررة‪ .‬والمتمثلررة بالنسرربة للمررأمن فرري تحقيررق أقصررى رب ر ممكررن‪.‬‬

‫ويخضررع هررذا النررو مررن التررأمين فرري األصررل لمبرردأ حريررة اإلرادة أو حريررة التعاقررد‪ ،‬وان وجررد أحيان ر ا‬
‫إلزام بنو معين من أنوا التأمين في بعض الدول‪ .‬وينقسم هذا النو مرن الترأمين بردوره إلرى عردة‬
‫أقسام بالنظر إلى الهينرات الممارسرة للترأمين أو الشركل القرانوني للمرأمن‪ ،‬وباعتبرار طبيعرة أو نرو‬
‫الخطر المأمن منه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أقسام التأمين الخاص باعتبار الهيئات الممارسة‬


‫ينقسم التأمين الخاي بالنظر إلى الهينات الممارسة إلى ثالثة أقسام هي‪:‬‬

‫‪ .1‬التأمين التجاري‬

‫ويسمى أحياناَ " التأمين ذو القسط الثابت"‪ ،‬وهو الذي يطبق من قبل الهينات التجارية‪.‬‬
‫وهي هينات تهدل من وراء قيامها بالتأمين إلى تحقيق الرب المتمثل في الفرق بين األقساط‬
‫المحصلة التي تملكها ملكية تامة‪ ،‬وتمل ما يتولد عنها من أرباح أو خسارة ‪ -‬وهي أقساط تتميز‬
‫بال ثبات طوال مدة العقد وليس من حق الهينة تعديل قيمة القسط‪ ،‬إذ أن عليها إلغاء العقد القديم‬
‫وابرام عقد جديد إذا أرادت تعديل قيمة القسط ‪ -‬وعواند استثمارها‪ ،‬وبين التعويضات المدفوعة‬
‫والمستحقة‪ .‬والهينات التجارية نوعان‪:‬‬

‫‪ .1.1‬الشركات المساهمة‪ :‬هي أكثر هينات التأمين التجاري انتشا ار لما تتميز به من مميزات‬
‫قانونية تضمن بقاءها في السوق ألطول فترة زمنية ممكنة‪ ،‬وامكانات مادية مرتفعة نسبيا‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫بل إن بعض القوانين مثل النظام التجاري السعودي يمنع الشركات ير المساهمة مثل‬
‫شركات األشخاي من ممارسة التأمين‪ .‬وتنشئ الشركات المساهمة حسابا واحدا يحوي في‬
‫جانبه الدانن رأسمال الشركة‪ ،‬واألقساط المحصلة‪ ،‬والمستحقة‪ ،‬وعواند استثمارها‪ .‬ويحوي‬
‫في جانبه المدين مصروفات الشركة اإلدارية‪ ،‬والتعويضات المدفوعة‪ ،‬والمستحقة‪ .‬وناتس‬
‫هذا الحساب من رب ‪ ،‬أو خسارة‪ ،‬يعود على الشركة وحدها دون سواها‪ ،‬بصفتها مأمنا‪.‬‬
‫تقوم هذه الشركات بصيا ة وثانق التأمين التي يتم من خاللها التعاقد مع مختلل‬
‫األطرال‪ ،‬دون أن يكون لهم حق تعديل هذه الشروط‪ .‬وتعد الشروط الواردة في وثانق‬
‫التأمين مصدر قواعد وأحكام عقد التأمين التجاري‪ .‬وقد نشأت هذه الشروط نتيجة لعرل‬

‫شركات التأمين‪ ،‬حيث وضعت من قبلها ولصالحها الب ا‪ ،‬ثم تدرج األمر فأصبحت قانون ا‬
‫تشريعي ا يحكم عمليات التأمين التجارية‪ .‬وهذه الشروط متفق عليها بين جميع شركات‬
‫التأمين‪ ،‬وموحدة في كل أنوا وثانق التأمين‪ .‬وال يكون أمام المأمن له إذا أراد التعاقد إال‬
‫كانت شركات التأمين‬ ‫الشروط كما هي دون تعديل‪ ،‬أو عدم التعاقد‪ .‬ولذل‬ ‫قبول تل‬
‫التجارية في موقل احتكاري كامل إزاء جمهور المأمن لهم‪ .‬وتنشأ بمقتضى عقود التأمين‬
‫عالقة واحدة فقط هي تل الموجودة بين الشركة‪ ،‬وبين كل حامل وثيقة على حدة‪ ،‬وهي‬
‫عالقة معاوضة‪ .‬فكل عقد تنحصر آثاره بين طرفيه فقط‪ ،‬حيث تكون الشركة بشخصيتها‬
‫المعنوية وباألصالة عن نفسها مأمن ا‪( ،‬مما يعني أن المأمن له يتعامل مع شخي واحد‬
‫فقط) ألنها تتقاضى أقساط التأمين وتملكها وما يتولد عنها من رب أو خسارة‪ ،‬وتتعهد في‬
‫المقابل بدفع مبال التأمين‪ ،‬عند وقو الخطر‪ .‬ويكون حامل الوثيقة مأمن ا له ألنه يتعهد‬
‫أي عالقة ينشأها‬ ‫بدفع األقساط‪ ،‬ويتقاضى مبل التأمين عند وقو الخطر‪ .‬وليس هنا‬
‫العقد بين مجمو حملة الوثانق من جهة‪ ،‬وبين الهينة من جهة أخرى‪ .‬أو بين مجمو حملة‬
‫آثا ار متبادلة بين العقود‪ ،‬فهي ال تأثر‪ ،‬وال تتأثر‪،‬‬ ‫الوثانق‪ ،‬بعضهم ببعض‪ .‬فليس هنا‬
‫ببعضها البعض‪ .‬أي أن عقد التأمين التجاري عقد فردي وليس جماعي ا‪ ،‬وهو حجة بين‬
‫طرفيه فقط‪ ،‬حيث تتحدد حقوق والتزامات كل منهما بحسب الشروط المتفق عليها في كل‬
‫عقد على انفراد‪ ،‬دون النظر إلى أي عقد توقعه الشركة مع مأمن له آخر‪ .‬وتعتمد هذه‬
‫الشركات في دفع مبال التأمين المستحقة على األقساط المحصلة‪ ،‬أما رأس مالها فهو‬
‫احتياط يلجأ إليه عند بداية عمل الشركة‪ ،‬أو عند حدوث أخطار ير متوقعة تأدي إلى‬

‫‪30‬‬
‫عدم كفاية األقساط‪ .‬وتتميز عقود هذه الشركات باالنفصال التام بين شخصيتي المأمن‬
‫والمستأمن‪ ،‬وأن مسأولية المأمن له تجاه المأمن تقدر بقيمة القسط فقط‪.‬‬

‫‪ .1.1‬هيئررات التررأمين باالكتترراب (سرروق أو هيئرررة اللويرردز البريطانيررة)‪ :‬ال تباشررر هررذه الهينررات‬
‫الترأمين بنفسرها وانمرا مرن خررالل أعضرانها المنضرمين إليهرا بصررفتهم الفرديرة‪ ،‬حيرث يقروم كررل‬
‫منهم بترأمين جرزء مرن العمليرة المعروضرة عليره‪ ،‬ويكرون مسرأوالا مسرأولية مطلقرة عرن الجرزء‬
‫الذي قبلره فقرط‪ .‬ويشرترط لعضروية هرذه الهينرة أن يكرون العضرو ذا مركرز مرالي مرمروق‪ ،‬وذا‬
‫سمعة مالية حسنة‪ .‬ويقوم العضو عند قبوله عضوا بالهينة بإيدا ضمان مالي في صرندوق‬
‫الهينة يتناسب مع الحد األقصى لمبال التأمين التري يريرد تحملهرا‪ .‬ويقروم العضرو باالحتفراظ‬
‫باألقسر رراط مر ررع عوانر ررد اسر ررتثمارها فر رري حسر رراب خر رراي يخر رري أموالر رره‪ ،‬وذل ر ر بهر رردل سر ررداد‬
‫التعويضات المستحقة عن األخطار التري قبلهرا‪ .‬وت ارجرع هرذه الحسرابات عرن طريرق شرخي‬
‫مستقل‪ ،‬حيث يقوم بتقديم تقريرر دوري إلرى الهينرة عرن حسرابات األعضراء‪ .‬ويرتم التعاقرد مرع‬
‫الهينة بواسطة سماسرة يكتبون قصاصرة ورق تحروي تفاصريل العمليرة المرراد تأمينهرا‪ ،‬وتمررر‬
‫على أكثر مرن عضرو ليوقرع كرل مرنهم أمرام الجرزء الرذي يرود تأمينره إلرى أن ترتم تغطيرة كافرة‬
‫العملية‪ .‬ومن هنا سميت هذه الهينات هينات التأمين باالكتتاب‪ .‬فأفراد الجماعة يكتتبون في‬
‫الخطررر المعررروض عل رريهم كررل بالنسرربة الت رري يحررددها‪ .‬وعن ررد وقررو الخطررر ي رردفع كررل م ررنهم‬
‫نصيبه من التعرويض علرى أسراس الجرزء الرذي تحملره مرن الخطرر‪ .‬وعنرد حردوث أي خرالل‬
‫في قيمة التعويض يكرون مرن حرق المسرتأمن مقاضراة جميرع المرأمنين‪ ،‬حيرث إن كرل عضرو‬
‫مسررأول عمررا تحملرره مررن الخطررر‪ .‬ويعررد هررذا مررن مسرراوئ التررأمين لرردى اللويرردز‪ .‬وتتميررز هررذه‬
‫الهينررات عررن الشررركات المسرراهمة بعرردم وج ررود رأس مررال مخصرري لعمليررات التررأمين الت رري‬
‫يمارسررها العضررو سرروى الضررمان الررذي يقرروم بتقديمرره للهينررة‪ .‬إال إن ممتلكاترره جميعهررا تكررون‬
‫ضامنة لتل العمليات‪ ،‬وبالتالي فإن مسرأوليته يرر محردودة‪ .‬كمرا أن المرأمن هنرا مجموعرة‬
‫أفراد‪ ،‬بينما هو شخي معنوي واحد في الشركات المساهمة يتمثل في شخي الشرركة‪ ،‬ممرا‬
‫يسررهل العمليررة ويسررهل المطالبررة بررالتعويض‪ .‬وتجعررل هررذه المي رزة للويرردز تكلفررة التررأمين لررديها‬
‫منخفضررة ومحرردودة عنهررا فرري الشررركات المسرراهمة‪ .‬كمررا تقرروم هينررة اللويرردز بعمليررات تررأمين‬
‫خطي ررة قررد تحجررم عنهررا الشررركات المسرراهمة‪ .‬وقررد تررم اتخرراذ بعررض اإلج رراءات مررن قبررل إدارة‬

‫‪32‬‬
‫الهينررة حتررى ال يضررطر المررأمن لرره لمقاضرراة جميررع المررأمنين فرري حالررة وجررود خررالل بيررنهم‪.‬‬
‫وتتمثررل ه ررذه اإلج رراءات ف رري خضررو حس ررابات العض ررو المكتتررب لرقاب ررة شررديدة تلزم رره ب رردفع‬
‫ضررمان إضررافي فرري حالررة وجررود عجررز فرري حسررابه‪ .‬ووجررود حسرراب مجمررد لودانررع األقسرراط‬
‫يخص ر رري لمواجه ر ررة التعويض ر ررات‪ ،‬وال ي ر ررتم الس ر ررحب من ر رره لصر ر رال ال ر ررداننين إال بع ر ررد س ر ررداد‬
‫التعويض ررات ف رري حال ررة إعس ررار العض ررو‪ .‬والمس ررأولية ي ررر المح رردودة للعض ررو ع ررن التزامات رره‬
‫التأمينية‪ .‬وسرير ودانرع االكتتابرات فري خرط مترواز مرع حجرم أعمرال العضرو‪ ،‬وال يرتم تصررل‬
‫العضررو فرري هررذه الودانررع إال لسررداد التعويضررات‪ .‬هررذا إلررى جانررب قيررام العضررو بتقررديم وثررانق‬
‫ضررمان سررنوية عررن كررل فنررات التررأمين‪ ،‬إضررافة إلررى إيرردا نسرربة منويررة مررن األقسرراط الترري‬
‫يحصررل عليهررا فرري الصررندوق المركررزي للويرردز‪ ،‬لمواجهررة تعهرردات كررل عضررو يكتشررل عجررز‬
‫موارده الشخصية عن الوفاء بالتزاماته‪.‬‬

‫‪ .1‬التأمين التبادلي‬

‫وق ررد ك رران يس ررمى ف رري الس ررابق " الت ررأمين ذو القس ررط المتغي ررر"‪ ،‬وه ررو ال ررذي يطب ررق م ررن قب ررل‬
‫الهينات التبادلية‪ .‬وهي هينات مدنية تهدل من وراء قيامها بالترأمين إلرى تقرديم خدمرة ألعضرانها‪،‬‬
‫تتمث ررل ف رري تخف رريض تكلف ررة الت ررأمين عن رره ف رري الهين ررات التجاري ررة‪ .‬حي ررث إن الف رررق ب ررين األقس رراط‬
‫المحصلة‪ ،‬وبين التعويضات المدفوعة والمستحقة‪ ،‬والذي هو من حرق الهينرة فري الترأمين التجراري‬
‫يعاد توزيعه على حملة الوثانق في شكل فانض بصفتهم مأمنين‪ ،‬ومن ثرم ترنخفض تكلفرة الترأمين‬
‫بالنسبة لهم‪ .‬وتتكون هينات التأمين التبادلية عادة من فنتين‪:‬‬

‫الفئة األولى‪ :‬هيئة التأمين‪ :‬هي هينة إدارة واستثمار‪ ،‬حيث تقوم بصيا ة وثانق التأمين التي يتم‬
‫التعاق رد علررى أساسررها‪ ،‬وتقرروم بجمررع األقسرراط المسررتحقة واسررتثمارها‪ ،‬كمررا تقرروم برردفع التعويضررات‬
‫للمسررتحقين‪ ،‬أي أنهررا تقرروم بررإدارة وتنظرريم عمليررات التررأمين مقابررل حصررولها علررى نسرربة معينررة مررن‬
‫األقساط المحصلة‪ ،‬وبذل تكون وكيالا بأجر عن حملة الوثانق في إدارة وتنظيم عمليرات الترأمين‪.‬‬
‫وقد تقوم بجمع األقساط فقط دون استثمارها وتعهد باستثمار األقساط لهينة أخرى‪.‬‬

‫الفئة الثانية‪ :‬حملة الوثائق‪ :‬هم مأمنون‪ ،‬ومأمن لهم في نفس الوقت‪ ،‬أي أنهم يتبرادلون الترأمين‬
‫فيمررا بيررنهم‪ ،‬ومررن ثررم سررمي التررأمين تبادلي را‪ .‬حيررث يعررد حامررل الوثيقررة مأمن را لرره إذا دفررع القسررط‪،‬‬

‫‪33‬‬
‫وحصل على مبل التأمين إذا وقرع الخطرر‪ .‬ويعرد مأمنر ا إذا أسرهم مرع يرره مرن حملرة الوثرانق فري‬
‫تعويض من نزل به الخطر من باقي حملة الوثانق‪ .‬وينشئ عقد التأمين التبادلي عالقتين هما‪:‬‬

‫‪ .5‬عالقة حامل الوثيقة ومجمرو حملرة الوثرائق بهيئرة الترأمين‪ :‬هري عالقرة وكالرة برأجر‪ .‬فالهينرة‬
‫وكيل عن كرل حامرل وثيقرة وعرن مجمرو حملرة الوثرانق فري إدارة وتنظريم عمليرات الترأمين‪ ،‬ومرا‬
‫يقتضيه ذل من جمع األقساط واستثمارها‪ ،‬ودفع التعويضات المستحقة‪.‬‬
‫‪ .2‬عالقة حملة الوثائق بعًهم ببعض‪ :‬هي عالقة تأمين تبادلي‪ ،‬فكل واحد منهم مأمن‪ ،‬ومرأمن‬
‫له‪ ،‬في وقت واحد‪ .‬بردليل ملكيرة األقسراط وملكيرة الفرانض الرذي يروز علريهم والرذي يقابرل الررب‬
‫في التأمين التجاري‪ .‬فهو مأمن إذا أسهم مع يره من حملة الوثانق في دفع مبل التأمين عنرد‬
‫لحوق خطر معين بأحد حملة الوثانق‪ ،‬ومأمن له إذا دفع القسط وأسهم باقي األعضاء في دفع‬
‫مبل التأمين له عند تعرضه لخطر معين‪.‬‬
‫ويفيرد وجررود هراتين العالقتررين عرردم ملكيرة الهينررة لألقسرراط وعردم ملكيررة مررا يتولرد عنهررا مررن‬
‫فانض أو خسارة‪ ،‬وانتحال الهينة صفة المأمن باإلنابة عن حملة الوثرانق مرع إبقراء صرفة المرأمن‬
‫لرره فقررط لكررل مررنهم‪ ،‬وقيررام نمرروذج التررأمين التبررادلي علررى مبرردأ الوكالررة بررأجر فرري جانررب العالقررة‬
‫الموجودة بين الهينة وبين حملة الوثرانق‪ ،‬وقيرام نمروذج الترأمين التبرادلي علرى مبردأ المعاوضرة فري‬
‫جانب العالقة بين مجمو حملة الوثانق‪ .‬وتنشئ الهينة حسابين منفصلين هما‪:‬‬

‫‪ .1‬حساب الهيئة‪ :‬ويحوي في جانبه الدانن رأسمال الهينرة وعوانرد اسرتثماره‪ ،‬ونصريب الهينرة مقابرل‬
‫عمليات اإلدارة والتنظريم‪ ،‬واالسرتثمار‪ .‬ويحروي فري جانبره المردين المصرروفات اإلداريرة الخاصرة‬
‫بأعمال الهينة‪ .‬وناتس هذا الحساب من رب أو خسارة يعود على مالكي الهينة‪.‬‬
‫‪ .2‬حسررراب حملررررة الوثررررائق‪ :‬ويح رروي ف رري جانب رره ال رردانن األقس رراط المدفوع ررة‪ ،‬والمس ررتحقة‪ ،‬وعوان ررد‬
‫اس ررتثمارها‪ .‬ويح رروي ف رري جانب رره الم رردين المص ررروفات اإلداري ررة الخاص ررة ب ررإدارة وتنظ رريم عملي ررات‬
‫التأمين‪ ،‬ونصيب الهينة من األقساط مقابل اإلدارة والتنظيم‪ ،‬والتعويضات المدفوعة والمستحقة‪.‬‬
‫ويعود ناتس هذا الحساب من فانض أو خسارة على حملة الوثانق دون سواهم‪ .‬وفي حالة وجرود‬
‫فانض‪ ،‬يتم توزيعه علرى حملرة الوثرانق بحسرب تعراملهم مرع الهينرة‪ .‬أمرا فري حرال وجرود خسرارة‪،‬‬
‫فاألصل هرو أن تطالرب الهينرة حملرة الوثرانق بسرداد العجرز الحاصرل ألن القسرط المردفو مقردما‬

‫هو قسط مبدني‪ ،‬ثم اتبع مبدأ تثبيت القسط أسروة بالترأمين التجراري‪ ،‬فيرتم عمرل احتياطرات يلجر ا‬

‫‪34‬‬
‫إليها عند وجود العجز‪ .‬أما في حالرة عردم كفايرة االحتياطرات‪ ،‬أو عردم وجودهرا وذلر عنرد بردء‬
‫النشاط‪ ،‬فإن العجز يغطى عن طريق القرض‪ ،‬على أن يسدد فيما بعد عند وجود فانض‪.‬‬
‫وهنا أنوا عديدة من هينات التأمين التبادلي‪ ،‬إال إن أشهرها هينتان هما‪:‬‬

‫‪ .1‬هيئررات التررأمين ات الحصررص البحتررة أو المقدمررة‪ :‬هرري هينررات تضررم أعضرراء متشررابهين فرري‬
‫الخطر المأمن منه‪ .‬وهي تدار عن طريق مجلس إدارة ينتخب أعضاأه من قبل المشرتركين فري‬
‫الهينة‪ ،‬ولكل عضو صوت بحسب حصته‪ .‬وينظر إلى عضوية المجلس على أنها خدمة قانمة‬
‫علررى التطررو دون مقابررل‪ ،‬ويعررين المجلررس سرركرتي ار مررن خارجهررا ب ارتررب محرردد‪ .‬ويقرروم السرركرتير‬
‫برردوره بتعي ررين فني ررين فرري أعم ررال الت ررأمين للقيررام بتنفي ررذ المش رررو ويتقاضررون أجر ر ار إذا ل ررم يكونر روا‬
‫أعضاء في الهينة‪ .‬كما يمكن هنرا اسرتنجار شرركة مختصرة فري هرذا المجرال مقابرل أجرر معرين‪.‬‬
‫ويررتم التعاقررد مررع الهينررة عررن طريررق بطاقررات عضرروية الهينررة لتغطيررة المخرراطر‪ .‬ويشررترط تسرراوي‬
‫الحصي في تغطية الخطر‪ ،‬وبالترالي تتسراوى التأمينرات‪ ،‬وتتسراوى مسرأولية األعضراء‪ .‬وتقروم‬
‫الهينررة بتحديررد األخطررار المررأمن منهررا‪ ،‬وشررروط التررأمين‪ ،‬وقرريم الحصرري وطريقررة دفعهررا عنررد‬
‫تحقرق الخسررارة ألحرد األعضرراء‪ .‬ومررن تلر الطرررق تحصريل قسررط مبرردني مقردما‪ ،‬وتحديررد التكلفررة‬
‫النهانيررة للتررأمين بالنسرربة للعضررو فرري نهايررة المرردة تبعر ا لنتررانس أعمررال الهينررة‪ .‬وللعضررو الحررق فرري‬
‫اسررترداد زيررادة القسررط عررن التعررويض‪ ،‬كمررا أنرره ملررزم برردفع زيررادة التعررويض عررن القسررط‪ .‬واالتجرراه‬
‫الحرالي هرو عردم توزيرع كامررل الفرانض وتكروين احتياطرات واسررتثمارها للجروء إليهرا عنرد الحاجررة‪،‬‬
‫باإلضافة إلى تثبيت قيمة القسط أسوة بالتأمين التجاري‪ ،‬حيث تتبع في تحديد قيمة القسط نفس‬
‫األسس المتبعة في التأمين التجاري‪.‬‬
‫‪ .2‬هيئات تبادل عقود التأمين‪ :‬تتكون هذه الهينات مرن أفرراد وجماعرات يرأمن كرل مرنهم نفسره مرن‬
‫خطر معين‪ ،‬كما يقوم بتأمين يره من نفس األخطار‪ .‬ويكتتبون جميع ا في اتفاق يسرمى اتفراق‬
‫المكتتبين‪ ،‬ويطلق على كل عضو منهم عندنذ مسرمى مكتترب‪ .‬ويشرتمل االتفراق بتوضري أنروا‬
‫الت ررأمين الت رري تباش رررها الهين ررة وش ررروط العض رروية‪ .‬ويق رروم األعض رراء بانتخ رراب لجن ررة استش ررارية‬
‫وتوضرري اختصاصرراتها والت ري مررن أهمهررا تعيررين وكيررل قررانوني للهينررة والررذي قررد يكررون الوكيررل‬
‫القررانوني فررردا أو شررركة‪ .‬ويكررون الوكيررل بمثابررة المرردير الفعلرري للهينررة‪ ،‬حيررث يررتم التررأمين علررى‬
‫األعضرراء مررن خاللرره‪ ،‬كمررا يكررون مررن سررلطاته إل رزام العضررو برردفع نصرريبه مررن التعويضررات‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫ويشترط في الوكيل أن تكون لديه خبرة كافية في أعمال اإلدارة والتأمين من جهرة‪ ،‬والقردرة علرى‬
‫تمويررل مشرررو اإلدارة مررن جهررة أخرررى‪ .‬ويتقاضررى الوكيررل مقابررل ذل ر نسرربة مررن األقسرراط مررن‬
‫األعضرراء المكتبررين خررالل السررنة‪ ،‬تعررادل مررا بررين ‪ %4.-21‬مررن قيمررة األقسرراط المحصررلة فرري‬
‫حالررة تحملرره لكافررة النفقررات المتعلقررة برراإلدارة‪ ،‬وتررنخفض هررذه النسرربة إلررى ‪ %5.‬فقررط فرري حررال‬
‫تحم ررل األعض رراء لمص ررروفات اإلدارة‪ .‬وي ررتم ف ررت حس رراب منفص ررل لك ررل عض ررو بص ررورة فردي ررة‬
‫ومس ررتقلة عل ررى أس رراس حس ررابه الشخص رري‪ .‬حي ررث يح رروي الجان ررب ال رردانن نص رريب العض ررو م ررن‬
‫األقساط المحصلة لحسابه عن اشتراكه كمأمن لباقي أعضاء الهينة‪ ،‬وعواند استثمارها‪ .‬ويحوي‬
‫الجانررب المرردين نصرريب العضررو فرري الخسررارة الترري تصرريب ا‪.‬خ ررين‪ ،‬مضررافا إليرره نصرريبه مررن‬
‫المصرروفات اإلداريررة للهينررة حررالل العرام‪ .‬ويرردور الرصرريد المتبقرري بعرد خصررم االحتياطررات الترري‬
‫يقررهررا اتفرراق المكتتبررين‪ ،‬حيررث يسرردد للعضررو رصرريد حسررابه بالكامررل فرري نهايررة المرردة إذا كرران‬
‫داننر را‪ ،‬ويتع ررين علي رره ف رري المقاب ررل دف ررع قيم ررة الرص رريد للوكي ررل إذا ك رران م رردينا ‪ .‬ويح ررق للعض ررو‬
‫االنسحاب من الهينة متى شاء وطلرب تصرفية حسرابه‪ ،‬وعندنرذ يررد جرزء مرن القسرط الرذي دفعره‬
‫عررن وثيقترره يتناسررب مررع المرردة المتبقيررة مررن العقررد‪ ،‬كمررا يقفررل حسررابه بررأن يحسررب لرره جررزء مررن‬
‫األقسراط المحصررلة لمصررلحته تتناسررب مررع المرردة المتبقيررة مررن العقررد‪ ،‬ويحاسررب علررى نصرريبه فرري‬
‫خسانر األعضاء حتى يوم إقفال حسابه‪ ،‬ويرد له رصيد حسابه إذا تبقى له شيء لدى الهينة‪.‬‬

‫‪ .3‬التأمين التعاوني‬

‫هو التأمين الذي تطبقره الجمعيرات التعاونيرة‪ ،‬وهري جمعيرات مدنيرة تهردل إلرى تقرديم خدمرة‬
‫ألعضررانها تتمثررل فرري تقرريم خدمررة التررأمين ألعضررانها بأقررل تكلفررة ممكنررة‪ .‬حيررث يكررون الفرررق بررين‬
‫األقساط والتعويضات والذي تملكه الهينات التجارية ملكا لألعضاء في الجمعيرات التعاونيرة ألنهرم‬
‫مأمنين‪ ،‬وبهذا تنخفض تكلفة التأمين بالنسبة لهم‪ .‬وتقوم هذه الجمعيات على مبادئ التعاون التي‬
‫تتمثل في عضوية الجمعية المفتوحة واالختيارية للجميع‪ ،‬وحق األعضاء في اإلدارة حيث تنتخرب‬
‫اإلدارة م ررن ب ررين األعض رراء‪ ،‬وقص ررر من ررافع الجمعي ررة عل ررى األعض رراء‪ ،‬وحري ررة االنس ررحاب مكفول ررة‬
‫للعضو في أي وقت يشاء حيث يحاسرب العضرو عنرد انسرحابه وفقر ا لنترانس أعمرال الجمعيرة‪ .‬وتبردأ‬
‫الجمعية عملها بقيرام عردد مرن األفرراد بصريا ة عقرد تأسيسرها‪ ،‬ثرم يرتم بعرد ذلر انضرمام األعضراء‬
‫إليهر ررا وفق ر را لتل ر ر المبر ررادئ‪ .‬ولر رريس للجمعير ررات رأس مر ررال علر ررى النحر ررو الر ررذي ير رررى فر رري الشر ررركات‬

‫‪36‬‬
‫المساهمة‪ ،‬بل تبدأ الجمعية عملهرا ت‬
‫باشرتراكات األعضراء التري هري المصردر األول للتمويرل‪ ،‬والتري‬
‫يملكها ألعضاء وما يتولد عنها من رب أو خسارة‪ ،‬حيث يرتم توزيرع الفرانض علرى األعضراء وفقرا‬
‫الشررتراكاتهم فرري حالررة وجرروده‪ ،‬أمررا فرري حالررة عرردم كفايررة االشررتراكات والترري كانررت تحصررل بشرركل‬
‫مبدني فإنه كان يرجرع فري السرابق علرى األعضراء لسرداد العجرز‪ ،‬ثرم ترم إتبرا مبردأ تثبيرت القسرط‬
‫أسوة بالتأمين التجاري‪ ،‬وتم عمل احتياطات يرجع إليها عند وجود عجز‪ ،‬أما في حالة عدم كفايرة‬
‫االحتياطات أو عدم وجودها وذل عند بدء العمل فإن العجز يغطى عرن طريرق القررض علرى أن‬
‫يسرردد فيمررا بعررد مررن الف روانض المسررتقبلية‪ .‬وتمررارس اإلدارة عملهررا مجان ر ا‪ ،‬أي أن التررأمين التعرراوني‬
‫يقوم على مبدأ الوكالة بدون أجر‪ ،‬في جانب العالقة الموجودة بين األعضراء وبرين اإلدارة‪ ،‬وعلرى‬
‫مبدأ المعاوضة في جانب العالقة الموجودة بين حملة الوثانق بعضرهم بربعض‪ ،‬إذ يعرد كرل عضرو‬
‫فرري الجمعيررة مأمن ر ا ومأمن ر ا لرره فرري وقررت واحررد كمررا هررو حاصررل فرري التررأمين التبررادلي‪ .‬وللجمعيررة‬
‫حساب واحد يحوي في جانبه الدانن اشتراكات األعضراء المدفوعرة والمسرتحقة‪ ،‬وعوانرد اسرتثمارها‪،‬‬
‫ويحوي في جانبه المدين المصروفات اإلداريرة للجمعيرة والتعويضرات المدفوعرة والمسرتحقة‪ ،‬ونراتس‬
‫هذا الحساب من رب أو خسارة يعود على األعضاء وحدهم دون سواهم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أقسام التأمين الخاص باعتبار الخطر المنمن منه‬

‫ينقسم التأمين الخاي بأنواعه الثالثرة‪ :‬التجراري‪ ،‬والتبرادلي‪ ،‬والتعراوني‪ ،‬إلرى قسرمين كبيررين‬
‫هما‪ :‬التأمين البري‪ ،‬والتأمين البحري‪ .‬أي أن عقود التأمين البري‪ ،‬وعقود التأمين البحري قد تكون‬
‫تأمينا تجاريا‪ ،‬وقرد تكرون تأمينرا تبادليرا‪ ،‬وقرد تكرون تأمينرا تعاونيرا‪ ،‬برالنظر إلرى الهينرة التري تصردر‬
‫العقررد‪ .‬فررإذا كرران عقررد التررأمين البررري أو البحررري صرراد ار عررن هينررة تجاريررة كرران تأمينر ا تجارير ا‪ ،‬واذا‬
‫كرران عقررد التررأمين البررري أو البحررري صرراد ار عررن هينررة تبادليررة كرران تأمين ر ا تبادلي ر ا‪ ،‬واذا كرران عقررد‬
‫التأمين البري أو البحري صاد ار عن هينة تعاونية كان تأمينا تعاونيا‪.‬‬

‫‪ .1‬التأمين البري‬

‫ه و التأمين الذي يغطي اإلنسان أثناء وجوده على اليابسة‪ ،‬وفي الممرات المانية‪ .‬ويغطي‬
‫ممتلكات اإلنسان أثناء وجودها على اليابسة فقط‪ .‬ويلحق به التأمين الجوي أيضا‪ .‬وينقسم التأمين‬
‫البري بدوره إلى ثالثة أقسام هي‪ :‬التأمين على األشياء‪ ،‬والتأمين على األشخاي‪ ،‬والتأمين من‬

‫‪37‬‬
‫المسأولية المدنية‪ .‬وقد يقسم التأمين إلى قسمين هما التأمين على األشخاي‪ ،‬والتأمين من‬
‫األضرار والذي يشمل كالا من التأمين على األشياء‪ ،‬والتأمين من المسأولية‪.‬‬

‫‪ .1.1‬التأمين على األشياء‪ :‬هو التأمين الذي يغطي ممتلكات اإلنسان ضد األخطار التي‬
‫مثل خطر‬ ‫تصيبها أثناء وجودها على اليابسة‪ ،‬فتأدي إلى تلفها كليا‪ ،‬أو جزنيا‪ .‬وذل‬
‫الحريق‪ ،‬والسرقة‪ ،‬و يرها‪ .‬ومن ثم يهدل هذا النو من التأمين إلى تعويض المأمن له عن‬
‫الخسانر المادية التي تلحق بذمته المالية مباشرة‪ ،‬نتيجة حدوث تل األخطار أو األضرار‪.‬‬

‫‪ .1.1‬التأمين على األشخاص‪ :‬هو التأمين الذي يغطي اإلنسان ضد األخطار التي تصيبه في‬
‫نفسه أثناء وجوده على اليابسة‪ ،‬وفي الممرات المانية‪ ،‬مثل‪:‬الوفاة‪ ،‬والبقاء‪ ،‬واإلصابة‪،‬‬
‫والمرض‪ ،‬والزواج‪ ،‬والوالدة‪ .‬وينقسم هذا النو من التأمين بدوره إلى قسمين رنيسين هما‪:‬‬

‫‪ .1.2.1‬التأمين من اإلصابات‪ :‬هو التأمين الذي يغطي اإلنسان ضد اإلصابات البدنية الخارجيرة‬
‫المفاجنة والتي قد تأدي إلى وفاته‪ ،‬أو إلى عجزه الدانم كلي ا أو جزني ا عن العمرل‪ ،‬أو إلرى‬
‫عجزه المأقت كلي ا أو جزنير ا عرن العمرل‪ ،‬خرالل فتررة زمنيرة معينرة‪ .‬وقرد يكرون الترأمين مرن‬
‫اإلصررابات تأمين را فردي را‪ ،‬وذل ر بررأن يكررون المررأمن لرره فررردا واحرردا يررأمن نفسرره مررن جميررع‬
‫اإلصابات التي قد تلحق به خرالل مردة عقرد الترأمين‪ ،‬فيسرمى الترأمين عندنرذ تأمينر ا عامر ا‪.‬‬
‫أو يأمن نفسه من إصابات معينة مثل اإلصابات التي قد تلحقره بسربب نشراطه الرياضري‬
‫أو المهنرري‪،‬أو الترري قررد تلحقرره مررن ح روادث المرررور‪ ،‬فيسررمى التررأمين عندنررذ تأمين را خاص را‪.‬‬
‫كمررا قررد يكررون التررأمين مررن اإلصررابات تأمينر ا جماعير ا حيررث يكررون المررأمن لرره جماعررة مررن‬
‫الناس ينتمون إلى هينة واحدة مثل طالب مدرسة أو جامعة معينة‪ ،‬وأعضاء نراد رياضري‬
‫معين‪ ،‬وعمال في مصنع معين‪.‬‬
‫‪ .2.2.1‬التأمين على الحياة ( الصور العادية)‪ :‬هو عقد يتعهد بموجبه المأمن في مقابرل أقسراط‬

‫بأن يدفع للمستفيد الذي اشترط التأمين لصالحه (والذي قرد يكرون المرأمن لره‪ ،‬أو شخصر ا‬
‫ثالث را)‪ ،‬مبلغ را مررن المررال‪ ،‬عنررد مرروت المررأمن علررى حياترره‪ ،‬أو عنررد بقانرره حي را عنررد ترراري‬
‫معرين‪ .‬ومبلر الترأمين إمررا أن يكرون رأس مررال يرردفع للمسرتفيد دفعررة واحردة‪ ،‬وامررا أن يكررون‬
‫مرتبر ا طروال حيرراة المسررتفيد‪ ،‬وذلر بحسررب المتفررق عليرره فرري وثيقررة التررأمين‪ .‬وهنررا ثررالث‬
‫حاالت تندرج تحت ما يسمى الصور العادية لهذا النو من التأمين هي‪:‬‬

‫‪38‬‬
‫أ‪ .‬التأمين لحالة الوفاة‪ :‬هو عقد يلتزم بموجبه المرأمن فري مقابرل أقسراط برأن يردفع للمسرتفيد مبلر‬
‫التأمين الموض بالعقد عن وفاة المأمن له على حياته‪ .‬وتندرج تحت هذه الحالة ثالث صور‪:‬‬
‫‪ ‬التأمين العمري‪ :‬وفيه يدفع المأمن للمستفيد مبل التأمين رأس مال‪ ،‬أو إيرادا مرتب ا مدى‬
‫الحياة‪ ،‬وذل عند وفاة المأمن له على حياته‪ ،‬أي ا كان الوقت الذي تحدث فيه الوفاة‪.‬‬

‫‪ ‬التأمين المنقت‪ :‬وفيه يدفع المأمن للمستفيد مبل التأمين‪ ،‬إذا مات المأمن له على حياته في‬
‫خالل مدة معينة‪ ،‬فإن لم يمت في خالل هذه المدة برنت ذمة المأمن‪ ،‬واستبقى أقساط التأمين‬
‫التي قبضها‪.‬‬

‫‪ ‬تأمين البقيا‪ :‬وفيه يدفع المأمن مبل التأمين للمستفيد إذا بقي حيا بعد وفاة المأمن له على‬
‫حياته‪ ،‬فإذا توفي المستفيد قبل المأمن له على حياته انتهى عقد التأمين‪ ،‬وبرنت ذمة المأمن‪،‬‬
‫واستبقى األقساط التي قبضها‪.‬‬

‫ب‪ .‬التررأمين لحالررة البقرراء‪ :‬هررو عقررد يتعهررد بموجبرره المررأمن فرري مقابررل أقسرراط بررأن يرردفع للمسررتفيد‬
‫الذي اشترط التأمين لصالحه والذي البر ا مرا يكرون هرو نفسره المرأمن لره مبلغر ا مرن المرال فري‬
‫تاري معين‪ ،‬إذا كان المأمن له قرد بقري حيرا إلرى ذلر التراري المحردد فري وثيقرة الترأمين‪ .‬أمرا‬
‫إذا ترروفي المررأمن لرره قبررل ذلر الترراري فررإن عقررد التررأمين ينتهرري‪ ،‬وتبر أر ذمررة المررأمن‪ ،‬ويسررتبقي‬
‫األقساط التي قبضها‪ .‬وتندرج تحت هذه الصورة صورتان ويمكن أن تكون ثالث صور‪.‬‬
‫‪ ‬التأمين برأس مرال مرجرأ ( عقرد الوقفيرة البحترة)‪ :‬وفيره يردفع المرأمن مبلر الترأمين للمرأمن لره‬
‫علررى حياترره إذا كرران هررو المسررتفيد مبلغ ر ا مررن المررال دفعررة واحرردة‪ ،‬إذا بقرري المررأمن لرره حي ر ا عنررد‬
‫حلول األجل الموض بالعقد‪.‬‬
‫‪ ‬التأمين بإيراد مرتب ( عقد دفعات الحياة)‪ :‬وفيه يدفع المأمن للمأمن لره إذا كران هرو المسرتفيد‬
‫بدالا من رأس المال إيرادا مرتب ا مدى الحياة‪ ،‬أو لمدة معينرة‪ .‬فرإذا عراش المرأمن لره علرى حياتره‬

‫بعد حلول األجل المعين‪ ،‬وكان هو المستفيد كما هو الغالب‪ ،‬فإنه يأخذ من المأمن إيرادا مرتب ا‬
‫شررهريا أو سررنويا إلررى أن يمرروت إذا كرران اإلي رراد مرردى الحيرراة‪ ،‬أو إلررى انقضرراء المرردة المعينررة إذا‬
‫كان اإليراد لمدة معينة‪ ،‬على أن يبقى حي ا عند استحقاق المرتب الدوري‪.‬‬
‫‪ ‬التأمين المًاد‪ :‬يقترن التأمين لحالة البقاء عادة بتأمين مضاد‪ .‬ذل أن المأمن له على حياته‬
‫فرري التررأمين لحالررة البقرراء معرررض دانمرا لفقررد األقسرراط‪ ،‬الترري دفعهررا للمررأمن إذا مررات المررأمن لرره‬

‫‪32‬‬
‫قبل األجل المعين‪ ،‬سواء أكان التأمين برأس مال مرجأ‪ ،‬أم بإيراد مرجرأ‪ ،‬فيلجرأ المرأمن لره علرى‬
‫حيات رره ع ررادة إل ررى عق ررد ت ررأمين مض رراد‪ ،‬ف رري مقاب ررل قس ررط خ رراي يض ررال إل ررى القس ررط األص ررلي‪،‬‬
‫وبالتررالي يسررترد الورثررة األقسرراط المدفوعررة إذا ترروفي المررأمن لرره قبررل األجررل المعررين وانتهررى عقررد‬
‫التأمين بموته‪ ،‬وكانت هذه األقساط تبقى ملك ا للمأمن لوال التأمين المضاد‪ .‬ويتبين مرا سربق أن‬
‫التررأمين المضرراد تررأمين لحالررة الوفرراة‪ ،‬يقترررن بالتررأمين لحالررة البقرراء‪ .‬وقررد يلجررأ المررأمن لرره علررى‬
‫حياتره وبخاصررة فرري الترأمين بررإيراد مرجررأ إلررى عقرد التررأمين المضرراد بصررورة أقرروى‪ ،‬فيسررترد ورثترره‬
‫بموجبه األقساط المدفوعة إذا مات هو قبل األجل المحدد بالعقد‪ .‬واذا بقري حير ا عنرد حلرول هرذا‬
‫األجل واستحق اإليراد المرتب جمع إليه األقساط المدفوعة‪ ،‬أو جعل هرذا االسرترداد لورثتره عنرد‬
‫موت رره‪ ،‬واكتف ررى ه ررو بر راإليراد المرت ررب‪ .‬وتكف ررل ه ررذه الص ررورة الخاص ررة للت ررأمين المض رراد اس ررترداد‬
‫األقساط في جميع األحوال‪ .‬ولذل يكون قسط التأمين فيها كبي ار‪ .‬وهري تقتررب أن تكرون صرورة‬
‫لتكوين رأس المال‪ ،‬ومن هنا سميت رأس المال المحتفظ به‪.‬‬
‫ج‪ .‬التأمين المختلط‪ :‬هو عقد بموجبه يلتزم المأمن في مقابل أقساط‪ ،‬بأن يدفع مبل الترأمين رأس‬
‫مال مرجأ‪ ،‬أو إيرادا مرتب ا‪ ،‬إلى المستفيد إذا توفي المأمن له على حياته في خرالل مردة معينرة‪،‬‬
‫أو إلى المأمن له على حياته نفسه إذا بقي حيا عند انقضاء هذه المدة المعينة‪ .‬وبالتالي يمكرن‬
‫القول إن هذا التأمين يجمع بين الترأمين لحالرة الوفراة‪ ،‬وبرين الترأمين لحالرة البقراء‪ ،‬ومرن ثرم فهرو‬
‫يجمع بين مزايا هذين النوعين من التأمين‪ ،‬ويتجنب مساونهما‪ ،‬ولذل كان أكثر منهما انتشا ار‪،‬‬
‫وكران القسررط فيره أعلررى مرن القسررط فري أي منهمررا‪ .‬وتنردرج تحررت الترأمين المخررتلط صرور عديرردة‬
‫أهمها الصور األربع ا‪.‬تية‪:‬‬

‫‪ ‬التررأمين المخررتلط العررادي‪ :‬وفيرره يرردفع المررأمن مبل ر التررأمين إمررا للمررأمن لرره علررى حياترره ( أو‬
‫لمسررتفيد يعينرره) إذا بقرري حير ا عنررد حلررول أجررل معررين‪ ،‬وامررا للمسررتفيد عنررد مرروت المررأمن لرره علررى‬
‫حياته قبل انقضاء األجل المعين‪ .‬وتسمى هذه الصرورة الترأمين المخرتلط البسريط‪ ،‬وهنرا صرورة‬
‫أخرى مركبة يكون فيها مبل التأمين الرذي يردفع للمسرتفيد إذا تروفي المرأمن لره علرى حياتره قبرل‬
‫األجل المعين بالعقد‪ ،‬أقل من المبل الذي يدفع للمأمن له علرى حياتره إذا بقري حير ا عنرد حلرول‬
‫األجل المحدد بالعقد‪ .‬وللمأمن له أن يختار إذا بقي حي ا عند حلول األجل الموض بالعقد برين‬
‫أمررين يتمثررل أولهمررا فرري أن يسررتبقي التررأمين كمررا ظهررر أي تأمينرا لحالررة البقرراء فيتقاضررى المبلر‬

‫‪45‬‬
‫األكبر وهو رأس المال دفعة واحدة‪ ،‬أو يحوله إلرى إيرراد مرترب مردى الحيراة‪ .‬ويتمثرل الثراني فري‬
‫أن يعتبر التأمين تأمينا لحالة الوفاة‪ ،‬حيث مبل التأمين فيه هرو المبلر األقرل والرذي كران مقرد ار‬
‫لهرذا النررو مررن الترأمين‪ ،‬ويرردفع عنررد وفاترره لمسرتفيد بعينرره‪ ،‬وفرري هررذه الحالرة يقررل دفررع األقسرراط‪،‬‬
‫وفري نظيرر اقتصراره علرى المبلر األقرل يقربض فررو ار مرن المرأمن مبلغر ا معينر ا يعوضره عرن ذلر ‪،‬‬
‫ويتقاضى هذا المبل إما دفعة واحدة‪ ،‬أو إيرادا مرتبا مدى الحياة‪.‬‬
‫‪ ‬التررأمين ألجررل محرردد‪ :‬وفيرره يرردفع المررأمن مبل ر التررأمين عنررد حلررول األجررل المحرردد بالعقررد إمررا‬
‫للمررأمن علررى حياترره إذا بقرري حي ر ا إلررى هررذا األجررل‪ ،‬وامررا للمسررتفيد الررذي يعينرره المررأمن لرره علررى‬
‫حياته إذا مات قبرل هرذا األجرل المحردد بالعقرد‪ .‬وينقطرع دفرع األقسراط إذا مرات المرأمن لره علرى‬
‫حياترره قبررل حلررول األجررل المحرردد‪ .‬وهنررا يوجرد تأمينرران كمررا فرري التررأمين المخررتلط العررادي أحرردهما‬
‫تررأمين لحالررة البقرراء إذا بقرري المررأمن لرره حي ر ا عنررد حلررول األجررل‪ ،‬وا‪.‬خررر تررأمين لحالررة الوفرراة إذا‬
‫مات المأمن له على حياتره قبرل ذلر ‪ .‬ولكرن مبلر الترأمين فري هرذه الحالرة األخيررة ال يردفع كمرا‬
‫فرري التررأمين المخررتلط العررادي بعررد مرروت المررأمن لرره علررى حياترره‪ ،‬بررل يرردفع عنررد حلررول األجررل‬
‫المحدد بالعقد‪ .‬فالمأمن مطمنن من البداية إلى أنه ال يردفع مبلر الترأمين إال عنرد حلرول األجرل‬
‫المحرردد بالعقررد إمررا للمررأمن لرره علررى حياترره‪ ،‬وامررا للمسررتفيد‪ .‬وهررذا هررو الفرررق بررين التررأمين ألجررل‬
‫محرردد والتررأمين المخررتلط العررادي‪ .‬ويترتررب علررى هررذا الفرررق أن قسررط التررأمين فرري التررأمين ألجررل‬
‫محدد يكون أقل من القسط في التأمين المختلط العادي‪.‬‬
‫‪ ‬ترأمين المهرر‪ :‬وفيره يرردفع المرأمن مبلر الترأمين عنرد حلررول األجرل المحردد بالعقرد للمسرتفيد وهررو‬
‫شررخي معررين بالررذات‪ ،‬إذا بقرري هررذا المسررتفيد حير ا عنررد حررول األجررل‪ .‬ويلجررأ إلررى هررذا النررو مررن‬
‫الت ررأمين ش ررخي ل رره ول ررد يري ررد أن يكف ررل ل رره مهر ر ار عن ررد حل ررول أج ررل مع ررين‪ ،‬في ررأمن عل ررى حيات رره‬
‫لمصررلحة ولررده لهررذا األجررل المحردد‪ .‬فررإذا حررل األجررل وبقرري الولررد حيرا دفررع المررأمن مبلر التررأمين‬
‫لررألب إذا ك رران حي را‪ ،‬واال فللول ررد مباش ررة‪ .‬وينقط ررع دفررع األقس رراط بمرروت األب الم ررأمن لرره عل ررى‬
‫حيات رره‪ .‬أم ررا إذا م ررات الول ررد قب ررل حل ررول األج ررل المع ررين ف ررإن الت ررأمين ينته رري بموت رره‪ ،‬وتبر ر أر ذم ررة‬
‫المأمن‪ ،‬ويستبقي األقساط التي قبضرها‪ .‬ومرن أجرل هرذا يلجرأ المرأمن لره علرى حياتره عرادة إلرى‬
‫تررأمين مضرراد يسررترد برره األقسرراط المدفوعررة فرري حالررة مرروت الولررد قبررل األجررل المحرردد‪ .‬ويختلررل‬
‫تأمين المهر عن التأمين ألجل محدد في أن مبل التأمين في تأمين المهر ال يردفع إال إذا بقري‬

‫‪40‬‬
‫المستفيد حي ا عند حلول األجل المحدد‪ ،‬أما في التأمين ألجل محدد فإن التأمين يدفع في جميع‬
‫األحوال في األجل المحدد‪ ،‬إما للمأمن له على حياته‪ ،‬واما لمستفيد آخر‪.‬‬
‫‪ ‬تأمين األسرة‪ :‬وفيره يردفع المرأمن مبلر الترأمين للمرأمن لره علرى حياتره فري أجرل محردد إذا كران‬
‫حي ا‪ ،‬واال فلمستفيد يعينه المأمن له‪ .‬والى هنا يماثل تأمين األسرة التأمين ألجل محدد‪ ،‬ولكنهما‬
‫يختلفران فري أنرره إذا تروفي المررأمن لره فري تررأمين األسررة قبررل حلرول األجرل المحرردد‪ ،‬وانقطرع دفررع‬
‫األقساط حصل المستفيد فو ار على إيراد دوري من المأمن إلرى حرين حلرول األجرل‪ ،‬ثرم يتقاضرى‬
‫مبل التأمين عند حلول األجل‪.‬‬
‫‪ .3.2.1‬التررأمين علررى الحيرراة ( الصررور غيررر العاديررة)‪ :‬هنررا ثررالث صررور يررر عاديررة للتررأمين‬
‫على الحياة إلى جانب الصور السابقة العادية‪:‬‬
‫أ‪ .‬التررأمين الجمرراعي‪ :‬هررو تررأمين يعقررده شررخي معررين لمصررلحة مجموعررة مررن النرراس تربطرره بهررم‬
‫رابطة عمل‪ ،‬تجعل له مصلحة في هذا التأمين‪ .‬وذلر مثرل الترأمين الرذي يعقرد صراحب مصرنع‬
‫لمصلحة عمال مصنعه‪ ،‬والذي يعقده صاحب متجر لمصلحة مستخدميه وعماله‪ ،‬والرذي تعقرده‬
‫إدارة نرراد رياضرري لمصررلحة أعضرراء الفريررق‪ .‬ومررن خصرراني هررذا التررأمين أنرره يعقررد لمصررلحة‬
‫مستفيدين ير معينين بذواتهم‪ ،‬فيكون مستفيدا كل شخي توافرت فيه هذه الصفات عنرد وقرو‬
‫الحادث المأمن منه مثل عامل المصرنع‪ ،‬أو مسرتخدم المتجرر‪ ،‬أو عميرل وسرانل النقرل العرام أو‬
‫ركرراب الطررانرات‪ ،‬أو عضررو النررادي الرياضرري‪ ،‬أو طالررب المدرسررة أو الجامعررة‪ .‬ويشررمل التررأمين‬
‫الجمرراعي عررادة التررأمين مررن اإلصررابات‪ ،‬والتررأمين مررن المرررض‪ ،‬والتررأمين علررى الحيرراة‪ .‬ويشررمل‬
‫التأمين على الحياة نوعين من التأمين هما‪:‬‬
‫‪ ‬تررأمين مأق رت لحالررة الوفرراة‪ ،‬يحصررل بموجبرره ورثررة المررأمن لرره علررى حياترره علررى مبل ر معررين إذا‬
‫توفي المأمن له أثناء مدة عمله‪ .‬حيث يحسب المبل على أساس مرتب العامل ومدة خدمته‪.‬‬
‫‪ ‬تررأمين لحالررة البقرراء ب ررأس مررال مرجررأ أو بررإيراد مرجررأ‪ .‬وال ينفررذ هررذا التررأمين إال عنررد عرردم نفرراذ‬
‫التأمين السابق‪ .‬فإذا لم يمت المأمن له أثناء المدة التي عمل فيها عند صاحب العمل‪ ،‬واعتزل‬
‫العمل لبلو ه سن المعاش( ويكون عادة سن الستين)‪ ،‬كان له أن يحصل على مبلر مرن المرال‬
‫يحسررب علررى أسرراس مرتبرره ومرردة خدمترره‪ ،‬ويكررون رأس مررال يأخررذه دفعررة واحرردة‪ ،‬أو إي ررادا مرتب را‬
‫مدى الحياة‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫ب‪ .‬التأمين الشعبي‪ :‬هو تأمين على الحياة مثل سانر أنوا التأمين على الحيراة‪ ،‬فقرد يكرون تأمينر ا‬
‫لحالررة الوفرراة‪ ،‬أو تأمين را مختلط را‪ .‬ولكنرره يتميررز بصررغر مبل ر التررأمين نسرربيا‪ ،‬وانخفرراض أقسرراطه‬
‫نسبي ا أيض ا‪ ،‬حتى يالنم الطبقات ذات الدخول المنخفضة‪ .‬فهو تأمين أريد به التيسير على هذه‬
‫الطبقرات حترى تنتفرع بم ازيرا الترأمين فري حرردود إمكاناتهرا المحردودة‪ .‬وأكثرر مرا يكرون هرذا التررأمين‬
‫تأمينر را لحال ررة البق رراء‪ ،‬أو تأمينر را مختلطر را‪ .‬ويك ررون ف رري الغال ررب تأمينر را مختلطر را حي ررث يجم ررع ب ررين‬
‫عنصري التأمين واالدخار‪.‬‬
‫ج‪ .‬التأمين التكميلي‪ :‬هو تأمين المأمن له في التأمين على الحياة من خطر عجزه عن االسرتمرار‬
‫في دفع أقساط هذا النو من التأمين‪ ،‬بسبب مرض أو عجز عن العمل‪ .‬فيلجرأ المرأمن لره إلرى‬
‫عقد تأمين آخر‪ ،‬بجانب عقد التأمين علرى الحيراة يتعهرد بموجبره المرأمن ( وقرد يكرون هرو نفرس‬
‫المررأمن فرري التررأمين علررى الحيرراة) فرري مقابررل أقسرراط‪ ،‬بررأن يقرروم هررو برردفع أقسرراط التررأمين علررى‬
‫الحياة بدالا مرن المرأمن لره إذا عجرز هرذا عرن دفعهرا لحرادث أعجرزه عرن الردفع‪ .‬وبالترالي ال يعرد‬
‫التأمين التكميلي تأمين ا على الحياة ولكنه تأمين من المرض‪ ،‬أو من أي حادث آخرر ينرتس عنره‬
‫عجز المرأمن لره عرن دفرع أقسراط الترأمين علرى الحيراة‪ .‬ولكنره مرع ذلر لريس تأمينر ا مسرتقالا مرن‬
‫المرض‪ ،‬أو من العجز‪ ،‬بل هو تأمين تابع ومكمل للتأمين علرى الحيراة‪ ،‬ومرن ثرم سرمي الترأمين‬
‫التكميلرري‪ .‬ويحسرب القسررط فيرره علررى أسرراس القسررط فرري التررأمين علررى الحيرراة‪ .‬وقررد يرردمس التررأمين‬
‫التكميلرري فرري التررأمين علررى الحيرراة فيصررب مبل ر التررأمين بموجررب هررذا االنرردماج تررأمين مخررتلط‬
‫كامررل‪ ،‬مسررتحق الرردفع فرري حالررة الوفرراة‪ ،‬أو فرري حالررة حلررول األجررل المحرردد‪ ،‬أو فرري حالررة العجررز‬
‫الدانم الناشئ عن مرض أو عن أي حرادث آخرر‪ .‬وقرد يتعهرد المرأمن بموجرب الترأمين التكميلري‬
‫في حالة العجز الكلي والدانم بدفع أقساط التأمين على الحياة عند وقو العجز‪ ،‬وقد يتعهرد برأن‬
‫يعجل للمأمن له مبل التأمين المستحق بموجب عقد التأمين على الحياة‪ ،‬أو بأن يدفع له إيرادا‬
‫مرتبا يتراوح بين ‪ %5.-1‬من مبل التأمين دون إخالل بحق المأمن له فري مبلر الترأمين عرن‬
‫حلررول موعررد اسررتحقاقه‪ .‬كمررا قررد يتعهررد المررأمن فرري حالررة العجررز الجزنرري والمأقررت برردفع أقسررط‬
‫التأمين طوال مدة العجز المأقت‪ ،‬وقد يدفع لره إيررادا مرتبرا طروال مردة هرذا العجرز‪ .‬كمرا يضرمن‬
‫المررأمن فرري النهايررة مرروت المررأمن لرره بتررأثير س بررب خررارجي مفرراجئ‪ ،‬فيرردفع لورثررة المررأمن لرره‬
‫مبلغر ر ا مس رراوي ا للمبلر ر المس ررتحق بموج ررب عق ررد الت ررأمين عل ررى الحي رراة‪ ،‬فيأخ ررذ الورث ررة ب ررذل ك ررال‬
‫المبلغين‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫ومن صرور الترأمين علرى األشرخاي يرر صرور الترأمين علرى الحيراة‪ ،‬و يرر الترأمين مرن‬
‫اإلصابات ما يأتي‪:‬‬

‫‪ ‬تأمين الزواج‪ :‬هو عقد يتعهد بموجبه المأمن بأن يدفع للمرأمن لره فري مقابرل أقسراط مبلغرا مرن‬
‫المررال إذا تررزوج قبررل أن يبلر سررنا معينررة‪ .‬فررإذا لررم يتررزوج المررأمن لرره إلررى السررن الموض ر بالعقررد‬
‫انتهى العقد وبرنت ذمة المأمن من دفع مبل التأمين‪ ،‬واحتفظ المأمن باألقساط المدفوعة‪ .‬وقرد‬
‫يلجأ المأمن له إلى عقد تامين مضاد إلى جانب عقرد ترأمين الرزواج يتعهرد بموجبره المرأمن فري‬
‫مقابل أقساط إضافية قليلة القيمة بأن يررد للمرأمن لره أو لورثتره األقسراط التري دفعرت فري ترأمين‬
‫الزواج إذا لم يتزوج المأمن له أو توفي قبل السرن المحردد بالعقرد‪ .‬أمرا إذا ترزوج المرأمن لره قبرل‬
‫السن المحدد بالعقد فإنه يوقل دفع األقساط‪ ،‬ويأخذ من المأمن مبل التأمين الموض بالعقد‪.‬‬
‫‪ ‬تأمين األوالد‪ :‬هو عقد يتعهد بموجبه المأمن برأن يردفع للمرأمن لره فري مقابرل أقسراط مبلغرا مرن‬
‫المررال عنررد والدة كررل طفررل للمررأمن لرره‪ .‬ويبقررى المررأمن لرره مسررتم ار برردفع األقسرراط ط روال المرردة‬
‫المتفق عليها‪ ،‬وكلمرا رزق المرأمن لره بطفرل اسرتحق مبلر ترأمين عرن هرذا الولرد‪ ،‬إلرى أن ينتهري‬
‫التأمين بفعل أي سبب من األسباب التي تأدي إلرى انتهانره‪ .‬وقرد ينتهري الترأمين دون أن يررزق‬
‫المرأمن لرره بولررد طروال مرردة العقررد‪ .‬وقررد يلجررأ المررأمن لرره إلررى عقررد تررامين مضرراد إلررى جانررب عقررد‬
‫تأمين األوالد يتعهد بموجبه المأمن في مقابل أقساط إضافية قليلة القيمة بأن يرد للمأمن له أو‬
‫لورثته التي دفعت في تأمين األوالد إذا لم يرزق المأمن له بولد‪ ،‬أو توفي قبل انتهاء العقد‪.‬‬
‫‪ ‬التأمين من المرض‪ :‬هو عقد يتعهد بموجبه المأمن بأن يدفع للمأمن له في مقابل أقساط‬
‫مبلغ ا من المال دفعة واحدة‪ ،‬أو على أقساط‪ ،‬وبأن يرد له مصروفات العالج كلها أو بعضها‪،‬‬
‫إذا مرض المأمن له في أثناء مدة العقد‪ .‬والتأمين من المرض قد يكون تأمينا فرديا‪ ،‬وقد يكون‬
‫تأمين ا عانلي ا‪ ،‬وقد يكون تأمين ا جماعي ا‪ .‬كما أنه قد يشمل جميع األمراض‪ ،‬وقد يقتصر على‬
‫أمراض معينة‪ ،‬أو على العمليات الجراحية‪.‬‬

‫‪ .3.1‬التأمين من المسنولية المدنية‪ :‬هو عقد بموجبه يأمن المأمن له مرن األضررار التري تلحرق‬
‫به بسبب رجو الغير عليه بالمسأولية‪ .‬وبالتالي يغطي التأمين من المسأولية األضرار التي‬
‫تلحررق برره بسرربب تحقررق مسررأوليته تجرراه الغيررر‪ ،‬ويغطرري األضررار الترري تلحررق المررأمن لرره مررن‬
‫مطالبة الغير لره بالمسرأولية‪ ،‬ولرو كانرت هرذه المطالبرة خاليرة مرن األسراس‪ .‬فيطالرب المرأمن‬

‫‪44‬‬
‫لرره المررأمن فرري هررذه الحالررة األخي ررة بمررا تكبررده مررن مصررروفات وتكرراليل فرري دفررع المسررأولية‬
‫عنرره‪ .‬وال يقصررد بالتررأمين مررن المسررأولية تررأمين الغيررر مررن اإلصررابات الترري تقررع عليرره مررن‬
‫المرأمن لرره واال أصررب تأمينر ا علررى األشررخاي‪ ،‬وانمررا يقصررد برره تررأمين المررأمن لرره نفسرره مررن‬
‫ضرر يقع علرى مالره بسربب رجرو الغيرر عليره بالمسرأولية‪ ،‬ومرن ثرم كران تأمينر ا علرى المرال‬
‫أي من األضرار‪ ،‬وبالتالي فإنه يتفق في ذل مع الترأمين علرى األشرياء‪ ،‬ولكنره يختلرل عنره‬
‫فرري أنرره تررأمين لرردين فرري ذمررة المررأمن لرره‪ ،‬فرري حررين أن التررأمين علررى األشررياء تررأمين لشرريء‬
‫مملو للمأمن له‪ .‬فمحل التأمين على األشياء هو ما للمأمن له من مال‪ ،‬أما محل التأمين‬
‫من المسأولية فهو ما على المأمن له من مال‪ .‬ولما كان التأمين من المسأولية تأمينا لدين‬
‫فه ررو بخ ررالل الت ررأمين عل ررى األش ررياء ال يقتص ررر عل ررى شخص ررين اثن ررين فق ررط وهم ررا الم ررأمن‬
‫والمأمن له‪ ،‬يوضع أحدهما تجراه ا‪.‬خرر‪ ،‬برل يمترد إلرى شرخي ثالرث هرو المتضررر‪ ،‬فيوجرد‬
‫عالقات متميزة بين المأمن والمأمن له من جهة‪ ،‬وبين المأمن والمتضرر من جهرة أخررى‪.‬‬
‫وتتعرردد أنروا التررأمين مررن المسررأولية بتعرردد ميررادين النشرراط ومررا تنطرروي عليرره مررن مسررأوليات‬
‫مختلفررة‪ .‬وقررد انتشررر هررذا النررو مررن التررأمين بتقرردم ا‪.‬الت الميكانيكيررة‪ ،‬والمخترعررات الحديثررة‪.‬‬
‫ويعرد التررأمين مرن المسررأولية عرن الحريررق بأنواعرره المختلفرة أول أنروا الترأمين مررن المسررأولية‬
‫ظهو ار‪ .‬ومن أمثلة الترأمين مرن المسرأولية عرن الحريرق‪ :‬ترأمين المسرتأجر مرن مسرأوليته عرن‬
‫حريررق العررين المررأجرة‪ ،‬وتأمينرره مررن مسررأوليته عررن امتررداد الحريررق إلررى األجرزاء المجرراورة مررن‬
‫العررين‪ ،‬وتررأمين الجررار مررن المسررأولية عررن امتررداد الحريررق إلررى جي ارنرره‪ .‬ثررم ظهررر بعررد ذل ر‬
‫التأمين من المسأولية عن حوادث العمل‪ ،‬والذي انتقل بعرد ذلر إلرى التأمينرات االجتماعيرة‪.‬‬
‫ثررم جرراء بعررد ذل ر التررأمين مررن المسررأولية عررن ح روادث النقررل‪ ،‬وعررن ح روادث السرريارات الررذي‬
‫انتشررر انتشررا ار واسررعا لشرردة الحاجررة إليرره وأصررب إجباري را فرري عرردد مررن الرردول ومررن ضررمنها‬
‫المملكررة اعتبررا ار مررن الخررامس عشررر مررن رمضرران فرري عررام ‪0423‬ه رر‪ ،‬وعررن ح روادث المرررور‬
‫بشرركل عررام‪ .‬ثررم جرراء التررأمين مررن المسررأولية عررن النشرراط المهنرري مثررل التررأمين عررن نشرراط‬
‫األطبراء والصرريادلة والمهندسررين‪ ،‬ونشرراط أصررحاب الفنررادق‪ ،‬ونشرراط أصررحاب معاهررد التعلرريم‪،‬‬
‫ونشاط معاهد األلعاب الرياضية‪ ،‬وانتهى األمر إلى التأمين من المسأولية عن النشاط بوجه‬
‫عام‪ ،‬مثل تأمين أصحاب العمارات من مسأوليتهم عن حوادث المصاعد وأعمال البوابين‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫‪ .1‬التأمين البحري‬

‫هو الذي يغطي ممتلكات اإلنسان أثناء وجودها في الممرات المانية‪ .‬وتنقسم وثانق التأمين‬
‫البحري إلى عد أقسام تبعا العتبارات متعددة كما يأتي‪:‬‬

‫‪ .1.1‬أقسام التأمين البحري باعتبار موًو التأمين‪:‬‬

‫أ‪ .‬تأمين السفينة‪ :‬يغطي هذا التأمين السفينة عن الخسانر الكلية والجزنية أثناء رسوها وابحارها‪،‬‬
‫ير‬ ‫فار ة ومحملة‪ .‬وقد يغطي السفينة لرحلة معينة فيكون القسط وحيدا نظ ار ألن العقد‬
‫زمني‪ ،‬وقد يغطيها لفترة زمنية معينة فيكون القسط متعددا ألن العقد زمني‪.‬‬

‫ب‪ .‬تأمين الشحنة‪ :‬يتميز هذا النو من الوثانق بتحديد قيمة الشحنة‪ ،‬ونوعها‪ ،‬ومنطقة سير‬
‫رحلتها‪ ،‬وبأن القسط يدفع وحيدا ومقدم ا‪ .‬مع مالحظة وجود حد أقصى لقيم البضاعة المأمنة‪،‬‬
‫وان التعويض يدفع على أساس قيمة الشراء ‪ +‬التكاليل األخرى مثل الشحن ‪ %05 +‬من‬
‫المجمو تكون بمثابة أرباح متوقعة‪.‬‬

‫وقد جرت العادة أن تلحق بهذين النوعين من الوثانق وثانق أخرى تعوض المأمن له عن‬
‫خسارته بسبب رق السفينة وضيا أجور الشحن المدفوعة مقدما‪ ،‬أو تعويض مال السفينة من‬
‫أخطار المسأولية تجاه الغير مثل الخطر الناتس عن التصادم‪.‬‬

‫‪ .1.1‬أقسام التأمين البحري باعتبار تقدير قيمة موًو التأمين‪:‬‬

‫أ‪ .‬وثائق محددة القيمة‪ :‬هي التي تتحدد فيها قيمة موضو التأمين مقدما‪ ،‬فإذا وقع الخطر التزم‬
‫المأمن بدفع المبل المحدد سلف ا بالعقد‪ ،‬دون الحاجة إلى تحديد القيمة الفعلية لموضو التأمين‬
‫وقت الحادث‪.‬‬

‫ب‪ .‬وثائق غير محددة القيمة‪ :‬هي التي يلتزم المأمن بمقتضاها بتعويض المأمن له عن الخسارة‬
‫بناء على قيمة موضو التأمين‬
‫الفعلية الالحقة بموضو التأمين‪ ،‬حيث يتم تحديد التعويض ا‬
‫المتضرر قبل وقو الخطر‪.‬‬

‫‪ .3.1‬أقسام التأمين البحري باعتبار مدة العقد‪:‬‬

‫‪46‬‬
‫أ‪ .‬وثائق محددة المدة‪ :‬هي التي تغطي الناقالت لمدة زمنية محددة مثل سنة‪ ،‬وتغطي رحالت‬
‫متعددة عادة‪.‬‬

‫ب‪ .‬وثائق غير محددة المدة‪ :‬هي التي تغطي الناقالت لرحلة واحدة فقط‪ ،‬حيث تكون هنا‬
‫وثيقة تأمين لكل لرحلة على حدة‪.‬‬

‫‪ .2.1‬أقسام التأمين البحري باعتبار نو الخسارة المتحققة‪:‬‬

‫أ‪ .‬وثائق عامة‪ :‬هي التي تغطي الخسانر الكلية نتيجة تحقق أخطار عامة كما هو شانع‪ .‬حيث‬
‫تمثل هذه الوثانق األساس في قيم أقساط عقود التأمين البحري األخرى بعد إضافة أو خصم ما‬
‫يقابل الزيادة أو النقي في مدى تغطية هذه العقود مقارنة بهذا العقد‪.‬‬

‫ب‪ .‬وثائق خاصة‪ :‬هي التي تغطي الخسانر الخاصة الناتجة بسبب تعرض السفينة لحادث أو‬
‫بسبب البحر‪ .‬وتصدر هذه الوثانق على أساس نسبة سماح معينة حيث ال يستحق المأمن له‬
‫التعويض إال إذا زادت الخسارة عن هذه النسبة‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬التأمين االجتماعي‬

‫هو تأمين تقوم به الدولة وتفرضه لمصلحة فنة معينة من فنات المجتمع وهي فنة العمال‪،‬‬
‫والتي تعتمد في كسب رزقها على العمل‪ .‬ويقصد بهذا التأمين تأمين هأالء العمال من خطر‬
‫فقدان الدخل نتيجة إصابات العمل‪ ،‬والمرض‪ ،‬والبطالة‪ ،‬والعجز‪ ،‬والشيخوخة‪ .‬ويسهم في حصيلته‬
‫العمال‪ ،‬وأصحاب األعمال‪ ،‬والدولة‪ .‬وهو ال يغطي ممتلكات العامل‪ ،‬أو أي ا من أفراد أسرته‪ .‬وقد‬
‫تستعين الدولة في تنظيم هذا التأمين وادارته ببعض هيناتها العامة‪ .‬ومن ثم يمكن القول‪ :‬التأمين‬
‫االجتماعي تأمين على األشخاي‪ ،‬إلنه يغطي العامل ضد األخطار التي تصيبه في نفسه فقط‪.‬‬

‫طرف عقد التأمين االجتماعي‬


‫أ ا‬

‫هنا طرفان لعقد التأمين االجتماعي هما‪:‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ .1‬المنمن له‪ :‬العامل في التأمين االجتماعي مأمن له ومستأمن ومستفيد في آن واحد‪ ،‬ألنه يقوم‬
‫بتحويل عبء أخطار معينة عن عاتقه إلى عاتق طرل آخر‪ ،‬لقاء مقابل مادي معين‪ .‬ويترجم‬
‫ذل التحويل عملي ا بحصوله على تعويض معين يدفع عند وقو خطر معين‪.‬‬

‫‪ .2‬المنمن‪ :‬المأمن في التأمين االجتماعي ثالثة أطرال هم الدولرة‪ ،‬وأصرحاب األعمرال‪ ،‬والعمرال‬
‫المشتركون في التأمين االجتماعي‪ .‬حيرث يتحمرل هرأالء تبعرة الخطرر باإلنابرة عرن العامرل‪ ،‬مرن‬
‫خالل إسهامهم جميع ا في دفع التعويض المدفو لمن يتضرر من العمال‪.‬‬

‫وبذل يكون التأمين االجتماعي تأمين ا تبادلي ا بالنسربة للعامرل‪ ،‬فرإذا نظرنرا إلرى عامرل بعينره‬
‫كان مأمنا له مرة إذا دفع االشت ار المقرر‪ ،‬وأسهم باقي العمال وصاحب العمل في تعويضه عند‬
‫وقررو الخطررر‪ .‬ومأمن ر ا م ررة أخرررى إذا أسررهم مررع ي رره مررن العمررال وأصررحاب األعمررال والدولررة فرري‬
‫تعويض أي عامل سواه إذا أصيب بخطر معين‪.‬‬

‫أقسام التأمين االجتماعي‬


‫تختلل المخاطر التي يغطيها التأمين االجتماعي من دولة ألخرى باختالل األنظمة‬
‫االقتصادية والسياسية واالجتماعية في كل منها‪ ،‬وباختالل مستويات الثقافة والمعيشة والصحة‪.‬‬
‫ولعل أكثر أقسام التأمين االجتماعي انتشا ار بالنظر إلى األخطار التي يغطيها أربعة‪:‬‬

‫‪ .1‬التأمين من إصابات العمل واألمرراض المهنيرة (األخطرار المهنيرة)‪ :‬إصرابة العمرل حرادث يقرع‬
‫للعامل في مقر العمل‪ ،‬أو في وقت يعد فيه العامل في حكم القانم على رأس العمل‪ ،‬كمن يوفد‬
‫ف رري مهم ررة‪ ،‬أو يتع رررض لح ررادث أثن رراء الطري ررق م ررن بيت رره إل ررى عمل رره وب ررالعكس عل ررى أن يس ررل‬
‫الطريررق المعترراد‪ .‬أمررا مرررض العمررل أو المرررض المهنرري فهررو المرررض الررذي ينشررأ عررن مباشرررة‬
‫العمل‪ .‬ويفترق عن إصابة العمل من ناحية عنصر المفاجأة‪ .‬فالمرض المهني إصابة جسمانية‬
‫تقررع بسرربب العمررل‪ ،‬ولكنهررا ال تنشررأ عررن حررادث فجرراني‪ ،‬بررل تترتررب علررى طبيعرة العمررل وظروفرره‬
‫خررالل فتررة مررن الررزمن‪ .‬كمررا أن المرررض المهنرري ينشررأ داخلير ا‪ ،‬وال يقررع نتيجررة سرربب خررارجي عررن‬
‫الجهرراز العضرروي للعامررل كمررا يحرردث الب را بالنسرربة لح روادث العمررل‪ .‬ويشررمل نظررام التأمينررات‬
‫السرعودي إصررابات العمررل واألمرراض المهنيررة‪ .‬ويتحمررل صرراحب العمرل وحررده اشررتراكات التررأمين‬
‫حي ررث تحص ررل االشر ررتراكات عل ررى أسررراس نس رربة منوير رة تبل ر ر ‪ %2‬م ررن أجر ررر العام ررل الخاضر ررع‬

‫‪48‬‬
‫لالشت ار ‪ ،‬وفق ا للمادة الثامنة عشرة من نظام التأمينرات االجتماعيرة السرعودي‪ .‬أمرا األجرر الرذي‬
‫تحسب على أساسه النسبة المنوية لالشتراكات فهو إما األجر الفعلي الذي يتقاضاه العامرل فري‬
‫ك ررل ش ررهر‪ ،‬وام ررا أج ررر ال يزي ررد ع ررن ح ررد مع ررين ش ررهري ا‪ .‬ويمك ررن تطبي ررق ف ررر المعاش ررات بص ررورة‬
‫اختيارية على المواطنين السعوديين المشتغلين بالمهن الحرة‪ ،‬أو الذين يزاولون لحساب أنفسهم‪،‬‬
‫أو بالمشرراركة مررع يرررهم نشرراطا تجاري را أو صررناعيا أو زراعي را أو فرري مجررال الخرردمات‪ ،‬وعلررى‬
‫الحرفيين‪ ،‬وعلى السعوديين الذين يعملون خرارج المملكرة دون أن يكونروا مررتبطين بعالقرة عمرل‬
‫مع صاحب عمل مقره الرنيس داخل المملكة‪ .‬كما يمكن أن يشمل أي فر مرن فررو التأمينرات‬
‫مواطنين من ير الفنات المنصوي عليها فيتحمل كل مشرتر مرنهم دفرع االشرت ار المرذكور‪.‬‬
‫وتتمثل الحقوق المالية للعامل المصاب مهني ا فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ ‬العناية الطبية بالمريض أو المصاب وما يتعلق بذل من نفقات مختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬برردالت يوميرره هرري عبررارة عررن نسرربه منويررة مررن األجررر اليررومي ش رريطة أال تقررل عررن حررد معررين‬
‫تسررتحق مررن اليرروم التررالي لوقررو إصررابة العمررل‪ .‬ويتوقررل اسررتحقاقها يرروم اسررتعادة المصرراب قدرترره‬
‫علررى العمررل أو شررفاء إصررابته أو وفاترره‪ .‬واذا ترروفى صرراحب العجررز الجزنرري الرردانم فرإن الورثرة ال‬
‫يستحقون شينا إال إذا ثبت أن سبب الوفاة يرجع إلى إصرابة العمرل‪ ،‬حيرث يتوقرل صررل البردل‬
‫إذا كانرت الوفرراة طبيعيررة مررن آخرر الشررهر الررذي حرردثت فيرره الوفراة‪ .‬أمررا إذا ترروفي صرراحب العجررز‬
‫الكلى الدانم فيوز البدل بين الورثة في شكل حصي‪ .‬على أال يتجاوز المجمو قيمة المعاش‪.‬‬
‫‪ .1‬تأمين معاشات الشيخوخة والعجز والوفاة‪ :‬يغطي هذا النو من التأمين ثالثة مخاطر هي‪:‬‬
‫‪ .2.1‬الشررريخوخة‪ :‬يقص ررد به ررا بل ررول الم ررأمن ل رره س ررنا يقتض رري أن يص ررب في رره ي ررر ق ررادر عل ررى‬
‫مواصلة العمل‪ .‬وقد حددت المادة (‪ )24‬من نظام التأمينات بالمملكة ذل السن بستين سرنة‬
‫هجرية‪ .‬على أن إتمام السرتين ال يحرتم بالضررورة التوقرل عرن ممارسرة النشراط المهنري‪ ،‬فقرد‬
‫تسررم قرروى العامررل وحالترره العامررة باالسررتمرار فرري العمررل‪ .‬وبالتررالي فررإن إتمررام شرررط السررن‬
‫واالسررتمرار فرري العمررل ال يعنررى بلررول الشرريخوخة واسررتحقاق المعرراش‪ ،‬بررل البررد مررن التوقررل‬
‫الفعلي عن العمل المشمول بالتأمين‪.‬‬
‫‪ .1.1‬العجز‪ :‬ويعني فقدان القدرة على أداء أي عمل من األعمال أو المهنة‪ ،‬دون أن يكون ذل‬
‫ناتج ا عن إصابة عمل‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ .2.1‬الوفاة‪ :‬وتعني وفاة العامل أي عانل األسررة بسربب خرالل اصرابه العمرل‪ .‬وهرذا الفرر مرن‬
‫التررأمين أهررم فرررو التررأمين االجتمرراعي ألن جميررع المررأمن لهررم أو أسرررهم ينتفعررون برره وذل ر‬
‫على العكس من فرو التأمينرات األخررى‪ .‬فقرد ال يتعررض العامرل لحرادث عمرل ‪ ،‬أو مررض‬
‫مهن ري فررال ينتفررع بالتررأمين مررن إصررابات العمررل‪ ،‬أو للتعطررل ط روال فت ررة عمررل فررال يفيررد مررن‬
‫التأمين ضد البطالة‪ ،‬أو مرض عادي خطير يحتاج بسببه للمطالبة بمزايا التأمين الصحي‪.‬‬
‫وقد جرت العادة على دمس التأمين ضد العجز والوفاة مع التأمين ضد الشيخوخة في فر‬
‫واحد‪ ،‬ألن المأمن لهم ال يكونرون قرد سرددوا باسرمهم قرد ار كافير ا مرن االشرتراكات فري حرالتي العجرز‬
‫والوفاة المبكرين‪ ،‬تسم بمقابلة ما يحصلون عليه وأسرهم من مزايا تأمينية‪.‬‬

‫التمويل‬
‫يمول هذا الفر باشتراكات تدفع مرن كرل مرن صراحب العمرل والعامرل بنسرب محرددة‪ .‬حيرث‬
‫يبلر اشررت ار صرراحب العمررل فرري النظررام السررعودي ‪ %4‬مررن متوسررط أجررر العامررل الشررهري‪ ،‬ويبلر‬
‫اشت ار العامل ‪ %4‬من أجره‪ ،‬ليصب المجمو ‪ %55‬من أجر العامل‪.‬‬
‫المزايا‬

‫أ‪ .‬المزايا التأمينية لمواجهة الشيخوخة‪ :‬يسرتحق مرن اسرتوفى الشرروط النظاميرة السرتحقاق معراش‬
‫الشرريخوخة [بلررول سررن السررتين واتمررام مرردة اشررت ار معين رة ] معاش را شررهريا مقررداره متوسررط األجررور‬
‫الشررهرية ألربعررة وعش ررين شرره ار السررابقة علررى حرردوث العجررز × عرردد سررنوات التررأمين × ‪.%2‬‬
‫وتضررال إلررى المعرراش نسرربة ‪ %5.‬مررن قيمت ره للشررخي األول المعررال مررن قبررل العامررل‪ .‬ونسرربة‬
‫‪ %1‬من المعاش لكل من الشخصين الثاني والثالث‪ ،‬وذل وفقا للنظام السعودي‪.‬‬
‫ب‪ .‬المزايا التأمينية لمواجهرة العجرز والوفراة‪ :‬يحرق للمرأمن عليره الرذي يصراب بعجرز يرر مهنري‬
‫قبررل بلو رره سررن التقاعررد الحصررول علررى معرراش عجررز إذا أمضررى مرردة اشررت ار محررددة بموجررب‬
‫النظررام‪ .‬ويررتم حسرراب المعرراش بررنفس الطريقررة الترري تررم بهررا حسرراب معرراش الشرريخوخة شرريطة أال‬
‫يقررل مبلر معرراش العجررز عررن ‪ %4.‬مررن متوسررط األجررور الشررهرية ويررزداد بنسرربة ‪ %1.‬إذا كرران‬
‫العاجز يحتاج لمساعدة الغيرر للقيرام بأعبراء حياتره العاديرة‪ .‬أمرا إذا تروفي العامرل وكران صراحب‬
‫معرراش فررإن الحررق فرري المعرراش الررذي كرران يتقاضرراه ينتقررل إلررى الورث رة‪ .‬وفرري هررذه الحالررة تتوقررل‬
‫إضافات المعولين واضافة الحاجة إلى الغير بسبب العجز‪ .‬وأما في حالة وفاه مأمن عليه ير‬

‫‪05‬‬
‫ذي معاش بالمعايير المذكورة سرابق ا فرإن معراش الورثرة يحسرب علرى أسراس معراش العجرز الرذي‬
‫كان يحق للمتوفى تقاضيه‪ ،‬كما لو كان قد أصيب بعجز ير مهني في تاري الوفاة‪ .‬واذا كران‬
‫المتوفى من ير الفنات المذكورة سابق ا فرإن الحقروق التري ترأول إلرى الورثرة تحردد فري دفرع مبلر‬
‫يعادل مجمو االشتراكات التي دفعرت لحسراب العامرل باسرم اشرتراكات عمرال (‪ %1‬مرن األجرر)‬
‫تضال إليها منحة قدرها ‪ %1‬من هذا المبل ‪ ،‬وهذا كله مشروط بكون المرأمن عليره قرد أمضرى‬
‫اثني عشر شه ار تأميني ا قبل وفاته‪.‬‬
‫‪ .2‬الترررأمين الصرررحي‪ :‬يغطرري هررذا النررو مررن التررأمين المرررض العررادي يررر الناش رئ عررن مزاول ررة‬
‫المهنة‪ ،‬أو عرن حرادث عمرل‪ ،‬كمرا يغطري ظررول األمومرة مرن حمرل ووضرع‪ .‬ويتقررر بمقتضراه‬
‫حررق العامررل فرري الحصررول علررى إجررازة مرضررية ط روال مرردة العجررز عررن العمررل بسرربب المرررض‪،‬‬
‫بحيث ال تتجاوز مدة معينة‪ ،‬والحصول على نسبة من األجر خالل تل الفترة‪ ،‬والحصول على‬
‫الرعاية الطبية‪ ،‬والخدمات العالجيرة الالزمرة‪ ،‬شرريطة اسرتكمال مردة اشرت ار معينرة‪ .‬وهرذا النرو‬
‫من التأمين ير مشمول من قبل النظام السعودي‪.‬‬
‫التمويل‬
‫يمول هذا النو مرن الترأمين باشرتراكات يأديهرا كرل مرن العامرل وصراحب العمرل فري شركل‬
‫نسبة منوية من أجر العامل‪ ،‬تختلل من دولة ألخرى‪ .‬وقد تسهم الدولة باالشت ار في شركل نسربة‬
‫منوية من أجر العامل أيض ا‪.‬‬
‫المزايا التأمينية المستحقة‬
‫تختلل المزايا المستحقة المترتبة على هذا النو من التأمين من دولة ألخرى‪ ،‬على النحو ا‪.‬تي‪:‬‬
‫أ‪ .‬تتضررمن أنظمررة التررأمين الصررحي المطبقررة فرري بعررض الرردول معون رة مالي رة فرري حررالتي المرررض‬
‫واألمومررة‪ ،‬دون تقريررر أي رعايررة طبيرة للمررأمن لرره‪ .‬وترردفع تلر المعونررة فرري شرركل نسرربه منويررة‬
‫تبل ر ‪ %1‬مررن أجررر العامررل لمرردة زمني رة تت رراوح مررن ‪ 27 - 52‬أسرربوعا‪ ،‬ش رريطة قضرراء فت ررة‬
‫اشت ار معينة يحددها النظام‪.‬‬
‫ب‪ .‬تتضررمن أنظمررة التررأمين الصررحي المطبقررة فرري دول أخرررى م ازيررا نقدي رة فرري صررورة معونررات‬
‫ماليرة‪ ،‬وتقررديم رعايررة طبيرة للمررأمن علرريهم مررن ذكررور وانرراث فرري حالررة المرررض يررر المهنرري‪،‬‬
‫وللمأمن عليهن في حالتي الحمل والوضع حق المعونرة فري شركل نسربة تترراوح مرا برين ‪- 1.‬‬

‫‪00‬‬
‫‪ % 51‬مررن أجررر العامررل لمرردة معين رة يحررددها النظررام‪ .‬وقررد تكررون المعون رة مبلغ ر ا موحرردا علررى‬
‫حساب فنات األجر‪ ،‬شريطة قضاء فترة اشت ار معينة يحددها النظام‪.‬‬
‫ج‪ .‬تررني أنظمررة التررأمين الصررحي المطبقررة فرري بعررض الرردول العربي رة علررى حررق المررأمن لهررا فرري‬
‫مزايا تأمينية معينة في حالتي الحمل والوضع‪ ،‬شريطة إتمام مدة اشت ار معينة‪ .‬وتتمثل تل‬
‫المميرزات فرري الرعايررة الطبيررة أثنرراء الحمررل وعنررد الروالدة وبعرردها‪ ،‬باإلضررافة إلررى معونررة ماليرره‬
‫تتراوح ما بين ‪ % 11 - 1.‬من متوسط األجر لمدة تتراوح ما بين ‪ 7. - 1.‬يوم ا‪.‬‬
‫‪ .2‬التأمين ًد البطالة‪ :‬نظام يقضي بدفع مبلر نقردي للعامرل المرأمن عليره تعويضر ا لره عرن جرزء‬
‫مررن أج رره الررذي فقررده نتيجررة انتهرراء عملرره لسرربب خررارج عررن إ اردترره‪ .‬ويقتصررر االنتفررا برره علررى‬
‫العاملين المأمن لهم الذين يعتمدون على دخلهم من العمل‪ ،‬عندما يفقدون عملهم بغير إراداتهم‬
‫إذا كانوا قادرين على العمل و ار بين فيه‪ .‬وهذا النو من التأمين ال يشمله النظام السعودي‪.‬‬
‫التمويل‬
‫يمول هذا النو من التأمين في الدول التري يطبرق فيهرا مثرل مصرر باشرت ار ثالثري‪ ،‬حيرث‬
‫يسررهم كررل مررن الدولرة وصرراحب العمررل والعامررل فرري تمويررل هررذا التررأمين‪ ،‬وذلر علررى أسرراس نسرربة‬
‫منوي رة مررن أجررر العامررل‪ .‬حيررث يتحمررل العامررل نسرربة ‪ %2‬مررن األجررر‪ ،‬ويتحمررل كررل مررن صرراحب‬
‫العمل والدولة نسبة ‪ %5‬من متوسط األجور‪ ،‬ليكون المجمو ‪ %4‬من متوسط األجور‪.‬‬
‫المزايا‬
‫يسررتحق العامررل تعويضر ا مادير ا بواقررع ‪ %1.‬مررن األجررر الررذي سرردد االشررت ار علررى أساسرره‪.‬‬
‫ويصرل تعويض البطالة أسربوعيا لمردة معينرة يحرددها النظرام‪ ،‬وهري تختلرل مرن دولرة إلرى أخررى‬
‫حيث تتراوح من ‪ 25 - 53‬أسبوع ا‪ ،‬وذل بشروط معينة تتمثل فري االشرت ار لمردة معينرة يحرددها‬
‫النظررام‪ ،‬وقيررد اسررم العامررل فرري سررجل العرراطلين‪ ،‬والتررردد علررى مكاتررب القرروى العامل رة فرري مواعيررد‬
‫محددة‪ ،‬وأال يكون إنهاء الخدمة بسبب االسرتقالة أو الفصرل الترأديبي‪ .‬ويرتم وقرل صررل تعرويض‬
‫البطالة في حاالت معينة منها رفض المأمن له االلتحاق بعمل مناسب‪ .‬وعدم التردد علرى مكترب‬
‫القرروى العامل رة فرري المواعيررد المحررددة نظام ر ا‪ ،‬ورفررض الترردريب المهن ري المقرررر مررن مكتررب العمررل‬
‫المخررتي‪ ،‬واشررتغال المررأمن لره لحسررابه الخرراي أو لحسرراب الغيررر‪ ،‬واسررتدعاء المررأمن لرره للخدمررة‬
‫العسكرية‪ ،‬ومغادرة البالد‪.‬‬

‫‪02‬‬
‫الفصل السادس‬

‫أركان( عناصر) عقد التأمين‬

‫هي األركان الخاصة بعقد الترأمين لتخررج برذل األركران العامرة للعقرد‪ ،‬والتري يشرتر فيره عقرد‬
‫التررأمين مررع ي رره مررن العقررود‪ .‬وتسررمى أحيان ر ا عناصررر عقررد التررأمين حتررى ال يفهررم أن المقصررود‬
‫بأركان عقد الترأمين تلر األركران العامرة للعقرد‪ ،‬أو األركران الخاصرة والعامرة معرا‪ .‬وهري مسرتنبطة‬
‫من تعريل عقد التأمين‪ .‬وهنا أربعة أركان خاصة بعقود التأمين جميع ا‪.‬‬

‫الركن األول‪ :‬قسط التأمين‬

‫يررتم الحررديث هنررا عررن قسررط التررأمين فرري التررأمين الخرراي‪ ،‬لسرربق الحررديث عررن القسررط فرري‬
‫التأمينات االجتماعية‪ ،‬وذل من خالل النقاط ا‪.‬تية‪:‬‬

‫‪ .5‬القسررط محررل الت رزام المررأمن لرره أو المسررتأمن‪ ،‬ومصرردر هررذا االلت رزام هررو عقررد التررأمين الخرراي‪،‬‬
‫والترزام المرأمن فري التررأمين الخراي فري المقابررل بردفع مبلر الترأمين للمسررتفيد عنرد وقرو الخطررر‪.‬‬
‫فقسط التأمن سبب في وجود مبل التأمين أو سبب في تعهد المأمن بدفع مبل التأمين للمستفيد‬
‫عند وقو الخطر المأمن منه‪ ،‬والقسط أيضا أثر مترتب على وجود مبل التأمين‪.‬‬
‫‪ .2‬القسط التزام مأكد من حيث الثبروت ألنره ثبرت بموجرب العقرد‪ ،‬وهرو مأكرد مرن حيرث التنفيرذ ألنره‬
‫يرردفع بمجرررد توقيررع العقررد وذل ر علررى افت رراض عرردم إنهرراء العقررد مررن قبررل أحررد الط ررفين‪ ،‬وعرردم‬
‫انتهانه ألي سبب من األسباب التي يمكن أن تنهيه قبل نهاية مدته الزمنية‪ .‬ويمكن أن يقال إنه‬
‫احتمالي من حيث التنفيذ الحتمال إنهاء العقد مرن قبرل أحرد طرفري العقرد‪ ،‬أو انتهانره ألي سربب‬
‫من األسباب التي تنهيه قبل انتهاء مدة العقد الزمنية‪.‬‬
‫‪ .3‬قسررط التررأمين ثمررن للخطررر المررأمن منرره‪ .‬فهررو المقابررل المررادي الررذي يدفعرره المررأمن لرره للمررأمن‬
‫مقابل تحمل عبء الخطر‪ ،‬أي أنه هو الثمن الذي يدفعه المأمن له لتحويل عبء الخطر إلى‬
‫المأمن‪ .‬فهنا إذن عالقة وثيقة بين قسط التأمين والخطرر المرأمن منره‪ ،‬فقسرط الترأمين يحسرب‬
‫على أساس هذا الخطر‪ ،‬فإذا تغير الخطر تغير معه قسط الترأمين زيرادة أو نقصرانا‪ ،‬وفقرا لمبردأ‬
‫عام مسلم به في التأمين‪ ،‬هو مبدأ نسبية القسط إلى الخطر‪.‬‬

‫‪03‬‬
‫‪ .4‬يدفع القسط دانم ا قبل وقو الخطر‪ ،‬ألنه المصدر األول لمبرال الترأمين المدفوعرة للمسرتفيدين‬
‫عند وقو األخطار المأمن منها‪ ،‬بمعنى أنه فوري الدفع‪ .‬وهرو فري نفرس الوقرت ديرن فري ذمرة‬
‫المأمن له عند توقيع العقد‪ ،‬ال تب أر منه إال بالسداد‪.‬‬
‫‪ .1‬األصرل فري القسرط أن يرردفع مررة واحردة عنرد توقيررع الخطرر‪ ،‬ولكنره قرد يجر أز ليردفع علرى أقسرراط‬
‫متسرراوية القيمررة ترردفع علررى آجررال دوريررة متسرراوية‪ ،‬ليكررون كررل جررزء مررن القسررط مقررابالا لتحمررل‬
‫المأمن لعبء الخطر في الفترة الزمنية التي يتم دفع جزء القسط فيها‪ .‬وال تختلل قيمة القسط‬
‫هنا سواء دفع القسط مرة واحدة في بداية العقد أم دفع فري آجرال متسراوية‪ ،‬بمعنرى أن مجمرو‬
‫األقساط عند دفعه على آجال متعددة تماثل قيمته إذا دفع كله مرة واحدة‪.‬‬
‫‪ .7‬يدفع القسط عادة مرة واحدة فقط عندما تنتفي الزمنية عن العقد‪ ،‬وذلر عنردما ال ينتهري العقرد‬
‫في تاري زمني محدد كمرا فري عقرود الترأمين البحرري علرى المنقروالت الماديرة‪ ،‬حيرث ال يكرون‬
‫العقرد زمنيرا ألن العقرد ينتهرري بوصرول البضرراعة أو المنقررول المرادي إلررى نقرط التسررليم المحررددة‬
‫بالعقد‪.‬‬
‫‪ .1‬يتخذ القسط الصفة النقدية دانم ا‪.‬‬
‫‪ .5‬يمثل القسط الحد األقصى اللتزام المأمن له تجاه المأمن‪.‬‬

‫أنوا القسط وطرق حسابها‪:‬‬

‫هنا نوعان من القسط هما‪:‬‬

‫‪ .1‬القسررط الصررافي‪ :‬يعبررر القسررط الصررافي عررن التكلفررة الفعليررة للخطررر‪ .‬ويعرررل بأنرره ذل ر القسررط‬
‫الذي لو تقاضاه المأمن فإنه لن يحقق ربح ا ولن يعاني من الخسارة‪ .‬ويتم فيما يأتي بيان كيفية‬
‫حساب القسط الصافي في التأمين من األضرار والتأمين على األشخاي‪.‬‬
‫‪ .1.1‬حساب القسط الصرافي فري الترأمين مرن األًررار‪ :‬يرتم حسراب القسرط الصرافي علرى أسراس‬
‫وحدة قيمية‪ ،‬ووحدة أخرى زمنية‪ .‬فالوحدة القيمية هي وحدة تقردرها هينرة الترأمين أو المرأمن‪،‬‬
‫ولررتكن مانررة ح مررثالا‪ ،‬بحيررث يحسررب القسررط الصررافي علررى أسرراس هررذه الوحرردة‪ .‬فررإذا أمررن‬
‫المرأمن لره علرى موضرو مرا بمبلر مانرة ح مررثالا فإنره يردفع قسرطا معينرا فري المقابرل‪ ،‬ويزيررد‬
‫هذا القسط بنسبة زيادة المبل المأمن عليه‪ ،‬فيكون عشرة أمثال إذا كان المبل المرأمن عليره‬
‫ألل ح مثالا‪ ،‬وخمسين مثالا إذا كران المبلر المرأمن عليره خمسرة آالل ح وهكرذا‪ .‬و تكرون‬

‫‪04‬‬
‫الوحدة الزمنية في العرادة سرنة واحردة‪ .‬فيحسرب القسرط الصرافي علرى أسراس أن مبلر الترأمين‬
‫هو مانة ح‪ ،‬وأن مردة الترأمين هري سرنة واحردة‪ ،‬ويضراعل القسرط بعرد ذلر بنسربة مرا يصرل‬
‫إليرره مبلر التررأمين‪ ،‬كمررا يتكرررر سررنة بعررد سررنة بحسررب المرردة المحررددة لعقررد التررأمين‪ .‬فررإذا كرران‬
‫مبل التأمين مانة ح‪ ،‬وكانت مدتره سرنة واحردة فرإن القسرط الصرافي يحسرب بحسرب احتمرال‬
‫وقو الخطر‪ ،‬وبحسب جسامته المتوقعة أي بحسب حجرم الضررر المتولرد عنره‪ .‬وهنرا عردة‬
‫عوامررل موضرروعية‪ ،‬وأخرررى شخصررية‪ ،‬تسررهم فرري تحديررد قيمررة القسررط الصررافي‪ ،‬وذل ر علررى‬
‫النحو ا‪.‬تي‪:‬‬
‫أ‪ .‬العوامل الموًوعية‪ :‬تتمثل العوامل الموضوعية في العوامل ا‪.‬تية‪:‬‬
‫‪ ‬معامل احتمال وقو الخطر‪ :‬ويتم حسابه بمعرفة عدد الوحدات الخاضعة لخطر معين في فتررة‬
‫زمنية معينة سابقة‪ ،‬في مكان معين‪ ،‬ومعرفرة عردد الحروادث فري نفرس الفتررة‪ ،‬فري نفرس المكران‪،‬‬
‫حيث تتم قسمة عدد الحوادث على عردد الوحردات‪ .‬فرإذا افترضرنا مرثالا وجرود عشررة آالل سريارة‬
‫في مدينة ما في خال لفترة زمنية معينة‪ ،‬وافترضنا أن عدد حوادث السريارات فري تلر الفتررة هرو‬
‫مانررة حررادث مررثالا‪ ،‬وبقسررمة ‪ 5.... ÷5..‬فيكررون النرراتس هررو ‪ .%5‬بمعنررى أن احتمررال وقررو‬
‫الخطر يبل ‪ %5‬أي أن هنا سريارة مرن كرل مانرة سريارة تصراب بحرادث سرنوي ا‪ .‬وهنرا عالقرة‬
‫طرديررة بررين قيمررة القسررط وبررين معامررل احتمررال وقررو الخطررر حيررث يررزداد القسررط بزيررادة معامررل‬
‫احتمررال وقررو الخطررر عمرالا بمبرردأ نسرربية القسررط إلررى الخطررر‪ ،‬بررافتراض ثبررات العوامررل األخرررى‪.‬‬
‫فررإذا افترضررنا أن شررركة التررأمين قررد أمنررت علررى عش ررة آالل حالررة مررثالا‪ ،‬وأنهررا أمنررت علررى كررل‬
‫حالة بمبل مانة ح ولمدة سنة واحدة‪ ،‬وذل وفقا لألساسين الفنيين اللذين يقروم عليهمرا الترأمين‬
‫وهمررا تقرردير االحتمرراالت وقررانون الكث ررة أو األعررداد الكبي ررة‪ .‬وافترضررنا أن الخطررر المررأمن منرره‬
‫يتحقق في خمسين حالة من بين الحاالت المأمن عليها في السنة الواحردة‪ ،‬وافترضرنا أيضر ا أن‬
‫خطررر الحريررق يتحقررق كررامالا مررن ناحيررة حجررم الخسررارة المتولرردة عررن الخطررر المتحقررق فرري هررذه‬
‫الخمسين حالة‪ ،‬فهذا يعني أن الشركة ستدفع تعويض ا كامالا للمأمن لهم يبلر مانرة ح عرن كرل‬
‫حالة من الخمسين‪ ،‬أي أن مجمو ما تدفعه شركة التأمين من التعويض في السنة يبلر خمسرة‬
‫آالل ح‪ .‬فإذا وز هذا المبل على مجمو المأمن لهم وهم عشرة آالل لكران النصريب الرذي‬
‫يتحمله كل مأمن له هو نصل ح فقط‪ ،‬وهذا هو القسط الصرافي الرذي يجرب علرى كرل مرأمن‬
‫له أن يدفعه فري كرل سرنة حترى يغطري خطر ار مقرداره مانرة ح‪ .‬وهرذا هرو الحرال أيضر ا فري عقرود‬

‫‪00‬‬
‫التررأمين علررى األشررخاي لحلررة الوفرراة ولحالررة البقرراء حيررث ترردفع شررركة التررأمين كامررل المبلر فرري‬
‫حالة وفاة المأمن له أو بقانه حيا إلى نهاية مدة العقد‪.‬‬
‫‪ ‬متوسرررط التعرررويض‪ :‬هنررا تناسررب طررردي بررين قيمررة القسررط الصررافي ومتوسررط التعررويض‪ ،‬أو‬
‫متوسررط الخسررارة المتولرردة عررن تحقررق الخطررر‪ ،‬وذل ر مررع افت رراض ثبررات العوامررل األخرررى‪ .‬فررإذا‬
‫ظهر على سبيل المثرال أن متوسرط الخسرارة المتولردة عرن وقرو الخطرر فري الخمسرين حالرة فري‬

‫المثرال السرابق هرو ثالثررة أخمراس المبلر المررأمن عليره وهرو مانرة ح‪ ،‬أي أنهررا تبلر سرتين ريرراالا‬
‫فرري كررل حالررة مررن الحرراالت الخمسررين‪ ،‬وبالتررالي فررإن مجمررو التعررويض الررذي تدفعرره الشررركة فرري‬
‫السنة هو ثالثة آالل ح فقط‪ .‬فإذا وز هذا المبل على مجمو المأمن لهم وهم عشررة آالل‬
‫لكرران نصرريب كررل مررنهم فرري تحمررل الخسررارة هررو ‪ .03‬ح‪ ،‬وهررذا يعنرري وجرروب تخفرريض القسررط‬
‫الصررافي إلررى هررذا المقرردار عررن كررل مانررة ح‪ .‬أمررا إذا ازداد متوسررط التعررويض ليبلر ثمررانين فرري‬
‫المانة من المبل المأمن عليه أي أن مجمو التعويض الذي تدفعه الشركة في السنة هو أربعة‬
‫آالل ح فقط‪ ،‬فإذا وز هذا المبل على مجمو المأمن لهم وهم عشرة آالل لكان نصيب كل‬
‫مرنهم فري تحمررل الخسرارة هرو ‪ .04‬ح‪ ،‬وبالتررالي فرإن القسرط الصررافي يجرب أن يرزداد ليبلر ‪.04‬‬
‫رياالا وهكذا‪.‬‬
‫‪ ‬قيمررة مبلررت التررأمين‪ :‬هنررا عالقررة طرديررة بررين قيمررة القسررط الصررافي وبررين قيمررة مبلر التررأمين‪،‬‬
‫حيث تزداد قيمة القسط الصافي بزيادة قيمة مبل التأمين‪ ،‬بافتراض ثبات العوامل األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬المدة الزمنية‪ :‬هنا عالقة طردية بين قيمة القسط الصافي ومدة العقد بافتراض ثبرات العوامرل‬
‫األخرى‪ ،‬حيث تزداد قيمة القسط الصافي بزيادة مدة العقد وذل حيث يكون الخطر ثابتا طروال‬
‫مدة العقد كما في عقود التأمين على األشياء مثالا‪ .‬أما إذا كان معامل وقو الخطر متغي ار كما‬
‫في عقود التأمين على األشخاي لحالة البقاء أو الوفاة وهي عقود طويلة األجل عادة وبالترالي‬
‫فرإن القسرط يرزداد بزيرادة مردة العقرد كمرا فري حراالت الترأمين علرى األشرخاي لحالرة الوفراة حيررث‬
‫يزداد معامل احتمال وقو خطر الوفاة مع مرور الزمن‪ ،‬وقد يتناقي بزيرادة مردة العقرد كمرا فري‬
‫عقررود التررأمين علررى األشررخاي لحالررة البقرراء حيررث يقررل معامررل احتمررال وقررو خطررر البقرراء مررع‬
‫مرور الزمن‪ ،‬وان كان اتجاه شرركات الترأمين هرو تثبيرت قيمرة القسرط طروال مردة العقرد فري حرال‬
‫تغير معامل احتمال وقو الخطر طوال مدة العقد‪ .‬ويالحظ أن بعرض األخطرار تقبرل بطبيعتهرا‬
‫الخضو لقاعدة السنة‪ ،‬ولكن شركات التأمين تقبل التأمين عليها لمدة أقل مرن سرنة كمرن يرأمن‬

‫‪06‬‬
‫علررى سرريارته ضررد الحروادث لمرردة ثالثررة أشررهر مررثالا‪ ،‬أو يررأمن علررى منزلرره لمرردة سررتة أشررهر فررإن‬
‫القسط المدفو في هذه الحالة يكون أقل من القسط المدفو لنفس الخطر لمدة سرنة ولكرن نسربة‬
‫االنخفاض ال تكون بنفس نسربة مردة العقرد إلرى السرنة‪ ،‬أي أن القسرط المردفو لمردة ثالثرة أشرهر‬
‫يكررون أكبررر مررن ربررع القسررط السررنوي كمررا أن القسررط المرردفو لمرردة سررتة أشررهر يكررون اكبررر مررن‬
‫نصرل القسرط السرنوي‪ ،‬وذلر ألن معامرل احتمرال وقررو الخطرر لريس ثابترا طروال السرنة كمررا أن‬
‫المصررروفات العامررة الترري تتحملهررا شررركة التررأمين خررالل السررنة ال تررنقي بررنفس النسرربة‪ .‬أي أن‬
‫االتفاق على دفع القسرط كرل شرهر مرثالا أو كرل ثالثرة أو سرتة أشرهر ال يعنري أن المردة التري ترم‬
‫على أساسها هي شهر أو ثالثة او ستة أشهر بل إنها تظل دانما وكما هي القاعدة مدة السنة‪،‬‬
‫وبالتالي فإن المدة التي تقل عن السنة تظل وسيلة لدفع القسط وليس أساس ا لتحديده‪.‬‬
‫‪ ‬سررعر الفائرردة السرروقية‪ :‬يتناسررب القسررط الصررافي عكسرري ا مررع سررعر الفانرردة فرري السرروق بررافتراض‬
‫ثبات العوامل األخرى‪ ،‬فإنه لما كانت تتجمع لدى شركات الترأمين أمروال كثيررة مصردرها أقسراط‬
‫الت ررأمين المحص ررلة والت رري ت رردفع مق رردم ا باإلض ررافة إل ررى االحتياط ررات المكون ررة ف رري س ررنوات س ررابقة‬
‫وكانرت شررركات الترأمين تسررتثمر هرذه األمروال‪ ،‬فرإن عوانررد هرذه االسررتثمارات تخري المررأمن لهررم‬
‫ألنها ناتجة عن استثمار أقساطهم وبالتالي فإن على المأمن أن يدفع هذه األموال لهم ولكنه ال‬
‫يرردفعها لهررم بطريررق مباشررر‪ ،‬وانمررا يرردفعها لهررم بطريررق مباشررر وذل ر عررن طريررق تخفرريض قيمررة‬
‫القسط المدفو ‪ .‬ومن هنا يتم تغيير قيمرة القسرط الصرافي وفقر ا لسرعر الفانردة السروقية‪ ،‬حيرث يرتم‬
‫تخفيض قيمة القسط إذا ارتفع سعر الفاندة وتم زيادة قيمة القسط إذا انخفض سعر الفاندة‪.‬‬
‫ب‪ .‬العوامل الشخصرية‪ :‬هنرا عوامرل شخصرية تسرهم فري تحديرد قيمرة القسرط الصرافي وذلر مرن‬
‫خالل إسهامها في تحديد معامل احتمال وقو الخطر زيادة ونقصان ا‪ ،‬وهذه العوامل هي‪:‬‬
‫‪ ‬سرررن المرررنمن لررره‪ :‬يتناسررب قسررط التررأمين مررع سررن المررأمن لرره طردي را‪ ،‬أو عكسرريا‪ ،‬وذل ر تبع را‬
‫لطبيعررة عق ررد الت ررأمين‪ ،‬وب ررافتراض ثب ررات العوام ررل األخ رررى‪ .‬ف ررإذا ك رران العق ررد تأمينر را م ررن حر روادث‬
‫السيارات مثالا فإن قيمة القسط تتناسب عكسي ا مع سن المأمن لره‪ ،‬بمعنرى أن القسرط يرزداد مرع‬
‫صغر سن المأمن له‪ ،‬ويقل مع زيادة سن المأمن له‪ ،‬بافتراض تماثل موضو التأمين‪ .‬أما في‬
‫عقررود التررأمين علررى األشررخاي لحالررة الوفرراة فررإن القسررط يررزداد مررع تقرردم سررن المررأمن لرره لزيررادة‬
‫احتمررال الوفرراة مررع تقرردم السررن‪ .‬أمررا فرري عقررود التررأمين علررى األشررخاي لحالررة البقرراء فررإن قيمررة‬

‫‪07‬‬
‫القسط تتناقي مع تقدم المأمن له في السرن‪ ،‬وذلر النخفراض معامرل احتمرال بقراء المرأمن لره‬
‫حيا مع تقدمه في السن‪.‬‬
‫‪ ‬الغرررض مررن اسررتخدام موًررو التررأمين‪ :‬تختلررل قيمررة القسررط برراختالل الغرررض مررن اسررتخدام‬
‫موضو التأمين‪ ،‬برافتراض ثبرات العوامرل األخررى‪ .‬فرإذا كران هنرا ثرالث سريارات مرثالا متماثلرة‬
‫رتخدام شخصريا‪ ،‬وتسرتخدم الثانيرة كسريارة أجررة‪،‬‬
‫في القيمة‪ ،‬تستخدم األولى من قبرل صراحبها اس ا‬
‫وتستخدم الثالثة من قبل مكتب تأجير سيارات فإن صاحب السيارة األولى يدفع قسط ا أقل نظر ار‬
‫مررن صرراحبي السرريارتين األخ ررتين نظ ر ار النخفرراض معامررل احتمررال وقررو الخط رر بالنسرربة لهررذه‬
‫السيارة مقارنة بالسيارتين األخرتين‪ ،‬ويدفع صاحب السيارة الثانية قسطا أقل مما يدفعه صاحب‬
‫السرريارة الثالثررة‪ ،‬وأكبررر ممررا يدفعرره صرراحب السرريارة األولررى‪ ،‬نظ ر ار الرتفررا معامررل احتمررال وقررو‬
‫الخطر بالنسبة لها مقارنة بالسريارة األولرى‪ ،‬وانخفاضره مقارنرة بالسريارة الثالثرة‪ ،‬لكثررة اسرتخدامها‬
‫مقارنة باألولى‪ ،‬وقلة استخدامها مقارنة بالثالثة‪ .‬ويدفع صاحب السيارة الثالثة أكبر قسط مقارنة‬
‫بما يدفعه صاحب السيارة األولى‪ ،‬ويما يدفعه صراحب السريارة الثالثرة‪ ،‬نظر ار لعردم معرفرة مكترب‬
‫التأجير المسبقة بمرن يقرود هرذه السريارة‪ ،‬حيرث تفتررض شرركات الترأمين أن مرن يسرتأجر السريارة‬
‫هم أكثر السانقين خط ار‪ .‬واذا افترضنا أيضا وجود ثالث ناقالت تستخدم األولى في نقل الماء‪،‬‬
‫وتستخدم الثانية في نقل المحروقات مثل البنزين‪ ،‬وتستخدم الثالثة في نقرل الغراز‪ ،‬فرإن صراحب‬
‫الناقلة األولى يدفع قسط ا أقل مقارنة بما يدفعه صاحبا السيارتين األخرتين‪ ،‬وذلر ألن المراء ال‬
‫يشررتعل فرري حالررة تعرررض ناقلررة المرراء لحررادث معررين‪ ،‬وبالتررالي فررإن الخسررارة الناتجررة عررن إصررابة‬
‫هذه الناقلة بحرادث معرين هري األقرل نسربي اف ويردفع صراحب الناقلرة الثانيرة قسرط ا أقرل ممرا يدفعره‬
‫صرراحب الثالثررة‪ ،‬وأكبررر ممررا يدفعرره صرراحب السرريارة األولررى‪ ،‬نظ ر ار لقابليررة البن رزين لالشررتعال فرري‬
‫حالررة تعرررض هررذه الناقلررة لحررادث معررين‪ .‬ويرردفع صرراحب الناقلررة الثالثررة القسررط األعلررى مقارنررة‬
‫بص رراحبي الن رراقلتين األخر ررتين‪ ،‬نظر ر ار لش رردة اش ررتعال الغ رراز مقارن ررة بالم رراء والبنر رزين‪ ،‬مم ررا يجع ررل‬
‫الخسارة الناتجة عن إصابة ناقلة الغاز بحادث معين األعلى‪.‬‬
‫‪ ‬السلوك‪ :‬يأثر سلو المأمن له في تحديد قيمة القسط‪ ،‬برافتراض ثبرات العوامرل األخررى‪ .‬فعلرى‬
‫افتراض الر بة في تأمين محتويات مستود تابع لمنشأة معينة يتصل صاحبها بحسن الخلق‪،‬‬
‫واالنتظررام فرري دفررع مسررتحقات المسررتخدمين‪ ،‬فإنرره يحصررل علررى قسررط أقررل مررن صرراحب منشررأة‬
‫أخرى ال يتصل بحسن الخلق‪ ،‬وهو ير منرتظم فري دفرع مسرتحقات العمرال‪ ،‬حيرث إن احتمرال‬

‫‪08‬‬
‫قيام عمال المنشأة األولى بافتعال حادث ضد صاحب المنشأة ير وارد‪ ،‬في حين يحتمل ذلر‬
‫في حق صاحب المنشأة الثانية‪ .‬وعلى افتراض وجود سانقين لدى كل منهما سريارة متماثلرة فري‬
‫القيمة‪ ،‬ولكنهما يختلفان فري سرلوكهما والرذي يظهرر مرن خرالل سرجل المخالفرات والحروادث لردى‬
‫إدارة المرررور‪ ،‬فررإن صرراحب السررجل األكثررر مررن حيررث الح روادث‪ ،‬ومررن حيررث المخالفررات‪ ،‬يرردفع‬
‫قسطا أعلى من السانق ا‪.‬خر صاحب سجل المخالفات والحوادث األقل‪.‬‬
‫‪ ‬المهنرررة‪ :‬ي رردفع ص رراحب المهن ررة ذات المخ رراطرة األعل ررى قس ررط ا أق ررل م ررن ص رراحب المهن ررة ذات‬
‫المخاطرة األقل‪ ،‬بافتراض ثبات العوامل األخرى‪.‬‬
‫ويتم حساب قيمة القسط الصافي على النحو ا‪.‬تي بالنسبة للتأمين من األضرار‪:‬‬

‫القسط الصافي= متوسط التعويض × معامل احتمال وقو الخطر× معامل الخصم‪.‬‬

‫أ‬
‫‪ ،‬حيث‪:‬‬ ‫معامل الخصم =‬
‫أ‬

‫أ‪ :‬معامل احتمال وقو الخطر‪.‬‬

‫‪ :‬سعر الفاندة السوقية‪.‬‬

‫أو‪:‬‬

‫القسط الصافي= مبل التأمين × معامل أو درجرة جسرامة الخطرر × معامرل احتمرال وقرو الخطرر‬
‫× معامل الخصم‪.‬‬

‫ف ررإذا افترض ررنا وج ررود عق ررد ت ررأمين عل ررى من ررزل بمبلر ر عشر ررة آالل ح م ررثالا‪ ،‬وافترض ررنا أن‬
‫متوسرط التعرويض المرردفو لرنفس الخطرر أو درجررة أو معامرل جسرامة الخطرر هرو ‪ %85‬مرن مبلر‬
‫التررأمين أي ثمانيررة آالل ح‪ ،‬وافترض ررنا أن معامررل احتمررال وق ررو الخطررر هررو ‪ ،%0‬وأن مع رردل‬
‫الفانرردة هررو ‪ ،%0‬فررإن معامررل الخصررم = ‪ 5.3 = ) 5.520 + 5.50 ( ÷ 5.50‬تقريب ر ا‪ ،‬وبالتررالي‬
‫فإن قيمة القسط الصافي تتحدد كا‪.‬تي‪:‬‬

‫‪ 24 = 5.3 × 5.50 × 8555‬رياالا لعقد تأمين على األشياء مدته سنة‪.‬‬

‫ويتم حساب قيمة القسط الصافي بالنسبة لعقد تأمين على األشخاي على النحو ا‪.‬تي‪:‬‬

‫‪02‬‬
‫القسرط الصرافي= القيمرة الحاليررة لمبلر الترأمين ‪ x‬معامرل احتمررال وقرو الخطرر‪ .‬أي القيمرة الحاليررة‬
‫لمبلر تررأمين قرردره (ل) وحرردة نقديررة‪ ،‬لمرردة مقرردارها (ن) سررنة‪ ،‬وبفانرردة سررنوية مقرردارها (ل)‪ .‬حيررث‬
‫يمثررل القسررط ذل ر المبل ر الررذي لررو تقاضرراه المررأمن مررن المررأمن لرره‪ ،‬واسررتثمر بفانرردة مركبررة لمرردة‬
‫معينة‪ ،‬لكان المبل المتحصرل فري النهايرة هرو مبلر الترأمين الرذي سريتم دفعره للمسرتفيد عنرد تحقرق‬
‫الخطررر المررأمن منرره‪ .‬وقررد يررتم دفررع القسررط مررة واحرردة فقررط عنررد توقيررع العقررد حيررث يسررمى فرري هررذه‬
‫الحالة القسط الوحيد الصافي‪ ،‬وقد يتم دفرع القسرط فري شركل أقسراط دوريرة يسرمى كرل منهرا القسرط‬
‫السنوي الصافي‪ ،‬تدفع في أول كل سنة طوال مدة العقد‪ .‬ويتم حسرابه بقسرمة قيمرة القسرط الوحيرد‬
‫الصافي على عدد سنوات العقد‪ .‬ويتوقل االستمرار في سداد األقسراط السرنوية علرى بقراء المرأمن‬
‫له حي ا إلى نهابة مردة العقرد‪ ،‬وبالترالي فهري تكرون دفعرة حيراة‪ ،‬ويسرتمر دفعهرا لمردة ال تتجراوز مردة‬
‫عقد التأمين‪ ،‬وقد تقل عنها‪ ،‬ومن ثم تمثل األقساط دفعة مأقتة‪ .‬وبالتالي يمكن القول إن األقسراط‬
‫السررنوية لعقررود التررأمين علررى األشررخاي تمثررل دفعررة فوريررة مأقتررة للمرردة الترري يسررتمر خاللهررا دفررع‬
‫األقساط‪.‬‬

‫‪ .1.1‬حسرراب القسررط الصررافي فرري التررأمين علررى األشررخاص‪ :‬تتوقررل قيمررة القسررط الصررافي علررى‬
‫معامررل احتمررال وقررو الخطررر‪ ،‬والررذي تتحرردد علررى أساسرره قرريم المطالبررات المتوقعررة خررالل مرردة‬
‫العقرد( عالقررة طرديررة)‪ .‬وعلررى معرردل الفانرردة الفنرري الررذي يجررب اسررتخدامه فرري خصررم هررذه القرريم‬
‫المسررتقبلية‪ ،‬حتررى يمكررن الوصررول إلررى قيمتهررا فرري ترراري إصرردار العقررد( عالقررة عكسررية)‪ .‬وهررو‬
‫يع ررادل مع رردل العان ررد الص ررافي ال ررذي يمك ررن لهين ررة الت ررأمين تحقيق رره خ ررالل م رردة العق ررد‪ .‬وهن ررا‬
‫طريقتان تتبعان لحساب قيمة القسط الصافي الوحيد في التأمين على األشخاي هما‪:‬‬

‫‪ ‬طريقة األسلوب الفردي‪ :‬وتعتمد على استخدام معامل احتمال وقو الخطر للمأمن له‪ ،‬وهو‬
‫الحياة‪ ،‬أو الوفاة‪ ،‬للوصول إلى تقدير القيمة الحالية للمزايا التي يضمنها العقد‪ .‬وتتحدد قيمة‬
‫القسط الوحيد الصافي على أساس حاصل ضرب القيمة الحالية لمبل التأمين في احتمال‬
‫دفعه‪ .‬وتأخذ معادلة القسط الوحيد الصافي الشكل ا‪.‬تي‪:‬‬
‫القسط الوحيد الصافي = القيمة الحالية لمبل العقد × احتمال دفع هذا المبل ‪.‬‬

‫‪ ‬طريقة األسلوب الجماعي‪ :‬وتعتمد على البيانات األصلية لجدول الحياة مثالا‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫ويتم التوصل إلى قيمة القسط الوحيد الصافي وفق ا ألساسين مهمين هما افتراض أن عددا‬
‫السن قد قاموا فعالا بشراء نفس العقد‪.‬‬ ‫كبي ار من األشخاي وليكن جميع األحياء في ذل‬
‫والبيانات الواردة بجدول الحياة‪ ،‬أو الوفاة‪ ،‬المستخدم‪.‬‬

‫يتم أوالا تحديد عدد المطالبات المتوقعة عن كل سنة من سنوات العقد‪ ،‬والتي تعادل عدد من‬
‫يتحقق الخطر بالنسبة لهم طبق ا لما هو وارد بالجدول المستخدم في قيمة كل منها‪ .‬وبعد ذل‬
‫تحسب القيمة الحالية لجميع المطالبات المتوقعة عن كل سنة من سنوات العقد‪ ،‬على أساس‬
‫بقسمة‬ ‫معدل الفاندة الفني المستخدم‪ .‬و يتحدد مقدار القسط الوحيد الصافي للعقد بعد ذل‬
‫مجمو القيم الحالية لجميع المطالبات المتوقعة خالل مدة العقد كلها‪ ،‬على عدد األشخاي الذين‬
‫قاموا بشراء العقد‪ .‬والتالي تتحدد معادلة تحديد القسط الصافي على النحو ا‪.‬تي‪:‬‬

‫القسط الوحيد الصافي = القيمة الحالية لجميع المطالبات المتوقعة ÷ عدد من قاموا بشراء العقد‪.‬‬

‫القيمة الحالية لألقساط السنوية = القيمة الحالية لألقساط السنوية × القيمة الحالية لدفعة حياة‬
‫فورية مبلغها السنوي ح واحد لشخي عمره ا‪.‬ن(س) سنة‪ ،‬وتستمر لمدة (ن) من السنوات أو‬
‫وفاته أيهما يحدث أوالا‪.‬‬

‫‪ .1‬القسط التجاري‪ :‬هو القسط الذي يدفعه المأمن لره أو المسرتأمن فعرالا‪ ،‬ويرتم حسرابه علرى النحرو‬
‫ا‪.‬تي‪ :‬القسط التجاري= القسط الصافي ‪ +‬أعباء القسط‪ .‬ويتم أوالا بيان أعباء القسط في التأمين‬
‫من األضرار‪ ،‬ثم في التأمين على األشخاي‪ ،‬مع مالحظة وجود تشابه كبير بينهما‪.‬‬
‫عناصر العبء في التأمين من األًرار‪:‬‬
‫تتكون أعباء القسط في التأمين من األضرار مما يأتي‪:‬‬

‫‪ ‬نسبة رب تضال إلى القسط الصافي تبل حوالي ‪ %2‬من قيمة القسط الصافي‪.‬‬

‫‪ ‬عموالت وسمسرة‪ :‬هي المبال التي تدفع لمندوبي التسويق‪ ،‬والوسطاء‪ .‬حيث يحصل هأالء‬
‫السماسرة والوسطاء على أجورهم في شكل نسبة معينة من األقساط‪ ،‬أو نسبة معينة من المبال‬
‫المأمن بها‪ .‬وتبل نسبة هذه المصروفات عادة ما بين ‪ %2.-51‬من قيمة القسط الصافي‪.‬‬
‫وقد قدرت هذه المصروفات في فرنسا على سبيل المثال في عام ‪ 5453‬بحوالي ‪ %5304‬من‬

‫‪60‬‬
‫األقساط الصافية‪ .‬وهي تشكل أهم أعباء القسط‪ ،‬ألنها تدفع مقابل الجهد الذي يبلغه السماسرة‬
‫والوسطاء‪ ،‬سواء أأسفرت تل الجهود عن إبرام عقود‪ ،‬أم ال‪.‬‬
‫‪ ‬مصروفات تحصيل األقساط‪ :‬وتشمل المصروفات التي تدفعها شركات التأمين لموظفيها‬
‫لتحصيل األقساط من المأمن لهم الذين ال يقومون بزيارة مواقع الشركة لتسديد األقساط‪.‬‬
‫‪ ‬المصروفات اإلدارية‪ :‬وتشمل إيجارات مكاتب الشركة‪ ،‬واألدوات المكتبية‪ ،‬ومصروفات‬
‫الكهرباء‪ ،‬والهاتل‪ ،‬واالتصاالت‪ ،‬وأجور الموظفين‪ ،‬وأجور الخبراء االكتواريين‪ ،‬وخبراء‬
‫التسوية‪ ،‬وتقدير حجم الخسانر الناتجة عن األخطار‪ ،‬أي أتعاب المثمنين‪ ،‬ومصروفات‬
‫الدعاية‪ ،‬واإلعالن‪ ،‬والمصروفات القضانية على الدعاوى التي ترفعها الشركة ضد الغير‪ ،‬أو‬
‫ترفع على الشركة من الغير‪ .‬وهي من أعلى المصروفات التي تضال إلى القسط الصافي‪،‬‬
‫حيث تبل حوالي ‪ %51‬من قيمة القسط الصافي‪ .‬وقد قدرت هذه المصروفات في فرنسا على‬
‫سبيل المثال في عام ‪ 5453‬بحوالي ‪ %5102‬من األقساط الصافية‪.‬‬
‫‪ ‬الًرائب المباشرة‪ ،‬وغير المباشرة التي تفرض على شركات التأمين‪ ،‬أو المأمن لهم‪ .‬فقد‬
‫تفرض ضرانب على المأمن لهم عند إبرام عقود التأمين‪ ،‬وهي تضال إلى القسط الصافي‪،‬‬
‫حيث تقوم شركات التأمين بتحصيلها لمصلحة الدولة‪ .‬وقد تفرض ضرانب على شركات‬
‫التأمين التي تقوم بتحويلها إلى المأمن لهم‪ ،‬وذل بإضافتها إلى القسط الصافي‪.‬‬
‫وقد تضال هذه األعباء إلى القسط بشكل متساو لكل الوثانق‪ ،‬وذلر برأن يحمرل كرل قسرط‬
‫بنسبة منوية منه‪ ،‬دون النظر إلى قيمة الوثيقة‪ .‬وقد تضال إلى كل وحدة تأمينية وذل بأن تقسرم‬
‫وثيقة التأمين إلى وحردات تأمينيرة‪ ،‬ويحمرل قسرط الوحردة بنسربة منويرة منره‪ ،‬وبالترالي يرزداد نصريب‬
‫المأمن له من األعباء بزيادة قيمة وثيقتره‪ ،‬ويرنخفض بانخفاضره‪ ،‬بمعنرى وجرود عالقرة طرديرة برين‬
‫قيمرة الوثيقررة وبررين العربء الررذي تتحملرره‪ ،‬وذلر علررى العكررس مرن الطريقررة األولررى التري تسرروي بررين‬
‫الوثانق فري العربء‪ ،‬دون النظرر إلرى قيمرة الوثيقرة‪ ،‬وبالترالي ال توجرد أي عالقرة برين قيمرة القسرط‪،‬‬
‫وبين العبء الذي تتحمله‪.‬‬

‫عناصر العبء في التأمين على األشخاص‪:‬‬

‫تتكون أعباء القسط في التأمين على األشخاي من البنود ا‪.‬تية‪:‬‬

‫‪ ‬مصروفات هيئة التأمين‪ :‬وهي تشكل الجزء األكبر من العبء وتتكون من العناصر ا‪.‬تية‪:‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ ‬المصروفات المباشرة المتعلقة بالعملية التأمينية‪ :‬مثل مصروفات الفحي‪ ،‬والقبول‪ ،‬وعموالت‬
‫اإلنتاج‪ ،‬ومصروفات الدعاية واإلعالن‪ .‬وتحسب بشكل مباشر عند حساب القسط‪ .‬وهي تنقسم‬
‫بدورها من حيث طبيعتها إلى ثالثة أقسام هي‪:‬‬
‫‪ ‬المصروفات التي تصرل قبل تسليم الوثيقة للعميل‪ .‬وتشمل تكلفة إعداد وطبع طلبات ووثانق‬
‫التأمين‪ ،‬ومصروفات الكشل الطبي‪ ،‬وتكلفة الحصول على المعلومات التي تمكن الهينة من‬
‫البت في طلب التأمين‪ ،‬ومصروفات إجراءات فحي طلبات التأمين‪ ،‬المصروفات الخاصة‬
‫بالوثيقة نفسها واصدارها‪.‬‬
‫‪ ‬مصروفات متابعة الوثانق المصدرة مثل عموالت تجديد الوثيقة‪ ،‬ومصروفات المتابعة‬
‫والتحصيل‪ ،‬ومصروفات الخدمات التي تقدمها الهينة خالل مدة الوثيقة‪ ،‬مثل الحصول على‬
‫قرض‪ ،‬واعادة السريان‪ ،‬والتسويات التي قد يطلبها العميل‪.‬‬
‫‪ ‬مصروفات اإلعالن والتوزيع مثل مصروفات اإلعالن‪ ،‬وعموالت المنتجين عن السنة األولى‬
‫للوثيقة‪ ،‬ومصروفات الفرو ‪ ،‬والوكاالت‪.‬‬
‫مصروفات يمكن أن تدرج تحت هذه األنوا الثالثة مع ا‪ ،‬وهي المصروفات ذات‬ ‫وهنا‬
‫الصبغة العامة مثل مرتبات ومكافآت اإلدارة‪ ،‬والموظفين‪ .‬واستهال الكهرباء‪ ،‬والهاتل‪ ،‬والماء‪.‬‬

‫‪ ‬المصروفات المتعلقة بعمليات االستثمار التي تقوم بها الهيئة‪ :‬مثل عموالت بيع وشراء‬
‫األوراق المالية‪ ،‬والمصروفات المتعلقة بإدارة االستثمارات‪ .‬وهي تعالس عن طريق خصمها من‬
‫إجمالي إيرادات االستثمار‪ ،‬للتوصل إلى صافي اإليرادات‪ ،‬والذي يسترشد به في تحديد معدل‬
‫الفاندة الفني المتخذ أساس ا لحساب القسط‪ .‬وهي ال تضال إلى القسط الصافي عند حساب‬
‫القسط التجاري‪.‬‬
‫حساب القسط التجاري‬

‫يعد تقسيم المصروفات بحسب ارتباطها بالقسط‪ ،‬أو بمبل التأمين‪ ،‬أو بعدد الوثانق‬
‫المصدرة‪ ،‬من أكثر الطرق شيوع ا عند حساب األقساط‪ .‬وبالتالي تتحدد القيمة النهانية للعبء في‬
‫شكل نسبة معينة من القسط الصافي‪ ،‬أو ثابت عن كل وحدة تأمين‪ ،‬أو مبل ثابت عن كل‬
‫وثيقة‪ .‬ومن هنا تقسم المصروفات عند حساب القسط التجاري إلى ثالثة أقسام هي‪:‬‬

‫‪63‬‬
‫‪ ‬المصروفات التي ترتبط بالقسط أساسا‪ :‬هي التي تصرل مرة واحدة عند إصدار العقد مثل‬
‫عمولة السنة األولى‪ ،‬وبعض المصروفات المتعلقة بالحصول على العملية‪ ،‬وعمولة اإلنتاج‪.‬‬
‫والتي تصرل بصفة دورية لمدة أقصر من مدة العقد مثل عمولة التجديد‪ .‬والتي تصرل بصفة‬
‫دورية طوال مدة العقد مثل الضريبة على القسط وبعض مصروفات الفرو والوكالء‪ .‬وهي‬
‫تأخذ شكل نسبة معينة من القسط الصافي‪.‬‬
‫‪ ‬المصروفات التي تتوقف على قيمة أو مبلت العقد‪ :‬هي المصروفات التي تصرل مرة واحدة‬
‫فقط عند إصدار العقد مثل مصروفات الفحي والقبول بشكل عام‪ .‬والمصروفات التي تحصل‬
‫بصفة دورية طوال مدة العقد مثل مصروفات المتابعة‪ ،‬والتحصيل‪ ،‬والمصروفات العامة‪.‬‬
‫والمصروفات التي تصرل مرة واحدة فقط عند إنهاء العقد‪ ،‬مثل مصروفات تسوية العقد‬
‫وانهانه‪ .‬وهي تأخذ صورة مبل ثابت عن كل وحدة تأمينية‪ .‬وعلى الر م من أن زيادة مبل‬
‫الوثيقة يأدي إلى زيادة هذا النو من المصروفات إال إن االرتباط بينهما ليس كامالا‪.‬‬
‫‪ ‬المصروفات ات الصبغة العامة‪ :‬هي التي ال يمكن توزيعها على أساس مقدار القسط‪ ،‬أو‬
‫مبل التأمين‪ ،‬وبالتالي فإنها توز على جميع الوثانق بالتساوي‪ .‬حيث يتوقل نصيب الوثيقة‬
‫الواحدة من هذه المصروفات على حجم المصروفات ككل‪ ،‬وعلى حجم نشاط الهينة ممثالا في‬
‫عدد الوثانق التي تصدرها الهينة‪ .‬وبالتالي يأخذ هذا النو من المصروفات شكل مبل ثابت‬
‫عن كل وثيقة‪ ،‬بغض النظر عن نوعها‪ ،‬أو قيمتها‪.‬‬
‫ونظ ار لوجود مصروفات ال تتوقل على مقدار القسط‪ ،‬أو مبل العقد‪ ،‬حيث تظل ثابتة‬
‫من المحتم اختالل سعر الوحدة‬ ‫بغض النظر عن مبل العقد‪ ،‬أو نو الوثيقة‪ ،‬فقد أصب‬
‫التأمينية باختالل حجم الوثيقة‪ .‬أي أن وجود هذا النو من المصروفات يأدي إلى عدم زيادة‬
‫القسط بنفس نسبة زيادة الوثيقة‪ .‬فوثيقة قيمتها ألل ح مثالا ال يجب أن يعادل قسطها عشرة‬
‫أمثال وثيقة قيمتها مانة ح‪ .‬إذ يتم تخفيض سعر وحدة التأمين بزيادة مبل التأمين وفقا لما‬
‫يسمى مبدأ األقساط المتدرجة‪ .‬ويختلل مقدار النسب‪ ،‬وقيمة المبال المقدرة للمصروفات من‬
‫هينة تأمين ألخرى‪ ،‬تبعا لظرول الهينة‪ ،‬وحجم نشاطها‪ ،‬وعملياتها‪ .‬ويختلل في داخل الهينة‬
‫الواحدة باختالل نو الوثيقة‪ ،‬وسن المأمن له‪ ،‬ومدة األقساط‪ .‬كما يختلل باختالل مراحل عمر‬
‫بناء على خبرة الماضي‪ ،‬وعلى التوقعات المستقبلية للتغير في‬ ‫الهينة‪ .‬ويتم التحديد أساس ا ا‬
‫األسعار‪ .‬ولما كانت أ لب المصروفات المتعلقة بالعقد في التأمين على الحياة تكون في السنة‬

‫‪64‬‬
‫األولى‪ ،‬فإنه يجب أن يقل ما يحتويه القسط األول من العبء عن النفقات الفعلية للسنة األولى‪،‬‬
‫وتأجيل استرداد النفقات التي أنفقتها الهينة فعالا في السنة األولى للسنوات التالية‪ .‬وتتعرض‬
‫الهينات عادة للخسارة إذا تم إنهاء العقد في وقت مبكر أي بعد وقت قصير من إصداره‪ .‬وهذا ما‬
‫يفسر عدم ضمان قيم تصفية ألي عقد في حال إنهانه خالل السنوات األولى له‪ .‬ثم وبعد حساب‬
‫القسط التجاري تأتي مرحلة التأكد من كفاية القسط لمواجهة جميع التزامات الهينة المترتبة على‬
‫العقد‪ ،‬حيث يمكن التأكد من الكفاءة عن طريق إجراء اختبار يسمى ‪ asset share test‬وذل‬
‫في عقود التأمين على الحياة‪ .‬ثم تأتي مرحلة التأكد من القدرة على المنافسة مع الشركات‬
‫عن طريق مقارنة القسط الذي قدرته الشركة باألقساط التي تتقاضاها الهينات‬ ‫األخرى‪ ،‬وذل‬
‫المنافسة في مقابل إصدار عقد مماثل‪.‬‬

‫الركن الثاني‪ :‬مبلت التأمين‬

‫يعرررل مبل ر التررأمين بأنرره المبل ر الررذي يتعهررد المررأمن بدفعرره للمسررتفيد عنررد تحقررق الخطررر‬
‫المررأمن منرره‪ .‬ويررتم الحررديث هنررا عررن مبلر التررأمين فرري التررأمين الخرراي بأنواعرره مررن خررالل النقرراط‬
‫ا‪.‬تية‪ ،‬وذل لسبق الحديث عنه في التأمين االجتماعي‪:‬‬

‫‪ .5‬مبلر التررأمين محررل الترزام المررأمن‪ ،‬ومصرردر هررذا االلترزام هررو عقررد التررأمين والترزام المررأمن لرره أو‬
‫المسررتأمن فرري المقابررل برردفع قسررط التررأمين للمررأمن‪ .‬فمبل ر التررأمن أو تعهررد المررأمن برردفع مبل ر‬
‫التررأمين للمسررتفيد عنررد وقررو الخطررر المررأمن منرره سرربب فرري وجررود قسررط التررأمين‪ ،‬أو فرري تعهررد‬

‫المأمن لره بردفع قسرط الترأمين عنرد توقيرع العقرد‪ ،‬أو بالطريقرة التري يحرددها المرأمن‪ .‬وهرو أيضر ا‬
‫أي مبل التأمين أثر مترتب على وجود القسط‪.‬‬
‫‪ .2‬مبلر التررأمين الترزام مأكررد مررن حيررث الثبرروت ألنرره ثبررت بموجررب العقررد‪ .‬وهررو احتمررالي مررن حيررث‬
‫التنفيذ ألنه يدفع بعد وقو الخطر‪ ،‬والخطر حادث احتمالي مستقبلي الوقو ‪.‬‬
‫‪ .3‬مبل التأمين دين في ذمة المأمن ال تب أر إال بالسداد‪ ،‬أو بانتهاء العقد دون وقو الخطر‪.‬‬
‫‪ .4‬قررد يكررون مبل ر التررأمين دين را مضررافا إلررى أجررل يررر معررين‪ ،‬وذل ر عنرردما يكررون الخطررر محقررق‬
‫الوقو ‪ ،‬ولكن أجل وقوعه ير معرول مثرل خطرر الوفراة‪ .‬وقرد يكرون مبلر الترأمين مضراف ا إلرى‬
‫أجررل يررر معررين‪ ،‬وذلر عنرردما يكررون الخطررر يررر محقررق الوقررو مثررل أخطررار الحريررق والسررقة‬
‫وحوادث السيارات‪ .‬ويمكن القول في النهاية‪ :‬مبل الترأمين ديرن احتمرالي فري ذمرة المرأمن سرواء‬

‫‪60‬‬
‫أنظرن ررا إل ررى تأك ررد وق ررو الخط ررر واحتم ررال ت رراري وقوع رره‪ ،‬أم نظرن ررا إل ررى احتم ررال وق ررو الخط ررر‬
‫باإلضافة إلى احتمال تاري وقوعه‪.‬‬
‫‪ .1‬يتخذ مبل التأمين الصفة النقدية دانم ا في عقود التأمين على األشخاي لحاالت الوفاة والبقاء‪.‬‬
‫أمررا فرري عقررود التررأمين علررى األشررياء فررإن المررأمن بالخيررار بررين دفررع قيمررة الضرررر نقرردا‪ ،‬وبررين‬
‫إصررالح الضرررر واعررادة موضررو التررأمين إلررى نفررس الوضررع الررذي كرران عليرره قبررل وقررو الخطررر‪،‬‬
‫وبين االسرتبدال أي تزويرد المسرتفيد بموضرو يماثرل فري قيمتره موضرو الترأمين وذلر فري حالرة‬
‫كون الخسارة كلية‪ ،‬وفي هذه الحالة يصب موضو التأمين المتضرر بفعل الخطر المأمن منه‬
‫ملك را للمررأمن‪ .‬وقررد يتخررذ مبل ر التررأمين شرركل تقررديم استشررارة قانونيررة للمسررتفيد فرري حالررة حاجترره‬
‫لرذل ‪ .‬ويمكرن القررول إن جميرع صرور دفررع مبلر الترأمين تررأول كلهرا إلرى النقررد‪ ،‬كمرا يمكرن القررول‬
‫في النهاية‪ :‬إن مبل التأمين يتخذ الصفة النقدية دانم ا في عقود التأمين على األشياء أيض ا‪.‬‬
‫‪ .7‬يمثل مبل التأمين الحد األقصى اللتزام المأمن تجاه المأمن له‪.‬‬
‫‪ .1‬يتم دفع التعويض في التأمين على األشياء عند وقو الخطر دون النظر إلى وجود فترة فاصلة‬
‫بررين توقيررع العقررد ودفررع القسررط‪ ،‬وبررين ترراري وقررو الخطررر‪ ،‬حيررث يررتم دفررع التعررويض وان وقررع‬
‫الخطر بعد دقانق معردودة مرن توقيرع العقرد ودفرع القسرط‪ .‬وكرذل الحرال فري عقرود الترأمين علرى‬
‫األشخاي لحالة الوفاة‪ ،‬حيث يتم دفع مبلر الترأمين للمسرتفيد فرور وفراة المرأمن لره‪ ،‬ولرو وقعرت‬
‫بعد فترة وجيزة من توقيع العقد ودفع القسط‪.‬‬
‫‪ .5‬إذا وقررع الخطررر ولررم يررتم دفررع كامررل األقسرراط فرري حالررة كونهررا ترردفع علررى آجررال دوريررة متسرراوية‪،‬‬
‫فإنه يتم حسم األقساط المتبقية من مبل التأمين المستحق‪ ،‬ويدفع الباقي للمستفيد‪.‬‬
‫‪ .4‬يتحمرل المررأمن لره جررزاء مرن مبلر الترأمين المسررتحق والرذي يسررمى حرد التحمررل وهرو يختلررل مررن‬
‫مرأمن إلرى آخرر‪ ،‬ويرردفع البراقي مرن قبرل المررأمن‪ ،‬وذلر إسرهاما مرن المررأمن لره فري تحمرل تبعررة‬
‫الخطر‪ .‬حيث يتحمل المأمن له تبعة جزء من الخطر‪ ،‬ويتم تحويل الباقي إلى المأمن‪.‬‬
‫طريقة حساب مبلت التأمين‪:‬‬

‫تختلل طريقة حساب مبل التأمين عند توقيع العقد عنها عند تحقق الخطر‪ ،‬كمرا تختلرل‬
‫في عقود التأمين على األشياء عنها في عقود التأمين على األشخاي‪ ،‬على النحو ا‪.‬تي‪:‬‬

‫‪66‬‬
‫‪ .1‬حسرراب مبلررت التررأمين علررى األشررياء عنررد توقيررع العقررد‪ :‬يررتم حسرراب مبلر التررأمين عنررد توقيررع‬
‫العقد وهو المبل الذي يتم تسجيله في وثيقة الترأمين وفقرا للقيمرة السروقية لموضرو الترأمين عنرد‬
‫توقيع العقد‪.‬‬
‫‪ .1‬حساب مبلت الترأمين علرى األشرخاص عنرد توقيرع العقرد‪ :‬يرتم حسراب مبلر الترأمين عنرد توقيرع‬
‫العقد وهو المبل الرذي يرتم تسرجيله فري وثيقرة الترأمين وفقرا لالتفراق برين الطررفين‪ ،‬حيرث يعتمرد‬
‫مبل التأمين على المقدرة المالية للمأمن له‪ ،‬ألن مبل التأمين مرتفرع القيمرة يسرتلزم دفرع قسرط‬
‫مرتفع القيمة وذل بسبب وجود عالقة طردية بين قيمة مبل التأمين وبين قيمة قسط الترأمين‪.‬‬
‫وهنررا طريقترران يمكررن االسررتنناس بهمررا فرري تحديررد مبل ر التررأمين تسررمى األولررى منهمررا طريقررة‬
‫تحدي ررد القيم ررة االقتص ررادية لحي رراة اإلنس رران‪ ،‬أو طريق ررة خص ررم ال رردخول المتوقع ررة‪ ،‬والت رري تعتب ررر‬
‫المبال المتوقع الحصرول عليهرا مبرال يحتمرل الحصرول عليهرا‪ ،‬حيرث يتوقرل ذلر علرى تحقرق‬
‫احتمرراالت معينررة‪ ،‬وبالتررالي يررتم خصررم هررذه القيمررة فرري ضرروء عرردم تحقررق تلر االحتمرراالت مررع‬
‫األخذ في االعتبار لسعر الفاندة‪ ،‬حيث يتم حساب كافة الدخول المتوقعة إلى حين إحالة الفرد‬
‫إلى التقاعد‪ ،‬ثم يتم حساب كافة المصروفات خالل نفس الفترة‪ ،‬ثم يرتم طررح المصرروفات مرن‬
‫الرردخول للحصررول علررى الرردخل السررنوي الصررافي المعرررض للخطررر‪ ،‬ثررم يررتم بعررد ذل ر خصررم‬
‫المبررال السررنوية المعرضررة للخطررر باسررتخدام معرردل الفانرردة السرروقية واحتمررال عرردم تحقررق تل ر‬
‫المبال نتيجة الوفاة أو العجز أو البطالة‪ ،‬فيكون الناتس هو القيمة االقتصرادية لحيراة اإلنسران‪.‬‬
‫وهنا طريقة أخرى تسرمى طريقرة تحديرد االحتياجرات وتعتمرد علرى تحديرد المبرال التري ينبغري‬
‫توافرها لعانلة الفرد التي يعولها في حالة الفرد حتى يمكنهم االستمرار في حياتهم اليومية‪.‬‬
‫‪ .3‬حساب مبلرت الترأمين علرى األشرياء المسرتحق عنرد وقرو الخطرر‪ :‬يطلرق مصرطل التعرويض‬
‫علررى مبل ر التررأمين المسررتحق عنررد وقررو الخطررر فرري التررأمين علررى األشررياء‪ ،‬ويررتم حسررابه علررى‬
‫النحو ا‪.‬تي‪:‬‬
‫‪ .503‬يتم حساب التعرويض المسرتحق وفقر ا للمعادلرة ا‪.‬تيرة‪ :‬التعرويض= (الخسرارة الفعليرة × المبلر‬
‫المررأمن برره أو القيمررة المعلنررة لمبل ر التررأمين) ÷ (القيمررة السرروقية لموضررو التررأمين عنررد وقررو‬
‫الخطررر)‪ .‬حيررث يحصررل المس ررتفيد علررى أقررل المبلغررين وه ررو نرراتس المعادلررة‪ ،‬أو مبل ر الت ررأمين‬
‫المعلن في وثيقة التأمين‪ .‬فإذا كان مبل التأمين المعلن عنه أقل من القيمة السروقية لموضرو‬
‫التررأمين عنررد وقررو الخطررر بررأن كرران مبلر التررأمين ثالثررين ألررل ح مررثالا‪ ،‬وكانررت قيمررة المنررزل‬

‫‪67‬‬
‫السرروقية عنررد وقررو الخطررر خمسررين ألررل ح مررثالا‪ ،‬فررإن المسررتفيد سيحصررل علررى قيمررة مبل ر‬
‫الت ررأمين عن ررد اله ررال الكل رري للمن ررزل بفع ررل الحري ررق وه ررو م ررا يع ررادل ‪ % 7.‬م ررن قيم ررة المن ررزل‬
‫السرروقية‪ .‬وسيحصررل المسررتفيد فرري حالررة الهررال الجزنرري علررى نفررس النسرربة مررن قيمررة الخسررارة‪،‬‬
‫وذل تطبيق ا لقاعدة النسبية‪ .‬أي أن المأمن يعوض المسرتفيد مبلغر ا يعرادل نسربة مبلر الترأمين‬
‫إلررى قيمررة موضررو التررأمين‪ .‬فررإذا كانررت قيمررة الخسررارة الفعليررة فرري المثررال السررابق هرري خمسررة‬
‫وعش ر ررين ألر ررل ح أي نصر ررل القيمر ررة السر رروقية لموضر ررو التر ررأمين عنر ررد وقر ررو الخطر ررر‪ ،‬فر ررإن‬
‫التعويض المستحق يعادل ثلثي نصل الخسارة‪ ،‬ويساوي‪:‬‬
‫‪ 00555 = 05555/35555 ×20555‬ريراالا‪ ،‬وهرو مرا يعرادل نصرل مبلر الترأمين المعلرن‪،‬‬
‫وليس نصل القيمة السوقية لموضو التأمين‪ .‬ويبرر ذل بأن المأمن له لم يغط بهذا التأمين‬
‫قيمررة المنررزل بالكامررل‪ ،‬واال لكرران دفررع قسررط ا أعلررى ممررا دفعرره فع رالا‪ ،‬فهررو قررد أم رن علررى ثالثررة‬
‫أخماس المنزل فقط وبالتالي فأنه دفع قسطا أقل مما يجب دفعه فعالا‪ ،‬حيث إنه قد دفع ثالثرة‬
‫أخماس القسط الذي كان يجب دفعه‪ ،‬وبالترالي فإنره يخسرر الفررق برين مرا تقاضراه فعرالا‪ ،‬وبرين‬
‫ما كان يجب أن يتقاضاه‪ ،‬ويقال هنا‪ :‬إن المأمن له قد أمن عند نفسه بهذا المبلر فكأنره أخرذ‬
‫هذا المبل من نفسره عنرد وقرو الخطرر‪ ،‬وبالترالي فإنره يأخرذ فري النهايرة تعويضرا يعرادل كامرل‬
‫قيمررة الضرررر‪ .‬أمررا إذا كرران مبل ر التررأمين المعلررن فرري وثيقررة التررأمين أكبررر مررن القيمررة السرروقية‬
‫لموضررو التررأمين عنررد وقررو الخطررر فررإن المسررتفيد يأخررذ القيمررة الحقيقيررة للمنررزل‪ ،‬ولرريس مبل ر‬
‫التررأمين المعلررن وذل ر فرري حالررة الهررال الكلرري للمنررزل‪ .‬فررإذا كرران مبل ر التررأمين المعلررن عنرره‬

‫ثالثين ألل ح مثالا‪ ،‬وكانرت القيمرة السروقية للمنرزل عنرد وقرو الخطرر عشررين ألرل ح مرثالا‬
‫فإن المستفيد يأخذ قيمرة المنرزل السروقية‪ ،‬أي عشررين ألرل ح‪ ،‬وذلر فري حالرة الهرال الكلري‬
‫للمنزل‪ .‬وذل عمالا بقاعردة التعرويض والتري ترني علرى أن الهردل مرن الترأمين علرى األشرياء‬
‫هرو التعررويض‪ ،‬أو إعررادة المرأمن لرره إلررى نفررس الوضرع االقتصررادي الررذي كران عليرره قبررل وقررو‬
‫الخطررر‪ ،‬فررال يجرروز لرره أن يثررري مررن وراء عمليررات التررأمين علررى األشررياء‪ .‬حيررث يررأدي دفررع‬
‫تعويض يعادل قيمة مبل التأمين إلى مخالفة هرذه القاعردة‪ .‬أمرا فري حالرة الهرال الجزنري فرإن‬
‫المستفيد يأخذ نسبة قيمة موضو التأمين‪ ،‬إلى قيمة مبل التأمين المعلن‪ .‬فرإذا كانرت الخسرارة‬
‫ف ر رري المث ر ررال الس ر ررابق تع ر ررادل نص ر ررل المن ر ررزل م ر ررثالا‪ ،‬ف ر ررإن المس ر ررتفيد يأخ ر ررذ تعويضر ر ر ا مق ر ررداره‬
‫‪ 35555/25555‬أي ‪ 3/2‬قيمرة الضررر الحاصرل أي ‪ 05555 =00555 × 3/2‬ح‪ ،‬وهرو‬

‫‪68‬‬
‫مررا يعررادل نصررل القيمررة السرروقية للمنررزل‪ ،‬ولرريس نصررل قيمررة مبل ر التررأمين‪ .‬وبالتررالي يأخررذ‬
‫المستفيد في كرل الحراالت تعويضرا فري حالرة الخسرارة الجزنيرة يعرادل نسربة قيمرة أقرل المبلغرين‬
‫إلى األكبر‪ .‬فإذا كانت قيمة مبل التأمين أقل مرن القيمرة السروقية لموضرو الترأمين أخرذ نسربة‬
‫مبلر ر الت ررأمين إل ررى القيم ررة الس رروقية وذلر ر تطبيقر ر ا لقاع رردة النس رربية‪ ،‬واذا كان ررت القيم ررة الس رروقية‬
‫لموضررو التررأمين أقررل مررن مبل ر التررأمين فررإن المسررتفيد يأخررذ نسرربة القيمررة السرروقية لموضررو‬
‫التأمين إلى مبل التأمين‪ ،‬تطبيق ا لقاعدة التعويض‪.‬‬

‫‪ .1‬حسرراب مبلررت التررأمين علررى األشررخاص المسررتحق عنررد وقررو الخطررر‪ :‬يتقاضررى المسررتفيد مبلر‬
‫التررأمين المعلررن عنرره بالكامررل فرري التررأمين علررى األشررخاي لحرراالت الوفرراة والبقرراء‪ ،‬وذل ر ألن‬
‫الهدل من التأمين على األشخاي هو االدخار وتكوين رأوس األموال‪.‬‬

‫الركن الثالث الخطر المنمن منه‬

‫الخطرر أهررم عناصرر عقررد التررأمين‪ ،‬أو أهرم األركرران الخاصرة بعقررد التررأمين‪ .‬فهرو محررل العقررد‬
‫حيث يدور معه العقد وجودا وعدم ا‪ ،‬فإذا وجد الخطر وجرد عقرد الترأمين‪ ،‬واذا انتفرى الخطرر انتفرى‬
‫عقررد التررأمين‪ .‬وقررد سرربق تعريررل الخطررر بأنرره حادثررة احتماليررة مسررتقبلية الوقررو ‪ .‬وهررذه الحادثررة قررد‬
‫تكون سينة مثل السرقة والحريق والوفاة فيأمن اإلنسان نفسه ضد هذه األخطار‪ ،‬وقد تكون سعيدة‬
‫مثررل تررأمين األوالد حيررث يتقاضررى المررأمن لرره مبلغر ا مررن المررال إذا رزق بمولررود قبررل ترراري معررين‪،‬‬
‫وتأمين الزواج حيث يتقاضى المأمن له مبلغ ا من المال إذا تزوج قبرل بلو ره سرن ا معينر ا‪ ،‬والترأمين‬
‫لحالة البقاء حيث يتقاضى المأمن له مبلغا من المال إذا بقي حيا إلى تاري معرين‪ .‬ويعرد الخطرر‬
‫محل التزام كل من المأمن له والمأمن‪ .‬فرالمأمن لره يردفع قسرط الترأمين ليرأمن نفسره مرن الخطرر‪.‬‬
‫ويلتررزم المررأمن فرري المقابررل برردفع مبلر التررأمين لتررأمين المررأمن لرره مررن الخطررر‪ .‬فررالخطر هررو الررذي‬
‫يقل وراء قسط التأمين ومبل التأمين‪ ،‬وهو المقياس الذي يقاس به كل منهما‪.‬‬

‫الشروط الواجب توافرها في الخطر المنمن منه‬

‫يجب أن تتوافر في الخطر المأمن منه ثالثة شروط حتى يكون قابالا للتأمين منه‪:‬‬

‫‪ .5‬أن يكررون الخطررر احتمالير ا‪ ،‬أي يررر محقررق الوقررو ‪ .‬سرواء مررن حيررث إمكرران الوقررو مثرل السررقة‬
‫والحريررق واإلصررابات والبطالررة‪ ،‬أو مررن حيررث ترراري الوقررو وان كرران محقررق الوقررو مثررل الوفرراة‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫وبالتررالي فررإن التررأمين علررى خطررر مسررتحيل الوقررو يجعررل محررل التررأمين مسررتحيالا ومررن ثررم يكررون‬

‫العقد باطالا‪ ،‬مثل أن يرأمن الشرخي علرى منزلره ضرد الحريرق ويتبرين أن منزلره قرد احتررق فعرالا‬
‫وانهدم قبل توقيع العقد‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يكون وقو الخطر ير متعلق بمحض إرادة أحد طرفي العقد‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يكون الخطر مشروعا بحكم القرانون فرال يكرون مخالفرا لرخداب والنظرام العرام فري المجتمعرات‬
‫ير اإلسالمية‪ ،‬أو بحكم الشريعة اإلسالمية في المجتمعات اإلسالمية‪.‬‬

‫الركن الرابع‪ :‬المصلحة التأمينية‬

‫يقصد بالمصلحة أن تكون للمأمن له مصلحة اقتصادية مشروعة في عدم وقو الخطر‬
‫المأمن منه‪ ،‬ومن أجل هذه المصلحة أمن من هذا الخطر‪ ،‬حتى إذا وقع الخطر ولحق المأمن‬
‫له أو المستفيد ضرر من ذل رجع بتعويض هذا الضرر على شركة التأمين‪ .‬كأن يأمن شخي‬
‫ضد الحوادث على سيارته المستخدمة استخدام ا خاص ا أو بمثابة سيارة أجرة‪ ،‬حيث تتمثل‬
‫المصلحة هنا في المنفعة التي تعود عليه منها‪ ،‬وبالتالي يأدي وجود خطر الحوادث إلى حرمانها‬
‫من هذه المنافع فيأمن ضد الحوادث‪ .‬ومثل أصحاب ورش صيانة السيارات و يرها من األجهزة‬
‫والذين يأمنون على محتويات ورشهم من السيارات‪ ،‬أو األجهزة‪ ،‬من السرقة‪ ،‬أو التلل‪ ،‬بسبب‬
‫عوامل خارجية‪ ،‬على الر م من أن هذه السيارات أو األجهزة ير مملوكة لهم‪ .‬حيث تتمثل‬
‫المصلحة هنا في عدم تحمل ذممهم المالية بقيم المتلفات‪ ،‬أو المسروقات‪ ،‬من تل السيارات‪ ،‬أو‬
‫األجهزة‪ ،‬نتيجة السرقة‪ ،‬أو التلل‪ .‬وال يقبل تأمين شخي ألحدى وسانط النقل العام ضد‬
‫الحوادث‪ ،‬أو يرها‪ ،‬بدعوى وجود مصلحة مشروعة له تتمثل في استخدامه لها‪ ،‬وبالتالي فإن‬
‫تعرضها لحادث يأدي إلى حرمانه منها حيث إنه لن يتمكن من استخدامها‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل السابع‬

‫المبادئ القانونية لعقد التأمين‬

‫هرري القواعررد الترري تررنظم حصررول المسررتفيد علررى مبل ر التررأمين عنررد وقررو الخطررر فرري عقررود‬
‫التأمين على اختالفها سواء أكانت تجارية‪ ،‬أم تبادلية‪ ،‬أم تعاونية‪ .‬فتجب مراعاتها ليكون المستفيد‬
‫مستحق ا لمبل التأمين عند وقو الخطر‪ .‬ويترتب على عدم مراعاتها عدم استحقاق المستفيد لمبل‬
‫التررأمين عنررد وقررو الخطررر‪ .‬وهرري منصرروي عليهررا صرراحة فرري كافررة وثررانق التررأمين‪ .‬وتهرردل إلررى‬
‫حمايررة المررأمن ممررا يسررمى االختيررار المعرراكس‪ ،‬ومررن المخرراطر السررلوكية الناتجررة عررن تص ررفات‬
‫بعررض المررأمن لهررم‪ ،‬وعررن افت رراض تماثررل المررأمن لهررم فرري معامررل احتمررال وقررو الخطررر‪ ،‬وهرري‬
‫أخطار ال يمكن قياسها مسبق ا وال تعلم إال بعد التعاقد وبعد وقو الخطر‪.‬‬

‫‪ .1‬منتهى حسن النية‪ :‬هو أن يدلي المأمن له بجميع البيانات المطلوبة منه بصورة صحيحة‪،‬‬
‫وبخاصة تل التي تأثر في معامل احتمال وقو الخطر‪ .‬كما أن عليه إبالل المأمن بأي تغير‬
‫التغير التأثير في معامل احتمال وقو‬ ‫البيانات‪ ،‬وبخاصة إذا كان من شأن ذل‬ ‫في تل‬
‫الخطر‪ .‬كما أن عليه أيض ا إبالل المأمن بوجود أي وثيقة تأمين أخرى على نفس موضو‬
‫التأمين لدى مأمنين آخرين‪ .‬ويترتب على اإلخالل بهذا المبدأ انحالل عقد التأمين قبل انتهاء‬
‫مدته الزمنية‪ ،‬حيث يحتفظ المأمن باألقساط المدفوعة قبل تاري انحالل العقد‪ ،‬وتب أر ذمة‬
‫المأمن له من األقساط المتبقية‪ ،‬وذل إذا تم اكتشال اإلخالل بهذا المبدأ قبل وقو الخطر‪،‬‬
‫أما إذا تم ذل بعد وقو الخطر فإنه يسقط حق المستفيد في الحصول على مبل التأمين‪.‬‬

‫‪ .2‬السبب القريب‪ :‬تنطبق هذه القاعدة في عقود التأمين على األشياء دون األشخاي الب ا‪.‬‬
‫بالعقد هو السبب المباشر في لحوق الضرر بموضو‬ ‫والمراد أن يكون الخطر الموض‬
‫أو تضرر موضو التأمين بفعل خطر آخر خالل الموض بالعقد فإنه‬ ‫التأمين‪ .‬فلو هل‬
‫يسقط حق المستفيد في الحصول على مبل التأمين‪ .‬فقد يكون الخطر مطلق السبب مثل‬
‫التأمين من الحريق أيا كان سبب الحريق‪ ،‬والتأمين ضد الوفاة أيا كان سبب الوفاة‪ ،‬ومن ثم‬
‫فال يعمل هذا المبدأ‪ .‬وقد يكون محدد السبب‪ ،‬كأن يأمن على منزل ضد الحريق الناتس عن‬

‫‪70‬‬
‫التماس كهرباني‪ ،‬أو امتداد النار من مكان مجاور‪ ،‬أو التأمين ضد خطر الوفاة الطبيعية أو‬
‫بسبب أمراض معينة‪ ،‬فيعمل هذا المبدأ‪ .‬فإذا أمن على سيارة مثالا من الحوادث وتلفت السيارة‬
‫بفعل خطر آخر كأن تتضرر بسبب بسبب السيول‪ ،‬لم يستحق المستفيد شين ا لعدم تحقق هذا‬
‫المبدأ‪ .‬وتني وثانق التأمين عادة على استثناء أخطار معينة‪ ،‬أو تني على تحديد األخطار‬
‫التي تغطيها بشكل دقيق‪.‬‬

‫‪ .3‬التعويض‪ :‬تنطبق هذه القاعدة في عقود التأمين على األشياء دون األشخاي‪ .‬وتعني أنه ال‬
‫يجوز أن يثري المأمن له من وراء عقود التأمين على األشياء‪ ،‬حيث إن الهدل من عقود‬
‫التأمين على األشياء هو إعادة المأمن له إلى نفس الحالة االقتصادية التي كان عليها قبل‬
‫وقو الخطر‪ .‬أما الهدل من عقود التأمين على األشخاي فهو االدخار‪ ،‬وتكوين رأوس‬
‫األموال‪ .‬ومن ثم يكون مضمون هذه القاعدة أن يحصل المستفيد على تعويض عند وقو‬
‫الخطر هو ناتس المعادلة ا‪.‬تية‪ :‬التعويض= الخسارة الفعلية ‪) x‬مبلت التأمين÷ القيمة‬
‫الخطر)‪ .‬حيث يحصل المستفيد على أقل المبلغين‪،‬‬ ‫السوقية لموًو التأمين عند وقو‬
‫مبلت التأمين الموًح بالعقد أو ناتج المعادلة و لك في التأمين على األشياء‪ .‬أما في‬
‫التأمين على األشخاص فيحصل المستفيد على مبلت التأمين الموًح بالعقد بالكامل‪.‬‬

‫‪ .4‬المشاركة‪ :‬تنطبق هذه القاعدة في عقود التأمين على األشياء دون األشخاي أيضا‪ .‬وتعني‬
‫هذه القاعدة أنه في حالة وجود عدة وثانق تأمين على نفس الموضو لدى مأمنين متعددين‬
‫فإن المستفيد يأخذ من كل مأمن نسبة قيمة وثيقة تأمينه إلى مجمو قيم الوثانق‪ .‬كما أن كل‬
‫مأمن يحصل على نفس النسبة من القسط‪ .‬أما في التأمين على األشخاي فإن المستفيد يأخذ‬
‫كافة مبال التأمين‪ .‬وبالتالي تعد القاعدة تطبيق ا لقاعدة التعويض‪ ،‬وقاعدة حسن النية‪.‬‬

‫‪ .5‬الحلررول‪ :‬تمثررل هررذه القاعرردة تطبيقرا آخررر لقاعرردة التعررويض‪ .‬وتعنرري أنرره فرري حالررة تسرربب طرررل‬
‫ثالررث فرري إلحرراق الضرررر بموضررو التررأمين فررإن المررأمن لرره يحصررل علررى تعررويض تتحرردد قيمترره‬
‫بموجب المعادلة السابقة‪ ،‬ويحل المأمن محل المأمن له في مطالبة الطرل الثالث برالتعويض‪.‬‬
‫حيرث يسررقط حرق المسررتفيد فري الحصررول علرى تعررويض مرن المررأمن فري حررال حصرول المسررتفيد‬
‫على التعويض المقرر من الطرل الثالث‪ .‬أي أنه ال يحرق لره الجمرع برين المبلغرين فري الترأمين‬
‫على األشياء‪ ،‬أما في التأمين على األشخاي فإنه يحق للمستفيد الجمع بين المبلغين‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثامن‬

‫صفات عقد التأمين‬

‫هي صفات العالقة القانونية الموجودة بين المأمن‪ ،‬والمأمن له‪ ،1‬باعتبار أن عقد التأمين‬
‫يمثل العالقة القانونية الموجودة بن المأمن والمأمن له‪ .‬ويتصل عقد التأمين تجاريا كان‪ ،‬أم‬
‫تبادلي ا أو تعاوني ا أم اجتماعي ا بالصفات ا‪.‬تية‪:‬‬

‫‪ .1‬عقد عيني‪ :‬عقود التأمين عقود رضانية في األصل‪ ،‬حيث إنها تنعقد بمجرد اإليجاب والقبول‪.‬‬
‫ثم أصبحت عقودا شكلية حيث يشترط النعقادها تحرير وثيقة التأمين والتوقيع عليها من قبل‬
‫المأمن‪ ،‬وتسليمها للمأمن له‪ .‬ثم أصبحت عقودا عينية حيث يشترط لتمام العقد إلى جانب‬
‫توقيع الوثيقة دفع القسط األول‪ .‬وتعليق تمام العقد على دفع القسط األول يجعل المأمن ال‬
‫يتحمل الخطر إال عند قبضه للقسط األول‪ ،‬بدالا من أن يتحمل الخطر بمجرد توقيع العقد‪ ،‬ثم‬
‫يطالب بعد ذل بالقسط‪.‬‬
‫‪ .2‬عقد معاوًة مالية‪ :‬عقود التأمين الخاي من عقود المعاوضات المالية إذ يأخذ كال‬
‫المتعاقدين مقابالا لما أعطى‪ .‬فالمأمن يأخذ مقابالا‪ ،‬هو أقساط التأمين التي يدفعها المأمن له‪.‬‬
‫ويأخذ المأمن له مقابالا لما يدفعه هو مبل التأمين وذل عند وقو الخطر المأمن منه‪ .‬وقد‬
‫يبدو أن المأمن له ال يأخذ مقابالا إذا لم يقع الخطر‪ ،‬إذ يكون المأمن ير ملتزم بشيء نحوه‪.‬‬
‫الواقع أن العبرة في إدخال العقد في باب المعاوضات هو القصد من دفع القسط عند التعاقد‪،‬‬
‫وهو الحصول على مبل احتمالي هو مبل التأمين‪ .‬وهذا هو الحاصل في كل من التأمين‬
‫التجاري‪ ،‬والتبادلي والتعاوني‪ .‬حيث يتمثل العوضان المتقابالن في قسط التأمين ومبل التأمين‬
‫على الراج ‪ .‬ويتمثل طرف ا المعاوضة في التأمين التجاري في أي حامل وثيقة من حملة‬
‫الوثانق المتعاملين مع شركة التأمين طرفا أوالا‪ ،‬وفي شركة التأمين طرفا ثانيا‪ .‬ويتمثل في‬
‫التأمين التعاوني والتبادلي في أي عضو أو أي حامل وثيقة من المشتركين طرفا أوالا‪ ،‬وفي‬
‫هينة التأمين التعاونية أو التبادلية باإلنابة عن باقي األعضاء أو حملة الوثانق طرف ا ثاني ا‪.‬‬

‫‪ : 1‬أي‪ :‬بين حامل الوثيقة وشركة التأمين في التأمين التجاري‪ ،‬وبين أي حامل وثيقة وباقي حملة الوثانق بوصفهم مأمنين‬
‫ممثلين بهينة التأمين في التأمين التعاوني والتبادلي‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫والتأمين االجتماعي معاوضة أيض ا في الفرو التي يسهم فيها العامل باشت ار معين‪ ،‬حيث‬
‫يتمثل طرفا المعاوضة في هذه الفرو في أي عامل من الخاضعين للنظام طرفا أول‪ ،‬ومن‬
‫الدولة وأصحاب األعمال وباقي العمال الخاضعين للنظام طرف ا ثاني ا‪ .‬أما الفرو التي يتخلل‬
‫فيها اشت ار العامل فال يسهم في دفع االشت ار المقرر إال صحاب العمل والدولة‪ ،‬أو صاحب‬
‫العمل فقط فال يكون التأمين االجتماعي معاوضة‪ ،‬ويدخل في باب التبرعات في هذه الحالة‪.‬‬
‫‪ .3‬عقد ملزم للجانبين‪ :‬االلتزامان الرنيسان المتقابالن في عقود التأمين التجارية والتبادلية أو‬
‫التعاونية وفي التأمين االجتماعي في الفرو التي يسهم فيها العامل باشت ار معين‪ ،‬هما‪ :‬التزام‬
‫المأمن له بدفع أقساط التأمين‪ ،‬والتزام المأمن بدفع مبل التأمين إذا وقع الخطر المأمن منه‪.‬‬
‫والتزام المأمن له التزام محقق ينفذ عادة في آجال محددة‪ .‬والتزام المأمن التزام ير محقق‪،‬‬
‫فهو التزام احتمالي وليس التزام ا معلق ا على شرط واقل هو تحقق الخطر المأمن منه‪ .‬ألن‬
‫وقو الخطر ركن قانوني في االلتزام وليس مجرد شرط عارض‪ ،‬إذ لو كان الخطر كذل‬
‫ألمكن تصور قيام المأمن بدونه التزام ا بسيط ا منج از‪ ،‬وهذا ال يمكن تصوره ألن التزام المأمن‬
‫مقترن دانم ا بتحقق الخطر‪ ،‬وال يمكن فصل االثنين أحدهما عن ا‪.‬خر‪ .‬والتأمين االجتماعي‬
‫في الفرو التي ال يسهم فيها العامل باشت ار معين عقد ملزم لجانب واحد هو صاحب العمل‪،‬‬
‫أو صاحب العمل والدولة الذين يلتزمون بسداد اشتراكات معينة وفق ا للنظام‪.‬‬

‫‪ .1‬عقد احتمالي ( من عقود الغرر)‪ :‬عقود التأمين عقود احتمالية‪ ،‬أو من عقود الغرر‪ ،‬ألن كالا‬
‫من المأمن‪ ،‬والمأمن له‪ ،‬ال يعرل عند التعاقد مقدار ما يأخذ‪ ،‬وال مقدار ما يعطي‪ ،‬لتوقل‬
‫ذل على وقو الخطر‪ ،‬وعلى حجم الضرر الحاصل‪.‬‬
‫‪ .5‬عقد زمني‪ :‬عقود التأمين الخاصة من العقود الزمنية ألنها تعقد لزمن معين‪ ،‬والزمن عنصر‬
‫جوهري فيها‪ .‬حيث يلتزم فيه المأمن ولمدة معينة بدفع مبل التأمين للمستفيد إذا وقع الخطر‪،‬‬
‫معين‪ ،‬بمعنى‬ ‫معين‪ ،‬إلى نهاية تاري‬ ‫ابتداء من تاري‬
‫ا‬ ‫فيتحمل تبعة الخطر المأمن منه‬
‫االستعداد لدفع مبل التأمين عند وقو الخطر‪ .‬ويلتزم المأمن له في المقابل للمدة التي يلتزم‬
‫فيها المأمن‪ ،‬فيدفع أقساطا متتابعة على مدى هذه المدة‪ ،‬ويجوز أن يدفع القسط دفعة واحدة‪،‬‬
‫ويراعى في تقدير هذه الدفعة الزمن المتعارل عليه‪ .‬ويترتب على كون عقد التأمين عقدا زمنيا‬
‫أنه إذا فس العقد أو انفس لم يكن ذل بأثر رجعي‪ ،‬ولم ينحل العقد إال من وقت الفس أو‬

‫‪74‬‬
‫يبقى قانم ا‪ ،‬وبوجه خاي ال يسترد المأمن له من المأمن‬ ‫االنفساخ‪ ،‬وما نفذ منه قبل ذل‬
‫األقساط المقابلة للمدة التي انقضت قبل حل العقد‪.‬‬
‫‪ .6‬عقد إ عان‪ :‬عقود التأمين الخاي من عقود اإلذعان‪ ،‬حيث يمثل المأمن الجانب القوي في‬
‫العقد‪ ،‬وال يمل المأمن له إال أن ينزل عند شروط المأمن‪ ،‬وهي شروط مطبوعة ومعروضة‬
‫على الناس كافة‪ ،‬ومن ثم التعاقد‪ .‬والتأمين االجتماعي عقد إذعان أيضا إذ ال يمل العامل أو‬
‫صاحب العمل إال النزول عند أحكام نظام التأمينات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ .7‬من عقود حسن النية‪ :‬يجعل عقد التأمين الخاي المأمن تحت رحمة المأمن له فيما يتعلق‬
‫باإلدالء بالبيانات الالزمة حول الخطر المأمن منه‪ ،‬وفي وجوب االحتراز من وقو الخطر‪ ،‬أو‬
‫الحد من آثاره عند وقوعه‪ .‬حيث يعتمد المأمن في ذل اعتمادا كامالا على حسن نية المأمن‬
‫له‪ .‬فإذا أخل المأمن له بهذا الواجب فإنه يفقد حقه في الحصول على مبل التأمين‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل التاسع‬

‫إعادة التأمين‬

‫هي عملية فنية تتم بين هينة تأمين‪ ،‬وهينة تأمين أخرى‪ ،‬يتم بموجبها تحويل التزامات‬
‫الهينة األولى التي تسمى الهينة األصلية‪ ،‬جزنيا أو كليا إلى الهينة الثانية التي تسمى الهينة‬
‫المعيدة‪ ،‬مقابل مبل معين‪ .‬وتكون الهينة األصلية بموجب هذه العملية بمثابة المأمن له بالنسبة‬
‫لمعيد التأمين ولكنها تبقى مأمن ا تجاه أصحاب الوثانق‪ ،‬وتكون الهينة المعيدة بمثابة المأمن‬
‫بالنسبة للهينة األصلية‪ .‬وتمارس هذه العملية من قبل هينات التأمين في التأمين الخاي بأنواعه‬
‫التجاري والتبادلي والتعاوني دون االجتماعي‪.‬‬

‫أهمية إعادة التأمين‬

‫تمثل إعادة التأمين أهمية كبرى بالنسبة لهينات التأمين‪ ،‬وهينات إعادة التأمين على حد‬
‫سواء‪ ،‬نظ ار لقيام عملية التأمين على االحتمال وفق ا لقوانين اإلحصاء‪ ،‬وعلى قانون الكثرة‪ .‬وحيث‬
‫إ ن تقدير االحتمال هو تقدير تقريبي قد يصيب وقد يخطئ‪ ،‬فإنه يجب على هينات التأمين‬
‫مواجهة احتمال الخطأ في التقدير‪ ،‬وما قد ينتس عنه من فروق في الحساب‪ ،‬حتى تطمنن‬
‫ويطمنن عمالأها إلى مقدرتها على مواجهة التزاماتها‪ .‬وتلجأ الشركات عادة إلى عمل احتياطات‬
‫لمواجهة مثل هذه االلتزامات الطارنة والتي قد ال تكفي عادة لسداد هذه االلتزامات‪ ،‬وبالتالي تلجأ‬
‫شركات التأمين إلى إعادة التأمين‪ ،‬والتي تعد بمثابة خط دفا أول لمواجهة االحتماالت ير‬
‫المتوقعة‪ ،‬وما ينتس عنها من التزامات‪ .‬ولما كان معيد التأمين مأمن ا بالنسبة إلى المأمن األصلي‬
‫ف إنه قد يرى نفسه في حاجة إلى إعادة التأمين بدوره عند معيد تأمين ثان‪ ،‬وذل بأن يحدد طاقته‬
‫في إعادة التأمين‪ ،‬ويعيد التأمين فيما جاوز هذه الطاقة‪ ،‬وهذا ما يسمى إعادة التأمين من جانب‬
‫المأمن المعيد‪ .‬فتكون إعادة التأمين من جانب المأمن المعيد عقدا بين معيد التأمين األول ومعيد‬
‫التأمين الثاني يحول بموجبه األول للثاني جزاء من المخاطر التي أعاد تأمينها مقابل مبل معين‪.‬‬
‫وتتفق بذل إعادة التأمين من جانب معيد التأمين مع إعادة التأمين في الطبيعة والتكوين وا‪.‬ثار‪،‬‬

‫‪76‬‬
‫فهي إعادة تأمين من الدرجة الثانية‪ .‬وتكون إعادة التأمين من جانب معيد التأمين في صورة إعادة‬
‫تأمين بالمحاصة عادة‪ ،‬وهي إحدى الصور األربع الرنيسة إلعادة التأمين‪.‬‬

‫أنوا إعادة التأمين‬

‫‪ .1‬إعادة التأمين االختيارية‪ :‬تنتشر هذه العملية في التأمين البحري بوجه خاي‪ ،‬حيث تتفق‬
‫هينة التأمين األصلية مع معيد التأمين على إعادة التأمين بالنسبة إلى وثيقة تأمين معينة‬
‫بالذات‪ ،‬بشروط يتفق عليها بين الطرفين‪ .‬وتكون إعادة التأمين هنا اختيارية ألن المأمن‬
‫األصلي ال يجبر عليها‪ ،‬بل يقوم بها باختياره‪ .‬ويكون معيد التأمين أيض ا ح ار بين القبول‬
‫والرفض‪ ،‬فهو ليس مجب ار على قبولها‪.‬‬

‫‪ .1‬إعادة التأمين اإلجبارية‪ :‬يتخذ اإلجبار هنا صورتين هما‪:‬‬

‫‪ .502‬قد يتدخل القانون فيلزم هينات التأمين بإعادة تأمين جزء من عملياتها المباشرة على أساس‬
‫نسبة معينة وطبقا لتعريفات معينة‪ ،‬في التأمين من األضرار دون التأمين على األشخاي‪.‬‬
‫‪ .2.2‬قد ال يتفق المأمن األصلي عادة مع معيد التأمين على إعادة التأمين بالنسبة إلى وثيقة‬
‫معينة بالذات‪ ،‬بل يعقد معه اتفق ا عام ا على إعادة التأمين بالنسبة إلى نو معين من‬
‫الوثانق مثل وثانق التأمين من الحريق‪ ،‬أو التأمين على الحياة‪ ،‬أو التأمين من المسأولية‪،‬‬
‫والتي عقدها فعالا‪ ،‬أو سيعقدها في المستقبل‪ .‬فالوثانق المعاد تأمينها ليست معينة بالذات‬
‫بل بالنو ‪ ،‬وليست كلها موجودة‪ ،‬بل بعضها موجود فعالا‪ ،‬وبعضها سيوجد في المستقبل‪.‬‬
‫فيقال‪ :‬إعادة التأمين هنا إجبارية‪ ،‬ليس بمعنى أن القانون هو الذي يلزم بإعادة التأمين‪ ،‬بل‬
‫بمعنى أن االتفاق السابق المبرم بين المأمن األصلي‪ ،‬والمأمن المعيد‪ ،‬هو الذي يجبر كال‬
‫الطرفين على إعادة التأمين بالنسبة إلى نو معين من أنوا عمليات التأمين‪ .‬واذا عقد‬
‫المأمن األصلي بعد توقيع هذا االتفاق العام مع المأمن المعيد وثيقة تأمين تدخل في هذا‬
‫النو المتفق عليه‪ ،‬فإن هذه الوثيقة تكون قد أعيد تأمينها تلقاني ا وفق ا للشروط المدونة في‬
‫االتفاق العام إلعادة التأمين‪ .‬وبهذا المعنى تكون إعادة التأمين إجبارية‪ ،‬واال فإنها في‬
‫الواقع اختيارية‪ ،‬إذ سبقها اتفاق عام تم بالتراضي بين المأمن األصلي‪ ،‬والمأمن المعيد‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫صور إعادة التأمين‬

‫‪ .1‬إعادة التأمين بالمحاصة‪ :‬يشتر المأمن المعيد مع المأمن األصلي في إعادة التأمين‬
‫بالمحاصة في جميع عمليات التأمين التي يقوم بها هذا األخير مهما كان حجمها أو قيمتها‪.‬‬
‫أو في مجمو عمليات التأمين الخاصة بنو معين من أنوا التأمين التي يباشرها بالنصل‪،‬‬
‫أو بالثلث‪ ،‬أو بأي نسبة أخرى‪ ،‬كأن يتفق المأمن مع معيد التأمين على أن يشتر هذا‬
‫األخير معه في جميع وثانق التأمين التي يعقدها‪ ،‬وتتعلق بنو معين بنسبة الربع مثالا في كل‬
‫منها‪ .‬فإذا أبرم المأمن وثيقة تأمين قيمتها خمسة آالل‪ ،‬وكان مقدار القسط أربعين‪ ،‬كان‬
‫نصيب المأمن المعيد من القسط عشرة يتقاضاه من المأمن‪ ،‬ويكون نصيبه من مبل التأمين‬
‫ألف ا ومانتين وخمسة وعشرين يدفعها للمأمن إذا وقعت الكارثة‪ .‬وال تحقق هذه الصورة الغرض‬
‫من إعادة التأمين‪ ،‬أو مصلحة المأمن‪ .‬وتمارس هذه الصورة من قبل معيد التأمين كما تمارس‬
‫في تجميع المأمنين للمخاطر المأمن منها في رصيد مشتر ‪ convention pool‬ليعاد‬
‫التوزيع عليهم جميع ا بنسبة معينة‪.‬‬
‫‪ .2‬إعادة التأمين فيما جاوز حد الطاقة‪ :‬تعد هذه الصورة األوسع انتشا ار‪ ،‬وهي تعالس عيوب‬
‫الصورة السابقة‪ .‬وال يعيد المأمن في هذه الصورة جميع وثانق التأمين التي يصدرها حتى‬
‫بالنسبة إلى نو معين‪ ،‬بل يستقل بالعمليات التي يستطيع تحمل مخاطرها دون مشقة‪ ،‬فيستقل‬
‫بتل العمليات التي ال تزيد على طاقته فال يعيد التأمين فيها‪ ،‬ويعيد التأمين فيما جاوز هذه‬
‫مثل أن يعقد‬ ‫الطاقة من العمليات‪ ،‬في حدود القدر الذي جاوزت به العملية الطاقة‪ .‬وذل‬
‫المأمن مانة عملية قيمة كل منها ألف ا فتكون قيمتها جميع ا مانة ألل‪ ،‬ومانة عملية أخرى قيمة‬
‫كل منها ألفان فتكون قيمتها جميعا مانتي ألل‪ .‬فإذا كان مجمو األقساط التي يتقاضاها من‬
‫العملية األولى ألف ا‪ ،‬وكان مجمو األقساط التي يتقاضاها من العمليات األخرى ألفين‪ ،‬فيكون‬
‫مجمو ما يتقاضاه من األقساط ثالثة آالل‪ .‬فإذا كان معامل احتمال وقو الخطر في جميع‬
‫هذه العمليات ثالثة‪ ،‬فإن طاقته هي أن يعوض هذه الكوارث بما قبضه من أقساط وهو ثالثة‬
‫آالل‪ ،‬أي أن طاقته تسم بتعويض الكوارث الثالث إذا وقعت جميع ا في العمليات التي تبل‬
‫قيمة كل منها ألف ا‪ ،‬أما إذا وقعت الكوارث الثالث جميع ا في العمليات التي تبل قيمة كل منها‬
‫ألفين فإنه يكون مضط ار لدفع تعويض قيمته ستة آالل‪ ،‬أي ضعل ما قبضه من أقساط‪،‬‬

‫‪78‬‬
‫وهذا فوق طاقته فيعمد في هذه الحالة إلى إعادة تأمين ما جاوز حد طاقته من هذه العمليات‪،‬‬
‫أي فيما جاوز ألفا من هذه العمليات‪ ،‬وبمقدار هذا الفرق‪ .‬فيعيد التأمين في العمليات التي تبل‬
‫قيمة كل منها طاقته أي األلل األولى‪ ،‬فإذا وقعت الكوارث في هذه العمليات استطا أن‬
‫يأدي مبل التعويض في حدود ألل لكل منها فيأدي الثالثة آالل‪ ،‬وال يجاوز هذا حد طاقته‪،‬‬
‫وأما ما زاد على األلل فقد أعاد التأمين فيه ويتحمل عبنه المأمن المعيد‪ .‬وأكثر ما تمارس‬
‫هذه العمليات في التأمين من الحريق‪ ،‬وفي التأمين الفردي من اإلصابات‪ ،‬وفي التأمين من‬
‫المسأولية‪ ،‬وفي التأمين البحري‪.‬‬
‫‪ .3‬إعادة التأمين فيما جاوز حدا معينا من الكوارث‪ :‬ال يعيد المأمن األصلي في هذه الصورة‬
‫التأمين فيما جاوز حد طاقة معينة يحددها بحيث تكون واحدة لجميع وثانق التأمين التي‬
‫شملتها إعادة التأمين كما في الصورة السابقة‪ ،‬بل يعيد التأمين بالنسبة إلى كل وثيقة فيما‬
‫جاوز حدا معينا من التعويض الفعلي الذي يدفعه إذا تحققت الكارثة‪ ،‬ويسمى هذا الحد المعين‬
‫الجزء الواجب الدفع أوالا‪ .‬وأكثر ما يكون ذل في التأمين من المسأولية‪ ،‬حيث يضع المأمن‬
‫حدا معين ا لكل وثيقة‪ ،‬فإذا تحققت الكارثة في وثيقة معينة أي تحققت مسأولية المأمن له‪،‬‬
‫ورجع على المأمن بمبل التعويض الذي دفعه للمتضرر‪ ،‬وكان هذا المبل ال يجاوز الحد‬
‫المعين لهذه الوثيقة تحمله المأمن كله‪ ،‬أما إذا زاد فإن المأمن يتحمل الحد المعين‪ ،‬ويتحمل‬
‫المأمن المعيد الزيادة‪ ،‬وتسمى هذه الحالة إعادة التأمين من الخطر التالي‪ .‬وقد يكون الحد‬
‫المعين الذي يتحمله المأمن هو نسبة منوية من مبل التأمين وليكن ‪ %11‬مثالا‪ ،‬فإذا تحققت‬
‫الكارثة وكان مبل التأمين ألف ا‪ ،‬وأصب المأمن مسأوالا تجاه المأمن له عن ستمانة‪ ،‬أو أكثر‪،‬‬
‫إلى سبعمانة وخمسين‪ ،‬لم يرجع على المأمن المعيد بشيء‪ ،‬وتحمل المبل كله ألنه لم يجاوز‬
‫‪ %11‬من التعويض‪ .‬أما إذا أصب مسأوالا عن ثمانمانة‪ ،‬أو تسعمانة‪ ،‬أو ألل‪ ،‬فإنه يتحمل‬
‫من هذا المبل سبعمانة وخمسين‪ ،‬ويرجع على المأمن المعيد بخمسين‪ ،‬أو بمانة وخمسين‪ ،‬أو‬
‫بمانتين وخمسين‪ ،‬على حسب األحوال‪ .‬ويالحظ وجود فرق بين هذه الصورة وصورة‬
‫المحاصة‪ ،‬ففي المحاصة يعيد المأمن التأمين بنسبة ‪ %21‬مثالا يشاركه بها المأمن المعيد‪،‬‬
‫ويبقى المأمن مسأوالا عن ‪ .%11‬فإذا تحققت الكارثة أسهم المأمن المعيد حتما في التعويض‬

‫بمقدار ‪ ،%21‬حتى لو كان التعويض ال يبل ‪ %11‬من مبل التأمين‪ .‬فإذا بل التعويض مثالا‬
‫ستمانة فإنه يتحتم على المأمن المعيد في المحاصة أن يدفع من هذا المبل ‪ ،%21‬أي مانة‬

‫‪72‬‬
‫وخمسين‪ .‬أما في إعادة التأمين فيما يجاوز حدا معين ا من الكوارث فإن المأمن المعيد ال يدفع‬
‫شينا‪ ،‬ألن التعويض لم يجاوز ‪ %11‬من مبل التأمين‪ .‬وتسمى إعادة التأمين فيما جاوز حدا‬
‫معين ا من الكوارث في هذه الحالة إعادة التأمين فيما جاوز نسبة منوية من الكوارث‪ .‬وقد يقسم‬
‫المأمن عملياته إلى مجموعات يعين لكل منها حدا معين ا يتحمله‪ ،‬ويتحمل المأمن المعيد ما‬
‫زاد على هذا الحد‪ .‬كما في التأمين من الحريق حيث يقسم المأمن الوثانق إلى مجموعتين‪،‬‬
‫مجموعة تقع أمكنتها المأمن عليها في حي يشتد فيه خطر الحريق‪ ،‬ويعين لها حدا أقصى‬
‫مانة ألل مثالا‪ ،‬ومجموعة أخرى تقع أمكنتها المأمن عليها في حي يكون فيه خطر الحريق‬
‫خط ار مألوفا‪ ،‬ويعين لها حدا أقصى خمسين ألفا مثالا أو أكثر‪ ،‬إلى مانة ألل‪ .‬فإذا بلغت‬
‫التعويضات في هذه المجموعة الثانية عشرة آالل مثالا‪ ،‬أو أكثر‪ ،‬إلى خمسين ألف ا‪ ،‬تحمل‬
‫المأمن هذه التعويضات كلها‪ ،‬ألنها ال تتجاوز الحد المعين‪ ،‬وال يرجع بشيء على المأمن‬
‫المعيد‪ .‬واذا زادت التعويضات في المجموعة األولى على مانة ألل‪ ،‬أو في المجموعة الثانية‬
‫على خمسين ألف ا‪ ،‬فإنه يرجع على المأمن المعيد بمقدار الزيادة في كل من المجموعتين‪.‬‬
‫‪ .1‬إعادة التأمين فيما جاوز حدا معينا من الخسارة‪ :‬يتفق المأمن مع المأمن المعيد في هذه‬
‫الصورة على نسبة منوية معينة من مجمو األقساط التي يتقاضاها المأمن في فر معين من‬
‫فرو التأمين‪ ،‬ولتكن مثالا ‪ ،%1.‬ويجعلها حدا أقصى لمجمو التعويضات التي يدفعها في‬
‫هذا النو من التأمين في خالل العام بأكمله‪ .‬فإذا قلت التعويضات عن هذا الحد األقصى‪ ،‬أو‬
‫بلغته دون أن تتجاوزه تحملها المأمن كلها‪ ،‬أما إذا زادت فإن المأمن يتحمل الحد األقصى‪،‬‬
‫ويتحمل المأمن المعيد الزيادة‪ .‬وتختلل هذه الصورة عن سابقتها في أن الحد األقصى في هذه‬
‫الصورة يتناول جميع الكوارث كبرت أم صغرت في فر من فرو التأمين‪ ،‬ويكون نسبة منوية‬
‫من مجمو األقساط التي يتقاضاها المأمن في هذا الفر من التأمين‪ ،‬أما الحد األقصى في‬
‫الصورة السابقة فيغلب أن يكون بالنسبة لكل كارثة على حدة‪ ،‬واذا تناول مجموعة من الكوارث‬
‫فهو على كل حال مبل معين‪ ،‬أو نسبة معينة من مبل التأمين‪ ،‬وليس نسبة منوية من مجمو‬
‫األقساط كما هو الحال هنا‪ .‬وتمتاز ببساطة إجراءاتها المحاسبية‪ ،‬إال إنها يعيبها أمران‪:‬‬
‫‪ ‬ال يمكن تحديد قسط إعادة التأمين الذي يجب أن يدفعه المأمن للمأمن المعيد على أساس فني‬
‫سليم‪ ،‬ألنه ير مرتبط بوثيقة معينة حتى يتم حسابه على أساسها‪ ،‬بل يتناول مجموعة كبيرة‬
‫من الوثانق ال يمكن ضبط تقدير االحتماالت فيها‪ .‬وبالتالي ال يمكن تحديد مقدار القسط إال‬

‫‪85‬‬
‫عن طريق تحكمي يلعب فيه الحظ والمصادفة دو ار كبي ار حتى ليكون التحديد أقرب إلى‬
‫المضاربة والمقامرة‪ .‬باإلضافة إلى تعارض مصلحة المأمن مع مصلحة المأمن المعيد‪ ،‬على‬
‫العكس من الصور الثالث السابقة حيث ترتبط المصلحتان‪ .‬فإذا كسب المأمن‪ ،‬كسب المأمن‬
‫المعيد‪ ،‬ويخسر هذا إذا خسر ذا ‪ .‬أما في هذه الصورة الرابعة فيمكن للمأمن أن يكسب على‬
‫حساب المأمن المعيد‪ ،‬إذ يستطيع أن يأمن من حوادث شديدة الخطر‪ ،‬أو بأقساط منخفضة‪،‬‬
‫ب ل يستطيع أن يحابي المأمن لهم عند تسوية حساب الكوارث وال عليه من ذل ‪ ،‬ألن الحد‬
‫األقصى الذي يتحمله من التعويضات التي يدفعها ال يتجاوز نسبة معينة‪ ،‬والباقي يتحمله‬
‫المأمن المعيد الذي ال يمل وسانل كافية لبسط الرقابة على العمليات التي يقوم بها المأمن‪.‬‬
‫كثير ما يلجأ المأمن المعيد إلى جعل المأمن يشتر بنسبة ‪ %5.‬فيما جاوز الحد‬
‫ا‬ ‫ولذل‬
‫األقصى المعين‪ ،‬فال يتحمل المأمن المعيد كل الزيادة‪ ،‬بل يسهم فيها المأمن بهذه النسبة حتى‬
‫تكون لهذا األخير مصلحة في عدم تجاوز الحد األقصى‪.‬‬
‫‪ ‬يتعلق العيب الثاني بالمأمن نفسه وهو هنا في ير مصلحته‪ ،‬ألنه مضطر إلى دفع كل‬
‫التعويضات طوال العام للمأمن لهم‪ ،‬دون أن يدفع المأمن المعيد شين ا منها إال في نهاية العام‬
‫عند تصفية الحساب‪ .‬وقد يعجز المأمن عن ذل ‪ ،‬بل قد يفاجأ بوجه من وجوه البطالن في‬
‫اتفاق إعادة التأمين‪ ،‬فينهار كل ما كان يعتمد عليه في مواجهة التزاماته‪ .‬ولما كانت الخاصية‬
‫المميزة لعمليات إعادة التأمين أنها ترتبط ارتباط ا وثيق ا بالتأمين ذاته‪ ،‬فإعادة التأمين تنصب‬
‫على عملية تأمين بالذات تشاركها مصلحتها‪ ،‬وال يكون المأمن المعيد مسأوالا إال إذا تحققت‬
‫مسأولية المأمن‪ .‬ويفيد المأمن المعيد من جميع وجوه البطالن‪ ،‬والفس ‪ ،‬والسقوط‪ ،‬المتعلقة‬
‫بعقد التأمين‪ ،‬وهذا منعدم في الصورة الرابعة‪ ،‬ولذل قام الش في دخول هذه الصورة ضمن‬
‫صور إعادة التأمين وأنها في حقيقتها تأمين‪ ،‬وليست إعادة تأمين‪ .‬فإعادة التأمين تفترض وجود‬
‫عقد تأمين سابق قد عقد‪ ،‬فيعاد التأمين في جزء منه‪ ،‬أو فيه كله‪ ،‬أما هنا فليس هنا تأمين‬
‫سابق بالذات قد عقد ثم أعيد‪ ،‬بل يبدو أن هنا تأمين ا مبش ار للمأمن من خسارته المحتملة في‬
‫مجمو عمليات التأمين‪ .‬والرأي الغالب هو دخولها ضمن صور إعادة التأمين وان تميزت عن‬
‫سانر الصور باستقالل مصلحة المأمن المعيد فيها عن مصلحة المأمن‪.‬‬

‫التكييف القانوني إلعادة التأمين‬


‫تعددت آراء القانونيين في تكييل إعادة التأمين من الناحية القانونية على النحو ا‪.‬تي‪:‬‬

‫‪80‬‬
‫‪ .5‬المأمن وكيل عن معيد التأمين فيما أعيد فيه التأمين‪.‬‬
‫‪ .2‬المأمن والمأمن المعيد شريكان‪.‬‬
‫‪ .3‬المأمن المعيد كفيل للمأمن تجاه المأمن لهم‪.‬‬
‫‪ .4‬ينقل المأمن إلى المأمن المعيد عن طريق الحوالة ما أعاد التأمين فيه‪.‬‬
‫ويعيب هذه ا‪.‬راء جميعا أنها توجد عالقة مباشرة بين المأمن له‪ ،‬والمأمن المعيد‪،‬‬
‫ير موجودة‪ ،‬وأن المأمن له أجنبي في عقد إعادة‬ ‫هو أن هذه العالقة المباشرة‬ ‫والصحي‬
‫التأمين‪ ،‬وال يستمد منه أي حق مباشرة تجاه المأمن‪ ،‬والمأمن المعيد‪.‬‬
‫‪ .5‬عقد إعادة التأمين عقد تأمين حقيقي‪ :‬استقر رأي شراح القانون وهو الراج على أن عقد‬
‫فيه المأمن المعيد‬ ‫فيه المأمن مأمن ا له‪ ،‬ويصب‬ ‫إعادة التأمين عقد تأمين حقيقي يصب‬
‫مأمن ا‪ .‬وأنه يتبع عقد التأمين األصلي الذي قام عليه‪ ،‬فيكون مثله تأمين ا من المسأولية‪ ،‬أو‬
‫تأمينا على األشياء‪ ،‬أو تأمينا على الحياة‪ ،‬أو ير ذل ‪ .‬وبالتالي فهو في جميع األحول عقد‬
‫تأمين تسري عليه المبادئ العامة لعقود التأمين‪ ،‬وال يجوز فيه أن يلتزم المأمن المعيد نحو‬
‫المأمن بأكثر مما يلتزم به المأمن نحو المأمن له‪ .‬وبالتالي يكون المأمن له أجنبي ا عن العقد‪،‬‬
‫ال يكسب منه حقا‪ ،‬وال يتحمل فيه التزاما‪ ،‬ويبقى المأمن مسأوالا تجاه المأمن له بموجب عقد‬
‫التأمين األصلي الذي أبرم بينهما‪.‬‬

‫صفات عقد إعادة التأمين‬


‫عقد إعادة التأمين عقد تأمين حقيقي يخضع للقواعد العامة التي يخضع لها عقد التأمين‪،‬‬
‫إال إنه يتميز بقواعد خاصة به فيما يتعلق با‪.‬ثار التي تترتب عليه‪ .‬وقد استمدت هذه القواعد من‬
‫اتفاقات إعادة التأمين المألوفة‪ ،‬والتي استقرت حتى أصبحت عرف ا عام ا‪ ،‬ومنها يمكن استخالي‬
‫أهم ا‪.‬ثار التي تترتب على هذا العقد‪ ،‬والتي هي صفات له‪ ،‬كما أنها قواعد أو مبادئ يخضع‬
‫لها العقد‪ ،‬والمتمثلة فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ .1‬حسن النية‪ :‬ويعني وجود ثقة متبادلة بين الطرفين‪ ،‬حيث يعتمد المأمن المعيد اعتمادا على‬
‫حسن نية المأمن األصلي وأمانته في تقدير األخطار التي يأمنها‪ ،‬وعلى كفاءته في إدارة‬
‫عمله‪ .‬ومن مقتضيات حسن النية أن يقدم المأمن للمأمن المعيد جميع البيانات المتعلقة‬
‫باألخطار التي يعيد التأمين عليها‪ .‬فإذا قدم المأمن بيانات كاذبة‪ ،‬أو كتم بيانات جوهرية‪،‬‬
‫كان هذا تدليسا‪ ،‬يستوجب إبطال العقد‪ .‬ومن حق المأمن المعيد مراقبة أعمال المأمن‬

‫‪82‬‬
‫على دفاتره وحساباته‪ ،‬وان كان ال يستخدم هذا الحق إال ناد ار‪ ،‬ألن اإلكثار من‬ ‫واالطال‬
‫استخدامه يشعر المأمن بعدم الثقة‪ .‬واذا أخل المأمن بالثقة التي وضعها المأمن المعيد فيه‬
‫كان لهذا األخير طلب فس العقد‪ ،‬والتعويض عند االقتضاء‪.‬‬
‫‪ .2‬وحدة المصير‪ :‬يرتبط مصير المأمن المعيد مباشرة بمصير المأمن‪ .‬فعقد إعادة التأمين يستند‬
‫إلى عقد التأمين المباشر في مقدار أقساطه‪ ،‬وشروطه‪ ،‬ومحتوياته‪ ،‬ومبل التعويض‪ .‬ويتأثر‬
‫وجوه لبطالن عقد‬ ‫عقد إعادة التأمين بما يتأثر به عقد التأمين المباشر‪ ،‬فإذا كانت هنا‬
‫التأمين المباشر‪ ،‬أو إلبطاله‪ ،‬أو لعدم نفاذه‪ ،‬أو لسقوطه‪ ،‬أو النقضانه‪ ،‬اعتد بذل كله في عقد‬
‫إعادة التأمين‪.‬‬
‫‪ .3‬عقد ملزم للجانبين‪:‬‬
‫‪ .1..‬التزامات المنمن األصلي‪ :‬تتمثل التزامات المأمن األصلي فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ ‬تقديم قوانم دورية لمعيد التأمين تسمى قوانم التطبيق‪ ،‬ألن إعادة التأمين تكون عادة بموجب‬
‫ات فاق عام يطبق فيما بعد على كل عملية من عمليات التأمين التي يقوم بها المأمن‪ ،‬ويسمى‬
‫هذا إعادة التأمين اإلجبارية‪ .‬فعلى المأمن أن يقدم إلى المأمن المعيد عقب كل عملية تدخل‬
‫بموجب االتفاق العام في نطاق إعادة التأمين قانمة مأقتة‪ ،‬تتضمن بيانات موجزة عن الخطر‬
‫المأمن منه‪ ،‬ومقدار القسط‪ .‬وتعقب القانمة المأقتة قانمة نهانية‪ ،‬تتضمن بيانات تفصيلية عن‬
‫الخطر المأمن منه‪ ،‬والجزء الذي يحال تأمينه إلى المأمن المعيد‪ ،‬والقسط الذي قيد لحسابه‪،‬‬
‫وترسل هذه القوانم في مواعيد دورية يتفق عليها‪ .‬ويرحل ما يخي المأمن المعيد من األقساط‬
‫في نهاي ة الفترة إلى حسابه الجاري المفتوح بين المأمن األصلي‪ ،‬والمأمن المعيد‪ .‬وقد ال ترسل‬
‫تل القوانم أصل‪،‬ا ويكتفى بوجود سجل خاي بالوثانق التي ينطبق عليها االتفاق العام إلعادة‬
‫التأمين‪ ،‬ويبين في هذا السجل نصيب المأمن األصلي‪ ،‬ونصيب معيد التأمين في تحمل‬
‫الخطر المعاد تأمينه‪ ،‬وتتم المحاسبة بين الطرفين كل ثالثة أشهر‪ ،‬على أساس البيانات الواردة‬
‫في السجل‪ .‬ويسمى االتفاق الذي يعفي المأمن األصلي من تقديم القوانم االتفاق األعمى‪.‬‬
‫‪ ‬دفع أقساط إعادة التأمين للمأمن المعيد‪.‬‬
‫‪ .2..‬التزامات المنمن المعيد‪ :‬تتمثل التزامات المأمن المعيد فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ ‬تحمل نصيبه من التعويض‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫‪ ‬دفع عمولة للمأمن األصلي تعد بمثابة إسهام من المأمن المعيد في المصروفات اإلدارية التي‬
‫تحملها المأمن في سبيل إبرام وثانق التأمين األصلية‪ .‬ويختلل مقدار العمولة باختالل صور‬
‫إعادة التأمين‪ ،‬حيث تبل في إعادة التأمين بالمحاصة حوالي ‪ %4.‬من قيمة قسط إعادة‬
‫التأمين‪ ،‬إذا أن هذه الصورة تحقق مزايا كبيرة للمأمن المعيد‪.‬‬
‫‪ ‬قد يدفع معيد التأمين للمأمن جزاء من أرباحه التي يحققها من عمليات إعادة التأمين‪ .‬والذي قد‬
‫يكون ثابت ا‪ ،‬أو متغي ار بحسب مقدار الرب ‪.‬‬
‫‪ ‬تر وديعة مالية تحت تصرل المأمن األصلي لضمان التزامات معيد التأمين تجاهه‪ .‬ويرجع‬
‫هذا االلتزام إلى أن المأمن األصلي يجب عليه تكوين احتياطات‪ ،‬وال يجوز له أن يدخل في‬
‫هذه االحتياطات ما يثبت له من حقوق شخصية تجاه المأمن المعيد بموجب عقد إعادة‬
‫يحتاط المأمن‪ ،‬فيشترط‬ ‫التأمين‪ .‬فهذه ديون شخصية في ذمة المأمن المعيد‪ ،‬ومن أجل ذل‬
‫عادة أن تبقى أقساط إعادة التأمين في يده بعد خصم العمولة المستحقة له‪ ،‬وذل على سبيل‬
‫الضمان‪ ،‬فتتكون من هذه األقساط تحت يد المأمن وديعة يتركها المأمن عنده‪ ،‬ويستطيع‬
‫المأمن أن يدخل هذه الوديعة ضمن االحتياطات الواجب تكوينها‪.‬‬
‫قد تكون الوديعة نقدية‪ ،‬فيستبقي المأمن أقساط إعادة التأمين في يده كما هي نقودا‪،‬‬
‫وتكون دين ا في ذمته للمأمن المعيد‪ ،‬يستحق عنها فواند‪ .‬وقد يستخدم المأمن هذه الوديعة في‬
‫شراء أصول منقولة باسمه هو‪ ،‬ويجعلها جزاء من االحتياطات المراد تكوينها‪ .‬وقد تكون الوديعة‬
‫قيمية وذل بأن يتفق المأمن مع المأمن المعيد على أن يشتري األول بأقساط التأمين قيما‬
‫منقولة تكون ملك ا للمأمن المعيد‪ ،‬له أرباحها‪ ،‬وارتفا أسعارها‪ ،‬وعليه نزول األسعار‪ ،‬ولكن‬
‫في مصرل‪ ،‬ويكون له عليها حق رهن‪ ،‬يمكنه أن يدخلها في تكوين‬ ‫القيم تقيد أو تود‬
‫االحتياطات‪ .‬فإذا أفلس المأمن المعيد احتفظ المأمن بالقيم المنقولة في الحالتين‪ .‬يحتفظ بها‬
‫إذا كانت ملك ا له ألنه هو المال ‪ ،‬أما الدين الشخصي الذي يبقى في ذمته للمأمن المعيد‬
‫بأقساط إعادة التأمين فتتم المقاصة بينه وبين ما يكون له في ذمة المأمن المعيد‪ .‬أما إذا أفلس‬
‫المأمن‪ ،‬فإن المأمن لهم ينفذون بحقوقهم على القيم المنقولة‪ ،‬سواء أكانت ملكا للمأمن ألنهم‬
‫ينفذون على مل مدينهم‪ ،‬أم كانت ملك ا للمأمن المعيد‪ ،‬ألنها مرهونة لمدينهم المأمن‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫الفصل العاشر‬

‫انتهاء عقد التأمين‬

‫عقد التأمين الخاي بأنواعه التجاري والتعاوني والتبادلي من العقود الزمنية‪ ،‬وبالتالي فإنه‬
‫ينتهي بانتهاء مدته الزمنية‪ ،‬إال إن هنا أسباب ا تأدي إلى انتهانه قبل مدته الزمنية‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ .1‬حدوث ظروف جديدة تندي إلى زيادة معامل احتمال وقو الخطر‪ :‬يبقى عقد التأمين األصلي‬
‫قانما دون تغيير وبخاصة في مقدار القسط حتى بعد وجود الظرول التي تزيد في الخطر‪ ،‬ما‬
‫دام المأمن له لم يقصر في اإلخبار عن هذه الظرول‪ ،‬إلى أن يقرر المأمن الموقل الذي‬
‫يختاره‪ .‬وتقتضي القواعد العامة أن يكون المأمن بالخيار بين التنفيذ العيني للعقد األصلي أو‬
‫الفس ‪ .‬ويقصد بالتنفيذ العيني إزالة الظرول التي أدت إلى زيادة الخطر‪ .‬ولما كان هذا األمر‬
‫مستحيالا عادة كان للمأمن طلب الفس في أي وقت يشاء‪ ،‬إال إذا تنازل عن حقه في طلب‬
‫الفس صراحة‪ ،‬أو ضمن ا‪ ،‬بأن استمر في قبض األقساط من المأمن له‪ ،‬أو دفع التعويض‬
‫المستحق عند وقو الخطر‪ .‬ويترتب على اختيار الفس فس العقد ولكن دون أثر رجعي أسوة‬
‫بسانر العقود الزمنية‪.‬‬
‫‪ .2‬هالك موًو التأمين هالكا كليا بفعل الخطر المنمن منه‪ ،‬أو بفعل خطر آخر غير المنمن‬
‫منه‪ :‬يحصل المأمن له في حالة الهال الكلي بفعل الخطر المأمن منه على مبل التأمين‪،‬‬
‫وال يحصل في حالة الهال الكلي بفعل خطر ير المأمن منه على مبل التأمين‪ .‬ويحتفظ‬
‫الم أمن باألقساط المدفوعة عن المدة السابقة لهال موضو التأمين‪ ،‬وتب أر ذمة المأمن له من‬
‫األقساط المتبقية إذا لم يكن قد دفعها‪ .‬ويلتزم المأمن بإعادة تل األقساط للمأمن له إذ كان قد‬
‫دفع األقساط من قبل‪.‬‬
‫‪ .3‬إفالس المنمن‪ :‬إذا أفلس المأمن أو صفيت أمواله قضاني ا فإن عقد التأمين يقل سريانه من‬
‫إشهار اإلفالس أو التصفية‪ ،‬وتب أر ذمة المأمن له من األقساط التالية لهذا التاري ‪،‬‬ ‫تاري‬
‫ويحتفظ المأمن باألقساط المدفوعة قبل هذا التاري ‪ .‬ويحدد حق المستفيد في التأمين على‬
‫األشخاي يوم صدور الحكم بمبل يعادل قيمة االحتياط الحسابي محسوب ا على أساس تعريفة‬
‫التأمين المعمول بها وقت إبرام العقد دون أية زيادة‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫‪ .1‬انتقال ملكية موًو التأمين إلى شخص آخر‪ :‬إذا انتقلت ملكة موضو التأمين من المأمن‬
‫جديد فإن عقد التأمين ينتقل بحقوقه والتزاماته وشروطه إذا كان العقد‬ ‫له األصلي إلى مال‬
‫قانم ا وقت انتقال الملكية‪ ،‬حتى لو كان المأمن يجهل ذل ‪ ،‬فال حاجة إلخطاره من قبل‬
‫القديم من األقساط‬ ‫الجديد‪ ،‬حيث تب أر ذمة المال‬ ‫المأمن له األصلي أو من قبل المال‬
‫المتبقية‪ ،‬ويصب المال الجديد مسأوالا عن دفع األقساط المتبقية لصال المأمن‪ ،‬كما يتم دفع‬
‫مصلحة في إخطار‬ ‫فهنا‬ ‫مبل التأمين في حال وقو الخطر للمأمن له الجديد‪ .‬ومع ذل‬
‫المأمن من قبل المأمن له حتى تب أر ذمته من األقساط المتبقية‪ ،‬أو من قبل المال الجديد حتى‬
‫يجري في حقه الميعاد الذي يجب فيه أن يستعمل حقه في الفس وبذل يسقط حقه في الفس‬
‫إذا انقضى هذا الميعاد دون أن يفس العقد‪ .‬ويحتفظ كل من المال الجديد‪ ،‬والمأمن بحقه في‬
‫فس العقد من تاري انتقال الملكية‪ ،‬إذا ر ب أحد الطرفين أو كالهما في ذل ‪.‬‬
‫‪ .5‬إفالس المنمن له‪ :‬إذا أفلس المأمن له أو صفيت أمواله قضانيا فإن عقد التأمين ينتهي‬
‫بالنسبة له فتب أر ذمته من األقساط المتبقية بعد تاري إعالن اإلفالس أو التصفية‪ ،‬ولكنه يبقى‬
‫قانم ا حيث يحل الداننون محل المأمن له في الحقوق وااللتزامات والشروط‪ .‬ومن ثم يلتزم‬
‫المأمن بدفع مبل التأمين للداننين إذا وقع الخطر بعد اإلفالس أو التصفية‪ ،‬ويلتزم الداننون‬
‫في المقابل بدفع أقساط التأمين المتبقية‪ .‬ويحتفظ كل من المأمن والداننون بحقه في فس العقد‬
‫من تاري اإلفالس أو التصفية إذا رأى أحد الطرفين أو كالهما عدم وجود مصلحة له في‬
‫استمرار العقد‪.‬‬
‫‪ .6‬هالك موًو التأمين هالكا جزئيا مرة بعد أخرى بفعل الخطر المنمن منه‪ :‬إذا افترضنا وجود‬
‫وثيقة تأمين على منزل ضد الحريق بقيمة عشرين ألل ح مثالا‪ ،‬وأصيب المنزل بحريق‬
‫حصل المأمن له بموجبه على تعويض بمبل عشرة آالل مثالا‪ ،‬وبقي عقد التأمين قانما‪ .‬فإذا‬
‫احترق المنزل مرة أخرى بعد ذل وكانت قيمة التعويض المستحقة خمسة عشر ألل ح مثالا‪،‬‬
‫فإن المأمن له يحصل على ذل التعويض حتى لو تجاوز مجمو التعويضات المدفوعة قيمة‬
‫مبل التأمين المحدد بالوثيقة‪ ،‬أي أن مبل التأمين المحدد بالوثيقة ال يتناقي بفعل الهال‬
‫الجزني لموضو التأمين‪ ،‬وذل ألن عقد التأمين ال يتجزأ‪ .‬وذل في التأمين على األشياء وفي‬
‫التأمين من المسأولية أيض ا‪ .‬ويجوز االتفاق بين الطرفين على خالل هذا الحكم فيشترط‬
‫التأمين المحدد بالوثيقة‪ ،‬وبالتالي‬ ‫المأمن أال يتجاوز مجمو التعويضات المدفوعة مبل‬

‫‪86‬‬
‫يتناقي مبل التأمين المحدد بالوثيقة مع كل حادث جزني ومع كل تعويض مدفو بقدر ذل‬
‫التعويض‪ .‬ولعل هذا هو المتبع عمليا في وثانق التأمين‪.‬‬
‫‪ .7‬إخالل المنمن له بالتزامه بدفع القسط‪ :‬إذا امتنع المأمن له عن دفع القسط أو تأخر في دفعه‬
‫قضاء التنفيذ العيني أو‬
‫ا‬ ‫عن الموعد المحدد كان للمأمن بعد إعذار المأمن له أن يطلب‬
‫الفس ‪ .‬وال يتحلل المأمن من التزامه بدفع مبل التأمين إذا وقع الخطر إال بعد حصوله على‬
‫حكم من المحكمة بفس العقد‪ ،‬ومن الوقت الذي صدر فيه الحكم ألن عقد التأمين عقد زمني‬
‫ال يكون لفسخه أثر رجعي‪ .‬وال يستطيع المأمن وقل التزامه بالتعويض إذا وقع الخطر‪ ،‬فكل‬
‫ما يمكنه إذا وقع الخطر ووجب عليه التعويض هو أن يحبس مبل التأمين المستحق حتى‬
‫يستوفي القسط أو األقساط المستحقة‪ .‬وله أن يخصمها من مبل التأمين‪ .‬ولما كان هذا قد‬
‫يتعارض مع مصلحة المأمن ويتعارض مع التبسيط الواجب إلجراءات التأمين‪ ،‬فإن شركات‬
‫التأمين تلجأ عادة إلى وضع شروط في وثانقها مثل أن تشترط إعفاءها من اإلعذار وعدم‬
‫التقيد بأي ميعاد‪ ،‬فإذا تأخر المأمن له في دفع القسط المستحق وكانت تشترط أن يتم الدفع‬
‫في مكاتبها وقل عقد التأمين‪ ،‬ووقل بالتالي التزامه بدفع مبل التأمين عند وقو الخطر‪.‬‬
‫‪ .8‬اإلخالل بمبدأ حسن النية‪ :‬يأدي كتمان المأمن له لبعض البيانات المتعلقة بالخطر أو تقديم‬
‫بيانات ير صحيحة بشكل متعمد حول الخطر المأمن منه وبخاصة تل التي من شأنها أن‬
‫تأثر في قيمة القسط إلى بطالن عقد التأمين‪ .‬فإذا تبين ذل للمأمن قبل وقو الخطر جاز‬
‫للمأمن طلب بطالن العقد بعد عشرة أيام من تاري إخطار المأمن له بذل ‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫يحتفظ المأمن باألقساط المدفوعة قبل تاري بطالن العقد‪ ،‬وتب أر ذمة المأمن له من األقساط‬
‫األقساط إلى المأمن له إذا كان قد استوفى األقساط‬ ‫المتبقية‪ ،‬أو يلتزم المأمن برد تل‬
‫بالكامل‪ .‬ويمكن للمأمن إبقاء العقد وطلب زيادة في القسط تتناسب مع الزيادة في الخطر‪ .‬أما‬
‫إذا تبين ذل بعد وقو الخطر وجب خفض التعويض بنسبة معدل األقساط المدفوعة فعالا إلى‬
‫األقساط التي كان يجب دفعها فيما لو تم إعطاء البيانات المطلوب بشكل صحي ‪.‬‬
‫‪ .9‬إنهاء العقد من قبل المنمن أو من قبل المنمن له‪ :‬عقد التأمين في األصل عقد جانز لكال‬
‫الطرفين‪ .‬فيستطيع المأمن له إنهاء العقد في أي وقت يشاء دون أخذ موافقة المأمن‪ .‬كما‬
‫يستطيع المأمن إنهاء العقد في أي وقت يشاء دون أخذ موافقة المأمن له‪ .‬وقد يلجأ بعض‬
‫شركات التأمين إلى جعل العقد جان از في حقها بحيث تستطيع إنهاء العقد في أي وقت‪ ،‬وجعله‬

‫‪87‬‬
‫الزم ا في حق المأمن له‪ ،‬فال يستطيع إنهاء العقد دون موافقة المأمن‪ .‬ويرد المأمن للمأمن له‬
‫في هذه الحالة جزاء من القسط يتناسب مع المدة المتبقية من العقد‪ ،‬ما لم يكن قد حصل على‬
‫مبل تأمين خالل مدة سريان العقد‪ ،‬ويحتفظ بجزء من القسط يتناسب مع المدة السابقة من‬
‫العقد‪ .‬ويالحظ أن الجزء المسترد من القسط في حالة إنهاء العقد من قبل المأمن أكبر منه في‬
‫حالة إنهاء العقد من قبل المأمن له‪.‬‬

‫المراجع‬

‫‪ .5‬السرريد عبررد المطلررب عبررده‪ .‬التررأمين علررى الحيرراة‪ .‬القرراهرة‪ .‬دار الكترراب الجررامعي‪ .‬ط‪.5454 .2‬‬
‫ي ‪.344-32. ،543-43 ،24-3‬‬
‫‪ .2‬الس رريد عب ررد المطل ررب عب ررده‪ .‬الخط ررر والت ررأمين‪ .‬ط‪ 2.‬الق رراهرة‪ .‬دار الكت رراب الج ررامعي‪.5411 .‬‬
‫ي‪.331 ،257 -511،555 ،51.-527 ،42-74‬‬
‫‪ .3‬عبررد الرررزاق السررنهوري‪ .‬الوسرريط شرررح القررانون المرردني الجديررد‪ .‬القرراهرة‪ .‬دار النهضررة العربيررة‪.‬‬
‫‪5474‬م‪ .‬جر‪ ،1‬م‪ ،2‬ي ‪-5455 ،5417 ،5477-5441 ،5444-5451 ،5347 -5311‬‬
‫‪.5734-5737 ،5723 -5145 ،5175 – 514. ،5341 -5344 ،5457‬‬
‫‪ .4‬عبررد الناصررر توفيررق العطررار‪ .‬أحكررام التررأمين فرري الشرريعة اإلسررالمية والقررانون‪ .‬القرراهرة‪ .‬مطبعررة‬
‫السعادة‪ .‬بدون تاري ‪ .‬ي‪.52‬‬
‫‪ .1‬عب ررد ال ررودود يحي ررى‪ .‬إع ررادة الت ررأمين‪ .‬الق رراهرة‪ .‬مجل ررة الق ررانون واالقتص رراد‪ .‬الع رردد الث رراني‪ .‬يولي ررو‬
‫‪ .5472‬ي ‪.3.1،335 -25.‬‬
‫‪ .7‬محمد حلمي مراد‪ .‬التأمينات االجتماعيرة فري الردول العربيرة‪ .‬القراهرة‪ .‬معهرد البحروث والد ارسرات‬
‫العربية‪ .5415 .‬ي ‪.52 ،2‬‬
‫‪ .1‬محمد صالح صدقي‪ .‬التأمين ورياضياته‪ .‬القاهرة‪ .‬دار النهضة العربية‪.3.-27 .5417 .‬‬
‫‪ .5‬محمررد فرراروق الباشررا‪ .‬التأمينررات االجتماعيررة ونظامهررا فرري المملكررة العربيررة السررعودية‪ .‬الريرراض‪.‬‬
‫معهد اإلدارة العامة‪ .5455 .‬ي ‪.344-313 ،312 -335‬‬
‫‪ .4‬مصطفى أحمد الزرقا‪ .‬نظام التأمين موقعه في الميدان االقتصادي بوجه عرام وموقرل الشرريعة‬
‫اإلسررالمية منرره‪ .‬ط‪ .5‬مكررة المكرمررة‪ .‬المررأتمر العررالمي األول لالقتصرراد اإلسررالمي‪54.. .‬هر ر‪.‬‬
‫مجلد أعمال المأتمر‪.341-344 .352 – 311 .‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل الحادي عشر‬

‫تطور الفكر االقتصادي اإلسالمي في مجال التأمين‬

‫شهد العقدان األخيران من القرن الماضي نشاطا ملحوظا في مجرال إنشراء شرركات ترأمين‬
‫إسالمية‪ ،‬هي نتاج سنوات طويلة من البحث‪ ،‬في مجال التأمين‪ .‬ويمكن القول بوجود أربع مراحل‬
‫زمنيررة‪ ،‬تخررتي ثررالث منهررا بمررا قبررل ظهررور شررركات التررأمين اإلسررالمية [مررا قبررل ينرراير ‪9191‬م]‪،‬‬
‫وهرري تمثررل فرري مجموعهررا األسرراس النظررري‪ ،‬أو القاعرردة الترري قامررت عليهررا هررذه الشررركات‪ .‬وتتنرراول‬
‫الرابع ررة مرحل ررة ظه ررور ه ررذه الش ررركات‪ ،‬وال ررذي يع ررد ترجم ررة عملي ررة لم ررا آل إلي رره الفك ررر االقتص ررادي‬
‫اإلسالمي في مجال التأمين‪ .‬وقد تم التقسريم إلرى هرذه الم ارحرل برالنظر إلرى الزاويرة التري ترم النظرر‬
‫إلررى التررأمين مررن خاللهررا‪ ،‬هررل هرري زاويررة الخطررر المررأمن منرره‪ ،‬أم زاويررة الطبيعررة القانونيررة للهينررة‬
‫الممارسة‪ .‬وبالنظر إلى االتفاق أو االختالل حول الحكم الشرعي للتأمين‪.‬‬

‫المرحلة األولى‪ :‬ما قبل سنة ‪2391‬م‬


‫تمثل هذه المرحلة أولرى م ارحرل تطرور الفكرر االقتصرادي اإلسرالمي فري موضرو الترأمين‪،‬‬
‫حيث شهدت ظهور أول فتاوى في التأمين‪ ،‬والتي تمثل بداية االهتمام بهذا الموضو ‪.‬‬

‫اتجاهات المرحلة‬

‫تتمثل اتجاهات الفكر االقتصادي لهذه المرحلة فيما يأتي‪:‬‬

‫‪ .9‬الحديث عن التأمين من خالل فتاوى جاءت في معرض اإلجابة عن األسنلة محرددة‪ ،‬تركرز فري‬
‫مجملها على حكم عقد التأمين فقط‪ ،‬مع بيان وجوه االستدالل بالنظر إلى‪:‬‬
‫‪ ‬الخطر المأمن منه مثل الحريق‪ ،‬دون االهتمام بالشكل القانوني للهينة الممارسة‪ ،‬هل هي هينة‬
‫تجارية‪ ،‬أم تبادلية‪ ،‬فلم تذكر تل الفتاوى اختالل الحكم باختالل الهينة الممارسة‪.‬‬
‫العالقررة الشرررعية‪ ،‬والقانونيررة‪ ،‬الترري ينش رنها عقررد الت رأمين‪ ،‬وهرري عالقررة هينررة التررأمين ومررأمن لرره‬ ‫‪‬‬

‫بالذات‪ ،‬وهي العالقة الوحيدة التي ينشنها العقد‪ ،‬كما فهم أصحاب هذه الفتاوى‪.‬‬
‫قصد طرفي العقد من التعاقد‪ ،‬وهو المعاوضة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .2‬االتفاق على أساليب‪ ،‬ووجوه االستدالل واالستنباط‪ ،‬والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪82‬‬
‫قياس عقد التأمين على بعض العقود الجانزة شرع ا مثل الضمان‪ ،‬والمضاربة‪ ،‬والكفالة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫بيان مدى اشتمال العقد على الغرر‪ ،‬وبيان درجة الغرر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تحديد طبيعة العقد‪ ،‬بمعنى‪ :‬هل يدخل العقد تحت باب المعاوضات‪ ،‬أم التبرعات‪ ،‬استنادا على‬ ‫‪‬‬

‫تحديد قصد طرفي العقد من التعاقد‪.‬‬


‫‪ .3‬اتفاق أ لب العلماء على تحريم عقد التأمين نصا في بعض أنروا الترأمين مثرل الترأمين البحرري‬
‫[عنررد ابررن عابرردين]‪ ،‬والتررأمين مررن الحريررق [عنررد الشرري عبررد الرررحمن ق ارعررة‪ ،‬ودي روان األوقررال‬
‫العمومية]‪ ،‬وقياس ا في األنوا األخرى‪ ،‬لالتفاق في وجوه االستدالل‪ ،‬واألدلة‪ ،‬والمتمثلة في‪:‬‬
‫عقد التأمين ال يشبه أيا من العقود الجانزة شرعا‪ ،‬فهو ليس عقد مضاربة صحية‪ ،‬وال فاسدة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬عقررد التررأمين عقررد ضررمان فاسررد‪ ،‬ألنرره ال يرردخل تحررت أسررباب الضررمان المشررروعة [العقررد‪ ،‬واليررد‪،‬‬
‫واإلتالل]‪ ،‬فهو التزام لما ال يلزم‪.‬‬
‫‪ ‬عقد التأمين عقد معاوضة مالية‪ ،‬لوجود قصد المعاوضة لدى طرفي العقد‪.‬‬
‫اشتمال عقد الترأمين علرى الغررر الفراحش‪ ،‬إذ يتحقرق فيره معنرى القمرار‪ ،‬فهرو معلرق علرى خطرر‬ ‫‪‬‬

‫تارة يقع‪ ،‬وتارة ال يقع‪.‬‬

‫أهم أعمال المرحلة‬

‫تتمثل أعمال المرحلة في الفتاوى الصادرة حول موضو التأمين‪ ،‬ولعل أهمها‪:‬‬

‫‪ .9‬قررول أشررهب فرري المدونررة حررول الضررمان‪ ":‬وال ينبغرري أن يكررون للضررمان ثمررن‪ ،‬أالترررى أن رره ال‬
‫يصل أن يقول الرجل للرجل‪ :‬اضمن لي هذه السلعة إلى أجل ول كذا وكرذا‪ ،‬ألنره أعطراه مالره‬
‫فيما اليجوز ألحد أن يبتاعه‪ ،‬وأنه رر وقمار‪ ،‬ولو علم الضامن أن السلعة تموت أو تفوت لم‬
‫يرض أن يضمنها إياه بأقل مما ضمنه إياها أضعاف ا بل لم يرض بدرهم أال ترى أنها إن سلمت‬
‫أخذ الضامن من مال المضمون ماالا باطالا بغير شيء أخرجه‪ ،‬وان عطبت رم له قيمتهرا مرن‬
‫يررر مررال ملكرره وال كرران لرره أصررله وال جرترره لرره منفعترره فرري حمررال وال معتمررل"‪ .‬والررذي يعررد أول‬
‫فتوى في التأمين وان لم يرد فيه التأمين نص ا‪.‬‬
‫‪ .2‬عبررارة ابررن المرتضررى فرري البحررر الزخررار حررول الضررمان‪" :‬وفاسررده أن يضررمن بغيررر مررا قررد وجررب‪،‬‬
‫كبقيمرري قررد تلررل‪ ،‬وباطلرره أن يضررمن بغيررر واجررب أرسر ا كالمصررادرة‪ ،‬أو مكروهر ا‪ ،‬أو ضررمنت مررا‬

‫‪25‬‬
‫يغرق‪ ،‬أو يسرق"‪ .‬والتي هي ثراني فتروى فري الترأمين‪ ،‬وان لرم تكرن نصر ا صرريح ا فيره‪ ،‬النطباقهرا‬
‫عليه من حيث المضمون‪ ،‬فمضمون التأمين حصول المأمن له على تعهد لصالحه‪ ،‬أو لصال‬
‫الغيررر‪ ،‬بالحصررول علررى مبل ر التررأمين مررن المررأمن عنررد وقررو الخطررر‪ ،‬أي أن المررأمن يضررمن‬
‫موضررو التررأمين –فرري التررأمين علررى األشررياء‪ -‬فيعيررده إلررى مررا كرران عليرره قبررل وقررو الخطررر‪ ،‬أو‬
‫يدفع قيمته للمرأمن لره‪ ،‬وذلر مقابرل جعرل يحصرل عليره مرن المرأمن لره‪ ،‬فمقتضرى عقرد الترأمين‬
‫ضررمان المررال فرري كررل حررال‪ ،‬وبكررل سرربب مررن أسررباب الهررال ‪ ،‬مررن يررر فرررق بررين مررا يمكررن‬
‫االحتراز منه‪ ،‬وبين ما ال يمن االحتراز منه‪ ،‬وبرذل يمكرن القرول بربطالن عقرد الترأمين البحرري‪،‬‬
‫وعقد التأمين من السرقة‪ ،‬بمقتضى الني‪ ،‬إذ إنه عقد ضمان باطرل‪ ،‬لعردم دخولره تحرت أسرباب‬
‫الضمان المشروعة‪.‬‬
‫‪ .3‬عبارة ابن عابردين فري حاشريته‪" :‬جررت العرادة أن التجرار إذا اسرتأجروا مركبر ا مرن حربري يردفعون‬
‫له أجرته‪ ،‬ويردفعون أيضرا مراالا معلومرا لرجرل حربري مقريم فري برالده يسرمى ذلر المرال "سروكرة"‪.‬‬
‫علررى أن ره مهمررا هل ر مررن المررال الررذي فرري المركررب بحرررق‪ ،‬أو رررق‪ ،‬أو نهررب‪ ،‬أو ي رره‪ ،‬فررذل‬
‫الرجررل ضررامن لرره‪ ،‬بمقابلررة مررا يأخررذه مررنهم‪ ،‬ولرره وكيررل عنرره مسررتأمن يقرريم فرري بررالد الس رواحل‬
‫اإلسالمية‪ ،‬بإذن السلطان‪ ،‬يقبض من التجار مال السوكرة‪ ،‬واذا هل من مالهم في البحر شيء‬
‫يرأدي ذلر المسرتأمن للتجررار بدلرره تمامر ا‪ ،‬والررذي يظهرر لرري أنرره ال يحرل للترراجر أخرذ برردل الهالر‬
‫من ماله‪ ،‬ألن هذا الترزام لمرا ال يلرزم‪ ...‬وال يخفري أن صراحب السروكرة ال يقصرد تغريرر التجرار‪،‬‬
‫وال يعلم بحصول الغرق هرل يحصرل أم ال‪ ،‬وال التجرار‪ ،‬ألنهرم ال يعطرون مرال السروكرة‪ ،‬إال عنرد‬
‫شرردة الخررول‪ ،‬طمع ر ا فرري أخررذ برردل الهال ر "‪ .‬وهرري أول فترروى ص رريحة فرري حكررم التررأمين بعامررة‪،‬‬
‫والتأمين البحري بخاصة وهرو التحرريم‪ .‬وفري بيران طبيعرة العقرد‪ ،‬وهرو المعاوضرة المشرتملة علرى‬
‫الغرررر الفرراحش‪ ،‬وفرري بيرران علررة الحكررم‪ ،‬وهرري أن العقررد مررن قبيررل الضررمان الباطررل‪ ،‬لعرردم دخولرره‬
‫تحت أسباب الضمان المشروعة‪.‬‬
‫‪ .4‬رأي الشرري محمررد عبررده عنرردما سررنل مررن قبررل مرردير إحرردى شررركات التررأمين عررن "رجررل يريررد أن‬
‫يتعاقد مع جماعة‪ ،‬علرى أن يردفع لهرم مراالا مرن مالره الخراي‪ ،‬علرى أقسراط معينرة‪ ،‬ليعملروا فيهرا‬
‫بالتجررارة‪ ،‬واشررترط علرريهم أنرره إذا قررام بمررا ذكررر‪ ،‬وانتهررى زمررن االتفرراق المعررين‪ ،‬بانتهرراء األقسرراط‬
‫المعينة‪ ،‬وكانوا قد عملوا في ذل المال‪ ،‬وكران حير ا أخرذ مرا يكرون لره مرن المرال‪ ،‬مرع مرا يخصره‬
‫مررن األربرراح‪ ،‬واذا مررات فرري أثنرراء تلر المرردة يكررون لورثترره‪ ،‬أو لمررن لرره حررق الواليررة فرري مالرره‪ ،‬أن‬

‫‪20‬‬
‫يأخررذوا المبل ر تعلررق مررورثهم مررع األربرراح‪ ،‬فهررل مثررل هررذا التعاقررد الررذي يكررون مفيرردا ألربابرره بمررا‬
‫فري شرهر صرفر ‪9329‬هرر‪ ،‬إبريرل ‪9193‬م‪،‬‬ ‫ينتجه لهم من الرب جانز شرعا‪ .‬فأجاب رحمره‬
‫بقوله‪" :‬لو صدر مثل هذا التعاقد بين ذل الرجل‪ ،‬وهأالء الجماعة‪ ،‬على الصفة المرذكورة‪ ،‬كران‬
‫ذل جان از شررع ا‪ ،‬ويجروز لرذل الرجرل بعرد انتهراء األقسراط‪ ،‬والعمرل فري المرال‪ ،‬وحصرول الررب ‪،‬‬
‫أن يأخذ لو كان حيا ما يكون له من المال‪ ،‬مع ما خصه من الرب ‪ ،‬فكذا يجوز لمرن يوجرد بعرد‬
‫موته من ورثته‪ ،‬أو من له والية التصرل في ماله بعد موته أن يأخذ ما يكون له من المال مرع‬
‫أعلررم"‪ .‬لقررد بررين الررني أن الفترروى هرري حررول مضرراربة صررحيحة فررأفتى‬ ‫مررا أنتجرره مررن الررب ‪ ،‬و‬
‫الشي فيهرا برالجواز‪ ،‬وقرد اسرتخدمت فري الدعايرة المضرللة برأن الشري أفترى بجرواز الترأمين علرى‬
‫الحياة‪ ،‬كما استغلت في الترويس لنبدا بصندوق البريد بفاندة‪ ،‬ويرى بعض الباحثين عدم وجود‬
‫فترروى‪ ،‬أو رأي معرررول للشرري محمررد عبررده‪ ،‬فرري أي نررو مررن أن روا التررأمين‪ ،‬إال فيمررا ورد عررن‬
‫المجلس األعلى لديوان األوقال‪ ،‬الذي كان عضوا فيه‪.‬‬
‫‪ .5‬رأي المجلس األعلى لديوان األوقال العمومية‪ :‬تكون المجلس فري الفتررة مرا برين تكرون المجلرس‬
‫في الفترة ما بين [‪ ،]9193-9193‬من المشان سليم مطر البشري‪ ،‬وحسونة النرواوي‪ ،‬ومحمرد‬
‫تعالى‪ ،‬والمروي عنهم هو عدم جواز‬ ‫عبده‪ ،‬وبكري عاشور الصيرفي‪ ،‬ومحمد بخاتي رحمهم‬
‫التررأمين علررى األعيرران مررن الحريررق‪ ،‬علررى الررر م مررن شرردة الدعايررة للت رأمين بجميررع أنواعهررا فرري‬
‫مصررر‪ ،‬فرري تلر الفتررة‪ ،‬والثنرراء علررى أحكررام الشرريعة اإلسررالمية ومرونتهررا‪ ،‬ومسررايرتها لألنظمررة‪،‬‬
‫والمعامالت الحديثة‪ ،‬لو فهمت حق فهمها‪ ،‬وأحسن تطبيقها‪ ،‬وعلى الر م من تقدم كبار موظفي‬
‫الديوان بمذكرات يطلبون فيها التأمين علرى األعيران الموقوفرة التري يرديرها الرديوان ضرد الحريرق‪،‬‬
‫في حكمهم بعدم الجواز إلى أن في التأمين أكرل ألمروال النراس بالباطرل‪،‬‬ ‫وقد استندوا رحمهم‬
‫إذ إن أكل ليس في مقابلة عمل‪ ،‬والرضا وعدمه ال مدخل له في ذل عندهم كما يظهر‪.‬‬
‫عرن الترأمين فقرال‪" :‬إن ضرمان المرال‬ ‫‪ .6‬فتوى الشي محمد بخيت المطيعي عندما سنل رحمره‬
‫إما أن يكون بطريق الكفالة‪ ،‬أو بطريق التعردي‪ ،‬أو اإلترالل‪ ،‬أمرا الضرمان بسربب الكفالرة فلريس‬
‫متحققرا هنررا لعرردم تحقررق عقررد الكفالررة‪ ..‬والضررمان بسرربب التعرردي أو اإلتررالل ال محررل لرره أيضرا‪،‬‬
‫راء وقرد ار‪ ،‬وامرا بتعرد‪،‬‬
‫ألن المال باق تحت يد مالكه‪ ،‬وفي تصرفه‪ ،‬واذا هل كان هالكه إمرا قض ا‬
‫أو إتررالل مررن يررر أهررل الشررركة‪ ،‬أمررا هررم فررال يتعرررض لرره أحررد مررنهم بررأدنى ضرررر‪ ،‬والترزامهم ال‬
‫يصل سببا لضمان ليس له سبب شرعي‪ ،‬فهو التزام لما ال يلرزم شررعا‪ ،‬كمرا أن هرذا العقرد لريس‬

‫‪22‬‬
‫عقد مضاربة‪ ،..‬فيكون عقدا فاسدا شرع ا‪ ،‬وذل ألنه معلرق علرى خطرر ترارة يقرع‪ ،‬وترارة ال يقرع‪،‬‬
‫فهرو قمرار معنررى"‪ .‬الفتروى نرري صرري فرري تحرريم عقررود الترأمين بعامررة‪ ،‬مرع بيرران علرة التحرريم‪،‬‬
‫وهي أن فيه معنى القمار‪ ،‬كما أنه ليس عقد كفالة‪ ،‬وال عقد مضاربة‪ ،‬وهو عقد ضمان باطل‪.‬‬
‫عرن عمليرات شرركات الترأمين مرن‬ ‫‪ .9‬فتوى الشي عبد الرحمن محمود ق ارعرة عنردما سرنل رحمره‬
‫الحريرق‪ ،‬فأجراب‪ :‬عمرل الشرركات علررى الوجره المبرين‪ ،‬فري السرأال يرر مطرابق ألحكرام الشرريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وال يجوز ألحد أن يعمله‪ ،‬وذل لمرا هرو مقررر شررع ا مرن أن ضرمان األمروال إمرا أن‬
‫يكون بطريق الكفالة‪ ،‬أو التعردى‪ ،‬وهرذا العمرل لريس كفالرة قطعر ا‪ ،‬ولريس هنرا تعرد مرن المرأمن‪،‬‬
‫وال يجرروز أيض را أن يكررون عقررد مضرراربة‪ ...‬وهررذا العمررل معلررق علررى خطررر‪ ،‬فهررو قمررار معنررى‪،‬‬
‫يحرررم األقرردام علي رره شرررع ا"‪ .‬والفت رروى نرري صر رري فرري تح رريم عق ررد التررأمين م ررن الحريررق‪ ،‬وه ررذا‬
‫يقتضي تحريم باقي عقود التأمين ألنه ال يشربه أير ا مرن العقرود الجرانزة شررع ا‪ ،‬وألنره عقرد ضرمان‬
‫باطل‪ ،‬ولتحقق معنى القمار فيه‪.‬‬
‫‪ .8‬حكم المحكمة الشرعية الكلية باإلسركندرية فري ‪9‬فب اريرر سرنة ‪9139‬م‪ ،‬والمحكمرة العليرا الشررعية‬
‫في ‪28‬مارس ‪ ،9139‬بعدم جواز الترأمين علرى األعيران ضرد الحريرق لوجرود المخراطرة التري ال‬
‫تجرروز شرررعا‪ ،‬وذلر فرري القضررية المرفوعررة لررديها مررن نرراظر بعررض األوقررال بطلررب التررأمين علررى‬
‫أعيان الوقل من الحريق‪ ،‬فقد كان هذا هو رأي رنيس وأعضاء المحكمة الشرعية العليا‪ ،‬والمأيد‬
‫برأي المشاي محمد األحمدي الظواهري شي األزهر في حينه‪ ،‬والشي عبد المجيد سليم‪ ،‬مفتري‬
‫تعالى‪.‬‬ ‫مصر في حينه‪ ،‬رحمهم‬
‫‪ .1‬رأي الشي محمد رشيد رضا والذي نقلت عنه ا‪.‬راء ا‪.‬تية في هذه المسألة‪:‬‬
‫‪ .0.2‬ج رواز إب ررام عقررود التررأمين فرري الرربالد يررر اإلسررالمية مررع يررر المسررلمين‪ ،‬وج رواز دفررع مررا‬
‫تفرضه حكوماتها من ضرانب مختلفة‪ ،‬وهذا هو مراده عندما سنل عن ذل حيث قال‪ ":‬كل ما‬
‫ورد في السأال فهو من المعامالت المالية ير المشروعة في اإلسرالم‪ ،‬فلرم يررد بهرا نري مرن‬
‫الشررار ‪ ،‬ولررم يقررهررا باالجتهرراد إمررام عررادل‪ ،‬وانمررا هرري مررن العقررود الحادثررة عنررد أولرري المدنيررة‬
‫المادية في هذا العصرر‪ ،‬ومرن التزمهرا فري يرر دار اإلسرالم والعردل لزمتره شراء أم أبرى‪ ،‬وانمرا‬
‫هو مخير في أخذ ما ثبت له دون ما ثبت عليه‪.‬‬

‫‪ .2..‬جواز أخذ مبال التأمين بعامة و التأمين عل األشخاي بخاصة‪ ،‬و يرره مرن أنروا العروض‬

‫‪23‬‬
‫الت رري ترتبه ررا عق ررود المعاوض ررات‪ ،‬وبخاص ررة إذا كان ررت ش ررركة الت ررأمين تتب ررع أصر رالا دول ررة ي ررر‬
‫إسالمية‪ ،‬وهو مراد قوله‪ ":‬ومهما يكن الحكم في أصل العقد الذي يتعاقده المسلم مرع األجانرب‬
‫فلورثته أن يأخذوا ما تعطيهم إياه الشركة من المال الذي أخذته من مورثهم ومن ربحره أيضر ا‪،‬‬
‫ألن أخررذ أمروال األجانررب التررابعين لغيررر دار اإلسررالم و يررر الملتررزمين ألحكامرره جررانز إذا كرران‬
‫برضرراهم ال بخيانررة وال بس ررقة"‪ ،‬وقولرره‪ ":‬وللمررأمن فرري يررر دار اإلسررالم أن يأكررل مررال أهلهررا‬
‫بعقودهم ورضاهم"‪.‬‬

‫‪ .3..‬توقل الحكم فري عقرود الترأمين علرى اختالفهرا مرن حيرث الحرل والحرمرة علرى ثبروت النفرع أو‬
‫الضرر من مجمو عقود التأمين بعامة أي بكافرة صروره وأشركاله‪ ،‬وهرذا يعنري إمكران اخرتالل‬
‫الحكرم بررين نررو وآخررر‪ ،‬وذلر برراختالل األثررر العرام المترتررب علررى تطبيقرره‪ ،‬وهررو مرراد قولرره‪" :‬‬
‫فررإذا ثبررت باالختبررار أن هررذه" السرروكرة " نافعررة يررر ضررارة فهرري جررانزة‪ ،‬إذ لررم يرررد نرري مررن‬
‫الشار في تحريمها‪ ،‬ومردار االجتهراد فري أحكرام المعرامالت علرى دفرع المضرار وجلرب المنرافع‬
‫وحفظ المصال ‪ ،‬واذا ثبت باالختبار أنها ضارة ومضيعة للمال بغير فاندة كانت محرمة "‪.‬‬

‫وربما كان عردم تخصريي الحكرم الروارد فري الفتراوى بهينرة ترأمين بعينهرا دلريالا علرى شرمول‬
‫ذل الحكم لعقود التأمين جميعا‪ ،‬بغض النظر عن نو الهينة الممارسة‪ ،‬تجارية كانرت أم تبادليرة‪،‬‬
‫إال إذا دل دليل على خالل ذل ‪ ،‬وهو مرا لرم يوجرد‪ .‬وقرد يقرال‪ :‬إن الترأمين التجراري هرو المقصرود‬
‫بتل الفتاوى‪ ،‬لالنتشار الواسرع لره فري تلر الفتررة‪ ،‬واذا كران األمرر كرذل ‪ ،‬فلمراذا لرم يرني صرراحة‬
‫علررى أن الفترراوى خاصررة بالتررأمين التجرراري دون سرواه‪ ،‬هررل ألن األمررر مفهرروم ضررمنا‪ .‬ولمرراذا خلررت‬
‫هرذه الفتراوى مرن ذكرر الترأمن التجراري دون سرواه‪ ،‬هرل ألن األمرر مفهروم ضرمن ا‪ ،‬ولمراذا خلرت هرذه‬
‫الفتاوى من ذكر التأمن التعاوني هو البديل‪ ،‬على افتراض أن التأمين التجاري هرو المقصرود بتلر‬
‫الفتاوى‪ .‬فهل عدم االهتمام بالبديل هو لعدم الحاجة إليه‪ ،‬أم عدم الحاجرة إلرى الترأمين بعامرة‪ ،‬فري‬
‫تل الفترة بالذات‪ ،‬أم هو عدم العلم بهذا البديل‪ ،‬أسنلة تفتقر إلى إجابات‪ ،‬لالفتقار إلى األدلة‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪2391-2391 :‬‬


‫ت ازيررد االهتمررام بموضررو التررأمين فرري هررذه المرحلررة‪ ،‬فررتم الحررديث عررن التررأمين مررن خررالل‬
‫بح رروث‪ ،‬ومق رراالت‪ ،‬ون رردوات علمي ررة‪ ،‬عل ررى ص ررفحات المج ررالت العلمي ررة‪ ،‬مث ررل‪ :‬بح ررث أحم ررد ط رره‬
‫صرريام عررن التررأمين بمجلررة‬ ‫السنوسرري عررن التررأمين مررن المس رأولية بمجلررة األزهررر‪ ،‬ومقررال عبررد‬

‫‪24‬‬
‫الشبان المسلمين‪ ،‬وندوة لواء اإلسالم التي عقدت على صفحات مجلة لواء اإلسالم‪ ،‬وضرمت كرالا‬
‫من الشي محمد أبو زهرة‪ ،‬والشي عبد الوهاب خالل و يرهما‪ .‬وهذه المرحلة امتداد لسابقتها من‬
‫حيررث اسررتمرار القررول بحرمررة عقررد التررأمين عنررد عرردد مررن البرراحثين مثررل الشرري أحمررد إب رراهيم بي ر ‪،‬‬
‫والشرري محمررد أبررو زهررة‪ ،‬اسررتنادا إلررى نفررس األدلررة الترري اسررتند إليهررا العلمرراء فرري المرحلررة السررابقة‪.‬‬
‫ومن حيث استمرار النظر إلى التأمين باعتبار الخطر المرأمن منره دون النظرر إلرى طبيعرة الهينرة‬
‫الممارس ررة‪ .‬وتع ررد ه ررذه المرحل ررة تمهي رردا للمرحل ررة الثالث ررة‪ ،‬كم ررا أنه ررا تتوس ررط ب ررين المر ررحلتين األول ررى‬
‫والثالثة‪ ،‬أو هي مرحلة انتقالية بينهما‪ ،‬إذ شهدت ألول مرة ظهور من ينادي بجواز الترأمين بعامرة‬
‫صرريام فرري مقالرره بمجلررة المحامرراة الشرررعية‪ ،‬والشرري عبررد الوهرراب خررالل فرري‬ ‫مثررل الشرري عبررد‬
‫مجلة لواء اإلسالم‪ ،‬ومن ينادي بجواز أنروا دون أخررى مرن الترأمين مثرل أحمرد طره السنوسري فري‬
‫بحثرره بمجلررة األزهررر‪ ،‬والررذي يجيررز فيرره التررأمين مررن المس رأولية‪ ،‬ومثررل محمررد بررن الحسررن الثعررالبي‬
‫الذي يجيز التأمين على األشياء دون األشخاي‪.‬‬

‫اتجاهات المرحلة‬

‫تتمثل أهم اتجاهات هذه المرحلة في النقاط ا‪.‬تية‪:‬‬

‫‪ .9‬عرردم االتفرراق علررى حكررم معررين للتررأمين‪ ،‬نظ ر ار لتعرردد مسررال ووجرروه االسررتدالل‪ ،‬واالسررتنباط‪ .‬فقررد‬
‫تراوحت ا‪.‬راء بين محرم لعقود التأمين على األشرخاي نصر ا‪ ،‬وعلرى األشرياء اقتضراءا‪[ ،‬الشري‬
‫أحمررد إب رراهيم ب ر ‪ ،‬والشرري محمررد أبررو زه ررة]‪ .‬وبررين مجيررز لعقررود التررأمين بعامررة [الشرري عبررد‬
‫ص رريام‪ ،‬والش رري عب ررد الوه رراب خ ررالل]‪ ،‬وب ررين مجي ررز ل رربعض العق ررود دون األخ رررى‪[ ،‬أحم ررد ط رره‬
‫السنوسي]‪ ،‬الذي أجاز التأمين من المسرأولية‪ ،‬ولرم يتعرداه إلرى يرره مرن التأمينرات‪ ،‬و[محمرد برن‬
‫الحسن الثعالبي]‪ ،‬الذي أجاز التأمين على األشياء‪ ،‬دون األشخاي‪.‬‬
‫‪ .2‬النظر من قبرل المرانعين إلرى الطبيعرة القانونيرة لعقرد الترأمين –عقرد معاوضرة فيره ررر فراحش‪-‬‬
‫على أنها مدخل جديد لتحريم عقود التأمين‪.‬‬
‫‪ .3‬اللجوء من قبل المجيزين إلى القواعد األصولية‪ ،‬مثل‪ :‬الحاجة‪ ،‬واإلباحة األصلية‪ ،‬والقياس على‬
‫بعض العقود الجانزة شرع ا مثل‪ :‬المضاربة‪ ،‬وعقد المواالة‪ ،‬للتدليل على جواز عقد التأمين‪.‬‬
‫‪ .4‬اسررتخدام المجي رزين لألهرردال االجتماعيررة لنظ رام التررأمين‪ ،‬والمتمثلررة فرري االدخررار‪ ،‬والتعرراون بررين‬
‫مجمو المأمن لهم‪ ،‬للتدليل على جواز عقد التأمين‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫أهم أعمال المرحلة‬

‫تتمثرل أعمررال المرحلررة فرري البحروث‪ ،‬والمقرراالت‪ ،‬الترري تناولررت حكرم عقررد التررأمين‪ ،‬ولعررل أهررم‬
‫هذه األعمال ما يأتي‪:‬‬

‫‪ .2‬أعمال المجيزين لكافة عقود التأمين ولعل أهمها‪:‬‬

‫صيام الذي يعد أول من نرادى بجرواز عقرود الترامين بعامرة‪ ،‬مرن خرالل‬ ‫‪ .9.9‬مقال الشي عبد‬
‫مقال له بعنروان "شرركات الترأمين وهرل فري الشرريعة اإلسرالمية مرا يجيزهرا"‪ ،‬اسرتنادا إلرى األدلرة‬
‫ا‪.‬تية‪:‬‬

‫عقررد التررأمين لرردى الشررركات عقررد تعرراون ونصررة‪ ،‬والتعاقررد علررى النصررة والمعاونررة مررن مقاصررد‬ ‫‪o‬‬

‫الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ألنه من التعاون على البر والتقروى الروارد فري قولره تعرالى‪﴿ :‬وتعراونوا علرى‬
‫البر والتقوى﴾‪.‬‬
‫عقد التأمين يشبه عقد المواالة‪ ،‬فكالهما عقد نصرة ومعونة‪ ،‬وليس في المواالة أجر وال عمل‪،‬‬ ‫‪o‬‬

‫وفرري كررل منهمررا مخرراطرة‪ ،‬وجهالررة عاقبررة‪ ،‬فلرريس أحرردهما بررأولى برالجواز مررن ا‪.‬خررر‪ ،‬ويجررب أن‬
‫نلحق التأمين بالمواالة‪ ،‬ونقول إنه جانز مثله‪.‬‬
‫‪ .1‬أعمال المحرمين لكافة عقود التأمين‪ ،‬ولعل أهمها‪:‬‬

‫‪ .9.2‬بحث الشي أحمد إبراهيم ب الذي يرى عدم جواز عقد التأمين على األشخاي نصا وعلى‬
‫اقتضاء‪ ،‬استنادا إلى األدلة ا‪.‬تية‪:‬‬
‫ا‬ ‫األشياء‬

‫عقد التأمين على الحياة ليس عقد مضاربة صحيحة وال فاسدة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫عقد التأمين عقد معاوضة احتمالية‪ ،‬فيكون باطالا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫عقد التأمين ال يشبه أي ا من العقود الجانزة شرع ا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تحقق معنى القمار‪ ،‬ألن العقد معلق على خطر‪ ،‬يقع تارة‪ ،‬وتارة ال يقع‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .9‬أعمال المجيزين لبعض عقود التأمين دون األخرى ولعل أهمها‪:‬‬

‫‪ .9.3‬مقال الشي محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي الذي يررى جرواز الترأمين علرى األشرياء دون‬
‫األشخاي لألدلة ا‪.‬تية‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫فسرراد فترروى تح رريم التررأمين الترري حرمترره لعلررة الغرررر‪ ،‬ولعلررة القمررار‪ ،‬وألنرره ضررمان بجعررل‪ ،‬ألن‬ ‫‪‬‬

‫التأمين ال بيع فيه وال معاوضة‪ ،‬والقسرط المردفو ضرنيل جردا‪ ،‬وهرو أقررب إلرى التبرر منره إلرى‬
‫المعاوضة‪ ،‬ثم إن الغرر في التأمين من الغرر اليسير‪.‬‬
‫ضمان المال ليس مرن الميسرر والقمرار المحررم‪ ،‬ألن القمرار أو الميسرر المحررم إنمرا يكرون فري‬ ‫‪‬‬

‫اللعب والمغالبة‪ ،‬وهو أبعد ما يكون عن ضمان المال‪.‬‬


‫القول إن ضمان المال كفالة بجعل ير صحي ‪ ،‬ألن التأمين مال مكفرول‪ ،‬ولريس فيره الكفالرة‬ ‫‪‬‬

‫ير الجرانزة بجعرل‪ ،‬ألن الكفالرة التري هرذا حكمهرا هري ضرم ذمرة إلرى ذمرة‪ ،‬وهرذا يرر متحقرق‬
‫في ضمان المال‪.‬‬
‫الت ررأمين معامل ررة عم ررت به ررا البل رروى‪ ،‬ول ررو حرمن رراه أهلكن ررا ث ررروات المس ررلمين‪ ،‬وحل ررت النكب ررات‬ ‫‪‬‬

‫بتجاراتهم وثرواتهم‪ ،‬ووقعوا تحت أسر يرهم‪.‬‬


‫األصل في العقود اإلباحة‪ ،‬إذ التأمين علرى األمروال معاملرة لرم تعررل فري الصردر األول‪ ،‬ولرم‬ ‫‪‬‬

‫نقل على نري مرن كتراب‪ ،‬أو سرنه يمنعهرا‪ ،‬وال نعررل أحردا مرن المتقردمين تكلرم فيهرا‪ ،‬فتكرون‬
‫صحيحة حتى يقوم دليل على فسادها‪.‬‬
‫هذا فيما يتعلق بأدلة جواز الترأمين علرى األمروال‪ ،‬أمرا الترأمين علرى األشرخاي فقرد ذهرب‬
‫إلرى عرردم جروازه‪" ،‬ألنرره ال ترردعو إليرره ضرررورة وال حاجرة‪ ،‬فيكررون ممنوعر ا علررى األصررل"‪ .‬وكرران هررذا‬
‫القررول يعنرري بمفهرروم المخالفررة أن األصررل فرري العقررود ومنهررا التررأمين المنررع‪ ،‬وأن الج رواز إنمررا هررو‬
‫استثناء من األصل لوجود الحاجة أو الضرورة‪ ،‬عمالا بقاعدة الضرورات تبي المحظورات‪.‬‬

‫‪ .2.3‬بحررث أحمررد طرره السنوسرري‪ ،‬والررذي ذهررب إلررى ج رواز التررأمين مررن المسررنولية قياس ر ا علررى عقررد‬
‫المواالة‪ ،‬فعقد التأمين من المسنولية كعقد المواالة تمام ا‪ ،‬إذ تتفق أركانها مع ا كما يأتي‪:‬‬
‫‪ ‬التأمين عقد بين طررفين همرا‪ :‬المرأمن‪ ،‬والمسرتأمن‪ ،‬وعقرد المرواالة عقرد برين طررفين همرا‪ :‬مرولى‬
‫المواالة ويقابل المأمن‪ ،‬والمعقول عنه ويقابل المستأمن‪.‬‬
‫‪ ‬مبل ر التررأمين‪ :‬ويقابررل العرروض المررالي الررذي يلتررزم مررولى الم رواالة بدفعرره‪ ،‬وهررو التعررويض عررن‬
‫الجريمة التي ينتس عنها الضرر المستحق للغير‪.‬‬
‫‪ ‬قسررط التررأمين‪ :‬ويقابررل مررال التركررة المرروروث‪ ،‬إذا ترروفي المعقررول عنرره يررر مخلررل وارثر ا مطلقر ا‪،‬‬
‫باسررتثناء الحالررة الترري يوجررد فيهررا أحررد الررزوجين‪ ،‬فيكررون مررا بقرري بعررد حصررة الررزوج مررن نصرريب‬
‫المولى‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ ‬المصلحة التي هي من مستلزمات عقد التأمين من المسأولية وهي موجودة في عقد الموالة‪.‬‬
‫روء مررن‬
‫ويررى الكاترب أن جرواز عقرد التررأمين مرن المسرأولية شررع ا‪ ،‬وصررحته قانونر ا‪ ،‬أقرل س ا‬
‫اإلعفاء من المسأولية‪ .‬فهو يزي عرن عراتق المسرأول عربء المسرأولية‪ ،‬وال يحررم المتضررر حقره‬
‫من التعويض‪.‬‬

‫‪ .3.3‬رأي الشي عبد الوهاب خالل الذي ذهرب إلرى جرواز عقرد الترأمين علرى الحيراة‪ ،‬اسرتنادا إلرى‬
‫األدلة ا‪.‬تية‪:‬‬
‫عق ررد الت ررأمين عل ررى الحي رراة عق ررد ص ررحي ن ررافع‪ ،‬للمش ررتركين‪ ،‬وللش ررركة‪ ،‬وللمجتم ررع‪ ،‬وه ررو ادخ ررار‬ ‫‪‬‬

‫وتعاون مرن أجرل مصرلحة المشرتر ‪ ،‬ومصرلحة ورثتره‪ ،‬حرين تفاجنره منيتره‪ ،‬والشرريعة إنمرا تحررم‬
‫المضار‪ ،‬وما ضرره أكبر من نفعه‪.‬‬
‫عقد التأمين من العقرود المسرتحدثة‪ ،‬وانمرا يعررل حكمهرا باالجتهراد بتطبيرق قواعرد الشرر العامرة‬ ‫‪‬‬

‫عليها‪ ،‬وبالنظر إلى ما تحققه من مصلحة للناس‪ ،‬وهذه العملية أشبه ما تكون بعقرد المضراربة‪.‬‬
‫فقررد المضرراربة فرري الشرريعة اإلسررالمية هررو عقررد شررركة فرري الررب ‪ ،‬بمررال مررن طرررل‪ ،‬وعمررل مررن‬
‫طرل آخر‪ ،‬فالمال هنا من جانب المشتركين الذين يدفعون األقساط‪ ،‬والعمل من جانب الشركة‬
‫الت رري تس ررتغل ه ررذه األمر روال‪ ،‬والر ررب للش ررركة وللمش ررتركين بحس ررب التعاق ررد‪ ،‬وم ررا يش ررترط لص ررحة‬
‫المضرراربة مررن عرردم تعيررين الررب ألي منهمررا‪ ،‬وانمررا يكررون شررانع ا بالنسرربة‪ ،‬هررو أمررر يررر متفررق‬
‫عليه بين الفقهاء‪ ،‬وتص مخالفة هذا الشرط للمصلحة‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‪2392 :‬م‪2393-‬م‬


‫اء من حيرث الفكرر االقتصرادي اإلسرالمي فري مجرال‬ ‫تعد هذه المرحلة من أكثر المراحل ثر ا‬
‫التررأمين‪ .‬إذ اشررتد االهتمررام بالتررأمين فرري هررذه الفتررة‪ .‬وقررد تمثررل ذلر فرري عرررض التررأمين مررن خررالل‬
‫مأتمرات‪ ،‬وندوات موسعة‪.‬‬

‫اتجاهات المرحلة‬

‫تختي هذه المرحلة بالعديد من الخصاني المهمة التي تميزهرا عرن المررحلتين السرابقتين‪.‬‬
‫وتمثل في نفس الوقت اتجاهات الفكر االقتصادي المختلفة‪ .‬ولعل أهم هذه الخصاني‪:‬‬

‫‪ .9‬االتجرراه إلررى الحررديث عررن التررأمين بشرركل موسررع مررن خررالل بحرروث‪ ،‬ود ارسررات مستفيضررة حررول‬

‫‪28‬‬
‫الجوانب الفنية‪ ،‬والقانونية‪ ،‬والشرعية للتأمين والتري عرضرت مرن خرالل مرأتمرات ونردوات علميرة‬
‫أهمهرا أسرربو الفقرره الثرراني بدمشررق ‪9169‬م‪ ،‬والمررأتمر الثرراني لجمررع البحرروث اإلسررالمية برراألزهر‬
‫‪9165‬م‪ ،‬والم ررأتمر الس ررابق لمجم ررع البح رروث اإلس ررالمية ب رراألزهر ‪9192‬م‪ ،‬والم ررأتمر الع ررالمي‬
‫األول ألبحاث االقتصاد اإلسالمي بمكة المكرمة ‪9315‬هرر‪ ،‬ونردوة التشرريع اإلسرالمي بالجامعرة‬
‫الليبية بالبيضاء ‪9192‬م‪ .‬كما عرضت من خالل فتاوى لمجامع إفتاء رسمية مثل لجنة اإلفتراء‬
‫برراألزهر سررنة ‪9168‬م‪ ،‬وهينررة كبررار العلمرراء بالمملكررة العربيررة السررعودية ‪9319‬هر ر‪ .‬كمررا كانررت‬
‫جوانب التأمين محل اهتمام الدارسين ال ار بين في الحصول على الدرجات العلمية كالماجسرتير‪،‬‬
‫والدكتو ارة‪ ،‬حيث سجل العديد من الرسانل في العديد من الجامعات العربية‪.‬‬
‫‪ .2‬االتجراه إلررى الحرديث عررن الحكرم الشرررعي للتررأمين برالنظر إلررى الهينرة الممارسررة‪ ،‬بردالا مررن النظررر‬
‫إلى الخطر المأمن منه‪ ،‬حيث يتغير الحكم بتغيير الهينة الممارسة‪.‬‬
‫‪ .3‬الحديث عما يسمى نظرية التأمين‪ ،‬والتفرقة بينها وبين عقد التأمين‪.‬‬
‫‪ .4‬الحديث عن التأمين التعاوني ألول مرة كأحد تطبيقات نظرية التأمين عملي ا إلرى جانرب كرل مرن‬
‫الت ر ررأمين التج ر رراري‪ ،‬والت ر ررأمين االجتم ر رراعي‪ .‬واالتف ر رراق عل ر ررى جر ر رواز الت ر ررأمين التع ر رراوني والت ر ررأمين‬
‫االجتمر رراعي علر ررى الجملر ررة‪ ،‬لر رردخولهما تحر ررت بر رراب التبرعر ررات مر ررع بعر ررض الخر ررالل فر رري بعر ررض‬
‫التفصيالت‪.‬‬
‫‪ .5‬انحصرار الخررالل بررين البرراحثين فرري حكررم عقررد التررأمين التجرراري‪ ،‬واشررتداده بيررنهم‪ ،‬حيررث انقسررموا‬
‫بين مأيد ومعارض‪ ،‬وتعددت مسال ووجوه االستدالل‪ ،‬واالستنباط لدى كال الفريقين‪.‬‬
‫‪ .6‬االتجاه إلى البحث عن البدانل الشررعية‪ ،‬والعمليرة المتاحرة‪ ،‬للترأمين التجراري‪ ،‬مرن قبرل المرانعين‬
‫لهذا العقد‪ ،‬وقد تمثل ذل البديل في التأمين التعاوني‪ ،‬أو التبادلي‪.‬‬
‫‪ .9‬وجود اتجاهين رنيسيين بالنسبة للباحثين فيما يتعلق بالتأمين التجاري‪ ،‬هما‪:‬‬
‫تحريم كافرة عقرود الترأمين التجراري‪ :‬حيرث يعرد هرذا االتجراه امتردادا التجراه قرانم فري المررحلتين‬ ‫‪‬‬

‫السابقتين‪ ،‬استنادا إلى نفس األدلرة التري اسرتخدمت فري تلر المررحلتين‪ ،‬ونظر ار إلرى الترأمين مرن‬
‫نفررس الزاويررة الترري تررم النظررر إليرره مررن خاللهررا (عالقررة المعاوضررة القانمررة بررين الهينررة‪ ،‬وحامررل‬
‫الوثيقة والتي ينشنها العقد)‪.‬‬
‫جواز كافة عقود التأمين التجاري‪ :‬حيث يعد هذا االتجاه امتدادا وجد وقام فري المرحلرة الثانيرة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وقرد نظررر أصررحاب هرذا االتجرراه إلررى نفرس الزاويررة الترري ترم النظررر إلررى الترأمين مررن خاللهررا‪ .‬كمررا‬

‫‪22‬‬
‫استندوا إلى نفس األدلة التي استند إليها فري المرحلرة الثانيرة‪ ،‬مرع القيراس علرى مزيرد مرن العقرود‬
‫الجررانزة شرررعا مثررل‪ :‬ضررمان خطررر الطريررق عنررد الحنفيررة‪ ،‬وقاعرردة االلت ازمررات والوعررد الملررزم عنررد‬
‫المالكية‪ ،‬ونظام العواقرل‪ ،‬ونظرام التقاعرد والمعراش الرذي يسرتفيد منره علمراء الشرريعة والموظفرون‬
‫في كرل قطرر‪ .‬ومرع االسرتناد إلرى مزيرد مرن القواعرد األصرولية مثرل‪ :‬العررل‪ ،‬والحاجرة‪ ،‬وان كران‬
‫هنا من يبي بعض أنوا عقود التأمين التجاري دون البعض ا‪.‬خر‪ ،‬ومن توقل‪.‬‬
‫أهم أعمال ه ه المرحلة‪ ،‬وتتمثل في‪:‬‬

‫‪ .2‬أعمال المحرمين لكافة أنوا عقود التأمين التجاري‪ ،‬ولعل أهمها‪:‬‬

‫‪ .9.9‬بحوث ومقاالت الشي محمد أبو زهرة التي قدمت إلى ندوة مجلة لواء اإلسالم‪ ،‬وأسبو الفقه‬
‫الثرراني بدمشررق‪ ،‬ونرردوة التش رريع اإلسررالمي بليبيررا‪ ،‬واجابترره عررن س رأال حررول حكررم التررأمين شرررعا‪،‬‬
‫فرري تح رريم كافررة عقررود التررأمين‬ ‫منشررورة بملحررق األه ررام االقتصررادي‪ .‬وقررد تمثررل أريرره رحمرره‬
‫التجاري استنادا إلى األدلة ا‪.‬تية‪:‬‬

‫عدم تشابه أي من العقود الجانزة شرع ا مع عقود التأمين بعامة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫قاعدة األصل في العقود والشروط اإلباحة‪ ،‬ال تكفي إلباحة التأمين‪ ،‬الشتماله على أمور ير‬ ‫‪‬‬

‫جانزة هي‪ :‬الغرر والقمار‪.‬‬


‫أن رره عق ررد ال مح ررل ل رره‪ ،‬وفي رره التر رزام م ررا ال يل ررزم‪ ،‬ول رريس في رره تب ررر واضر ر ‪ ،‬ب ررل ه ررو ق ررانم عل ررى‬ ‫‪‬‬

‫المعاوضة‪ ،‬وال مساواة فيه‪ ،‬فأحد طرفيه مغبون ال محالة‪.‬‬


‫ال توجد حاجة‪ ،‬وال ضرورة تدعو إلى التأمين‪ ،‬مع قيام األسباب المحرمة‪ ،‬أو على األقل التي‬ ‫‪‬‬

‫توجد اشتباه ا في بعضها‪ ،‬وتحريم ا مأكدا في البعض ا‪.‬خر‪ ،‬مع إمكان دفع الحاجة بما لريس‬
‫محرما‪.‬‬
‫يررالزم الربررا التررأمين علررى الررنفس‪ ،‬ومررن وسررانل االسررتغالل عنررد الشررركات االقت رراض بالفانرردة‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫وليس عملها من قبيل المضاربة‪.‬‬


‫‪ .2.9‬تقريررر خب رراء لجنررة التررأمين بمجمررع البحرروث اإلسررالمية برراألزهر‪ :‬ومررنهم‪ :‬الشرري محمررد علرري‬
‫السررايس‪ ،‬والشرري طرره الررديناري‪ ،‬والشرري محمررد عبررد اللطيررل السرربكي‪ ،‬وقررد ذهبروا رحمهررم‬
‫إلرى تحرريم كافرة عقرود الترأمين التجراري اسرتنادا إلرى اشرتمال الترأمين علرى المقرامرة‪ ،‬وأن فيره‬
‫أكل األموال الناس بالباطل‪.‬‬

‫‪055‬‬
‫‪ .3.9‬بحث أ‪ .‬د‪ .‬الصديق األمين الضرير الذي قدم إلى أسبو الفقه الثاني بدمشق‪ .‬وقد ذهب فيه‬
‫إلى تحريم كافة عقود التأمين التجاري‪ ،‬استنادا إلى األدلة ا‪.‬تية‪:‬‬
‫أنه عقد معاوضة مالية‪ ،‬فيه رر فاحش‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التأمين ليس من ضرروريات النراس‪ ،‬وانمرا مرن حاجيراتهم‪ ،‬ور رم هرذا فإنره ال يكرون جران از‪ ،‬ألن‬ ‫‪‬‬

‫الحاجرة إنمررا تعتبرر إذا لررم يكرن هنررا سربيل آخررر لتحقيقهرا‪ ،‬ومررن الممكرن أن تعمررل الحكومررات‬
‫اإلسالمية‪ ،‬على أن يحل التأمين االجتماعي محل التأمين الذي تقوم به الشركات‪.‬‬
‫وقررد ذهررب إلررى ج رواز التررأمين التعرراوني مررن خررالل فت رواه مررع هينررة الرقابررة الشرررعية ببن ر‬
‫فيصل اإلسالمي السوداني‪.‬‬

‫‪ .4.9‬بحث الشي عبد الرحمن تاج‪ ،‬وعنوانه "شركات التأمين من وجهة نظر الشريعة اإلسالمية"‪،‬‬
‫والمقرردم إلررى المررأتمر السررابع لمجمررع البحرروث برراألزهر‪ .‬وقررد ذهررب إلررى عرردم ج رواز كافررة أن روا‬
‫عقود التأمين التجاري استنادا إلى األدلة ا‪.‬تية‪:‬‬
‫أن فيه التزام ا‪ ،‬والزام ا بشيء ال يلزم شرع ا‪ ،‬وفيه استباحة ألكل أموال الناس بالباطل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تعاقررد شررركات التررأمين علررى األشررخاي‪ ،‬أو األم روال‪ ،‬ال يرردخل فرري برراب صررحي مررن أب رواب‬ ‫‪‬‬

‫المعامالت الشرعية‪.‬‬
‫‪ .5.9‬بحث الشي عيسوي أحمد عيسوي‪ ،‬بمجلرة العلروم القانونيرة واالقتصرادية‪ .‬وقرد ذهرب فيره إلرى‬
‫جواز التأمين التعاوني لقيامره علرى مبردأ التعراون‪ ،‬وعردم اشرتماله علرى الغررر‪ ،‬أو القمرار‪ ،‬أو‬
‫الربا‪ ،‬أو أكل أموال الناس بالباطل‪ ،‬أو أي سربب آخرر موجرب للتحرريم‪ ،‬أمرا الترأمين التجراري‬
‫فغير جانز شرع ا بجميع أنواعه لألدلة ا‪.‬تية‪:‬‬
‫اشتمال التأمين التجاري على الغرر الفاحش‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أنه ال يتمشى مع تطبيقات األنمة المجتهردين فري المسرانل المختلفرة مثرل الوعرد الملرزم‪ ،‬ونظرام‬ ‫‪‬‬

‫العواقل‪ ،‬ونظام التقاعد‪ ،‬والمعاش‪ ،‬وعقد المواالة‪.‬‬


‫القلقيلرري المقرردم إلررى أسرربو الفقرره الثرراني بدمشررق ‪9169‬م‪ ،‬حيررث ذهررب‬ ‫‪ .6.9‬بحررث الشرري عبررد‬
‫فيه إلى تحريم كافة أنوا التأمينات التجارية لألدلة ا‪.‬تية‪:‬‬
‫عقد التأمين ال يشبه أي ا من العقود الجانزة شرع ا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫انطبرراق قواعررد التح رريم علررى عقررد التررأمين‪ ،‬لمررا فيرره مررن علررل التح رريم كالقمررار‪ ،‬والربررا‪ ،‬وبيررع‬ ‫‪‬‬

‫‪050‬‬
‫الغرر‪ ،‬والغبن الفاحش‪.‬‬
‫اشررتمال العقررد علررى شررروط مبهمررة يررر محررددة‪ ،‬تحديرردا يمنررع الشررركات مررن التالعررب‪ ،‬فهرري‬ ‫‪‬‬

‫شروط ير قاطعة للن از ‪ ،‬ومثل هذه الشروط تفسد العقد الذي يشتمل عليها‪.‬‬
‫‪ .9.9‬بحث أ‪ .‬د‪ .‬حسين حامد حسان بعنوان "حكم الشريعة اإلسالمية في عقود التأمين"‪ ،‬وقد قردم‬
‫إلررى الم ررأتمر الع ررالمي األول لالقتص رراد اإلس ررالمي بمك ررة المكرم ررة‪ ،‬ويمك ررن تلخ رريي أري رره ف رري‬
‫التأمين في‪:‬‬
‫جواز نظرية التأمين‪ ،‬لدخولها تحت باب التبرعات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تحريم عقود التأمين التجاري كافرة ألنهرا عقرود معاوضرات فيهرا ررر فراحش‪ ،‬والشرتمالها علرى‬ ‫‪‬‬

‫الربا بنوعيه الفضل‪ ،‬والنسينة‪ ،‬ولكونها من قبيل بيع الدين بالدين‪ ،‬ولتحقق معنى القمار فيها‪.‬‬
‫جواز عقد التأمين التبادلي حيث أنه يدخل تحت براب التبرعرات‪ ،‬ولكرن بشررط الرني علرى أن‬ ‫‪‬‬

‫القسرط مردفو علرى سربيل التبرر ‪ ،‬ليعرران منره مرن يحتراج إلرى العررون‪ ،‬فرإذا لرم يوجرد هرذا الررني‬
‫كران العقرد معاوضررة‪ ،‬وأن الترأمين التبرادلي هررو الصريغة العمليرة المشررروعة المتاحرة حتررى ا‪.‬ن‬
‫بديالا للتأمين التجاري‪ ،‬ولتطبيق نظرية التأمين‪.‬‬
‫ج رواز عقررد الت ررأمين االجتمرراعي لدخولرره تح ررت برراب التبرعررات‪ ،‬ولك ررن بشرررط الررني عل ررى أن‬ ‫‪‬‬

‫اشت ار العامل مدفو على سبيل التبر ‪ ،‬فإن لم يوجد الني كان العقد معاوضة‪.‬‬
‫فتوى لجنة الفتوى باألزهر حول الترأمين‪ ،‬وهري موقعرة مرن رنيسرها الشري محمرد عبرد اللطيرل‬
‫السرربكي [‪24‬إبريررل سررنة ‪9168‬م] وفيهررا‪ :‬عرردم ج رواز عقررود التررأمين علررى الحيرراة‪ ،‬والح روادث‬
‫[دون تطرق اللجنة إلى نو الهينرة الممارسرة‪ ،‬هرل هري هينرة تجاريرة‪ ،‬أم تبادليرة]‪ ،‬ألن الترأمين‬
‫مراهنة‪ ،‬يراد بها كسب المال من طريق المقامرة التي يخسر فيها أحد الطرفين‪ ،‬أو يكسرب‪ ،‬ثرم‬
‫إن كالا ا لعاقدين دانن‪ ،‬ومدين بنفس المبل المتعاقد عليه‪ ،‬وهذا ير المعهرود فري المعرامالت‬
‫المشروعة‪ ،‬وفيه ما فيه من التلبيس‪ ،‬والن از ‪.‬‬
‫‪ .1.9‬فت رروى هين ررة كب ررار العلم رراء بالمملك ررة العربي ررة الس ررعودية رق ررم (‪ ،)59‬وت رراري ‪9319/4/4‬هر رر‪،‬‬
‫وفيه را‪ :‬تح رريم عقررود التررأمين التجرراري كافررة ألنهررا عقررود معاوضررات فيهررا رررر فرراحش‪ ،‬وألنهررا‬
‫تشتمل على الربا بنوعيه‪ .‬واباحة عقود التأمين التبادلي أو التعاوني ألنها من باب التبرعات‪.‬‬
‫‪ .1‬أعمال المجيزين لكافة عقود التأمين التجاري‪ :‬تتمثل أهم ه ه األعمال في‪:‬‬

‫‪ .9.2‬بحرروث الش رري مصررطفى الزرق ررا الررذي يع ررد أهررم المن ررادين بج رواز عق ررود التررأمين كاف ررة‪ ،‬وأه ررم‬

‫‪052‬‬
‫المرردافعين عنرره‪ ،‬والترري قرردمت إلرى أسرربو الفقرره الثرراني بدمشررق سررنة ‪9169‬م‪ ،‬والررى المررأتمر‬
‫العالمي األول لالقتصاد اإلسالمي بمكة المكرمة ‪9315‬هر‪ .‬وقد ذهب فيهرا إلرى جرواز عقرود‬
‫التأمين التجاري كافة استنادا إلى ما يأتي‪:‬‬

‫خلو عقود التأمين من القمار‪ ،‬ألنه عقد معاوضة ايته تعاونية فنية‪ ،‬ويقوم علرى أسراس تررميم‬ ‫‪‬‬

‫الكروارث‪ ،‬التري تصريب اإلنسران فري نفسره ومالرره‪ ،‬ونتانجره كسرب للمرأمن‪ ،‬وأمران للمسرتأمن قبررل‬
‫تحقق الخطر‪ ،‬ومعونة له بعد تحققه‪.‬‬
‫الغررر المنهرري عنرره هرو الفرراحش الررذي يكررون كالقمرار المحررض‪ ،‬اعتمررادا علرى الحررظ المجرررد فرري‬ ‫‪‬‬

‫الرب والخسارة‪ ،‬واالحتمال فيره بالنسربة للمسرتأمن معردوم‪ ،‬وموجرود بالنسربة للمرأمن برالنظر إلرى‬
‫كل عقد على حدة‪ ،‬فإذا نظر إلى مجمو العقود انتفى االحتمال‪ ،‬وعلرى فررض وجرود ررر فري‬
‫التأمين‪ ،‬لم يكن من الغرر الممنو ‪ ،‬حيث إن األمان هو محل العقد‪ ،‬وهو مما يقابل بعوض‪.‬‬
‫األصل في العقود اإلباحة‪ ،‬مرا لرم يررد دليرل برالتحريم ولريس هنرا نري مرانع فري الترأمين‪ ،‬وهرو‬ ‫‪‬‬

‫عقد محدث‪.‬‬
‫عقررد التررأمين يشرربه عررددا مررن العقررود والجررانزة شرررعا مثررل‪ :‬عقررد المرواالة‪ ،‬وضررمان خطررر الطريررق‬ ‫‪‬‬

‫عند الحنفية‪ ،‬وقاعدة االلتزامات‪ ،‬والوعد الملزم عند المالكية‪ ،‬ونظام العواقل في اإلسالم‪ ،‬ونظام‬
‫المعاش والتقاعد‪ ،‬الذي يطبقه ويستفيد منه علماء الشريعة اإلسالمية‪ ،‬الموظفون في كل دولة‪.‬‬
‫‪ .2.2‬بحرروث الشرري علرري الخفيررل المقدمررة إلررى بعررض مررأتمرات مجمررع البحرروث برراألزهر‪ ،‬والررى‬
‫المأتمر العالمي األول لالقتصاد اإلسالمي بمكة المكرمة‪ ،‬وقد ذهب إلى جرواز عقرد الترأمين‬
‫التجاري‪ ،‬استنادا إلى األدلة ا‪.‬تية‪:‬‬

‫‪ ‬يجرروز أخررذ العرروض مقابررل الضررمان وتحمررل التبعررة‪ ،‬كمررا يجرروز أن يكررون الضررمان لشرريء يررر‬
‫موجررود‪ ،‬وهررو عل ررى خطررر الوجررود‪ ،‬ق ررد يوجررد‪ ،‬وقررد ال يوج ررد‪ ،‬والتررأمين مررن ه ررذا القبيررل‪ ،‬فمح ررل‬
‫الضرمان فيره هررو التعرويض عمررا أحدثره الخطرر مررن ضررر‪ ،‬وجهالررة مقردار مرا يرتفررع بره الضرررر‬
‫من التعويض عند إنشاء العقرد ال تحرول دون صرحة الضرمان‪ ،‬ألن الجهالرة الممنوعرة هري التري‬
‫تمنع من تنفيذ االلتزام‪ ،‬وهذا ير محقق هنا‪.‬‬

‫‪ ‬األصل في العقود اإلباحة‪ :‬وعقد التأمين‪ ،‬لم يرد فيه ني يوجب تحريمه‪ ،‬وهو ال يخالل أصالا‬
‫من أصول الدين فيبقى على القاعدة األصلية‪.‬‬

‫‪053‬‬
‫‪ ‬أص ررب عق ررد الت ررأمين ف رري الوق ررت الحاض ررر عرفر ر ا عامر ر ا‪ ،‬دع ررت إلي رره مص ررلحة عام ررة‪ ،‬ومص ررال‬
‫شخصية‪ ،‬والعرل من األدلة الشرعية‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة تدعو إلى عقد التأمين‪ ،‬وهي حاجرة تقرارب الضررورة‪ ،‬ومعهرا ال يكرون لالشرتباه موضرع‪،‬‬
‫إذا فرض وكان فيه شبهة‪.‬‬
‫‪ ،‬وهو بعنوان [التأمين وشريعة اإلسالم]‪ ،‬وقد ذهب فيه إلرى جرواز عقرود‬ ‫‪ .3.2‬بحث برهام عطا‬
‫التررأمين كافررة‪ ،‬حيررث إن عقررد التررأمين عقررد جديررد‪ ،‬ولررم يررأت نرري بتحريمرره‪ ،‬أو بررالنهي عنرره‪.‬‬
‫ولمررا كرران األصررل فرري العقررود اإلباحررة‪ ،‬فعقررد التررأمين مبرراح مررادام تنظيمرره العملرري ال يخررالل‬
‫‪ ،‬وسنة رسوله‪ ،‬وال إجما المسلمين‪ ،‬فالتأمين نظام تعاوني بديع‪ ،‬قانم على تخفيل‬ ‫كتاب‬
‫المصانب التي تنزل بالناس‪ ،‬والتعاون أساس من أسس اإلسالم‪.‬‬

‫‪ .4.2‬بحث الشي عبد الرحمن عيسى المقدم إلى أسبو الفقه الثراني بدمشرق‪ ،‬وفيره ذهرب إلرى أن‬
‫التأمين بكل أنواعه جانز شرع ا‪ ،‬ألنه يحق مصلحة عامة هامة‪ ،‬واستنادا إلى ما يأتي‪:‬‬

‫األصر ررل فر رري األشرررياء اإلباحر ررة‪ ،‬ومقتضر ررى هرررذا األصر ررل إباحر ررة عملير ررات الترررأمين‪ ،‬ألنهرررا مرررن‬ ‫‪‬‬

‫لمنفعتهم‪ ،‬ولم يرد ني يحظرها‪.‬‬ ‫معامالت الناس فيما خلقه‬


‫الرردين اإلسررالمي مبنرري علررى اليسررر‪ ،‬ورفررع الحرررج والمشررقة والعسررر‪ ،‬وقررد نرراط الفقهرراء معرفررة‬ ‫‪‬‬

‫المشقة التي تجلب التيسير بالعرل‪ ،‬والتأمين في الوقت الحاضر أصب عرف ا عام ا‪.‬‬
‫‪ .5.2‬بحث الشي الطيب حسن النجار المقدم إلى أسربو الفقره الثراني بدمشرق‪ .‬وقرد ذهرب فيره إلرى‬
‫جواز كافة أنوا التأمين‪ ،‬ألنه إذا ص أن تتعراون طانفرة مرن النراس دون الترزام سرابق‪ ،‬فمرن‬
‫األول ررى أن يصر ر ذلر ر منه ررا‪ ،‬إذا التزمت رره ع ررن رض ررا‪ ،‬واختي ررار م ررن الطر ررفين‪ ،‬وم ررا ذلر ر إال‬
‫التررأمين‪ ،‬وقررد يشررهد لررذل حكررم الشررار فرري جنايررة الخطررأ‪ ،‬ومررا ذل ر إال بقصررد التخفيررل عررن‬
‫القاتل‪ ،‬إذ تحمله وحده للدية يثقل كاهله‪ ،‬والتأمين يقصد به التخفيل عن كاهل المأمن له‪.‬‬
‫‪ .6.2‬كت رراب د‪ .‬محم ررد البه رري [نظ ررام الت ررأمين ف رري ه رردى الشر رريعة اإلس ررالمية وض رررورات المجتم ررع‬
‫المعاصررر]‪ :‬وقررد ذهررب فيرره إلررى ج رواز عقررد التررأمين التجرراري‪ ،‬ألنرره عقررد تكافررل جمرراعي بررين‬
‫المس ررتأمنين‪ ،‬وعق ررد مض رراربة ب ررين جماع ررة المس ررتأمنين كط رررل‪ ،‬وب ررين الش ررركة‪ ،‬أو الحكوم ررة‬
‫كطرل آخر‪ ،‬فشركة الترأمين وكيلرة عرن طريفري عقرد التكافرل‪ ،‬أو مفوضرة منهمرا فري تنفيرذه‪،‬‬
‫بتحصرريل األقسرراط‪ ،‬واسررتثمار األم روال المحصررلة‪ ،‬وتسرروية التعويضررات‪ ،‬ولهررذا نظررري عملهررا‬

‫‪054‬‬
‫جعررل تقتطعرره تحررت يرردها مررن أم روال المشررتركين‪ ،‬و ررالت هررذه األم روال‪ .‬فعقررد التررأين كأنرره‬
‫تضررمن عقرردين‪ :‬عقررد التكافررل والمشرراركة فرري دفررع الضرررر عنررد المسررلمات‪ ،‬وعقررد المضرراربة‬
‫والوكالر ررة‪ .‬باإلضر ررافة إلر ررى خلر ررو العقر ررد مر ررن الربر ررا‪ ،‬والغر رررر الفر رراحش‪ ،‬والر ررى أن التر ررأمين أخر ررذ‬
‫‪.‬‬ ‫باألسباب‪ ،‬وال ينافي التوكل على‬
‫‪ .9‬أعمال المجيزين لبعض عقود التأمين التجاري دون البعض اجخر‪ :‬ولعل أهمها‪:‬‬
‫‪ .9.3‬ق اررات وتوصيات ندوة التشريع اإلسالمي بليبيا‪ :‬والتي كانت عقود التأمين وحكمها فري الفقره‬
‫اإلسررالمي ضررمن موضرروعاتها الخمسررة عشررة‪ .‬فقررد قرررر المشرراركون فيهررا جرواز عقررود التررأمين‬
‫مأقت ا‪ ،‬ما عدا عقد التأمين على األشخاي‪.‬‬
‫الس ررنهوري المقرردم إلررى الم ررأتمر السررابع لمجمررع البح رروث‬ ‫‪ .2.3‬بحررث الشرري محم ررد أحمررد فرررج‬
‫برراألزهر‪ ،‬والررذي ذهررب إلررى إباحررة أن روا التررأمين‪ ،‬عرردا التررأمين علررى الحيرراة‪ ،‬مررن أجررل مسررتفيد‬
‫و يره‪ ،‬فهو في حقيقته معاملة ربوية‪ ،‬وفي تسميته تأمين ا كثير من التجوز‪.‬‬
‫‪ .4‬أعمال المتوقفين عن إبداء رأي في حكم التأمين‪ .‬ولعل أهم ه ه األعمال‪:‬‬
‫‪ .9.4‬مقال الشي محمد المدني في األهرام االقتصادي بعنوان [حالل أم حرام]‪ :‬والرذي لرم يبرد فيره‬
‫رأي ا في حكم مرا سرنل عنره‪ ،‬حيرث قرال‪ :‬إن هرذه المسرألة ينبغري أال تترر لفررد يفتري بهرا‪ ،‬برل‬
‫يجررب أن يجمررع لهررا المختصررون‪ ،‬وأهررل الفكررر مررن العلمرراء‪ ،‬ورجررال االقتصرراد فرري مختلررل‬
‫الن رواحي‪ ،‬ليدرسرروها د ارسررة عميقررة‪ ،‬ويخرج روا ب ررأي مجمررع عليرره‪ ،‬فررإن هررذا وحررده هررو الررذي‬
‫يستطيع أن يناهض اإلجما المشهور لدى العلماء على التحريم‪ ،‬واال ظل الناس منقسمين‪،‬‬
‫منهم من يحرم إتباعا للمأثور المشهود‪ ،‬ومنهم من يبي ر بة في التيسير‪ ،‬ومسايرة التطور‪.‬‬
‫‪ .2.4‬قرار المأتمر الثاني لمجمع البحوث باألزهر ‪9165‬م‪ ،‬بشأن التأمين‪ ،‬والمتمثل في‪:‬‬
‫ج ر رواز التر ررأمين الر ررذي تقر رروم بر رره جمعير ررات تعاونير ررة‪ ،‬يشر ررتر فيهر ررا جمير ررع المسر ررتأمنين‪ ،‬لتر ررأدي‬ ‫‪‬‬

‫ألعضانها ما يحتاجون إليه من معونات‪ ،‬وخدمات‪ ،‬أمر مشرو ‪ ،‬وهو من التعاون على البر‪.‬‬
‫جواز نظام المعاشات الحكومي‪ ،‬وما يشبهه من نظام الضمان االجتمراعي‪ ،‬المتبرع فري بعرض‬ ‫‪‬‬

‫الدول‪ ،‬ونظام التأمينات االجتماعية المتبع في دول أخرى‪.‬‬


‫اس ررتمرار الم ررأتمر ف رري االس ررتمرار ف رري د ارس ررة أنر روا التأمين ررات الت رري تق رروم به ررا الش ررركات‪ ،‬مث ررل‬ ‫‪‬‬

‫التررأمين مررن المس رأولية‪ ،‬والتررأمين مررن الح روادث‪ ،‬والتررأمين علررى الحيرراة‪ ،‬وذل ر بواسررطة لجنررة‬
‫جامعة لعلماء الشريعة‪ ،‬وخبراء اقتصاديين واجتماعيين‪ ،‬مع الوقول قدر المسرتطا علرى آراء‬

‫‪050‬‬
‫علماء المسلمين في كافة األقطار اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ .3.4‬ق ر ررار المر ررأتمر الثالر ررث لمجمر ررع البحر رروث بر رراألزهر‪9166 ،‬م‪ ،‬بشر ررأن التر ررأمين‪ ،‬والمتمثر ررل فر رري‬
‫اسررتمرار المجمررع فرري اسررتكمال د ارسررة العناصررر الماليررة‪ ،‬واالقتصررادية‪ ،‬واالجتماعيررة‪ ،‬المتعلقررة‬
‫بالتررأمين‪ ،‬واالسررتمرار فرري الوقررول علررى آراء علمرراء المسررلمين فرري األقطررار اإلسررالمية بالقرردر‬
‫المستطا ‪ ،‬حتى يتهيأ استنباط الحكم ألنوا هذا التأمين‪.‬‬
‫‪ .4.4‬ق ررار المررأتمر السررابع لمجمررع البحرروث برراألزهر ‪9192‬م‪ ،‬بشررأن التررأمين والمتمثررل فرري طلررب‬
‫إحالة قواعد تنظيم االجتهاد الجماعي‪ ،‬والفرردي إلرى لجنرة البحروث الفقهيرة برالمجمع لتحديردها‪،‬‬
‫على أن ينضم إليها من يرى من أعضراء المجمرع مشراركتها فري ذلر ‪ ،‬وكرذل االسرتعانة ب أريره‬
‫من يررهم مرن الخبرراء‪ ،‬ثرم بعرد إقررار هرذه القواعرد تردرس الموضروعات التاليرة‪ :‬بعرض األسرس‬
‫االقتصررادية الترري تقرروم عليهررا المصررارل المص ررية‪ ،‬والتأمينررات‪ ،‬وشررركات التررأمين مررن وجهررة‬
‫نظر الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وحكم الربا في الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫المرحلة الرابعة‪2393 :‬م – الوقت الحاًر‬


‫تمثل هذه المرحلة قمة التطور في الفكر االقتصادي اإلسالمي في مجال التأمين‪ .‬إذ انتقل‬
‫الفكررر االقتصررادي فيهررا مررن المجررال النظررري إلررى المجررال التطبيقرري‪ ،‬حيررث شررهدت ألول م ررة قيررام‬
‫شركات ترأمين إسرالمية‪ ،‬يمثرل قيامهرا نتراج سرنوات طويلرة مرن البحرث النظرري فري مجرال الترأمين‪،‬‬
‫فجرراء قيامهررا لرريعكس الفكررر اإلسررالمي‪ ،‬وتطرروره‪ ،‬فرري هررذا المجررال‪ ،‬وليكمررل الررنقي الحاصررل فرري‬
‫المأسسررات الماليررة اإلسررالمية‪ .‬فقررد كانررت المصررارل اإلسررالمية هرري السررباقة فرري الظهررور‪ ،‬حيررث‬
‫عكست الفكر االقتصادي اإلسالمي في هذا المجال‪ ،‬ثم جاءت شرركات الترأمين اإلسرالمية مكملرة‬
‫لرردور المصررارل اإلسررالمية‪ .‬والجرردير بالررذكر أن المصررارل اإلسررالمية أسررهمت بشرركل فعررال فرري‬
‫وجر ررود شر ررركات التر ررأمين اإلسر ررالمية عملي ر ر ا‪ ،‬إذ إن عر ررددا مر ررن هر ررذه الشر ررركات منبثر ررق عر ررن بعر ررض‬
‫المصررارل اإلس ررالمية‪ ،‬ول رريس ذلر ر فحس ررب‪ ،‬ب ررل إن المصررارل اإلس ررالمية تس ررهم ف رري رعاي ررة ه ررذه‬
‫الش ررركات‪ ،‬وانجاحه ررا‪ ،‬إذ تق رروم المص ررارل اإلس ررالمية بالت ررأمين عل ررى ممتلكاته ررا‪ ،‬وعل ررى ممتلك ررات‬
‫المتعراملين معهررا لرردى هرذه الشررركات‪،‬كما أنهررا تعرد جهررة إيرردا ‪ ،‬واسرتثمار‪ ،‬ألمروال شررركات التررأمين‬
‫اإلسالمية‪ .‬ويمكن إجمال أهم اتجاهات هذه المرحلة فيما يأتي‪:‬‬

‫‪ .9‬انحسار الخالل تدريجي ا حول حكم التأمين التجاري‪ ،‬لصال القانلين بالتحريم حيث يوجد هنرا‬

‫‪056‬‬
‫في الوقت الحاضر شبه اتفاق على تحريم كافة عقود التأمين التجاري‪ ،‬إما لوفاة بعرض القرانلين‬
‫‪ ،‬أو لرجو بعض القرانلين برالجواز عرن هرذا القرول‬ ‫بالجواز مثل الشي مصطفى الزرقا رحمه‬
‫‪ ،‬الذي تراجع عن القول بإباحة عقود التأمين على الحياة‪ ،‬ثم‬ ‫مثل الشي علي الخفيل رحمه‬
‫ت ارجررع عررن القررول بإباحررة عقررود التررأمين علررى األشررياء‪ ،‬إذ لررم يعررد هنررا حاجررة للقررول بررالجواز‪،‬‬
‫لوجود البديل العملري المتمثرل فري الترأمين التعراوني‪ ،‬أو التبرادلي‪ ،‬والرذي يكراد يكرون محرل اتفراق‬
‫بين العلماء والباحثين‪.‬‬
‫‪ .2‬ظهور شركات التأمين اإلسالمية إلى حيز الوجود‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫شركة التأمين اإلسالمية السودانية‪ :‬وهي أولى شركات التأمين اإلسرالمية ظهرو ار‪ ،‬حيرث ظهررت‬ ‫‪‬‬

‫إلر ررى حير ررز الوجر ررود فر رري ‪22‬ينر رراير ‪9191‬م‪ ،‬فر رري الخرطر رروم‪ ،‬مر ررن قبر ررل بن ر ر فيصر ررل اإلسر ررالمي‬
‫السوداني‪.‬‬
‫الشركة اإلسالمية العربية للتأمين [إيا ‪ ،‬وتسسمى حاليا سرالمة للترأمين التعراوني]‪ :‬وقرد ظهررت‬ ‫‪‬‬

‫إلى حيز الوجود في ‪9311/5/2‬هر‪9191/4/21 ،‬م‪ ،‬في دبي‪ ،‬من قبل بن دبي اإلسالمي‪.‬‬
‫الشركة الوطنية للتأمين التعاوني( تسمى حالي ا التعاونية للتأمين)‪ :‬وقد ظهرت إلى حيز الوجرود‬ ‫‪‬‬

‫في ‪9495/4/99‬هر في الرياض‪ ،‬بموجب مرسوم ملكي كريم‪ ،‬وهي شركة حكومية بالكامل‪.‬‬
‫وتتصل هذه الشركات بعدد من الخصاني المشتركة‪ ،‬لعل أهمها‪:‬‬

‫‪ ‬اعتماد صيغة التأمين التعاوني أو التبادلي أساسا لها‪.‬‬


‫تشررابه األنظمررة األسرراس‪ ،‬والوثررانق الصررادرة عنهررا إلررى حررد كبيررر‪ ،‬حتررى تكرراد تكررون صررورة طبررق‬ ‫‪‬‬

‫األصل من بعضها البعض‪.‬‬


‫أنهررا تمررارس التررأمين علررى األشررياء فقررط دون األشررخاي‪ ،‬وان كانررت الشررركة اإلسررالمية العربيررة‬ ‫‪‬‬

‫للتررأمين‪ ،‬وشررركة التررأمين اإلسررالمية العالميررة قررد أصرردرت مررا يسررمى صرركو المضرراربة للتكافررل‬
‫االجتماعي‪ ،‬لتكون بديالا للتأمين علرى األشرخاي‪ ،‬وقرد توقفرت أوالهمرا عرن العمرل بهرا قبرل فتررة‬
‫وجيزة‪ ،‬كما يمارس بعضها عمليات إعادة التأمين‪ ،‬أي أنها تعمل معيد تأمين للغير‪.‬‬
‫ضعل إمكاناتها المادية بالمقارنة بالشركات العالمية العاملة في نفس المجال‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫نشرأ بعررض هررذه الشررركات بفعرل مصررارل إسررالمية‪ ،‬ونشررأ الرربعض ا‪.‬خرر مررن قبررل بعررض الرردول‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫فلذل تعتمد إلى حد كبير في تسويق وثانقها على المصارل اإلسالمية‪ ،‬والدول التي أنشأتها‪.‬‬

‫‪057‬‬
‫‪ .3‬ظهور دراسات تقويمية للشركات اإلسالمية في شكل رسانل جامعية وبحوث‪.‬‬
‫‪ .4‬ظهور دراسات حول ا‪.‬ثار المتوقعة التفاق تحرير التجرارة فري الخدمرة الماليرة علرى اقتصراديات‬
‫العالم اإلسالمي‪ ،‬كتل التي قدمت من خالل مأتمر [أثر اتفاقية الجات على اقتصاديات العرالم‬
‫اإلسالمي]‪ ،‬والذي عقد بجامعة األزهر سنة ‪9116‬م‪ .‬وكتل التي قد قدمت في المأتمر الدولي‬
‫حول الصناعة التأمينية في العالم اإلسالمي‪ ،‬الذي عقرد بمركرز صرال كامرل ألبحراث االقتصراد‬

‫اإلسالمي بجامعة األزهر في سنة ‪ ،9429‬ويمكرن أن تعرد هرذه الد ارسرات فري مجموعهرا تمهيردا‬
‫لمرحلة خامسة‪ ،‬هي مرحلة ما بعد االنضمام إلى اتفاق تحرير التجارة في الخدمات‪.‬‬
‫‪ .6.3‬انعقراد عردد مررن المرأتمرات الترري تمرت فيهررا مناقشرة موضرو التررأمين مررة أخرررى‪ ،‬وذلر مثررل‪:‬‬
‫المأتمر الدولي حول الصناعة التأمينيرة فري العرالم اإلسرالمي‪ ،‬الرذي عقرد بمركرز صرال كامرل‬
‫ألبحر ر رراث االقتصر ر رراد اإلسر ر ررالمي بجامعر ر ررة األزهر ر ررر فر ر رري الفت ر ر ررة ‪-99 ،9429/92/24-22‬‬
‫‪ .2999/3/91‬وحلقررة النقرراش الترري عقرردها البن ر اإلسررالمي للتنميررة بجرردة فرري الفت ررة مررا بررين‬
‫‪ .2992/9/94-92 ،9422/99/39-28‬ومنترردى التكافررل السررعودي العررالمي األول الررذي‬
‫عقد بجدة بإشرال كل مرن البنر اإلسرالمي للتنميرة وبنر الجزيررة فري الفتررة ‪،9425/8/8-9‬‬
‫‪ .2994/1/22-29‬باإلضافة إلى العديد من المأتمرات التي تعقد حول موضروعات مختلفرة‬
‫ف رري الت ررأمين ف رري ع رردد م ررن دول الخل رريس العرب رري م ررن قب ررل بع ررض الش ررركات المختص ررة بتنظ رريم‬
‫المأتمرات‪ .‬وقد ظهر من خالل هذه المرأتمرات وجرود اتجراه قروي إللحراق الترامين التعراوني أو‬
‫التبادلي بالتأمين التجاري في الحكم بعدم الجواز التحادهما في علة التحريم‪.‬‬
‫‪ .9.3‬ظهور نظام للتأمين بالمملكة ألول مرة يقوم على التأمين التعاوني‪ ،‬وتطبيق التأمين اإللزامي‬
‫علررى رخصررة القيررادة الررذي اسررتبدل بنظررام التررأمين علررى السرريارات بالمملكررة أيض ر ا للم رواطنين‬
‫والمقيمين‪ ،‬وتطبيق التأمين الصحي اإللزامي على المقيمين تمهيدا لتطبيقه على المواطنين‪.‬‬

‫‪058‬‬
‫الفصل الثاني عشر‬
‫نظرية التأمين‬

‫عرل عدد من العلماء المعاصرين نظرية التأمين بتعريفات متعددة تتماثل في مضمونها‬
‫وتختلل في صيا تها‪ ،‬ولعل من أشهرها‪:‬‬
‫‪ ‬تعاون منظم تنظيم ا دقيق ا وثيق ا بين عدد كبير من الناس معرضين لخطر واحد حتى إذا تحقق‬
‫الخطر بالنسبة إلى بعضهم تعاون الجميع في مواجهته بتضحية قليلة يبذلها كل منهم يتقون‬
‫بها أض ار ار كبيرة تحيق بمن نزل به الخطر منهم لوال هذا التعاون‪ ،‬فالتأمين إذن تعاون محمود‪،‬‬
‫تعاون على البر والتقوى يبر به المتعاونون بعضهم بعض ا‪ ،‬ويتقون به جميع ا شر المخاطر‬
‫التي تهددهم‪.‬‬
‫‪ ‬تعاون مجموعة من األشخاي يسمون" هينة المشتركين " يتعرضون لخطر أو أخطار معينة‬
‫على سبيل التبر ‪ ،‬على تالفي األخطار التي قد يتعرض لها أحدهم بتعويضه عن الضرر‬
‫الناتس من وقو هذه األخطار وذل بالتزام كل منهم بدفع مبل معين يسمى القسط أو االشت ار‬
‫تحدده وثيقة التأمين أو عقد االشت ار ‪ ،‬وتتولى شركات التأمين اإلسالمية إدارة عمليات التأمين‬
‫واستثمار أمواله نيابة عن المشتركين في مقابل حصة معلومة من عاند استثمار هذه األموال‬
‫باعتبارها مضاربا‪ ،‬أو مبلغا معلوما باعتبارها وكيالا أو هما معا‪.‬‬
‫‪ ‬نظام تعاقدي استحدثه رجال األموال لتوزيع الضرر الناتس عن األخطار التي تصيب األموال‬
‫بالتلل أو الضيا ‪ ،‬أو تصيب األجسام أو األنفس بالنقي واألمراض‪ ،‬وذل بحمله على أفراد‬
‫عديدين يتحمل كل منهم قسطا منه بطريق المساهمة في دفع التعويض عنه بعد تقديره بما‬
‫يذهب بآثار ذل الضرر أو يخفضها‪ ،‬من مال يوضع على أكبر عدد ممكن نتيجة لتعاقد يقوم‬
‫على تنظيمه ومباشرته واإلشرال عليه هينات لها الخبرة الفنية والدراية والتجربة القانمة على‬
‫أسس وقواعد تجريبية‪.‬‬
‫‪ ‬قواعد قانونية موضوعية يقصد بها في التشريع فس المجال للتعاون على تفتيت آثار المخاطر‬
‫المختلفة وازالتها عن عاتق المصاب‪ ،‬وذل بطريق التعاقد بين جهتين‪ :‬مأمن يلتزم بتعويض‬
‫المصاب عن األضرار التي تلحقها به الحوادث المأمن منها‪ ،‬ومستأمن يلتزم بقسط من المال‬
‫يدفعه للجهة المأمنة لقاء التزامها بالتعويض عليه إذا وقع الحادث الخطر االحتمالي‪.‬‬

‫‪052‬‬
‫يفاد من التعريفات السابقة في مجموعها كما يرى أصحابها ما يأتي‪:‬‬
‫‪ ‬نظرية أو نظام التأمين أمر يتفق مع مقاصد الشريعة العامة وتدعو إليه أدلتها الجزنية ألنه‬
‫انضمام إلى اتفاق تعاوني نظم تنظيم ا دقيق ا بين عدد كبير من الناس وأن اية هذا التعاون‬
‫هي رفع األخطار التي قد تنزل بأحد المتعاونين أو تخفيل ضررها‪ ،‬وأن وسيلة المتعاونين في‬
‫ذل هي بذل تضحية قليلة أو بذل ميسور من كل واحد منهم‪.‬‬
‫‪ ‬قيام نظام التأمين اإلسالمي على مبدأ التعاون اإلسالمي الذي أساسه التبر ‪ ،‬وأن هذا التبر‬
‫‪ ،‬ومن ثم يصب العضو ملتزم ا بدفع القسط بمجرد‬ ‫يلزم بالقول على رأي اإلمام مال رحمه‬
‫توقيعه على عقد التأمين وان كان أساس دفع القسط هو التبر ‪ ،‬وبخاصة وأن بقية أعضاء‬
‫هينة المشتركين وكذل شركة التأمين اإلسالمية يعتمدون على هذا التبر ‪ ،‬فيدخلون في عقود‬
‫وتصرفات تحملهم التزامات‪.‬‬
‫‪ ‬محل التعاون هو تالفي األخطار التي تحددها عقود التأمين والتي يتعرض لها المشتر ‪ ،‬وذل‬
‫بتعويضه عن األضرار الناتجة عن وقو هذه األخطار‪ ،‬وفق ا لألسس التي يحددها النظام‬
‫األساس لشركة التأمين وتني عليها وثانقه‪.‬‬
‫‪ ‬يتضمن التوقيع على وثيقة التأمين دخول حامل الوثيقة في هينة المشتركين فيصب عضوا‬
‫فيها‪ ،‬ويتضمن في نفس الوقت قبوله للتبر من مجمو أموال التأمين أي األقساط وعواند‬
‫استثمارها بما يكفي لدفع التعويضات عن األضرار التي تصيب أحد المشتركين من جراء وقو‬
‫األخطار المأمن منها وفقا ألحكام وثيقة التأمين والنظام األساس للشركة‪ ،‬فهو ال يتبر‬
‫باألقساط وعواندها جملة بل يتبر منها بما يكفي لدفع التعويضات على النحو السابق‪.‬‬
‫‪ ‬أموال التأمين مملوكة لهينة المشتركين وليست لشركة التأمين‪ ،‬وهم يتبرعون من هذه األموال‬
‫بما يكفي لدفع التعويضات عن األضرار التي تصيب أحدهم بسبب وقو الخطر المأمن منه‪.‬‬

‫مشروعية نظرية التأمين‬


‫استدل عدد من العلماء المعاصرين على مشروعية نظرية التأمين باألدلة ا‪.‬تية‪:‬‬
‫‪ ‬عموم قوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى وال تعاونوا على اإلثم والعدوان)‪.‬‬
‫عليه وسلم في‬ ‫عنه قال‪ :‬خفت أزواد القوم وأملقوا فأتوا النبي صلى‬ ‫‪ ‬عن سلمة رضي‬
‫نحر إبلهم فأذن لهم فلقيهم عمر فأخبروه فقال‪ :‬ما بقاأكم بعد إبلكم‪ .‬فدخل على النبي صلى‬
‫عليه وسلم‪:‬‬ ‫صلى‬ ‫ما بقاأهم بعد إبلهم‪ .‬فقال رسول‬ ‫عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول‬

‫‪005‬‬
‫نطع وجعلوه على النطع‪ .‬فقام رسول‬ ‫ناد في الناس فيأتون بفضل أزوادهم فبسط لذل‬
‫عليه وسلم فدعا وبر عليه ثم دعاهم بأوعيتهم فاحتثى الناس حتى فر وا ثم قال‬ ‫صلى‬
‫‪ .‬رواه البخاري‪.‬‬ ‫وأني رسول‬ ‫عليه وسلم‪ :‬أشهد أن ال إله إال‬ ‫صلى‬ ‫رسول‬
‫عليه وسلم‪ :‬إن األشعريين‬ ‫عنه قال‪ ،‬قال النبي صلى‬ ‫‪ ‬عن أبي موسى األشعري رضي‬
‫إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم‬
‫اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية فهم مني وأنا منهم‪ .‬رواه البخاري‪.‬‬
‫‪ ‬مشروعية الشركة في الطعام أو النهد أو المناهدة‪ :‬النهد بكسر النون وبفتحها إخراج القوم‬
‫نفقاتهم على قدر عدد الرفقة‪ .‬يقال‪ :‬تناهدوا وناهد بعضهم بعضا‪ ،‬قاله األزهري‪ .‬وقال الجوهري‬
‫نحوه لكن قال‪ :‬على قدر نفقة صاحبه ونحوه البن فارس‪ .‬وقال ابن سيده‪ :‬النهد العون‪ ،‬وطرح‬
‫يكون في الطعام والشراب‪ .‬وقال عياض مثل قول‬ ‫نهده مع القوم أعانهم‪ ،‬وخارجهم‪ ،‬وذل‬
‫األزهري إال إنه قيده بالسفر والخلط ولم يقيده بالعدد‪ .‬وقال ابن التين‪ :‬قال جماعة‪ :‬هو النفقة‬
‫بالسوية في السفر و يره‪ ،‬والذي يظهر أن أصله في السفر‪ .‬وقد تتفق رفقة فيضعونه في‬
‫الحضر كما سيأتي في آخر الباب من فعل األشعريين وأنه ال يتقيد بالتسوية إال في القسمة‬
‫وأما في األكل فال تسوية الختالل حال ا‪.‬كلين وأحاديث الباب تشهد لكل ذل ‪ .‬وقال ابن‬
‫األثير‪ :‬هو ما تخرجه الرفقة عند المناهدة إلى الغزو وهو أن يقتسموا نفقتهم بينهم بالسوية حتى‬
‫ال يكون ألحدهم على ا‪.‬خر فضل فزاده قيدا آخر وهو سفر الغزو والمعرول أنه خلط الزاد‬
‫في السفر مطلقا حيث يأكل هذا بعضا وهذا بعضا‪ .‬قوله والعروض بضم أوله جمع عرض‬
‫بسكون الراء مقابل النقد‪ ،‬وأما بفتحها فجميع أصنال المال‪ ،‬وما عدا النقد يدخل فيه الطعام‬
‫فهو من الخاي بعد العام ويدخل فيه الربويات ولكنه ا تفر في النهد لثبوت الدليل على‬
‫جوازه‪ .‬واختلل العلماء في صحة الشركة كما سيأتي قوله وكيل قسمة ما يكال ويوزن أي هل‬
‫يجوز قسمته مجازفة أو ال بد من الكيل في المكيل والوزن في الموزون وأشار إلى ذل بقوله‬
‫مجازفة أو قبضة قبضة أي متساوية‪ .‬قوله لما لم ير المسلمون بالنهد بأس ا هو بكسر الالم‬
‫وروى أبو عبيد في‬ ‫وتخفيل الميم وكأنه أشار إلى أحاديث الباب وقد ورد التر يب في ذل‬
‫الغريب عن الحسن قال أخرجوا نهدكم فإنه أعظم للبركة وأحسن ألخالقكم‪.‬‬
‫وفي كشال القنا ‪ :‬وال بأس بالنهدة بكسر النون وهو المناهدة في السفر فعله الصالحون‪ .‬كان‬
‫الحسن إذا سافر ألقى معهم ويزيد أيضا بعد ما يلقي‪ .‬وفيه أيضا رفق‪ .‬ومعناه أي النهد أن‬

‫‪000‬‬
‫يخرج كل واحد من الرفقة شين ا من النفقة يدفعونه إلى رجل منهم ينفق عليهم ويأكلون منه‬
‫جميعا ولو أكل بعضهم أكثر من بعض لجريان العادة بالمسامحة في مثل ذل ‪ .‬وال بأس‬
‫بالنهد بكسر النون‪ ،‬ويقال المناهدة بأن يخرج كل من رفقته شين ا من النفقة ويدفعونه إلى من‬
‫ينفق عليهم منه ويأكلون جميع ا وان تصدق منه بعضهم‪ .‬قال أحمد‪ :‬أرجو أن ال يكون به بأس‬
‫ما لم يزل الناس يفعلون ذل ‪ .‬قال في المنتهى‪ :‬فلو أكل بعضهم أكثر أو تصدق فال بأس قاله‬
‫في ا‪.‬داب‪ ،‬وعلى هذا يتوجه صدقة أحد الشريكين بما يسام به عادة وعرف ا‪ ،‬وكذا المضارب‬
‫ألنه مأذون فيه عرف ا‪ .‬قال في موضع آخر‪ :‬لكن األدب واألولى الكل‬ ‫والضيل ونحو ذل‬
‫لما فيه من إساءة األدب على صاحبه واإلقدام على طعامه ببعض التصرل من‬ ‫عن ذل‬
‫ير إذن صري ‪.‬‬
‫وفي روضة الطالبين‪ :‬وأما مسألة المناهدة وهي‪ :‬خلط المسافرين نفقتهم واشتراكهم في‬
‫األكل من المختلط ففيها نظر ألنها في معنى المعاوضة واال فيخرج على مسألة الضيل‪.‬‬

‫التأمين التعاوني‬

‫مصطل التأمين التعاوني المستخدم من قبل العلماء المعاصرين حديث نسبيا‪ .‬فقد تحدث‬
‫العلماء منذ ابن عابدين وحتى أول الستينيات من القرن الماضي عن حكم التأمين بالنظر إلى‬
‫الخطر المأمن منه‪ ،‬دون النظر إلى الهينات الممارسة‪ .‬فلم ترد في الفتاوى وهي األ لب أو‬
‫البحوث وهي األقل إشارة إلى أن األحكام التي أصدروها تخي التأمين التجاري‪ ،‬أو التأمين‬
‫التعاوني‪ ،‬أو هما مع ا‪ ،‬بل كل ما ورد هو بيان حكم التأمين من الحريق مثالُ‪ ،‬أو حكم التأمين‬
‫البحري‪ ،‬أو حكم التأمين من المسأولية‪ ،‬أو حكم التأمين على الحياة‪ .‬وقد ظهر التأمين التعاوني‬
‫في بحثه المقدم إلى‬ ‫في عبارات العلماء ألول مرة على لسان الشي محمد أبو زهرة رحمه‬
‫أسبو الفقه الثاني بدمشق في عام ‪ .5475‬ثم توالى الحديث عن هذا النو من التأمين‪ ،‬وتم‬
‫طرحه ليكون بديالا شرعي ا وعملي ا للتأمين التجاري والذي ذهب كثير من الباحثين إلى تحريم كافة‬
‫عقوده‪ .‬ولم يضع هأالء العلماء تصو ار واحدا متفقا عليه للتأمين التعاوني‪ ،‬حيث يمكن استنباط‬
‫أكثر من تصور أو أكثر من نموذج للتأمين التعاوني‪ .‬ونشير هنا إلى التصورات الموضوعة من‬
‫بعض العلماء المعاصرين‪.‬‬

‫‪002‬‬
‫‪ .1‬تصور الشيخ محمد أبو زهرة للتأمين التعاوني‪ :‬وقد صور التأمين التعاوني على أنه" اتفاق‬
‫جماعة من الناس على تكوين رأس مال يسهمون فيه‪ ،‬ويستغلونه استغالالا ير مخالل ألوامر‬
‫الشر اإلسالمي‪ ،‬على أن يتبرعوا ألسرة من يموت منهم بمال يعطونه‪ ،‬أو يسددون من بذمته‬
‫مغارم مالية‪ ،‬أو يعالجون مرضاهم‪ ،‬أو ينشنون مساكن لسكناهم‪ ،‬أو يدفعون ثمن البضانع التي‬
‫تهل لبعضهم نتيجة حوادث‪ ،‬أو نحو ذل التبر لمن يلحقه ضرر ما من األعضاء"‪.‬‬
‫‪ .2‬تصور هيئة كبار العلماء بالمملكة للتأمين التعاوني‪ :‬يماثل تصور الهينة لهذا النو من‬
‫التأمين صورته في القانون المدني‪ ،‬وهذا مفاد مما ورد في قرارها رقم ‪ 15‬بتاري ‪5341/4/4‬هر‬
‫وفيه‪ " :‬التأمين التعاوني من عقود التبر التي يقصد بها أصالة التعاون على تفتيت األخطار‬
‫عن طريق إسهام أشخاي بمبال‬ ‫واالشت ار في تحمل المسأولية عند نزول الكوارث‪ ،‬وذل‬
‫نقدية تخصي لتعويض من يصيبه الضرر‪ .‬فجماعة التأمين التعاوني ال يستهدفون تجارة وال‬
‫ربحا من أموال يرهم‪ ،‬وانما يقصدون توزيع األخطار بينهم‪ ،‬والتعاون على تحمل الضرر‪.‬‬
‫وتقترح الهينة قيام جماعة من المساهمين أو من يمثلهم باستثمار ما جمع من األقساط لتحقيق‬
‫الغرض الذي أنشئ هذا التعاون من أجله‪ ،‬سواء أكان القيام بذل تبرع ا أم مقابل أجر معين‪،‬‬
‫وااللتزام بالفكر التعاوني الذي بمقتضاه يستقل المتعاونون بالمشرو من حيث تشغيله ومن‬
‫حيث الجهاز التنفيذي ومسأولية إدارة المشرو ‪ ،‬وأن يتم بذل بمشاركة الدولة "‪.‬‬
‫‪ .3‬تصور هيئة الرقابة الشرعية ببنك فيصل اإلسالمي السوداني للتأمين التعاوني‪ :‬يماثل‬
‫تصور الهينة لهذا النو من التأمين صورته في القانون المدني‪ .‬وهذا مفاد مما ورد في تعريل‬
‫هينة الرقابة الشرعية ببن فيصل اإلسالمي السوداني للتأمين وذل في جوابها عن االستفسار‬
‫رقم(‪ )3‬الموجه إليها من قبل البن ‪ ،‬وفيها‪:‬‬
‫التأمين التعاوني جانز شرعا ألنه من قبيل التعاون على البر‪ ،‬على أن يكون المعنى التعاوني‬
‫بالني صراحة في عقد التأمين على أن المبل الذي يدفعه‬ ‫ظاه ار فيه ظهو ار واضحا وذل‬
‫المشتركون يكون تبرع ا منه للشركة‪ ،‬ليعان منه من يحتاج إلى المعونة من المشتركين حسب‬
‫النظام المتفق عليه‪ ،‬بشرط أال يتعارض مع أحكام الشريعة اإلسالمية‪ .‬مع مراعاة أن تأخذ‬
‫المأسسة شكل هينة تأمين تعاوني ذات قسط مقدم‪ ،‬ما دامت شروطه ال تتعارض مع ما تقدم‪،‬‬
‫واضافة بعض الشروط إلى عقد التأمين والتي تبرز الطبيعة المميزة للتأمين التعاوني والمتمثلة‬
‫في المشاركة في الفانض الذي يجعل لحملة الوثانق الحق في المشاركة في األرباح‪ ،‬وحق‬

‫‪003‬‬
‫المأسسة في استثمار فانض االشتراكات بالكيفية التي تراها مناسبة وفق ا لألوجه المشروعة في‬
‫االستثمار‪ ،‬وحق المأسسة في مطالبة حاملي الوثانق بمقدار نصيبهم في الزاند من الخسارة‬
‫على األقساط لسداد التعويضات المطلوبة (التخصيي)‪.‬‬
‫‪ .1‬تصور أ‪.‬د‪ .‬حسين حامد حسان للتأمين التعاوني‪ :‬لقد صوره فضيلته بمثل صورته في القانون‬
‫المدني‪ ،‬ولكنه اشترط الني في العقد على أن القسط مدفو على سبيل التبر ‪ ،‬ليستحق مبل‬
‫التأمين تبرع ا ألن من تبر لجماعة وصفت بصفة معينة فإنه يدخل في تل الجماعة ويستحق‬
‫من ذل التبر إذا توافرت فيه تل الصفة‪ ،‬كمن تبر لطالب العلم بمكان معين وطلب العلم‬
‫المكان‪ ،‬وليحكم على العقد بالجواز بالتالي‪ ،‬واال كان الحكم الشرعي لهذا النو من‬ ‫في ذل‬
‫التأمين هو عدم الجواز‪.‬‬
‫ومن ثم يمكن القول بوجود نموذجين للتأمين التعاوني في الفكر اإلسالمي‪:‬‬
‫عليها‬ ‫‪ .‬وتتمثل األسس التي يقوم‬ ‫النمو ج األول‪ :‬هو مفاد من تصور الشي أبو زهرة رحمه‬
‫هذا النموذج فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ ‬المقصد األساس من العقد هو االستثمار‪ ،‬أما التأمين فهو مقصد تابع أو ثانوي‪.‬‬
‫‪ ‬العقد في األصل عقد مضاربة‪ ،‬أوعقد عنان ومضاربة مع ا‪ ،‬ومن ثم يكون األعضاء أرباب‬
‫مال في مضاربة مشتركة‪ ،‬وتكون الهينة بمثابة مضارب مشتر ‪.‬‬
‫‪ ‬التزام كل عضو ينضم إلى ذل االتفاق القانم بدفع مبل معين وثابت من المال يدفع من كل‬
‫منهم مسبق ا ليكون رأس مال في مضاربة مشتركة‪.‬‬
‫‪ ‬التزام كل عضو بدفع مبل من المال على سبيل التبر ‪ ،‬لمن يلحقه ضرر ما من األعضاء‬
‫يقتطع من رأس مال المضاربة وأرباحها‪.‬‬
‫النمو ج الثاني‪ :‬هو مفاد من تصورات كل من هينة كبار العلماء بالمملكة‪ ،‬وهينة الرقابة‬
‫الشرعية ببن فيصل اإلسالمي السوداني‪ ،‬وفضيلة أ‪.‬د‪ .‬حسين حامد حسان‪ .‬وتتكون الخطوط‬
‫الرنيسة لهذا النموذج مما يأتي‪:‬‬
‫‪ ‬يقوم النموذج على التبر في جانب العالقة الموجودة فيما بين مجمو المأمن لهم‪ ،‬بعضهم‬
‫ببعض‪ ،‬حيث يلتزم كل عضو ينضم إلى ذل االتفاق بدفع مبل معين وثابت من المال يدفع‬
‫من كل منهم مسبق ا‪ ،‬ليتبر منه لمن يلحقه ضرر من أعضاء ذل االتفاق‪.‬‬

‫‪004‬‬
‫‪ ‬تحديد طبيعة العالقة الموجودة بين هينة التأمين وأعضاء الجماعة التأمينية على أنها وكالة‬
‫بأجر أو بدون أجر فيما يتعلق بإدارة وتنظيم عمليات التأمين من جمع االشتراكات ودفع‬
‫التعويضات المستحقة‪ ،‬ومضاربة فيما يتعلق باستثمار تل االشتراكات‪.‬‬
‫‪ ‬المقصد األساس من العقد هو التأمين‪ ،‬أما استثمار األقساط المحصلة فهو مقصد تابع يمكن‬
‫من تحقيق الغرض الذي أنشنت من أجله الهينة‪.‬‬
‫ويمكن القول بوجود وجوه تماثل بين النموذجين تتمثل فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ ‬قيام العالقة الموجودة فيما بين مجمو المأمن لهم على التبر ‪ ،‬نظ ار اللتزام كل عضو ينضم‬
‫إلى ذل االتفاق بدفع مبل معين وثابت من المال يدفع من كل منهم مسبقا يتبر منه لمن‬
‫يصيبه ضرر ما من األعضاء‪.‬‬
‫الهينة وانضمام الفرد إليها والمتمثل في المحافظة على الوضع‬ ‫‪ ‬الهدل من إنشاء تل‬
‫االقتصادي للعضو عند مستوى معين‪.‬‬
‫كما يمكن القول بوجود وجه خالل بينهما يتمثل في تحديد العالقة الموجودة بين الهينة من‬
‫جهة وبين األعضاء من جهة أخرى‪ .‬فهي مضاربة في النموذج األول الذي يجعل المضاربة‬
‫المقصد األساس من العقد ويجعل التأمين مقصدا تابعا أو مكمالا إذ الهينة مضارب مشتر في‬
‫عقد مضاربة‪ ،‬أو في عقد عنان ومضاربة‪ .‬وهي وكالة بأجر أو بدون أجر ومضاربة في النموذج‬
‫الثاني الذي يجعل التأمين هو المقصد األساس من العقد‪ ،‬ويجعل االستثمار مقصدا تابع ا‪.‬‬
‫ويعد النموذج الثاني وفقا لعدد من العلماء المعاصرين ترجمة عملية لنظرية التأمين إسالميا‬
‫التي يفترض قيامها على التبر ‪ .‬كما أنه يتماثل مع نظيره وضعي ا من حيث األسس التي يقوم‬
‫عليها كل منهما والمتمثلة فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ ‬اإللزام‪ ،‬وااللتزام المتبادل بن األفراد‪ ،‬والذي يوجد عالقة تأمين تبادلي فيما بينهم ليكون كل‬
‫منهم مأمن ا لنفسه ولغيره‪ ،‬ومأمن ا له في نفس الوقت‪.‬‬
‫‪ ‬الوكالة في جانب العالقة بين الهينة من جهة وبين األعضاء من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬المقصد األساس من إنشاء الهينة هو التأمين‪ ،‬أما االستثمار فهو مقصد مكمل‪.‬‬
‫‪ ‬الهدل من االنضمام إلى الهينة المتمثل في إعادة العضو إلى نفس الوضع االقتصادي الذي‬
‫كان عليه قبل وقو الخطر‪.‬‬

‫‪000‬‬
‫ولكنهما يختلفان في قيام هذا النموذج إسالمي ا على التبر كما يفترض‪ ،‬وقيامه وضعي ا على‬
‫المعاوضة نظريا وعمليا‪ .‬ومن ثم يحقق التأمين التعاوني أو التبادلي عند أصحاب النموذج الثاني‬
‫الصيغة العملية التي شرعها اإلسالم للتعاون والتضامن‪ ،‬ألنه يقوم على قصد التعاون والتضامن‬
‫والتبر دون الر بة في استثمار األموال وطلب الرب فيعد تطبيق ا سليم ا لنظرية التأمين في رأيهم‪،‬‬
‫ألنه ليس إال " تعاونا منظما تنظيما دقيقا وثيقا بين عدد كبير من الناس معرضين لخطر واحد‪،‬‬
‫حتى إذا تحقق الخطر بالنسبة إلى بعضهم تعاون الجميع في مواجهته بتضحية قليلة يبذلها كل‬
‫منهم يتقون بها أض ار ار كبيرة تحيق بمن نزل به الخطر منهم لوال هذا التعاون"‪.‬‬

‫التأمين التكافلي أو اإلسالمي‬


‫استخدام هذا المصطلع بعد‬ ‫يعد مصطل التأمين التكافلي األحدث نسبي ا‪ ،‬حيث شا‬
‫الندوة التي حملت هذا االسم وعقدت بالخرطوم في عام ‪ .5441‬ويتم فيما يأتي بيان آراء العلماء‬
‫المعاصرين في العالقة بين التأمين التكافلي والتأمين التعاوني والتأمين اإلسالمي‪:‬‬
‫‪ .5‬يرى بعض العلماء المعاصرين وجود وجوه اتفاق‪ ،‬ووجوه اختالل بين التأمين التكافلي وبين‬
‫التأمين‬ ‫كل من التأمين التعاوني‪ ،‬والتأمين اإلسالمي‪ ،‬وأن األفضل هو استخدام مصطل‬
‫اإلسالمي بدالا من مصطل التأمين التكافلي‪ ،‬وبدالا من مصطل التأمين التعاوني‪ ،‬وذل كما‬
‫يرى فضيلة أ‪.‬د‪ .‬حسن حامد حسان‪ ،‬حيث يقول‪ ( :‬التأمين التكافلي على الحياة نو من أنوا‬
‫التأمين التعاوني‪ ،‬الذي يشمل جميع أنوا التأمين التي تتوافر فيها أسس وشروط التأمين‬
‫اإلسالمي‪ .‬وقد قسم الباحثون في موضو التأمين اإلسالمي هذا التأمين إلى تأمين على‬
‫األشياء وتأمين على األشخاي‪ .....‬وقد اعتاد الكاتبون في التأمين اإلسالمي على تسمية‬
‫التأمين اإلسالمي أي الذي تتفق أحكامه مع الشريعة اإلسالمية بالتأمين التعاوني‪ ،‬أو التبادلي‪،‬‬
‫أو التأمين التكافلي‪ .‬وهذه التسمية تعني أن أهم أسس التأمين اإلسالمي هو التعاون‪ ،‬أو‬
‫التكافل‪ ،‬أو التبادل‪ .‬وقد وجدت في الغرب صي للتأمين التعاوني أو التبادلي ولكنها ليست‬
‫بالضرورة صيغ ا إسالمية‪ .‬فقد تتفق وقد تختلل مع صيغة التأمين اإلسالمي‪ ،‬ذل أن الشريعة‬
‫اإلسالمية تتطلب في هذا النو من التعاون أو التكافل شروطا قد ال تتوافر في أنوا وصي‬
‫التأمين التعاوني أو التبادلي في الغرب‪ .‬ولذا فإننا نفضل أن نسمي التأمين الذي يتفق مع‬
‫أحكام الشريعة اإلسالمية التأمين اإلسالمي‪ ،‬ثم نذكر أنوا هذا التأمين المختلفة‪ .‬فالتعاون‬
‫والتكافل من أهم أسس التأمين اإلسالمي ولكنه ليس األساس الوحيد‪ .‬ثم إن لهذا التعاون في‬

‫‪006‬‬
‫نظر الشريعة اإلسالمية ضوابط وشروط ا ال يكون التأمين إسالمي ا إال بتوافرها‪ .‬وعلى كل حال‬
‫فإنه يمكن أن تضال كلمة اإلسالمي إلى عبارة التأمين التعاوني أو التكافلي للتعبير عن هذا‬
‫المعنى‪ .‬أي أن التعاون أو التكافل من أهم أسس التأمين‪ ،‬ير أنه يخضع للضوابط الشرعية‪.‬‬
‫والتأمين على األشياء يخضع لقاعدة التعويض عن الضرر الفعلي الذي يصيب المستأمن في‬
‫حدود مبل التأمين ويحدد القسط تبعا لذل ‪ .‬أما التأمين على األشخاي فإنه ال يخضع لهذه‬
‫القاعدة)‪ .‬ويقول فضليته في موضع آخر‪( :‬والواقع أن تسمية التأمين اإلسالمي بالتعاوني أو‬
‫التكافلي تسمية ير دقيقة‪ .‬ذل أن التعاون أو التكافل يشكل جانب ا واحدا من خصاني هذا‬
‫التأمين‪ ،‬وهنا شروط وخصاني أخرى ير التعاون‪ .‬فقد يدعى أن هنا تأمينا يسمى تأمينا‬
‫تكافلي ا أو تعاوني ا‪ ،‬ومن ثم فيحكم عليه بأنه إسالمي وهو ليس كذل ‪ ،‬الفتقاره لبعض أسس‬
‫التأمين اإلسالمي‪ .‬ولذا فإن التسمية الدقيقة هي "التأمين اإلسالمي"‪ .‬وعند عرض الباحثين‬
‫ألسس هذا التعاون وشروطه وأحكامه قد يجدون خصاني مشتركة بين التأمين اإلسالمي‬
‫وبعض أنوا التأمين التعاوني أو التكافلي أو التبادلي كما يعبر عنه‪ .‬ثم إن اصطالح التأمين‬
‫مثل مصطلحات‬ ‫التعاوني أو التكافلي اصطالح وافد أريد أن تسب عليه الشرعية‪ ،‬وذل‬
‫"اشتراكية اإلسالم" و "ديموقراطية اإلسالم"‪ .‬وهذا المنهس في البحث له مخاطر تتمثل في‬
‫محاولة الباحث إبقاء النظام الوافد وقبول األسس التي يقوم عليها دون مساس‪ ،‬ومحاولة تبريره‬
‫واالستدالل عليه بأدلة شرعية‪ .‬فصي التأمين التعاوني أو التكافلي ليست كلها مقبولة من‬
‫في‬ ‫الناحية الشرعية‪ ،‬بل يحكم عليها بقواعد الشريعة لبيان الموافق منها"‪ .‬ثم يقول بعد ذل‬
‫تعريل التأمين اإلسالمي‪ ":‬التأمين اإلسالمي باعتباره نظام ا هو تعاون مجموعة من‬
‫األشخاي يسمون " هينة المشتركين " يتعرضون لخطر أو أخطار معينة‪ ،‬على تالفي آثار‬
‫األخطار التي قد يتعرض لها أحدهم بتعويضه عن الضرر الناتس من وقو هذه األخطار‪،‬‬
‫وذل بالتزام كل منهم بدفع مبل معين على سبيل التبر يسمى "القسط" أو "االشت ار " تحدده‬
‫وثيقة التأمين أو "عقد االشت ار "‪ ،‬وتتولى شركات التأمين اإلسالمية إدارة عمليات التأمين‬
‫واستثمار أمواله نيابة عن هينة المشتركين في مقابل حصة معلومة باعتبارها مضاربا‪ ،‬أو‬
‫مبلغ ا معلوم ا باعتبارها وكيالا‪ ،‬أو هما مع ا "‪.‬‬
‫‪ .2‬يرى فريق آخر من العلماء المعاصرين أن التأمين التكافلي يماثل في معناه كالا من التأمين‬
‫التعاوني والتأمين اإلسالمي مثل فضيلة أ‪.‬د‪ .‬عبد الستار أبو غدة الذي يقول‪( :‬يختلل حكم‬

‫‪007‬‬
‫الحصول على وثيقة تأمين بين أن يكون التأمين إسالمي ا (تعاوني ا) قانم ا على أساس التبر‬
‫التبر المتبادل بين حملة الوثانق واندماج صفتي المأمن والمستأمن فيهم فيكون التأمين‬
‫إسالمي ا)‪ .‬ويقول في موضع آخر‪ ( :‬إن التأمين اإلسالمي أو التكافل أو التأمين التكافلي‬
‫مختلل في أساسه وتكييفه عن التأمين التقليدي)‪ .‬ثم يقول‪( :‬التأمين اإلسالمي أو التكافلي‬
‫تبر يلزم به المستأمن نفسه)‪ .‬ومثل فضيلة أ‪.‬د‪ .‬محمد الزحيلي الذي يقول‪(:‬التأمين عقد سواء‬
‫أكان عقد معاوضة أم عقد تبر ‪ ،‬ونحصر كالمنا عن عقد التأمين التعاوني (اإلسالمي) لنحدد‬
‫خصانصه)‪ .‬ومثل أ‪.‬د عبد الحميد البعلي الذي يقول‪ ( :‬يقوم نظام التأمين التعاوني التكافلي‬
‫في جوهره على عقد التبر ‪ ( .)....‬لقد انتشرت فكرة التأمين التعاوني " التكافلي اإلسالمي في‬
‫العالم ‪ ."....‬ومثل فضيلة أ‪.‬د‪ .‬علي القرة داغي الذي عنون أحد أبحاثه بر" الجانب التطبيقي‬
‫للتأمين اإلسالمي( التكافل)"‪ ،‬والذي يقول فيه‪ ( :‬يقوم التأمين اإلسالمي على مبدأ التعاون‬
‫والتبر بال ش ‪ ،‬وان التأمين التعاوني الذي ذكرناه جزء منه‪ ،‬وان التأمين التعاوني المركب‬
‫أيض ا يمكن اعتباره تأمين ا إسالمي ا إذا خال من الربا ومن أية مخالفات شرعية أخرى)‪ .‬وهذا‬
‫الذي يدل عليه الواقع العملي‪ ،‬وهو الراج كما يرى الكاتب‪.‬‬

‫‪008‬‬
‫الفصل الثالث عشر‬
‫عقد التأمين اإلسالمي‬

‫عقد التأمين اإلسالمي الوسيلة العملية لتنفيذ نظرية التأمين اإلسالمي‪ ،‬وتحقيق أ راضها‪.‬‬
‫وقد عرفه عدد من العلماء المعاصرين بتعريفات عديدة منها‪:‬‬
‫‪ ‬عقد يلتزم المأمن بمقتضاه أن يأدي إلى المأمن له أو إلى المستفيد الذي اشترط التأمين‬
‫لصالحه مبلغ ا من المال أو إيرادا مرتب ا أو أي عوض مالي آخر في حالة وقو الحادث أو‬
‫تحقق الخطر الموض بالعقد‪ ،‬وذل في نظير قسط أو أي دفعة مالية أخرى يأديها المأمن له‬
‫للمأمن‪.‬‬
‫‪ ‬اتفاق بين شركة التأمين اإلسالمية باعتبارها ممثلة لجماعة المشتركين وبين شرخي طبيعري أو‬
‫قررانوني علررى قبولرره عضروا فرري هينررة المشررتركين‪ ،‬والت ازمرره برردفع مبلر معلرروم يسررمى القسررط علررى‬
‫سبيل التبر منه ومن عواند اسرتثماره ألعضراء هرذه الهينرة‪ ،‬علرى أن تردفع لره الشرركة نيابرة عرن‬
‫هذه الهينة من أموال التأمين التري تجمرع منره ومرن يرره مرن المشرتركين التعرويض عرن الضررر‬
‫الفعلي الرذي أصرابه مرن جرراء وقرو خطرر معرين‪ ،‬وذلر فري الترأمين علرى األشرياء والترأمين مرن‬
‫المسرأولية المدنيررة‪ ،‬أو مبلر الترأمين فرري التررأمين علرى األشررخاي عررل النحرو الررذي تحرردده وثيقررة‬
‫التأمين ويبين أسسه نظام التأمين للشركة‪.‬‬
‫‪ ‬انضمام إلى اتفاق تعاوني منظم تنظيم ا دقيق ا بين عدد كبير من الناس معرضين جميع ا للخطر‬
‫حتررى إذا حرراق الخطررر ببعضررهم تعرراون الجميررع علررى رفعرره‪ ،‬أو تخفيررل ضرررره ببررذل ميسررور مررن‬
‫كل منهم يتالفون به ضر ار عظيما نزل ببعضهم‪ ،‬ولذا لزم لصرحة هرذا العقرد وسرالمته أن يكرون‬
‫المررأمن شررركة مسرراهمة أو جمعيررة تعاونيررة أو هينررة حكوميررة لهررا رأس مررال كفيررل لتحقيررق هررذا‬
‫األمر‪ ،‬ودفع الضرر أو تخفيفه عند نزوله‪ ،‬وأن يتولى طرل العقد مرن يمثلهرا‪ ،‬وعندنرذ ال تكرون‬
‫الهينة التي تقوم بالتأمين وتتعاقد عليه إال الوسيط الذي ينظم هذا التعاون بين المستأمنين علرى‬
‫أسس فنية سليمة‪.‬‬
‫‪ ‬تلر ر العق ررود الفعلي ررة الت رري تعق ررد ب ررين المس ررتأمنين والجه ررات المأمن ررة له ررم تطبيقر ر ا لنظ ررام الت ررأمين‬
‫واستفادة منه‪.‬‬

‫‪002‬‬
‫يفرراد م ررن التعريف رات الس ررابقة لعقررد الت ررأمين اإلس ررالمي وجررود طرررفين للعقررد هم ررا‪ :‬المش ررتر‬
‫ويسررمى المسررتأمن أو المررأمن لرره مررن جهررة‪ ،‬وشررركة التررأمين مررن جهررة أخرررى‪ ،‬باعتبارهررا ممثلررة‬
‫لجماعة المستأمنين أو هينة المشتركين‪ .‬وهي هينة اعتبارية أو حكمية الزمة لترتيب أحكام عقد‬
‫التأمين‪ .‬وأنه ينشئ عالقتين هما‪:‬‬
‫‪ .5‬عالقة المنمن له بهيئة التأمين‪ :‬يرى بعض العلماء المعاصرين أن المستأمن عضو في هينة‬
‫المشتركين‪ ،‬والتي تقوم بإبرام عقد إدارة ومضاربة مع شركة التأمين اإلسالمية‪ .‬ويترتب على‬
‫هذه العالقة قيام شركة التأمين بإبرام عقود التأمين وجمع األقساط ودفع التعويضات نيابة عن‬
‫هينة المشتركين‪ .‬وهي تستثمر أموال التأمين لحسابهم وعلى مسأوليتهم باعتبارها مملوكة لهم‪،‬‬
‫في مقابل حصة من عواند استثمارها‪ ،‬فالعقد إذن عقد إدارة ومضاربة بين شركة التأمين‬
‫والهينة الحكمية المقدرة‪ .‬ومن جهة أخرى فإن عقد التأمين الذي توقعه شركة التأمين مع‬
‫بناء على قبوله لنظام الشركة‪ ،‬ويعلم إرادته‬
‫ا‬ ‫مشتر معين عقد تبر يقوم فيه المشتر بالتبر‬
‫في أن يكون عضوا في هينة المشتركين‪ ،‬وتقوم شركة التأمين عند توقيع عقد التأمين بقبول‬
‫األقساط لصال أعضانها‪.‬‬ ‫عضويته وتبرعه باعتبارها نانبة عن هينة المشتركين التي تمل‬
‫ويمكن وفقا لرأي آخر أن تأخذ شركة التأمين اإلسالمي أن تأخذ عوضا من هينة المشتركين‬
‫ألن عالقة الشركة بهذه الهينة االعتبارية أو الحكمية عالقة معاوضة‪ .‬فهي األمينة على أموال‬
‫التأمين‪ ،‬وتقوم بإدارة عمليات التأمين وتستثمر أمواله نيابة عن المشتركين‪ ،‬وهذا العوض يتمثل‬
‫في شكل مبل محدد مقطو ‪ ،‬أو نسبة من األقساط التي تجمعها أو التعويضات التي تدفعها‬
‫باعتبارها وكيالا‪ ،‬أو في نسبة معلومة من عاند استثمار أموال التأمين باعتبارها مضارب ا‪ ،‬أو‬
‫هما مع ا‪ .‬والذي اختاره فضيلة أ‪.‬د حسين حامد مع بعض الباحثين كما يقول هو أن يكون هذا‬
‫العوض حصة من الرب باعتبارها مضاربا‪ ،‬ال مبلغا محددا باعتبارها وكيالا‪ ،‬وال مانع شرعا‬
‫من تبر الشركة بعملها وعدم الحصول على مقابل أعمال الوكالة أو حصة المضاربة‪.‬‬
‫‪ .2‬عالقة المستأمن أو المشترك بباقي المستأمنين أو المشتركين‪ :‬اختلل العلماء المعاصرون‬
‫في تكييل هذه العالقة على قولين‪:‬‬
‫‪ .502‬يرى عدد من العلماء المعاصرين قيام التأمين التكافلي أو اإلسالمي على مبدأ هبة الثواب‬
‫أو الهبة بعوض‪ .‬حيث يجعل أ‪.‬د‪ .‬عبد الحميد البعلي عنوان ا للمبحث الثاني من الفصل‬
‫الثاني من بحثه المعنون " التبر والهبة الشرعية بشرط العوض( هبة الثواب)‪ :‬أسس رنيسية‬

‫‪025‬‬
‫للتأمين التعاوني والتكافلي "هو‪ :‬مشكالت يحلها عقد التبر والهبة بشرط العوض (ويقال لها‬
‫هبة الثواب)‪ .‬كما يضع عنوانا للمبحث الثالث من نفس الفصل من نفس البحث هو‪ :‬الهبة‬
‫بشرط العوض (هبة الثواب) كأساس للتأمين التعاوني التكافلي‪ .‬ويقول أ‪.‬د‪ .‬علي القرة‬
‫داغي‪" :‬وأعتقد أن عقد الهبة المشروطة بشروط لصال المتبر أو يره‪ ،‬والهبة بثواب‬
‫يصل ألن يكون أساسا جيدا لعملية تنظيم عقود التأمين بصورة عامة‪ ،‬وعقد التأمين على‬
‫الحياة بصورة خاصة"‪.‬‬
‫‪ .202‬يرى فريق آخر في المقابل مثل أ‪.‬د‪ .‬عبد الستار أبو غدة وجود فروق بين التأمين التكافلي‬
‫والهبة للثواب وينتهي إلى أنه ال يص تأسيس التأمين التكافلي على الهبة بشرط العوض‪،‬‬
‫أو الهبة للثواب‪ .‬وأن التأمين اإلسالمي أو التكافلي يقوم على التبر المتبادل بين‬
‫المشتركين‪ ،‬حيث يقول‪" :‬يختلل حكم الحصول على وثيقة تأمين بين أن يكون التأمين‬
‫إسالميا (تعاونيا) قانما على أساس التبر المتبادل بين حملة الوثانق‪ ،‬واندماج صفتي‬
‫المأمن والمستأمن"‪.‬‬
‫يجمع الفريقان على قيام عقد التأمين التكافلي أو اإلسالمي على مبدأ التبر ‪ ،‬حيث يقول‬
‫أ‪.‬د‪ .‬عبد الستار أبو غدة في ذل ‪ " :‬التأمين اإلسالمي أو التكافلي تبر يلزم به المستأمن نفسه‪،‬‬
‫فهو الملتزم‪ ،‬أما الملتزم له فهم محموعة المستأمنين المالكين لمحفظة التأمين‪ ،‬وهم معينون‬
‫بالوصل وهو كونهم مشتركين فيها فانتفى عدم التعيين الذي يكون الوفاء معه مأمو ار به‪ ،‬وال‬
‫يقضى به عند االمتنا ‪ .‬وهذا االلتزام هو القسط الذي يشتر به المستأمن وهذا االلتزام ير‬
‫معلق‪ ،‬فهو منجز يقع أثره بمجرد اإلقدام على االشت ار كما أن الصيغة فيه صريحة فهي الكتابة‬
‫التي لها حكم اللفظ‪ ،‬وقد سبق اعتبار كل ما يدل على إلزام الشخي نفسه بالتبر ‪ .‬أما ما يحصل‬
‫عليه المستأمن المتضرر فهو أيضا التزام بالتبر من محفظة التأمين التي هي شخصية اعتبارية‪،‬‬
‫وهو التزام معلق على وقو الضرر المأمن منه وتحقق الشروط وانتفاء االستثناءات‪ ،‬والملتزم له‬
‫هو المستأمن المتضرر"‪ .‬ويقول أ‪.‬د‪ .‬حسين حامد في أساس عقد التأمين اإلسالمي‪ ":‬إنه يقوم‬
‫على مبدأ التعاون اإلسالمي‪ ،‬وان أساسه التبر الشرعي‪ ،‬وان هذا التبر ملزم بالقول على رأي‬
‫عنه"‪ .‬ويقول أ‪.‬د‪ .‬عبد الحميد البعلي في تعريل التأمين التعاوني‪ ":‬هو عقد تبر‬ ‫مال رضي‬
‫بين مجموعة من األشخاي‪ ."....‬ويقول أ‪.‬د‪ .‬علي القرة داغي‪ ":‬ثم إن التأمين اإلسالمي ال بد‬

‫‪020‬‬
‫أن يقوم إما على تعاون محض وعقود تبرعية محضة‪ ،‬ولكنها مشروطة بشروط لصال المتبر ‪،‬‬
‫أو تقوم على الهبة والتبر ‪ ،‬ولكن أموالها تستثمر بأي طريقة استثمارية من مضاربة ونحوها"‪.‬‬

‫أسس عقد التأمين اإلسالمي‬

‫يقوم عقد التأمين التعاوني أو التكافلي أو اإلسالمي على األسس ا‪.‬تية‪:‬‬


‫ويسمى المأمن له‪ .‬وشركة التأمين باعتبارها ممثلة لجماعة‬ ‫‪ .5‬طرفا العقد هما المشتر‬
‫المشتركين وهم المأمنون الحقيقيون‪.‬‬
‫‪ .2‬قيام العقد على التبر المتبادل الملزم بين حملة الوثانق أي هبة الثواب أو الهبة المشروطة‬
‫بعوض‪ ،‬واندماج صفتي المأمن والمستأمن‪ .‬وقد أقامت هينات التأمين اإلسالمية عقودها على‬
‫هذا المبدأ‪.‬‬
‫‪ .3‬التزام كل عضو ينضم إلى ذل االتفاق بدفع مبل معين وثابت من المال يدفع من كل منهم‬
‫مسبق ا‪ ،‬يتبر منه لمن يلحقه ضرر من أعضاء ذل االتفاق‪.‬‬
‫‪ .4‬تتكون شركات التأمين اإلسالمية من فنتين هما جماعة المشتركين باعتبارهم متبرعين من‬
‫أموال التأمين المملوكة لهذه الهينة‪ .‬وجماعة المديرين وهم مساهمو شركة التأمين‬
‫(المأسسون)‪.‬‬
‫‪ .1‬حق العضو لدى الشركة والمتمثل في حصوله على مبل التأمين المتبر به نتيجة تحقق‬
‫األ خطار المأمن منها هو شرط في تبرعه والشروط في التبرعات جانزة‪ ،‬فقد أوقل عثمان بن‬
‫عليه وسلم‬ ‫عنه بن ار وشرط أن يشرب هو منه ويسقي دوابه وأقره صلى‬ ‫عفان رضي‬
‫على ذل ‪ .‬وقد اتفق الفقهاء على أن من تبر بمال لقوم موصوفين بصفة معينة كالفقر أو‬
‫المرض فإنه يستحق في هذا التبر إذا وجدت فيه الصفة بأن صار فقي ار أو مريضا‪ .‬والمشتر‬
‫الذي يوقع عقدا مع شركة التأمين ويقبل نظامها األساس يلتزم بالتبر من القسط ومن عواند‬
‫استثماره بما يكفي لدفع مبال التأمين المطلوبة لمن يصيبه ضرر من المشتركين بشرط أنه إذا‬
‫وقع عليه ضرر نتيجة وقو خطر من األخطار المأمن منها فإنه يستحق التعويض بحكم‬
‫عضويته في جماعة المشتركين فهو إذن يتبر لنفسه ضمن ا ولغيره بالصفة أي أنه قد يسترد‬
‫جزاء مما دفعه إذا وقع الخطر‪.‬‬

‫‪022‬‬
‫‪ .7‬المقصد األساس من العقد هو التأمين‪ ،‬واستثمار األقساط المحصلة مقصد تابع يمكن من‬
‫تحقيق الغرض الذي أنشنت من أجله الهينة‪.‬‬
‫‪ .1‬تدير شركات التأمين اإلسالمية عمليات وأموال التأمين نيابة عن هينة المشتركين‪ ،‬ويمكن لهذه‬
‫الشركات أن تأخذ عوض ا من المشتركين مقابل إدارة عمليات التأمين واستثمار األموال يتمثل‬
‫في شكل مبل محدد مقطو أو نسبة من األقساط التي تجمعها أو التعويضات التي تدفعها‬
‫باعتبارها وكيالا‪ ،‬و في نسبة معلومة من عاند استثمار أموال التأمين باعتبارها مضارب ا إذا‬
‫قامت باستثمار األموال‪ ،‬وال مانع شرع ا من تبر الشركة بعملها وعدم الحصول على مقابل‬
‫أعمال الوكالة أو حصة المضاربة‪.‬‬

‫أقسام عقد التأمين‬


‫قسم العلماء المعاصرون عقود التأمين بحسب الهينة الممارسة إلى أقسام تماثل أقسام العقد‬
‫وفق نفس االعتبار في القانون‪ .‬ويمكن القول‪ :‬لقد وجد العلماء المعاصرون هذه الصور في‬
‫بناء على ما صورت به في القانون‪ ،‬فنقلوا هذه‬
‫القانون وأرادوا تحديد الحكم الشرعي لكل منها ا‬
‫التقسيمات كما هي‪ ،‬وبدأوا في الحديث عن تكييل هذه العقود من الناحية الشرعية تمهيدا‬
‫إلصدار الحكم الشرعي لها‪ ،‬وهذه األقسام هي‪:‬‬

‫‪ .4‬التأمين التجاري‪ :‬لقد صوره العلماء المعاصرون بمثل ما صور به في القانون المدني‪ .‬وحيث‬
‫إن هذا القسم مرفوض شرعا من وجهة نظر عدد كبير من العلماء المعاصرين فإنه يستبعد‪،‬‬
‫ألنه تطبيق خطأ لنظرية التأمين إسالميا كما يرى كثير من العلماء المعاصرين‪.‬‬

‫‪ .2‬التأمين االجتماعي‪ :‬هو الذي تقوم به الدولة أو إحدى هيناتها العامة لصال فنة من فنات‬
‫المجتمع هي فنة العمال فقط‪ ،‬ضد األخطار التي تصيبهم في أنفسهم فتأدي إلى عدم قدرتهم‬
‫على الكسب بشكل دانم أو مأقت مثل خطر البطالة والمرض واصابات العمل والشيخوخة‬
‫واألمومة‪ ،‬وهو إلزامي‪ ،‬ويتم تمويله باشتراكات تدفع من العمال وأصحاب األعمال والدولة‪.‬‬

‫‪023‬‬
‫‪ .3‬التأمين التعاوني ( التأمين اإلسالمي)‪ :‬لقد وجد لهذا النو نموذجان في الفكر اإلسالمي سبق‬
‫الحديث عنهما‪.‬‬

‫أركان عقد التأمين اإلسالمي‬


‫أركان النمو ج األول‬
‫تتمثل أركان عقد التأمين في الفكر الوضعي في قسط التأمين‪ ،‬ومبل التأمين‪ ،‬والخطر‬
‫المأمن منه‪ ،‬والمصلحة التأمينية‪ .‬وتتمثل في العاقدين‪ ،‬والصيغة‪ ،‬والمحل‪ ،‬كما ذكر بعض‬
‫العلماء المعاصرين‪ ،‬باعتبار هذه األركان هي أركان العقد في الفقه اإلسالمي‪ .‬وسواء أقلنا إن‬
‫أركان عقد التأمين اإلسالمي هي نفسها أركان عقد التأمين في الفكر الوضعي أم أنها كما ذكر‬
‫بعض العلماء المعاصرين فاألمر سيان‪ .‬فإذا وجد العاقدان وجد قسط التأمين ومبل التأمين‪ ،‬كما‬
‫أن الخطر المأمن منه هو محل العقد في الفكر الوضعي‪ .‬ومن ثم فإنه ال مانع من جعل‬
‫األركان هي قسط التأمين‪ ،‬ومبل التأمين‪ ،‬والخطر المأمن منه‪ ،‬والمصلحة التأمينية‪.‬‬

‫أركان النمو ج الثاني‬


‫العقد هنا عقد مضاربة‪ ،‬وبالتالي تماثل أركان عقد التأمين اإلسالمي أركان عقد المضاربة‬
‫وهي العاقدان والصيغة والمحل‪.‬‬

‫‪ .1‬العاقدان‪ :‬طرفا عقد التأمين اإلسالمي هما‪ :‬المشتر ويسمى المأمن له‪ ،‬وشركة التأمين‬
‫باعتبارها ممثلة لهينة المشتركين والذين هم المأمنون الحقيقيون‪ .‬وتتكون شركات التأمين‬
‫اإلسالمية عادة من هينتين هما‪ :‬هينة المشتركين باعتبارهم متبرعين من أموال التأمين‬
‫المملوكة لهذه الهينة‪ ،‬وهينة المديرين وهم مساهمو شركة التأمين التي تدير التأمين عمليا‬
‫وتستثمر أمواله نيابة عن هينة المشتركين في مقابل أجر الوكالة أو حصة المضاربة أو هما‬
‫مع ا فتأخذ أج ار على إدارة عمليات التأمين باعتبارها وكيالا‪ ،‬وحصة من عواند استثمار أموال‬
‫التأمين باعتبارها مضاربا‪.‬‬
‫‪ .2‬الصيغة‪ :‬عقد التأمين التعاوني أو التكافلي أو اإلسالمي انضمام إلى اتفاق تعاوني منظم‬
‫تنظيم ا دقيق ا بين عدد كبير من الناس معرضين جميع ا للخطر حتى إذا حاق الخطر ببعضهم‬
‫تعاون الجميع على رفعه‪ ،‬أو تخفيل ضرره ببذل ميسور من كل منهم يتالفون به ضر ار‬
‫عظيما نزل ببعضه‪ .‬فمحل التعاون هو تالفي األخطار التي تحددها عقود التأمين والتي‬

‫‪024‬‬
‫بتعويضه عن األضرار الناتجة عن وقو هذه األخطار‪ ،‬وفق ا‬ ‫يتعرض لها المشتر ‪ ،‬وذل‬
‫لألسس التي يحددها النظام األساس لشركة التأمين وتني عليها وثانقها‪ .‬وحيث إن التعاون‬
‫اإلسالمي يقوم على التبر الملزم فإن العقد ينعقد بكل صيغة تفيد ذل وتدل عليه‪.‬‬

‫‪ .3‬المحل‪ :‬محل التعاقد في عقد التأمين اإلسالمي هو التبر بمبل محدد يدفع مرة واحدة أوعلى‬
‫أقساط‪ ،‬حيث يحقق المشتر بعقده مع الشركة هدفين هما‪ :‬قبوله عضوا في هينة المشتركين‪،‬‬
‫وتبرعه من األقساط وعواندها بما يكفي لتحقيق الهدل من النظام الذي قبل الدخول في الهينة‬
‫على أساسه‪ ،‬وهو أيض ا دفع مبل التأمين في حالة تحقق الخطر المأمن منه ألحد أعضاء‬
‫الذي يسهم العامل‬ ‫هينة المشتركين‪ .‬ومحل التعاقد في التأمين االجتماعي هو االشت ار‬
‫وصاحب العمل والدولة في دفعه‪ .‬وهو أيض ا دفع مبل التأمين في حالة تحقق الخطر المأمن‬
‫منه ألحد العمال‪ .‬ويتم فيما يأتي بيان هذين العنصرين‪:‬‬

‫‪ .1.3‬قسط التأمين‪ :‬هو محل التزام العضو أو حامل الوثيقة وسبب هذا االلتزام هو العقد‪.‬‬
‫فالمشتر الذي يوقع عقدا مع شركة التأمين ويقبل نظامها األساس يلتزم بالتبر من القسط‬
‫التأمين المطلوبة لمن يصيبه ضرر من‬ ‫ومن عواند استثماره بما يكفي لدفع مبال‬
‫المشتركين بشرط أنه إذا وقع عليه ضرر نتيجة وقو خطر من األخطار المأمن منها فإنه‬
‫يستحق التعويض بحكم عضويته في جماعة المشتركين‪.‬‬

‫‪ .1.1.3‬التكييف الشرعي للقسط‪ :‬يتكون القسط الذي يدفعه العضو في النموذج األول من شقين‬
‫يخصي أحدهما لتعويض دافع القسط إذا تضرر‪ ،‬ويخصي ا‪.‬خر لتعويض المتضرر‬
‫من باقي األعضاء‪ ،‬ومن ثم فإنه ليس مدفوعا كله معاوضة أو مدفوعا كله تبرعا‪ ،‬بل إن‬
‫الجزء المخصي لتعويض دافع القسط يدفع لصاحبه تبرع ا‪ ،‬أما الجزء المدفو للمتضررين‬
‫فقد اختلل العلماء المعاصرون في تحديد التكييل الشرعي له‪ ،‬بمعنى هل يدفع تبرعا أم‬
‫معاوضة على ثالثة آراء‪:‬‬

‫‪ ‬القسط تبر من العضو ليتبر منه إلى من يحتاج إلى المعونة من األعضاء وهو منهم‬
‫في العقد‪ ،‬فإن لم يوجد ني على أن القسط مدفو على سبيل‬ ‫بشرط الني على ذل‬
‫التبر كان القسط مدفوع ا على سبيل المعاوضة‪.‬‬

‫‪020‬‬
‫‪ ‬القسررط تبررر مررن العضررو ليتبررر منرره إلررى مررن يحترراج إلررى المعونررة مررن األعضرراء وهررو مررنهم‬
‫سواء أوجد ني يفيد ذل في العقد أم لم يوجد‪.‬‬
‫‪ ‬القسط مدفو من العضو للمتضررين من باقي األعضاء على سبيل المعاوضة‪ ،‬سواء أوجد‬
‫ني في العقد على أن القسط مدفو على سبيل التبر أم لم يوجد‪.‬‬
‫‪ .1.3‬مبلت التأمين‪ :‬هو محل التزام هينة التأمين ومحل هذا االلتزام هو العقد‪ ،‬حيث تلتزم شركة‬
‫التأمين باعتبارها ممثلة لجماعة المشتركين بأن تدفع للعضو المتضرر باإلنابة عن جماعة‬
‫المشتركين من أموال التأمين التي تجمع منه‪ ،‬ومن يره من المشتركين‪ ،‬التعويض عن‬
‫الضرر الفعلي الذي أصابه من جراء وقو خطر معين‪ ،‬وذل في التأمين على األشياء‪،‬‬
‫والتأمين من المسأولية المدنية‪ ،‬أو مبل التأمين في التأمين على األشخاي على النحو‬
‫الذي تحدده وثيقة التأمين ويبين أسسه نظام التأمين للشركة‪ ،‬مقابل التزام ذل العضو بدفع‬
‫مبل معلوم يسمى القسط على سبيل التبر منه ومن عواند استثماره ألعضاء هذه الهينة‪.‬‬
‫‪ .50203‬التكييف الشرعي لمبلت التأمين‪ :‬يتكون مبل التأمين في عقد التأمين التعاوني أو‬
‫التكافلي أو اإلسالمي من شقين هما‪ :‬ما يتبر به العضو المشتر لنفسه وبالتالي فإنه‬
‫يستحق تبرعا‪ ،‬وما تدفعه له هينة التأمين باإلنابة عن باقي المشتركين‪ .‬وقد اختلل العلماء‬
‫المعاصرون في تحديد التكييل الشرعي لمبل التأمين المستحق بالنسبة للشق المدفو من‬
‫الهينة باإلنابة عن باقي األعضاء‪ ،‬بمعنى هل يستحق مبل التأمين تبرع ا أو معاوضة على‬
‫ثالثة آراء تبعا الختالفهم في تكييل قسط التأمين‪:‬‬
‫‪ ‬مبل التأمين المدفو من شركة التأمين يستحق تبرع ا بشرط الني في العقد على أن القسط‬
‫مدفو على سبيل التبر من العضو ليتبر منه إلى من يحتاج إلى المعونة من األعضاء‪،‬‬
‫فإن لم يوجد ني على أن القسط مدفو على سبيل التبر كان قسط التأمين مدفوعا على‬
‫سبيل المعاوضة‪ ،‬وكان بالتالي مبل التأمين مستحقا على سبيل المعاوضة‪.‬‬
‫‪ ‬مبلر التررأمين المردفو مررن شررركة التررأمين يسررتحق تبرعر ا سرواء أوجررد نرري فرري العقررد علررى أن‬
‫القسررط مرردفو علررى سرربيل التبررر مررن العضررو ليتبررر منرره إلررى مررن يحترراج إلررى المعونررة مررن‬
‫األعضاء‪ ،‬أم لم يوجد‪.‬‬

‫‪026‬‬
‫‪ ‬مبل التأمين المدفو من شركة التأمين يستحق معاوضة سواء أوجد ني فري العقرد علرى أن‬
‫القسررط مرردفو علررى سرربيل التبررر مررن العضررو ليتبررر منرره إلررى مررن يحترراج إلررى المعونررة مررن‬
‫األعضاء‪ ،‬أم لم يوجد‪.‬‬

‫صفات عقد التأمين اإلسالمي‬


‫ينشئ عقد التأمين اإلسالمي عالقتين هما‪ :‬عالقة حملة الوثانق بهينة التأمين فيما يتعلق‬
‫بإدارة وتنظيم عمليات التأمين من جمع االشتراكات‪ ،‬ودفع التعويضات‪ ،‬واستثمار االشتراكات‪،‬‬
‫وعالقة كل حامل وثيقة بباقي حملة الوثانق‪ .‬وقد سبق الحديث عن تكييل العالقة األولى‪.‬‬
‫وتتمثل صفات العالقة الثانية فيما يأتي‪:‬‬
‫الصفة األولى‪ :‬عقد معاوًة‬
‫اختلل العلماء المعاصرون في دخول عقد التأمين التعاوني أو التكافلي أو اإلسالمي في‬
‫باب التبرعات‪ .‬على النحو ا‪.‬تي‪:‬‬
‫‪ .5‬عقد التأمين التعاوني أو التكافلي أو اإلسالمي من عقود التبرعات‪ ،‬بشرط الني صراحة في‬
‫العقد على أن القسط مدفو من العضو على سبيل التبر ‪ ،‬ليعان منه من يستحق العون من‬
‫أعضاء الهينة التأمينية وهو منهم‪ ،‬وبالتالي يستحق مبل التأمين إذا توافرت فيه هذه الصفة‪،‬‬
‫كمن تبر لطالب العلم بمكان معين‪ ،‬وطلب العلم في ذل المكان‪ .‬فإن لم يوجد هذا الني‬

‫كان العقد معاوضة‪ .‬أي كان القسط مدفوع ا على سبيل المعاوضة‪ ،‬وكان مبل التأمين مستحق ا‬
‫على سبيل المعاوضة أيضا‪ .‬وهو رأي هيئة الرقابة الشرعية ببنك فيصل اإلسالمي السوداني‬
‫حيث تقول‪( :‬التأمين التعاوني جانز شرعا ألنه من قبيل التعاون على البر‪ ،‬على أن يكون‬
‫بالني صراحة في عقد التأمين على أن‬ ‫المعنى التعاوني ظاه ار فيه ظهو ار واضح ا وذل‬
‫المبل الذي يدفعه المشتركون يكون تبرع ا منه للشركة‪ ،‬ليعان منه من يحتاج إلى المعونة من‬
‫المشتركين حسب النظام المتفق عليه‪ ،‬بشرط أال يتعارض مع أحكام الشريعة اإلسالمية)‪ .‬ورأي‬
‫تعالى عند تصويره للتأمين‬ ‫محمد أبو زهرة " رحمه‬ ‫الشيخ محمد أبو زهرة رحمه‬
‫التعاوني بأنه‪ ":‬اتفاق جماعة من الناس على تكوين رأس مال يساهمون فيه‪ ،‬ويستغلونه‬
‫استغالالا ير مخالل ألوامر الشر اإلسالمي‪ ،‬على أن يتبرعوا ألسرة من يموت منهم بمال‬
‫يعطونه‪......‬ال ‪ .‬ورأي أ‪.‬د‪ .‬حسين حامد حسان الذي يقول في ذل ‪" :‬واذا قيل بأن نظام‬
‫الجمعيات قد ال يتضمن الني على أن ما يدفع من أقساط إنما يدفع بطريق التبر وبالتالي‬

‫‪027‬‬
‫فإن نية التبر ال تكون قانمة في مثل هذه الجمعيات قلنا إننا ال نحكم بجواز هذا النو من‬
‫التأمين إال إذا كان قصد التبر واضحا في النظام واال قلنا بعدم الجواز"‪ .‬وقد أخذ بعض‬
‫هينات التأمين اإلسالمية المعاصرة بهذا الرأي فتضمنت وثانقها هذا الني‪ .‬وكأن هذا الفريق‬
‫لم يجد من القرانن ما يكفي للداللة على قصد التبر ‪ ،‬فاشترط الني على دفع القسط تبرع ا‪،‬‬
‫ليستحق مبل التأمين تبرعا‪ ،‬وليكون العقد من قبيل التبرعات‪ ،‬ألن القصد يستدل عليه بني‬
‫صري ‪ ،‬أو بقرينة ظاهرة‪ ،‬وربما تحدث هذا الفريق عما هو قانم‪ ،‬أو ما يجب أن يكون‪ ،‬ولعل‬
‫األخير هو األرج ‪ ،‬ألن أنظمة كثير من هينات التأمين اإلسالمية تخلو من هذا الني‪،‬‬
‫وتخلو أيضا من القرانن التي تفيد التبر قطعا‪ ،‬وألن الحديث لو افترض أنه حول ما هو قانم‬
‫لذكروا أنهم اطلعوا مثالا على بعض األنظمة‪ ،‬والوثانق‪ ،‬ووجدوها تخلو من الني‪ ،‬أو القرانن‪،‬‬
‫على قصد التبر ‪ ،‬وبالتالي يجب وضع ني على إرادة التبر ولكن سياق الحديث هنا يفهم‬
‫منه أنه حول ما يجب أن يكون‪ ،‬أي ما يجب أن يراعى عند وضع نظام هينة تأمين إسالمية‬
‫تعاونية‪ .‬وينبني على كون العقد من عقود التبرعات أنه عقد ملزم لجانب واحد أسوة بغيره من‬
‫عقود التبرعات‪ ،‬وأنه ال يعد عقدا احتمالي ا ألن العقود االحتمالية هي عقود معاوضات‪.‬‬
‫‪ .2‬عقد التأمين التعاوني من عقود التبرعات سواء أوجد نري فري العقرد علرى أن القسرط مردفو مرن‬
‫العضو على سبيل التبر ليعان منه من يستحق العون من أعضاء الهينة التأمينيرة‪ ،‬أم لرم يوجرد‬
‫ه ررذا ال ررني‪ ،‬وه ررو أري هين ررة كب ررار العلم رراء ف رري المملك ررة العربي ررة الس ررعودية (فت رروى رق ررم‪ ،00‬ف رري‬
‫‪0327/4/4‬ه) والتي تني على أن‪( :‬التأمين التعاوني من عقود التبر التي يقصد بها أصرالة‬
‫التعرراون علررى تفتيررت األخطررار واالشررت ار فرري تحمررل المسررأولية عنررد نررزول الكروارث‪ ،‬وذلر عررن‬
‫طريررق إسررهام أشررخاي بمبررال نقديررة تخصرري لتعررويض مررن يصرريبه الضرررر‪ ،‬فجماعررة التررأمين‬
‫التعرراوني ال يسررتهدفون تجررارة وال ربحرا مررن أمروال يرررهم‪ ،‬وانمررا يقصرردون توزيررع األخطررار بيررنهم‬
‫والتعرراون علررى تحمررل الضرررر)‪ .‬ولعررل هررذا الفريررق رأى فرري قرينررة الحررال المتمثلررة فرري اجتمررا‬
‫صفتي المأمن والمأمن له في شخي واحد‪ ،‬وما يقتضريه ذلر مرن انتفراء وجرود مرأمن خرارجي‬
‫يتقاضررى أرباحرا – كمررا هررو الحررال فرري التررأمين التجرراري – وفرري توزيررع الفررانض فرري نهايررة العررام‬
‫علررى المررأمن لهررم‪ ،‬مررن وضرروح الداللررة مررا يكفرري علررى إثبررات قصررد التبررر ‪ ،‬ويغنرري عررن اشررتراط‬
‫الررني صرراحة علررى كررون القسررط تبرعر ا‪ ،‬وربمررا نظررر هررذا الفريررق إلررى مررا هررو كررانن فعرالا‪ ،‬وربمررا‬
‫نظر إلى مرا يفتررض أن يكرون لمخالفرة مرا يقولرون للواقرع‪ .‬فهرو رأي قرانم علرى تصرور مقردم مرن‬

‫‪028‬‬
‫بعرض البراحثين لمرا يفتررض أن يكررون عليره الترأمين التعراوني‪ ،‬ولريس تصرروي ار لمرا هرو كرانن مررن‬
‫خالل اإلطال على أنظمة ووثانق هينات التأمين اإلسالمية المعاصرة‪ .‬وقد أخرذ بعرض هينرات‬
‫التررأمين اإلسررالمية المعاص ررة بهررذا ال ررأي فلررم تررني وثانقهررا علررى أن القسررط مرردفو علررى سرربيل‬
‫التبر ‪ .‬وينبنري علرى كرون العقرد مرن عقرود التبرعرات أنره عقرد ملرزم لجانرب واحرد أسروة بغيرره مرن‬
‫عقود التبرعات‪ ،‬وأنه ال يعد عقدا احتماليا ألن العقود االحتمالية هي عقود معاوضات‪.‬‬
‫‪ .3‬عقد التأمين التعاوني من عقود المعاوضات سواء أوجد ني فري العقرد علرى أن القسرط المردفو‬
‫من العضو يدفع على سبيل التبر ليعان منه من يستحق العون مرن أعضراء الهينرة التأمينيرة أم‬
‫لم يوجرد هرذا الرني‪ .‬وهرو رأي الشريخ مصرطفى الزرقرا الرذي يقرول‪ ":‬عنصرر المعاوضرة موجرود‬
‫قطع ر ا فرري التررأمين التبررادلي وان لررم يكررن ظرراه ار فيرره ظهرروره فرري التررأمين التجرراري‪ .‬فالمسرراهم فرري‬
‫ص ررندوق الت ررأمين التب ررادلي يق رردم مبلر ر مس رراهمته ف رري الص ررندوق لت رررميم أي ض رررر يلح ررق أح ررد‬
‫المساهمين وهو منهم إنما يقدمره علرى أسراس أن يعروض الصرندوق ضررره هرو أيضرا‪ ،‬ولروال أنره‬
‫مشمول بهذا التعويض لمرا سراهم أصرالا‪ ،‬كمرا أنره إنمرا يسراهم فري الصرندوق علرى أسراس أنره ال‬
‫يعوض منه أي متضرر من ير المساهمين فيه‪ .‬يتض من ذل إذن أن تصرور كرون الترأمين‬
‫التبادلي التعاوني تبرعا محضا ال يأثر فيه الغرر وأنه لذل حالل شرعا وهم في وهرم"‪ .‬والشيخ‬
‫عبد هللا المنيع الذي يقول‪ " :‬القول بأن القسط في التأمين التعراوني ترم تقديمره مرن قبرل المرأمن‬
‫له على سبيل التبرر قرول يرر صرحي ‪ ،‬فمرن خصراني التبرر أن المتبرر لره حرق العردول عرن‬
‫التبر بكامل ما يتبر به أو بجزنه فما على المحسنين من سبيل‪ ،‬كما أن له حرق االمتنرا عرن‬
‫االستمرار بما وعد بره مرن تبرر باألقسراط أو المشراركة فري سرد عجرز الصرندوق‪ ،‬فهرل يقبرل مرن‬
‫المشتر في التأمين التعاوني هذا الحكرم علرى اعتبرار أن مشراركته كانرت علرى سربيل التبرر ‪ ،‬أم‬
‫أن امتناع رره ع ررن االس ررتمرار ف رري دف ررع األقس رراط أو االمتن ررا ع ررن المش رراركة ف رري تغطي ررة عج ررز‬
‫الصندوق يسقط حقه في التعويض‪ ،‬وفي المطالبة بما مضى منره دفعره‪ ،‬ويعطري القرانمين علرى‬
‫إدارة التأمين التعاوني فس العقد معه‪ .‬إن اإلجابرة علرى هرذا السرأال يبطرل القرول بردعوى التبرر‬
‫ويلزم بالقول بأن التعاقد بين المأمن والمأمن لره تعاقرد معاوضرة توجرب اإللرزام وااللترزام كالحرال‬
‫بالنسبة للتأمين التجاري‪ ،‬وان القول بالتبر دون أن تثبت له أحكامه ضرب مرن الروهم والخيرال‪.‬‬
‫ثم إن كل مشتر في شركة التأمين التعاوني يحمل صفتين‪:‬‬

‫‪022‬‬
‫صفة المنمن باعتباره باشتراكه فيها عضوا له حق في الفانض بقدر نسبة اشتراكه وعليه‬
‫االلتزام بالمشاركة في سداد عجز صندوق الشركة عن االلتزام بالتعويضات بنسبة مشاركته‪.‬‬
‫وله صفة المنمن له باعتباره باشتراكه أحد عمالء الشركة ملتزم ا بدفع القسط التأميني وتلتزم‬
‫الشركة بتعويضه عما يلحقه من ضرر مغطى بموجب تعاقده مع الشركة‪ .‬وبهذا ينتفي وجه‬
‫التفريق بين التأمين التجاري والتأمين التعاوني فكالهما شركة تأمين تتفق إحداهما مع األخرى‬
‫في جميع خصاني التأمين من حيث عناصره ومن حيث اإلل ازم وااللتزام والصفة القانونية‬
‫لكال القسمين‪ .‬فشركة التأمين التجارية قانمة على اإللزام وااللتزام والحقوق والواجبات وكذل‬
‫األمر بالنسبة لشركة التأمين التعاونية فهي شركة قانمة على اإللزام وااللتزام والحقوق‬
‫والواجبات‪ ،‬فكما أن شركة التأمين التجاري ملزمة بدفع التعويضات المستحقة عليها للمشتركين‬
‫األمر بالنسبة لشركات‬ ‫عند االقتضاء والوجوب سواء أكانت الشركة رابحة أم خاسرة‪ ،‬فكذل‬
‫التأمين التعاوني فهي ملزمة كذل بدفع التعويضات المستحقة عليها للمشتركين عند االقتضاء‬
‫والوجوب سواء أكانت الشركة رابحة أم خاسرة‪ ،‬وقد صدرت ق اررات المجالس والمجامع الفقهية‬
‫والندوات العلمية بإلزام المشتركين في شركات التأمين التعاوني بسد عجز صناديقها وهذا مما‬
‫تزول به الحواجز بين شركات التأمين التجاري وشركات التأمين التعاوني"‪ .‬والشيخ محمد‬
‫الذي أفتى بحرمة التأمين التعاوني "ألنه من قبيل الميسر"‪ ،‬والشي عبد هللا‬ ‫العثيمين رحمه‬

‫بن جبرين‪ ،‬والشيخ محمد المختار السالمي الذي يقول‪" :‬الغرر باق في عقد هو هبة لفظ ا‬
‫بيع حقيقة‪ ،‬وهو بذل من عقود المعاوضات ال من عقود التبرعات"‪ ،‬والدكتور أحمد الحجى‬
‫الكردي الذي يقول عن التأمين التعاوني‪ ":‬فهو من عقود المعاوضات ذل أن المأمن له يدفع‬
‫األقساط بشرط أن يعوض عن الضرر الذي قد يتعرض له بعد ذل وهو مضمون المعاوضة‬
‫وينافي التبر ‪ ،‬فإن قيل إنه تبر بشرط العوض وهو من هبة الثواب فيقال‪ :‬هبة الثواب عند‬
‫عامة الفقهاء من المعاوضات ولها أحكامها"‪ .‬والدكتور شوكت عليان الذي يقول‪ ":‬وأنا‬
‫الزرقا من عدم الفرق بين التأمين التجاري والتأمين‬ ‫شخصي ا أوافق ما ذهب إليه الشي‬
‫التبادلي‪ ،‬وأن كالا منهما يأخذ حكم ا‪.‬خر"‪.‬‬

‫الترجيح‬
‫عقد التأمين التعاوني اإلسالمي كما صوره العلماء المعاصرون‪ ،‬وكما يفاد من بحوثهم‬
‫ليس تبرع ا كله‪ ،‬وليس معاوضة كله‪ ،‬بل هو عقد تبر ومعاوضة مع ا في آن واحد‪ .‬ألن مبل‬

‫‪035‬‬
‫التأمين الذي يحصل عليه العضو عند وقو الخطر يتكون من شقين هما‪ :‬المبل المدفو من‬
‫باقي األعضاء وهو مستحق على سبيل المعاوضة‪ ،‬ألنه استحقه مقابل قيامه بالتبر ألعضاء‬
‫الهينة ا‪.‬خرين فهو تبر مشروط‪ .‬والمبل الذي تبر به العضو لنفسه إذ هو متبر لمن تضرر‬
‫من أعضاء الهينة وهو منهم‪ .‬ولما كان القسم المستحق معاوضة من سانر األعضاء هو الغالب‪،‬‬
‫فإن العقد قد يأخذ الصفة الغالبة وهي المعاوضة‪ ،‬سواء أوجد ني على اشتراط دفع القسط‬
‫تبرع ا‪ ،‬أم لم يوجد استنادا إلى ما يأتي‪:‬‬
‫‪ .0‬تعريل عقد التأمين الذي ساقه بعض المجيزين للتأمين التعاوني أو التكافلي أو اإلسالمي وهو‬
‫ني صري في المعاوضة‪ ،‬حيث عرل هذا العقد بأنه‪ " :‬اتفاق بين شركة التأمين اإلسالمي‬
‫باعتبارها ممثلة لهينة المشتركين‪ ،‬وشخي طبيعي أو قانوني على قبوله عضوا في هينة‬
‫المشتركين‪ ،‬والتزامه بدفع مبل معلوم "قسط" على سبيل التبر منه ومن عواند استثماره‬
‫ألعضاء هذه الهينة‪ ،‬على أن تدفع له الشركة نيابة عن هذه الهينة من أموال التأمين التي‬
‫تجمع منه ومن يره من المشتركين‪ ،‬التعويض عن الضرر الفعلي الذي أصابه من جراء وقو‬
‫خطر معين في التأمين على األشياء‪ ،‬أو مبل التأمين في التأمين التكافلي على األشخاي‪،‬‬
‫على النحو الذي تحدده وثيقة التأمين‪ ،‬ويبين أسسه النظام األساس للشركة"‪.‬‬
‫‪ .2‬الررني الص رري لعرردد مررن العلمرراء المعاص ررين فرري قيررام هررذا العقررد علررى هبررة الث رواب أو الهبررة‬
‫أن هذا العقد هو تبر لفظ ا ومعاوضة حقيقة‪ .‬فقد جاء فري‬ ‫بعوض‪ ،‬وقد ذكر الفقهاء رحمهم‬
‫حاشرية الدسروقي‪( :‬فيثراب عرن العررض طعرام ودنررانير ود ارهرم أو عررض مرن يرر جنسره ال مررن‬
‫جنسه لنال يأدي إلى سلم الشئ في نفسه وال يثاب عن الرذهب فضرة وال ذهرب‪ ،‬وال عرن الفضرة‬
‫كذل لتأديته لصرل أو بدل مأخر وال عن اللحم حيوان مرن جنسره وعكسره ويثراب عرن الطعرام‬
‫عرررض أو نقررد ال طعررام لررنال يررأدي إلررى بيررع الطعررام بطعررام ألجررل مررع الفضررل‪ .‬ولررو شرركا فهبررة‬
‫الثواب كالبيع في الب األحوال وتخالفه فري األقرل ألنهرا تجروز مرع جهرل عوضرها وجهرل أجلره‬
‫وال تفيتها حوالة األسواق وال يلزم عاقدها اإليجاب والقبول)‪ .‬وفيها أيض ا‪( :‬وال يثاب عرن الرذهب‬
‫فضررة) محررل هررذا بعررد التفرررق وجرراز قبلرره كمررا فرري الم رواق ويفيررده تعليررل الشررارح‪ .‬وقولرره‪( :‬فهبررة‬
‫الثرواب‪ )..‬أي بررالنظر لعوضررها وقولرره كررالبيع أي فيمررا يحررل ويحرررم‪ .‬وقولرره‪( :‬فرري األقررل) أي فرري‬
‫أقر ررل األح ر روال‪ .‬وقولر رره‪ ( :‬ال يلر ررزم عاقر رردها اإليجر رراب والقبر ررول) إن أراد أنر رره يكفر رري فيهر ررا القر رربض‬
‫والمعاطاة يقال إن ذل يكفري أيضرا فري البيرع‪ ،‬فرال فررق بينهمرا‪ ،‬وان أراد يرر ذلر فرانظر مراذا‬

‫‪030‬‬
‫أراد ولع ررل الش ررارح أراد ع رردم اش ررتراط الفوري ررة بينهم ررا ف رري الهب ررة بخ ررالل البي ررع ف ررال ب ررد في رره م ررن‬
‫الفورية)‪.‬‬
‫ابتداء بيع‬
‫ا‬ ‫وجاء في تكملة حاشية ابن عابدين‪ ( :‬أما الهبة بشرط العوض فهي هبة‬
‫انتهاء كما في فتاوى‬
‫ابتداء و ا‬
‫ا‬ ‫انتهاء)‪ .‬وفيها أيض ا‪( :‬والقياس أن تكون الهبة بشرط العوض بيع ا‬
‫ا‬
‫ابتداء ثم تصير بيعا في‬
‫ا‬ ‫قاضيخان)‪ .‬وجاء في بدانع الصنانع‪( :‬الهبة بشرط العوض تقع تبرعا‬
‫االنتهاء)‪ .‬وفيه أيض ا‪( :‬وأما العوض المشروط في العقد فإن قال وهبت هذا الشيئ على أن‬
‫تعوضني هذا الثوب فقد قال أصحابنا الثالثة‪ :‬إن عقده عقد هبة وجوازه جواز بيع وربما عبروا‬
‫انتهاء‪ ...‬وال يثبت المل في كل واحد منهما قبل القبض‪ ،‬ولكل واحد منهما‬
‫ا‬ ‫ابتداء بيع‬
‫ا‬ ‫أنه هبة‬
‫أن يرجع في سلعته ما لم يقبضا‪ ،‬وكذا إن قبض أحدهما ولم يقبض ا‪.‬خر‪ .‬ولو تقابضا يرد‬
‫كل واحد منهما بالعيب وعدم الرأية‪ .‬ويرجع في االستحقاق وتجب الشفعة إن كان ير منقول‬
‫فقد وجد في هذا البيع لفظ الهبة ومعنى البيع فيعطى شبه العقدين فيعتبر فيه القبض والحيازة‬
‫عمالا بشبه الهبة ويثبت فيه حق الرد بالعيب وعدم الرأية في حق الشفعة عمالا بشبه البيع‬
‫وعمالا بالدليلين بقدر اإلمكان)‪.‬‬
‫وجاء في كشال القنا (وان شرط الواهب فيها أي الهبة عوضا معلوما صارت الهبة بيعا‬
‫ألنه تملي بعوض معلوم‪ ،‬وان شرط في الهبة ثواب ا مجهوالا لم تص الهبة ألنه عوض مجهول‬
‫في معاوضة فلم تص كالبيع وحكمها أي الهبة بثواب مجهول حكم البيع الفاسد)‪.‬‬
‫وجراء فري نهايرة المحتراج للرملري‪ ،‬ومغنري المحتراج للخطيرب الشرربيني‪ ( :‬ولرو وهرب بشررط‬
‫ثواب معلوم عليه كوهبت هرذا علرى أن تثيبنري كرذا فقبرل فراألظهر صرحة العقرد نظر ار للمعنرى إذ‬
‫هررو معاوضررة بمررال معلرروم فص ر ‪ ،‬والثرراني بطالنرره نظ ر ار إلررى اللفررظ لتناقضرره فررإن لفررظ الهبررة‬
‫يقتضي التبر ومن ثم يكون بيعا على الصحي فيجري فيه عقب العقد أحكامره كالخيرارين كمرا‬
‫مر بما فيه والشفعة وعدم توقل المل على القبض‪ ،‬والثاني يكون هبة نظ ار للفظ فرال تلرزم قبرل‬
‫القبض‪ .‬أو بشرط ثواب مجهول فالمذهب بطالنه لتعذر صحته بيع ا لجهالة العوض وهبة لذكر‬
‫راء علرى أنهرا تقتضريه)‪ .‬وهرذا يرر‬
‫بناء على األص أنها ال تقتضريه وقيرل تصر هبرة بن ا‬
‫الثواب ا‬
‫متحقق في عقد التأمين التعاوني اإلسالمي‪.‬‬

‫‪032‬‬
‫‪ .3‬عقد التأمين التعاوني أو التكافلي من قبيل العقود الملزمة للجانبين كما يرى بعض من أدخلوه‬
‫من خالل تعريفه لعقد التأمين‬ ‫في باب التبرعات‪ ،‬مثل أ‪.‬د‪ .‬حسين حامد حيث يتض ذل‬
‫بأنه‪ ":‬اتفاق بين شركة التأمين اإلسالمي باعتبارها ممثلة لجماعة المشتركين وشخي طبيعي‬
‫أو قانوني على قبوله عضوا في هينة المشتركين‪ ،‬والتزامه بدفع مبل معلوم يسمى القسط على‬
‫سبيل التبر منه ومن عواند استثماره ألعضاء هذه الهينة‪ ،‬على أن تدفع له الشركة نيابة عن‬
‫هذه اله ينة من أموال التأمين التي تجمع منه ومن يره من المشتركين التعويض عن الضرر‬
‫الفعلي الذي أصابه من جراء وقو خطر معين على النحو الذي تحدده وثيقة التأمين ويبين‬
‫أسسه نظام التأمين للشركة"‪ .‬ومثل أ‪.‬د‪ .‬محمد الزحيلي عند حديثه عن خصاني التأمين‬
‫التعاوني أو اإلسالمي حيث ذكر أنه عقد رضاني‪ ،‬وأنه عقد إلزامي حيث إنه ينشئ التزامات‬
‫متقابلة على كل من المأمن والمستأمن‪ .‬ثم ذكر التزامات المأمن وهي هينة التأمين التعاوني‬
‫فجعل أهمها التعويض أو مبل التأمين وهو الحق األساس الذي يستحقه المستأمن ويطمع في‬

‫الحصول عليه ويهدل إلى تحصيله تعويض ا له عن الضرر الذي لحقه‪ ،‬أو تعاون ا معه وتكافالا‬
‫ومشاركة مادية ومعنوية‪ ،‬وتتعهد شركة التأمين التعاوني بدفع مبل التأمين عند وقو الضرر‬
‫في مقابل األقساط التي تبر بها المستأمن سابقا‪ .‬أما التزامات المستأمن فأهمها القسط وهو‬
‫العوض المالي الذي يبذله المستأمن لشركة التأمين بمقتضى عقد التأمين‪ ،‬أو هو المبل الذي‬
‫يتبر به المشتر لشركة التأمين في مقابل تعهدها بدفع مبل التأمين‪ ،‬وأن شركات التأمين‬
‫التعاوني تحدد قيمة القسط على أساس مبل التأمين المتفق عليه‪.‬‬
‫‪ .4‬التررأمين التعرراوني الررذي تبنرراه عرردد مررن العلمرراء المعاص ررين وأعطرروه صررفة المشررروعية مصرردره‬
‫وأساسه الفكرر الغربري‪ .‬فهرو الترأمين الرذي يطبرق عرن طريرق الجمعيرات التعاونيرة والرذي ينسرب‬
‫إلى ما يسمى مبادئ التعاون ويقوم عليها وقد سبق ذكرها‪ ،‬ولم يجد الكاتب رأيا ألحد القانونيين‬
‫يقول بدخول التأمين التعاوني في باب التبرعات‪ ،‬أو أن التعاون الذي يقوم عليره هرذا النرو مرن‬
‫التأمين يرادل التبر ‪.‬‬
‫‪ .0‬ينطلق عدد من العلماء المعاصررين فري حرديثهم عرن الترأمين اإلسرالمي ممرا هرو واقرع فعرالا فري‬
‫الفكر الغربي‪ .‬وهم يتحدثون كما يقولرون عمرا هرو كرانن فعرالا‪ ،‬ومرن ثرم يوافرق نظرام الترأمين فري‬
‫الفكررر اإلسررالمي عنرردهم نظررام أو نظريررة التررأمين فرري الفكررر الغربرري مررن حيررث قيامرره علررى مبرردأ‬
‫التعاون الذي يرى أصحاب هذا االتجاه أنه مرادل للتبرر ومرن ثرم يوافقره فري جروازه شررعا‪ .‬وقرد‬

‫‪033‬‬
‫تبين في الفكر الوضعي أن التعاون ير مرادل للتبر وأن له مفهوم ا خاص ا‪ ،‬و أنه يقوم على‬
‫اإلل ازم وااللتزام المتبادل بين األفراد‪ ،‬كما أفاد موافقتهم له في تعريل عقد التأمين‪.‬‬
‫‪ .6‬يتماثررل التعريررل الررذي أورده عرردد مررن العلمرراء المعاص ررين لعقررد التررأمين اإلسررالمي مررع تعريررل‬
‫عقد التأمين في القانون المدني من جانب العالقة ما برين مرأمن لره بالرذات والمرأمن وهرو نري‬
‫صرري فرري قيررام عقررد التررأمين إسررالميا مررن هررذا الجانررب علررى المعاوضررة‪ .‬حيررث جعررل التعريررل‬
‫قسط التأمين‪ ،‬ومبل التأمين‪ ،‬كالا منها مقابرل األخرر‪ ،‬ومترتبر ا َع عليره‪ ،‬ولرم يخري بعرض هرأالء‬
‫العلمرراء هررذا التعريررل بنررو مررن التررأمين دون آخررر‪ ،‬فعلررم أنرره ينطبررق عليهررا جميعر ا‪ .‬بررل قررد نرري‬
‫بعضررهم عنررد شرررح التعريررل أن المررأمن قررد يكررون شررركة مسرراهمة كمررا فرري التررأمين التجرراري‪ ،‬أو‬
‫جمعية تبادلية تعاونية‪ ،‬ولو كان التعريل المذكور خاصر ا بالترأمين التجراري فقرط وهرو مرن قبيرل‬
‫المعاوضررات اتفاقر ا لوجررب أن يشرريروا إلررى ذلر ‪ .‬ولررو كرران التررأمين التبررادلي أو التعرراوني بوضررعه‬
‫القررانم مررن قبي ررل التبرعررات لوجررب تعري ررل التررأمين التبررادلي أو التع رراوني بتعريررل آخررر يوضر ر‬
‫طبيعررة هررذا العقررد مررن حيررث دخولرره تحررت برراب التبرعررات‪ ،‬وهررذا مررا لررم يجررده الكاتررب‪ .‬ثررم كيررل‬
‫ينطب ر ررق تعري ر ررل واح ر ررد عل ر ررى عق ر ررود متغ ر ررايرة ف ر رري طبيعته ر ررا‪ ،‬أي ين ر رردرج بعض ر ررها تح ر ررت ب ر رراب‬
‫المعاوضات‪ ،‬ويندرج ا‪.‬خر تحت باب التبرعات‪.‬‬
‫‪ .7‬التأمين التعاوني كما يفترض فيه البعض وسيلة عملية لتطبيق نظرية التأمين‪ ،‬وهي عندهم من‬
‫باب التبرعات فيكون برذل انضرمام ا إلرى تعراون مرنظم بشركل دقيرق برين عردد كبيرر مرن النراس‪،‬‬
‫معرضين جميعا لخطر واحد‪ .‬وبالتالي قد يقال‪ :‬إنه يمكن تعريل التأمين التبادلي بما تعرل به‬

‫نظرية التأمين ويكون توقيع العضو على وثيقة التأمين بمثابة انضمام ا منه إلى اتفاق قانم سلف ا‬
‫علررى التبررر بررين مررن سرربقه مررن األعضرراء فرري التوقيررع علررى وثيقررة التررأمين‪ .‬ويجرراب عررن ذل ر ‪:‬‬
‫الحكررم علررى العقررد بأنرره معاوضررة أو تبررر ‪ ،‬يجررب أن يبنررى علررى قصررد العاقرردين كمررا يظهررر مررن‬
‫نص رروي العق ررد‪ ،‬وال يمك ررن ف رررض ني ررة المتب ررر فرضر ر ا‪ ،‬وذلر ر لم ررا تق رررر ف رري أص ررول الشر رريعة‬
‫اإلسررالمية مررن أن األعمررال بالنيررات‪ ،‬والقصررود معتبررة فرري التص ررفات فرري العبررادات‪ ،‬والعررادات‪،‬‬
‫والمعامالت‪ ،‬وبالتالي فإن نية التبر تثبت إذا وجدت نية التبر ‪ ،‬وهي تعرل مرن صريغة العقرد‪،‬‬
‫وعبا ارترره‪ ،‬والتنظرريم العملرري لعقررود التررأمين التبررادلي المعاصررة يخررالل ذلر ‪ .‬فررالموجود عملير ا هررو‬
‫التزام هينة التأمين التبادلي بوصفها نانب ا عن باقي حملة الوثانق بتعويض المأمن له عند وقو‬
‫الخطرر‪ ،‬مقابررل الت ازمرره برردفع االشرت ار المقرررر بالصررفة المقررررة‪ ،‬حيرث توجررد نصرروي ترردل علررى‬

‫‪034‬‬
‫ذل في وثانق هينات التأمين المعاصرة‪ ،‬يمكن الرجو إليها عند الحاجة‪ .‬يقول ابن القيم رحمه‬
‫تع ررالى‪" :‬القص ررود ف رري العق ررود معتبر ررة دون األلف رراظ المج ررردة‪ ،‬الت رري ل ررم تقص ررد به ررا معانيه ررا‪،‬‬
‫وحقانقهررا‪ ،‬أو قصررد يرهررا"‪ .‬ويقررول أيضر ا‪" :‬إذا ظهررر قصررد المررتكلم لمعنررى الكررالم‪ ،‬أو لررم يظهررر‬
‫قصرد يخرالل كالمره علرى ظراهره‪ .‬فيكرون مفهروم المخالفرة أنره إذا ظهرر قصرد يخرالل كالمره لرم‬
‫يجررب حمررل كالمرره علررى ظرراهره‪ ،‬أي أنرره يشررترط موافقررة القصررد للفررظ‪ ،‬حتررى يكررون معتب ر ار‪ ،‬مررن‬
‫خررالل مررا يقترررن برره مررن الق ررانن الحاليررة‪ ،‬واللفظيررة وحررال المررتكلم برره‪ ،‬و يررر ذل ر ‪ ،‬وبالتررالي إن‬
‫اشررتراط وجررود نرري علررى كررون القسررط تبرع ر ا ال يغيررر مررن األمررر شررين ا إن وجرردت فرري العقررود‬
‫نصوي‪ ،‬واقترنت به قرانن تدل علرى قصرد المعاوضرة‪ ،‬والتري منهرا علرى سربيل المثرال‪ :‬العبرارة‬
‫الترري تتصرردر وثررانق أ لررب شررركات التررأمين اإلسررالمي المعاص ررة والترري تررني علررى أن الت رزام‬
‫الهينة بدفع مبل التأمين إنما هو مقابل التزام العضو بدفع االشت ار المقرر‪ .‬ومنها أيض ا كيفية‬
‫حساب ما يسترده المأمن له من القسط عند إنهاء العقد قبل انتهاء مدته من أي من الطرفين‪.‬‬
‫‪ .8‬قصررد الفرررد مررن االشررت ار فرري التررأمين التعرراوني لرريس التبررر المحررض‪ ،‬أو البررذل‪ ،‬بررل الحصررول‬
‫على العوض عند وقو الخطر‪ ،‬وقد عبر عرن هرذا القصرد أحرد أنصرار الترأمين التبرادلي بقولره‪:‬‬
‫"عضررو هينررة التررأمين باشررتراكه فيهررا يررأمن نفسرره مررن الخطررر المعررين الررذي ينررزل برره‪ ،‬فيصرريبه‬
‫بضرره‪ ،‬فهو حرين يسراهم فري أمروال الهينرة اإلسرالمية للترأمين بدفعره لالشرت ار ال يبغري مغنمر ا‪،‬‬
‫وال ربح ر ا وال تنميررة لمالرره‪ ،‬وانمررا يبغرري تررأمين نفسرره مررن خطررر معررين"‪ .‬أي الحصررول علررى مبل ر‬
‫التأمين عند وقو الخطر‪ ،‬وهو مضمون المعاوضة‪.‬‬
‫‪ .2‬قصررد الحصررول علررى الررب ‪ ،‬أو تنميررة المررال‪ ،‬لرريس ضررابط ا مضررطردا لتحقيررق صررفة المعاوضررة‬

‫فرري العقررود‪ ،‬فانتفرراأه ال يحررول العقررد إلررى تبررر ‪ ،‬فررإذا اسررتأجرت مررثالا خادم ر ا لمنزل ر ‪ ،‬أو سررانق ا‬
‫خاصرا للمنرزل‪ ،‬فإنكمرا ال تقصرردان تنميرة المرال‪ ،‬أو تحقيرق الررب مرن وراء ذلر ‪ ،‬ولعرل الضررابط‬
‫األكثر اضطرادا هو‪ :‬قصد تحصيل ما عند الطرل ا‪.‬خر على سبيل التمل ‪ ،‬وهذا متحقق في‬
‫جمي ررع العق ررود القانم ررة بم ررا فيه ررا الت ررأمين التب ررادلي‪ .‬فقص ررد الم ررأمن ل رره م ررن الت ررأمين بعام ررة ه ررو‬
‫الحصول على مبلر الترأمين عنرد وقرو الخطرر‪ .‬باإلضرافة إلرى أن الهردل األسراس مرن الترأمين‬
‫التبادلي أو التعاوني هو تخفيض تكلفة الترأمين فيره عرن الترأمين التجراري‪ ،‬حيرث يبررز ذلر فري‬
‫شرركل حصررول المررأمن لهررم علررى الفررانض مررن االشررتراكات بعررد اقتطررا التعويضررات المدفوعررة‪،‬‬
‫والمستحقة‪ ،‬وهذا يقابل الرب في التأمين التجاري‪ .‬فبدالا من ذهاب هذا الفانض إلى المأمن في‬

‫‪030‬‬
‫صررورة رب ر فرري التررأمين التجرراري ألنرره نمرراء مالرره‪ ،‬وهررو القسررط المرردفو لرره بموجررب العقررد‪ ،‬يرررد‬
‫الفانض إلى جماعة المرأمن لهرم ألنره نمراء أمروالهم‪ ،‬فاألقسراط لرم تخررج عرن ملكيرتهم ألنهرم هرم‬
‫المأمنون الحقيقيون‪ ،‬ولعل في هذا نوع ا من تنمية المال‪.‬‬
‫‪ .05‬يتماثل بعض تعريفات نظرية الترأمين صريا ة ومضرمون ا مرع تعريرل عقرد الترأمين فري القرانون‬
‫المردني مرن جانررب العالقرة مررا برين مجمرو المررأمن لهرم والمررأمن‪ ،‬حيرث عررل عقررد الترأمين فرري‬
‫القررانون مررن هررذا الجانررب بأنرره " تعرراون مررنظم تنظيم ر ا دقيق ر ا وثيق ر ا بررين عرردد كبيررر مررن النرراس‬
‫معرضين لخطر واحد‪ ،‬حتى إذا تحقق الخطر بالنسبة إلى بعضهم تعراون الجميرع فري مواجهتره‬
‫بتضحية قليلة يبذلها كل منهم يتقون بها أض ار ار كبيرة تحيق بمن نزل به الخطرر مرنهم لروال هرذا‬
‫التعاون‪ ،‬وشرركة الترأمين ليسرت فري الواقرع مرن األمرر إال الوسريط الرذي يرنظم هرذا التعراون علرى‬
‫أسس فنية صرحيحة‪ ،‬فالترأمين إذن تعراون محمرود تعراون علرى البرر والتقروى يبرر بره المتعراونون‬
‫بعضررهم بعض را‪ ،‬ويتقررون برره جميع را شررر المخرراطر الترري تهررددهم "‪ .‬وقررد رأى ش رراح القررانون أن‬
‫التعريررل الررذي يجمررع بررين الجررانبين مع ر ا فيبرررز مقومررات التررأمين فرري وضرروح هررو تعريررل ألحررد‬
‫الق ررانونيين الفرنس رريين وال ررذي يع رررل الت ررأمين بأن رره" عق ررد بموجب رره يحص ررل أح ررد المتعاق رردين وه ررو‬
‫المأمن له فري نظيرر مقابرل يدفعره علرى تعهرد بمبلر يدفعره لره أو للغيرر إذا تحقرق خطرر معرين‪،‬‬
‫المتعاقد ا‪.‬خر وهرو المرأمن الرذي يردخل فري عهدتره مجموعر ا مرن هرذه األخطرار يجرري مقاصرة‬
‫فيما بينها طبق ا اع لقوانين اإلحصاء"‪ .‬وهرذا التعريرل كمرا يقرول شرراح القرانون هرو أفضرل تعريرل‬
‫للتأمين و ينطبق على جميع عقود الترأمين سرواء أكانرت تجاريرة أم تبادليرة‪ ،‬وهرو يجعرل الترأمين‬
‫عقدا كما أنه ني صري في قيام التأمين على المعاوضة‪ ،‬مما ينفي يقوم الجانرب األول للعقرد‬
‫على افتراض وجوده على مبدأ معين هو المعاوضة‪ ،‬وقيام الجانب ا‪.‬خر له على مبدأ مخالل‬
‫له تماما هو التبر ‪ ،‬حيث إن الجانبين يكونان معا شينا واحدا يقوم على مبدأ المعاوضة‪.‬‬
‫‪ .00‬لم يذكر شراح القانون الذين هم مصردر تلر التعريفرات التري سراقها علمراء الشرريعة المحردثون‬
‫لمررا أسررموه نظريررة وعقررد التررأمين أن هررذا التعريررل أو ذا خرراي بالنظريررة‪ ،‬وأن ا‪.‬خررر خرراي‬
‫بالعقد‪ .‬و لم يذكروا قيام التأمين نظريرة أو نظامرا علرى التبرر ‪ ،‬برل ذكرروا أن الترأمين يقروم علرى‬
‫مبرردأ "اسررتبدال خسررارة كبيررة احتماليررة بخسررارة بسرريطة مأكرردة "‪ .‬كمررا لررم يررذكروا أن لفررظ التعرراون‬
‫ال روارد ذك رره فرري التعريررل األول ير ررادل التبررر ‪ .‬ولررم يرررد فرري تعري ررل العقررد الررذي هررو الترجم ررة‬
‫العملية للنظام أو النظرية ما يفيد ذل ‪ ،‬بل ورد فيه ما يفيد قيام العقد على المعاوضة‪.‬‬

‫‪036‬‬
‫‪ .02‬لررم يررذكر القررانونيون الررذين ترربعهم علمرراء الش رريعة المحرردثون فرري تأصرريلهم لعقررد التررأمين عنررد‬
‫حررديثهم عررن صررفات عقررد التررأمين أنرره مررن عقررود التبرعررات‪ ،‬أو أن بعررض عقررود التررأمين يرردخل‬
‫تحت باب التبرعات في حين يدخل ا‪.‬خر تحت باب المعاوضات‪ ،‬برل ذكرروا أن عقرود الترأمين‬
‫جميع ا هي من عقود المعاوضات المالية الملزمة للجانبين‪ .‬فكيل تقوم النظرية على مبدأ ويقوم‬
‫التطبيق لهذه النظرية على مبدأ آخر‪ .‬أو كيل يقوم تطبيق معين للنظرية على مبردأ موافرق لمرا‬
‫قامت عليه‪ ،‬ويقوم تطبيق آخر على مبدأ آخر على النقيض منه تمام ا‪ .‬وهنا قد يقال إن بعض‬
‫هذه التطبيقات وهو التأمين التجاري تطبيق خطأ للنظرية‪ ،‬وان التأمين التعاوني أو التبادلي هو‬
‫تطبيررق صررحي للنظريررة‪ ،‬وهررذا قررد يصرردق لررو لررم يجعررل شرراح القررانون صررفة المعاوضررة منطبقرة‬
‫على عقود التأمين بعامة‪.‬‬
‫‪ .03‬تقرروم الهينررات التبادليررة أو التعاونيررة بوضررع وثررانق توضر فيهررا كافررة الشررروط الترري يررتم التعاقررد‬
‫على أساسها والتي من أهمها كون المتعاقد مرتبطا مع يره على أساس تبادلي‪ ،‬فكأننا نفترض‬
‫أن هذه الشروط التي وضعتها الهينة‪ ،‬شروط متفق عليها سرلف ا برين حملرة الوثرانق‪ ،‬وأن التوقيرع‬
‫على الوثيقة يعني القبول بما فيها‪ ،‬فكأن من وقع عليها أسهم بصيا تها سلف ا‪ ،‬ويكون المقصود‬
‫باالنضمام إلى هذا االتفاق توقيع وثيقة التأمين التبادلي من قبل المتعاقد‪ ،‬حيرث ينشرأ بمقتضرى‬
‫ذلر التوقيررع عقررد برين هررذا العضررو المنضرم حررديث ا‪ ،‬وبررين يرره مررن حملررة الوثرانق ممثلررين بهينررة‬
‫الترأمين‪ ،‬يكرون بموجبرره هرذا العضررو بمثابرة مررأمن لره‪ .‬ويكرون البرراقون بمثابرة المررأمن‪ ،‬فرإذا وقررع‬
‫الخطررر بالنسرربة لرره أسررهم الجميررع فرري تعويضرره كررل بمررا كرران قررد دفعرره مررن اشررت ار حررين توقيررع‬
‫العقد‪ .‬فليس المقصود بقولهم‪" :‬تعراون الجميرع فري مواجهتره بتضرحية قليلرة يبرذلها كرل مرنهم" أن‬
‫األعضرراء يسررهمون فرري التعررويض بعررد وقررو الخطررر‪ ،‬بررل المقصررود إسررهام الجميررع سررلف ا فيمررا‬
‫حصل عليه المتضررر مرن تعرويض‪ ،‬كرل بمرا كران قرد دفعره مرن اشرت ار ‪ .‬فانضرمام أي فررد إلرى‬
‫ذل ر االتفرراق عررن طريررق توقيررع وثيقررة التررأمين‪ ،‬ودفعرره لالشررت ار المقرررر للعضرروية‪ ،‬يعنرري الت رزام‬
‫برراقي حملررة الوثررانق ممثلررين بهينررة التررأمين برردفع مبل ر معررين لرره عنررد وقررو خطررر معررين‪ .‬وهررذا‬
‫مضمون المعاوضة‪.‬‬
‫‪ .04‬وجود عبارات للقانلين بدخول التأمين التعاوني أو التكافلي تحت باب التبرعرات ترنقض ذلر ‪،‬‬
‫وتفيد دخول التأمين التعاوني الذي تبنوه صراحة في باب المعاوضات والتي منها‪:‬‬

‫‪037‬‬
‫‪ ‬تعريررل عقررد التررأمين الررذي ذك رره علرري القرررة داغرري تحررت عن روان " التعريررل بالتررأمين بأنواعرره‬
‫الثالثرة" ويريرد بهررا الترأمين التجراري والتررأمين التعراوني والتررأمين اإلسرالمي كمرا ذكررر أنره سرريبدأ‬
‫الحديث بالتعريل بها وهو تعريل المادة ‪ 747‬مرن القرانون المردني المصرري‪ ،‬والرذي لرم يرذكر‬
‫فضرريلته أنرره تعريررل ينطبررق علررى نررو مررن التررأمين دون آخررر فأفرراد ذلر العمرروم‪ .‬ثررم ذكررر "أن‬
‫التعريل يبرز عناصر التأمين‪ ،‬وأركانه‪ ،‬ويوض العالقة بين المأمن والمأمن له وأنها عالقة‬
‫معاوضة‪ ،‬وأن مبال التأمين في مقابل أقساط التأمين"‪.‬‬
‫‪ ‬ذكررر علرري القرررة داغرري فرري نفررس البحررث تحررت عن روان" مبررادئ التررأمين اإلسررالمي وعناص رره‬
‫األساس ررية" تح ررت بن ررد س ررابعا أن م ررن خص رراني الت ررأمين التع رراوني" وج ررود تب ررادل ف رري المن ررافع‬
‫والتضحيات فيما بين أعضاء هينة التأمين"‪ ،‬وهذا يعني المعاوضة‪.‬‬
‫‪ ‬ذكر علي القرة داغي "أن عقد الهبة بثواب يصل ألن يكون أساس ا جيردا لعمليرة تنظريم عقرود‬
‫التأمين بصورة عامة"‪ .‬كمرا ذكرر "أن الهبرة بثرواب تصرل أصرالا لقضرية الترأمين علرى الحيراة"‪.‬‬
‫وهبة الثواب من عقود المعاوضات كما ني الفقهاء وسبق عرضه‪.‬‬
‫‪ ‬ذكر عبد الستار أبو غدة تحت بند( أ) "أن التأمين اإلسالمي يقروم علرى التبرر المتبرادل برين‬
‫حملة الوثانق"‪ .‬أي أنه هبة بعوض وهي معاوضة‪.‬‬
‫‪ ‬ذكررر محمررد الزحيلرري عنررد حديثرره عررن الت ازمررات المررأمن أو الشررركة فرري التررأمين التعرراوني "أن‬
‫التع ررويض أو مبلر ر الت ررأمين ه ررو أه ررم التر رزام يق ررع عل ررى الم ررأمن أو ش ررركة الت ررأمين وأن رره الح ررق‬
‫األساس الذي يستحقه المستأمن ويطمع في الحصول عليره ويهردل إلرى تحصريله تعويضرا لره‬
‫عن الضرر الذي لحقه"‪ .‬ثم قال‪":‬وتتعهد شركة التأمين التعاوني بدفع مبل الترأمين عنرد وقرو‬
‫الضرررر فرري مقابررل األقسرراط الترري تبررر بهررا المسررتأمن سررابق ا"‪ .‬أي أنرره هبررة فرري مقابررل العرروض‬
‫وهي معاوضة‪.‬‬
‫‪ ‬ذكررر الزحيلررري تحررت عنرروان الت ازمررات المسررتأمن "أن القسررط هررو العرروض المررالي الررذي يبذلرره‬
‫المستأمن لشركة التأمين بمقتضرى عقرد الترأمين أو هرو المبلر الرذي يتبرر بره المشرتر لشرركة‬
‫الت ررأمين ف رري مقاب ررل تعه رردها ب رردفع مبلر ر الت ررأمين"‪ .‬وه ررذا ن رري صر رري ف رري قي ررام العق ررد عل ررى‬
‫المعاوضة‪ .‬وأما ما ذكره في الصفحة التالية من أن القسرط الرذي يعرفره المسرتأمن فري الترأمين‬
‫التعرراوني هررو قسررط تبرعرري ال يحررق لرره اسررترجاعه ويررذهب لرردفع قيمررة التعويضررات لغي رره مررن‬

‫‪038‬‬
‫المستأمنين يعارضه ما استقر عليه عررل شرركات الترأمين اإلسرالمية القانمرة مرن جرواز العقرد‬
‫وأحقية المستأمن في استرجا جزء من القسط يتناسب مع المدة المتبقية من العقد‪.‬‬
‫‪ ‬ذكررر الزحيلررري فرري النتررانس ( نتيجررة‪ )4‬أن مررن خصرراني عقررد التررأمين أنرره عقررد رررر‪ ،‬وفيرره‬
‫الت ازمررات متقابلررة‪ ،‬ولررم يخصرره بعقررد دون آخررر فأفرراد العمرروم‪ .‬وعقررد الغرررر فرري القررانون المرردني‬
‫والفقه اإلسالمي عقد معاوضة يأيده قوله فيه التزامات متقابلة‪.‬‬
‫‪ ‬تعري ررل حسرررين حامرررد لعق ررد الت ررأمين اإلس ررالمي بأن رره (اتف رراق ب ررين ش ررركة الت ررأمين اإلس ررالمية‬
‫باعتبارها ممثلة لجماعة المشرتركين‪ ،‬وبرين شرخي طبيعري أو قرانونين علرى قبولره عضروا فري‬
‫هينرة المشررتركين‪ ،‬والت ازمره برردفع مبلر معلرروم يسرمى القسررط علرى سرربيل التبرر منرره ومرن عوانررد‬
‫اسررتثماره ألعضرراء هررذه الهينررة‪ ،‬علررى أن ترردفع لرره الشررركة نيابررة عررن هررذه الهينررة مررن أم روال‬
‫التأمين التي تجمع منه ومن يره من المشرتركين التعرويض عرن الضررر الفعلري الرذي أصرابه‬
‫مررن ج رراء وقررو خطررر معررين) هررو نرري ص رري فرري المعاوضررة ألن االلت رزام بررالتبر بالقسررط‬
‫مشروط بالحصول على مقابل أي أنه من باب هبة الثواب وهي نو من المعاوضات‪.‬‬
‫‪ ‬ذكررر حسرررين حامرررد أن‪" :‬مررن يتبررر لجماعررة موصرروفين بصررفة معينررة وأل رراض معينررة فررإذا‬
‫وجدت فيه هذه الصفة فإنه يستحق التعويض بصفته عضروا فري جماعرة كران التبرر لهرا وفقرا‬

‫لنظام التأمين ووجدت فيه شروط االستحقاق كما توجد في يره‪ ،‬فهو إذن يتبر لنفسه ضرمن ا‬
‫ولغي رره بالصررفة أي أنرره قررد يسررترد جررزاء ممررا دفعرره إذا وقررع الخطررر"‪ .‬فشررروط االسررتحقاق هرري‬
‫العضوية ولحوق الضرر بالعضو‪ .‬وال ش أن العضروية تعنري دفرع االشرت ار بالصرفة المقرررة‬
‫فرري النظررام‪ ،‬أي هبررة أو تبررر بعرروض‪ ،‬أي المعاوضررة‪ .‬أمررا طرفررا المعاوضررة فهررم أي حامررل‬
‫وثيقة من جهة‪ ،‬وباقي حملة الوثانق ممثلين بهينة التأمين من جهة أخرى‪.‬‬
‫ومن ثم تدل العبارات السابقة على أن عقد التأمين التعاوني أو التكافلي اإلسالمي عقد‬
‫معاوًة فيه غرر فاحش ألنه هبة بشرط ثواب مجهول كما هو الحال في التأمين االجتماعي‪،‬‬
‫حيث إن العوض قد يأخ ه وقد ال يأخ ه‪ ،‬كما أن مقداره على افتراض أنه سيأخ ه ال يعلم إال‬
‫بعد وقو الخطر‪ .‬وأما ذكره فضيلة أ‪.‬د‪ .‬عبد الستار أبو غدة من افتراق التأمين التكافلي والهبة‬
‫للثواب‪ ،‬فيجاب عنه بما يأتي‪:‬‬
‫‪ ‬ذكررر فضرريلته أن التررأمين التكررافلي ال يوجررد فيرره شرررط يرتررب التعررويض عررن القسررط بررل مسررتند‬
‫التعررويض تبررر ملتررزم برره مررن طرررل الشررخي المعنرروي وهررو محفظررة التررأمين‪ .‬أمررا الهبررة للثرواب‬

‫‪032‬‬
‫فالعوض عنها يثبت قطعر ا بالشرروط برل حترى برالعرل‪ .‬ويجراب عرن ذلر برأن مسرتند التعرويض‬
‫والذي هو تبر ملتزم به من طرل الشرخي المعنروي وهرو محفظرة الترأمين سرببه الترزام المرأمن‬
‫ل رره ب رردفع االش ررت ار أو القس ررط لمحفظ ررة الت ررأمين بالص رريغة الت رري تش ررترطها الجه ررة القانم ررة عل ررى‬
‫المحفظررة‪ ،‬وهررو الت رزام سررببه عقررد التررأمين الررذي أثبررت الت ازمررات متقابلررة فرري حررق طرفيرره وهمررا‬
‫المش ررتر وهين ررة الت ررأمين بوص ررفها ممثل ررة لمحفظ ررة الت ررأمين أو جماع ررة المش ررتركين‪ .‬وق ررد ن رري‬
‫فضرريلته علررى أن مررا يحصررل عليرره المسررتأمن المتضرررر الترزام بررالتبر مررن محفظررة التررأمين الترري‬
‫هي شخصية اعتبارية وهو التزام معلق على وقو الضررر المرأمن منره وتحقرق الشرروط وانتفراء‬
‫االس ررتثناءات والملت ررزم ل رره ه ررو المس ررتأمن المتض رررر‪ .‬وال شر ر أن م ررن ض ررمن الش ررروط الموجب ررة‬
‫الس ررتحقاق التع ررويض ه ررو التر رزام الم ررأمن ل رره ب رردفع االش ررت ار عل ررى س رربيل التب ررر ‪ ،‬حي ررث يع رررل‬
‫فضيلته التأمين اإلسالمي أو التكافلي بأنه "تبر يلزم به المستأمن نفسه فهو الملتزم أما الملتزم‬
‫له هم مجموعة المستأمنين المالكين لمحفظة التأمين‪ ....‬وهذا االلتزام هو القسط الذي يشتر‬
‫به المستأمن وهو اشت ار منجز يقع أثره بمجرد اإلقدام على االشرت ار "‪ .‬أي الترزام مقابرل الترزام‪،‬‬
‫أي أنه قانم على المعاوضة‪.‬‬
‫‪ ‬ذكر فضيلته أن التأمين التكافلي قد يقع فيه التعويض وقد ال يقع‪ ،‬فهو أمر احتمالي‪ ،‬أما الهبة‬
‫للثرواب فررالعوض فيهررا واجررب‪ .‬ويجرراب عررن ذلر بررأن بيررو الغرررر فرري الفقرره اإلسررالمي لررم تنتررل‬
‫عنها صفة المعاوضة وكذا في القانون المدني‪ ،‬مع علم المتعاقدين عند التعاقد برأن أحردهما قرد‬
‫ال يحصل على العوض كليرا أو جزنيرا‪ ،‬إذ العبررة فري إدخرال العقرد تحرت براب المعاوضرات هري‬
‫قصد المتعاقدين من العقد عند التعاقد‪ ،‬وليس ما ينتهي إليه العقد‪ .‬فعقد التأمين التجراري يدخلره‬
‫فضريلته و يرره مرن العلمراء المعاصررين تحرت براب المعاوضرات‪ ،‬مررع العلرم بعردم تحقرق حصررول‬
‫المسررتفيد علررى مبلر التررأمين‪ .‬وكررذا هبررة الثرواب ترردخل فرري برراب المعاوضررات كمررا أثبررت فضرريلته‬
‫من خالل ما نقله من عبارات للفقهاء المتقدمين‪.‬‬
‫‪ ‬ذكررر فضرريلته أن التررأمين التكررافلي ال يثبررت فيرره العرروض بمجرررد أداء القسررط‪ ،‬بررل هررو تعررويض‬
‫معلررق علررى حرردوث الضرررر المسررتوجب للتعررويض‪ .‬أمررا الهبررة للثرواب فيثبررت فيهررا الحررق للمهرردي‬
‫بالعوض بمجرد قبول الهدية‪ .‬ويجاب عن ذل بأن الحق في الحصول علرى العروض يثبرت فري‬
‫التأمين بمجرد توقيع العقد ودفع القسط أما االسرتحقاق فهرو الرذي يتوقرل علرى حصرول الضررر‬
‫حي ررث إن عق ررد الت ررأمين ه ررو أح ررد عق ررود الغ رررر‪ .‬ويالح ررظ أن مبلر ر الت ررأمين ف رري الت ررأمين عل ررى‬

‫‪045‬‬
‫األشررخاي وبخاصررة التررأمين المخررتلط يررتم الحصررول عليرره فع رالا فرري ترراري نهايررة العقررد‪ .‬ثررم إن‬
‫النصوي التي نقلها فضيلته والتي تجعل هبة الثواب بيعا من البيو لم تشترط أن يتم التقابض‬
‫فررو ار‪ ،‬ومعلرروم أنرره يجرروز تررأخير أحررد البرردلين فرري عقررد البيررع‪ .‬وممررا نقلرره فضرريلته مررا جرراء فرري‬
‫المدونة‪" :‬الهبرة للثرواب ‪ ...‬أو الهبرة علرى العروض بيرع مرن البيرو يصرنع فيهرا وفري العروض مرا‬
‫يصنع بالبيع" ال يفيد ما ذكره فضيلته‪.‬‬
‫‪ ‬ذكررر فضريلته أنرره ال تكررافأ بررين القسررط والتعررويض‪ ،‬أمررا الهبررة للثرواب فهنررا تعررادل فرري البرردلين‪،‬‬
‫واذا تعذر لسبب ما وجبت القيمة‪ .‬ويجراب عرن ذلر برأن اشرتراط الثرواب فري الهبرة يحردد باتفراق‬
‫الطرفين ولم يقل أحد من الفقهاء الذين نقل عنهم فضيلته أن هبرة الثرواب نرو مرن المعاوضرات‬
‫بوجرروب تسرراوي البرردلين‪ ،‬بررل الررذي يشررترط لصررحة العقررد هررو معلوميررة العرروض أو الثرواب‪ ،‬حيررث‬
‫يقررول هرأالء الفقهرراء بفسرراد هبررة الثرواب إذا كانررت بعرروض مجهررول‪ ،‬وبالتررالي يكررون عقررد التررأمين‬
‫التكافلي من هذا القبيل‪.‬‬

‫مناقشة أدلة القائلين بدخول التأمين التعاوني في باب التبرعات‬

‫‪ .5‬استدل أ‪.‬د‪ .‬حسين حامد بأن الشروط في التبرعات جانزة‪ ،‬فقد أوقل عثمان بن عفان رضي‬
‫عليه وسلم على ذل ‪،‬‬ ‫عنه بن ار وشرط أن يشرب هو منه ويسقي دوابه وأقره صلى‬
‫عنه لم يكن مشروط ا بحصوله على عوض في‬ ‫ويجاب عن ذل بأن تبر عثمان رضي‬
‫المقابل بل كان تبرعا محضا فيكون في ير محل االستدالل‪.‬‬
‫‪ .2‬استدل أ‪.‬د‪ .‬حسين حامد أيض ا بأن من تبر بمال لقوم موصوفين بصفة معينة كالفقر أو‬
‫المرض فإنه يستحق من هذا التبر إذا وجدت فيه الصفة بأن صار فقي ار أو مريض ا‪ .‬ويجاب‬
‫عن هذا الدليل من وجهين‪:‬‬
‫أ‪ .‬يبرر الدليل استحقاق المتبر لتبرعات ا‪.‬خرين االحتمالية إذا صار أهالا لالستحقاق‪ ،‬وربما‬
‫يص هذا الدليل في الوقل الذي ينتفع بريعه مع بقاء أصله‪ ،‬أما في التبرعات التي يمكن أن‬
‫تفنى بكثرة مبال التعويض المدفوعة قبل أن يصير المتبر مستحقا فإنه ال يمكن تصوره إال إذا‬
‫كان العقد معاوضة‪ ،‬والتزمت الشركة بتدبير التعويض له‪ .‬وعلى هذا فليس فيه استدالل على‬
‫دخول هبة الثواب في باب التبرعات وصحة ذل ‪ ،‬ألن المتبر هنا لم يشترط على ا‪.‬خرين‬

‫‪040‬‬
‫التبر في المقابل‪ .‬أما عضو الهينة التعاونية فاشتراكه شرط أساس في العضوية ومن ثم‬
‫االستحقاق للتعويض‪ ،‬فيكون القياس مع الفارق وفي ير محل االستدالل‪.‬‬
‫ب‪ .‬أن المريض ال يلزمه دفع عوض ليصب مريض ا وكذل الفقير‪ ،‬أما صفة االستحقاق هنا فهي‬
‫العضوية ولحوق الضرر بالعضو‪ ،‬وشرط العضوية هو دفع اشت ار بصفة معينة وهي التبر ‪.‬‬
‫بالصفة المتفق عليها والذي يأهله‬ ‫العضو لالشت ار‬ ‫أي أن التبر هنا مشروط بدفع ذل‬
‫للعضوية أيض ا وليس تبرع ا محض ا فيدخل في باب المعاوضات‪ ،‬حيث يقول أ‪.‬د‪ .‬حسين حامد‬
‫في ذل ‪" :‬محل عقد التأمين هو القسط أو االشت ار من جهة‪ ،‬والتعويض أو مبل التأمين من‬
‫جهة أخرى‪ ،‬فالمستأمن أو المأمن له يتعهد بدفع األقساط على سبيل التبر منها ومن عواند‬
‫استثمارها‪ ،‬وتتعهد شركة التأمين باعتبارها ممثلة لهينة المشتركين بتعويضه كبقية أعضاء هينة‬
‫المشتركين عن الضرر الذي يصيبه من جراء وقو الخطر المأمن منه"‪ .‬وكما صرح الشيخ‬
‫مصطفى الزرقا بذل حيث يقول عند تعريفه لنظام التأمين‪" :‬ومستأمن يلتزم بقسط من المال‬
‫يدفعه للجهة المأمنة لقاء التزامها بالتعويض عليه إذا وقع الحادث الخطر االحتمالي"‪ .‬وهذان‬
‫نصان صريحان في المعاوضة فما كان للشركة أن تتعهد بذل لوال تعهد المأمن له في المقابل‬
‫بدفع القسط‪ ،‬وما كان له أيضا أن يتعهد بدفع القسط لوال تعهد الهينة في المقابل بتعويضه عند‬
‫وقو الخطر‪ .‬ومن ثم فإن طرفي المعاوضة هنا هما حامل الوثيقة من جهة‪ ،‬وباقي حملة‬
‫الوثانق ممثلين بالهينة من جهة أخرى‪ ،‬أو هينة التأمين بالوكالة عن باقي حملة الوثانق‪.‬‬
‫‪ .3‬نقل علي القرة داغي عبارات عن فقهاء المذاهب األربعة للتدليل على جواز هبة الثواب أو هبة‬
‫العوض‪ .‬ويعترض الكاتب هنا على ما أورده من وجهين‪:‬‬
‫أولهما‪ :‬أنه رخي لنفسه التصرل في النقل فاقتطل من كل مذهب بعامة ومن مذهب‬
‫الشافعية بخاصة ما يخدم رضه بحيث إذا ركبنا ما نقله بعضه على بعض لنتس لدينا قول‬
‫جديد لم يقل به أحد من فقهاء هذا المذهب‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن ما انتهى إليه من جواز هبة الثواب ال يصل أن يكون أصالا يقاس عليه التأمين‬
‫التعاوني أو التكافلي للفوارق الواضحة بينهما في األصل والعلة‪.‬‬
‫‪ .4‬عمروم قولره تعرالى( وتعراونوا علررى البرر والتقروى) ال يفيرد جرواز الترأمين التعراوني حيرث إن المرراد‬
‫بالتعرراون فرري التررأمين لرريس التبررر ‪ ،‬والتعرراون فرري الفكررر اإلسررالمي ال ي ررادل التررر دانم ر ا‪ .‬فلفررظ‬

‫‪042‬‬
‫التعاون ال يراد به التبر في الفكرر اإلسرالمي فري جميرع األحروال‪ ،‬برل يسرتدل علرى قصرد التبرر‬
‫تعالى‪:‬‬ ‫من القرانن المحيطة بالني‪ ،‬فمن ذل مثالا قول الشاطبي رحمه‬
‫« إن حكمة الحكيم الخبيرر حكمرت أن قيرام الردين والردنيا إنمرا يصرل ‪ ،‬ويسرتمر‪ ،‬بردوا مرن قبرل‬
‫اإلنسان‪ ،‬تحمله على اكتساب ما يحتاج إليه هرو‪ ،‬و يرره‪ .‬فخلرق لره شرهوة الطعرام‪ ،‬والشرراب‪ ،‬إذا‬
‫حررس الجررو ‪ ،‬والعطررش‪ ،‬ليحملرره ذل ر علررى التسرربب فرري سررد هررذه الخلررة بمررا أمكنرره ‪ ..‬ثررم خلررق‬
‫الجنة‪ ،‬والنار‪ ،‬وأرسل الرسل مبينة أن االستقرار ليس هنرا‪ ،‬وانمرا هرذه الردار مزرعرة لردار أخررى‪،‬‬
‫وأن السعادة األبدية‪ ،‬والشقاوة األبدية هنا ‪ ،‬لكنها تكتسب أسبابها بالرجو إلرى مرا حرده الشرار ‪،‬‬
‫أو بالخروج عنه‪ .‬فأخذ المكلل في استعمال األمور الموصلة إلى تل األ راض‪ ،‬ولم يجعرل لره‬
‫قرردرة علررى القيررام بررذل وحررده‪ ،‬لضررعفه عررن مقاومررة هررذه األمررور‪ .‬فطلررب التعرراون بغيررره‪ ،‬فصررار‬
‫يسعى في نفع نفسه‪ ،‬واستقامة حاله‪ ،‬ينفع يره‪ .‬فحصل االنتفا للمجمو ‪ ،‬بالمجمو ‪ ،‬وان كان‬
‫كل أحد إنما يسعى في نفع نفسه »‪ .‬فسياق الني هنرا ال يردل علرى أن المرراد بالتعراون التبرر ‪.‬‬
‫تعرالى‪ :‬سرنل عرن العامرل بيرده يقرول للرجرل العامرل‬ ‫ونظير ذل أيض ا‪ ،‬أن اإلمام مال رحمه‬
‫مثله‪ :‬أعني خمسة أيام‪ ،‬وأعينك خمسة أيام‪ .‬قال‪ :‬ال بأس بذل ‪ .‬ألن الناس يسألون عرن مثرل‬
‫هذا كثي ار‪ .‬يأتي الرجل إلى أخيه فيقول له‪ :‬أعني على حصاد زرعي‪ ،‬وعمله أياما‪ ،‬وأعينك مثل‬
‫ذل على حصاد زرع ‪ ،‬ودراسه‪ ،‬وعمله‪ ،‬فال أرى بذل بأس ا‪ .‬والناس يتعاونون على األعمرال‪،‬‬
‫إذا كثر عمل هذا أعانه هذا‪ .‬واذا كثر عمل هذا أعانه هرذا ‪ ...‬ومرن سرما أصرب عرن أشرهب‬
‫أنرره قررال‪ :‬ال بررأس أن يقررول الرجررل للرجررل‪ :‬أعطنرري عبررد النجررار يعمررل لرري اليروم‪ ،‬وأحض رره ل ر‬
‫رردا‪ .‬ق ررال‪ :‬ال ب ررأس ب ررذل "‪ .‬ي رردل س ررياق ال ررني عل ررى أن المقص ررود بالتع رراون ل رريس التب ررر ‪ ،‬ب ررل‬
‫المعاوضرة‪ .‬فهرو تعرراون مقابرل تعراون والترزام مقابرل الترزام‪ ،‬ومررا مرن دليرل علررى إرادة التبرر بلفررظ‬
‫التعرراون الروارد فرري التعريررل فلرريس هنررا نرري صرري ‪ ،‬أو قرينررة ظرراهرة‪ ،‬علررى إرادة التبررر ‪ .‬كمررا‬
‫ثبت أيضا قيام التأمين التعاوني على مبدأ هبرة الثرواب وهري معاوضرة محضرة فتكرون ا‪.‬يرة فري‬
‫ير محل االستدالل‪.‬‬
‫‪ .1‬االسررتدالل بالمناهرردة وبحررديث األشررعريين فرري يررر محررل االسررتدالل أيضر ا لعرردم وجررود الت ازمررات‬
‫متقابلة ومتبادلة كما هو حاصل في التأمين التعاوني‪.‬‬
‫ولعل مما يرج دخول التأمين التعاوني في براب المعاوضرات ويبعرده عرن عقرود التبرعرات‬
‫كونره مرن العقرود الملزمررة للجرانبين التري يكرون فيهررا الترزام كرل طررل عوضر ا أو فري مقابرل الترزام‬

‫‪043‬‬
‫الطرل الثاني‪ ،‬حيث ني عدد من علماء الشريعة المعاصرين مثرل أ‪.‬د‪ .‬حسين حامرد حسران‪،‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمد الزحيلي على أن عقد التأمين التعاوني أو التكافلي من العقود الملزمة للجانبين وهي‬
‫من عقود المعاوضات‪.‬‬
‫ويتمثل سبب خالف الكاتب مع هنالء العلماء في قيرام نظرام أو نظريرة الترأمين إسرالميا‬
‫ومن ثم التأمين التعاوني على التبر هو لفظ التعاون ال ي ينسب إليه التأمين التعاوني والوارد‬
‫كره أيًا في تعريف عقد التأمين في القانون‪ .‬فقد فهم بعرض هرأالء العلمراء أن التعراون يررادل‬
‫التبررر فرري القررانون‪ ،‬ومررن ثررم يقرروم نظررام التررأمين والتررأمين التعرراوني علررى التبررر فرري القررانون ممررا‬
‫يجعلهم ررا ص ررالحين لنقلهم ررا إل ررى الفك ررر اإلس ررالمي إلنهم ررا ج ررانزين ش رررعا‪ ،‬وه ررذا مخ ررالل للواق ررع‪.‬‬
‫فالتعاون ال يرادل التبر وضعيا‪ ،‬ومن ثرم يقروم نظرام الترأمين والترأمين التعراوني فري القرانون علرى‬
‫المعاوضة المشتملة على الغرر الفاحش‪ ،‬مما يجعلهما ير صالحين لنقلهما إلى الفكر اإلسالمي‬
‫إلنهمررا يررر جررانزين شرررعا‪ .‬إال إن أراد ه رأالء العلمرراء القررول‪ :‬إن تعريررل عقررد التررأمين مررن جانررب‬
‫العالقرة مررا برين المررأمن لهرم وهينررة الترأمين فرري القرانون والررذي سراقوه ليكررون تعريفرا لنظريررة التررأمين‬
‫إسررالمي ا يصررل ألن يكررون تعريف ر ا لنظررام أو نظريررة التررأمين إسررالمي ا‪ ،‬ومررن ثررم يتحرردث ه رأالء عمررا‬
‫يفتررض أن يكررون مررن قيرام نظررام التررأمين وضرعيا علررى التبررر ‪ ،‬وال يتحردث عمررا هررو قرانم فعرالا مررن‬
‫كونه كذل ‪ .‬وربما كان األولى أن يذكروا أن مصطل التعاون فري القرانون ال يررادل التبرر ‪ ،‬ومرن‬
‫ثرم ال تقرروم نظريررة التررأمين فري القررانون علررى التبررر ‪ ،‬وأن لفررظ التعراون عنرردما ورد ذكرره فرري تعريررل‬
‫النظرية إسالميا يرادل التبر فري الفكرر اإلسرالمي وذلر إل ازلرة اللربس الحاصرل‪ ،‬ومرن ثرم يفتررض‬
‫أن تقوم نظرية التأمين إسالميا على التبر ‪.‬‬
‫ومن ثم فإنه قد يمكن تعريل نظرية التأمين بما يأتي‪ ":‬اتفاق قانم على التبر بين مجموعة‬
‫من األشخاي يسمون" هينة المشتركين " يتعرضون لخطر أو أخطار معينة‪ ،‬على تالفي‬
‫بالتزام كل منهم بدفع مبل معين يسمى القسط أو‬ ‫األخطار التي قد يتعرض لها أحدهم وذل‬
‫االشت ار ‪ ،‬يخصي مجموعها لتعويض من يصيبه الضرر منهم وتتولى شركات التأمين‬
‫اإلسالمية إدارة عمليات التأمين واستثمار أمواله نيابة عن المشتركين في مقابل حصة معلومة‬
‫من عاند استثمار هذه األموال باعتبارها مضاربا‪ ،‬أو مبلغا معلوما باعتبارها وكيالا أو هما معا"‪.‬‬
‫ير‬ ‫أو‪ ":‬اتفاق جماعة من الناس على تكوين رأس مال يسهمون فيه‪ ،‬ويستغلونه استغالالا‬
‫مخالل ألوامر الشر اإلسالمي‪ ،‬على أن يتبرعوا ألسرة من يموت منهم بمال يعطونه‪ ،‬أو‬

‫‪044‬‬
‫يسددون من بذمته مغارم مالية‪ ،‬أو يعالجون مرضاهم‪ ،‬أو ينشأون مساكن لسكناهم‪ ،‬أو يدفعون‬
‫التبر لمن يلحقه ضرر ما من‬ ‫لبعضهم نتيجة حوادث‪ ،‬أو نحو ذل‬ ‫ثمن البضانع التي تهل‬
‫األعضاء "‪ .‬ويكون عقد التأمين انضمام ا لذل االتفاق‪.‬‬
‫تحديد العوًين المتقابلين في عقد التأمين‬

‫اختلل العلماء المعاصرون ممن جعل عقد التأمين التعاوني من عقود المعاوضات في‬
‫تحديد العوضين المتقابلين في عقد التأمين على قولين‪:‬‬
‫‪ .5‬ذهب الشي مصطفى الزرقا والشيخ عبد هللا المنيع إلى أن العوضين هما قسط التأمين الذي‬
‫هو محل التزام المأمن له‪ ،‬واألمان الذي يحصل عليه المأمن له بسبب العقد‪ ،‬حيث يقول‬
‫المنيع في ذل ‪" :‬محل العقد في التأمين بقسميه هو ضمان األمن واألمان‬ ‫ال شي عبد‬
‫والسالمة من ضيا المال أو تلفه‪ ،‬فاألقساط التأمينية ثمن لألمان‪ .‬فليس لدينا نقود بنقود‪،‬‬
‫وليس لدينا انم و ارم‪ ،‬وانما كل طرفيه انم‪ .‬فالمأمن انم لألقساط التي هي ثمن ضمانه‬
‫السالمة‪ ،‬والمأمن له انم السالمة سواء سلمت العين المأمن عليها حيث كسب الطمأنينة‬
‫واالرتياح النفسي أثناء العقد عليها‪ ،‬وفي حال تلفها فهو كاسب التعويض عنها‪ ،‬فهو سالم في‬
‫حال السالمة أو التلل"‪.‬‬
‫ذهب فريق من العلماء إلى تحديد هذين العوضين في قسط التأمين الذي هو محل الت ازم‬
‫المأمن له‪ ،‬ومبل التأمين الذي هو محل التزام المأمن أو هينة التأمين‪.‬‬
‫ويرى الكاتب أن الرأي الثاني هو األرج ‪ .‬فعقد التأمين التعاوني من عقود الغرر أو العقود‬
‫االحتمالية‪ .‬والعقد االحتمالي أو عقد الغرر في القانون هو" العقد الذي تتوقل التزامات أحد طرفيه‬
‫في وجود ها أو في قدرها على حادثة ير محققة أو ير معين وقت وقوعها بحيث ال يستطيع‬
‫العاقد أن يحدد وقت إبرامه قدر الكسب أو الخسارة التي تعود عليه منه"‪ ،‬وبالتالي ال بد أن يكون‬
‫العوضان قابالن للقياس لتحديد مدى الكسب أو الخسارة التي تعود على طرفي العقد من العقد‪.‬‬
‫وهذا ال يتحقق إذا كان األمان أحد العوضين ألنه ال يقبل القياس‪.‬‬

‫‪040‬‬
‫تحديد طرفي عقد التأمين‬
‫يتمثل طرفا المعاوضة في التأمين التعاوني في حامل الوثيقة أو عضو الهينة طرف ا أوالا‬
‫وفي هينة التأمين باإلنابة عن باقي حملة الوثانق طرف ا ثانياُ‪ ،‬أو باقي حملة الوثانق ممثلين بهينة‬
‫التأمين طرفا ثانيا في العقد‪.‬‬

‫الصفة الثانية‪ :‬عقد ملزم للجانبين‬


‫يعرل العقد الملزم للجانبين بأنه العقد الذي ينشئ التزامات متقابلة في حق طرفيه بحيث‬
‫يكون كل طرل دانن ا ومدين ا في نفس الوقت‪ ،‬أي أن كل التزام سبب في نشوء االلتزام المقابل‬
‫وأثر مترتب عليه في نفس الوقت‪ .‬فالمأمن له دانن بمبل التأمين ومدين بالقسط‪ ،‬والمأمن دانن‬
‫بالقسط مدين بمبل التأمين‪ .‬وااللتزامان المتقابالن في عقد التأمين هما التزام المأمن له بدفع‬
‫القسط وهو الت ازم محقق ينفذ عادة على آجال محددة‪ ،‬والتزام المأمن بدفع مبل التأمين وهو التزام‬
‫ير محقق إذ هو التزام احتمالي ألنه متوقل على وقو الخطر‪ .‬وتنطبق هذه الصفة على‬
‫التأمين التعاوني لدخوله في باب المعاوضات‪ .‬ويكون عقدا ملزما لجانب واحد فقط إذا قلنا إنه‬
‫من قبيل التبرعات أسوة بغيره من عقود التبرعات‪ ،‬والعقد الملزم لجانب واحد هو‪ ":‬العقد الذي‬
‫ينشئ منذ تكوينه التزامات في ذمة أحد طرفيه دون ا‪.‬خر بحيث يكون أحدهما دانن ا وا‪.‬خر‬
‫مدينا"‪ ،‬وعبارة جانب واحد في التعريل تنصرل إلى أثر العقد ال إلى تكوينه‪ .‬وهذا ينطبق على‬
‫عقد التأمين التعاوني الذي ينشئ التزاما في حق العضو الموقع على العقد‪ ،‬فيكون بمقتضى هذا‬
‫التوقيع مدين ا بالقسط المتبر به‪ ،‬وتكون الهينة داننة بالقسط المتبر به من قبل العضو‪ .‬وقد جعل‬
‫بعض القانلين بدخول عقد التأمين التعاوني في باب التبرعات هذا العقد من قبيل العقود الملزمة‬
‫للجانبين حيث يتض ذل من خالل تعريفه لعقد التأمين بأنه" اتفاق بين شركة التأمين اإلسالمي‬
‫باعتبارها ممثلة لجماعة المشتركين وشخي طبيعي أو قانوني على قبوله عضوا في هينة‬
‫المشتركين‪ ،‬والتزامه بدفع مبل معلوم يسمى القسط على سبيل التبر منه ومن عواند استثماره‬
‫ألعضاء هذه الهينة‪ ،‬على أن تدفع له الشركة نيابة عن هذه الهينة من أموال التأمين التي تجمع‬
‫منه ومن يره من المشتركين التعويض عن الضرر الفعلي الذي أصابه من جراء وقو خطر‬
‫معين على النحو الذي تحدده وثيقة التأمين ويبين أسسه نظام التأمين للشركة"‪ .‬كما ذكر ذل‬
‫باحث آخر من القانلين بدخول عقد التأمين التعاوني تحت باب التبرعات عند حديثه عن‬

‫‪046‬‬
‫خصاني التأمين التعاوني أو اإلسالمي كما أسماه أنه عقد رضاني‪ ،‬وأنه عقد إلزامي‪ ،‬ألنه‬
‫ينشئ التزامات متقابلة على كل من المأمن والمستأمن‪ .‬ثم ذكر التزامات المأمن وهي هينة‬
‫التأمين التعاوني فجعل أهمها التعويض أو مبل التأمين‪ ،‬وهو الحق األساس الذي يستحقه‬
‫المستأمن‪ ،‬ويطمع في الحصول عليه‪ ،‬ويهدل إلى تحصيله تعويض ا له عن الضرر الذي لحقه‪،‬‬
‫أو تعاونا معه وتكافالا ومشاركة مادية ومعنوية‪ .‬وتتعهد شركة التأمين التعاوني بدفع مبل التأمين‬
‫عند وقو الضرر في مقابل األقساط التي تبر بها المستأمن سابق ا‪ .‬أما التزامات المستأمن‬
‫فأهمها القسط وهو العوض المالي الذي يبذله المستأمن لشركة التأمين بمقتضى عقد التأمين‪ ،‬أو‬
‫هو المبل الذي يتبر به المشتر لشركة التأمين في مقابل تعهدها بدفع مبل التأمين‪ ،‬وان‬
‫شركات التأمين التعاوني تحدد قيمة القسط على أساس مبل التأمين المتفق عليه‪ .‬وذكر ذل‬
‫أيض ا عالم آخر عندما عرل نظام التأمين بأنه" قواعد قانونية موضوعية يقصد بها في التشريع‬
‫المجال للتعاون على تفتيت آثار المخاطر المختلفة وازالتها عن عاتق المصاب‪ ،‬وذل‬ ‫فس‬
‫بطريق التعاقد بين جهتين‪ :‬مأمن يلتزم بتعويض المصاب عن األضرار التي تلحقها به الحوادث‬
‫المأمن منها‪ ،‬ومستأمن يلتزم بقسط من المال يدفعه للجهة المأمنة لقاء التزامها بالتعويض عليه‬
‫إذا وقع الحادث الخطر االحتمالي"‪.‬‬
‫ولعل هذا مما يعزز دخول عقد التأمين التعاوني تحت باب المعاوضات‪ ،‬ويوقع في‬

‫التناقض من أدخل عقد التأمين التعاوني في باب التبرعات‪ ،‬وجعله في نفس الوقت عقدا ملزم ا‬
‫للجانبين‪ .‬فالتبر واإللزام للجانبين صفتان متناقضتان ال تجتمعان في عقد واحد‪.‬‬

‫الصفة الثالثة‪ :‬من عقود الغرر أو من العقود االحتمالية‬


‫العقد االحتمالي أو عقد الغرر في القانون هو" العقد الذي تتوقل التزامات أحد طرفيه في‬
‫وجودها أو في قدرها على حادثة ير محققة أو ير معين وقت وقوعها بحيث ال يستطيع العاقد‬
‫أن يحدد وقت إبرامه قدر الكسب أو الخسارة التي تعود عليه منه"‪ ،‬أي أنها عقود معاوضات فيها‬
‫رر فاحش ‪ ،‬ومن ثم ال يصنل عقد التأمين التعاوني تحت هذه العقود إذا قلنا إنه من عقود‬
‫التبرعات أما إذا جعل من قبيل المعاوضات وهو ما سبق ترجيحه فإنه يصنل هو وعقد التأمين‬
‫التجاري تحت هذا الباب‪ ،‬وذل في الصورة األولى التي تجعل التأمين مقصدا أساس ا من العقد‪،‬‬

‫‪047‬‬
‫أما إذا تم إتبا الصورة الثانية التي تجعل التأمين مقصدا تابع ا وتجعل المضاربة عقدا أساس ا فال‬
‫تنطبق هذه الصفة على العقد‪.‬‬

‫الصفة الرابعة‪ :‬عقد زمني‬


‫صنل بعض القانلين بدخول التأمين التعاوني في باب التبرعات هذا العقد ضمن العقود‬
‫الزمنية‪ ،‬وهي‪ ":‬العقود التي يكون عنصر الزمن عنص ار أساس ا فيها بأن يتحدد على مقتضاه محل‬
‫ابتداء من تاري‬
‫ا‬ ‫التزام ناشئ عنه "‪ ،‬حيث يلتزم المأمن لمدة معينة فيتحمل تبعة الخطر منه‬
‫معين إلى نهاية تاري معين‪ ،‬وكذل يلتزم المأمن له للمدة التي يلتزم لها المأمن ويوفي التزامه‬
‫أقساط ا متتابعة على مدى هذه المدة ويجوز أن يوفيه دفعة واحدة‪ .‬ويترتب على كون عقد التأمين‬
‫عقدا زمني ا أنه إذا انفس هذا العقد أو فس لم يكن الفس بأثر رجعي‪ ،‬ولم ينحل العقد إال من‬
‫وقت الفس وما نفذ منه قبل ذل يبقى قانما وبوجه خاي ال يسترد المأمن له األقساط المقابلة‬
‫للمدة التي انقضت قبل حل العقد‪ .‬وقد أخذت هينات التأمين اإلسالمية بهذا المبدأ فترد للمأمن‬
‫له عند فس العقد من قبل أحدهما جزاء من القسط يتناسب مع المدة المتبقية من العقد‪ ،‬أو‬
‫بحسب ما يسمى تعرفة المدد القصيرة وفقا للمعمول به في الهينات التقليدية‪ .‬وقد صدرت فتوى‬
‫من هينة الرقابة الشرعية بشركة التأمين اإلسالمية األردنية بجوازها استنادا إلى أن المسلمين عند‬
‫شروطهم إال شرط ا أحل حرام ا أو حرم حالالا وهذا الشرط ليس فيه محظور شرعي كما ترى‬
‫الهينة‪ ،‬ويحقق المصلحة العامة ألعمال التأمين‪ ،‬واستقرار المعامالت‪.‬‬
‫ويرى الكاتب أن هذا يتناسب مع عقود المعاوضات‪ ،‬وال يتناسب مع عقود التبرعات التي‬
‫يفترض دخول عقد التأمين التعاوني فيها‪ .‬فاألولى إن كان العقد تبرع ا فعالا هو أن تتم المحاسبة‪،‬‬
‫أو اإلرجا من عدمه‪ ،‬وكذل قيمة الجزء المعاد بحسب النتانس الفعلية إن أمكن ذل ‪ ،‬أو بحسب‬
‫النتانس األولية للهينة في تاري الفس ‪ .‬فإذا ثبت مثالا في تاري الفس أن التعويضات المدفوعة‬
‫والمستحقة قد استغرقت كامل األقساط المدفوعة فإنه ال يحق للمأمن له استرداد شيء من القسط‬
‫بسبب استغراقه كله ألنه في هذه الحالة يكون متبرعا بكامل القسط‪ ،‬ثم من أين تأتي له الشركة‬
‫بذل الجزء المسترجع‪ .‬أما إن كان ذل متعذ ار من الناحية العملية فيجعل العقد الزما في حق‬
‫طرفي العقد‪ .‬وهذا إذا تم التبر بجزء من القسط‪ ،‬أما إذا كان التبر بكامل القسط من البداية فال‬
‫يحق له استرجا أي جزء من القسط‪.‬‬

‫‪048‬‬
‫الفصل الرابع عشر‬
‫اإلطار التطبيقي للتأمين التعاوني (التكافلي أو اإلسالمي)‬

‫اختررارت هينررات التررأمين اإلسررالمية التررأمين التعرراوني أساسر ا لهررا‪ ،‬التفرراق آراء وفترراوى كثيررر‬
‫مررن العلمرراء المعاص ررين علررى تح رريم التررأمين التجرراري بكافررة صرروره وأشرركاله‪ ،‬واتفرراق آراء وفترراوى‬
‫عدد من العلماء المعاصرين على جواز التأمين التعراوني فري الجملرة‪ .‬ويفراد مرن اسرتعراض وثرانق‬
‫عرردد مررن هينررات التررأمين اإلسررالمية المعاص ررة وجررود نرروعين مررن الوثررانق يررتم مررن خاللهررا تطبيررق‬
‫التأمين التعاوني أو التكافلي أو اإلسالمي‪ ،‬هما‪ :‬وثانق التأمين على األشياء ووثانق التأمين علرى‬
‫األشخاي وذل وفق ثالثة نماذج رنيسة‪:‬‬

‫النمو ج األول‬

‫يجعل هذا النموذج التأمين مقصدا أساس ا للعقد‪ ،‬واالستثمار مقصدا تابع ا‪ .‬ويمثل هذا‬
‫االتجاه كل من الشركة الوطنية للتأمين التعاوني(التعاونية للتأمين)‪ ،‬والشركة اإلسالمية العربية‬
‫سابق ا‪ ،‬سالمة حالي ا)‪ ،‬ومن حذا حذوهما من شركات التأمين اإلسالمية األخرى‪.‬‬ ‫للتأمين (إيا‬
‫وتتمثل الخطوط الرنيسة لهذا النموذج فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ .0‬الهرردل مررن إنشرراء الهينررة‪ ،‬ومررن انضررمام الفرررد إليهررا هررو المحافظررة علررى الوضررع االقتصررادي‬
‫للعضو عند مستوى اقتصادي معين أثناء مدة سرريان الوثيقرة‪ .‬أو‪ :‬تحقيرق أقصرى منفعرة ممكنرة‬
‫للفرررد مررن اسررتخدام الثررروة أثنرراء مرردة س رريان العق رد (الحصررول علررى مبل ر التررأمين عنررد حصررول‬
‫الخط ررر‪ +‬الف ررانض عن ررد وج رروده)‪ ،‬وذلر ر ف رري الت ررأمين عل ررى األش ررياء‪ .‬واالدخ ررار وتك رروين رأوس‬
‫األموال في تاري معين وذل في التأمين على األشخاي‪.‬‬
‫‪ .2‬وجود عالقة وكالة بأجر‪ ،‬أو بدون أجر‪ ،‬بين الهينة من جهة‪ ،‬وبين األعضاء من جهة أخررى‪،‬‬
‫فيما يتعلق بإدارة وتنظيم عمليات التأمين‪ .‬وعالقة مضاربة فيما يتعلق باستثمار أموال التأمين‪.‬‬
‫‪ .3‬أخررذ بعررض الهينررات اإلسررالمية ب ررأي مررن اش ررترط الررني ص رراحة علررى أن القسررط مرردفو م ررن‬
‫العضررو علررى سرربيل التبررر ‪ ،‬فررذكر أن القسررط يدفعرره العضررو تبرع ر ا ليعرران منرره مررن يحترراج إلررى‬
‫العررون مررن أعضرراء الهينررة‪ ،‬مثررل‪ :‬الشررركة اإلسررالمية العربيررة للتررأمين‪ .‬وأخررذ الرربعض ا‪.‬خررر مررن‬
‫هذه الهينات برأي من لم يشترط الني صرراحة علرى أن القسرط مردفو مرن العضرو علرى سربيل‬

‫‪042‬‬
‫التبر ‪ ،‬فلم يرذكر أن القسرط يدفعره العضرو تبرعر ا ليعران منره مرن يحتراج إلرى العرون مرن أعضراء‬
‫الهينررة‪ ،‬مثررل‪ :‬الشررركة الوطنيررة للتررأمين التعرراوني‪ .‬وبالتررالي يكررون هررذا العقررد معاوضررة وفق راُ لمررن‬
‫اشترط الني على كون القسط تبرع ا ليعان منه من يحتاج إلى العون من أعضاء الهينة‪.‬‬
‫‪ .4‬وجررود عالقررة معاوضررة بررين مجمررو المررأمن لهررم‪ .‬حيررث يقرروم العقررد علررى مبرردأ هبررة الث رواب‪ ،‬أو‬
‫الهبة بعوض‪ ،‬نظ ار اللتزام كل عضو ينضم إلى ذل االتفاق بدفع مبل معين وثابت من المرال‬
‫يرردفع مررن كررل مررنهم مسرربق ا يتبررر منرره لمررن يصرريبه ضرررر مررا مررن األعضرراء‪ ،‬وذلر مقابررل الترزام‬
‫الهينررة باإلنابررة عررن برراقي األعضرراء بتعويضرره عنررد وقررو الخطررر المررأمن منرره وتحقررق الضرررر‪.‬‬
‫وهررذه العالقررة أي المعاوضررة موجررودة بررين أي مشررتر أو حامررل وثيقررة مررن جهررة‪ ،‬وبررين شررركة‬
‫التأمين اإلسالمية باإلنابة عرن براقي حملرة الوثرانق مرن جهرة أخررى‪ .‬فهري تنتحرل صرفة المرأمن‬
‫باإلنابررة عررن مجمررو حملررة الوثررانق وتبقرري لكررل مررنهم صررفة المررأمن لرره فقررط‪ .‬أي أن العقررد ملررزم‬
‫للجانبين‪ .‬وتفاد هذه العالقة من عدة أمور هي‪:‬‬
‫‪ .0.4‬وجررود عبررارات تتصرردر وثررانق التررأمين الصررادرة عررن هررذه الهينررات تفيررد قيامهررا علررى مبرردأ هبررة‬
‫الثواب أي المعاوضة‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫‪ ‬تتصدر العبارة ا‪.‬تية وثانق الشركة اإلسالمية العربية للتأمين (إيا سابق ا‪ ،‬سالمة حالي ا) ومنها‬

‫وثيقررة تررأمين السرريارات علررى سرربيل المثررال‪ ":‬بم را أن الشررركة اإلسررالمية للتررأمين ترردير صررندوق ا‬
‫يس رراهم في رره األعض رراء عل ررى أس رراس التكاف ررل الش رررعي لتعويض ررهم ع ررن األش ررياء الم ررأمن عليه ررا‬
‫الموصرروفة فرري الوثيقررة أو فرري مالحقهررا وفق ر ا للشررروط ال رواردة فرري هررذه الوثيقررة‪ ،‬فررإن الشررخي‬
‫المأمن له المرذكور اسرمه فري الجردول المرفرق بهرذه الوثيقرة قرد ر رب مرن الشرركة بموجرب طلرب‬
‫خطري‪ ،‬أو إقررار شرفوي‪ ،‬أن يكرون مشرتركا فري هرذا الصرندوق بأقسراط يتبرر بهرا كليرا‪ ،‬أو جزنيرا‬
‫لوعاء التأمين‪ ،‬ويستفيد من التعويضات المقررة في نظام الصندوق‪ .‬وأنره بمقتضرى هرذه الوثيقرة‬
‫تلتزم الشركة بصفتها مديرة للصرندوق بمرا يلري أدنراه وذلر بالنسربة للحروادث التري تقرع فري أثنراء‬
‫مدة التأميين وطبقا لشروط الوثيقة‪ :‬أوالا حدود التغطية‪.0 :‬أ‪ :‬تتعهد الشركة بتعويض المأمن له‬
‫عررن الخسررارة أو الضرررر الررذي يصرريب المركبررة المررأمن عليهررا‪.2 ...‬أ‪ .‬للشررركة الخيررار فرري أن‬
‫تدفع التعويض عن الضرر أو الخسارة نقدا‪.".....‬‬

‫‪005‬‬
‫‪ ‬تتص رردر العب ررارة ا‪.‬تي ررة وث ررانق الش ررركة الوطني ررة للت ررأمين التع رراوني‪ ":‬بموج ررب نظامه ررا األس رراس‪،‬‬
‫وكشركة تعمل بمبدأ التأمين التعاوني يجوز للشركة من وقت ‪.‬خر توزيع كرل‪ ،‬أو جرزء مرن أي‬
‫فررانض صررال سررنوي ينررتس عررن عمليررات التررأمين‪ .....‬وبمررا أن المررأمن لرره قررد تقرردم إلررى الشررركة‬
‫بطلب يشكل أساس ا لهرذا العقرد‪ ،‬وجرزاء ال يتجر أز منره‪ ،‬وقرد سردد‪ ،‬أو وافرق علرى تسرديد االشرت ار ‪،‬‬
‫فررإن الشررركة توافررق ومررع الخضررو فرري ذل ر ألحكررام وشررروط واسررتثناءات الوثيقررة علررى تعررويض‬
‫المأمن له بالكيفية‪ ،‬والى المدى المبينين فيما بعد"‪.‬‬
‫‪ ‬ورود العبررارات ا‪.‬تيررة فرري وثيقررة آفرراق وهرري إحرردى وثررانق برنررامس االدخررار المررنظم الصررادر عررن‬
‫الشركة الوطنية للتأمين التعاوني‪ ،‬والتي هي وثيقة تأمين على األشخاي‪:‬‬
‫التعريفات‪:‬‬

‫" قسط التأمين‪ :‬المبل المحدد في الجدول والذي يترتب على حال الوثيقة أداأه للشركة دوري ا‬
‫أقساط‬ ‫عن الخطر المأمن ضده‪ ،‬ومقابل المنفعة األساسية وأية منفعة تكميلية أخرى‪ ،‬كذل‬
‫أن جعل القسط في مقابل‬ ‫التأمين الخاصة بحسابي االدخار واالستثمار إن وجد"‪ .‬وال ش‬
‫المنفعة أي مبل التأمين المستحق يعني المعاوضة‪.‬‬
‫" سداد قسط التأمين ومدة اإلمهال‪ :‬يتوجب سداد جميع أقساط التأمين دوريا كما هو مبين في‬
‫الجدول‪ ....‬وفي حالة نشوء مطالبة خالل فترة اإلمهال المنطبقة فإن أي قسط تأمين مستحق‬
‫الداء ولم يسدد سول يتم اقتطاعه من مبل المنفعة القابلة للسداد"‪ .‬وال ش أن خصم القسط‬
‫المستحق ولم يتم دفعه من مبل التأمين المستحق يعني المعاوضة‪ ،‬حيث إن كل مبل تأمين‬
‫مدفو يقابله جزء من القسط‪.‬‬
‫"أداء المنافع‪ :‬تدفع المنافع المنصوي عنها بموجب هذا العقد عند حلول موعد‬
‫المستندات سول تدفع الشركة للمستفيد في حالة الوفاة‬ ‫استحقاقها‪ ......‬وبمجرد استالم تل‬
‫المبل األكبر للمنفعة األساسية‪ ،‬أو مبل االدخار األساسي‪ ،‬إضافة إلى مبل االدخار اإلضافي‬
‫إن وجد‪ ،‬محسوم ا منه أية مديونيات‪ ،‬أو قروض متراكمة‪ ،‬أو أقساط تأمين ير مدفوعة"‪ .‬وال‬
‫ش أن خصم القسط المستحق ولم يتم دفعه من مبل التأمين المستحق يعني المعاوضة‪ ،‬حيث‬
‫إن كل مبل تأمين مدفو يقابله جزء من القسط‪.‬‬
‫‪ .304‬جعل عقد تأمين الهينات اإلسالمية من العقود الزمنية‪ ،‬والعمل بما يترتب على هذا المبدأ‬
‫عند انحالل العقد قبل انتهاء مدته الزمنية في الفكر الوضعي‪ .‬حيث ترد هينات التأمين‬

‫‪000‬‬
‫اإلسالمية للمأمن له عند فس العقد من قبل أحد طرفي العقد جزاء من القسط يتناسب مع‬
‫المدة المتبقية من العقد‪ ،‬أو بحسب التعريفة التي تضعها الشركة‪ ،‬أو ما يسمى تعرفة المدد‬
‫القصيرة‪ .‬وقد سبق الحديث عن الحكم الشرعي لهذا التصرل‪.‬‬
‫‪ .404‬خضو عقود التأمين اإلسالمية لنفس المبادئ القانونية التي يخضع لها عقد التأمين‬
‫التجاري‪ ،‬والتبادلي أو التعاوني في الفكر الوضعي‪ .‬ولم يطلع الكاتب على رأي يجيز أو يمنع‬
‫األخذ بهذه القواعد كلي ا أو جزني ا‪.‬‬
‫‪ .401‬انتهاء عقد التأمين لنفس األسباب التي تنهي عقود التأمين التجارية والتبادلية أو التعاونية‬
‫في الفكر الوضعي‪ .‬ولم يجد الكاتب رأيا ألحد العلماء المعاصرين يمنع أو يجيز األخذ بها‪.‬‬
‫ويرى الكاتب أن األولى هو أن تتم المحاسبة وفق ا للنتانس الفعلية في تاري الفس ألن هذا هو‬
‫الذي يتناسب مع التبر ‪ .‬أما المطبق فعالا فيتناسب كما يرى الكاتب مع عقود المعاوضات وهو‬
‫المتبع فعالا في هينات التأمين التجارية والتبادلية أو التعاونية الوضعية‪ .‬وربما استندت الهينات‬
‫اإلسالمية في كيفية المحاسبة عند إنهاء العقد إلى فتوى هينة الرقابة الشرعية بشركة التأمين‬
‫اإلسالمية األردنية التي سبق الحديث عنها‪ .‬وربما كان األخذ بها مما يساعد الهينة على القيام‬
‫بعملها‪ ،‬ويضمن جدية العضو عند االنضمام للهينة‪.‬‬
‫‪ .407‬خضو وثانق التأمين اإلسالمية لمبدأ نسبية القسط إلى الخطر المعمول به في وثانق التأمين‬
‫التجاري والتعاوني الوضعية‪ .‬فهنا شروط في هذه الوثانق تني على أن القسط المدفو إنما‬
‫هو مقابل لتغطية أخطار معينة محددة بالوثيقة‪ ،‬وأن على المأمن له أن يدفع قسطا إضافيا إذا‬
‫ر ب في تغطية أخطار إضافية‪ .‬باإلضافة إلى وجود شروط أخرى تني على دفع قسط‬
‫إضافي في حالة التعويض الجزني عن الضرر وانخفاض مبل التأمين‪ ،‬ور بة المأمن له في‬
‫إعادة مبل التأمين إلى الحد الذي كان عليه عند توقيع عقد التأمين‪.‬‬

‫النمو ج الثاني‬
‫يجعل هذا النموذج التأمين على األشياء واألشخاي مقصدا ثانوي ا للعقد‪ ،‬واالستثمار‬
‫مقصدا أساسا‪ .‬وتتمثل الخطوط الرنيسة لهذا النموذج فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ .0‬الهدل من عقود مضاربات التكافل الصادرة عن شركة التكافل للتأمين اإلسالمي هو‬
‫التعويض‪ ،‬أو إعادة المأمن له إلى نفس الحالة االقتصادية التي كان عليها قبل وقو الخطر‪،‬‬
‫أو‪ :‬المحافظة على مستوى اقتصادي معين للعضو خالل فترة نفاذ العقد‪ ،‬أوتحقيق أقصى‬

‫‪002‬‬
‫منفعة اقتصادية ممكنة للعضو من استخدام موضو التأمين خالل فترة سريان العقد‪ .‬والهدل‬
‫من عقود نظام التكافل االجتماعي الصادرة عن شركة التأمين اإلسالمية العالمية هو االدخار‬
‫وتكوين رأس األموال في تاري معين‪ ،‬فهي عقود تأمين على األشخاي‪ .‬ليتماثل بذل الهدل‬
‫من هذين العقدين مع الهدل من العقود الصادرة وفق النموذج األول‪ ،‬ومع الهدل من التأمين‬
‫التجاري والتبادلي أو التعاوني في الفكر الوضعي‪.‬‬
‫‪ .2‬وجود عالقة مضاربة بين شركة التأمين اإلسالمية وبين حملة الوثانق‪ ،‬حيث تكون الشركة‬
‫بمثابة المضارب في مضاربة مشتركة‪ ،‬ويكون حملة الوثانق بمثابة أرباب المال‪ ،‬وذل كما في‬
‫الوثانق الصادرة عن شركة التكافل للتأمين اإلسالمي‪ ،‬حيث تتصدر العبارة ا‪.‬تية وثانقها‪:‬‬
‫"المضاربة اإلسالمية‪ :‬هي شركة المضاربة المكونة طبق ا ألحكام الشريعة اإلسالمية بين حملة‬
‫صكو المضاربة (أرباب المال) من جانب‪ ،‬وشركة التكافل للتأمين اإلسالمي (المضارب) من‬
‫جانب آخر"‪ .‬ووثانق نظام المضاربة للتكافل االجتماعي الصادرة عن شركة التأمين اإلسالمية‬
‫العالمية‪ ،‬والتي تتصدرها العبارة ا‪.‬تية‪ " :‬المضاربة اإلسالمية للتكافل هي شركة المضاربة‬
‫المكونة طبق ا ألحكام الشريعة اإلسالمية بين حملة شهادات المضاربة (أرباب المال) من‬
‫جانب‪ ،‬وشركة التأمين اإلسالمية العالمية بصفتها المضارب المضارب الذي ينفرد بإدارة‬
‫شأون المضاربة من جانب آخر"‪.‬‬
‫‪ .3‬األخذ برأي من اشترط الني صراحة على أن قسط أو اشت ار التكافل مدفو من العضو أو‬
‫المأمن له أو المشتر على سبيل التبر ‪.‬‬
‫‪ .4‬وجود عالقة معاوضة بين مجمو حملة الوثانق أو المأمن لهم أو المشتركين‪ ،‬وفق ا لمبدأ هبة‬
‫الثواب‪ ،‬أو الهبة لعوض‪ .‬وهذه العالقة موجودة بين أي مشتر أو حامل وثيقة‪ ،‬وبين شركة‬
‫التأمين اإلسالمية باإلنابة عن باقي حملة الوثانق‪ .‬إذ تنتحل الشركة صفة المأمن باإلنابة عن‬
‫مجمو حملة الوثانق‪ ،‬وتبقي لكل منهم صفة المأمن له فقط‪ ،‬لتتماثل بذل هذه العقود مع تل‬
‫الصادرة وفق النوذج األول‪ ،‬ومع نظيرتها في الفكر الوضعي‪.‬‬
‫‪ .0‬خضو وثانق التأمين اإلسالمية لمبدأ نسبية القسط إلى الخطر المعمول به في وثانق التأمين‬
‫التجاري والتعاوني الوضعية‪ .‬فهنا شروط في هذه الوثانق تني على أن القسط المدفو إنما‬
‫هو مقابل لتغطية أخطار معينة محددة بالوثيقة‪ ،‬وأن المأمن له يدفع قسط ا إضافي ا إذا ر ب‬
‫في تغطية أخطار إضافية‪.‬‬

‫‪003‬‬
‫النمو ج الثالث‬
‫يجعل هذا النموذج التأمين على األشياء واألشخاي مقصدا ثانويا للعقد‪ ،‬واالستثمار‬
‫مقصدا أساس ا‪ .‬ويمثل هذا االتجاه بن الجزيرة في عقود التكافل التعاوني الصادرة عنه‪ .‬وتتمثل‬
‫الخطوط الرنيسة لهذا النموذج فيما يأتي‪:‬‬
‫الجزيرة هو االدخار وتكوين رأوس‬ ‫‪ .5‬الهدل من عقود التكافل التعاوني الصادرة عن بن‬
‫األموال في تاري معين‪ ،‬فهي عقود تأمين على األشخاي‪.‬‬
‫‪ .2‬وجود عالقة وكالة بأجر بين بن الجزيرة وبين حملة الوثانق‪ ،‬حيث يتم االستثمار وفق ا لمبدأ‬
‫الوكالة المعروفة في الفقه اإلسالمي‪ ،‬إذ يكون البن بمثابة الوكيل‪ ،‬ويكون حملة الوثانق بمثابة‬
‫الموكل‪ .‬حيث يفاد ذل من اشتمال هذه العقود على العبارة ا‪.‬تية‪ " :‬ولما كان المشتر مدير‬
‫التكافل قد تلقى من المشتر طلب اشت ار تكافل تعاوني ‪ ....‬ولما كان المشتر يدر أن‬
‫الغرض من التكافل التعاوني هو تحقيق التكافل بين جميع المشتركين المأهلين لتخفيل آثار‬
‫الكوارث التي تحل بهم من خالل أقساط التكافل التي يتبرعون بها لتغطية المخاطر التي قد‬
‫يتعرضون لها‪ ،‬وبموجبه فقد أقر المشتر بحق مدير التكافل في القيام برعاية مصال‬
‫المشتركين جميعا واتخاذ ما يراه من التدابير المناسبة في كل األحوال لرعاية هذه المصال‬
‫إلى حرمان المشتر أو األطرال الذين يحددهم من المنافع المنصوي‬ ‫حتى ولو أدى ذل‬
‫عليها في هذا العقد في حال تصرل المشتر على نحو ينطوي على الغش أو سوء النية‪.‬‬
‫ولما كان المشتر قد قام بموجب هذا العقد (استنادا إلى مبادئ الوكالة حسب تعريفها الشرعي‬
‫المطبق في المملكة العربية السعودية ويشار إليها فيما بعد بعبارة المملكة) بتعيين " مدير‬
‫التكافل" وكيالا للقيام نيابة عن "المشتر " بإدارة حساب االحتياطي الفردي االستثماري ( ويشار‬
‫إليه فيما بعد بعبارة حساب االحتياطي) وحساب التكافل التعاوني (ويشار إليه فيما بعد بعبارة‬
‫حساب التكافل)‪ .‬وحيث إن المشتر قد أقر وأكد بأن من مقتضيات هذه الوكالة قيام مدير‬
‫التكافل بتنفيذ مهامه اإلدارية لما فيه مصلحة المشتركين المأهلين‪ ،‬لذا فقد وافق طرفا العقد‬
‫على أن يقوم مدير التكافل عند وفاة المشمول بالتغطية بدفع المبال المنصوي عليها في هذا‬
‫العقد‪ .....‬وفي كل األحوال فإن الدفع مشروط بااللتزام التام باألحكام والشروط المنصوي‬
‫عليها في هذا العقد‪ ،‬ومشروط أيض ا بتسلم مدير التكافل جميع االشتراكات من المشتر حسب‬
‫ما يني عليه العقد‪.‬‬

‫‪004‬‬
‫‪ .2‬األخذ برأي مرن اشرترط الرني صرراحة علرى أن قسرط أو اشرت ار التكافرل مردفو مرن العضرو أو‬
‫المأمن له أو المشتر على سبيل التبر ‪.‬‬
‫‪ .3‬وجود عالقة معاوضرة برين مجمرو حملرة الوثرانق أو المرأمن لهرم أو المشرتركين وفقر ا لمبردأ هبرة‬
‫الث رواب‪ ،‬أو الهبررة لعرروض‪ .‬وهررذه العالقررة موجررودة بررين أي مشررتر أو حامررل وثيقررة‪ ،‬وبررين بن ر‬
‫الجزي ررة باإلنابررة عررن برراقي حملررة الوثررانق‪ .‬إذ ينتحررل البن ر صررفة المررأمن باإلنابررة عررن مجمررو‬
‫حملة الوثانق ويبقي لكل منهم صفة المأمن له فقط‪ ،‬لتتماثل بذل هذه العقود مع تل الصرادرة‬
‫وفررق النرروذج األول‪ ،‬ومررع نظيرتهررا مررن عقررود تجاريررة وتبادليررة أو تعاونيررة فرري الفكررر الوضررعي‪.‬‬
‫حيث تفاد المعاوضة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ .0.4‬وجررود عبررارات تفيررد ذلر وذل ر مثررل العبررارة ا‪.‬تيررة الترري وردت فرري مقدمررة وثيقررة عقررد التكافررل‬
‫التعراوني الجمراعي للحمايررة تحرت عنروان الحيثيرات‪ " :‬وحيررث إن المشرتر قررد أقرر وأكررد برأن مررن‬
‫مقتضرريات هررذه الوكالررة قيررام مرردير التكافررل بتنفيررذ مهامرره اإلداريررة لمررا فيرره مصررلحة المشررتركين‬
‫المأهلين‪ ،‬لذا فقد وافق طرفا العقد على أن يقوم مدير التكافل عند وفاة المشمول بالتغطية بردفع‬
‫المبال المنصوي عليها في هذا العقد‪ .....‬وفي كل األحروال فرإن الردفع مشرروط برااللتزام الترام‬
‫باألحكام والشروط المنصوي عليها فري هرذا العقرد‪ ،‬ومشرروط أيضرا بتسرلم مردير التكافرل جميرع‬
‫االشتراكات من المشتر حسب ما يني عليه العقد"‪.‬‬

‫‪ .2.4‬جاء في البند ‪ 4-3‬من نفس العقد تحت عنوان شروط النفاذ‪ " :‬يعد االلتزام والتنفيرذ الواجبران‬
‫ألحكام وشروط تظهيررات العقرد وصردق ودقرة اإلقر اررات واإلجابرات وكرل التصرريحات واإلقر اررات‬
‫والبيانررات ال رواردة فرري الطلررب‪ ،‬واإلق ررار المقرردم مررع هررذا العقررد شرررط ا مسرربق ا والزم ر ا يتعررين علررى‬
‫المشتر تحقيقه‪ ،‬لكي يتحمل مدير التكافل أي التزام بدفع أي مبل بموجب هذا العقد"‪ .‬وال شر‬
‫أن مررن أهررم الشررروط وااللت ازم ررات دفررع االشررتراكات بالصررفة المتف ررق عليهررا كمررا ورد فرري العب ررارة‬
‫السابقة‪.‬‬

‫‪ .3.4‬ارتبرراط االشررت ار بمبل ر التررأمين المسررتحق‪ :‬جرراء فرري البنررد ‪ 0/4‬بعن روان المسررأولية عررن دفررع‬
‫مبل ر ر االشر ررت ار ‪" :‬إذا ادت ظر رررول معينر ررة إلر ررى انخفر رراض قيمر ررة صر ررافي األصر ررول فر رري حسر رراب‬
‫االحتيرراطي الخرري بالمشررتر إل رى الحررد الررذي يكررون فيرره المبل ر المتبقرري بالحسرراب يررر كررال‬
‫لتغطية المشار إليه أعراله‪ ،‬فرإن المشرتر يتعهرد بإيردا أيرة مبرال إضرافية إلرى الحرد الرذي يجعرل‬

‫‪000‬‬
‫ذل ر الحسرراب كافي ر ا‪ .‬وسررول يحررري مرردير التكافررل علررى التاكررد مررن أن مبررال أقسرراط التكافررل‬
‫المتجمعة كافية في جميع الوقات لمواجهة االلتزامات ذات العالقة"‪.‬‬

‫‪ .404‬العمررل بمبرردأ نسرربة القسررط إلررى الخطررر‪ :‬جرراء فرري بنررد ‪ 5/3‬بعنروان أحكررام أساسررية‪ ،‬وبنررد ‪4/4‬‬
‫بعنوان أقساط التكافل‪ " :‬يقوم المختصون بالحسابات االكتوارية بتحديد أقساط التكافرل أل رراض‬
‫دفع المنافع عند وقو أية حالة مشمولة بالتغطية اعتمادا على العمرر عنرد االشرت ار وهرو العمرر‬
‫الذي بلغه المشمول بالتغطية‪ ،‬ومبل التغطية‪ ،‬والوضع الصحي والمهني للمشمول"‪.‬‬
‫‪ .0.4‬انتهرراء االشررت ار بالعقررد بسرربب عرردم قيررام المشررتر برردفع أقسرراط التكافررل عررن ذل ر المشررمول‬
‫بالتغطية وفق ما يقتضيه العقد وذل وفق بند ‪.2/3‬أ بعنوان إنهاء االشت ار ‪.‬‬

‫‪ .6.4‬خضررو العقررد لررنفس المبررادئ القانونيررة الترري تخضررع لهررا عقررود التررأمين التجاريررة والتعاوني ررة‬
‫والتبادلية الوضعية وهري‪ :‬منتهرى حسرن النيرة( بنرد ‪ 4/3‬بعنروان شرروط النفراذ‪ ،‬وبنرد ‪ 3/8‬بعنروان‬
‫الغش)‪ .‬والسبب القريب ( بند ‪ 7‬بعنوان االستثناءات)‪.‬‬

‫‪ .104‬انتهرراء العقررد لررنفس األسررباب الترري تنهرري عق رود التررأمين التجاريررة والتبادليررة أو التعاونيررة فرري‬
‫الفكر الوضعي‪ ،‬وذل أسوة بسابقتها الصادرة وفق النموذج األول‪ .‬وهذه األسباب هي‪:‬‬
‫‪ ‬التسديد الكامل للمنافع التي تعود إلى ذل المشرمول بالتغطيرة ( بنرد ‪ .2/3‬هرر‪ ،‬بعنروان إنهراء‬
‫االشت ار )‪.‬‬
‫‪ ‬انتهرراء االشررت ار بالعقررد بسرربب عرردم قي رام المشررتر برردفع أقسرراط التكافررل عررن ذل ر المشررمول‬
‫بالتغطية وفق ما يقتضيه العقد ( بند ‪.2/3‬ج بعنوان إنهاء االشت ار )‪.‬‬
‫‪ ‬طلب الفس من قبل أحد طرفي العقد في أي وقت حيث إن العقد جانز لكال الطرفين وذلر‬
‫وفق ما جاء في بند ‪ 6/8‬بعنوان التجديد واإللغاء‪" :‬يجوز ألحد طرفي العقرد إلغراء العقرد إمرا‬
‫بكاملره‪ ،‬أو بالنسرربة ألي عضررو مشررمول بالتغطيررة فري أي وقررت‪ ،‬بتوجيرره إشررعار خطرري مدترره‬
‫أرعة عشر يوم ا إلى الطرل ا‪.‬خر‪ ،‬شريطة أال يمس ذل اإللغاء بحقوق طرفي العقد"‪.‬‬

‫انتهاء عقد التأمين التعاوني وانهانه‬


‫عقد التأمين التعاوني أو التكافلي أو اإلسالمي من العقود الزمنية ينتهي بانتهاء مدته‬
‫الزمنية‪ .‬سواء أكان التأمين هو المقصد األساس من العقد وكان االستثمار مقصدا تابع ا‪ ،‬أم كان‬
‫االستثمار هو المقصد األساس من العقد وكان التأمين مقصدا تابعا‪ ،‬حيث يكون عقد التأمين في‬

‫‪006‬‬
‫هذه الحالة مرتبط ا بعقد مضاربة وعقد المضاربة من العقود التي أجاز الفقهاء ربطها بعنصر‬
‫الزمن‪ .‬وبالتالي يترتب على انتهاء المدة الزمنية لعقد المضاربة انتهاء عقد التأمين المرتبط به‪،‬‬
‫كما ينتهي عقد التأمين هنا أيض ا بانتهاء عقد المضاربة بأي سبب من األسباب التي تنهي عقد‬
‫المضاربة‪ ،‬والتي منها على سبيل المثال طلب فس العقد من قبل أحد طرفي العقد وهما حامل‬
‫الوثيقة الذي هو رب المال‪ ،‬وهينة التأمين التي هي عامل المضاربة‪ ،‬ألن عقد المضاربة من‬
‫العقود الجانزة في الفقه اإلسالمي‪ .‬كما يمكن إنهاء العقد قبل انتهاء مدته الزمنية لنفس األسباب‬
‫التي تنهي عقد التأمين في القانون المدني‪ .‬حيث استقر عرل هينات التأمين اإلسالمية على‬
‫ذل ‪ .‬واذا كان التأمين هو المقصد األساس من العقد‪ ،‬فإن العقد ينتهي قبل انتهاء مدته الزمنية‬
‫في حاالت سبق الحديث عنها‪.‬‬

‫الفائض التأميني‬
‫هو مجمو االشتراكات أو التبرعات المحصلة من األعضاء والمستحقة عليهم‪ ،‬مطروح‬
‫منها التعويضات المدفوعة من الهينة لألعضاء المتضررين والمستحقة عليها والمصروفات‬
‫اإلدارية المختلفة‪ .‬وهو من حق األعضاء وحدهم دون الهينة‪ .‬ويقابل الفانض في التأمين‬
‫التعاوني أو التكافلي الرب في التأمين التجاري‪ .‬وبالتالي فإن توزيع الفانض على حملة الوثانق‬
‫في التأمين التعاوني ليس دليالا على قصد التعاون وعدم قصد الرب ‪ ،‬بل هو دليل على قصد‬
‫تخفيض تكلفة التأمين بالنسبة للعضو‪ .‬ويبرر حصول العضو على الفانض بما يأتي‪:‬‬
‫الجزء‬ ‫متبر بجزء منه فكان من حق العضو استرداد ذل‬ ‫‪ .5‬الفانض مال متبق من اشت ار‬
‫المتبقي حيث إنه مال لألصل‪ ،‬وذل إذا قلنا إن االشت ار مدفو على سبيل التبر ليعان منه‬
‫من يحتاج إلى العون من أعضاء الهينة التأمينية‪ .‬أما إذا قلنا إن القسط أو االشت ار مدفو كله‬
‫على سبيل التبر فإن العضو ال يستحق شينا من الفانض ألن أصل المال الذي تولد عنه‬
‫الفانض ليس مملوك ا للعضو‪ .‬وال يتحمل العضو شين ا من الخسارة في حال وجودها في حالة‬
‫التبر الجزني والتبر الكامل‪.‬‬
‫القسط‬ ‫‪ .2‬عضو الهينة أو المشتر مأمن ومأمن له في وقت واحد‪ .‬وحيث إن المأمن يمل‬
‫بمجرد توقيع العقد في مقابل تعهده بدفع مبل التأمين عند وقو الخطر‪ ،‬فإنه يتحمل مخاطر‬
‫ما يتولد عنها من رب يتمثل في الفرق بين‬ ‫العملية التأمينية التي من مقتضاها أن يمل‬
‫األقساط والتعويضات‪ ،‬ويتحمل الخسارة بسبب زيادة المدفوعات عن األقساط المحصلة‪،‬‬

‫‪007‬‬
‫وبالتالي فإن الفانض يكون من حق األعضاء مقابل تحملهم للخسارة في حال وجودها‪ ،‬أي‬
‫أنهم يتحملون مخاطر العملية التأمينية وهذا ما نصت عليه فتوى هينة الرقابة الشرعية ببن‬
‫فيصل اإلسالمي السوداني‪ ،‬وهم في هذا مثلهم مثل المأمن في التأمين التجاري الذي يمل‬
‫الرب في حال وجوده ويتحمل الخسارة ي حال تحققها‪ .‬ويرى الكاتب أن هذا ربما ينطبق إذا‬
‫تم تكييل القسط أو االشت ار بأنه مدفو على سبيل المعاوضة‪ ،‬وهو ما سبق ترجيحه‪.‬‬
‫‪ .3‬الفانض هو المتبقي من مال مضاربة وربحها في مضاربة مشتركة بعد دفع ما اتفق أرباب‬
‫المال على التبر به من المجمو للمتضرر منهم‪ .‬ومن ثم فإنه يكون ملك ا لألعضاء ألن‬
‫على أنه مال مدفو على سبيل‬ ‫لهم‪ .‬وهذا إذا تم تكييل االشت ار‬ ‫أصل المال مملو‬
‫المضاربة في مضاربة مشتركة وذل وفق ا للنموذج الثاني للتأمين التعاوني‪ ،‬ومن مقتضى هذا‬
‫التبرير عدم مطالبة األعضاء بالخسارة في حال زيادة التعويضات على األموال المحصلة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬توزيع الفائض‬


‫تقوم شركات التأمين أوالا بعمل ما تحتاجه من احتياطات‪ ،‬فإذا تم لها ذل فإنه يتم تحديد‬
‫مقدار الفانض القابل للتوزيع‪ ،‬حيث تتم قسمة الفانض المحقق على مجمو االشتراكات فنحصل‬
‫على الفانض القابل للتوزيع في صورة نسبة منوية من االشتراكات المحصلة‪ ،‬ومن ثم يحصل‬
‫العضو على جزء من الفانض في شكل نسبة منوية من اشتراكه تعادل تل النسبة‪ .‬ويتم التوزيع‬
‫على النحو ا‪.‬تي‪:‬‬
‫‪ .5‬يسوي بعض هينات التأمين اإلسالمية المعاصرة في التوزيع بين من استحق تبرعا أو تعويضا‬
‫بسبب تضرره خالل مدة سريان العقد وهي سنة الب ا وبين من لم يحصل على تبر ‪ .‬وتبرر‬

‫التسوية في التوزيع باختالل جهة االستحقاق‪ ،‬ألن الفانض إنما استحقه العضو بوصفه ماالا‬
‫مملوكا له تبر ببعضه فكان له استرداد الباقي‪ ،‬أما استحقاق العضو للتعويض فهو إنما‬
‫استحقه تبرع ا من باقي األعضاء بموجب العقد حيث توافرت فيه صفة االستحقاق‪ ،‬ومن ثم‬
‫كان له الجمع بينهما‪ ،‬وهو الذي يراه ويرجحه الكاتب‪ .‬حيث إن مقتضى قاعدة التعويض هو‬
‫أن ال يأدي التعويض الذي يستحقه العضو إلى جعله في وضع أفضل مما كان عليه قبل‬
‫وقو الخطر‪ ،‬وهذا ال يناقض الجمع بين المبلغين نظ ار الختالل مصدرهما واختالل تبرير‬
‫استحقاقهما‪ .‬بل إن عدم الحصول على الفانض عند الحصول على التعويض يجعل المأمن له‬

‫‪008‬‬
‫في وضع اقتصادي أقل من العضو الذي حصل على فانض ولم يحصل على التعويض لعدم‬
‫حصول الخطر‪.‬‬
‫‪ .2‬يقصر بعض هينات التأمين اإلسالمية المعاصرة توزيع الفانض على من لم يتلق تبرع ا خالل‬
‫مدة سريان العقد‪ .‬ويبرر هذا التفريق بأن الهدل من العقد هو إرجا العضو إلى نفس الحالة‬
‫االقتصادية التي كان عليها قبل وقو الخطر وفي الجمع بين التعويض أو التبر والفانض ما‬
‫يجعل العضو في وضع أفضل مما كان عليه قبل وقو الخطر مما يناقض قاعدة التعويض‬
‫التي يقوم عليها العقد وينافي الهدل من العقد‪ .‬وهو الذي رجحته هينة المعايير المحاسبية‬
‫بالبحرين( معيار ‪ ،53‬ملحق ب‪ ،‬ي‪ ،)415‬وصدرت به إحدى الفتاوى من شركة دلة البركة‪.‬‬
‫‪ .3‬يعطي البعض ا‪.‬خر من هينات التأمين اإلسالمية المعاصرة حصة من الفانض لمن لم‬
‫يحصل على تعويض‪ ،‬ومن حصل على تعويض أقل مما دفع من أقساط‪ ،‬حيث يعطى حصة‬
‫من الفانض تعادل الفرق بين ما دفعه من أقساط وما حصل عليه من تعويض‪.‬‬

‫العجز التأميني‬
‫يغطى العجز عادة من االحتياطات إن وجدت‪ ،‬أما في حال عدم كفاية االحتياطات أو‬
‫عدم وجودها عند بدء العمل فإن العجز يغطى عن طريق القرض من حساب المأسسين على أن‬
‫يسدد القرض فيما بعد عند وجود احتياطات‪ ،‬وهو الذي استقر عليه عرل هينات التأمين‬
‫اإلسالمية المعاصرة‪ .‬ويرى البعض مثل هينة الرقابة الشرعية ببن فيصل اإلسالمي السوداني أن‬
‫العجز يرجع به على األعضاء كل بحسب اشتراكه عمالا بقاعدة الغنم بالغرم أي مقابل حصوله‬
‫على الفانض‪ .‬ولم يجد الكاتب من يعمل بهذا الرأي من هينات التأمين اإلسالمية المعاصرة حيث‬
‫إنه من الصعب عملي ا تحقيق ذل ‪ .‬وهنا من يرى أن تتم مواجهة العجز بزيادة اشتراكات حملة‬
‫الوثانق للفترة الالحقة كل بنسبة اشتراكه‪ ،‬ويرى الكاتب تعذر ذل عمليا ألن المشتر لهذه الفترة‬
‫قد ال يكون مشترك ا في الفترة الالحقة‪ .‬وهنا من ينادي بأن يتم التصرل في حدود المتاح من‬
‫االشتراكات‪ ،‬وعدم اللجوء إلى أي من الوسانل السابقة لمواجهة العجز‪.‬‬

‫‪002‬‬
‫الفصل الخامس عشر‬

‫الحكم الشرعي لعقود التأمين‬

‫هنرا ثالثرة اتجاهرات فري الحكرم الشررعي الخرراي بعقرود الترأمين فيمرا يخري العالقرة الترري‬
‫ينشنها العقد بين المأمن له والمأمن‪.‬‬

‫االتجاه األول‬

‫التسوية بين عقد التأمين التجاري وبين عقد التأمين التعاوني في الحكم بالجواز‬
‫يرى أصحاب هذا االتجاه التسوية بين عقد التأمين التجاري وبين عقد التأمين التعاوني‬
‫أو اإلسالمي في الحكم بالجواز لتماثل العقدين من حيث طبيعتهما وأركانهما وخصانصهما‪ ،‬مما‬
‫يستدعي التسوية بينهما في الحكم‪ .‬ويمثل هذا االتجاه الشيخ مصطفى الزرقا والشيخ علي‬
‫‪":‬‬ ‫‪ ،‬والشيخ عبد هللا المنيع‪ .‬حيث يقول الشيخ مصطفى الزرقا رحمه‬ ‫الخفيف رحمهما‬
‫التأمين التبادلي وهو تأمين تعاوني ير استرباحي يجري بعقد فيه قسط والتزام يكاف استغالل‬
‫شركات التأمين االسترباحي وهو البديل الوحيد الذي يمكن أن يحل محلها فهو أحسن طرق‬
‫التأمين وأبعدها عن الشوانب والشبهات إذ يقوم على أساس تعاوني فني يستخدم وسانل اإلحصاء‬
‫الدقيق وقانون األعداد الكبيرة اللذين تستخدمها شركات التأمين االسترباحي‪ ،‬وهو قابل ألن يلبي‬
‫حاجات المجتمع في أوسع نطاق‪ ،‬ولكن تفضيل هذا األسلوب في تطبيق نظام التأمين ضد‬
‫المخاطر ال يستلزم القول بتحريم األسلوب ا‪.‬خر االسترباحي بل هذا مقبول أيض ا في نظرنا‬
‫شرع ا"‪.‬‬

‫االتجاه الثاني‬

‫التسوية بين عقد التأمين التجاري وبين عقد التأمين التعاوني في الحكم بالتحريم‬

‫يرى أصحاب هذاا االتجراه التسروية برين عقرد الترأمين التجراري وبرين عقرد الترأمين التعراوني‬
‫فري الحكررم برالتحريم لتماثررل العقردين مررن حيرث طبيعتهمررا‪ ،‬وأركانهمرا‪ ،‬وخصانصررهما‪ ،‬ممرا يسررتدعي‬
‫التسوية بينهما في الحكم‪ .‬ويمثل هذا االتجاه أ‪.‬د‪ .‬أحمد الحجرى الكرردي الرذي يررى حرمرة الترأمين‬

‫‪065‬‬
‫التبررادلي ألنرره يتسرراوى فرري نظرره مررع التررأمين التجرراري فرري علررة الحكررم‪ ،‬وألن الفررارق بينهمررا إن وجررد‬
‫فهرو فررارق يررر مررأثر فرري الحكرم‪ ،‬فهررو مررن عقررود المعاوضررات‪ ،‬ذلر أن المررأمن لرره يرردفع األقسرراط‬
‫بشرررط أن يعرروض عررن الضرررر الررذي قررد يتعرررض لرره بعررد ذل ر وهررو مضررمون المعاوضررة وينررافي‬
‫التبر ‪ ،‬فإن قيل إنه تبر بشرط العوض وهو من هبة الثواب فيقال‪ :‬هبة الثواب عند عامة الفقهاء‬
‫من المعاوضات ولها أحكامها‪ .‬والشيخ محمد المختار السالمي الذي يقول‪ ":‬إنه بما قدمناه يتبين‬
‫أن تخريس عقد التأمين علرى أسراس التبرر ومرا تبرع ذلر ال يصر وال يحرل اإلشركال المعتررض بره‬
‫وهو الغرر إذ الغرر باق في عقرد هرو هبرة لفظر ا بيرع حقيقرة‪ ،‬وهرو برذل مرن عقرود المعاوضرات ال‬
‫من عقود التبرعات‪ ،‬ولما كران الرذين مضروا سرانرين فري تفصريل عقرود الترأمين علرى ذلر األسراس‬
‫إنما قام بناأهم التشريعي على جواز الغرر الكثير فري عقرود التبرر ‪ ،‬فإنره بعرد مرا قررنراه مرن كونره‬
‫عقد معاوضة ينهار البناء كله ويتحد الدخول في عقد ترأمين مرع شرركات تجاريرة أو مرع الشرركات‬
‫التي أجهدوا أنفسهم في ضبط أحكامها واقنا الناس بها كبديل عن الشركات التجارية "‪.‬‬

‫االتجاه الثالث‬

‫التفريق بين التأمين التجاري وبين التأمين التعاوني في الحكم‬


‫يرى أصحاب هذا االتجاه التفريق بين عقد التأمين التجاري وبين عقد التأمين التعاوني في‬
‫الحكم الختالل العقدين من حيث طبيعتهما وأركانهما وخصانصهما مما يستدعي التفريق بينهما‬
‫في الحكم‪ ،‬وهو رأي هيئة كبار العلماء بالمملكة ومن وافقها حيث تقول بعد أن ذكرت عدم جواز‬
‫عقد التأمين التجاري عندها‪ ":‬التأمين التعاوني من عقود التبر التي يقصد بها أصالة التعاون‬
‫على تفتيت األخطار واالشت ار في تحمل المسأولية عند نزول الكوارث‪ ،‬وذل عن طريق إسهام‬
‫نقدية تخصي لتعويض من يصيبه الضرر‪ ،‬فجماعة التأمين التعاوني ال‬ ‫أشخاي بمبال‬
‫يستهدفون تجارة وال ربحا من أموال يرهم‪ ،‬وانما يقصدون توزيع األخطار بينهم والتعاون على‬
‫تحمل الضرر"‪ .‬ويمكن تقسيم هذا االتجاه إلى اتجاهين فرعيين هما‪:‬‬
‫مدفو على سبيل التبر ‪ ،‬واال‬ ‫‪ .5‬عدم التسوية المشروط بالني على أن القسط أو االشت ار‬
‫كانت التسوية بينهما في الطبيعة‪ ،‬ومن ثم التسوية بينهما في الحكم وهو عدم الجواز‪.‬‬
‫‪ .2‬عدم التسوية مطلق ا أي بدون وجود شرط الني على أن القسط أو االشت ار مدفو على سبيل‬
‫التبر ‪.‬‬

‫‪060‬‬
‫أدلة تحريم التأمين التجاري والتأمين التبادلي أو التعاوني‬
‫استدل القانلون بتحريم التأمين التجاري بعدد من األدلة والتي يمكن أن تنطبق أيض ا على‬
‫عقد إعادة التأمين‪ ،‬وعلى التأمين التبادلي أو التعاوني إذا تم إدخالهما في باب المعاوضات‪،‬‬
‫سواء أورد ني في العقد على أن القسط مدفو على سبيل التبر ‪ ،‬أم لم يرد‪ ،‬كما يرى أصحاب‬
‫االتجاه الثاني‪ .‬وكما يرى بعض أصحاب االتجاه الثالث الذين يشترطون وجود ني في العقد‬
‫على أن القسط مدفو على سبيل التبر ولم يوجد هذا الني‪ ،‬فاشتر بالتالي مع التأمين التجاري‬
‫في طبيعته‪ ،‬وهذه األدلة هي‪:‬‬
‫‪ .1‬عقد التأمين عقد معاوًة مالية اشتمل علرى الغررر الفراحش فيكرون براطال‪ .‬حيرث يقرول أحرد‬
‫العلماء المعاصرين في ذل ‪ ":‬عنصر المعاوضة موجود قطع ا في التأمين التبرادلي وان لرم يكرن‬
‫ظ رراه ار في رره ظه رروره ف رري الت ررأمين التج رراري فالمس رراهم ف رري ص ررندوق الت ررأمين التب ررادلي يق رردم مبلر ر‬
‫مسرراهمته فرري الصررندوق لترررميم أي ضرررر يلحررق أحررد المسرراهمين وهررو مررنهم إنمررا يقدمرره علررى‬
‫أسرراس أن يعرروض الصررندوق ضرررره هررو أيض ر ا‪ ،‬ول روال أنرره مشررمول بهررذا التعررويض لمررا سرراهم‬
‫أصالا‪ ،‬كما أنه إنما يساهم في الصندوق على أساس أنه ال يعروض منره أي متضررر مرن يرر‬
‫المساهمين فيه‪ .‬يتض من ذل إذن أن تصور كون التأمين التبادلي التعاوني تبرعر ا محضر ا ال‬
‫يررأثر فيرره الغرررر وأنرره لررذل حررالل شرررع ا وهررم فرري وهررم"‪ .‬ويقررول آخررر عررن التررأمين التعرراوني أو‬
‫التبادلي‪ ":‬فهو من عقود المعاوضرات ذلر أن المرأمن لره يردفع األقسراط بشررط أن يعروض عرن‬
‫الضرر الذي قد يتعرض له بعد ذل وهو مضمون المعاوضة وينافي التبر ‪ ،‬فإن قيل إنره تبرر‬
‫بشرط العوض وهو من هبة الثواب فيقال‪ :‬هبة الثواب عند عامة الفقهراء مرن المعاوضرات ولهرا‬
‫أحكامها"‪ .‬ويقول ثالث‪ ":‬إنه بما قدمناه يتبين أن تخريس عقد التأمين على أساس التبر وما تبع‬
‫ذل ال يص وال يحل اإلشكال المعتررض بره وهرو الغررر إذ الغررر براق فري عقرد هرو هبرة لفظرا‬
‫بيررع حقيقررة وهررو بررذل مررن عقررود المعاوضررات ال مررن عقررود التبرعررات‪ ،‬ولمررا كرران الررذين مض روا‬
‫سانرين في تفصيل عقود التأمين على ذل األساس إنما قام بناأهم التشريعي على جواز الغرر‬
‫الكثيررر فرري عقرود التبررر ‪ ،‬فإنرره بعررد مررا قررنرراه مررن كونرره عقررد معاوضررة ينهررار البنرراء كلرره ويتحررد‬
‫الرردخول فرري عقررد تررأمين مررع شررركات تجاريررة أو مررع الشررركات الترري أجهرردوا أنفسررهم فرري ضرربط‬
‫أحكامها واقنا الناس بها كبديل عن الشركات التجارية"‪ .‬أما اشتماله على الغرر الفاحش فألن‬
‫ضوابط الغرر الفاحش تتمثل فيه وذل على النحو ا‪.‬تي‪:‬‬

‫‪062‬‬
‫‪ ‬الغرررر فرري الوجررود‪ :‬مبل ر التررأمين وهررو ديررن فرري ذمررة الهينررة يررر محقررق الوجررود‪ ،‬ألن وجرروده‬
‫يتوقل على وجود الخطر المأمن منه‪ ،‬إن وجد الخطر وجد مبل التأمين‪ ،‬وان انتفى لم يوجد‪.‬‬
‫‪ ‬الغرر في الحصول‪ :‬فالمأمن له ال يدري عند التعاقد هل سيحصرل علرى مبلر الترأمين وهرو مرا‬
‫بذل فيه األقساط أم ال‪ ،‬ألن حصوله يتوقل على حادث احتمالي مستقبلي قد يقع‪ ،‬وقد ال يقع‪.‬‬
‫‪ ‬الغرررر فرري مقرردار العرروض‪ :‬ألن المررأمن لرره فرري عقررد التررأمين مررن األض ررار يجهررل وقررت التعاقررد‬
‫مقدار العوض الذي ستدفعه له الهينة عند وقو الحادث المأمن منه‪ .‬فهذا النو من التأمين ال‬
‫يمن المأمن له أو المستفيد إال مقدار ما أصابه من ضرر بسبب وقو الخطر المأمن منه‪.‬‬
‫‪ ‬الغرررر فري األجررل‪ :‬يتضررمن عقررد التررأمين ررر ار فرري أجررل الحصررول علررى العرروض فمبلر التررأمين‬
‫وهو الت ازم في ذمة المأمن قد يكون مضراف ا إلرى أجرل يرر معرين كمرا فري بعرض عقرود الترأمين‬
‫على األشخاي وهو التأمين العمري الذي تلتزم فيه الهينة بدفع مبل التأمين للمستفيد عند وفاة‬
‫المأمن له وهو أجل مجهول‪.‬‬
‫وقد اتفق الفقهاء على أن الرضا هو مناط صحة العقود والتصرفات لقوله تعالى‪ (:‬يا أيها‬
‫الذين آمنوا ال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إال أن تكون تجارة عن تراض منكم)‪ ،‬كما اتفقوا على‬
‫أن العلم بمحل التصرل شرط في صحة الرضا ألن الرضا بما ال يعلمه الراضي ير متصور‪،‬‬
‫والعلم بمحل التصرل يقتضي أن يعرل كل متعاقد مقدار ما يحصل عليه من عوض في مقابل‬
‫ما بذل للمتعاقد ا‪.‬خر وأن يعرل األجل الذي يحصل فيه على هذا العوض وأن يكون فوق ذل‬
‫كله واثقا من حصوله على هذا العوض‪.‬‬

‫‪ .2‬عقد التأمين يتًمن القمار والمراهنة‪ :‬يتضمن عقد الترأمين قمرا ار ومراهنرة ذلر أن المقرامرة أو‬
‫الرهان عقد يتعهد فيه كل من العاقدين أن يدفع إلى ا‪.‬خر مبلغ ا من النقود أو أي عوض مالي‬
‫آخرر يتفرق عليرره إذا حردثت واقعرة احتماليررة معينرة ( خسرارة اللعررب فري القمرار وعرردم صردق قررول‬
‫المراهن في واقعة ير محققة في الرهان)‪ ،‬ومن ثم يوافق القمرار الرهران فري أن حرق العاقرد فري‬
‫كررل منهمررا يتوقررل علررى واقررع يررر محققررة هرري كسررب المقررامر للعررب فرري القمررار وصرردق قررول‬
‫المرراهن فرري المراهنررة‪ .‬ويتفررق هررذان العقرردان مررع عقررد التررأمين فرري كونهررا عقررود معاوضررة ملزمررة‬
‫للجانبين‪ ،‬وأنها عقود احتمالية‪.‬‬

‫‪063‬‬
‫‪ .3‬عقود التأمين تتًمن الربا بنوعيه الفًل والنسيئة معا‪ :‬عقد التأمين اتفاق بين شركة التأمين‬
‫والمأمن له يتعهد المأمن له بمقتضاه أن يأدي مبلغا من المال دفعة واحدة أو على أقساط‬
‫دورية لشركة التأمين‪ ،‬في مقابل أن ترد إليه الشركة عند وقو الخطر مبلغ ا آخر من المال قد‬
‫يكون مساوي ا لما دفعه‪ ،‬أو أكثر‪ ،‬أو أقل منه‪ .‬فإذا كان مساوي ا كنا أمام ربا النسينة‪ .‬وان كان‬
‫أكثر كنا أمام ربا الفضل والنسينة معا‪ .‬ألن الفقهاء متفقون على أن بيع النقد بالنقد إلى أجل‬
‫هو ربا النسينة عند التساوي‪ .‬فإن كان المأجل أكبر انضم إلى ربا النسينة ربا الفضل أيض ا‪،‬‬
‫وهذا ينطبق على عقد التأمين‪ .‬ألن مقتضى العقد أن بتعهد المأمن بدفع مبل من المال دفعة‬
‫واحدة عند العقد أو على أقساط دورية تدفع بعده في مقابل تعهد الشركة بأن ترد له‪ ،‬أو إلى‬
‫ورثته‪ ،‬أو إلى المستفيد الذي يعينه مبلغ ا من المال‪ ،‬قد يكون مساوي ا لما دفعه من أقساط أو‬
‫أكبر أو أقل‪ .‬والمأمن له ال يدري عند التعاقد مقدار ما يأخذ فيكون جاهالا بالتماثل‪ .‬والجهل‬
‫بالتماثل كالعلم بالتفاضل يحقق الربا باتفاق‪.‬‬

‫أدلة إباحة التأمين التجاري والتعاوني أو التبادلي‬


‫استدل القانلون بإباحة التأمين التجاري واعادة التأمين بعدد من األدلة التي يمكن أن‬
‫تنطبق أيضا على التأمين التبادلي أو التعاوني‪ ،‬إذا تم إدخالها في باب المعاوضات سواء أورد‬
‫ني في العقد على أن القسط مدفو على سبيل التبر ‪ ،‬أم لم يرد‪ ،‬كما يرى أصحاب االتجاه‬
‫الثاني‪ ،‬وكما يرى بعض أصحاب االتجاه الثالث الدين يشترطون وجود ني في العقد على أن‬
‫القسط مدفو على سبيل التبر ولم يوجد هذا الني‪ ،‬فاشتر مع التأمين التجاري في طبيعته‪.‬‬
‫‪ .1‬االستدالل ببعض القواعد األصولية‬
‫‪ .1.1‬اإلباحة األصلية‪ :‬عقد التأمين عقرد جديرد ولرم يرأت نري بتحريمره أو برالنهي عنره‪ .‬ولمرا كران‬
‫األصررل فرري العقررود اإلباحررة فعقررد التررأمين مبرراح مررا دام تنظيمرره العملرري ال يخررالل كترراب‬

‫عليرره وسررلم‪ ،‬واجمررا المسررلمين‪ .‬إذ يجرروز للمسررلمين أن يبتكررروا أنواع ر ا‬ ‫وسررنة نبيرره صررلى‬
‫جديردة مرن العقرود تردعوهم الحاجرة إليهرا بشررط أن تكرون موافقرة للقواعرد العامرة فري الشرريعة‪.‬‬
‫وعقررد التررأمين لررم يرررد فيرره نرري يوجررب تحريمرره‪ ،‬كمررا أنرره ال ينررافي أص رالا مررن أصررول الرردين‬
‫فيبقى على القاعدة األصلية وهي األصل في العقود اإلباحة الشرعية‪.‬‬

‫‪064‬‬
‫‪ .2.1‬العرررف‪ :‬عقررد التررأمين فرري الوقررت الحاضررر عرررل عررام دعررت إليرره مصررلحة عامررة‪ ،‬ومصررال‬
‫شخصية‪ .‬والعرل من األدلة الشرعية‪.‬‬
‫‪ .3.4‬الحاجرررة‪ :‬الحاج ررة ت رردعو إل ررى عق ررد الت ررأمين وه رري حاج ررة تق ررارب الض رررورة‪ ،‬ومعه ررا ال يك ررون‬
‫لالشررتباه موض ررع إذا ف رررض وك رران في رره ش رربهة‪ .‬وقررد ق ررال الس رريوطي‪ :‬إن الحاج ررة تن ررزل منزل ررة‬
‫الضرورة عامة كانت أم خاصة‪.‬‬
‫‪ .1.1‬الوعد الملزم عند المالكيرة‪ :‬المواعيرد تلرزم إذا صردرت بطريرق التعليرق وحصرل السربب‪ .‬ومرن‬
‫راء علررى هررذه القاعرردة بأنرره الت رزام مررن المررأمن للمسررتأمن ولررو بررال‬
‫ثررم يمكررن تخ رريس التررأمين بنر ا‬
‫مقابررل علررى سرربيل الوعررد أن يتحمررل عنرره أض ررار الحررادث الررذي هررو معرررض لرره‪ .‬فلررو قررال‬
‫شخي ‪.‬خر برع كرمر ا‪.‬ن وان لحقتر مرن هرذا البيرع خسرارة فأنرا أرضري فباعره بالخسرارة‬
‫كرران علررى القانررل أن يرضرريه بمررا يشرربه ثمررن ذلر البيررع والخسررارة فيرره‪ .‬وقررد لزمررت ألنهررا عرردة‬
‫على سبب‪ ،‬وهرو البيرع‪ .‬والعردة إذا كانرت علرى سربب لزمرت بحصرول السربب‪ .‬وأقرل مرا يمكرن‬
‫أن يقررال فرري عقررد التررأمين إنرره الت رزام تحمررل الخسررانر عررن الموعررود فرري حررادث معررين محتمررل‬
‫الوقو بطريق الوعد الملزم نظير االلتزام بتحمل خسارة البيع عن البانع في المثال السابق‪.‬‬
‫‪ .2‬القياس على بعض العقود الجائزة شرعا‬

‫‪ .1.2‬قياس عقد التأمين على عقد المواالة الجائز عند الحنفية والذي يستحق به الميراث عندهم‬
‫أحد من القرابات‪ ،‬حيث شبه أحمد طه السنوسي عقد التأمين من‬ ‫إذا لم يكن هنا‬
‫المسأولية المدنية بعقد المواالة التفاق أركانهما كما يرى‪ ،‬وذل على النحو ا‪.‬تي‪:‬‬
‫‪ ‬التأمين عقد بين طرفين هما المأمن والمأمن له‪ .‬والمواالة عقد بين طرفين هما مولى المواالة‬
‫ويقابل المأمن والمعقول عنه ويقابل المأمن له‪.‬‬
‫‪ ‬يقابل مبل التأمين العوض المالي الذي يلتزم مرولى المرواالة بدفعره وهرو التعرويض عرن الجريمرة‬
‫التي ينتس عنها مقابل الضرر المستحق للغير‪.‬‬
‫‪ ‬يقاب ررل قس ررط الت ررأمين م ررال الترك ررة الم رروروث إذا ت رروفي المعق ررول عن رره ي ررر مخل ررل وارثر ر ا مطلقر ر ا‪،‬‬
‫باستثناء الحالة التي يوجد فيها أحد الزوجين فيكون الباقي بعد حصة الزوج من نصيب المولى‪.‬‬
‫‪ ‬المصلحة التي هي من مستلزمات التأمين من المسأولية موجودة أيض ا في عقرد المرواالة‪ .‬ويررى‬
‫صاحب هذا الرأي أن جواز عقد التأمين من المسأولية شرع ا أفضل من اإلعفاء مرن المسرأولية‬
‫وال يحرم المتضرر حقه في التعويض‪.‬‬

‫‪060‬‬
‫‪ .2.2‬قيررراس الترررأمين علرررى نظرررام العواقرررل‪ :‬يرررى الشرري مصررطفى الزرقررا أن التررأمين يشرربه نظررام‬
‫العواقررل فرري اإلسررالم مررن حيررث فك ررة التعرراون‪ ،‬وال يسررتلزم أن تكررون شررركة التررأمين أس ررة أو‬
‫عشرريرة للمسررتأمن‪ ،‬كمررا أن العاقلررة هرري أس ررة الجرراني فرري القتررل الخطررأ‪ .‬فيكفرري فرري القيرراس‬
‫التشرابه بررين المقريس والمقرريس عليرره فري نقطررة ارتكرراز الحكرم ومناطرره وهرري العلرة‪ .‬ففرري نظررام‬
‫العواقررل تعرراون إل ازمرري شرررعا فرري تحمررل المسررأولية الماليررة عررن الجرراني‪ .‬وفرري نظررام التررأمين‬
‫تعرراون اختيرراري بطريررق التعاقررد علررى توزيررع الموجررب المررالي‪ .‬فمررا أوجبرره الشررر إيجاب ر ا فرري‬
‫بعض األحوال دون تعاقد لما فيه مصلحة يمكن أن نسول نظيره بطريرق التعاقرد‪ .‬فمرا المرانع‬
‫من فت باب ينظم هذا التعاون على ترميم آثار الكروارث الماليرة بجعلره ملزمرا بطررق التعاقرد‬
‫واإلرادة الحرة كما جعله الشر إلزامي ا دون تعاقد كما في نظام العواقل‪.‬‬
‫‪ .3.3‬قياس عقد الترأمين علرى عقرد المًراربة‪ :‬عقرد الترأمين أشربه مرا يكرون بالمضراربة كمرا يررى‬
‫عبد الوهاب خالل‪ .‬فعقد المضاربة شركة في الرب بمال من طرل وعمل من طرل آخرر‪.‬‬
‫والمررال هنررا مررن جانررب المشررتركين الررذين يرردفعون األقسرراط‪ ،‬والعمررل مررن جانررب الشررركة الترري‬
‫تستغل هذه األموال والرب للشركة والمشتركين بحسب التعاقد‪ .‬وما يشرترط لصرحة المضراربة‬
‫من عدم تعيين الرب ألي منهما وانما يكون شانعا هو أمر ير متفق عليه‪.‬‬
‫‪ .1.2‬قيراس عقرد الترأمين علررى نظرام معاشرات مروظفي الدولررة‪ :‬يررى مصرطفى الزرقرا عردم وجررود‬
‫فرررق بررين هررذا النظررام وبررين عقررد التررأمين علررى الحيرراة‪ .‬فررالغرر والجهالررة فرري نظررام معاشررات‬
‫التعاقد أعظم منهما في التأمين على الحيراة‪ .‬فرال يردري الموظرل كرم قسرطا سيحسرم عليره وال‬
‫كررم يبل ر مجمررو األقسرراط عنررد التعاقررد‪ .‬بينمررا ذل ر معلرروم المقرردار فرري التررأمين علررى الحيرراة‪.‬‬
‫ونظام المعاشات يقرره علماء الشريعة ويرون فيه مصلحة عامة فيقاس التأمين عليه‪.‬‬
‫‪ .2.3‬قياس عقد التأمين علرى الًرمان‪ :‬الضرمان وتحمرل التبعرة ممرا يجروز أن يقابرل بالمرال كمرا‬
‫يررى الشيخ علي الخفيرف‪ ،‬والشريخ عبرد هللا المنيرع‪ .‬إذ يجروز أخرذ العروض مقابرل الضرمان‬
‫وتحمل التبعة‪ .‬والمناط في جواز ذل هو أن يكون في نظير ما تمولره النراس فاتخرذوه مراالا‪،‬‬
‫وعاوضوا عنه وبه لما رأوه في ذل من المصلحة‪ .‬كما يص الضرمان بمرا لره خطرر الوجرود‬
‫ويص بالمجهول‪ .‬ويص أن يكون لشيء ير موجود وهو على خطر الوجود قد يوجد وقد‬
‫ال يوجد‪ .‬ومحل الضمان فري الترأمين هرو التعرويض عمرا أحدثره الخطرر الحرادث مرن ضررر‪.‬‬
‫وقد يكون ذل التعرويض نتيجرة اعترداء معترد أو بسربب آفرة سرماوية ال يرد فيهرا إلنسران‪ .‬كمرا‬

‫‪066‬‬
‫أن جهالة مقدار ما يرتفع به الضرر من التعرويض عنرد إنشراء الترأمين ال تحرول دون صرحة‬
‫الضررمان‪ .‬ألن الجهالررة الممنوعررة هرري المأديررة إلررى اسررتحالة تنفيررذ االلت رزام‪ .‬أمررا مررا ال يررأدي‬
‫منها إلى ذل كما إذا كان مآلها إلى الزوال فال تمنع من صحة الضمان‪.‬‬
‫‪ .2.2‬القيرراس علررى عقررد الحراسررة‪ :‬القسررط الررذي يدفعرره المسررتأمن فرري عقررد التررأمين يقابلرره األمرران‬
‫الررذي يحصررل عليرره بسرربب تعهررد المررأمن بتعررويض ضرررره مررن الخطررر المررأمن منرره‪ .‬وعندنررذ‬
‫يك ررون الع رروض المقاب ررل ال ررذي يحص ررل علي رره المس ررتأمن م ررن آث ررار الخط ررر الم ررأمن من رره ه ررذا‬
‫األمرران‪ .‬واالطمننرران يحصررل عليرره المسررتأمن بمجرررد العقررد‪ .‬وبهررذا التخرريس ينتفرري الغرررر مررن‬
‫موضو التأمين التعاقدي‪ .‬وهذا يشبه عقد الحراسة الرذي ال يقردم فيره الحرارس المرأجور شرينا‬
‫للعاقد ا‪.‬خر سوى هذا األمان‪ .‬وليس في الشريعة أي دليل يمنع صحة بذل المال في سربيل‬
‫الحصول على األمان الذي هو أ لى ما يطلبه اإلنسان وتقتضيه الحياة‪.‬‬
‫‪ .3‬عقود التأمين التجاري والتعاوني عقود تبر وتعاون بالنظر إلى العالقة بين المنمن ومجمو‬
‫المررنمن لهررم‪ .‬حيررث يكررون المررأمن عندنررذ وسرريط ا يجمررع أقسرراطهم‪ ،‬ويررنظم تعرراونهم جميعر ا علررى‬
‫مواجهررة الخسررارة الترري تحيررق بقلررة مررنهم‪ .‬وهررو الررذي يظهررر عقررد التررأمين فرري صررورته الحقيقيررة‪،‬‬
‫ويبررين أنرره انضررمام إلررى اتفرراق تعرراوني نظررم تنظيم را دقيق را بررين عرردد كبيررر مررن النرراس معرضررين‬
‫جميع ا للخطر‪ ،‬حتى إذا حاق الخطر ببعضهم تعاون الجميرع علرى تخفيرل ضررره ببرذل ميسرور‬
‫مررن كررل مررنهم‪ ،‬يتالفررون برره ضررر ار عظيمر ا نررزل ببعضررهم‪ .‬فكررال النرروعين قررانم علررى التعرراون بررين‬
‫المسررتأمنين فرري دفررع مررا يصرريب أحرردهم مررن خطررر بواسررطة مررا يجمررع مررنهم مررن مررال يقرروم علررى‬
‫جمعه وحفظه هينة تنوب عنهم في ذل ‪ ،‬وان كان التعاون يختلل ظهوره بحسب شكل التأمين‪.‬‬

‫‪ .1‬الغرررر الموجررود فرري عقررد التررأمين غرررر يسررير ال يررأدي إلررى نر از برردليل كثررة تعامررل النرراس برره‬
‫وشيوعه بيرنهم وانتشراره فري كرل مجراالت نشراطهم االقتصرادي‪ .‬وعليره فهرو ررر يسرر ال يترترب‬
‫عليه منع وال حظر‪ ،‬وقد اتفق الفقهاء على أن اليسير من الغرر ال يترتب عليه منع وال حظر‪.‬‬

‫أدلة القائلين بإباحة التأمين التعاوني أو التبادلي‬


‫يرى أصحاب هذا القول أن التأمين التعاوني أو التبادلي ال تقصد به المعاوضة‪ ،‬بل‬
‫يقصد به التضامن بين جماعة من الناس يتعرضون ألخطار من نو واحد‪ ،‬في معاونة من‬
‫تعرض منهم للخطر على تفادي آثاره بدفع مبل يتعاون الجميع في جمعه‪ ،‬يكفي لجبر ما لحقه‬

‫‪067‬‬
‫من ضرر هذا الخطر‪ .‬فجمعيات التأمين التبادلي أو التعاوني ال تهدل من وراء عمليات التأمين‬
‫إلى الرب فليس فيها مأمن ومستأمن‪ ،‬بل جميع األعضاء مأمنون ومستأمنون في نفس الوقت‪،‬‬
‫وما يدفعه العضو من اشت ار يقصد به التبر لمن لحقه ضرر من جراء خطر معين من أعضاء‬
‫جمعيته‪ .‬وال ش أن المتبر إذا تبر لجماعة وصفت بصفة معينة فإنه يدخل في تل الجماعة‬
‫ويستحق من ذل التبر إذا توافرت فيه تل الصفة كمن تبر لطالب العلم فإنه يستحق نصيبا‬
‫في هذه الجمعيات يعد‬ ‫فباذل القسط أو االشت ار‬ ‫في هذا التبر إذا طلب العلم‪ ،‬وعلى ذل‬
‫متبرع ا‪ ،‬واذا ثبت دخول التأمين التبادلي أو التعاوني في باب التبرعات فإنه يغتفر فيه الغرر وان‬
‫كان فاحشا فيبقى بذل على أصل الحل والجواز‪.‬‬

‫الترجيح‬
‫يمكن إجمال الحكم الشرعي لعقود التأمين في النقاط ا‪.‬تية‪:‬‬
‫ير منظور فيه إلى الوسانل العملية‬ ‫‪ .5‬التأمين باعتباره نظرية أو نظاما والقانم على التبر‬
‫لتطبيق النظرية أو النظام‪ ،‬أمر يتفق مع مقاصد الشريعة العامة‪ ،‬وتدعو إليه أدلتها الجزنية‪.‬‬
‫‪ .2‬مشروعية الغاية والمقصد ال يلزم منها حتم ا جواز كل وسيلة تحقق ذل المقصد‪.‬‬
‫‪ .3‬التعاون والتضامن على ترميم آثار األخطار‪ ،‬وجبر ما تجره على الناس من أضرار أمر يتفق‬
‫مع مقاصد الشريعة‪ ،‬على أن يكون بالوسانل المشروعة‪.‬‬
‫‪ .4‬الصيغة العملية التي شرعها اإلسالم للتعاون والتضامن والتضحيات هي عقود التبرعات‪ ،‬ومن‬
‫ثم جازت هذه العقود مع الجهالة والغرر‪ ،‬ولم يدخلها القمار والمراهنة والربا‪ .‬ألن محل التبر‬
‫إذا فات على من أحسن به إليه بسبب هذه األمور لم يلحقه بفواته ضرر ألنه لم يبذل في‬
‫مقابل هذا اإلحسان عوض ا‪.‬‬
‫‪ .1‬محل الخالل فري الحكرم هرو العالقرة القانمرة برين المرأمن لره وهرو حامرل الوثيقرة‪ ،‬وبرين المرأمن‬
‫وهو شركة التأمين التجارية باألصالة عن نفسها‪ .‬وبين المرأمن لره وهرو أي حامرل وثيقرة‪ ،‬وبرين‬
‫المأمن وهو باقي حملة الوثانق ممثلين بهينة التأمين في التأمين التبادلي أو التعاوني‪.‬‬
‫‪ .7‬يرجع سبب الخالل في الحكم إلى‪:‬‬
‫‪ .507‬عدم وضوح طبيعة العالقة القانمة بين المأمن له وهو حامل الوثيقة‪ ،‬وبين المأمن وهو‬
‫شركة التأمين باألصالة عن نفسها في التأمين التجاري‪ .‬وبين المأمن له وهو أي حامل‬
‫وثيقة‪ ،‬وبين المأمن وهو باقي حملة الوثانق ممثلين بهينة التأمين في التأمين التبادلي أو‬

‫‪068‬‬
‫التعاوني‪ .‬ومن ثم وجود خالل في تحديد طبيعة هذه العالقة‪ .‬باإلضافة إلى الخلط بين‬
‫المصلحة االجتماعية لنظام التأمين القانم على التبر ‪ ،‬وبين عقود التأمين التجاري والتبادلي‬
‫المصلحة‪ .‬وشرعية الغاية أو‬ ‫الخالية من الني على التبر كوسانل عملية لتحقيق تل‬
‫الهدل ال تعني بالضرورة مشروعية الوسيلة‪.‬‬
‫‪ .207‬تأثر القانلين بجواز التأمين التجاري والتبادلي بما يقوله القانونيون من أن عقدي التأمين‬
‫التجاري والتبادلي عقود تعاون وتبر ترويج ا لهما‪ ،‬دون الكشل بأنفسهم عن طبيعة هذه‬
‫العقود‪ ،‬وأنها عقود معاوضة مالية بالكامل‪.‬‬
‫‪ .3.6‬يررتم تخصرريي القسررط الررذي يتبررر برره العضررو لجهتررين همررا العضررو المتبررر بالقسررط نفسرره‬
‫بوصفه أحد أعضاء هينة التأمين‪ ،‬وباقي األعضاء في الهينة‪.‬‬

‫ويرى الكاتب أن الرأي الراجح في المسألة هو اجتي‪:‬‬


‫‪ .5‬تحريم كافة عقود التأمين التجاري والتبادلي أو التعاوني واعادة التأمين ألنها عقود معاوضات‬
‫فيها رر فاحش‪ ،‬والشتمالها على الربا بنوعيه‪ ،‬وألن فيها معنى القمار والرهان‪.‬‬
‫استثناء من األصل بشرط الني على أن القسط‬
‫ا‬ ‫‪ .2‬إباحة عقود التأمين التعاوني أو التبادلي‬
‫مدفو على سبيل التبر ليعان منه من يحتاج إلى العون من أعضاء الهينة التبادلية أو‬
‫لوجود مصلحة معتبرة شرع ا في تغليب جانب التبر في العقد على جانب‬ ‫التعاونية‪ .‬وذل‬
‫لب الحرام على‬ ‫المعاوضة‪ ،‬على خالل القاعدة الفقهية ( إذا اجتمع الحرام والحالل‬
‫الحالل)‪ ،‬على أال تتضمن العقود من الشروط ما يتعارض مع التبر ‪ ،‬ويرج المعاوضة‪ .‬يقول‬
‫تعالى في مجمو الفتاوى‪ " :‬واذا كانت مفسدة بيع الغرر هي كونه مظنة‬ ‫ابن تيمية رحمه‬
‫العداوة والبغضاء وأكل أموال الناس بالباطل فمعلوم أن هذه المفسدة إذا عارضتها المصلحة‬
‫الراجحة قدمت عليها‪ ......‬ومعلوم أن الضرر على الناس بتحريم هذه المعامالت أشد عليهم‬
‫مما قد يتخول فيها من تبا ض وأكل مال بالباطل‪ .......‬والشريعة جميعها مبنية على أن‬
‫المفسدة المقتضية للتحريم إذا عارضتها حاجة راجحة أبي المحرم"‪ .‬ومن وجوه هذه المصلحة‬
‫المعتبرة شرع ا ما يأتي‪:‬‬
‫‪ .0.2‬وجود أعداد كبيرة من الناس في السجون بسبب مطالبتهم بمبال كبيرة‪ ،‬هي ديات شرعية‪ ،‬أو‬
‫قرريم أض ررار ماديررة ثبتررت فرري ذممهررم بسرربب ح روادث سرريارات تسررببوا فيهررا ممررا قررد يضرريع علررى‬

‫‪062‬‬
‫أصررحاب الحقرروق حقرروقهم‪ .‬وفرري تطبيررق التررأمين التعرراوني مررا يضررمن للمتضررررين مررن أصررحاب‬
‫الحقوق حقوقهم‪ ،‬وما يبعد السجن عن المتسببين في الحوادث‪ ،‬وفي هذا مصلحة معتبررة شررعا‪.‬‬
‫وفرري عرردم تطبيقرره مفاسررد تتمثررل فرري ضرريا الحقرروق علررى أصررحابها‪ ،‬وفرري دخررول المتسررببين فرري‬
‫الحوادث إلى السجن‪.‬‬

‫‪ .2.2‬ضرريا األمروال الترري اسررتثمرها أصررحابها فرري مشررروعات اقتصررادية بسرربب الحريررق‪ ،‬أو نحرروه‪.‬‬
‫وفي هذا خسارة لهرأالء األفرراد‪ ،‬وخسرارة للمجتمرع‪ .‬وفري تطبيرق الترأمين التعراوني مرا يعيرد لهرأالء‬
‫األفر رراد أمر روالهم ليعي رردوا إقام ررة تلر ر المش ررروعات‪ ،‬وف رري ه ررذا محافظ ررة عل ررى الم ررال م ررن الض رريا‬
‫والهررال ‪ ،‬وحفررظ المررال مصررلحة معتبررة شرررع ا‪ .‬وفرري تررر تطبيقرره مفاسررد كبيررة تتمثررل فرري ضرريا‬
‫أموال األمة‪.‬‬

‫‪ .3.2‬قد يصاب الفرد بمرض يعجز عن دفع تكلفة عالجه‪ ،‬وفي تطبيق التأمين التعراوني مرا يعرين‬
‫على عالج هأالء األفراد‪ .‬وال ش أن حفظ النفس مصلحة معتبرة شرعا‪.‬‬

‫وبعد أن تم الترجي يتم ا‪.‬ن الرد على األدلة التي تبي التأمين التجاري‪ ،‬وبعض أدلة‬
‫تحريم التأمين التجاري واباحة التأمين التبادلي أو التعاوني لعدم مناسبتها‪:‬‬
‫‪ .4‬دليل اإلباحة األصلية‪ :‬ال يمكن االستدالل بهذه القاعدة األصولية على جواز التأمين التجاري‬
‫والتعاوني أو التبادلي‪ ،‬وان لم يوجد هنا ني صري على عدم الجواز من كتاب أو سنة‪ .‬إذ‬
‫لم ترد في جميع األحكام الشرعية نصوي شرعية مباشرة‪ ،‬بل إن كثي ار منها جاء بطريق ير‬
‫مباشر‪ ،‬وقد أمكن االستدالل على عدم الجواز عن طريق االستنباط من القواعد العامة لألحكام‬
‫الشرعية‪.‬‬
‫‪ .3‬دليل العرف‪ :‬قسم بعض العلماء مثل الشاطبي العرل باعتبار من يصدر عنه إلى عواند‬
‫شرعية أقرها الدليل الشرعي أو نفاها‪ ،‬والى عواند جارية بين الخلل بما ليس في نفيه وال إثباته‬
‫عرل شرعي‪ .‬كما ينقسم العرل من حيث الصحة والفساد إلى عرل صحي ‪ ،‬وهو ما تعارفه‬
‫الناس وليست فيه مخالفة لني‪ ،‬وال تفويت مصلحة‪ ،‬وال جلب مفسدة‪ ،‬والى عرل فاسد وهو‬
‫ما تعارفه الناس مما يخالل الشر ‪ ،‬أو يجلب ضر ار‪ ،‬أو يفوت نفع ا‪ ،‬كتعارفهم على بعض‬
‫العقود الربوية أو بعض العادات المستنكرة‪ .‬ومن ثم فإن التأمين بعامة‪ ،‬يجهله كثير من‬
‫الناس‪ .‬كما أن كثي ار ممن يعرفونه ال يسيرون عليه في الغالب‪ ،‬فال يكون عرفا عاما بل هو‬

‫‪075‬‬
‫عرل خاي‪ .‬واذا سلمنا أن التأمين بأنواعه عرل عام فهو عرل فاسد ير معتبر شرع ا‪،‬‬
‫ألنه عقد معاوضة مالية فيه رر فاحش‪.‬‬
‫استثناء وبالقدر‬
‫ا‬ ‫‪ .3‬دليل الحاجة‪ :‬يمكن االستدالل بهذه القاعدة على ترجي جواز التأمين التعاوني‬
‫الذي يدفع الحاجة ألن الحاجة تقدر بقدرها‪ ،‬بشرط الني على أن القسط مدفو على سبيل‬
‫التبر ‪ .‬وال يمكن االستدالل بها على جواز التأمين التجاري و التأمين التعاوني أو التبادلي دون‬
‫وجود ني على أن القسط مدفو على سبيل التبر ‪ .‬ألن الحاجة تتعين عندما تغلق السبل‪،‬‬
‫في التأمين التجاري‪ ،‬لوجود التأمين‬ ‫ويتعين المحرم وسيلة وحيدة لننقاذ‪ ،‬وليس األمر كذل‬
‫التعاوني أو التبادلي إذا تم الني فيه على أن القسط مدفو على سبيل التبر ‪.‬‬

‫‪ .1‬القياس على الوعد الملزم‪ :‬إذا كان الفعل المعلق عليه الوعد هو إعطاء الملتزم لغيره شين ا‬
‫وتمليكه إياه نحو إن أعطيتني كذا فقد التزمت ل بكذا الشيء الذي يسميه فهذا من باب هبة‬
‫الثواب‪ ،‬وهي حيننذ بيع من البيو فيشترط في الملتزم به والملتزم عليه انتفاء الجهالة والغرر‪،‬‬
‫وال يجوز أن يكونا دينين وال يجوز أن يأجل أحدهما بأجل مجهول‪ ،‬مما ال ينطبق على‬
‫التأمين التجاري أو التبادلي لثبوت الجهالة والغرر فيهما من أكثر من وجه‪ ،‬ثم إن عوضيه‬
‫دينان أحدهما حال ومعلوم المقدار واألجل وهو أقساط التأمين‪ ،‬وا‪.‬خر هو مبل التأمين وهو‬
‫مأجل‪ ،‬مجهول المقدار واألجل‪ ،‬ألنه معلق على حادثة احتمالية مستقبلية ير محققة الوقو‬
‫هي الخطر المأمن منه‪.‬‬
‫‪ .2‬القياس على عقد المًاربة‪ :‬ال يمكن قياس عقود التأمين التجاري على عقد المضاربة ألن‬
‫شركة التأمين تمل األقساط بموجب العقد‪ ،‬والمضارب ال يمل مال المضاربة‪ .‬كما أن شركة‬
‫التأمين تتحمل الخسارة‪ ،‬والمضارب ال يتحمل الخسارة في المضاربة إذا لم تكن بتعد أو‬
‫تقصير منه‪ .‬كما أن التنظيم العملي لعقود التأمين التجاري ال يفيد المضاربة‪ .‬أما في التأمين‬
‫التعاوني اإلسالمي فيمكن تكييل العالقة القانمة بين الهينة وبين حملة الوثانق بالنظر إلى ما‬
‫تقوم به الهينة من استثمار من أقساط على أنه عقد مضاربة‪ .‬بل إن إحدى صورتي عقد‬
‫التأمين التعاوني اإلسالمي تقوم أساسا على المضاربة مقصدا أساسا من العقد‪ .‬ولقد ذكر‬
‫بعض القانونيين أنه ال يجوز قياس عقد التأمين على عقود أو نظم معروفة في الفقه‬
‫اإلسالمي‪ .‬فهو ال يشبه عقد المضاربة في شيء‪ ،‬وال هو كفالة‪ ،‬وال هو وديعة بأجر‪ ،‬وال هو‬
‫عقد مواالة‪ ،‬وال يدخل في ضمان خطر الطريق‪ ،‬وال في الوعد الملزم‪ ،‬وال في نظام العواقل‪،‬‬

‫‪070‬‬
‫إلى آخر ما جاء من تشبيهات‪ .‬وانما هو عقد جديد له مقوماته وخصانصه‪ ،‬وهو ليس من‬
‫العقود أو النظم التي عرفها الفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ .6‬القياس على الًمان بالمعلوم والمجهول وجواز أخ العوض عليه‪ :‬يقول ابن تيمية رحمه‬
‫في هذه المسألة‪ ":‬ويص ضمان المجهول ومنه ضمان السوق وهو أن يضمن ما يلزم التاجر‬
‫من دين وما يقبضه من عين مضمونة‪ .‬ويص ضمان حارس ونحوه‪ ،‬وتجار حرب بما يذهب‬
‫من البلد أو البحر‪ .‬و ايته ضمان مجهول‪ ،‬وما لم يجب‪ .‬وهو جانز عند أكثر أهل العلم "‪.‬‬
‫فالضمان هنا يأخذ معنى التبر أي أنه بدون مقابل‪ ،‬ولم يجب على الضامن‪ .‬والتبرعات جانزة‬
‫مع وجود الغرر الفاحش فيها‪ ،‬وهذا خالل الواقع هنا والذي هو ضمان بمقابل أو بعوض‪.‬‬
‫وفي مغني المحتاج‪ ":‬يشترط في المضمون كونه ثابت ا حال العقد‪ .‬فال يص ضمان ما لم‬
‫يجب‪ ،‬ألن الضمان وثيقة بالحق فال يسبقه‪ .‬وصح في القديم ضمان ما سيجب كثمن ما‬
‫سيبيعه أو ما سيقرضه‪ ....‬واألص أنه ال يجوز تعليقهما‪ -‬الضمان والكفالة‪ -‬ويص ضمان‬
‫الحال مأجالا أجالا معلوم ا ألن الضمان تبر والحاجة تدعو إليه"‪ .‬فيفهم أنه ال يجوز ضمان‬
‫الحال إلى أجل ير معلوم‪ ،‬ومن باب أولى عدم صحة ضمان المأجل كما هو الحال في‬
‫التأمين‪ ،‬فضالا عن أن الضمان في التأمين ليس تبرعا‪ ،‬بل هو معاوضة‪ .‬وهو المقصود بما‬
‫جاء عن أشهب في المدونة‪ ":‬وال ينبغي أن يكون للضمان ثمن‪ .‬أال ترى أنه ال يصل أن يقول‬
‫الرجل للرجل‪ :‬اضمن لي هذه السلعة إلى أجل‪ ،‬ول كذا وكذا‪ ،‬ألنه أعطاه ماله فيما ال يجوز‬
‫ألحد أن يبتاعه‪ ،‬وأنه رر وقمار‪ .‬ولو علم الضامن أن السلعة تموت‪ ،‬أو تفوت‪ ،‬لم يرض أن‬
‫يضمنها إياه بأقل مما ضمنه إياها به أضعاف ا‪ ،‬بل لم يرض بدرهم‪ .‬أال ترى أنها إن سلمت أخذ‬
‫الضامن من مال المضمون ماالا باطالا بغير شيء أخرجه‪ .‬وان عطبت رم له قيمتها من‬
‫ير مال ملكه‪ ،‬وال كان له أصله‪ ،‬وال جرته له منفعته في حمال‪ ،‬وال معتمل"‪ ،‬والتي هي أول‬
‫فتوى في التأمين بشكل ير مباشر‪ .‬وفي شرح الحطاب على متن خليل‪ ":‬ضمان الهال‬
‫"‪ ،‬ونحو ذل في‬ ‫بجعل ممنو ‪ .‬وأخذ العوض عليه سحت‪ ،‬ألن أحدا ال يضمن الهال إال‬
‫‪ .‬بل‬ ‫البحر الزخار الذي أفتى بعدم جواز ما يغرق أو يهل ألن أحدا ال يضمن الهال إال‬
‫بشكل مباشر عدد من العلماء مثل ابن عابدين الذي ني صراحة على‬ ‫قد ني على ذل‬
‫عدم جواز عقد التأمين البحري‪ ،‬و يره من العلماء الذين أفتوا بفساد عقد التأمين‪ ،‬ألن فيه التزام‬
‫ما ال يلزم شرعا‪ .‬أي أنه عقد ضمان باطل‪ ،‬ألنه ال يدخل في أسباب الضمان المعروفة شرعا‪.‬‬

‫‪072‬‬
‫بل إن فكرة نقل عبء الخطر أو تحمل تبعة الخطر في القانون في عملية مفردة تعد مقامرة أو‬
‫رهانا كما ذكر بعض القانونيين‪ ،‬وهذا هو الحاصل في حق المأمن له على األقل في التأمين‬
‫التجاري‪.‬‬
‫المراجع‬

‫‪ .5‬إبراهيم بن موسى الشاطبي‪ .‬الموافقات في أصول الشريعة‪ .‬القراهرة‪ .‬مكتبرة محمرد علري صربي ‪.‬‬
‫بدون تاري ‪ .‬جر‪ ،2‬ي‪.524 – 525‬‬
‫‪ .2‬أحمررد إبرراهيم بير ‪ .‬فترراوى شرررعية‪ .‬مجلررة الشرربان المسررلمين‪ .‬القرراهرة‪ .‬السررنة الثالثررة عشررة‪ .‬العرردد‬
‫الثالث‪ 1 ،‬نوفمبر ‪5445‬م‪ .‬ي‪ ،1‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ .3‬أحمرررد الحجر رري الكر ررردي‪ .‬التر ررأمين اإلسر ررالمي والتر ررأمين التقلير رردي هر ررل هنر ررا فر رررق‪ .‬جر رردة‪ .‬البن ر ر‬
‫اإلسالمي للتنمية‪ .‬حلقة عمل حول عقود التأمين اإلسالمي‪5423 .‬هر‪ .‬ي‪.54-52 ،‬‬
‫‪ .4‬أحمد الحجي الكردي‪ .‬أوجره الخرالل برين التكافرل التعراوني والتقليردي‪ .‬منتردى التكافرل السرعودي‬
‫األول‪ .‬تنظيم البن اإلسالمي للتنمية وبن الجزيرة‪ .‬جدة‪ .2..4/4/22-25 .‬ي‪.57-3 ،‬‬
‫‪ .1‬أحمرد الرردردير‪ .‬الشرررح الكبيررر لمختصررر خليررل‪ .‬القراهرة‪ .‬دار إحيرراء الكتررب العربيررة‪ .‬برردون ترراري ‪.‬‬
‫ج‪ ،4‬ي ‪.557-554‬‬
‫‪ .7‬أحمد طه السنوسي‪ .‬عقد التأمين والشريعة اإلسالمية‪ .‬مجلة األزهر‪ .‬القاهرة‪ .‬صفر وربيع األول‬
‫‪5313‬هر‪ ،‬أكتوبر ونوفمبر ‪5413‬م‪ .‬مجلد ‪ ،21‬ي‪.3.4-3.3 ،233‬‬
‫‪ .1‬أحمررد بررن عبررد الحلرريم بررن تيميررة‪ .‬مجمررو الفترراوى‪ .‬جمررع وترتيررب عبررد الرررحمن بررن قاسررم‪ .‬ط‪.2‬‬
‫مكتبة ابن تيمية‪ .‬ج‪ ،24‬ي ‪.44 ،45‬‬
‫‪ .5‬أحمد بن علي بن حجر العسرقالني‪ .‬فرت البراري بشررح صرحي البخراري‪ .‬بيرروت‪ .‬دار المعرفرة‪.‬‬
‫ج‪ ،1‬ي‪.524 ،‬‬
‫‪ .4‬أحمد بن يحيى بن المرتضى‪ .‬البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء األمصرار‪ .‬بيرروت‪ .‬مأسسرة‬
‫الرسالة‪5411 .‬م‪ .‬ج‪ ،7‬ي‪.11‬‬
‫‪ .‬التررأمين وش رريعة اإلسررالم‪ .‬مجلررد إدارة قضررايا الحكومررة‪ .‬القرراهرة‪ .‬عرردد‪ ،3‬سررنة‬ ‫‪ .5.‬برهررام عطررا‬
‫‪5475‬م‪ ،‬ي‪.5.1 ،55‬‬
‫‪ .55‬تقريررر خب رراء لجنررة التررأمين بمجمررع البحرروث برراألزهر‪ .‬المجلررد الثرراني ألعمررال المررأتمر السررابع‬
‫لمجمع البحوث اإلسالمية باألزهر‪ ،5412 ،‬ي ‪.2..-544‬‬

‫‪073‬‬
‫‪ .52‬حسررين حامررد حسرران‪ .‬أسررس التكافررل التعرراوني فرري ضرروء الش رريعة اإلسررالمية‪ .‬منترردى التكافررل‬
‫السعودي األول‪ .‬تنظيم البن اإلسالمي للتنمية وبن الجزيرة‪ .‬جدة‪ .2..4/4/22-25 .‬ي‪،3‬‬
‫‪.55 ،1 ،1 ،4‬‬
‫‪ .53‬حسررين حامررد حسرران‪ .‬التررأمين التكررافلي علررى الحيرراة‪ .‬دمشررق‪ .‬نرردوة البركررة الثامنررة عش ررة‪-1 .‬‬
‫‪ .2.../5./1-4 .5425/1/5‬ي‪.5. ،‬‬
‫‪ .54‬حسين حامد حسان‪ .‬التأمين على حروادث السريارات فري الشرريعة اإلسرالمية‪ .‬حلقرة عمرل حرول‬
‫الت ر ر ررأمين اإلس ر ر ررالمي‪ .‬ج ر ر رردة‪ .‬تنظ ر ر رريم البنر ر ر ر اإلس ر ر ررالمي للتنمي ر ر ررة‪-52 ،5422/5./3.-25 .‬‬
‫‪ .2..2/5/54‬ي‪.37 ،27 ،4 ،‬‬
‫‪ .51‬حس ررين حام ررد حس رران‪ .‬حك ررم الشر رريعة اإلس ررالمية ف رري عق ررود الت ررأمين‪ .‬مك ررة المكرم ررة‪ .‬الم ررأتمر‬
‫الع ر ررالمي األول لالقتص ر رراد اإلس ر ررالمي‪ .5417/2/27-25 .5347/2/27-25 .‬مجل ر ررد أعم ر ررال‬
‫المأتمر‪.‬ط‪ .54..0545. .5‬ي‪.151،154 ،442.‬‬
‫‪ .57‬حكررم المحكمررة الشرررعية باإلسرركندرية فرري ‪ ،5435/2/1‬والمحكم رة العليررا الشرررعية فرري ‪/52/4‬‬
‫‪ .5435/3/25 ،54.1 /52/25 ،54.7‬انظ ررر‪ :‬محم ررد أحم ررد الس ررنهوري‪ .‬التأمين ررات‪ .‬المجل ررد‬
‫الثاني ألعمال المأتمر السابع لمجمع البحوث اإلسالمية باألزهر‪ ،5412 ،‬ي ‪.514-511‬‬
‫‪ .51‬شررمس الرردين بررن شررهاب الرردين الرملرري‪ .‬نهايررة المحترراج إلررى شرررح المنهرراج‪ .‬القرراهرة‪ .‬مصررطفى‬
‫البابي الحلبي‪ .‬ط األخيرة‪ .5471 .‬ج‪ ،1‬ي ‪.424-423‬‬
‫‪ .55‬شوكت عليان‪ .‬التأمين في الشريعة والقانون‪ .‬ي‪.543-542 ،‬‬
‫‪ .54‬الصررديق محمررد الض ررير‪ .‬حكررم التررأمين فرري الش رريعة اإلسررالمية‪ .‬دمشررق‪ .‬مجلررد أسرربو الفقرره‬
‫اإلسالمي الثاني‪ .5475 .‬ي‪ 445‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ .2.‬الطيب حسن النجار ومحمد صادق فهمي‪ .‬حكم التأمين في الشرريعة اإلسرالمية‪ .‬مجلرد أعمرال‬
‫أسبو الفقه الثاني بدمشق‪.5475 .‬‬
‫‪ .25‬عبد الحميد البعلي‪ .‬التبر والهبة الشرعية بشرط العوض( هبة الثواب)‪ :‬أسس رنيسرية للترأمين‬
‫التع رراوني والتك ررافلي‪ .‬منت رردى التكاف ررل الس ررعودي األول‪ .‬تنظ رريم البنر ر اإلس ررالمي للتنمي ررة وبنر ر‬
‫الجزيرة‪ .‬جدة‪ .2..4/4/22-25 .‬ي‪.75 ،15 ،33 ،‬‬
‫‪ .22‬عبد الرحمن تاج‪ .‬شركات التأمين من وجهة نظرر الشرريعة اإلسرالمية‪ .‬المجلرد الثراني ألعمرال‬
‫المأتمر السابع لمجمع البحوث اإلسالمية باألزهر‪ ،5412 ،‬ي ‪.551-5.3‬‬

‫‪074‬‬
‫‪ .23‬عبررد الرررحمن بررن رجررب الحنبلرري‪ .‬القواعررد فرري الفقرره اإلسررالمي‪ .‬ط‪ .5‬القرراهرة‪ .‬مكتبررة الكليررات‬
‫األزهرية‪5412 .‬م‪ .‬قاعدة [‪ ،]54‬ي‪.255‬‬
‫‪ .24‬عبررد الرررحمن عيسررى‪ .‬حكررم التررأمين فرري الش رريعة اإلسررالمية‪ .‬مجلررد أعمررال أسرربو الفقرره الثرراني‬
‫بدمشق‪.5475 .‬‬
‫‪ .21‬عب ررد ال رررحمن ق ارع ررة‪ .‬جر رواب عل ررى سر رأال ح ررول الحك ررم الش رررعي للت ررأمين عل ررى الحي رراة‪ .‬مجل ررة‬
‫المحاماة الشرعية‪ .‬السنة الخامسة‪ .‬ي‪.471‬‬
‫‪ .27‬عبد الستار أبو دة‪ .‬التأمين اإلسالمي عن الخردمات الطبيرة‪ .‬جردة‪ .‬البنر اإلسرالمي للتنميرة‪.‬‬
‫حلقة عمل حول عقود التأمين اإلسالمي‪ .2..2/5/54-52 .5422/5./3.-25 .‬ي‪،51 .‬‬
‫‪.55‬‬
‫‪ .21‬عبررد السررتار أبررو رردة‪ .‬التبررر والهبررة كبرردانل للتعررويض فرري التكافررل‪ :‬المنطلررق الشرررعي للتبررر‬
‫والهبررة مررع التعويضررات‪ .‬منتردى التكافررل السررعودي األول‪ .‬تنظرريم البنر اإلسررالمي للتنميررة وبنر‬
‫الجزيرة‪ .‬جدة‪ .2..4/4/22-25 .‬ي‪.55 ،54 ،53 ،5‬‬
‫ص رريام‪ .‬ش ررركات الت ررأمين وه ررل ف رري الشر رريعة اإلس ررالمية م ررا يجيزه ررا‪ .‬مجل ررة المحام رراة‬ ‫‪ .25‬عب ررد‬
‫الشرعية‪ .‬القاهرة‪ .‬السنة الثالثة‪ .‬العدد الثامن مايو ‪5432‬م‪ ،‬محرم ‪5315‬هر‪ .‬ي‪.74.-754‬‬
‫القلقيلي‪ .‬مجلد أعمال أسبو الفقه الثاني بدمشق‪5475 ،‬م‪ ،‬ي‪.445-443‬‬ ‫‪ .24‬عبد‬
‫‪ .3.‬عبد الوهراب خرالل‪ .‬نردوة حرول الترأمين‪ .‬مجلرة لرواء اإلسرالم‪ .‬القراهرة‪ .‬رجرب ‪5314‬هرر‪ ،‬فب اريرر‬
‫‪5414‬م‪ .‬ي‪.155‬‬
‫‪ .35‬عررالء الرردين أبررو بكررر بررن مسررعود الكاسرراني‪ .‬برردانع الصررنانع فرري ترتيررب الشررانع‪ .‬بيررروت‪ .‬دار‬
‫الفكر‪ .‬ط‪ .5452 .2‬ج‪ ،7‬ي ‪.532 ،554 ،555‬‬
‫‪ .32‬علي الخفيل‪ .‬التأمين وحكمه في هدي الشريعة اإلسالمية وأصولها العامة‪ ،‬مقدم إلى المأتمر‬
‫العالمي األول لالقتصراد اإلسرالمي‪ ،‬بمكرة المكرمرة‪5341 ،‬هرر‪ ،‬ي‪ ،74-11 ،3 ،‬وانظرر بحثره‬
‫المقدم إلى المأتمر الثاني لمجمع البحوث باألزهر‪5351 ،‬هر‪5471 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .33‬عل رري القر ررة دا رري‪ .‬الجان ررب التطبيق رري للت ررأمين اإلس ررالمي ( التكاف ررل)‪5424 .‬هر رر‪ ،‬بح ررث ي ررر‬
‫منشور‪ .‬ي‪.41-4. ،34 ،53 ،55 ،1 ،4 ،‬‬
‫‪ .34‬عيسوي أحمد عيسروي‪ .‬بحرث عرن حكرم الترأمين فري الشرريعة اإلسرالمية‪ .‬القراهرة‪ .‬مجلرة العلروم‬
‫القانونية واالقتصادية‪ .‬عدد يوليو‪ .5472 ،‬ي‪.555-551‬‬

‫‪070‬‬
‫‪ .31‬فتوى لجنة الفتوى باألزهر‪ .5475/4/24 .‬محمد السنهوري‪ .‬التأمينات‪ .‬المجلد الثاني للمأتمر‬
‫السابع لمجمع البحوث باألزهر‪ .5412 .‬ي ‪.514-515‬‬
‫‪ .37‬فتوى هينة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية رقم ‪ .15‬بتاري ‪.5341/4/4‬‬
‫‪ .31‬مال بن أنس األصحي‪ .‬رواية سحنون التنوخي‪ .‬المدونة الكبررى‪ .‬بيرروت‪ .‬دار صرادر‪ .‬بردون‬
‫تاري نشر‪ .‬ج‪ ،4‬ي ‪.25‬‬
‫‪ .35‬المجلس األعلى لديوان األوقال العمومية‪ .‬انظرر‪ :‬محمرد السرنهوري‪ .‬التأمينرات‪ .‬المجلرد الثراني‬
‫للمأتمر السابع لمجمع البحوث باألزهر‪ .5412 .‬ي ‪.574-572‬‬
‫‪ .34‬محمرد أبرو زهررة‪ .‬مجموعرة بحروث ومقرراالت واجابرات علررى أسرنلة حرول التررأمين‪ .‬مجلرة حضرارة‬
‫اإلس ر ر ررالم‪ .‬دمش ر ر ررق‪ .‬ع ر ر رردد ‪ ،1‬س ر ر ررنة ‪ ،5475‬ي‪ .132 ،125 ،152 ،‬األهر ر ر ررام االقتص ر ر ررادي‪.‬‬
‫‪51‬فب اري ر ررر ‪5475‬م‪ ،‬ع ر رردد ‪ ،532‬ي‪ .25‬مجل ر ررة لر ر رواء اإلس ر ررالم‪ ،‬رج ر ررب ‪5314‬هر ر رر‪ ،‬ي‪.157‬‬
‫مجموعة أعمال ندوة التشريع اإلسالمي‪ .‬الجامعة الليبية‪ .‬البيضاء‪.5412 .‬‬
‫‪ .4.‬أبر ررو الولير ررد محمر ررد بر ررن أحمر ررد بر ررن رشر ررد‪ .‬البير رران والتحصر رريل‪ .‬بير ررروت‪ .‬دار الغر رررب‪.5454 .‬‬
‫ي‪.445‬‬
‫‪ .45‬محمد أحمد فرج السنهوري‪ .‬التأمينات‪ .‬المجلد الثاني ألعمرال المرأتمر السرابع لمجمرع البحروث‬
‫اإلسالمية باألزهر‪ ،5412 ،‬ي ‪.514-513 ،574-57. ،544‬‬
‫‪ .42‬محمررد بررن إسررماعيل البخرراري‪ .‬الجررامع الصررحي ‪ .‬ط‪ .3‬بيررروت‪ .‬دار ابررن كثيررر ودار اليمامررة‪.‬‬
‫‪ .5451 ،54.1‬ج‪ ،2‬ي ‪ .55. ،514‬حديث رقم ‪.2314 ،2312 ،2315‬‬
‫‪ .43‬محمررد أمررين بررن عابرردين‪ .‬رد المحتررار علررى الرردر المختررار شرررح تنرروير األبصررار‪ .‬بيررروت‪ .‬دار‬
‫الفكر‪ .‬تصوير ط‪5414 ،2‬م‪ .‬ج‪ ،4‬ي‪ .51.‬ج ‪ ،5‬ي ‪.1.7 ،42.‬‬
‫‪ .44‬محم ررد بخي ررت المطيع رري‪ .‬محم ررد عب ررده‪ .‬أحك ررام الس رروكرتاه‪ .‬الق رراهرة‪54.7 .‬م‪ ،‬وس ررنة ‪5432‬م‪.‬‬
‫ي‪.1‬‬
‫‪ .41‬محم ررد البه رري‪ .‬نظ ررام الت ررأمين ف رري ه رردي الشر رريعة اإلس ررالمية وض رررورات المجتم ررع المعاص ررر‪.‬‬
‫الجزانر‪ .‬مكتبة الشركة الجزانرية‪ .‬بدون تاري ‪ .‬ي‪.34‬‬
‫‪ .47‬محم ررد الخطي ررب الشر رربيني‪ .‬مغن رري المحت رراج إل ررى معرف ررة مع رراني ألف رراظ المنه رراج‪ .‬بي ررروت‪ .‬دار‬
‫الفكر‪ .‬بدون تاري ‪ .‬ج‪ ،2‬ي ‪.4.1 ،4.4‬‬

‫‪076‬‬
‫‪ .41‬محمر ررد رشر رريد رضر ررا‪ .‬مجموعر ررة فتر رراوى حر ررول التر ررأمين‪ .‬مجلر ررة المنر ررار‪ .‬القر رراهرة‪ .‬مجلر ررد‪ .5‬سر ررنة‬
‫‪5323‬ه رر‪ .‬ي‪ .142-155 :‬مجلررد‪ ،23‬ي‪ .41-43‬مجلررد ‪ .5.‬سررنة ‪5321‬ه رر‪ .‬ي‪-314 :‬‬
‫‪.371‬‬
‫‪ .45‬محمد عرفة الدسوقي‪ .‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبيرر للردردير‪ .‬القراهرة‪ .‬دار إحيراء الكترب‬
‫العربية‪ .‬بدون تاري ‪ .‬ج‪ ،4‬ي ‪.557-554‬‬
‫‪ .44‬محمد المختار السالمي‪ .‬الترأمين علرى الحيراة برين الترأمين التجراري والترأمين اإلسرالمي‪ .‬جردة‪.‬‬
‫البن اإلسالمي للتنمية‪ .‬حلقة عمل حول عقود التأمين اإلسالمي‪5423 .‬هر‪ .‬ي‪.51 ،54 ،‬‬
‫‪ .1.‬محمد المدني‪ .‬حالل أم حرام‪ .‬األهرام االقتصادي‪ .‬عدد ‪ 51 .532‬فبراير ‪ .5475‬ي ‪.25‬‬
‫‪ .15‬محمررد مصررطفى الزحيلرري‪ .‬االلت ازمررات التعاقديررة فرري عقررود شررركات التررأمين اإلسررالمية‪ .‬جرردة‪.‬‬
‫البن اإلسالمي للتنمية‪ .‬حلقة عمل حول عقود الترأمين اإلسرالمي‪-52 .5422/5./3.-25 .‬‬
‫‪ .2..2/5/54‬ي‪.37 ،3. ،54،24 ،5.،53 ، ،5 ،1 ،‬‬
‫‪ .12‬محمررد نجرراتي‪ .‬حكررم التررأمين فرري الش رريعة اإلسررالمية‪ .‬المجلررد الثرراني للمررأتمر السررابع لمجمررع‬
‫البحوث باألزهر‪ .‬القاهرة‪.5412 .‬‬
‫‪ .13‬مصطفى الزرقا‪ .‬عقد التأمين وموقل الشريعة اإلسالمية منه‪ .‬مجلة حضارة اإلسالم‪ ،‬دمشرق‪.‬‬
‫عدد‪ ،2‬ي‪ 574،‬وما بعدها‪ .‬عدد‪ ،3‬ي‪ .3.7‬وانظر أيضر ا نفرس البحرث‪ :‬مجلرد أعمرال أسربو‬
‫الفقه اإلسالمي الثاني بدمشق‪ .5475 .‬ي‪.512-551. ،‬‬
‫‪ .14‬مصررطفى الزرقررا‪ .‬نظررام التررأمين موقعرره فرري الميرردان االقتصررادي بوجرره عررام وموقررل الش رريعة‬
‫اإلسالمية منه‪ .‬مكة المكرمة‪ .‬المأتمر العالمي األول لالقتصاد اإلسالمي‪.5347/2/27-25 .‬‬
‫‪ .5417/2/27-25‬مجلد أعمال المأتمر‪.‬ط‪ .54..0545. .5‬ي‪.4.3 -344 ،‬‬
‫‪ .11‬منصور بن يونس البهوتي‪ .‬شرح منتهى اإلرادات‪ .‬ط‪ ،2‬بيروت‪ .‬عالم الكتب‪.5447 .‬‬
‫ج‪ ،2‬ي‪ .43. ،255 ،‬ج‪ .3‬ي‪.34 ،‬‬
‫‪ .17‬منصررور بررن يررونس البهرروتي‪ .‬كشررال القنررا عررن مررتن اإلقنررا ‪ .‬بيررروت‪ .‬دار الفكررر‪.5452 .‬‬
‫ج‪ ،3‬ي‪ .13 ،‬ج‪ ،4‬ي‪.3.. ،‬‬
‫‪ .11‬وثانق تأمين كل مرن‪ :‬الشرركة الوطنيرة للترأمين التعراوني‪ ،‬والشرركة اإلسرالمية العربيرة للترأمين‪،‬‬
‫وبن الجزيرة‪.‬‬

‫‪077‬‬
‫‪ .15‬يحيررى بررن شرررل النررووي‪ .‬روضررة الطررالبين وعمرردة المفتررين‪ .‬ط‪ .2‬بيررروت‪ .‬المكتررب اإلسررالمي‪.‬‬
‫‪ .54.1‬ج‪ ،1‬ي‪ .351-357 ،‬ج‪ ،5‬ي‪.25. ،‬‬
‫قراءات إًافية مقترحة‪:‬‬
‫‪ .5‬داود حسن الكرد‪ .‬الممارسات الخاطنة لشركات التأمين اإلسالمية‪ .‬المأتمر الدولي للصناعة‬
‫كامل ألبحاث االقتصاد اإلسالمي‬ ‫التأمينية في العالم اإلسالمي‪ .‬القاهرة‪ .‬مركز صال‬
‫بجامعة األزهر‪.5425/52/24-22 .2..5/3/54-51 .‬‬
‫‪ .‬العناصر المأثرة في الفانض التأميني وطرق توزيعه‪ .‬المأتمر الدولي‬ ‫‪ .2‬سراج الهادي قريب‬
‫كامل ألبحاث االقتصاد‬ ‫للصناعة التأمينية في العالم اإلسالمي‪ .‬القاهرة‪ .‬مركز صال‬
‫اإلسالمي بجامعة األزهر‪.5425/52/24-22 .2..5/3/54-51 .‬‬
‫‪ .3‬الصديق محمد األمين الضرير‪ .‬موقل فقهاء الشريعة اإلسالمية من التأمين‪ .‬المأتمر الدولي‬
‫كامل ألبحاث االقتصاد‬ ‫للصناعة التأمينية في العالم اإلسالمي‪ .‬القاهرة‪ .‬مركز صال‬
‫اإلسالمي بجامعة األزهر‪.5425/52/24-22 .2..5/3/54-51 .‬‬
‫‪ .4‬فتحي السيد الشين‪ .‬مشروعية عقد التأمين من وجهة النظر اإلسالمية‪ .‬المأتمر الدولي‬
‫كامل ألبحاث االقتصاد‬ ‫للصناعة التأمينية في العالم اإلسالمي‪ .‬القاهرة‪ .‬مركز صال‬
‫اإلسالمي بجامعة األزهر‪.5425/52/24-22 .2..5/3/54-51 .‬‬
‫مبرو النجار‪ .‬أسانيد اإلباحة في التأمين التجاري‪ :‬تقييم ومناقشة‪ .‬المأتمر الدولي‬ ‫‪ .1‬عبد‬
‫كامل ألبحاث االقتصاد‬ ‫للصناعة التأمينية في العالم اإلسالمي‪ .‬القاهرة‪ .‬مركز صال‬
‫اإلسالمي بجامعة األزهر‪.5425/52/24-22 .2..5/3/54-51 .‬‬
‫‪ .7‬عبد الناصر توفيق العطار‪ .‬أحكام التأمين في الشريعة اإلسالمية والقانون‪ .‬القاهرة‪ .‬مطبعة‬
‫السعادة‪ .‬بدون تاري ‪.‬‬
‫ريب الجمال‪ .‬التأمين التجاري والبديل اإلسالمي‪ .‬القاهرة‪ .‬دار االعتصام‪.5347 .‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ريب الجمال‪ .‬التأمين في الشريعة اإلسالمية والقانون‪ .‬جدة‪ .‬دار الشروق‪ .‬بدون تاري ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫‪ .4‬مجموعة دلة البركة‪ .‬جدة‪ .‬فتاوى التأمين‪ .‬جمع وترتيب عبد الستار أبو دة وعز الدين‬
‫خوجة‪.‬‬
‫‪ .5.‬محمد أحمد الصال ‪ .‬التأمين بين الحظر واإلباحة‪ .‬ط‪ .2..4 ،5421 .5‬بدون دار نشر‪.‬‬

‫‪078‬‬
‫‪ .55‬محمد راتب النابلسي‪ .‬واقع األوقال في سورية‪ .‬ندوة التجارب الوقفية في بالد الشام‪ .‬تنظيم‬
‫و ازرة األوقال السورية‪ .‬دمشق‪.2.../3/54-53 .‬‬
‫‪ .52‬محمد سعدو الجرل‪ .‬إعادة التأمين في الفكر اإلسالمي‪ .‬مجلة مركز صال كامل لالقتصاد‬
‫اإلسالمي‪ .‬جامعة األزهر‪.‬العدد األول‪5455.‬هر‪5441 .‬م‪.‬‬
‫‪ .53‬محمد سعدو الجرل‪ .‬تقويم عقود هينات التأمين اإلسالمية المعاصرة فقهيا‪ .‬القاهرة‪ .‬جامعة‬
‫األزهر‪ .‬المجلة العلمية لتجارة األزهر‪ .‬العدد‪ .22‬يناير‪5441.‬م‪.‬‬
‫‪ .54‬محمد سعدو الجرل‪ .‬لفانض التأميني وأسس توزيعه في الفكر اإلسالمي‪ .‬مجلة كلية التجارة‬
‫جامعة اإلسكندرية‪ .‬المجلد‪ .37‬العددالثاني‪ .‬ج‪ .2‬سبتمبر‪5444.‬م‪.‬‬
‫‪ .51‬محمد سعدو الجرل‪ .‬عقد التأمين بين الجواز واللزوم في الفكر اإلسالمي‪ .‬المجلة العلمية‬
‫لتجارة األزهر‪ .‬العدد الثاني‪.5441. 5455 .‬‬
‫‪ .57‬محمد سعدو الجرل‪ .‬نظام المضاربة للتكافل االجتماعي البديل الشرعي للتأمين على‬
‫األشخاي‪ .‬القاهرة‪ .‬جامعة األزهر‪ .‬مجلة مركز صال كامل لالقتصاد اإلسالمي‪ .‬العدد‬
‫الرابع‪ .‬ذو الحجة ‪5455‬هر‪ .‬أبريل‪5445 .‬م‪.‬‬
‫‪ .51‬محمد يحيى النجيمي‪ .‬نظرات في حكم التأمين في الفقه اإلسالمي‪ .‬المأتمر الدولي للصناعة‬
‫كامل ألبحاث االقتصاد اإلسالمي‬ ‫التأمينية في العالم اإلسالمي‪ .‬القاهرة‪ .‬مركز صال‬
‫بجامعة األزهر‪.5425/52/24-22 .2..5/3/54-51 .‬‬
‫‪ .55‬معوض حسن حسنين‪ .‬استثمار أموال التأمين بين الواقع العملي واألساليب الشرعية‪ .‬المأتمر‬
‫الدولي للصناعة التأمينية في العالم اإلسالمي‪ .‬القاهرة‪ .‬مركز صال كامل ألبحاث االقتصاد‬
‫اإلسالمي بجامعة األزهر‪.5425/52/24-22 .2..5/3/54-51 .‬‬

‫‪072‬‬

You might also like